1. ‫ - ﺟﻤﯿﻊ اﻟﺤﻘﻮق ﻣﺤﻔﻮﻇﺔ‬All Rights Reserved - www.call-of-hope.com
١

2. ‫ﳎﻲء اﳌﺴﻴﺢ ﺛﺎﻧﻴﺔ وﺳﻮاﺑﻘﻪ اﻟﺘﺎرﳜﻴﺔ‬
‫اﻟﺪﻛﺘﻮر اﻟﻘﺲ ﻣﻨﻴﺲ ﻋﺒﺪ اﻟﻨﻮر‬
‫‪2010 All rights reserved‬‬
‫اﻟﻄﺒﻌﺔ اﻷوﱃ 5002‬
‫‪Pub. No. SSB 4855 ARA‬‬
‫?‪English title: What should happen before the Second Coming of Christ‬‬
‫?‪German title: Was muss vor der zweiten Wiederkunft Jesu noch geschehen‬‬
‫‪Call of Hope‬‬
‫72 80 01 ‪P.O.Box‬‬
‫‪70007 Stuttgart‬‬
‫‪Germany‬‬
‫‪www.call-of-hope.com‬‬
‫‪contact-ara@call-of-hope.com‬‬
‫اﻟﻔﻬﺮس‬
‫٦١ - ﻣﺎ ﻫﻲ أﺧﻄﺎء ﻣﻦ ﻳﻘﻮﻟﻮن ﺑﻤﺠﻲء اﳌﺴﻴﺢ ﺛﺎﻧﻴﺔ ﻗﺒﻞ‬ ‫ﻣﻘﺪﻣﺔ . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . ٣‬
‫اﻷﻟﻒ اﻟﺴﻨﺔ ﺑﺨﺼﻮص رﺟﻮع اﻟﻴﻬﻮد إﱃ ﻓﻠﺴﻄﲔ،‬ ‫١ - ﻣﺎ ﻫﻮ ﺗﻌﻠﻴﻢ اﻟﻜﺘﺎب اﳌﻘﺪس ﰲ ﳎﻲء اﳌﺴﻴﺢ ﺛﺎﻧﻴﺔ؟ . . ٣‬
‫وإﻋﺎدة اﻟﻨﻈﺎم اﻟﻴﻬﻮدي؟ . . . . . . . . . . . . . . . . . . . ٨٢‬ ‫٢ - ﻣﺎذا ﻳﻘﻮل اﻟﻜﺘﺎب اﳌﻘﺪس ﺑﺨﺼﻮص اﻧﺘﺸﺎر اﻹﻧﺠﻴﻞ‬
‫٧١ - ﻳﺴﺘﻨﺪ أﺻﺤﺎب رأي ﳎﻲء اﳌﺴﻴﺢ ﺛﺎﻧﻴﺔ ﻗﺒﻞ اﻷﻟﻒ اﻟﺴﻨﺔ ﻋﲆ‬ ‫ﰲ اﻟﻌﺎﱂ ﻗﺒﻞ ﳎﻲء اﳌﺴﻴﺢ ﺛﺎﻧﻴﺔ؟ . . . . . . . . . . . . . ٣‬
‫آﻳﺎت ﻣﻦ ﻧﺒﻮة داﻧﻴﺎل. اﴍح رأﳞﻢ. وﻣﺎ ﻫﻮ اﻟﺮد ﻋﻠﻴﻪ؟ . ١٣‬ ‫٣ - ﻣﺎ ﻫﻲ ﻧﺒ ّﻮات اﻟﻜﺘﺎب اﳌﻘﺪس ﺑﺨﺼﻮص رﺟﻮع‬
‫٨١ - ﻣﺎ ﻫﻮ اﻟﺘﻔﺴﻴﺮ اﻟﺼﺤﻴﺢ ﻷﺻﺤﺎﺣﻲ ٢ و٧ ﻣﻦ‬ ‫اﻟﻴﻬﻮد ﻟﻠﻤﺴﻴﺢ ﻗﺒﻞ ﳎﻲء اﳌﺴﻴﺢ ﺛﺎﻧﻴﺔ؟ . . . . . . . . . ٣‬
‫ﻧﺒ ّﻮة داﻧﻴﺎل؟ . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . ٢٣‬ ‫٤ - ﻣﺎ ﻫﻲ اﻟﺘﻔﺴﻴﺮات اﻟﺮﺋﻴﺴﻴﺔ ﳍﺬه اﻟﻨﺒ ّﻮات؟ . . . . . . . . ٤‬
‫ّ‬
‫٩١ - ﻗﺎﻣﺖ اﻋﱰاﺿﺎت ﻋﲆ أن اﳊﻴﻮان اﻟﺮاﺑﻊ ﻳﺸﻴﺮ إﱃ ﳑﻠﻜﺔ‬ ‫٥ - ﻣﺎ ﻫﻮ اﻟﺮأي اﻷﺻﺢ ﰲ ﻫﺬه اﻟﺘﻔﺎﺳﻴﺮ اﻟﺜﻼﺛﺔ؟ . . . . . . ٤‬
‫ﺳﻮرﻳﺎ اﻟﻴﻮﻧﺎﻧﻴﺔ. ﻣﺎ ﻫﻲ أﺷﻬﺮﻫﺎ، وﻣﺎ ﻫﻮ اﻟﺮد ﻋﻠﻴﻬﺎ؟ . . ٤٣‬ ‫٦ - ﻣﺎ ﻫﻲ ﺑﺮاﻫﲔ أﺻﺤﺎب »اﻟﺘﻔﺴﻴﺮ اﳊﺮﰲ«‬
‫ّ‬
‫٠٢ - ﻣﺎ ﻫﻲ ﺑﺮاﻫﲔ أﺻﺤﺎب رأي أن اﳊﻴﻮان اﻟﺮاﺑﻊ ﻫﻮ‬ ‫ﻟﻠﻨﺒ ّﻮات ﻋﻦ ﻣﺴﺘﻘﺒﻞ اﻷﻣﺔ اﻟﻴﻬﻮدﻳﺔ؟ . . . . . . . . . . . ٨‬
‫ﳑﻠﻜﺔ روﻣﺎ اﻟﻮﺛﻨﻴﺔ، وﻣﺎ ﻫﻲ اﻟﺮدود ﻋﲆ ذﻟﻚ؟ . . . . . . ٥٣‬ ‫٧ - ﻣﺎ ﻫﻮ اﻻرﺗﺪاد اﻟﻌﻈﻴﻢ اﻟﺬي ﻳﺴﺒﻖ ﳎﻲء اﳌﺴﻴﺢ ﺛﺎﻧﻴﺔ؟ . ٣١‬
‫١٢ - ﳌﺎذا ﻧﺮﻓﺾ اﻟﺮأي اﻟﺮوﻣﺎﱐ ﰲ ﺗﻔﺴﻴﺮ ﻛﻼم داﻧﻴﺎل‬ ‫٨ - ﻣﺎ اﳌﻘﺼﻮد ﺑﺪﺧﻮل اﻟﻜﻨﻴﺴﺔ ﰲ ﻋﴫ ﺳﻌﻴﺪ‬
‫ﻋﻦ اﳊﻴﻮان اﻟﺮاﺑﻊ وﻋﻦ اﻟﻘﺮن اﻟﺼﻐﲑ؟ . . . . . . . . . . . ٥٣‬ ‫ﻫﻮ اﻷﻟﻒ اﻟﺴﻨﺔ؟ . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . ٥١‬
‫ّ‬
‫٢٢ - ﻛﻴﻒ ﻧﱪﻫﻦ ﺧﻄﺄ رأي ﻣﻦ ﻳﻘﻮﻟﻮن إن اﻟﻴﻮم ﻣﺴﺘﻌﺎر‬ ‫٩ - ﻣﺎ ﻫﻮ اﳌﻘﺼﻮد ﺑﺤﻞ اﻟﺸﻴﻄﺎن ﻣﺪة وﺟﻴﺰة؟ . . . . . . . . ٦١‬
‫)ﰲ ﺑﻌﺾ اﻟﻨﺒﻮات( ﻟﺴﻨﺔ؟ . . . . . . . . . . . . . . . . . . ٦٣‬ ‫٠١ - ﻣﺎ ﻫﻲ اﳊﻮادث اﻟﺘﻲ ﺗﺼﺎﺣﺐ ﳎﻲء اﳌﺴﻴﺢ ﺛﺎﻧﻴﺔ؟ . . ٦١‬
‫ّ‬
‫٣٢ - ﻧﺮﺟﻮ اﳌﺰﻳﺪ ﻣﻦ اﻹﻳﻀﺎح ﻋﻦ ﻣﺪة ﻣﻦ اﻟﺰﻣﺎن‬ ‫١١ - ﻣﺎ ﻫﻮ اﻻﻋﺘﻘﺎد اﻟﺬي ﺗﺘﻔﻖ ﻋﻠﻴﻪ ﻛﻞ اﻟﻜﻨﺎﺋﺲ‬
‫ﰲ داﻧﻴﺎل ٧: ٥٢ و٢١: ٧. . . . . . . . . . . . . . . . . . . ٨٣‬ ‫ﰲ ﳎﻲء اﳌﺴﻴﺢ ﺛﺎﻧﻴﺔ؟ . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . ٨١‬
‫٤٢ - ﻣﺎ ﻫﻮ اﳌﻘﺼﻮد ﻣﻦ ﻗﻮل اﳌﺴﻴﺢ ﰲ ﻣ ّﺘﻰ ٤٢: ٤١‬ ‫٢١ - ﻣﺎ ﻫﻮ رأي ﻣﻦ ﻳﻘﻮﻟﻮن ﺑﻤﺠﻲء اﳌﺴﻴﺢ ﺛﺎﻧﻴﺔ‬
‫ﺛﻢ ﻳﺄﰐ اﳌﻨﺘﻬﻰ؟ . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . ٩٣‬ ‫ﻗﺒﻞ اﻷﻟﻒ اﻟﺴﻨﺔ؟ . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . ٣٢‬
‫٥٢ - ﻣﺎ ﻣﻌﻨﻰ ﻗﻮل اﻟﺮﺳﻮل ﺑﻄﺮس ﰲ أﻋﻤﺎل اﻟﺮﺳﻞ ٣: ١٢‬ ‫٣١ - ﻣﺎ ﻫﻲ اﻟﺮدود ﻋﲆ ﻣﻦ ﻳﻘﻮﻟﻮن ﺑﻤﺠﻲء اﳌﺴﻴﺢ ﺛﺎﻧﻴﺔ‬
‫ّ‬
‫أزﻣﻨﺔ رد ﻛﻞ ﳾء؟ . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . ٩٣‬ ‫ﻗﺒﻞ اﻷﻟﻒ ﺳﻨﺔ؟ . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . ٣٢‬
‫ّ‬
‫٦٢ - اﴍح ﻣﻌﻨﻰ ﻗﻮل اﻟﺮﺳﻮل ﺑﻮﻟﺲ ﰲ ٢ﺗﺴﺎﻟﻮﻧﻴﻜﻲ ٢: ١-٨. ٠٤‬ ‫٤١ - ﻛﻴﻒ ﻧﱪﻫﻦ أن اﳌﺴﻴﺢ ﻻ ﻳﻤﻠﻚ ﻋﲆ اﻷرض؟ . . . . . ٥٢‬
‫٧٢ - ﻣﺎ ﻫﻮ اﻟﺘﻔﺴﻴﺮ اﻷﺻﺢ ﳌﺎ ﺟﺎء ﰲ ﺳﻔﺮ اﻟﺮؤﻳﺎ ٠٢: ٤-٠١؟ ٠٤‬ ‫٥١ - ﻣﺎ ﻫﻲ اﻷﻣﻮر اﻟﺘﻲ ﺗﻨﺎﻗﺾ ﻣﻦ ﻳﻘﻮﻟﻮن ﺑﻤﺠﻲء اﳌﺴﻴﺢ‬
‫ﻣﺴﺎﺑﻘﺔ اﻟﻜﺘﺎب . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . ٢٤‬ ‫ﺛﺎﻧﻴﺔ ﻗﺒﻞ اﻷﻟﻒ اﻟﺴﻨﺔ؟ . . . . . . . . . . . . . . . . . . . ٨٢‬
‫‪ - All Rights Reserved - www.call-of-hope.com‬ﺟﻤﯿﻊ اﻟﺤﻘﻮق ﻣﺤﻔﻮﻇﺔ‬
‫٢‬

3. ‫ﳎﻲء اﳌﺴﻴﺢ ﺛﺎﻧﻴﺔ وﺳﻮاﺑﻘﻪ اﻟﺘﺎرﳜﻴﺔ‬ ‫ﻣﻘﺪﻣﺔ‬
‫ﻋﲆ ﻗﻠﻮب اﻟﺒﴩ، و ُﻳﻘ ّﻴﺪ إﺑﻠﻴﺲ ﻓﻴﺴﱰﻳﺢ اﻟﻌﺎﱂ ﻣﻦ‬
‫ﻣﻜﺎﺋﺪه.‬ ‫ﻣﻘﺪﻣﺔ‬
‫ﻞ اﻟﺸﻴﻄﺎن ﻣﺪة وﺟﻴﺰة ﻋﻨﺪ ﳖﺎﻳﺔ اﻷﻟﻒ اﻟﺴﻨﺔ،‬ ‫ّ‬ ‫٥. ُﳛَ‬
‫ﻓﻴﺤﺎرب اﻟﻜﻨﻴﺴﺔ، ﺛﻢ ﻳﺄﰐ اﳌﺴﻴﺢ.‬ ‫اﳌﺴﻴﺢ آت ﺛﺎﻧﻴﺔ. ﻫﺬه ﺣﻘﻴﻘﺔ ﻻ ﺟﺪال ﻓﻴﻬﺎ. ﻟﻜﻦ‬
‫ٍ‬
‫اﻟﺴﺆال اﻟﻜﺒﲑ ﻫﻮ: ﻛﻴﻒ؟ وﻣﺎ ﻫﻲ اﻟﻌﻼﻣﺔ؟‬
‫٢ - ﻣﺎذا ﻳﻘﻮل اﻟﻜﺘﺎب اﳌﻘﺪس ﺑﺨﺼﻮص‬ ‫ّ‬
‫وﻧﻘﺪم ﻟﻠﻘﺎرئ اﻟﻌﺮﰊ ﳎﻤﻮﻋﺔ أﺳﺌﻠﺔ ﰲ ﻫﺬا اﳌﻮﺿﻮع اﻧﺘﺸﺎر اﻹﻧﺠﻴﻞ ﰲ اﻟﻌﺎﱂ ﻗﺒﻞ ﳎﻲء اﳌﺴﻴﺢ‬
‫ﺛﺎﻧﻴﺔ؟‬ ‫واﻹﺟﺎﺑﺔ ﻋﻠﻴﻬﺎ، ﺑﺤﺴﺐ ﻋﻘﻴﺪة اﻟﻜﻨﻴﺴﺔ اﻹﻧﺠﻴﻠﻴﺔ، وﻗﺪ‬
‫اﺳﺘﻘﻴﻨﺎﻫﺎ ﻣﻦ ﻣﺮﺟﻌﲔ أﺳﺎﺳﻴﲔ، ﳘﺎ ﻛﺘﺎب »اﻟﻘﻮاﻋﺪ اﻟﺴﻨﻴﺔ‬
‫ُ‬
‫اﻵﻳﺎت ﰲ ﺷﺄن ذﻟﻚ ﻛﺜﲑة وواﺿﺤﺔ، ﻣﻨﻬﺎ:‬ ‫ﰲ ﺗﻔﺴﻴﺮ اﻷﺳﻔﺎر اﻹﳍﻴﺔ« ﻟﻠﻘﺲ ﺟﻴﻤﺲ أ ِﻧﺲ، اﻟﺬي ﻃﺒﻊ‬
