سبحانك اللهم وبحمدك اشهد ان لااله الاانت استغفرك واتوب اليك اشهد ان لا اله الا الله واشهد ان محمد رسول الله سبحان الله والحمد لله ولا اله الا الله والله اكبر سبحانك اللهم وبحمدك نستغفرك ونتوب اليك اللهم اغفر للمسلمين والمسلمات والمؤمنين والمؤمنات الاحياء والاموات الى يوم الدين اللهم صل وسلم وبارك على سيدنا محمد و آله و صحبه و سلم تسليما كثيرا عدد خلقه و رضا نفسه و زنة عرشه و مداد كلماته و عدد ما علم الله السميع العليم لا إله إلا الله محمد رسول الله سبحان الله و الحمد لله ولا إله إلا الله والله اكبر سبحان الله وبحمده سبحان الله العظيم أستغفر الله الذى لا إله إلا هو الحى القيوم واتوب إليه اللهم صل وسلم وبارك على سيدنا محمد و آله و صحبه و سلم تسليما كثيرا عدد خلقه و رضا نفسه و زنة عرشه و مداد كلماته و عدد ما علم الله السميع العليم اللهم انى اصبحت اشهدك واشهد حملة عرشك وملائكتك وجميع خلقك انك انت الله لااله الا انت وحدك لاشريك لك وان محمد عبدك ورسولك عدد خلقه ورضا نفسه و زنة عرشه و مداد كلماته

1. """""" صفحة رقم """"""
الجزء الخامس
)ٗ /٘ (
"""""" صفحة رقم """"""
كتاب الأذان
) تابع
)٘ /٘ (
"""""" صفحة رقم ٙ """"""
فارغة
) /٘ٙ(

2. """""" صفحة رقم ٚ """"""
- باب
إذا ركع دون الصف
ٖٛٚ - حدثنا موسى بن إسماعيل : ثنا ىمام ، عن
الأعمم - وىو : زياد - ، عن الحسن ، عن أبي بكرة ،
أنو انتيى إلى النبي ) وىو ا ركع ، فركع قبل أن يصل
إلى الصف ، فذكر ذلك لمنبي ) ، فقال : ) ) ا زدك الله
حرصاً ولا تعد ( ( .
في إسناد ىذا الحديث شيئأن :
أحدىما : أنو اختمف فيو عمى الحسن :
فرواه زياد الأعمم وىشام ، عن الحسن ، عن أبي بكرة .
وفي رواية : عن زياد ، عن الحسن ، أن أبا بكرة حدثو
- فذكره .
خرَّجو أبو داود .
ورواه يونس وقتادة ، واختمف عنيما :
فقيل : عنيما كذلك .
وقيل : عنيما ، عن الحسن - مرسلاً - ، أن النبي

3. ) قال لأبي بكرة .
وكذا روي ، عن حماد بن سممة ، عن زياد الأعمم -
أيضاً .
خ رجو من طريقو أبو داود .
الثاني : أنو اختمف في سماع الحسن من أبي بكرة ،
فأثبتو ابن المديني والبخاري وغيرىما ، وكذلك خرج
حديثو ىذا ، ونفاه يحيى بن معين - : نقمو عنو ابن أبي
خيثمة .
) /٘ٚ(
"""""" صفحة رقم ٛ """"""
ويؤيده : أنو روي عن الحسن مرسلاً ، وأن الحسن روى
عن الأحنف ، عن أبي بكرة حديث : ) ) إذا التقى
المسممأن بسيفييما ( ( .
وىذا مما يستدل بو عمى عدم سماعو منو ، حيث أَدخل
بينو وبينو في حديث آخر واسطةً .

4. وقد روى ىشام بن حسأن ، عن الحسن ، أنو دخل مع
أنس بن مالك عمى أبي بكرة وىو مريض .
وروى مبارك بن فضالة ، عن الحسن ، قال : أخبرني
أبو بكرة - فذكر حديث صلاة الكسوف .
إلا أن مبارك بن فضالو ليس بالحافظ المتقن .
وقال الشافعي في حديث أبي بكرة ىذا : إسناده حسن .
وقد استدل بيذا الحديث عمى مسألتين .
المسألة الأولى :
من أدرك الركوع مع الإمام فقد أدرك الركعة ، وان فاتو
معو القيام وق ا رءة
الفاتحة .
وىذا قول جميور العمماء ، وقد حكاه إسحاق بن ا رىويو
وغيره إجماعا من
العمماء . وذكر الإمام أحمد في رواية أبي طالب أنو لم
يخالف في ذلك أحد من أىل الإسلام ، ىذا مع كثرة
اطلاعو وشدة ورعو في العمم وتحريو .
وقد روي ىذا عن عميٍ وابن مسعود وابن عمر وزيد بن

5. ثابتٍ وأبي ىريرة - في رواية عنو رواىا عبد الرحمن بن
إسحاق المديني ، عن المقبري ، عنو .
) /٘ٛ(
"""""" صفحة رقم ٜ """"""
وذكر مالك في ) ) الموطأ ( ( أنو بمغو عن أبي ىريرة ،
أنو قال : من أدرك الركعة فقد أدرك السجدة .
وىو قول عامة عمماء الأمصار .
ثم من أ رى أن الق ا رءة لا تجب عمى المأموم استدل بو
عمى أن الق ا رءة غير لازمة لممأموم بالكمية ، ومن أ رى
لزوم الق ا رءة لو كالشافعي قال : إنيا تسقط ىا ىنا
لمضرورة وعدم التمكين منيا .
وجعمو إسحاق دليلاً عمى أن الق ا رءة لا تجب إلا في
ثلاث ركعاتٍ من الصلاة .
ولازم ىذا : أنو لو أدرك الركوع في ركعةٍ من الصبح أنو
لا يعتد بيا ؛ لأنو فاتتو الق ا رءة في نصف الصلاة .

6. وىذا التفصيل محدث مخالف الإجماع .
وقد روي أن الصلاة التي ركع فييا أبو بكرة ىي صلاة
الصبح ، وسيأتي - إن شاء الله .
وذىبت طائفة إلى أنو لا يدرك الركعة بإد ا رك الركوع مع
الإمام ، لأنو فاتو مع الإمام القيام وق ا رءة الفاتحة ، والى
ىذا المذىب ذىب البخاري في ) ) كتاب الق ا رءة خمف
الإمام ( ( ، وذكر فيو عن شيخو عمي بن المديني أن
الذين قالوا بإد ا رك الركعة بإد ا رك الركوع من الصحابة
كانوا ممن لا يوجب الق ا رءة خمف الإمام ، فأما من أ رى
وجوب الق ا رءة خمف الإمام ، فأنو قال : لا يدرك الركعة
بذلك ، كأبي ىريرة ، فأنو قال : لممأموم : أق أ ر بيا في
نفسك . وقال : لا تدرك الركعة بإد ا رك الركوع .
وخرَّج البخاري في ) ) كتاب الق ا رءة ( ( من طريق ابن
إسحاق : أخبرني الأعرج ، قال : سمعت أبا ىري رة
يقول : لا يجزئك إلا أن تدرك الإمام : قائماً قبل أن
تركع .

7. ثم ذكر أنو أ رى ابن المديني يحتج بحديث ابن إسحاق ،
ثم أخذ يضَّعف
) /ٜ٘(
"""""" صفحة رقم """"""
عبد الرحمن بن إسحاق المديني الذي روى عن المقبري
، عن أبي ىريرة خلاف رواية ابن إسحاق ، ووىَّن أمره
جداً .
وقد وافقو عمى قولو ىذا ، وأن من أدرك الركوع لا يدرك
بو الركعة ، قميل من المتأخرين من أىل الحديث ،
منيم : ابن خزيمة وغيره من الظاىرية وغيرىم وصَّنف
فيو أبو بكر الصبغي من أصحاب ابن خزيمة مُصنفاً .
وىذا شذوذٌ عن أىل العمم ومخالفةٌ لجماعتيم .
وقد روي عن زيد بن وىب ، أنو أدرك الركوع وقضى
تمك الركعة ، وىذا يحتمل أنو شك في إد ا ركيا إد ا ركاً
يعتد بو ، فلا ينسب بو إليو مذىب .

8. وقد روي عن ابن عمر ، أنو إذا امترى : ىل ركع قبل
رفع إمامو أم لا ، لم يعتد بتمك الركعة ، وىو قول
جميور العمماء .
وأيضا ؛ فقد قال زيد بن وىب : إنو كان وابن مسعودٍ ،
وانيما ركعا دون الصف ، قال : فمما فرغ الإمام قمت
أقضي ، وأنا أرى أني لم أدرك .
فقال ابن مسعودٍ : قد أدركتو .
فتمام الرواية يدل عمى أن ما فعمو قد أنكره عميو ابن
مسعود ، ولم يكن أحد من التابعين يصر عمى فعمو مع
إنكار الصحابة عميو .
اولمروي عن أبي ىريرة قد اختمف عنو فيو ، وليس عبد
الرحمن بن إسحاق المديني عند العمماء بدون ابن
إسحاق ، بل الأمر بالعكس ؛ وليذا ضَّعف ابن عبد
البر وغيره رواية ابن إسحاق ، ولم يثبتوىا ، وجعموا
رواية عبد الرحمن مقدمة عمى روايتو .
قال ابن عبد البر في المروي عن أبي ىريرة : في
إسناده نظر . قال :

9. ولا نعمم أحداً من فقياء الأمصار قال بو . وقد روي
معناه عن أشيب .
وعبد الرحمن بن إسحاق ىذا يقال لو : عباد . وثَّقو ابن
معين . وقال
)ٓٔ /٘ (
"""""" صفحة رقم """"""
أحمد : صالح الحديث .
وقال ابن المديني : ىو عندنا صالح وسط - : نقمو عنو
أبو جعفر بن أبي شيبة ، وأنو قال في محمد بن إسحاق
كذلك : إنو صالح وسط .
وىذا تصريح منو بالتسوية بينيما .
ونقل الميموني ، عن يحيى بن معين ، أنو قال في
محمد بن إسحاق :
ضعيف . وفي عبد الرحمن بن إسحاق الذي يري عن
الزىري : ليس بو بأس . فصرح بتقديمو عمى ابن

10. إسحاق .
وقال النسائي : ليس بو بأس . وقال أبو داود : محمد
بن إسحاق قدري معتزلي ، وعبد الرحمن بن إسحاق
قدري ، إلا أنو ثقة .
وىذا تصريح من أبي داود بتقديمو عمى ابن إسحاق ،
فأنة وثقو دون ابن إسحاق ، ونسبو إلى القدر فقط ،
ونسب ابن إسحاق إلى القدر مع الاعت ا زل .
وعامة ما أنكر عميو ىو القدر ، وابن إسحاق يشاركو في
ذلك ويزيد عميو ببدع أخر كالتشيع والاعت ا زل ؛ وليذا
خرَّج مسمم في ) ) صحيحو ( ( لعبد الرحمن بن إسحاق
ولم يخّرج لمحمد بن إسحاق إلا متابعة .
وأيضاً ؛ فأبو ىريرة لم يقل : إن من أدرك الركوع فاتتو
الركعة ؛ لأنو لم يق أ ر بفاتحة الكتاب كما يقولو ىؤلاء ،
إنما قال : لا يجزئك إلا أن تدرك الإمام قائماً قبل أن
يركع ، فعمل بفوات لحوق القيام مع الإمام .
وىذا يقتضي أنو لوكبر قبل أن يركع الإمام ، ولم يتمكن
من الق ا رءة فركع معو كان مدركاً لمركعة ، وىذا لا يقولو

11. ىؤلاء ، فتبين أن قول ىؤلاء محدث لا سمف ليم
بو .
)ٔٔ /٘ (
"""""" صفحة رقم """"""
وقد روي عن أبي سعيد وعائشة : لا يركع أحدكم حتى
يق أ ر بام القرآن .
ىذا - إن صح - محمول عمى من قدر عمى ذلك
وتمكن منو .
وقد أجاب البخاري في ) ) كتاب الق ا رءة ( ( عن حديث
أبي بكرة بجوأبين :
أحدىما : أنو ليس فيو تصريح بأنو اعتد بتمك الركعة .
والثاني : أن النبي ) نياه عن العود إلى ما فعمو .
فأما الأول ، فظاىر البطلان ، ولم يكن حرص أبي بكرة
عمى الركوع دون الصف إلا لإد ا رك الركعة ، وكذلك كل
من أمر بالركوع دون الصف من الصحابة ومن بعدىم

12. أنما أمر بو لإد ا رك الركعة ، ولو لم تكن الركعة تدرك بو
لم يكن فيو فائدة بالكمية ، ولذلك لم يقل منيم أحد : أن
من ادركو ساجداً فأنو يسجد حيث أدركتو السجدة ، ثم
يمشي بعد قيام الإمام حتى يدخل الصف ، ولو كان
الركوع دون الصف لممسارعة إلى متابعة الإمام فيما لا
يعتد بو من الصلاة ، لم يكن فرق بين الركوع والسجود
في ذلك .
وىذا أمر يفيمو كل أحد من ىذه الأحاديث والآثار
الواردة في الركوع خمف الصف ، فقول القائل : لم
يصرحوا بالاعتداد بتمك الركعة ىو من التعنت والتشكيك
في الواضحات ، ومثل ىذا إنما يحمل عميو الشذوذ عن
جماعة العمماء ، والأنف ا رد عنيم بالمقالات المنكرة
عندىم .
فقد أنكر ابن مسعود عمى من خالف في ذلك ، واتفق
الصحابة عمى موافقتو ، ولم يخالف منيم أحدٌ ، إلا ما
روي عن أبي ىريرة ، وقد روي عنو من وجو أصح منو
أنو يعتد بتمك الركعة .

