1. إستمتع بحياتك ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ كتاب: اسعـتعـمعـتعـع بــحــيـاتـك ـِ ْ كِ يَ كِ ـِ ْ مهارات وفنون التعامل مع الناس في ظل السـيرة النبوية .. حصيلة بـحوث ودورات وذكريات أكثر من عشرين سنة ] لقد كان لكم ف ي رسلول الله أ ْمُسلوة حسنة ْدَ ْدَ ْ ْدَ ْدَ ْدَ ْمُ ْ ـِ ْدَ ْمُ ـِ َّ ـِ ْ ْدَ ح ٌ ْدَ ْدَ ْدَ ح ٌ بقلم / د.محمد بن عبد الرّحمن العريفي أستاذ جامعي ، خطيب جامع البواردي بالرياض محاضر معتمد لدورات السعادة وفن التعامل مع الناس عضو الهيئة العليا للعل م اللسلمي مدير عا م مركز ناصح للدرالسات واللستشارات الجتماعية 7241/2/6 هعـ الموافق 6002/3/6 متنبيه هــا م جــدا : هــذه النســخة ليست للتصــوير ول للنشــر ، عـأ عـعـرجلو مراعــاة ذلــك ، وفــق ال ـ ف ً الجميع .. آمين . 1
2. إستمتع بحياتك ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ مقدمةلما كنت في السادلسة عشرة من عمري وقع في يدي- كتاب " فن التعامــل مــع النــاس " لمــؤلفه "دايل كارنيجي " كان كتابا رائعا قرأته عدة مرات .. كان كــاتبه اقــترح أن يعيــد الشــخص قراءتــه كــل ً ًشهر .. ففعلت ذلك .. جعلت أطبق قواعده عند تعـاملي مــع النـاس فرأيــت لـذلك نتــائج عجيبــة ..كـانكارنيجي يسوق القاعدة ويذكر تحتها أمثلة ووقائع لرجال تميزوا من قــومه .. روزفلــت .. لنكــولن ..جــوزف .. مايــك .. فبحثــت فــي تاريخنــا فرأيــت أن فــي لســيرة رلســول الـ صعـعـعـى ال ـ عليــه ولســلم عـلوأصحابه ومواقف المتميزين من رجال أمتنا ما يغنينا .. فبدأت من ذلك الحيــن أؤلــف هــذا الكتــابفي فن التعامل مع الناس .. فهذا الكتاب الـذي بيـن يـديك ليـس وليـد شـهر أو لسـنة .. بـل هـو نتيجـة درالسات قمت بها لمدة عشرين عاما .. ًومع أن ال تعالى قد من علي بتأليف قرابة العشرين عنوانـا إلـى الن .. إل أنـي أجـد أن أحـب كتـبي ً َّ َّإلي وأغلها إلى قلبي .. وأكثرها فائدة عمليــة - فيمــا أظــن – هــو هــذا الكتــاب ..كتبــت كلمــاته بمــداد َّخلطته بدمي .. لسكبت روحي بين ألسطره .. عصرت ذكريــاتي فيــه .. جعلتهــا كلمــات مــن القلــب إلــى القلب .. وأقسم أنها خرجت من قلبي مشتاقة أن يكون مستقرها قلبك .. فرحماك بها ..ما أعظم لسروري لو علمت أن قارئا أو قارئة لهذه الورقات طبق ما فيه .. فشعر وشعر غيره بتطـور ً مهاراته .. وازدادت متعته في حياته ..فسطر بيمينه الطاهرة – مشكورا - رلسالة عبر فيها عن رأيه .. وصوّر مشاعره بصدق وصــراحة .. ًثم أرلسلها عبر بريد أو رلسالة جوال smsإلى كاتب هذه السطور .. لكــون للطفــه شــاكرا .. وبظهــر ً الغيب له داعيا .. ً ألسأل ال أن ينفع بهذه الورقات .. وأن يجعلها خالصة لوجهه الكريم .. كتبه الداعي لك بالخير/د.محمد بن عبد الرحمن العريفي بداية .. ليست الغاية أن تقرأ كتابا .. بل الغاية أن تستفيد منه .. ً 2
3. إستمتع بحياتك ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ هؤلء لن يستفيدوا .. 1. أذكر أن رلسالة جاءتني على هاتفي المحمول .. نصها : فضيلة الشيخ .. ما حكم النتحار ؟ فاتصلت بالسائل فأجاب شاب في عمر الزهور .. قلت له : عفوا لم أفهم لسؤالك .. أعد السؤال ! ً فأجاب بكل تضجر : السؤال واضح .. ما حكم النتحار .. فأردت أن أفاجئه بجواب ل يتوقعه فضحكت وقلت : مستحب .. صرخ : ماذا ؟! قلت : أقول لك : حكم النتحار أنه مستحب .. لكن ما رأيك أن نتعاون في تحديد الطريقة التي تنتحر بها .. ؟ لسكت الشاب .. فقلت : طيب .. لماذا تريد أن تنتحر ؟قال : لني ما وجدت وظيفة .. والناس ما يحبونني .. وأصل أنا إنسان فاشل .. و ..وانطلق يروي لي ًقصة مطولة تحكي فشله في تطوير ذاته .. وعـد م السـتعداده لللسـتفادة بمـا هـو متـاح بيـن يـديه مـنقدرات ..وهذه آفة عند الكثيرين ..لماذا ينظر أحدنا إلى نفسه نظرة دونيـة ؟ لمـاذا يلحـظ ببصـره إلـىالواقفين على قمة الجبل ويرى نفسه أقــل مــن أن يصــل إلــى القمــة كمــا وصــلوا .. أو علــى القــل أن يصعد الجبل كما صعدوا .. ومن يتهيب صعود الجبال *** يعش أبد الدهر بين الحفر تدري من الذي لن يستفيد من هذا الكتاب ، ول من أي كتاب آخر من كتب المهارات ؟!إنه الشخص المسكين الذي الستسلم لخطائه وقنع بقدراته ، وقال : هذا طبعي الــذي نشــأت عليــه ..وتعودت عليه ، ول يمكن أن أغير طريقتي .. والناس تعـودوا علـي بهـذا الطبـع ..أمـا أن أكـون مثـل خالد في طريقة إلقائه .. أو أحمد في بشاشته .. أو زياد في محبة الناس له .. فهذا محال ..جلست يوما مع شيخ كبير بلغ من الكبر عتيا .. في مجلس عا م ، كل من فيه عوا م متواضعو القدرات ً ً..وكان الشيخ يتجاذب أحاديث عامة مع مــن بجــانبه .. لــم يكــن يمثــل بالنســبة لمــن فــي المجلــس إلواحدا منهم له حق الحترا م لكـبر لسـنه .. فقـط ..ألقيـت كلمـة يسـيرة .. ذكـرت خللهـا فتـوى للشـيخ ًالعلمة عبد العزيز بن باز ..فلما انتهيت .. قال لي الشيخ مفتخــرا : أنــا والشــيخ ابــن بــاز كنــا زملء ًندرس في المسجد عند الشيخ محمد بن إبراهيم .. قبل أربعين لسنة .. التفت أنظر إليه .. فـإذا هــو قـدانبلجت ألساريره لهذه المعلومة .. كان فرحا جــدا لنــه صــاحب رجل ناجحـا يومـا مــن الــدهر ..