SlideShare a Scribd company logo
1 of 12
Download to read offline
‫م‬ 2010 ‫الثاين‬ ‫تشرين‬ 205 ‫العدد‬ 	‫بريوت‬ - ‫واإلعالم‬ ‫الثقافة‬ ‫مركز‬ ‫عن‬ ‫تصدر‬ ‫شهرية‬
‫تشريعاته‬ ‫يف‬ ‫اإلسالم‬ ‫خصائص‬ ‫أبرز‬ ‫من‬ ّ‫لعل‬
‫يف‬ ‫الشمول‬ ‫هذا‬ ‫هو‬ ،‫واحلياتية‬ ‫العبادية‬
‫من‬ ‫حيققه‬ ‫أن‬ ‫يريد‬ ‫فيما‬ ،‫اإلنسان‬ ‫إىل‬ ‫النظرة‬
‫حياته‬ ‫مسرية‬ ‫ويف‬ ،‫شخصيته‬ ‫تنمية‬ ‫يف‬ ‫غايات‬
‫إىل‬ ‫تنظر‬ ‫ال‬ ‫اليت‬ ‫الواقعية‬ ‫الفكرة‬ ‫من‬ ‫انطالقًا‬
‫ليمكن‬ ،‫واحد‬ ‫بعد‬ ‫ذو‬ ‫أنه‬ ‫على‬ ‫الكائن‬ ‫اإلنسان‬
‫هو‬ ‫بل‬ ،‫واحدة‬ ‫جهة‬ ‫من‬ ‫أوضاعه‬ ‫نعاجل‬ ‫أن‬ ‫لنا‬
‫الفردية‬ ‫الشخصية‬ ‫فيها‬ ‫تلتقي‬ ‫أبعاد‬ ‫ذو‬ ‫كائن‬
‫تسمح‬ ‫أن‬ ‫دون‬ ‫من‬ ‫االجتماعية‬ ‫بالشخصية‬
‫عن‬ ‫باالنفصال‬ ‫الذاتية‬ ‫خصائصها‬ ‫يف‬ ‫إحدامها‬
‫الروحي‬ ‫اجلانب‬ ‫داخلها‬ ‫يف‬ ‫ميتزج‬ ‫كما‬ ،‫األخرى‬
‫مادي‬ ‫عنصر‬ ‫هناك‬ ‫فليس‬ ،‫املادي‬ ‫باجلانب‬
،‫املادية‬ ‫األسوار‬ ‫داخل‬ ‫يف‬ ‫النفس‬ ‫فيه‬ ‫ختتنق‬
‫النفس‬ ‫فيه‬ ‫ق‬ّ‫ل‬‫حت‬ ‫روحي‬ ‫عنصر‬ ‫هناك‬ ‫وليس‬
‫بل‬ ..‫رائعة‬ ‫جتريدية‬ ‫حالة‬ ‫يف‬ ،‫املادة‬ ‫عن‬ ‫ًا‬‫د‬‫بعي‬
‫يف‬ ‫املنطلقة‬ ‫الروح‬ ‫أو‬ ‫بالروح‬ ‫النابضة‬ ‫املادة‬ ‫هي‬
.‫املادة‬ ‫حركة‬
‫ممارسة‬ ‫على‬ ‫اإلسالم‬ ‫د‬ّ‫أك‬ ‫ذلك‬ ‫ضوء‬ ‫ويف‬
‫االحنراف‬ ‫واعترب‬ ‫طبيعي‬ ‫بشكل‬ ‫للحياة‬ ‫اإلنسان‬
‫يف‬ ‫واالستقامة‬ ‫التوازن‬ ‫عن‬ ‫خروجًا‬ ‫ذلك‬ ‫عن‬
‫جاء‬ ‫فقد‬ ،‫احلياة‬ ‫يف‬ ‫املسلم‬ ‫اإلنسان‬ ‫انطالقة‬
‫ترك‬ ‫من‬ ‫منا‬ ‫«ليس‬ ‫املأثورة‬ ‫الكلمات‬ ‫بعض‬ ‫يف‬
‫كما‬ ،»‫لدنياه‬ ‫آخرته‬ ‫ترك‬ ‫ومن‬ ‫آلخرته‬ ‫دنياه‬
‫بأمور‬ ‫يهتم‬ ‫مل‬ ‫«من‬ :‫الشريف‬ ‫احلديث‬ ‫يف‬ ‫جاء‬
‫عليه‬ ‫اهلل‬ ‫ى‬ّ‫ل‬‫ص‬ ‫وقوله‬ ،»‫مبسلم‬ ‫فليس‬ ‫املسلمني‬
‫ألخيه‬ ‫حيب‬ ‫حىت‬ ‫أحدكم‬ ‫يؤمن‬ ‫«ال‬ :‫وسلم‬ ‫وآله‬
‫مما‬ ..»‫هلا‬ ‫يكره‬ ‫ما‬ ‫له‬ ‫ويكره‬ ‫لنفسه‬ ‫حيب‬ ‫ما‬
‫كبرية‬ ‫قيمة‬ ‫متثل‬ ‫ال‬ ‫احلياة‬ ‫عن‬ ‫العزلة‬ ‫أن‬ ‫يعين‬
‫الفردية‬ ‫أن‬ ‫كما‬ ،‫احلياة‬ ‫يف‬ ‫اإلسالم‬ ‫قيم‬ ‫من‬
‫قضاياها‬ ‫داخل‬ ‫املختنقة‬ ‫ذاتيتها‬ ‫يف‬ ‫املغرقة‬
‫السلوك‬ ‫يف‬ ‫القيمة‬ ّ‫ضد‬ ‫متثل‬ ‫هي‬ ‫اخلاصة‬
.‫اإلسالم‬ ‫نظر‬ ‫يف‬ ‫اإلنساين‬
‫النظرة‬ ‫هذه‬ ‫خصائص‬ ‫من‬ ‫كان‬ ‫ورمبا‬
‫ة‬َّ‫ألي‬ ‫يريد‬ ‫اإلسالم‬ ّ‫أن‬ ،‫لإلنسان‬ ‫الشمولية‬
‫ممارسة‬ ‫ة‬ّ‫ي‬‫وأل‬ ،‫اإلنسان‬ ‫قضايا‬ ‫من‬ ‫قضية‬
‫القضايا‬ ‫خط‬ ‫يف‬ ‫تتحرك‬ ‫أن‬ ،‫ممارساته‬ ‫من‬
،‫فيه‬ ‫نقصًا‬ ‫ل‬ ّ‫تكم‬ ‫حبيث‬ ،‫األخرى‬ ‫واملمارسات‬
..‫وجوده‬ ‫يف‬ ‫فراغًا‬ ّ‫تسد‬ ‫أو‬
2
‫ً؟‬‫ا‬‫روحي‬ً‫ا‬‫مضمون‬ ‫احلج‬ ‫نعيش‬ ‫كيف‬
‫وحركيته‬ ‫وحرارته‬ ‫نبضة‬ ‫احلج‬ ‫يفقد‬
‫رغم‬ ،‫حبتا‬ ‫فقهيا‬ ‫مضمونا‬ ‫يبقى‬ ‫حينما‬
‫كبرية‬ ‫قيمة‬ ‫من‬ ‫الفقهي‬ ‫املضمون‬ ‫هلذا‬ ‫ما‬
‫إذا‬ ‫صحيحا‬ ‫األداء‬ ‫يكون‬ ‫فلن‬ ،‫جدا‬ ‫وكبرية‬
‫غاب‬ ‫وإذا‬ ،‫الصحيحة‬ ‫الفقهية‬ ‫الرؤية‬ ‫غابت‬
‫كانت‬ ‫هنا‬ ‫من‬ ،‫الصحيح‬ ‫الفقهي‬ ‫التطبيق‬
‫فقهية‬ ‫ثقافة‬ ‫على‬ ‫احلجاج‬ ‫يتوافر‬ ‫أن‬ ‫الضرورة‬
.‫صائبة‬ ‫تطبيقية‬ ‫ممارسة‬ ‫وعلى‬ ‫متقنة‬
:‫هنا‬ ‫املطروح‬ ‫السؤال‬ ‫ولكن‬
‫الذي‬ ‫هو‬ ‫وحدة‬ ‫الفقهي‬ ‫التعاطي‬ ‫أن‬ ‫هل‬
‫حقيقي»؟‬ ‫«حج‬ ‫أمام‬ ‫يضعنا‬
5
ّ‫حنب‬ ‫وأال‬ ،‫أجسادنا‬ ‫ي‬ّ‫نرب‬ ‫كما‬ ‫قلوبنا‬ ‫ي‬ّ‫نرب‬ ‫أن‬ ‫من‬ ‫لنا‬ ّ‫بد‬ ‫ال‬
.. ‫اهلل‬ ‫يف‬ ‫إال‬ ‫نبغض‬ ‫وال‬ ،‫اهلل‬ ‫يف‬ ‫إال‬
)‫(قده‬ ‫اهلل‬ ‫فضل‬ ‫حسني‬ ‫حممد‬ ‫السيد‬ ‫املرجع‬ ‫العالمة‬
www.b-iraq.com
2
‫الكلمة‬ ‫كانت‬ ‫البدء‬ ‫في‬
‫املسؤولني‬ ‫بني‬ ‫األيام‬ ‫هذه‬ ‫يف‬ ‫األصوات‬ ‫تتعاىل‬
‫يف‬ ‫العربية‬ )‫(القمة‬ ‫مؤمتر‬ ‫إنعقاد‬ ‫بشأن‬ ‫العراقيني‬
‫بغداد‬ ‫يف‬ ‫الرئيسة‬ ‫باملعامل‬ ‫االهتمام‬ ‫وإبداء‬ ،‫بغداد‬
‫بدأت‬ ‫إذ‬ ،‫فيها‬ ‫العرب‬ ‫وامللوك‬ ‫بالرؤساء‬ ‫لإلحتفاء‬
.‫امليدان‬ ‫هذا‬ ‫يف‬ ‫العراقية‬ ‫املؤسسات‬ ‫تتسابق‬
‫ذلك‬ ‫ويعرف‬ – ‫فيه‬ ‫نعرف‬ ‫الذي‬ ‫الوقت‬ ‫ويف‬
‫مؤشر‬ ‫بغداد‬ ‫يف‬ ‫العربية‬ ‫القمة‬ ‫انعقاد‬ ‫أن‬ – ‫غرينا‬
،‫بالنفس‬ ‫بالثقة‬ ‫يوحي‬ ‫ما‬ ‫وهو‬ ،‫العراق‬ ‫عافية‬ ‫على‬
‫مدى‬ ‫عن‬ ‫نتساءل‬ ‫فإننا‬ ،‫واملركز‬ ‫املوقع‬ ‫واستعادة‬
،‫عليها‬ ‫والتعويل‬ )‫(القمة‬ ‫هلذه‬ ‫احلقيقية‬ ‫القيمة‬
‫يف‬ ،‫الغرض‬ ‫هلذا‬ ‫املليارات‬ ‫ورمبا‬ ،‫املاليني‬ ‫وإنفاق‬
‫هذه‬ ‫إىل‬ ‫والعراقيون‬ ‫العراق‬ ‫فيه‬ ‫حيتاج‬ ‫ال‬ ٍ‫وقت‬
‫تستحق‬ ‫ال‬ !‫سخيفة‬ )‫(هوسة‬ ‫وهي‬ )‫(اهلمروجة‬
‫العراقيون‬ ‫حيتاجه‬ ‫ما‬ ‫إذ‬ ،‫والرنني‬ ‫الطنني‬ ‫هذا‬ ‫كل‬
‫العراق‬ ‫محاية‬ ‫وهو‬ ،‫وطين‬ ‫مبدأ‬ ‫على‬ ‫االتفاق‬ ‫اليوم‬
‫أن‬ ‫ينبغي‬ ‫الذي‬ ‫املستوى‬ ‫إىل‬ ‫به‬ ‫واالرتقاء‬ ،‫واستقالله‬
‫مثل‬ ‫يف‬ ‫عريب‬ ٍ‫قرار‬ ‫إىل‬ – ٍ‫عندئذ‬ – ‫حيتاج‬ ‫وال‬ ،‫حيتله‬
‫وهو‬ ،‫يصدر‬ ‫لن‬ ‫القرار‬ ‫هذا‬ ‫مثل‬ ‫ألن‬ ،‫األحوال‬ ‫هذه‬
.‫ف‬ّ‫مشر‬ ‫غري‬ ‫قرار‬
‫العراقيني‬ ‫املسؤولني‬ ‫يدفع‬ ‫الذي‬ ‫التفكري‬ ‫أن‬ ‫ونظن‬
‫بالعراق‬ ‫الظهور‬ ‫وحماولة‬ ،‫العربية‬ ‫بالقمة‬ ‫لالهتمام‬
‫األنظمة‬ ‫بأجندة‬ ‫يذكرنا‬ – ‫تام‬ ‫بشكل‬ – ‫املعاىف‬ ‫مبظهر‬
‫فال‬ ،‫باملظاهر‬ ّ‫ال‬‫إ‬ ‫االهتمام‬ ‫تعرف‬ ‫ال‬ ‫اليت‬ ‫العربية‬
‫أو‬ ‫مسؤول‬ ‫زيارة‬ ‫حالة‬ ‫يف‬ ّ‫ال‬‫إ‬ ،‫بالشوارع‬ ‫اهتمام‬
‫الرئيس‬ ‫زيارة‬ ‫حادثة‬ ‫ا‬ّ‫ن‬‫ع‬ ‫ًا‬‫د‬‫بعي‬ ‫وليس‬ ،‫ذلك‬ ‫غري‬
‫اليت‬ ‫الكبرية‬ ‫التنظيف‬ ‫ومحلة‬ ‫القاهرة‬ ‫إىل‬ ‫األمريكي‬
‫يسمع‬ ‫ومل‬ ‫يعرفها‬ ‫مل‬ ‫محلة‬ ‫وهي‬ ،)‫(القاهرة‬ ‫شهدهتا‬
‫أن‬ ‫نريد‬ ‫فهل‬ ،‫أكثر‬ ‫أو‬ ‫قرن‬ ‫ربع‬ ‫طيلة‬ ‫املصريون‬ ‫هبا‬
!‫القوم؟‬ ‫هؤالء‬ ‫أمثال‬ ‫نكون‬
‫إنعقاد‬ ‫على‬ ‫يتوقف‬ ‫ال‬ ‫بالعراق‬ ‫النهوض‬ ‫إن‬
‫على‬ ‫يتوقف‬ ‫ولكن‬ ،‫مهمة‬ ‫كانت‬ ‫وإن‬ ،‫العربية‬ ‫القمة‬
‫املسؤولون‬ ‫عليها‬ ‫ع‬ِّ‫يوق‬ ‫شرف‬ ‫ووثيقة‬ ،‫وطين‬ ‫قرار‬
‫االهنيار‬ ‫من‬ ‫العراق‬ ‫ستصون‬ ٍ‫عندئذ‬ ‫وهي‬ ،‫العراقيون‬
،‫والدويل‬ ‫واإلسالمي‬ ‫العريب‬ ‫عامله‬ ‫إىل‬ ‫وتعيده‬
...‫كان‬ ‫مما‬ ‫وبأفضل‬
!‫ولكن‬ ...‫العرب‬ ‫بالقادة‬ ُ‫ال‬‫أه‬
‫العراق‬ - ‫بينات‬
2010 ‫الثاين‬ ‫تشرين‬ | 205 ‫العدد‬
‫ليست‬ -‫اإلسالم‬ ‫يف‬ – ‫العبادة‬
‫روحية‬ ‫وجدانية‬ ‫حالة‬ ‫جمرد‬
‫مع‬ ‫اإلنسان‬ ‫فيها‬ ‫يعيش‬ ‫ذاتية‬
‫قواعد‬ ‫من‬ ‫قاعدة‬ ‫هي‬ ‫بل‬ ،‫ه‬ّ‫ب‬‫ر‬
‫فيها‬ ‫تتنوع‬ ‫اليت‬ ‫الرتبية‬
ً‫ا‬‫أهداف‬ ‫لإلنسان‬ ‫لتحقق‬ ‫املمارسة‬
‫ويف‬ ،‫شخصيته‬ ‫حركة‬ ‫يف‬ ،‫عملية‬
‫واخلاصة‬ ‫ة‬ّ‫العام‬ ‫حياته‬ ‫جمرى‬
‫مقابلة‬
)‫سره‬ ‫(قدس‬ ‫اهلل‬ ‫فضل‬ ‫حسني‬ ‫حممد‬ ‫السيد‬ ‫املرجع‬ ‫العالمة‬ |
‫وسياسة‬ ‫وحركة‬ ‫عبادة‬ ‫احلج‬
‫إىل‬ ‫النظرة‬ ‫يف‬ ‫الشمول‬ ‫هذا‬ ‫هو‬ ،‫واحلياتية‬ ‫العبادية‬ ‫تشريعاته‬ ‫يف‬ ‫اإلسالم‬ ‫خصائص‬ ‫أبرز‬ ‫من‬ ّ‫لعل‬
‫الفكرة‬ ‫من‬ ‫انطالقًا‬ ‫حياته‬ ‫مسرية‬ ‫ويف‬ ،‫شخصيته‬ ‫تنمية‬ ‫يف‬ ‫غايات‬ ‫من‬ ‫حيققه‬ ‫أن‬ ‫يريد‬ ‫فيما‬ ،‫اإلنسان‬
‫من‬ ‫أوضاعه‬ ‫نعاجل‬ ‫أن‬ ‫لنا‬ ‫ليمكن‬ ،‫واحد‬ ‫بعد‬ ‫ذو‬ ‫أنه‬ ‫على‬ ‫الكائن‬ ‫اإلنسان‬ ‫إىل‬ ‫تنظر‬ ‫ال‬ ‫اليت‬ ‫الواقعية‬
‫أن‬ ‫دون‬ ‫من‬ ‫االجتماعية‬ ‫بالشخصية‬ ‫الفردية‬ ‫الشخصية‬ ‫فيها‬ ‫تلتقي‬ ‫أبعاد‬ ‫ذو‬ ‫كائن‬ ‫هو‬ ‫بل‬ ،‫واحدة‬ ‫جهة‬
‫الروحي‬ ‫اجلانب‬ ‫داخلها‬ ‫يف‬ ‫ميتزج‬ ‫كما‬ ،‫األخرى‬ ‫عن‬ ‫باالنفصال‬ ‫الذاتية‬ ‫خصائصها‬ ‫يف‬ ‫إحدامها‬ ‫تسمح‬
‫هناك‬ ‫وليس‬ ،‫املادية‬ ‫األسوار‬ ‫داخل‬ ‫يف‬ ‫النفس‬ ‫فيه‬ ‫ختتنق‬ ‫مادي‬ ‫عنصر‬ ‫هناك‬ ‫فليس‬ ،‫املادي‬ ‫باجلانب‬
‫بالروح‬ ‫النابضة‬ ‫املادة‬ ‫هي‬ ‫بل‬ ..‫رائعة‬ ‫جتريدية‬ ‫حالة‬ ‫يف‬ ،‫املادة‬ ‫عن‬ ‫ًا‬‫د‬‫بعي‬ ‫النفس‬ ‫فيه‬ ‫ق‬ّ‫ل‬‫حت‬ ‫روحي‬ ‫عنصر‬
.‫املادة‬ ‫حركة‬ ‫يف‬ ‫املنطلقة‬ ‫الروح‬ ‫أو‬
‫واالستقامة‬ ‫التوازن‬ ‫عن‬ ‫خروج‬ ‫االنحراف‬
‫اإلنسان‬ ‫ممارسة‬ ‫على‬ ‫اإلسالم‬ ‫د‬ّ‫أك‬ ‫ذلك‬ ‫ضوء‬ ‫ويف‬
‫خروجًا‬ ‫ذلك‬ ‫عن‬ ‫االحنراف‬ ‫واعترب‬ ‫طبيعي‬ ‫بشكل‬ ‫للحياة‬
‫يف‬ ‫املسلم‬ ‫اإلنسان‬ ‫انطالقة‬ ‫يف‬ ‫واالستقامة‬ ‫التوازن‬ ‫عن‬
‫منا‬ ‫«ليس‬ ‫املأثورة‬ ‫الكلمات‬ ‫بعض‬ ‫يف‬ ‫جاء‬ ‫فقد‬ ،‫احلياة‬
‫كما‬ ،»‫لدنياه‬ ‫آخرته‬ ‫ترك‬ ‫ومن‬ ‫آلخرته‬ ‫دنياه‬ ‫ترك‬ ‫من‬
‫املسلمني‬ ‫بأمور‬ ‫يهتم‬ ‫مل‬ ‫«من‬ :‫الشريف‬ ‫احلديث‬ ‫يف‬ ‫جاء‬
‫«ال‬ :‫وسلم‬ ‫وآله‬ ‫عليه‬ ‫اهلل‬ ‫ّى‬‫ل‬‫ص‬ ‫وقوله‬ ،»‫مبسلم‬ ‫فليس‬
‫ويكره‬ ‫لنفسه‬ ‫حيب‬ ‫ما‬ ‫ألخيه‬ ‫حيب‬ ‫حىت‬ ‫أحدكم‬ ‫يؤمن‬
‫ال‬ ‫احلياة‬ ‫عن‬ ‫العزلة‬ ‫أن‬ ‫يعين‬ ‫مما‬ ..»‫هلا‬ ‫يكره‬ ‫ما‬ ‫له‬
‫أن‬ ‫كما‬ ،‫احلياة‬ ‫يف‬ ‫اإلسالم‬ ‫قيم‬ ‫من‬ ‫كبرية‬ ‫قيمة‬ ‫متثل‬
‫قضاياها‬ ‫داخل‬ ‫املختنقة‬ ‫ذاتيتها‬ ‫يف‬ ‫املغرقة‬ ‫الفردية‬
‫يف‬ ‫اإلنساين‬ ‫السلوك‬ ‫يف‬ ‫القيمة‬ ّ‫ضد‬ ‫متثل‬ ‫هي‬ ‫اخلاصة‬
.‫اإلسالم‬ ‫نظر‬
‫الشمولية‬ ‫النظرة‬ ‫هذه‬ ‫خصائص‬ ‫من‬ ‫كان‬ ‫ورمبا‬
‫قضايا‬ ‫من‬ ‫قضية‬ ‫ة‬َّ‫ألي‬ ‫يريد‬ ‫اإلسالم‬ ّ‫أن‬ ،‫لإلنسان‬
‫يف‬ ‫تتحرك‬ ‫أن‬ ،‫ممارساته‬ ‫من‬ ‫ممارسة‬ ‫ة‬ّ‫وألي‬ ،‫اإلنسان‬
‫نقصًا‬ ‫ل‬ّ‫تكم‬ ‫حبيث‬ ،‫األخرى‬ ‫واملمارسات‬ ‫القضايا‬ ‫خط‬
‫اإلسالم‬ ‫ك‬ّ‫حتر‬ ‫فإذا‬ ..‫وجوده‬ ‫يف‬ ‫فراغًا‬ ّ‫تسد‬ ‫أو‬ ،‫فيه‬
‫ـ‬ ‫يريد‬ ‫فإنه‬ ،‫اإلنسان‬ ‫حلياة‬ ‫الفردية‬ ‫التربية‬ ‫خط‬ ‫يف‬
‫ما‬ ‫الكرمية‬ ‫الصفات‬ ‫من‬ ‫له‬ ‫خيتار‬ ‫أن‬ ‫ـ‬ ‫ذلك‬ ‫خالل‬ ‫من‬
‫رة‬ّ‫اخلي‬ ‫الشخصية‬ ‫له‬ ‫وحيقق‬ ،‫إنسانيته‬ ‫مستوى‬ ‫يرفع‬
‫بلغت‬ ‫مهما‬ ‫للعلم‬ ‫قيمة‬ ‫فال‬ ،‫االجتماعي‬ ‫احلقل‬ ‫يف‬
‫مستوى‬ ‫إىل‬ ‫باالنسان‬ ‫يرتفع‬ ‫مل‬ ‫إذا‬ ،‫فيه‬ ‫صاحبه‬ ‫درجة‬
‫لآلخرين‬ ‫مدرسة‬ ‫نفسه‬ ‫من‬ ‫فيه‬ ‫يفتح‬ ‫الذي‬ ‫العطاء‬
‫فرصة‬ ‫متنحها‬ ‫واسعة‬ ً‫ة‬‫خرب‬ ‫فكره‬ ‫من‬ ‫للحياة‬ ‫ويقدم‬
‫تتحول‬ ‫مل‬ ‫إذا‬ ‫ة‬ّ‫للقو‬ ‫قيمة‬ ‫وال‬ ،‫واالزدهار‬ ‫والتقدم‬ ‫مو‬ّ‫ن‬‫ال‬
‫من‬ ‫اآلخرين‬ ‫تنقذ‬ ‫اليت‬ ‫ة‬ّ‫القو‬ ‫عناصر‬ ‫من‬ ‫عنصر‬ ‫إىل‬
‫يف‬ ‫اإلسالم‬ ‫جيد‬ ‫وهكذا‬ ..‫اإلنساين‬ ‫الضعف‬ ‫عوامل‬
‫الكمال‬ ‫إىل‬ ‫للدخول‬ ‫مفتاحًا‬ ‫اإلنساين‬ ‫الفردي‬ ‫الكمال‬
‫تعطي‬ ‫اليت‬ ‫بالفكرة‬ ‫ويوحي‬ ..‫االجتماعي‬ ‫اإلنساين‬
‫استطاعت‬ ‫إذا‬ ،‫الكبرية‬ ‫قيمتها‬ ‫األخالقية‬ ‫للخصائص‬
،‫املجتمع‬ ‫قلب‬ ‫يف‬ ‫حركته‬ ‫يف‬ ‫ذاته‬ ‫لإلنسان‬ ‫حتقق‬ ‫أن‬
‫يف‬ ‫النمو‬ ‫ة‬ّ‫عملي‬ ‫ميارسون‬ ‫ّذين‬‫ل‬‫ل‬ ‫القيمة‬ ‫منح‬ ‫وترفض‬
	.‫احلياة‬ ‫عن‬ ‫البعيدة‬ ‫العزلة‬
‫وجدانية‬ ‫حالة‬ ‫جمرد‬ ‫ليست‬ -‫اإلسالم‬ ‫يف‬ – ‫العبادة‬
‫هي‬ ‫بل‬ ،‫ه‬ّ‫رب‬ ‫مع‬ ‫اإلنسان‬ ‫فيها‬ ‫يعيش‬ ‫ذاتية‬ ‫روحية‬
‫املمارسة‬ ‫فيها‬ ‫تتنوع‬ ‫اليت‬ ‫التربية‬ ‫قواعد‬ ‫من‬ ‫قاعدة‬
،‫شخصيته‬ ‫حركة‬ ‫يف‬ ،‫عملية‬ ‫أهدافًا‬ ‫لإلنسان‬ ‫لتحقق‬
‫واخلاصة‬ ‫ة‬ّ‫العام‬ ‫حياته‬ ‫جمرى‬ ‫ويف‬
‫اهلل‬ ‫إىل‬ ‫االنسانية‬ ‫بالروح‬ ‫االرتفاع‬
‫الشمولية‬ ‫النظرة‬ ‫هذه‬ ‫يثري‬ ‫أن‬ ‫اإلسالم‬ ‫أراد‬ ‫وقد‬
،‫احلياة‬ ‫إىل‬ ‫اإلسالم‬ ‫جاء‬ ‫فقد‬ ..‫للعبادات‬ ‫تشريعه‬ ‫يف‬
‫من‬ ‫شأنًا‬ ‫العبادة‬ ‫تعترب‬ ‫اليت‬ ‫الروحية‬ ‫بالنظرة‬ ‫والتقى‬
‫من‬ ‫فليس‬ ،‫باألرض‬ ‫هلا‬ ‫عالقة‬ ‫وال‬ ‫السماء‬ ‫شؤون‬
‫هدفًا‬ ‫حتقق‬ ‫أن‬ ‫الروحية‬ ‫قيمتها‬ ‫يف‬ ‫للعبادة‬ ‫املفروض‬
‫االجتماعية‬ ‫شؤوهنا‬ ‫يف‬ ‫ـ‬ ‫أساسه‬ ‫على‬ ‫ـ‬ ‫تتحرك‬ ‫كبريًا‬
‫أن‬ ‫ومهمتها‬ ‫دورها‬ ّ‫كل‬ ‫بل‬ ،‫واالقتصادية‬ ‫والسياسية‬
‫روحية‬ ‫غيبوبة‬ ‫يف‬ ‫اهلل‬ ‫إىل‬ ‫اإلنسانية‬ ‫بالروح‬ ‫ترتفع‬
‫واخلضوع‬ ‫اخلشوع‬ ‫روحانية‬ ‫اإلنسان‬ ‫فيها‬ ‫يعيش‬ ،‫خالصة‬
‫والنشوة‬ ‫بالسعادة‬ ‫معها‬ ‫فيحس‬ ،‫خلالقه‬ ‫والعبودية‬
‫وبذلك‬ ..‫اهلل‬ ‫من‬ ‫والقرب‬ ‫املطلق‬ ‫أجواء‬ ‫يف‬ ‫واالمتداد‬
‫يف‬ ‫واإلخالص‬ ‫الروح‬ ‫يف‬ ‫و‬ّ‫السم‬ ‫مظهر‬ ‫الرهبانية‬ ‫كانت‬
‫احلياة‬ ‫زخارف‬ ‫كل‬ ‫عن‬ ‫اإلنسان‬ ‫تعزل‬ ‫ألهنا‬ ،‫العبادة‬
‫وتربطه‬ ،‫الصغرية‬ ‫وقضاياها‬ ‫ومشاكلها‬ ‫وشهواهتا‬
...‫باهلل‬
‫خالل‬ ‫من‬ ‫العبادة‬ ‫إىل‬ ‫النظرة‬ ‫هذه‬ ‫تغيري‬ ‫اإلسالم‬ ‫وبدأ‬
‫كان‬ ‫فإذا‬ ..‫احلياة‬ ‫يف‬ ‫اإلنسان‬ ‫دور‬ ‫إىل‬ ‫للنظرة‬ ‫تغيريه‬
‫األرض‬ ‫كانت‬ ‫وإذا‬ ،‫األرض‬ ‫يف‬ ‫اهلل‬ ‫خليفة‬ ‫اإلنسان‬
‫فيها‬ ‫حيققوا‬ ‫أن‬ ‫لعباده‬ ‫اهلل‬ ‫يريد‬ ‫اليت‬ ‫الساحة‬ ‫هي‬
،‫رساالته‬ ‫هلم‬ ‫ترمسه‬ ‫الذي‬ ‫و‬ّ‫السم‬ ّ‫خط‬ ‫يف‬ ‫إنسانيتهم‬
‫مو‬ّ‫ن‬‫ال‬ ‫شؤون‬ ‫يف‬ ‫براجمهم‬ ‫جوانبها‬ ‫يف‬ ‫خيططوا‬ ‫وأن‬
..‫األرض‬ ‫يف‬ ‫اهلل‬ ‫سنن‬ ‫أساس‬ ‫على‬ ‫واالزدهار‬ ‫م‬ّ‫والتقد‬
‫احلياة‬ ‫حركة‬ ‫رعاية‬ ‫يف‬ ‫اإلنساين‬ ‫الدور‬ ‫أن‬ ‫يعين‬ ‫وهذا‬
‫ليس‬ ‫أهدافها‬ ‫وبرجمة‬ ‫مراحلها‬ ‫وختطيط‬ ‫شؤوهنا‬ ‫وإدارة‬
‫يف‬ ‫كان‬ ‫ما‬ّ‫رب‬ ‫بل‬ ،‫ورضاه‬ ‫وحمبته‬ ‫اهلل‬ ‫ارادة‬ ‫عن‬ ‫بعيدًا‬
‫فيما‬ ‫ـ‬ ‫له‬ ‫عبوديته‬ ‫عمق‬ ‫على‬ ‫والتأكيد‬ ‫اهلل‬ ‫من‬ ‫القرب‬
‫نفس‬ ‫يف‬ ‫املعاين‬ ‫هذه‬ ‫حتقيق‬ ‫على‬ ‫باعثًا‬ ‫ـ‬ ‫العبادة‬ ‫متثله‬
..‫أكمل‬ ‫وبإخالص‬ ،‫أفضل‬ ٍ‫بطريقة‬ ‫وحياته‬ ‫اإلنسان‬
‫معناها‬ ‫ـ‬ ‫االجتاه‬ ‫هذا‬ ‫يف‬ ‫ـ‬ ‫العبادة‬ ‫اإلسالم‬ ‫أعطى‬ ‫وقد‬
‫تعد‬ ‫فلم‬ ،‫العملي‬ ‫ودورها‬ ‫ز‬ّ‫املمي‬ ‫وطابعها‬ ،‫اجلديد‬
‫اإلنسان‬ ‫فيها‬ ‫يعيش‬ ‫ذاتية‬ ‫روحية‬ ‫وجدانية‬ ‫حالة‬ ‫جمرد‬
‫اليت‬ ‫التربية‬ ‫قواعد‬ ‫من‬ ‫قاعدة‬ ‫إىل‬ ‫حتولت‬ ‫بل‬ ،‫ه‬ّ‫رب‬ ‫مع‬
‫يف‬ ،‫عملية‬ ‫أهدافًا‬ ‫لإلنسان‬ ‫لتحقق‬ ‫املمارسة‬ ‫فيها‬ ‫تتنوع‬
..‫واخلاصة‬ ‫ة‬ّ‫العام‬ ‫حياته‬ ‫جمرى‬ ‫ويف‬ ،‫شخصيته‬ ‫حركة‬
3 2010 ‫الثاين‬ ‫تشرين‬ | 205 ‫العدد‬
‫في‬
‫العدد‬‫هذا‬
|5‫|ص‬ ‫روحيًا‬ ‫مضمونًا‬ ‫احلج‬ ‫نعيش‬ ‫كيف‬ 
|9-8 ‫|ص‬ )‫(رض‬ ‫اهلل‬ ‫فضل‬ ‫املرجع‬ ‫العالمة‬ ‫حول‬ ‫كتابات‬ 
:‫العبادات‬ ‫بين‬ ‫الحج‬ ‫قيمة‬
‫اهلل‬ ‫أرادها‬ ‫اليت‬ ‫اإلسالمية‬ ‫العبادات‬ ‫من‬ ‫واحلج‬
‫لقضية‬ ‫الشاملة‬ ‫النظرة‬ ‫خالهلا‬ ‫من‬ ‫لتحققوا‬ ،‫للناس‬
‫كل‬ ‫على‬ ‫فريضة‬ ‫اهلل‬ ‫جعله‬ ‫فقد‬ ..‫احلياة‬ ‫يف‬ ‫اإلنسان‬
‫على‬ ‫خروجًا‬ ‫تركها‬ ‫واعترب‬ ،ً‫ال‬‫سبي‬ ‫إليه‬ ‫استطاع‬ ‫من‬
‫يف‬ ‫هلا‬ ‫التارك‬ ‫جعل‬ ‫حىت‬ ،‫اإلسالمي‬ ‫االلتزام‬ ‫عمق‬
‫منذ‬ ‫عباده‬ ‫به‬ ‫اهلل‬ ‫د‬ّ‫تعب‬ ‫وقد‬ ..‫اإلسالم‬ ‫عن‬ ‫اخلارج‬ ‫حكم‬
‫إليه‬ ‫فأضاف‬ ‫اإلسالم‬ ‫وجاء‬ ‫الم‬ َّ‫الس‬ ‫عليه‬ ‫إبراهيم‬ ‫النيب‬
‫خطوطًا‬ ‫له‬ ‫ورسم‬ ،‫أهدافًا‬ ‫له‬ ‫د‬ّ‫وحد‬ ‫وأحكامًا‬ ‫شروطًا‬
،‫احلياة‬ ‫يف‬ ‫الكبري‬ ‫الدور‬ ‫لإلسالم‬ ‫حيقق‬ ‫أن‬ ‫أجل‬ ‫من‬
‫على‬ ‫فيه‬ ‫يقتصر‬ ‫فلم‬ ،‫وامتداداته‬ ‫فاعليته‬ ‫من‬ ‫فيزيد‬
‫املعاين‬ ‫استوعب‬ ‫بل‬ ،‫التربية‬ ‫جوانب‬ ‫من‬ ‫واحد‬ ‫جانب‬
‫يف‬ ‫اإلحرام‬ ‫ع‬ّ‫فشر‬ ،‫خرى‬ُ‫أل‬‫ا‬ ‫العبادات‬ ‫من‬ ‫تنطلق‬ ‫اليت‬
،‫الصوم‬ ‫أهداف‬ ‫لإلنسان‬ ‫ليحقق‬ ‫وتروكه؛‬ ‫التزاماته‬ ‫كل‬
‫اإلنسان‬ ‫يف‬ ‫خياطب‬ ‫ال‬ ‫متنوع‬ ‫ك‬ّ‫متحر‬ ‫أسلوب‬ ‫يف‬ ‫ولكن‬
،‫خرى‬ُ‫أ‬ ‫جوانب‬ ‫فيه‬ ‫خياطب‬ ‫ولكنه‬ ،‫وظمأه‬ ‫اجلسد‬ ‫جوع‬
‫التعلق‬ ‫ونزعة‬ ،‫بالسالم‬ ‫له‬ ‫فتوحي‬ ‫ة‬ّ‫القو‬ ‫نزعة‬ ‫فيه‬ ‫هتذب‬
‫الترف‬ ‫ونزعة‬ ،‫والتوازن‬ ‫باالنضباط‬ ‫له‬ ‫فتوحي‬ ‫ّذة‬‫ل‬‫بال‬
‫إىل‬ ‫فتوجهه‬ ‫الكربياء‬ ‫ونزعة‬ ،‫اخلشونة‬ ‫إىل‬ ‫فتقوده‬
،‫واملعرفة‬ ‫والثقافة‬ ‫الفكر‬ ‫ك‬ّ‫حير‬ ‫كيف‬ ‫ّمه‬‫ل‬‫وتع‬ ،‫التواضع‬
‫سبيله‬ ‫املعرفة‬ ‫لتبقى‬ ‫الباطل‬ ‫من‬ ً‫ال‬‫بد‬ ‫احلق‬ ‫اجتاه‬ ‫يف‬
‫حول‬ ‫الطواف‬ ‫ع‬ّ‫وشر‬ ،‫والفكرة‬ ‫الكلمة‬ ‫حركة‬ ‫يف‬ ‫الوحيد‬
‫الصالة‬ ‫آفاق‬ ‫اإلنسان‬ ‫معه‬ ‫ليعيش‬ ،‫صالة‬ ‫وجعله‬ ‫البيت‬
‫أراده‬ ‫الذي‬ ،‫البيت‬ ‫يكون‬ ‫ان‬ ‫اهلل‬ ‫أراد‬ ‫حيث‬ ‫وروحيتها‬
‫املتصل‬ ‫الروحي‬ ‫معناه‬ ‫يف‬ ،‫الناس‬ ‫بني‬ ‫للوحدة‬ ‫رمزًا‬ ‫اهلل‬
‫ولإلحياء‬ ،‫باحلجارة‬ ‫املتمثل‬ ‫املادي‬ ‫مدلوله‬ ‫يف‬ ‫ال‬ ،‫باهلل‬
‫إرادة‬ ‫حول‬ ٍ‫طواف‬ ‫إىل‬ ‫تتحول‬ ‫أن‬ ‫من‬ ‫بد‬ ‫ال‬ ‫احلياة‬ ‫بأن‬
‫والنقاء‬ ‫الطهارة‬ ‫مشاعر‬ ‫من‬ ‫بيته‬ ‫يف‬ ‫يتمثل‬ ‫فيما‬ ،‫اهلل‬
‫حركة‬ ‫احلياة‬ ‫لتكون‬ .‫ة‬ّ‫واملحب‬ ‫والرمحة‬ ‫والربكة‬ ‫واخلري‬
‫ويريد‬ ،‫ويرضاها‬ ‫اهلل‬ ‫ها‬ّ‫حيب‬ ‫اليت‬ ‫األهداف‬ ‫طريق‬ ‫يف‬
..‫ة‬ّ‫ومسؤولي‬ ‫ة‬ّ‫رسالي‬ ‫يف‬ ‫معها‬ ‫ينطلقوا‬ ‫أن‬ ‫لعباده‬
‫اإلنسان‬ ‫ليعيش‬ ،‫واملروة‬ ‫الصفا‬ ‫بني‬ ‫السعي‬ ‫وفرض‬
‫تتجه‬ ‫أن‬ ‫من‬ ‫بد‬ ‫ال‬ ‫خطواته‬ ‫بأن‬ ‫الواعي‬ ‫الشعور‬ ‫معه‬
‫سبيل‬ ‫يف‬ ‫سعيًا‬ ‫سعيه‬ ‫ليكون‬ ،‫رة‬ّ‫اخلي‬ ‫املجاالت‬ ‫إىل‬
‫ال‬ ‫هنا‬ ‫يسعى‬ ‫فهو‬ ،ّ‫الشر‬ ‫طريق‬ ‫عن‬ ‫وابتعادًا‬ ،‫اخلري‬
‫القرب‬ ‫على‬ ‫ليحصل‬ ‫ذلك‬ ‫منه‬ ‫أراد‬ ‫اهلل‬ ّ‫ألن‬ ‫إال‬ ‫لشيء‬
‫على‬ ‫للحصول‬ ‫كان‬ ‫إذا‬ ‫هنا‬ ‫السعي‬ ‫بأن‬ ‫يوحي‬ ‫مما‬ ..‫منه‬
‫فينبغي‬ ،‫وهنيه‬ ‫أمره‬ ‫من‬ ‫به‬ ‫دنا‬ّ‫تعب‬ ‫فيما‬ ‫اهلل‬ ‫مرضاة‬
‫يف‬ ،‫خرى‬ُ‫أل‬‫ا‬ ‫احلياة‬ ‫جماالت‬ ‫يف‬ ‫السعي‬ ‫نطلق‬ ‫أن‬ ‫لنا‬
‫يف‬ ،‫واالقتصادية‬ ‫والسياسية‬ ‫االجتماعية‬ ‫آفاقها‬ ‫كل‬
‫ا‬ّ‫أم‬ ..‫أمورنا‬ ‫كل‬ ‫يف‬ ‫رضاه‬ ‫على‬ ‫لنحصل‬ ‫نفسه‬ ‫االجتاه‬
،‫ومىن‬ ‫واملشعر‬ ‫عرفات‬ ‫يف‬ ‫اهلل‬ ‫أرادها‬ ‫اليت‬ ‫الوقفات‬
‫ليستعيد‬ ‫وانطالق؛‬ ‫ر‬ّ‫وتدب‬ ‫وحساب‬ ‫تأمل‬ ‫وقفات‬ ‫فإهنا‬
،‫الصراع‬ ‫غمرات‬ ‫يف‬ ‫تضيع‬ ‫قد‬ ‫اليت‬ ‫مبادئه‬ ‫اإلنسان‬ ‫فيها‬
‫سبيل‬ ‫يف‬ ‫أو‬ ،‫العيش‬ ‫لقمة‬ ‫سبيل‬ ‫يف‬ ‫خيوضها‬ ‫اليت‬
،‫املشروعة‬ ‫وغري‬ ‫املشروعة‬ ‫ومطامعه‬ ‫رغباته‬ ‫حتقيق‬
‫حتت‬ ،‫الكبرية‬ ِ‫ه‬‫قيم‬ ‫من‬ ‫الكثري‬ ‫يفقد‬ ‫قد‬ ‫اإلنسان‬ ّ‫فإن‬
‫اليت‬ ‫ة‬ّ‫املضاد‬ ‫والتحديات‬ ،‫جهة‬ ‫من‬ ‫الذاتية‬ ‫النوازع‬ ‫تأثري‬
‫ـ‬ ‫خرى‬ُ‫أ‬ ‫جهة‬ ‫من‬ ‫ـ‬ ،‫متوترة‬ ‫فعل‬ ‫ردود‬ ‫لديه‬ ‫ختلق‬ ‫قد‬
‫به‬ ‫يؤمن‬ ‫مما‬ ‫الكثري‬ ‫الكثري‬ ‫كله‬ ‫ذلك‬ ‫غمرة‬ ‫يف‬ ‫فينسى‬
‫من‬ ‫مزيد‬ ‫إىل‬ ‫حباجة‬ ‫جيعله‬ ‫الذي‬ ‫األمر‬ ، ‫إليه‬ ‫يدعو‬ ‫أو‬
‫وعقيدته‬ ‫فكره‬ ‫إىل‬ ‫فيها‬ ‫يرجع‬ ‫اليت‬ ،‫واملحاسبة‬ ‫التأمل‬