13. واما الثاني ، فإنما نيى النبي ) أبا بكرة عن الإس ا رع إلى
الصلاة ، كما قال : ) ) لا تأتوىا وأنتم تسعون ( ( ،
كذلك قالو الشافعي وغيره من الأئمة ،
)ٕٔ /٘ (
"""""" صفحة رقم """"""
وسيأتي الكلام عمى ذلك فيما بعد - إن شاء الله تعإلى .
وكان الحامل لمبخاري عمى ما فعمو شدة إنكاره عمى
فقياء الكوفيين أن سورة الفاتحة تصح الصلاة بدونيا في
حق كل أحدٍ ، فبالغ في الرد عمييم ومخالفتيم ، حتى
التزم ما التزمو مما شذ فيو عن العمماء ، واتبع فيو
شيخو ابن المديني ، ولم يكن ابن المديني من فقياء أىل
الحديث ، وأنما كان بارعا في العمل والأسانيد .
وقد روي عن النبي ، أن ) ) من أدرك الركوع فقد أدرك
الركعة ( ( ، من حديث أبي ىريرة ، ولو طرق متعددة
عنو . ومن حديث معاذ وعبد الرحمن بن الأزىر

14. وغيرىم . وقد ذكرناىا مستوفاة في ) ) كتاب شرح
الترمذي ( ( .
وأكثر العمماء عمى أنو لا يكون مدركا لمركعة إلا إذا كبر
وركع قبل أن يرفع إمامو ، ولم يشترط أكثرىم أن يدرك
الطمأنينة مع الإمام قبل رفعو .
ولأصحابنا وجو باشت ا رط ذلك .
ومن العمماء من قال : إذا كَّبر قبل أن يرفع إمامو فقد
أدرك الركعة ، وان لم يركع قبل رفعو ، منيم : ابن أبي
ليمى والميث بن سعد وزفر ، وجعموه بمنزلة من تخَّمف
عن إمامو بنومٍ ونحوه .
ولكن الجميور إنما قالوا بالمتخمف بالنوم ونحوه أنو يركع
ثم يمحقو ؛ لأنو كان متابعاً لو قبل الركوع فيغتفر في
الاستدامة ما لا يغتفر في الابتداء .
وروي عن ىؤلاء الثلاثة - أيضاً .
وعن الحسن بن زياد - أيضاً - : أنو إذا كبر بعد رفع
أ رسو من الركوع
)ٖٔ /٘ (

15. """""" صفحة رقم """"""
قبل أن يسجد اعتد لو بالركعة .
وقد تقدم عن الشعبي ، أنو قال : إذا أنتييت إلى الصف
المؤخر ، ولم يرفعوا رءوسيم ، وقد رفع الإمام أ رسو ،
فركعت معيم ، فقد أدركت ، لأن بعضيم أئمة لبعض .
المسألة الثانية :
أن من صمى خمف الصف وحده ، فإنو يعتد بصلاتو ،
ولا إعادة عميو ، فإن أبا بكرة ركع خمف الصف وحده ،
ولم يأمره النبي ) بإعادة صلاتو .
وقد استدل بذلك الشافعي وغيره من الأئمة .
وممن روي عنو الركوع دون الصف والمشي ا ركعاً : ابن
مسعودٍ وزيد بن ثابتٍ وابن الزبير ، وكان يعمّم الناس
ذلك عمى المنبر .
وروي عنو أنو قال : ىو السنة .
وورد - أيضاً - أنو فعمو ، ولم يصححو الإمام أحمد
عنو ، وذكر أن الصحيح عنو النيي عنو .

16. وروي - أيضاً - فعمو عن أبي بكر الصديق .
خرَّجو البييقي بإسنادٍ منقطعٍ .
وىو قول سعيد بن جبير وعطاء ، وقالا : يركع وان لم
يصل إلى صف النساء ، ثم يمشي .
قال عطاء : ويرفع مع إمامو ، ويسجد حين تدركو
السجدة ، فإن تشيد
)ٗٔ /٘ (
"""""" صفحة رقم """"""
إمامو عقب ذلك تشيد معو ، ثم قام إذا قام إلى الثالثة ،
فدخل في الصف حينئذٍ .
وممن أ ري الركوع دون الصف والمشي ا ركعاً : زيد بن
ثابت وعروة ومجاىد وأبو سممة وأبو عبيدة بن عبد الله
بن مسعود وابن جريج ومعمر .
وقالو القاسم والحسن : بشرط أن يظن أنو يدرك
الصف .

17. ووجو ىذا : أن المشي في الصلاة عملٌ فييا ، فيغتفر
فيو اليسير دون الكثير ؛ فأنو منافٍ الصَّلاة فيبطميا ،
وىذا مخالف لقول سعيد بن جبير وعطاء : أنو يركع من
حين دخولو المسجد خمف صفوف النساء .
وحكى ابن عبد البر عن مالكٍ والميث : لا بأس أن يركع
الرجل وحده دون الصف ، ويمشي إلى الصف إذا كان
قريباً قدر ما يمحق .
وذكر عن القاضي إسماعيل ، أن ابن القاسم روى عن
مالكٍ : أنو لا يركع دون الصف ، إلا أن يطمع أن
يصل إلى الصف قبل رفع الإمام أ رسو .
قال : وقال غيره : لو أن يركع خمف الصف ، ويتم
ركعتو ، كما لو أن يصمي خمف الصف وحده . قال :
وىو قول مالكٍ وأصل مذىبو قبل أن يرفعوا رءوسيم .
وقال الزىري والأو ا زعي : إن كان قريباً من الصفوف
فعل ، والا لم يفعل .
وكذلك قالو الإمام أحمد - : نقمو عنو ابن منصور .
وقالت طائفة : لا يركع حتى يقوم في الصف .

18. رواه محمد بن عجلان ، عن الأعرج ، عن أبي ىريرة ،
قال : إذا دخمت والإمام ا ركع فلا تركع حتى تأخذ
مصافك من الصف .
وروي مرفوعاً ، ووقفو أصح .
)٘ٔ /٘ (
"""""" صفحة رقم ٙ """"""
وروي - أيضاً - النيي عن ذلك عن الحسن والنخعي .
وىو رواية عن أحمد - : نقميا عنو أبو طالبٍ والحسن
بن ثوابٍ والاثرم وغيرىم .
وقالت طائفة : أن كان منفرداً لم يركع حتى يدخل
الصف ، وان كان مع غيره ركعوا دون الصف ، وىو
قول إسحاق وأبي بكر بن أبي شيبة ، ونقمو إسحاق بن
ىأنئ ، عن أحمد ، وحكاه ابن عبد البر عن أبي
حنيفة .
ومن العجائب : أن البخاري ذكر في ) ) كتاب الق ا رءة

19. خمف الإمام ( ( أن المروي عن زيد بن ثابت لا يقول بو
من خالفو في ىذه المسألة ، فإنو قال : روى الأعرج ،
عن أبي أمامة بن سيلٍ ، قال : أ ريت زيد بن ثابت ركع
وىو بالبلاط لغير القبمة ، حتى دخل في الصف .
ثم قال : وقال ىؤلاء : إذا ركع لغير القبمة لم يجزئو .
أنتيى .
وىذه رواية منكرة لا تصح ، وانما ركع زيد لمقبمة ؛ كذلك
رواه الزىري ، عن أبي أمامة بن سيل بن حنيف ،
قال : أ ريت زيد بن ثابت دخل المسجد والإمام ا ركع ،
فاستقبل فكبر ، ثم ركع ، ثم دب ا ركعاً حتى وصل
الصف .
خرَّجو عبد الر ا زق ، عن معمرٍ ، عنو .
ورواه ابن وىب ، عن يونس وابن أبي ذئب ، عن ابن
شيابٍ : أخبرني أبو أمامة بن سيل ، أنو أ رى زيد بن
ثابت دخل المسجد والإمام ا ركعٌ . فمشى حتى إذا أمكنو
أن يصل الصف وىو ا ركعٌ كبر ، فركع ، ثم دب وىو
ا ركع حتى وصل الصف .

20. وىذه الرواية تدل - أيضاً - عمى أنو كبر مستقبل القبمة
، ولا يمكن غير
) /٘ٙ (ٔ
"""""" صفحة رقم ٚ """"""
ذلك
البتة . فأما من قال : تصح صلاة المنفرد خمف الصف
وحده و ] . . . [ حديث أبي بكرة عمى ذلك .
والقول بصحة الصلاة فذاً خمف الصف : قول مالك
وأبي حنيفة والثوري - في أشير الروايتين عنو -
والشافعي وابن المبارك والميث بن سعد . وروي عن أبي
جعفر محمد بن عميٍ .
وأما القائمون بأنو لا تصح صلاة الفذ خمف الصف :
الحسن بن صالح والأوزعي - فيما حكاه ابن عبد البر ،
وخَّرجو حرب بإسناده ، عنو - وقول أحمد واسحاق
ووكيع ويحيى بن معينٍ وابن المنذر ، وأكثر أىل

21. الظاىر ، ورواية عن الثوري ، رواىا عصام ،
عنو .
وروي - أيضاً - عن النخعي وحمادٍ والحكم وابن أبي
ليمى .
وقيل : أنو لم يصح عن النخعي ، وأنو إنما قال : يعتد
بيا ، فصحفيا من ق أ رىا فقال : يعيدىا .
وروي ذلك عن شريك ، أنو قالو .
فيؤلاء ليم في الجواب عن حديث أبي بكرة طريقأن :
أحدىما : أن النبي ) نياه عن ذلك ، فلا تصح الصلاة
بعد النيي عنو ، وتصح إذا لم يعمم النيي .
قال أحمد ، في رواية أبي طالب في الرجل يركع دون
الصف ، وىو جاىلٌ :
أج أ زه . وقيل لو : لا يعيد ، كما قال النبي ) لأبي بكرة :
) ) لا تعد ( ( فأجاز لو صلاتو لما لم يعمم ، ونياه أن
يصمي بعد ذلك ، فقال : ) ) ا زدك الله حرصا ولا
تعد ( ( . قيل لو : فإن كان لا يعمم ، يقول : صمى
فلأن وصمى فلان ؟

22. ) /٘ٚ (ٔ
"""""" صفحة رقم ٛ """"""
قال : لا تجزئو صلاتو ، يعيد الصلاة ، قال أبو ىريرة :
لا يركع أحدكم حتى يأخذ مقامو من الصف .
ففرق بين الجاىل والمتأول ، فأمر بالاعادة دون
الجاىل .
وىذه الرواية إختيار الخرقي وابن أبي موسى وجماعة
من متقدمي الأصحاب .
وقال بعض الأصحاب : أن ىذا مطرد فيمن لم يتم
الركعة وىو فذ ، منيم : القاضي في ) ) شرح
المذىب ( ( .
ومنيم من قال : بل يطرد ، ولو أتم الركعة فذاً .
ولم يذكر أكثرىم أنو مطرد فيما لو صمى - فذاً -
الصلاة كميا جاىلاً بالنيي .
فظاىر كلام أحمد وتعميمو يدل عمى أنو مطرد فيو -

