SlideShare a Scribd company logo
‫المشكالت النفسية واإلضرابات السلوكية السائدة من المؤسسات‬
                             ‫اإليوائية وسبل الوقائية من مخاطر اإلساءة واالنحراف عند األيتام‬
                                                                    ‫- دراسة حالة -‬




‫د. محمد عزام فريد سخيطة‬
     ‫باحث دولي‬


                                                                                                                                ‫المقدمة‬
   ‫تواجه أمتنا العربية و اإلسالمية في الوقت الراھن أعنف ھجمة، تستھدف و بكل شراسة، قيمنا و تراثنا و اإلرث الحضاري الذي نملكه، تستھدف‬
 ‫األرض و اإلنسان و كل ما يمت إلى حضارتنا العربية و اإلسالمية بصلة، األمر الذي يستدعي مواجھتھا بالطرق اإلنسانية و الحضارية التي تليق بنا‬
   ‫و بأخالقنا العربية و اإلسالمية و ما تتميز به من مكارم األخالق من خالل الحوار و دعم الفرد و األسرة و المؤسسات االجتماعية و التربوية وإصدار‬
  ‫التشريعات المناسبة و توفير الدعم اللوجيستي الالزم إلنجاح العمل المؤسساتي و تبادل الخبرات في ظل التعاون الوطني المحلي و اإلقليمي و‬
‫القومي و الدولي. و لعل ما يزيد األمر تعقيدا، يتمثل في جملة التطورات التقنية المتسارعة كوسائل االتصال العالمية و اإلعالم المرئي و اإلنترنت و‬




                                                                                                                                          ‫ ‬
‫التي أدت بدورھا ربما، إلى االنفتاح "الخارج عن السيطرة" على المجتمعات األخرى في وقت باتت فيه بعض المجتمعات العربية و اإلسالمية‬
 ‫تعاني من ويالت الحروب حينا و انعدام األمنأحيانا أخرﯨباإلضافة إلى ارتفاع معدالت البطالة و ارتفاعنسب اإلعالة و تفشي الفقر و ارتفاع معدالت‬
  ‫األمية ومشاكل التفكك األسري و العزوف عن الزواج و تفشي الدعارة و تزايد عدد األطفال المھمشين و اللقطاء، و في الوقت ذاته ضعفت الرقابة‬
     ‫األسرية و المدرسية نتيجة النقص الواضح في عدد الكوادر التربوية و التعليمية و الروحية المؤھلة التي يعول عليھا في مواكبة ھذه التغيرات و‬
‫موائمة المعايير المحلية و الدولية بغية اإلسھام في إيجاد الحلول المناسبة، لمشاكل لم تكن مجتمعاتنا على دراية بھا من قبل، بما يكفل حمايتھا‬
                                                                     ‫من التفكك األسري و االجتماعي و ما قد ينجم عنه من مخاطر مستقبلية.‬
      ‫و مما ال شكﱠ فيه، فإنﱠ المفاھيم الخاطئة عن معنى اليتم و السائدة عند عامة الناس من جھة، و عدم توفر اإلمكانيات والموارد المالية لبرامج‬
  ‫التوعية والتثقيف وتدريب الكوادر المتخصصة في مجال حماية الطفل و الدفاع عن حقوقه و قضاياه من جھة ثانية، ھي من المشكالت األساسية‬
     ‫في عالمنا العربي و اإلسالمي، األمر الذي يؤثر بشكل كبير في نمو األطفال ويقلل من فرص وقايتھم وحمايتھم من التعرض للعنف واإلساءة و‬
    ‫التمييز . في الوقت الذي يأمر به القرآن الكريم، بإكرام األيتام وتخفيف معاناتھم وتعريف الناس بمصيبتھم ، وبالظروف العابسة التي أحاطت بھم‬
   ‫وأطفأت االبتسامة من على وجوھھم الطاھرة البريئة. ھناك دور كبير و ھام لإلعالميين ينبغي عليھم الضلوع به من خالل تكثيف الجھود الرامية‬
       ‫إلى كشف الكثير من الحقائق عن معنى اليتم و مدى معاناة ھؤالء األيتام و اللقطاء القاطنين في المؤسسات اإليوائية ، و سبل دمجھم في‬
   ‫المجتمعات اإلسالمية أسوة بإخوانھم األطفال الذين يعيشون في أجواء الرعاية األسرية. إن كل ما ذكر، ال يعني بأن أمة محمد عليه السالم قد‬
‫فسدت أو انحرفت، ال سمح ﷲ، بل على العكس، حيث نجد في المقابل صحوة للقادة و الحكام و أصحاب النفوذ و رجال الدين و العلماء و الباحثين‬
      ‫من أبناء ھذه األمة الخيرة، تتمثل في وضع التشريعات المناسبة و في دعم و ترشيد أعمال البر و اإلصالح من خالل المؤسسات و الوزارات و‬
 ‫الجمعيات األھلية و تنسيق التعاون فيما بينھا عبر الندوات و المؤتمرات التخصصية و تبادل الخبرات و االستفادة من تجارب اآلخرين بما ينسجم مع‬
   ‫رغبة األمة في النھوض و العودة إلى طريق الرشد و الصالح و السعي نحو تنشئة األجيال اليافعة من أبناء أمتنا على نحو يضمن لھم كرامتھم و‬
                                                                                                  ‫يقوي اعتزازھم بدينھم و وطنھم و قوميتھم.‬

                                                                                                                               ‫الھدف:‬




                                                                                                                                        ‫ ‬
‫يھدف ھذا البحث إلى عرض أھم المشاكل التي تواجھھا معظم المؤسسات اإليوائية في منطقتنا و تحليلھا و وضع استراتيجيات وقائية تحد منھا‬
    ‫أو تقلل من تأثيرھا في دراسة تحليلية لواقع إحدى أقدم و أكبر المؤسسات اإليوائية لأليتام الذكور و أكثرھا ثراءً في المنطقة، مستفيدين من‬
‫التجارب و الخبرات السابقة لنا في ھذا المجال الخيري العظيم. كذلك، يھدف البحث إلى التركيز على أھمية توثيق الحوادث على اختالف أنواعھا و‬
  ‫شدة تأثيرھا، إذ يعتبر سجل الحوادث واحدا من المؤشرات الھامة الدالة على مدى تفشي الفساد في بعض المؤسسات اإليوائية، كما و يساعد‬
‫في رصد األحوال النفسية واالجتماعية للشرائح المختلفة من العاملين المؤتمنين و األطفال فاقدي الرعاية الوالدية نزالء ھذه الدور على حد سواء.‬
‫كما ترمي عملية المسح التي قمنا بھا في نطاق البحث الذي نحن بصدده، إلى التأكد من صحة التقارير و المستندات المختلفة المتعلقة بأرشيف‬
        ‫كل طفل من نزالء المؤسسة اإليوائية و التأكد من خلوھا من التعديل أو التدليس أو التزوير و تصحيح المعلومات الخاطئة في حال التأكد من‬
‫وجودھا. أخيرا، يھدف ھذا البحث إلى إبراز أھمية دور المؤتمن على أعمال تقديم الرعاية بالمحبة، و التربية، و التوجيه، و التعليم، و غرس الشعور‬
  ‫بالفخر، و االعتزاز، باالنتماء إلى الدين و الوطن و األمة، عند األطفال فاقدي الرعاية الوالدية و األيتام و اللقطاء في المؤسسات اإليوائية. و ذلك من‬
     ‫خالل سرد بعض الحقائق و األرقام و اإلرشادات المتعلقة بسمات المؤتمن و شروط و آلية قبوله للعمل في دور اإليواء بما يخدم تطوير أساليب‬
                             ‫تقديم الرعاية بالمحبة لأليتام و ذلك ضمن إستراتيجية وقائية ھادفة لحماية األيتام من التعرض لإلساءة أو االنحراف.‬

                                                                                                                                     ‫تعاريف:‬
                         ‫الطفل: الطفل ھو كل إنسان لم يتجاوز ٨١ عاما، إال إذا بلغ سن الرشد قبل ذلك بموجب القانون الوطني المنطبق عليه.‬
                                                                       ‫اليتيم ‪ } : Orphan‬و إن تخالطوھم فإخوانكم { ھو الطفل فاقد األب.‬
                                                                                     ‫اللطيم: ھو الطفل معروف النسب لكنه فاقدٌ لكال الوالدين.‬
      ‫اللقيط ‪ } : Abandoned child‬فإن لم تعلموا آباءھم فإخوانكم في الدين { ويقصد به كل من فقد العلم بنسبه أو ھو مولود مجھول‬
 ‫النسب، يرميه أھله لخوف من فضيحة اجتماعية أو مالحقة قانونية أو شرعية أو إمعانا منھم باإلھمال أو ما شابه ذلك. و قد كرّم اإلسالم اللقيط و‬
                                                                                                                      ‫اعتبره بحكم اليتيم )١(.‬




                                                                                                                                               ‫ ‬
‫اإليواء: } ألم يجدك يتيما فآوى { و يقصد به توفير المأوى والمالذ اآلمن لكل يتيم، وبالسرعة القصوى، على ما يفيده العطف بالفاء في اآلية‬
                                                                                                                                        ‫الكريمة.‬
     ‫دار اإليواء )المؤسسة اإليوائية(: دار رعاية خيرية، تقوم بتنمية األطفال األيتام و اللقطاء و فاقدي الرعاية الوالدية، غذائياً و صحياً و فكرياً و‬
   ‫تعليمياً و اجتماعياً، بما يكفل خلقَ جيلٍ مؤمنٍ با عزﱠ و جلّ، قويٍ صحيحَ الفكرِ و البدن. و تختلفُ ھذه الدور فيما بينھا من حيث األداء و المھام‬
                                         ‫باختالف األنظمة الداخلية للجمعية الخيرية التي ترعاھا وتوجه العاملين المؤتمنين عليھا والمستفيدين منھا.‬
  ‫المؤتمن: } وأن تقوموا لليتامى بالقسط { ھو الشخص )غير أحد األبوين( الموكلة إليه أمور الرعاية بالمحبة أو التوجيه الروحي أو التربوي أو‬
                                                                                                                                ‫التعليمي للطفل.‬
‫المتربص: }كال بل ال تكرمون اليتيم { ھو الشخص الذي يتحين الفرصة لإلساءة إلى الطفل اليتيم و ھو غالبا ما يكون متواجدا في محيط الطفل‬
                                                                                                                                            ‫)٢(.‬

                                                             ‫التسھيالت و بعض المعيقات و التي واجھتنا في البحث:‬
‫بناء على طلب من إدارة إحدى الجمعيات الخيرية و مؤسسة اإليواء التابعة لھا، كان لنا شرف اإلسھام في أعمال اإلصالح الصحي و الغذائي للنزالء‬
      ‫من األيتام و األطفال اآلخرين فاقدي الرعاية الوالدية، و ذلك منذ مطلع العام ٧٠٠٢، كمنسقين و مستشارين في الشؤون الصحية و الغذائية و‬
       ‫التنظيم اإلداري، وذلك على غرار ما كنا نقوم به في دار أخرى أكثر تطوراً إليواء و تعليم األيتام للبنين و البنات في منطقة تبعد ٠٠٢ كم جنوبا.‬

‫تأسست الجمعية الخيرية في الربع األول من القرن الماضي، بُعَيْدَ الحرب العالمية الثانية. يقع مقر الجمعية الحالي و دار اإليواء ومجموعة المنشآت‬
‫اإلدارية و الخدمية األخرى التابعة لھا في منطقة واسعة محاطة بأسوار حجرية منحوتة تعلوھا قضبان حديدية غليظة و متراصة من الجھة األمامية و‬
  ‫جدران متوسطة العلو من الجھات األخرى، تحيط بھا حديقة و مالعب مھملة نسبيا. ھناك بناء حديث لإلدارة، و آخر للمكتبة و القسم الھندسي و‬
    ‫بناء خاص بإطعام األطفال و المستودعات مبني على الطراز اإلسالمي و بجواره دار اإليواء المخصصة لأليتام و اللقطاء و األطفال اآلخرين فاقدي‬
     ‫الرعاية األبوية و جميعھم من الذكور باإلضافة إلى وجود أعمال إنشائية مختلفة و أبنية لم يكتمل بناؤھا بعد. يقع إلى جوار دار اإليواء مسجدٌ و‬




                                                                                                                                               ‫ ‬
‫مدرسةٌ ابتدائية للبنين تشرف عليھا مديرية التربية في المنطقة باإلضافة إلى منطقة صناعية كان الھدف من إنشائھا آنئذ، ھو تدريب بعض أطفال‬
‫المؤسسة اإليوائية على أعمال مھنية محددة. بلَغَ العدد اإلجمالي لألطفال النزالء في بداية العام ٧٠٠٢، حوالي ٠٧١ طفال ً تتراوح أعمارھم من ٦‬
                                                                                                                   ‫سنوات إلى ٧١ سنة.‬