‫ﰲ ﺑﻴﺮوت ﺳﻨﺔ ٠٨٨١ وﻛﺘﺎب »ﻧﻈﺎم اﻟﺘﻌﻠﻴﻢ ﰲ ﻋﻠﻢ اﻟﻼﻫﻮت‬
‫ِ ِﱃ‬ ‫· » َﻳ ْﻤﻠﻚ )اﳌﺴﻴﺢ( ﻣﻦ ٱ ْﻟ َﺒﺤﺮ إ َﱃ ٱ ْﻟ َﺒﺤﺮ، وﻣﻦ ٱﻟﳲﻨ ْﻬﺮ إ َ‬
‫ْ َِ َ‬ ‫َ ْ‬ ‫ِ ُ‬ ‫اﻟﻘﻮﻳﻢ« ﻟﻠﻤﺆﻟﻒ ﻧﻔﺴﻪ، واﻟﺼﺎدر ﰲ ﺑﻴﺮوت ﺳﻨﺔ ٠٩٨١.‬
‫َ َ ِ ْ ُ ُ َ ُ ُِ ِ ﱡ ْ ُ ُ ِ ُ ﱡ ُ َ َ َ َ ﳲ ُ‬ ‫َأ َﻗﺎﴆ ٱﻷرْ‬
‫َ‬
‫ض. وﻳﺴﺠﺪ ﻟﻪ ﻛﻞ ٱﳌﻠﻮك. ﻛﻞ ٱﻷﻣ ِﻢ ﺗﺘﻌﺒﺪ‬
‫ِ‬ ‫َ ِ‬
‫ﻟ ُﻪ« )ﻣﺰﻣﻮر ٢٧ َ: ْ ٨ و١١(.‬ ‫ّ‬
‫وواﺿﺢ ﻟﻠﻘﺎرئ أن ﻣﺎ ﺟﺎء ﰲ ﻫﺬﻳﻦ اﻟﻜﺘﺎﺑﲔ ﺳﺎﺑﻖ‬
‫َْ‬ ‫َُ ُ َ ُ َ َ ُ ُ ﱡ ََ‬
‫ﻷﺣﺪاث ﺳﻨﺔ ٨٤٩١ ﻓﻠﻴﺲ ﻓﻴﻪ ﺗﺄ ُﺛ ٌﺮ ﺑﺎﻷﺣﺪاث اﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ، ﺑﻞ · »ﻳﺒﺎرﻛﻨﺎ ٱﷲ، وﲣﺸﺎه ﻛﻞ أﻗﺎ ِﴆ ٱﻷرض« )ﻣﺰﻣﻮر ٧٦:‬
‫ِ‬ ‫ِ‬
‫٧(.‬ ‫ﻫﻮ دراﺳﺔ ﻻﻫﻮﺗﻴﺔ ﻣﺒﻨﳲﻴﺔ ﻋﲆ ﻧﺼﻮص اﻟﻜﺘﺎب اﳌﻘﺪس‬
‫ِ ِﰲ‬ ‫وﺣﺪه، ﺑﻌﻬﺪﻳﻪ اﻟﻘﺪﻳﻢ واﳉﺪﻳﺪ. وﺗﻘﺪم اﻟﻔﻜﺮ اﳌﺸﻴﺨﻲ اﻟﺬي · »و َﻳﻜﻮن ِ ﰲ آﺧﺮ ٱﻷ ﳲﻳﺎم َأن ﺟ َﺒﻞ َﺑ ْﻴﺖ ٱﻟﳲﺮب َﻳﻜﻮن َﺛﺎﺑﺘﺎً‬
‫َ ُ ُ ِ َ ﳲ َ َ ِ ﳴ ُ ُ‬
‫ْ َ ِ ُ ِ َ َ ََ ْ َ ُ ﱡ ُ‬ ‫ْ‬
‫َرأس ٱﳉ َﺒﺎل و َﻳ ْﺮ َﺗ ِﻔﻊ َﻓ ْﻮق ٱﻟ ﳴﺘُﻼل وﲡﺮي ِإﻟ ْﻴﻪ ْ ﻛﻞ ٱﻷ َﻣ ِﻢ.‬
‫ِ‬ ‫َ َ ِ ِ ُ ِ ٌ َ ٌَ َ َ ُ َِ َ ُ ِ‬ ‫ﺑﺪأ ﰲ اﻟﻘﺮن اﻟﺴﺎدس ﻋﴩ. إﳖﺎ دراﺳﺔ ﻛﺘﺎﺑﻴﺔ وﻛﻔﻰ!‬
‫ﻞ‬ ‫وﺗﺴﻴ ُﺮ ﺷ ُﻌﻮب ﻛ ِﺜﲑة، وﻳﻘﻮﻟﻮن: ﻫﻠﻢ َﻧﺼ َﻌﺪ ِإ َﱃ ﺟﺒَ‬
‫َ‬ ‫ﳲ ْ‬ ‫ِ‬
‫ِ‬ ‫ٱﻟﳲﺮبﳴ‬
‫ُ َ َ َ‬ ‫ْ« )إﺷﻌﻴﺎء ُ٢: ٢-٣(.‬ ‫وﻗﺪ ﻗﻤﻨﺎ ﺑﺘﻨﻘﻴﺢ ﻣﺎ ﺟﺎء ﺑﺎﻟﻜﺘﺎﺑﲔ ﺑﻤﺎ ُﻳﺴﳲﻤﻰ » َﻋﴫﻧﺔ«‬
‫َ‬
‫ض«‬ ‫)أي ﺑﺠﻌﻠﻪ ﺣﺪﻳﺜ ًﺎ ﻋﴫﻳ ًﺎ(. راﺟﲔ أن ﻳﻜﻮن ﻫﺬا اﻟﻜﺘﻴﺐ · »ﺟ َﻌﻠ ُﺘﻚ ُﻧﻮر ًا ِﻟﻸ َﻣﻢ ِﻟ َﺘﻜﻮن ﺧﻼﴆ إ َﱃ َأ ْﻗﺼﻰ ٱﻷرْ‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ َ‬
‫ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِ‬
‫)إﺷ ﳲﻌﻴﺎء َ ْ ٩٤ َ: َ٦ ْ( َ. ُ ْ َ ْ َ َ ْ ﳲ ﳴ َ َ ُ َ ﳴ‬ ‫َ‬ ‫ﻣﺼﺪر ﺗﻌﻠﻴﻢ ﺻﺤﻴﺢ ﻟﻌﻘﻴﺪة ﳎﻲء اﳌﺴﻴﺢ ﺛﺎﻧﻴﺔ، اﻟﺘﻲ ﻧﺆﻣﻦ‬
‫ﲠﺎ ﲨﻴﻌ ًﺎ ﰲ ﴍﻗﻨﺎ اﻟﻌﺮﰊ. ﻛﻤﺎ ﻧﺮﺟﻮ أن ﻳﻨ ّﺒﻪ اﻟﻐﺎﻓﻠﻴﻦ ﻋﻦ · ْ»ﻷن ٱْﻷرض ﺗﻤﺘ ِﻠﺊ ِﻣﻦ ﻣﻌﺮﻓﺔ ﳎﺪ ٱﻟﺮب ﻛﻤﺎ ﺗﻐﻄﻲ‬
‫ِ ِ ِ‬
‫ْ‬
‫ٱ ِﳌ َﻴﺎُه ٱﻟ َﺒﺤ َﺮ« )ﺣﺒﻘﻮق ٢: ٤١(.‬ ‫ﻫﺬه اﳊﻘﻴﻘﺔ اﻷﺳﺎﺳﻴﺔ ﻟﻴﺴﺘﻌﺪوا ﳍﺬا اﳌﺠﻲء اﻟﺜﺎﱐ ﻟﻠﻤﺴﻴﺢ.‬
‫· »ﰲ ذ ِﻟﻚ ٱﻟﳲﺰ َﻣﺎن ُﻳﺴﳲﻤ ْﻮن ُأو ُرﺷ ِﻠﻴﻢ ُﻛ ْﺮﳼ ﳲ ٱﻟﳲﺮب، و َﳚ َﺘ ِﻤﻊُ‬
‫ﳴ َ ْ‬ ‫ِ َ َ َ َ‬ ‫ِ ٰ َ‬
‫َِ َ َ َ ْ‬
‫إ َﻟ ْﻴ َﻬﺎ ُﻛﻞ ٱﻷ َﻣﻢ إ َﱃ ٱﺳﻢ ٱﻟﳲﺮب إ َﱃ ُأو ُرﺷ ِﻠﻴﻢ، وﻻ َﻳﺬ َﻫ ُﺒﻮنَ‬
‫ﳴ‬ ‫ُ‬
‫ِ‬ ‫ِ ُ ﱡ ِ ِ َ ْ ْ ﳴِ‬ ‫اﻟﺪﻛﺘﻮر اﻟﻘﺲ ﻣﻨﻴﺲ ﻋﺒﺪ اﻟﻨﻮر راﻋﻲ اﻟﻜﻨﻴﺴﺔ اﻹﻧﺠﻴﻠﻴﺔ‬
‫َﺑ ْﻌﺪ و َراء ِﻋ َﻨﺎد ﻗﻠﺒﻬﻢ ِ ٱﻟﴩﳴ‬
‫َ‬
‫ﻳﺮ« )إرﻣﻴﺎ ٣: ٧١(.‬ ‫ِ‬ ‫َ ِ ِِ‬ ‫ﺑﻘﴫ اﻟﺪوﺑﺎرة‬
‫وﺷ ّﺒﻪ اﳌﺴﻴﺢ ﻣﻠﻜﻮﺗﻪ ﺑﺨﻤﲑة ﺗﻤﺘﺪ وﲣ ّﻤﺮ اﻟﻌﺠﲔ ﻛﻠﻪ،‬ ‫١ - ﻣﺎ ﻫﻮ ﺗﻌﻠﻴﻢ اﻟﻜﺘﺎب اﳌﻘﺪس ﰲ ﳎﻲء‬
‫وﺑﺤﺒﺔ ﺧﺮدل ﻧﻤﺖ ﻧﻤﻮ ًا ﻋﻈﻴﻤ ًﺎ.‬ ‫اﳌﺴﻴﺢ ﺛﺎﻧﻴﺔ؟‬
‫ّ‬
‫ﺗﻌﻠﻤﻨﺎ اﻷﺳﻔﺎر اﳌﻘﺪﺳﺔ أن اﳌﺴﻴﺢ ﺳﻴﺠﻲء ﺛﺎﻧﻴﺔ ﺑﺎﳌﺠﺪ، ٣ - ﻣﺎ ﻫﻲ ﻧﺒ ّﻮات اﻟﻜﺘﺎب اﳌﻘﺪس ﺑﺨﺼﻮص‬
‫ّ‬
‫ﳎﻴﺌ ًﺎ ﺣﻘﻴﻘﻴ ًﺎ ﻣﻨﻈﻮر ًا. واﳊﻮادث اﻟﺘﺎﻟﻴﺔ ﺗﺴﺒﻖ ﻫﺬا اﳌﺠﻲء: رﺟﻮع اﻟﻴﻬﻮد ﻟﻠﻤﺴﻴﺢ ﻗﺒﻞ ﳎﻲء اﳌﺴﻴﺢ‬
‫ﺛﺎﻧﻴﺔ؟‬
‫ﻳﻨﺘﴩ اﻹﻧﺠﻴﻞ ﰲ ﻛﻞ اﻟﻌﺎﱂ، وﺗﺼﻞ اﻟﺪﻋﻮة ﻟﻸﻣﻢ‬ ‫١.‬
‫أﺷﻬﺮ اﻟﻨﺒ ّﻮات ﻣﺎ ﻳﺄﰐ:‬ ‫ﻓﻴﻨﻀ ّﻤﻮن إﱃ اﻟﻜﻨﻴﺴﺔ اﳌﺴﻴﺤﻴﺔ.‬
‫ﻳﺮﺟﻊ اﻟﻴﻬﻮد إﱃ اﳌﺴﻴﺤﻴﺔ وﻳﻨﻀﻤﻮن إﱃ اﻟﻜﻨﻴﺴﺔ ﺑﻌﺪ‬ ‫٢.‬
‫ﻧﺒ ّﻮات ﻋﻦ ﺗﺸ ﱡﺘﺘﻬﻢ ورﻓﻀﻬﻢ، ﻣﻊ ﺑﻘﺎﺋﻬﻢ أﻣﺔ ﻣﺘﻤ ّﻴﺰة ﰲ‬ ‫١.‬ ‫ﺷﺘﺎﲥﻢ واﺑﺘﻌﺎدﻫﻢ ﻣﺪة ﻃﻮﻳﻠﺔ.‬
‫ّ‬
‫ﻛﻞ اﻟﻌﺎﱂ ﻣﺪة رﻓﻀﻬﻢ، وﻣﻨﻬﺎ: )ﻻوﻳﲔ ٦٢: ٣٣-٩٣‬ ‫ﳛﺪث ارﺗﺪاد ﻋﻈﻴﻢ ﰲ اﻟﻜﻨﻴﺴﺔ وﻳﻈﻬﺮ »ﺿﺪ اﳌﺴﻴﺢ«‬ ‫٣.‬
‫و٦٢: ٤٤ وﺗﺜﻨﻴﺔ ٤: ٧٢ و٨٢: ٥٢-٨٦ وإﺷﻌﻴﺎء ٦: ٩-٣١‬ ‫أي »إﻧﺴﺎن اﳋﻄﻴﺔ« و ُﻳﺒﺎد.‬
‫و٥٦: ١١-٥١ وإرﻣﻴﺎ ٩: ٦١ و٤٢: ٩ و٩٢: ٨١ و٠٣: ١١‬ ‫ﺗﺪﺧﻞ اﻟﻜﻨﻴﺴﺔ ﰲ ﻋﴫ ﺟﺪﻳﺪ ) ُﻋ ّﱪ ﻋﻦ ﻃﻮل ﻣﺪﺗﻪ‬ ‫٤.‬
‫و٦٤: ٨٢ وﺣﺰﻗﻴﺎل ٢١: ٥١ وداﻧﻴﺎل ٩: ٧٢ وﻫﻮﺷﻊ ٣: ٤‬ ‫ﺑﺄﻟﻒ ﺳﻨﺔ( ﻓﻴﻪ ﺗﻤﺘﺪ اﳌﺴﻴﺤﻴﺔ إﱃ ﻛﻞ اﻟﻌﺎﱂ وﺗﺘﺴﻠﻂ‬
‫‪ - All Rights Reserved - www.call-of-hope.com‬ﺟﻤﯿﻊ اﻟﺤﻘﻮق ﻣﺤﻔﻮﻇﺔ‬
‫٣‬

4. ‫ﳎﻲء اﳌﺴﻴﺢ ﺛﺎﻧﻴﺔ وﺳﻮاﺑﻘﻪ اﻟﺘﺎرﳜﻴﺔ‬ ‫٤ - ﻣﺎ ﻫﻲ اﻟﺘﻔﺴﻴﺮات اﻟﺮﺋﻴﺴﻴﺔ ﳍﺬه اﻟﻨﺒ ّﻮات؟‬
‫ﻟﻴﺠﺪدوا اﻟﺪﻳﺎﻧﺔ اﻟﻴﻬﻮدﻳﺔ ﻓﻴﻬﺎ ﲢﺖ ﲪﺎﻳﺔ اﷲ، ﺑﻞ‬ ‫وﻋﺎﻣﻮس ٩: ٩ وﻣ ّﺘﻰ أﺻﺤﺎح ٤٢ وﻟﻮﻗﺎ ١٢: ٤٢ وروﻣﻴﺔ‬
‫ﻟﻴﻤﺎرﺳﻮا اﳌﺴﻴﺤﻴﺔ ﻓﻴﻘﻴﻤﻮن ﻫﻨﺎك ﻛﻨﺎﺋﺲ وﻳﻌﺒﺪون‬ ‫١١: ٥٢-٦٢(.‬
‫ّ‬
‫اﳌﺴﻴﺢ ﺑﺎﳊﻖ. وﻻ ﺷﻚ أن ذﻟﻚ ﻳﴪ ﻗﻠﺐ ﻛﻞ‬ ‫٢. ﻧﺒ ّﻮات ﻋﻦ رﺟﻮﻋﻬﻢ وﻗﺒﻮﳍﻢ اﻟﺪﻳﺎﻧﺔ اﳊﻘﻴﻘﻴﺔ، وﻣﻨﻬﺎ:‬
‫ﻣﺴﻴﺤﻲ، وﻳﺘﻤﺠﺪ اﷲ ﺑﻪ أﻛﺜﺮ ﺟﺪ ًا ﻣﻦ رﺟﻮﻋﻬﻢ ﳞﻮد ًا‬ ‫)ﺗﺜﻨﻴﺔ ٠٣: ٢-٦ وإﺷﻌﻴﺎء ١١: ١١ و٢١ و٩٤: ٥ و٦ و٦٥: ٨‬
‫ﻟﻐﺎﻳﺔ ﺳﻴﺎﺳﻴﺔ. ﻓﻤﻦ اﻗﺘﴫ ﻋﲆ ﻓﻬﻢ ﺗﻠﻚ اﻟﻨﺒﻮات ﻋﲆ‬ ‫وﺣﺰﻗﻴﺎل ٠٢: ٢٣-٤٤ و٦٣: ٤٢-٧٣ و٧٣: ١-٤١ وﻫﻮﺷﻊ‬
‫ﻫﺬه اﻟﺼﻮرة ﻓﻼ ﺣﺮج ﻋﻠﻴﻪ، وﻟﻜﻦ ﻳﻀﻞ ﻣﻦ ﻳﺘﻄﺮف‬ ‫٣: ٥ وﻋﺎﻣﻮس ٩: ٨ و٩ وﻣﻴﺨﺎ ٢: ٢١ و٣١ و٧: ٥١-٠٢‬
‫ﰲ ﺗﻔﺴﻴﺮﻫﺎ ﺣﺮﻓﻴ ًﺎ، ﺑﺄﳖﺎ ﺗﺸﻴﺮ إﱃ رﺟﻮع اﻟﻴﻬﻮد إﱃ‬ ‫وزﻛﺮﻳﺎ ٠١: ٩ و٠١ و٢١: ٠١ وروﻣﻴﺔ ١١: ٥٢-٦٢‬
‫ﻓﻠﺴﻄﲔ ﻟﺒﻨﺎء أورﺷﻠﻴﻢ واﳍﻴﻜﻞ ﺛﺎﻧﻴﺔ، وﺗﻘﺴﻴﻢ اﻷرض‬ ‫و٢ﻛﻮرﻧﺜﻮس ٣: ٢١-٨١(.‬
‫ﺑﲔ أﺳﺒﺎط إﴎاﺋﻴﻞ اﻟﻘﺪﻳﻤﺔ، وﲡﺪﻳﺪ ﻃﻘﻮﺳﻬﻢ اﻟﺪﻳﻨﻴﺔ،‬
‫وﻛﻞ ذﻟﻚ ﲢﺖ ﺣﻜﻢ اﳌﺴﻴﺢ، اﻟﺬي )ﻋﲆ زﻋﻤﻬﻢ(‬ ‫٤ - ﻣﺎ ﻫﻲ اﻟﺘﻔﺴﻴﺮات اﻟﺮﺋﻴﺴﻴﺔ ﳍﺬه‬