	.‫احلياة‬ ‫يف‬ ‫املستقيم‬ ‫وخطه‬
‫إنسانًا‬ ‫احلج‬ ‫رحلة‬ ‫من‬ ‫يعود‬ ‫أن‬ ‫املسلم‬ ‫إمكان‬ ‫يف‬
‫ما‬ ‫خالل‬ ‫من‬ ،‫وخطواته‬ ‫ومنطلقاته‬ ‫أهدافه‬ ‫يف‬ ‫جديدًا‬
‫الطهر‬ ‫حيث‬ ،‫الت‬ّ‫وتأم‬ ‫ومواقف‬ ‫وعرب‬ ‫دروس‬ ‫من‬ ‫عاشه‬
‫واحلنان‬ ‫ة‬ّ‫واملحب‬ ‫واخلري‬
‫فيما‬ ‫والعطاء‬ ‫للتضحية‬ ‫ًا‬ّ‫حي‬ ‫رمزًا‬ ‫ة‬ّ‫األضحي‬ ‫وجعل‬
‫أسلما‬ ‫عندما‬ ،‫وإمساعيل‬ ‫إبراهيم‬ ‫تاريخ‬ ‫من‬ ‫إليه‬ ‫يرمز‬
‫عاطفتها‬ ‫يف‬ ‫ة‬ّ‫األبو‬ ‫نوازع‬ ‫على‬ ‫وانتصرا‬ ‫األمر‬ ‫هلل‬
‫اإلنسان‬ ‫إحساس‬ ‫يف‬ ‫الذات‬ ‫حب‬ ‫وعلى‬ ،‫البنوة‬ ‫جتاه‬
،‫عظيم‬ ‫بذبح‬ ‫اهلل‬ ‫فداه‬ ‫أن‬ ‫إىل‬ ‫األمر‬ ‫وانتهى‬ ..‫حبياته‬
‫من‬ ‫زمان‬ ‫كل‬ ‫يف‬ ‫اإلنسان‬ ‫حياة‬ ‫يف‬ ‫تثريه‬ ‫أن‬ ‫يريد‬ ‫وفيما‬
،‫عمليًا‬ ‫خطًا‬ ‫ذلك‬ ‫ليكون‬ ‫الروح؛‬ ‫هذه‬ ‫هدى‬ ‫على‬ ‫السري‬
‫للتضحية‬ ‫حتتاجها‬ ‫مرحلة‬ ‫كل‬ ‫يف‬ ‫احلياة‬ ‫عليه‬ ‫تسري‬
‫اهلل‬ ‫يريد‬ ‫مبا‬ ً‫ء‬‫إحيا‬ ،‫الشيطان‬ ‫رجم‬ ‫وكان‬ ..‫والعطاء‬
‫فيه‬ ‫يواجه‬ ٍ‫يوم‬ ‫كأهم‬ ‫حياته‬ ‫يف‬ ‫يعيش‬ ‫أن‬ ‫لإلنسان‬
،‫وفعله‬ ‫وقوله‬ ‫وعاطفته‬ ‫فكره‬ ‫يف‬ ‫الشيطان‬ ‫خطوات‬
‫يف‬ ‫كان‬ ‫ورمبا‬ .‫واخلاصة‬ ‫العامة‬ ‫وعالقاته‬ ‫وانتماءاته‬
)‫(الرمز‬ ‫الشيطان‬ ‫لرجم‬ ‫الفريضة‬ ‫يف‬ ‫التكرير‬ ‫هذا‬
‫ليست‬ ‫للشيطان‬ ‫اإلنسان‬ ‫حماربة‬ ‫قضية‬ ‫بأن‬ ‫إشارة‬
‫هي‬ ‫بل‬ ،‫ويتركها‬ ‫اإلنسان‬ ‫يعيشها‬ ‫واحدة‬ ‫حالة‬ ‫قضية‬
‫يساهم‬ ‫أن‬ ‫ميكن‬ ‫وهكذا‬ ..‫يوم‬ ‫كل‬ ‫يف‬ ‫متجددة‬ ‫قضية‬
‫تنمية‬ ‫يف‬ ،‫ة‬ّ‫الروحي‬ ‫وأجوائه‬ ‫ورموزه‬ ‫إحياءاته‬ ‫يف‬ ‫احلج‬
‫والعملي‬ ‫التأملي‬ ‫اجلانب‬ ‫من‬ ‫اإلنسانية‬ ‫الشخصية‬
‫من‬ ‫الفريضة‬ ‫هذه‬ ‫اإلنسان‬ ‫عاش‬ ‫إذا‬ ‫فيما‬ ،‫والروحي‬
‫عبادة‬ ‫د‬ّ‫جمر‬ ‫يبقى‬ ‫ال‬ ‫لذلك‬ ‫املسؤول؛‬ ‫الوعي‬ ‫موضع‬
‫مشاعره‬ ‫يف‬ ‫ليغيب‬ ‫الواقع‬ ‫من‬ ‫اإلنسان‬ ‫فيها‬ ‫يهرب‬
‫أن‬ ‫البعض‬ ‫حياول‬ ‫كما‬ ،‫بالضباب‬ ٍ‫مشبع‬ ٍّ‫جو‬ ‫يف‬ ‫الذاتية‬
..‫العبادة‬ ‫ر‬ّ‫يصو‬
‫يف‬ ‫املتحركة‬ ‫الواعية‬ ‫الروحية‬ ‫األجواء‬ ‫هذه‬ ‫ويف‬
‫رحلة‬ ‫من‬ ‫الفرد‬ ‫اإلنسان‬ ‫يعود‬ ‫أن‬ ‫ميكن‬ ‫املسؤولية‬ ‫خط‬
،‫وخطواته‬ ‫ومنطلقاته‬ ‫أهدافه‬ ‫يف‬ ‫جديدًا‬ ‫إنسانًا‬ ‫احلج‬
،‫الت‬ّ‫وتأم‬ ‫ومواقف‬ ‫وعرب‬ ‫دروس‬ ‫من‬ ‫عاشه‬ ‫ما‬ ‫خالل‬ ‫من‬
‫ما‬ ‫هو‬ ‫هذا‬ ّ‫ولعل‬ ،‫واحلنان‬ ‫ة‬ّ‫واملحب‬ ‫واخلري‬ ‫الطهر‬ ‫حيث‬
‫األحاديث‬ ‫يف‬ ‫ورد‬ ‫فيما‬ ‫للحاج‬ ‫يوحيه‬ ‫أن‬ ‫اإلسالم‬ ‫يريد‬
‫ولدته‬ ‫كيوم‬ ‫احلج‬ ‫من‬ ‫خيرج‬ ‫اإلنسان‬ ‫بأن‬ ‫توحي‬ ‫اليت‬
‫وذلك‬ ..‫جديد‬ ‫من‬ ‫العمل‬ ‫استأنف‬ ‫له‬ ‫يقال‬ ‫وأنه‬ ،‫ه‬ّ‫أم‬
‫الشكل‬ ‫خالل‬ ‫من‬ ‫ال‬ ،‫للحج‬ ‫الداخلي‬ ‫املضمون‬ ‫نطاق‬ ‫يف‬
‫وبدون‬ ٍ‫روح‬ ‫بدون‬ ‫الكثريون‬ ‫يؤديه‬ ‫الذي‬ ‫اخلارجي‬
ً‫ة‬‫وسياح‬ ‫وتقليدًا‬ ً‫ة‬‫عاد‬ ‫احلج‬ ‫يعيشون‬ ‫ممن‬ ‫معىن‬
‫البيت‬ ‫أهل‬ ‫أئمة‬ ‫أحد‬ ‫عن‬ ‫ورد‬ ‫ما‬ ‫عليه‬ ‫فينطبق‬ ً‫ة‬‫وجتار‬
‫يف‬ ‫املحتشدة‬ ‫اجلموع‬ ‫إىل‬ ‫نظر‬ ‫عندما‬ ‫الم‬ َّ‫الس‬ ‫عليهم‬
‫وأقل‬ ‫الضجيج‬ ‫أكثر‬ ‫«ما‬ :‫فقال‬ ‫اهلل‬ ‫بيت‬ ‫يف‬ ‫أو‬ ،‫املوقف‬
‫يف‬ ‫متحركًا‬ ‫يكن‬ ‫مل‬ ‫إذا‬ ‫للعدد‬ ‫قيمة‬ ‫ال‬ ‫إذ‬ ! »‫احلجيج‬
‫حيقق‬ ‫صغري‬ ‫رقم‬ ‫فرب‬ ،‫احلياة‬ ‫يف‬ ‫الروحية‬ ‫القيم‬ ‫عمق‬
‫حيقق‬ ‫ال‬ ‫كبري‬ ‫رقم‬ ‫من‬ ‫أفضل‬ ‫هو‬ ‫كبريًا‬ ‫معىن‬ ‫لإلنسانية‬
‫صعيد‬ ‫على‬ ‫واحلجم‬ ‫الساحة‬ ‫يف‬ ً‫ة‬‫زياد‬ ‫إال‬ ‫للحياة‬ ‫شيئًا‬
ً‫ال‬‫بد‬ ‫احلياة‬ ‫على‬ ‫عبئًا‬ ‫يكونون‬ ‫الذين‬ ‫هؤالء‬ ‫من‬ ،‫األرض‬
.‫هلا‬ ‫ة‬ّ‫قو‬ ‫يكونوا‬ ‫أن‬ ‫من‬
:‫الروحية‬ ‫األبعاد‬ ‫في‬
‫مضمون‬ ‫ذات‬ ‫عبادة‬ ‫هو‬ ‫حيث‬ ‫من‬ ‫احلج‬ ‫كان‬ ‫وإذا‬
،‫الروحي‬ ‫االرتفاع‬ ‫هذا‬ ‫لإلنسان‬ ‫حيقق‬ ،‫وروحي‬ ‫عملي‬
‫لإلنسان‬ ‫تغيريه‬ ‫خالل‬ ‫من‬ ‫الواقع‬ ‫تغيري‬ ‫على‬ ‫يساعد‬ ‫فإنه‬
‫يعترب‬ ‫الذي‬ ‫اإلسالم‬ ‫يف‬ ‫القرآين‬ ‫الوحي‬ ‫من‬ ‫انطالقًا‬
‫الكرمي‬ ‫اآلية‬ ‫به‬ ‫جاءت‬ ‫كما‬ ‫التغيري‬ ‫أساس‬ ‫اإلنسان‬
}‫بأنفسهم‬ ‫ما‬ ‫روا‬ّ‫يغي‬ ‫ى‬ّ‫ت‬‫ح‬ ‫بقوم‬ ‫ما‬ ‫ر‬ّ‫غي‬ُ‫ي‬ ‫ال‬ ‫اهلل‬ ‫{إن‬
‫حركة‬ ‫عمق‬ ‫يف‬ ‫العبادة‬ ‫تدخل‬ ‫وبذلك‬ ..]11:‫[الرعد‬
..‫السطح‬ ‫على‬ ً‫ة‬‫طافي‬ ً‫ة‬‫طارئ‬ ً‫ة‬‫حال‬ ‫تبقى‬ ‫وال‬ ،‫احلياة‬
‫أساليبهم‬ ‫يف‬ ‫ـ‬ ‫لإلسالم‬ ‫العاملون‬ ‫يستطيع‬ ‫وهكذا‬
‫هذه‬ ‫ممارسة‬ ‫على‬ ‫الناس‬ ‫عوا‬ ّ‫يشج‬ ‫أن‬ ‫ـ‬ ‫العملية‬ ‫التربوية‬
‫الداخلي‬ ‫التغيري‬ ‫من‬ ‫املستوى‬ ‫هذا‬ ‫لتحقيق‬ ‫الفريضة؛‬
‫وسائل‬ ‫من‬ ‫متقدمة‬ ‫روحية‬ ٍ‫كوسيلة‬ ،‫اإلنسان‬ ‫حياة‬ ‫يف‬
‫الفرد‬ ‫خيتزنه‬ ‫ما‬ ‫فإن‬ ..‫احلياة‬ ‫حلركة‬ ‫اخلارجي‬ ‫التغيري‬
‫هو‬ ،‫احلج‬ ‫أجواء‬ ‫يف‬ ‫اجلديدة‬ ‫الروحية‬ ‫الطاقات‬ ‫من‬
‫اعتاد‬ ‫اليت‬ ‫اخلطابية‬ ‫األساليب‬ ‫من‬ ‫كثري‬ ‫من‬ ‫أعظم‬
..‫التربية‬ ‫عملية‬ ‫يف‬ ‫ممارستها‬ ‫الناس‬
‫املشاعر‬ ‫يعيشون‬ ‫ال‬ ‫كانوا‬ ‫الذين‬ ‫الكثريين‬ ‫رأينا‬ ‫وقد‬
‫كانوا‬ ‫الذي‬ ‫الوقت‬ ‫يف‬ ،‫منطلقاهتم‬ ‫يف‬ ‫الروحية‬
‫مبادئ‬ ‫بعض‬ ‫يف‬ ‫اإلسالمي‬ ‫االلتزام‬ ‫فيه‬ ‫ميارسون‬
‫هبذه‬ ‫قيامهم‬ ‫بعد‬ ‫كثريًا‬ ‫تغريوا‬ ‫قد‬ ..‫وأحكامه‬ ‫اإلسالم‬
‫تغري‬ ‫أن‬ ‫استطاعت‬ ‫حبيث‬ ‫واعية‬ ‫بطريقة‬ ‫الفريضة‬
‫فكر‬ ‫من‬ ‫فيه‬ ‫يعيشون‬ ‫فيما‬ ‫وشعورهم‬ ‫تفكريهم‬ ‫جمرى‬
‫حركة‬ ‫يف‬ ‫واعية‬ ‫فاعلة‬ ‫عناصر‬ ‫إىل‬ ‫لوا‬ّ‫وحتو‬ .. ‫وشعور‬
.‫والعمل‬ ‫الدعوة‬ ‫يف‬ ‫اإلسالم‬
‫الفريضة؟‬ ‫هذه‬ ‫لنا‬ ‫تعنيه‬ ‫ما‬ ‫هو‬ ‫كله‬ ‫هذا‬ ‫هل‬ ‫ولكن‬
‫وحدة‬ ‫على‬ ‫التأكيد‬ ‫هذا‬ ‫فلماذا‬ ،‫كذلك‬ ‫األمر‬ ‫كان‬ ‫وإذا‬
42010 ‫الثاين‬ ‫تشرين‬ | 205 ‫العدد‬
‫من‬ ‫العظيم‬ ‫احلشد‬ ‫هذا‬ ‫وعلى‬ ،‫فيه‬ ‫متارس‬ ‫الذي‬ ‫املكان‬
..‫ولغاته‬ ‫وقومياته‬ ‫وألوانه‬ ‫أجناسه‬ ‫تتنوع‬ ‫الذي‬ ‫الناس‬
‫من‬ ‫األنواع‬ ‫هذه‬ ‫لكل‬ ‫كدين‬ ‫اإلسالم‬ ‫مشول‬ ‫بطبيعة‬
‫اللذين‬ ‫وكالصالة‬ ‫كالصوم‬ ‫يكن‬ ‫مل‬ ‫ملاذا‬ ‫؟‬ ..‫الناس‬
‫حسب‬ ‫مجاعي‬ ‫أو‬ ‫فردي‬ ‫نطاق‬ ‫يف‬ ‫اإلنسان‬ ‫ميارسهما‬
‫التربوي‬ ‫اجلانب‬ ‫ى‬ّ‫يتعد‬ ّ‫سر‬ ‫هناك‬ ‫هل‬ ‫؟‬ ..‫اختياره‬
‫ما‬ ‫وهذا‬ ‫؟‬ ‫والسياسي‬ ‫االجتماعي‬ ‫اجلانب‬ ‫إىل‬ ‫الفردي‬
	.‫حديث‬ ‫من‬ ‫نثري‬ ‫أن‬ ‫نريد‬ ‫فيما‬ ‫نستوحيه‬ ‫أن‬ ‫حناول‬
‫يف‬ ‫اجلديدة‬ ‫الروحية‬ ‫الطاقات‬ ‫من‬ ‫الفرد‬ ‫خيتزنه‬ ‫ما‬ ‫إن‬
‫اخلطابية‬ ‫األساليب‬ ‫من‬ ‫كثري‬ ‫من‬ ‫أعظم‬ ‫هو‬ ،‫احلج‬ ‫أجواء‬
..‫التربية‬ ‫عملية‬ ‫يف‬ ‫ممارستها‬ ‫الناس‬ ‫اعتاد‬ ‫اليت‬
:‫العامة‬ ‫المنافع‬
‫النداء‬ ‫هو‬ ‫احلج‬ ‫نصوص‬ ‫من‬ ‫به‬ ‫نلتقي‬ ‫ما‬ ‫ل‬ّ‫أو‬ ّ‫إن‬
‫يف‬ ‫الم‬ َّ‫الس‬ ‫عليه‬ ‫إبراهيم‬ ‫للنيب‬ ‫اهلل‬ ‫هه‬ ّ‫وج‬ ‫الذي‬ ‫ل‬ّ‫األو‬
‫ن‬ّ‫{وأذ‬ ‫ىل‬ ‫تعا‬ ‫قوله‬ ‫يف‬ ‫وذلك‬ ..‫احلج‬ ‫إىل‬ ‫الناس‬ ‫دعوة‬
‫يأتني‬ ٍ‫ضامر‬ ّ‫كل‬ ‫وعلى‬ ً‫ال‬‫رجا‬ ‫يأتوك‬ ّ‫باحلج‬ ‫الناس‬ ‫يف‬
‫اهلل‬ ‫اسم‬ ‫ويذكروا‬ ‫هلم‬ ‫منافع‬ ‫ليشهدوا‬ ٍ‫عميق‬ ٍ‫فج‬ ّ‫كل‬ ‫من‬
‫فكلوا‬ ‫األنعام‬ ‫هبيمة‬ ‫من‬ ‫رزقهم‬ ‫ما‬ ‫على‬ ٍ‫معلومات‬ ٍ‫ام‬ّ‫أي‬ ‫يف‬
.]28 ‫ـ‬ 27:‫الفقري}[احلج‬ ‫البائس‬ ‫وأطعموا‬ ‫منها‬
‫يشهدوا‬ ‫أن‬ ‫إىل‬ ً‫ة‬‫دعو‬ ‫النداء‬ ‫هذا‬ ‫يف‬ ‫جند‬ ‫فإننا‬
‫لإلحياء‬ ،‫وحجمها‬ ‫لطبيعتها‬ ‫حتديد‬ ‫دون‬ ‫من‬ ‫هلم‬ ‫منافع‬
‫املجاالت‬ ‫كل‬ ‫عن‬ ‫للبحث‬ ‫االجتاه‬ ‫هذا‬ ‫يف‬ ‫باالنطالق‬
‫احلج‬ ‫خالل‬ ‫من‬ ‫حيققوها‬ ‫أن‬ ‫هلم‬ ‫ميكن‬ ‫اليت‬ ‫النافعة‬
‫الروح‬ ‫جانب‬ ‫إىل‬ ‫واالجتماعية‬ ‫الفردية‬ ‫حياهتم‬ ‫يف‬
‫شكرًا‬ ، ٍ‫معدودات‬ ‫ام‬ّ‫أي‬ ‫يف‬ ‫اهلل‬ ‫بذكر‬ ‫املتمثلة‬ ‫العبادية‬
‫هذه‬ ‫توجيه‬ ‫يف‬ ‫لتعليماته‬ ‫وتطبيقًا‬ ‫آلالئه‬ ‫وتعظيمًا‬ ‫لنعمه‬
‫املحرومة‬ ‫الفئات‬ ‫على‬ ‫اإلنفاق‬ ‫من‬ ‫أراده‬ ‫ما‬ ‫إىل‬ ‫النعمة‬
.‫البائسة‬
‫حاالت‬ ‫من‬ ً‫ة‬‫حال‬ ‫املواضيع‬ ‫بعض‬ ‫أمام‬ ‫القرآن‬ ‫يثري‬ ‫وقد‬
،‫البحث‬ ‫إىل‬ ‫اإلنسان‬ ‫يدفع‬ ‫أن‬ ‫أجل‬ ‫من‬ ‫والغموض‬ ‫اإلهبام‬
‫واالمتداد‬ ‫الشمول‬ ‫ليحقق‬ ‫باملوضوع‬ ‫يتعلق‬ ٍ‫اجتاه‬ ‫كل‬ ‫يف‬
،‫معني‬ ‫وجه‬ ‫أو‬ ، ٍ‫واحدة‬ ٍ‫ة‬ّ‫فرضي‬ ‫أمام‬ ‫د‬ّ‫يتجم‬ ‫فال‬ ‫آفاقه‬ ‫يف‬
‫دة‬ّ‫متجد‬ ً‫ة‬‫حرك‬ ‫التشريع‬ ‫يكون‬ ‫وهبذا‬ ..‫خاص‬ ٍ‫اجتاه‬ ‫أو‬
..‫والتقدم‬ ‫والنمو‬ ‫اإلبداع‬ ّ‫خط‬ ‫يف‬
‫عليه‬ ‫الصادق‬ ‫جعفر‬ ‫اإلمام‬ ‫عن‬ ‫حديث‬ ‫يف‬ ‫ورد‬ ‫ـ‬1
‫أبا‬ ‫سألت‬ :‫قال‬ ‫احلكم‬ ‫بن‬ ‫هشام‬ ‫به‬ ‫ث‬ّ‫حد‬ ‫فيما‬ ‫الم‬ َّ‫الس‬
‫ّة‬‫ل‬‫الع‬ ‫ما‬ :‫له‬ ‫فقلت‬ )‫الصادق‬ ‫جعفر‬ ‫(اإلمام‬ ‫اهلل‬ ‫عبد‬
‫بالبيت‬ ‫والطواف‬ ‫احلج‬ ‫العباد‬ ‫اهلل‬ ‫ّف‬‫ل‬‫ك‬ ‫أجلها‬ ‫من‬ ‫اليت‬
‫قال)وأمرهم‬ ‫أن‬ ‫(إىل‬ ..‫اخللق‬ ‫خلق‬ ‫اهلل‬ ّ‫إن‬ :‫فقال‬ ‫؟‬
‫من‬ ‫ومصلحتهم‬ ،‫الدين‬ ‫يف‬ ‫الطاعة‬ ‫أمر‬ ‫من‬ ‫يكون‬ ‫مبا‬
‫والغرب‬ ‫الشرق‬ ‫من‬ ‫االجتماع‬ ‫فيه‬ ‫فجعل‬ ،‫دنياهم‬ ‫أمر‬
،‫بلد‬ ‫إىل‬ ‫بلد‬ ‫من‬ ‫التجار‬ ‫من‬ ‫قوم‬ ‫كل‬ ‫وليزنع‬ ،‫ليتعارفوا‬
‫اهلل‬ ‫رسول‬ ‫آثار‬ ‫ولتعرف‬ ‫واجلمال‬ ‫املكاري‬ ‫بذلك‬ ‫ولينتفع‬
‫وال‬ ‫ويذكر‬ ،‫أخباره‬ ‫ف‬ّ‫وتعر‬ ‫وسلم‬ ‫وآله‬ ‫عليه‬ ‫اهلل‬ ‫ّى‬‫ل‬‫ص‬
‫وما‬ ‫بالدهم‬ ‫على‬ ‫يتكلون‬ ‫إمنا‬ ‫قوم‬ ‫كل‬ ‫كان‬ ‫ولو‬ .‫ينسى‬
‫واألرباح‬ ‫اجللب‬ ‫وسقطت‬ ،‫البالد‬ ‫وخربت‬ ‫هلكوا‬ ‫فيها‬
‫ّة‬‫ل‬‫ع‬ ‫فذلك‬ ،‫ذلك‬ ‫على‬ ‫يقفوا‬ ‫ومل‬ ‫األخبار‬ ‫وعميت‬
..‫احلج‬
‫عليه‬ ‫الرضا‬ ‫علي‬ ‫اإلمام‬ ‫عن‬ ‫شاذان‬ ‫بن‬ ‫الفضل‬ ‫عن‬ ‫ـ‬2
‫ـ‬ ‫اهلل‬ ‫إىل‬ ‫الوفادة‬ ‫ّة‬‫ل‬‫لع‬ ‫باحلج‬ ‫مروا‬ُ‫أ‬ ‫إمنا‬ :‫قال‬ ‫الم‬ َّ‫الس‬
‫اقترف‬ ‫ما‬ ‫كل‬ ‫من‬ ‫واخلروج‬ ‫الزيادة‬ ‫وطلب‬ ‫ـ‬ َّ‫وجل‬ َّ‫عز‬
‫فيه‬ ‫ما‬ ‫مع‬ ‫يستقبل‬ ‫ملا‬ ‫مستأنفًا‬ ،‫مضى‬ ‫ا‬ّ‫مم‬ ‫تائبًا‬ ‫العبد‬
‫األهل‬ ‫عن‬ ‫واألشتغال‬ ‫األبدان‬ ‫وتعب‬ ‫األموال‬ ‫اخراج‬ ‫من‬
‫شاخصًا‬ ،‫اللذات‬ ‫عن‬ ]‫[االنفس‬ ‫النفس‬ ‫وحظر‬ ،‫والولد‬
‫اخلضوع‬ ‫مع‬ ،‫دائمًا‬ ‫ذلك‬ ‫على‬ ‫ثابتًا‬ ‫والربد‬ ّ‫احلر‬ ‫يف‬
‫من‬ ‫اخللق‬ ‫جلميع‬ ‫ذلك‬ ‫يف‬ ‫ما‬ ‫مع‬ ‫ّل‬‫ل‬‫والتذ‬ ‫واالستكانة‬
‫يف‬ ‫ومن‬ ،‫وغرهبا‬ ‫األرض‬ ‫شرق‬ ‫يف‬ ‫من‬ ‫جلميع‬ ،‫املنافع‬
‫تاجر‬ ‫بني‬ ‫من‬ ،‫حيج‬ ‫مل‬ ‫ن‬ّ‫ومم‬ ‫حيج‬ ‫ن‬ّ‫مم‬ ،‫والبحر‬ ّ‫الرب‬
،‫وفقري‬ ‫ومكار‬ ‫ومسكني‬ ‫وكاسب‬ ٍ‫مشتر‬ ‫وبائع‬ ‫وجالب‬
‫هلم‬ ‫املمكن‬ ‫املواضع‬ ‫من‬ ‫األطراف‬ ‫أهل‬ ‫حوائج‬ ‫وقضاء‬
‫األئمة‬ ‫أخبار‬ ‫ونقل‬ ‫ه‬ُّ‫التفق‬ ‫من‬ ‫فيه‬ ‫ما‬ ‫مع‬ ،‫فيه‬ ‫االجتماع‬
‫نفر‬ ‫:{فلوال‬ َّ‫وجل‬ َّ‫عز‬ ‫اهلل‬ ‫قال‬ ‫كما‬ ‫وناحية‬ ٍ‫صقع‬ ‫كل‬ ‫إىل‬
‫ولينذروا‬ ‫الدين‬ ‫يف‬ ‫هوا‬ّ‫ليتفق‬ ٌ‫طائفة‬ ‫منهم‬ ٍ‫فرقة‬ ّ‫كل‬ ‫من‬
،]122 ‫حيذرون}[التوبة‬ ‫ّهم‬‫ل‬‫لع‬ ‫إليهم‬ ‫رجعوا‬ ‫إذا‬ ‫قومهم‬
. ]28:‫هلم...}[احلج‬ ‫منافع‬ ‫و{ليشهدوا‬
:‫المسلمين‬ ‫قى‬َ‫ت‬‫مل‬ ّ‫الحج‬
‫اإلسالم‬ ‫أن‬ ،‫احلديثني‬ ‫هذين‬ ‫من‬ ‫نستوحي‬ ‫إننا‬
‫شرق‬ ‫يف‬ ‫مجيعًا‬ ‫للمسلمني‬ ً‫ملتقى‬ ‫يكون‬ ‫أن‬ ‫للحج‬ ‫أراد‬
‫والتواصل‬ ‫التعارف‬ ‫حتقيق‬ ‫أجل‬ ‫من‬ ،‫وغرهبا‬ ‫األرض‬
‫ملن‬ ‫واالجتماعية‬ ‫االقتصادية‬ ‫املنافع‬ ‫وحتصيل‬ ،‫بينهم‬
،‫وعة‬ّ‫ن‬‫املت‬ ‫واخلربات‬ ‫التجارب‬ ‫وتبادل‬ ،‫حيج‬ ‫مل‬ ‫وملن‬ ّ‫حج‬
‫العامة‬ ‫أوضاعه‬ ‫خالل‬ ‫من‬ ‫فريق‬ ‫كل‬ ‫ميلكها‬ ‫اليت‬
‫باالنطالق‬ ‫اهلل‬ ‫إىل‬ ‫الدعوة‬ ‫حركة‬ ‫وتسهيل‬ ..‫واخلاصة‬
‫اليت‬ ‫ة‬ّ‫اإلسالمي‬ ‫املناطق‬ ‫بكل‬ ‫لالتصال‬ ‫احلج‬ ‫موسم‬ ‫من‬
‫ألداء‬ ‫احلرام؛‬ ‫اهلل‬ ‫بيت‬ ‫يقصدون‬ ‫الذين‬ ،‫بأفرادها‬ ‫ّل‬‫ث‬‫تتم‬
،‫وشريعته‬ ‫اإلسالم‬ ‫ثقافة‬ ‫من‬ ‫يتعلمونه‬ ‫فيما‬ ‫الفريضة‬
‫على‬ ٍ‫وخطط‬ ٍ‫وأعمال‬ ‫مشاريع‬ ‫من‬ ‫فيه‬ ‫يتعاونون‬ ‫وفيما‬
‫العمل‬ ‫لينطلق‬ ..‫العليا‬ ‫ة‬ّ‫اإلسالمي‬ ‫املصلحة‬ ‫أساس‬
‫أجواء‬ ‫يف‬ ..‫واسعة‬ ٍ‫ية‬ّ‫مركز‬ ‫قاعدة‬ ‫من‬ ‫اإلسالمي‬
‫وعاشت‬ ‫الدعوة‬ ‫مولد‬ ‫شهدت‬ ‫اليت‬ ‫التارخيية‬ ‫اإلسالم‬
‫املرير‬ ‫جهادها‬ ‫يف‬ ‫الكبرية‬ ‫أهدافها‬ ْ‫قت‬ّ‫وحق‬ ،‫حركيتها‬
‫الفكرة‬ ‫موقع‬ ‫من‬ ‫اخلط‬ ‫يف‬ ‫التحرك‬ ‫فيكون‬ ،‫الصعب‬
.‫احلاضرة‬ ‫واملعاناة‬ ‫املتبادلة‬ ‫واخلربة‬ ّ‫واجلو‬
‫مزارات‬ ‫من‬ ‫يقصدونه‬ ‫فيما‬ ‫الناس‬ ‫يعيش‬ ‫وهكذا‬
‫اإلحساس‬ ‫معها‬ ‫يعيشون‬ ‫اليت‬ ،‫األوىل‬ ‫اإلسالم‬ ‫أجواء‬
‫هلم‬ ‫يوحي‬ ‫مما‬ ،‫التاريخ‬ ‫هلذا‬ ‫والعملي‬ ‫الروحي‬ ‫باالنتماء‬
‫اجلذور‬ ‫تلك‬ ‫إىل‬ ّ‫ميتد‬ ‫إليه‬ ‫ينتمون‬ ‫الذي‬ ‫اإلسالم‬ ‫بأن‬
‫هذا‬ ‫يعطوا‬ ‫أن‬ ‫عليهم‬ ‫وبأن‬ ،‫الزمن‬ ‫أعماق‬ ‫يف‬ ‫العميقة‬
‫كما‬ .‫ومعاناهتم‬ ‫جهادهم‬ ‫خالل‬ ‫من‬ ‫امتدادًا‬ ‫التاريخ‬
‫الذي‬ ‫االمتداد‬ ‫هذا‬ ‫هلم‬ ‫حيققوا‬ ‫أن‬ ‫املسلمون‬ ‫استطاع‬
‫الزيارات‬ ‫تكون‬ ‫لن‬ ‫وبذلك‬ ..‫احلاضرة‬ ‫مبسريتنا‬ ‫يتصل‬
‫لتنفصل‬ ‫املزار؛‬ ‫أمام‬ ‫تتجمد‬ ‫وعبادة‬ ،‫معناه‬ ‫يفقد‬ ‫تقليدًا‬
‫دون‬ ‫هلل‬ ‫العبادة‬ ‫خيلص‬ ‫الذي‬ ‫العميق؛‬ ‫التوحيد‬ ‫معىن‬ ‫عن‬
‫من‬ ‫إال‬ ‫عمل‬ ‫أو‬ ٍ‫شخص‬ ‫أو‬ ٍ‫جهة‬ ‫حنو‬ ‫يتحرك‬ ‫وال‬ ،‫غريه‬
‫الذي‬ ‫األمر‬ ..‫رسوله‬ ‫على‬ ‫أنزهلا‬ ‫اليت‬ ‫اهلل‬ ‫تعاليم‬ ‫خالل‬
‫حركة‬ ‫تعطيه‬ ‫فيما‬ ،‫الروحي‬ ‫معناه‬ ‫ك‬ّ‫حتر‬ ‫كل‬ ‫يعطي‬
،‫التجربة‬ ‫يغين‬ ، ّ‫اسالمي‬ ّ‫انساين‬ ‫مضمون‬ ‫من‬ ‫التاريخ‬
	.‫اإلميان‬ ‫ق‬ّ‫ويعم‬
:‫الفوارق‬ ‫سقوط‬
‫ط‬ ّ‫خيط‬ ‫اليت‬ ‫اللقاءات‬ : ّ‫أن‬ ‫نفهم‬ ،‫ذلك‬ ‫ضوء‬ ‫وعلى‬
‫من‬ ّ‫بد‬ ‫ال‬ ،‫ة‬ّ‫العبادي‬ ‫الفريضة‬ ‫هذه‬ ‫خالل‬ ‫من‬ ‫اإلسالم‬ ‫هلا‬
‫شامل؛‬ ّ‫اسالمي‬ ‫لقاء‬ ‫حتقيق‬ ‫يف‬ ‫الكبري‬ ‫اهلدف‬ ‫تعيش‬ ‫أن‬
‫والعرقية‬ ‫واللونية‬ ‫الطبقية‬ ‫الفوارق‬ ‫كل‬ ‫إلغاء‬ ‫ليستهدف‬
‫الذي‬ ‫الروحي‬ ‫اإلنساين‬ ‫التفاعل‬ ‫خالل‬ ‫من‬ ..‫واإلقليمية‬
،‫خالصة‬ ‫روحية‬ ‫أجواء‬ ‫يف‬ ّ‫تتم‬ ‫اليت‬ ‫اللقاءات‬ ‫هذه‬ ‫حتققه‬
‫هدى‬ ‫على‬ ‫ة‬ّ‫اإلسالمي‬ ‫بالقيمة‬ ‫اجلميع‬ ‫فيها‬ ‫يستشعر‬
‫من‬ ‫يعود‬ ‫أن‬ ‫املسلم‬ ‫إمكان‬ ‫يف‬
‫يف‬ً‫ا‬‫جديد‬ً‫ا‬‫إنسان‬ ‫احلج‬ ‫رحلة‬
،‫وخطواته‬ ‫ومنطلقاته‬ ‫أهدافه‬
‫دروس‬ ‫من‬ ‫عاشه‬ ‫ما‬ ‫خالل‬ ‫من‬
،‫الت‬ّ‫وتأم‬ ‫ومواقف‬ ‫وعرب‬
‫ة‬ّ‫واحملب‬ ‫واخلري‬ ‫الطهر‬ ‫حيث‬
...‫واحلنان‬
..‫ك‬ّ‫والتحر‬ ‫والشعار‬ ‫واللباس‬ ‫املوقف‬ ‫وحدة‬ ‫يف‬ ‫املمارسة‬
‫يتعامل‬ ‫أن‬ ‫ميكن‬ ‫اليت‬ ،‫ة‬ّ‫املضاد‬ ‫الطارئة‬ ‫املشاعر‬ ‫فيلغي‬
‫وتدمري‬ ‫طاقاهتم‬ ‫لتفتيت‬ ،‫الكافر‬ ‫االستعمار‬ ‫خالهلا‬ ‫من‬
‫فيما‬ ،‫خطواته‬ ‫بعض‬ ‫يف‬ ‫جنح‬ ‫إذا‬ ‫حىت‬ ..‫وحدهتم‬
‫له‬ ‫احلج‬ ‫كان‬ ..‫السلبية‬ ‫األوضاع‬ ‫بعض‬ ‫من‬ ‫ّه‬‫ل‬‫يستغ‬
‫عليه‬ ‫ت‬ّ‫ويفو‬ ،‫الشريرة‬ ‫اخلطوات‬ ‫تلك‬ ‫ليبعثر‬ ‫باملرصاد‬
‫طاهرة‬ ‫مشاعر‬ ‫من‬ ‫يثريه‬ ‫مبا‬ ،‫هذه‬ ‫االستغالل‬ ‫ة‬ّ‫عملي‬
..‫يقظة‬ ‫متحركة‬ ‫إميانية‬ ٍ‫وخطوات‬ ،‫واعية‬ ٍ‫وأفكار‬
‫العالمة‬ ‫مع‬ ‫حوار‬ :»‫ة‬ّ‫األحب‬ ‫ها‬ّ‫ي‬‫«أ‬
‫األمة‬ ‫اىل‬ ‫وصاياه‬ ‫يتضمن‬ ‫اهلل‬ ‫فضل‬ ‫املرجع‬
‫ها‬ّ‫«أي‬ ‫كتاب‬ ‫القادمة‬ ‫ام‬ّ‫األي‬ ‫خالل‬ ‫يف‬ ‫يصدر‬
‫مساحة‬ ‫مع‬ ‫ل‬َّ‫مطو‬ ٍ‫حوار‬ ‫من‬ ‫جزء‬ ‫وهو‬ ،»‫ة‬َّ‫األحب‬
‫حسني‬ ‫حممد‬ ‫د‬ّ‫السي‬ ‫العظمى‬ ‫اهلل‬ ‫آية‬ ،‫س‬َّ‫املقد‬ ‫املرجع‬
‫يوسف‬ ‫يخ‬ ّ‫الش‬ ‫أجراه‬ ،)‫عليه‬ ‫اهلل‬ ‫اهلل(رضوان‬ ‫فضل‬
‫مساحة‬ ‫كلمات‬ ‫ن‬ّ‫ويتضم‬ ،‫عمري‬ ‫د‬ّ‫حمم‬ ‫يخ‬ ّ‫والش‬ ‫اس‬ّ‫عب‬
‫وإىل‬ ، ّ‫اإلسالمي‬ ‫العامل‬ ‫إىل‬ ‫ووصاياه‬ )‫د(رض‬ّ‫السي‬
،‫ة‬ّ‫اإلسالمي‬ ‫واألحزاب‬ ‫واحلركات‬ ،ّ‫سايل‬ّ‫الر‬ ‫اجليل‬
. ّ‫احلوزوي‬ ‫واجليل‬ ‫ة‬ّ‫يعي‬ ّ‫الش‬ ‫ة‬ّ‫واملرجعي‬
‫ة‬ّ‫كيفي‬ :‫مثل‬ ،‫ة‬َّ‫عد‬ ‫عناوين‬ ‫الكتاب‬ ‫ن‬ّ‫ويتضم‬
‫ونظرته‬ ،‫سالة‬ّ‫الر‬ ‫إىل‬ ‫ات‬ّ‫الذ‬ ‫من‬ ‫د‬ّ‫السي‬ ‫مساحة‬ ‫خروج‬
،‫مساحته‬ ‫يف‬ ‫ّرت‬‫ث‬‫أ‬ ‫اليت‬ ‫ات‬ّ‫خصي‬ ّ‫والش‬ ،‫احلياة‬ ‫إىل‬
‫وشوقه‬ ،‫اآلخرة‬ ‫على‬ ‫واالنفتاح‬ ،‫املوت‬ ‫إىل‬ ‫ونظرته‬
.‫املوضوعات‬ ‫من‬ ‫ذلك‬ ‫وغري‬ ،‫اهلل‬ ‫للقاء‬
‫إال‬ ُ‫احلوار‬ َ‫ر‬ َ‫نش‬ُ‫ي‬ ‫ال‬ ‫أن‬ ‫ة‬َّ‫اإلهلي‬ ‫العناية‬ ‫شاءت‬ ‫وقد‬
‫احلوار‬ ‫هذا‬ َّ‫أن‬ ‫مع‬ ،)‫د(رض‬ِّ‫السي‬ ‫مساحة‬ ‫وفاة‬ ‫بعد‬
‫آخر‬ ‫يف‬ َ‫جر‬ُ‫ي‬ ‫ومل‬ ،‫م‬ 2000‫العام‬ ‫صيف‬ ‫يف‬ ‫إجراؤه‬ َّ‫مت‬
َّ‫ألن‬ ،‫هنا‬ ‫ته‬َّ‫أمهي‬ ‫تكمن‬ ‫ورمبا‬ .‫د‬ِّ‫السي‬ ‫مساحة‬ ‫حياة‬
، ّ‫وروحي‬ ّ‫أخالقي‬ ٍّ‫مسو‬ ‫من‬ ‫مساحته‬ ‫أجوبة‬ ‫تعكسه‬ ‫ما‬
‫على‬ ‫يضغط‬ ‫كان‬ ‫ّذي‬‫ل‬‫ا‬ ‫راع‬ ّ‫الص‬ ‫حالة‬ ‫عمق‬ ‫يف‬ ‫هو‬
ّ‫اإلسالمي‬ ‫الواقع‬ ‫دخل‬ُ‫وي‬ ،‫وأحاسيسه‬ ‫مشاعره‬ ِّ‫كل‬
‫مفردات‬ ّ‫كل‬ ‫تستدعي‬ ‫ّيت‬‫ل‬‫ا‬ ‫الفتنة‬ ‫من‬ ٍ‫نوع‬ ‫يف‬ ،‫ّه‬‫ل‬‫ك‬
ّ‫بكل‬ ،‫ين‬ّ‫والد‬ ‫ّة‬‫ل‬‫امل‬ ‫من‬ ‫واإلخراج‬ ‫كفري‬ّ‫ت‬‫وال‬ ‫ضليل‬ّ‫ت‬‫ال‬
‫مواضعه‬ ‫عن‬ ‫الكالم‬ ‫وحتريف‬ ‫والكذب‬ ‫هام‬ّ‫ت‬‫اال‬ ‫وسائل‬
‫ى‬ّ‫ت‬‫ح‬ ‫حقدًا‬ ‫فيه‬ ‫تلمح‬ ‫ال‬ ،‫ذلك‬ ‫ومع‬ .‫ذلك‬ ‫إىل‬ ‫وما‬
‫ه‬ّ‫ن‬‫ولك‬ ،‫الفتنة‬ ‫يف‬ ّ‫اإلسالمي‬ ‫الواقع‬ ‫أدخلوا‬ ‫ّذين‬‫ل‬‫ا‬ ‫على‬
‫اهلل‬ ‫بيد‬ ‫العام‬ َّ‫احلق‬ َّ‫ألن‬ ، ّ‫وجل‬ ّ‫عز‬ ‫اهلل‬ ‫إىل‬ ‫يكلهم‬
.‫وحده‬
‫ال‬ ‫أفقًا‬ ‫احلوار‬ ‫هذا‬ ‫يف‬ ‫الكرمي‬ ‫القارئ‬ ‫س‬ّ‫ويتلم‬
‫مساحة‬ ‫يوضح‬ ‫كما‬ ‫ـ‬ ‫فهو‬ ‫احلوارات؛‬ ‫من‬ ‫غريه‬ ‫يف‬ ‫يراه‬
‫ليس‬ - ‫احل‬ّ‫الر‬ ‫املرجع‬ ‫جنل‬ ،‫اهلل‬ ‫فضل‬ ‫جعفر‬ ‫د‬ِّ‫السي‬
‫حياة‬ ‫يف‬ ‫جرت‬ ‫ووقائع‬ ‫أحداثًا‬ ‫يتناول‬ ،‫ًا‬ّ‫عادي‬ ‫حوارًا‬
ُ‫ه‬ُ‫رأي‬ ‫َب‬‫ل‬‫ط‬ُ‫ي‬ ‫عندما‬ ‫يعلِّق‬ ‫كان‬ ‫كما‬ ‫عليها‬ ‫يعلِّق‬ ،‫ر‬َ‫ُحاو‬‫مل‬‫ا‬
...‫ات‬َّ‫امللم‬ ‫يف‬
64 ‫يف‬ ‫يقع‬ ،‫األوىل‬ ‫طبعته‬ ‫يف‬ ‫يصدر‬ ‫الَّذي‬ ‫الكتاب‬
»‫نات‬ِّ‫«بي‬ ‫موقع‬ ‫وسينشره‬ ،‫غري‬ َّ‫الص‬ ‫القطع‬ ‫من‬ ً‫ة‬‫صفح‬
.‫القادمة‬ ‫ام‬َّ‫األي‬ ‫يف‬ ‫صدوره‬ ‫فور‬
5
‫ً؟‬‫ا‬‫روحي‬ً‫ا‬‫مضمون‬ ‫احلج‬ ‫نعيش‬ ‫كيف‬
‫وحركيته‬ ‫وحرارته‬ ‫نبضة‬ ‫احلج‬ ‫يفقد‬
‫ما‬ ‫رغم‬ ،‫حبتا‬ ‫فقهيا‬ ‫مضمونا‬ ‫يبقى‬ ‫حينما‬
‫وكبرية‬ ‫كبرية‬ ‫قيمة‬ ‫من‬ ‫الفقهي‬ ‫املضمون‬ ‫هلذا‬
‫غابت‬ ‫إذا‬ ‫صحيحا‬ ‫األداء‬ ‫يكون‬ ‫فلن‬ ،‫جدا‬
