SlideShare a Scribd company logo
1 of 47
Download to read offline
‫تأمالت سنٌة فً إثبات ٌوم القٌامة‬
      ‫‪ ‬سَعَمَ الَّذِيهَ كَفَزُوا أَنْ لَهْ يُبْعَثُوا قُلْ بَلَى وَرَبِّي لَتُبْعَثُهَّ ثُمَّ لَتُنَبَّؤُنَّ بِمَا عَمِلْتُمْ وَذَلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِريٌ ‪‬‬
‫القرآن الكريم (التغابن: 7)‬

                                                                                                                                                            ‫1‬
       ‫محرم 3341هـ‬
     ‫كانون األول 1102م‬
‫محتوٌات‬
‫استدل ّ كثٌر من الفالسفة والمتكلمٌن بالبراهٌن العقلٌة على حتمٌة المعاد ووجوبه ،‬
‫كما جاء فً القران الكرٌم أٌضا الكثٌر من األدلّة العقلٌة والبراهٌن الوجدانٌة على‬
‫ثبوت حقٌقة المعاد والحٌاة اآلخرة ، للردّ على منكري المعاد ، وإثبات كونه قطعً‬
               ‫الوجوب وحتمً الحدوث، وفً ما ٌلً نذكر بعض تصانٌف تلك األدلة:‬


                                                         ‫‪ ‬األدلة المنطقٌة.‬
                                           ‫‪ ‬البراهٌن الفطرٌة الوجدانٌة.‬
                           ‫كٌف؟‬                         ‫‪ ‬األدلة التارٌخٌة.‬
‫أوال: األدلة المنطقٌة‬
                            ‫ٌوم‬
                       ‫الحساب!؟‬




                 ‫ومن أبرزها ما ٌلً:‬
             ‫1- دلٌل اإلمكان والمماثلة.‬
  ‫2- دلٌل سعة قدرة هللا سبحانه وتعالى.‬
‫3- دلٌل حكمة هللا تقتضً البعث والجزاء.‬
‫الدلٌل األول: اإلمكان والمماثلة‬
                                       ‫تصلٌح السٌارات‬




      ‫” العجب كل العجب لمن أنكر النشأة اآلخرة وهو ٌرى النشأة األولى “‬
                                                           ‫ّ‬
‫(اإلمام علً بن الحسٌن السجاد علٌه السبلم: حق الٌقٌن ج 2 ص 45)‬

                                                                ‫سؤال:‬

‫هل وقوع اآلخرة أمر ممكن الحدوث أو أمر مستحٌل؟‬
‫إمكانٌة وقوع اآلخرة‬
‫”العالم المماثل لهذا العالم ممكن الوجود ، ألن هذا العالم ممكن الوجود ، وحكم‬
      ‫المثلٌن واحد ، فلمّا كان هذا العالم ممكنا ا وجب الحكم على اآلخر باإلمكان“‬
‫(العبلّمة بن المطهر الحلً (676هـ): كشف المراد، ص.424).‬



             ‫1- وجود أحد المتماثلٌن ٌدل على إمكان وجود المماثل اآلخر:‬
‫وجود اإلنسان فً هذه الدنٌا هو دلٌل على إمكان وجوده مرة أخرى. أن‬
‫وقوع اآلخرة أمر ممكن عقبل بسبب وقوع شبٌهتها والتً هً الدنٌا أي أن‬
‫وجود أحد المتماثلٌن دلٌبلا على إمكان وجود المساوي اآلخر. بل أن سؤال‬
‫عن إمكانٌة حدوث المماثل ٌستوجب االستغراب والتعجب، فلو سألنا إنسانا:‬
‫هل ٌستطٌع بانً دار ما أن ٌبـنً مثلها ؟، الستغرب من هذا السؤال، الن‬
                          ‫وجود الدار تثبت إمكانٌة وجود مماثلها أو شبٌهتها.‬
‫إمكانٌة وقوع اآلخرة‬




                                  ‫2- العقل ال ٌرفض إمكانٌة الوقوع:‬
‫العقل ال ٌنفً إال ما كان من قبٌل المستحٌل كاجتماع الضدٌن (وقوع‬
‫الحركة والسكون للجسم ما فً وقت واحد) ، أو التقاء النقٌضٌن (استحالة‬
‫قول أن هذا الشخص إنسان وال إنسان فً نفس الوقت: فهو أما ٌكون إنسان‬
                 ‫أو ال إنسان ) ، والبعث والجزاء لٌسا من ذلك فً شًء.‬
‫إمكانٌة وقوع اآلخرة‬
                                          ‫3- التأمل فً الطبٌعة تدل على اإلمكانٌة:‬
                      ‫إحٌاء األرض بعد موتها هو دلٌل على إمكان البعث. قال‬
                      ‫تعالى : ‪‬وترى األرض هامدة فإذا أنزلنا علٌها الماء اهتزت‬
‫عملٌة إحٌاء األرض‬     ‫وربت وأنبتت من كل زوج بهٌج * ذلك بأن هللا هو الحق‬
‫خالل الفصول األربعة‬
                      ‫وأنه ٌحًٌ الموتى وأنه على كل شًء قدٌر * وأن الساعة‬
                      ‫القبور ‪ ( ‬الحج: 5-7 ).‬   ‫آتٌة ال رٌب فٌها وأن هللا ٌبعث من فً‬
                      ‫فلو كان مستحٌبل إعادة الحٌاة إلى اإلنسان مرة أخرى لما‬
                      ‫عادت الحٌاة إلى النباتات المختلفة بعد موتها ألن المشابهة‬
                      ‫واضحة فً القدرة اإللهٌة فً إعادة الحٌاتٌن سٌرتهما األولى‬
                      ‫وما النشأة الثانٌة بأعجب من األولى .فأحٌاء األرض بعد‬
                                                    ‫موتها دلٌل أن اإلحٌاء أمر ممكن.‬
‫إمكانٌة وقوع اآلخرة‬
            ‫4- النوم واالستٌقاظ دلٌل على إمكانٌة البعث:‬
‫عن النبً صلً هللا علٌه واله وسلم قال: (كما َتنامُون‬
‫ََ َ َ‬
‫( أخرجه‬    ‫ُ َ َ ََ ُ َ ُ َ َََ َ ُ َُ َ‬        ‫َََ َ‬
          ‫فكذلِك َتمُوتون وكما توقظون فكذلِك ت ْبعثون)‬
                                              ‫الدارقطنً).‬

    ‫إن النائم ٌشبه المٌت فً أمور كثٌرة، أهمها ما ٌلً:‬
‫‪ ‬فقدان الوعً عن العالم المحٌط : وٌضمن فقدان كثٌر‬
‫من األمور أهمها: فقدان اإلرادة واإلحساس، واإلدراك‬
‫والتعقل، والشعور واالنفعال، واإلحساس بالزمن، والغبٌة‬
‫عن لما ٌدور حوله. فإذا استٌقظ عاد إلٌه اإلحساس‬
                      ‫والشعور، وهكذا المٌت عند البعث.‬
‫إمكانٌة وقوع اآلخرة‬
‫اختبلف فً المشاعر واألحاسٌس‬         ‫‪ ‬العٌش فً عالم أخر مختلف:‬
‫واالنفعاالت، واألحداث والوقابع حٌث ٌعٌش النابم فً أجواء عالم األحبلم‬
                             ‫وبٌنما ٌعٌش المٌت فً بداٌات عالم اآلخرة.‬
‫‪ ‬استحالة االتصال بالعالم المحٌط: فبل ٌمكن للنابم االتصال بعالم الدنٌا‬
‫إال بإستٌقاظه وكذلك المٌت بإعادة إحٌابه، بالرغم أن المٌت ٌمكنه االتصال‬
              ‫بأقاربه من خبلل النوم وإخبارهم عن حاله أو عن احتٌاجاته.‬
‫‪ ‬جهل األشخاص المحٌطٌن بحال النائم والمٌت: فبل ٌدرون ماذا ٌحدث‬
                                                         ‫له وبما ٌحس.‬
‫‪ ‬مفارقة الروح للجسد: فتعود الروح لحظة ٌقظة النابم وال ٌعاد إرسالها‬
                                                  ‫للمٌت إال ساعة بعثه.‬
‫سبحانه وتعالى.‬    ‫الدلٌل الثانً: سعة قدرة هللا‬




‫النجف ،العراق (9002): العثور‬
  ‫على مقبرة جماعٌة تضم رفات‬
            ‫المبات من األكراد.‬



                       ‫سؤال: هل هللا قادر على بعث الموتى أم ال؟‬
‫سبحانه وتعالى.‬      ‫الدلٌل الثانً: سعة قدرة هللا‬
                                       ‫1- قدرة الخالق العظٌم غٌر متناهٌة:‬
‫ٌتخذ منكر البعث والنشور قدرة اإلنسان المحدودة مقٌاسا ا للجواز واالمتناع‬
                             ‫ّ‬         ‫ّ‬
‫،فلو كان المنكرون ٌقدرون هللا تعالى حق قدره وٌعرفون شأنه لما أنكروا‬
‫إعادة المعاد ، قال سبحانه : ‪ ‬وما قدرُوا هللا حق قدره واألَرْ ضُ جمٌعا ا‬
     ‫َ ِ‬         ‫َّ َ َْ ِ ِ َ‬         ‫َ ََ‬
   ‫َ ُ ْ ِ ُ َ‬                                ‫ُ َ‬       ‫َ ُُ َ ِ َ َ‬
  ‫قبْضته ٌَ ْوم القٌامة والسماوات مطوٌّات ب ٌَمٌنه سبْحانه و َتعالى عمّا ٌشركون‬
                       ‫ِِ ُ َُ َ‬
‫* ونفِخ فًِ الصُّور فصعق منْ فًِ السماوات ومنْ فًِ األَرْ ض إِالّ منْ شاء‬
‫َ‬     ‫َ‬         ‫ِ‬            ‫ِ َ َ‬             ‫ِ َ َ ِ َ َ‬         ‫َ ُ َ‬
              ‫هللاُ ثم نفِخ فٌه أُخرى فإِذا هم قٌِام ٌنظرون ‪( ‬الزمر:76ـ 86).‬
                                   ‫ُ َ‬          ‫َ ُْ‬       ‫ّ ُ ُ َ ِ ْ‬
‫سبحانه وتعالى.‬            ‫الدلٌل الثانً: سعة قدرة هللا‬




      ‫مدٌنة توٌوتا، الٌابان (8002):‬
         ‫عملٌة تجمٌع أجزاء السٌارة.‬

‫2- إن القادر على اإلٌجاد من العدم ابتداء ، فهو على إعادة الموجود‬
‫أقدر: فالصانع ٌسهل علٌه دابما إعادة الصنع بما اكتسبه من خبرة وتجربة‬

‫وممارسة ... وهلل المثل األعلى!. قال تعالى ‪ ‬أَولَم ٌَر ْوا كٌْف ٌ ْبدئُ هللاُ‬
        ‫َ ْ َ َ َ ُ ِ‬
                                               ‫ِ ِ‬     ‫َ َ َ‬        ‫ْ َ َ ُ ُِ ُ‬
                       ‫الخ ْلق ثم ٌعٌدهُ إِن ذلِك علَى هللا ٌَسٌر ‪( ‬العنكبوت: 91).‬
‫سبحانه وتعالى.‬      ‫الدلٌل الثانً: سعة قدرة هللا‬




                             ‫مجرة درب التبانة‬
‫3- القادرعلى الخلق العظٌم فهو على ما دونه أقدر: فمن ٌقدر على خلق‬
‫السماوات واألرض على عظمتها وعلى سعتها وعلى بدٌع صنعها فهو على‬
‫ما دونه أقدر من البعث والنشور (اعادة خلق اإلنسان) قال تعالى: ‪‬لَخ ْلق‬
‫َ ُ‬
‫السماوات واألَرْ ض أَك َبر منْ خ ْلق الناس ولَكن أَك َثر الناس الَ ٌَعْ لَمُون ‪‬‬
  ‫َ‬               ‫ِ‬     ‫ْ َ‬      ‫ِ َ ِ‬      ‫ِ ْ ُ ِ َ ِ‬               ‫َ َ ِ َ‬
                                                                   ‫[غافر: 75]‬
‫سبحانه وتعالى.‬          ‫الدلٌل الثانً: سعة قدرة هللا‬
 ‫4- الوقوع الفعلً إلحٌاء بعض األموات فً التارٌخ هو دلٌل على قدرة‬
                  ‫هللا على اإلحٌاء والبعث كما اخبر القران الكرٌم عن ذلك:‬
‫1- قوم موسى: قال تعالى ‪ ‬وإ ِْذ قُ ْلتم ٌَا مُوسى لَنْ نؤمن لَك حتى َنرى هللا‬
‫َ‬     ‫َ‬     ‫ُْ ِ َ َ َ‬       ‫َ‬        ‫ُْ‬           ‫َ‬
   ‫جهْرة فأَخذ ْتكم الصاعقة وأَ ْنتم َت ْنظرون . ثم َبع ْث َناكم منْ َبعْ د م ْوتكم لَعلكم‬
   ‫ِ َ ُِْ َ ُْ‬            ‫َُِ َ ُْ ُ ُ َ ُ َ ُْ ِ‬                        ‫َ َا َ ََ ُُ‬
                                                                       ‫ْ ُ َ‬
                                                    ‫َتشكرُون ‪( ‬البقرة: 55-65).‬
  ‫2- إحٌاء طفل مقتول لكشف لبنً إسرابٌل عن قاتله، فجاء األمر اإللهً‬
      ‫بأن ٌُضرب المقتول بعضو من أعضاء تلك البقرة التً أمرهم هللا إن‬
 ‫ٌذبحوها، فلما ضُرب به أحٌاه هللا وأخبر بقاتله ثم عاد مٌتا كما كان. قال‬
   ‫تعالى: ‪‬وإ ِْذ قت ْلتم َنفساا فادار ْأتم فٌِها وهللاُ مُخرج ما كنتم َتكتمُون * فقُ ْل َنا‬
            ‫ُ ُْ ُْ َ َ‬             ‫ْ ِ‬       ‫َ ََ ُْ ْ َ َ ُْ َ َ‬
              ‫َ‬     ‫َ ِ ُْ ِِ َ ُْ‬              ‫َْ‬
    ‫اضْ ربُوهُ ب َبعْ ضها كذلِك ٌُحْ ًٌ هللاُ الم ْو َتى وٌُرٌكم آ ٌَاته لَعلكم َتعْ قِلُون ‪‬‬
                                                           ‫ِ ِ َ ََ َ ِ‬                 ‫ِ‬
                                                                     ‫(البقرة: 27-37).‬
‫سبحانه وتعالى.‬        ‫الدلٌل الثانً: سعة قدرة هللا‬
‫3- قوم من بنً إسرابٌل الذٌن فروا من وباء الطاعون والموت واستقروا‬
 ‫فً بلد آمن فأماتهم هللا فً ذلك البلد فمر بهم نبً ،ٌقال أنه النبً حزقٌل بن‬
‫بوذي، فدعا هللا فأحٌاهم " قال تعالى: ‪‬أَلَم َتر إِلَى الذٌن خرجُوا منْ د ٌَارهم‬
‫ِ ِ ِ ِْ‬         ‫ِ َ َ َ‬             ‫ْ َ‬
  ‫وهم أُلُوف حذر الم ْوت فقال لَهم هللاُ مُوتوا ثم أَحْ ٌَاهم إِن هللا لَذو فضْ ل علَى‬
     ‫َ‬       ‫َ ُ َ‬         ‫ُْ‬          ‫ُ ُ‬            ‫َ َ َ َْ ِ ََ َ ُُ‬           ‫َ ُْ‬
                       ‫الناس ولَكن أَك َثر الناس ال ٌَشكرون ‪( ‬البقرة : 342).‬
                                         ‫ِ َ ْ ُ ُ َ‬      ‫ِ َ ِ ْ َ‬
                                                    ‫4- قصة نبً عزٌر بن شرٌه.‬
                                                        ‫5- قصة أصحاب الكهف.‬
‫5- رجوع األموات من الصالحٌن والطالحٌن إلى الدنٌا قبٌل ٌوم القٌامة فً‬
                                     ‫صورهم التً كانوا علٌها (مسألة الرجعة).‬
‫الدلٌل الثالث: حكمة هللا تقتضً البعث والجزاء‬
                                     ‫‪ ‬نظرٌة عبثٌة الخلق ورد علٌها:‬
                                                       ‫ّ‬
                             ‫ّ‬
  ‫ٌعتقد المادٌون بنظرٌة بعبثٌّة الخلق بأنه ال هدف من ورابه! لذلك نجد‬
‫بعضهم من ٌلجا إلى االنتحار أو ٌصل لمرحلة الجنون. ولكن إذا تدبروا‬
                             ‫ُ‬
 ‫فً نظام الكون، لوجدوا بان كل شًء خلق بمقدار ولغاٌة حكٌمة، فخلق‬
  ‫َ َ ِ ُْ َ َ ْ ُْ َ ا‬
 ‫اإلنسان لهدف حكٌم ولٌس لعبث قال تعالى ‪ ‬أَفحس ْبتم أَنما خلَق َناكم ع َبثا‬
                           ‫وأَنكم إِلَ ٌْ َنا ال ترْ جعُون ‪ (‬المؤمنون :511).‬
                                              ‫َ ُ َ َ‬                  ‫َ ُْ‬
                                                      ‫‪ ‬العلة من الخلق:‬
‫كثٌر منا من ٌتساءل فطرٌا عن العلة من الخلق، فتطرح فطرته كثٌر من‬
  ‫األسبلة أمثال: لماذا خلقنا هللا؟ لماذا جبنا؟ لماذا نعٌش؟ ولماذا نموت؟‬
‫العلة من الخلق‬
‫تعددت العلل من الخلق لدى الفالسفة والمتكلمٌن اإللهٌٌن ولكن ٌمكن تبسٌطها‬
               ‫بثالثة علل رئٌسٌة ذات صلة مع بعضها البعض وهً كالتالً:‬
                                                            ‫1- العبادة.‬
                                           ‫2- الفوز بالجنة والرضوان.‬
                         ‫3- التكامل األخبلقً والروحً (العلة النهابٌة).‬
‫1. العبادة‬
‫‪‬علة الخلق: خلقنا هللا للعبادة قال تعالى: ‪‬وما خلقت الجن واإلنس إال‬
‫لٌعبدون ‪( ‬الذارٌات :65) فالعبادة هً حق هللا تبارك وتعالى على عباده‬
‫فعن أمٌر المؤمنٌن علً علٌه السبلم قال: ما عبدتك خوفا ا من نارك وال‬
‫طمعا ا فً جنتك ولكن وجدتك أهبلا للعبادة فعبدتك). كما إن العبادة نفع‬
‫للمعبود ال الخالق ألن هللا جل وعبل غنً عن كل خلقه ال تنفعه الطاعة وال‬
                                                      ‫تضره المعصٌة.‬
‫‪ ‬حاجة اإلنسان إلٌها: العبادة غذاء للروح وحٌاة للقلب، فاإلنسان مخلوق:‬
‫جسد وروح .فالبدن ٌحتاج من غذاء وغٌره وكذالك الروح تحتاج روحانٌة‬
‫فالعبادة هً الطرٌق للمعرفة هللا سبحانه وتعالى والوصول إلى الكمال‬
                                          ‫الروحً والى السعادة الدابمة.‬
‫2. الفوز بالجنة والرضوان‬