‫ﻳﺄﰐ ﳍﺬه اﻟﻐﺎﻳﺔ وﳚﻠﺲ ﻋﲆ ﻛﺮﺳﻴﻪ ﰲ أورﺷﻠﻴﻢ،‬ ‫اﻟﻨﺒ ّﻮات؟‬
‫وﳚﻤﻊ ﺣﻮﻟﻪ اﻷﻣﺔ اﻟﻴﻬﻮدﻳﺔ وﻳﻘﺮﲠﺎ إﻟﻴﻪ دون ﺳﺎﺋﺮ‬
‫اﳌﺆﻣﻨﲔ، وﻛﻞ ذﻟﻚ إﺗﻤﺎﻣ ًﺎ ﻟﺘﻠﻚ اﻟﻨﺒﻮات. وﻫﺬا ﺗﻔﺴﻴﺮ‬ ‫ﻫﻨﺎك ﺛﻼﺛﺔ ﺗﻔﺴﻴﺮات رﺋﻴﺴﻴﺔ:‬
‫ﻣﺴﺘﺒ َﻌﺪ، ﻟﻴﺲ ﻣﺎ ﻳﺆﻳﺪه ﰲ اﻟﻌﻬﺪ اﳉﺪﻳﺪ، ﺑﻞ ﳜﺎﻟﻒ‬
‫روﺣﻪ، وﻗﺪ ﻧﺸﺄ ﻋﻦ ﺳﻮء اﻟﺘﴫف ﰲ ﺗﻔﺴﻴﺮ ﻣﻘﺎﺻﺪ‬ ‫ّ‬
‫١. رأي اﻟﻴﻬﻮد وﻫﻮ أن اﻟﻨﺒ ّﻮات ﻋﻦ أﻣﺘﻬﻢ ﺗﻔﻴﺪ رﺟﻮﻋﻬﻢ‬
‫اﷲ.‬ ‫ﻣﻦ ﺷﺘﺎﲥﻢ إﱃ ﺑﻼدﻫﻢ واﻣﺘﻼﻛﻬﻢ ﳍﺎ، وذﻟﻚ ﲢﺖ‬
‫ّ‬
‫ﺣﻜﻢ اﳌﺴﻴﺢ، ﻓﻴﺠﺪدون ﻫﻴﻜﻠﻬﻢ ودﻳﺎﻧﺘﻬﻢ ﻋﲆ ﺻﻮرﲥﺎ‬
‫٥ - ﻣﺎ ﻫﻮ اﻟﺮأي اﻷﺻﺢ ﰲ ﻫﺬه اﻟﺘﻔﺎﺳﻴﺮ‬ ‫اﻟﺴﺎﺑﻘﺔ، وﻳﺮﺗﻔﻊ ﺷﺄﳖﺎ إﱃ أﻋﲆ درﺟﺔ ﺑﲔ ﺷﻌﻮب‬
‫اﻟﺜﻼﺛﺔ؟‬ ‫اﻷرض.‬
‫ات، وﻫﻮ ﻻ‬ ‫٢. رأي أﺻﺤﺎب اﻟﺘﻔﺴﻴﺮ اﳊﺮﰲ ﻟﺘﻠﻚ اﻟﻨﺒﻮّ‬
‫ﻧﻘﻮل ﺑﺼﺤﺔ اﻟﺮأي اﻟﺜﺎﻟﺚ ﺑﺪﻟﻴﻞ:‬ ‫ّ‬
‫ﳜﺘﻠﻒ ﺑﺎﳉﻮﻫﺮ ﻋﻦ رأي اﻟﻴﻬﻮد، ﻋﲆ أّﳖﻢ ﻳﻘﻮﻟﻮن إن‬
‫اﻟﺪﻳﺎﻧﺔ اﻟﻴﻬﻮدﻳﺔ ﻋﻨﺪ ﲡﺪﻳﺪﻫﺎ ﺗﻜﻮن دﻳﺎﻧﺔ اﻟﻜﻨﻴﺴﺔ ﻛﻠﻬﺎ،‬
‫)١( ﺗﻔﺴﻴﺮ ﺗﻠﻚ اﻟﻨﺒ ّﻮات ﻋﲆ أﳖﺎ ﺗﺸﻴﺮ إﱃ رﺟﻮع اﻟﻴﻬﻮد‬ ‫أي أن اﻟﻜﻨﻴﺴﺔ اﳌﺴﻴﺤﻴﺔ ﺗﺘﺤﻮل إﱃ ﻛﻨﻴﺴﺔ ﳞﻮدﻳﺔ. ﻏﲑ‬ ‫ّ‬
‫ﻟﻠﻜﻨﻴﺴﺔ، وﻫﻮ واف ﺑﺎﳌﻘﺼﻮد، وﻳﻄﺎﺑﻖ ﺗﻌﻠﻴﻢ اﻟﻜﺘﺎب ﰲ‬ ‫ٍ‬ ‫أن ﻣﻌﻈﻢ اﳌﻔﴪﻳﻦ ﻻ ﻳﺼﺎدﻗﻮن ﻋﲆ ﻫﺬا اﻟﺘﻔﺴﻴﺮ‬ ‫ّ‬
‫أﻣﺎﻛﻦ أﺧﺮى، ﻓﺈن ﲡﺪﻳﺪ اﻟﺪﻳﺎﻧﺔ اﻟﻴﻬﻮدﻳﺔ ودواﻣﻬﺎ إﱃ ﻏﲑ‬ ‫ﺗﻤﺎﻣ ًﺎ، ﺑﻞ ﻳﻘﻮﻟﻮن إ ّﻧﻪ ﻻ ﻳﻨﺒﻐﻲ أن ﻧﻨﺘﻈﺮ اﻧﻘﻼﺑ ًﺎ ﺗﺎﻣ ًﺎ‬
‫ﳖﺎﻳﺔ ﺗﻌﺒﲑ ﻋﻦ ﻣﻌﻨﺎﻫﺎ اﳉﻮﻫﺮي اﳊﻘﻴﻘﻲ ﻓﻼ ُﻳﺮاد ﺑﻪ ﻇﺎﻫﺮه‬ ‫ّ‬
‫ﻣﺜﻞ ﻫﺬا ﰲ اﻟﺪﻳﺎﻧﺔ اﳌﺴﻴﺤﻴﺔ، وإن اﻟﺘﻔﺴﻴﺮ اﳊﺮﰲ ﻳﺼﺢ‬
‫اﳊﺮﰲ. وﻫﺬا ﻳﻨﻄﺒﻖ ﻋﲆ ﺗﻌﺎﻟﻴﻢ اﻟﻌﻬﺪ اﻟﻘﺪﻳﻢ ﻋﻦ اﻟﻌﴫ‬ ‫ﻓﻘﻂ ﻣﻦ ﺟﻬﺔ رﺟﻮع اﻟﻴﻬﻮد إﱃ أرض ﻓﻠﺴﻄﲔ ورﻓﻊ‬
‫اﻹﻧﺠﻴﲇ، وﻋﲆ ﻣﺎ ﺟﺎء ﰲ اﻟﻌﻬﺪ اﳉﺪﻳﺪ ﻋﻦ ﻣﺴﺘﻘﺒﻞ‬ ‫ﺷﺄﳖﻢ ﺑﲔ اﳌﺴﻴﺤﻴﲔ ﻋﲆ اﺧﺘﻼف أﳑﻬﻢ وﺑﻠﺪاﳖﻢ،‬
‫اﻟﻜﻨﻴﺴﺔ واﻷﺣﻮال ْاﻟﺴﻤﺎوﻳ ﳲﺔ. وﻣﻦ أﻣﺜﻠﺔ ذﻟﻚ ﻗﻮل اﳌﺴﻴﺢ:‬ ‫ُ َ‬ ‫ُ‬ ‫وذﻟﻚ ﻋﻨﺪ اﻋﺘﻨﺎﻗﻬﻢ اﳌﺴﻴﺤﻴﺔ. وﻫﺬا اﻟﺮأي ﻗﺮﻳﺐ ﻣﻦ‬
‫ُ‬ ‫َ َ َ َ َ ُ‬
‫»ﻃﻮ َﺑﻰ ﻷوﻟ ِ ْﺌﻚ َٱﻟ َﻌ ِﺒﻴﺪ َ ٱﻟﺬﻳﻦ ِإذا ﺟﺎء ﺳﳴﻴﺪ ُﻫ ْﻢ َﳚِﺪ ُﻫ ْﻢ‬
‫َ ُ ِ ُ ِ‬ ‫اﳌﺬﻫﺐ اﻟﺮوﺣﻲ )ﲢﺖ رﻗﻢ ٣(. ﻏﲑ أ ّﻧﻪ ﻻ ﻳﻤﻜﻦ‬
‫َ َ ِ ْ َ َﳲُ‬
‫ﺳﺎ ِﻫﺮﻳﻦ. َاﳊَﻖﳲ أﻗﻮل ﻟﻜﻢ َ ِإ ﳲﻧ ُﻪَ َﻳ َﺘ َﻤ ْﻨ َﻄﻖُ و ُﻳ ْﺘﻜُﺌ ُﻬﻢ و َﻳ َﺘﻘ َﺪم‬
‫ُ ْ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ّ‬
‫ﺑﺮﻫﻨﺔ ﻗﻮﳍﻢ إن ﺟﺰء ًا ﻣﻦ اﻟﻨﺒ ّﻮات ﻋﻦ اﻟﻴﻬﻮد ﻳﺘﻔ ّﴪ‬
‫َ َْ ُ ُ ْ َ‬ ‫َ َ ْ ُِ‬
‫و َﳜﺪﻣ ُﻬﻢ« )ﻟﻮﻗﺎ ٢١: ٧٣(. »أﻧﺎ أﺟﻌﻞ ﻟﻜﻢ ﻛ َﻤﺎ ﺟ ََﻌﻞ ِﱄ أ ِﰊ‬
‫َ َ‬ ‫ِ ْ‬ ‫ﺣﺮﻓﻴ ًﺎ وﺟﺰء ًا آﺧﺮ روﺣﻴ ًﺎ. وإذا ﺻﺢ اﻟﺘﻔﺴﻴﺮ اﳊﺮﰲ‬
‫ّ‬
‫ْ ْ ُ َُ ِ ِ ْ ْ َ‬
‫َﻣﻠﻜﻮﺗ ًﺎ« )ﻟﻮﻗﺎ ٢٢: ٩٢(. » َﻣﻦ َﻳ َﻐ ِﻠﺐ َﻓﺴ َﺄ ْﻋﻄﻴﻪ أن ََﳚ ِﻠﺲ‬
‫ُ‬
‫ﳉﺰء ﻳﻨﺒﻐﻲ ﻃﺒﻌ ًﺎ اﻟﺘﺴﻠﻴﻢ ﺑﻪ ﻟﻠﻜﻞ. وﻟﺬﻟﻚ اﺳﺘﺼﻮب‬
‫ََ ْ ُ َ‬ ‫َ ُ َ‬ ‫َ‬
‫َﻣ ِﻌﻲ ِ ﰲ َﻋ ْﺮ ِﳾ، ﻛ َﻤﺎ َﻏﻠ ْﺒﺖ أ َﻧﺎ أ ْﻳﻀ ًﺎ وﺟﻠﺴﺖ َﻣﻊ أ ِﰊ ِ ﰲ‬ ‫ﻣﻌﻈﻢ اﳌﻔﴪﻳﻦ اﻟﺘﻔﺴﻴﺮ اﻟﺮوﺣﻲ ﻟﻠﻜﻞ، ﻛﻤﺎ ﺳﻴﺄﰐ.‬
‫َﻋ ْﺮﺷﻪ« )رؤﻳﺎ ﻳﻮﺣ ّﻨﺎ ٣: ١٢(. ﻓﻬﺬه اﻵﻳﺎت وﻣﺎ ﺷﺎﲠﻬﺎ ﳎﺎزﻳﺔ،‬ ‫ِ ِ‬ ‫٣. رأي أﺻﺤﺎب اﻟﺘﻔﺴﻴﺮ اﻟﺮوﺣﻲ ﻟﻠﻨﺒ ّﻮات ﻋﻦ اﻟﻴﻬﻮد،‬
‫ﺗﻌ ّﱪ ﻋﻦ ﺣﻘﺎﺋﻖ روﺣﻴﺔ ﺳﺎﻣﻴﺔ ﺑﺎﺳﺘﻌﺎرة أﻣﻮر أرﺿﻴﺔ زﻣﻨﻴﺔ.‬ ‫ّ‬
‫وﻳﻘﻮﻟﻮن إن ﻛﻞ ﺗﻠﻚ اﻟﻨﺒ ّﻮات ﺗﺘﻢ ﺑﺎﻧﻀﻤﺎم اﻟﻴﻬﻮد إﱃ‬
‫ّ‬
‫وﺗﻔﺴﻴﺮﻫﺎ ﺣﺮﻓﻴ ًﺎ ﻳﻔﻘﺪﻫﺎ ﻣﻌﻨﺎﻫﺎ اﻟﺼﺤﻴﺢ، وﻳﺆدي إﱃ اﻟﻀﻼل‬ ‫اﻟﻜﻨﻴﺴﺔ واﺷﱰاﻛﻬﻢ ﰲ ﺑﺮﻛﺎت اﻹﻧﺠﻴﻞ وﺧﲑاﺗﻪ. وﺑﻌﺪ‬
‫ﰲ ﺗﻔﺴﻴﺮ ﻛﻼم اﷲ. وإذا ﺻﺢ ﻫﺬا اﳌﺒﺪأ ﻋﲆ أﻗﻮال اﻟﻌﻬﺪ‬ ‫ّ‬ ‫رﺟﻮﻋﻬﻢ إﱃ اﻟﻜﻨﻴﺴﺔ إذا اﺗﻔﻖ أن ﺑﻌﻀﻬﻢ أو ﺟﺎﻧﺒ ًﺎ‬
‫ّ‬
‫اﳉﺪﻳﺪ اﻟﻨﺒﻮ ّﻳﺔ، ﻓﻜﻢ ﺑﺎﳊﺮي ﻳﺼﺢ ﻋﲆ ﻧﺒ ّﻮات اﻟﻌﻬﺪ اﻟﻘﺪﻳﻢ،‬ ‫ﻋﻈﻴﻤ ًﺎ ﻣﻨﻬﻢ أرادوا أن ﻳﺮﺟﻌﻮا إﱃ ﺑﻼد ﻓﻠﺴﻄﲔ‬
‫وﻧﺤﻦ ﻧﻌﻠﻢ أن ﻛﻞ ﻣﺎ ﰲ اﻟﻌﻬﺪ اﻟﻘﺪﻳﻢ ﻣﻦ ﻃﻘﻮس وﻓﺮاﺋﺾ‬ ‫ّ‬ ‫وﻳﺴﺘﻮﻃﻨﻮﻫﺎ ﻓﻠﻴﺲ ﻫﻨﺎك ﻧﺒ ّﻮة ﺗﻤﻨﻊ ذﻟﻚ. وﻛﺬﻟﻚ ﻻ‬
‫رﻣﺰي اﺳﺘﻌﺪادي ُﻗﺼﺪ ﺑﻪ ﲥﺬﻳﺐ ﺷﻌﺐ اﷲ اﻟﻘﺪﻳﻢ‬ ‫ﻣﺎﻧﻊ إذا أرادوا أن ﻳﺴﺘﻮﻃﻨﻮا أﻣﺮﻳﻜﺎ أو اﻟﺼﻴﻦ. وﻟﻜﻨﻬﻢ‬
‫واﳊﺎﻟﺔ ﻫﺬه ﻳﺮﺟﻌﻮن وﻫﻢ ﻣﺴﻴﺤﻴﻮن ﺑﺤﺮﻳﺘﻬﻢ، ﻻ‬
‫‪ - All Rights Reserved - www.call-of-hope.com‬ﺟﻤﯿﻊ اﻟﺤﻘﻮق ﻣﺤﻔﻮﻇﺔ‬
‫٤‬

5. ‫ﳎﻲء اﳌﺴﻴﺢ ﺛﺎﻧﻴﺔ وﺳﻮاﺑﻘﻪ اﻟﺘﺎرﳜﻴﺔ‬ ‫٥ - ﻣﺎ ﻫﻮ اﻟﺮأي اﻷﺻﺢ ﰲ ﻫﺬه اﻟﺘﻔﺎﺳﻴﺮ اﻟﺜﻼﺛﺔ؟‬
‫)٢( اﻟﺪﻳﺎﻧﺔ اﻟﻴﻬﻮدﻳﺔ دﻳﺎﻧﺔ رﻣﺰﻳﺔ، وﻛﺬﻟﻚ أﻣﻮر ﻛﺜﲑة ﰲ‬ ‫وﺗﺪرﻳﺒﻬﻢ ﰲ إدراك اﻷﻣﻮر اﻟﺮوﺣﻴﺔ، ﻷﳖﻢ ﻛﺎﻧﻮا ﻻ ﻳﺰاﻟﻮن ﰲ‬
‫ﺖ ﻛﻠﻬﺎ ﰲ ﻧﻈﺎم‬ ‫ﺣﺎﻟﺔ اﻟﻄﻔﻮﻟﺔ، وﰲ ﻏﺎﻳﺔ اﻻﺣﺘﻴﺎج إﱃ ﻣﺎ ﻳﻨﺎﺳﺐ ذﻟﻚ اﳊﺎل. ﺗﺎرﻳﺦ ﺷﻌﺐ اﻟﻴﻬﻮد وﺧﺼﻮﺻﻴﺎﺗﻪ، وﻗﺪ ﺗﻤّ‬
‫اﻟﻌﻬﺪ اﳉﺪﻳﺪ.‬
‫وﺗﻮﺿﺢ اﺳﺘﻌﺎرات وﺗﺸﺒﻴﻬﺎت وﻛﻨﺎﻳﺎت اﻟﻌﻬﺪ اﻟﻘﺪﻳﻢ‬
‫ﺎ وﺟﻮد رﻣﻮز ﰲ اﻟﻌﻬﺪ اﻟﻘﺪﻳﻢ ﻓﻤﻤﺎ ﻻ ﺧﻼف ﻓﻴﻪ.‬ ‫أﻣّ‬ ‫ﻣﺴﺘﻘﺒﻞ ﻛﻨﻴﺴﺔ اﷲ اﻟﺪﻳﻨﻲ، وﻫﻲ ﻣﻮاﻓﻘﺔ ﻷﺣﻮال اﻟﺸﻌﺐ ﰲ‬
‫ُ‬
‫زﻣﻦ اﺳﺘﻌﻤﺎﳍﺎ. ﻣﺜﺎل ذﻟﻚ ﰲ ﻋﻬﺪ داود وﺳﻠﻴﻤﺎن ﺷ ّﺒﻪ وﻳﻨﺘﻬﻲ اﻟﺮﻣﺰ ﺑﺎﳌﺮﻣﻮز إﻟﻴﻪ، ﻓﻤﺘﻰ ﻇﻬﺮ اﳌﺮﻣﻮز إﻟﻴﻪ ﻓﻼ ﺣﺎﺟﺔ‬
‫اﳌﺴﻴﺢ ﺑﻤﻠﻚ ذي ﺳﻠﻄﺎن ﻋﺎم ﻳﻤﺘﺪ ﻣﻠﻜﻪ إﱃ ﻛﻞ أﻣﻢ إﱃ اﻟﺮﻣﺰ. وﻟﻘﺪ ﻛﺎن اﻟﻨﻈﺎم اﳌﻮﺳﻮي اﻟﺪﻳﻨﻲ رﻣﺰ ًا ﻟﻨﻈﺎم‬
‫اﻷرض. وﳌﺎ اﻧﻘﺴﻤﺖ اﳌﻤﻠﻜﺔ واﻧﺤﻄﺖ اﻷﻣﺔ وﺳﺎءت اﻹﻧﺠﻴﻞ، ﻓﻠﻤﺎ ﻇﻬﺮ اﻹﻧﺠﻴﻞ ﱂ ﺗﻌﺪ ﻫﻨﺎك ﺣﺎﺟﺔ إﱃ ﻧﻈﺎم‬
‫أﺣﻮال اﻟﺸﻌﺐ ُﻋ ّﱪ ﻋﻦ اﳌﺴﺘﻘﺒﻞ ﺑﺬﻛﺮ اﻻﲢﺎد ﺑﲔ إﴎاﺋﻴﻞ ﻣﻮﺳﻰ، اﻟﺬي ﻣﻀﻰ وزال. وﻗﺪ أﻋﻠﻦ اﻹﻧﺠﻴﻞ ذﻟﻚ ﺑﴫﻳﺢ‬