‫التطبيق‬ ‫غاب‬ ‫وإذا‬ ،‫الصحيحة‬ ‫الفقهية‬ ‫الرؤية‬
‫أن‬ ‫الضرورة‬ ‫كانت‬ ‫هنا‬ ‫من‬ ،‫الصحيح‬ ‫الفقهي‬
‫وعلى‬ ‫متقنة‬ ‫فقهية‬ ‫ثقافة‬ ‫على‬ ‫احلجاج‬ ‫يتوافر‬
.‫صائبة‬ ‫تطبيقية‬ ‫ممارسة‬
‫الفقهي‬ ‫التعاطي‬ ‫أن‬ ‫هل‬ :‫هنا‬ ‫املطروح‬ ‫السؤال‬ ‫ولكن‬
‫حقيقي»؟‬ ‫«حج‬ ‫أمام‬ ‫يضعنا‬ ‫الذي‬ ‫هو‬ ‫وحدة‬
»‫«ال‬ ‫بالتأكيد‬ ‫اجلواب‬
‫جمموعة‬ ‫إىل‬ ‫حنتاج‬ ‫حقيقيني‬ ‫حجاجا‬ ‫نكون‬ ‫لكي‬
:‫مكونات‬
.‫الفقهي‬ ‫املكون‬ .1
‫الثقايف‬ ‫املكون‬ .2
.‫الروحي‬ ‫املكون‬ .3
‫وأمهيته‬ ‫قيمته‬ ‫املكونات‬ ‫هذه‬ ‫من‬ ‫واحد‬ ‫ولكل‬
‫فاملكون‬ ،»‫للحج‬ ‫احلقيقي‬ ‫«األداء‬ ‫صوغ‬ ‫يف‬ ‫وضرورته‬
‫احلج‬ ‫يكون‬ ‫بدونه‬ ‫و‬ »‫الصحيح‬ ‫األداء‬ « ‫لنا‬ ‫يوفر‬ ‫األول‬
‫لنا‬ ‫يوفر‬ ‫الثاين‬ ‫والكون‬ ،‫ناقصا‬ ‫أو‬ ‫مرتبكا‬ ‫أو‬ ‫باطال‬
‫متخلفا‬ ‫أو‬ ‫ساذجا‬ ‫احلج‬ ‫يكون‬ ‫بدونه‬ ‫و‬ »‫الواعي‬ ‫«األداء‬
‫و‬ »‫الفاعل‬ ‫«األداء‬ ‫لنا‬ ‫يوفر‬ ‫الثالث‬ ‫متعثرا،والكون‬ ‫أو‬
.‫مشلوال‬ ‫أو‬ ‫راكدا‬ ‫أو‬ ‫جامدا‬ ‫احلج‬ ‫يكون‬ ‫بدونه‬
»‫الثالث‬ ‫«املكون‬ ‫أتناول‬ ‫أن‬ ‫أحاول‬ ‫احلديث‬ ‫هذا‬ ‫يف‬
:‫السؤال‬ ‫هذا‬ ‫على‬ ‫اإلجابة‬ ‫خالل‬ ‫من‬
‫روحيا؟‬ ‫مضمونا‬ ‫احلج‬ ‫نعيش‬ ‫كيف‬
‫منلك‬ ‫أن‬ ‫جيب‬ ‫الروحية‬ ‫املعايشة‬ ‫هذه‬ ‫حنقق‬ ‫لكي‬
:‫التالية‬ ‫العناصر‬
‫الروحي‬ ‫االستعداد‬ :‫األول‬ ‫العصر‬ •
‫للمعايشة‬ ‫هتييء‬ ‫اليت‬ ‫األرضية‬ ‫العنصر‬ ‫هذا‬ ‫ويشكل‬
‫فسوف‬ ‫الصاحلة‬ ‫األرضية‬ ‫توجد‬ ‫مل‬ ‫فما‬ ،‫الروحية‬
‫ممارسة‬ ‫أي‬ ‫يف‬ ‫الروحانية‬ ‫إلنتاج‬ ‫املحاوالت‬ ‫كل‬ ‫تفشل‬
‫أو‬ ‫تالوة‬ ‫أو‬ ‫ذكرا‬ ‫أو‬ ‫دعاء‬ ‫أو‬ ‫صالة‬ ‫أكانت‬ ‫سوى‬ ‫عباديه‬
.‫زيارة‬ ‫أو‬ ‫عمرة‬ ‫أو‬ ‫حجا‬ ‫أو‬ ‫صوما‬
‫الروحي؟‬ ‫باالستعداد‬ ‫نعين‬ ‫ذا‬ ‫ما‬
:‫التالية‬ ‫األمور‬ ‫خالل‬ ‫من‬ ‫االستعداد‬ ‫هذا‬ ‫يتوفر‬
.‫القلب‬ ‫طهارة‬ .1
‫الصاحلة‬ ‫التربة‬ ‫يكون‬ ‫أن‬ ‫يصلح‬ ‫ال‬ ‫امللوث‬ ‫فالقلب‬
‫من‬ ‫الروحانية‬ ‫هذه‬ ‫عنه‬ ‫تعرب‬ ‫مبا‬ ‫الروحانية‬ ‫الزدهار‬
‫يتمكن‬ ‫فهل‬ ‫وتعاىل‬ ‫سبحانه‬ ‫اهلل‬ ‫مع‬ ‫وذوبان‬ ‫انصهار‬
‫والبغضاء‬ ‫والشحناء‬ ‫واحلسد‬ ‫باحلقد‬ ‫مملوء‬ ‫قلب‬
،‫سبحانه‬ ‫هلل‬ ‫عاشقا‬ ‫قلبا‬ ‫يكون‬ ‫أن‬ ‫واخلبث‬ ‫والغش‬
،‫اهلل‬ ‫عطاء‬ ‫يف‬ ‫طامعا‬ ‫راجيا‬ ‫وقلبا‬ ،‫وخاشعا‬ ‫خائفا‬ ‫وقلبا‬
‫اهلل؟‬ ‫من‬ ‫احلياة‬ ‫يعيش‬ ‫وقلبا‬
‫حول‬ ‫حيومون‬ ‫الشياطني‬ ‫أن‬ ‫«لوال‬ ‫احلديث‬ ‫يف‬ ‫جاء‬
‫وجاء‬ ،»‫السماوات‬ ‫ملكوت‬ ‫إىل‬ ‫لنظروا‬ ‫آدم‬ ‫بين‬ ‫قلوب‬
‫بات‬ ‫املؤمن‬ ‫ألخيه‬ ‫غش‬ ‫قلبه‬ ‫يف‬ ‫مات‬ ‫«من‬ ‫احلديث‬ ‫يف‬
‫فان‬ ،‫اهلل‬ ‫سخط‬ ‫يف‬ ‫كذلك‬ ‫وأصبح‬ ،‫اهلل‬ ‫سخط‬ ‫يف‬
.»‫اهلل‬ ‫دين‬ ‫غري‬ ‫على‬ ‫مات‬ ،‫مات‬
:‫األطايب‬ ‫األحبة‬ ‫أيها‬
‫والتالوة‬ ‫والدعاء‬ ‫الصالة‬ ‫روحانية‬ ‫نعيش‬ ‫لكي‬
‫كل‬ ‫من‬ ‫قلوبنا‬ ‫بتطهري‬ ‫نبدأ‬ ‫أن‬ ‫فيجب‬ ‫واحلج‬ ‫والصيام‬
‫الروحي‬ ‫العروج‬ ‫رحلة‬ ‫يف‬ ‫املنطلق‬ ‫هو‬ ‫وهذا‬ ،‫التلوثات‬
.‫تعاىل‬ ‫اهلل‬ ‫من‬ ‫القرب‬ ‫ورحلة‬
.‫البطن‬ ‫طهارة‬ .2
‫كل‬ ‫تصادر‬ ‫مسألة‬ ‫باحلرام‬ ‫بطوننا‬ ‫تتلوث‬ ‫أن‬
‫كل‬ ‫وتصادر‬ ‫الروحانية‬ ‫أجواء‬ ‫يف‬ ‫للدخول‬ ‫استعداداتنا‬
‫للصالة‬ ‫الروحية‬ ‫املضامني‬ ‫مع‬ ‫التعاطي‬ ‫على‬ ‫قدراتنا‬
.‫العبادية‬ ‫املمارسات‬ ‫ولكل‬ ‫واحلج‬ ‫والصيام‬
،‫قلبه‬ ‫أسود‬ ‫احلرام‬ ‫أكل‬ ‫احلديث:»من‬ ‫يف‬ ‫جاء‬
،»‫دعوته‬ ‫تستجب‬ ‫ومل‬ ،‫عبادته‬ ‫وقلت‬ ،‫نفسه‬ ‫وضعفت‬
‫يوما‬ ‫أربعني‬ ‫احلالل‬ ‫أكل‬ ‫آخر:»من‬ ‫حديث‬ ‫يف‬ ‫وجاء‬
»‫لسانه‬ ‫على‬ ‫قلبه‬ ‫من‬ ‫احلكمة‬ ‫ينابيع‬ ‫اهلل‬ ‫أجرى‬
.‫اجلوارح‬ ‫طهارة‬ .3
‫أيضا‬ ‫حاجة‬ ‫يف‬ ‫فنحن‬ ‫روحيا‬ ‫استعدادا‬ ‫منلك‬ ‫لكي‬
‫من‬ ‫إال‬ ‫طاهرة‬ ‫اجلوارح‬ ‫تكون‬ ‫جوارح»،ولن‬ ‫«طهارة‬ ‫إىل‬
‫تنتفي‬ ‫ما‬ ‫ومبقدار‬ ،‫املعصية‬ ‫عن‬ ‫واالبتعاد‬ ‫الطاعة‬ ‫خالل‬
‫استعدادا‬ ‫أكثر‬ ‫نكون‬ ‫والذنوب‬ ‫املعاصي‬ ‫من‬ ‫جوارحنا‬
‫نكون‬ ‫اجلوارح‬ ‫تتلوث‬ ‫ما‬ ‫ومبقدار‬ ‫الروحية‬ ‫للمعايشة‬
.‫العبادة‬ ‫روحانية‬ ‫على‬ ‫االنفتاح‬ ‫عن‬ ‫بعدا‬ ‫أكثر‬
‫الروحي‬ ‫الوعي‬ :‫الثاين‬ ‫العنصر‬ •
‫الروحي‬ ‫باملضمون‬ ‫وبصرية‬ ‫وفهما‬ ‫وعيا‬ ‫منلك‬ ‫أن‬
‫تصاحبه‬ ‫مل‬ ‫إذا‬ ‫الروحي‬ ‫االستعداد‬ ‫يكفي‬ ‫فال‬ ،‫للحج‬
‫خالله‬ ‫من‬ ‫والذي‬ ‫الروحي‬ ‫الوعي‬ ‫من‬ ‫كافية‬ ‫درجة‬
‫حتملها‬ ‫اليت‬ ‫الروحية‬ ‫والدالالت‬ ‫املعاين‬ ‫على‬ ‫ننفتح‬
.‫احلج‬ ‫ومناسك‬ ‫أعمال‬
‫الغريفي‬ ‫اهلل‬ ‫عبد‬ ‫السيد‬ ‫العالمة‬ |
2010 ‫الثاين‬ ‫تشرين‬ | 205 ‫العدد‬
‫مقاالت‬
‫اإلجناز‬ ‫دافع‬ ‫احلسنة‬ ‫النية‬ ‫مقاالت‬
‫منهم‬ ‫قسم‬ ،‫بينهم‬ ‫فيما‬ ‫الناس‬ ‫يتمايز‬
‫باحلركة‬ ‫ومليئة‬ ‫باملنجزات‬ ‫زاخرة‬ ‫حياهتم‬ ‫تكون‬
‫وقد‬ ‫إال‬ ‫احلياة‬ ‫هذه‬ ‫يغادرون‬ ‫فال‬ ،‫والنشاط‬
‫ا‬ً‫تغيري‬ ‫وأوجدوا‬ ،‫عليها‬ ‫واضحة‬ ‫بصمات‬ ‫تركوا‬
‫بينما‬ .‫فيه‬ ‫يعيشون‬ ‫الذي‬ ‫املحيط‬ ‫يف‬ ‫ا‬ ً‫ملموس‬
‫هلم‬ ‫يتركون‬ ‫وال‬ ‫ا‬ً‫ئ‬‫شي‬ ‫يغريون‬ ‫ال‬ ‫منهم‬ ‫آخر‬ ‫قسم‬
،‫ويستمتعون‬ ‫وينامون‬ ‫ويشربون‬ ‫يأكلون‬ ،‫ا‬ً‫أثر‬
‫ملن‬ ‫وعطاؤهم‬ ،‫تذكر‬ ‫اجنازات‬ ‫هلم‬ ‫ليس‬ ‫لكن‬
‫هذين‬ ‫بني‬ ‫الفرق‬ ‫فلماذا‬ .‫معدوم‬ ‫حوهلم‬
،‫منجزين‬ ‫ناشطني‬ ‫بني‬ ‫الناس؟‬ ‫من‬ ‫الصنفني‬
‫خاملني؟‬ ‫راكدين‬ ‫وبني‬
‫كل‬ ‫تدفع‬ ‫تأثريات‬ ‫هناك‬ ‫تكون‬ ‫األحيان‬ ‫من‬ ‫كثري‬ ‫يف‬
‫جند‬ ‫التأمل‬ ‫عند‬ ‫ولكننا‬ ،‫حيذوه‬ ‫الذي‬ ‫للنمط‬ ‫صنف‬
،‫الصاحلة‬ ‫النية‬ ‫يف‬ ‫يتمثل‬ ‫بينهما‬ ‫األساسي‬ ‫الفرق‬ ‫أن‬
.‫العالية‬ ‫واهلمة‬
‫ومهة‬ ،‫صاحلة‬ ‫نية‬ ‫هلم‬ ‫أن‬ ‫جتد‬ ‫الناس‬ ‫من‬ ‫قسم‬
،‫إلجنازها‬ ‫يسعون‬ ‫وتطلعات‬ ‫أفكار‬ ‫بدواخلهم‬ ،‫عالية‬
‫الناس‬ ‫من‬ ‫آخر‬ ‫وقسم‬ ،‫اجنازها‬ ‫يف‬ ‫راحتهم‬ ‫وجيدون‬
‫بل‬ ‫الشيء‬ ‫أداء‬ ‫من‬ ‫فقط‬ ‫ليس‬ ‫أنفسهم‬ ‫على‬ ‫يشفقون‬
‫هيبة‬ ‫فتنتاهبم‬ ،‫إليه‬ ‫والتطلع‬ ،‫فيه‬ ‫التفكري‬ ‫من‬ ‫حىت‬
.‫شيئًا‬ ‫يعملوا‬ ‫أن‬ ‫يف‬ ‫النية‬ ‫من‬ ‫حىت‬
‫أمام‬ ‫أناس‬ ‫موقف‬ ً‫مثلا‬ ‫خذ‬ ،‫أكثر‬ ‫الصورة‬ ‫ولتقريب‬
‫أصعد‬ ‫هل‬ ‫نفسه‬ ‫على‬ ‫البعض‬ ‫سيطرح‬ ،‫شاهق‬ ‫جبل‬
‫بينما‬ ،‫اجلبل‬ ‫ويعلو‬ ‫فيعزم‬ ‫ال؟‬ ‫أم‬ ،‫القمة‬ ‫إىل‬ ‫وأصل‬
،‫األمر‬ ‫يف‬ ‫التفكري‬ ‫من‬ ‫حىت‬ ‫يتهيبون‬ ‫آخرين‬ ‫ستجد‬
،‫رأس‬ ‫بدوار‬ ‫له‬ ‫يأيت‬ ‫اجلبل‬ ‫صعود‬ ‫ختيل‬ ‫وجمرد‬
.‫نفسه‬ ‫على‬ ‫ويشفق‬
‫ويسعى‬ ،‫بداخله‬ ‫اخلري‬ ‫فعل‬ ‫ينوي‬ ‫أن‬ ‫عليه‬ ‫واإلنسان‬
‫وكما‬ .‫النجاح‬ ‫لتحقيق‬ ‫خطوة‬ ‫أول‬ ‫فالنية‬ ،‫لتحقيقه‬
.‫دونه‬ ‫أو‬ ‫إليه‬ ‫وصل‬ ‫إال‬ ‫ًا‬‫ئ‬‫شي‬ ‫امرؤ‬ ‫رام‬ ‫ما‬ :‫قيل‬
‫جمرد‬ ‫على‬ ‫اإلنسان‬ ‫تشجع‬ ‫كثرية‬ ‫نصوص‬ ‫وهناك‬
،‫األماين‬ ‫على‬ ‫العيش‬ ‫يعين‬ ‫ال‬ ‫وهذا‬ ،‫الصاحلة‬ ‫النية‬
.‫هدفه‬ ‫حتقيق‬ ‫إىل‬ ‫صاحبها‬ ‫تدفع‬ ‫الصاحلة‬ ‫النية‬ ‫ولكن‬
.)‫العملني‬ ‫أحد‬ ‫الصاحلة‬ ‫(النية‬ : ‫املؤمنني‬ ‫أمري‬ ‫عن‬ ‫ورد‬
: ‫ا‬ ً‫أيض‬ ‫عنه‬ ‫ورد‬ ‫كما‬ ‫تعاىل‬ ‫اهلل‬ ‫يثيبك‬ ‫النية‬ ‫ومبجرد‬
.)‫املثوبة‬ ‫يوجب‬ ‫النية‬ ‫(إحسان‬
‫التفكري‬ ‫على‬ ‫نفسه‬ ‫اإلنسان‬ ‫يعود‬ ‫أن‬ ‫أجل‬ ‫من‬ :‫أوال‬
‫يوجب‬ ‫ذاته‬ ‫حبد‬ ‫وهذا‬ ،‫والصالح‬ ‫اخلري‬ ‫عمل‬ ‫يف‬
.‫املثوبة‬
‫الفكري‬ ‫اإلنسان‬ ‫أفق‬ ‫جتعل‬ ‫الصاحلة‬ ‫النية‬ :‫ا‬ً‫ي‬‫ثان‬
‫ينشغل‬ ‫أن‬ ‫طبيعته‬ ‫من‬ ‫إنسان‬ ‫كل‬ .‫ا‬ً‫ع‬‫واس‬ ‫والنفسي‬
‫يكون‬ ‫أن‬ ‫إما‬ ‫فكرك‬ ‫ميأل‬ ‫الذي‬ ‫الشيء‬ ‫هذا‬ ،‫ما‬ ‫بشيء‬
.‫باهتماماتك‬ ‫ينحدر‬ ‫تافهًا‬ ‫أو‬ ،‫بك‬ ‫يرتقي‬ ‫ساميًا‬
‫اإلمام‬ ‫قول‬ ‫يف‬ ‫كما‬ .‫االجناز‬ ‫مفتاح‬ ‫النية‬ :‫أخريا‬
.)‫النية‬ ‫عليه‬ ‫قويت‬ ‫عما‬ ٌ‫بدن‬ ‫ضعف‬ ‫(ما‬ : ‫الصادق‬
‫أودعها‬ ‫اليت‬ ‫قدرتك‬ ‫فإن‬ ‫الشيء‬ ‫فعل‬ ‫تنوي‬ ‫أن‬ ‫جمرد‬
‫إىل‬ ‫انظر‬ .‫املعجزات‬ ‫صنع‬ ‫إىل‬ ‫تدفعك‬ ‫فيك‬ ‫تعاىل‬ ‫اهلل‬
،‫مستحيلة‬ ‫كانت‬ ‫ستجدها‬ ‫املنجزات‬ ‫من‬ ‫حولك‬ ‫ما‬
‫ألن‬ ،‫حتققت‬ ‫ولكنها‬ ،‫ببال‬ ‫خيطر‬ ‫كان‬ ‫ما‬ ‫وبعضها‬
‫بنيته‬ ‫يكرب‬ ‫اإلنسان‬ .‫لتحقيقها‬ ‫وسعى‬ ‫نوى‬ ‫حققها‬ ‫من‬
‫على‬ ‫الرجل‬ ‫(قدر‬ : ‫املؤمنني‬ ‫أمري‬ ‫عن‬ ‫ورد‬ ‫كما‬ ،‫ومهته‬
.)‫نيته‬ ‫قدر‬ ‫على‬ ‫وعمله‬ ،‫مهته‬ ‫قدر‬
‫الصفار‬ ‫حسن‬ ‫الشيخ‬ |
6
‫ة‬ّ‫ي‬‫والعقائد‬ ‫ة‬ّ‫ي‬‫الفكر‬ ‫ثوابته‬ ...‫اهلل‬ ‫فضل‬ ‫احل‬ّ‫الر‬
2010 ‫الثاين‬ ‫تشرين‬ | 205 ‫العدد‬
‫فعاليات‬‫القرآن‬ ‫لقواعد‬ ‫خمالف‬ ‫وهو‬ ‫بشعة‬ ‫جرمية‬ ‫بغداد‬ ‫يف‬ ‫الكنيسة‬ ‫على‬ ‫اهلجوم‬
َّ‫أن‬ ،‫اهلل‬ ‫فضل‬ ‫علي‬ ‫د‬ِّ‫السي‬ ‫العالمة‬ ‫د‬ّ‫أك‬
‫يف‬ ‫ني‬ِّ‫املسيحي‬ ‫استهدفت‬ ‫يت‬ّ‫ل‬‫ا‬ ‫اجلرمية‬
‫من‬ ‫هي‬ ،‫بغداد‬ ‫يف‬ ‫جاة‬َّ‫الن‬ ‫دة‬ِّ‫سي‬ ‫كنيسة‬
،‫أبرياء‬ ‫استهدفت‬ ‫لكوهنا‬ ،‫اجلرائم‬ ‫أبشع‬
‫يف‬ ‫الكرمي‬ ‫القرآن‬ ‫قواعد‬ ‫ختالف‬ ‫ها‬َّ‫وألن‬
ِّ‫الرد‬ ‫إىل‬ ‫داعيًا‬ ،‫ني‬ّ‫املسيحي‬ ‫مع‬ ‫عامل‬َّ‫الت‬
ّ‫إسالمي‬ ّ‫مسيحي‬ ٍ‫وتعاون‬ ٍ‫بتقارب‬ ‫عليها‬
‫املرجع‬ ‫مبوقف‬ ‫ًا‬‫ر‬ِّ‫مذك‬ ،‫املستويات‬ ‫أكرب‬ ‫على‬
،‫اهلل‬ ‫فضل‬ ‫حسني‬ ‫حممد‬ ‫د‬ِّ‫السي‬ ‫احل‬َّ‫الر‬
،‫رق‬ َّ‫الش‬ ‫يف‬ ‫ني‬ِّ‫املسيحي‬ ‫محاية‬ ‫إىل‬ ‫اعي‬ َّ‫الد‬
‫هذه‬ ‫بني‬ ٍ‫شبه‬ ‫أوجه‬ ‫وجود‬ ‫إىل‬ ‫ًا‬‫ري‬‫مش‬
‫فلسطني‬ ‫يف‬ ‫هاينة‬ َّ‫الص‬ ‫وجرائم‬ ‫اجلرمية‬
‫بضعة‬ ‫قبل‬ ً‫كنيسة‬ ‫طاولت‬ ‫يت‬َّ‫وال‬ ،‫ة‬َّ‫املحتل‬
.‫ام‬َّ‫أي‬
‫على‬ ‫اهلجوم‬ ‫فيه‬ ‫تناول‬ ٍ‫بتصريح‬ ‫مساحته‬ ‫أدىل‬
:‫فيه‬ ‫وجاء‬ ،‫بغداد‬ ‫يف‬ ‫الكنيسة‬
‫دة‬ِّ‫سي‬ ‫كنيسة‬ ‫يف‬ ‫ارتكبت‬ ‫الَّيت‬ ‫ة‬َّ‫الوحشي‬ ‫املجزرة‬ َّ‫إن‬
،‫حايا‬ َّ‫الض‬ ‫من‬ ٌ‫عشرات‬ ‫نتيجتها‬ ‫وسقط‬ ،‫بغداد‬ ‫يف‬ ‫جاة‬َّ‫الن‬
‫هبا‬ ‫قام‬ ‫من‬ ّ‫يستحق‬ ‫ّيت‬‫ل‬‫ا‬ ‫اجلرائم‬ ‫أبشع‬ ‫من‬ ً‫ة‬‫واحد‬ ‫ّل‬‫ث‬‫مت‬
‫قوله‬ ‫يف‬ ‫ة‬ّ‫القرآني‬ ‫القواعد‬ ‫ختالف‬ ‫لكوهنا‬ ،‫العقاب‬ ّ‫أشد‬
ِ‫ين‬ِّ‫الد‬ ‫ي‬ِ‫ف‬ ْ‫م‬ُ‫ُوك‬‫ل‬ِ‫ت‬‫ا‬َ‫ق‬ُ‫ي‬ ْ‫َم‬‫ل‬ َ‫ين‬ِ‫الَّذ‬ ِ‫ن‬ َ‫ع‬ َُّ‫الله‬ ُ‫م‬ُ‫اك‬َ‫ه‬ْ‫ن‬َ‫ي‬ َ‫{لا‬ :‫تعاىل‬
}ْ‫م‬ِ‫ه‬ْ‫َي‬‫ل‬ِ‫إ‬ ‫وا‬ ُ‫ط‬ ِ‫س‬ ْ‫ق‬ُ‫ت‬َ‫و‬ ْ‫م‬ُ‫وه‬ُّ‫ر‬َ‫ب‬َ‫ت‬ ‫ن‬َ‫أ‬ ْ‫م‬ُ‫ك‬ِ‫ر‬‫ا‬َ‫ي‬ِ‫د‬ ‫ن‬ِّ‫م‬ ‫م‬ُ‫وك‬ ُ‫ج‬ِ‫ر‬ ْ‫خ‬ُ‫ي‬ ْ‫َم‬‫ل‬َ‫و‬
‫ّل‬‫ث‬‫مت‬ ‫ها‬ّ‫ن‬‫وأل‬ ،‫أبرياء‬ ‫استهدفت‬ ‫ولكوهنا‬ ،]8 :‫[املمتحنة‬
ّ‫بيعي‬ ّ‫الط‬ ‫هم‬َّ‫حق‬ ‫ميارسون‬ ٍ‫مجاعة‬ ‫على‬ ‫ًا‬ّ‫وحشي‬ ‫عدوانًا‬
‫اهلل‬ ‫د‬َّ‫أك‬ ‫وقد‬ ،‫يعتقدون‬ ‫حسبما‬ ‫اهلل‬ ‫إىل‬ ‫االبتهال‬ ‫يف‬
‫قاعدة‬ ‫على‬ ‫معهم‬ ‫يتعاملوا‬ ‫أن‬ ‫املسلمني‬ ‫على‬ َّ‫أن‬ ‫تعاىل‬
.‫أحسن‬ ‫هي‬ ‫بالَّيت‬ ‫واجلدال‬ ‫واء‬ َّ‫الس‬ ‫الكلمة‬
،‫اهتا‬َّ‫خلفي‬ ‫حول‬ ٍ‫سؤال‬ ‫من‬ ‫أكثر‬ ‫يطرح‬ ‫املجزرة‬ ‫هول‬ َّ‫إن‬
‫ّذي‬‫ل‬‫ا‬ ‫املوقف‬ ‫بعد‬ ‫تأيت‬ ‫كوهنا‬ ،‫توقيتها‬ ‫حول‬ ‫وكذلك‬
‫حول‬ ‫عقد‬ ‫ّذي‬‫ل‬‫ا‬ ‫ينودس‬ ّ‫الس‬ ‫يف‬ ‫الفاتيكان‬ ‫من‬ ‫أطلق‬
‫ّذي‬‫ل‬‫ا‬ ‫املوقف‬ ‫وهو‬ ،‫األوسط‬ ‫رق‬ ّ‫الش‬ ‫يف‬ ‫ني‬ّ‫املسيحي‬ ‫وضع‬
ّ‫العريب‬ ‫املوقف‬ ‫من‬ ‫أكثر‬ ‫القترابه‬ ،‫هاينة‬ ّ‫الص‬ ‫غضب‬ ‫أثار‬
ٍ‫بطريقة‬ ‫ة‬ّ‫الفلسطيني‬ ‫للمسألة‬ ‫ومقاربته‬ ، ّ‫واإلسالمي‬
.‫ة‬ّ‫هيوني‬ ّ‫الص‬ ‫ؤية‬ّ‫الر‬ ‫عن‬ ‫ختتلف‬
‫تشبه‬ ‫ّيت‬‫ل‬‫ا‬ ،‫اجلرائم‬ ‫هذه‬ ‫من‬ ‫راد‬ُ‫ي‬ ‫هل‬ :‫نتساءل‬ ‫نا‬ّ‫ن‬‫إ‬
،‫املحتلَّة‬ ‫فلسطني‬ ‫يف‬ ‫هاينة‬ َّ‫الص‬ ‫أعمال‬ ٍ‫كبري‬ ٍّ‫حد‬ ‫إىل‬
‫القدس‬ ‫يف‬ ٍ‫كنيسة‬ ‫حرق‬ ‫على‬ ٍ‫ام‬َّ‫أي‬ ‫قبل‬ ‫أقدموا‬ ‫الَّذين‬
ٍ‫تقارب‬ ّ‫كل‬ ّ‫أن‬ ‫عنواهنا‬ ‫جديدة‬ ‫برسائل‬ ‫تبعث‬ ‫أن‬ ،‫ّة‬‫ل‬‫املحت‬
‫خطرًا‬ ‫ّل‬‫ث‬‫مي‬ ‫ه‬ّ‫ن‬‫أل‬ ،‫استهدافه‬ ‫ينبغي‬ ّ‫مسيحي‬ ّ‫إسالمي‬
‫جمرد‬ ‫ّل‬‫ث‬‫مت‬ ‫املسألة‬ ّ‫أن‬ ‫أو‬ !‫املغتصبني؟‬ ‫هاينة‬ ّ‫الص‬ ‫على‬
ّ‫هيوين‬ ّ‫الص‬ ‫احلاخام‬ ‫إىل‬ ‫م‬ّ‫قد‬ُ‫ت‬ ٍ‫ة‬ّ‫جماني‬ ٍ‫ة‬ّ‫وحشي‬ ٍ‫ة‬ّ‫هدي‬
»‫ـ‬‫ب‬ ‫ام‬ّ‫أي‬ ‫قبل‬ ‫واملسلمني‬ ‫العرب‬ ‫وصف‬ ‫ّذي‬‫ل‬‫ا‬ ‫األكرب‬
.!‫هلم؟‬ ‫املنازل‬ ‫بيع‬ ‫مًا‬ّ‫حمر‬ ،»‫احلقراء‬
، ّ‫األمريكي‬ ‫االحتالل‬ َّ‫أن‬ ‫نعترب‬ ‫ّذي‬‫ل‬‫ا‬ ‫الوقت‬ ‫يف‬ ‫نا‬ّ‫ن‬‫إ‬
ِّ‫كل‬ ‫عن‬ ‫املسؤول‬ ‫هو‬ ،‫املباشرة‬ ‫وغري‬ ‫املباشرة‬ ‫بإفرازاته‬
‫مساحة‬ ‫مبوقف‬ ‫مجيعًا‬ ‫املسلمني‬ ‫ر‬ِّ‫نذك‬ ،‫اجلرائم‬ ‫هذه‬
،‫اهلل‬ ‫فضل‬ ‫حسني‬ ‫حممد‬ ‫د‬ِّ‫السي‬ ،‫احل‬َّ‫الر‬ ‫املرجع‬
،‫وفاته‬ ‫من‬ ٍ‫أشهر‬ ‫قبل‬ ‫أطلقه‬ ‫ّذي‬‫ل‬‫ا‬ ،)‫عليه‬ ‫اهلل‬ ‫(رضوان‬
‫وخصوصًا‬ ،‫رق‬ ّ‫الش‬ ‫يف‬ ‫ني‬ّ‫املسيحي‬ ‫محاية‬ ‫إىل‬ ‫فيه‬ ‫ودعا‬
‫رهائن‬ ،‫هناك‬ ‫كاملسلمني‬ ،‫أصبحوا‬ ‫هم‬َّ‫ألن‬ ،‫العراق‬ ‫يف‬
.‫ة‬َّ‫كفريي‬ّ‫ت‬‫ال‬ ‫وإفرازاته‬ ‫لالحتالل‬
‫ويف‬ ،‫عمومًا‬ ‫رق‬ ّ‫الش‬ ‫يف‬ ‫ني‬ّ‫املسيحي‬ ‫على‬ ‫د‬ّ‫نؤك‬ ‫نا‬ّ‫ن‬‫وإ‬
‫األعمال‬ ‫هذه‬ ‫تنال‬ ‫ال‬ ‫أن‬ ،‫اخلصوص‬ ‫وجه‬ ‫على‬ ‫العراق‬
‫نظرائهم‬ ‫جانب‬ ‫إىل‬ ‫وثباهتم‬ ‫صمودهم‬ ‫من‬ ‫ة‬ّ‫الوحشي‬
‫وحدهم‬ ‫فليسوا‬ ،‫وأوطاهنم‬ ‫أرضهم‬ ‫يف‬ ‫املسلمني‬
‫يف‬ ‫يرى‬ ‫ّذي‬‫ل‬‫ا‬ ،‫امي‬ّ‫الد‬ ‫العنف‬ ‫هذا‬ ‫حركة‬ ‫يف‬ ‫مستهدفني‬
‫من‬ ‫وموقعًا‬ ،‫رًا‬ّ‫مرب‬ ‫هدفًا‬ ‫ؤية‬ّ‫الر‬ ‫يف‬ ‫عنه‬ ‫خيتلف‬ ‫من‬ ّ‫كل‬
ٍّ‫رد‬ ‫أفضل‬ ّ‫أن‬ ‫نرى‬ ‫وحنن‬ ...‫املمكنة‬ ‫االستهداف‬ ‫مواقع‬
‫بني‬ ‫العالقة‬ ‫بتفعيل‬ ‫يكون‬ ،‫وأمثاهلا‬ ‫اجلرمية‬ ‫هذه‬ ‫على‬
‫وتطويرها‬ ،‫وتعزيزها‬ ‫املنطقة‬ ‫يف‬ ‫ني‬ّ‫واملسيحي‬ ‫املسلمني‬
‫احلوار‬ ‫دائرة‬ ‫من‬ ‫لتخرج‬ ،‫املستويات‬ ‫خمتلف‬ ‫على‬
‫ملا‬ ‫عاون‬ّ‫ت‬‫وال‬ ‫قارب‬ّ‫ت‬‫ال‬ ‫واقع‬ ‫إىل‬ ، ّ‫والفولكلوري‬ ّ‫كلي‬ ّ‫الش‬
‫ة‬ّ‫اإلنساني‬ ‫القيم‬ ‫من‬ ‫وانطالقًا‬ ،‫ة‬ّ‫واإلنساني‬ ‫ة‬ّ‫األم‬ ‫خري‬ ‫فيه‬
.‫ة‬ّ‫واملسيحي‬ ‫اإلسالم‬ ‫من‬ ّ‫كل‬ ‫دها‬ّ‫أك‬ ‫ّيت‬‫ل‬‫ا‬ ‫الكربى‬
‫إلطالق‬ ‫االستعدادات‬ ‫تواصل‬
‫ة‬َّ‫الفضائي‬ ‫اإلميان‬ ‫قناة‬ ِّ‫بث‬
‫اإلميان‬ ‫لقناة‬ ِّ‫البث‬ ‫إلطالق‬ ‫االستعدادات‬ ‫تتواصل‬
‫من‬ ‫ه‬َّ‫أن‬ ،‫فيها‬ ‫املسؤولني‬ ‫أحد‬ ‫د‬َّ‫أك‬ ‫حيث‬ ،‫ة‬َّ‫الفضائي‬
‫على‬ ،‫املقبلة‬ ‫القليلة‬ ‫األشهر‬ ‫خالل‬ ِّ‫البث‬ ‫انطالق‬ ‫ع‬َّ‫املتوق‬
‫إىل‬ ‫وأشار‬ ‫املختارة‬ ‫الربامج‬ ‫بعض‬ ّ‫ببث‬ ‫املباشرة‬ ‫تتم‬ ‫أن‬
‫إىل‬ ً‫ال‬‫وصو‬ ‫تدرجيي‬ ‫بشكل‬ ‫ستزداد‬ ‫البث‬ ‫ساعات‬ ‫أن‬
.‫للقناة‬ ‫الرمسي‬ ‫االنطالق‬ ‫موعد‬
‫خطبة‬ ّ‫بث‬ ،‫األسبوع‬ ‫هذا‬ ‫ع‬َّ‫املتوق‬ ‫من‬ :‫وأضاف‬
ً‫ة‬‫ل‬ َّ‫مسج‬ )‫(ع‬ ‫احلسنني‬ ‫اإلمامني‬ ‫مسجد‬ ‫من‬ ‫اجلمعة‬
ٍ‫حماضرة‬ ‫إىل‬ ً‫ة‬‫إضاف‬ ،‫اهلل‬ ‫فضل‬ ‫علي‬ ‫د‬ِّ‫السي‬ ‫للعالمة‬
‫فضل‬ ‫حسني‬ ‫حممد‬ ‫د‬ِّ‫السي‬ ‫العظمى‬ ‫اهلل‬ ‫آية‬ ‫لسماحة‬
‫السمعية‬ ‫واملقاطع‬ ‫الفالشات‬ ‫وبعض‬ ،)‫اهلل(رض‬
‫األسابيع‬ ‫يف‬ ‫ذلك‬ ‫يتواصل‬ ‫أن‬ ‫على‬ ،‫لسماحته‬ ‫والبصرية‬
.‫اهلل‬ ‫بإذن‬ ‫القادمة‬
‫حتتضن‬ ‫الكويت‬ :‫إصدارات‬
‫اهلل‬ ‫فضل‬ ‫العالمة‬ ‫رحيل‬
‫حتتضن‬ ‫«الكويت‬
،»‫اهلل‬ ‫فضل‬ ‫رحيل‬
ّ‫خاص‬ ٍ‫إلصدار‬ ٌ‫عنوان‬
‫جابر‬ ‫د‬ِّ‫السي‬ ‫ه‬ّ‫أعد‬
،‫البهبهاين‬ ‫خلف‬ ‫د‬ّ‫سي‬
‫أصداء‬ ‫فيه‬ ً‫ال‬‫متناو‬
‫فضل‬ ‫املرجع‬ ‫رحيل‬
،‫الكويت‬ ‫يف‬ ‫اهلل‬
‫من‬ ‫وجمموعة‬
‫الراحل‬ ‫يف‬ ‫هادات‬ ّ‫الش‬
ٍ‫ات‬ّ‫لشخصي‬ ‫الكبري‬
.‫ة‬ّ‫وعربي‬ ‫ة‬ّ‫كويتي‬
‫اإلصدار‬ ‫حيتوي‬
‫العالمة‬ ‫رحيل‬ ّ‫خيص‬ ‫فيما‬ ‫عديدة‬ ‫مواضيع‬ ‫على‬
‫ّفاته‬‫ل‬‫ومؤ‬ ‫حياته‬ ‫عن‬ ً‫ة‬‫نبذ‬ ‫م‬ّ‫يقد‬ ‫كما‬ ،)‫املرجع(رض‬
.‫ساته‬ ّ‫ومؤس‬ ‫ته‬ّ‫ومرجعي‬
‫يف‬ ‫البهبهاين‬ ‫خلف‬ ‫د‬ِّ‫سي‬ ‫جابر‬ ‫د‬ِّ‫السي‬ ‫أشار‬ ‫وقد‬
‫إىل‬ ،‫جهة‬ ‫من‬ ‫يهدف‬ ‫اإلصدار‬ ‫هذا‬ َّ‫أن‬ ‫إىل‬ ،‫مة‬ِّ‫املقد‬
ّ‫االستثنائي‬ ‫املرجع‬ ‫مساحة‬ ‫جتاه‬ ‫بيلة‬َّ‫الن‬ ‫املشاعر‬ ‫توثيق‬
،‫له‬ ‫قدير‬َّ‫والت‬ ‫االحترام‬ ‫عن‬ ‫عبري‬ّ‫ت‬‫وال‬ ،‫اهلل‬ ‫فضل‬ ‫د‬ِّ‫السي‬
‫أخرى‬ ٍ‫جهة‬ ‫من‬ ‫ويهدف‬ ،‫رحيله‬ ‫على‬ ‫واألسى‬ ‫واحلزن‬
.‫اريخ‬ّ‫ت‬‫لل‬ ً‫ة‬‫شهاد‬ ‫وختليدها‬ ‫املشاعر‬ ‫هذه‬ ‫شكر‬ ‫إىل‬
ّ‫الكوييت‬ ‫اإلعالم‬ ‫تغطية‬ ‫عن‬ ً‫ة‬‫ملح‬ ‫اإلصدار‬ ‫م‬ّ‫يقد‬
‫لبنان‬ ‫يف‬ ‫وأصدائه‬ ،‫اهلل‬ ‫فضل‬ ‫املرجع‬ ‫رحيل‬ ‫حلدث‬
‫الكويت‬ ‫يف‬ ‫املؤمنني‬ ‫وتفاعل‬ ، ّ‫واإلسالمي‬ ّ‫العريب‬ ‫والعامل‬
‫ة‬َّ‫الكويتي‬ ‫حف‬ ّ‫الص‬ ‫تناولت‬ ‫حيث‬ ،‫اجللل‬ ‫املصاب‬ ‫هذا‬ ‫مع‬
‫حممد‬ ‫د‬ّ‫السي‬ ‫املرجع‬ ‫مساحة‬ ‫رحيل‬ ‫حدث‬ ، ٍ‫كبري‬ ٍ‫باهتمام‬
‫موقعًا‬ ‫احلدث‬ ‫هذا‬ ّ‫واحتل‬ ،)‫اهلل(رض‬ ‫فضل‬ ‫حسني‬
‫صحيفة‬ ‫فكتبت‬ ،‫منها‬ ‫األوىل‬ ‫فحات‬ َّ‫الص‬ ‫صدر‬ ‫يف‬ ‫بارزًا‬
‫فضل‬ ‫العالمة‬ ‫«غياب‬ :‫ئيس‬ّ‫الر‬ ‫عنواهنا‬ ‫يف‬ »‫«القبس‬
‫صحيفة‬ ‫أشارت‬ ‫كما‬ ،»‫سامح‬ّ‫ت‬‫وال‬ ‫االعتدال‬ ‫داعية‬ ‫اهلل‬
‫الكيان‬ ‫زوال‬ ‫كانت‬ ‫احل‬ّ‫الر‬ ‫أمنيات‬ ‫آخر‬ ّ‫أن‬ ‫إىل‬ »‫«الوطن‬
:‫األوىل‬ ‫صفحتها‬ ‫صدر‬ ‫على‬ ‫ووضعت‬ ،ّ‫هيوين‬ ّ‫الص‬
ّ‫اإلسالمي‬ ‫والعامل‬ »‫«احلسنني‬ ‫يف‬ ‫يرقد‬ ‫اهلل‬ ‫«فضل‬
‫عنونت‬ ‫حني‬ ‫يف‬ ...»‫برحيله‬ ‫واالعتدال‬ ‫ة‬ّ‫الوسطي‬ ‫ينعى‬
ّ‫اإلسالمي‬ ‫العامل‬ ‫على‬ ‫م‬ّ‫خيي‬ ‫«احلزن‬ :»‫ار‬ّ‫«الد‬ ‫صحيفة‬
‫لصحيفة‬ ‫ئيس‬ّ‫الر‬ ‫العنوان‬ ‫يف‬ ‫وجاء‬ .»‫اهلل‬ ‫فضل‬ ‫برحيل‬
‫حيث‬ ،»‫اهلل‬ ‫ة‬ّ‫ذم‬ ‫يف‬ ‫واحلكمة‬ ‫االعتدال‬ ‫د‬ّ‫«سي‬ :»‫«األنباء‬
‫والعاملان‬ ‫لبنان‬ ‫«فقد‬ :‫متها‬ّ‫مقد‬ ‫يف‬ ‫حيفة‬ ّ‫الص‬ ‫أوردت‬
‫فضل‬ ‫العالمة‬ ّ‫عي‬ّ‫الشي‬ ‫املرجع‬ ،‫أمس‬ ّ‫واإلسالمي‬ ّ‫العريب‬
،‫فحسب‬ ‫واالجتهاد‬ ‫الفقه‬ ‫يف‬ ‫ضليعًا‬ ‫يكن‬ ‫مل‬ ‫ّذي‬‫ل‬‫ا‬ ،‫اهلل‬
‫ّقافة‬‫ث‬‫ال‬ ‫رجال‬ ‫من‬ ‫وحكيمًا‬ ً‫ال‬‫معتد‬ ً‫ال‬‫رج‬ ‫كان‬ ‫وإمنا‬
‫إىل‬ ً‫ة‬‫إضاف‬ ،‫املجاالت‬ ‫ى‬ّ‫ت‬‫ش‬ ‫يف‬ ‫العميق‬ ‫والفكر‬ ‫الواسعة‬
.» ّ‫السياسي‬ ‫املوقف‬ ‫مراجع‬ ‫من‬ ‫مرجعًا‬ ‫كونه‬
‫والفعاليات‬ ‫الصحف‬ ‫لكل‬ ‫رصدًا‬ ‫أيضًا‬ ‫الكتاب‬ ‫يقدم‬
..‫اهلل‬ ‫فضل‬ ‫السيد‬ ‫املرجع‬ ‫العالمة‬ ‫رحيل‬ ‫واكبت‬ ‫اليت‬
bayynat205
bayynat205
bayynat205
bayynat205
bayynat205
bayynat205