   ‫ھذه الجمعية الخيرية، شأنھا في ذلك شأن معظم الجمعيات الخيرية في المنطقة، تملك و الحمد ، ما يكفيھا من اإلمكانيات المادية و الموارد‬
‫المالية لتغطية الكثير من النفقات الالزمة ألعمال التوعية و التطوير و التحديث في دار اإليواء التابعة لھا و ذلك بفضل الجھود الجبارة و المضنية التي‬
 ‫تبذلھا رئاسة الحكومة متمثلة بوزارة الشؤون االجتماعية و العمل و العطايا السخية التي تقدمھا جمعيات خيرية أخرى و كبار الصناعيين و التجار و‬
 ‫غيرھم من أھل البرﱢ و اإلحسان في المنطقة. و لعل المشكلة األساسية التي باتت تقف عائقا أمام أعمال التطوير و التحديث في ھذه الجمعية و‬
‫المؤسسة اإليوائية التابعة لھا، كانت في رأينا، تكمن بشكل أساسي في جملة من األسباب تتلخص في كثرة المشاغل الروتينية اليومية التي ال‬
‫طائل منھا أو الناجمة عن الضعف في إدارة مقاومة التغيير داخل الجمعية و المؤسسة اإليوائية التابعة لھا من جھة، و الوقت القصير المحدد لإلدارة‬
                                                                             ‫الجديدة كي تقوم بإظھار نتائج سريعة على األرض من جھة أخرى.‬

     ‫فور انجازنا ألعمال المسح األولي و التقييم الالزم في المؤسسة اإليوائية، قمنا بتشكيل فريق عمل و بدأنا بتحليل المخاطر المحيطة بالطفل،‬
  ‫الداخلية منھا و الخارجية على حد سواء و بأشكالھا و طبائعھا المختلفة، بحيث تمت دراستھا ضمن وثائق الكترونية خاصة بتقييم الوضع الراھن‬
‫للمنشأة يتم بموجبھا تحديد المخاطر و من ثم تفنيدھا و دراستھا تحليلياً وفق نظام خاص بتحليل المخاطر للمشاريع اإلصالحية و الذي سنعرضه‬
‫في بحث مستقل إن شاء ﷲ. تمﱠ تكليف بعض العاملين بالمھام و آخرون بالتدقيق و المتابعة و بدأت اإلدارة بتنفيذ بعض األفكار المطروحة فوراً و ال‬
                                                                                                                        ‫سيما األمور اإلنشائية.‬
   ‫إلى جانب العنف المدرسي القاسي الذي يتعرض له التالميذ األيتام كل يوم، فقد كانت المخالفات و التجاوزات بحق األطفال كبيرة و جسيمة و‬
 ‫متنوعة داخل المؤسسة اإليوائية أيضا إلى حد ملفت للنظر. إال أن ذلك لم يثْنِ من عزيمتنا فبدأنا برصد و توثيق الكثير من اإلساءات و حاالت إيذاء‬
 ‫الطفل، التي تنوعت من حيث النوع و الشدة و التكرار و مدى التأثير النفسي الذي تتركه على األطفال األيتام مما تسبب في زيادة متوسط عدد‬




                                                                                                                                             ‫ ‬
‫المشكالت التي يعانون منھا بشكل أكبر من المعدالت المقبولة للمشكالت المالزمة لمراحل النمو المختلفة، ربما للقسوة المفرطة في ممارسة‬
                                                                                                           ‫بعض من ھذه اإلساءات.‬

 ‫نجحنا و بالتنسيق مع اإلدارة، بإنشاء وحدة اإلرشاد النفسي و االجتماعي و شرعنا برصد اإلساءات و الحوادث المختلفة و توثيقھا أصوال، تسھيال‬
   ‫لتتبع المتربصين و المنتھكين لحقوق األطفال و إدانتھم. كما قمنا بتأسيس مجلﱠد خاص بسجالت الحوادث بشكل يضمن خصوصية الطفل اليتيم‬
                                                        ‫بحيث يكون بمقدور المعنيين و المتخصصين فقط اإلطالع عليھا و تدقيقھا عند الحاجة.‬

   ‫لقد قدﱠمت لنا اإلدارة الكثير من التسھيالت و ال سيما في بداية العمل، حيث تعاونت معنا في تأسيس قاعة خاصة ألعمال التدريب و التأھيل و‬
‫ساھمت بتزويدھا بما يلزم من معدات و أجھزة و مستلزمات. قمنا بتدريب المؤتمنين العاملين في المؤسسة اإليوائية وفقا لمستوياتھم المختلفة،‬
‫على القيام بأعمال تقديم الرعاية بالمحبة لأليتام و المحاذير من اإلساءة إلى اليتيم في الشريعة اإلسالمية، و أسس حماية الطفل و شرح حقوق‬
‫الطفل و االتفاقيات الدولية و التشريعات المحلية المتعلقة بضمان حقوق الطفل و حمايته من اإلساءة. كما كنا نشدد على تذكيرھم بأنھم مؤتمنون‬
‫على تقديم الرعاية بالمحبة إلى ھذه الشريحة من األطفال األيتام و فاقدي الرعاية الوالدية و عليھم التعامل معھم برفق و دون اإلساءة لھم و ذلك‬
  ‫عمال بأحكام الشريعة اإلسالمية و غيرھا من القوانين و التشريعات المحلية و الدولية و بما ينسجم مع اتفاقيات حقوق الطفل. كما اقترحنا على‬
 ‫اإلدارة أن تقوم بإلزام جميع العاملين في المؤسسة اإليوائية على التوقيع على "وثيقة تعھد" خاصة باإلبالغ عن كل إساءة محتملة للطفل و بعدم‬
   ‫توجيه أي شكل من أشكال اإلساءة إلى النزالء أو ممارسة العنف ضدھم أو إھمالھم أو استغاللھم تحت طائلة المالحقة القانونية و الفصل من‬
                                                                                                                                  ‫العمل.‬




                                           ‫رصد لألوضاع السائدة في المؤسسة اإليوائية في بداية الدراسة:‬




                                                                                                                                      ‫ ‬
‫لم يكن من السھل أبدا الشروع بھذا البحث في بيئة كثرت فيھا المعيقات الناجمة أساسا عن بعض التغيرات في الھيكلية اإلدارية لمجلس إدارة‬
     ‫الجمعية مع ظھورٍ واضح لبعض مظاھر الفساد في إدارة المؤسسة اإليوائية وقتھا )بداية العام ٧٠٠٢(. سوف نكتفي في ھذه الدراسة بسرد‬
                                           ‫القضايا األكثر مساساً باأليتام و دار اإليواء التي يقطنون فيھا و المدرسة التي يتعلمون فيھا و أھمھا:‬

   ‫مشاكل صحية ناجمة عن اإلھمال الصحي: خدوشٌ و كدماتٌ و كسور، إصابات بالاليشمانيا، إصابات واسعة بالفطور في األقدام، مشاكل‬                  ‫•‬
                                                                            ‫في النموّ. و تردي واضح في أداء الخدمات الصحية و التمريض‬
    ‫غياب الرعاية المسلكية و التربوية السليمة: و يتجلى ذلك في تلقي و تبادل األلفاظ البذيئة و التنابذ باأللقاب و شتم الوالدين كجزء من‬       ‫•‬
                                                                                    ‫المشكالت النفسية و السلوكية المختلفة السائدة.‬
        ‫مظاھر الحزن و اإلذالل: و تظھر جلية في حمل األطفال النزالء على تقبيل األيادي و تقديم الخدمات المختلفة للمشرفين المؤتمنين‬           ‫•‬
                                       ‫باإلضافة إلى تعرﱡضھم على مدار الساعة ألقسى أنواع اإلساءات اللفظية من قبل المؤتمنين أنفسھم.‬
 ‫اإلھمال الغذائي: و يتمثل في التمييز بين األطفال من حيث تقديم الرعاية الغذائية و كميات الطعام، كما كان اللحم المقدم لھم في معظم‬           ‫•‬
                                                                                      ‫الوجبات فاسدا، بسبب الظروف التخزينية السيئة.‬
‫اإلھمال البيئي: كان معظم ما يحيط بالطفل داخل المؤسسة اإليوائية يوحي بالبرودة و القسوة: أدوات الطعام، الكؤوس، الصحون، األباريق،‬            ‫•‬
   ‫الطاوالت. األبواب الخارجية و أبواب المباني الداخلية و النوافذ كانت كلھا حديدية و مدعمة بالسالسل و األقفال. األَسِرﱠة و الخزن و مقاعد‬
                      ‫الدرس و غيرھا مصنوعة في أغلبھا من الحديد أيضا. كما كان مجرور الصرف الصحي مكشوفا و بحاجة ماسة لإلصالح.‬
       ‫اإلھمال اإلنشائي: الكثير من الغرف كانت مقفلة و مفاتيحھا حكراً على بعض العاملين، غرفة االستراحة متواضعة و فارغة من األثاث.‬          ‫•‬
‫الحمامات و المرافق األخرى قذرة و غير معدة بشكل يضمن الخصوصية. غرف النوم لم تكن سوى عبارة عن "مھاجع" يحتوي المھجع الواحد‬
                                                       ‫منھا على قرابة المائة سرير في صاالت كبيرة ال تعرف لخصوصية الطفل أية معنى.‬
  ‫غياب التربية الجنسية: و يتجلى ذلك جليا من اإلساءات الجنسية المتكررة التي بلغت بأنواعھا المختلفة حدا ال يمكن وصفه تَمَثﱠلَ بشيوع‬         ‫•‬
    ‫العالقات الجنسية المثلية بين النزالء، وبشكل تكاد تكون جزءا ال يتجزأ من حياتھم اليومية مع وجود خلل واضح في النمو الجنسي عند‬




                                                                                                                                              ‫ ‬
‫أغلبية األطفال النزالء، و غالبا ما كانت تتم بين طفل بالغ و طفل أو طفل مع طفل آخر. أما العالقة بين راشد و طفل )أطفال( فقد تم رصد‬
                                                                                                                        ‫عدد ضئيل منھا.‬
   ‫السرقة و الكذب و مشاكل أخرى: شيوع مظاھر السرقة و االحتيال عند األطفال واختالق قصص و روايات من محض الخيال ال أساس لھا‬                    ‫•‬
  ‫من الصحة. و قد شكلت لنا ھذه الظاھرة في بداية الدراسة، بعض اإلشكاالت، لكننا تمكنا سريعا من تالفي األمر و إيجاد الحلول الناجعة‬
                                                                    ‫لھا حرصا منا على دقة النتائج أثناء مقابلة األطفال و االستماع إليھم.‬
       ‫التدخين و اإلدمان: وجود مظاھر سلوكية إدمانية بين المؤتمنين على األطفال و في صفوف األيتام على حد سواء، كالتدخين بسبب‬                 ‫•‬
             ‫سھولة تسرب السجائر إلى داخل المؤسسة اإليوائية و سھولة إخفائھا و توفر األماكن المناسبة لممارسة مثل ھذا السلوك.‬
       ‫انخفاض المستوى التعليمي: نسبة عالية من األمية التعليمية تسود أوساط العاملين و لعلھا انعكست بوضوح على أوساط األطفال.‬                 ‫•‬
 ‫العنف المؤسساتي: الضرب بأنواعه و أنماطه و أدواته و قسوته ھو سلوك يومي يمارسه المؤتمنون بحق ھؤالء األيتام على مدار الساعة.‬                 ‫•‬
‫مما جعل العنف و المشاكسة و الشجار بينھم نھج طبيعي في سلوكھم اليومي، و قد أدى ذلك إلى بروز مظاھر السلوك العدواني والذي‬
                                                       ‫يتميز أحيانا بشراسة خطرة ضد بعضھم البعض أو ضد العاملين و المشرفين اآلخرين.‬
  ‫العنف المدرسي: المدرسة المجاورة، إدارة و مدرسين، ضعيفة األداء و تمارس بداخلھا أشكال مختلفة من العنف المدرسي و غيرھا من‬                   ‫•‬
   ‫اإلساءات األخرى الشديدة القسوة، و لوال بعض المدرسين األكفاء في دروس التقوية داخل المؤسسة اإليوائية لكان األمر على غاية من‬
                                                                                                                                ‫التدھور.‬
  ‫انعدام األمن: ضعف في الحراسة الليلية، و سھولة اختراق األسوار الخلفية و عدم إنارة األسوار و انعدام الرقابة اإللكترونية جعلت الوصول‬        ‫•‬
                                         ‫إلى األطفال النزالء أمرا سھل المنال للمتربصين في معظم األوقات و ال سيما في الوردية الليلية.‬
  ‫غياب نظام فعال و آمن للمكافحة الحشرية و القوارض: الفئران و الجرذان و القطط و غيرھا تمأل المؤسسة اإليوائية باإلضافة إلى الذباب و‬          ‫•‬
          ‫البعوض الذي تسبب بإصابات عديدة بالاليشمانيا بين األطفال على مدى السنوات الماضية و غيرھا من حاالت التسمم الغذائي.‬