بينمــا ً ً ً ً ًجعلت أردد في نفسي : ولماذا يا مسكين ما صرت ناجحا مثل ابن بــاز ؟ مــا دا م أنــك عرفــت الطريــق ًلماذا لم تواصل ..؟ لماذا يموت ابن باز فتبكي عليه المنابر .. والمحاريب .. والمكتبات .. وتئن أقــوا ملفقده ..وأنت لستموت يوما من الدهر .. ولعله ل يبكي عليك أحد .. إل مجاملة .. أو عادة ..!!كلنــا قــد ًنقول يوما من اليا م .. عرفنا فلنا .. وزاملنا فلنا .. وجالسنا فلنا !! وليس هذا هو الفخر .. إنمــا ً ً ً ًالفخر أن تشمخ فوق القمة كما شمخ ..فكن بطل واعز م من الن أن تطبق ما تقتنع بنفعه من قــدرات ً.. كن ناجحـا ..اقلـب عبولسـك ابتسـامة .. وكآبتـك بشاشـة .. وبخلـك كرمـا .. وغضـبك حلمـا ..اجعـل ً ً ًالمصائب أفراحا .. واليمان لسلحا .. استمتع بحياتك.. فالحياة قصــيرة ل وقــت فيهــا للغــم.. أما ً ً كيف تفعل ذلك .. فهذا ما ألفت الكتاب لجله كن معي ولسنصل إلى الغاية بإذن ال .. بقي معنا .. البطل الذي لديه العزيمة والصرار على أن يطور مهاراته .. ويستفيد من قدراته .. 3
4. إستمتع بحياتك ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ماذا سنتعلم ؟ 2.يشترك الناس غالبا في ألسباب الحزن والفرح ..فهم جميعا يفرحون إذا كثرت أموالهم .. ويفرحون ً ًإذا ترقــوا فــي أعمــالهم ..ويفرحــون إذا شــفوا مــن أمراضــهم ..ويفرحــون إذا ابتســمت الــدنيا لهــم ..فتحققت لهم مراداتهم ..وفي الوقت نفسه .. هم جميعا يحزنون إذا افتقروا .. ويحزنون إذا مرضوا .. ًويحزنون إذا أهينوا ..فما دا م ذلك كذلك .. فتعال نبحث عـن طــرق نــديم فيهــا أفراحنــا .. ونتغلــب بهــا هُعلى أتراحنا ..نعم .. لسنة الحياة أن يتقلب المرء بين حلوة ومرة .. أنــا معــك فــي هــذا .. ولكــن لمــاذا هُ ٍ هُ ٍنعطي المصائب والحزان في أحيان كثيرة أكبر من حجمها .. فنغتم أياما .. مع إمكاننا أن نجعل غمنا ً لساعة .. ونحزن لساعات على ما ل يستحق الحزن .. لماذا ..؟!أعلم أن الحزن والغم يهجمان على القلب ويدخلنه من غير الستئذان .. ولكن كل باب هم يفتح فهنــاك ألف طريقة لغلقه .. هذا مما لسنتعلمه ..تعال إلى شيء آخر ..كم نرى من الناس المحبوبين .. الذين يفرح الخرون بلقائهم .. ويأنسون بمجالستهم .. أفلم تفكر أنتكون واحدا منهم ..؟ لماذا ترضى أن تبقى دائما معجـبا ) بفتح الجيم ( ول تسعى لن تكون معجـباـِ ً ً ـَ ً ً ) بكسرها ( !! هنا لسنتعلم كيف تصبح كذلك ..لماذا إذا تكلم ابن عمك في المجلس أنصت له الناس وملــك ألســماعهم .. وأعجبــوا بألســلوب كلمــه ..وإذا تكلمت أنت انصرفوا عنك .. وتنازعتهم الحاديث الجانبية ؟! لماذا ؟ مع أن معلوماتـك قـد تكـون أكثر .. وشهادتك أعلى .. ومنصبك أرفع .. لماذا إذن الستطاع ملك ألسماعهم وعجزت أنت ؟!!لماذا ذاك الب يحبه أولده ويفرحون بمرافقته في كـل ذهــاب ومجيــء .. وآخــر ل يــزال يلتمــس مــن أولده مرافقته وهم يعتذرون بصنوف العذار .. لماذا ؟! أليس كلهما أب ؟!! ولماذا .. ولماذا ..لسنتعلم هنا كيفية اللستمتاع بالحياة .. ألساليب جذب الناس .. والتأثير فيهم ..تحمل أخطائهم ..التعامل مع أصحاب الخلقيات المؤذية .. إلى غير ذلك .. فمرحبا بك .. ً كلمة .. ليس النجاح أن تكتشف ما يحب الخرون .. إنما النجاح أن تمارس مهارات تكسب بها محبتهم .. 4
5. إستمتع بحياتك ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ لماذا نبـحث عن المهارات؟ 3.زرت إحدى المناطق الفقيرة للقاء محاضــرة ..جــاءني بعــدها أحــد المدرلســين القــادمين مــن خــارج المنطقة .. قال لي : نود أن تساعدنا في كفالة بعض الطلب .. قلت : عجبا !! أليست المدارس حكومية .. مجانية ؟! ً قال : بلى .. لكننا نكفلهم للدرالسة الجامعية .. قلت : كذلك الجامعة .. أليست حكومية .. بل تصرف للطلب مكافآت .. قال : لسأشرح لك القصة .. قلت : هات .. ـِقال : يتخرج من الثانوية عندنا طلب نسبتهم المئوية ل تقل عن 99% .. يملــك مــن الــذكاء والفهــمقدرا لو وزع علــى أمــة لكفــاهم .. فــإذا تخــرج وعــز م أن يســافر خــارج قريتــه ليــدرس فــي الطــب أو ً هُ عِّالهندلسة .. أو الشريعة .. أو الكمبيوتر .. أو غيرها .. منعه أبوه وقــال : يكفــي مــا تعلمــت .. فــاجلس عندي لرعي الغنم .. صرخت من غير شعور : رعي غنم !!قــال : نعــم .. رعــي غنــم ..وفعل يجلــس المســكين عنــد أبيــه يرعــى الغنــم .. وتمــوت هــذه القــدرات ًوالمهارات .. وتمضي عليه السنين وهو راعــي غنــم ..بــل قـد يــتزوج .. ويــرزق بــأولد .. ويمــارس معهم ألسلوب أبيه .. فيرعون الغنم !! قلت : والحل؟!قال : الحل أننا نقنع الب بالستخدا م راعي غنم .. ببضع مئات من الريالت .. ندفعها نحن له .. وولده النابغة يستثمر مواهبه وقدراته .. ونتكفل بمصاريف الولد أيضا حتى يتخرج .. ًثم خفض هذه المدرس رألسه .. وقال : حرا م أن تمــوت المــواهب والقــدرات فــي صــدور أصــحابها .. وهم يتحسرون عليها ..تفكرت في كلمه بعدها .. فرأيت أننا ل يمكن أن نصل إلى القمة إل بممارلســة مهــارات .. أو اكتســاب مهارات ..نعم .. أتحدى أن تجد أحدا من الناجحين .. لسواء في علــم .. أو دعــوة .. أو خطابــة .. أو تجــارة .. أو ًطب .. أو هندلسة .. أو كسب محبة الناس .. أو الناجحين ألسريا .. كأب ناجــح مــع أولده .. أو زوجــة ً ناجحة مع زوجها ..