More Related Content

What's hot

مصادر النظرية الإسلامية
مصادر النظرية الإسلاميةمصادر النظرية الإسلامية
مصادر النظرية الإسلامية
Amani_Aljarallah
 

What's hot (10)

روح الإسلام
روح الإسلامروح الإسلام
روح الإسلام
 
تعديل مناهج التربية الإسلامية بالتعليم الابتدائي
تعديل مناهج التربية الإسلامية بالتعليم الابتدائي  تعديل مناهج التربية الإسلامية بالتعليم الابتدائي
تعديل مناهج التربية الإسلامية بالتعليم الابتدائي
 
التربية بالقدوة في الاسلام
التربية بالقدوة في الاسلامالتربية بالقدوة في الاسلام
التربية بالقدوة في الاسلام
 
أهل الدين و أتباع التدين
أهل الدين و أتباع التدينأهل الدين و أتباع التدين
أهل الدين و أتباع التدين
 
علم نفس الشخصية اسيوط
علم نفس الشخصية اسيوطعلم نفس الشخصية اسيوط
علم نفس الشخصية اسيوط
 
مفهوم الروح
مفهوم الروحمفهوم الروح
مفهوم الروح
 
المعرفة ...مصادر ووسائل
المعرفة ...مصادر ووسائلالمعرفة ...مصادر ووسائل
المعرفة ...مصادر ووسائل
 
مصادر مياه الينابيع في العالم
مصادر مياه الينابيع في العالممصادر مياه الينابيع في العالم
مصادر مياه الينابيع في العالم
 
مصادر النظرية الإسلامية
مصادر النظرية الإسلاميةمصادر النظرية الإسلامية
مصادر النظرية الإسلامية
 
الاسرار الربانية في النفس البشرية
الاسرار الربانية في النفس البشرية الاسرار الربانية في النفس البشرية
الاسرار الربانية في النفس البشرية
 

Viewers also liked

PresentacióN De MóStoles
PresentacióN De MóStolesPresentacióN De MóStoles
PresentacióN De MóStoles
guesta6cec603
 
Universidad Uniandes Sede Ibarra.Pptx Proyecto
Universidad Uniandes Sede Ibarra.Pptx ProyectoUniversidad Uniandes Sede Ibarra.Pptx Proyecto
Universidad Uniandes Sede Ibarra.Pptx Proyecto
guest15fdaf
 

Viewers also liked (20)

Vernonia School District1
Vernonia School District1Vernonia School District1
Vernonia School District1
 
Company Profile Iulie
Company Profile IulieCompany Profile Iulie
Company Profile Iulie
 
Vernonia School Districtt
Vernonia School DistricttVernonia School Districtt
Vernonia School Districtt
 
Vernonia School District
Vernonia School DistrictVernonia School District
Vernonia School District
 
Associating domain name with AWS instance
Associating domain name with AWS instanceAssociating domain name with AWS instance
Associating domain name with AWS instance
 
PresentacióN De MóStoles
PresentacióN De MóStolesPresentacióN De MóStoles
PresentacióN De MóStoles
 
Jon Sparks Photos (General)
Jon Sparks Photos (General)Jon Sparks Photos (General)
Jon Sparks Photos (General)
 
Vernonia School District
Vernonia School DistrictVernonia School District
Vernonia School District
 
Installing Tomcat on Ubuntu Instance
Installing Tomcat on Ubuntu InstanceInstalling Tomcat on Ubuntu Instance
Installing Tomcat on Ubuntu Instance
 
Virtual server on aws
Virtual server on awsVirtual server on aws
Virtual server on aws
 
Jsadfasiohg
JsadfasiohgJsadfasiohg
Jsadfasiohg
 
Installing Lamp Stack on Ubuntu Instance
Installing Lamp Stack on Ubuntu InstanceInstalling Lamp Stack on Ubuntu Instance
Installing Lamp Stack on Ubuntu Instance
 
Play Framework in EC2
Play Framework in EC2Play Framework in EC2
Play Framework in EC2
 
Up & running with jasmine
Up & running with jasmineUp & running with jasmine
Up & running with jasmine
 
Bucharesttop10
Bucharesttop10Bucharesttop10
Bucharesttop10
 
Bayynat197
Bayynat197Bayynat197
Bayynat197
 
Bayynat196
Bayynat196Bayynat196
Bayynat196
 
Universidad Uniandes Sede Ibarra.Pptx Proyecto
Universidad Uniandes Sede Ibarra.Pptx ProyectoUniversidad Uniandes Sede Ibarra.Pptx Proyecto
Universidad Uniandes Sede Ibarra.Pptx Proyecto
 
Compromiso Familiar
Compromiso FamiliarCompromiso Familiar
Compromiso Familiar
 
Franelas
FranelasFranelas
Franelas
 

Similar to bayynat205

فلسفة التكوين الفكري د. نبيل طعمة -الجزء الأول
فلسفة التكوين  الفكري  د. نبيل طعمة -الجزء الأول فلسفة التكوين  الفكري  د. نبيل طعمة -الجزء الأول
فلسفة التكوين الفكري د. نبيل طعمة -الجزء الأول
Mohammad Kettani
 
المشكلات واضطرابات النفسية المصاحبة للطلاق
المشكلات واضطرابات النفسية المصاحبة للطلاقالمشكلات واضطرابات النفسية المصاحبة للطلاق
المشكلات واضطرابات النفسية المصاحبة للطلاق
Heba Mahmoud
 
أسس بناء المنهج _الاساس العقدي الفلسفي
أسس بناء المنهج _الاساس العقدي الفلسفيأسس بناء المنهج _الاساس العقدي الفلسفي
أسس بناء المنهج _الاساس العقدي الفلسفي
Khadijah Alsenani
 
.رسالة التعاليم
.رسالة التعاليم.رسالة التعاليم
.رسالة التعاليم
فايز نافز
 
أسس النظرية النفسية الإسلامية الأولى
أسس النظرية النفسية الإسلامية الأولىأسس النظرية النفسية الإسلامية الأولى
أسس النظرية النفسية الإسلامية الأولى
Muhammad AlSharief
 