23. أيضاً - ، وقد حكاه بعضيم رواية عن أحمد .
وقد حكى أبو حفص وغيره من أصحابنا فيمن فعل كفعل
أبي بكرة - مع العمم بالنيي - ىل تبطل صلاتو ؟
روايتين عن أحمد .
فادخموا في ذلك من كبرَّ ثم دخل في الصف قبل رفع
الإمام .
وفي ىذا الطريق نظر ؛ فأن الذي أمره النبي ) بالاعادة
في حديث وابصة ابن معبد الظاىر أنو لم يكن عالماً
بالنيي ، ولم يسألو : ىل عمم النيي أم لا .
والطريق الثاني : أن أبا بكرة دخل في الصف قبل رفع
النبي ) أ رسو .
وقد خرَّج حديثو أبو داود ، وقال فيو : ثم مشى حتى
دخل في الصف .
وخَّرجو أبو بكر عبد العزيز بن جعفر من وجو أخر ،
عن الحسن ، عن أبي بكرة .
) /٘ٛ (ٔ

24. """""" صفحة رقم ٜ """"""
وحينئذٍ ، فقد ا زلت فذوذيتو قبل أن تفوتو الركعة ، فيعتد
لو بذلك .
وعمى ىذا يحمل ما روي عن الصحابة في ذلك -
أيضاً .
وقد اشار أحمد إلى ىذا - أيضاً - في رواية أبي
الحارث ، وسألو عن رجل كَّبر قبل أن يدخل في الصف
وركع دون الصف ؟ فقال : قد كبر أبو بكرة ، فقال لو
النبي ) : ) ) ا زدك الله حرصاً ، ولا تعد ( ( ولم يأمره
أن يعيد - أيضاً .
وقد روي ، عن ابن مسعودٍ وزيدٍ ، أنيما ركعا دون
الصف .
وىذه الرواية تخالف ما رواه الأثرم وغيره ، أنو قال : لا
يعجبني فعل زيد وابن مسعود ، ورده بحديث أبي بكرة .
ولكن ىذه الرواية توافق رواية ابن منصور المتقدمة
بجواز الركوع خمف الصف ، إذا ظن أنو يصل إليو قبل

25. رفع الإمام .
وقد استدل طائفة من أصحابنا ، منيم : أبو حفص
البرمكي ليذه الرواية بحديث أبي بكرة ، وحمموا قولو :
) ) ولا تعد ( ( عمى شدة السعي إلى الصلاة ، كما قالو
الشافعي .
وذكر ابن عبد البر أن معنى قولو : ) ) ولا تعد ( ( عند
العمماء : لا تعد إلى الإبطاء عن الصلاة حتى يفوتك
منيا شيء .
وىذا بعيد جداً ، ولا يعرف ىذا عن أحد من العمماء من
المتقدمين .
وقد روى الإمام أحمد من طريق عبد العزيز بن أبي بكرة
، عن أبي بكرة ، أنو جاء والنبي ) ا ركع ، فسمع النبي
) صوت نعمي أبي بكرة وىو يحضر ؛ يريد أن يدرك
الركعة ، فمما أنصرف قال : ) ) من الساعي ؟ ( ( قال
أبو بكرة : أنا . قال : ) ) ا زدك الله حرصا ، ولا
تعد ( ( .
) /ٜ٘ (ٔ

26. """""" صفحة رقم """"""
وفي رواية عبد العزيز : بشار الخياط ، وىو غير
معروف .
وخَّرجو ابن عبد البر من بكار بن عبد العزيز بن أبي
بكرة ، عن أبيو ، عن جده ، أنو دخل المسجد - ورسول
الله ) يصمي بالناس ، وىم ركوع - ، فسعى إلى الصف
، فمما أنصرف رسول الله ) قال : ) ) من الساعي ؟ ( (
قال أبو بكرة : أنا يا رسول الله . قال : ) ) ا زدك الله
حرصاً ، ولا تعد ( ( .
وبكار ، فيو ضَّعف .
وخَّرجو البخاري في " كتاب الق ا رءة خمف الإمام " بإسناد
ضعيف ، عن الحسن ، عن أبي بكرة ، أن النبي
) صمى صلاة الصبح ، فسمع نفساً شديداً - أو بي ا رً -
من خمفو ، فمما قضى الصلاة قال لأبي بكرة : ) ) أنت
صاحب ىذا النفس ؟ ( ( قال : نعم يا رسول الله ،
خشيت أن تفوتني ركعة معك ، فاسرعت المشي . فقال

27. لو : ) ) ا زدك الله حرصاً ، ولا تعد ، صل ما أدركت ،
وأقض ما سُبقت ( ( .
وفي إسناده : عبد الله بن عيسى الخ ا زز ، ضعفوه .
وفي ىاتين الروايتين : ما يدل عمى اعتداده بتمك الركعة
، وىذا أمر غير مشكوكٍ فيو ، وأنما يحتاج إليو لتعنت
من يتعنت .
ومن أغرب ما روي في حديث أبي بكرة : ما خرَّجو عبد
الر ا زق عن ابن جريج ، عن رجل ، عن الحسن ، قال :
التفت إليو النبي ) ، فقال :
)ٕٓ /٘ (
"""""" صفحة رقم """"""
) ) ا زدك الله حرصاً ، ولا تعد ( ( قال : فثبت مكانو .
وىذا يوىم أن النبي ) قال لو ذلك في الصلاة ، وأنو لم
يدخل الصف ، فيستدل بو عمى أن كلام الإمام لمصمحة
الصلاة عمداً غير مبطل ، ويستدل بو - أيضاً - عمى

28. صحة صلاة الفذ وحده ، ولكنيا مرسمة ، في إسنادىا
مجيول ، وابن جريج كان يدلس عن الضعفاء ومن لا
يعتمد عميو كثي ا رً .
وعمى ىذه الطريقة : فيل يختص جواز الركوع دون
الصف بمن أدرك الركوع في الصف ، أو لا يختص
بذلك ؟
ظاىر كلام أحمد في رواية ابن منصور أنو يختص بمن
أدرك الركوع في الصف ؛ لأنو إنما أجاز الركوع خمفو
لمن ظن أنو يدركو ، فأنو إذا ا زلت فذوذيتو في حال
الركوع ، فمم يصل ركعة فذاً ، والمنيي عنو أن يصمي
فذاً ركعةً فأكثر ، وأما إذا ا زلت فذوذيتو قبل أن يرفع من
الركوع فقد أدرك الركعة في الصف ، فلا يكون بذلك فذاً
؛ وليذا لو قام خمف الإمام اثنأن فأحرم أحدىما قبل
إح ا رم الآخر ، لم يكن في تمك الحالة فذاً بالاتفاق .
وقد حكي عن جماعة من أصحابنا الاتفاق عمى تكبيرة
الإح ا رم فذاً ، لكن منيم من قال : كان القياس بطلأنيا ،
وانما ترك لحديث أبي بكرة .

29. وحكى ابن حامد - من أصحابنا - أنو تبطل تكبيرة الفذ
خمف الإمام كالركوع .
وىذا إذا لم يكن لغرض إد ا رك الركعة ، فأما أن كان
لغرض إد ا رك الركعة ، فيي المسألة التي سبق ذكرىا .
وقد نص أحمد عمى التفريق بين أن يصل إلى الصف
قبل رفع الإمام أ رسو وبعده .
)ٕٔ /٘ (
"""""" صفحة رقم """"""
وفي رواية حرب ، قال : لا بأس أن يركع دون الصف
إذا أدرك الإمام ا ركعاً .
قمت : فأن رفع الإمام أ رسو قبل أن يصل ىو إلى
الصف ، فكانو أحب أن لا يعتد بيذه الركعة .
ومن الأصحاب من حكى فيما إذا ا زلت فذوذيتو بعد
الركوع وقبل السجود ، فيل تصح صلاتو ؟ عمى
روايتين .

30. كذلك حكى ابن أبي موسى في ) ) كتابو ( ( ، وحكاه -
أيضاً - جماعة بعده .
وحكاىا - أيضاً - من المتقدمين أبو حفص ، وقال :
روى أبو داود ، عن أحمد - فيمن ركع دون الصف ،
ثم مشى حتى دخل الصف ، وقد رفع الإمام قبل أن
ينتيي إلى الصف - : تجزئو ركعة ، فإن صمى خمف
الصف وحده ، أعاد الصلاة .
وظاىر ىذه الرواية أنو يجزئو ، ولو دخل في الصف
بعد رفع إمامو ، ما لم يصل ركعة كاممة وحده ، وليس
في حديث أبي بكرة أنو دخل في الصف قبل رفع النبي
) . ووجو ذلك : أنو أدرك معظم الركعة في الصف ،
وىو السجدتان ، فاكتفى بذلك في المصافة .
وقد قال بعض التابعين : أنو يكتفي بذلك في اد ا رك
الركعة - أيضاً .
وانما أبطل أحمد ومن وافقو صلاة الفذ خمف الصف ؛
لحديث وابصة ، ولو طرق ، من أجودىا : رواية شعبة ،
عن عمرو بن مرة ، عن ىلال بن يسافٍ ، عن عمرو

31. بن ا رشدٍ ، عن وابصة بن معبدٍ ، أن رجلاً صمى خمف
الصف وحده ، فأمره النبي ) أن يعيد الصلاة .
خرَّجو الإمام أحمد وأبو داود والترمذي وابن حبان في
صحيحو .
)ٕٕ /٘ (
"""""" صفحة رقم """"""
وخَّرجو ابن حبان - أيضاً - من طريق زيد بن أبي
أنيسة ، عن عمرو بن مرة بيذا الإسناد .
وخَّرجو الترمذي وابن ماجو من حديث حصين ، عن
ىلال بن يسافٍ ، عن
زياد بن أبي الجعد ، عن وابصة ، عن النبي ) .
وحسَّنو الترمذي .
ورواه - أيضاً - منصور ، عن ىلال بن يساف .
كذلك خرَّجو أبو القاسم البغوي في " معجمو " .
وأشار إلى ترجيح رواية حصين بمتابعة منصور لو .

32. ورجح أحمد وأبو حاتم ال ا رزي رواية عمرو بن مرة .
ورجح عبد الله الدارمي والترمذي رواية حصين ؛ لأن
الحديث معروف عن
زياد بن أبي الجعد ، عن وابصة من غير طريق ىلال
بن يساف ، فإنو رواه يزيد بن زياد بن أبي الجعد ، عن
عبيد بن أبي الجعد ، عن وابصة .
وقد خرَّجو من ىذه الطريق ابن حبان في
) ) صحيحو ( ( - أيضاً - ، وذكر أن ىلال بن يساف
سمعو من زياد بن أبي الجعد ، ومن عمرو بن ا رشد ،
كلاىما عن وابصة من غير واسطة بينيما .
ورجح الترمذي صحة ذلك ، وأن ىلالاً سمعو من وابصة
مع زياد بن أبي الجعد .
)ٖٕ /٘ (
"""""" صفحة رقم """"""
وقد روي من وجوه متعدده ما يدل لذلك .