أو اجتماعيا .. كالناجح مع جيرانــه وزملئه ..أعنــي النــاجحين .. ول أعنــي الصــاعدين علــى أكتــاف ً الخرين ..!!أتحدى أن تجد أحدا من هؤلء بلغ مرتبة في النجاح .. إل وهو يمارس مهارات معينة – شــعر أو لــم ًيشعر - الستطاع بها أن يصل إلى النجاح ..قد يمارس بعـض النـاس مهـارات ناجحـة بطـبيعته .. وقـديتعلم آخرون مهارات فيمارلسونها .. فينجحون ..نحــن هنــا نبحــث عــن هــؤلء النــاجحين .. ونــدرسحياتهم .. ونراقــب طريقتهــم .. لنعــرف كيــف نجحــوا ؟ وهــل يمكــن أن نســلك الطريــق نفســه فننجــح مثلهم ..؟الستمعت قبل فترة إلى مقابلة مع أحد أثرياء العالم الشيخ لســليمان بــن عبــد الـ الراجحــي .. فوجــدتهجبل في خلقه وفكــره ..رجــل يملــك المليــارات .. آلف العقــارات .. بنــى مئات المســاجد .. كفــل آلف ًاليتا م .. رجل في قمة النجاح ..تكلم عن بداياته قبل خمسين لسنة .. كان مــن عامــة النــاس .. ل يكــاد 5
6. إستمتع بحياتك ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــيملك إل قوت يومه وربما ل يجده أحيانا !.. ذكر أنه ربما نظف بيوت بعــض النــاس ليكســب رزقــه .. ًوربما واصل ليله بنهاره عامل في دكان أو مصــرف ..تكلــم كيــف كــان فــي لســفح الجبــل .. ثــم ل زال ًيصعد حتى وصل القمة ..جعلت أتأمل مهاراته وقدراته .. فوجدت أن كثيرا منا يمكــن أن يكــون مثلــه ً بتوفيق ال .. لو تعلم مهارات وتدرب عليها .. وثابر وثبت ..نعم ..أمر آخر يدعونا إلى البحث عن المهارات ..هو أن بعضنا يكون عنده قدرات على البــداع لكنـه غافـلعنها .. أو لم يساعده أحد على إذكائها ..كقدرة على اللقاء .. أو فكر تجاري .. أو ذكاء معرفي .. قــديكتشف هذه القدرات بنفسه .. أو يذكي هذه المهارات مدرس .. أو مسئول وظيفي .. أو أخ ناصــح ..وما أقلهم ..وقد تبقى هذه المهارات حبيسة النفس حتى يغلبها الطبع السائر بين الناس .. وتموت في هّمهدها .. ونفقد عندها قائدا أو خطيبا أو عالما .. أو ربما زوجا ناجحا أو أبا ناصحا ..نحن هنا لسنذكر ً ً ً ً ً ً ً مهارات متميزة نذكرك بها إن كانت عندك .. وندربك عليها إن كنت فاقدا لها .. فهلم .. هّ ً فكرة .. إذا صعدت الجبل فانظر إلى القمة .. ول تلتفت للصخور المتناثرة حولك .. اصعد بخطوات واثقة .. ول تقفز فتزل قدمك .. طلور نفسك .. 4.تجلس مع بعض الناس وعمره عشرون لسنة .. فترى له ألسلوبا ومنطقا وفكــرا معينـا ..ثــم تجلــس ً ً ً ًمعه وعمره ثلثون .. فإذا قدراته هي هي .. لم يتطور فيه شيء ..بينمــا تجلــس مــع آخريــن فتجــدهم ـَيستفيدون من حياتهم .. تجده كل يو م متطورا عن اليو م الذي قبله .. بل ما تمر لســاعة إل ارتفــع بهــا ً دينا أو دنيا ..إذا أردت أن تعرف أنواع الناس في ذلك .. فتعال نتأمل في أحوالهم واهتماماتهم .. ً القنوات الفضائية مثل .. ًمن الناس من يتابع ما ينمي فكره المعرفي .. ويطور ذكاءه .. ويستفيد من خبرات الخرين من خللمتابعة الحوارات الهادفة .. يكتسب منها مهارات رائعــة فــي النقـاش .. واللغــة .. والفهــم .. ولســرعة البديهة .. والقدرة على المناظرة .. وألساليب القناع ..ومن الناس من ل يكاد يفوته مسلسل يحكي قصة حب فاشلة .. أو مسرحية عاطفية .. أو فيلم خيــالي مرعب .. أو أفل م لقصص افتراضية تافهة .. ل حقيقة لها ..تعال بال عليك .. وانظر إلى حال الول وحال الثاني بعد خمــس لســنوات .. أو عشــر ..أيهمــا لســيكونأكثر تطورا في مهاراته ؟ في القدرة على اللستيعاب ؟ في لسعة الثقافة ؟ في القدرة على القناع ؟ في ً ألسلوب التعامل مع الحداث ؟ل شك أنه الول ..بل تجد ألسلوب الول مختلفا .. فالستشهاداته بنصوص شرعية .. أو أرقا م وحقــائق ً..أما الثاني فالسشهاداته بأقوال الممثلين .. والمغنين .. حتى قــال أحــدهم يومـا فــي معــرض كلمــه .. ًوالـ يقـول : السـع يـا عبـدي وأنـا ألسـعى معـاك !! فنبهنـاه إلـى أن هـذه ليسـت آيـة .. فتغيـر وجهـه ـِ َعْ ـَولسكت ..ثم تأملت العبارة .. فإذا الذي ذكره هو مثل مصري انطبع في ذهنه من إحدى المسلسلت !! نعم .. كل إناء بما فيه ينضح .. بل تعال إلى جانب آخر ..في قراءة الصــحف والمجلت .. كــم هــم أولئك الــذين يهتمــون بقــراءة الخبــار المفيــدة والمعلومــاتالنافعة التي تساعد على تطوير الــذات .. وتنميــة المهــارات .. وزيــادة المعــارف ..بينمــا كــم الــذين ليكادون يلتفتون إلى غير الصفحات الرياضية والفنيــة ؟! حتى صــارت الجــرائد تتنــافس فــي تكــثير 6
7. إستمتع بحياتك ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــالصفحات الرياضية والفنية .. على حساب غيرها ..قل مثل ذلك في مجالسنا التي نجلسها .. وأوقاتناالتي نصرفها ..فأنت إذا أردت أن تكــون رألسـا ل ذيل .. احــرص علـى تتبــع المهــارات أينمــا كـانت .. ً ً درب نفسك عليها .. عِّكان عبد ال رجل متحمسا .. لكنه تنقصه بعض المهارات .. خرج يوما من بيته إلى المسجد ليصــلي ً ً ًالظهر .. يسوقه الحرص على الصلة ويدفعه تعظيمــه للــدين .. كــان يحــث خطــاه خوفـا مــن أن تقــا م ً الصلة قبل وصوله على المسجد ..