                                                ‫سؤال:‬
‫لماذا ٌمتحننا هللا فهو سبحانه وتعالى ٌعلم عاقبة أمرنا؟‬
‫2. الفوز بالجنة والرضوان‬
                                                                           ‫‪ ‬إقامة الحجة:‬
     ‫إن الدنٌا دار عمل وامتحان لئلنسان، وإن دار اآلخرة دار جزاء وحساب. قال‬
        ‫تعالى ‪ ‬الذِي خلَق الم ْوت والح ٌَاة لِ ٌَ ْبل َُوكم أ ٌَُّكم أَحْ سنُ عمبل ‪ ( ‬الملك: 2).‬
                        ‫َ َ َا‬       ‫ُْ ُْ‬                    ‫َ َ َْ َ َ ْ َ َ‬
   ‫االمتحان هنا لٌس جهل هللا سبحانه وتعالى بعاقبة اإلنسان ، ألنه سبحانه و تعالى‬
   ‫ٌعلم ما هو كابن و ما كان و ما ٌكون و ما ال ٌكون ، فلم ٌخلق العباد كاملٌن من‬
‫البداٌة لٌمتحنهم لتظهر األفعال التً ٌستحق بها الثواب و العقاب، بل لكً ٌُتم الحجة‬
                                  ‫على اإلنسان فبل ٌكون الجزاء وال العقاب إال بمبرر.‬
      ‫و مثال ذلك : إن المعلم الحاذق ٌعرف جٌداا من خبلل ممارسته للتدرٌس: من‬
    ‫سٌنجح من طبلبه و من سٌرسب فً نهاٌة العام الدراسً، برغم علمه المسبق‬
 ‫للنجاح والراسب، لكنه ٌمتحن طبلبه جمٌعا ا ، و ذلك لكً ٌُتم الحجة علٌهم حتى ال‬
                                                             ‫ٌنكر علٌه أحد منهم فً تقٌمه.‬
‫2. الفوز بالجنة والرضوان‬
                                                 ‫‪ ‬االبتالءات والملذات:‬
‫إن كل اآلالم واألحزان التً ٌمر بها اإلنسان وكل هذه الشهوات والغرابز‬
‫لٌست عبثٌة ألن االختبار ٌستدعً استدعاء المواقف وكشف كل خفاٌا‬
            ‫النفس فً تعدد المواقف واألزمات وإلتمام الحجة على اإلنسان.‬
                                                        ‫‪ ‬تفاوت البشر:‬
‫إنّ الناس متفاوتٌن فً هذه الدنٌا تفاوتا كبٌرا فً أرزاقهم وآجالهم وأحوالهم،‬
‫فمنهم الصحٌح السلٌم ومنهم الغـنً المترف ومنهم الفقٌر المعدم، ومنهم‬
               ‫ّ‬
‫العزٌز ومنهم الذلٌل ومنهم السقٌم المرٌض. لذلك وجود الدنٌا وما فٌها من‬
‫نعٌم وشقاء، وسعادة وعناء، شاهد على وجود حٌاة أخرى ٌوجد فٌها العدل‬
                                                          ‫والخٌر والكمال.‬
‫2. الفوز بالجنة والرضوان‬


                                          ‫الحرٌة‬
                                    ‫فً الحٌاة‬
                                             ‫‪ ‬االختٌار فً األفعال:‬
‫اقتضت الحكمة اإللهٌة أن ٌكون اإلنسان مختار ألفعاله وما ٌترتب على من‬
‫تحمل المسؤولٌات والعواقب ألن القاعدة الفطرٌة أنه ال ٌثاب المرء أو‬
‫ٌعاقب على أفعال هو مجبر علٌها، وبكون اإلنسان مأمور بفعل الخٌر‬
‫ومنهً عن فعل الشر، وٌثاب على الخٌر وٌعاقب على الشر، وال معنى‬
       ‫للثواب والعقاب إال أن ٌكون نتٌجة لعمل صادر عن حرٌة واختٌار.‬
‫3. التكامل األخالقً والروحً‬
                              ‫‪ ‬الكامل ٌبحث دائما عن إظهار كماله :‬
                                                            ‫ّ‬
‫إنّ هللا هو الكمال المطلق والبلمتناهً، فمن كماله أن ٌظهر هذا الكمال‬
‫فخلق الخلق وعلّمهم طرٌقه وسبٌل معرفته لٌسٌروا نحو التكامل حٌث‬
    ‫ورد فً الحدٌث القدسً مع غضّ النظر عن المناقشة فً سنده وداللته‬
‫( كنت كنزاا مخفٌا ا فأحببت ان أعرف فخلقت الخلق لكً أعرف(، ٌكون‬
                                              ‫ّ‬
‫الكمال األمر الوجدانً والفطري حٌث نجد من عنده صوت جمٌل ٌحاول‬
‫فً محفل من المحافل أن ٌظهر صوته ألن من كمال الصوت الجمٌل‬
‫إظهار هذا الصوت. ومن كان جمٌبل ٌحاول أن ٌظهر جماله لآلخرٌن‬
                                                            ‫وهكذا.‬
‫3. التكامل األخالقً والروحً‬




                                                   ‫‪ ‬طرٌق التكامل:‬
‫اقتضت سنة هللا - سبحانه وتعالى- بإن جعل تكامل اإلنسان مختار من قبل‬
‫نفسه: ال تسٌره الفطرة كالحٌوان وال العقل كالمبلبكة. وجعل سبحانه‬
‫وتعالى االنسان خلٌفة له فً أرضه ‪‬إ ِِّنً جاعل فًِ األَرْ ض خلٌِفة ‪) ‬‬
    ‫ِ َ َا‬               ‫َ ِ‬
‫البقرة : 03 (، فان مجًء األنبٌاء ونزول الكتب من السماء، التكالٌف‬
‫الشرعٌة (العبادة) واجتٌاز امتحان الدنٌا هو طرٌق للتكامل األخبلقً‬
                                                           ‫والروحً.‬
‫3. التكامل األخالقً والروحً‬
    ‫‪‬مثال توضٌحً: طفل صغٌر فً بداٌة وعٌه ال ٌعرف شًء عن أمور الدنٌا،‬
   ‫تركته أمه فً المنزل ولقنته وصاٌا كثٌرة رددتها على مسامعه: كغسٌل األٌدي قبل‬
‫األكل، عدم اإلكثار من أكل الحلوٌات و السكاكر، واستعمال فرشاة األسنان ٌومٌا، ونوم‬
 ‫فً وقتا مبكرا، ونهٌه عن أمور ٌحبها كثٌرا، وأخبرته بوجود كامٌرا مخفٌة لن ٌتمكن‬
   ‫من رؤٌتها لمراقبته وهددنه بعقوبة إن لم ٌنفذ كبلمها . فماذا تتوقع ردة فعل الطفل؟،‬
‫لماذا أنجبتنً أمً إن كانت ستحملنً عناء ما تطلبه منً ،إنها ظالمة ؟ فماذا نجٌب ذلك‬
                                              ‫الطفل القاصر الوعً المحدود التفكٌر.‬
‫سنجٌب: أنها أمك وهً أدرى بمصلحتك منك وكل ما طلبته منك من واجبات ٌومٌة هو‬
  ‫لصالحك وهً لن تستفٌد منه شًء وإن لم ٌقتنع وفر له الشرح المفصل لفوابد غسل‬
‫األسنان قبل النوم وعدم اإلكثار من السكر وإال سٌبقى ٌكره أمه ناعتا إٌاها بالظلم إن لم‬
 ‫تجعله ٌتصرف كما ٌشاء. فحال هذا الطفل كحال اإلنسان ، أوامر ونوهً أمه كالعبادة‬
                                     ‫وهدف تلك األوامر والنواهً هً طرٌق الكامل.‬
‫ثانٌا: األدلة الفطرٌة‬




