فن الإلقاء له أهمية كبيرة، تتجلى في كونه سلاحًا عظيمًا في يد كل من يريد الوصول إلى قلوب وعقول الناس أيًا كان مقصده وغايته. وهو نعمة عظيمة، ونعمة كبيرة، أفرد لها العلماء فصولاً وأبواباً، وجعلوها فناً خاصاً له معاييره وخصائصه، وابتدعوا له مهارات عديدة، وأساليب فريدة، ولئن سبقنا الغرب إلى وضع نظم وأصول هذا الفن، فقد فاق العرب الأقدمون أمم الدنيا في حسن الإلقاء والخطابة وروعة الأداء؛ فالأمثلة لدى العرب والمسلمين أكثر من أن تحصى، وأروع من أن توصف، فقد أتقنوا حسن أدائها والتعامل معها.