مر أثناء الطريق بنخلة في أعلها رجل بلباس مهنته يشتغل بإصلح التمر .. عجب عبد ال من هــذا الذي ما اهتم بالصلة .. وكأنه ما لسمع إذانا ول ينتظر إقامة ..!! ً فصاح به غاضبا : انزل للصلة .. ً فقال الرجل بكل برود : طيب .. طيب .. فقال : عجل .. صل يا حمار !! فصرخ الرجل : أنا حمار ..!! ثم انتزع عسيبا من النخلة ونزل ليفلق به رألسه !! ً غطى عبد ال وجهه بطرف غترته لئل يعرفه .. وانطلق يعدو إلى المسجد ..نزل الرجل من النخلة غاضبا .. ومضى إلى بيته وصــلى وارتــاح قليل .. ثـم خــرج إلـى نخلتــه ليكمـل ً ً عمله .. دخل وقت العصر وخرج عبد ال إلى المسجد .. مر بالنخلة فإذا الرجل فوقها ..هّ فقال : السل م عليكم .. كيف الحال .. قال : الحمد ل بخير .. قال : بشر !! كيف الثمر هذه السنة .. قال : الحمد ل ..قال عبد ال : ال يوفقك ويرزقك .. ويولسع عليك .. ول يحرمــك أجــر عملــك وكــدك لولدك ..ابتهــج الرجل لهذا الدعاء .. فأمن على الدعاء وشكر ..فقال عبد ال : لكن يبدو أنك لشدة انشغالك لم تنتبــه إلــى أذان العصــر !! قــد أذن العصــر .. والقامــة قريبة .. فلعلك تنزل لترتاح وتدرك الصلة .. وبعد الصلة أكمل عملك .. ال يحفظ عليك صحتك .. فقال الرجل : إن شاء ال .. إن شاء ال ..وبدأ ينزل برفق .. ثم أقبل على عبد ال وصافحه بحرارة .. وقال : أشكرك على هذه الخلق الرائعــة .. أما الذي مر بي الظهر فيا ليتني أراه لعلمه من الحمار !! نتيجة مهاراتك في التعامل مع الخرين .. على ألسالسها تتحدد طريقة تعامل الناس معك .. ل تبك على اللبن المسكوب .. 5.بعض الناس يعتبر طبعـه الـذي نشـأ عليـه .. وعرفـه النـاس بـه .. وتكـونت فـي أذهـانهم الصـورةالذهنية عنه على ألسالسه .. يعتبره شيئا لزما له ل يمكن تغييره .. فيستسلم له ويقنع .. كما يستســلم ً ًلشكل جسمه أو لون بشرته .. إذ ل يمكنه تغيير ذلك .. مع أن الذكي يرى أن تغيير الطباع لعله ألسهلمن تغيير الملبس !! فطباعنا ليست كاللبن المسكوب الـذي ل يمكـن تـداركه أو جمعـه .. بـل هـي بين أيدينا ..بل نستطيع بألساليب معينة أن نغير طباع الناس .. بل عقولهم – ربما - !! 7
8. إستمتع بحياتك ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ذكر ابن حز م في كتابه طوق الحمامة :أنه كان في الندلس تاجر مشهور .. وقع بينه وبين أربعة من التجار تنافس .. فأبغضــوه .. وعزمــواعلى أن يزعجوه .. فخرج ذات صباح من بيتــه متجهـا إلــى متجــره .. لبسـا قميصـا أبيــض وعمامــة ً ً ً بيضاء ..لقيه أولهم فحياه ثم نظر إلى عمامته وقال : ما أجمل هذه العمامة الصفراء .. فقال التاجر : أعمي بصرك ؟!! هذه عمامة بيضاء .. هُ ـَ فقال : بل صفراء .. صفراء لكنها جميلة .. تركه التاجر ومضى ..فلما مشى خطوات لقيه الخر .. فحياه ثم نظــر إلــى عمــامته وقــال : مــا أجملــك اليــو م .. ومــا أحســن لبالسك .. خاصة هذه العمامة الخضراء .. فقال التاجر : يا رجل العمامة بيضاء .. قال : بل خضراء .. قال : بيضاء .. اذهب عني ..ومضى المسكين يكلم نفسه .. وينظر بين الفينة والخرى إلـى طـرف عمـامته المتــدلي علـى كتفــه ..ليتأكد أنها بيضاء .. وصل إلى دكانه .. وحرك القفل ليفتحه .. فأقبل إليــه الثــالث : وقــال : يــا فلن .. ما أجمل هذا الصباح .. خاصة لبالسك الجميل .. وزادت جمالك هذه العمامة الزرقاء .. نظر التاجر إلى عمامته ليتأكد من لونها .. ثم فرك عينيه .. وقال : يا أخي عمامتي بيضااااااء ..قال : بل زرقاء .. لكنها عموما جميلة .. ل تحزن .. ثم مضــى .. فجعــل التــاجر يصــيح بــه .. العمامــة ًبيضاء .. وينظر إليها .. ويقلب أطرافها ..جلس فــي دكــانه قليل .. وهــو ل يكــاد يصــرف بصــره عــن ً طرف عمامته .. دخل عليه الرابع .. وقال : أهل يا فلن .. ما شاء ال !! من أين اشتريت هذه العمامة الحمراء ؟! ً فصاح التاجر : عمامتي زرقاء .. قال : بل حمراء ..قال التاجر : بل خضراء .. ل .. ل .. بل بيضاء .. ل .. زرقاء .. لسوداء .. ثم ضحك .. ثم صرخ .. ثــم بكى .. وقا م يقفز !! )1( قال ابن حز م : فلقد كنت أراه بعدها في شوارع الندلس مجنونا يحذفه الصبيان بالحصى !! ًفإذا كان هؤلء بمهارات بدائية غيروا طبع رجل .. بل غيروا عقله ..فما بالك بمهارات مدرولسة ..منورة بنصوص الوحيين .. يمارلسها المرء تعبدا ل تعالى بهــا ..فطبــق مــا تقــف عليــه مــن مهــارات ً حسنة لتسعد .. وإن قلت لي : ل ألستطيع ..! قلت : حاول .. وإن قلت : ل أعرف .. !! قلت : تعلم .. قال صلى ال عليه ولسلم: إنما العلم بالتعلم ، وإنما الحلم بالتحلم .. وجهة نظر ..البطــل يتجــاوز القــدرة علــى تطــوير مهــاراته .. إلــى القــدرة علــى تطــوير مهــارات النــاس .. وربمــا تغييرها !! كن متمـيزا .. ً 6. ) ( القصة على ذمة ابن حزم .. رحمه ال . 1 8