           ‫ومن أبرزها ما ٌلً:‬
‫1- اإلٌمان بالجزاء اإللهً العادل.‬
  ‫2- غرٌزة حب البقاء (الخلود).‬
              ‫3- النفس اللوامة.‬
‫شبهة: عدم إدراكنا أبعاد اآلخرة‬
                                                ‫‪ ‬الرد وتوضٌح الحق:‬
‫نحن ال ندرك إبعاد اآلخرة بسبب اختبلف مقاٌٌسها عن الدنٌا، كعجز‬
‫الجنٌن فً بطن أمه عن إدرك الدنٌا وأبعادها، فلنفرض أن جنٌنا فً رحم‬
‫أمه، قد تأمل وفكر بجسمه والحظ وجود أعضاء ال تنفعه فً شًء فً‬
‫عالمه الحالً (الرحم) وربما لو فكر فً التخلص منها الكتسب سهولة فً‬
‫الحركة أكثر.! مثبل: ما نفع الرجلٌن وهو ٌتحرك بدونهما وما نفع العٌنٌن‬
   ‫فً عالم مظلم والفم واللسان والمعدة ال ٌحتاج إلٌها فهو ٌتغذى بالمشٌمة.‬
‫فً حالة تأمله قلنا له: عن قرٌب ستخرج إلى عالم آخر فسٌح جدا ٌعد‬
‫بمبلٌٌن األمٌال، هل سٌصدق الجنٌن هذا الوعد ؟وهل سٌفهم معنى" المٌل‬
 ‫ببل شك إن هذا الجنٌن سٌسخر منا ولسان حاله ٌقول هٌهات لما توعدون !‬
‫1. اإلٌمان بالجزاء اإللهً العادل‬
                                                     ‫‪ ‬االختٌار فً دار الدنٌا:‬
‫إن الناس أحرار فً هذا العالم فً اختٌار ممارسة األعمال الحسنة أو السٌبة‬
‫ولكون الحٌاة الدنٌا دار امتحان وابتبلء لئلنسان. نرى أن الناس فً هذه‬
‫الحٌاة ٌظلم بعضهم بعض، وٌعتدي بعضهم على بعض، وفٌهم الصالح‬
‫والفاسد، والمحق والمبطل، ثم ٌموتون دون جزاء وال عقاب، فلو لم ٌكن‬
‫هناك بعث وال حٌاة أخرى لضاع حق المظلوم، وألفلت الظالم من العقاب،‬
‫ولمات المحسن دون أن ٌلقى ثواب إحسانه، والمسًء دون أن ٌلقى جزاء‬
‫إساءته قال تعالى : ‪‬أَف َنجْ عل المُسْ لِمٌن كالمُجْ رمٌن * ما لَكم كٌْف َتحْ كمُون‬
‫ُ َ‬        ‫َ ُْ َ َ‬       ‫َ َ ُ ْ ِ َ َ ْ ِ ِ َ‬
                                                             ‫‪( ‬القلم: 53-63).‬
‫1. اإلٌمان بالجزاء اإللهً العادل‬
                                                      ‫‪ ‬حدودٌة دار الدنٌا:‬
                          ‫المبلحظ إن الحٌاة الدنٌوٌة ال تستوعب الثواب أو‬
                          ‫العقاب على الكثٌر من األعمال والتصرفات. فمثبل:‬
                          ‫ذلك المجرم الذي قتل آالف األبرٌاء ال ٌمكن‬
                          ‫االقتصاص منه فً هذه الدنٌا إال مرة واحدة وبطبٌعة‬
‫أدولف ألوٌس هتلر‬          ‫الحال سوف تبقى الكثٌر من جرابمه بدون عقاب مع‬
‫(ألمانٌا): زعٌم حزب‬
‫سٌاسً نازي، احد‬           ‫أن مقتضى العدل اإللهً أن ٌرى حتى من ارتكب‬
‫مسببً الحرب العالمٌة‬
               ‫الثانٌة.‬        ‫اقل األعمال الحسنة أو السٌبة نتابجها وجزابها.‬
‫1. اإلٌمان بالجزاء اإللهً العادل‬
                                               ‫‪ ‬لزام الجزاء على اإلعمال:‬
‫نرى الكثٌر من األشرار والمجرمٌن ٌتهافتون أكثر من غٌرهم على النعم‬
‫والملذات، ومن جانب أخر نرى جزاء مشقة العبادة مستلزم للتعوٌض عنها‬
                                                ‫ّ‬
‫، فإن المشقة من غٌر عوض ظلم ، وذلك العوض لٌس بحاصل فً زمان‬
‫التكلٌف، لذلك ٌجب أن ٌكون المعاد لتجسٌد العدالة اإللهٌة تجسٌداا عملٌا ا ،‬
‫وتحقٌق الوعد الربانً الصادق فً الوفاء لؤلنبٌاء واألولٌاء والشهداء‬
‫واألبرار من عباد هللا الصالحٌن واالنتقام من الظالمٌن والمفسدٌن. قال‬
‫تعالى: ‪‬أَم حسب الذٌن اجْ َترحُوا السٌ َبات أَنْ َنجْ علَهم كالذٌن آمنوا وعملُوا‬
    ‫َ ُْ َ ِ َ َُ َ َ ِ‬              ‫ِّ ِ‬          ‫َ‬       ‫ْ َ ِ َ ِ َ‬
                         ‫ُ َ‬         ‫َ ِ ََ ا َ ُْ َ َ َ ُ ُْ َ َ َ‬
        ‫الصالِحات سواء محْ ٌَاهم ومماتهم ساء ما ٌَحْ كمُون‪( ‬الجاثٌة : 12).‬
‫استفسارات وشبهات واردة‬
                       ‫سؤال: ما مصٌر المجانٌن وأبناء الكفار الغٌر بالغٌن‬
                       ‫فً ٌوم القٌامة وكذلك البشر الذٌن لم تبلغهم الرسائل‬
                                                                     ‫السماء؟‬
‫البرازٌل (8002) :‬                                           ‫هناك ثالثة أقوال:‬
‫العثور على قبٌلة من‬
‫السكان البدابٌٌن على‬      ‫- إن هللا ٌمتحنهم ٌوم القٌامة إلقامة الحجة علٌهم فمن‬
         ‫حدود بٌرو.‬
                       ‫أطاع دخل الجنة ، ومن عصى دخل النار.(أقوى قول).‬
                           ‫- ٌصبحون من أهل األعراف والذٌن هم بٌن الجنة‬
                                                                       ‫والنار.‬
                                  ‫- التوقف فً شأنهم، وإرجاء أمرهم إلى هللا.‬
‫استفسارات وشبهات واردة‬
‫شبهة: كٌف تكون العدالة اإللهٌة فً مكث فً العذاب لمالٌٌن سنٌن بسبب‬
‫ارتكب شخص ذنوب وآثام خالل عمره القصٌر الذي قد ال ٌتجاوز ثمانٌن‬
                                                              ‫سنة ؟‬
‫أن قضٌة الخلود فً العذاب األبدي لبعض المنافقٌن والكفار ال تتناقض‬
                                                        ‫العدالة حٌث:‬
                    ‫ّ‬
‫أ) العقاب بجزاء عظمة الجرم: إن العبلقة بٌن الذنب وعقابه لٌست عبلقة‬
‫زمنٌة بل تتعلق بعظمة الذنب وأثاره البلحقة فمثبل: قتل شخص رجل برٌبا ا‬
‫فً لحظة واحدة، فٌحكم علٌه بالسجن المؤبد حسب قوانٌن الوضعٌة. فهنا‬
‫نبلحظ أن زمن الذنب لم ٌتجاوز بضع لحظات، بٌنما العقاب ٌمتد عشرات‬
‫السنٌن، ومع ذلك ال ٌعترض أحد على ذلك بأنه ظلم، وذلك ألن القضٌة هنا‬
‫لٌست قضٌة دقابق وساعات و سنوات، بل هً قضٌة عظمة وحرمة الجرم.‬
‫استفسارات وشبهات واردة‬
                                             ‫رد على شبهة الخلود فً النار:‬
                       ‫ب) الٌقٌن المؤكد على إصرار المجرم على ذنبه: إن‬
                       ‫مسألة الخلود فً النار إنما تحٌق بالذٌن ٌغلقون أمام‬
                       ‫أنفسهم جمٌع منافذ النجاة، وٌغرقون عن عمد ووعً فً‬
                                          ‫ّ‬
                       ‫الفساد والكفر والنفاق حالهم كالطابر الذي ٌقوم عمداا‬
                       ‫بكسر أجنحته وإحراقها، فٌمسً مجبراا على المكوث‬
                       ‫على األرض دابماا، محروما ا من التحلٌق فً أجواء‬
‫قصر السالم، الهاي،‬
    ‫هولندا (5491):‬
 ‫محكمة العدل الدولٌة‬
                                                             ‫السماء العالٌة.‬
‫2. غرٌزة حب البقاء (الخلود)‬
                                                                 ‫‪ ‬مقدمة:‬
‫غرٌزة حب اإلنسان للحٌاة واالستمتاع بملذاتها ومتعها المادٌة والمعنوٌة‬
‫وحبه للخلود، تدفع اإلنسان نحو التشبث بالحٌاة والتملك والتفوق والتعمٌر‬
‫والزواج واإلنجاب. قد استغل إبلٌس هذه الغرٌزة بإٌقاع آدم وزوجته فً‬
‫المعصٌة ولٌفسد علٌهما جنتهما، فأغراهما بالخلود وبالملك الذي ال ٌبلى إن‬
 ‫َ َ َ‬
‫أكبل من الشجرة التً أمرهما هللا آدم أن ال ٌقترب منها. قال تعالى: ‪‬قال ٌا‬
                ‫آدم هل أَدلُّك علَى شجرة الخ ْلد ومُلك ال ٌَ ْبلَى ‪(‬طه:021).‬
                                        ‫َ َ َِ ْ ُ ِ َ ْ‬     ‫َ ُ َ ْ ُ َ َ‬
‫2. غرٌزة حب البقاء (الخلود)‬
                                           ‫‪ ‬إٌمان األمم السابقة بالمعاد:‬
                        ‫ٌشٌر التارٌخ بأن كثٌر من الحضارات السالفة‬
                        ‫(كالتدمرٌة والفرعونٌة) قد رسمت غرٌزتهم (حب‬
                        ‫الخلود) بإٌمانهم بالحٌاة ما بعد الموت. فنجدهم قد‬
‫مصر: العثور على جثمان‬
‫الفرعون توت عنخ أمون‬
‫(2591) وبعض كنوزه و‬
                        ‫وضع األدوات األزمة مع قبر أمواتهم ، دفن خدام فً‬
‫جمٌعها مصنوعة من‬
        ‫الذهب الخالص.‬
                        ‫قبور أسٌادهم، و تحنٌط األجساد و طً األٌادي بشكل‬
                             ‫ّ‬
                        ‫متصالب مع الصدر التً تدل أجمعها على أنهم لم‬
                                        ‫ٌكونوا ٌعتبرون الموت نهاٌة الحٌاة.‬
‫2. غرٌزة حب البقاء (الخلود)‬
      ‫‪ ‬خوف اإلنسان من مظاهر الزوال والعدم دلٌل على إٌمان بالبعث:‬
‫لو خلق اإلنسان للفناء حقا ا لوجب أن ٌعشق ذلك الفناء ولتلذذ بالموت‬
‫(بمعنى العدم) فً أي لحظة، ولكن نجده ٌعشق البقاء والوجود بكل كٌانه و‬
‫ٌخشى كل مظاهر الزوال والعدم، فٌخشى «الفقر» ألنه زوال الثروة،‬
                                            ‫ّ‬
‫وٌخشى «المرض» ألنه زوال السبلمة والعافٌة. فاإلنسان ٌخاف وٌكره‬
‫الموت لٌقٌنه أن الموت ٌنقلهم إلى حٌاة أخرى لم ٌستعد لها استعدادا جٌدا‬
‫بالعمل الصالح الذي ٌنفعه وٌقربه إلى هللا زلفى‪ْ ٌَ ‬وم ال ٌَ ْنفع مال وال َبنون‬
‫َ َ َُ َ َ َ ُ َ‬
‫* إِال منْ أَ َتى هللا بق ْلب سلٌِم ‪(‬الشعراء: 88-98). فالموت انتقال من عالم‬
                                                       ‫َ‬     ‫َ َِ‬       ‫َ‬
‫الدنٌا الفانٌة إلى عالم اآلخرة الباقٌة األبدٌة، قال اإلمام علً (ع): «ما‬
 ‫َ‬
                                 ‫ُ ْ َ َ َ ُ ْ ِ ََْ ِ ْ ُ ُْ ِ ْ‬
                         ‫خلِقت أ ْنت والَ هم لِدار الفناء َبل خل ِْقتم لِدار ال َبقاء).‬
‫3. النفس اللوامة‬
 ‫قال تعالى: ‪َ ‬ال أُقسِ م بٌوم القٌِامة * و َال أُقسِ م بالنفس اللوامة ‪ ( ‬القٌامة: 1-2).‬
                    ‫ْ ُ ِ َ ْ ِ ْ َ َ ِ َ ْ ُ ِ َّ ْ ِ َّ َّ َ ِ‬


                                                                           ‫‪ ‬مقدمة:‬
‫ٌصحب النفس الفرح و االرتٌاح و السكٌنة الباطنٌة تجاه بعض األعمال‬
‫الحسنة و بالعكس إذا صدر منها خطٌبة و مخالفة فإنّ النفس تلوم لصاحبها‬
‫وتشعره بالندم أو بالحسرة والهم والغم أو باالستحٌاء التقصٌر عند وقوعها‬
‫فً األخطاء والمعاصً أو اإلساءة على آلخرٌن. فالنفس اللوامة أو الوجدان‬
‫األخبلقً أو وخزة الضمٌر كلها تدل على تلك القوة الداخلٌة فً باطن‬
‫اإلنسان التً تعمل على ضبط المٌول والغرابز، وقد ٌعانً صاحبها كثٌراا‬
     ‫من الضغوط النفسٌة، جراء سلوكٌاته االجتماعٌة والدٌنٌة غٌر المتزنة.‬
‫3. النفس اللوامة‬
‫‪ ‬الغاٌة منها: تهدف النفس اللوامة لتعدٌل السلوك وتقوٌمه و إعادة‬
‫حساباته مع نفسه ومع من حوله، حتى ٌرتقً بعبلقاته مع اآلخرٌن‬
‫للتصحٌح الخطأ، أو العزم على عدم ارتكابه مرة أخرى. قال اإلمام الصادق‬
‫علٌه السبلم لرجل : ( إنك قد جعلت طبٌب نفسك ، وبٌن لك الداء وعرفت‬
‫آٌة الصحة و دللت على الدواء . فانظر كٌف قٌامك على نفسك ؟) )الكافً‬
‫للكلٌنً : 2 / 454) فبواسطة النفس اللوامة ٌهتدي اإلنسان إلى معرفة‬
    ‫أمراض نفسه وعبلجها كالطبٌب وٌستطٌع الوصول إلى سبلمة روحه.‬
‫3. النفس اللوامة‬
             ‫داالس، والٌة تكساس، أمرٌكا (5491 ):‬
‫الطٌار العسكري األمرٌكً كلود إٌترلً الذي نال ( أعظم‬
‫وسام حربً) بسبب تدمٌره لمدٌنتً هٌروشٌما و‬
‫ناغازاكً ٌابانٌتٌن بالقنبلة الذرٌة فً الحرب العالمٌة‬
‫الماضٌة. بعدما ان شاهد كلود الخسابر فً األرواح و‬
‫األموال فً مدٌنتً الٌابانٌتٌن حس بالذنب العظٌم حتى‬
                         ‫وصل إلى مرحلة الجنون.‬

                                                       ‫‪ ‬النفس اللوامة أقوى المحاكم:‬
        ‫قد ٌنجو المجرم من العقاب من المحاكم القضابٌة العالمٌة بطرق مختلفة‬
         ‫عن طرٌق الٌمٌن الكاذبة و شهود الزور أو الفرار من المحاكمة أو عن‬
           ‫طرٌق إغفال بعض الحكام عن طرٌق التهدٌد أو التطمٌع، أما محكمة‬
         ‫الوجدان فإنها تخضع المجرم لسٌطرتها دابما ا ، فأٌنما ٌذهب تصاحبه و‬
                        ‫تبلحقه. لماذا تندم النفس من اإلدانة إذا لم ٌكن هنالك دٌّان؟‬
‫3. النفس اللوامة‬


        ‫العراق (4002): جندي أمرٌكً قتل طفبل عراقً خطأ‬
          ‫هللا أعلم ثم أحتضن جثة الطفل و هو ٌبكً بكل حرقة‬
                                         ‫نادم على فعلته.‬

                               ‫‪ ‬دلٌل النفس اللوامة دلٌل على ٌوم الحساب:‬
‫فكما جعل هللا - سبحانه وتعالى- فً وجدان اإلنسان محكمة داخلٌة تحاكمه‬
‫وتحاسبه على كل زٌادة ونقٌصة، فكذلك ٌكون هللا تعالى قادراا على أن‬
‫ٌجعل فً ٌوم القٌامة بعد أن ٌبعث اإلنسان للحساب: محكمة خارجٌة تحاكم‬
‫اإلنسان وتحاسبه على كل زٌادة ونقٌصة قد عملها فً حٌاته، لٌجازٌه علٌها‬
‫بالثواب والجنة إن كانت خٌراا، وبالعقاب والنار ـ والعٌاذ باهلل ـ إن كانت‬
‫شراا، فالنفس اللوامة هً محكمة الضمٌر الصغٌرة وفً نفس الوقت تكون‬
                                                 ‫دلٌبلا على محكمة القٌامة الكبٌرة.‬
‫3. أوجه التشابه بٌن محكمة النفس اللوامة ومحكمة القٌامة*‬

‫1- أنّ القاضً والشاهد ومنفذ الحكم هو واحد، كما هو علٌه الحال بالنسبة‬
                  ‫ُُ َ ِ ِ َ‬          ‫َ َِ َ‬         ‫َ ُ َْ ِ َ‬
    ‫للقٌامة: ‪‬عالِم الغ ٌْب و الشهادة اَ ْنت َتحْ كم َبٌْن عبادك ‪(‬الزمر، 64).‬
 ‫2ـ لٌس هنالك من توصٌة ورشوة و واسطة فً محكمة الضمٌر بالضبط‬
‫كما فً محكمة القٌامة: ‪‬واتقُوا ٌَ ْوما ا الَ َتجزي َنفسُ عنْ َنفس شٌْبا ا والَ ٌق َبل‬
‫َ َ ُْ ُ‬             ‫َ ْ‬       ‫ْ‬                ‫َ‬            ‫َ‬
                      ‫ُْ ُ َ َ‬         ‫ْ َُ ِ َ َْ َ‬
       ‫م ْنها شفاعة و الَ ٌُؤخذ م ْنها عدل و الَ هم ٌ ْنصرُون ‪(‬البقرة، 84).‬
                                                              ‫ِ َ ََ َ َ‬
         ‫ّ‬
‫3ـ تعالج محكمة الضمٌر أهم وأضخم وأعقد القضاٌا فً أقل مدة ممكنة و‬
‫تصدر أحكامها بسرعة، فبل إستبناف وال تمٌٌز و ال تجدٌد نظر و ال أشهر‬
   ‫ُُ‬
   ‫وسنوات من تضٌٌع الوقت، وهذا هو شأن محكمة القٌامة: ‪‬و هللاُ ٌَحْ كم‬
                 ‫َ‬
                                           ‫ُ َ ِّ َ ْ ِ ِ َ َ َ ِ ُ ْ ِ َ ِ‬
                            ‫الَمعقب لِحُكمه وهُو سرٌع الحساب ‪( ‬الرعد، 14).‬