                                                                                                                                               ‫ ‬
‫باإلضافة إلى مشاكل كثيرة ال يتسع ھذا البحث لذكرھا. على كل حال، تمﱠ انجاز بعض التغييرات المتواضعة بفضل التعاون المثمر بين أعضاء الفريق‬
‫من جھة، و الرغبة الصادقة التي كانت تبديھا اإلدارة في الشروع بعملية التغيير بالسرعة القصوى من جھة أخرى. إال أنه ال زالت ھناك أعمال كثيرة‬
   ‫أخرى ينبغي على اإلدارة القيام بھا للتقليل من المخاطر المختلفة التي ال زال يتعرض لھا الطفل اليتيم في دارٍ ال توفر في وضعھا الراھن، البيئة‬
‫السليمة و اآلمنة بالقدر الالزم لتنشئته تنشئة صالحة تتعزﱠزُ معھا مشاعر المواطنة الصالحة و االعتزاز باالنتماء الديني و الوطني و القومي في إطار‬
                                                                                                                             ‫إنساني حضاري.‬

                               ‫رصد المستوى التعليمي و المھني لألطفال األيتام في المؤسسة اإليوائية:‬
    ‫قمنا بادئ ذي بدء، برصد و متابعة النتائج الدراسية و المستويات التعليمية لألطفال و مراجعة بعض الصحف المدرسية القليلة التابعة لھم خالل‬
       ‫السنوات الخمس الماضية و ما قد تحتويه من مالحظات و تعليقات قليلة للمعلمين. لقد الحظنا ضعفا شديداً و قصورا واضحا في التواصل بين‬
     ‫المشرفين المؤتمنين العاملين في المؤسسة اإليوائية و الطاقم التعليمي في المدرسة، التي ال تبعد عن المؤسسة و لألسف، سوى أمتاراً‬
      ‫قليلة. شملت الدراسة األوضاع التعليمية لألطفال في المؤسسة اإليوائية، سواءً لتالميذ التعليم األساسي اإللزامي )الذين يشكلون حوالي‬
                                                                                  ‫٣٩%( أو ألطفال المھن الصناعية المختلفة )حوالي ٧%(.‬

                                                                 ‫١- األطفال النزالء من تالميذ التعليم األساسي اإللزامي:‬
  ‫قمنا برصد أعداد تالميذ المدرسة من نزالء المؤسسة اإليوائية خالل السنوات الخمس الماضية، و دققنا في أعمار ھؤالء التالميذ و الصفوف التي‬
 ‫يدرسون فيھا، فوجدنا أن جميع التالميذ في ھذه المدرسة ھم من نزالء الدار فقط. ولعل إحجام األھالي من سكان المناطق المجاورة، عن إرسال‬
     ‫أبنائھم إليھا على الرغم من قربھا إلى بيوتھم، ھو بحد ذاته مؤشر ھام على مدى التردي التعليمي و التربوي لھذه المدرسة ذات السمعة‬
    ‫السيئة و الذي تؤكده سجالت الحوادث و العنف المدرسي التي رصدنا قسطا منھا. نسبة التالميذ المتفوقين و المثابرين على الدرس تبلغ ما‬
   ‫يقارب ٥,٧١% و ذلك بالرغم من وجود الكثير من المشكالت و العوائق األخرى المختلفة. من جھة ثانية، الحظنا وجود نسبة تصل إلى ما يقارب‬




                                                                                                                                          ‫ ‬
‫٦١% من التالميذ الذين ال يجيدون القراءة و الكتابة باللغة العربية إلى حد يمكن و صفه باألمية. من المالحظ أيضا، أنه ال يوجد في أغلب األحيان،‬
 ‫توافق بين أعمار بعض التالميذ و المرحلة الدراسية التي يتلقونھا. ھناك أيضا مشاكل في النطق عند البعض، آثرنا إدراجھا في ھذه الدراسة ضمن‬
     ‫المشاكل السلوكية، يرافقھا تأخر دراسي و تقصير مدرسي و غالبية ھؤالء التالميذ يُظْھِرون عدم االنضباط داخل قاعة الدرس و ذلك لما يعانيه‬
       ‫قسط كبير منھم من ).‪ ( Attention Deficit Hyperactivity Disorder A.D.H.D‬اضطراب ضعف االنتباه والنشاط الزائد، و يعلل ذلك إلى‬
 ‫اإلھمال الذي ربما كان سائدا طيلة السنوات الماضية من النواحي المختلفة و التعليمية بشكل خاص، حيث كان االھتمام يكاد يقتصر على تحفيظ‬
                                                                          ‫القرآن و ممارسة كرة القدم و تدريب فرقةٍ لإلنشاد و أخرى للموسيقى.‬
  ‫كما ال حظنا أن عدد التالميذ القادرين على متابعة التعليم األساسي خالل السنوات الخمس الماضية يتناقص بالمعدل قليال بعد السنة التعليمية‬
 ‫السادسة )الصف السادس( بحيث بلغ معدﱠل التسرب المدرسي بشكل وسطي من )٢١ - ٥١( % في السنة الدراسية السابعة )الصف السابع(،‬
‫ليرتفع بعدھا بشكل كبير في الصفين التعليميين، الثامن و التاسع، ليصل إلى نسبة تقارب )٥٥ - ٣٦(% وسطياً. يوضﱢح الجدول التالي )جدول رقم:‬
      ‫١(، عدد التالميذ من األطفال النزالء في المؤسسة اإليوائية و أعمارھم في كل صف من مراحل التعليم األساسي و ذلك عن العام الدراسي‬
                                                                                                                               ‫)٧٠٠٢-٨٠٠٢(.‬

                                                     ‫الـصـــــف )السنة الدراسية(‬
                                                                      ‫ّ‬                                       ‫العمر‬
                        ‫التاسع‬   ‫الثامن‬   ‫السابع‬   ‫السادس‬    ‫الخامس‬       ‫الرابع‬   ‫الثالث‬   ‫الثاني‬   ‫األول‬   ‫بالسنوات‬

                                                                                                      ‫٤‬         ‫٦‬
                                                                                     ‫١‬        ‫٩‬       ‫٢‬         ‫٧‬
                                                                            ‫٣‬        ‫٧‬        ‫٦‬       ‫٢‬         ‫٨‬
                                                                 ‫٦‬          ‫٧‬        ‫٤‬        ‫٣‬                 ‫٩‬
                                            ‫١‬        ‫٣‬          ‫٠١‬          ‫٦‬        ‫٣‬                          ‫٠١‬
                                            ‫١‬        ‫١١‬          ‫٧‬          ‫٤‬        ‫١‬        ‫١‬                 ‫١١‬




                                                                                                                                          ‫ ‬
‫٣‬         ‫٢١‬         ‫٠١‬         ‫٢‬          ‫١‬                                            ‫٢١‬
                                    ‫٥‬          ‫٨‬         ‫٣‬          ‫١‬                                                       ‫٣١‬
                          ‫٦‬                    ‫١‬         ‫١‬          ‫١‬                                                       ‫٤١‬
                         ‫٢‬                                                                                                  ‫٥١‬
                                               ‫١‬                                                                            ‫٦١‬
                         ‫جدول رقم: ١- عدد التالميذ من األطفال النزالء في المؤسسة اإليوائية و أعمارھم في كل صف من مراحل التعليم‬
                                                                       ‫األساسي‬
                                                       ‫المصدر: سجالت مؤسسة اإليواء ٧٠٠٢‬


‫كما يوضح المنحنى البياني رقم:١، عدد التالميذ في المؤسسة اإليوائية في كل مرحلة من مراحل التعليم األساسي للعام الدراسي ٦٠٠٢-٧٠٠٢‬
         ‫و معدﱠل التسرب المدرسي في المؤسسة اإليوائية التي تبدأ منذ نھاية مرحلة الطفولة المتوسطة و تتزايد في مرحلة الطفولة المتأخرة و‬
         ‫المراھقة. و يعلّل ذلك إلى أسباب كثيرة و لعل من أھمھا شعور األطفال، و ھم في ھذه السن الحرجة من مراحل النمو، مدركين لواقعھم‬
   ‫االجتماعي و المادي المؤلم و خائفين من المستقبل الغامض الذي ينتظرھم فور بلوغھم سن الرشد و خروجھم من المؤسسة اإليوائية ليعودوا‬
    ‫ربما إلى الشوارع أسوة بمن سبقھم من إخوتھم األيتام الذين كانوا نزالء في نفس المؤسسة اإليوائية. أضف إلى ذلك، غياب الرعاية الوالدية و‬
 ‫العجز الكبير في تقديم الرعاية البديلة داخل المؤسسة اإليوائية. أما المدرسة المجاورة و المستوى التعليمي و التربوي المترديين فيھا، فھذا شأن‬
    ‫آخر. عموما ً◌ً، لقد رصدنا ضعفاً في أداء غالبية العاملين فيھا من النواحي السلوكية و التعليمية و التربوية على حد سواء يرافقه عنف مدرسي‬
      ‫مفرط. و من الجدير بالذكر، فإننا وجدنا بأنﱠ أكبر عدد من األطفال الذين يتسربون من الدراسة ينتمون و لألسف إلى شريحة األطفال مجھولي‬
                                                                               ‫النسب الذين يشكلون نسبة ٥,٣١% من إجمالي عدد النزالء.‬




                                                                                                                                       ‫ ‬
‫٢- األطفال النزالء من قسم المھن الحرفية:‬




                                           ‫ ‬
‫انه لمن دواعي األسى و الدھشة معاً، أن يكون جميع المنتسبين إلى ھذا القسم، ھم من األطفال مجھولي النسب )اللقطاء(. ربما ألنھم ال‬
 ‫يجدون في ھذه المؤسسة اإليوائية من يقدم لھم النصح أو يوليھم ما يستحقونه من االھتمام و الرعاية بما يشجعھم للسعي و االجتھاد للسير‬
  ‫قدما نحو مستقبل علمي أكثر إشراقا. و يشكل ھؤالء ٥,٦% من إجمالي عدد األطفال النزالء في المؤسسة اإليوائية )أي حوالي نصف إجمالي‬
             ‫عدد األطفال اللقطاء(. أما النصف اآلخر منھم، فال زال يتعلم في المدرسة و غالبيتھم ينتمون إلى شريحة مرحلة الطفولة المتوسطة.‬
                                             ‫يوضح الجدول التالي رقم: ٢، عدد األطفال في كل مھنة من المھن األربعة المذكورة و أعمارھم:‬

                                          ‫عدد األطفال )اللقطاء( العاملين في كل مھنة‬
                                                ‫المصدر: المؤسسة اإليوائية ٧٠٠٢‬
                                                                                                                                      ‫العمر بالسنوات‬
                             ‫المھن األخرى‬               ‫المعجنات‬      ‫الخياطة‬       ‫الحدادة‬       ‫الميكانيك‬
                                  ‫-‬                         ‫١‬            ‫٢‬            ‫-‬               ‫-‬                          ‫٣١‬
                                  ‫-‬                         ‫-‬            ‫١‬            ‫-‬               ‫-‬                          ‫٤١‬
                                  ‫-‬                         ‫-‬            ‫-‬            ‫-‬               ‫-‬                          ‫٥١‬
                                  ‫-‬                         ‫-‬            ‫١‬            ‫-‬               ‫-‬                          ‫٦١‬
                                  ‫-‬                         ‫٢‬            ‫-‬            ‫-‬               ‫١‬                          ‫٧١‬
                                  ‫-‬                         ‫١‬            ‫-‬            ‫٢‬               ‫-‬                          ‫٨١‬
                                      ‫جدول ٢: عدد األطفال اللقطاء من نزالء المؤسسة اإليوائية و أعمارھم في كل مھنة أو حرفة يتعلمونھا‬


 ‫من كل ما سبق، فإننا نعتقد بأن إدارة المؤسسة اإليوائية في وضعھا الراھن تحتاج في عمليات اإلصالح و التطوير المستقبلية المختلفة إلى بضع‬
‫سنوات من العمل الدؤوب و التدريب المستمر للمؤتمنين و العاملين اآلخرين فيھا قبل أن تحصد النتائج المتوخاة. خصوصا و أن المشكلة األساسية‬
   ‫تكمن في الكثير من المفاھيم المغلوطة السائدة عند األكثرية الساحقة من العاملين في ھذه المؤسسة اإليوائية و التي ينجم عنھا ھذا الكمّ‬
                                         ‫الكبير من المعيقات. و الحقيقة العلمية تنصّ على أن تغيّر السلوك مرتبطٌ ارتباطاً و ثيقاً بتغيير المفاھيم.‬