‫وﳞﻮذا، وارﺗﻔﺎع ُﻣﻠﻚ داود، ودﻋﻮة اﻟﺸﻌﻮب ﻟﻠﺘﻤﺘﻊ ﺑﺎﻟﺮاﺣﺔ اﻟﻜﻼم. وﻟﺬﻟﻚ ﻳﻘﻮم اﻟﺘﻘﺪم واﻟﻨﻤﻮ ﰲ اﻟﺪﻳﺎﻧﺔ اﻹﳍﻴﺔ ﺑﺎﻟﻨﻈﺎم‬
‫واﻟﺴﻼم ﰲ اﳌﻠﻜﻮت اﻟﺜﺎﺑﺖ. وﻋ ّﱪ ﺣﺰﻗﻴﺎل ﻋﻦ أﺣﻮال اﻹﻧﺠﻴﲇ ﻻ ﺑﺎﻟﺮﺟﻮع إﱃ اﻟﻨﻈﺎم اﻟﻴﻬﻮدي، وإﻻ ﻓﻴﻜﻮن اﳌﺮﻣﻮز‬
‫اﳌﺴﺘﻘﺒﻞ ﺑﺎﺳﺘﻌﺎرات ﻣﺒﻨ ّﻴﺔ ﻋﲆ ﺑﻨﺎء أورﺷﻠﻴﻢ وإﻗﺎﻣﺔ اﳍﻴﻜﻞ إﻟﻴﻪ ﻗﺪ اﻧﺘﻬﻰ ﰲ اﻟﺮﻣﺰ، ﻻ اﻟﺮﻣﺰ ﰲ اﳌﺮﻣﻮز إﻟﻴﻪ ﺧﻼﻓ ًﺎ ﳌﺒﺎدئ‬
‫ﺛﺎﻧﻴﺔ، ورﺟﻮع اﻟﺸﻌﺐ إﱃ أرﺿﻬﻢ اﳌﻘﺪﺳﺔ، وإرﺟﺎع اﻟﺴﻠﻄﺎن اﻟﻨﻈﺎم اﻟﺮﻣﺰي وﻟﻨﻮاﻣﻴﺲ اﷲ اﻟﺴﺎﻣﻴﺔ اﳌﻘﺮرة. ﻛﺬﻟﻚ اﻷﻣﺔ‬
‫اﻹﴎاﺋﻴﻠﻴﺔ، ﺷﻌﺐ اﷲ اﳌﺨﺘﺎر ﰲ اﻟﻌﻬﺪ اﻟﻘﺪﻳﻢ، اﳌﻔﺮز ﻋﻦ‬ ‫إﻟﻴﻬﻢ، ﻷﻧﻪ ﺗﻨﺒﺄ ﰲ وﺳﻂ ﻇﺮوف ﳐﺎﻟﻔﺔ ﻟﺬﻟﻚ ﺗﻤﺎﻣ ًﺎ.‬
‫ﺑﻘﻴﺔ ﺷﻌﻮب اﻷرض، ﻛﺎﻧﺖ ﺣﺴﺐ اﳉﺴﺪ رﻣﺰ ًا ﻟﻠﻨﺴﻞ‬
‫وﻟﻮ أﻧﻨﺎ ﻓ ّﴪﻧﺎ ﺗﻠﻚ اﻟﻨﺒ ّﻮات ﺣﺮﻓﻴ ًﺎ ﻟﻈﻬﺮ ﻟﻨﺎ وﻛﺄن ﻧﺒ ّﻮات اﳌﺨﺘﺎر ﰲ ﻋﴫ اﻹﻧﺠﻴﻞ )اﻟﻜﻨﻴﺴﺔ( اﻟﺘﻲ اﺧﺘﺎرﻫﺎ اﳌﺴﻴﺢ ﻣﻦ‬
‫ّ‬
‫اﻷﻧﺒﻴﺎء ﻣﺘﻨﺎﻗﻀﺔ، ﻷن أﻗﻮاﳍﻢ أﺣﻴﺎﻧ ًﺎ ُﻳﺮاد ﲠﺎ ﺣﺮﻓﻴ ًﺎ إﺻﻼح ﻣﺎ اﻟﻌﺎﱂ واﻓﺘﺪاﻫﺎ ﺑﺪﻣﻪ ﻟﻴﻀﻤﻬﺎ إﱃ ﻣﻠﻜﻪ اﻷﺑﺪي، وﻟﺬﻟﻚ ﳌﺎ‬
‫ّ‬ ‫ّ‬
‫ﺣﺪث ﻣﻦ اﳋﻠﻞ واﻟﺘﺸﻮﻳﺶ ﰲ اﻟﻨﻈﺎم اﻟﻴﻬﻮدي، وأﺣﻴﺎﻧ ًﺎ ﻇﻬﺮت اﻟﻜﻨﻴﺴﺔ وﻧﻈﻤﺖ ﻋﲆ ﻣﺒﺎدئ اﻹﻧﺠﻴﻞ زاﻟﺖ اﻟﺪﻳﺎﻧﺔ‬
‫ُﻳﺮاد ﲠﺎ إﺑﺎدة اﻟﻨﻈﺎم اﻟﻘﺪﻳﻢ ﻋﲆ اﻹﻃﻼق )إرﻣﻴﺎ ١٣: ١٣ اﻟﻴﻬﻮدﻳﺔ وﻃﻘﻮﺳﻬﺎ، وﱂ ﺗ ُﻌﺪ اﻷﻣﺔ اﻟﻴﻬﻮدﻳﺔ ﺷﻌﺒ ًﺎ ﺧﺎﺻ ًﺎ ﷲ،‬
‫ّ‬
‫وإﺷﻌﻴﺎء ٥٦: ٧١ و٦٦: ١-٤ وﺣﺠﻲ ٢: ٧(. وﻣﻨﻬﺎ ﻣﺎ ُﻳﺮاد ﺑﻪ ﻓﺎﻧﺘﻬﻰ اﻟﺮﻣﺰ ﰲ اﳌﺮﻣﻮز إﻟﻴﻪ وزال ﻋﻨﺪ ﻇﻬﻮره. وﻷﺟﻞ ﺑﻴﺎن‬
‫ُ‬
‫ﺻﻌﻮد اﻷﻣﻢ إﱃ أورﺷﻠﻴﻢ ﻟﻴﻤﺎرﺳﻮا اﻟﺪﻳﺎﻧﺔ اﻟﻴﻬﻮدﻳﺔ )إﺷﻌﻴﺎء ذﻟﻚ ﺳﻤﻲ ﻛﻞ اﳌﺆﻣﻨﲔ ﰲ اﻟﻌﻬﺪ اﳉﺪﻳﺪ »ﻧﺴﻞ إﺑﺮاﻫﻴﻢ«‬
‫٦٦: ٣٢ وزﻛﺮﻳﺎ ٤١( وﻣﻨﻬﺎ ﻣﺎ ُﻳﺮاد ﺑﻪ اﻣﺘﺪاد اﻟﻴﻬﻮدﻳﺔ وﻛﻞ )ﻏﻼﻃﻴﺔ ٦: ٦١ وأﻓﺴﺲ ٢: ٢١ و٩١( »وآﺗﲔ إﱃ ﺟﺒﻞ‬
‫ﻃﻘﻮﺳﻬﺎ ﰲ ﻛﻞ اﻷرض )إﺷﻌﻴﺎء ٩١: ٩١-٥٢ وﻣﻼﺧﻲ ١: ﺻﻬﻴﻮن« )ﻋﱪاﻧﻴﲔ ٢١: ٢٢( »وأوﻻد أورﺷﻠﻴﻢ اﻟﻌﻠﻴﺎ«‬
‫١١(. وﻣﻦ ﻧﺒ ّﻮات ﺣﺰﻗﻴﺎل ﻣﺎ ﻳﺆﻛﺪ ﻟﻨﺎ ﺑﻨﺎء اﳍﻴﻜﻞ واﳌﺪﻳﻨﺔ )ﻏﻼﻃﻴﺔ ٤: ٦٢( »وأﻫﻞ اﳋﺘﺎن« )ﻓﻴﻠ ّﺒﻲ ٣: ٣ وﻛﻮﻟﻮﳼ ٢:‬
‫وﺳﻜﻨﻰ اﻷرض اﳌﻘﺪﺳﺔ ﺑﻤﺠﺪ واﺣﺘﻔﺎل ﻋﻈﻴﻢ. ﻣﻊ أن ١١( وﺳ ّﻤﻮا أﻳﻀ ًﺎ ﰲ ﺳﻔﺮ اﻟﺮؤﻳﺎ »ﳞﻮد ًا« )رؤﻳﺎ ﻳﻮﺣ ّﻨﺎ ٢: ٩(.‬
‫ُ‬
‫ّ‬
‫أﻗﻮال ﻳﻮﺣ ّﻨﺎ اﻟﺮﺳﻮل ﰲ ﺳﻔﺮ اﻟﺮؤﻳﺎ ﺗﻌﻠﻤﻨﺎ أﻧﻪ ﻻ ﻳﻜﻮن‬
‫وﻗﻴﻞ أﻳﻀ ًﺎ ﻋﻦ ﻫﺬا اﻟﻨﺴﻞ اﳌﻘﺪس إ ّﻧـﻬﻢ »ﺣﺴﺐ اﳌﻮﻋﺪ‬
‫ََ‬ ‫ﻫﻴﻜﻞ، وﻻ اﺣﺘﻴﺎج إﻟﻴﻪ ﰲ اﳌﺴﺘﻘﺒﻞ. ﻓﺒﻤﻮﺟﺐ اﳌﺒﺪأ‬
‫اﻟﺮوﺣﻲ ﻟﺘﻔﺴﻴﺮ اﻟﻨﺒ ّﻮات ﻻ ﺧﻼف ﰲ ﻛﻞ ذﻟﻚ، ﻷن اﳌﻌﻨﻰ ورﺛﺔ« )ﻏﻼﻃﻴﺔ ٣: ٩٢( وﻫﻮ اﳌﻮﻋﺪ ﻹﺑﺮاﻫﻴﻢ. وﳌﺎ ﻛﺎن‬
‫اﳌﺆﻣﻨﻮن ﰲ ﻛﻞ ﻣﻜﺎن ﻫﻢ ﻧﺴﻞ إﺑﺮاﻫﻴﻢ وورﺛﺔ اﳌﻮاﻋﻴﺪ‬ ‫اﳉﻮﻫﺮي ﻫﻮ واﺣﺪ ﰲ اﻟﻜﻞ.‬
‫اﳌﻤﻨﻮﺣﺔ ﻟﻪ، ﻛﺎﻧﺖ ﺗﻠﻚ اﳌﻮاﻋﻴﺪ ﺗﺸﻴﺮ ﻟﻴﺲ إﱃ ﳎﺮد اﻣﺘﻼك‬
‫ً‬
‫إن اﻟﺘﻔﺴﻴﺮ اﳊﺮﰲ ﻟﺘﻠﻚ اﻟﻨﺒ ّﻮات ﳜﺎﻟﻒ ﻣﺒﺪأ ﺟﻮﻫﺮﻳ ًﺎ ﰲ أرض ﻛﻨﻌﺎن ﺑﻞ إﱃ اﳌﺮﻣﻮز إﻟﻴﻪ ﺑﺄرض ﻛﻨﻌﺎن، أي ﻛﻨﻌﺎن‬ ‫ّ‬
‫دﻳﺎﻧﺔ اﷲ وﺗﴫﻓﺎﺗﻪ ﰲ ﲥﺬﻳﺐ اﻟﺒﴩ وﺗﺘﻤﻴﻢ ﻣﻘﺎﺻﺪه اﻹﳍﻴﺔ. اﻟﺴﻤﺎوﻳﺔ اﻟﺘﻲ ﻫﻲ اﳌﲑاث اﻟﺬي ﻻ ﻳﻔﻨﻰ وﻻ ﻳﺘﺪﻧﺲ وﻻ‬
‫ّ‬
‫وﻻ ﺳﻴﻤﺎ ﰲ ﺑﻨﻴﺎن ﻣﻠﻜﻮﺗﻪ وإﻛﻤﺎل ﻋﻤﻞ اﻟﻔﺪاء. وﻫﻮ اﻟﺘﻘﺪم ﻳﻀﻤﺤﻞ. وﻻ ﺷﻚ أن ﻫﺬا ﻣﺎ ﻗﺼﺪه اﻟﺮﺳﻞ ﰲ ﻛﻞ ﻣﺎ‬
‫ّ‬
‫ﻣﻦ اﻷدﻧﻰ إﱃ اﻷﻋﲆ وﻣﻦ اﻷﺑﺴﻂ إﱃ اﻷﺑﻠﻎ. ﻓﻔﺮوض ﻋﻠﻤﻮه ﰲ ﻫﺬا اﻟﺸﺄن، ﻷﳖﻢ ﰲ ﻛﻞ ﻛﻼﻣﻬﻢ ﻋﻦ اﳌﺴﺘﻘﺒﻞ ﱂ‬
‫اﻟﺪﻳﺎﻧﺔ اﻟﻴﻬﻮدﻳﺔ أرﻛﺎن ﺿﻌﻴﻔﺔ ﺑﺎﻟﻨﺴﺒﺔ إﱃ اﳌﺴﻴﺤﻴﺔ وروﺣﻬﺎ، ﻳﺸﻴﺮوا إﱃ اﳌﲑاث اﻟﻴﻬﻮدي اﻟﺮﻣﺰي، ﺑﻞ أﺷﺎروا داﺋﻤ ًﺎ إﱃ أن‬
‫ّ‬
‫ﻛﻤﺎ أن ﻓﺮوض اﳌﺴﻴﺤﻴﺔ ﻋﲆ ﻣﺎ ﻫﻲ اﻵن دون ﻣﺎ ﺳﺘﻜﻮن اﻟﺮﻣﺰ ﻗﺪ ﻣﻀﻰ، واﳌﺮﻣﻮز إﻟﻴﻪ ﻫﻮ اﳌﻮﺿﻮع اﻟﻮﺣﻴﺪ ﻟﺮﺟﺎء‬
‫ّ‬
‫ّ‬
‫ﰲ ﻣﺴﺘﻘﺒﻞ اﻟﻜﻨﻴﺴﺔ اﳌﺠﻴﺪ. ﻓﺎﻟﻘﻮل ﺑﻠﺰوم اﻟﺘﻔﺴﻴﺮ اﳊﺮﰲ ﻫﻮ اﻟﻜﻨﻴﺴﺔ. ﻓﻨﺘﻌﻠﻢ ﻣﻦ أن إﴎاﺋﻴﻞ اﻟﻘﺪﻳﻢ رﻣﺰ إﱃ إﴎاﺋﻴﻞ‬
‫ّ‬ ‫َ ّ‬
‫ﺑﻤﺜﺎﺑﺔ اﻻﻋﺘﻘﺎد أن اﷲ ﻣﻘ ّﻴﺪ ﺑﺴﻦ رﺳﻮم واﺣﺪة ﺧﺎرﺟﻴﺔ اﳉﺪﻳﺪ اﺧﺘﻔﺎء اﻟﺮﻣﺰ ﰲ اﳌﺮﻣﻮز إﻟﻴﻪ، وأن اﻷﻣﺔ اﻟﻴﻬﻮدﻳﺔ ﺗﻨﻀﻢ‬
‫ﻟﻠﻜﻨﻴﺴﺔ اﳌﺴﻴﺤﻴﺔ، وأﻧﻪ ﻟﻴﺲ ﻟﻠﻴﻬﻮد ﺑﻌﺪ ﺣﻖ ﺑﻤﻮاﻋﻴﺪ اﷲ‬ ‫ﻟﺪﻳﺎﻧﺘﻪ وﺷﻌﺒﻪ ﻣﻦ ﺑﺪء اﻟﻌﺎﱂ إﱃ اﻧﻘﻀﺎﺋﻪ.‬
‫ﻟﻜﻨﻴﺴﺘﻪ ﻣﺎ ﱂ ﻳﻨﻀﻤﻮا إﻟﻴﻬﺎ، ﻷن ﻣﻮاﻋﻴﺪ اﷲ ﻫﻲ ﳍﻢ ﻟﻴﺲ‬
‫ﻷﳖﻢ ﻣﻦ ﻧﺴﻞ إﺑﺮاﻫﻴﻢ اﳉﺴﺪي، ﺑﻞ ﺑﺎﻋﺘﺒﺎرﻫﻢ ﺷﻌﺐ اﷲ‬
‫‪ - All Rights Reserved - www.call-of-hope.com‬ﺟﻤﯿﻊ اﻟﺤﻘﻮق ﻣﺤﻔﻮﻇﺔ‬
‫٥‬

6. ‫ﳎﻲء اﳌﺴﻴﺢ ﺛﺎﻧﻴﺔ وﺳﻮاﺑﻘﻪ اﻟﺘﺎرﳜﻴﺔ‬ ‫٥ - ﻣﺎ ﻫﻮ اﻟﺮأي اﻷﺻﺢ ﰲ ﻫﺬه اﻟﺘﻔﺎﺳﻴﺮ اﻟﺜﻼﺛﺔ؟‬
‫ﺣﻀﻦ اﻟﻜﻨﻴﺴﺔ واﻧﻀﻤﺎﻣﻬﻢ إﱃ ﺷﻌﺐ اﷲ. وﻟﻜﻦ ﻻ ﻳﻮﺟﺪ‬ ‫ﺣﺴﺐ اﻻﺧﺘﻴﺎر. ﻟﺬﻟﻚ ﻻ ﻳﻨﺎﻟﻮن اﳌﻮاﻋﻴﺪ إﻻ ﻋﻨﺪﻣﺎ ﻳﺼﻴﺮون‬
‫ٌ‬
‫وﻋﺪ وﻻ ﺑﺮﻫﺎن ﻋﲆ ارﺗﻘﺎﺋﻬﻢ ﻓﻮق ﻏﲑﻫﻢ ﰲ ﻣﻠﻜﻮت‬ ‫ﺷﻌﺐ اﷲ ﺑﻤﻌﻨﻰ روﺣﻲ.‬
‫ّ‬
‫اﳌﺴﻴﺢ. ﻏﲑ أن رﺟﻮﻋﻬﻢ ﻳﻜﻮن ﺑﺮﻛﺔ ﻟﻠﻜﻨﻴﺴﺔ ﻹﺣﻴﺎﺋﻬﺎ‬
‫ّ‬
‫وﺗﻨﺸﻴﻄﻬﺎ، ﻛﻤﺎ ﻗﺎل اﻟﺮﺳﻮل إن اﻗﺘﺒﺎﳍﻢ ﻳﻜﻮن ﺣﻴﺎ ًة ﻣﻦ‬ ‫ّ‬
‫و ُرب ﻣﻌﱰض ﻳﻘﻮل إن اﻟﻴﻬﻮد اﻟﻴﻮم ﻣﺜﻞ ﺷﻌﺐ اﷲ ﰲ‬ ‫ﳲ‬
‫اﻷﻣﻮات! )روﻣﻴﺔ ١١: ٥١(. وﻳﺎ ﻟﻪ ﻣﻦ ﻣﻨﻈﺮ ﲠﻴﺞ ﻟﻠﻐﺎﻳﺔ ﻋﻨﺪ‬ ‫اﻟﻌﻬﺪ اﻟﻘﺪﻳﻢ، ﻫﻢ رﻣ ٌﺰ ﻷﻧﻔﺴﻬﻢ، وﻫﻢ ﺷﻌﺐ اﷲ ﲢﺖ ﻧﻈﺎم‬
‫اﳌﺆﻣﻨﲔ ﻣﺘﻰ رأوا اﻟﻴﻬﻮد راﺟﻌﲔ ﺑﺮأي واﺣﺪ وﻧﻔﺲ واﺣﺪة‬ ‫اﻹﻧﺠﻴﻞ، وإن اﻣﺘﻼﻛﻬﻢ أرض ﻛﻨﻌﺎن ﻗﺪﻳﻤ ًﺎ ﻳﺮﻣﺰ ﻻﻣﺘﻼﻛﻬﻢ‬
‫ّ‬
‫إﱃ اﻟﻜﻨﻴﺴﺔ، ﻳﻘﺒﻠﻮن اﻹﻧﺠﻴﻞ وﻳﺒﴩون ﺑﺤﻖ اﳌﺴﻴﺢ.‬ ‫ّ‬
‫إﻳﺎﻫﺎ ﻣﺮة أﺧﺮى ﰲ ﻇﺮوف أﻓﻀﻞ. ﻓﻨﺠﻴﺐ: إن ذﻟﻚ ﻟﻴﺲ‬
‫ﻣﻦ دأب اﻟﺮﻣﺰ ﺑﻞ ﳜﺎﻟﻔﻪ، ﻷن اﻟﺮﻣﺰ داﺋﻤ ًﺎ أﻗﻞ ﻣﻦ اﳌﺮﻣﻮز‬