Similar to bayynat205 (20)

Mazhab o aql - Ayatullah al Uzma syed ali naqi naqvi Taba Sarah
Mazhab o aql - Ayatullah al Uzma syed ali naqi naqvi Taba SarahMazhab o aql - Ayatullah al Uzma syed ali naqi naqvi Taba Sarah
Mazhab o aql - Ayatullah al Uzma syed ali naqi naqvi Taba Sarah
 
دعوة للتميز
دعوة للتميزدعوة للتميز
دعوة للتميز
 
فلسفة التكوين الفكري د. نبيل طعمة -الجزء الأول
فلسفة التكوين  الفكري  د. نبيل طعمة -الجزء الأول فلسفة التكوين  الفكري  د. نبيل طعمة -الجزء الأول
فلسفة التكوين الفكري د. نبيل طعمة -الجزء الأول
 
علم نفس الشخصية د / نصر إبراهيم
علم نفس الشخصية د / نصر إبراهيمعلم نفس الشخصية د / نصر إبراهيم
علم نفس الشخصية د / نصر إبراهيم
 
دورة كيف تغير نفسك
دورة كيف تغير نفسكدورة كيف تغير نفسك
دورة كيف تغير نفسك
 
كيف تغير نفسك
 كيف تغير نفسك كيف تغير نفسك
كيف تغير نفسك
 
سيكولوجية الجماهير.pptx
سيكولوجية الجماهير.pptxسيكولوجية الجماهير.pptx
سيكولوجية الجماهير.pptx
 
الملحد ودعواه نسبية الأخلاق
الملحد ودعواه نسبية الأخلاقالملحد ودعواه نسبية الأخلاق
الملحد ودعواه نسبية الأخلاق
 
عزيزي الإنسان
عزيزي الإنسانعزيزي الإنسان
عزيزي الإنسان
 
سحر الشخصية و فروسية الذات : ألفصل الثاني
سحر الشخصية و فروسية الذات : ألفصل الثاني سحر الشخصية و فروسية الذات : ألفصل الثاني
سحر الشخصية و فروسية الذات : ألفصل الثاني
 
المشكلات واضطرابات النفسية المصاحبة للطلاق
المشكلات واضطرابات النفسية المصاحبة للطلاقالمشكلات واضطرابات النفسية المصاحبة للطلاق
المشكلات واضطرابات النفسية المصاحبة للطلاق
 
ديكارت-ppt.pptx
ديكارت-ppt.pptxديكارت-ppt.pptx
ديكارت-ppt.pptx
 
4+5 المدرسة الكلاسيكية مدارس علم النفس-ppt S4.pptx
4+5 المدرسة الكلاسيكية  مدارس علم النفس-ppt S4.pptx4+5 المدرسة الكلاسيكية  مدارس علم النفس-ppt S4.pptx
4+5 المدرسة الكلاسيكية مدارس علم النفس-ppt S4.pptx
 
خواطر في تنظي1
خواطر في تنظي1خواطر في تنظي1
خواطر في تنظي1
 
أسس بناء المنهج _الاساس العقدي الفلسفي
أسس بناء المنهج _الاساس العقدي الفلسفيأسس بناء المنهج _الاساس العقدي الفلسفي
أسس بناء المنهج _الاساس العقدي الفلسفي
 
.رسالة التعاليم
.رسالة التعاليم.رسالة التعاليم
.رسالة التعاليم
 
أسس النظرية النفسية الإسلامية الأولى
أسس النظرية النفسية الإسلامية الأولىأسس النظرية النفسية الإسلامية الأولى
أسس النظرية النفسية الإسلامية الأولى
 
Usul Al-Din KBD Tingkatan 2 Tauhid 1-Tafsir 6
Usul Al-Din KBD Tingkatan 2 Tauhid 1-Tafsir 6Usul Al-Din KBD Tingkatan 2 Tauhid 1-Tafsir 6
Usul Al-Din KBD Tingkatan 2 Tauhid 1-Tafsir 6
 
حقيقة التصوف.docx
حقيقة التصوف.docxحقيقة التصوف.docx
حقيقة التصوف.docx
 
هل تميز الإنسان عن غيره بالنطق والكلام ؟
هل تميز الإنسان عن غيره بالنطق والكلام ؟هل تميز الإنسان عن غيره بالنطق والكلام ؟
هل تميز الإنسان عن غيره بالنطق والكلام ؟
 