33. وقد جعل بعضيم ىذا الاختلاف اضط ا رباً في الحديث
يوجب التوقف ، والى ذلك يميل الشافعي في الجديد ،
وحكاه عن بعض أىل الحديث ، بعد أن قال في القديم :
لو صح قمت بو . فتوقف في صحتو .
وممن رجح ذلك : الب ا زر وابن عبد البر .
وأنكر الإمام أحمد عمى من قال ذلك ، وقال : إنما
اختمف عمرو بن مرة
وحصين . وقال : عمرو بن ا رشد معروف .
وكذلك يحيى بن معين أخذ بيذا الحديث ، وعمل بو ،
حكاه عنو عباس الدوري ، وىو دليل عمى ثبوتو عنده .
وقد روي ىذا الحديث عن وابصة من وجوه أخر .
وروي عن النبي ) من وجوه أخر ، من أجودىا : رواية
ملازم بن عمرو ، عن عبد الله بن بدر ، عن عبد
الرحمن بن عمي بن شيبأن ، عن أبيو عمي بن شيبأن ،
قال : خرجنا حتى قدمنا عمى رسول الله ) ، فبايعناه
وصمينا خمفو . قال : ثم صمينا و ا رءه صلاة أخرى ،
فقضى الصلاة ، ف أ رى رجلاً فرداً يصمي خمف الصف

34. وحده ، فوقف عميو نبي الله ) حتى أنصرف ، قال :
) ) استقبل صلاتك ، لا صلاة لمذي خمف الصف ( ( .
خرَّجو الإمام أحمد وابن ماجو ، وىذا لفظو .
وفي رواية للامام أحمد : ) ) فلا صلاة لفرد خمف
الصف ( ( .
)ٕٗ /٘ (
"""""" صفحة رقم """"""
وكذلك خرَّجو ابن خزيمة وابن حبان في
) ) صحيحيما ( ( .
وقال الإمام أحمد : حديث ملازم في ىذا - أيضاً -
حسن .
ورواتو كميم ثقات من أىل اليمامة ، فأن عبد الله بن
بدر ثقة مشيور ، وثقو يحيى بن معينٍ وأبو زرعة
والعجمي وغيرىم .
وملازم ، قال الإمام أحمد : كان يحيى القطان يختاره

35. عمى عكرمة بن عمار ، ويقول : ىو أثبت حديثاً . وقال
ابن معين : ىو ثبت ، وىو من أثبت أىل اليمامة .
وعبد الرحمن بن عمي بن شيبأن ، مشيور ، وروى عنو
جماعة من أىل اليمامة ، وذكره ابن حبان في
) ) الثقات ( ( .
وقد قال الإمام أحمد : لا اعرف لحديث وابصة مخالفاً .
يعني : لا يعرف لو حديثاً يخالفو ، فإن حديث أبي بكرة
يمكن الجمع بينو وبينو بما تقدم ، والجمع بين الأحاديث
والعمل بيا أولى من معارضة بعضيا ببعض ، واط ا ردىا
واط ا رحيا بعضيا ، إذا كان العمل بيا كميا لا يؤدي إلى
مخالفة ما عميو السمف الأول .
وقد تأول بعضيم قولو : ) ) لا صلاة لفذ خمف
الصف ( ( عمى نفي الكمال دون الصحة : ويرد ىذا
أمر النبي ) لو بالإعادة .
واختمف أصحابنا : ىل تقع صلاة الفذ باطمة غير
منعقدة ، أو تنقمب نفلا ؟ ليم فيو وجيان .

36. وأختار ابن حمادٍ وغيره أنيا تنقمب نفلاً ، وظاىر كلام
الخرقي أنيا
)ٕ٘ /٘ (
"""""" صفحة رقم ٙ """"""
تبطل بالكمية .
وتظير فائدتيا لو صمى ركعة فذاً خمف الصف ، ثم
جاء آخر فصف معو في الركعة الثانية ، فإن قمنا :
صلاتو باطمة ، فالثاني فذ - أيضاً - وان قمنا : ىو
متنفل صحت مصافتو .
ولأصحابنا وجو آخر : أن جماعتو تبطل وتصح صلاتو
منفرداً .
وىو مروري عن النخعي ، قال : صلاتو تامةٌ وليس لو
تضعيفٌ .
خرَّجو البييقي .
وعمى ىذا ، فيكون أمره بالإعادة في الجماعة ليحصل

37. ثوابيا ومضاعفتيا ، وليس ذلك في الحديث .
وقد يستدل بو أن عمى من صمى منفرداً فعمية الإعادة ،
كما يقولو من يجعل الجماعة شرطاً لصحة الصلاة .
وىذا الوجو - أعني : بطلأن جماعتو وصحة صلاتو
منفرداً - جزم بو ابن عقيل من أصحابنا في موضع من
كتابو ) ) الأصول ( ( .
وحكى في موضع آخر منو وجيين : أحدىما : كذلك ،
وعممو بأن البطلأن يختص بالجماعة ، فيصح فرضو
ويكون منف رداً . والثاني : يبطل فرضو وتصير صلاتو
نفلاً .
الوجيأن مطردأن في كل صلاة وجد فييا خمل يعود إلى
الجماعة خاصة ؛ كمن صمى فذاً قدام الإمام ، أو أنتقل
من الجماعة إلى الإنف ا رد لغير عذر ، أو عكسو ، أو
أئتم بمن لا يجوز الإئتمام بو .
ومن أصحابنا من قال : أن لم يعمم امتناع ذلك أنقمبت
الصلاة نفلاً ، وان
) /٘ٙ (ٕ

38. """""" صفحة رقم ٚ """"""
عمم ففي البطلأن وأنقلابيا نفلاً وجيان ، والأظير
الأول .
وان صمى الفذ خمف الصف لا يسقط فرضو ، وعميو
إعادتيا كما نص عميو أحمد وأكثر أصحابو .
وقد كان النبي ) يؤكد أمر الصفوف وتعديميا وتس ويتيا ،
وىي من خصائص ىذه الأمة كما سبق ذكره ،
فالمصمي في جماعة من غير مخل بما يمزم من القيام
في الصف ، فعميو الإعادة إذا تركو عمداً ، وىو عالم
بالنيي ، قادر عمى الصلاة في الصف . فأما إن كان
جاىلاً ففيو خلاف سبق ذكره . وان كان عاج ا زً ففيو
خلاف يأتي ذكره - إن شاء الله تعإلى .
وقد عارض بعضيم حديث وابصة بحديث ابن عباس ،
لما صمى عن يسار النبي
) ، فأداره من و ا رئو إلى يمينو ، قال : فيو في حال
إدارتو فذ .

39. وىذا ليس بشيء ، فإن المصمي في صف إذا ا زل
اصطفافو ثم عاد سريعا عمى وجو أكمل من الأول لم
يضره ذلك ، كما أن الإمام في صلاة الخوف تفارقو
طائفة ، ويبقى منتظ ا رً لطائفة أخرى ، ولا يضره ذلك .
والله أعمم .
ونقل حرب ، عن إسحاق بن ا رىويو : أن صمى الصلاة
كميا خمف الصف أعاد صلاتو ، فأن صمى ركعة فذاً ،
ثم جاء أخر فقام إلى جنبو ، فإنو يعيد تمك الركعة ، فمم
تبطل سوى ركعتو التي كان فييا فذاً ، وأمره أن يبني
عمى تكبيرة الإح ا رم ومذىب أحمد : أنو إذا صمى ركعةً
تامةً في أول صلاتو فذاً أنو يعيد صلاتو كميا واختمفت
الرواية عنو : إذا صمى ركعة في الصف ثم صار فذاً .
) /٘ٚ (ٕ
"""""" صفحة رقم ٛ """"""
ونقل مينا عن أحمد في رجل صمى يوم الجمعة ركعة

40. وسجدتين في الصف ، ثم زحموه ، فصمى الركعة
الأخرى خمف الصف وحده : يعيد تمك الركعة التي
صلاىا وحده .
ونقل عنو بعض أصحابو : أنو يعيد الصلاة كميا في
ىذه المسألة ، منيم : ابناه صالح وعبد الله والأثرم
وغيرىم .
وحمل القاضي أبو يعمى في ) ) خلافو الكبير ( ( رواية
حنبلٍ عمى أحد وجيين :
أحدىما : ما أومأ إليو أبو بكر : أن الصلاة في ىذه
الحال أنعقدت في الصف ، وانما صار فذاً في أثنائيا ،
ولا يمتنع أن ينافي الابتداء في الاستدامة ، كالعدة والردة
والإح ا رم في عقد النكاح .
والثاني : أنو في ىذه الحال صار فذاً بغير اختياره ،
فيي حال ضرورة .
ىكذا حكى القاضي أبو يعمى وأصحابو مذىب أحمد .
وحكى أبو حفص الخلاف عن أحمد فيمن صمى ركعة
فذاً : ىل تبطل ركعتو

41. فقط ، أم صلاتو كميا ؟ وحكى في ذلك روايتين ، وسوَّى
بين الركعة الأولى وغيرىا ، ولم يفرق بين حال ضرورة
وغيرىا .
وذكر أن الحسن بن محمد ر وى عن أحمد ، قال : إذا
ركع ركعة سجد ، ثم دخل في الصف ، يعيد التي
صلاىا ولا يعيد الصلاة كميا .
قال أبو حفصٍ : والأصح عندي أنو يعيد ما صمى دون
الصف حسب ، فيعيد الركعة أو الركعتين ، ولا يعيد ما
صمى مع غيره ، قال : لأن تكبيرة الإح ا رم لم تفسد لأنو
لا يختمف قولو أنو إذا كبر وحده أنيا صحيحة .
فصرح أبو حفص بأنو لو صمى ركعتين فذاً ، ثم دخل
في الصف ، أو وقف
) /٘ٛ (ٕ
"""""" صفحة رقم ٜ """"""
مع غيره أنو يعيد ما صمى فذاً وحده .

42. ورد القاضي أبو يعمى قولو - فيما ق أ رتو بخطو - بأن
القياس يقتضي بطلان الصلاة فذاً في تكبيره والركوع ،
لأن ما أبطل جميع الصلاة يفسد بعضيا ، كالحدث .
قال : إنما أجاز ذلك القدر لحديث أبي بكرة .
يعني : أن أحمد اجاز صلاة الفذ إذا لم يتم الركعة فذاً ،
لحديث أبي بكرة .
فإن دخل في الصف ، أو قام معو آخر قبل رفع الإمام
، فمن الأصحاب من قال : يصح لو ركعة بغير خلافٍ
، لإد ا ركو الركعة في الصف ، ومنيم من حكى فيو
روايتين أيضاً .
وأن كان ذلك بعد أن رفع وقبل السجود ففيو روايتأن :
أصحيما : أنو لا يعتد بتمك الركعة ، لأنو لم يدرك في
الصف ما يدرك بو
الركعة .
والثانية : لأنو أدرك في الصف السجدتين ، وىما معظم
الركعة .
وفي بطلأن صلاتو من أصميا وبنائو عمى تكبيرتو

43. روايتأن - أيضاً - ، عمى ما حكاه أبو حفص .
وأما القاضي أبو يعمى وأصحابو ، فقالوا : تبطل صلاتو
روايةً واحدةً .
وأكثر النصوص عن أحمد تدل عمى البطلأن . والله
أعمم .
) /ٜ٘ (ٕ
"""""" صفحة رقم """"""
- باب
إتمام التكبير في الركوع
قالو ابن عباس ، عن النبي ) .
وفيو : مالك بن الحويرث .
ٛٗٚ - حدثنا إسحاق الواسطي : ثنا خالد ، عن
الجريري ، عن أبي العلاء ، عن مطرف ، عن عم أ رن
بن حصين ، قال : صمى مع عميٍ - رضي الله عنو -
بالبصرة ، فقال : ذكرنا ىذا الرجل صلاة كنا نصمييا مع

44. رسول الله ) ، فذكر أنو كان يكَّبر كمما رفع وكمما
وضع .
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . [
. ] . . . . . . . . . . . . . . . .
مضطرب إسناده ، والحسن بن عم أ رن مجيول ، وابن
عبد الرحمن بن أبزى ، قيل : أنو عبد الله ، وقيل : أنو
سعيد .
قال أحمد : ىو أشبو .
وروي أنو محمد ، ومحمد ىذا غيرُ معروفٍ .
)ٖٓ /٘ (
"""""" صفحة رقم """"""
وفسر الإمام أحمد نقص التكبير بأنيم لا يكبرون في
الأنحطاط لمسجود ، ولا في الانحطاط لمسجدة الثانية :
نقمو عنو ابن منصور .
ونقل عن إسحاق ، أنو قال : إنما نقصوا التكبير لمسجدة

45. الثانية خاصةً .
وقد روي عن أبي موسى الأشعري ، قال : لما صمى
خمف عمي بالبصرة مثل قول عم ا رن بن حصينٍ ، لقد
ذكرنا عمي بن أبي طالب صلاة كنا نصمييا مع رسول
الله ) : إما نسيناىا ، واما تركناىا عمداً ، يكَّبر كمما
خفض ، وكمما رفع ، وكمما سجد .
خرَّجو الإمام أحمد .
وفي إسناده اختلاف ؛ رواه أبو إسحاق السبيعي ،
واختمف عنو :
فقيل : عنو ، عن الاسود بن يزيد ، عن أبي موسى .
وقيل : عنو ، عن بريد بن أبي مريم ، عن أبي موسى .
وقيل : عنو ، عن بريد بن أبي مريم ، عن رجل من بني
تمميم ، عن أبي موسى .
ورجَّحو الدارقطني .
ولذلك لم يخّرج حديثو ىذا في ) ) الصحيح ( ( .
وأكثر العمماء عمى التكبير في الصلاة في كل خفضٍ

46. ورفعٍ ، وقد كان ابن عمر وجابر وغيرىما من الصحابة
يفعمونو ويامرون بو .
)ٖٔ /٘ (
"""""" صفحة رقم """"""
وممن روي عنو إتمام التكبير : عمر بن الخطاب وابن
مسعودٍ وعمي وأبو موسى وأبو ىريرة وابن عباس .
وروى عبد الرحمن بن الأصم ، قال : سمعت أنس بن
مالك قال : كان رسول الله ) وأبو بكر وعمر يتمون
التكبير .
خرَّجو الإمام أحمد .
وخَّرجو النسائي ، و ا زد فيو : وعثمان .
وقال سفيان عن منصور ، عن إب ا رىيم : أول من نقص
التكبير زياد .
وقال : ثوير بن أبي فاختة ، عن أبيو ، عن ابن
مسعود : أن أول من نقص التكبير : الوليد بن عقبة ،

47. فقال ابن مسعود : نقّصوىا نقَّصيم الله .
خرَّجو الب ا زر وغيره .
وخرَّج الإمام أحمد والنسائي والترمذي من حديث ابن
مسعود ، قال :
)ٕٖ /٘ (
"""""" صفحة رقم """"""
كان النبي ) يكَّبر في كل خفض ورفع وقيام وقعود ،
وأبو بكر وعمر .
ا زد النسائي : وعثمان .
وكان بنو أمية ينقصون التكبير ، وقد روي عن عمر بن
عبد العزيز ، والظن بو أنو لم تبمغو السنة الصحيحة في
ذلك ، ولو بمغتو لكان أتبع الناس ليا .
وروي عن القاسم وسالم وسعيد بن جبيرٍ ، أنيم كانوا لا
يتمون التكبير .
ذكره ابن المنذر وغيره .