‫وﻣﺎ ﻗﻠﻨﺎه ﻋﻦ رﻣﺰ اﻟﺪﻳﺎﻧﺔ اﻟﻴﻬﻮدﻳﺔ واﻟﺸﻌﺐ اﻟﻴﻬﻮدي‬ ‫إﻟﻴﻪ ﰲ ﻛﻞ ﳾء، وﻟﺬﻟﻚ ﻻ ﻳﺼﺢ أن ﻳﻜﻮن أﻣ ٌﺮ رﻣﺰ ًا إﱃ‬
‫ﻧﻘﻮﻟﻪ ﻋﻦ ﻣﲑاﺛﻬﻢ ﰲ أرض ﻛﻨﻌﺎن، اﻟﺘﻲ ﻫﻲ رﻣ ٌﺰ أﻳﻀ ًﺎ‬ ‫ﻧﻔﺴﻪ. ﻫﻞ ﻳﺼﺢ أن ﻧﻌﺘﱪ أﻛﻞ اﳌﻦ ﰲ اﻟﱪﻳﺔ رﻣﺰ ًا إﱃ أﻛﻠﻪ‬
‫ﳌﲑاث اﻟﻜﻨﻴﺴﺔ اﻟﺘﻲ ﺳﱰث ﺣﺴﺐ اﳌﻮاﻋﻴﺪ ﻟﻴﺲ أرض‬ ‫ﻣﺮة أﺧﺮى، أو ذﺑﺢ ﺧﺮوف اﻟﻔﺼﺢ رﻣﺰ ًا إﱃ ﻧﻔﺴﻪ ﰲ ﻧﻈﺎم‬
‫ﻛﻨﻌﺎن ﻓﻘﻂ ﺑﻞ اﻷرض ﻛﻠﻬﺎ، ﻛﻤﺎ ﻗﻴﻞ ﻋﻦ إﺑﺮاﻫﻴﻢ إﻧﻪ‬ ‫آﺧﺮ؟ ﻛﻼ! وﻛﺬﻟﻚ ﻻ ﻳﺼﺢ أن ﻳﻜﻮن اﻣﺘﻼك أرض ﻛﻨﻌﺎن‬
‫ٌ‬
‫»وارث ﻟﻠﻌﺎﱂ« )روﻣﻴﺔ ٤: ٣١( أي اﻟﺴﻤﺎء اﳉﺪﻳﺪة واﻷرض‬ ‫ﰲ اﻟﻌﻬﺪ اﻟﻘﺪﻳﻢ رﻣﺰ ًا ﻻﻣﺘﻼﻛﻬﺎ ﺛﺎﻧﻴﺔ ﰲ ﻋﴫ اﻹﻧﺠﻴﻞ، ﺑﻞ‬
‫اﳉﺪﻳﺪة، ﻣﲑاث اﻟﻜﻨﻴﺴﺔ اﻷﺑﺪي ﺣﺴﺐ اﳌﻮاﻋﻴﺪ )١ﺑﻄﺮس‬ ‫إﱃ اﻣﺘﻼك ﻣﺎ ﻫﻮ أﻓﻀﻞ وأﺳﻤﻰ ﻣﻨﻬﺎ، ﻳﻜﻮن ﻣﻄﺎﺑﻘ ًﺎ ﳌﻘﺎﺻﺪ‬
‫١: ٤ و٢ﺑﻄﺮس ٣: ٣١(.‬ ‫اﻹﻧﺠﻴﻞ.‬
‫)٣( ﱂ ﻳﺬﻛﺮ اﳌﺴﻴﺢ واﻟﺮﺳﻞ رﺟﻮع اﻟﻴﻬﻮد إﱃ ﻓﻠﺴﻄﲔ‬ ‫ﻟﻘﺪ اﻋﺘﱪ اﻟﺮﺳﻞ اﻟﺪﻳﺎﻧﺔ اﻟﻴﻬﻮدﻳﺔ رﻣﺰﻳﺔ، وأّﳖﺎ ﺗ ّﻤﺖ ﰲ‬
‫ُ‬
‫اﳌﺴﻴﺤﻴﺔ، وأن اﳌﺴﻴﺤﻴﲔ ﻏﲑ ﻣﻜﻠﻔﲔ ﺑﻌﺪ ﺑﺤﻔﻈﻬﺎ. وو ّﺑﺦ وﲡﺪﻳﺪ دﻳﺎﻧﺘﻬﻢ ﻓﻴﻬﺎ، وﻟﻜﻨﻬﻢ ذﻛﺮوا رﺟﻮﻋﻬﻢ إﱃ اﷲ ﺑﻘﺒﻮﳍﻢ‬
‫ّ‬
‫اﻟﺮﺳﻮل ﺑﻮﻟﺲ ﻛﻞ ﻣﺎ ﺟﻨﺢ إﱃ اﻟﻔﺮاﺋﺾ اﻟﻴﻬﻮدﻳﺔ، وﺣﺚ اﳌﺴﻴﺢ وﺗﻄﻌﻴﻤﻬﻢ ﰲ اﻟﻜﻨﻴﺴﺔ ﺑﻌﺪ دﺧﻮل ﻣﻞء اﻷﻣﻢ.‬
‫اﳌﺴﻴﺤﻴﲔ ﻋﲆ ﺗﺮﻛﻬﺎ ﻷﳖﺎ َزاﻟﺖ. وﻣﺎ ْ أﺣﺴﻦ َ ﻗﻮل اﳌﺴﻴﺢ‬
‫ﻋﲆ رﺟﻮع اﻟﻴﻬﻮد إﱃ‬ ‫وﻟﻴﺲ ﰲ ﻛﻞ اﻟﻌﻬﺪ اﳉﺪﻳﺪ ﻧﺺّ‬ ‫ُ َ َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫ﻟﻠﺴﺎﻣﺮﻳﺔ ﻋﻦ ﻋﺒﺎدة اﷲ: »ﻻ ِ ﰲ ْ ٰﻫﺬا ٱﳉَﺒﻞ، وﻻ ِ ﰲ أو ُرﺷ ِﻠﻴﻢ‬
‫ِّ‬ ‫ْ ُُ َ‬
‫َﺗﺴﺠﺪون ِﻟﻶب، ﺑﻞ ِﺑﭑﻟﱡﺮوح وٱﳊَﻖ«، )ﻳﻮﺣﻨﺎ ٤: ١٢و٣٢( أي ﺑﻼدﻫﻢ وأﺣﻮاﳍﻢ اﻟﻘﺪﻳﻤﺔ وﲡﺪﻳﺪ دﻳﺎﻧﺘﻬﻢ اﻟﺘﻲ ُﻧﺴﺨﺖ، وﻻ‬ ‫َ ﳴ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ﰲ ﻛﻞ ﻣﻜﺎن. وﻳﻮاﻓﻖ ﻗﻮل اﳌﺴﻴﺢ ﻫﺬا ﻣﺎ ﺣﺪث ﻋﻨﺪ ﻣﻮﺗﻪ، إﺷﺎرة ﻟﺬﻟﻚ وﻻ ﻣﺎ ﻳﺆﻳﺪه ﻣﻄﻠﻘ ًﺎ. وﻟﻜﻦ ﻣﺎ ورد ﻛﺜﲑ ًا ﻫﻮ‬
‫وﻫﻮ اﻧﺸﻘﺎق ﺣﺠﺎب اﳍﻴﻜﻞ إﱃ اﺛﻨﲔ، دﻻﻟﺔ ﻋﲆ زوال إﺟﺮاء اﻟﺪﻳﻨﻮﻧﺔ ﻋﻠﻴﻬﻢ وﺗﺪﻣﲑ ﻣﺪﻳﻨﺘﻬﻢ وﺗﺸﺘﺘﻬﻢ ﰲ ﻛﻞ اﻟﻌﺎﱂ.‬
‫ﻓﺮاﺋﺾ اﻟﻨﻈﺎم اﳌﻮﺳﻮي وﻧﺴ َﺨﻬﺎ ﺗ ْﻤﺎﻣ ًﺎ. وﻣﻦ ﻫﺬا َاﻟﻘﺒﻴﻞ ﻧﻌﻢ اﻗﺘﺒﺲ أﺻﺤﺎب اﻟﺮأي اﳊﺮﰲ ﰲ رﺟﻮع اﻟﻴﻬﻮد وﲡﺪﻳﺪ‬
‫َِ َ َْ ُ َ ْ‬
‫ﻗﻮل اﻟﺮﺳﻮل: »ﻷن ِﻓﺼﺤ َﻨﺎ أ ْﻳﻀ ًﺎ ٱﳌﺴﻴﺢ ﻗﺪ ذ ِﺑﺢ ﻷﺟ ِﻠ َﻨﺎ« دﻳﺎﻧﺘﻬﻢ ﺑﻌﺾ آﻳﺎت اﻟﻌﻬﺪ ا َﳉﺪﻳﺪ ﻋﲆ أن ﻓﻴﻬﺎ إﺷﺎرة ﻟﺬﻟﻚ،‬ ‫َ ﳲ ْ َ‬
‫ْ‬ ‫ْ ُ ﳲِ َ‬
‫وﻣﻨﻬﺎ ﻗﻮَل اﳌﺴﻴﺢ ﻟﻠﺮﺳﻞ »أﻧ ُﺘَﻢ ٱﻟﺬﻳﻦ َﺗ ِﺒ ْﻌ ُﺘ ُﻤﻮﱐ َِ ﰲ ٱﻟ ﳲﺘﺠﺪَﻳﺪ،‬
‫ِْ ِ‬ ‫)١ﻛﻮرﻧﺜﻮس ٥: ٧(.‬
‫َﻣ َﺘﻰ ﺟﻠﺲ ٱ ْﺑﻦ ٱﻹ ْﻧﺴﺎن َﻋﲆ ُﻛ ْﺮ ِﳼ ﳴ َﳎﺪه، ِ ﲡ ِﻠﺴﻮن أﻧ ُﺘﻢْ‬
‫ْ ِِ ْ ُ َ‬ ‫َ َ ُ َ‬
‫ِ ِ‬
‫وﻛﻞ ﻣﺎ ﺗﻘﺮر ﰲ ﺷﺄن اﻟﺪﻳﺎﻧﺔ اﻟﻴﻬﻮدﻳﺔ ﻣﻦ ﻫﺬا اﻟﻘﺒﻴﻞ َأ ْﻳﻀ ًﺎ َﻋ َﲆ ٱ ْﺛ َﻨﻲ َﻋ َﴩ ُﻛ ْﺮﺳ ّﻴ ًﺎ َﺗﺪﻳ ُﻨﻮن َأﺳ َﺒﺎط ِإ ْﴎا ِﺋﻴﻞ ٱﻟﭑ ْﺛ َﻨﻲْ‬
‫ْ َ ِ ِ َ ْ َ َ َ‬
‫َ ُ ُ ُ َ ُ ُ َ َ‬ ‫َ َ‬
‫ﻳﺼﺢ أﻳﻀ ًﺎ ﻋﲆ اﻟﺸﻌﺐ اﻟﻴﻬﻮدي، ﻓﺈﴎاﺋﻴﻞ اﻷﻣﺔ اﻟﻴﻬﻮدﻳﺔ َﻋﴩ« )ﻣ ّﺘﻰ ٩١: ٨٢( َ وﻗﻮﻟﻪ »و َﺗﻜﻮن أو ُرﺷ ِﻠﻴﻢ َﻣﺪوﺳ ًﺔ ِﻣﻦ‬ ‫ّ‬
‫ُ‬ ‫َ َ‬ ‫ُ‬
‫ﺷﻌﺐ اﷲ ﰲ اﻟﻌﻬﺪ اﻟﻘﺪﻳﻢ ﻫﻢ رﻣ ٌﺰ ﻟﻠﻜﻨﻴﺴﺔ. ﻓﻤﺎ داﻣﺖ ٱﻷ َﻣ ِﻢ، ﺣ ﳲﺘﻰ ُﺗﻜﳲﻤﻞ أ ْز ِﻣ َﻨ ُﺔ ٱﻷ َﻣ ِﻢ«)ﻟﻮﻗﺎ ْ ُْ١٢: ٤٢(. وﺳﺆال‬
‫َ‬
‫َ َ‬ ‫َ ْ ْ ِ ﱡ َ‬
‫اﻟﺮﻣﺰﻳﺔ ﻗﺎﺋﻤﺔ ﻳﺴﺘﻤﺮ اﻟﺘﻤﻴﻴﺰ ﺑﲔ اﻟﻴﻬﻮدي واﻷﳑﻲ، وﳌﺎ اﻧﺘﻬﺖ اﻟﺮﺳﻞ ﻟﻠﻤﺴﻴﺢ » َﻫﻞ ِ َﰲ ٰﻫﺬَا ٱﻟ َﻮﻗﺖ َﺗ ُﺮد ٱﳌﻠﻚ ِإ َﱃ ِإ ْﴎا ِﺋﻴﻞ؟«‬
‫ْ‬
‫ْ َ ُ ْ َ ْ َْ ُ َْ ََ َ ََْ َ‬
‫اﻟﺮﻣﺰﻳﺔ ﺑﻈﻬﻮر اﳌﺮﻣﻮز إﻟﻴﻪ زال اﻟﺘﻤﻴﻴﺰ ﺑﲔ اﻟﻴﻬﻮد واﻷﻣﻢ، وﺟﻮاب اﳌﺴﻴﺢ ﳍﻢ: »ﻟﻴﺲ ﻟﻜﻢ أن ﺗﻌﺮﻓﻮا ٱﻷز ِﻣﻨﺔ وٱﻷوﻗﺎت«‬
‫ِ‬
‫وﺗﺄﻟﻒ ﺷﻌﺐ اﷲ اﳌﺨﺘﺎر ﻣﻦ ﻛﻞ ﺟﻨﺲ وﻗﺒﻴﻠﺔ. وﻟﻨﺎ ﻋﲆ )أﻋﻤﺎل اﻟﺮﺳﻞ ١: ٦و٧(. ﻏﲑ أﻧﻪ ﻟﻴﺲ ﰲ ﻛﻞ ذﻟﻚ ﻣﺎ ﻳﺆﻳﺪ‬
‫ذﻟﻚ ﻧﺼﻮص إﳍﻴﺔ ﻛﺜﲑةﰲ ﻛﻼم اﻟﺮﺳﻞ اﻷﻃﻬﺎر )اﻧﻈﺮ روﻣﻴﺔ رأﳞﻢ. وإذا ﻧﻈﺮﻧﺎ إﱃ أﻣﺜﺎل اﳌﺴﻴﺢ اﻟﺘﻲ ﻓﻴﻬﺎ ﻳﺒ ّﲔ أﺣﻮال‬
‫٥: ٢ وﻏﻼﻃﻴﺔ ٣: ٨٢ وﻛﻮﻟﻮﳼ ٣: ١١ وأﻓﺴﺲ ٢: ٤١( وﻣﺎ ﻣﻠﻜﻮﺗﻪ ﻧﺴﺘﻔﻴﺪ ﻣﻨﻬﺎ ﻓﻮاﺋﺪ ﻛﺜﲑة وﳐﺘﻠﻔﺔ ﻋﻦ ﻣﺴﺘﻘﺒﻞ ذﻟﻚ‬
‫ﻳﺆﻳﺪه ﺗﺴﻤﻴﺔ اﳌﺆﻣﻨﲔ ﻣﻦ أي ﺟﻨﺲ ﻛﺎن »ﻧﺴﻞ إﺑﺮاﻫﻴﻢ« اﳌﻠﻜﻮت، وﻟﻜﻦ ﻻ ﻧﺮى ﻓﻴﻬﺎ ﻣﺎ ﻳﺪل ﻋﲆ رﺟﻮع اﻟﻴﻬﻮد إﱃ‬
‫و»إﴎاﺋﻴﻠﻴﲔ« )ﻏﻼﻃﻴﺔ ٣: ٩٢ و٦: ٦١ وأﻓﺴﺲ ٢: ٢١ ﻓﻠﺴﻄﲔ وﲡﺪﻳﺪ ﻧﻈﺎﻣﻬﻢ اﻟﺪﻳﻨﻲ وﻻ ﻣﺎ ﻳﺸﻴﺮ ﻟﺬﻟﻚ، ﻣﻊ أن‬
‫ﺑﻌﻀﻬﺎ ﻳﺘﺤﺪث ﻋﻦ ﻋﻼﻗﺔ اﻟﻴﻬﻮد ﺑﺬﻟﻚ اﳌﻠﻜﻮت )ﻣ ّﺘﻰ ١٢:‬ ‫وﻋﱪاﻧﻴﲔ ٢١: ٢٢(.‬
‫٨٢-٦٤ و٢٢: ١-٤١ وﻟﻮﻗﺎ ٣١: ٦-٩ و٥١: ١١-٢٣(.‬
‫إن اﻟﺘﻔﺴﻴﺮ اﳊﺮﰲ ﻳﻨﺎﰲ روح اﻟﻌﻬﺪﻳﻦ اﻟﻘﺪﻳﻢ واﳉﺪﻳﺪ.‬ ‫ّ‬
‫ﻧﻌﻢ ﻟﻠﻴﻬﻮد ﻣﻮاﻋﻴﺪ ﺧﺎﺻﺔ ﲠﻢ ﺗﺘﻌﻠﻖ ﺑﺮﺟﻮﻋﻬﻢ أﺧﲑ ًا إﱃ‬
‫‪ - All Rights Reserved - www.call-of-hope.com‬ﺟﻤﯿﻊ اﻟﺤﻘﻮق ﻣﺤﻔﻮﻇﺔ‬
‫٦‬

7. ‫ﳎﻲء اﳌﺴﻴﺢ ﺛﺎﻧﻴﺔ وﺳﻮاﺑﻘﻪ اﻟﺘﺎرﳜﻴﺔ‬ ‫٥ - ﻣﺎ ﻫﻮ اﻟﺮأي اﻷﺻﺢ ﰲ ﻫﺬه اﻟﺘﻔﺎﺳﻴﺮ اﻟﺜﻼﺛﺔ؟‬
‫وﻣﻮﺿﻮع ﺑﻌﺾ اﻟﻨﺒ ّﻮات ﻣﺎ ﻳﻄﺮأ ﻋﲆ اﻟﻜﻨﻴﺴﺔ ﻣﻦ‬
‫)٥( ﺗﻔﺴﻴﺮ اﻟﻌﻬﺪ اﳉﺪﻳﺪ ﻟﺒﻌﺾ اﻟﻨﺒ ّﻮات اﳌﺸﺎﲠﺔ ﺗﻤﺎﻣ ًﺎ‬ ‫اﻟﻔﺴﺎد وﻣﺎ ﻳﺼﻴﺒﻬﺎ ﻣﻦ اﻟﻀﻴﻖ أﺛﻨﺎء ﺗﻘﺪﻣﻬﺎ واﻣﺘﺪادﻫﺎ، ﺛﻢ‬
‫ّ‬
‫ﰲ أﻟﻔﺎﻃﻬﺎ وروﺣﻬﺎ اﻟﺘﻲ ﻧﺤﻦ ﰲ ﺻﺪدﻫﺎ اﻵن ﻳﺮﺟﺢ‬ ‫اﻧﺘﺼﺎرﻫﺎ أﺧﲑ ًا )ﻣ ّﺘﻰ ٣١: ٤٢-٠٥ وص ٥٢ وﻟﻮﻗﺎ ٦١و٨١(. ﺛ ّﻢ‬
‫اﻟﺘﻔﺴﻴﺮ اﻟﺮوﺣﻲ ﳍﺎ.‬ ‫ﻟﻴﺲ ﰲ ﻛﻼم ﺑﻮﻟﺲ ﻋﻦ ﻣﺴﺘﻘﺒﻞ اﻟﻴﻬﻮد ﻣﺎ ﻳﺪل ﻋﲆ‬
‫اﻣﺘﻴﺎزﻫﻢ وارﺗﻔﺎﻋﻬﻢ وﲡﺪﻳﺪ دﻳﺎﻧﺘﻬﻢ ﰲ اﳌﺴﺘﻘﺒﻞ )روﻣﻴﺔ ٩-‬