bayynat205

  • 1. ‫م‬ 2010 ‫الثاين‬ ‫تشرين‬ 205 ‫العدد‬ ‫بريوت‬ - ‫واإلعالم‬ ‫الثقافة‬ ‫مركز‬ ‫عن‬ ‫تصدر‬ ‫شهرية‬ ‫تشريعاته‬ ‫يف‬ ‫اإلسالم‬ ‫خصائص‬ ‫أبرز‬ ‫من‬ ّ‫لعل‬ ‫يف‬ ‫الشمول‬ ‫هذا‬ ‫هو‬ ،‫واحلياتية‬ ‫العبادية‬ ‫من‬ ‫حيققه‬ ‫أن‬ ‫يريد‬ ‫فيما‬ ،‫اإلنسان‬ ‫إىل‬ ‫النظرة‬ ‫حياته‬ ‫مسرية‬ ‫ويف‬ ،‫شخصيته‬ ‫تنمية‬ ‫يف‬ ‫غايات‬ ‫إىل‬ ‫تنظر‬ ‫ال‬ ‫اليت‬ ‫الواقعية‬ ‫الفكرة‬ ‫من‬ ‫انطالقًا‬ ‫ليمكن‬ ،‫واحد‬ ‫بعد‬ ‫ذو‬ ‫أنه‬ ‫على‬ ‫الكائن‬ ‫اإلنسان‬ ‫هو‬ ‫بل‬ ،‫واحدة‬ ‫جهة‬ ‫من‬ ‫أوضاعه‬ ‫نعاجل‬ ‫أن‬ ‫لنا‬ ‫الفردية‬ ‫الشخصية‬ ‫فيها‬ ‫تلتقي‬ ‫أبعاد‬ ‫ذو‬ ‫كائن‬ ‫تسمح‬ ‫أن‬ ‫دون‬ ‫من‬ ‫االجتماعية‬ ‫بالشخصية‬ ‫عن‬ ‫باالنفصال‬ ‫الذاتية‬ ‫خصائصها‬ ‫يف‬ ‫إحدامها‬ ‫الروحي‬ ‫اجلانب‬ ‫داخلها‬ ‫يف‬ ‫ميتزج‬ ‫كما‬ ،‫األخرى‬ ‫مادي‬ ‫عنصر‬ ‫هناك‬ ‫فليس‬ ،‫املادي‬ ‫باجلانب‬ ،‫املادية‬ ‫األسوار‬ ‫داخل‬ ‫يف‬ ‫النفس‬ ‫فيه‬ ‫ختتنق‬ ‫النفس‬ ‫فيه‬ ‫ق‬ّ‫ل‬‫حت‬ ‫روحي‬ ‫عنصر‬ ‫هناك‬ ‫وليس‬ ‫بل‬ ..‫رائعة‬ ‫جتريدية‬ ‫حالة‬ ‫يف‬ ،‫املادة‬ ‫عن‬ ‫ًا‬‫د‬‫بعي‬ ‫يف‬ ‫املنطلقة‬ ‫الروح‬ ‫أو‬ ‫بالروح‬ ‫النابضة‬ ‫املادة‬ ‫هي‬ .‫املادة‬ ‫حركة‬ ‫ممارسة‬ ‫على‬ ‫اإلسالم‬ ‫د‬ّ‫أك‬ ‫ذلك‬ ‫ضوء‬ ‫ويف‬ ‫االحنراف‬ ‫واعترب‬ ‫طبيعي‬ ‫بشكل‬ ‫للحياة‬ ‫اإلنسان‬ ‫يف‬ ‫واالستقامة‬ ‫التوازن‬ ‫عن‬ ‫خروجًا‬ ‫ذلك‬ ‫عن‬ ‫جاء‬ ‫فقد‬ ،‫احلياة‬ ‫يف‬ ‫املسلم‬ ‫اإلنسان‬ ‫انطالقة‬ ‫ترك‬ ‫من‬ ‫منا‬ ‫«ليس‬ ‫املأثورة‬ ‫الكلمات‬ ‫بعض‬ ‫يف‬ ‫كما‬ ،»‫لدنياه‬ ‫آخرته‬ ‫ترك‬ ‫ومن‬ ‫آلخرته‬ ‫دنياه‬ ‫بأمور‬ ‫يهتم‬ ‫مل‬ ‫«من‬ :‫الشريف‬ ‫احلديث‬ ‫يف‬ ‫جاء‬ ‫عليه‬ ‫اهلل‬ ‫ى‬ّ‫ل‬‫ص‬ ‫وقوله‬ ،»‫مبسلم‬ ‫فليس‬ ‫املسلمني‬ ‫ألخيه‬ ‫حيب‬ ‫حىت‬ ‫أحدكم‬ ‫يؤمن‬ ‫«ال‬ :‫وسلم‬ ‫وآله‬ ‫مما‬ ..»‫هلا‬ ‫يكره‬ ‫ما‬ ‫له‬ ‫ويكره‬ ‫لنفسه‬ ‫حيب‬ ‫ما‬ ‫كبرية‬ ‫قيمة‬ ‫متثل‬ ‫ال‬ ‫احلياة‬ ‫عن‬ ‫العزلة‬ ‫أن‬ ‫يعين‬ ‫الفردية‬ ‫أن‬ ‫كما‬ ،‫احلياة‬ ‫يف‬ ‫اإلسالم‬ ‫قيم‬ ‫من‬ ‫قضاياها‬ ‫داخل‬ ‫املختنقة‬ ‫ذاتيتها‬ ‫يف‬ ‫املغرقة‬ ‫السلوك‬ ‫يف‬ ‫القيمة‬ ّ‫ضد‬ ‫متثل‬ ‫هي‬ ‫اخلاصة‬ .‫اإلسالم‬ ‫نظر‬ ‫يف‬ ‫اإلنساين‬ ‫النظرة‬ ‫هذه‬ ‫خصائص‬ ‫من‬ ‫كان‬ ‫ورمبا‬ ‫ة‬َّ‫ألي‬ ‫يريد‬ ‫اإلسالم‬ ّ‫أن‬ ،‫لإلنسان‬ ‫الشمولية‬ ‫ممارسة‬ ‫ة‬ّ‫ي‬‫وأل‬ ،‫اإلنسان‬ ‫قضايا‬ ‫من‬ ‫قضية‬ ‫القضايا‬ ‫خط‬ ‫يف‬ ‫تتحرك‬ ‫أن‬ ،‫ممارساته‬ ‫من‬ ،‫فيه‬ ‫نقصًا‬ ‫ل‬ ّ‫تكم‬ ‫حبيث‬ ،‫األخرى‬ ‫واملمارسات‬ ..‫وجوده‬ ‫يف‬ ‫فراغًا‬ ّ‫تسد‬ ‫أو‬ 2 ‫ً؟‬‫ا‬‫روحي‬ً‫ا‬‫مضمون‬ ‫احلج‬ ‫نعيش‬ ‫كيف‬ ‫وحركيته‬ ‫وحرارته‬ ‫نبضة‬ ‫احلج‬ ‫يفقد‬ ‫رغم‬ ،‫حبتا‬ ‫فقهيا‬ ‫مضمونا‬ ‫يبقى‬ ‫حينما‬ ‫كبرية‬ ‫قيمة‬ ‫من‬ ‫الفقهي‬ ‫املضمون‬ ‫هلذا‬ ‫ما‬ ‫إذا‬ ‫صحيحا‬ ‫األداء‬ ‫يكون‬ ‫فلن‬ ،‫جدا‬ ‫وكبرية‬ ‫غاب‬ ‫وإذا‬ ،‫الصحيحة‬ ‫الفقهية‬ ‫الرؤية‬ ‫غابت‬ ‫كانت‬ ‫هنا‬ ‫من‬ ،‫الصحيح‬ ‫الفقهي‬ ‫التطبيق‬ ‫فقهية‬ ‫ثقافة‬ ‫على‬ ‫احلجاج‬ ‫يتوافر‬ ‫أن‬ ‫الضرورة‬ .‫صائبة‬ ‫تطبيقية‬ ‫ممارسة‬ ‫وعلى‬ ‫متقنة‬ :‫هنا‬ ‫املطروح‬ ‫السؤال‬ ‫ولكن‬ ‫الذي‬ ‫هو‬ ‫وحدة‬ ‫الفقهي‬ ‫التعاطي‬ ‫أن‬ ‫هل‬ ‫حقيقي»؟‬ ‫«حج‬ ‫أمام‬ ‫يضعنا‬ 5 ّ‫حنب‬ ‫وأال‬ ،‫أجسادنا‬ ‫ي‬ّ‫نرب‬ ‫كما‬ ‫قلوبنا‬ ‫ي‬ّ‫نرب‬ ‫أن‬ ‫من‬ ‫لنا‬ ّ‫بد‬ ‫ال‬ .. ‫اهلل‬ ‫يف‬ ‫إال‬ ‫نبغض‬ ‫وال‬ ،‫اهلل‬ ‫يف‬ ‫إال‬ )‫(قده‬ ‫اهلل‬ ‫فضل‬ ‫حسني‬ ‫حممد‬ ‫السيد‬ ‫املرجع‬ ‫العالمة‬ www.b-iraq.com
  • 2. 2 ‫الكلمة‬ ‫كانت‬ ‫البدء‬ ‫في‬ ‫املسؤولني‬ ‫بني‬ ‫األيام‬ ‫هذه‬ ‫يف‬ ‫األصوات‬ ‫تتعاىل‬ ‫يف‬ ‫العربية‬ )‫(القمة‬ ‫مؤمتر‬ ‫إنعقاد‬ ‫بشأن‬ ‫العراقيني‬ ‫بغداد‬ ‫يف‬ ‫الرئيسة‬ ‫باملعامل‬ ‫االهتمام‬ ‫وإبداء‬ ،‫بغداد‬ ‫بدأت‬ ‫إذ‬ ،‫فيها‬ ‫العرب‬ ‫وامللوك‬ ‫بالرؤساء‬ ‫لإلحتفاء‬ .‫امليدان‬ ‫هذا‬ ‫يف‬ ‫العراقية‬ ‫املؤسسات‬ ‫تتسابق‬ ‫ذلك‬ ‫ويعرف‬ – ‫فيه‬ ‫نعرف‬ ‫الذي‬ ‫الوقت‬ ‫ويف‬ ‫مؤشر‬ ‫بغداد‬ ‫يف‬ ‫العربية‬ ‫القمة‬ ‫انعقاد‬ ‫أن‬ – ‫غرينا‬ ،‫بالنفس‬ ‫بالثقة‬ ‫يوحي‬ ‫ما‬ ‫وهو‬ ،‫العراق‬ ‫عافية‬ ‫على‬ ‫مدى‬ ‫عن‬ ‫نتساءل‬ ‫فإننا‬ ،‫واملركز‬ ‫املوقع‬ ‫واستعادة‬ ،‫عليها‬ ‫والتعويل‬ )‫(القمة‬ ‫هلذه‬ ‫احلقيقية‬ ‫القيمة‬ ‫يف‬ ،‫الغرض‬ ‫هلذا‬ ‫املليارات‬ ‫ورمبا‬ ،‫املاليني‬ ‫وإنفاق‬ ‫هذه‬ ‫إىل‬ ‫والعراقيون‬ ‫العراق‬ ‫فيه‬ ‫حيتاج‬ ‫ال‬ ٍ‫وقت‬ ‫تستحق‬ ‫ال‬ !‫سخيفة‬ )‫(هوسة‬ ‫وهي‬ )‫(اهلمروجة‬ ‫العراقيون‬ ‫حيتاجه‬ ‫ما‬ ‫إذ‬ ،‫والرنني‬ ‫الطنني‬ ‫هذا‬ ‫كل‬ ‫العراق‬ ‫محاية‬ ‫وهو‬ ،‫وطين‬ ‫مبدأ‬ ‫على‬ ‫االتفاق‬ ‫اليوم‬ ‫أن‬ ‫ينبغي‬ ‫الذي‬ ‫املستوى‬ ‫إىل‬ ‫به‬ ‫واالرتقاء‬ ،‫واستقالله‬ ‫مثل‬ ‫يف‬ ‫عريب‬ ٍ‫قرار‬ ‫إىل‬ – ٍ‫عندئذ‬ – ‫حيتاج‬ ‫وال‬ ،‫حيتله‬ ‫وهو‬ ،‫يصدر‬ ‫لن‬ ‫القرار‬ ‫هذا‬ ‫مثل‬ ‫ألن‬ ،‫األحوال‬ ‫هذه‬ .‫ف‬ّ‫مشر‬ ‫غري‬ ‫قرار‬ ‫العراقيني‬ ‫املسؤولني‬ ‫يدفع‬ ‫الذي‬ ‫التفكري‬ ‫أن‬ ‫ونظن‬ ‫بالعراق‬ ‫الظهور‬ ‫وحماولة‬ ،‫العربية‬ ‫بالقمة‬ ‫لالهتمام‬ ‫األنظمة‬ ‫بأجندة‬ ‫يذكرنا‬ – ‫تام‬ ‫بشكل‬ – ‫املعاىف‬ ‫مبظهر‬ ‫فال‬ ،‫باملظاهر‬ ّ‫ال‬‫إ‬ ‫االهتمام‬ ‫تعرف‬ ‫ال‬ ‫اليت‬ ‫العربية‬ ‫أو‬ ‫مسؤول‬ ‫زيارة‬ ‫حالة‬ ‫يف‬ ّ‫ال‬‫إ‬ ،‫بالشوارع‬ ‫اهتمام‬ ‫الرئيس‬ ‫زيارة‬ ‫حادثة‬ ‫ا‬ّ‫ن‬‫ع‬ ‫ًا‬‫د‬‫بعي‬ ‫وليس‬ ،‫ذلك‬ ‫غري‬ ‫اليت‬ ‫الكبرية‬ ‫التنظيف‬ ‫ومحلة‬ ‫القاهرة‬ ‫إىل‬ ‫األمريكي‬ ‫يسمع‬ ‫ومل‬ ‫يعرفها‬ ‫مل‬ ‫محلة‬ ‫وهي‬ ،)‫(القاهرة‬ ‫شهدهتا‬ ‫أن‬ ‫نريد‬ ‫فهل‬ ،‫أكثر‬ ‫أو‬ ‫قرن‬ ‫ربع‬ ‫طيلة‬ ‫املصريون‬ ‫هبا‬ !‫القوم؟‬ ‫هؤالء‬ ‫أمثال‬ ‫نكون‬ ‫إنعقاد‬ ‫على‬ ‫يتوقف‬ ‫ال‬ ‫بالعراق‬ ‫النهوض‬ ‫إن‬ ‫على‬ ‫يتوقف‬ ‫ولكن‬ ،‫مهمة‬ ‫كانت‬ ‫وإن‬ ،‫العربية‬ ‫القمة‬ ‫املسؤولون‬ ‫عليها‬ ‫ع‬ِّ‫يوق‬ ‫شرف‬ ‫ووثيقة‬ ،‫وطين‬ ‫قرار‬ ‫االهنيار‬ ‫من‬ ‫العراق‬ ‫ستصون‬ ٍ‫عندئذ‬ ‫وهي‬ ،‫العراقيون‬ ،‫والدويل‬ ‫واإلسالمي‬ ‫العريب‬ ‫عامله‬ ‫إىل‬ ‫وتعيده‬ ...‫كان‬ ‫مما‬ ‫وبأفضل‬ !‫ولكن‬ ...‫العرب‬ ‫بالقادة‬ ُ‫ال‬‫أه‬ ‫العراق‬ - ‫بينات‬ 2010 ‫الثاين‬ ‫تشرين‬ | 205 ‫العدد‬ ‫ليست‬ -‫اإلسالم‬ ‫يف‬ – ‫العبادة‬ ‫روحية‬ ‫وجدانية‬ ‫حالة‬ ‫جمرد‬ ‫مع‬ ‫اإلنسان‬ ‫فيها‬ ‫يعيش‬ ‫ذاتية‬ ‫قواعد‬ ‫من‬ ‫قاعدة‬ ‫هي‬ ‫بل‬ ،‫ه‬ّ‫ب‬‫ر‬ ‫فيها‬ ‫تتنوع‬ ‫اليت‬ ‫الرتبية‬ ً‫ا‬‫أهداف‬ ‫لإلنسان‬ ‫لتحقق‬ ‫املمارسة‬ ‫ويف‬ ،‫شخصيته‬ ‫حركة‬ ‫يف‬ ،‫عملية‬ ‫واخلاصة‬ ‫ة‬ّ‫العام‬ ‫حياته‬ ‫جمرى‬ ‫مقابلة‬ )‫سره‬ ‫(قدس‬ ‫اهلل‬ ‫فضل‬ ‫حسني‬ ‫حممد‬ ‫السيد‬ ‫املرجع‬ ‫العالمة‬ | ‫وسياسة‬ ‫وحركة‬ ‫عبادة‬ ‫احلج‬ ‫إىل‬ ‫النظرة‬ ‫يف‬ ‫الشمول‬ ‫هذا‬ ‫هو‬ ،‫واحلياتية‬ ‫العبادية‬ ‫تشريعاته‬ ‫يف‬ ‫اإلسالم‬ ‫خصائص‬ ‫أبرز‬ ‫من‬ ّ‫لعل‬ ‫الفكرة‬ ‫من‬ ‫انطالقًا‬ ‫حياته‬ ‫مسرية‬ ‫ويف‬ ،‫شخصيته‬ ‫تنمية‬ ‫يف‬ ‫غايات‬ ‫من‬ ‫حيققه‬ ‫أن‬ ‫يريد‬ ‫فيما‬ ،‫اإلنسان‬ ‫من‬ ‫أوضاعه‬ ‫نعاجل‬ ‫أن‬ ‫لنا‬ ‫ليمكن‬ ،‫واحد‬ ‫بعد‬ ‫ذو‬ ‫أنه‬ ‫على‬ ‫الكائن‬ ‫اإلنسان‬ ‫إىل‬ ‫تنظر‬ ‫ال‬ ‫اليت‬ ‫الواقعية‬ ‫أن‬ ‫دون‬ ‫من‬ ‫االجتماعية‬ ‫بالشخصية‬ ‫الفردية‬ ‫الشخصية‬ ‫فيها‬ ‫تلتقي‬ ‫أبعاد‬ ‫ذو‬ ‫كائن‬ ‫هو‬ ‫بل‬ ،‫واحدة‬ ‫جهة‬ ‫الروحي‬ ‫اجلانب‬ ‫داخلها‬ ‫يف‬ ‫ميتزج‬ ‫كما‬ ،‫األخرى‬ ‫عن‬ ‫باالنفصال‬ ‫الذاتية‬ ‫خصائصها‬ ‫يف‬ ‫إحدامها‬ ‫تسمح‬ ‫هناك‬ ‫وليس‬ ،‫املادية‬ ‫األسوار‬ ‫داخل‬ ‫يف‬ ‫النفس‬ ‫فيه‬ ‫ختتنق‬ ‫مادي‬ ‫عنصر‬ ‫هناك‬ ‫فليس‬ ،‫املادي‬ ‫باجلانب‬ ‫بالروح‬ ‫النابضة‬ ‫املادة‬ ‫هي‬ ‫بل‬ ..‫رائعة‬ ‫جتريدية‬ ‫حالة‬ ‫يف‬ ،‫املادة‬ ‫عن‬ ‫ًا‬‫د‬‫بعي‬ ‫النفس‬ ‫فيه‬ ‫ق‬ّ‫ل‬‫حت‬ ‫روحي‬ ‫عنصر‬ .‫املادة‬ ‫حركة‬ ‫يف‬ ‫املنطلقة‬ ‫الروح‬ ‫أو‬ ‫واالستقامة‬ ‫التوازن‬ ‫عن‬ ‫خروج‬ ‫االنحراف‬ ‫اإلنسان‬ ‫ممارسة‬ ‫على‬ ‫اإلسالم‬ ‫د‬ّ‫أك‬ ‫ذلك‬ ‫ضوء‬ ‫ويف‬ ‫خروجًا‬ ‫ذلك‬ ‫عن‬ ‫االحنراف‬ ‫واعترب‬ ‫طبيعي‬ ‫بشكل‬ ‫للحياة‬ ‫يف‬ ‫املسلم‬ ‫اإلنسان‬ ‫انطالقة‬ ‫يف‬ ‫واالستقامة‬ ‫التوازن‬ ‫عن‬ ‫منا‬ ‫«ليس‬ ‫املأثورة‬ ‫الكلمات‬ ‫بعض‬ ‫يف‬ ‫جاء‬ ‫فقد‬ ،‫احلياة‬ ‫كما‬ ،»‫لدنياه‬ ‫آخرته‬ ‫ترك‬ ‫ومن‬ ‫آلخرته‬ ‫دنياه‬ ‫ترك‬ ‫من‬ ‫املسلمني‬ ‫بأمور‬ ‫يهتم‬ ‫مل‬ ‫«من‬ :‫الشريف‬ ‫احلديث‬ ‫يف‬ ‫جاء‬ ‫«ال‬ :‫وسلم‬ ‫وآله‬ ‫عليه‬ ‫اهلل‬ ‫ّى‬‫ل‬‫ص‬ ‫وقوله‬ ،»‫مبسلم‬ ‫فليس‬ ‫ويكره‬ ‫لنفسه‬ ‫حيب‬ ‫ما‬ ‫ألخيه‬ ‫حيب‬ ‫حىت‬ ‫أحدكم‬ ‫يؤمن‬ ‫ال‬ ‫احلياة‬ ‫عن‬ ‫العزلة‬ ‫أن‬ ‫يعين‬ ‫مما‬ ..»‫هلا‬ ‫يكره‬ ‫ما‬ ‫له‬ ‫أن‬ ‫كما‬ ،‫احلياة‬ ‫يف‬ ‫اإلسالم‬ ‫قيم‬ ‫من‬ ‫كبرية‬ ‫قيمة‬ ‫متثل‬ ‫قضاياها‬ ‫داخل‬ ‫املختنقة‬ ‫ذاتيتها‬ ‫يف‬ ‫املغرقة‬ ‫الفردية‬ ‫يف‬ ‫اإلنساين‬ ‫السلوك‬ ‫يف‬ ‫القيمة‬ ّ‫ضد‬ ‫متثل‬ ‫هي‬ ‫اخلاصة‬ .‫اإلسالم‬ ‫نظر‬ ‫الشمولية‬ ‫النظرة‬ ‫هذه‬ ‫خصائص‬ ‫من‬ ‫كان‬ ‫ورمبا‬ ‫قضايا‬ ‫من‬ ‫قضية‬ ‫ة‬َّ‫ألي‬ ‫يريد‬ ‫اإلسالم‬ ّ‫أن‬ ،‫لإلنسان‬ ‫يف‬ ‫تتحرك‬ ‫أن‬ ،‫ممارساته‬ ‫من‬ ‫ممارسة‬ ‫ة‬ّ‫وألي‬ ،‫اإلنسان‬ ‫نقصًا‬ ‫ل‬ّ‫تكم‬ ‫حبيث‬ ،‫األخرى‬ ‫واملمارسات‬ ‫القضايا‬ ‫خط‬ ‫اإلسالم‬ ‫ك‬ّ‫حتر‬ ‫فإذا‬ ..‫وجوده‬ ‫يف‬ ‫فراغًا‬ ّ‫تسد‬ ‫أو‬ ،‫فيه‬ ‫ـ‬ ‫يريد‬ ‫فإنه‬ ،‫اإلنسان‬ ‫حلياة‬ ‫الفردية‬ ‫التربية‬ ‫خط‬ ‫يف‬ ‫ما‬ ‫الكرمية‬ ‫الصفات‬ ‫من‬ ‫له‬ ‫خيتار‬ ‫أن‬ ‫ـ‬ ‫ذلك‬ ‫خالل‬ ‫من‬ ‫رة‬ّ‫اخلي‬ ‫الشخصية‬ ‫له‬ ‫وحيقق‬ ،‫إنسانيته‬ ‫مستوى‬ ‫يرفع‬ ‫بلغت‬ ‫مهما‬ ‫للعلم‬ ‫قيمة‬ ‫فال‬ ،‫االجتماعي‬ ‫احلقل‬ ‫يف‬ ‫مستوى‬ ‫إىل‬ ‫باالنسان‬ ‫يرتفع‬ ‫مل‬ ‫إذا‬ ،‫فيه‬ ‫صاحبه‬ ‫درجة‬ ‫لآلخرين‬ ‫مدرسة‬ ‫نفسه‬ ‫من‬ ‫فيه‬ ‫يفتح‬ ‫الذي‬ ‫العطاء‬ ‫فرصة‬ ‫متنحها‬ ‫واسعة‬ ً‫ة‬‫خرب‬ ‫فكره‬ ‫من‬ ‫للحياة‬ ‫ويقدم‬ ‫تتحول‬ ‫مل‬ ‫إذا‬ ‫ة‬ّ‫للقو‬ ‫قيمة‬ ‫وال‬ ،‫واالزدهار‬ ‫والتقدم‬ ‫مو‬ّ‫ن‬‫ال‬ ‫من‬ ‫اآلخرين‬ ‫تنقذ‬ ‫اليت‬ ‫ة‬ّ‫القو‬ ‫عناصر‬ ‫من‬ ‫عنصر‬ ‫إىل‬ ‫يف‬ ‫اإلسالم‬ ‫جيد‬ ‫وهكذا‬ ..‫اإلنساين‬ ‫الضعف‬ ‫عوامل‬ ‫الكمال‬ ‫إىل‬ ‫للدخول‬ ‫مفتاحًا‬ ‫اإلنساين‬ ‫الفردي‬ ‫الكمال‬ ‫تعطي‬ ‫اليت‬ ‫بالفكرة‬ ‫ويوحي‬ ..‫االجتماعي‬ ‫اإلنساين‬ ‫استطاعت‬ ‫إذا‬ ،‫الكبرية‬ ‫قيمتها‬ ‫األخالقية‬ ‫للخصائص‬ ،‫املجتمع‬ ‫قلب‬ ‫يف‬ ‫حركته‬ ‫يف‬ ‫ذاته‬ ‫لإلنسان‬ ‫حتقق‬ ‫أن‬ ‫يف‬ ‫النمو‬ ‫ة‬ّ‫عملي‬ ‫ميارسون‬ ‫ّذين‬‫ل‬‫ل‬ ‫القيمة‬ ‫منح‬ ‫وترفض‬ .‫احلياة‬ ‫عن‬ ‫البعيدة‬ ‫العزلة‬ ‫وجدانية‬ ‫حالة‬ ‫جمرد‬ ‫ليست‬ -‫اإلسالم‬ ‫يف‬ – ‫العبادة‬ ‫هي‬ ‫بل‬ ،‫ه‬ّ‫رب‬ ‫مع‬ ‫اإلنسان‬ ‫فيها‬ ‫يعيش‬ ‫ذاتية‬ ‫روحية‬ ‫املمارسة‬ ‫فيها‬ ‫تتنوع‬ ‫اليت‬ ‫التربية‬ ‫قواعد‬ ‫من‬ ‫قاعدة‬ ،‫شخصيته‬ ‫حركة‬ ‫يف‬ ،‫عملية‬ ‫أهدافًا‬ ‫لإلنسان‬ ‫لتحقق‬ ‫واخلاصة‬ ‫ة‬ّ‫العام‬ ‫حياته‬ ‫جمرى‬ ‫ويف‬ ‫اهلل‬ ‫إىل‬ ‫االنسانية‬ ‫بالروح‬ ‫االرتفاع‬ ‫الشمولية‬ ‫النظرة‬ ‫هذه‬ ‫يثري‬ ‫أن‬ ‫اإلسالم‬ ‫أراد‬ ‫وقد‬ ،‫احلياة‬ ‫إىل‬ ‫اإلسالم‬ ‫جاء‬ ‫فقد‬ ..‫للعبادات‬ ‫تشريعه‬ ‫يف‬ ‫من‬ ‫شأنًا‬ ‫العبادة‬ ‫تعترب‬ ‫اليت‬ ‫الروحية‬ ‫بالنظرة‬ ‫والتقى‬ ‫من‬ ‫فليس‬ ،‫باألرض‬ ‫هلا‬ ‫عالقة‬ ‫وال‬ ‫السماء‬ ‫شؤون‬ ‫هدفًا‬ ‫حتقق‬ ‫أن‬ ‫الروحية‬ ‫قيمتها‬ ‫يف‬ ‫للعبادة‬ ‫املفروض‬ ‫االجتماعية‬ ‫شؤوهنا‬ ‫يف‬ ‫ـ‬ ‫أساسه‬ ‫على‬ ‫ـ‬ ‫تتحرك‬ ‫كبريًا‬ ‫أن‬ ‫ومهمتها‬ ‫دورها‬ ّ‫كل‬ ‫بل‬ ،‫واالقتصادية‬ ‫والسياسية‬ ‫روحية‬ ‫غيبوبة‬ ‫يف‬ ‫اهلل‬ ‫إىل‬ ‫اإلنسانية‬ ‫بالروح‬ ‫ترتفع‬ ‫واخلضوع‬ ‫اخلشوع‬ ‫روحانية‬ ‫اإلنسان‬ ‫فيها‬ ‫يعيش‬ ،‫خالصة‬ ‫والنشوة‬ ‫بالسعادة‬ ‫معها‬ ‫فيحس‬ ،‫خلالقه‬ ‫والعبودية‬ ‫وبذلك‬ ..‫اهلل‬ ‫من‬ ‫والقرب‬ ‫املطلق‬ ‫أجواء‬ ‫يف‬ ‫واالمتداد‬ ‫يف‬ ‫واإلخالص‬ ‫الروح‬ ‫يف‬ ‫و‬ّ‫السم‬ ‫مظهر‬ ‫الرهبانية‬ ‫كانت‬ ‫احلياة‬ ‫زخارف‬ ‫كل‬ ‫عن‬ ‫اإلنسان‬ ‫تعزل‬ ‫ألهنا‬ ،‫العبادة‬ ‫وتربطه‬ ،‫الصغرية‬ ‫وقضاياها‬ ‫ومشاكلها‬ ‫وشهواهتا‬ ...‫باهلل‬ ‫خالل‬ ‫من‬ ‫العبادة‬ ‫إىل‬ ‫النظرة‬ ‫هذه‬ ‫تغيري‬ ‫اإلسالم‬ ‫وبدأ‬ ‫كان‬ ‫فإذا‬ ..‫احلياة‬ ‫يف‬ ‫اإلنسان‬ ‫دور‬ ‫إىل‬ ‫للنظرة‬ ‫تغيريه‬ ‫األرض‬ ‫كانت‬ ‫وإذا‬ ،‫األرض‬ ‫يف‬ ‫اهلل‬ ‫خليفة‬ ‫اإلنسان‬ ‫فيها‬ ‫حيققوا‬ ‫أن‬ ‫لعباده‬ ‫اهلل‬ ‫يريد‬ ‫اليت‬ ‫الساحة‬ ‫هي‬ ،‫رساالته‬ ‫هلم‬ ‫ترمسه‬ ‫الذي‬ ‫و‬ّ‫السم‬ ّ‫خط‬ ‫يف‬ ‫إنسانيتهم‬ ‫مو‬ّ‫ن‬‫ال‬ ‫شؤون‬ ‫يف‬ ‫براجمهم‬ ‫جوانبها‬ ‫يف‬ ‫خيططوا‬ ‫وأن‬ ..‫األرض‬ ‫يف‬ ‫اهلل‬ ‫سنن‬ ‫أساس‬ ‫على‬ ‫واالزدهار‬ ‫م‬ّ‫والتقد‬ ‫احلياة‬ ‫حركة‬ ‫رعاية‬ ‫يف‬ ‫اإلنساين‬ ‫الدور‬ ‫أن‬ ‫يعين‬ ‫وهذا‬ ‫ليس‬ ‫أهدافها‬ ‫وبرجمة‬ ‫مراحلها‬ ‫وختطيط‬ ‫شؤوهنا‬ ‫وإدارة‬ ‫يف‬ ‫كان‬ ‫ما‬ّ‫رب‬ ‫بل‬ ،‫ورضاه‬ ‫وحمبته‬ ‫اهلل‬ ‫ارادة‬ ‫عن‬ ‫بعيدًا‬ ‫فيما‬ ‫ـ‬ ‫له‬ ‫عبوديته‬ ‫عمق‬ ‫على‬ ‫والتأكيد‬ ‫اهلل‬ ‫من‬ ‫القرب‬ ‫نفس‬ ‫يف‬ ‫املعاين‬ ‫هذه‬ ‫حتقيق‬ ‫على‬ ‫باعثًا‬ ‫ـ‬ ‫العبادة‬ ‫متثله‬ ..‫أكمل‬ ‫وبإخالص‬ ،‫أفضل‬ ٍ‫بطريقة‬ ‫وحياته‬ ‫اإلنسان‬ ‫معناها‬ ‫ـ‬ ‫االجتاه‬ ‫هذا‬ ‫يف‬ ‫ـ‬ ‫العبادة‬ ‫اإلسالم‬ ‫أعطى‬ ‫وقد‬ ‫تعد‬ ‫فلم‬ ،‫العملي‬ ‫ودورها‬ ‫ز‬ّ‫املمي‬ ‫وطابعها‬ ،‫اجلديد‬ ‫اإلنسان‬ ‫فيها‬ ‫يعيش‬ ‫ذاتية‬ ‫روحية‬ ‫وجدانية‬ ‫حالة‬ ‫جمرد‬ ‫اليت‬ ‫التربية‬ ‫قواعد‬ ‫من‬ ‫قاعدة‬ ‫إىل‬ ‫حتولت‬ ‫بل‬ ،‫ه‬ّ‫رب‬ ‫مع‬ ‫يف‬ ،‫عملية‬ ‫أهدافًا‬ ‫لإلنسان‬ ‫لتحقق‬ ‫املمارسة‬ ‫فيها‬ ‫تتنوع‬ ..‫واخلاصة‬ ‫ة‬ّ‫العام‬ ‫حياته‬ ‫جمرى‬ ‫ويف‬ ،‫شخصيته‬ ‫حركة‬
  • 3. 3 2010 ‫الثاين‬ ‫تشرين‬ | 205 ‫العدد‬ ‫في‬ ‫العدد‬‫هذا‬ |5‫|ص‬ ‫روحيًا‬ ‫مضمونًا‬ ‫احلج‬ ‫نعيش‬ ‫كيف‬  |9-8 ‫|ص‬ )‫(رض‬ ‫اهلل‬ ‫فضل‬ ‫املرجع‬ ‫العالمة‬ ‫حول‬ ‫كتابات‬  :‫العبادات‬ ‫بين‬ ‫الحج‬ ‫قيمة‬ ‫اهلل‬ ‫أرادها‬ ‫اليت‬ ‫اإلسالمية‬ ‫العبادات‬ ‫من‬ ‫واحلج‬ ‫لقضية‬ ‫الشاملة‬ ‫النظرة‬ ‫خالهلا‬ ‫من‬ ‫لتحققوا‬ ،‫للناس‬ ‫كل‬ ‫على‬ ‫فريضة‬ ‫اهلل‬ ‫جعله‬ ‫فقد‬ ..‫احلياة‬ ‫يف‬ ‫اإلنسان‬ ‫على‬ ‫خروجًا‬ ‫تركها‬ ‫واعترب‬ ،ً‫ال‬‫سبي‬ ‫إليه‬ ‫استطاع‬ ‫من‬ ‫يف‬ ‫هلا‬ ‫التارك‬ ‫جعل‬ ‫حىت‬ ،‫اإلسالمي‬ ‫االلتزام‬ ‫عمق‬ ‫منذ‬ ‫عباده‬ ‫به‬ ‫اهلل‬ ‫د‬ّ‫تعب‬ ‫وقد‬ ..‫اإلسالم‬ ‫عن‬ ‫اخلارج‬ ‫حكم‬ ‫إليه‬ ‫فأضاف‬ ‫اإلسالم‬ ‫وجاء‬ ‫الم‬ َّ‫الس‬ ‫عليه‬ ‫إبراهيم‬ ‫النيب‬ ‫خطوطًا‬ ‫له‬ ‫ورسم‬ ،‫أهدافًا‬ ‫له‬ ‫د‬ّ‫وحد‬ ‫وأحكامًا‬ ‫شروطًا‬ ،‫احلياة‬ ‫يف‬ ‫الكبري‬ ‫الدور‬ ‫لإلسالم‬ ‫حيقق‬ ‫أن‬ ‫أجل‬ ‫من‬ ‫على‬ ‫فيه‬ ‫يقتصر‬ ‫فلم‬ ،‫وامتداداته‬ ‫فاعليته‬ ‫من‬ ‫فيزيد‬ ‫املعاين‬ ‫استوعب‬ ‫بل‬ ،‫التربية‬ ‫جوانب‬ ‫من‬ ‫واحد‬ ‫جانب‬ ‫يف‬ ‫اإلحرام‬ ‫ع‬ّ‫فشر‬ ،‫خرى‬ُ‫أل‬‫ا‬ ‫العبادات‬ ‫من‬ ‫تنطلق‬ ‫اليت‬ ،‫الصوم‬ ‫أهداف‬ ‫لإلنسان‬ ‫ليحقق‬ ‫وتروكه؛‬ ‫التزاماته‬ ‫كل‬ ‫اإلنسان‬ ‫يف‬ ‫خياطب‬ ‫ال‬ ‫متنوع‬ ‫ك‬ّ‫متحر‬ ‫أسلوب‬ ‫يف‬ ‫ولكن‬ ،‫خرى‬ُ‫أ‬ ‫جوانب‬ ‫فيه‬ ‫خياطب‬ ‫ولكنه‬ ،‫وظمأه‬ ‫اجلسد‬ ‫جوع‬ ‫التعلق‬ ‫ونزعة‬ ،‫بالسالم‬ ‫له‬ ‫فتوحي‬ ‫ة‬ّ‫القو‬ ‫نزعة‬ ‫فيه‬ ‫هتذب‬ ‫الترف‬ ‫ونزعة‬ ،‫والتوازن‬ ‫باالنضباط‬ ‫له‬ ‫فتوحي‬ ‫ّذة‬‫ل‬‫بال‬ ‫إىل‬ ‫فتوجهه‬ ‫الكربياء‬ ‫ونزعة‬ ،‫اخلشونة‬ ‫إىل‬ ‫فتقوده‬ ،‫واملعرفة‬ ‫والثقافة‬ ‫الفكر‬ ‫ك‬ّ‫حير‬ ‫كيف‬ ‫ّمه‬‫ل‬‫وتع‬ ،‫التواضع‬ ‫سبيله‬ ‫املعرفة‬ ‫لتبقى‬ ‫الباطل‬ ‫من‬ ً‫ال‬‫بد‬ ‫احلق‬ ‫اجتاه‬ ‫يف‬ ‫حول‬ ‫الطواف‬ ‫ع‬ّ‫وشر‬ ،‫والفكرة‬ ‫الكلمة‬ ‫حركة‬ ‫يف‬ ‫الوحيد‬ ‫الصالة‬ ‫آفاق‬ ‫اإلنسان‬ ‫معه‬ ‫ليعيش‬ ،‫صالة‬ ‫وجعله‬ ‫البيت‬ ‫أراده‬ ‫الذي‬ ،‫البيت‬ ‫يكون‬ ‫ان‬ ‫اهلل‬ ‫أراد‬ ‫حيث‬ ‫وروحيتها‬ ‫املتصل‬ ‫الروحي‬ ‫معناه‬ ‫يف‬ ،‫الناس‬ ‫بني‬ ‫للوحدة‬ ‫رمزًا‬ ‫اهلل‬ ‫ولإلحياء‬ ،‫باحلجارة‬ ‫املتمثل‬ ‫املادي‬ ‫مدلوله‬ ‫يف‬ ‫ال‬ ،‫باهلل‬ ‫إرادة‬ ‫حول‬ ٍ‫طواف‬ ‫إىل‬ ‫تتحول‬ ‫أن‬ ‫من‬ ‫بد‬ ‫ال‬ ‫احلياة‬ ‫بأن‬ ‫والنقاء‬ ‫الطهارة‬ ‫مشاعر‬ ‫من‬ ‫بيته‬ ‫يف‬ ‫يتمثل‬ ‫فيما‬ ،‫اهلل‬ ‫حركة‬ ‫احلياة‬ ‫لتكون‬ .‫ة‬ّ‫واملحب‬ ‫والرمحة‬ ‫والربكة‬ ‫واخلري‬ ‫ويريد‬ ،‫ويرضاها‬ ‫اهلل‬ ‫ها‬ّ‫حيب‬ ‫اليت‬ ‫األهداف‬ ‫طريق‬ ‫يف‬ ..‫ة‬ّ‫ومسؤولي‬ ‫ة‬ّ‫رسالي‬ ‫يف‬ ‫معها‬ ‫ينطلقوا‬ ‫أن‬ ‫لعباده‬ ‫اإلنسان‬ ‫ليعيش‬ ،‫واملروة‬ ‫الصفا‬ ‫بني‬ ‫السعي‬ ‫وفرض‬ ‫تتجه‬ ‫أن‬ ‫من‬ ‫بد‬ ‫ال‬ ‫خطواته‬ ‫بأن‬ ‫الواعي‬ ‫الشعور‬ ‫معه‬ ‫سبيل‬ ‫يف‬ ‫سعيًا‬ ‫سعيه‬ ‫ليكون‬ ،‫رة‬ّ‫اخلي‬ ‫املجاالت‬ ‫إىل‬ ‫ال‬ ‫هنا‬ ‫يسعى‬ ‫فهو‬ ،ّ‫الشر‬ ‫طريق‬ ‫عن‬ ‫وابتعادًا‬ ،‫اخلري‬ ‫القرب‬ ‫على‬ ‫ليحصل‬ ‫ذلك‬ ‫منه‬ ‫أراد‬ ‫اهلل‬ ّ‫ألن‬ ‫إال‬ ‫لشيء‬ ‫على‬ ‫للحصول‬ ‫كان‬ ‫إذا‬ ‫هنا‬ ‫السعي‬ ‫بأن‬ ‫يوحي‬ ‫مما‬ ..‫منه‬ ‫فينبغي‬ ،‫وهنيه‬ ‫أمره‬ ‫من‬ ‫به‬ ‫دنا‬ّ‫تعب‬ ‫فيما‬ ‫اهلل‬ ‫مرضاة‬ ‫يف‬ ،‫خرى‬ُ‫أل‬‫ا‬ ‫احلياة‬ ‫جماالت‬ ‫يف‬ ‫السعي‬ ‫نطلق‬ ‫أن‬ ‫لنا‬ ‫يف‬ ،‫واالقتصادية‬ ‫والسياسية‬ ‫االجتماعية‬ ‫آفاقها‬ ‫كل‬ ‫ا‬ّ‫أم‬ ..‫أمورنا‬ ‫كل‬ ‫يف‬ ‫رضاه‬ ‫على‬ ‫لنحصل‬ ‫نفسه‬ ‫االجتاه‬ ،‫ومىن‬ ‫واملشعر‬ ‫عرفات‬ ‫يف‬ ‫اهلل‬ ‫أرادها‬ ‫اليت‬ ‫الوقفات‬ ‫ليستعيد‬ ‫وانطالق؛‬ ‫ر‬ّ‫وتدب‬ ‫وحساب‬ ‫تأمل‬ ‫وقفات‬ ‫فإهنا‬ ،‫الصراع‬ ‫غمرات‬ ‫يف‬ ‫تضيع‬ ‫قد‬ ‫اليت‬ ‫مبادئه‬ ‫اإلنسان‬ ‫فيها‬ ‫سبيل‬ ‫يف‬ ‫أو‬ ،‫العيش‬ ‫لقمة‬ ‫سبيل‬ ‫يف‬ ‫خيوضها‬ ‫اليت‬ ،‫املشروعة‬ ‫وغري‬ ‫املشروعة‬ ‫ومطامعه‬ ‫رغباته‬ ‫حتقيق‬ ‫حتت‬ ،‫الكبرية‬ ِ‫ه‬‫قيم‬ ‫من‬ ‫الكثري‬ ‫يفقد‬ ‫قد‬ ‫اإلنسان‬ ّ‫فإن‬ ‫اليت‬ ‫ة‬ّ‫املضاد‬ ‫والتحديات‬ ،‫جهة‬ ‫من‬ ‫الذاتية‬ ‫النوازع‬ ‫تأثري‬ ‫ـ‬ ‫خرى‬ُ‫أ‬ ‫جهة‬ ‫من‬ ‫ـ‬ ،‫متوترة‬ ‫فعل‬ ‫ردود‬ ‫لديه‬ ‫ختلق‬ ‫قد‬ ‫به‬ ‫يؤمن‬ ‫مما‬ ‫الكثري‬ ‫الكثري‬ ‫كله‬ ‫ذلك‬ ‫غمرة‬ ‫يف‬ ‫فينسى‬ ‫من‬ ‫مزيد‬ ‫إىل‬ ‫حباجة‬ ‫جيعله‬ ‫الذي‬ ‫األمر‬ ، ‫إليه‬ ‫يدعو‬ ‫أو‬ ‫وعقيدته‬ ‫فكره‬ ‫إىل‬ ‫فيها‬ ‫يرجع‬ ‫اليت‬ ،‫واملحاسبة‬ ‫التأمل‬ .