48. وقد سبق تفسير ترك إتمام التكبير ، ومن فيم عنيم أنيم
كانوا لا يكبرون في الصلاة غير تكبيرة الإح ا رم فقد وىم
فيما فيم .
وأما ما حكاه ابن عبد البر ، عن ابن عمر ، أنو كان لا
يكَّبر إذا صمى وحده ، وذكر أن أحمد بن حنبل حكاه
عنو في رواية ابن منصور . فيذا وىم منو - رحمو الله
- عمى أحمد ، فأن م ا رد أحمد التكبير في أدبار
الصموات أيام التشريق .
ويدل عميو : أن أحمد في تمام ىذه الرواية حكى -
أيضاً - ، عن قتادة ، أنو كان يكَّبر إذا صمى وحده ،
ثم قال : واحب الي أن يكَّبر من صمى وحده في الفرض
، وأما النافمة فلا .
ولم يرد أحمد أن صلاة النافمة لا يكَّبر فييا لمركوع
والسجود والجموس ، فإن ىذا لم يقمو أحمد قط ، ولا فَّرق
أحد بين الفرض والنفل في التكبير .
)ٖٖ /٘ (

49. """""" صفحة رقم """"""
وأما حديث ابن أبزى ، فقد تقدم الكلام عمى ضعفو ،
ولو صح حمل عمى أنو لم يسمع من النبي ) اتمام
التكبير ، لا أنو لم يكن يكَّبر في سجوده ورفعو .
وىكذا المروي عن عثمان ، فإنو لما كبر وضعف خفض
صوتو بو أو أسره .
وأكثر الفقياء عمى أن التكبير في الصلاة - غير تكبيرة
الإح ا رم - سنة ، لا تبطل الصلاة بتركو عمداً ولا
سيواً .
وذىب أحمد واسحاتق إلى أن من ترك تكبيرة من
تكبي ا رت الصلاة عمداً فعميو الإعادة ، وأن كان سيواً فلا
إعادة عميو في غير تكبيرة الإح ا رم .
وأنكر أحمد أن يسمي شيء من أفعال الصلاة واقواليا
سنة ، وجعل تقسيم الصلاة إلى سنة وفرض بدعة ،
وقال : كل ما في الصلاة واجب ، وان كانت الصلاة لا
تعاد بترك بعضيا .

50. وكذلك أنكر مالك تقسيم الصلاة إلى فرض وسنة ،
وقال : ىو كلام الزنادقة . وقد ذكرنا كلامو في موضع
آخر .
وكذلك ذكر الأبري في ) ) مناقب الشافعي ( ( بإسناده
عن الواسطي ، قال : سمعت الشافعي يقول : كل أمور
الصلاة عندنا فرض .
وقال - أيضاً - : ق أ رت عن الحسين بن عمي ، قال :
سُئل الشافعي عن فريضة الحج ؟ قال : الحج من أولو
إلى آخره فرض ، فمنو ما إن تركو بطل حجة ، فمنو
الإح ا رم ، ومنو الوقوف بعرفات ، ومنو الافاضة .
وقال الإمام أحمد في رواية ابنو عبد الله : كل شيء في
الصلاة مما ذكره الله فيو فرض .
وىذا قيد حسن .
)ٖٗ /٘ (

51. """""" صفحة رقم """"""
وسمى أصحاب أحمد ىذه التكبي ا رت التي في الصلاة
بعد تكبيرة الإح ا رم واجبات ، لأن الصلاة تبطل بتركيا
عمداً عندىم .
وحكي عن أحمد رواية أن ىذه التكبي ا رت من فروض
الصلاة ، لا تسقط الصلاة بتركيا عمداً ولا سيواً .
وحكي عنو رواية أخرى : إنيا فرض في حق غير
المأموم ، وأما المأموم فتسقط عنو بالسيو .
وروي عن ابن سيرين وحماد ، أنو من أدرك الإمام ا ركعاً
وكبر تكبيرة واحدة للإح ا رم لم يجزئو حتى يكَّبر معيا
تكبيرة الركوع .
وقال ابن القاسم - صاحب مالك - : من أسقط من
التكبير في الصلاة ثلاث تكبي ا رت فما فوقيا سجد لمسيو
قبل السلام ، فإن لم يسجد بطمت صلاتو ، وان نسي
تكبيرة واحدة أو اثنتين سجد لمسو - أيضاً - ، فإن لم
يفعل فلا شيء عميو .
وروي عنو ، أن التكبيرة الواحدة لا سجود عمى من سيا

52. عنيا .
قال ابن عبد البر : ىذا يدل عمى أن عظم التكبير
وجممتو عنده فرض ، وأن اليسير منو متجاوز عنو .
وأكثر أصحاب مالك عمى أن ىذه التكبي ا رت تسمى سنناً
، كما يقولو أصحاب الشافعي وغيرىم ، وأن الصلاة لا
تبطل بتركيا عمدا ولا سيواً ، وحكي رواية عن
أحمد .
وقال سعيد بن جبيرٍ في التكبير : كمما خفض ورفع ،
إنما ىو شيء يزين بو الرجل الصلاة .
)ٖ٘ /٘ (
"""""" صفحة رقم ٙ """"""
وذكر عبد الر ا زق ، عن معمر ، عن قتادة ، قال : من
نسي شيئاً من تكبي ا رت الصلاة ، أو ) ) سمع الله لمن
حمده ( ( فإنو يقضيو حين يذكره .
وىذا مذىب غريب ، وجميور العمماء عمى أنو يفوت

53. بفوات محمو ، فلا يعاد في غير محمو .
واستدل من أوجب ذلك بأمر النبي ) ، فإنو قال :
) ) صموا كما أ ريتموني
أصمي ( ( . وكان يصمي بيذا التكبير ، وقال في
الإمام : ) ) إذا كبر فكبروا ( ( .
وىذا يعم كل تكبير في الصلاة . وقال - في حديث أبي
موسى - : ) ) فإذا كبر الإمام و ركع فاركعوا ( ( . وكذا
قال في السجود .
خرَّجو مسمم .
وبأن النبي ) قال في الصلاة : ) ) إنما ىي التسبيح
والتكبير وق ا رءة القرآن ( ( ، فدل عمى أن الصلاة لا
تخمو من التكبير ، كما لا تخمو من ق ا رءة الق آ رن ،
وكذلك
التسبيح .
وقد روي أن النبي ) عمم المسيء في صلاتو التكبير
لمركوع والسجود ، من حديث رفاعة بن ا رفع ، وأخبره أنو
لا تتم صلاتو بدون ذلك .

54. خرَّجو أبو داود وغيره .
واستدل الإمام أحمد لسقوطو بالسيو بأن النبي ) نسي
التشيد الأول ، فأتم صلاتو ، وسجد لمسيو . وقد ترك
بتركو التشيد التكبيرة لمجموس لو ، فدل
) /٘ٙ (ٖ
"""""" صفحة رقم ٚ """"""
عمى أنيا تسقط بالسيو ، ويجبر بالسجود لو .
واستدل - أيضاً - عمى سقوطو بالسيو بحديث :
) ) كان لا يتم التكبير ( ( ، فكأنو حممو عمى حالة
السيو .
الحديث الثاني :
ٛ٘ٚ - حدثنا عبد الله بن يوسف : أنا مالك ، عن ابن
شياب ، عن أبي سممة ، عن أبي ىريرة ، أنو كان
يصمي بيم ، فيكبر كمما خفض ورفع ، فاذا أنصرف
قال : إني لأشبيكم صلاة برسول الله ) .

55. وقد رواه عن يحيى بن أبي كثير ، عن أبي سممة ، أن
أبا ىريرة كان يكَّبر في الصلاة كمما رفع ووضع ،
فقمنا : يا أبا ىريرة ، فما ىذا التكبير ؟ قال : إنيا لصلاة
رسول الله ) .
خرَّجو مسمم .
وقد روي ىذا الحديث عن أبي ىريرة من وجوه متعددة ،
وسيأتي بعضيا فيما بعد - إن شاء الله .
وقد استدل بو بعضيم عمى أن التكبير لغير الإح ا رم غير
واجب في الصلاة ، لأن ىذا كان يستنكره الناس عمى
أبي ىريرة ، كما استنكره عكرمة عمى من صمى خمفو
بمكة ، وكما دل حديث عم أ رن بن حصين وأبي موسى
عمى ترك الناس لو .
وخَّرجو النسائي وابن حبان في ) ) صحيحو ( ( ، من
حديث سعيد بن
) /٘ٚ (ٖ

56. """""" صفحة رقم ٛ """"""
سمعان ، قال : دخل عمينا أبو ىريرة المسجد ، فقال :
ثلاث كان رسول الله ) يعمل بين ، تركين الناس : كان
إذا قام إلى الصلاة رفع يده مداً ، وكان يقف قبل الق ا رءة
ىنيية يسأل الله من فضمو ، وكان يكَّبر في الصلاة كمما
ركع وسجد .
ولو كان ذلك من واجبات الصلاة لما أقرت الصحابة
عمى تركو .
وقد أجاب بعضيم بأنيم إنما تركوا الجير بو فقط ، وقد
سبق عن الإمام أحمد أن نقص التكبير الذي احدثوه إنما
ىو ترك التكبير لمسجدة الأولى والثانية ، وأن إسحاق
قال : إنما تركوا التكبير لمسجدة الثانية فقط .
فمعل بني أمية كانوا يرون أن المأمومين يشاىدون الإمام
في سجوده فلا يحتاج إلى إسماعيم التكبير في ىذه
الحال ، بخلاف رفعو فإنيم لا يشاىدونو ، فيحتاج إلى
إسماعيم التكبير فيو .
وفي ىذا نظر . والله أعمم .

57. وقد سبق ما يدل عمى أنيم تركوا تكبيرتي الركوع
والسجود خاصة ، وأن عمي اً
- رضي الله عنو - أحيا ما تركوه من ذلك وأماتوه .
وروى مسعر ، عن يزيد الفقير ، قال : كان ابن عمر
ينقص التكبير في الصلاة . قال مسعر : إذا انحط بعد
الركوع لمسجود لم يكَّبر ، فإذا أ ا رد أن يسجد الثانية لم
يكَّبر .
خرَّجو ابن أبي شيبة .
فتفسير مسعر لنقص التكبير يدل عمى أن نقصو ىو
ترك التكبير لمسجدتين معاً ، كما فسره الإمام أحمد .
) /٘ٛ (ٖ
"""""" صفحة رقم ٜ """"""
وىذه الرواية عن ابن عمر تخالف رواية مالك ، عن
الزىري ، عن سالمٍ ، عن
أبيو ، أنو كان يكَّبر كمما خفض ورفع .