‫وﻣﻦ أﻣﺜﻠﺔ ذﻟﻚ ﺗﻔﺴﻴﺮ اﻟﺮﺳﻮل ﺑﻮﻟﺲ أن ﻧﺴﻞ إﺑﺮاﻫﻴﻢ‬ ‫١١( ﺑﻞ ﺑﺎﻟﻌﻜﺲ ﻧﺮاه ﻳﺒ ّﲔ أن رﺟﻮﻋﻬﻢ ﻳﻜﻮن رﺟﻮع اﳌﺼﺎﳊﺔ‬
‫ﻳﺸﻤﻞ اﳌﺆﻣﻨﲔ ﻣﻦ اﻟﻴﻬﻮد و اﻷﻣﻢ أﻳﻀ ًﺎ، أي ﻧﺴﻠﻪ اﻟﺮوﺣﻲ‬ ‫ﻣﻊ اﻟﻜﻨﻴﺴﺔ ودﺧﻮﳍﻢ ﰲ ﻋﻀﻮﻳﺘﻬﺎ. وﻛﺬﻟﻚ ﺑﻄﺮس ﱂ ﻳﺬﻛﺮ‬
‫ﻻ اﳉﺴﺪي )روﻣﻴﺔ ٤ْ: ١١-٦١(. وﺗﻔﺴﻴﺮه ﻗﻮل ﻳﻮﺋﻴﻞ:‬ ‫ﻻ ﰲ ﻣﻮاﻋﻈﻪ وﻻ ﰲ رﺳﺎﺋﻠﻪ أن ﻹﴎاﺋﻴﻞ ﺣﺴﺐ اﳉﺴﺪ‬
‫ﳴ ُ‬ ‫َ ُ ُ َ ﳲ ُ ﳲ ْ‬
‫»و َﻳﻜﻮن أن ﻛﻞ َﻣﻦ َﻳﺪ ُﻋﻮ ِﺑﭑﺳﻢ ِ ٱﻟﳲﺮب َﻳ ْﻨﺠﻮ« )ﻳﻮﺋﻴﻞ ٢:‬
‫ْ‬ ‫ﻣﺴﺘﻘﺒﻼ. وﻣﻊ أﻧﻪ ﻛﺎن ﺑﲔ اﻟﺮﺳﻞ اﻟﺬﻳﻦ ﺳﺄﻟﻮا اﳌﺴﻴﺢ ﻋﻦ‬
‫ً‬
‫ّ ُ‬
‫٣٢(. وأﻧﻪ إﻋﻼن ﳋﻼص اﻷﻣﻢ ﺑﺎﳌﺴﻴﺢ )اﻧﻈﺮ ﻏﻼﻃﻴﺔ ٣:‬ ‫رد اﳌﻠﻚ ﻹﴎاﺋﻴﻞ، ﻧﺮاه ﺑﻌﺪ ﺳﻜﺐ اﻟﺮوح اﻟﻘﺪس ﰲ ﻳﻮم‬
‫ّ‬ ‫ّ‬
‫٦-٨١ وروﻣﻴﺔ ٠١ : ٣١( ﻣﻊ أن ﻳﻮﺋﻴﻞ وﺟﻪ ﻛﻼﻣﻪ ﺣﺴﺐ‬ ‫اﳋﻤﺴﻴﻦ ﻳﻨﺎدي ﺗﻜﺮار ًا ﺑﺎﳌﺴﻴﺢ اﳉﺎﻟﺲ اﻵن ﻋﲆ ﻋﺮش‬
‫اﻟﻈﺎﻫﺮ إﱃ اﻟﻴﻬﻮد، إذ ﻗﺎل ﳍﻢ »ﺑﻨﻮﻛﻢ وﺑﻨﺎﺗﻜﻢ وﺷﻴﻮﺧﻜﻢ«‬ ‫داود )أﻋﻤﺎل اﻟﺮﺳﻞ ٢: ٠٣ و٤: ٤٢-٨٢(. وﳌﺎ ﺗﻜﻠﻢ ﻋﻦ‬
‫وﻗﺪ ﻓ ّﴪ اﻟﻌﻬﺪ اﳉﺪﻳﺪ ﻫﺬه اﻟﻨﺒ ّﻮة وأﻋﻠﻦ اﳌﻘﺼﻮد ﻣﻨﻬﺎ.‬ ‫ﻣﺴﺘﻘ ُﺒﻞ ﻣﻠﻜﻮت اﳌﺴﻴﺢ )أﻋﻤﺎل اﻟﺮﺳﻞ ٣: ٩١-١٢( ﱂ ﻳﺬﻛﺮ‬
‫وﻫﻨﺎك ﺗﻔﺴﻴﺮ ﻳﻌﻘﻮب اﻟﺮﺳﻮل ﻟﻨﺒ ّﻮة ﻋﺎﻣﻮس ﻋﻦ ﺑﻨﺎء ﺧﻴﻤﺔ‬ ‫ّ‬
‫رد اﳌﻠﻚ إﱃ إﴎاﺋﻴﻞ ﺑﻞ رد ﻛﻞ ﳾء إﱃ ﺣﺎﻟﺔ اﳌﺠﺪ‬ ‫ّ‬
‫داود اﻟﺴﺎﻗﻄﺔ أّﳖﺎ ﺗﺸﻴﺮ إﱃ رﺟﻮع اﻷﻣﻢ وﺑﻨﻴﺎن اﻟﻜﻨﻴﺴﺔ‬ ‫واﻟﺴﻌﺎدة اﻷﺻﻠﻴﺔ. وإذا ﻧﻈﺮﻧﺎ إﱃ ﺳﻔﺮ اﻟﺮؤﻳﺎ ﻻ ﻧﺮى ﻓﻴﻪ‬
‫اﳌﺴﻴﺤﻴﺔ )أﻋﻤﺎل اﻟﺮﺳﻞ ٥١: ٣١-٨١(.‬ ‫ﻛﻼﻣ ًﺎ ﰲ ﻫﺬا اﳌﻮﺿﻮع. ﻧﻌﻢ ﻗﻴﻞ إن ﺧﺘﻢ اﻻﺛﻨﻲ ﻋﴩ أﻟﻔ ًﺎ‬
‫ّ‬
‫ﻣﻦ ﻛﻞ ﺳﺒﻂ )رؤﻳﺎ ٧( ﻫﻮ دﻟﻴﻞ ﻋﲆ رﺟﻮع اﻟﻴﻬﻮد، ﻟﻜﻦ‬
‫)٦( ﻳﺴﺘﻠﺰم اﻟﺘﻔﺴﻴﺮ اﳊﺮﰲ ﻧﺘﺎﺋﺞ ﺻﻌﺒﺔ اﻟﻘﺒﻮل‬ ‫ذﻟﻚ ﻻ ﻳﺸﻴﺮ إﱃ اﻟﻴﻬﻮد ﺑﻞ إﱃ ﳐﺘﺎري اﻟﻜﻨﻴﺴﺔ، ﻓﻘﺪ أﺷﺎر‬
‫وﻣﺴﺘﺤﻴﻠﺔ اﳊﺪوث ﻋﻨﺪ ﻛﻞ ﻣﺴﻴﺤﻲ ذي ﻋﻘﻞ ﺳﻠﻴﻢ.‬ ‫ﺳﻔﺮ اﻟﺮؤﻳﺎ ﻟﻠﻜﻨﻴﺴﺔ ﺑﺎﺳﺘﻌﺎرات وﺗﺸﺒﻴﻬﺎت ﳞﻮدﻳﺔ. وﻳﺆﻳﺪ‬
‫وذﻟﻚ ﳑﺎ ﻳﺜﺒﺖ اﻟﺘﻔﺴﻴﺮ اﻟﺮوﺣﻲ.‬ ‫ذﻟﻚ أن ﻋﺪد اﳌﺨﺘﻮﻣﲔ )٤٤١ أﻟﻔ ًﺎ( أﺷﺎر )رؤﻳﺎ ﻳﻮﺣ ّﻨﺎ ٤١(‬
‫ﻟﻴﺲ إﱃ اﻟﻴﻬﻮد ﺑﻞ إﱃ ﳐﺘﺎري اﻟﻜﻨﻴﺴﺔ دون ﺗﻤﻴﻴﺰ. وﻻ‬
‫ﻓﺈن ﺻﺢ اﻟﺘﻔﺴﻴﺮ اﳊﺮﰲ ﻟﻠﻨﺒ ّﻮات ﻋﻦ اﻷﻣﺔ اﻟﻴﻬﻮدﻳﺔ ﻳﻠﺰم‬ ‫ّ‬ ‫ﻳﺼﺢ ﻣﻄﻠﻘ ًﺎ ﺗﻔﺴﻴﺮ اﻟﺒﻌﺾ أن اﳌﺮأة اﳌﺬﻛﻮرة ﰲ رؤﻳﺎ ﻳﻮﺣ ّﻨﺎ‬
‫ّ‬
‫ﻓﻬﻢ ﻣﺎ ﻗﻴﻞ ﻋﻦ اﻷﻣﻢ اﻟﻘﺪﻳﻤﺔ اﳌﻌﺎﴏة ﻟﻠﻴﻬﻮد ﺣﺮﻓﻴ ًﺎ أﻳﻀ ًﺎ.‬ ‫٢١ ﻫﻲ اﻟﻜﻨﻴﺴﺔ اﻟﻴﻬﻮدﻳﺔ، وأن ﻧﺴﻠﻬﺎ ﻫﻢ اﻟﻴﻬﻮد ﰲ ﺣﺎﻟﺔ‬
‫وﳑﺎ ﻗﻴﻞ ﻋﻨﻬﺎ إّﳖﺎ ﺗﻜﻮن ﻣﻮﺟﻮدة ﻋﻨﺪ رﺟﻮع اﻟﻴﻬﻮد اﻟﺬﻳﻦ‬ ‫اﻟﺘﺸﺘﺖ ﰲ اﻟﱪﻳﺔ، ﻷﻧﻪ ﺑﻌﻴﺪ وﻏﲑ ﻣﻮاﻓﻖ ﻟﺮوح اﻟﺴﻔﺮ وﻻ‬
‫ﻳﻐﻠﺒﻮﳖﺎ وﻳﺒﻴﺪوﳖﺎ، وذﻟﻚ ﺑﻌﻴﺪ اﻟﺘﺼﺪﻳﻖ. وﻛﺬﻟﻚ إن ﺻﺢ‬ ‫ﳌﻘﺼﺪه. ﻓﻴﻨﺘﺞ أن ﺳﻜﻮت اﳌﺴﻴﺢ ورﺳﻠﻪ ﻋﻦ ﻫﺬا اﳌﻮﺿﻮع‬
‫ً‬
‫اﻟﺘﻔﺴﻴﺮ اﳊﺮﰲ ﳌﺎ ﺟﺎء ﰲ زﻛﺮﻳﺎ ٢١ ﻣﺜﻼ ﻳﻠﺰم وﺟﻮد اﻷﺳﺒﺎط‬ ‫)ﺣﲔ ُﻳﻨﺘﻈﺮ أﳖﻢ ﻳﻌﻠﻨﻮﻧﻪ ﻟﻪ ﻛﺎن ﺻﺤﻴﺤ ًﺎ( ﻫﻮ دﻟﻴﻞ ﻋﲆ‬
‫واﻟﻌﺸﺎﺋﺮ واﻟﻌﺎﺋﻼت ﻗﺎﺋﻤﺔ ﻣﺘﻤ ّﻴﺰة ﺑﻌﻀﻬﺎ ﻋﻦ َﺑﻌﺾ، ﺣﺘﻰ‬ ‫ﻋﺪم ﺻﺤﺔ رﺟﻮع اﻟﻴﻬﻮد وإﻋﺎدة دﻳﺎﻧﺘﻬﻢ واﻣﺘﻴﺎزﻫﻢ.‬
‫ُ َ‬
‫أن ﺑﻴﺖ َداود ﻳﺘﻤ ّﻴﺰ ﻋﻦ ﻏﲑه. ﻗﺎل: »و َﺗَ ُﻨﻮح ٱﻷ ْرض َﻋﺸﺎ ِﺋ َﺮ‬
‫َ ُ‬
‫ِ َ َ َ َ‬ ‫َ َ‬
‫َ ِ َِ ِ َ ِ‬
‫َ‬
‫َﻋ ََﺸﺎ ِﺋ َﺮ َﻋﲆ ﺣﺪﲥﺎ: َﻋﺸﻴ َﺮ ُة َﺑ ْﻴﺖ دا َُود َﻋﲆ ﺣﺪﲥﺎ و ِﻧﺴﺎ ُؤ َُﻫ ْﻢ‬ ‫)٤( ﻧﺴﺦ روح اﻟﻌﻬﺪ اﳉﺪﻳﺪ وﺗﻌﻠﻴﻤﻪ اﻟﺪﻳﺎﻧﺔ اﻟﻴﻬﻮدﻳﺔ إﱃ‬
‫َ ِ‬
‫َﻋﲆ ﺣﺪﲥ ِﻦ. َﻋﺸﻴ َﺮ ُة َﺑ ْﻴﺖ ﻧﺎ َﺛﺎن َ َﻋﲆ ﺣﺪﲥﺎ و ِﻧﺴﺎ ُؤ ُﻫ ْﻢ َﻋ َﲆ‬
‫ِ َ َ َ‬
‫َ ِ‬
‫َ‬
‫َِ‬ ‫َ ِ ِ ﳲ ِ‬ ‫اﻷﺑﺪ، ورﻓﺾ اﻟﻌﻬﺪ اﳉﺪﻳﺪ اﻟﻴﻬﻮد أن ﻳﻜﻮﻧﻮا ﺑﻌﺪ ﺷﻌﺐ اﷲ‬
‫ﺣﺪﲥ ِﻦ. َﻋﺸﻴ َﺮ ْ ُة َﺑ ْﻴﺖ ْﻻوي َﻋﲆ ﺣﺪﲥﺎ و ِﻧﺴﺎ َ ُؤ ُﻫ ْﻢ َﻋﲆ‬
‫ِ َ َ َ‬
‫ٌ ِ‬ ‫ُ ِ َ ِ ِ‬
‫ِ ِ ﳲ‬ ‫اﳋﺎص، وذﻟﻚ ﻛﻠﻪ ﻳﻘﺘﴤ اﻟﺘﻔﺴﻴﺮ اﻟﺮوﺣﻲ ﻟﻠﻨﺒ ّﻮات ﻋﻦ‬
‫َ‬ ‫ِ َِ ﳲ‬
‫ﺣﺪﲥ ِﻦ. ﻛﻞ ٱﻟ َﻌﺸﺎ ِﺋﺮ ٱﻟ َﺒﺎ ِﻗ َﻴﺔ َﻋﺸﻴ َﺮة َﻋﺸﻴ َﺮ ٌة َﻋﲆ ﺣﺪﲥﺎ‬
‫ِ َ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ﱡ‬ ‫ﻣﺴﺘﻘﺒﻞ اﻷﻣﺔ اﻟﻴﻬﻮدﻳﺔ. أ ّﻣﺎ ﻧﺴﺦ اﻟﺪﻳﺎﻧﺔ اﻟﻴﻬﻮدﻳﺔ إﱃ اﻷﺑﺪ‬
‫َ ِ َِ ِّ‬
‫و ِﻧﺴﺎ ُؤ ُﻫ ْﻢ َﻋﲆ ﺣﺪﲥ ِﻦ« )زﻛﺮﻳﺎ ٢١: ٢١-٤١(. وﰲ ﻧﺒ ّﻮات‬ ‫َ َ‬ ‫ُ‬
‫ﻓﻤﻦ أوﺿﺢ ﺗﻌﺎﻟﻴﻢ اﻟﻌﻬﺪ اﳉﺪﻳﺪ. وﻗﺪ ذﻛﺮ ﻓﻴﻪ ﻛﺜﲑ ًا )اﻧﻈﺮ‬
‫أﺧﺮى ﻣ ّﻴﺰ اﻟﻜﻬﻨﺔ ﻋﻦ اﻟﻼوﻳﲔ وأوﻻد ﺻﺎدوق ﻋﻦ ﻋﺎﺋﻼت‬ ‫أﻓﺴﺲ ٢: ٤١ و٥١ وﻛﻮﻟﻮﳼ ٢: ٤١ و٣ : ١-٣ وﻏﻼﻃﻴﺔ ٤:‬
‫أﺧﺮى ﻣﻦ اﻟﻜﻬﻨﺔ، ﻛﻞ ﺳﺒﻂ ﰲ رﺗﺒﺘﻪ )إﺷﻌﻴﺎء ٦٦: ١٢‬ ‫٩-١١ و٥: ٢-٤(.‬
‫وﻣﻼﺧﻲ ٣: ٣ وﺣﺰﻗﻴﺎل ٤٤: ٥١ وص ٨٤(. وﻛﻞ ذﻟﻚ‬
‫ﺑﻌﻴﺪ اﻟﺘﺼﺪﻳﻖ ﻷن ﺗﻠﻚ اﳌﻤﻴﺰات اﻟﻌﺎﺋﻠﻴﺔ اﳋﺎﺻﺔ ﻗﺪ زاﻟﺖ‬ ‫وأ ّﻣﺎ روح اﻟﻌﻬﺪ اﳉﺪﻳﺪ ﻓﻴﻨﺎﻗﺾ اﻟﺪﻳﺎﻧﺔ اﻟﻴﻬﻮدﻳﺔ، وﻗﺪ‬
‫ﻋﻨﺪ اﻟﻴﻬﻮد. وﻟﻮﻻ ذﻟﻚ ﻷﺑﻘﺎﻫﺎ اﷲ ﺑﻌﻨﺎﻳﺘﻪ ﻛﻤﺎ ﺣﻔﻆ ﻣﻌﺮﻓﺔ‬ ‫ﻧﺎدى اﻟﺮﺳﻞ ﺑﻨﺴﺨﻬﺎ وزواﳍﺎ، وإﻧﺸﺎء دﻳﺎﻧﺔ ﻋﲆ ﺻﻮرة أﺧﺮى‬
‫ﺑﻴﺖ داود وﻋﺸﻴﺮﺗﻪ إﱃ أن أﺗﻰ اﳌﺴﻴﺢ. ﺛﻢ ﳖﻰ اﻟﺮﺳﻞ ﻋﻦ‬ ‫ﲣﺘﻠﻒ ﻋﻨﻬﺎ، ﻫﻲ اﳌﺴﻴﺤﻴﺔ اﻟﺘﻲ ﻻ ﻳﻤﻜﻦ ﲨﻌﻬﺎ ﻣﻊ اﻟﺪﻳﺎﻧﺔ‬
‫ّ‬
‫ﺣﻔﻆ أﻧﺴﺎب ﻻ ﺣﺪ ﳍﺎ )١ﺗﻴﻤﻮﺛﺎوس ١: ٤(.‬ ‫اﻟﻴﻬﻮدﻳﺔ ﰲ ﻧﻈﺎم واﺣﺪ. وأ ّﻣﺎ رﻓﺾ اﻟﻴﻬﻮد أن ﻳﻜﻮﻧﻮا ﺷﻌﺐ‬
‫اﷲ اﳋﺎص ﻓﻤﻌﺮوف. وﻻ ﺷﻚ أن اﷲ ﻗﺪ ﻗﺼﺪ ﺧﻼﺻﻬﻢ‬
‫أﺧﲑ ًا ﺑﺪﻋﻮﲥﻢ إﱃ اﳌﺴﻴﺢ واﻧﻀﻤﺎﻣﻬﻢ إﱃ ﻛﻨﻴﺴﺘﻪ.‬
‫‪ - All Rights Reserved - www.call-of-hope.com‬ﺟﻤﯿﻊ اﻟﺤﻘﻮق ﻣﺤﻔﻮﻇﺔ‬
‫٧‬

8. ‫ﳎﻲء اﳌﺴﻴﺢ ﺛﺎﻧﻴﺔ وﺳﻮاﺑﻘﻪ اﻟﺘﺎرﳜﻴﺔ‬ ‫٦ - ﻣﺎ ﻫﻲ ﺑﺮاﻫﲔ أﺻﺤﺎب »اﻟﺘﻔﺴﻴﺮ اﳊﺮﰲ« ﻟﻠﻨﺒ ّﻮات ﻋﻦ ﻣﺴﺘﻘﺒﻞ اﻷﻣﺔ اﻟﻴﻬﻮدﻳﺔ؟‬