9. إستمتع بحياتك ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــلماذا يتحاور اثنان في مجلس فينتهي حوارهما بخصومة .. بينما يتحــاور آخــران وينتهــي الحــوار بأنس ورضا .. إنها مهارات الحوار ..لماذا يخطب اثنــان الخطبــة نفســها بألفاظهــا نفســها .. فــترى الحاضــرين عنــد الول مــا بيــن متثــائبونائم .. أو عابث بسجاد المسجد .. أو مغير لجلسته مرارا ..بينمــا الحاضــرون عنــد الثــاني منشــدون ً متفاعلون .. ل تكاد ترمش لهم عين أو يغفل لهم قلب ..إنها مهارات اللقاء ..لماذا إذا تحدث فلن في المجلس أنصت له السامعون .. ورموا إليه أبصارهم .. بينما إذا تحــدث آخــرانشغل الجالسون بالحاديث الجانبيــة .. أو قــراءة الرلســائل مــن هــواتفهم المحمولــة .. إنهــا مهــارات الكل م ..لماذا إذا مشى مدرس في ممرات مدرلسته رأيــت الطلب حــوله .. هــذا يصــافحه .. وذاك يستشــيره ..وثالث يعــرض عليــه مشــكلة .. ولــو جلــس فــي مكتبــه ولســمح للطلب بالــدخول لمتلت غرفتــه فــي لحظات .. الكل يحب مجالسته ..بينما مدرس آخر .. أو مدرلسون .. يمشي أحدهم في مدرلسته وحده .. ويخــرج مــن مســجد المدرلســةوحده .. فل طالب يقترب مبتهجا مصافحا .. أو شاكيا مستشيرا .. ولو فتح مكتبه من طلــوع الشـمس ً ً ً ًإلى غروبها .. وآناء الليل وأطراف النهار .. لما اقترب منه أحـد أو رغـب فـي مجالسـته .. لمـاذا ؟!! إنها مهارات التعامل مع الناس ..لماذا إذا دخل شخص إلى مجلس عا م هش الناس في وجهه وبشوا .. وفرحوا بلقائه .. وود كل واحدلو يجلس بجانبه .. بينما يدخل آخــر .. فيصــافحونه مصــافحة بــاردة - عـادة أو مجاملــة – ثــم يتلفــتيبحث له عن مكان فل يكاد أحد يولسع له أو يدعوه للجلــوس إلــى جــانبه .. لمــاذا ؟!! إنها مهــارات جذب القلوب والتأثير في الناس ..لماذا يدخل أب إلى بيته فيهش أولده له .. ويقبلون إليه فرحين ..بينما يدخل الثاني على أولده .. فل يلتفتون إليه .. إنها مهارات التعامل مع البناء .. قل مثل ذلك في المسجد .. وفي العراس .. وغيرها ..يختلف الناس بقدراتهم ومهاراتهم في التعامل مع الخرين .. وبالتالي يختلــف الخــرون فــي طريقــة الحتفاء بهم أو معاملتهم ..والتأثير في الناس وكسب محبتهم ألسهل مما تتصور ..!ل أبالغ في ذلك فقد جربته مرارا .. فوجدت أن قلوب أكثر الناس يمكن صيدها بطرق ومهارات لسهلة ً .. بشرط أن نصدق فيها ونتدرب عليها فنتقنها .. والناس يتأثرون بطريقة تعاملنا .. وإن لم نشعر ..أتولى منذ ثلث عشرة لسنة المامة والخطابة في جامع الكلية المنية .. كان طريقي إلى المسجد يمرببوابة يقف عندها حارس أمن يتولى فتحها وإغلقها ..كنـت أحـرص إذا مـررت بـه أن أمـارس معـه ًمهارة البتسامة .. فأشير بيدي مسلما مبتسما ابتسامة واضحة .. وبعد الصلة أركب لسيارتي راجعـا ً ً للبيت ..وفي الغالب يكون هــاتفي المحمــول مليئا باتصــالت ورلســائل مكتوبــة وردت أثنــاء الصـلة .. فــأكون ً مشغول بقراءة الرلسائل فيفتح الحارس البوابة وأغفل عن التبسم .. ً حتى تفاجأت به يوما يوقفني وأنا خارج ويقول : يا شيخ ..! أنت زعلن مني ؟! ً قلت : لماذا ؟ قال : لنك وأنت داخل تبتسم وتسلم وأنت فرحان .. أما وأنت خارج فتكون غير مبتسم ول فرحان !!وكان رجل بسيطا .. فبدأ المسكين يقسم لي أنــه يحبنــي ويفــرح برؤيــتي ..فاعتــذرت منــه وبينــت لــه ً ً 9
10. إستمتع بحياتك ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ لسبب انشغالي ..ثم انتبهت فعل إلى أن هذه المهارات مع تعودنا عليها تصبح من طبعنــا .. يلحظهــا النــاس إذا غفلنــا ً عنها .. إضاءة .. ل ت كسب المال وتفقد الناس .. فإن كسب .... الناس طريق لكسب المال .. 01
11. إستمتع بحياتك ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ أي الناس أحب إلـيك ؟ 7.تكلون أقوى الناس قدرة على السـتعمال مهـارات التعامـل مـع الخريـن عنـدما تتعامـل مـع كـل أحـدتعامل رائعا يجعله يشعر أنه أحب الناس إليك ..فتتعامل مع أمك تعامل رائعا مشبعا بالتفاعل والنــس ً ً ً ً ًوالحتفاء إلى درجة أنها تشعر أن هذا التعامل الراقي لم يلقــه أحــد منــك قبلهــا ..وقــل مثــل ذلــك عنــدتعاملك مع أبيك .. مع زوجتك .. أولدك .. زملئك ..بل قل مثله عند تعاملك مع من تلقاهم مرة واحدة.. كبائع في دكان .. أو عامل في محطة وقود ..كل هؤلء تستطيع أن تجعلهم يجمعون على أنك أحــب الناس إليهم إذا أشعرتهم أنهم أحب الناس إليك ..وقد كان صلى ال عليه ولسلم قدوة فــي ذلــك ..إذ أن مــن تتبــع لســيرته .. وجــد أنــه كــان يتعامــلبمهارات أخلقية راقية .. فيعامل كل أحد يلقاه بمهارات من احتفاء وتفاعــل وبشاشــة .. حــتى يشــعرذلك الشخص أنه أحب الناس إليه .. وبالتالي يكون هو أيضا صلى الـ عليــه ولســلم عـبعـعـ النــاس أح ًإليهم .. لنه أشعرهم بمحبته ..كان عمرو بن العاص داهية من دهاة العرب .. حكمة وفطنة وذكــاء .. ًفأدهى العرب أربعة .. عمرو واحد منهم ..ألسلم عمرو وكــان رألسـا فــي قــومه ..فكــان إذا لقــي النــبي ًصلى ال عليه ولسلم ف ي طريق رأى البشاشة والبشــر والمؤانســة ..وإذا دخــل مجلسـا فيــه النــبي ًصلى ال عليه ولسلم رأى الحتفاء والسعادة بمقدمه ..وإذا دعاه النبي صلى ال ـ عليــه ولســلم..ناداه بأحب اللسماء إليه ..شعر عمرو بهذا التعامل الراقي .. ودوا م الهتما م والتبسم أنه أحب النــاس إلى رلسول ال صلى ال عليه ولسلم.. فأراد أن يقطع الشك باليقين .. فأقبل يوما إلى النبي صلى ال عليه ولسلم وجلس إليه .. ثم قال : ً يا رلسول ال .. أي الناس أحب إليك ؟ فقال صلى ال عليه ولسلم: عائشة .. قال عمرو : ل .. من الرجال يا رلسول ال ؟ لست ألسألك عن أهلك .. فقال صلى ال عليه ولسلم : أبوها .. قال عمرو : ثم من ؟ قال : ثم عمر بن الخطاب ..قال : ثم أي .. فجعل النبي صلى ال عليــه ولســلم يعــدد رجــال .. يقــول : فلن .. ثــم فلن .. بحســب ً لسبقهم إلى اللسل م .. وتضحيتهم من أجله .. قال عمرو : فسكت مخافة أن يجعلني في آخرهم .. هّفانظر كيف الستطاع صلى ال عليه ولسلم أن يملك قلب عمرو بمهارات أخلقية مارلســها معــه ..