58. كذا رواه مالك في ) ) الموطأ ( ( .
ورواه أشيب ، عن مالك ، ف ا زد فيو : يخفض بذلك
صوتو .
وىذه الرواية يجمع بيا بين الروايتين بأن يكون سالم
سمع أباه يكَّبر ويخفض صوتو ، ويزيد الفقير لم يسمعو
لخفض صوتو ، أو لبعده عنو .
وروى - أيضاً - عبيد الله بن عمر ، عن نافع ، عن
ابن عمر ، أنو كان يتم التكبير .
ونافع وسالم أعرف بابن عمر من غيرىما .
) /ٜ٘ (ٖ
"""""" صفحة رقم """"""
ٙ - باب
اتمام التكبير في السجود
فيو حديثان :
الأول :

59. ٙٛٚ - حدثنا أبو النعمان : حدثنا حماد ، عن غيلان
بن جرير ، عن مطرف بن عبد الله ، قال : صميت
خمف عمي ابن أبي طالب - رضي الله عنو - أنا
وعم ا رن بن حصين ، فكان إذا سجد كبر ، واذا رفع
أ رسو كبر ، واذا نيض من الركعتين كَّبر ، فمما قضى
الصلاة أخذ بيدي عم ا رن بن حصين ، فقال : لقد ذكرني
ىذا صلاة محمد ) - أو قال : لقد صمى بنا صلاةَ
محمدَ ) .
فيو ما يستدل بو عمى أن نقص التكبير الذي كان
معيوداً بينيم : ىو تركو عند السجود ، وعند القيام من
التشيد الأول إلى الركعة الثالثة .
قد روي عن طائفة من التابعين التكبير لمسجود
ولمنيوض من الركعتين .
وىذا يدل عمى أن ىذا ىو الذي كان تركو من نقص
التكبير ، فإما التكبير لمرفع من السجود فإنما ذكر -
والله أعمم - تبعاً لمتكبير لمسجود ، ويكون الم ا رد : أنو
كان يكَّبر لميوي إلى السجود ، كما كان يكَّبر لمرفع

60. منو . والله أعمم .
الحديث الثاني :
ٚٛٚ - ثنا عمرو بن عون : ثنا ىشيم ، عن أبي بشرٍ
، عن عكرمة ، قال : أ ريت رجلاً عند المقام كبر في كل
خفضٍ ورفع ، واذا قام واذا وضع ، فاخبرت ابن
)ٓٗ /٘ (
"""""" صفحة رقم """"""
عباس ، فقال : أو ليس تمك صلاة رسول الله ) ، لا أم
لك ؟
م ا رده بالخفض : خفض ال أ رس لمركوع والسجود .
وبالرفع : رفعو من السجود خاصة .
وبالقيام : قيامو من السجود ومن التشيد الأول إلى
الركعة الأخرى .
وبالوضع : وضع ال أ رس لمسجود .
ومقصود البخاري بيذا الباب : إثبات تكبير النبي

61. ) لمسجود ، وىو الذي كان قد اشتير تركو في زمن بني
امية ، كما سبق .
)ٔٗ /٘ (
"""""" صفحة رقم """"""
ٚ - باب
التكبير إذا قام من السجود
فيو حديثان :
الأول :
ٛٛٚ - ثنا موسى بن إسماعيل : نا ىمام ، عن قتادة ،
عن عكرمة ، قال : صميت خمف شيخ بمكة ، فكبر
ثنتين وعشرين تكبيرة ، فقمت لابن عباس : إنو أحمق ،
فقال : ثكمتك أمك ، سنة أبي القاسم ) .
وقال موسى : نا أبان : نا قتادة : نا عكرمة .
إنما ذكر رواية أبان العطار تعميقاً ؛ لأن فييا تصريح
قتادة بسماع ىذا الحديث من عكرمة ، فأمن بذلك

62. تدليسو فيو .
وىذه الصلاة التي صلاىا عكرمة خمف ىذا الشيخ كانت
رباعية ، فإن الصلاة الرباعية تشتمل عمى أربع ركعات
، في كل ركعة خمس تكبي ا رت تكبيرة لمركوع ؛ تكبيرتان
لمسجدتين ، وتكبيرة لمجموس بينيما ، وتكبيرة لمرفع من
السجدة الثانية ، فيذه عشرون تكبيرة في الأربع . وتكبيرة
الإح ا رم وتكبيرة القيام من التشيد الأول .
فأما صلاة المغرب ، ففييا سبع عشرة تكبيرة ؛ لأنو
يسقط منيا تكبي ا رت ركعة كاممة ، وىي خمس تكبي ا رت .
وأما صلاة الفجر ، ففييا إحدى عشرة تكبيرة ، لأن في
الركعتين عشر تكبي ا رت وتكبيرة الإح ا رم .
)ٕٗ /٘ (
"""""" صفحة رقم """"""
وىذا كمو في حق غير المأموم المسبوق ببعض الصلاة
، فإن المسبوق قد يزيد تكبيرة عمى ذلك لأجل متابعة

63. إمامو ، كما أنو يزيد في صلاتو أركانا لا يعتد بيا
متابعة لإمامو ، ولا سجود عميو لذلك عند الأكثرين ،
وفيو خلاف سبق ذكره .
ومقصود البخاري بيذا الحديث في ىذا الباب : أن القائم
من السجود إلى الركعة الثانية أو ال ا ربعة يكَّبر في
قيامة .
الحديث الثاني :
ٜٛٚ نا يحيى بن بكير : ناالميث ، عن عقيل ، عن ابن
شياب قال : أخبرني أبو بكر بن عبد الرحمن بن
الحارث ، أنو سمع أبا ىريرة يقول : كان رسول الله ) إذا
قام إلى الصلاة يكَّبر حين يقوم ، ثم يكَّبر حين يركع ،
ثم يقول : ) ) سمع الله لمن
حمده ( ( حين يرفع صمبو من الركعة ، ثم يقول وىو
قائم : ) ) ربنا لك الحمد ( ( ، ثم يكَّبر حين يرفع أ رسو
، ثم يكَّبر حين يسجد ، ثم يكَّبر حين يرفع أ رسو ، ثم
يفعل ذلك في الصلاة كميا حتى يقضييا ، ويكَّبر حين
يقوم من الثنتين بعد الجموس .

64. قال عبد الله ، عن الميث ) ) ولك الحمد ( ( عبد الله ،
ىو : أبو صالح كاتب الميث . وم ا رده : أنو رواه عن
الميث . وقال في روايتو ) ) ربنا ولك الحمد ( ( بالواو ،
بخلاف رواية يحيى بن بكير عن الميث ، فإنيا بإسقاط
الواو . وخَّرجو مسمم من طريق حجين ، عن الميث بو ،
وقال فيو : بمثل حديث ابن جريج .
)ٖٗ /٘ (
"""""" صفحة رقم """"""
وخَّ رجو قبل ذلك من طريق ابن جريح ، عن الزىري ،
وفي حديثو ) ) ولك الحمد ( ( بالواو . والمقصود من
ىذا الحديث : أن النبي ) كان يكَّبر حين يرفع أ رسو
ويقوم من السجدة الثانية ، كما كان يكبر حين يرفع أ رسو
من السجدة الأولى لمجموس بين السجدتين .
)ٗٗ /٘ (

65. """""" صفحة رقم """"""
ٛ - باب
وضع الأكف عمى الركب في الركوع
وقال أبو حميد في أصحابو : أمكن النبي ) يديو من
ركبتيو .
حديث أبي حميد ىذا ، قد خرَّجو بإسناده ، وسيأتي في
موضعو - إن شاء الله
تعالى .
ٜٓٚ - حدثنا أبو الوليد : نا شعبة ، عن أبي يعفور ،
قال : سمعت مصعب بن سعد يقول : صميت إلى جنب
أبي ، فطبقت بين كفي ، ثم وضعتيما بين فخذي ،
فنياني أبي ، وقال : كنا نفعمو فنيينا عنو ، وامرنا أن
نضع أيدينا عمى الركب .
أبو يعفور ، ىو : العبدي الكوفي ، اسمو : وقدان .
وقيل : واقد ، وىوأبو يعفور الأكبر .
وىذا الحديث قد ذكر ابن المديني وغيره أنو غير مرفوع

66. ، وم ا ردىم : أنو ليس فيو تصريح بذكر النبي ) ، لكنو
في حكم المرفوع ، فإن الصحابي إذا قال ) ) أمرنا - أو
نيينا - بشيء ( ( ، وذكره في معرض الاحتجاج بو
قوي الظن برفعو ؛ لأنو غالباً إنما يحتج بأمر النبي
) ونييو .
وقد ورد التصريح برفعو من وجو فيو ضَّعف ، من رواية
عكرمة بن إب ا رىيم
الأزدي ، عن عبد الممك بن عمير ، عن مصعب بن
سعد ، قالَ : قمت لأبي : أ ريت أصحاب ابن مسعود
يطبقون أيدييم ، ويضعونيا بين ركبيم إذا ركعوا ،
فقال : إن النبي ) كان يفعل الشيء زماناً ، ثم يدعو ،
وقد أ ريت رسول الله ) يركع - أو قال - : أشيد أني
أ ريت رسول الله ) ؟ إذا ركع يضع ا رحتيو عمى ركبتيو ،
ويفرج بين أصابعو .
)٘ٗ /٘ (

67. """""" صفحة رقم ٙ """"""
خرَّجو يعقوب بن شيبة في ) ) مسنده ( ( .
وقال : عكرمة بن إب ا رىيم ، منكر الحديث .
وذكر يحيى بن معين ، أنو قالَ : ليس فيو شيء .
وروى عاصم بن كميب ، عن عبد الرحمن بن الأسود ،
عن عمقمة ، قال : قال عبد الله : عممنا رسول الله
) الصلاة ، فكبر ورفع يديو ، فمما ركع طبق يديو بين
ركبتيو . قال : فبمغ ذلك سعداً ، فقال : صدق أخي ،
كنا نفعل ىذا ، ثم أمرنا بيذا .
يعني : الامساك عمى الركبتين .
خرَّجو أبو داود والنسائي والدارقطني .
وقال : إسناد صحيح ثابت .
وىذه الرواية - أيضاً - تدل عمى رفع الأمر بالإمساك
بالركبتين ، لأن أمر النبي ) لا يترك بأمرغيره بما
يخالفو .
وروى أبو عبد الرحمن السممي قال : قال لنا عمر : إن
الركب سنت لكم فخذوا بالركب .

68. خرَّجو الترمذي .
وقال حديث حسن صحيح .
) /٘ٙ (ٗ
"""""" صفحة رقم ٚ """"""
وخَّرجو النسائي ، ولفظو : قال : قال عمر : إنما السنة
الأخذ بالركب . وفي رواية عن أبي عبد الرحمن ، عن
عمر ، قالَ : سنت لكم الركب ، فأمسكوا بالركب .
وسماع أبي عبد الرحمن من عمر ، قد أنكره شعبة
ويحيى بن معين .
وقد روي عن النبي ) من وجوه متعددة وضع اليدين
عمى الركبتين في الركوع من فعمو وأمره ، وليس شيءُ
منيا عمى شرط البخاري .
وىذا ىو السنة عند جميور العمماء من الصحابة
والتابعين ومن بعدىم ، وأجمع عميو أئمة الأمصار .
وكان ابن مسعود يطبق في ركوعو ، فيجعل أحد كفيو

69. عمى الأخر ، ويجعميا بين ركبتيو ، وقد رواه عن النبي
) ، كان يأمر أصحابو بذلك .
وقد خرَّج حديثو مسمم في ) ) صحيحو ( ( .
وبو أخذ أصحابو ، منيم : عمقمة والأسود وأبو عبيدة بن
عبد الله .
وكان النخعي يذىب إليو ثم رجع إلى ما روي عن عمر
- : ذكره الإمام أحمد وغيره .
وذكر أكثر العمماء : أن التطبيق كان شرع أولاً ، ثم
نسخ حكمو ، واستدلوا بحديث سعد وما في معناه .
وروى حصين ، عن عمرو بن مرة ، عن خيثمة ، عن
أبي سبرة الجعفي ، قال : قدمت المدينة فجعمت أطبق
كما يطبق أصحاب عبد الله وأركع ، فقال رجل : ما
حممك عمى ىذا ؟ قمت : كانَ عبد الله يفعمو ، وذكر أن
رسول الله ) كانَ يفعمو . قالَ : صدق عبد الله ، ولكن
رسول الله ) ربما صنع الأمر
) /٘ٚ (ٗ