‫و»داود« و»اﻟﻐﺼﻦ« و»ﻋﺒﺪ اﻟﺮب« و»ﻋﻤﺎﻧﻮﺋﻴﻞ« و»اﻟﺮاﻋﻲ«‬ ‫ّ‬
‫وإذا ﺻﺢ اﻟﺘﻔﺴﻴﺮ اﳊﺮﰲ ﻳﻠﺰم اﻻﻋﺘﻘﺎد أن ﻛﻞ اﻷﻣﻢ‬
‫و»اﻟﺮﺟﻞ رﻓﻘﺔ ﳞﻮه« و»اﻟﺮب ِﺑ ّﺮﻧﺎ« و»ﻣﻼك اﻟﻌﻬﺪ« و»ﻋﺒﺪي‬ ‫ﻳﺼﻌﺪون ﻛﻞ ﺳﻨﺔ إﱃ أورﺷﻠﻴﻢ ﻟﻴﻌﺒﺪوا اﻟﺮب وﻳﻌ ّﻴﺪوا‬
‫ّ‬
‫اﻟﺒﺎر« و»رﺟﻞ اﻷوﺟﺎع« و»راﻋﻲ ﳞﻮه« و»أﺻﻞ ﻳﺴﻰ« و»ﻧﻮر‬ ‫اﻷﻋﻴﺎد اﳌﻔﺮوﺿﺔ )زﻛﺮﻳﺎ ٤١: ٦١ وإﺷﻌﻴﺎء ٦٦: ٣٢( وذﻟﻚ‬
‫اﻷﻣﻢ« و»ﺣﺠﺮ اﻟﺰاوﻳﺔ« و»اﻷﺳﺎس اﳌﺆﺳﺲ« و»اﻟﻜﻮﻛﺐ ﻣﻦ‬ ‫ﺑﻌﻴﺪ أﻳﻀ ًﺎ. وﻛﺬﻟﻚ إن ﺻﺢ اﻟﺘﻔﺴﻴﺮ اﳊﺮﰲ ﻳﺘﻌﺬر ﻋﻠﻴﻨﺎ‬
‫ّ‬
‫ﻳﻌﻘﻮب« و»اﻟﻘﻀﻴﺐ ﻣﻦ إﴎاﺋﻴﻞ«. ﻛﺬﻟﻚ أﻧﺒﺄت ﻋﻦ ﺷﻌﺐ‬ ‫ﺗﻔﺴﻴﺮ ﻛﻼم ﺣﺰﻗﻴﺎل ﰲ ﺑﻨﺎء اﳍﻴﻜﻞ واﳌﺪﻳﻨﺔ وﺗﻘﺴﻴﻢ اﻷرض‬
‫اﳌﺴﻴﺢ ﺑﺄﺳﻤﺎء وأﻟﻘﺎب ﳐﺘﻠﻔﺔ أﻛﺜﺮﻫﺎ ﳞﻮدي ﻣﺜﻞ »ﺑﻴﺖ‬ ‫ﺑﲔ اﻷﺳﺒﺎط )ﺣﺰﻗﻴﺎل ٠٤ : ٨٤( ﻷن إﺗﻤﺎﻣﻪ ﺣﺮﻓﻴ ًﺎ‬
‫ّ‬
‫إﴎاﺋﻴﻞ« و»ﺑﻴﺖ ﳞﻮذا« )ﻗﺎرن إرﻣﻴﺎ ١٣: ١٣ ﻣﻊ ﻋﱪاﻧﻴﲔ ٨:‬ ‫ﻣﺴﺘﺤﻴﻞ. وﻟﻜﻦ إذا ﻓﴪﻧﺎه روﺣﻴ ًﺎ، ﺑﻤﻌﻨﻰ أﻧﻪ ﻳﺸﻴﺮ إﱃ‬
‫٨ و٠١: ٤١-٧١( و»ﻧﺴﻞ ﻳﻌﻘﻮب« و»ﻧﺴﻞ إﴎاﺋﻴﻞ« )ﻗﺎرن‬ ‫ﻧﺠﺎح اﻟﻜﻨﻴﺴﺔ واﻣﺘﺪادﻫﺎ وﺗﺴﻠﻄﻬﺎ، وﺟﺪﻧﺎه ﻳﻮاﻓﻖ روح‬
‫ﻣﺰﻣﻮر ٢٢: ٢٢ و٣٢ ﻣﻊ ﻋﱪاﻧﻴﲔ ٢: ١١ و٢١( و»ﺧﻴﻤﺔ داود«‬ ‫اﻹﻧﺠﻴﻞ.‬
‫)ﻗﺎرن ﻋﺎﻣﻮس ٩: ١١ و٢١ ﻣﻊ أﻋﻤﺎل اﻟﺮﺳﻞ ٥١: ٤١-٧١(‬
‫و»ﺻﻬﻴﻮن« )ﻗﺎرن ﻣﺰﻣﻮر ٢: ٦ و٧ ﻣﻊ أﻋﻤﺎل اﻟﺮﺳﻞ ٣١:‬ ‫٦ - ﻣﺎ ﻫﻲ ﺑﺮاﻫﲔ أﺻﺤﺎب »اﻟﺘﻔﺴﻴﺮ اﳊﺮﰲ«‬
‫٣٣ و٤٣(.‬ ‫ﻟﻠﻨﺒ ّﻮات ﻋﻦ ﻣﺴﺘﻘﺒﻞ اﻷﻣﺔ اﻟﻴﻬﻮدﻳﺔ؟‬
‫وﳌﺴﺄﻟﺔ اﻟﺘﻔﺴﻴﺮ اﳊﻘﻴﻘﻲ ﻟﻠﻨﺒﻮات ﻋﻦ ﻣﺴﺘﻘﺒﻞ اﻟﻴﻬﻮد‬ ‫ﺗﺸﻴﺮ اﻟﻨﺒ ّﻮات ﺑﻤﻮﺟﺐ ﻫﺬا اﻟﺘﻔﺴﻴﺮ إﱃ ﻗﻴﺎم اﻷﻣﺔ‬
‫ﻋﻼﻗﺔ ﺑﻤﺴﺄﻟﺔ أﺧﺮى، وﻫﻲ أن اﻟﻨﺒﻮات ﺗﺘﻀﻤﻦ ﻛﻼﻣ ًﺎ ﳎﺎزﻳ ًﺎ‬ ‫اﻟﻴﻬﻮدﻳﺔ )أي ﻧﺴﻞ إﺑﺮاﻫﻴﻢ اﳉﺴﺪي( واﻣﺘﻼﻛﻬﻢ أرض اﳌﻮﻋﺪ‬
‫واﺳﺘﻌﺎرات وﺗﺸﺒﻴﻬﺎت وﻛﻨﺎﻳﺎت، ﻧﻔﴪﻫﺎ ﺗﻔﺴﻴﺮ ًا روﺣﻴ ًﺎ ﺑﻐﲑ‬ ‫ﺛﺎﻧﻴﺔ ﺑﺎﻋﺘﺒﺎرﻫﺎ ﻣﲑاﺛ ًﺎ ﺧﺎﺻ ًﺎ ﻣﻦ اﷲ ﳍﻢ، وﲡﺪﻳﺪ دﻳﺎﻧﺘﻬﻢ‬
‫ﻣﻌﻨﺎﻫﺎ اﳊﺮﰲ اﳌﻄﻠﻖ، وﻫﺬا ﻳﺒﻄﻞ أﻫﻢ ﺑﺮاﻫﲔ أﺻﺤﺎب‬ ‫وارﺗﻘﺎﺋﻬﻢ ﰲ ﻣﻠﻜﻮت اﳌﺴﻴﺢ ﻓﻮق ﺳﺎﺋﺮ اﳌﺴﻴﺤﻴﲔ. وﺗﻘﱰن‬
‫اﻟﺘﻔﺴﻴﺮ اﳊﺮﰲ، ﻷﳖﻢ ﻳﺰﻋﻤﻮن أن اﻟﻨﺒﻮات ﻻ ﺑﺪ أن ﺗﺘﻢ‬ ‫ﻫﺬه اﻷﻣﻮر ﻋﻨﺪ أﺻﺤﺎب ﻫﺬا اﻟﺘﻔﺴﻴﺮ ﺑﻤﺠﻲء اﳌﺴﻴﺢ ﰲ‬
‫ﺣﺮﻓﻴ ًﺎ. وﻗﺪ أﻧﻜﺮ ﺑﻌﻀﻬﻢ وﺟﻮد اﳌﺠﺎز واﻟﻜﻨﺎﻳﺔ ﰲ اﻟﻜﺘﺎب،‬ ‫اﳉﺴﺪ ﻹﻗﺎﻣﺔ ﻣﻠﻜﻮت أرﴈ ﻋﺎﺻﻤﺘﻪ أورﺷﻠﻴﻢ، أي أن‬
‫وﻓﴪوا ﻛﻞ ﻋﺒﺎرة ﻓﻴﻪ ﻋﲆ ﻣﻌﻨﺎﻫﺎ اﳊﺮﰲ.‬ ‫ﻋﺮش ﻣﻠﻜﻪ ﻳﻜﻮن ﰲ ﺗﻠﻚ اﳌﺪﻳﻨﺔ، وﺷﻌﺐ اﻟﻴﻬﻮد ﻳﻜﻮن أﻫﻞ‬
‫ﺑﻼﻃﻪ واﻟﺮؤﺳﺎء واﳌﺸﻴﺮﻳﻦ ﰲ ﻣﻠﻜﻮﺗﻪ.‬
‫وﻻ ﻳﻘﺼﺪ أﺻﺤﺎب اﻟﺘﻔﺴﻴﺮ اﳊﺮﰲ أن ﻳﻘﺘﴫوا ﻋﲆ‬
‫إﺛﺒﺎت ﻟﺰوم اﻹﺗﻤﺎم اﳊﻘﻴﻘﻲ ﻟﻜﻞ ﻧﺒ ّﻮة )اﻷﻣﺮ اﻟﺬي ﻻ ﺧﻼف‬ ‫ّ‬
‫وﻻ ﳜﻔﻰ أن ﰲ اﻟﻌﻬﺪ اﻟﻘﺪﻳﻢ ﻧﺒ ّﻮات ﻛﺜﲑة ﻋﻦ رﺟﻮع‬
‫ﻓﻴﻪ( ﺑﻞ ﻳﻘﺼﺪون أن ﻳﺜﺒﺘﻮا ﻟﺰوم إﺗﻤﺎم ﻛﻞ ﻧﺒﻮة ﻋﲆ ﻣﻌﻨﺎﻫﺎ‬ ‫اﻟﻴﻬﻮد ﻣﻦ ﺳﺒﻲ ﺑﺎﺑﻞ، اﻷﻣﺮ اﻟﺬي ﻗﺪ ﺗﻢ ﺣﺮﻓﻴ ًﺎ واﻧﺘﻬﻰ، ﻛﻤﺎ‬
‫ّ‬
‫اﳊﺮﰲ. وﻋﻨﺪﻧﺎ أن ﻛﻞ ﻧﺒ ّﻮة ﻻ ﺑﺪ أن ﺗﺘﻢ، وإﺗﻤﺎﻣﻬﺎ إ ّﻣﺎ أن‬
‫أن ﻓﻴﻪ ﻧﺒ ّﻮات أﺧﺮى ﻋﻦ ﺣﺎﻟﺘﻬﻢ اﻟﺴﻴﺌﺔ ﰲ ﻋﴫ اﻹﻧﺠﻴﻞ،‬
‫ﻳﻜﻮن ﺣﺮﻓﻴ ًﺎ أو روﺣﻴ ًﺎ، وذﻟﻚ ﺣﺴﺐ ﻗﺼﺪ اﷲ ﲠﺎ.‬ ‫ﺛﻢ ﻋﻦ ﻧﺠﺎﲥﻢ ﻣﻦ ﺗﻠﻚ اﳊﺎل اﳌﻌ ّﱪ ﻋﻨﻬﺎ ﻏﺎﻟﺒ ًﺎ ﺑﺮﺟﻮﻋﻬﻢ إﱃ‬
‫أرﺿﻬﻢ وﻣﺪﻳﻨﺘﻬﻢ وﺑﻨﺎء ﻫﻴﻜﻠﻬﻢ وﳑﺎرﺳﺔ ﻓﺮاﺋﻀﻬﻢ اﻟﺪﻳﻨﻴﺔ‬
‫وﻻ ﻳﺪل اﻟﺘﻔﺴﻴﺮ اﻟﺮوﺣﻲ ﳌﺴﺘﻘﺒﻞ اﻟﻴﻬﻮد ﻋﲆ أدﻧﻰ‬ ‫ﺑﺴﻼم وﻧﺠﺎح، وذﻟﻚ ﻟﻴﺲ ﺑﺎﳌﻌﻨﻰ اﳊﺮﰲ ﺑﻞ ﺑﺎﳌﻌﻨﻰ‬
‫ﻣﻦ ﺣﻘﻬﻢ ﰲ‬ ‫اﻟﺮوﺣﻲ أي رﺟﻮﻋﻬﻢ إﱃ اﻟﻜﻨﻴﺴﺔ. وﻣﻦ اﻟﻨﺒ ّﻮات ﻣﺎ ﻳﺸﻴﺮ إﱃ ﺑﻐﻀﺔ ﳍﻢ أو ازدراء ﲠﻢ، وﻻ ﻳﺴﻠﺐ ﺷﻴﺌﺎً‬
‫اﻟﻜﻨﻴﺴﺔ ﺑﺎﺳﺘﺨﺪام ﺗﺸﺒﻴﻬﺎت وﻛﻨﺎﻳﺎت ﻣﺄﺧﻮذة ﻣﻦ ﻋﺎدات اﳌﻮاﻋﻴﺪ اﻹﳍﻴﺔ. وﻟﻜﻨﻪ ﻳﺪل ﻋﲆ ﺑﺮﻛﺎت ﳍﻢ أﻋﻈﻢ ﳑﺎ ﻳﺪل‬
‫ﻋﻠﻴﻪ اﻟﺘﻔﺴﻴﺮ اﳊﺮﰲ. ﻓﻤﺎ ﻫﻲ وراﺛﺔ أرض ﻓﻠﺴﻄﲔ ﺑﺎﻟﻨﺴﺒﺔ‬ ‫اﻟﻴﻬﻮد اﻟﺪﻳﻨﻴﺔ وأﺣﻮاﳍﻢ اﻟﺸﻌﺒﻴﺔ.‬
‫إﱃ وراﺛﺔ ﺑﺮﻛﺎت اﻹﻧﺠﻴﻞ. وﻣﺎ ﻫﻲ اﻣﺘﻴﺎزاﲥﻢ اﻟﻘﺪﻳﻤﺔ‬
‫ّ‬
‫وﻗﺪ اﺳﺘﺨﻒ أﺻﺤﺎب اﻟﺮأي اﳊﺮﰲ ﰲ »ﺗﻔﺴﻴﺮ اﻟﻨﺒ ّﻮات وﻃﻘﻮﺳﻬﻢ ﺑﺎﻟﻨﺴﺒﺔ إﱃ ﺣﺮﻳﺔ اﻹﻧﺠﻴﻞ وﻓﻮاﺋﺪه. إن اﻗﱰاﲠﻢ إﱃ‬ ‫ّ‬
‫ﻋﻦ اﻟﻴﻬﻮد« ﺑﺎﻟﺮأي اﻟﺮوﺣﻲ، وﻗﺎﻟﻮا إن إﺗﻤﺎﻣﻬﺎ روﺣﻴ ًﺎ ﻏﲑ أورﺷﻠﻴﻢ اﻟﺴﻤﺎوﻳﺔ أﺳﻤﻰ ﻣﻦ ﺣﻠﻮﳍﻢ ﰲ أورﺷﻠﻴﻢ اﻷرﺿﻴﺔ،‬
‫ّ‬
‫ﺣﻘﻴﻘﻲ، وإﻧﻪ ﻻ ﺑﺪ ﻣﻦ إﺗﻤﺎﻣﻬﺎ ﺣﺮﻓﻴ ًﺎ، وإﻻ ﻓﻼ ﺻﺤﺔ وﺳﺠﻮدﻫﻢ ﰲ اﻟﻜﻨﻴﺴﺔ أﻓﻀﻞ ﻣﻦ ﺳﺠﻮدﻫﻢ ﰲ ﻫﻴﻜﻠﻬﻢ‬
‫ﻟﻠﻨﺒﻮات وﻻ ﳌﺎ ﺗﺘﻀﻤﻨﻪ ﻣﻦ ﻣﻮاﻋﻴﺪ اﷲ! وزﻋﻤﻮا أن ﻛﻞ اﻟﻘﺪﻳﻢ.‬
‫ﻧﺒﻮات اﻟﻜﺘﺎب ﺗﻘﺮﻳﺒ ًﺎ ﻋﻦ أﺣﻮال اﻟﻜﻨﻴﺴﺔ واﻣﺘﺪادﻫﺎ وآﺧﺮﲥﺎ‬
‫وﻳﻈﻬﺮ ﺿﻼل أﺻﺤﺎب اﻟﺘﻔﺴﻴﺮ اﳊﺮﰲ ﺑﺄﻣﺮﻳﻦ: )أ(‬ ‫اﳌﺠﻴﺪة ﺑﺘﺸﺒﻴﻬﺎت وﻛﻨﺎﻳﺎت ﳞﻮدﻳﺔ ﻻ ﲣﺘﺺ ﺑﺎﻟﻜﻨﻴﺴﺔ‬
‫اﳌﺴﻴﺤﻴﺔ، ﺑﻞ ﲣﺘﺺ ﺑﺎﻟﻴﻬﻮد ﻧﺴﻞ إﺑﺮاﻫﻴﻢ اﳉﺴﺪي. وﻓﺎﲥﻢ ﻳﻨﻜﺮون اﺳﺘﺨﺪام اﻷﻧﺒﻴﺎء ﻟﻠﻤﺠﺎز ﰲ ﻧﺒﻮاﲥﻢ ﻟﻠﺘﻌﺒﲑ ﻋﻦ أﻣﻮر‬
‫أن ﻣﻮﺿﻮع اﻟﻨﺒﻮات ﻋﻦ اﻟﻌﴫ اﻹﻧﺠﻴﲇ ﻫﻮ ﻛﻨﻴﺴﺔ اﳌﺴﻴﺢ ﻻ روﺣﻴﺔ، و)ب( ﻳﺰﻋﻤﻮن أن اﻹﺗﻤﺎم اﳊﻘﻴﻘﻲ ﻟﻠﻨﺒﻮات ﻋﻦ‬ ‫ّ‬
‫أﻣﺔ اﻟﻴﻬﻮد، وأن اﻟﻨﺒﻮات ﻛﻤﺎ أﻧﺒﺄت ﻋﻦ اﳌﺴﻴﺢ ﺑﺄﺳﻤﺎء اﻷﻣﺔ اﻟﻴﻬﻮدﻳﺔ ﻳﻜﻮن ﺣﺮﻓﻴ ًﺎ، ﻓﻨﺸﺄ ﻋﻦ اﻷول أﳖﻢ ﺣﺴﺒﻮا‬ ‫ّ‬
‫وأﻟﻘﺎب ﳐﺘﻠﻔﺔ ﻛﻨﺴﻞ اﳌﺮأة و»ﺷﻴﻠﻮن« و»ﻧﺴﻞ داود« اﻟﻴﻬﻮد )ﺣﺴﺐ اﳉﺴﺪ( ﻣﻮﺿﻮع ﻧﺒﻮات ﻛﺜﲑة، ﻣﻊ أن‬
‫‪ - All Rights Reserved - www.call-of-hope.com‬ﺟﻤﯿﻊ اﻟﺤﻘﻮق ﻣﺤﻔﻮﻇﺔ‬
‫٨‬

9. ‫ﳎﻲء اﳌﺴﻴﺢ ﺛﺎﻧﻴﺔ وﺳﻮاﺑﻘﻪ اﻟﺘﺎرﳜﻴﺔ‬ ‫٦ - ﻣﺎ ﻫﻲ ﺑﺮاﻫﲔ أﺻﺤﺎب »اﻟﺘﻔﺴﻴﺮ اﳊﺮﰲ« ﻟﻠﻨﺒ ّﻮات ﻋﻦ ﻣﺴﺘﻘﺒﻞ اﻷﻣﺔ اﻟﻴﻬﻮدﻳﺔ؟‬
‫ﻣﻮﺿﻮﻋﻬﺎ اﻟﺼﺤﻴﺢ ﻫﻮ اﻟﻜﻨﻴﺴﺔ. وﻧﺸﺄ ﻋﻦ اﻟﺜﺎﱐ اﻟﺰﻋﻢ أن اﻟﻴﺎﺑﺴﺔ ﺗﺸﻴﺮ إﱃ اﻟﺮﺟﻮع ﻣﻦ اﻟﺴﺒﻲ، أو ﺑﺎﳊﺮي اﻟﺮﺟﻮع إﱃ‬