بــلكان عليه الصلة والسل م ينزل الناس منازلهم .. وقد يترك أشغاله لجلهم .. لشــعارهم بمحبتــه لهــموقدرهم عنده ..لما تولسع صلى ال عليه ولسلم بالفتوحات وبدأ ينتشــر اللســل م ..جعــل صلى ال ـعليه ولسلم يرلسل الدعاة من عنده لدعوة القبائل إلى اللسل م .. وربما احتاج المر أن يرلسل جيشـا .. ًوكان عدي بن حاتم الطائي .. ملكا ابن ملــك ..فوقــع بيــن قــبيلته " طــي " وبيــن المســلمين حــرب .. ًوكان عدي قد هرب من الحرب فلم يشهدها .. واحتمى بالرو م في الشا م ..وصل جيش المسلمين إلــىديار طيء ..كانت هزيمــة طيــء لســهلة .. فل ملــك يقــود .. ول جيــش مرتــب ..وكــان المســلمون فــيحروبهم .. يحسنون إلى الناس .. ويعطفون وهم في قتال .. كان المقصــود صــد كيــد قــو م عــدي عــنالمسلمين .. وإظهار قوة المسلمين لهم ..ألسر المسلمون بعض قــو م عــدي .. وكــان مــن بينهــم أخــتلعدي بن حاتم ..مضوا باللسرى إلى المدينة .. حيث رلسول ال صعـعـعـى ال ـ عليــه ولســلم .. وأخــبروا عـل 11
12. إستمتع بحياتك ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــالنبي صلى ال عليه ولسلم بفرار عدي إلى الشا م .. فعجــب صلى ال ـ عليــه ولســلم مــن فــراره !!كيف يفر من الدين ؟ كيف يترك قومه ؟ ولكن لم يكن إلى الوصول إلى عدي لسبيل ..لم يطب المقا ملعدي في ديار الرو م .. فاضطر للرجوع لديار العرب .. ثم لم يجد بدا من أن يذهب إلى المدينــة للقــاء ً النبي صلى ال عليه ولسلم ومصالحته .. أو التفاهم على شيء يرضيهما .. .. )2( يقول عدي وهو يحكي قصة ذهابه إلى المدينة :ما رجل من العــرب كــان أشــد كراهــة لرلســول الـ صلى الـ عليــه ولســلم منــي ..وكنــت علــى ديــنالنصرانية ..وكنت ملكا في قومي لما كان يصنع بي .فلما لسمعت برلسول ال صلى ال عليــه ولســلم ً كرهته كراهية شديدة ..فخرجت حتى قدمت الرو م على قيصر .. قال : فكرهت مكاني ذلك ..فقلت : وال لو أتيت هذا الرجل .. فإن كان كاذبا لم يضرني .. وإن كان صادقا علمت .. فقدمت فأتيته ً ً.. فلما دخلت المدينة جعل الناس يقولون : هذا عدي بن حاتم .. هذا عــدي بــن حــاتم ..فمشــيت حــتى أتيت فدخلت على رلسول ال صلى ال عليه ولسلم في المسجد فقال لي : عدي بن حاتم ؟ قلت : عدي بن حاتم ..فرح النبي صلى ال عليه ولسلم بمقدمه .. واحتفى به .. مع أن عــديا محــارب للمســلمين وفــار مــن ٌ ًالحرب .. ومبغض لللسل م .. ولجئ إلى النصارى .. ومع ذلك لقيه صلى ال عليه ولسلم بالبشاشــة ٌوالبشر .. وأخذ بيده يسوقه معه إلى بيته ..عدي وهو يمشي بجــانب النــبي صلى ال ـ عليــه ولســلم يرى أن الرألسين متساويان ..!!فمحمد ) صلى ال عليه ولسلم ( ملك على المدينة وما حولهــا .. وعــدي ملــك علــى جبــال طــي ومــا حولها ..ومحمد ) صلى ال عليه ولسلم ( علــى ديــن لســماوي " اللســل م " .. وعــدي علــى ديــن لســماوي " النصرانية " ..ومحمد ) صلى الـ عليــه ولســلم ( عنــده كتــاب منــزل " القــرآن " .. وعــدي عنــده كتــاب منــزل " النجيل " .. كان عدي يشعر أنه ل فرق بينهما إل في القوة والجيش ..في أثناء الطريق وقعت ثلثة مواقف :بينما هما يمشيان إذا بامرأة قد وقفت في ولسط الطريــق فجعلــت تصــيح : يــا رلســول الـ .. لــي إليــكحاجة ..فانتزع النبي صلى ال عليـه ولسـلم يــده مـن يــد عـدي ومضــى إليهـا .. وجعـل يســتمع إلـىحاجتها ..عدي بن حاتم .. الذي قد عرف الملوك والــوزراء جعــل ينظــر إلــى هــذا المشــهد .. ويقــارنتعامل النبي صلى ال عليه ولسلم مع الناس بتعامل من رآهم من قبل من الرؤلساء والسادة .. فتأملطويل ثم قال : وال ما هذه بأخلق الملوك .. هذه أخلق النبيااااااء ..وانتهت المرأة مــن حاجتهــا .. ًفعاد النبي صلى ال عليه ولسلم إلى عدي .. ومضيا يمشيان .. فبينما هما كذلك .. فــإذا برجــل يقبــلعلى النبي صلى ال عليه ولسلم .. فماذا قال الرجل ؟ هـل قـال : يـا رلسـول الـ عنـدي أمـوال زائدة ًأبحث لها عن فقير ؟! أ م قال : حصدت أرضي وزاد عندي الثمر .. فماذا أفعل بــه ؟يــا ليتــه قـال شــيئامن ذلك .. لعل عديا إذا لسمعه يشعر بغنى المسلمين وكثرة أمــوالهم ..قــال الرجــل : يــا رلســول الـ .. ًأشكو إليك الفاقة والفقر .. ما يكاد هذا الرجل يجــد طعامـا يســد بــه جوعــة أولده .. ومــن حــوله مــن ً المسلمين يعيشون على الكفاف ليس عندهم ما يساعدونه به ..قال الرجل هذه الكلمات وعدي يسمع .. فأجابه النبي صلى ال عليــه ولســلم بكلمــات ومضــى ..فلمــامشيا خطوات .. أقبل رجل آخر .. قال : يــا رلســول ال ـ أشــكو إليــك قطــع الطريــق !! يعن ي أننــا يــا ) ( وقيل إن أخته هي التي ذهبت إليه في الشا م وردته إلى العرب . 2 21