70. """""" صفحة رقم ٛ """"""
ثم أحدث الله لو الأمر الأخر ، فأنظر ما أجمع عميو
المسممون فاصنعو . فمما قام كان لا يطبق .
وذكره الأثرم - تعميقا - بمعناه ، فقال لي رجل من
المياجرين - فذكره .
وأكثر العمماء عمى أن وضع اليدين عمى الركبتين في
الركوع من سنن الصلاة ، ولا تبطل الصلاة بتركو ولا
بالتطبيق .
وروى عاصم بن ضمرة ، عن عمي ، أن ال ا ركع مخير
بين أن يضع يدية عمى ركبتيو أو يطبق .
وذىب طائفة من أىل الحديث إلى المنع من التطبيق ،
وابطال الصلاة بو ؛ لمنيي
عنو كما دل حديث سعد ، منيم : أبو خيثمة زىير بن
حرب وأبو إسحاق
الجوزجاني .
وقال أبو بكر بن أبي شيبة - فيمن طبق ولم يضع يدية

71. عمى ركبتيو - : أحب إلي أن يعيد .
ونقل إسحاق بن منصور ، عن أحمد ، أنو سئل عن
قول سفيان : من صمى بالتطبيق يجزئو ؟ فقالَ أحمد :
أرجو أن يجزئو . فقالَ إسحاق بن ا رىويو كما قالَ : إذا
كانَ بو عمة .
وحمل أبو حفص البرمكي - من أصحابنا - قول أحمد
عمى ما إذا كان بو عمة ، فإن لم يكن بو عمة فلا تجزئو
صلاتو ، إلا أن لا يعمم بالنيي عنو .
وتوقف أحمد في إعادة الصلاة مع التطبيق في رواية
أخرى .
فعمى قول ىؤلاء : يكون وضع اليدين عمى الركبتين في
الركوع من واجبات الصلاة .
) /٘ٛ (ٗ
"""""" صفحة رقم ٜ """"""
وقد روي عن طائفة من السمف ما يدل عمى ذلك ، فإنو

72. روي عن جماعة ، أنيم قالوا : إذا وضع يديو عمى
ركبتيو أج أ زه في الركوع .
وممن روي ذلك عنو : سعد بن أبي وقاص وابن مسعود
وابن سيرين ومجاىد وعطاء ، وقال : ىو أدنى ما
يجريء في الركوع .
) /ٜ٘ (ٗ
"""""" صفحة رقم """"""
ٜ - باب
إذا لم يتم الركوع
ٜٔٚ - حدثنا حفص بن عمر : نا شعبة ، عن سميمان
، قالَ : سمعت زيد بن وىب ، قالَ : أ رى حذيفة رجلاً
لا يتم الركوع والسجود . قالَ : ما صميت ، ولو مت
مت عمى غير الفطرة التي فطر الله محمداً ) عمييا .
سميمان ، ىو : الاعمش .
وقد روي ىذا الحديث من رواية عثمان بن الأسود ، عن

73. زيد بن وىب ، عن حذيفة ، عن النبي ) .
واسناده لا يصح .
والصحيح : أنو من قول حذيفة ، لكنو في حكم المرفوع
؛ بذكره فطرة محمد ) .
والم ا رد بفطرة محمدٍ شرعو ودينو ، ولذلك عاد الضمير
في قولو : ) ) عميو ( ( بمفظ التذكير ، وفي بعض
النسخ : ) ) عمييا ( ( ولا إشكال عمى ذلك .
وخرَّج الطب ا رني من روايو بيأن ، عن قيس ، عن بلال ،
أنو ابصر رجلاً يصمي لا يتم الركوع والسجود ، فقال :
لو مات ىذا لمات عمى غير ممة عيسى ) .
وقد روي مرفوعاً من وجو آخر بمعناه :
خرَّجو الإمام أحمد من رواية ابن لييعة : ثنا الحارث بن
يزيد الحضرمي ،
)ٓ٘ /٘ (

74. """""" صفحة رقم """"""
عن الب ا رء بن عثمان الأنصاري ، أن ىانيء بن معاوية
الصدفي حدثو ، قال : حججت في زمأن عثمان بن
عفأن ، فجمست في مسجد النبي ) ، فإذا رجل يحدثيم ،
قال : كنا مع
رسول الله ) يوماً ، فاقبل رجل إلى ىذا العمود ، فعجل
قبل أن يتم صلاتو ، ثم خرج ، فقال رسول الله ) :
) ) إن ىذا لو مات لمات وليس ىو من الدين عمى
شيء ، أن الرجل ليخفف ويتميا ( ( . فسألت عن
الرجل : من ىو ؟ فقيل : لعمو عثمان بن حنيف
الأنصاري .
وىذا الإسناد فيو ضَّعف .
وروى الوليد بن مسمم : أنا شيبة بن الأحنف ، أنة سمع
أبا سلام الأسود يحدث عن أبي صالح الأشعري أنو
حدثة عن أبي عبد الله الأشعري ، أن رسول الله ) نظر
إلى رجل يصمي ، لايتم ركوعو ولاسجوده ، ينقر صلاتو
كما ينقر الغ ا رب ، فقال ) ) إن مثل الذي يصمي ولايتم

75. ركوعو ولاسجوده كمثل الذي يأكل التمرة والتمرتين لا
يغنيان عنو شيئاً ، فأتموا الركوع والسجود ، وويل
للأعقاب من النار ( ( .
قال أبو صالح : فقمت لأبي عبد الله الأشعري : من
حدثك بيذا عن رسول الله
) ؟ قالَ : خالد بن الوليد ويزيد بن أبي سفيان وعمرو
بن العاص وشرحبيل بن
حسنة ، كل ىولاء سمعوه من النَّبيّ ) خرجة أبو القاسم
البغوي في معجمو ،
)ٔ٘ /٘ (
"""""" صفحة رقم """"""
وخرجو الطب أ رني و ا زد فيوِ : فقالَ رسول الله ) ) ) لو
مات عمى حالتو ىذه مات عمى غير ممة محمد ) ( (
وخرَّج ابن ماجو من ىذا الحديث : ) ) ويلٌ للأعقاب
من النار ( ( فقط وقد دلت ىذه الأحاديث عمى أن إتمام

76. الركوع والسجود في الصَّلاة واجب ، وأن تركة محرم ،
ولولا ذَلِكَ لم يكن تاركو خارجاً من الدين ، بل ىوَ يدل
عمى أن تاركو تارك لمصلاة ، فأنو لا يخرج من الدين
بدون ترك الصَّلاة ، كما في الحديث عن النَّبيّ ) قالَ
) ) بين العبد وبين الكفر ترك الصَّلاة ( ( وفي رواية
) ) فمن تركيا فقد كفر ( ( وأما المثل المضروب في
ىذا الحديث لمن لا يتم ركوعو ولا سجوده ففي غاية
الحسن ، فإن الصلاة ىي قوت قموب المؤمنين وغذاؤىا
، بما اشتممت عميو من ذكر الله ومناجاتو وقربو فمن أتم
صلاتو فقد استوفى غذاء قمبو وروحو ، فما دام عمى
ذلك كممت قوتو ، ودامت صحتو وعافيتو ، ومن لم يتم
صلاتو فمم يستوف قمبو وروحو قوتيا وغذاءىا ، فجاع
قمبو وضعف ، وربما مرض أو مات ؛ لفقد غذائو ، كما
يمرض الجسد ويسقم إذا لم يكمل تناول غذائو وقوتو
الملائم لو .
)ٕ٘ /٘ (

77. """""" صفحة رقم """"""
- باب
استواء الظير في الركوع
وقال أبو حميد - في أصحابو - ركع النبي ) ثم ىصر
ظيره .
وحد إتمام الركوع والاعتدال فيو ، والاطمأنينة
. حديث أبي حميد واصحابو قد خرجو . البخاري بتمامو
، ويأتي فيما بعد - إن شاء الله - ولفظ حديثو :
) ) واذا ركع أمكن يديو من ركبتيو ، ثم ىصر
ظيره ( ( .
ومعنى : ) ) ىصر ظيره ( ( : ثناه وأمالو . ويقال :
اليصر عطف الشيء الرطب كالغصن إذا ثناه ولم
يكسره ، فشبو إمالة الظير وانحناءه في الركوع بذلك
ويظير من تبويب البخاري تفسير اليصر بالاستواء
والاعتدال ، وكذا قال الخطابي قال : ىصر ظيره : أي
ثناه ثنياً شديداً في استواءٍ من رقبتو ومتن ظيره لايقوسو

78. ، ولا يتحادب فيو والطمأنينة : مصدر . والاطمأنينة :
المرة الواحدة منو .
وقيل : أن الاطمأنينة غمطٌ قال - رحمو الله - :
ٜٕٚ - نا بدل بن المحبر : نا شعبة : أخبرني الحكم ،
عن ابن أبي ليمى ، عن
)ٖ٘ /٘ (
"""""" صفحة رقم """"""
الب ا رء ، قال : كان ركوع النبي ) وسجوده وبين
السجدتين واذا رفع أ رسو من الركوع - ماخلا القيام
والقعود - قريباً من السواء .
معنى ىذا : أن صلاة النبي ) كانت متقاربةً في مقدارىا
، فكان ركوعو ورفعو من ركوعو وسجوده ورفعو من
سجوده قريباً من الاستواء في مقداره ، وأنما كان يطيل
القيام لمق ا رءة والقعود لمتشيد .
ومقصوده بيذا الحديث في ىذا الباب : أن النبي ) كان

79. يمكث في ركوعو زمناً ، فيحصل بذلك طمأنينتو فيو
واعتدالو .
وقد تقدم في تفسير ) ) ىصر ظيره ( ( أنو استواؤه .
وقد روي ىذا المعنى صريحاً من حديث الب ا رء ، من
رواية سنان بن ىارون ، عن عبد الرحمن بن أبي ليمى ،
عن الب ا رء ، قال : كان النبي ) إذا ركع فمو أن إنسانا
وضع عمى ظيره قدحا من الماء ما اى ا رق .
وسنان ، ضعيف .
وذكر عبد الله بن الإمام أحمد ، أنو وجده في كتاب أبيو
، قال : اخبرت عن سنان بن ىارون : ثنا بيان ، عن
عبد الرحمن بن أبي ليمى ، عن عمي بن أبي طالب -
فذكره .
وخَّرجو أبو داود في ) ) م ا رسيمو ( ( من طريق شعبة ،
عن أبي فروة ، عن ابن أبي ليمى - مرسلاً - .
وىو أصح .
وقد خّرج ابن ماجو معناه من حديث وابصة بن معبد .
)ٗ٘ /٘ (

80. """""" صفحة رقم """"""
واسناده ضعيف جداً .
وخرَّج الطب ا رني معناه - أيضاً - من حديث أنسٍ .
وخَّرجو الب ا زر من رواية وائل بن حجرٍ .
واسناده ضعيفٌ - أيضاً .
)٘٘ /٘ (
"""""" صفحة رقم ٙ """"""
- باب
أمر النبي ) الذي لا يتم ركوعو بالإعادة
ٜٖٚ - حدثنا مسدد : نا يحيى بن سعيد ، عن عبيد
الله : حدثني سعيد المقبري ، عن أبيو ، عن أبي ىريرة
، أن النبي ) دخل المسجد ، فدخل رجل فصمى ، ثم
جاء فسمم عمى النبي ) ، فرد عميو النبي ) ، فقال :
) ) ارجع فصل فإنك لم تصل ( ( ، فصمى ثم جاء ،

81. فسمم عمى النبي ) ، فقال : ) ) ارجع فصل فأنك لم
تصل ( ( - ثلاثاً - ، فقال : والذي يعثك بالحق ما
أحسن غيره ، فعممني . قال : ) ) إذا قمت إلى الصلاة
فكبر ، ثم أق أ ر ما تيسر معك من القرآن ، ثم اركع حتى
تطمئن ا ركعاً ، ثم ارفع حتى تعتدل قائماً ، ثم اسجد
حتى تطمئن ساجداً ، ثم ارفع حتى تطئمن جالساً ، ثم
اسجد حتى تطمئن ساجداً ، ثم افعل ذلك في صلاتك
كميا ( ( .
استدل بعضيم بيذا الحديث عمى أن من دخل المسجد
وفيو قوم جموس ، فإنو يبدأ فيصمي تحية المسجد ، ثم
يسمم عمى من فيو ، فيبدأ بتحية المسجد قبل تحية
الناس .
وفي ىذا نظر ، وىذه واقعة عين ، فيحتمل أنو لما دخل
المسجد صمى في مؤخره قريباً من الباب ، وكان النبي
) في صدر المسجد ، فمم يكن قد مر عمييم قبل صلاتو
، أو أنو لما دخل المسجد مشى إلى قريبٍ من قبمة
المسجد ، بالبعد من الجالسين في المسجد ، فصمى فيو

82. ، ثم أنصرف إلى الناس .
يدل عمى ذلك : أنو روي في ىذا الحديث : أن رجلاً
دخل المسجد ،
) /٘ٙ (٘
"""""" صفحة رقم ٚ """"""
فصمى ، ورسول الله ) في ناحية المسجد ، فجاء فسمم -
وذكر الحديث - .
خرَّجو ابن ماجو .
فأما من دخل المسجد فمر عمى قوم فيو ، فإنو يسمم
عمييم ثم يصمى .
وفيو : دليل عمى أن من قام عن قوم لحاجتو ، ثم عاد
إلييم ، فأنو يسمم عمييم وان لم يكن قد غاب عنيم .
وفيو : دليل عمى أن من أساء في الصلاة فإنو يؤمر
بإحسان صلاتو مجملاً ، حتى يتبين أنو جاىلٌ ، فيعمم
ما جيمو .