         ‫* األَمْ َثـل فً تفسٌر كتاب هللا المُنزل (مجلد 91- ص. 602) - آٌة هللا العظمى َناصِ ر مكارم الشِ ٌرازي.‬
                         ‫َ‬                 ‫ّ‬                            ‫َ‬      ‫ِ ِ‬                ‫ُ‬
‫3. أوجه التشابه بٌن محكمة النفس اللوامة ومحكمة القٌامة‬

‫4ـ أنّ العقوبة والجزاء وخبلفا ا للعقوبات العادٌة المعروفة فً هذا العالم فهً‬
                              ‫ّ‬
‫تنقدح فً الباطن ثم تسري إلى الخارج; إنها تؤرق روح اإلنسان فً البداٌة‬
 ‫ثم تظهر آثارها على جسمه و نومه و طعامه، على غرار القٌامة: ‪َ ‬نار هللا‬
 ‫ُ ِ‬
                          ‫المُوقدةُ * التً َتطلِع علَى األَفِبدة ‪(‬الهُمزة: 6 ـ 7).‬
                                             ‫ِ‬            ‫ُ َ‬               ‫ْ ََ‬
        ‫5 ـ ال تحتاج محكمة الضمٌر إلى الشاهد و الحاضر و ال تحتاج فً‬
 ‫حصولها على المعلومات إلى خارج اإلنسان و نفس اإلنسان ٌدلً بالشهادة‬
‫لنفعه أو ضرره كمحكمة القٌامة التً تشهد فٌها أعضاء اإلنسان و جوارحه‬
  ‫على أعماله: ‪‬حتى ِاذا ما جاؤُ ها شهد علٌَْهم سمْ عهم و أَ ْبصارهم وجلُودهم‬
  ‫َ ُ ُْ َ ُ ُ ُْ‬     ‫َ َِ َ ِْ َ ُ ُْ َ‬          ‫َ َ َ‬       ‫َ‬
                                                               ‫‪(‬فصلت: 02).‬
‫ثالثا: األدلة التارٌخٌة‬




                                   ‫ومن أبرزها:‬
‫‪ ‬إصرار األنبٌاء والمرسلٌن على وقوع ٌوم القٌامة.‬
‫1. إصرار األنبٌاء على وقوع ٌوم القٌامة‬
‫عندما ٌخبرنا طفل عن وجود ثعبان على عتبة البٌت مثبل وأننا نهتم‬
‫بتفاصٌل الموضوع ( مكان رؤٌة الثعبان، زمن رؤٌة الثعبان، أوصافها..الخ‬
‫) حتى لو شككنا فً صدق الطفل فنحن نهتم باألمر ألنه خطر محتمل.‬
‫فكٌف نجحد بٌوم البعث والجزاء على رغم إصرار 421 ألف من األنبٌاء‬
‫الصادقٌن الذي شهد التارٌخ على صدقهم حٌث أنذرونا بعذاب ذلك الٌوم‬
‫ونبهونا بعبلمات الصغرى والكبرى لذلك الٌوم، فكثٌر من عبلمات تحقق:‬
‫فتح بٌت المقدس، وانتشار الزنا وظهور الكاسٌات العارٌات، وانتشار الربا،‬
‫و كثرة القتل. وما تحقق من هذه العبلمات ٌؤكد لنا صدق ما أخبرنا األنبٌاء‬
                                               ‫به عن الساعة واآلخرة.‬
‫أسئلة المناقشة‬




‫‪ ‬ما هً اوجه التشابه واالختالف فً مسألتً اإلغماء و اإلفاقة وبٌن مسألتً الموت‬
                                                                            ‫والبعث؟‬
‫‪ ‬ما تفسٌرك من خوف الملحدٌن من الموت؟ ولماذا ٌلجئوا إلٌه باالنتحار فً أسوأ‬
                                             ‫حاالتهم من السوداوٌة واإلحباط والٌأس؟‬
   ‫‪ ‬لماذا نجد البعض ٌنكر البعث والبعض األخر ٌتجاهله بالرغم وضوح أدلته الفطرٌة؟‬
                              ‫‪ ‬كٌف اثبت األنبٌاء والرسل مسألة البعث أمام قومهم؟‬
       ‫‪ ‬لماذا اعتبار المعاد (اإلٌمان بالٌوم األخر) من أصول الدٌن ومن أركان اإلٌمان؟‬
‫مصادر ذات صلة‬
                                  ‫‪ ‬السبحانً، جعفر. مفاهٌم القرآن (ج 8).‬
      ‫‪ ‬الشٌرازي، ناصر مكارم. األَم َثـل فً تفسٌر كتاب هللا المُنزل ( م 71).‬
                ‫َ‬      ‫ِ ِ‬                ‫ْ ُ‬
                          ‫‪ ‬الشٌرازي، ناصر مكارم. معاد وعالم بعد الموت.‬
                                   ‫‪ ‬الطهرانً، محمد حسٌن. معرفة المعاد.‬
                                   ‫‪ ‬الكعبً، علً موسى. المعاد ٌوم القٌامة‬
                ‫‪ ‬العبد اللطٌف، عبد العزٌز. البعث والنشور ومنازل اآلخرة.‬
‫‪ ‬محمد مضان، منظور. منهج القرآن الكرٌم فً إثبات عقٌدة البعث بعـد الموت.‬
     ‫‪ ‬العلوي،عادل. محاضرات صوتٌة بعنوان فً رحاب المعاد (6241هـ).‬
             ‫‪ ‬المدرسً، هادي. ندوات صوتٌة بعنوان ”المعاد“ (1241هـ).‬
‫التواصل‬
                                                                    ‫شكرا للقراءة‬
              ‫‪ ‬انشر هذا الملف وسوف تكون شرٌك فً األجر والثواب بإذن هللا.‬
‫‪ ‬إذا أردت نسخة بوربوٌنت من هذا الملف ، أو كان لدٌك تعلٌق وانتقاد على ما ذكر‬
  ‫فً هذا الملف، أو هناك نقطة مهمة لم تذكر، أو أحببت المزٌد من إصداراتنا، نرجو‬
                                       ‫إرسال ذلك على البرٌد االلكترونً التالً:‬
                                        ‫‪khayr_albarya@yahoo.com‬‬
                                                           ‫لٌتم مراعاة المطلوب.‬

            ‫المطلوب‬                   ‫‪ ‬إذا كان لدٌك أي سؤال عقابدي، ٌمكنك‬
                                        ‫إرسالها إلى العناوٌن االلكترونٌة التالٌة:‬
                                                        ‫‪info@aqaed.com‬‬
                                               ‫‪estfta@s-alshirazi.com‬‬
                                                  ‫‪info@IslamQuest.net‬‬

More Related Content

What's hot

12 تدريج حبوب الذرة
12 تدريج حبوب الذرة12 تدريج حبوب الذرة
12 تدريج حبوب الذرةAbdelRahman Yousef
 
المجالس والإجتماعات الكشفية
 المجالس والإجتماعات الكشفية المجالس والإجتماعات الكشفية
المجالس والإجتماعات الكشفيةtahar hammami
 
مكونات (عناصر) المنهج
مكونات (عناصر) المنهجمكونات (عناصر) المنهج
مكونات (عناصر) المنهجibrasayed
 
عرض الاسس الاجتماعية (1)
عرض الاسس الاجتماعية  (1)عرض الاسس الاجتماعية  (1)
عرض الاسس الاجتماعية (1)ranasaud
 
منهج تحليل المحتوى
منهج تحليل المحتوىمنهج تحليل المحتوى
منهج تحليل المحتوىsaraotb2014
 
أسئلة العقيدة الطحاوية مع الأجابات
أسئلة العقيدة الطحاوية مع الأجاباتأسئلة العقيدة الطحاوية مع الأجابات
أسئلة العقيدة الطحاوية مع الأجاباتalakeeda
 
التقويم المؤسساتي1.pptx
التقويم المؤسساتي1.pptxالتقويم المؤسساتي1.pptx
التقويم المؤسساتي1.pptxWabrinnoucheYousfi
 
التعلم المدمج
التعلم المدمجالتعلم المدمج
التعلم المدمجBadrAlmusabi1
 
المحاضرة الثانية أسس المناهح
المحاضرة الثانية أسس المناهحالمحاضرة الثانية أسس المناهح
المحاضرة الثانية أسس المناهحasmart1987
 
تخطيط وتنظيم التدريب 1
تخطيط وتنظيم التدريب  1تخطيط وتنظيم التدريب  1
تخطيط وتنظيم التدريب 1light star
 
المحاضرة الرابعة لمقرر التقويم الالكتروني
المحاضرة الرابعة لمقرر التقويم الالكتروني المحاضرة الرابعة لمقرر التقويم الالكتروني
المحاضرة الرابعة لمقرر التقويم الالكتروني Dr.Mohamed Shaltout
 
8 بعض الجوانب الفنية فى مصنع العلف
8 بعض الجوانب الفنية فى مصنع العلف8 بعض الجوانب الفنية فى مصنع العلف
8 بعض الجوانب الفنية فى مصنع العلفAbdelRahman Yousef
 
mind map الخرائط الذهنية
mind map الخرائط الذهنية mind map الخرائط الذهنية
mind map الخرائط الذهنية elshrabasy
 
Havlouk بعض نماذج التغيير ونشر وتبني التجديدات التربوية (نموذج هافلوك)
Havlouk بعض نماذج التغيير ونشر وتبني التجديدات التربوية(نموذج هافلوك)Havlouk بعض نماذج التغيير ونشر وتبني التجديدات التربوية(نموذج هافلوك)
Havlouk بعض نماذج التغيير ونشر وتبني التجديدات التربوية (نموذج هافلوك)arwa88
 
المحاضرة الثانية ( مراحل النمو)
المحاضرة الثانية ( مراحل النمو)المحاضرة الثانية ( مراحل النمو)
المحاضرة الثانية ( مراحل النمو)د. احمد السحيمي
 
منهج الوحدات الإطار النظري
منهج الوحدات الإطار النظريمنهج الوحدات الإطار النظري
منهج الوحدات الإطار النظريمنى البرعمي
 
التقويم
التقويم التقويم
التقويم wej-sh
 
القياس والتقويم التربوي
القياس والتقويم التربويالقياس والتقويم التربوي
القياس والتقويم التربويAfnan Alrashood
 

What's hot (20)

الفصل المقلوب
الفصل المقلوبالفصل المقلوب
الفصل المقلوب
 
12 تدريج حبوب الذرة
12 تدريج حبوب الذرة12 تدريج حبوب الذرة
12 تدريج حبوب الذرة
 
المجالس والإجتماعات الكشفية
 المجالس والإجتماعات الكشفية المجالس والإجتماعات الكشفية
المجالس والإجتماعات الكشفية
 
مكونات (عناصر) المنهج
مكونات (عناصر) المنهجمكونات (عناصر) المنهج
مكونات (عناصر) المنهج
 
عرض الاسس الاجتماعية (1)
عرض الاسس الاجتماعية  (1)عرض الاسس الاجتماعية  (1)
عرض الاسس الاجتماعية (1)
 
منهج تحليل المحتوى
منهج تحليل المحتوىمنهج تحليل المحتوى
منهج تحليل المحتوى
 
أسئلة العقيدة الطحاوية مع الأجابات
أسئلة العقيدة الطحاوية مع الأجاباتأسئلة العقيدة الطحاوية مع الأجابات
أسئلة العقيدة الطحاوية مع الأجابات
 
التقويم المؤسساتي1.pptx
التقويم المؤسساتي1.pptxالتقويم المؤسساتي1.pptx
التقويم المؤسساتي1.pptx
 
التعلم المدمج
التعلم المدمجالتعلم المدمج
التعلم المدمج
 
المحاضرة الثانية أسس المناهح
المحاضرة الثانية أسس المناهحالمحاضرة الثانية أسس المناهح
المحاضرة الثانية أسس المناهح
 
تخطيط وتنظيم التدريب 1
تخطيط وتنظيم التدريب  1تخطيط وتنظيم التدريب  1
تخطيط وتنظيم التدريب 1
 
المحاضرة الرابعة لمقرر التقويم الالكتروني
المحاضرة الرابعة لمقرر التقويم الالكتروني المحاضرة الرابعة لمقرر التقويم الالكتروني
المحاضرة الرابعة لمقرر التقويم الالكتروني
 
8 بعض الجوانب الفنية فى مصنع العلف
8 بعض الجوانب الفنية فى مصنع العلف8 بعض الجوانب الفنية فى مصنع العلف
8 بعض الجوانب الفنية فى مصنع العلف
 
mind map الخرائط الذهنية
mind map الخرائط الذهنية mind map الخرائط الذهنية
mind map الخرائط الذهنية
 
Havlouk بعض نماذج التغيير ونشر وتبني التجديدات التربوية (نموذج هافلوك)
Havlouk بعض نماذج التغيير ونشر وتبني التجديدات التربوية(نموذج هافلوك)Havlouk بعض نماذج التغيير ونشر وتبني التجديدات التربوية(نموذج هافلوك)
Havlouk بعض نماذج التغيير ونشر وتبني التجديدات التربوية (نموذج هافلوك)
 
المحاضرة الثانية ( مراحل النمو)
المحاضرة الثانية ( مراحل النمو)المحاضرة الثانية ( مراحل النمو)
المحاضرة الثانية ( مراحل النمو)
 
منهج الوحدات الإطار النظري
منهج الوحدات الإطار النظريمنهج الوحدات الإطار النظري
منهج الوحدات الإطار النظري
 
التقويم
التقويم التقويم
التقويم
 
القياس والتقويم التربوي
القياس والتقويم التربويالقياس والتقويم التربوي
القياس والتقويم التربوي
 
السكرتارية وادارة المكاتب
السكرتارية وادارة المكاتبالسكرتارية وادارة المكاتب
السكرتارية وادارة المكاتب
 

Similar to ادلة العقلية لاثبات يوم القيامة

الأمانة ونشأة الكون لخلافة الإنسان في الأرض
الأمانة ونشأة الكون لخلافة الإنسان في الأرضالأمانة ونشأة الكون لخلافة الإنسان في الأرض
الأمانة ونشأة الكون لخلافة الإنسان في الأرضكتب الرضواني
 
يوم القيامة بين الاثبات والانكار
يوم القيامة بين الاثبات والانكاريوم القيامة بين الاثبات والانكار
يوم القيامة بين الاثبات والانكارkhayr_albarya
 
الدرس 1
الدرس 1الدرس 1
الدرس 1UMSAUD13
 
المعجزات وخوارق العادات
المعجزات وخوارق العاداتالمعجزات وخوارق العادات
المعجزات وخوارق العاداتkhayr_albarya
 
Akhbar akhirah أهوال يوم القيامة
Akhbar akhirah أهوال يوم القيامةAkhbar akhirah أهوال يوم القيامة
Akhbar akhirah أهوال يوم القيامةSayfullah Alsunna
 