‫احلياة‬ ‫يف‬ ‫املستقيم‬ ‫وخطه‬ ‫إنسانًا‬ ‫احلج‬ ‫رحلة‬ ‫من‬ ‫يعود‬ ‫أن‬ ‫املسلم‬ ‫إمكان‬ ‫يف‬ ‫ما‬ ‫خالل‬ ‫من‬ ،‫وخطواته‬ ‫ومنطلقاته‬ ‫أهدافه‬ ‫يف‬ ‫جديدًا‬ ‫الطهر‬ ‫حيث‬ ،‫الت‬ّ‫وتأم‬ ‫ومواقف‬ ‫وعرب‬ ‫دروس‬ ‫من‬ ‫عاشه‬ ‫واحلنان‬ ‫ة‬ّ‫واملحب‬ ‫واخلري‬ ‫فيما‬ ‫والعطاء‬ ‫للتضحية‬ ‫ًا‬ّ‫حي‬ ‫رمزًا‬ ‫ة‬ّ‫األضحي‬ ‫وجعل‬ ‫أسلما‬ ‫عندما‬ ،‫وإمساعيل‬ ‫إبراهيم‬ ‫تاريخ‬ ‫من‬ ‫إليه‬ ‫يرمز‬ ‫عاطفتها‬ ‫يف‬ ‫ة‬ّ‫األبو‬ ‫نوازع‬ ‫على‬ ‫وانتصرا‬ ‫األمر‬ ‫هلل‬ ‫اإلنسان‬ ‫إحساس‬ ‫يف‬ ‫الذات‬ ‫حب‬ ‫وعلى‬ ،‫البنوة‬ ‫جتاه‬ ،‫عظيم‬ ‫بذبح‬ ‫اهلل‬ ‫فداه‬ ‫أن‬ ‫إىل‬ ‫األمر‬ ‫وانتهى‬ ..‫حبياته‬ ‫من‬ ‫زمان‬ ‫كل‬ ‫يف‬ ‫اإلنسان‬ ‫حياة‬ ‫يف‬ ‫تثريه‬ ‫أن‬ ‫يريد‬ ‫وفيما‬ ،‫عمليًا‬ ‫خطًا‬ ‫ذلك‬ ‫ليكون‬ ‫الروح؛‬ ‫هذه‬ ‫هدى‬ ‫على‬ ‫السري‬ ‫للتضحية‬ ‫حتتاجها‬ ‫مرحلة‬ ‫كل‬ ‫يف‬ ‫احلياة‬ ‫عليه‬ ‫تسري‬ ‫اهلل‬ ‫يريد‬ ‫مبا‬ ً‫ء‬‫إحيا‬ ،‫الشيطان‬ ‫رجم‬ ‫وكان‬ ..‫والعطاء‬ ‫فيه‬ ‫يواجه‬ ٍ‫يوم‬ ‫كأهم‬ ‫حياته‬ ‫يف‬ ‫يعيش‬ ‫أن‬ ‫لإلنسان‬ ،‫وفعله‬ ‫وقوله‬ ‫وعاطفته‬ ‫فكره‬ ‫يف‬ ‫الشيطان‬ ‫خطوات‬ ‫يف‬ ‫كان‬ ‫ورمبا‬ .‫واخلاصة‬ ‫العامة‬ ‫وعالقاته‬ ‫وانتماءاته‬ )‫(الرمز‬ ‫الشيطان‬ ‫لرجم‬ ‫الفريضة‬ ‫يف‬ ‫التكرير‬ ‫هذا‬ ‫ليست‬ ‫للشيطان‬ ‫اإلنسان‬ ‫حماربة‬ ‫قضية‬ ‫بأن‬ ‫إشارة‬ ‫هي‬ ‫بل‬ ،‫ويتركها‬ ‫اإلنسان‬ ‫يعيشها‬ ‫واحدة‬ ‫حالة‬ ‫قضية‬ ‫يساهم‬ ‫أن‬ ‫ميكن‬ ‫وهكذا‬ ..‫يوم‬ ‫كل‬ ‫يف‬ ‫متجددة‬ ‫قضية‬ ‫تنمية‬ ‫يف‬ ،‫ة‬ّ‫الروحي‬ ‫وأجوائه‬ ‫ورموزه‬ ‫إحياءاته‬ ‫يف‬ ‫احلج‬ ‫والعملي‬ ‫التأملي‬ ‫اجلانب‬ ‫من‬ ‫اإلنسانية‬ ‫الشخصية‬ ‫من‬ ‫الفريضة‬ ‫هذه‬ ‫اإلنسان‬ ‫عاش‬ ‫إذا‬ ‫فيما‬ ،‫والروحي‬ ‫عبادة‬ ‫د‬ّ‫جمر‬ ‫يبقى‬ ‫ال‬ ‫لذلك‬ ‫املسؤول؛‬ ‫الوعي‬ ‫موضع‬ ‫مشاعره‬ ‫يف‬ ‫ليغيب‬ ‫الواقع‬ ‫من‬ ‫اإلنسان‬ ‫فيها‬ ‫يهرب‬ ‫أن‬ ‫البعض‬ ‫حياول‬ ‫كما‬ ،‫بالضباب‬ ٍ‫مشبع‬ ٍّ‫جو‬ ‫يف‬ ‫الذاتية‬ ..‫العبادة‬ ‫ر‬ّ‫يصو‬ ‫يف‬ ‫املتحركة‬ ‫الواعية‬ ‫الروحية‬ ‫األجواء‬ ‫هذه‬ ‫ويف‬ ‫رحلة‬ ‫من‬ ‫الفرد‬ ‫اإلنسان‬ ‫يعود‬ ‫أن‬ ‫ميكن‬ ‫املسؤولية‬ ‫خط‬ ،‫وخطواته‬ ‫ومنطلقاته‬ ‫أهدافه‬ ‫يف‬ ‫جديدًا‬ ‫إنسانًا‬ ‫احلج‬ ،‫الت‬ّ‫وتأم‬ ‫ومواقف‬ ‫وعرب‬ ‫دروس‬ ‫من‬ ‫عاشه‬ ‫ما‬ ‫خالل‬ ‫من‬ ‫ما‬ ‫هو‬ ‫هذا‬ ّ‫ولعل‬ ،‫واحلنان‬ ‫ة‬ّ‫واملحب‬ ‫واخلري‬ ‫الطهر‬ ‫حيث‬ ‫األحاديث‬ ‫يف‬ ‫ورد‬ ‫فيما‬ ‫للحاج‬ ‫يوحيه‬ ‫أن‬ ‫اإلسالم‬ ‫يريد‬ ‫ولدته‬ ‫كيوم‬ ‫احلج‬ ‫من‬ ‫خيرج‬ ‫اإلنسان‬ ‫بأن‬ ‫توحي‬ ‫اليت‬ ‫وذلك‬ ..‫جديد‬ ‫من‬ ‫العمل‬ ‫استأنف‬ ‫له‬ ‫يقال‬ ‫وأنه‬ ،‫ه‬ّ‫أم‬ ‫الشكل‬ ‫خالل‬ ‫من‬ ‫ال‬ ،‫للحج‬ ‫الداخلي‬ ‫املضمون‬ ‫نطاق‬ ‫يف‬ ‫وبدون‬ ٍ‫روح‬ ‫بدون‬ ‫الكثريون‬ ‫يؤديه‬ ‫الذي‬ ‫اخلارجي‬ ً‫ة‬‫وسياح‬ ‫وتقليدًا‬ ً‫ة‬‫عاد‬ ‫احلج‬ ‫يعيشون‬ ‫ممن‬ ‫معىن‬ ‫البيت‬ ‫أهل‬ ‫أئمة‬ ‫أحد‬ ‫عن‬ ‫ورد‬ ‫ما‬ ‫عليه‬ ‫فينطبق‬ ً‫ة‬‫وجتار‬ ‫يف‬ ‫املحتشدة‬ ‫اجلموع‬ ‫إىل‬ ‫نظر‬ ‫عندما‬ ‫الم‬ َّ‫الس‬ ‫عليهم‬ ‫وأقل‬ ‫الضجيج‬ ‫أكثر‬ ‫«ما‬ :‫فقال‬ ‫اهلل‬ ‫بيت‬ ‫يف‬ ‫أو‬ ،‫املوقف‬ ‫يف‬ ‫متحركًا‬ ‫يكن‬ ‫مل‬ ‫إذا‬ ‫للعدد‬ ‫قيمة‬ ‫ال‬ ‫إذ‬ ! »‫احلجيج‬ ‫حيقق‬ ‫صغري‬ ‫رقم‬ ‫فرب‬ ،‫احلياة‬ ‫يف‬ ‫الروحية‬ ‫القيم‬ ‫عمق‬ ‫حيقق‬ ‫ال‬ ‫كبري‬ ‫رقم‬ ‫من‬ ‫أفضل‬ ‫هو‬ ‫كبريًا‬ ‫معىن‬ ‫لإلنسانية‬ ‫صعيد‬ ‫على‬ ‫واحلجم‬ ‫الساحة‬ ‫يف‬ ً‫ة‬‫زياد‬ ‫إال‬ ‫للحياة‬ ‫شيئًا‬ ً‫ال‬‫بد‬ ‫احلياة‬ ‫على‬ ‫عبئًا‬ ‫يكونون‬ ‫الذين‬ ‫هؤالء‬ ‫من‬ ،‫األرض‬ .‫هلا‬ ‫ة‬ّ‫قو‬ ‫يكونوا‬ ‫أن‬ ‫من‬ :‫الروحية‬ ‫األبعاد‬ ‫في‬ ‫مضمون‬ ‫ذات‬ ‫عبادة‬ ‫هو‬ ‫حيث‬ ‫من‬ ‫احلج‬ ‫كان‬ ‫وإذا‬ ،‫الروحي‬ ‫االرتفاع‬ ‫هذا‬ ‫لإلنسان‬ ‫حيقق‬ ،‫وروحي‬ ‫عملي‬ ‫لإلنسان‬ ‫تغيريه‬ ‫خالل‬ ‫من‬ ‫الواقع‬ ‫تغيري‬ ‫على‬ ‫يساعد‬ ‫فإنه‬ ‫يعترب‬ ‫الذي‬ ‫اإلسالم‬ ‫يف‬ ‫القرآين‬ ‫الوحي‬ ‫من‬ ‫انطالقًا‬ ‫الكرمي‬ ‫اآلية‬ ‫به‬ ‫جاءت‬ ‫كما‬ ‫التغيري‬ ‫أساس‬ ‫اإلنسان‬ }‫بأنفسهم‬ ‫ما‬ ‫روا‬ّ‫يغي‬ ‫ى‬ّ‫ت‬‫ح‬ ‫بقوم‬ ‫ما‬ ‫ر‬ّ‫غي‬ُ‫ي‬ ‫ال‬ ‫اهلل‬ ‫{إن‬ ‫حركة‬ ‫عمق‬ ‫يف‬ ‫العبادة‬ ‫تدخل‬ ‫وبذلك‬ ..]11:‫[الرعد‬ ..‫السطح‬ ‫على‬ ً‫ة‬‫طافي‬ ً‫ة‬‫طارئ‬ ً‫ة‬‫حال‬ ‫تبقى‬ ‫وال‬ ،‫احلياة‬ ‫أساليبهم‬ ‫يف‬ ‫ـ‬ ‫لإلسالم‬ ‫العاملون‬ ‫يستطيع‬ ‫وهكذا‬ ‫هذه‬ ‫ممارسة‬ ‫على‬ ‫الناس‬ ‫عوا‬ ّ‫يشج‬ ‫أن‬ ‫ـ‬ ‫العملية‬ ‫التربوية‬ ‫الداخلي‬ ‫التغيري‬ ‫من‬ ‫املستوى‬ ‫هذا‬ ‫لتحقيق‬ ‫الفريضة؛‬ ‫وسائل‬ ‫من‬ ‫متقدمة‬ ‫روحية‬ ٍ‫كوسيلة‬ ،‫اإلنسان‬ ‫حياة‬ ‫يف‬ ‫الفرد‬ ‫خيتزنه‬ ‫ما‬ ‫فإن‬ ..‫احلياة‬ ‫حلركة‬ ‫اخلارجي‬ ‫التغيري‬ ‫هو‬ ،‫احلج‬ ‫أجواء‬ ‫يف‬ ‫اجلديدة‬ ‫الروحية‬ ‫الطاقات‬ ‫من‬ ‫اعتاد‬ ‫اليت‬ ‫اخلطابية‬ ‫األساليب‬ ‫من‬ ‫كثري‬ ‫من‬ ‫أعظم‬ ..‫التربية‬ ‫عملية‬ ‫يف‬ ‫ممارستها‬ ‫الناس‬ ‫املشاعر‬ ‫يعيشون‬ ‫ال‬ ‫كانوا‬ ‫الذين‬ ‫الكثريين‬ ‫رأينا‬ ‫وقد‬ ‫كانوا‬ ‫الذي‬ ‫الوقت‬ ‫يف‬ ،‫منطلقاهتم‬ ‫يف‬ ‫الروحية‬ ‫مبادئ‬ ‫بعض‬ ‫يف‬ ‫اإلسالمي‬ ‫االلتزام‬ ‫فيه‬ ‫ميارسون‬ ‫هبذه‬ ‫قيامهم‬ ‫بعد‬ ‫كثريًا‬ ‫تغريوا‬ ‫قد‬ ..‫وأحكامه‬ ‫اإلسالم‬ ‫تغري‬ ‫أن‬ ‫استطاعت‬ ‫حبيث‬ ‫واعية‬ ‫بطريقة‬ ‫الفريضة‬ ‫فكر‬ ‫من‬ ‫فيه‬ ‫يعيشون‬ ‫فيما‬ ‫وشعورهم‬ ‫تفكريهم‬ ‫جمرى‬ ‫حركة‬ ‫يف‬ ‫واعية‬ ‫فاعلة‬ ‫عناصر‬ ‫إىل‬ ‫لوا‬ّ‫وحتو‬ .. ‫وشعور‬ .‫والعمل‬ ‫الدعوة‬ ‫يف‬ ‫اإلسالم‬ ‫الفريضة؟‬ ‫هذه‬ ‫لنا‬ ‫تعنيه‬ ‫ما‬ ‫هو‬ ‫كله‬ ‫هذا‬ ‫هل‬ ‫ولكن‬ ‫وحدة‬ ‫على‬ ‫التأكيد‬ ‫هذا‬ ‫فلماذا‬ ،‫كذلك‬ ‫األمر‬ ‫كان‬ ‫وإذا‬
  • 4. 42010 ‫الثاين‬ ‫تشرين‬ | 205 ‫العدد‬ ‫من‬ ‫العظيم‬ ‫احلشد‬ ‫هذا‬ ‫وعلى‬ ،‫فيه‬ ‫متارس‬ ‫الذي‬ ‫املكان‬ ..‫ولغاته‬ ‫وقومياته‬ ‫وألوانه‬ ‫أجناسه‬ ‫تتنوع‬ ‫الذي‬ ‫الناس‬ ‫من‬ ‫األنواع‬ ‫هذه‬ ‫لكل‬ ‫كدين‬ ‫اإلسالم‬ ‫مشول‬ ‫بطبيعة‬ ‫اللذين‬ ‫وكالصالة‬ ‫كالصوم‬ ‫يكن‬ ‫مل‬ ‫ملاذا‬ ‫؟‬ ..‫الناس‬ ‫حسب‬ ‫مجاعي‬ ‫أو‬ ‫فردي‬ ‫نطاق‬ ‫يف‬ ‫اإلنسان‬ ‫ميارسهما‬ ‫التربوي‬ ‫اجلانب‬ ‫ى‬ّ‫يتعد‬ ّ‫سر‬ ‫هناك‬ ‫هل‬ ‫؟‬ ..‫اختياره‬ ‫ما‬ ‫وهذا‬ ‫؟‬ ‫والسياسي‬ ‫االجتماعي‬ ‫اجلانب‬ ‫إىل‬ ‫الفردي‬ .‫حديث‬ ‫من‬ ‫نثري‬ ‫أن‬ ‫نريد‬ ‫فيما‬ ‫نستوحيه‬ ‫أن‬ ‫حناول‬ ‫يف‬ ‫اجلديدة‬ ‫الروحية‬ ‫الطاقات‬ ‫من‬ ‫الفرد‬ ‫خيتزنه‬ ‫ما‬ ‫إن‬ ‫اخلطابية‬ ‫األساليب‬ ‫من‬ ‫كثري‬ ‫من‬ ‫أعظم‬ ‫هو‬ ،‫احلج‬ ‫أجواء‬ ..‫التربية‬ ‫عملية‬ ‫يف‬ ‫ممارستها‬ ‫الناس‬ ‫اعتاد‬ ‫اليت‬ :‫العامة‬ ‫المنافع‬ ‫النداء‬ ‫هو‬ ‫احلج‬ ‫نصوص‬ ‫من‬ ‫به‬ ‫نلتقي‬ ‫ما‬ ‫ل‬ّ‫أو‬ ّ‫إن‬ ‫يف‬ ‫الم‬ َّ‫الس‬ ‫عليه‬ ‫إبراهيم‬ ‫للنيب‬ ‫اهلل‬ ‫هه‬ ّ‫وج‬ ‫الذي‬ ‫ل‬ّ‫األو‬ ‫ن‬ّ‫{وأذ‬ ‫ىل‬ ‫تعا‬ ‫قوله‬ ‫يف‬ ‫وذلك‬ ..‫احلج‬ ‫إىل‬ ‫الناس‬ ‫دعوة‬ ‫يأتني‬ ٍ‫ضامر‬ ّ‫كل‬ ‫وعلى‬ ً‫ال‬‫رجا‬ ‫يأتوك‬ ّ‫باحلج‬ ‫الناس‬ ‫يف‬ ‫اهلل‬ ‫اسم‬ ‫ويذكروا‬ ‫هلم‬ ‫منافع‬ ‫ليشهدوا‬ ٍ‫عميق‬ ٍ‫فج‬ ّ‫كل‬ ‫من‬ ‫فكلوا‬ ‫األنعام‬ ‫هبيمة‬ ‫من‬ ‫رزقهم‬ ‫ما‬ ‫على‬ ٍ‫معلومات‬ ٍ‫ام‬ّ‫أي‬ ‫يف‬ .]28 ‫ـ‬ 27:‫الفقري}[احلج‬ ‫البائس‬ ‫وأطعموا‬ ‫منها‬ ‫يشهدوا‬ ‫أن‬ ‫إىل‬ ً‫ة‬‫دعو‬ ‫النداء‬ ‫هذا‬ ‫يف‬ ‫جند‬ ‫فإننا‬ ‫لإلحياء‬ ،‫وحجمها‬ ‫لطبيعتها‬ ‫حتديد‬ ‫دون‬ ‫من‬ ‫هلم‬ ‫منافع‬ ‫املجاالت‬ ‫كل‬ ‫عن‬ ‫للبحث‬ ‫االجتاه‬ ‫هذا‬ ‫يف‬ ‫باالنطالق‬ ‫احلج‬ ‫خالل‬ ‫من‬ ‫حيققوها‬ ‫أن‬ ‫هلم‬ ‫ميكن‬ ‫اليت‬ ‫النافعة‬ ‫الروح‬ ‫جانب‬ ‫إىل‬ ‫واالجتماعية‬ ‫الفردية‬ ‫حياهتم‬ ‫يف‬ ‫شكرًا‬ ، ٍ‫معدودات‬ ‫ام‬ّ‫أي‬ ‫يف‬ ‫اهلل‬ ‫بذكر‬ ‫املتمثلة‬ ‫العبادية‬ ‫هذه‬ ‫توجيه‬ ‫يف‬ ‫لتعليماته‬ ‫وتطبيقًا‬ ‫آلالئه‬ ‫وتعظيمًا‬ ‫لنعمه‬ ‫املحرومة‬ ‫الفئات‬ ‫على‬ ‫اإلنفاق‬ ‫من‬ ‫أراده‬ ‫ما‬ ‫إىل‬ ‫النعمة‬ .‫البائسة‬ ‫حاالت‬ ‫من‬ ً‫ة‬‫حال‬ ‫املواضيع‬ ‫بعض‬ ‫أمام‬ ‫القرآن‬ ‫يثري‬ ‫وقد‬ ،‫البحث‬ ‫إىل‬ ‫اإلنسان‬ ‫يدفع‬ ‫أن‬ ‫أجل‬ ‫من‬ ‫والغموض‬ ‫اإلهبام‬ ‫واالمتداد‬ ‫الشمول‬ ‫ليحقق‬ ‫باملوضوع‬ ‫يتعلق‬ ٍ‫اجتاه‬ ‫كل‬ ‫يف‬ ،‫معني‬ ‫وجه‬ ‫أو‬ ، ٍ‫واحدة‬ ٍ‫ة‬ّ‫فرضي‬ ‫أمام‬ ‫د‬ّ‫يتجم‬ ‫فال‬ ‫آفاقه‬ ‫يف‬ ‫دة‬ّ‫متجد‬ ً‫ة‬‫حرك‬ ‫التشريع‬ ‫يكون‬ ‫وهبذا‬ ..‫خاص‬ ٍ‫اجتاه‬ ‫أو‬ ..‫والتقدم‬ ‫والنمو‬ ‫اإلبداع‬ ّ‫خط‬ ‫يف‬ ‫عليه‬ ‫الصادق‬ ‫جعفر‬ ‫اإلمام‬ ‫عن‬ ‫حديث‬ ‫يف‬ ‫ورد‬ ‫ـ‬1 ‫أبا‬ ‫سألت‬ :‫قال‬ ‫احلكم‬ ‫بن‬ ‫هشام‬ ‫به‬ ‫ث‬ّ‫حد‬ ‫فيما‬ ‫الم‬ َّ‫الس‬ ‫ّة‬‫ل‬‫الع‬ ‫ما‬ :‫له‬ ‫فقلت‬ )‫الصادق‬ ‫جعفر‬ ‫(اإلمام‬ ‫اهلل‬ ‫عبد‬ ‫بالبيت‬ ‫والطواف‬ ‫احلج‬ ‫العباد‬ ‫اهلل‬ ‫ّف‬‫ل‬‫ك‬ ‫أجلها‬ ‫من‬ ‫اليت‬ ‫قال)وأمرهم‬ ‫أن‬ ‫(إىل‬ ..‫اخللق‬ ‫خلق‬ ‫اهلل‬ ّ‫إن‬ :‫فقال‬ ‫؟‬ ‫من‬ ‫ومصلحتهم‬ ،‫الدين‬ ‫يف‬ ‫الطاعة‬ ‫أمر‬ ‫من‬ ‫يكون‬ ‫مبا‬ ‫والغرب‬ ‫الشرق‬ ‫من‬ ‫االجتماع‬ ‫فيه‬ ‫فجعل‬ ،‫دنياهم‬ ‫أمر‬ ،‫بلد‬ ‫إىل‬ ‫بلد‬ ‫من‬ ‫التجار‬ ‫من‬ ‫قوم‬ ‫كل‬ ‫وليزنع‬ ،‫ليتعارفوا‬ ‫اهلل‬ ‫رسول‬ ‫آثار‬ ‫ولتعرف‬ ‫واجلمال‬ ‫املكاري‬ ‫بذلك‬ ‫ولينتفع‬ ‫وال‬ ‫ويذكر‬ ،‫أخباره‬ ‫ف‬ّ‫وتعر‬ ‫وسلم‬ ‫وآله‬ ‫عليه‬ ‫اهلل‬ ‫ّى‬‫ل‬‫ص‬ ‫وما‬ ‫بالدهم‬ ‫على‬ ‫يتكلون‬ ‫إمنا‬ ‫قوم‬ ‫كل‬ ‫كان‬ ‫ولو‬ .‫ينسى‬ ‫واألرباح‬ ‫اجللب‬ ‫وسقطت‬ ،‫البالد‬ ‫وخربت‬ ‫هلكوا‬ ‫فيها‬ ‫ّة‬‫ل‬‫ع‬ ‫فذلك‬ ،‫ذلك‬ ‫على‬ ‫يقفوا‬ ‫ومل‬ ‫األخبار‬ ‫وعميت‬ ..‫احلج‬ ‫عليه‬ ‫الرضا‬ ‫علي‬ ‫اإلمام‬ ‫عن‬ ‫شاذان‬ ‫بن‬ ‫الفضل‬ ‫عن‬ ‫ـ‬2 ‫ـ‬ ‫اهلل‬ ‫إىل‬ ‫الوفادة‬ ‫ّة‬‫ل‬‫لع‬ ‫باحلج‬ ‫مروا‬ُ‫أ‬ ‫إمنا‬ :‫قال‬ ‫الم‬ َّ‫الس‬ ‫اقترف‬ ‫ما‬ ‫كل‬ ‫من‬ ‫واخلروج‬ ‫الزيادة‬ ‫وطلب‬ ‫ـ‬ َّ‫وجل‬ َّ‫عز‬ ‫فيه‬ ‫ما‬ ‫مع‬ ‫يستقبل‬ ‫ملا‬ ‫مستأنفًا‬ ،‫مضى‬ ‫ا‬ّ‫مم‬ ‫تائبًا‬ ‫العبد‬ ‫األهل‬ ‫عن‬ ‫واألشتغال‬ ‫األبدان‬ ‫وتعب‬ ‫األموال‬ ‫اخراج‬ ‫من‬ ‫شاخصًا‬ ،‫اللذات‬ ‫عن‬ ]‫[االنفس‬ ‫النفس‬ ‫وحظر‬ ،‫والولد‬ ‫اخلضوع‬ ‫مع‬ ،‫دائمًا‬ ‫ذلك‬ ‫على‬ ‫ثابتًا‬ ‫والربد‬ ّ‫احلر‬ ‫يف‬ ‫من‬ ‫اخللق‬ ‫جلميع‬ ‫ذلك‬ ‫يف‬ ‫ما‬ ‫مع‬ ‫ّل‬‫ل‬‫والتذ‬ ‫واالستكانة‬ ‫يف‬ ‫ومن‬ ،‫وغرهبا‬ ‫األرض‬ ‫شرق‬ ‫يف‬ ‫من‬ ‫جلميع‬ ،‫املنافع‬ ‫تاجر‬ ‫بني‬ ‫من‬ ،‫حيج‬ ‫مل‬ ‫ن‬ّ‫ومم‬ ‫حيج‬ ‫ن‬ّ‫مم‬ ،‫والبحر‬ ّ‫الرب‬ ،‫وفقري‬ ‫ومكار‬ ‫ومسكني‬ ‫وكاسب‬ ٍ‫مشتر‬ ‫وبائع‬ ‫وجالب‬ ‫هلم‬ ‫املمكن‬ ‫املواضع‬ ‫من‬ ‫األطراف‬ ‫أهل‬ ‫حوائج‬ ‫وقضاء‬ ‫األئمة‬ ‫أخبار‬ ‫ونقل‬ ‫ه‬ُّ‫التفق‬ ‫من‬ ‫فيه‬ ‫ما‬ ‫مع‬ ،‫فيه‬ ‫االجتماع‬ ‫نفر‬ ‫:{فلوال‬ َّ‫وجل‬ َّ‫عز‬ ‫اهلل‬ ‫قال‬ ‫كما‬ ‫وناحية‬ ٍ‫صقع‬ ‫كل‬ ‫إىل‬ ‫ولينذروا‬ ‫الدين‬ ‫يف‬ ‫هوا‬ّ‫ليتفق‬ ٌ‫طائفة‬ ‫منهم‬ ٍ‫فرقة‬ ّ‫كل‬ ‫من‬ ،]122 ‫حيذرون}[التوبة‬ ‫ّهم‬‫ل‬‫لع‬ ‫إليهم‬ ‫رجعوا‬ ‫إذا‬ ‫قومهم‬ . ]28:‫هلم...}[احلج‬ ‫منافع‬ ‫و{ليشهدوا‬ :‫المسلمين‬ ‫قى‬َ‫ت‬‫مل‬ ّ‫الحج‬ ‫اإلسالم‬ ‫أن‬ ،‫احلديثني‬ ‫هذين‬ ‫من‬ ‫نستوحي‬ ‫إننا‬ ‫شرق‬ ‫يف‬ ‫مجيعًا‬ ‫للمسلمني‬ ً‫ملتقى‬ ‫يكون‬ ‫أن‬ ‫للحج‬ ‫أراد‬ ‫والتواصل‬ ‫التعارف‬ ‫حتقيق‬ ‫أجل‬ ‫من‬ ،‫وغرهبا‬ ‫األرض‬ ‫ملن‬ ‫واالجتماعية‬ ‫االقتصادية‬ ‫املنافع‬ ‫وحتصيل‬ ،‫بينهم‬ ،‫وعة‬ّ‫ن‬‫املت‬ ‫واخلربات‬ ‫التجارب‬ ‫وتبادل‬ ،‫حيج‬ ‫مل‬ ‫وملن‬ ّ‫حج‬ ‫العامة‬ ‫أوضاعه‬ ‫خالل‬ ‫من‬ ‫فريق‬ ‫كل‬ ‫ميلكها‬ ‫اليت‬ ‫باالنطالق‬ ‫اهلل‬ ‫إىل‬ ‫الدعوة‬ ‫حركة‬ ‫وتسهيل‬ ..‫واخلاصة‬ ‫اليت‬ ‫ة‬ّ‫اإلسالمي‬ ‫املناطق‬ ‫بكل‬ ‫لالتصال‬ ‫احلج‬ ‫موسم‬ ‫من‬ ‫ألداء‬ ‫احلرام؛‬ ‫اهلل‬ ‫بيت‬ ‫يقصدون‬ ‫الذين‬ ،‫بأفرادها‬ ‫ّل‬‫ث‬‫تتم‬ ،‫وشريعته‬ ‫اإلسالم‬ ‫ثقافة‬ ‫من‬ ‫يتعلمونه‬ ‫فيما‬ ‫الفريضة‬ ‫على‬ ٍ‫وخطط‬ ٍ‫وأعمال‬ ‫مشاريع‬ ‫من‬ ‫فيه‬ ‫يتعاونون‬ ‫وفيما‬ ‫العمل‬ ‫لينطلق‬ ..‫العليا‬ ‫ة‬ّ‫اإلسالمي‬ ‫املصلحة‬ ‫أساس‬ ‫أجواء‬ ‫يف‬ ..‫واسعة‬ ٍ‫ية‬ّ‫مركز‬ ‫قاعدة‬ ‫من‬ ‫اإلسالمي‬ ‫وعاشت‬ ‫الدعوة‬ ‫مولد‬ ‫شهدت‬ ‫اليت‬ ‫التارخيية‬ ‫اإلسالم‬ ‫املرير‬ ‫جهادها‬ ‫يف‬ ‫الكبرية‬ ‫أهدافها‬ ْ‫قت‬ّ‫وحق‬ ،‫حركيتها‬ ‫الفكرة‬ ‫موقع‬ ‫من‬ ‫اخلط‬ ‫يف‬ ‫التحرك‬ ‫فيكون‬ ،‫الصعب‬ .‫احلاضرة‬ ‫واملعاناة‬ ‫املتبادلة‬ ‫واخلربة‬ ّ‫واجلو‬ ‫مزارات‬ ‫من‬ ‫يقصدونه‬ ‫فيما‬ ‫الناس‬ ‫يعيش‬ ‫وهكذا‬ ‫اإلحساس‬ ‫معها‬ ‫يعيشون‬ ‫اليت‬ ،‫األوىل‬ ‫اإلسالم‬ ‫أجواء‬ ‫هلم‬ ‫يوحي‬ ‫مما‬ ،‫التاريخ‬ ‫هلذا‬ ‫والعملي‬ ‫الروحي‬ ‫باالنتماء‬ ‫اجلذور‬ ‫تلك‬ ‫إىل‬ ّ‫ميتد‬ ‫إليه‬ ‫ينتمون‬ ‫الذي‬ ‫اإلسالم‬ ‫بأن‬ ‫هذا‬ ‫يعطوا‬ ‫أن‬ ‫عليهم‬ ‫وبأن‬ ،‫الزمن‬ ‫أعماق‬ ‫يف‬ ‫العميقة‬ ‫كما‬ .‫ومعاناهتم‬ ‫جهادهم‬ ‫خالل‬ ‫من‬ ‫امتدادًا‬ ‫التاريخ‬ ‫الذي‬ ‫االمتداد‬ ‫هذا‬ ‫هلم‬ ‫حيققوا‬ ‫أن‬ ‫املسلمون‬ ‫استطاع‬ ‫الزيارات‬ ‫تكون‬ ‫لن‬ ‫وبذلك‬ ..‫احلاضرة‬ ‫مبسريتنا‬ ‫يتصل‬ ‫لتنفصل‬ ‫املزار؛‬ ‫أمام‬ ‫تتجمد‬ ‫وعبادة‬ ،‫معناه‬ ‫يفقد‬ ‫تقليدًا‬ ‫دون‬ ‫هلل‬ ‫العبادة‬ ‫خيلص‬ ‫الذي‬ ‫العميق؛‬ ‫التوحيد‬ ‫معىن‬ ‫عن‬ ‫من‬ ‫إال‬ ‫عمل‬ ‫أو‬ ٍ‫شخص‬ ‫أو‬ ٍ‫جهة‬ ‫حنو‬ ‫يتحرك‬ ‫وال‬ ،‫غريه‬ ‫الذي‬ ‫األمر‬ ..‫رسوله‬ ‫على‬ ‫أنزهلا‬ ‫اليت‬ ‫اهلل‬ ‫تعاليم‬ ‫خالل‬ ‫حركة‬ ‫تعطيه‬ ‫فيما‬ ،‫الروحي‬ ‫معناه‬ ‫ك‬ّ‫حتر‬ ‫كل‬ ‫يعطي‬ ،‫التجربة‬ ‫يغين‬ ، ّ‫اسالمي‬ ّ‫انساين‬ ‫مضمون‬ ‫من‬ ‫التاريخ‬ .‫اإلميان‬ ‫ق‬ّ‫ويعم‬ :‫الفوارق‬ ‫سقوط‬ ‫ط‬ ّ‫خيط‬ ‫اليت‬ ‫اللقاءات‬ : ّ‫أن‬ ‫نفهم‬ ،‫ذلك‬ ‫ضوء‬ ‫وعلى‬ ‫من‬ ّ‫بد‬ ‫ال‬ ،‫ة‬ّ‫العبادي‬ ‫الفريضة‬ ‫هذه‬ ‫خالل‬ ‫من‬ ‫اإلسالم‬ ‫هلا‬ ‫شامل؛‬ ّ‫اسالمي‬ ‫لقاء‬ ‫حتقيق‬ ‫يف‬ ‫الكبري‬ ‫اهلدف‬ ‫تعيش‬ ‫أن‬ ‫والعرقية‬ ‫واللونية‬ ‫الطبقية‬ ‫الفوارق‬ ‫كل‬ ‫إلغاء‬ ‫ليستهدف‬ ‫الذي‬ ‫الروحي‬ ‫اإلنساين‬ ‫التفاعل‬ ‫خالل‬ ‫من‬ ..‫واإلقليمية‬ ،‫خالصة‬ ‫روحية‬ ‫أجواء‬ ‫يف‬ ّ‫تتم‬ ‫اليت‬ ‫اللقاءات‬ ‫هذه‬ ‫حتققه‬ ‫هدى‬ ‫على‬ ‫ة‬ّ‫اإلسالمي‬ ‫بالقيمة‬ ‫اجلميع‬ ‫فيها‬ ‫يستشعر‬ ‫من‬ ‫يعود‬ ‫أن‬ ‫املسلم‬ ‫إمكان‬ ‫يف‬ ‫يف‬ً‫ا‬‫جديد‬ً‫ا‬‫إنسان‬ ‫احلج‬ ‫رحلة‬ ،‫وخطواته‬ ‫ومنطلقاته‬ ‫أهدافه‬ ‫دروس‬ ‫من‬ ‫عاشه‬ ‫ما‬ ‫خالل‬ ‫من‬ ،‫الت‬ّ‫وتأم‬ ‫ومواقف‬ ‫وعرب‬ ‫ة‬ّ‫واحملب‬ ‫واخلري‬ ‫الطهر‬ ‫حيث‬ ...‫واحلنان‬ ..‫ك‬ّ‫والتحر‬ ‫والشعار‬ ‫واللباس‬ ‫املوقف‬ ‫وحدة‬ ‫يف‬ ‫املمارسة‬ ‫يتعامل‬ ‫أن‬ ‫ميكن‬ ‫اليت‬ ،‫ة‬ّ‫املضاد‬ ‫الطارئة‬ ‫املشاعر‬ ‫فيلغي‬ ‫وتدمري‬ ‫طاقاهتم‬ ‫لتفتيت‬ ،‫الكافر‬ ‫االستعمار‬ ‫خالهلا‬ ‫من‬ ‫فيما‬ ،‫خطواته‬ ‫بعض‬ ‫يف‬ ‫جنح‬ ‫إذا‬ ‫حىت‬ ..‫وحدهتم‬ ‫له‬ ‫احلج‬ ‫كان‬ ..‫السلبية‬ ‫األوضاع‬ ‫بعض‬ ‫من‬ ‫ّه‬‫ل‬‫يستغ‬ ‫عليه‬ ‫ت‬ّ‫ويفو‬ ،‫الشريرة‬ ‫اخلطوات‬ ‫تلك‬ ‫ليبعثر‬ ‫باملرصاد‬ ‫طاهرة‬ ‫مشاعر‬ ‫من‬ ‫يثريه‬ ‫مبا‬ ،‫هذه‬ ‫االستغالل‬ ‫ة‬ّ‫عملي‬ ..‫يقظة‬ ‫متحركة‬ ‫إميانية‬ ٍ‫وخطوات‬ ،‫واعية‬ ٍ‫وأفكار‬ ‫العالمة‬ ‫مع‬ ‫حوار‬ :»‫ة‬ّ‫األحب‬ ‫ها‬ّ‫ي‬‫«أ‬ ‫األمة‬ ‫اىل‬ ‫وصاياه‬ ‫يتضمن‬ ‫اهلل‬ ‫فضل‬ ‫املرجع‬ ‫ها‬ّ‫«أي‬ ‫كتاب‬ ‫القادمة‬ ‫ام‬ّ‫األي‬ ‫خالل‬ ‫يف‬ ‫يصدر‬ ‫مساحة‬ ‫مع‬ ‫ل‬َّ‫مطو‬ ٍ‫حوار‬ ‫من‬ ‫جزء‬ ‫وهو‬ ،»‫ة‬َّ‫األحب‬ ‫حسني‬ ‫حممد‬ ‫د‬ّ‫السي‬ ‫العظمى‬ ‫اهلل‬ ‫آية‬ ،‫س‬َّ‫املقد‬ ‫املرجع‬ ‫يوسف‬ ‫يخ‬ ّ‫الش‬ ‫أجراه‬ ،)‫عليه‬ ‫اهلل‬ ‫اهلل(رضوان‬ ‫فضل‬ ‫مساحة‬ ‫كلمات‬ ‫ن‬ّ‫ويتضم‬ ،‫عمري‬ ‫د‬ّ‫حمم‬ ‫يخ‬ ّ‫والش‬ ‫اس‬ّ‫عب‬ ‫وإىل‬ ، ّ‫اإلسالمي‬ ‫العامل‬ ‫إىل‬ ‫ووصاياه‬ )‫د(رض‬ّ‫السي‬ ،‫ة‬ّ‫اإلسالمي‬ ‫واألحزاب‬ ‫واحلركات‬ ،ّ‫سايل‬ّ‫الر‬ ‫اجليل‬ . ّ‫احلوزوي‬ ‫واجليل‬ ‫ة‬ّ‫يعي‬ ّ‫الش‬ ‫ة‬ّ‫واملرجعي‬ ‫ة‬ّ‫كيفي‬ :‫مثل‬ ،‫ة‬َّ‫عد‬ ‫عناوين‬ ‫الكتاب‬ ‫ن‬ّ‫ويتضم‬ ‫ونظرته‬ ،‫سالة‬ّ‫الر‬ ‫إىل‬ ‫ات‬ّ‫الذ‬ ‫من‬ ‫د‬ّ‫السي‬ ‫مساحة‬ ‫خروج‬ ،‫مساحته‬ ‫يف‬ ‫ّرت‬‫ث‬‫أ‬ ‫اليت‬ ‫ات‬ّ‫خصي‬ ّ‫والش‬ ،‫احلياة‬ ‫إىل‬ ‫وشوقه‬ ،‫اآلخرة‬ ‫على‬ ‫واالنفتاح‬ ،‫املوت‬ ‫إىل‬ ‫ونظرته‬ .‫املوضوعات‬ ‫من‬ ‫ذلك‬ ‫وغري‬ ،‫اهلل‬ ‫للقاء‬ ‫إال‬ ُ‫احلوار‬ َ‫ر‬ َ‫نش‬ُ‫ي‬ ‫ال‬ ‫أن‬ ‫ة‬َّ‫اإلهلي‬ ‫العناية‬ ‫شاءت‬ ‫وقد‬ ‫احلوار‬ ‫هذا‬ َّ‫أن‬ ‫مع‬ ،)‫د(رض‬ِّ‫السي‬ ‫مساحة‬ ‫وفاة‬ ‫بعد‬ ‫آخر‬ ‫يف‬ َ‫جر‬ُ‫ي‬ ‫ومل‬ ،‫م‬ 2000‫العام‬ ‫صيف‬ ‫يف‬ ‫إجراؤه‬ َّ‫مت‬ َّ‫ألن‬ ،‫هنا‬ ‫ته‬َّ‫أمهي‬ ‫تكمن‬ ‫ورمبا‬ .‫د‬ِّ‫السي‬ ‫مساحة‬ ‫حياة‬ ، ّ‫وروحي‬ ّ‫أخالقي‬ ٍّ‫مسو‬ ‫من‬ ‫مساحته‬ ‫أجوبة‬ ‫تعكسه‬ ‫ما‬ ‫على‬ ‫يضغط‬ ‫كان‬ ‫ّذي‬‫ل‬‫ا‬ ‫راع‬ ّ‫الص‬ ‫حالة‬ ‫عمق‬ ‫يف‬ ‫هو‬ ّ‫اإلسالمي‬ ‫الواقع‬ ‫دخل‬ُ‫وي‬ ،‫وأحاسيسه‬ ‫مشاعره‬ ِّ‫كل‬ ‫مفردات‬ ّ‫كل‬ ‫تستدعي‬ ‫ّيت‬‫ل‬‫ا‬ ‫الفتنة‬ ‫من‬ ٍ‫نوع‬ ‫يف‬ ،‫ّه‬‫ل‬‫ك‬ ّ‫بكل‬ ،‫ين‬ّ‫والد‬ ‫ّة‬‫ل‬‫امل‬ ‫من‬ ‫واإلخراج‬ ‫كفري‬ّ‫ت‬‫وال‬ ‫ضليل‬ّ‫ت‬‫ال‬ ‫مواضعه‬ ‫عن‬ ‫الكالم‬ ‫وحتريف‬ ‫والكذب‬ ‫هام‬ّ‫ت‬‫اال‬ ‫وسائل‬ ‫ى‬ّ‫ت‬‫ح‬ ‫حقدًا‬ ‫فيه‬ ‫تلمح‬ ‫ال‬ ،‫ذلك‬ ‫ومع‬ .‫ذلك‬ ‫إىل‬ ‫وما‬ ‫ه‬ّ‫ن‬‫ولك‬ ،‫الفتنة‬ ‫يف‬ ّ‫اإلسالمي‬ ‫الواقع‬ ‫أدخلوا‬ ‫ّذين‬‫ل‬‫ا‬ ‫على‬ ‫اهلل‬ ‫بيد‬ ‫العام‬ َّ‫احلق‬ َّ‫ألن‬ ، ّ‫وجل‬ ّ‫عز‬ ‫اهلل‬ ‫إىل‬ ‫يكلهم‬ .‫وحده‬ ‫ال‬ ‫أفقًا‬ ‫احلوار‬ ‫هذا‬ ‫يف‬ ‫الكرمي‬ ‫القارئ‬ ‫س‬ّ‫ويتلم‬ ‫مساحة‬ ‫يوضح‬ ‫كما‬ ‫ـ‬ ‫فهو‬ ‫احلوارات؛‬ ‫من‬ ‫غريه‬ ‫يف‬ ‫يراه‬ ‫ليس‬ - ‫احل‬ّ‫الر‬ ‫املرجع‬ ‫جنل‬ ،‫اهلل‬ ‫فضل‬ ‫جعفر‬ ‫د‬ِّ‫السي‬ ‫حياة‬ ‫يف‬ ‫جرت‬ ‫ووقائع‬ ‫أحداثًا‬ ‫يتناول‬ ،‫ًا‬ّ‫عادي‬ ‫حوارًا‬ ُ‫ه‬ُ‫رأي‬ ‫َب‬‫ل‬‫ط‬ُ‫ي‬ ‫عندما‬ ‫يعلِّق‬ ‫كان‬ ‫كما‬ ‫عليها‬ ‫يعلِّق‬ ،‫ر‬َ‫ُحاو‬‫مل‬‫ا‬ ...‫ات‬َّ‫امللم‬ ‫يف‬ 64 ‫يف‬ ‫يقع‬ ،‫األوىل‬ ‫طبعته‬ ‫يف‬ ‫يصدر‬ ‫الَّذي‬ ‫الكتاب‬ »‫نات‬ِّ‫«بي‬ ‫موقع‬ ‫وسينشره‬ ،‫غري‬ َّ‫الص‬ ‫القطع‬ ‫من‬ ً‫ة‬‫صفح‬ .‫القادمة‬ ‫ام‬َّ‫األي‬ ‫يف‬ ‫صدوره‬ ‫فور‬