                                                                                                                                                       ‫ ‬
‫أم اليتيم المسلمة و دورھا الھام في تأمين مالذ أفضل ألطفالھا األيتام:‬
                                                                          ‫ّ‬        ‫َ ْ‬
      ‫في محاولة لتفسير ظاھرة التسرب المدرسي عند األطفال اللقطاء و توجھھم إلى المھن الحرفية و الصناعية، على مدى السنوات الخمس‬
  ‫الماضية، في حين يحجم الكثيرين من إخوانھم األيتام عن التوجه ذاته. ال حظنا، من خالل استقصاء الرأي عند األطفال النزالء، و بعض أمھاتھم و‬
‫ذويھم، حيث كنا نتحين فرص قدومھن إلى المؤسسة اإليوائية للتحدث إليھن، بأن السبب األساسي و راء ذلك يعود بالفضل أوالً، إلى الدوْرِ الھامّ‬
  ‫ألم اليتيم - بغض النظر عن المستوى التعليمي لھا -، المتمثل في حرصھا على ضمان مستقبلٍ أفضل ألوالدھا خصوصا وأنﱠ األمومة ھي المالذ‬
   ‫الثاني لليتيم بعد األبوة. صحيح أنّ ھناك تباينٌ في األوضاعِ االجتماعيةِ المختلفةِ و المستويات الفكرية و المادية لديھن، إال أننا نستطيع أن نؤكد‬
‫حقيقة أنه كلما كانت األم أكثر استقاللية من النواحي المادية فإنھا تصبح أكثر مقدرة على العطاء ألوالدھا و بالتالي على تمكﱡنِھا من تعزيز ثقتھم‬
                                                                 ‫بأنفسھم و تنمية مقدراتھم لبناء مستقبلھم و ذلك من خالل تواصلھا المستمر معھم.‬
   ‫إلى جانب ذلك، فإنﱠ تشجيع أم اليتيم على احتضان أطفالھا األيتام من خالل تأمين حياة كريمة تليق بھا و بأسرتھا، ھو من أھم الواجبات التي‬
 ‫يتوجب على المؤسسات اإليوائية أن تقوم به ضمن برنامج خاص يتم خالله تحسين أوضاعھن المادية و االجتماعية و تدريبھن على أعمال حرفية‬
‫أو أشغاال يدوية تدر عليھن ربحا يضمن لھن و ألطفالھن حياة أفضل و أكثر استقرارا. و بذلك ال تقوم أم اليتيم المسلمة بدور األمومة فحسب، بل و‬
    ‫تقرن إليه كفالة ولدھا اليتيم أيضا، مانحةً بذلك الصمود و التحدي، أمتن عروة ألطفالھا األيتام يستمسكون بھا لتغنيھم عن البحث خارجا عمن‬
          ‫يؤويھم أو يعيلھم. يقول النبي الكريم صلوات ﷲ عليه وسالمه: } أَنَا وامرأَة سفعَاء الخدين كھاتَين يَوم القيَامة وأَومأَ يَزيد ـ الراوي ـ‬
                       ‫ِ ُ‬   ‫َ ْ َ ٌ َ ْ ُ ْ َ ﱠْ ِ َ َ ْ ِ ْ َ ْ ِ َ ِ َ ْ َ‬
              ‫بِالوسطَى والسبﱠابَة .ِ امرأَة آمت من زوجھا ذات منصبٍ وجمال حبَست نَفْسھا عَ لَى يَتاماھا حتى بَانوا أَو ماتوا { أبو داود.‬
                            ‫ْ َ ُ‬     ‫ُ‬     ‫َ َ َ َ ﱠ‬           ‫َ َ‬    ‫َ َ َ ٍ َ َ ْ‬      ‫ْ َ ٌ َ ْ ِ ْ َ ْ ِ َ َ ُ َْ ِ‬       ‫ﱠ‬    ‫َ‬     ‫ْ ُ ْ‬
‫إلى جانب الدعم المادي لليتيم و أمه، و توفير وسائل الدعم الكافي له و ألسرته، كي يصبح قادرا على العيش في جو أسري طبيعي كبديل عن‬
                                                                                                                          ‫ّ‬
  ‫اإلقامة في المؤسسة اإليوائية، ينبغي على المؤسسة اإليوائية توعية األيتام و تشجيعھم على تكميل تحصيلھم العلمي من خالل لجان خاصة‬
    ‫منبثقة عنھا تقوم بمراقبة أعمالھم الدراسية و تقييم أدائھم و منع األذى عنھم و حمايتھم من كل أشكال العنف المدرسي و غيرھا من أعمال‬
 ‫الرعاية و المتابعة بالتعاون مع أمھاتھم و أسرھم. إن في ذلك تعزيز كبير لثقة اليتيم بنفسه و تنمية العتزازه بانتمائه الديني و الوطني/القومي و‬
                              ‫اإلنساني، كما و ينشأ محباً لبلده و مطيعا ألولي األمر فيه ليكون مواطنا صالحا يلوذ عن دينه و وطنه و يدافع عن قضاياه.‬




                                                                                                                                              ‫ ‬
‫دراسة تحليلية للمشكالت النفسية و االضطرابات السلوكية و الجنسية عند األطفال النزالء:‬
‫رافق قدوم اإلدارة الجديدة إلى المؤسسة اإليوائية التي نحن بصدد دراستھا، الكثير من اإلجراءات التي حملت في طياتھا الرغبة الجادّة في التغيير‬
‫نحو األفضل، لتشمل األعمال اإلدارية المختلفة بدءا من إدارة الجمعية الخيرية و مواردھا المالية الكبيرة و المتشعبة ضمن ھيكلية إدارية و توصيفات‬
 ‫وظيفية مناسبة تتحدد فيھا المھام و الواجبات و األھداف بدقة وفق خطة تھدف إلى توفير بيئة متكاملة أكثر أمنا لأليتام النزالء، كان قد تم الشروع‬
 ‫في وضعھا بالتعاون مع خيرة االستشاريين المحليين في ھذا المضمار. كما أولت اإلدارة في البداية، عناية خاصة بقسم اإلشراف و تقديم الرعاية‬
       ‫بالمحبة لأليتام. كذلك، تمﱠ بناء على توصيةٍ منا، إحداث قسم خاص باإلرشاد النفسي و االجتماعي فيھا، يُعْنى’ بمشاكل النزالء و الدفاع عن‬
                                                                                                                                  ‫قضاياھم.‬

 ‫لقد أولينا عملية رصد المشكالت النفسية و االضطرابات السلوكية و الجنسية، عند األطفال فاقدي الرعاية الوالدية و األيتام و أخوتھم اآلخرين من‬
 ‫نزالء دار اإليواء، أھميةً خاصة في ھذه الدراسة، و ذلك لما لھا من تأثير بالغ األھمية على عملية النمو في مراحل الطفولة المختلفة و المراھقة و‬
‫قد يمتدﱡ تأثير قسم كبير منھا لفترات طويلة من العمر )٣(. كما و جدنا أثناء ھذه الدراسة أن ھناك حاالت تحتاج إلى عالج من قبل أطباء متخصصين‬
  ‫في معالجة األمراض النفسية لألطفال و المراھقين خصوصا و أن بعضھا ال يحتمل التأخير مثل: )‪Post-Traumatic Stress Disorder (PTSD‬‬
     ‫االضطرابات النفسية الالحقة لإلصابة و ذلك بسبب فظاعة ما قد يمكن أن يكونوا قد تعرضوا له قبل قدومھم إلى المؤسسة اإليوائية أو بسب‬
         ‫اإلساءات الجنسية التي غالبا ما يتعرضون لھا داخل المؤسسة اإليوائية و منذ األيام األولى لقدومھم )٤( و )٥( باإلضافة إلى غيرھا من‬
‫المشكالت األخرى الموجودة في المؤسسة اإليوائية كالنكوص أو االرتداد ‪ Regression‬و الثبات ‪ Fixation‬في عمليات التعثر للنمو الجنسي عند‬
     ‫عدد من األطفال النزالء و التي قد تتطور إلى درجة خطيرة من الفصام الحقاً. و قد توجھنا إلى إدارة المؤسسة اإليوائية بھذا االقتراح آملين أن‬
                                                                                                        ‫يتحقق ذلك في أسرع فرصة ممكنة.‬




                                                                                                                                         ‫ ‬
‫نود أن ننوه إلى حقيقة أن عدد الحاالت التي تمﱠت دراستھا في ھذا البحث، و الذي شمل ٠٧١ طفال، يزيد قليال عن عدد نزالء المؤسسة اإليوائية‬
‫و الذين يبلغ عددھم حاليا ٨٦١ طفال )أكتوبر، ٧٠٠٢(، و السبب في ذلك يعود إلى أن بعض األطفال ممن شملتھم ھذه الدراسة، سبق و أن غادروا‬
      ‫المؤسسة اإليوائية أو تمﱠ فصلھم منھا خالل عطلة الصيف الفائت، في حين أتى آخرون جدد مع بداية العام التعليمي الحالي )٧٠٠٢ - ٨٠٠٢(.‬

  ‫الخـطــة: كمْ كان بودنا القيام برصد المشكالت لألطفال اللقطاء المقيمين في المؤسسة اإليوائية في البيئة التي نشئوا فيھا قبل قدومھم إلى‬
 ‫ھذه المؤسسة اإليوائية، و السيما في مرحلة الطفولة المبكرة التي قضوھا في إحدى دور الحضانة في المنطقة التي تعنى باألطفال اللقطاء في‬
    ‫مرحلتي الرضاعة و الطفولة المبكرة. إال أنه و لألسف، لم يكن لدينا ما يكفي من الوقت للبحث في األضابير التابعة لقسط كبير منھم و اقتصرنا‬
‫على الحاالت التي كانت مثيرة لالنتباه أو الجدل. من كل ما سبق سنكتفي ھنا بدراسة و رصد أھم المشكالت النفسية و اإلضطرابات السلوكية و‬
                                                  ‫الجنسية ألطفال المؤسسة اإليوائية، في مراحل الطفولة المتوسطة و المتأخرة و المراھقة.‬

 ‫على كل حال، تمﱠ وضع خطة العمل، و التي تجلﱠت في رصد المشكالت النفسية عند شريحة أطفال الطفولة المتوسطة )٦ – ٨( سنوات، على أن‬
  ‫تليھا شريحة الطفولة المتأخرة )٩ – ١١( سنة و أخيرا المراھقة )٢١ – ٧١( سنة. و اقتضت الخطة أيضا، متابعة الحاالت التي تمت دراستھا على‬
     ‫اختالف الشرائح التي تنتمي إليھا و إضافة ما قد يستجد من معطيات إلى نتائج الدراسة على أن يتم انجاز العمل خالل مدة أقصاھا ٥ أشھر.‬

‫اإلجـراء: قمنا بتنفيذ الخطة في الوقت المحدد بنھج علمي، تمﱠ وفقه تعزيز التواصل بين فريق العمل مع العاملين في المؤسسة عموما و األطفال‬
‫النزالء بشكل خاص. في بداية األمر، تمﱠ الرجوع إلى ملفات األطفال المقيمين في المؤسسة اإليوائية و دراستھا و التأكد من مطابقتھا لواقع الحال،‬
                                                                   ‫خصوصا بعد أن رصدنا بعض الملفات التي يعتقد بأن فيھا شيء من اللبس.‬

   ‫بدأنا العمل برصد أھم المشكالت النفسية و اإلضطرابات السلوكية و الجنسية و األكثر شيوعا لشريحة األطفال األصغر سنّاً من مرحلة الطفولة‬
‫المتوسطة، و الذين بلغ عددھم ٧٣ طفال ً. كنا نتواصل فيما بيننا، بشكل دوري الستعراض ما تمﱠ تحقيقه و لتبادل األفكار حول بعض القضايا المتعلقة‬




                                                                                                                                      ‫ ‬
‫بالخطة و ما إذا كانت ھناك حاجة للقيام ببعض التعديالت أو اإلجراءات التصحيحية عليھا، خصوصا و أن ھذه الشريحة من األطفال تتسم بكثرة‬
                                    ‫المشكالت و تعددھا بشكل يفوق مشكالت المراحل التالية من النمو عددا و لكن على األغلب بحدﱠةٍ أقل:‬

       ‫- كنا نختار أسلوب و نھج التعامل مع األطفال بما يتناسب مع خصائص و متطلبات العمل مع كل مرحلة من مراحل النمو. تمﱠ استدعاء األطفال‬
  ‫بشكل إفرادي، و في إطار من المحبة، كنا نحرص على أن يشعر الطفل باألمان و الھدوء. كنا نصغي له في جو من التواصل المتكامل )السمعي و‬
  ‫البصري و الحسي( دون أن نقاطعه، و كلما شعرنا بأن تركيزه بدأ يتشتت، كنا نطرح سؤاال واضحاً في سياق الموضوع. كنا نستمع إليه محدثاً عن‬
     ‫مشاكله باھتمام، و نوحي له بأننا نصدقه و ال نقاطعه في الحديث كي ال نشتت أفكاره بل على العكس، فإننا نعطيه شعورا قويا بأننا نثق به و‬
     ‫سنقوم بمساعدته. كنا نتفادى تدوين أو توثيق أي شيء أثناء المقابالت قدر المستطاع، بل ننتظر حتى يغادر الطفل المكان. كنا نستعيض عن‬
      ‫الكتابة بتسجيل بعض المقابالت خلسة، و من ثم توثيق ما جاء فيھا على انفراد قبل إتالف المواد المسجلة حرصا منا على خصوصية الطفل و‬
        ‫حمايته من اإلساءة. كما كنا نقوم أحيانا باستدعاء أطفال آخرين، كان قد ذكرھم الطفل أثناء حديثه معنا، لتدعيم أقواله. ھناك حاالت كان يتم‬
      ‫استدعاؤھا أكثر من مرة. أما األسئلة التي كنا نسألھا فكانت متنوعة و لكنھا تصب في سياق الدراسة التي نحن بصددھا. منھا ما كان يتعلق‬
      ‫بأصدقائه المقربين في المؤسسة اإليوائية و بآخرين ال ينسجم معھم أو ال يحب اللعب معھم. من يحب من المشرفين أو المشرفات؟. ما ھي‬
 ‫العقوبات التي تعرض لھا من حيث النوع والوسائل المستخدمة في العقاب؟ ثم ما ھي شدتھا و تكرارھا و السعي إلى معرفة مدى تأثره بھا. كما‬
      ‫أننا كنا نرصد أثناء الحوار مع الطفل، المظھر العام له ) النظافة – الھندام – الخدوش والكدمات( ومعرفة أسباب ھذه الكدمات في حال وجودھا.‬
 ‫باإلضافة إلى التركيز على اإليماءات أو حركات يده و المشاكل اللفظية و غير ذلك و رصدھا كمؤشر على ما إذا كان لديه اضطراب سلوكي ما أم ال.‬
‫و من ضمن األسئلة الھامة األخرى، كنا نستفسر عن أحواله االجتماعية األخرى سواء خارج المؤسسة اإليوائية لمن له أمﱞ أو أھلٌ يذھب إليھم أيام‬
                                                                                          ‫العطل و األعياد، أو داخل دار اإليواء لألطفال اللقطاء.‬