13. إستمتع بحياتك ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــرلسول ال لكثرة أعدائنا حولنا ل نأمن أن نخرج عن بنيان المدينة لكــثرة مــن يعترضــنا مــن كفــار أولصوص .. أجابه النبي صلى ال عليه ولسلم بكلمات ومضى ..جعل عــدي يقلــب المــر فــي نفســه ..هو في عز وشرف في قومه .. وليس له أعداء يتربصون به .. فلماذا يدخل هذا الدين الذي أهله فــيضعف ومسكنة .. وفقر وحاجة ..وصل إلى بيت النبي صلى ال عليه ولسلم .. فدخل .. فـإذا ولسـادةواحدة فدفعها النبي صلى ال عليه ولسلم إلى عدي إكراما لــه .. وقــال : خــذ هــذه فــاجلس عليهــا .. ًفدفعها عدي إليه قال : بل اجلس عليها أنت .. فقال صلى ال عليه ولسلم : بل أنت .. حتى الســتقرتعند عدي فجلــس عليهــا ..عنــدها .. بــدأ النــبي صلى الـ عليــه ولســلم يحطــم الحــواجز بيــن عــدي واللسل م ..يا عدي ألسلم .. تسلم .. ألسلم تسلم .. ألسلم تسلم .. قال عدي : إني على دين .. فقال صلى ال عليه ولسلم : أنا أعلم بدينك منك .. قال : أنت تعلم بديني مني ؟ قال : نعم .. ألست من الركولسية ..والركولسية ديانة نصرانية مشربة بشيء من المجولسية .. فمن مهارته صلى الـ عليــه ولســلم فــي هّالقناع أنه لم يقل ألست نصرانيا .. وإنما تجاوز هذه المعلومة إلى معلومة أدق منها فأخبره بمــذهبه ً في النصرانية تحديدا .. ًكما لو لقيك شخص في أحد بلد أوروبا وقال لك : لماذا ل تتنصر ؟ فقلت : إني علـى ديـن ..فلـم يقـللك : ألست مسلما .. ولم يقل : ألست لسنيا .. وإنما قال : ألست شافعيا .. أو حنبلي ـا ..عنــدها لســتدرك ً ً هُ ًاّ ً أنه يعرف كل شيء عن دينك .. فهذا الذي فعله المعلم الول صلى ال عليه ولسلم مع عدي .. قال : ألست من الركولسية .. فقال عدي : بلى .. )3( فقال صلى ال عليه ولسلم : فإنك إذا غزوت مع قومك تأكل فيهم المرباع ؟ قال : بلى .. فقال صلى ال عليه ولسلم : فإن هذا ل يحل لك في دينك .. فتضعضع لها عدي .. وقال : نعم .. فقال صلى ال عليه ولسلم : أما إني أعلم الذي يمنعك من اللسل م ..أنك تقول : إنمـا اتبعــه ضــعفة النـاس ومـن ل قــوة لهـم .. وقــد رمتهـم العــرب .. يـا عـدي .. أتعـرف )4( الحيرة ؟ قلت : لم أرها وقد لسمعت بها ..قال : فوالذي نفسي بيده ليتمن ال هذا المر حتى تخرج الظعينة من الحيرة حتى تطوف بــالبيت فــي غير جوار أحد ..أي لسيقوى اللسل م إلى درجة أن المرأة المسلمة الحاجة تخرج من الحيرة حتى تصل إلى مكــة ليــسمعها إل محر م .. من غير أحد يحميها .. وتمر على مئات القبائل فل يجــرؤ أحــد أن يعتــدي عليهــا أويسلبها مالها .. لن المسلمين صـار لهـم قـوة وهيبـة .. إلـى درجـة أن أحـدا ل يجـرؤ علـى التعـرض ً لمسلم خوفا من انتصار المسلمين له .. ًفلما لسمع عدي ذلك .. جعل يتصور المنظر في ذهنه .. امرأة تخرج من العراق حتى تصل إلى مكة .. 3 ) ( المرباع : إذا غزت القبـيلة قسم رئـيسها الغنـيمة أربعة أقسام فأخذ الربع له وحده ، وهذا حــرام فــي ديــن النصرانـية ، جائز عند العرب . 4 ) ( الـحـيرة : مدينة بالعراق 31
14. إستمتع بحياتك ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ معنى ذلك أنها لستمر بشمال الجزيرة .. يعني لستمر بجبال طي .. ديار قومه .. فتعجب عدي وقال في نفسه : فأين عنها ذعار طي الذين لسعروا البلد !! هُ هّ ثم قال صلى ال عليه ولسلم : وليفتحن كنوز كسرى بن هرمز .. قال : كنوز ابن هرمز ؟ قال : نعم كسرى بن هرمز .. ولتنفقن أمواله في لسبيل ال ..قال صلى ال عليه ولسلم : ولئن طالت بك حياة لترين الرجــل يخــرج بملــء كفــه مــن ذهــب أوفضــة يطلب من يقبله منه فل يجد أحدا يقبله منه .. يعني من كثرة المال يخرج الغني يطوف بصدقته ل يجد فقيرا يعطيه إياها .. ً ثم بدأ صلى ال عليه ولسلم يعظ عديا ويذكره بالخرة .. فقال : ًوليلقين ال أحدكم يو م يلقاه ليس بينه وبينه ترجمان ، فينظر عن يمينه فل يــرى إل جهنــم ، وينظــر ـَ هُ عن شماله فل يرى إل جهنم " .. لسكت عدي متفكرا .. ًففاجأه صلى ال عليه ولسلم قائل : يا عدي .. فما يفرك أن تقول ل إلــه إل الـ ؟.. أو تعلـم مــن إلــه ً أعظم من ال ؟! قال عدي : فإني حنيف مسلم .. أشهد أن ل إله إل ال .. وأشهد أن محمدا عبده ورلسوله .. ً فتهلل وجه النبي صلى ال عليه ولسلم فرحا مستبشرا .. ً ً قال عدي بن حاتم : فهذه الظعينة تخرج من الحيرة تطوف بالبيت في غير جوار ..ولقد كنت فيمن فتح كنوز كسرى .. )5( والذي نفسي بيده لتكونن الثالثة لن رلسول ال صلى ال عليه ولسلم قد قالها " ..فتأمل كيف كان هذا النس منه صلى ال عليه ولسلم لعدي .. وهذا الحتفاء الـذي قـابله بــه .. حـتىشعر به عدي .. تأمل كيف كان كل ذلك جاذبا لعدي للدخول في اللسل م ..فلـو مارلسـنا هـذا الحـب مـع ً الناس .. مهما كانوا .. لملكنا قلوبهم .. فكرة .. بالرفق والستعمال مهارات التعامل والقناع .. نستطيع أن نحقق ما نريد .. استمتع بالمهارات .. 8.المهارات متعة حسية ، ل أعني بها الجــر الخــروي فقـط ، ل وإنمــا هــي متعــة وفــرح تشــعر بــه حقيقة ..فاسعـعـمتع بهــا ، ومارلســها مــع جميــع النــاس ، كــبيرهم وصــغيرهم ، غنيهــم وفقيرهــم ، قريبهــم عـت عـ وبعيدهم .. كلهم .. مارس معهم هذه المهارات .. إما لتقاء أذاهم .. أو لكسب محبتهم .. أو لصلحهم .. نعم إصلحهم ..كان علي بن الجهم شــاعرا فصــيحا .. لكنـه كـان أعرابيـا جلفـا ل يعــرف مــن الحيـاة إل مــا يـراه فــي ً ً ً ً الصحراء .. ) ( رواه مسلم وأحمد .. 5 41