‫ﺻﺪق اﷲ وأﻣﺎﻧﺘﻪ ﰲ إﺗﻤﺎم ﻧﺒﻮاﺗﻪ ﻳﺘﻮﻗﻔﺎن ﻋﲆ ﲢﻘﻴﻘﻬﺎ اﻟﻜﻨﻴﺴﺔ.‬
‫ً‬
‫ﺣﺮﻓﻴ ًﺎ. ﻓﻨﺎدوا أوﻻ ﺑﺼﺪق اﷲ وأﻣﺎﻧﺘﻪ وﴐورة ﲢﻘﻴﻖ‬
‫وﰲ ﺗﻔﺴﻴﺮ ﻣﺎ ﺟﺎء ﺣﺮﻓﻴ ًﺎ ﰲ زﻛﺮﻳﺎ ٤١ ﺻﻌﻮﺑﺎت ﺗﺒ ّﲔ‬ ‫اﻟﻨﺒﻮات، ﺛﻢ اﺟﺘﻬﺪوا ﰲ إﻳﻀﺎح أن اﻟﺘﺤﻘﻴﻖ اﳊﺮﰲ ﻫﻮ ﻓﻘﻂ‬
‫ون ﻛﻞ ﻫﺬا‬ ‫اﻟﺘﺤﻘﻴﻖ اﳊﻘﻴﻘﻲ. ﺛﻢ أﺗﻮا ﺑﺎﻟﻨﺒﻮات اﻟﺘﻲ ﺗﺘﻜﻠﻢ ﺣﺴﺐ ﻓﺴﺎد ﻣﺒﺪأ اﳊَ ْﺮﻓ ّﻴﲔ اﻟﺬي ﺑﻤﻮﺟﺒﻪ ﻳﻔﴪّ‬
‫اﻟﻈﺎﻫﺮ ﻋﻦ ﻋﻈﻤﺔ إﴎاﺋﻴﻞ ودﻳﺎﻧﺔ اﻟﻴﻬﻮد ورﺟﻮﻋﻬﻢ إﱃ اﻷﺻﺤﺎح ﻋﲆ أﻧﻪ إﻋﺎدة اﻷﻣﺔ اﻟﻴﻬﻮدﻳﺔ إﱃ ﻣﺮﻛﺰﻫﺎ ﰲ‬
‫ﺑﻼدﻫﻢ وﺑﻨﺎء أورﺷﻠﻴﻢ واﳍﻴﻜﻞ، ﺛﻢ اﺳﺘﻨﺘﺠﻮا ﺻﺪق ﻛﻞ ﻣﺎ أورﺷﻠﻴﻢ. وذﻟﻚ ﻳﺴﺘﻠﺰم ﺣﺪوث ﳏﺎرﺑﺔ ﻋﻨﻴﻔﺔ )ﺣﺮﻓﻴ ًﺎ( ﻣﻦ‬
‫أدﻋﻮا ﺑﻪ ﻣﻦ ﺟﻬﺔ ﺗﻠﻚ اﻷﻣﺔ ﺑﻤﻮﺟﺐ ﻣﻌﻨﻰ ﺗﻠﻚ اﻟﻨﺒﻮات اﻷﻣﻢ ﺿﺪ أورﺷﻠﻴﻢ، ﻓﻴﻬﺎ ﺗﺆﺧﺬ اﳌﺪﻳﻨﺔ و ُﺗﻨﻬﺐ اﻟﺒﻴﻮت‬ ‫ّ‬
‫و ُﺗﻔﻀﺢ اﻟﻨﺴﺎء. ﺛﻢ ﳜﺮج اﻟﺮب وﳛﺎرب ﺗﻠﻚ اﻷﻣﻢ )ﺣﺮﻓﻴ ًﺎ(‬ ‫اﳊﺮﰲ.‬
‫( ﰲ ذﻟﻚ‬ ‫ﻛﻤﺎ ﰲ ﻳﻮم ﺣﺮﺑﻪ ﻳﻮم اﻟﻘﺘﺎل. وﺗﻘﻒ ﻗﺪﻣﺎه )ﺣﺮﻓﻴﺎً‬
‫ّ‬
‫أ ّﻣﺎ اﳌﻔﴪون اﻟﺮوﺣﻴﻮن ﻓﻴﺴﻠﻤﻮن ﺑﺄن اﷲ ﺻﺎدق، وﻻ ﺑﺪ اﻟﻴﻮم ﻋﲆ ﺟﺒﻞ اﻟﺰﻳﺘﻮن اﻟﺬي ﻳﻮاﺟﻪ أورﺷﻠﻴﻢ ﻣﻦ اﻟﴩق،‬
‫ﻣﻦ إﺗﻤﺎم ﻧﺒﻮاﺗﻪ، وﻟﻜﻨﻬﻢ ﻳﻨﻜﺮون ﲢﻘﻴﻖ اﻟﻨﺒﻮات ﺣﺮﻓﻴ ًﺎ ﻓﻘﻂ. ﻓﻴﻨﺸﻖ ﺟﺒﻞ اﻟﺰﻳﺘﻮن ﻣﻦ وﺳﻄﻪ )ﺣﺮﻓﻴﺎ( ﻧﺤﻮ اﻟﴩق وﻧﺤﻮ‬
‫وﲠﺬا ﻳﻔﴪون ﺗﻠﻚ اﻟﻨﺒﻮات وﻻ ﳜﺸﻮن اﻟﻀﻼل ﰲ اﻟﻐﺮب وادﻳ ًﺎ ﻋﻈﻴﻤ ًﺎ، وﻳﻨﺘﻘﻞ ﻧﺼﻒ اﳉﺒﻞ ﻧﺤﻮ اﻟﺸﻤﺎل‬
‫ﺗﻔﺴﻴﺮﻫﻢ، ﻷن اﻟﺘﻔﺴﻴﺮ اﳊﺮﰲ ﻫﻮ ﳞﻮدي ﰲ روﺣﻪ وﻏﺎﻳﺘﻪ، وﻧﺼﻔﻪ ﻧﺤﻮ اﳉﻨﻮب. وﲥﺮﺑﻮن ﰲ ﺟﻮاء ﺟﺒﺎﱄ ﻷن ﺟﻮاء‬
‫وﺑﻌﻴﺪ ﻋﻦ روح اﻹﻧﺠﻴﻞ وﻣﻘﺎﺻﺪه، وﱂ ﻳﺜﺒﺖ ﻣﻦ اﻟﺘﺎرﻳﺦ اﳉﺒﺎل ﻳﺼﻞ إﱃ »آﺻﻞ« )ﺣﺮﻓﻴ ًﺎ( وﲥﺮﺑﻮن ﻛﻤﺎ ﻫﺮﺑﺘﻬﻢ ﻣﻦ‬
‫واﺧﺘﺒﺎر اﻟﻜﻨﻴﺴﺔ، وﳜﺎﻟﻒ ﺗﻌﻠﻴﻢ اﻟﺮﺳﻞ. وﺗﻤﺴﻜﻨﺎ ﺑﻪ اﻵن اﻟﺰﻟﺰﻟﺔ ﰲ أﻳﺎم ﻋﺰﻳﺎ ﻣﻠﻚ ﳞﻮذا، وﻳﺄﰐ اﻟﺮب إﳍﻲ وﲨﻴﻊ‬
‫ﻳﻘﻮدﻧﺎ ﻷن ﻧﺴﺘﺨﻒ ﺑﺎﻹﻧﺠﻴﻞ، و ُﻳﺮﺟﻌﻨﺎ إﱃ اﻷرﻛﺎن اﻟﻀﻌﻴﻔﺔ اﻟﻘﺪﻳﺴﻴﻦ ﻣﻌﻚ )ﺣﺮﻓﻴ ًﺎ(. وﻳﻜﻮن ﰲ ذﻟﻚ اﻟﻴﻮم أﻧﻪ ﻻ ﻳﻜﻮن‬
‫اﻟﺘﻲ زاﻟﺖ إﱃ اﻷﺑﺪ ﻋﻨﺪ ﳎﻲء اﳌﺴﻴﺢ. وﻗﻮﳍﻢ إﻧﻪ ﻟﻴﺲ ﻧﻮر. اﻟﺪراري ﺗﻨﻘﺒﺾ. وﻳﻜﻮن ﰲ ﻳﻮم واﺣﺪ ﻣﻌﺮوف ﻟﻠﺮب.‬
‫ﻟﻠﻨﺒﻮات ﺳﻮى اﻹﺗﻤﺎم اﳊﺮﰲ ﳜﺎﻟﻒ ﻣﺎ ﻧﺮاه ﻣﻦ ﲨﻠﺔ وﺟﻮه: ﻻ ﳖﺎر وﻻ ﻟﻴﻞ )ﺣﺮﻓﻴ ًﺎ( ﺑﻞ ﳛﺪث أﻧﻪ ﰲ وﻗﺖ اﳌﺴﺎء ﻳﻜﻮن‬
‫ﻧﻮر. وﻳﻜﻮن ﰲ ذﻟﻚ اﻟﻴﻮم أن ﻣﻴﺎﻫ ًﺎ ﺣﻴﺔ ﲣﺮج ﻣﻦ أورﺷﻠﻴﻢ‬
‫)١( ﳜﺎﻟﻒ ﻣﺎ ﻧﺮاه ﰲ اﻟﻨﻈﺎم اﻟﺮﻣﺰي ﰲ اﻟﻌﻬﺪ اﻟﻘﺪﻳﻢ، ﻧﺼﻔﻬﺎ إﱃ اﻟﺒﺤﺮ اﻟﴩﻗﻲ وﻧﺼﻔﻬﺎ إﱃ اﻟﺒﺤﺮ اﻟﻐﺮﰊ )ﺣﺮﻓﻴ ًﺎ(‬
‫واﻟﺮﻣﻮز ﻓﻴﻪ ﻛﺜﲑة، وﻗﺪ ﺗﻤﺖ ﰲ اﻟﻌﻬﺪ اﳉﺪﻳﺪ. وﻟﻜﻦ ﻫﻞ ﰲ اﻟﺼﻴﻒ وﰲ اﳋﺮﻳﻒ ﺗﻜﻮن. وﻗﻴﻞ أﻳﻀ ًﺎ: وﺗﺘﺤﻮل اﻷرض‬
‫ََ‬
‫ﺗﻤﺖ ﺣﺮﻓﻴ ًﺎ؟ ﻻ! ﻓﺈن اﻟﺮﻣﺰ ﺑﺤﻤﻞ اﻟﻔﺼﺢ ﱂ ﻳﺘﻢ ﰲ ﲪﻞ ﻛﻠﻬﺎ ﻛﺎﻟﻌﺮﺑﺔ ﻣﻦ ﺟﺒﻊ إﱃ رﻣﻮن ﺟﻨﻮب أورﺷﻠﻴﻢ. وﺗﺮﺗﻔﻊ‬
‫ﺣﻘﻴﻘﻲ، وﻻ اﻟﺬﺑﺎﺋﺢ اﳊﻴﻮاﻧﻴﺔ ﺗﻤﺖ ﰲ أﻣﺜﺎﳍﺎ، وﻻ ﻣﻠﻜﻮت و ُﺗﻌﻤﺮ ﰲ ﻣﻜﺎﳖﺎ ﻣﻦ ﺑﺎب ﺑﻨﻴﺎﻣﲔ إﱃ ﻣﻜﺎن اﻟﺒﺎب اﻷول إﱃ‬
‫داود ﺗﻢ ﰲ ﻣﻠﻜﻮت ﻣﺜﻠﻪ ﻣﻦ ﻛﻞ وﺟﻪ. وﻻ ﺟﻠﺲ اﳌﺴﻴﺢ ﺑﺎب اﻟﺰواﻳﺎ، وﻣﻦ ﺑﺮج ﺣﻨﻨﺌﻴﻞ إﱃ ﻣﻌﺎﴏ اﳌﻠﻚ )ﺣﺮﻓﻴ ًﺎ(.‬ ‫ّ‬
‫ﻋﲆ ﻋﺮش داود ﺑﺎﳌﻌﻨﻰ اﳊﺮﰲ، وﻻ دﺧﻞ اﳍﻴﻜﻞ ﻟﻴﺸﻔﻊ ﰲ ﻓﻴﺴﻜﻨﻮن ﻓﻴﻬﺎ وﻻ ﻳﻜﻮن ﺑﻌﺪ ﻟﻌﻦ، ﻓ ُﺘﻌﻤﺮ أورﺷﻠﻴﻢ ﺑﺎﻷﻣﻦ.‬
‫اﳌﺆﻣﻨﲔ ﻋﲆ ﺻﻮرة دﺧﻮل رﺋﻴﺲ اﻟﻜﻬﻨﺔ ﻗﺪﻳﻤ ًﺎ إﱃ ﻗﺪس وﻗﻴﻞ أﻳﻀ ًﺎ: وﻫﺬه ﺗﻜﻮن اﻟﴬﺑﺔ اﻟﺘﻲ ﻳﴬب ﲠﺎ اﻟﺮب ﻛﻞ‬
‫اﻷﻗﺪاس. وإذا ﺻﺢ أن اﷲ ﻋ ّﱪ ﺑﺎﻟﺮﻣﻮز ﻋﻦ ﺣﻘﺎﺋﻖ إﻧﺠﻴﻠﻴﺔ، اﻟﺸﻌﻮب اﻟﺬﻳﻦ ﲡﻨﺪوا ﻋﲆ أورﺷﻠﻴﻢ: ﳊﻤﻬﻢ ﻳﺬوب وﻫﻢ‬ ‫ّ‬
‫وأن ﺗﻠﻚ اﻟﺮﻣﻮز ﻗﺪ ﺗﻤﺖ ﰲ أﻣﻮر روﺣﻴﺔ ﻋﲆ ﺻﻮرة ﺗﻮاﻓﻖ واﻗﻔﻮن ﻋﲆ أﻗﺪاﻣﻬﻢ، وﻋﻴﻮﳖﻢ ﺗﺬوب ﰲ أوﻗﺎﲠﺎ )اﻟﻮﻗﺒﺔ ﻫﻲ‬
‫اﻟﻨﻈﺎم اﻹﻧﺠﻴﲇ ﻓﻼ ُﳛﺘﻤﻞ أن اﻟﻨﺒﻮات اﻟﺘﻲ ﺗﺸﻴﺮ إﱃ أﻣﻮر اﻟﻨﻘﺮة، ﻧﻘﺮﻫﺎ(، وﻟﺴﺎﳖﻢ ﻳﺬوب ﰲ ﻓﻤﻬﻢ )ﺣﺮﻓﻴ ًﺎ(. وﻗﻴﻞ‬
‫أﻳﻀ ًﺎ إن ﻛﻞ اﻟﺒﺎﻗﻲ ﻣﻦ ﲨﻴﻊ اﻷﻣﻢ اﻟﺬﻳﻦ ﺟﺎءوا ﻋﲆ‬ ‫إﻧﺠﻴﻠﻴﺔ ﻻ ﺗﺘﻢ ﻋﲆ ﺻﻮرة ﻣﻮاﻓﻘﺔ ﳌﺎ ُﻳﻨﺘﻈﺮ ﻃﺒﻌ ًﺎ.‬
‫أورﺷﻠﻴﻢ ﻳﺼﻌﺪون ﻣﻦ ﺳﻨﺔ إﱃ ﺳﻨﺔ ﻟﻴﺴﺠﺪوا ﻟﻠﻤﻠﻚ رب‬
‫)٢( ورأي أﺻﺤﺎب اﻟﺘﻔﺴﻴﺮ اﳊﺮﰲ ﻳﻨﺎﻗﺾ ﻧﻔﺴﻪ، ﻓﻤ ّﻤﺎ اﳉﻨﻮد وﻟﻴﻌ ّﻴﺪوا ﻋﻴﺪ اﳌﻈﺎل )ﺣﺮﻓﻴ ًﺎ(. وﻳﻜﻮن أن ﻛﻞ ﻣﻦ ﻻ‬
‫ﻳﺴﺘﻨﺪون ﻋﻠﻴﻪ »اﻟﻌﻈﺎم اﻟﻴﺎﺑﺴﺔ« اﻟﺘﻲ رآﻫﺎ ﺣﺰﻗﻴﺎل )ﺣﺰﻗﻴﺎل ﻳﺼﻌﺪ ﻣﻦ ﻗﺒﺎﺋﻞ اﻷرض إﱃ أورﺷﻠﻴﻢ ﻟﻴﺴﺠﺪ ﻟﻠﻤﻠﻚ رب‬
‫٧٣: ١-٤١(. ﻓﻘﺎﻟﻮا إن ﻫﺬه اﻟﻨﺒﻮة ﺗﻔﻴﺪ رﺟﻮع اﻟﻴﻬﻮد إﱃ اﳉﻨﻮد ﻻ ﻳﻜﻮن ﻋﻠﻴﻬﻢ ﻣﻄﺮ )ﺣﺮﻓﻴ ًﺎ(. وأن ﻻ ﺗﺼﻌﺪ وﻻ ﺗﺄت‬
‫ّ‬
‫أرض ﻓﻠﺴﻄﲔ، واﺳﺘﺨﺪﻣﻮا ﻛﻞ ﻣﺒﺎدﺋﻬﻢ وﻗﻮاﻫﻢ ﻹﻳﻀﺎح ﻗﺒﻴﻠﺔ ﻣﴫ، وﻻ ﻣﻄﺮ ﻋﻠﻴﻬﺎ. ﺗﻜﻦ ﻋﻠﻴﻬﺎ اﻟﴬﺑﺔ اﻟﺘﻲ ﻳﴬب‬
‫ذﻟﻚ وﻟﻜﻦ ﰲ ﻣﺎ ﻳﻮاﻓﻖ ﻏﺮﺿﻬﻢ ﻓﻘﻂ، وأ ّﻣﺎ ﻣﺎ ﻻ ﻳﻮاﻓﻖ ﲠﺎ اﻟﺮب اﻷﻣﻢ اﻟﺬﻳﻦ ﻻ ﻳﺼﻌﺪون ﻟﻴﻌ ّﻴﺪوا ﻋﻴﺪ اﳌﻈﺎل. وﻗﻴﻞ‬
‫َ‬
‫َﻏﺮﺿﻬﻢ ﻓﺴﻜﺘﻮا ﻋﻦ ﺗﻔﺴﻴﺮه ﺣﺮﻓﻴ ًﺎ. ﻣﺜﺎل ذﻟﻚ ﻗﻮﻟﻪ: » َﻫَﺌ َﻨﺬا أﻳﻀ ًﺎ: ﰲ ذﻟﻚ اﻟﻴﻮم ﻳﻜﻮن ﻋﲆ أﺟﺮاس اﳋﻴﻞ»ﻗﺪس ﻟﻠﺮب«‬
‫َ ُ ْ‬ ‫ْ ُ ُ ْ ُْ ُُ ْ ْ ُ ْ َ‬
‫َأﻓ َﺘﺢ ُﻗ ُﺒﻮ َرﻛﻢ وأﺻ ِﻌﺪﻛﻢ ِﻣﻦ ُﻗ ُﺒﻮرﻛﻢ َﻳﺎ ﺷ ْﻌ ِﺒﻲ وآ ِﰐ ِﺑﻜﻢ ِإ َﱃ واﻟﻘﺪور ﰲ ﺑﻴﺖ اﻟﺮب ﺗﻜﻮن ﻛﺎﳌﻨﺎﺿﺢ أﻣﺎم اﳌﺬﺑﺢ )ﺣﺮﻓﻴ ًﺎ(.‬
‫ِ‬
‫أ ْرض ِإ ْﴎا ِﺋﻴﻞ« )ﺣﺰﻗﻴﺎل ٧٣: ٢١(. ﻓﴪوا اﻹﺗﻴﺎن ﲠﻢ إﱃ وﻛﻞ ﻗﺪر ﰲ أورﺷﻠﻴﻢ وﰲ ﳞﻮذا ﺗﻜﻮن ﻗﺪﺳ ًﺎ ﻟﺮب اﳉﻨﻮد،‬ ‫ِ َ َ‬
‫أرض إﴎاﺋﻴﻞ ﺣﺮﻓﻴ ًﺎ، أﻣﺎ ﻓﺘﺢ ﻗﺒﻮرﻫﻢ وإﻃﻼﻗﻬﻢ ﻣﻨﻬﺎ ﻓﻠﻢ وﻛﻞ اﻟﺬاﺑﺤﲔ ﻳﺄﺗﻮن وﻳﺄﺧﺬون ﻣﻨﻬﺎ وﻳﻄﺒﺨﻮن ﻓﻴﻬﺎ‬
‫ﻳﻔﻴﺪوﻧﺎ: ﻫﻞ ﻣﻌﻨﺎﻫﺎ ﺣﺮﰲ أم ﳎﺎزي؟ وﻋﻨﺪﻧﺎ أن رؤﻳﺎ اﻟﻌﻈﺎم‬
‫‪ - All Rights Reserved - www.call-of-hope.com‬ﺟﻤﯿﻊ اﻟﺤﻘﻮق ﻣﺤﻔﻮﻇﺔ‬
‫٩‬