  ‫و لمزيد من التحري و االستقصاء، و بھدف التأكيد على أن ما رصدناه لم يكن حادثا عرضيا بل مشكلة حقيقية يتكرر حدوثھا عند الطفل، كنا نرصد‬
       ‫سلوك األطفال أثناء الطعام و اللعب و الرسم و الدرس و العبادة و النشاط الديني وغيرھا من الفعاليات المختلفة داخل المؤسسة اإليوائية‬
                                                                             ‫باإلضافة إلى الحفالت والرحالت و النشاطات األخرى خارجھا.‬




                                                                                                                                             ‫ ‬
‫وفقا للخطة الموضوعة و بنفس اإلجراء السابق، قمنا أيضا برصد المشكالت النفسية و اإلضطرابات السلوكية و المشكالت الجنسية عند األطفال‬
  ‫النزالء في مرحلتي النمو التاليتين. بلغ عدد أطفال مرحلة الطفولة المتأخرة الذين شملتھم الدراسة ٣٧ طفال و األطفال من شريحة المراھقة ٠٦‬
  ‫طفال ً. بالطبع، كان ھناك الكثير من المرونة في آلية العمل أثناء المقابالت أو إجراء "التحقيقات" و االستقصاءات مع األطفال بما ينسجم مع طبيعة‬
                                                                                    ‫الطفل و الشريحة العمرية و التعليمية التي ينتمي إليھا.‬

‫النتـائج: قمنا برصد ٨٢ مشكلة من أھم المشكالت النفسية و اإلضطرابات السلوكية باإلضافة إلى المشكالت الجنسية عند األطفال من الشرائح‬
  ‫العمرية الثالثة. قمنا أيضا بتقسيم المشكالت و اإلضطرابات عند كل شريحة إلى أربعة مجموعات رئيسية بحيث يقع ضمن كل مجموعة رئيسية‬
‫أكثر أنواع االضطرابات شيوعا و عدد الحاالت المرصودة لكل نوع من ھذه االضطرابات التي تمت متابعتھا. فيما يلي، سوف نتطرق إلى مشكالت كل‬
                             ‫شريحة بشيء من التحليل و ربطھا بالواقع الذي يعيشه األطفال داخل المؤسسة اإليوائية و المدرسة المجاورة:‬

‫أ- مشكالت الطفولة المتوسطة )من ٦ – ٨ سنة(: تعتبر ھذه المرحلة العمرية من أكثر المراحل العمرية التي نحن بصددھا أھميةً، إذ يتقرر خاللھا‬
   ‫نوع الشخصية التي سيكون عليھا الطفل فيما بعد، وفي ھذه المرحلة يتكون الضمير الواعي ألن الطفل يكون في طور التكوين واالكتساب بحيث‬
        ‫يتصف عقله بالمرونةِ وتَقَبﱡل االتجاھات الجديدة، لذلك تنطبع فيھا الخبرات التي يمر فيھا الطفل وتبقى ثابتة إلى حد كبير طوال مراحل حياته‬
                                                                                                                                      ‫المقبلة.‬

                                        ‫المشكالت النفسية واالضطرابات السلوكية لنزالء الدار في مرحلة الطفولة المتوسطة‬
                                                             ‫) من عمر ٦ سنوات إلى ٨ سنوات(‬
                              ‫عدد األطفال في الشريحة المدروسة: ٧٣ طفل و العدد الكلي للحاالت المختلفة المرصودة ھو: ٥٧٥ حالة‬
                          ‫عدد الحاالت‬                             ‫المشكالت النفسية واالضطرابات السلوكية & الجنسية )٨٢ مشكلة مختلفة(‬
                             ‫٩٤‬                                      ‫االنطواء وعدم التواصل‬                ‫االضطرابات االنفعالية‬   ‫١.‬
                             ‫٥٢‬                                       ‫فقدان الثقة بالنفس‬




                                                                                                                                            ‫ ‬
‫٣٢‬                                                    ‫العدد اإلجمالي للحاالت التي تم رصدھا:٣٦١ حالة الخوف‬
                                                                                     ‫تشكل نسبة قدرھا ٨٢% من إجمالي المشاكل‬
                        ‫٦٦‬                                      ‫اضطرابات أخرى مختلفة‬
                        ‫٩٢‬                              ‫ضعف التركيز واإلفراط في النشاط‬
                        ‫٢٣‬                                                     ‫الالزمات‬
                                                                                                                ‫اضطرابات العادات‬    ‫١.‬
                        ‫٥٢‬                                             ‫اضطرابات الكالم‬
                        ‫٧١‬                                            ‫اضطرابات التغذية‬
                                                                                           ‫العدد اإلجمالي للحاالت التي تم رصدھا: ٣٩١ حالة‬
                        ‫٠٩‬                                      ‫اضطرابات أخرى مختلفة‬        ‫تشكل نسبة قدرھا ٤٣% من إجمالي المشاكل‬
                        ‫٦٢‬                                           ‫المشاجرة و العراك‬
                                                                                                  ‫اضطرابات السلوك الغير اجتماعي‬     ‫١.‬
                        ‫٢٣‬                                                 ‫اللفظ البذيء‬
                        ‫٠٣‬                                                       ‫الكذب‬
                                                                                           ‫العدد اإلجمالي للحاالت التي تم رصدھا: ٦٨١ حالة‬
                        ‫٨٩‬                                      ‫اضطرابات أخرى مختلفة‬        ‫تشكل نسبة قدرھا ٢٣% من إجمالي المشاكل‬
                        ‫٣١‬                                              ‫العالقات المثلية‬                        ‫المشاكل الجنسية‬     ‫١.‬
                        ‫٣١‬                                                      ‫النكوص‬
                                                                                           ‫العدد اإلجمالي للحاالت التي تم رصدھا: ٣٣ حالة‬
                        ‫٧٠‬                                      ‫اضطرابات أخرى مختلفة‬        ‫تشكل نسبة قدرھا ٦% من إجمالي المشاكل‬


                 ‫الجدول رقم ٣ المشكالت النفسية واالضطرابات السلوكية و المشاكل الجنسية لنزالء المؤسسة اإليوائية في مرحلة الطفولة المتوسطة‬


‫و لعل ما يميز معاناة أطفال ھذه الشريحة العمرية من األطفال النزالء في ھذه المؤسسة اإليوائية، ھو النسبة العالية من العنف المتمثل في‬
‫مشكلة المشاجرات و العراك و مشكلة اللفظ البذيء و اللتان تشكالن حوالي ١٣% من اضطرابات السلوك الالاجتماعي عندھم و الذي يمكن‬




                                                                                                                                            ‫ ‬
‫تفسيره بمدى تفشي الفساد في اإلشراف متمثال في العنف المؤسساتي و المدرسي الممارس ضدھم بقسوة من جھة، و عدم شعور األيتام و‬
             ‫أخوتھم األطفال اآلخرون من النزالء باألمان و الھدوء في المؤسسة اإليوائية من جھة أخرى )المخطط البياني رقم: ٢ و الجدول رقم: ٣(.‬




                                                                                                                                       ‫ ‬
‫كذلك فان مشكلة ضعف االنتباه و النشاط الزائد ).‪ ( A.D.H.D‬تشكل ٥١% تقريبا من اضطرابات العادات عندھم األمر الذي يفسﱠر على أن األطفال‬
   ‫يعانون بنسبة عالية من مشاكل نفسية و عصبية مختلفة التباين و الشدة، باإلضافة إلى معاناتھم لمشاكل حقيقية في النمو نتيجة اإلھمال و‬
  ‫الفساد الشديد السائد في المؤسسة اإليوائية. كما وجدنا بأن االنطواء وعدم التواصل ھما من السمات الغالبة و تشكالن نسبة عالية تصل إلى‬
  ‫٠٣% من اإلضطرابات االنفعالية عند أطفال ھذه الشريحة داخل المؤسسة. أما المشكالت الجنسية، فإن العالقات المثلية و النكوص تشكل كل‬
  ‫مشكلة منھا نسبة تصل إلى ٩٣% أي أن من بين ثالثة أطفال من ھذه الشريحة يوجد على األقل طفل واحد معتدى عليه جنسيا، بحيث توجد‬
‫اعتداءات جنسية على ھؤالء األطفال من قبل إخوتھم األطفال األكبر سنا من نزالء الدار و الراشدين المنحرفين العاملين داخل المؤسسة على حد‬
 ‫سواء، سيما و أن أطفال ھذه الشريحة ھم المفضلون لديھم. عدد األطفال الذين تمت دراسة أحوالھم في ھذه الشريحة ھو ٧٣ طفال. تمﱠ إدخال‬
    ‫جميع القيم الناتجة عن استقصاء أطفال الشريحة و عددھا ٧٣، حيث تمثل كل قيمة منھا عدد المشكالت عند الطفل الواحد و ھي مرتبة من‬
                                                                                                               ‫األدنى لألعلى كما يلي:‬

                       ‫٣١‬       ‫٣١‬       ‫٢١‬       ‫٢١‬        ‫٢١‬       ‫٢١‬       ‫١١‬       ‫١١‬       ‫٠١‬        ‫٦٠‬
                       ‫٥١‬       ‫٥١‬       ‫٥١‬       ‫٥١‬        ‫٥١‬       ‫٥١‬       ‫٥١‬       ‫٤١‬       ‫٤١‬        ‫٣١‬
                       ‫٨١‬       ‫٨١‬       ‫٧١‬       ‫٧١‬        ‫٦١‬       ‫٦١‬       ‫٦١‬       ‫٦١‬       ‫٦١‬        ‫٦١‬
                                                  ‫٤٢‬        ‫٤٢‬       ‫٢٢‬       ‫١٢‬       ‫١٢‬       ‫٠٢‬        ‫٩١‬

                                               ‫مجموع القيم = مجموع عدد المشاكل الكلي في شريحة الطفولة المتوسطة = ٥٧٥ مشكلة‬
                                                                                         ‫المتوسط ‪ ١٥,٥٤ = Mean‬مشكلة / طفل‬
                                                          ‫٥٩% من المجال المقبول للقيم الواقعية للمتوسط تتراوح بين: ٦٢,٤١ و ٢٨,٦١‬
                                                                                                          ‫االنحراف المعياري = ٥٨,٣‬
                                                                                        ‫= ١٨,٢ معدّل االنحراف المطلق عن الوسيط‬
                                                                                          ‫الوسيط ‪ ١٥.٠٠ = Median‬مشكلة / طفل‬




                                                                                                                                   ‫ ‬
‫القيمة العليا = ٤٢، القيمة الدنيا = ٦٠‬
                                          ‫نستنتج مما سبق، أنﱠ معدل نصيب الطفل النزيل من المشكالت في مرحلة الطفولة المتوسطة ھو:‬
                                                                                                 ‫)٠٠.٥١ +/- ١٨,٢( مشكلة / طفل‬


     ‫ب- مشكالت الطفولة المتأخرة )من ٩ – ١١ سنة(: يطلق على ھذه المرحلة أيضاً، مرحلة قبيل المراھقة "‪ ، "Preadolescence‬بحيث يصبح‬
   ‫السلوك أكثر جدية و تتميز ببطء في معدل النمو من حيث السرعة قياساً للمرحلة السابقة و الالحقة و يبدأ وضوح التمايز بين الجنسين بشكل‬
  ‫واضح. تعتبر ھذه المرحلة من أنسب المراحل لعملية التطبيع االجتماعي، حيث يتعلم الطفل المھارات الالزمة لشؤون الحياة و المعايير الخلقية،‬
                                            ‫كما و تترسﱠخ عنده القيم و االتجاھات و الرغبة في تحمل المسؤوليات و ضبط االنفعاالت بشكل أكبر.‬