15. إستمتع بحياتك ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ وكان المتوكل خليفة متمكنا .. يغدى عليه ويراح بما يشتهي .. ً هُ دخل علي بن الجهم بغداد يوما فقيل له : إن من مدح الخليفة حظي عنده ولقي منه العطيات .. ً فالستبشر علي ويمم جهة قصر الخلفة .. دخل على المتوكل .. فرأى الشعراء ينشدون ويربحون .. والمتوكل هو المتوكل .. لسطوة وهيبة وجبروت .. فانطلق مادحا الخليفة بقصيدة مطلعها : ً يا أيها الخليفة .. أنت كالكلب في حفاظك للود .. وكالتيس في قراع الخطوب أنت كالدلو ل عدمتك دلوا .. من كبار الدل كثير الذنوب َعْ ً ومضى يضرب للخليفة المثلة بالتيس والعنز والبئر والتراب .. فثار الخليفة .. وانتفض الحراس .. والستل السياف لسيفه .. وفرش النطع .. وتجهز للقتل .. فأدرك الخليفة أن علي بن الجهم قد غلبت عليه طبيعته .. فأراد أن يغيرها .. فأمر به فألسكنوه في قصر منيف .. تغدو عليه أجمل الجواري وتروح يما يلذ ويطيب .. ذاق علي بن الجهم النعمة .. واتكأ على الرائك .. وجالس أرق الشعراء .. وأغزل الدباء .. ومكث على هذا الحال لسبعة أشهر ..ثم جلس الخليفة مجلس لسمر ليلة .. فتذكر علي بن الجهم .. فسأل عنه ، فدعوه له .. فلمــا مثــل بيــن يديه .. قال : أنشدني يا علي بن الجهم .. فانطلق منشدا قصيدة مطلعها : ً عيون المها بين الرصافة والجسر .. جلبن الهوى من حيث أدري ول أدري أعدن لي الشوق القديم ولم أكن .. لسلوت ولكن زدن جمرا على جمر ً ومضى يحرك المشاعر بأرق الكلمات .. ثم شرع يصف الخليفة بالشمس والنجم والسيف .. فانظر كيف الستطاع الخليفة أن يغير طباع ابن الجهم .. ونحن كم ضايقتنا طباع لولدنا أو أصدقائنا فسعينا لتغييرها .. فغيرناها ..فمن باب أولى أن تقدر أنت على تغيير طباعك .. فتقلب العبوس تبســما .. والغضــب حلم ـا .. والبخــل ً ً كرما .. وهذا ليس صعبا .. لكنه يحتاج إلى عزيمة ومراس .. فكن بطل .. ً ً ًومن نظر في لسيرة محمد صلى ال عليه ولسلم وجد أنه كان يتعامـل مـع النـاس بقـدرات أخلقيـة ، ملك بها قلوبهم ..ولم يكن صلى ال عليه ولسلم يتصنع هذه الخلق أما م الناس .. فإذا خل بأهل بيته .. انقلب حلمــه غضبا .. ولينه غلظا .. ً ً ل .. ما كان بساما مع الناس عبولسا مع أهل بيته .. ً ً ول كريما مع الخلق إل مع ولده وزوجه .. ً ل .. بل كانت أخلقه لسجية .. يتعبد ل تعالى بها .. كما يتعبد بصلة الضحى وقيا م الليل .. يحتسب ابتسامته قربة .. ورفقه عبادة .. وعفوه ولينه حسنات .. ـَ ـَ ـَإن من اعتبر حسن الخلق عبادة .. تحلى بها في جميع أحواله .. في لسلمه وحربه .. وجوعه وشــبعه .. وصحته ومرضه .. بل وفرحه وحزنه .. نعم .. كم من الزوجات تسمع عن أخلق زوجها.. ولسعة صدره .. وابتسامته وكرمه .. ولكنها لم تر من ذلك شيئا .. ً فهو في بيته لسيئ الخلق .. ضيق الصدر .. عابس الوجه .. صخابا لعانا .. بخيل ومنانا .. ً ً ً ً ـَ ـَ ـَ 51
16. إستمتع بحياتك ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ .. أما هو صلى ال عليه ولسلم فهو الذي قال : ) خيركم خيركم لهله، وأنا خيركم لهلي ( )6( هُ وانظر كيف كان يتعامل مع أهله .. قال اللسود بن يزيد : لسألت عائشة : τما كان رلسول ال صلى ال عليه ولسلم يصنع في بيته ؟ فقالت : يكون في مهنة أهله .. فإذا حضرت الصلة يتوضأ ويخرج للصلة .. وقل مثل ذلك مع الوالدين .. فكم هم أولئك الذين نسمع عن حسن أخلقهم .. ًوكرمهم وتبسمهم .. وجميل معاشرتهم للخرين .. أما مع أقرب النــاس إليهـم .. وأعظـم النـاس حقـا عليهم .. مع الوالدين فجفاء وهجر .. نعم .. خيركم خيركم لهله .. للوالديه .. لزوجه .. لخدمه .. بل ولطفاله .. ف ي يو م مليء بالمشاعر .. يجلس أبو ليلى τعند رلسول ال .. εفيأتي الحسن أو الحسين يمشيإلى النبي .. εفيأخذه .. εفيقعده على بطنه .. فبال الصغير على بطن رلسول ال .. εقال أبو ليلى : حتى رأيت بوله على بطن رلسول ال εألساريع .. قال : فوثبنا إليه .. فقال : εدعوا ابني .. ل تفزعوا ابني .. )7( فلما فرغ الصغير من بوله .. دعا εبماء فصبه عليه ..فلله دره كيف تروضت عـه عـعـ عـىعـ عـذعـعـه الخلق .. فل عـبعـعـ إذن أن يم عـكعـ ل عج نفس عـ عل ه قللوب الصغار والكبار .. رأي .. بدل أن تسب الظل م .. حاول إصلح المصباح .. مع الفقراء .. 9.عدد من الناس اليو م أخلقهم تجارية .. فالغني فقط هــو الــذي تكــون نكتــه طريفــة فيضــحكون عنــد لسماعها .. وأخطاؤه صغيرة .. فيتغاضون عنها ..أما الفقــراء فنكتهــم ثقيلــة .. يســخر بهــم عنــد لســماعها .. وأخطــاؤهم جســيمة .. يصــرخ بهــم عنــد وقوعها .. أما رلسول ال صلى ال عليه ولسلم فكان عطفه على الغني والفقير لسواء .. قال أنس : τ كان رجل من أهل البادية السمه زاهر بن حرا م ..وكان ربما جاء المدينة في حاجة فيهدي للنبي صلى ال عليه ولسلم من البادية شــيئا مــن إقــط أو ً لسمن .. فيجهزه رلسول ال صلى ال عليه ولسلم إذا أراد أن يخرج إلى أهله بشيء من تمر ونحوه .. هُوكان النبي صلى ال عليه ولسلم يحبه .. وكان يقــول : ) إن زاهــرا باديتنــا .. ونحــن حاضــروه (.. ً وكان زاهرا دميما .. ً ً خرج زاهر τيلوما من باديته .. فأتى بيت رلسول ال صلى ال عليه ولسلم .. فلم يجده ..وكان معه متاع فذهب به إلى السوق .. فلما علم به النبي صلى ال عليه ولسلم مضــى إلــى الســوق يبحث عنه .. فأتاه فإذا هو يبيع متاعه .. والعرق يتصبب منه .. وثيابه ثياب أهل البادية بشكلها ورائحتها .. ) ( رواه ابن ماجة 6 ) ( رواه أحمد والطبراني . 7 61