  • 5. 5 ‫ً؟‬‫ا‬‫روحي‬ً‫ا‬‫مضمون‬ ‫احلج‬ ‫نعيش‬ ‫كيف‬ ‫وحركيته‬ ‫وحرارته‬ ‫نبضة‬ ‫احلج‬ ‫يفقد‬ ‫ما‬ ‫رغم‬ ،‫حبتا‬ ‫فقهيا‬ ‫مضمونا‬ ‫يبقى‬ ‫حينما‬ ‫وكبرية‬ ‫كبرية‬ ‫قيمة‬ ‫من‬ ‫الفقهي‬ ‫املضمون‬ ‫هلذا‬ ‫غابت‬ ‫إذا‬ ‫صحيحا‬ ‫األداء‬ ‫يكون‬ ‫فلن‬ ،‫جدا‬ ‫التطبيق‬ ‫غاب‬ ‫وإذا‬ ،‫الصحيحة‬ ‫الفقهية‬ ‫الرؤية‬ ‫أن‬ ‫الضرورة‬ ‫كانت‬ ‫هنا‬ ‫من‬ ،‫الصحيح‬ ‫الفقهي‬ ‫وعلى‬ ‫متقنة‬ ‫فقهية‬ ‫ثقافة‬ ‫على‬ ‫احلجاج‬ ‫يتوافر‬ .‫صائبة‬ ‫تطبيقية‬ ‫ممارسة‬ ‫الفقهي‬ ‫التعاطي‬ ‫أن‬ ‫هل‬ :‫هنا‬ ‫املطروح‬ ‫السؤال‬ ‫ولكن‬ ‫حقيقي»؟‬ ‫«حج‬ ‫أمام‬ ‫يضعنا‬ ‫الذي‬ ‫هو‬ ‫وحدة‬ »‫«ال‬ ‫بالتأكيد‬ ‫اجلواب‬ ‫جمموعة‬ ‫إىل‬ ‫حنتاج‬ ‫حقيقيني‬ ‫حجاجا‬ ‫نكون‬ ‫لكي‬ :‫مكونات‬ .‫الفقهي‬ ‫املكون‬ .1 ‫الثقايف‬ ‫املكون‬ .2 .‫الروحي‬ ‫املكون‬ .3 ‫وأمهيته‬ ‫قيمته‬ ‫املكونات‬ ‫هذه‬ ‫من‬ ‫واحد‬ ‫ولكل‬ ‫فاملكون‬ ،»‫للحج‬ ‫احلقيقي‬ ‫«األداء‬ ‫صوغ‬ ‫يف‬ ‫وضرورته‬ ‫احلج‬ ‫يكون‬ ‫بدونه‬ ‫و‬ »‫الصحيح‬ ‫األداء‬ « ‫لنا‬ ‫يوفر‬ ‫األول‬ ‫لنا‬ ‫يوفر‬ ‫الثاين‬ ‫والكون‬ ،‫ناقصا‬ ‫أو‬ ‫مرتبكا‬ ‫أو‬ ‫باطال‬ ‫متخلفا‬ ‫أو‬ ‫ساذجا‬ ‫احلج‬ ‫يكون‬ ‫بدونه‬ ‫و‬ »‫الواعي‬ ‫«األداء‬ ‫و‬ »‫الفاعل‬ ‫«األداء‬ ‫لنا‬ ‫يوفر‬ ‫الثالث‬ ‫متعثرا،والكون‬ ‫أو‬ .‫مشلوال‬ ‫أو‬ ‫راكدا‬ ‫أو‬ ‫جامدا‬ ‫احلج‬ ‫يكون‬ ‫بدونه‬ »‫الثالث‬ ‫«املكون‬ ‫أتناول‬ ‫أن‬ ‫أحاول‬ ‫احلديث‬ ‫هذا‬ ‫يف‬ :‫السؤال‬ ‫هذا‬ ‫على‬ ‫اإلجابة‬ ‫خالل‬ ‫من‬ ‫روحيا؟‬ ‫مضمونا‬ ‫احلج‬ ‫نعيش‬ ‫كيف‬ ‫منلك‬ ‫أن‬ ‫جيب‬ ‫الروحية‬ ‫املعايشة‬ ‫هذه‬ ‫حنقق‬ ‫لكي‬ :‫التالية‬ ‫العناصر‬ ‫الروحي‬ ‫االستعداد‬ :‫األول‬ ‫العصر‬ • ‫للمعايشة‬ ‫هتييء‬ ‫اليت‬ ‫األرضية‬ ‫العنصر‬ ‫هذا‬ ‫ويشكل‬ ‫فسوف‬ ‫الصاحلة‬ ‫األرضية‬ ‫توجد‬ ‫مل‬ ‫فما‬ ،‫الروحية‬ ‫ممارسة‬ ‫أي‬ ‫يف‬ ‫الروحانية‬ ‫إلنتاج‬ ‫املحاوالت‬ ‫كل‬ ‫تفشل‬ ‫أو‬ ‫تالوة‬ ‫أو‬ ‫ذكرا‬ ‫أو‬ ‫دعاء‬ ‫أو‬ ‫صالة‬ ‫أكانت‬ ‫سوى‬ ‫عباديه‬ .‫زيارة‬ ‫أو‬ ‫عمرة‬ ‫أو‬ ‫حجا‬ ‫أو‬ ‫صوما‬ ‫الروحي؟‬ ‫باالستعداد‬ ‫نعين‬ ‫ذا‬ ‫ما‬ :‫التالية‬ ‫األمور‬ ‫خالل‬ ‫من‬ ‫االستعداد‬ ‫هذا‬ ‫يتوفر‬ .‫القلب‬ ‫طهارة‬ .1 ‫الصاحلة‬ ‫التربة‬ ‫يكون‬ ‫أن‬ ‫يصلح‬ ‫ال‬ ‫امللوث‬ ‫فالقلب‬ ‫من‬ ‫الروحانية‬ ‫هذه‬ ‫عنه‬ ‫تعرب‬ ‫مبا‬ ‫الروحانية‬ ‫الزدهار‬ ‫يتمكن‬ ‫فهل‬ ‫وتعاىل‬ ‫سبحانه‬ ‫اهلل‬ ‫مع‬ ‫وذوبان‬ ‫انصهار‬ ‫والبغضاء‬ ‫والشحناء‬ ‫واحلسد‬ ‫باحلقد‬ ‫مملوء‬ ‫قلب‬ ،‫سبحانه‬ ‫هلل‬ ‫عاشقا‬ ‫قلبا‬ ‫يكون‬ ‫أن‬ ‫واخلبث‬ ‫والغش‬ ،‫اهلل‬ ‫عطاء‬ ‫يف‬ ‫طامعا‬ ‫راجيا‬ ‫وقلبا‬ ،‫وخاشعا‬ ‫خائفا‬ ‫وقلبا‬ ‫اهلل؟‬ ‫من‬ ‫احلياة‬ ‫يعيش‬ ‫وقلبا‬ ‫حول‬ ‫حيومون‬ ‫الشياطني‬ ‫أن‬ ‫«لوال‬ ‫احلديث‬ ‫يف‬ ‫جاء‬ ‫وجاء‬ ،»‫السماوات‬ ‫ملكوت‬ ‫إىل‬ ‫لنظروا‬ ‫آدم‬ ‫بين‬ ‫قلوب‬ ‫بات‬ ‫املؤمن‬ ‫ألخيه‬ ‫غش‬ ‫قلبه‬ ‫يف‬ ‫مات‬ ‫«من‬ ‫احلديث‬ ‫يف‬ ‫فان‬ ،‫اهلل‬ ‫سخط‬ ‫يف‬ ‫كذلك‬ ‫وأصبح‬ ،‫اهلل‬ ‫سخط‬ ‫يف‬ .»‫اهلل‬ ‫دين‬ ‫غري‬ ‫على‬ ‫مات‬ ،‫مات‬ :‫األطايب‬ ‫األحبة‬ ‫أيها‬ ‫والتالوة‬ ‫والدعاء‬ ‫الصالة‬ ‫روحانية‬ ‫نعيش‬ ‫لكي‬ ‫كل‬ ‫من‬ ‫قلوبنا‬ ‫بتطهري‬ ‫نبدأ‬ ‫أن‬ ‫فيجب‬ ‫واحلج‬ ‫والصيام‬ ‫الروحي‬ ‫العروج‬ ‫رحلة‬ ‫يف‬ ‫املنطلق‬ ‫هو‬ ‫وهذا‬ ،‫التلوثات‬ .‫تعاىل‬ ‫اهلل‬ ‫من‬ ‫القرب‬ ‫ورحلة‬ .‫البطن‬ ‫طهارة‬ .2 ‫كل‬ ‫تصادر‬ ‫مسألة‬ ‫باحلرام‬ ‫بطوننا‬ ‫تتلوث‬ ‫أن‬ ‫كل‬ ‫وتصادر‬ ‫الروحانية‬ ‫أجواء‬ ‫يف‬ ‫للدخول‬ ‫استعداداتنا‬ ‫للصالة‬ ‫الروحية‬ ‫املضامني‬ ‫مع‬ ‫التعاطي‬ ‫على‬ ‫قدراتنا‬ .‫العبادية‬ ‫املمارسات‬ ‫ولكل‬ ‫واحلج‬ ‫والصيام‬ ،‫قلبه‬ ‫أسود‬ ‫احلرام‬ ‫أكل‬ ‫احلديث:»من‬ ‫يف‬ ‫جاء‬ ،»‫دعوته‬ ‫تستجب‬ ‫ومل‬ ،‫عبادته‬ ‫وقلت‬ ،‫نفسه‬ ‫وضعفت‬ ‫يوما‬ ‫أربعني‬ ‫احلالل‬ ‫أكل‬ ‫آخر:»من‬ ‫حديث‬ ‫يف‬ ‫وجاء‬ »‫لسانه‬ ‫على‬ ‫قلبه‬ ‫من‬ ‫احلكمة‬ ‫ينابيع‬ ‫اهلل‬ ‫أجرى‬ .‫اجلوارح‬ ‫طهارة‬ .3 ‫أيضا‬ ‫حاجة‬ ‫يف‬ ‫فنحن‬ ‫روحيا‬ ‫استعدادا‬ ‫منلك‬ ‫لكي‬ ‫من‬ ‫إال‬ ‫طاهرة‬ ‫اجلوارح‬ ‫تكون‬ ‫جوارح»،ولن‬ ‫«طهارة‬ ‫إىل‬ ‫تنتفي‬ ‫ما‬ ‫ومبقدار‬ ،‫املعصية‬ ‫عن‬ ‫واالبتعاد‬ ‫الطاعة‬ ‫خالل‬ ‫استعدادا‬ ‫أكثر‬ ‫نكون‬ ‫والذنوب‬ ‫املعاصي‬ ‫من‬ ‫جوارحنا‬ ‫نكون‬ ‫اجلوارح‬ ‫تتلوث‬ ‫ما‬ ‫ومبقدار‬ ‫الروحية‬ ‫للمعايشة‬ .‫العبادة‬ ‫روحانية‬ ‫على‬ ‫االنفتاح‬ ‫عن‬ ‫بعدا‬ ‫أكثر‬ ‫الروحي‬ ‫الوعي‬ :‫الثاين‬ ‫العنصر‬ • ‫الروحي‬ ‫باملضمون‬ ‫وبصرية‬ ‫وفهما‬ ‫وعيا‬ ‫منلك‬ ‫أن‬ ‫تصاحبه‬ ‫مل‬ ‫إذا‬ ‫الروحي‬ ‫االستعداد‬ ‫يكفي‬ ‫فال‬ ،‫للحج‬ ‫خالله‬ ‫من‬ ‫والذي‬ ‫الروحي‬ ‫الوعي‬ ‫من‬ ‫كافية‬ ‫درجة‬ ‫حتملها‬ ‫اليت‬ ‫الروحية‬ ‫والدالالت‬ ‫املعاين‬ ‫على‬ ‫ننفتح‬ .‫احلج‬ ‫ومناسك‬ ‫أعمال‬ ‫الغريفي‬ ‫اهلل‬ ‫عبد‬ ‫السيد‬ ‫العالمة‬ | 2010 ‫الثاين‬ ‫تشرين‬ | 205 ‫العدد‬ ‫مقاالت‬ ‫اإلجناز‬ ‫دافع‬ ‫احلسنة‬ ‫النية‬ ‫مقاالت‬ ‫منهم‬ ‫قسم‬ ،‫بينهم‬ ‫فيما‬ ‫الناس‬ ‫يتمايز‬ ‫باحلركة‬ ‫ومليئة‬ ‫باملنجزات‬ ‫زاخرة‬ ‫حياهتم‬ ‫تكون‬ ‫وقد‬ ‫إال‬ ‫احلياة‬ ‫هذه‬ ‫يغادرون‬ ‫فال‬ ،‫والنشاط‬ ‫ا‬ً‫تغيري‬ ‫وأوجدوا‬ ،‫عليها‬ ‫واضحة‬ ‫بصمات‬ ‫تركوا‬ ‫بينما‬ .‫فيه‬ ‫يعيشون‬ ‫الذي‬ ‫املحيط‬ ‫يف‬ ‫ا‬ ً‫ملموس‬ ‫هلم‬ ‫يتركون‬ ‫وال‬ ‫ا‬ً‫ئ‬‫شي‬ ‫يغريون‬ ‫ال‬ ‫منهم‬ ‫آخر‬ ‫قسم‬ ،‫ويستمتعون‬ ‫وينامون‬ ‫ويشربون‬ ‫يأكلون‬ ،‫ا‬ً‫أثر‬ ‫ملن‬ ‫وعطاؤهم‬ ،‫تذكر‬ ‫اجنازات‬ ‫هلم‬ ‫ليس‬ ‫لكن‬ ‫هذين‬ ‫بني‬ ‫الفرق‬ ‫فلماذا‬ .‫معدوم‬ ‫حوهلم‬ ،‫منجزين‬ ‫ناشطني‬ ‫بني‬ ‫الناس؟‬ ‫من‬ ‫الصنفني‬ ‫خاملني؟‬ ‫راكدين‬ ‫وبني‬ ‫كل‬ ‫تدفع‬ ‫تأثريات‬ ‫هناك‬ ‫تكون‬ ‫األحيان‬ ‫من‬ ‫كثري‬ ‫يف‬ ‫جند‬ ‫التأمل‬ ‫عند‬ ‫ولكننا‬ ،‫حيذوه‬ ‫الذي‬ ‫للنمط‬ ‫صنف‬ ،‫الصاحلة‬ ‫النية‬ ‫يف‬ ‫يتمثل‬ ‫بينهما‬ ‫األساسي‬ ‫الفرق‬ ‫أن‬ .‫العالية‬ ‫واهلمة‬ ‫ومهة‬ ،‫صاحلة‬ ‫نية‬ ‫هلم‬ ‫أن‬ ‫جتد‬ ‫الناس‬ ‫من‬ ‫قسم‬ ،‫إلجنازها‬ ‫يسعون‬ ‫وتطلعات‬ ‫أفكار‬ ‫بدواخلهم‬ ،‫عالية‬ ‫الناس‬ ‫من‬ ‫آخر‬ ‫وقسم‬ ،‫اجنازها‬ ‫يف‬ ‫راحتهم‬ ‫وجيدون‬ ‫بل‬ ‫الشيء‬ ‫أداء‬ ‫من‬ ‫فقط‬ ‫ليس‬ ‫أنفسهم‬ ‫على‬ ‫يشفقون‬ ‫هيبة‬ ‫فتنتاهبم‬ ،‫إليه‬ ‫والتطلع‬ ،‫فيه‬ ‫التفكري‬ ‫من‬ ‫حىت‬ .‫شيئًا‬ ‫يعملوا‬ ‫أن‬ ‫يف‬ ‫النية‬ ‫من‬ ‫حىت‬ ‫أمام‬ ‫أناس‬ ‫موقف‬ ً‫مثلا‬ ‫خذ‬ ،‫أكثر‬ ‫الصورة‬ ‫ولتقريب‬ ‫أصعد‬ ‫هل‬ ‫نفسه‬ ‫على‬ ‫البعض‬ ‫سيطرح‬ ،‫شاهق‬ ‫جبل‬ ‫بينما‬ ،‫اجلبل‬ ‫ويعلو‬ ‫فيعزم‬ ‫ال؟‬ ‫أم‬ ،‫القمة‬ ‫إىل‬ ‫وأصل‬ ،‫األمر‬ ‫يف‬ ‫التفكري‬ ‫من‬ ‫حىت‬ ‫يتهيبون‬ ‫آخرين‬ ‫ستجد‬ ،‫رأس‬ ‫بدوار‬ ‫له‬ ‫يأيت‬ ‫اجلبل‬ ‫صعود‬ ‫ختيل‬ ‫وجمرد‬ .‫نفسه‬ ‫على‬ ‫ويشفق‬ ‫ويسعى‬ ،‫بداخله‬ ‫اخلري‬ ‫فعل‬ ‫ينوي‬ ‫أن‬ ‫عليه‬ ‫واإلنسان‬ ‫وكما‬ .‫النجاح‬ ‫لتحقيق‬ ‫خطوة‬ ‫أول‬ ‫فالنية‬ ،‫لتحقيقه‬ .‫دونه‬ ‫أو‬ ‫إليه‬ ‫وصل‬ ‫إال‬ ‫ًا‬‫ئ‬‫شي‬ ‫امرؤ‬ ‫رام‬ ‫ما‬ :‫قيل‬ ‫جمرد‬ ‫على‬ ‫اإلنسان‬ ‫تشجع‬ ‫كثرية‬ ‫نصوص‬ ‫وهناك‬ ،‫األماين‬ ‫على‬ ‫العيش‬ ‫يعين‬ ‫ال‬ ‫وهذا‬ ،‫الصاحلة‬ ‫النية‬ .‫هدفه‬ ‫حتقيق‬ ‫إىل‬ ‫صاحبها‬ ‫تدفع‬ ‫الصاحلة‬ ‫النية‬ ‫ولكن‬ .)‫العملني‬ ‫أحد‬ ‫الصاحلة‬ ‫(النية‬ : ‫املؤمنني‬ ‫أمري‬ ‫عن‬ ‫ورد‬ : ‫ا‬ ً‫أيض‬ ‫عنه‬ ‫ورد‬ ‫كما‬ ‫تعاىل‬ ‫اهلل‬ ‫يثيبك‬ ‫النية‬ ‫ومبجرد‬ .)‫املثوبة‬ ‫يوجب‬ ‫النية‬ ‫(إحسان‬ ‫التفكري‬ ‫على‬ ‫نفسه‬ ‫اإلنسان‬ ‫يعود‬ ‫أن‬ ‫أجل‬ ‫من‬ :‫أوال‬ ‫يوجب‬ ‫ذاته‬ ‫حبد‬ ‫وهذا‬ ،‫والصالح‬ ‫اخلري‬ ‫عمل‬ ‫يف‬ .‫املثوبة‬ ‫الفكري‬ ‫اإلنسان‬ ‫أفق‬ ‫جتعل‬ ‫الصاحلة‬ ‫النية‬ :‫ا‬ً‫ي‬‫ثان‬ ‫ينشغل‬ ‫أن‬ ‫طبيعته‬ ‫من‬ ‫إنسان‬ ‫كل‬ .‫ا‬ً‫ع‬‫واس‬ ‫والنفسي‬ ‫يكون‬ ‫أن‬ ‫إما‬ ‫فكرك‬ ‫ميأل‬ ‫الذي‬ ‫الشيء‬ ‫هذا‬ ،‫ما‬ ‫بشيء‬ .‫باهتماماتك‬ ‫ينحدر‬ ‫تافهًا‬ ‫أو‬ ،‫بك‬ ‫يرتقي‬ ‫ساميًا‬ ‫اإلمام‬ ‫قول‬ ‫يف‬ ‫كما‬ .‫االجناز‬ ‫مفتاح‬ ‫النية‬ :‫أخريا‬ .)‫النية‬ ‫عليه‬ ‫قويت‬ ‫عما‬ ٌ‫بدن‬ ‫ضعف‬ ‫(ما‬ : ‫الصادق‬ ‫أودعها‬ ‫اليت‬ ‫قدرتك‬ ‫فإن‬ ‫الشيء‬ ‫فعل‬ ‫تنوي‬ ‫أن‬ ‫جمرد‬ ‫إىل‬ ‫انظر‬ .‫املعجزات‬ ‫صنع‬ ‫إىل‬ ‫تدفعك‬ ‫فيك‬ ‫تعاىل‬ ‫اهلل‬ ،‫مستحيلة‬ ‫كانت‬ ‫ستجدها‬ ‫املنجزات‬ ‫من‬ ‫حولك‬ ‫ما‬ ‫ألن‬ ،‫حتققت‬ ‫ولكنها‬ ،‫ببال‬ ‫خيطر‬ ‫كان‬ ‫ما‬ ‫وبعضها‬ ‫بنيته‬ ‫يكرب‬ ‫اإلنسان‬ .‫لتحقيقها‬ ‫وسعى‬ ‫نوى‬ ‫حققها‬ ‫من‬ ‫على‬ ‫الرجل‬ ‫(قدر‬ : ‫املؤمنني‬ ‫أمري‬ ‫عن‬ ‫ورد‬ ‫كما‬ ،‫ومهته‬ .)‫نيته‬ ‫قدر‬ ‫على‬ ‫وعمله‬ ،‫مهته‬ ‫قدر‬ ‫الصفار‬ ‫حسن‬ ‫الشيخ‬ |
  • 6. 6 ‫ة‬ّ‫ي‬‫والعقائد‬ ‫ة‬ّ‫ي‬‫الفكر‬ ‫ثوابته‬ ...‫اهلل‬ ‫فضل‬ ‫احل‬ّ‫الر‬ 2010 ‫الثاين‬ ‫تشرين‬ | 205 ‫العدد‬ ‫فعاليات‬‫القرآن‬ ‫لقواعد‬ ‫خمالف‬ ‫وهو‬ ‫بشعة‬ ‫جرمية‬ ‫بغداد‬ ‫يف‬ ‫الكنيسة‬ ‫على‬ ‫اهلجوم‬ َّ‫أن‬ ،‫اهلل‬ ‫فضل‬ ‫علي‬ ‫د‬ِّ‫السي‬ ‫العالمة‬ ‫د‬ّ‫أك‬ ‫يف‬ ‫ني‬ِّ‫املسيحي‬ ‫استهدفت‬ ‫يت‬ّ‫ل‬‫ا‬ ‫اجلرمية‬ ‫من‬ ‫هي‬ ،‫بغداد‬ ‫يف‬ ‫جاة‬َّ‫الن‬ ‫دة‬ِّ‫سي‬ ‫كنيسة‬ ،‫أبرياء‬ ‫استهدفت‬ ‫لكوهنا‬ ،‫اجلرائم‬ ‫أبشع‬ ‫يف‬ ‫الكرمي‬ ‫القرآن‬ ‫قواعد‬ ‫ختالف‬ ‫ها‬َّ‫وألن‬ ِّ‫الرد‬ ‫إىل‬ ‫داعيًا‬ ،‫ني‬ّ‫املسيحي‬ ‫مع‬ ‫عامل‬َّ‫الت‬ ّ‫إسالمي‬ ّ‫مسيحي‬ ٍ‫وتعاون‬ ٍ‫بتقارب‬ ‫عليها‬ ‫املرجع‬ ‫مبوقف‬ ‫ًا‬‫ر‬ِّ‫مذك‬ ،‫املستويات‬ ‫أكرب‬ ‫على‬ ،‫اهلل‬ ‫فضل‬ ‫حسني‬ ‫حممد‬ ‫د‬ِّ‫السي‬ ‫احل‬َّ‫الر‬ ،‫رق‬ َّ‫الش‬ ‫يف‬ ‫ني‬ِّ‫املسيحي‬ ‫محاية‬ ‫إىل‬ ‫اعي‬ َّ‫الد‬ ‫هذه‬ ‫بني‬ ٍ‫شبه‬ ‫أوجه‬ ‫وجود‬ ‫إىل‬ ‫ًا‬‫ري‬‫مش‬ ‫فلسطني‬ ‫يف‬ ‫هاينة‬ َّ‫الص‬ ‫وجرائم‬ ‫اجلرمية‬ ‫بضعة‬ ‫قبل‬ ً‫كنيسة‬ ‫طاولت‬ ‫يت‬َّ‫وال‬ ،‫ة‬َّ‫املحتل‬ .‫ام‬َّ‫أي‬ ‫على‬ ‫اهلجوم‬ ‫فيه‬ ‫تناول‬ ٍ‫بتصريح‬ ‫مساحته‬ ‫أدىل‬ :‫فيه‬ ‫وجاء‬ ،‫بغداد‬ ‫يف‬ ‫الكنيسة‬ ‫دة‬ِّ‫سي‬ ‫كنيسة‬ ‫يف‬ ‫ارتكبت‬ ‫الَّيت‬ ‫ة‬َّ‫الوحشي‬ ‫املجزرة‬ َّ‫إن‬ ،‫حايا‬ َّ‫الض‬ ‫من‬ ٌ‫عشرات‬ ‫نتيجتها‬ ‫وسقط‬ ،‫بغداد‬ ‫يف‬ ‫جاة‬َّ‫الن‬ ‫هبا‬ ‫قام‬ ‫من‬ ّ‫يستحق‬ ‫ّيت‬‫ل‬‫ا‬ ‫اجلرائم‬ ‫أبشع‬ ‫من‬ ً‫ة‬‫واحد‬ ‫ّل‬‫ث‬‫مت‬ ‫قوله‬ ‫يف‬ ‫ة‬ّ‫القرآني‬ ‫القواعد‬ ‫ختالف‬ ‫لكوهنا‬ ،‫العقاب‬ ّ‫أشد‬ ِ‫ين‬ِّ‫الد‬ ‫ي‬ِ‫ف‬ ْ‫م‬ُ‫ُوك‬‫ل‬ِ‫ت‬‫ا‬َ‫ق‬ُ‫ي‬ ْ‫َم‬‫ل‬ َ‫ين‬ِ‫الَّذ‬ ِ‫ن‬ َ‫ع‬ َُّ‫الله‬ ُ‫م‬ُ‫اك‬َ‫ه‬ْ‫ن‬َ‫ي‬ َ‫{لا‬ :‫تعاىل‬ }ْ‫م‬ِ‫ه‬ْ‫َي‬‫ل‬ِ‫إ‬ ‫وا‬ ُ‫ط‬ ِ‫س‬ ْ‫ق‬ُ‫ت‬َ‫و‬ ْ‫م‬ُ‫وه‬ُّ‫ر‬َ‫ب‬َ‫ت‬ ‫ن‬َ‫أ‬ ْ‫م‬ُ‫ك‬ِ‫ر‬‫ا‬َ‫ي‬ِ‫د‬ ‫ن‬ِّ‫م‬ ‫م‬ُ‫وك‬ ُ‫ج‬ِ‫ر‬ ْ‫خ‬ُ‫ي‬ ْ‫َم‬‫ل‬َ‫و‬ ‫ّل‬‫ث‬‫مت‬ ‫ها‬ّ‫ن‬‫وأل‬ ،‫أبرياء‬ ‫استهدفت‬ ‫ولكوهنا‬ ،]8 :‫[املمتحنة‬ ّ‫بيعي‬ ّ‫الط‬ ‫هم‬َّ‫حق‬ ‫ميارسون‬ ٍ‫مجاعة‬ ‫على‬ ‫ًا‬ّ‫وحشي‬ ‫عدوانًا‬ ‫اهلل‬ ‫د‬َّ‫أك‬ ‫وقد‬ ،‫يعتقدون‬ ‫حسبما‬ ‫اهلل‬ ‫إىل‬ ‫االبتهال‬ ‫يف‬ ‫قاعدة‬ ‫على‬ ‫معهم‬ ‫يتعاملوا‬ ‫أن‬ ‫املسلمني‬ ‫على‬ َّ‫أن‬ ‫تعاىل‬ .‫أحسن‬ ‫هي‬ ‫بالَّيت‬ ‫واجلدال‬ ‫واء‬ َّ‫الس‬ ‫الكلمة‬ ،‫اهتا‬َّ‫خلفي‬ ‫حول‬ ٍ‫سؤال‬ ‫من‬ ‫أكثر‬ ‫يطرح‬ ‫املجزرة‬ ‫هول‬ َّ‫إن‬ ‫ّذي‬‫ل‬‫ا‬ ‫املوقف‬ ‫بعد‬ ‫تأيت‬ ‫كوهنا‬ ،‫توقيتها‬ ‫حول‬ ‫وكذلك‬ ‫حول‬ ‫عقد‬ ‫ّذي‬‫ل‬‫ا‬ ‫ينودس‬ ّ‫الس‬ ‫يف‬ ‫الفاتيكان‬ ‫من‬ ‫أطلق‬ ‫ّذي‬‫ل‬‫ا‬ ‫املوقف‬ ‫وهو‬ ،‫األوسط‬ ‫رق‬ ّ‫الش‬ ‫يف‬ ‫ني‬ّ‫املسيحي‬ ‫وضع‬ ّ‫العريب‬ ‫املوقف‬ ‫من‬ ‫أكثر‬ ‫القترابه‬ ،‫هاينة‬ ّ‫الص‬ ‫غضب‬ ‫أثار‬ ٍ‫بطريقة‬ ‫ة‬ّ‫الفلسطيني‬ ‫للمسألة‬ ‫ومقاربته‬ ، ّ‫واإلسالمي‬ .‫ة‬ّ‫هيوني‬ ّ‫الص‬ ‫ؤية‬ّ‫الر‬ ‫عن‬ ‫ختتلف‬ ‫تشبه‬ ‫ّيت‬‫ل‬‫ا‬ ،‫اجلرائم‬ ‫هذه‬ ‫من‬ ‫راد‬ُ‫ي‬ ‫هل‬ :‫نتساءل‬ ‫نا‬ّ‫ن‬‫إ‬ ،‫املحتلَّة‬ ‫فلسطني‬ ‫يف‬ ‫هاينة‬ َّ‫الص‬ ‫أعمال‬ ٍ‫كبري‬ ٍّ‫حد‬ ‫إىل‬ ‫القدس‬ ‫يف‬ ٍ‫كنيسة‬ ‫حرق‬ ‫على‬ ٍ‫ام‬َّ‫أي‬ ‫قبل‬ ‫أقدموا‬ ‫الَّذين‬ ٍ‫تقارب‬ ّ‫كل‬ ّ‫أن‬ ‫عنواهنا‬ ‫جديدة‬ ‫برسائل‬ ‫تبعث‬ ‫أن‬ ،‫ّة‬‫ل‬‫املحت‬ ‫خطرًا‬ ‫ّل‬‫ث‬‫مي‬ ‫ه‬ّ‫ن‬‫أل‬ ،‫استهدافه‬ ‫ينبغي‬ ّ‫مسيحي‬ ّ‫إسالمي‬ ‫جمرد‬ ‫ّل‬‫ث‬‫مت‬ ‫املسألة‬ ّ‫أن‬ ‫أو‬ !‫املغتصبني؟‬ ‫هاينة‬ ّ‫الص‬ ‫على‬ ّ‫هيوين‬ ّ‫الص‬ ‫احلاخام‬ ‫إىل‬ ‫م‬ّ‫قد‬ُ‫ت‬ ٍ‫ة‬ّ‫جماني‬ ٍ‫ة‬ّ‫وحشي‬ ٍ‫ة‬ّ‫هدي‬ »‫ـ‬‫ب‬ ‫ام‬ّ‫أي‬ ‫قبل‬ ‫واملسلمني‬ ‫العرب‬ ‫وصف‬ ‫ّذي‬‫ل‬‫ا‬ ‫األكرب‬ .!‫هلم؟‬ ‫املنازل‬ ‫بيع‬ ‫مًا‬ّ‫حمر‬ ،»‫احلقراء‬ ، ّ‫األمريكي‬ ‫االحتالل‬ َّ‫أن‬ ‫نعترب‬ ‫ّذي‬‫ل‬‫ا‬ ‫الوقت‬ ‫يف‬ ‫نا‬ّ‫ن‬‫إ‬ ِّ‫كل‬ ‫عن‬ ‫املسؤول‬ ‫هو‬ ،‫املباشرة‬ ‫وغري‬ ‫املباشرة‬ ‫بإفرازاته‬ ‫مساحة‬ ‫مبوقف‬ ‫مجيعًا‬ ‫املسلمني‬ ‫ر‬ِّ‫نذك‬ ،‫اجلرائم‬ ‫هذه‬ ،‫اهلل‬ ‫فضل‬ ‫حسني‬ ‫حممد‬ ‫د‬ِّ‫السي‬ ،‫احل‬َّ‫الر‬ ‫املرجع‬ ،‫وفاته‬ ‫من‬ ٍ‫أشهر‬ ‫قبل‬ ‫أطلقه‬ ‫ّذي‬‫ل‬‫ا‬ ،)‫عليه‬ ‫اهلل‬ ‫(رضوان‬ ‫وخصوصًا‬ ،‫رق‬ ّ‫الش‬ ‫يف‬ ‫ني‬ّ‫املسيحي‬ ‫محاية‬ ‫إىل‬ ‫فيه‬ ‫ودعا‬ ‫رهائن‬ ،‫هناك‬ ‫كاملسلمني‬ ،‫أصبحوا‬ ‫هم‬َّ‫ألن‬ ،‫العراق‬ ‫يف‬ .‫ة‬َّ‫كفريي‬ّ‫ت‬‫ال‬ ‫وإفرازاته‬ ‫لالحتالل‬ ‫ويف‬ ،‫عمومًا‬ ‫رق‬ ّ‫الش‬ ‫يف‬ ‫ني‬ّ‫املسيحي‬ ‫على‬ ‫د‬ّ‫نؤك‬ ‫نا‬ّ‫ن‬‫وإ‬ ‫األعمال‬ ‫هذه‬ ‫تنال‬ ‫ال‬ ‫أن‬ ،‫اخلصوص‬ ‫وجه‬ ‫على‬ ‫العراق‬ ‫نظرائهم‬ ‫جانب‬ ‫إىل‬ ‫وثباهتم‬ ‫صمودهم‬ ‫من‬ ‫ة‬ّ‫الوحشي‬ ‫وحدهم‬ ‫فليسوا‬ ،‫وأوطاهنم‬ ‫أرضهم‬ ‫يف‬ ‫املسلمني‬ ‫يف‬ ‫يرى‬ ‫ّذي‬‫ل‬‫ا‬ ،‫امي‬ّ‫الد‬ ‫العنف‬ ‫هذا‬ ‫حركة‬ ‫يف‬ ‫مستهدفني‬ ‫من‬ ‫وموقعًا‬ ،‫رًا‬ّ‫مرب‬ ‫هدفًا‬ ‫ؤية‬ّ‫الر‬ ‫يف‬ ‫عنه‬ ‫خيتلف‬ ‫من‬ ّ‫كل‬ ٍّ‫رد‬ ‫أفضل‬ ّ‫أن‬ ‫نرى‬ ‫وحنن‬ ...‫املمكنة‬ ‫االستهداف‬ ‫مواقع‬ ‫بني‬ ‫العالقة‬ ‫بتفعيل‬ ‫يكون‬ ،‫وأمثاهلا‬ ‫اجلرمية‬ ‫هذه‬ ‫على‬ ‫وتطويرها‬ ،‫وتعزيزها‬ ‫املنطقة‬ ‫يف‬ ‫ني‬ّ‫واملسيحي‬ ‫املسلمني‬ ‫احلوار‬ ‫دائرة‬ ‫من‬ ‫لتخرج‬ ،‫املستويات‬ ‫خمتلف‬ ‫على‬ ‫ملا‬ ‫عاون‬ّ‫ت‬‫وال‬ ‫قارب‬ّ‫ت‬‫ال‬ ‫واقع‬ ‫إىل‬ ، ّ‫والفولكلوري‬ ّ‫كلي‬ ّ‫الش‬ ‫ة‬ّ‫اإلنساني‬ ‫القيم‬ ‫من‬ ‫وانطالقًا‬ ،‫ة‬ّ‫واإلنساني‬ ‫ة‬ّ‫األم‬ ‫خري‬ ‫فيه‬ .‫ة‬ّ‫واملسيحي‬ ‫اإلسالم‬ ‫من‬ ّ‫كل‬ ‫دها‬ّ‫أك‬ ‫ّيت‬‫ل‬‫ا‬ ‫الكربى‬ ‫إلطالق‬ ‫االستعدادات‬ ‫تواصل‬ ‫ة‬َّ‫الفضائي‬ ‫اإلميان‬ ‫قناة‬ ِّ‫بث‬ ‫اإلميان‬ ‫لقناة‬ ِّ‫البث‬ ‫إلطالق‬ ‫االستعدادات‬ ‫تتواصل‬ ‫من‬ ‫ه‬َّ‫أن‬ ،‫فيها‬ ‫املسؤولني‬ ‫أحد‬ ‫د‬َّ‫أك‬ ‫حيث‬ ،‫ة‬َّ‫الفضائي‬ ‫على‬ ،‫املقبلة‬ ‫القليلة‬ ‫األشهر‬ ‫خالل‬ ِّ‫البث‬ ‫انطالق‬ ‫ع‬َّ‫املتوق‬ ‫إىل‬ ‫وأشار‬ ‫املختارة‬ ‫الربامج‬ ‫بعض‬ ّ‫ببث‬ ‫املباشرة‬ ‫تتم‬ ‫أن‬ ‫إىل‬ ً‫ال‬‫وصو‬ ‫تدرجيي‬ ‫بشكل‬ ‫ستزداد‬ ‫البث‬ ‫ساعات‬ ‫أن‬ .‫للقناة‬ ‫الرمسي‬ ‫االنطالق‬ ‫موعد‬ ‫خطبة‬ ّ‫بث‬ ،‫األسبوع‬ ‫هذا‬ ‫ع‬َّ‫املتوق‬ ‫من‬ :‫وأضاف‬ ً‫ة‬‫ل‬ َّ‫مسج‬ )‫(ع‬ ‫احلسنني‬ ‫اإلمامني‬ ‫مسجد‬ ‫من‬ ‫اجلمعة‬ ٍ‫حماضرة‬ ‫إىل‬ ً‫ة‬‫إضاف‬ ،‫اهلل‬ ‫فضل‬ ‫علي‬ ‫د‬ِّ‫السي‬ ‫للعالمة‬ ‫فضل‬ ‫حسني‬ ‫حممد‬ ‫د‬ِّ‫السي‬ ‫العظمى‬ ‫اهلل‬ ‫آية‬ ‫لسماحة‬ ‫السمعية‬ ‫واملقاطع‬ ‫الفالشات‬ ‫وبعض‬ ،)‫اهلل(رض‬ ‫األسابيع‬ ‫يف‬ ‫ذلك‬ ‫يتواصل‬ ‫أن‬ ‫على‬ ،‫لسماحته‬ ‫والبصرية‬ .‫اهلل‬ ‫بإذن‬ ‫القادمة‬ ‫حتتضن‬ ‫الكويت‬ :‫إصدارات‬ ‫اهلل‬ ‫فضل‬ ‫العالمة‬ ‫رحيل‬ ‫حتتضن‬ ‫«الكويت‬ ،»‫اهلل‬ ‫فضل‬ ‫رحيل‬ ّ‫خاص‬ ٍ‫إلصدار‬ ٌ‫عنوان‬ ‫جابر‬ ‫د‬ِّ‫السي‬ ‫ه‬ّ‫أعد‬ ،‫البهبهاين‬ ‫خلف‬ ‫د‬ّ‫سي‬ ‫أصداء‬ ‫فيه‬ ً‫ال‬‫متناو‬ ‫فضل‬ ‫املرجع‬ ‫رحيل‬ ،‫الكويت‬ ‫يف‬ ‫اهلل‬ ‫من‬ ‫وجمموعة‬ ‫الراحل‬ ‫يف‬ ‫هادات‬ ّ‫الش‬ ٍ‫ات‬ّ‫لشخصي‬ ‫الكبري‬ .‫ة‬ّ‫وعربي‬ ‫ة‬ّ‫كويتي‬ ‫اإلصدار‬ ‫حيتوي‬ ‫العالمة‬ ‫رحيل‬ ّ‫خيص‬ ‫فيما‬ ‫عديدة‬ ‫مواضيع‬ ‫على‬ ‫ّفاته‬‫ل‬‫ومؤ‬ ‫حياته‬ ‫عن‬ ً‫ة‬‫نبذ‬ ‫م‬ّ‫يقد‬ ‫كما‬ ،)‫املرجع(رض‬ .‫ساته‬ ّ‫ومؤس‬ ‫ته‬ّ‫ومرجعي‬ ‫يف‬ ‫البهبهاين‬ ‫خلف‬ ‫د‬ِّ‫سي‬ ‫جابر‬ ‫د‬ِّ‫السي‬ ‫أشار‬ ‫وقد‬ ‫إىل‬ ،‫جهة‬ ‫من‬ ‫يهدف‬ ‫اإلصدار‬ ‫هذا‬ َّ‫أن‬ ‫إىل‬ ،‫مة‬ِّ‫املقد‬ ّ‫االستثنائي‬ ‫املرجع‬ ‫مساحة‬ ‫جتاه‬ ‫بيلة‬َّ‫الن‬ ‫املشاعر‬ ‫توثيق‬ ،‫له‬ ‫قدير‬َّ‫والت‬ ‫االحترام‬ ‫عن‬ ‫عبري‬ّ‫ت‬‫وال‬ ،‫اهلل‬ ‫فضل‬ ‫د‬ِّ‫السي‬ ‫أخرى‬ ٍ‫جهة‬ ‫من‬ ‫ويهدف‬ ،‫رحيله‬ ‫على‬ ‫واألسى‬ ‫واحلزن‬ .‫اريخ‬ّ‫ت‬‫لل‬ ً‫ة‬‫شهاد‬ ‫وختليدها‬ ‫املشاعر‬ ‫هذه‬ ‫شكر‬ ‫إىل‬ ّ‫الكوييت‬ ‫اإلعالم‬ ‫تغطية‬ ‫عن‬ ً‫ة‬‫ملح‬ ‫اإلصدار‬ ‫م‬ّ‫يقد‬ ‫لبنان‬ ‫يف‬ ‫وأصدائه‬ ،‫اهلل‬ ‫فضل‬ ‫املرجع‬ ‫رحيل‬ ‫حلدث‬ ‫الكويت‬ ‫يف‬ ‫املؤمنني‬ ‫وتفاعل‬ ، ّ‫واإلسالمي‬ ّ‫العريب‬ ‫والعامل‬ ‫ة‬َّ‫الكويتي‬ ‫حف‬ ّ‫الص‬ ‫تناولت‬ ‫حيث‬ ،‫اجللل‬ ‫املصاب‬ ‫هذا‬ ‫مع‬ ‫حممد‬ ‫د‬ّ‫السي‬ ‫املرجع‬ ‫مساحة‬ ‫رحيل‬ ‫حدث‬ ، ٍ‫كبري‬ ٍ‫باهتمام‬ ‫موقعًا‬ ‫احلدث‬ ‫هذا‬ ّ‫واحتل‬ ،)‫اهلل(رض‬ ‫فضل‬ ‫حسني‬ ‫صحيفة‬ ‫فكتبت‬ ،‫منها‬ ‫األوىل‬ ‫فحات‬ َّ‫الص‬ ‫صدر‬ ‫يف‬ ‫بارزًا‬ ‫فضل‬ ‫العالمة‬ ‫«غياب‬ :‫ئيس‬ّ‫الر‬ ‫عنواهنا‬ ‫يف‬ »‫«القبس‬ ‫صحيفة‬ ‫أشارت‬ ‫كما‬ ،»‫سامح‬ّ‫ت‬‫وال‬ ‫االعتدال‬ ‫داعية‬ ‫اهلل‬ ‫الكيان‬ ‫زوال‬ ‫كانت‬ ‫احل‬ّ‫الر‬ ‫أمنيات‬ ‫آخر‬ ّ‫أن‬ ‫إىل‬ »‫«الوطن‬ :‫األوىل‬ ‫صفحتها‬ ‫صدر‬ ‫على‬ ‫ووضعت‬ ،ّ‫هيوين‬ ّ‫الص‬ ّ‫اإلسالمي‬ ‫والعامل‬ »‫«احلسنني‬ ‫يف‬ ‫يرقد‬ ‫اهلل‬ ‫«فضل‬ ‫عنونت‬ ‫حني‬ ‫يف‬ ...»‫برحيله‬ ‫واالعتدال‬ ‫ة‬ّ‫الوسطي‬ ‫ينعى‬ ّ‫اإلسالمي‬ ‫العامل‬ ‫على‬ ‫م‬ّ‫خيي‬ ‫«احلزن‬ :»‫ار‬ّ‫«الد‬ ‫صحيفة‬ ‫لصحيفة‬ ‫ئيس‬ّ‫الر‬ ‫العنوان‬ ‫يف‬ ‫وجاء‬ .»‫اهلل‬ ‫فضل‬ ‫برحيل‬ ‫حيث‬ ،»‫اهلل‬ ‫ة‬ّ‫ذم‬ ‫يف‬ ‫واحلكمة‬ ‫االعتدال‬ ‫د‬ّ‫«سي‬ :»‫«األنباء‬ ‫والعاملان‬ ‫لبنان‬ ‫«فقد‬ :‫متها‬ّ‫مقد‬ ‫يف‬ ‫حيفة‬ ّ‫الص‬ ‫أوردت‬ ‫فضل‬ ‫العالمة‬ ّ‫عي‬ّ‫الشي‬ ‫املرجع‬ ،‫أمس‬ ّ‫واإلسالمي‬ ّ‫العريب‬ ،‫فحسب‬ ‫واالجتهاد‬ ‫الفقه‬ ‫يف‬ ‫ضليعًا‬ ‫يكن‬ ‫مل‬ ‫ّذي‬‫ل‬‫ا‬ ،‫اهلل‬ ‫ّقافة‬‫ث‬‫ال‬ ‫رجال‬ ‫من‬ ‫وحكيمًا‬ ً‫ال‬‫معتد‬ ً‫ال‬‫رج‬ ‫كان‬ ‫وإمنا‬ ‫إىل‬ ً‫ة‬‫إضاف‬ ،‫املجاالت‬ ‫ى‬ّ‫ت‬‫ش‬ ‫يف‬ ‫العميق‬ ‫والفكر‬ ‫الواسعة‬ .» ّ‫السياسي‬ ‫املوقف‬ ‫مراجع‬ ‫من‬ ‫مرجعًا‬ ‫كونه‬ ‫والفعاليات‬ ‫الصحف‬ ‫لكل‬ ‫رصدًا‬ ‫أيضًا‬ ‫الكتاب‬ ‫يقدم‬ ..‫اهلل‬ ‫فضل‬ ‫السيد‬ ‫املرجع‬ ‫العالمة‬ ‫رحيل‬ ‫واكبت‬ ‫اليت‬