بحوث المؤتمر العالمي العاشر للاعجاز العلمي في القرآن والسنة ج 3
بحوث المؤتمر العالمي العاشر للاعجاز العلمي في القرآن والسنة ج 3 بحوث المؤتمر العالمي العاشر للاعجاز العلمي في القرآن والسنة ج 3
بحوث المؤتمر العالمي العاشر للاعجاز العلمي في القرآن والسنة ج 3 Sun Rise
 
البعث والحشر م
البعث والحشر مالبعث والحشر م
البعث والحشر مMarah Najah
 
Kitab qatrul ghayts_fi_syarh_masail_abi_al-layts
Kitab qatrul ghayts_fi_syarh_masail_abi_al-laytsKitab qatrul ghayts_fi_syarh_masail_abi_al-layts
Kitab qatrul ghayts_fi_syarh_masail_abi_al-laytsHimpunan Kitab Turath PDF
 
إجماع أصحاب رسول الله على كفر تارك الصلاه.pdf
إجماع أصحاب رسول الله على كفر تارك الصلاه.pdfإجماع أصحاب رسول الله على كفر تارك الصلاه.pdf
إجماع أصحاب رسول الله على كفر تارك الصلاه.pdfalishnb6
 
Knowing allah a-معرفة الله
Knowing allah a-معرفة اللهKnowing allah a-معرفة الله
Knowing allah a-معرفة اللهF El Mohdar
 
عقيدة الإيمان بالقضاء والقدر
عقيدة الإيمان بالقضاء والقدرعقيدة الإيمان بالقضاء والقدر
عقيدة الإيمان بالقضاء والقدرIslam4mankind Rachidm
 
ملخص العقيدة خاص 3
ملخص العقيدة خاص 3ملخص العقيدة خاص 3
ملخص العقيدة خاص 3Sof Wan
 
ثمانية متون في العقيدة والتوحيد
ثمانية متون في العقيدة والتوحيدثمانية متون في العقيدة والتوحيد
ثمانية متون في العقيدة والتوحيدAbdel-Rahman Al-Khattab
 
سورة الكهف
سورة الكهفسورة الكهف
سورة الكهفguestdaada5
 

Similar to ادلة العقلية لاثبات يوم القيامة (20)

الأمانة ونشأة الكون لخلافة الإنسان في الأرض
الأمانة ونشأة الكون لخلافة الإنسان في الأرضالأمانة ونشأة الكون لخلافة الإنسان في الأرض
الأمانة ونشأة الكون لخلافة الإنسان في الأرض
 
Mesbah
MesbahMesbah
Mesbah
 
يوم القيامة بين الاثبات والانكار
يوم القيامة بين الاثبات والانكاريوم القيامة بين الاثبات والانكار
يوم القيامة بين الاثبات والانكار
 
الدرس 1
الدرس 1الدرس 1
الدرس 1
 
المعجزات وخوارق العادات
المعجزات وخوارق العاداتالمعجزات وخوارق العادات
المعجزات وخوارق العادات
 
Akhbar akhirah أهوال يوم القيامة
Akhbar akhirah أهوال يوم القيامةAkhbar akhirah أهوال يوم القيامة
Akhbar akhirah أهوال يوم القيامة
 
بحوث المؤتمر العالمي العاشر للاعجاز العلمي في القرآن والسنة ج 3
بحوث المؤتمر العالمي العاشر للاعجاز العلمي في القرآن والسنة ج 3 بحوث المؤتمر العالمي العاشر للاعجاز العلمي في القرآن والسنة ج 3
بحوث المؤتمر العالمي العاشر للاعجاز العلمي في القرآن والسنة ج 3
 
البعث والحشر م
البعث والحشر مالبعث والحشر م
البعث والحشر م
 
Repentence
RepentenceRepentence
Repentence
 
Kitab qatrul ghayts_fi_syarh_masail_abi_al-layts
Kitab qatrul ghayts_fi_syarh_masail_abi_al-laytsKitab qatrul ghayts_fi_syarh_masail_abi_al-layts
Kitab qatrul ghayts_fi_syarh_masail_abi_al-layts
 
إجماع أصحاب رسول الله على كفر تارك الصلاه.pdf
إجماع أصحاب رسول الله على كفر تارك الصلاه.pdfإجماع أصحاب رسول الله على كفر تارك الصلاه.pdf
إجماع أصحاب رسول الله على كفر تارك الصلاه.pdf
 
Knowing allah a-معرفة الله
Knowing allah a-معرفة اللهKnowing allah a-معرفة الله
Knowing allah a-معرفة الله
 
Arab women in science
Arab women in scienceArab women in science
Arab women in science
 
عقيدة الإيمان بالقضاء والقدر
عقيدة الإيمان بالقضاء والقدرعقيدة الإيمان بالقضاء والقدر
عقيدة الإيمان بالقضاء والقدر
 
ملخص العقيدة خاص 3
ملخص العقيدة خاص 3ملخص العقيدة خاص 3
ملخص العقيدة خاص 3
 
Souret El Kahf
Souret  El KahfSouret  El Kahf
Souret El Kahf
 
ثمانية متون في العقيدة والتوحيد
ثمانية متون في العقيدة والتوحيدثمانية متون في العقيدة والتوحيد
ثمانية متون في العقيدة والتوحيد
 
Sorat Al Kahf
Sorat Al KahfSorat Al Kahf
Sorat Al Kahf
 
سورة الكهف
سورة الكهفسورة الكهف
سورة الكهف
 
سورة الكهف
سورة الكهفسورة الكهف
سورة الكهف
 

More from khayr_albarya

لماذا بعث الله الانبياء عليهم السلام
لماذا بعث الله الانبياء عليهم السلاملماذا بعث الله الانبياء عليهم السلام
لماذا بعث الله الانبياء عليهم السلامkhayr_albarya
 
اضاءات تاريخية في النهضة الحسينية
اضاءات تاريخية في النهضة الحسينيةاضاءات تاريخية في النهضة الحسينية
اضاءات تاريخية في النهضة الحسينيةkhayr_albarya
 
لماذا استشهد الإمام الحسين عليه السلام؟
لماذا استشهد الإمام الحسين عليه السلام؟لماذا استشهد الإمام الحسين عليه السلام؟
لماذا استشهد الإمام الحسين عليه السلام؟khayr_albarya
 
رحلة الاستشهاد من المهد الى اللحد
رحلة الاستشهاد من المهد الى اللحدرحلة الاستشهاد من المهد الى اللحد
رحلة الاستشهاد من المهد الى اللحدkhayr_albarya
 
بدعة صيام عاشوراء
بدعة صيام عاشوراءبدعة صيام عاشوراء
بدعة صيام عاشوراءkhayr_albarya
 
تدبر الجنان في معرفة اعجاز القرآن الكريم
تدبر الجنان في معرفة اعجاز القرآن الكريمتدبر الجنان في معرفة اعجاز القرآن الكريم
تدبر الجنان في معرفة اعجاز القرآن الكريمkhayr_albarya
 
هل ما يشاع عن الشيعة من اباطيل ام من حقائق؟
هل ما يشاع عن الشيعة من اباطيل ام من حقائق؟هل ما يشاع عن الشيعة من اباطيل ام من حقائق؟
هل ما يشاع عن الشيعة من اباطيل ام من حقائق؟khayr_albarya
 

More from khayr_albarya (7)

لماذا بعث الله الانبياء عليهم السلام
لماذا بعث الله الانبياء عليهم السلاملماذا بعث الله الانبياء عليهم السلام
لماذا بعث الله الانبياء عليهم السلام
 
اضاءات تاريخية في النهضة الحسينية
اضاءات تاريخية في النهضة الحسينيةاضاءات تاريخية في النهضة الحسينية
اضاءات تاريخية في النهضة الحسينية
 
لماذا استشهد الإمام الحسين عليه السلام؟
لماذا استشهد الإمام الحسين عليه السلام؟لماذا استشهد الإمام الحسين عليه السلام؟
لماذا استشهد الإمام الحسين عليه السلام؟
 
رحلة الاستشهاد من المهد الى اللحد
رحلة الاستشهاد من المهد الى اللحدرحلة الاستشهاد من المهد الى اللحد
رحلة الاستشهاد من المهد الى اللحد
 
بدعة صيام عاشوراء
بدعة صيام عاشوراءبدعة صيام عاشوراء
بدعة صيام عاشوراء
 
تدبر الجنان في معرفة اعجاز القرآن الكريم
تدبر الجنان في معرفة اعجاز القرآن الكريمتدبر الجنان في معرفة اعجاز القرآن الكريم
تدبر الجنان في معرفة اعجاز القرآن الكريم
 
هل ما يشاع عن الشيعة من اباطيل ام من حقائق؟
هل ما يشاع عن الشيعة من اباطيل ام من حقائق؟هل ما يشاع عن الشيعة من اباطيل ام من حقائق؟
هل ما يشاع عن الشيعة من اباطيل ام من حقائق؟
 