       ‫ھنا أيضاً، قمنا بإتباع نفس اإلجراءات في أعمال الرصد والتوثيق، يالحظ من النتائج التي حصلنا عليھا في دراستنا لھذه المرحلة من النمو و‬
    ‫المذكورة في )الجدول رقم ٤ و المخطط البياني رقم ٣(، أنﱠ أھم اضطرابات السلوك الالاجتماعي كالكذب و المشاكسة و المشاجرة و العراك و‬
    ‫غيرھا، تشكل معاً المعضلة األكبر التي يعاني منھا أطفال ھذه الشريحة من النزالء ، حيث بلغت نسبتھا ٥٤% و بالطبع فان اإلساءات اللفظية‬
‫تشكل مشكلة كبيرة أيضا. من جھة أخرى، تعتبر الالزمات و مشكلة ضعف االنتباه و النشاط الزائد ).‪ ( A.D.H.D‬من أبرز اإلضطرابات المنسوبة إلى‬
      ‫العادات حيث تشكل ١٢%. في حين كان العناد و عدم المقدرة على التواصل و فقدان الثقة بالذات من أبرز المشكالت النفسية و السلوكية‬
‫الناجمة عن اإلضطرابات االنفعالية حيث تشكل نسبة ٤٥%. أما في المشكالت الجنسية، تشكل العالقات المثلية فيھا نسبة عالية أيضا تصل إلى‬
       ‫٢٦% و ھنا أيضا الحظنا العدد الكبير لألطفال الذين يتعرضون للتحرش واالنتھاكات الجنسية بحيث بلغ عددھم ٨٥ طفال من أصل ٣٧ طفال.‬




                                                                                                                                       ‫ ‬
‫و من الجدول ٤، نستطيع أيضاً أن نستنتج معدل عدد المشكالت بأنواعھا المختلفة للطفل الواحد و ھو في مرحلة النمو المتأخرة حيث تم إدخال‬
                                 ‫٣٧ قيمة. تمثل كل قيمة منھا عدد المشكالت عند الطفل الواحد و ھي مرتبة من األدنى لألعلى كما يلي:‬

                    ‫المشكالت النفسية واالضطرابات السلوكية لنزالء المؤسسة اإليوائية في مرحلة الطفولة المتأخرة ) من عمر ٩ سنوات إلى ١١‬
                                                                             ‫سنة(‬
                                    ‫عدد األطفال في الشريحة المدروسة: ٣٧ طفل )عدد حاالت اإلساءات اإلجمالي ٨٢٠١(‬
                       ‫عدد الحاالت‬                                                                   ‫المشكالت النفسية واالضطرابات السلوكية‬
                          ‫٠٨٠‬                                     ‫االنطواء وعدم التواصل‬
                                                                                                               ‫١. االضطرابات االنفعالية‬
                          ‫٣٤٠‬                                                       ‫العناد‬
                          ‫٢٤٠‬                                       ‫فقدان الثقة بالنفس‬
                          ‫٢٤٠‬                                                      ‫الخوف‬   ‫العدد اإلجمالي للحاالت التي تم رصدھا: ٧٠٣ حالة‬
                          ‫٠٠١‬                                    ‫اضطرابات أخرى مختلفة‬       ‫تشكل نسبة قدرھا ٠٣% من إجمالي المشاكل‬
                          ‫٥٤٠‬                                 ‫رفض الذھاب إلى المدرسة‬                              ‫١. اضطرابات العادات‬
                          ‫٨٣٠‬                                                   ‫الالزمات‬
                          ‫٤٢٠‬                            ‫ضعف التركيز واإلفراط في النشاط‬
                                                                                           ‫العدد اإلجمالي للحاالت التي تم رصدھا:٣٩٢ حالة‬
                          ‫٦٨١‬                                    ‫اضطرابات أخرى مختلفة‬       ‫تشكل نسبة قدرھا ٧٢% من إجمالي المشاكل‬
                          ‫٣٦٠‬                                               ‫اللفظ البذيء‬
                                                                                                    ‫١. اضطرابات السلوك الغير اجتماعي‬
                          ‫٩٤٠‬                                         ‫المشاجرة والعراك‬
                          ‫٢٦٠‬                                                ‫المشاكسة‬
                          ‫٨٤٠‬                                                      ‫الكذب‬   ‫العدد اإلجمالي للحاالت التي تم رصدھا:٥٥٣ حالة‬
                          ‫٣٣١‬                                    ‫اضطرابات أخرى مختلفة‬       ‫تشكل نسبة قدرھا ٤٣% من إجمالي المشاكل‬
                          ‫٨٢٠‬                                           ‫العالقات المثلية‬                        ‫١. المشكالت الجنسية‬
                          ‫٨٢٠‬                                         ‫النكوص )االرتداد(‬
                                                                                           ‫العدد اإلجمالي للحاالت التي تم رصدھا: ٣٧ حالة‬
                          ‫٧١٠‬                                                     ‫الثبات‬     ‫تشكل نسبة قدرھا ٧% من إجمالي المشاكل‬


                        ‫الجدول رقم ٤ المشكالت النفسية واالضطرابات السلوكية & الجنسية لنزالء المؤسسة اإليوائية في مرحلة الطفولة المتأخرة‬




                                                                                                                                             ‫ ‬
‫٨٠‬     ‫٨٠‬        ‫٧٠‬         ‫٧٠‬        ‫٦٠‬        ‫٦٠‬         ‫٥٠‬        ‫٥٠‬        ‫٤٠‬       ‫٤٠‬
‫١١‬     ‫١١‬        ‫١١‬         ‫١١‬        ‫١١‬        ‫١١‬         ‫٠١‬        ‫٠١‬         ‫٩‬        ‫٩‬
‫٣١‬     ‫٣١‬        ‫٣١‬         ‫٣١‬        ‫٣١‬        ‫٣١‬         ‫٢١‬        ‫٢١‬        ‫٢١‬       ‫٢١‬
‫٥١‬     ‫٥١‬        ‫٤١‬         ‫٤١‬        ‫٤١‬        ‫٤١‬         ‫٤١‬        ‫٣١‬        ‫٣١‬       ‫٣١‬
‫٦١‬     ‫٦١‬        ‫٦١‬         ‫٦١‬        ‫٦١‬        ‫٥١‬         ‫٥١‬        ‫٥١‬        ‫٥١‬       ‫٥١‬
‫٨١‬     ‫٨١‬        ‫٨١‬         ‫٧١‬        ‫٧١‬        ‫٧١‬         ‫٧١‬        ‫٧١‬        ‫٧١‬       ‫٦١‬
‫١٢‬     ‫٠٢‬        ‫٠٢‬         ‫٠٢‬        ‫٠٢‬        ‫٩١‬         ‫٩١‬        ‫٩١‬        ‫٩١‬       ‫٨١‬
                                                                     ‫٤٢‬        ‫٢٢‬       ‫٢٢‬

     ‫مجموع القيم = مجموع عدد المشاكل الكلي في شريحة الطفولة المتأخرة = ٠٤٠١ مشكلة‬
                           ‫المتوسط ‪ ١٣,٩٦ = Mean‬مشكلة / طفل‬
       ‫٥٩% من المجال المقبول للقيم الواقعية للقيمة المتوسطة تتراوح بين: ٠٩,٢١ و ٢٠,٥١‬
                                  ‫االنحراف المعياري = ٥٥,٤‬
                            ‫القيمة العليا = ٤٢، القيمة الدنيا = ٤٠‬
                           ‫الوسيط ‪ ١٤,٠٠ = Median‬مشكلة / طفل‬
                          ‫معدّل االنحراف المطلق عن الوسيط = ٠٦,٣‬




                                                                                             ‫ ‬
‫نستنتج مما سبق أن معدل نصيب الطفل النزيل من المشكالت في مرحلة الطفولة المتأخرة ھو:‬
                                                                                                  ‫)٠٠,٤١ +/- ٠٦,٣( مشكلة / طفل‬

 ‫ج- مشكالت مرحلة المراھقة )٢١ – ٧١(: يتسم األطفال في ھذه المرحلة بالعناد والرفض، وصعوبة االنقياد، والرغبة في إثبات الذات - حتى لو‬
‫كان ذلك بالمخالفة لمجرد المخالفة - وتضخم الكرامة العمياء ، التي قد تدفع المراھق رغم إيمانه بفداحة ما يصنعه إلى االستمرار فيه ، إذا حدث‬




                                                                                                                                    ‫ ‬
‫أن توقﱡفه عن فعله سيشوبه شائبة، أو شبھة من أن يشار إلى أن قراره بالتوقف عن الخطأ ليس نابعاً من ذاته ، وإنما بتأثير شخص آخر )٦(.‬
‫لدى دراسة المشكالت النفسية و السلوكية الناجمة عن اإلضطرابات االنفعالية عند ھذه الشريحة، تبين لنا بأنﱠ االنطواء و عدم التواصل كان من‬
‫أبرزھا و بلغ نسبة ٧٢%، يليھا الخوف و فقدان الثقة بالذات ثم يلي ذلك العناد. تحتل المشاكسة و اللفظ البذيء مكان الصدارة من بين اضطرابات‬
‫السلوك الالاجتماعي حيث بلغت نسبتھا ٢٤% يليھا المشاجرة و العراك. أما اإلضطرابات المنسوبة إلى العادات فتشكل الالزمات و رفض الذھاب‬
‫إلى المدرسة فيھما نسبة قدرھا ١٤%. أما المشكالت الجنسية، فإننا نالحظ ھنا أيضا ارتفاع نسبة العالقات المثلية حيث تشكل نسبة تصل إلى‬
                                                                                                                            ‫٥٣% .‬
    ‫نستطيع أيضاً من الجدول ٥، أن نستنتج معدل عدد المشكالت بأنواعھا المختلفة للطفل الواحد و ھو في مرحلة المراھقة حيث تم إدخال ٠٦‬
                                       ‫قيمة، تمثل كل قيمة منھا عدد المشكالت عند الطفل الواحد و ھي مرتبة من األدنى لألعلى كما يلي:‬

                            ‫المشكالت النفسية واالضطرابات السلوكية لنزالء الدار في مرحلة المراھقة )من عمر ٢١ سنة وما فوق(‬
                                            ‫عدد األطفال في الشريحة المدروسة: ٠٦ طفل )لديھم ٠٢٦ حالة(‬
                         ‫عدد الحاالت‬                                                        ‫المشكالت النفسية واالضطرابات السلوكية‬
                             ‫٤٦‬                                      ‫االنطواء وعدم التواصل‬            ‫١. االضطرابات االنفعالية‬
                             ‫١٤‬                                                       ‫الخوف‬
                             ‫٠٤‬                                        ‫العدد اإلجمالي للحاالت التي تم رصدھا:٣٣٢ فقدان الثقة بالنفس‬
                                                                                                            ‫حالة‬
                                                                                             ‫تشكل نسبة قدرھا ٨٣% من إجمالي‬
                             ‫٨٨‬                                     ‫اضطرابات أخرى مختلفة‬                  ‫المشاكل‬
                             ‫٦٢‬                                                    ‫الالزمات‬               ‫١. اضطرابات العادات‬
                             ‫٦٢‬                                 ‫رفض الذھاب إلى المدرسة‬
                             ‫٨‬                              ‫العدد اإلجمالي للحاالت التي تم رصدھا:٦٢١ ضعف التركيز واإلفراط في النشاط‬
                                                                                                            ‫حالة‬
                                                                                             ‫تشكل نسبة قدرھا ٠٢% من إجمالي‬
                             ‫٦٦‬                                     ‫اضطرابات أخرى مختلفة‬                  ‫المشاكل‬




                                                                                                                                      ‫ ‬
‫٢٤‬                                                    ‫١. اضطرابات السلوك الغير اجتماعي اللفظ البذيء‬
     ‫١٤‬                                                     ‫المشاكسة‬
     ‫١٣‬                                               ‫المشاجرة والعراك‬        ‫العدد اإلجمالي للحاالت التي تم‬
                                                                                    ‫رصدھا:٦٩١ حالة‬
                                                                           ‫تشكل نسبة قدرھا ٢٣% من إجمالي‬
     ‫٢٨‬                                          ‫اضطرابات أخرى مختلفة‬                   ‫المشاكل‬
     ‫٣٢‬                                                 ‫العالقات المثلية‬               ‫١. المشاكل الجنسية‬
      ‫٢‬                                               ‫النكوص )االرتداد(‬
     ‫٤١‬                                                           ‫العدد اإلجمالي للحاالت التي تم رصدھا:٥٦ الثبات‬
                                                                                          ‫حالة‬
                                                                          ‫تشكل نسبة قدرھا ٠١% من‬
     ‫٦٢‬                                                   ‫العادة السرية‬       ‫المشاكل إجمالي‬

     ‫الجدول رقم ٥ المشكالت النفسية واالضطرابات السلوكية و الجنسية لنزالء المؤسسة اإليوائية في مرحلة المراھقة‬