83. وفيو : دليل عمى أن من أساء في صلاة تطوعٍ فأنو
يؤمرُ باعادتيا .
وىذا مما يتعمق بو من يقول بمزوم النوافل بالشروع ،
ووجوب إعادتيا إذا
أفسدىا .
ومن خالف في ذلك حمل الامر بالاعادة عمى
الاستحباب ، وأن الأمر بالإعادة كان تغميظاً عمى ىذا
المسيء في صلاتو ؛ لأن ذلك أزجرُ لو عن الإساءة ،
وأقرب إلى عدم عوده إلييا .
وقد ذكرنا - فيما تقدم - الاستدلال بيذا الحديث عمى
وجوب التكبير والق ا رءة .
والمقصود منو في ىذا الباب : وجوب إتمام الركوع
والطمأنينة فيو ؛ فإن النبي ) أمره أن يركع حتى يطمئن
ا ركعاً .
وقد أشار البخاري إلى أنو أنما أمر بالإعادة ؛ لأنو لم
يتم الركوع ، وليس في سياق ىذا الحديث مايدل عمى
ذلك .

84. ولكن ؛ روي في حديث رفاعة بن ا رفع : أن الداخل إلى
المسجد صمى
) /٘ٚ (٘
"""""" صفحة رقم ٛ """"""
وأخفُ صلاتو .
خرَّجو الترمذي وغيره .
وخَّرجو النسائي ، وعنده : فجعل رسول الله ) يرمق
صلاتو ، ولا يدري ما يعيب منيا .
وقد قيل : أن المذكور في حديث رفاعة غير المذكور
في أبي ىريرة ؛ لأن في حديث رفاعة تعميم النبي
) بعض مستحبات الصلاة ؛ كالاستفتاح وغيره ، بخلاف
حديث أبي ىريرة ؛ فإنو ليس فيو غير تعميم ف ا رئض
الصلاة .
وأكثر أىل العمم عمى أن إتمام الركوع بالطمأنينة فرض
، لا تصح الصلاة بدون ذلك .

85. قال الترمذي : العمل عمى ىذا عند أىل العمم من
أصحاب النبي ) ومن
بعدىم ؛ يرون أن يقيم الرجل صمبو في الركوع
والسجود .
وقال الشافعي وأحمد واسحاق : من لا يقيم صمبو في
الركوع والسجود فصلاتو فاسدة ؛ لحديث النبي ) :
) ) لا تجزئ صلاة لا يقيم الرجل فييا صمبو في الركوع
والسجود ( ( .
وىذا الحديث الذي أشار إليو ، خرَّجو أبو داود والترمذي
والنسائي وابن ماجو وابن حبان في ) ) صحيحو ( ( من
حديث أبي مسعود الأنصاري ، عن النبي ) .
وقال الترمذي : حسن صحيح .
) /٘ٛ (٘
"""""" صفحة رقم ٜ """"""
ولفظ أبي داود : ) ) لا تجزئ صلاة الرجل حتى يقيم

86. ظيره في الركوع
والسجود ( ( .
واقامة الظير في الركوع والسجود : ىو سكونو من
حركتو .
وقدر الطمأنينة المفروضو : أدنى سكونٍ بين حركتي
الخفض والرفع عند أصحاب الشافعي ، وأحد الوجيين
لأصحابنا .
والثاني لأصحابنا : أنيا مقدرة بقدر تسبيحة واحدة .
وذىب أبو حنيفة إلى أن الطمانينة ليست فرضاً في
ركوع ولا غيره ، لظاىر قولو : ) ارْكَعُوا وَاسْجُدُوا
) ] الحج : ٚٚ [ .
ولمجميور : أن الأمر بالركوع والسجود مطمقٌ ، وقد
فسره النبي ) وبيَنو بفعمو وأمره ، فرجع إلى بيانو في ذلك
كما رجع إلى بيانو في عدد السجود وعدد الركعات ،
ونحو ذلك .
) /ٜ٘ (٘

87. """""" صفحة رقم ٙٓ """"""
- باب
الدعاء في الركوع
ٜٗٚ - حدثنا حفص بن عمر : ثنا شعبة ، عن
المنصور ، عن أبي الضحى ، عن مسروق ، عن
عائشة ، قالت : كان النبي ) يقول في ركوعو وسجوده :
) ) سبحانك الميم ربنا وبحمدك ، الميم أغفر لي ( ( .
في ىذا حديث : دليل عمى الجمع بين التسبيح والتحميد
والإستغفار في الركوع والسجود .
وخرَّج الإمام أحمد من رواية أبي عبيدة بن عبد الله بن
مسعود ، عن أبيو ، قال : لمَّا نزلت عمى رسول الله
) ) إِذَا جَاءَ نَصْرُ المَّوِ وَالْفَتْحُ ) ] النصر : [ كان
يكثر إذا ق أ رىا وركع أن يقول : ) ) سبحانك الميم ربنا
وبحمدك ، الميم أغفر لي ، إنك أنت التواب الرحيم ( (
- ثلاثا - .
وأبو عبيدة ، لم يسمع من أبيو ، لكن رواياتو عنو

88. صحيحة .
وخرَّج الإمام أحمد وأبو داود وابن ماجو والترمذي من
حديث عون بن عبد الله ، عن ابن مسعود ، عن النبي
) ، قال : ) ) إذا ركع أحدكم فميقل ثلاث م ا رت :
سبحان ربي العظيم ، وذلك ادناه ، واذا سجد فميقل :
سبحان ربي الأعمى ثلاثاً ، وذلك
أدناه ( ( .
وىو مرسل ، يعني : أن عون بن عبد الله لم يسمع من
ابن مسعود - : قالو الإمام أحمد وأبو داود والترمذي
وغيرىم .
وقد روي بيذا الإسناد موقوفاً .
) /٘ ٙٓ(
"""""" صفحة رقم ٙٔ """"""
وقد روي من وجوه أخر عن ابن مسعودٍ مرفوعاً - أيضاً
- ، ولا تخمو من مقالٍ .

89. وفي ) ) صحيح مسمم ( ( من حديث حذيفة ، قال :
صميت مع النبي ) ذات
ليمة ، فافتتح البقرة - وذكر الحديث ، إلى أن قال : ثم
ركع فجعل يقول : ) ) سبحان ربي العظيم ( ( ، وكان
ركوعو نحواً من قيامو ، ثم قال : ) ) سمع الله لمن
حمده ( ( ، ثم قام قياماً طويلاً قريباً مما ركع ، ثم سجد
فقال : ) ) سبحان ربي الأعمى ( ( ، فكان سجوده ق ريبا
من قيامو .
وخرَّج الإمام أحمد وأبو داود وابن ماجو وابن حبان في
) ) صحيحو ( ( والحاكم من حديث موسى بن أيوب
الغافقي : حدثني عمي إياس بن عامر ، قال : سمعت
عقبة بن عامر الجيني ، قال : لما نزلت ) فَسَبّْحْ بِاسْمِ
رَبّْكَ الْعَظِيمِ ) . قال رسول الله ) :
) ) اجعموىا في ركوعكم ( ( ، فمما نزلت ) سَبّْحِ اسْمَ
رَبّْكَ الأَعْمَى ) ] الأعمى : [ قال رسول الله ) :
) ) اجعموىا في سجودكم ( ( .
موسى ، وثقة ابن معين وأبو داود وغيرىما ، لكن

90. ضَّعف ابن معين رواياتو عن عمو المرفوعة خاصة .
وفي ) ) صحيح مسمم ( ( عن عائشة ، أن النبي ) كان
يقول في ركوعو وسجوده : ) ) سبوح قدوس ، رب
الملائكة والروح ( ( .
وفيو - أيضاً - : عن عمي ، أنو وصف صلاة النبي
) ، وقال : واذا ركع قال : ) ) الميم لك ركعت ، وبك
أمنت ، ولك أسممت ، خشع لك سمعي
) /٘ ٙٔ(
"""""" صفحة رقم ٕٙ """"""
وبصري ومخي وعظمي وعصبي ( ( - وذكر بقية
الحديث - .
وخَّرجو الترمذي بمعناه ، وعنده : أن ذلك كان يقولو في
المكتوبة .
وفي إسناد الترمذي لين .
ولكن خَّرج البييقي ىذه المفظة بإسنادٍ جيدٍ .

91. وخرَّج النسائي نحو حديث عمي من حديث جابرٍ ومحمد
بن مسممة ، عن النبي ) .
وفي حديث محمد بن مسممة : أن النبي ) كان يقول
ذلك في صلاة التطوع .
وخرَّج - أيضاً - ىو وأبو داود من حديث عوف بن
مالك ، قال : قمت مع النبي ) ليمة ، فمما ركع مكث
قدر سورة البقرة ، يقول في ركوعو : ) ) سبحان ذي
الجبروت والممكوت والكبرياء والعظمة ( ( .
وفي الباب أحاديث أخر متعددة يطول ذكرىا .
والكلام ىاىنا في حكم التسبيح في الركوع ، وفي الدعاء
فيو .
فاما التسبيح في الركوع :
فمشروع عند جميور العمماء .
قال جابر : كنا نسبح ركوعاً وسجوداً ، وندعو قياماً
وقعوداً .
خرَّجو البييقي .
) /٘ ٕٙ(

92. """""" صفحة رقم ٖٙ """"""
وقال أصحاب مالك : لا باس بو - : ىكذا في
) ) تيذيب المدونة ( ( ، قال : ولا حد لو .
وأما الجميور ، فأدنى الكمال عندىم ثلاث تسبيحات ،
وتجزئ واحدة .
وروي عن الحسن واب ا رىيم أن المجزئ ثلاث .
وقد يتأول عمى أنيما أ ا ردا المجزئ من الكمال ، كما
تأول الشافعي وغيره حديث ابن مسعود المرف وع الذي
فيو : ) ) وذلك أدناه ( ( عمى أدنى الكمال .
وروي عن عمر ، أنو كان يقول في ركوعو وسجوده قدر
خمس تسبيحات .
وعن الحسن ، قال : التام من ذلك قدر سبع تسبيحات .
وعنو ، قال : سبع أفضل من ثلاث ، وخمس وسط بين
ذلك .
وكذا قال إسحاق : يسبح من ثلاث إلى سبع .
وقالت طائفة ، يستحب للإمام أن يسبح خمساً ليدرك من

93. خمفو ثلاثاً ، ىكذا قال ابن المبارك وسفيان الثوري
واسحاق وبعض أصحابنا .
ومنيم من قال : يسبح من خمس إلى عشر .
وقال بعض أصحابنا : يكره للإمام أن ينقص عن أدنى
الكمال في الركوع والسجود ، ولا يكره لممنفرد ؛ ليتمكن
المأموم من سنة المتابعة .
ولأصحابنا وجو : أنو لا يزيد عمى ثلاث .
وذكر القاضي أبو يعمى في ) ) الأحكام السمطانية ( ( :
أن الإمام المولى إقامة الحج بالناس ليس لو أن ينفر في
النفر الأول ، بل عميو أن يمبث بمنى ، وينفر في اليوم
الثالث ؛ ليستكمل الناس مناسكيم .
) /٘ ٖٙ(
"""""" صفحة رقم ٙٗ """"""
وقال أصحاب الشافعي : لا يزيد الإمام عمى ثلاث
تسبيحات - ومنيم من قال : خمس - ، إلا أن يرضى