ادلة العقلية لاثبات يوم القيامة

  • 1. ‫تأمالت سنٌة فً إثبات ٌوم القٌامة‬ ‫‪ ‬سَعَمَ الَّذِيهَ كَفَزُوا أَنْ لَهْ يُبْعَثُوا قُلْ بَلَى وَرَبِّي لَتُبْعَثُهَّ ثُمَّ لَتُنَبَّؤُنَّ بِمَا عَمِلْتُمْ وَذَلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِريٌ ‪‬‬ ‫القرآن الكريم (التغابن: 7)‬ ‫1‬ ‫محرم 3341هـ‬ ‫كانون األول 1102م‬
  • 2. ‫محتوٌات‬ ‫استدل ّ كثٌر من الفالسفة والمتكلمٌن بالبراهٌن العقلٌة على حتمٌة المعاد ووجوبه ،‬ ‫كما جاء فً القران الكرٌم أٌضا الكثٌر من األدلّة العقلٌة والبراهٌن الوجدانٌة على‬ ‫ثبوت حقٌقة المعاد والحٌاة اآلخرة ، للردّ على منكري المعاد ، وإثبات كونه قطعً‬ ‫الوجوب وحتمً الحدوث، وفً ما ٌلً نذكر بعض تصانٌف تلك األدلة:‬ ‫‪ ‬األدلة المنطقٌة.‬ ‫‪ ‬البراهٌن الفطرٌة الوجدانٌة.‬ ‫كٌف؟‬ ‫‪ ‬األدلة التارٌخٌة.‬
  • 3. ‫أوال: األدلة المنطقٌة‬ ‫ٌوم‬ ‫الحساب!؟‬ ‫ومن أبرزها ما ٌلً:‬ ‫1- دلٌل اإلمكان والمماثلة.‬ ‫2- دلٌل سعة قدرة هللا سبحانه وتعالى.‬ ‫3- دلٌل حكمة هللا تقتضً البعث والجزاء.‬
  • 4. ‫الدلٌل األول: اإلمكان والمماثلة‬ ‫تصلٌح السٌارات‬ ‫” العجب كل العجب لمن أنكر النشأة اآلخرة وهو ٌرى النشأة األولى “‬ ‫ّ‬ ‫(اإلمام علً بن الحسٌن السجاد علٌه السبلم: حق الٌقٌن ج 2 ص 45)‬ ‫سؤال:‬ ‫هل وقوع اآلخرة أمر ممكن الحدوث أو أمر مستحٌل؟‬
  • 5. ‫إمكانٌة وقوع اآلخرة‬ ‫”العالم المماثل لهذا العالم ممكن الوجود ، ألن هذا العالم ممكن الوجود ، وحكم‬ ‫المثلٌن واحد ، فلمّا كان هذا العالم ممكنا ا وجب الحكم على اآلخر باإلمكان“‬ ‫(العبلّمة بن المطهر الحلً (676هـ): كشف المراد، ص.424).‬ ‫1- وجود أحد المتماثلٌن ٌدل على إمكان وجود المماثل اآلخر:‬ ‫وجود اإلنسان فً هذه الدنٌا هو دلٌل على إمكان وجوده مرة أخرى. أن‬ ‫وقوع اآلخرة أمر ممكن عقبل بسبب وقوع شبٌهتها والتً هً الدنٌا أي أن‬ ‫وجود أحد المتماثلٌن دلٌبلا على إمكان وجود المساوي اآلخر. بل أن سؤال‬ ‫عن إمكانٌة حدوث المماثل ٌستوجب االستغراب والتعجب، فلو سألنا إنسانا:‬ ‫هل ٌستطٌع بانً دار ما أن ٌبـنً مثلها ؟، الستغرب من هذا السؤال، الن‬ ‫وجود الدار تثبت إمكانٌة وجود مماثلها أو شبٌهتها.‬
  • 6. ‫إمكانٌة وقوع اآلخرة‬ ‫2- العقل ال ٌرفض إمكانٌة الوقوع:‬ ‫العقل ال ٌنفً إال ما كان من قبٌل المستحٌل كاجتماع الضدٌن (وقوع‬ ‫الحركة والسكون للجسم ما فً وقت واحد) ، أو التقاء النقٌضٌن (استحالة‬ ‫قول أن هذا الشخص إنسان وال إنسان فً نفس الوقت: فهو أما ٌكون إنسان‬ ‫أو ال إنسان ) ، والبعث والجزاء لٌسا من ذلك فً شًء.‬
  • 7. ‫إمكانٌة وقوع اآلخرة‬ ‫3- التأمل فً الطبٌعة تدل على اإلمكانٌة:‬ ‫إحٌاء األرض بعد موتها هو دلٌل على إمكان البعث. قال‬ ‫تعالى : ‪‬وترى األرض هامدة فإذا أنزلنا علٌها الماء اهتزت‬ ‫عملٌة إحٌاء األرض‬ ‫وربت وأنبتت من كل زوج بهٌج * ذلك بأن هللا هو الحق‬ ‫خالل الفصول األربعة‬ ‫وأنه ٌحًٌ الموتى وأنه على كل شًء قدٌر * وأن الساعة‬ ‫القبور ‪ ( ‬الحج: 5-7 ).‬ ‫آتٌة ال رٌب فٌها وأن هللا ٌبعث من فً‬ ‫فلو كان مستحٌبل إعادة الحٌاة إلى اإلنسان مرة أخرى لما‬ ‫عادت الحٌاة إلى النباتات المختلفة بعد موتها ألن المشابهة‬ ‫واضحة فً القدرة اإللهٌة فً إعادة الحٌاتٌن سٌرتهما األولى‬ ‫وما النشأة الثانٌة بأعجب من األولى .فأحٌاء األرض بعد‬ ‫موتها دلٌل أن اإلحٌاء أمر ممكن.‬
  • 8. ‫إمكانٌة وقوع اآلخرة‬ ‫4- النوم واالستٌقاظ دلٌل على إمكانٌة البعث:‬ ‫عن النبً صلً هللا علٌه واله وسلم قال: (كما َتنامُون‬ ‫ََ َ َ‬ ‫( أخرجه‬ ‫ُ َ َ ََ ُ َ ُ َ َََ َ ُ َُ َ‬ ‫َََ َ‬ ‫فكذلِك َتمُوتون وكما توقظون فكذلِك ت ْبعثون)‬ ‫الدارقطنً).‬ ‫إن النائم ٌشبه المٌت فً أمور كثٌرة، أهمها ما ٌلً:‬ ‫‪ ‬فقدان الوعً عن العالم المحٌط : وٌضمن فقدان كثٌر‬ ‫من األمور أهمها: فقدان اإلرادة واإلحساس، واإلدراك‬ ‫والتعقل، والشعور واالنفعال، واإلحساس بالزمن، والغبٌة‬ ‫عن لما ٌدور حوله. فإذا استٌقظ عاد إلٌه اإلحساس‬ ‫والشعور، وهكذا المٌت عند البعث.‬
  • 9. ‫إمكانٌة وقوع اآلخرة‬ ‫اختبلف فً المشاعر واألحاسٌس‬ ‫‪ ‬العٌش فً عالم أخر مختلف:‬ ‫واالنفعاالت، واألحداث والوقابع حٌث ٌعٌش النابم فً أجواء عالم األحبلم‬ ‫وبٌنما ٌعٌش المٌت فً بداٌات عالم اآلخرة.‬ ‫‪ ‬استحالة االتصال بالعالم المحٌط: فبل ٌمكن للنابم االتصال بعالم الدنٌا‬ ‫إال بإستٌقاظه وكذلك المٌت بإعادة إحٌابه، بالرغم أن المٌت ٌمكنه االتصال‬ ‫بأقاربه من خبلل النوم وإخبارهم عن حاله أو عن احتٌاجاته.‬ ‫‪ ‬جهل األشخاص المحٌطٌن بحال النائم والمٌت: فبل ٌدرون ماذا ٌحدث‬ ‫له وبما ٌحس.‬ ‫‪ ‬مفارقة الروح للجسد: فتعود الروح لحظة ٌقظة النابم وال ٌعاد إرسالها‬ ‫للمٌت إال ساعة بعثه.‬
  • 10. ‫سبحانه وتعالى.‬ ‫الدلٌل الثانً: سعة قدرة هللا‬ ‫النجف ،العراق (9002): العثور‬ ‫على مقبرة جماعٌة تضم رفات‬ ‫المبات من األكراد.‬ ‫سؤال: هل هللا قادر على بعث الموتى أم ال؟‬
  • 11. ‫سبحانه وتعالى.‬ ‫الدلٌل الثانً: سعة قدرة هللا‬ ‫1- قدرة الخالق العظٌم غٌر متناهٌة:‬ ‫ٌتخذ منكر البعث والنشور قدرة اإلنسان المحدودة مقٌاسا ا للجواز واالمتناع‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫،فلو كان المنكرون ٌقدرون هللا تعالى حق قدره وٌعرفون شأنه لما أنكروا‬ ‫إعادة المعاد ، قال سبحانه : ‪ ‬وما قدرُوا هللا حق قدره واألَرْ ضُ جمٌعا ا‬ ‫َ ِ‬ ‫َّ َ َْ ِ ِ َ‬ ‫َ ََ‬ ‫َ ُ ْ ِ ُ َ‬ ‫ُ َ‬ ‫َ ُُ َ ِ َ َ‬ ‫قبْضته ٌَ ْوم القٌامة والسماوات مطوٌّات ب ٌَمٌنه سبْحانه و َتعالى عمّا ٌشركون‬ ‫ِِ ُ َُ َ‬ ‫* ونفِخ فًِ الصُّور فصعق منْ فًِ السماوات ومنْ فًِ األَرْ ض إِالّ منْ شاء‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ِ‬ ‫ِ َ َ‬ ‫ِ َ َ ِ َ َ‬ ‫َ ُ َ‬ ‫هللاُ ثم نفِخ فٌه أُخرى فإِذا هم قٌِام ٌنظرون ‪( ‬الزمر:76ـ 86).‬ ‫ُ َ‬ ‫َ ُْ‬ ‫ّ ُ ُ َ ِ ْ‬
  • 12. ‫سبحانه وتعالى.‬ ‫الدلٌل الثانً: سعة قدرة هللا‬ ‫مدٌنة توٌوتا، الٌابان (8002):‬ ‫عملٌة تجمٌع أجزاء السٌارة.‬ ‫2- إن القادر على اإلٌجاد من العدم ابتداء ، فهو على إعادة الموجود‬ ‫أقدر: فالصانع ٌسهل علٌه دابما إعادة الصنع بما اكتسبه من خبرة وتجربة‬ ‫وممارسة ... وهلل المثل األعلى!. قال تعالى ‪ ‬أَولَم ٌَر ْوا كٌْف ٌ ْبدئُ هللاُ‬ ‫َ ْ َ َ َ ُ ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫َ َ َ‬ ‫ْ َ َ ُ ُِ ُ‬ ‫الخ ْلق ثم ٌعٌدهُ إِن ذلِك علَى هللا ٌَسٌر ‪( ‬العنكبوت: 91).‬
  • 13. ‫سبحانه وتعالى.‬ ‫الدلٌل الثانً: سعة قدرة هللا‬ ‫مجرة درب التبانة‬ ‫3- القادرعلى الخلق العظٌم فهو على ما دونه أقدر: فمن ٌقدر على خلق‬ ‫السماوات واألرض على عظمتها وعلى سعتها وعلى بدٌع صنعها فهو على‬ ‫ما دونه أقدر من البعث والنشور (اعادة خلق اإلنسان) قال تعالى: ‪‬لَخ ْلق‬ ‫َ ُ‬ ‫السماوات واألَرْ ض أَك َبر منْ خ ْلق الناس ولَكن أَك َثر الناس الَ ٌَعْ لَمُون ‪‬‬ ‫َ‬ ‫ِ‬ ‫ْ َ‬ ‫ِ َ ِ‬ ‫ِ ْ ُ ِ َ ِ‬ ‫َ َ ِ َ‬ ‫[غافر: 75]‬
  • 14. ‫سبحانه وتعالى.‬ ‫الدلٌل الثانً: سعة قدرة هللا‬ ‫4- الوقوع الفعلً إلحٌاء بعض األموات فً التارٌخ هو دلٌل على قدرة‬ ‫هللا على اإلحٌاء والبعث كما اخبر القران الكرٌم عن ذلك:‬ ‫1- قوم موسى: قال تعالى ‪ ‬وإ ِْذ قُ ْلتم ٌَا مُوسى لَنْ نؤمن لَك حتى َنرى هللا‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ُْ ِ َ َ َ‬ ‫َ‬ ‫ُْ‬ ‫َ‬ ‫جهْرة فأَخذ ْتكم الصاعقة وأَ ْنتم َت ْنظرون . ثم َبع ْث َناكم منْ َبعْ د م ْوتكم لَعلكم‬ ‫ِ َ ُِْ َ ُْ‬ ‫َُِ َ ُْ ُ ُ َ ُ َ ُْ ِ‬ ‫َ َا َ ََ ُُ‬ ‫ْ ُ َ‬ ‫َتشكرُون ‪( ‬البقرة: 55-65).‬ ‫2- إحٌاء طفل مقتول لكشف لبنً إسرابٌل عن قاتله، فجاء األمر اإللهً‬ ‫بأن ٌُضرب المقتول بعضو من أعضاء تلك البقرة التً أمرهم هللا إن‬ ‫ٌذبحوها، فلما ضُرب به أحٌاه هللا وأخبر بقاتله ثم عاد مٌتا كما كان. قال‬ ‫تعالى: ‪‬وإ ِْذ قت ْلتم َنفساا فادار ْأتم فٌِها وهللاُ مُخرج ما كنتم َتكتمُون * فقُ ْل َنا‬ ‫ُ ُْ ُْ َ َ‬ ‫ْ ِ‬ ‫َ ََ ُْ ْ َ َ ُْ َ َ‬ ‫َ‬ ‫َ ِ ُْ ِِ َ ُْ‬ ‫َْ‬ ‫اضْ ربُوهُ ب َبعْ ضها كذلِك ٌُحْ ًٌ هللاُ الم ْو َتى وٌُرٌكم آ ٌَاته لَعلكم َتعْ قِلُون ‪‬‬ ‫ِ ِ َ ََ َ ِ‬ ‫ِ‬ ‫(البقرة: 27-37).‬
  • 15. ‫سبحانه وتعالى.‬ ‫الدلٌل الثانً: سعة قدرة هللا‬ ‫3- قوم من بنً إسرابٌل الذٌن فروا من وباء الطاعون والموت واستقروا‬ ‫فً بلد آمن فأماتهم هللا فً ذلك البلد فمر بهم نبً ،ٌقال أنه النبً حزقٌل بن‬ ‫بوذي، فدعا هللا فأحٌاهم " قال تعالى: ‪‬أَلَم َتر إِلَى الذٌن خرجُوا منْ د ٌَارهم‬ ‫ِ ِ ِ ِْ‬ ‫ِ َ َ َ‬ ‫ْ َ‬ ‫وهم أُلُوف حذر الم ْوت فقال لَهم هللاُ مُوتوا ثم أَحْ ٌَاهم إِن هللا لَذو فضْ ل علَى‬ ‫َ‬ ‫َ ُ َ‬ ‫ُْ‬ ‫ُ ُ‬ ‫َ َ َ َْ ِ ََ َ ُُ‬ ‫َ ُْ‬ ‫الناس ولَكن أَك َثر الناس ال ٌَشكرون ‪( ‬البقرة : 342).‬ ‫ِ َ ْ ُ ُ َ‬ ‫ِ َ ِ ْ َ‬ ‫4- قصة نبً عزٌر بن شرٌه.‬ ‫5- قصة أصحاب الكهف.‬ ‫5- رجوع األموات من الصالحٌن والطالحٌن إلى الدنٌا قبٌل ٌوم القٌامة فً‬ ‫صورهم التً كانوا علٌها (مسألة الرجعة).‬
  • 16. ‫الدلٌل الثالث: حكمة هللا تقتضً البعث والجزاء‬ ‫‪ ‬نظرٌة عبثٌة الخلق ورد علٌها:‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ٌعتقد المادٌون بنظرٌة بعبثٌّة الخلق بأنه ال هدف من ورابه! لذلك نجد‬ ‫بعضهم من ٌلجا إلى االنتحار أو ٌصل لمرحلة الجنون. ولكن إذا تدبروا‬ ‫ُ‬ ‫فً نظام الكون، لوجدوا بان كل شًء خلق بمقدار ولغاٌة حكٌمة، فخلق‬ ‫َ َ ِ ُْ َ َ ْ ُْ َ ا‬ ‫اإلنسان لهدف حكٌم ولٌس لعبث قال تعالى ‪ ‬أَفحس ْبتم أَنما خلَق َناكم ع َبثا‬ ‫وأَنكم إِلَ ٌْ َنا ال ترْ جعُون ‪ (‬المؤمنون :511).‬ ‫َ ُ َ َ‬ ‫َ ُْ‬ ‫‪ ‬العلة من الخلق:‬ ‫كثٌر منا من ٌتساءل فطرٌا عن العلة من الخلق، فتطرح فطرته كثٌر من‬ ‫األسبلة أمثال: لماذا خلقنا هللا؟ لماذا جبنا؟ لماذا نعٌش؟ ولماذا نموت؟‬
  • 17. ‫العلة من الخلق‬ ‫تعددت العلل من الخلق لدى الفالسفة والمتكلمٌن اإللهٌٌن ولكن ٌمكن تبسٌطها‬ ‫بثالثة علل رئٌسٌة ذات صلة مع بعضها البعض وهً كالتالً:‬ ‫1- العبادة.‬ ‫2- الفوز بالجنة والرضوان.‬ ‫3- التكامل األخبلقً والروحً (العلة النهابٌة).‬