‫٦‬         ‫٥‬           ‫٥‬            ‫٥‬            ‫٥‬            ‫٥‬            ‫٥‬            ‫٤‬           ‫٤‬           ‫٣‬
‫٨‬         ‫٨‬           ‫٨‬            ‫٨‬            ‫٨‬            ‫٧‬            ‫٧‬            ‫٧‬           ‫٧‬           ‫٦‬
‫٠١‬        ‫٠١‬          ‫٩‬            ‫٩‬            ‫٩‬            ‫٩‬            ‫٩‬            ‫٩‬           ‫٩‬           ‫٨‬
‫٣١‬        ‫٣١‬          ‫٣١‬           ‫٢١‬           ‫٢١‬           ‫٢١‬           ‫١١‬           ‫١١‬          ‫١١‬          ‫٠١‬
‫٤١‬        ‫٤١‬          ‫٤١‬           ‫٣١‬           ‫٣١‬           ‫٣١‬           ‫٣١‬           ‫٣١‬          ‫٣١‬          ‫٣١‬
‫٧١‬        ‫٧١‬          ‫٧١‬           ‫٦١‬           ‫٦١‬           ‫٥١‬           ‫٥١‬           ‫٥١‬          ‫٥١‬          ‫٤١‬




                                                                                                                    ‫ ‬
‫من كل ما سبق، و بنتيجة رصد ٨٢ نوع من المشكالت النفسية و االضطرابات السلوكية و الجنسية المختلفة، عند ٠٧١ طفال من الشرائح‬
‫العمرية الثالثة المدروسة، بلغ إجمالي عدد الحاالت المرصودة عند أطفال مرحلة الطفولة المتوسطة و عددھم ٧٣ طفال ً: ٥٧٥ حالة مختلفة و عند‬
             ‫الطفولة المتأخرة و عددھم ٣٧ طفال ً": ٨٢٠١ حالة مختلفة، أما عند أطفال مرحلة المراھقة و عددھم ٠٦ طفال: ٠٢٦ حالة مختلفة.‬




                                                                                                                                 ‫ ‬
‫العدد الكلي للحاالت التي رصدناھا عند أطفال الشرائح الثالثة ھو إذن:‬
                                                                              ‫٥٧٥ + ٨٢٠١ + ٠٢٦ = ٣٢٢٢ مشكلة أو حالة )٠٧١ طفل(‬

‫و إسھابا في اإليضاح، يمثل المخطط البياني رقم ٥ و الجدول )رقم ٦( التاليين، النسب المئوية ألنواع المشكالت النفسية و اإلضطرابات السلوكية‬
                                      ‫و الجنسية التي تم رصدھا في ھذه الدراسة في مراحل النمو الثالثة: متوسطة، متأخرة و المراھقة:‬




                                                                                                                                    ‫ ‬
‫من جھة أخرى، يتضح جلياً من النتائج التي حصلنا عليھا في ھذه الدراسة أن متوسط عدد المشكالت عند الطفل يتناقص كلما انتقل إلى شريحة‬
  ‫نمو أعلى بحيث يكون معدل عدد المشكالت عند الطفل في مرحلة الطفولة المتوسطة أكبر منه عند الطفولة المتأخرة و ھذا بدوره أكبر منه عند‬
   ‫الطفل في مرحلة الطفولة المتأخرة. حيث تشير الدراسات الكثيرة و المتنوعة المتعلقة بالنمو عند األطفال و اإلشكاالت المرافقة له )٧(، )٨( و‬
       ‫)٩( على أن األطفال في مرحلة الطفولة المتوسطة )٦-٨( سنوات، الذين يعيشون في ظروف أسرية و في كنف الرعاية األبوية، يعانون في‬
 ‫المتوسط من مشاكل مختلفة تتراوح من ٥ – ٦ مشكالت و ھي عموماً، أكبر عند الذكور منھا عند اإلناث. أما األطفال في مرحلة الطفولة المتأخرة‬
  ‫فإنھم يعانون من مشاكل تتراوح في المعدل من ٥,٣ – ٢,٤ مشكلة، في حين يبلغ معدل المشكالت لشريحة األطفال المراھقين الذين يعيشون‬
    ‫في جو أسري من ٨,٢ – ٥,٣ مشكلة. و ھذه األرقام تقريبية و تصلح في أغلب األحيان في نطاق أھداف األبحاث التي أجريت و البيئة التي تم‬
     ‫رصد مشاكل الطفولة فيھا و ھي كما سبق و نوھنا من قبل، ال تحاكي في أغلب األحيان الكثير من مشاكل أطفالنا العرب و المسلمين فكيف‬
                                                                                              ‫باأليتام النزالء في مثل ھذه المؤسسة اإليوائية.‬




                                                                                                                                          ‫ ‬
المشكلات النفسية والإضرابات السلوكية السائدة من المؤسسات الإيوائية وسبل الوقائية من مخاطر الإساءة والانحراف عند الأيتام
المشكلات النفسية والإضرابات السلوكية السائدة من المؤسسات الإيوائية وسبل الوقائية من مخاطر الإساءة والانحراف عند الأيتام
المشكلات النفسية والإضرابات السلوكية السائدة من المؤسسات الإيوائية وسبل الوقائية من مخاطر الإساءة والانحراف عند الأيتام
المشكلات النفسية والإضرابات السلوكية السائدة من المؤسسات الإيوائية وسبل الوقائية من مخاطر الإساءة والانحراف عند الأيتام
المشكلات النفسية والإضرابات السلوكية السائدة من المؤسسات الإيوائية وسبل الوقائية من مخاطر الإساءة والانحراف عند الأيتام
المشكلات النفسية والإضرابات السلوكية السائدة من المؤسسات الإيوائية وسبل الوقائية من مخاطر الإساءة والانحراف عند الأيتام
المشكلات النفسية والإضرابات السلوكية السائدة من المؤسسات الإيوائية وسبل الوقائية من مخاطر الإساءة والانحراف عند الأيتام

More Related Content

What's hot

ISO 22000 & HACCP
ISO 22000 & HACCPISO 22000 & HACCP
ISO 22000 & HACCP
Sana Rastgoufard
 
Food Safety Culture: Breaking Down Silos Using Influence
Food Safety Culture: Breaking Down Silos Using InfluenceFood Safety Culture: Breaking Down Silos Using Influence
Food Safety Culture: Breaking Down Silos Using Influence
SafetyChain Software
 
Recent Development In Halal Food Analysis
Recent Development In Halal Food AnalysisRecent Development In Halal Food Analysis
Recent Development In Halal Food Analysis
Islamiculture
 
Food Fraud - Threats & Impacts
Food Fraud - Threats & ImpactsFood Fraud - Threats & Impacts
Food Fraud - Threats & Impacts
Asian Food Regulation Information Service
 
WTO- Principles of trading system, SPS and TBT, WTO agreement on application ...
WTO- Principles of trading system, SPS and TBT, WTO agreement on application ...WTO- Principles of trading system, SPS and TBT, WTO agreement on application ...
WTO- Principles of trading system, SPS and TBT, WTO agreement on application ...
ShreyasGowda87
 
The Use of Fast and Instant Food to Save Time and Energy
The Use of Fast and Instant Food to Save Time and EnergyThe Use of Fast and Instant Food to Save Time and Energy
The Use of Fast and Instant Food to Save Time and Energy
Rasmine Mae Mejia
 
SANITARY AND PHYTO SANITARY MEASURES TO ENSURE FOOD SAFETY
SANITARY  AND PHYTO SANITARY MEASURES TO ENSURE FOOD SAFETYSANITARY  AND PHYTO SANITARY MEASURES TO ENSURE FOOD SAFETY
SANITARY AND PHYTO SANITARY MEASURES TO ENSURE FOOD SAFETY
PVNRTVU, College of Veterinary Science,Rajendranagar, Telangana, India
 
Impact of wto in food processing
Impact of wto in food processingImpact of wto in food processing
Impact of wto in food processing
Parveen Kumar
 
عرض تقديمي في وحدة الروبوت نظام متكامل الجزء الثاني
عرض تقديمي في وحدة الروبوت نظام متكامل الجزء الثانيعرض تقديمي في وحدة الروبوت نظام متكامل الجزء الثاني
عرض تقديمي في وحدة الروبوت نظام متكامل الجزء الثاني
Hussameldeen Muhaisen
 
Food Safety And HACCP
Food Safety And HACCPFood Safety And HACCP
Food Safety And HACCP
April Alovera
 
HACCP Manual for jam industry
HACCP Manual for jam industryHACCP Manual for jam industry
HACCP Manual for jam industry
Kamal indika
 
FSSC 22000 training module V4.1 Sep 2017.ppt
FSSC 22000 training module V4.1 Sep 2017.pptFSSC 22000 training module V4.1 Sep 2017.ppt
FSSC 22000 training module V4.1 Sep 2017.ppt
MaumitaGhosh5
 
Isna Presentation
Isna Presentation Isna Presentation
Isna Presentation
farmstart
 
BRC Global Standards
BRC Global StandardsBRC Global Standards
BRC Global Standards
National Restaurant Association
 
Business Opportunities in the Food Industry - Botswana - Dec 2014
Business Opportunities in the Food Industry - Botswana - Dec 2014Business Opportunities in the Food Industry - Botswana - Dec 2014
Business Opportunities in the Food Industry - Botswana - Dec 2014
Selalelo Mpotokwane
 
Brc presentation
Brc presentationBrc presentation
Brc presentation
fqmsconsulting
 
Development of HCP Risk Management Plan
Development of HCP Risk Management Plan Development of HCP Risk Management Plan
Development of HCP Risk Management Plan
Azurah Abdul Aziz
 
HALAL ASSURANCE MANAGEMENT SYSTEM -HAS
HALAL ASSURANCE MANAGEMENT SYSTEM -HASHALAL ASSURANCE MANAGEMENT SYSTEM -HAS
HALAL ASSURANCE MANAGEMENT SYSTEM -HAS
Azurah Abdul Aziz
 

What's hot (18)

ISO 22000 & HACCP
ISO 22000 & HACCPISO 22000 & HACCP
ISO 22000 & HACCP
 
Food Safety Culture: Breaking Down Silos Using Influence
Food Safety Culture: Breaking Down Silos Using InfluenceFood Safety Culture: Breaking Down Silos Using Influence
Food Safety Culture: Breaking Down Silos Using Influence
 
Recent Development In Halal Food Analysis
Recent Development In Halal Food AnalysisRecent Development In Halal Food Analysis
Recent Development In Halal Food Analysis
 
Food Fraud - Threats & Impacts
Food Fraud - Threats & ImpactsFood Fraud - Threats & Impacts
Food Fraud - Threats & Impacts
 
WTO- Principles of trading system, SPS and TBT, WTO agreement on application ...
WTO- Principles of trading system, SPS and TBT, WTO agreement on application ...WTO- Principles of trading system, SPS and TBT, WTO agreement on application ...
WTO- Principles of trading system, SPS and TBT, WTO agreement on application ...
 
The Use of Fast and Instant Food to Save Time and Energy
The Use of Fast and Instant Food to Save Time and EnergyThe Use of Fast and Instant Food to Save Time and Energy
The Use of Fast and Instant Food to Save Time and Energy
 
SANITARY AND PHYTO SANITARY MEASURES TO ENSURE FOOD SAFETY
SANITARY  AND PHYTO SANITARY MEASURES TO ENSURE FOOD SAFETYSANITARY  AND PHYTO SANITARY MEASURES TO ENSURE FOOD SAFETY
SANITARY AND PHYTO SANITARY MEASURES TO ENSURE FOOD SAFETY
 
Impact of wto in food processing
Impact of wto in food processingImpact of wto in food processing
Impact of wto in food processing
 
عرض تقديمي في وحدة الروبوت نظام متكامل الجزء الثاني
عرض تقديمي في وحدة الروبوت نظام متكامل الجزء الثانيعرض تقديمي في وحدة الروبوت نظام متكامل الجزء الثاني
عرض تقديمي في وحدة الروبوت نظام متكامل الجزء الثاني
 
Food Safety And HACCP
Food Safety And HACCPFood Safety And HACCP
Food Safety And HACCP
 
HACCP Manual for jam industry
HACCP Manual for jam industryHACCP Manual for jam industry
HACCP Manual for jam industry
 
FSSC 22000 training module V4.1 Sep 2017.ppt
FSSC 22000 training module V4.1 Sep 2017.pptFSSC 22000 training module V4.1 Sep 2017.ppt
FSSC 22000 training module V4.1 Sep 2017.ppt
 
Isna Presentation
Isna Presentation Isna Presentation
Isna Presentation
 
BRC Global Standards
BRC Global StandardsBRC Global Standards
BRC Global Standards
 
Business Opportunities in the Food Industry - Botswana - Dec 2014
Business Opportunities in the Food Industry - Botswana - Dec 2014Business Opportunities in the Food Industry - Botswana - Dec 2014
Business Opportunities in the Food Industry - Botswana - Dec 2014
 
Brc presentation
Brc presentationBrc presentation
Brc presentation
 
Development of HCP Risk Management Plan
Development of HCP Risk Management Plan Development of HCP Risk Management Plan
Development of HCP Risk Management Plan
 
HALAL ASSURANCE MANAGEMENT SYSTEM -HAS
HALAL ASSURANCE MANAGEMENT SYSTEM -HASHALAL ASSURANCE MANAGEMENT SYSTEM -HAS
HALAL ASSURANCE MANAGEMENT SYSTEM -HAS
 