  • 18. ‫1. العبادة‬ ‫‪‬علة الخلق: خلقنا هللا للعبادة قال تعالى: ‪‬وما خلقت الجن واإلنس إال‬ ‫لٌعبدون ‪( ‬الذارٌات :65) فالعبادة هً حق هللا تبارك وتعالى على عباده‬ ‫فعن أمٌر المؤمنٌن علً علٌه السبلم قال: ما عبدتك خوفا ا من نارك وال‬ ‫طمعا ا فً جنتك ولكن وجدتك أهبلا للعبادة فعبدتك). كما إن العبادة نفع‬ ‫للمعبود ال الخالق ألن هللا جل وعبل غنً عن كل خلقه ال تنفعه الطاعة وال‬ ‫تضره المعصٌة.‬ ‫‪ ‬حاجة اإلنسان إلٌها: العبادة غذاء للروح وحٌاة للقلب، فاإلنسان مخلوق:‬ ‫جسد وروح .فالبدن ٌحتاج من غذاء وغٌره وكذالك الروح تحتاج روحانٌة‬ ‫فالعبادة هً الطرٌق للمعرفة هللا سبحانه وتعالى والوصول إلى الكمال‬ ‫الروحً والى السعادة الدابمة.‬
  • 19. ‫2. الفوز بالجنة والرضوان‬ ‫سؤال:‬ ‫لماذا ٌمتحننا هللا فهو سبحانه وتعالى ٌعلم عاقبة أمرنا؟‬
  • 20. ‫2. الفوز بالجنة والرضوان‬ ‫‪ ‬إقامة الحجة:‬ ‫إن الدنٌا دار عمل وامتحان لئلنسان، وإن دار اآلخرة دار جزاء وحساب. قال‬ ‫تعالى ‪ ‬الذِي خلَق الم ْوت والح ٌَاة لِ ٌَ ْبل َُوكم أ ٌَُّكم أَحْ سنُ عمبل ‪ ( ‬الملك: 2).‬ ‫َ َ َا‬ ‫ُْ ُْ‬ ‫َ َ َْ َ َ ْ َ َ‬ ‫االمتحان هنا لٌس جهل هللا سبحانه وتعالى بعاقبة اإلنسان ، ألنه سبحانه و تعالى‬ ‫ٌعلم ما هو كابن و ما كان و ما ٌكون و ما ال ٌكون ، فلم ٌخلق العباد كاملٌن من‬ ‫البداٌة لٌمتحنهم لتظهر األفعال التً ٌستحق بها الثواب و العقاب، بل لكً ٌُتم الحجة‬ ‫على اإلنسان فبل ٌكون الجزاء وال العقاب إال بمبرر.‬ ‫و مثال ذلك : إن المعلم الحاذق ٌعرف جٌداا من خبلل ممارسته للتدرٌس: من‬ ‫سٌنجح من طبلبه و من سٌرسب فً نهاٌة العام الدراسً، برغم علمه المسبق‬ ‫للنجاح والراسب، لكنه ٌمتحن طبلبه جمٌعا ا ، و ذلك لكً ٌُتم الحجة علٌهم حتى ال‬ ‫ٌنكر علٌه أحد منهم فً تقٌمه.‬
  • 21. ‫2. الفوز بالجنة والرضوان‬ ‫‪ ‬االبتالءات والملذات:‬ ‫إن كل اآلالم واألحزان التً ٌمر بها اإلنسان وكل هذه الشهوات والغرابز‬ ‫لٌست عبثٌة ألن االختبار ٌستدعً استدعاء المواقف وكشف كل خفاٌا‬ ‫النفس فً تعدد المواقف واألزمات وإلتمام الحجة على اإلنسان.‬ ‫‪ ‬تفاوت البشر:‬ ‫إنّ الناس متفاوتٌن فً هذه الدنٌا تفاوتا كبٌرا فً أرزاقهم وآجالهم وأحوالهم،‬ ‫فمنهم الصحٌح السلٌم ومنهم الغـنً المترف ومنهم الفقٌر المعدم، ومنهم‬ ‫ّ‬ ‫العزٌز ومنهم الذلٌل ومنهم السقٌم المرٌض. لذلك وجود الدنٌا وما فٌها من‬ ‫نعٌم وشقاء، وسعادة وعناء، شاهد على وجود حٌاة أخرى ٌوجد فٌها العدل‬ ‫والخٌر والكمال.‬
  • 22. ‫2. الفوز بالجنة والرضوان‬ ‫الحرٌة‬ ‫فً الحٌاة‬ ‫‪ ‬االختٌار فً األفعال:‬ ‫اقتضت الحكمة اإللهٌة أن ٌكون اإلنسان مختار ألفعاله وما ٌترتب على من‬ ‫تحمل المسؤولٌات والعواقب ألن القاعدة الفطرٌة أنه ال ٌثاب المرء أو‬ ‫ٌعاقب على أفعال هو مجبر علٌها، وبكون اإلنسان مأمور بفعل الخٌر‬ ‫ومنهً عن فعل الشر، وٌثاب على الخٌر وٌعاقب على الشر، وال معنى‬ ‫للثواب والعقاب إال أن ٌكون نتٌجة لعمل صادر عن حرٌة واختٌار.‬
  • 23. ‫3. التكامل األخالقً والروحً‬ ‫‪ ‬الكامل ٌبحث دائما عن إظهار كماله :‬ ‫ّ‬ ‫إنّ هللا هو الكمال المطلق والبلمتناهً، فمن كماله أن ٌظهر هذا الكمال‬ ‫فخلق الخلق وعلّمهم طرٌقه وسبٌل معرفته لٌسٌروا نحو التكامل حٌث‬ ‫ورد فً الحدٌث القدسً مع غضّ النظر عن المناقشة فً سنده وداللته‬ ‫( كنت كنزاا مخفٌا ا فأحببت ان أعرف فخلقت الخلق لكً أعرف(، ٌكون‬ ‫ّ‬ ‫الكمال األمر الوجدانً والفطري حٌث نجد من عنده صوت جمٌل ٌحاول‬ ‫فً محفل من المحافل أن ٌظهر صوته ألن من كمال الصوت الجمٌل‬ ‫إظهار هذا الصوت. ومن كان جمٌبل ٌحاول أن ٌظهر جماله لآلخرٌن‬ ‫وهكذا.‬
  • 24. ‫3. التكامل األخالقً والروحً‬ ‫‪ ‬طرٌق التكامل:‬ ‫اقتضت سنة هللا - سبحانه وتعالى- بإن جعل تكامل اإلنسان مختار من قبل‬ ‫نفسه: ال تسٌره الفطرة كالحٌوان وال العقل كالمبلبكة. وجعل سبحانه‬ ‫وتعالى االنسان خلٌفة له فً أرضه ‪‬إ ِِّنً جاعل فًِ األَرْ ض خلٌِفة ‪) ‬‬ ‫ِ َ َا‬ ‫َ ِ‬ ‫البقرة : 03 (، فان مجًء األنبٌاء ونزول الكتب من السماء، التكالٌف‬ ‫الشرعٌة (العبادة) واجتٌاز امتحان الدنٌا هو طرٌق للتكامل األخبلقً‬ ‫والروحً.‬
  • 25. ‫3. التكامل األخالقً والروحً‬ ‫‪‬مثال توضٌحً: طفل صغٌر فً بداٌة وعٌه ال ٌعرف شًء عن أمور الدنٌا،‬ ‫تركته أمه فً المنزل ولقنته وصاٌا كثٌرة رددتها على مسامعه: كغسٌل األٌدي قبل‬ ‫األكل، عدم اإلكثار من أكل الحلوٌات و السكاكر، واستعمال فرشاة األسنان ٌومٌا، ونوم‬ ‫فً وقتا مبكرا، ونهٌه عن أمور ٌحبها كثٌرا، وأخبرته بوجود كامٌرا مخفٌة لن ٌتمكن‬ ‫من رؤٌتها لمراقبته وهددنه بعقوبة إن لم ٌنفذ كبلمها . فماذا تتوقع ردة فعل الطفل؟،‬ ‫لماذا أنجبتنً أمً إن كانت ستحملنً عناء ما تطلبه منً ،إنها ظالمة ؟ فماذا نجٌب ذلك‬ ‫الطفل القاصر الوعً المحدود التفكٌر.‬ ‫سنجٌب: أنها أمك وهً أدرى بمصلحتك منك وكل ما طلبته منك من واجبات ٌومٌة هو‬ ‫لصالحك وهً لن تستفٌد منه شًء وإن لم ٌقتنع وفر له الشرح المفصل لفوابد غسل‬ ‫األسنان قبل النوم وعدم اإلكثار من السكر وإال سٌبقى ٌكره أمه ناعتا إٌاها بالظلم إن لم‬ ‫تجعله ٌتصرف كما ٌشاء. فحال هذا الطفل كحال اإلنسان ، أوامر ونوهً أمه كالعبادة‬ ‫وهدف تلك األوامر والنواهً هً طرٌق الكامل.‬
  • 26. ‫ثانٌا: األدلة الفطرٌة‬ ‫ومن أبرزها ما ٌلً:‬ ‫1- اإلٌمان بالجزاء اإللهً العادل.‬ ‫2- غرٌزة حب البقاء (الخلود).‬ ‫3- النفس اللوامة.‬
  • 27. ‫شبهة: عدم إدراكنا أبعاد اآلخرة‬ ‫‪ ‬الرد وتوضٌح الحق:‬ ‫نحن ال ندرك إبعاد اآلخرة بسبب اختبلف مقاٌٌسها عن الدنٌا، كعجز‬ ‫الجنٌن فً بطن أمه عن إدرك الدنٌا وأبعادها، فلنفرض أن جنٌنا فً رحم‬ ‫أمه، قد تأمل وفكر بجسمه والحظ وجود أعضاء ال تنفعه فً شًء فً‬ ‫عالمه الحالً (الرحم) وربما لو فكر فً التخلص منها الكتسب سهولة فً‬ ‫الحركة أكثر.! مثبل: ما نفع الرجلٌن وهو ٌتحرك بدونهما وما نفع العٌنٌن‬ ‫فً عالم مظلم والفم واللسان والمعدة ال ٌحتاج إلٌها فهو ٌتغذى بالمشٌمة.‬ ‫فً حالة تأمله قلنا له: عن قرٌب ستخرج إلى عالم آخر فسٌح جدا ٌعد‬ ‫بمبلٌٌن األمٌال، هل سٌصدق الجنٌن هذا الوعد ؟وهل سٌفهم معنى" المٌل‬ ‫ببل شك إن هذا الجنٌن سٌسخر منا ولسان حاله ٌقول هٌهات لما توعدون !‬
  • 28. ‫1. اإلٌمان بالجزاء اإللهً العادل‬ ‫‪ ‬االختٌار فً دار الدنٌا:‬ ‫إن الناس أحرار فً هذا العالم فً اختٌار ممارسة األعمال الحسنة أو السٌبة‬ ‫ولكون الحٌاة الدنٌا دار امتحان وابتبلء لئلنسان. نرى أن الناس فً هذه‬ ‫الحٌاة ٌظلم بعضهم بعض، وٌعتدي بعضهم على بعض، وفٌهم الصالح‬ ‫والفاسد، والمحق والمبطل، ثم ٌموتون دون جزاء وال عقاب، فلو لم ٌكن‬ ‫هناك بعث وال حٌاة أخرى لضاع حق المظلوم، وألفلت الظالم من العقاب،‬ ‫ولمات المحسن دون أن ٌلقى ثواب إحسانه، والمسًء دون أن ٌلقى جزاء‬ ‫إساءته قال تعالى : ‪‬أَف َنجْ عل المُسْ لِمٌن كالمُجْ رمٌن * ما لَكم كٌْف َتحْ كمُون‬ ‫ُ َ‬ ‫َ ُْ َ َ‬ ‫َ َ ُ ْ ِ َ َ ْ ِ ِ َ‬ ‫‪( ‬القلم: 53-63).‬
  • 29. ‫1. اإلٌمان بالجزاء اإللهً العادل‬ ‫‪ ‬حدودٌة دار الدنٌا:‬ ‫المبلحظ إن الحٌاة الدنٌوٌة ال تستوعب الثواب أو‬ ‫العقاب على الكثٌر من األعمال والتصرفات. فمثبل:‬ ‫ذلك المجرم الذي قتل آالف األبرٌاء ال ٌمكن‬ ‫االقتصاص منه فً هذه الدنٌا إال مرة واحدة وبطبٌعة‬ ‫أدولف ألوٌس هتلر‬ ‫الحال سوف تبقى الكثٌر من جرابمه بدون عقاب مع‬ ‫(ألمانٌا): زعٌم حزب‬ ‫سٌاسً نازي، احد‬ ‫أن مقتضى العدل اإللهً أن ٌرى حتى من ارتكب‬ ‫مسببً الحرب العالمٌة‬ ‫الثانٌة.‬ ‫اقل األعمال الحسنة أو السٌبة نتابجها وجزابها.‬
  • 30. ‫1. اإلٌمان بالجزاء اإللهً العادل‬ ‫‪ ‬لزام الجزاء على اإلعمال:‬ ‫نرى الكثٌر من األشرار والمجرمٌن ٌتهافتون أكثر من غٌرهم على النعم‬ ‫والملذات، ومن جانب أخر نرى جزاء مشقة العبادة مستلزم للتعوٌض عنها‬ ‫ّ‬ ‫، فإن المشقة من غٌر عوض ظلم ، وذلك العوض لٌس بحاصل فً زمان‬ ‫التكلٌف، لذلك ٌجب أن ٌكون المعاد لتجسٌد العدالة اإللهٌة تجسٌداا عملٌا ا ،‬ ‫وتحقٌق الوعد الربانً الصادق فً الوفاء لؤلنبٌاء واألولٌاء والشهداء‬ ‫واألبرار من عباد هللا الصالحٌن واالنتقام من الظالمٌن والمفسدٌن. قال‬ ‫تعالى: ‪‬أَم حسب الذٌن اجْ َترحُوا السٌ َبات أَنْ َنجْ علَهم كالذٌن آمنوا وعملُوا‬ ‫َ ُْ َ ِ َ َُ َ َ ِ‬ ‫ِّ ِ‬ ‫َ‬ ‫ْ َ ِ َ ِ َ‬ ‫ُ َ‬ ‫َ ِ ََ ا َ ُْ َ َ َ ُ ُْ َ َ َ‬ ‫الصالِحات سواء محْ ٌَاهم ومماتهم ساء ما ٌَحْ كمُون‪( ‬الجاثٌة : 12).‬
  • 31. ‫استفسارات وشبهات واردة‬ ‫سؤال: ما مصٌر المجانٌن وأبناء الكفار الغٌر بالغٌن‬ ‫فً ٌوم القٌامة وكذلك البشر الذٌن لم تبلغهم الرسائل‬ ‫السماء؟‬ ‫البرازٌل (8002) :‬ ‫هناك ثالثة أقوال:‬ ‫العثور على قبٌلة من‬ ‫السكان البدابٌٌن على‬ ‫- إن هللا ٌمتحنهم ٌوم القٌامة إلقامة الحجة علٌهم فمن‬ ‫حدود بٌرو.‬ ‫أطاع دخل الجنة ، ومن عصى دخل النار.(أقوى قول).‬ ‫- ٌصبحون من أهل األعراف والذٌن هم بٌن الجنة‬ ‫والنار.‬ ‫- التوقف فً شأنهم، وإرجاء أمرهم إلى هللا.‬
  • 32. ‫استفسارات وشبهات واردة‬ ‫شبهة: كٌف تكون العدالة اإللهٌة فً مكث فً العذاب لمالٌٌن سنٌن بسبب‬ ‫ارتكب شخص ذنوب وآثام خالل عمره القصٌر الذي قد ال ٌتجاوز ثمانٌن‬ ‫سنة ؟‬ ‫أن قضٌة الخلود فً العذاب األبدي لبعض المنافقٌن والكفار ال تتناقض‬ ‫العدالة حٌث:‬ ‫ّ‬ ‫أ) العقاب بجزاء عظمة الجرم: إن العبلقة بٌن الذنب وعقابه لٌست عبلقة‬ ‫زمنٌة بل تتعلق بعظمة الذنب وأثاره البلحقة فمثبل: قتل شخص رجل برٌبا ا‬ ‫فً لحظة واحدة، فٌحكم علٌه بالسجن المؤبد حسب قوانٌن الوضعٌة. فهنا‬ ‫نبلحظ أن زمن الذنب لم ٌتجاوز بضع لحظات، بٌنما العقاب ٌمتد عشرات‬ ‫السنٌن، ومع ذلك ال ٌعترض أحد على ذلك بأنه ظلم، وذلك ألن القضٌة هنا‬ ‫لٌست قضٌة دقابق وساعات و سنوات، بل هً قضٌة عظمة وحرمة الجرم.‬
  • 33. ‫استفسارات وشبهات واردة‬ ‫رد على شبهة الخلود فً النار:‬ ‫ب) الٌقٌن المؤكد على إصرار المجرم على ذنبه: إن‬ ‫مسألة الخلود فً النار إنما تحٌق بالذٌن ٌغلقون أمام‬ ‫أنفسهم جمٌع منافذ النجاة، وٌغرقون عن عمد ووعً فً‬ ‫ّ‬ ‫الفساد والكفر والنفاق حالهم كالطابر الذي ٌقوم عمداا‬ ‫بكسر أجنحته وإحراقها، فٌمسً مجبراا على المكوث‬ ‫على األرض دابماا، محروما ا من التحلٌق فً أجواء‬ ‫قصر السالم، الهاي،‬ ‫هولندا (5491):‬ ‫محكمة العدل الدولٌة‬ ‫السماء العالٌة.‬
  • 34. ‫2. غرٌزة حب البقاء (الخلود)‬ ‫‪ ‬مقدمة:‬ ‫غرٌزة حب اإلنسان للحٌاة واالستمتاع بملذاتها ومتعها المادٌة والمعنوٌة‬ ‫وحبه للخلود، تدفع اإلنسان نحو التشبث بالحٌاة والتملك والتفوق والتعمٌر‬ ‫والزواج واإلنجاب. قد استغل إبلٌس هذه الغرٌزة بإٌقاع آدم وزوجته فً‬ ‫المعصٌة ولٌفسد علٌهما جنتهما، فأغراهما بالخلود وبالملك الذي ال ٌبلى إن‬ ‫َ َ َ‬ ‫أكبل من الشجرة التً أمرهما هللا آدم أن ال ٌقترب منها. قال تعالى: ‪‬قال ٌا‬ ‫آدم هل أَدلُّك علَى شجرة الخ ْلد ومُلك ال ٌَ ْبلَى ‪(‬طه:021).‬ ‫َ َ َِ ْ ُ ِ َ ْ‬ ‫َ ُ َ ْ ُ َ َ‬
  • 35. ‫2. غرٌزة حب البقاء (الخلود)‬ ‫‪ ‬إٌمان األمم السابقة بالمعاد:‬ ‫ٌشٌر التارٌخ بأن كثٌر من الحضارات السالفة‬ ‫(كالتدمرٌة والفرعونٌة) قد رسمت غرٌزتهم (حب‬ ‫الخلود) بإٌمانهم بالحٌاة ما بعد الموت. فنجدهم قد‬ ‫مصر: العثور على جثمان‬ ‫الفرعون توت عنخ أمون‬ ‫(2591) وبعض كنوزه و‬ ‫وضع األدوات األزمة مع قبر أمواتهم ، دفن خدام فً‬ ‫جمٌعها مصنوعة من‬ ‫الذهب الخالص.‬ ‫قبور أسٌادهم، و تحنٌط األجساد و طً األٌادي بشكل‬ ‫ّ‬ ‫متصالب مع الصدر التً تدل أجمعها على أنهم لم‬ ‫ٌكونوا ٌعتبرون الموت نهاٌة الحٌاة.‬
  • 36. ‫2. غرٌزة حب البقاء (الخلود)‬ ‫‪ ‬خوف اإلنسان من مظاهر الزوال والعدم دلٌل على إٌمان بالبعث:‬ ‫لو خلق اإلنسان للفناء حقا ا لوجب أن ٌعشق ذلك الفناء ولتلذذ بالموت‬ ‫(بمعنى العدم) فً أي لحظة، ولكن نجده ٌعشق البقاء والوجود بكل كٌانه و‬ ‫ٌخشى كل مظاهر الزوال والعدم، فٌخشى «الفقر» ألنه زوال الثروة،‬ ‫ّ‬ ‫وٌخشى «المرض» ألنه زوال السبلمة والعافٌة. فاإلنسان ٌخاف وٌكره‬ ‫الموت لٌقٌنه أن الموت ٌنقلهم إلى حٌاة أخرى لم ٌستعد لها استعدادا جٌدا‬ ‫بالعمل الصالح الذي ٌنفعه وٌقربه إلى هللا زلفى‪ْ ٌَ ‬وم ال ٌَ ْنفع مال وال َبنون‬ ‫َ َ َُ َ َ َ ُ َ‬ ‫* إِال منْ أَ َتى هللا بق ْلب سلٌِم ‪(‬الشعراء: 88-98). فالموت انتقال من عالم‬ ‫َ‬ ‫َ َِ‬ ‫َ‬ ‫الدنٌا الفانٌة إلى عالم اآلخرة الباقٌة األبدٌة، قال اإلمام علً (ع): «ما‬ ‫َ‬ ‫ُ ْ َ َ َ ُ ْ ِ ََْ ِ ْ ُ ُْ ِ ْ‬ ‫خلِقت أ ْنت والَ هم لِدار الفناء َبل خل ِْقتم لِدار ال َبقاء).‬
  • 37. ‫3. النفس اللوامة‬ ‫قال تعالى: ‪َ ‬ال أُقسِ م بٌوم القٌِامة * و َال أُقسِ م بالنفس اللوامة ‪ ( ‬القٌامة: 1-2).‬ ‫ْ ُ ِ َ ْ ِ ْ َ َ ِ َ ْ ُ ِ َّ ْ ِ َّ َّ َ ِ‬ ‫‪ ‬مقدمة:‬ ‫ٌصحب النفس الفرح و االرتٌاح و السكٌنة الباطنٌة تجاه بعض األعمال‬ ‫الحسنة و بالعكس إذا صدر منها خطٌبة و مخالفة فإنّ النفس تلوم لصاحبها‬ ‫وتشعره بالندم أو بالحسرة والهم والغم أو باالستحٌاء التقصٌر عند وقوعها‬ ‫فً األخطاء والمعاصً أو اإلساءة على آلخرٌن. فالنفس اللوامة أو الوجدان‬ ‫األخبلقً أو وخزة الضمٌر كلها تدل على تلك القوة الداخلٌة فً باطن‬ ‫اإلنسان التً تعمل على ضبط المٌول والغرابز، وقد ٌعانً صاحبها كثٌراا‬ ‫من الضغوط النفسٌة، جراء سلوكٌاته االجتماعٌة والدٌنٌة غٌر المتزنة.‬
  • 38. ‫3. النفس اللوامة‬ ‫‪ ‬الغاٌة منها: تهدف النفس اللوامة لتعدٌل السلوك وتقوٌمه و إعادة‬ ‫حساباته مع نفسه ومع من حوله، حتى ٌرتقً بعبلقاته مع اآلخرٌن‬ ‫للتصحٌح الخطأ، أو العزم على عدم ارتكابه مرة أخرى. قال اإلمام الصادق‬ ‫علٌه السبلم لرجل : ( إنك قد جعلت طبٌب نفسك ، وبٌن لك الداء وعرفت‬ ‫آٌة الصحة و دللت على الدواء . فانظر كٌف قٌامك على نفسك ؟) )الكافً‬ ‫للكلٌنً : 2 / 454) فبواسطة النفس اللوامة ٌهتدي اإلنسان إلى معرفة‬ ‫أمراض نفسه وعبلجها كالطبٌب وٌستطٌع الوصول إلى سبلمة روحه.‬
  • 39. ‫3. النفس اللوامة‬ ‫داالس، والٌة تكساس، أمرٌكا (5491 ):‬ ‫الطٌار العسكري األمرٌكً كلود إٌترلً الذي نال ( أعظم‬ ‫وسام حربً) بسبب تدمٌره لمدٌنتً هٌروشٌما و‬ ‫ناغازاكً ٌابانٌتٌن بالقنبلة الذرٌة فً الحرب العالمٌة‬ ‫الماضٌة. بعدما ان شاهد كلود الخسابر فً األرواح و‬ ‫األموال فً مدٌنتً الٌابانٌتٌن حس بالذنب العظٌم حتى‬ ‫وصل إلى مرحلة الجنون.‬ ‫‪ ‬النفس اللوامة أقوى المحاكم:‬ ‫قد ٌنجو المجرم من العقاب من المحاكم القضابٌة العالمٌة بطرق مختلفة‬ ‫عن طرٌق الٌمٌن الكاذبة و شهود الزور أو الفرار من المحاكمة أو عن‬ ‫طرٌق إغفال بعض الحكام عن طرٌق التهدٌد أو التطمٌع، أما محكمة‬ ‫الوجدان فإنها تخضع المجرم لسٌطرتها دابما ا ، فأٌنما ٌذهب تصاحبه و‬ ‫تبلحقه. لماذا تندم النفس من اإلدانة إذا لم ٌكن هنالك دٌّان؟‬
  • 40. ‫3. النفس اللوامة‬ ‫العراق (4002): جندي أمرٌكً قتل طفبل عراقً خطأ‬ ‫هللا أعلم ثم أحتضن جثة الطفل و هو ٌبكً بكل حرقة‬ ‫نادم على فعلته.‬ ‫‪ ‬دلٌل النفس اللوامة دلٌل على ٌوم الحساب:‬ ‫فكما جعل هللا - سبحانه وتعالى- فً وجدان اإلنسان محكمة داخلٌة تحاكمه‬ ‫وتحاسبه على كل زٌادة ونقٌصة، فكذلك ٌكون هللا تعالى قادراا على أن‬ ‫ٌجعل فً ٌوم القٌامة بعد أن ٌبعث اإلنسان للحساب: محكمة خارجٌة تحاكم‬ ‫اإلنسان وتحاسبه على كل زٌادة ونقٌصة قد عملها فً حٌاته، لٌجازٌه علٌها‬ ‫بالثواب والجنة إن كانت خٌراا، وبالعقاب والنار ـ والعٌاذ باهلل ـ إن كانت‬ ‫شراا، فالنفس اللوامة هً محكمة الضمٌر الصغٌرة وفً نفس الوقت تكون‬ ‫دلٌبلا على محكمة القٌامة الكبٌرة.‬
  • 41. ‫3. أوجه التشابه بٌن محكمة النفس اللوامة ومحكمة القٌامة*‬ ‫1- أنّ القاضً والشاهد ومنفذ الحكم هو واحد، كما هو علٌه الحال بالنسبة‬ ‫ُُ َ ِ ِ َ‬ ‫َ َِ َ‬ ‫َ ُ َْ ِ َ‬ ‫للقٌامة: ‪‬عالِم الغ ٌْب و الشهادة اَ ْنت َتحْ كم َبٌْن عبادك ‪(‬الزمر، 64).‬ ‫2ـ لٌس هنالك من توصٌة ورشوة و واسطة فً محكمة الضمٌر بالضبط‬ ‫كما فً محكمة القٌامة: ‪‬واتقُوا ٌَ ْوما ا الَ َتجزي َنفسُ عنْ َنفس شٌْبا ا والَ ٌق َبل‬ ‫َ َ ُْ ُ‬ ‫َ ْ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ُْ ُ َ َ‬ ‫ْ َُ ِ َ َْ َ‬ ‫م ْنها شفاعة و الَ ٌُؤخذ م ْنها عدل و الَ هم ٌ ْنصرُون ‪(‬البقرة، 84).‬ ‫ِ َ ََ َ َ‬ ‫ّ‬ ‫3ـ تعالج محكمة الضمٌر أهم وأضخم وأعقد القضاٌا فً أقل مدة ممكنة و‬ ‫تصدر أحكامها بسرعة، فبل إستبناف وال تمٌٌز و ال تجدٌد نظر و ال أشهر‬ ‫ُُ‬ ‫وسنوات من تضٌٌع الوقت، وهذا هو شأن محكمة القٌامة: ‪‬و هللاُ ٌَحْ كم‬ ‫َ‬ ‫ُ َ ِّ َ ْ ِ ِ َ َ َ ِ ُ ْ ِ َ ِ‬ ‫الَمعقب لِحُكمه وهُو سرٌع الحساب ‪( ‬الرعد، 14).‬ ‫* األَمْ َثـل فً تفسٌر كتاب هللا المُنزل (مجلد 91- ص. 602) - آٌة هللا العظمى َناصِ ر مكارم الشِ ٌرازي.‬ ‫َ‬ ‫ّ‬ ‫َ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ُ‬
  • 42. ‫3. أوجه التشابه بٌن محكمة النفس اللوامة ومحكمة القٌامة‬ ‫4ـ أنّ العقوبة والجزاء وخبلفا ا للعقوبات العادٌة المعروفة فً هذا العالم فهً‬ ‫ّ‬ ‫تنقدح فً الباطن ثم تسري إلى الخارج; إنها تؤرق روح اإلنسان فً البداٌة‬ ‫ثم تظهر آثارها على جسمه و نومه و طعامه، على غرار القٌامة: ‪َ ‬نار هللا‬ ‫ُ ِ‬ ‫المُوقدةُ * التً َتطلِع علَى األَفِبدة ‪(‬الهُمزة: 6 ـ 7).‬ ‫ِ‬ ‫ُ َ‬ ‫ْ ََ‬ ‫5 ـ ال تحتاج محكمة الضمٌر إلى الشاهد و الحاضر و ال تحتاج فً‬ ‫حصولها على المعلومات إلى خارج اإلنسان و نفس اإلنسان ٌدلً بالشهادة‬ ‫لنفعه أو ضرره كمحكمة القٌامة التً تشهد فٌها أعضاء اإلنسان و جوارحه‬ ‫على أعماله: ‪‬حتى ِاذا ما جاؤُ ها شهد علٌَْهم سمْ عهم و أَ ْبصارهم وجلُودهم‬ ‫َ ُ ُْ َ ُ ُ ُْ‬ ‫َ َِ َ ِْ َ ُ ُْ َ‬ ‫َ َ َ‬ ‫َ‬ ‫‪(‬فصلت: 02).‬
  • 43. ‫ثالثا: األدلة التارٌخٌة‬ ‫ومن أبرزها:‬ ‫‪ ‬إصرار األنبٌاء والمرسلٌن على وقوع ٌوم القٌامة.‬
  • 44. ‫1. إصرار األنبٌاء على وقوع ٌوم القٌامة‬ ‫عندما ٌخبرنا طفل عن وجود ثعبان على عتبة البٌت مثبل وأننا نهتم‬ ‫بتفاصٌل الموضوع ( مكان رؤٌة الثعبان، زمن رؤٌة الثعبان، أوصافها..الخ‬ ‫) حتى لو شككنا فً صدق الطفل فنحن نهتم باألمر ألنه خطر محتمل.‬ ‫فكٌف نجحد بٌوم البعث والجزاء على رغم إصرار 421 ألف من األنبٌاء‬ ‫الصادقٌن الذي شهد التارٌخ على صدقهم حٌث أنذرونا بعذاب ذلك الٌوم‬ ‫ونبهونا بعبلمات الصغرى والكبرى لذلك الٌوم، فكثٌر من عبلمات تحقق:‬ ‫فتح بٌت المقدس، وانتشار الزنا وظهور الكاسٌات العارٌات، وانتشار الربا،‬ ‫و كثرة القتل. وما تحقق من هذه العبلمات ٌؤكد لنا صدق ما أخبرنا األنبٌاء‬ ‫به عن الساعة واآلخرة.‬
  • 45. ‫أسئلة المناقشة‬ ‫‪ ‬ما هً اوجه التشابه واالختالف فً مسألتً اإلغماء و اإلفاقة وبٌن مسألتً الموت‬ ‫والبعث؟‬ ‫‪ ‬ما تفسٌرك من خوف الملحدٌن من الموت؟ ولماذا ٌلجئوا إلٌه باالنتحار فً أسوأ‬ ‫حاالتهم من السوداوٌة واإلحباط والٌأس؟‬ ‫‪ ‬لماذا نجد البعض ٌنكر البعث والبعض األخر ٌتجاهله بالرغم وضوح أدلته الفطرٌة؟‬ ‫‪ ‬كٌف اثبت األنبٌاء والرسل مسألة البعث أمام قومهم؟‬ ‫‪ ‬لماذا اعتبار المعاد (اإلٌمان بالٌوم األخر) من أصول الدٌن ومن أركان اإلٌمان؟‬
  • 46. ‫مصادر ذات صلة‬ ‫‪ ‬السبحانً، جعفر. مفاهٌم القرآن (ج 8).‬ ‫‪ ‬الشٌرازي، ناصر مكارم. األَم َثـل فً تفسٌر كتاب هللا المُنزل ( م 71).‬ ‫َ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ْ ُ‬ ‫‪ ‬الشٌرازي، ناصر مكارم. معاد وعالم بعد الموت.‬ ‫‪ ‬الطهرانً، محمد حسٌن. معرفة المعاد.‬ ‫‪ ‬الكعبً، علً موسى. المعاد ٌوم القٌامة‬ ‫‪ ‬العبد اللطٌف، عبد العزٌز. البعث والنشور ومنازل اآلخرة.‬ ‫‪ ‬محمد مضان، منظور. منهج القرآن الكرٌم فً إثبات عقٌدة البعث بعـد الموت.‬ ‫‪ ‬العلوي،عادل. محاضرات صوتٌة بعنوان فً رحاب المعاد (6241هـ).‬ ‫‪ ‬المدرسً، هادي. ندوات صوتٌة بعنوان ”المعاد“ (1241هـ).‬
  • 47. ‫التواصل‬ ‫شكرا للقراءة‬ ‫‪ ‬انشر هذا الملف وسوف تكون شرٌك فً األجر والثواب بإذن هللا.‬ ‫‪ ‬إذا أردت نسخة بوربوٌنت من هذا الملف ، أو كان لدٌك تعلٌق وانتقاد على ما ذكر‬ ‫فً هذا الملف، أو هناك نقطة مهمة لم تذكر، أو أحببت المزٌد من إصداراتنا، نرجو‬ ‫إرسال ذلك على البرٌد االلكترونً التالً:‬ ‫‪khayr_albarya@yahoo.com‬‬ ‫لٌتم مراعاة المطلوب.‬ ‫المطلوب‬ ‫‪ ‬إذا كان لدٌك أي سؤال عقابدي، ٌمكنك‬ ‫إرسالها إلى العناوٌن االلكترونٌة التالٌة:‬ ‫‪info@aqaed.com‬‬ ‫‪estfta@s-alshirazi.com‬‬ ‫‪info@IslamQuest.net‬‬