Viewers also liked

المؤسسات الإيوائية للأطفال المحرومين من الرعاية الأسرية - أطفال الشوارع أنمو...
المؤسسات الإيوائية للأطفال المحرومين من الرعاية الأسرية - أطفال الشوارع أنمو...المؤسسات الإيوائية للأطفال المحرومين من الرعاية الأسرية - أطفال الشوارع أنمو...
المؤسسات الإيوائية للأطفال المحرومين من الرعاية الأسرية - أطفال الشوارع أنمو...
Mohamed Wahdan
 
مهارات التواصل الفعال والتفكير الإبداعي في بيئة العمل السعودية الجزء 3 من 5
مهارات التواصل الفعال والتفكير الإبداعي في بيئة العمل السعودية الجزء 3  من 5مهارات التواصل الفعال والتفكير الإبداعي في بيئة العمل السعودية الجزء 3  من 5
مهارات التواصل الفعال والتفكير الإبداعي في بيئة العمل السعودية الجزء 3 من 5
guestb31f27
 
مهارات التواصل الفعال والتفكير الإبداعي في بيئة العمل السعودية الجزء 4 من 5
مهارات التواصل الفعال والتفكير الإبداعي في بيئة العمل السعودية الجزء 4 من 5مهارات التواصل الفعال والتفكير الإبداعي في بيئة العمل السعودية الجزء 4 من 5
مهارات التواصل الفعال والتفكير الإبداعي في بيئة العمل السعودية الجزء 4 من 5
guestb31f27
 
مهارات التواصل الفعال والتفكير الإبداعي في بيئة العمل السعودية الجزء 1 من 5
مهارات التواصل الفعال والتفكير الإبداعي في بيئة العمل السعودية الجزء 1 من 5مهارات التواصل الفعال والتفكير الإبداعي في بيئة العمل السعودية الجزء 1 من 5
مهارات التواصل الفعال والتفكير الإبداعي في بيئة العمل السعودية الجزء 1 من 5
guestb31f27
 
حوكمة الشركات
حوكمة الشركاتحوكمة الشركات
حوكمة الشركات
Mohammed Alashi
 
مهارات التواصل الفعال والتفكير الإبداعي في بيئة العمل السعودية الجزء 2 من 5
مهارات التواصل الفعال والتفكير الإبداعي في بيئة العمل السعودية الجزء 2 من 5مهارات التواصل الفعال والتفكير الإبداعي في بيئة العمل السعودية الجزء 2 من 5
مهارات التواصل الفعال والتفكير الإبداعي في بيئة العمل السعودية الجزء 2 من 5
guestb31f27
 
إدارة عمليات توريــد الإعاشــــة وتنظيمهــــــا
إدارة عمليات توريــد الإعاشــــة وتنظيمهــــــاإدارة عمليات توريــد الإعاشــــة وتنظيمهــــــا
إدارة عمليات توريــد الإعاشــــة وتنظيمهــــــا
Sief ismail
 
الحوكمة المفهوم والأهمية
الحوكمة المفهوم والأهميةالحوكمة المفهوم والأهمية
الحوكمة المفهوم والأهميةMiloud Borni
 
تحفيز العاملين و ادارة مقاومة التغيير ج2
تحفيز العاملين و ادارة مقاومة التغيير ج2تحفيز العاملين و ادارة مقاومة التغيير ج2
تحفيز العاملين و ادارة مقاومة التغيير ج2guestb31f27
 
مهارات التواصل الفعال والتفكير الإبداعي في بيئة العمل السعودية الجزء 1 من 5
مهارات التواصل الفعال والتفكير الإبداعي في بيئة العمل السعودية الجزء 1 من 5مهارات التواصل الفعال والتفكير الإبداعي في بيئة العمل السعودية الجزء 1 من 5
مهارات التواصل الفعال والتفكير الإبداعي في بيئة العمل السعودية الجزء 1 من 5
guestb31f27
 
Food handling and safety manual ppt
Food handling and safety manual pptFood handling and safety manual ppt
Food handling and safety manual ppt
Sief ismail
 
مفهوم السلامة والصحة المهنية الأقطان حزيران 2009 Printed [Compatibility Mode]
مفهوم السلامة والصحة المهنية الأقطان   حزيران 2009 Printed [Compatibility Mode]مفهوم السلامة والصحة المهنية الأقطان   حزيران 2009 Printed [Compatibility Mode]
مفهوم السلامة والصحة المهنية الأقطان حزيران 2009 Printed [Compatibility Mode]guestb31f27
 
Food safety سلامة الغذاء
Food safety سلامة الغذاء Food safety سلامة الغذاء
Food safety سلامة الغذاء
Sief ismail
 
لنطبق معا نظام الهسب و الآيزو 22000 في مؤسستك بسهولة
لنطبق معا نظام الهسب و الآيزو 22000 في مؤسستك بسهولةلنطبق معا نظام الهسب و الآيزو 22000 في مؤسستك بسهولة
لنطبق معا نظام الهسب و الآيزو 22000 في مؤسستك بسهولة
guestb31f27
 
دورة مبادئ سلامة الغذاء
دورة مبادئ سلامة الغذاءدورة مبادئ سلامة الغذاء
دورة مبادئ سلامة الغذاء
Hassan Mustafa
 
تحجيل الطيور
تحجيل الطيورتحجيل الطيور
تحجيل الطيور
Maisun Nasr
 
مفهوم السلامة والصحة المهنية Dr Sekheta in Occupational Safety د. محمد عزام س...
مفهوم السلامة والصحة المهنية Dr Sekheta in Occupational Safety د. محمد عزام س...مفهوم السلامة والصحة المهنية Dr Sekheta in Occupational Safety د. محمد عزام س...
مفهوم السلامة والصحة المهنية Dr Sekheta in Occupational Safety د. محمد عزام س...
guestb31f27
 

Viewers also liked (18)

المؤسسات الإيوائية للأطفال المحرومين من الرعاية الأسرية - أطفال الشوارع أنمو...
المؤسسات الإيوائية للأطفال المحرومين من الرعاية الأسرية - أطفال الشوارع أنمو...المؤسسات الإيوائية للأطفال المحرومين من الرعاية الأسرية - أطفال الشوارع أنمو...
المؤسسات الإيوائية للأطفال المحرومين من الرعاية الأسرية - أطفال الشوارع أنمو...
 
مهارات التواصل الفعال والتفكير الإبداعي في بيئة العمل السعودية الجزء 3 من 5
مهارات التواصل الفعال والتفكير الإبداعي في بيئة العمل السعودية الجزء 3  من 5مهارات التواصل الفعال والتفكير الإبداعي في بيئة العمل السعودية الجزء 3  من 5
مهارات التواصل الفعال والتفكير الإبداعي في بيئة العمل السعودية الجزء 3 من 5
 
مهارات التواصل الفعال والتفكير الإبداعي في بيئة العمل السعودية الجزء 4 من 5
مهارات التواصل الفعال والتفكير الإبداعي في بيئة العمل السعودية الجزء 4 من 5مهارات التواصل الفعال والتفكير الإبداعي في بيئة العمل السعودية الجزء 4 من 5
مهارات التواصل الفعال والتفكير الإبداعي في بيئة العمل السعودية الجزء 4 من 5
 
مهارات التواصل الفعال والتفكير الإبداعي في بيئة العمل السعودية الجزء 1 من 5
مهارات التواصل الفعال والتفكير الإبداعي في بيئة العمل السعودية الجزء 1 من 5مهارات التواصل الفعال والتفكير الإبداعي في بيئة العمل السعودية الجزء 1 من 5
مهارات التواصل الفعال والتفكير الإبداعي في بيئة العمل السعودية الجزء 1 من 5
 
حوكمة الشركات
حوكمة الشركاتحوكمة الشركات
حوكمة الشركات
 
مهارات التواصل الفعال والتفكير الإبداعي في بيئة العمل السعودية الجزء 2 من 5
مهارات التواصل الفعال والتفكير الإبداعي في بيئة العمل السعودية الجزء 2 من 5مهارات التواصل الفعال والتفكير الإبداعي في بيئة العمل السعودية الجزء 2 من 5
مهارات التواصل الفعال والتفكير الإبداعي في بيئة العمل السعودية الجزء 2 من 5
 
إدارة عمليات توريــد الإعاشــــة وتنظيمهــــــا
إدارة عمليات توريــد الإعاشــــة وتنظيمهــــــاإدارة عمليات توريــد الإعاشــــة وتنظيمهــــــا
إدارة عمليات توريــد الإعاشــــة وتنظيمهــــــا
 
الحوكمة المفهوم والأهمية
الحوكمة المفهوم والأهميةالحوكمة المفهوم والأهمية
الحوكمة المفهوم والأهمية
 
تحفيز العاملين و ادارة مقاومة التغيير ج2
تحفيز العاملين و ادارة مقاومة التغيير ج2تحفيز العاملين و ادارة مقاومة التغيير ج2
تحفيز العاملين و ادارة مقاومة التغيير ج2
 
مهارات التواصل الفعال والتفكير الإبداعي في بيئة العمل السعودية الجزء 1 من 5
مهارات التواصل الفعال والتفكير الإبداعي في بيئة العمل السعودية الجزء 1 من 5مهارات التواصل الفعال والتفكير الإبداعي في بيئة العمل السعودية الجزء 1 من 5
مهارات التواصل الفعال والتفكير الإبداعي في بيئة العمل السعودية الجزء 1 من 5
 
مفهوم الحوكمة ومبادئها وأهدافها الأساسي1
مفهوم الحوكمة ومبادئها وأهدافها الأساسي1مفهوم الحوكمة ومبادئها وأهدافها الأساسي1
مفهوم الحوكمة ومبادئها وأهدافها الأساسي1
 
Food handling and safety manual ppt
Food handling and safety manual pptFood handling and safety manual ppt
Food handling and safety manual ppt
 
مفهوم السلامة والصحة المهنية الأقطان حزيران 2009 Printed [Compatibility Mode]
مفهوم السلامة والصحة المهنية الأقطان   حزيران 2009 Printed [Compatibility Mode]مفهوم السلامة والصحة المهنية الأقطان   حزيران 2009 Printed [Compatibility Mode]
مفهوم السلامة والصحة المهنية الأقطان حزيران 2009 Printed [Compatibility Mode]
 
Food safety سلامة الغذاء
Food safety سلامة الغذاء Food safety سلامة الغذاء
Food safety سلامة الغذاء
 
لنطبق معا نظام الهسب و الآيزو 22000 في مؤسستك بسهولة
لنطبق معا نظام الهسب و الآيزو 22000 في مؤسستك بسهولةلنطبق معا نظام الهسب و الآيزو 22000 في مؤسستك بسهولة
لنطبق معا نظام الهسب و الآيزو 22000 في مؤسستك بسهولة
 
دورة مبادئ سلامة الغذاء
دورة مبادئ سلامة الغذاءدورة مبادئ سلامة الغذاء
دورة مبادئ سلامة الغذاء
 
تحجيل الطيور
تحجيل الطيورتحجيل الطيور
تحجيل الطيور
 
مفهوم السلامة والصحة المهنية Dr Sekheta in Occupational Safety د. محمد عزام س...
مفهوم السلامة والصحة المهنية Dr Sekheta in Occupational Safety د. محمد عزام س...مفهوم السلامة والصحة المهنية Dr Sekheta in Occupational Safety د. محمد عزام س...
مفهوم السلامة والصحة المهنية Dr Sekheta in Occupational Safety د. محمد عزام س...
 

Similar to المشكلات النفسية والإضرابات السلوكية السائدة من المؤسسات الإيوائية وسبل الوقائية من مخاطر الإساءة والانحراف عند الأيتام

la famille
la famillela famille
la famille
slouma20022
 
التربية الوطنية و الاجتماعية للصف الثاني متوسط
التربية الوطنية و الاجتماعية للصف الثاني متوسطالتربية الوطنية و الاجتماعية للصف الثاني متوسط
التربية الوطنية و الاجتماعية للصف الثاني متوسط
Ayad Haris Beden
 
النـــــ الأســري ـــــسق
النـــــ الأســري ـــــسقالنـــــ الأســري ـــــسق
النـــــ الأســري ـــــسقwasan5
 
المدرسة والتنشئة الاجتماعية
المدرسة والتنشئة الاجتماعيةالمدرسة والتنشئة الاجتماعية
المدرسة والتنشئة الاجتماعية
Messaoud Hassani
 
مجتمع الامارات
مجتمع الاماراتمجتمع الامارات
مجتمع الامارات
TalaBer
 
دعم ذوي الإحتياجات الخاصة
دعم ذوي الإحتياجات الخاصةدعم ذوي الإحتياجات الخاصة
دعم ذوي الإحتياجات الخاصة
علوان شرواني
 
مؤتمر مركز الارشاد النفسى
مؤتمر مركز الارشاد النفسىمؤتمر مركز الارشاد النفسى
مؤتمر مركز الارشاد النفسىalaseel56
 
مؤتمر مركز الارشاد النفسى
مؤتمر مركز الارشاد النفسىمؤتمر مركز الارشاد النفسى
مؤتمر مركز الارشاد النفسىalaseel56
 
الأسرة نواة المجتمع.pptx
الأسرة نواة المجتمع.pptxالأسرة نواة المجتمع.pptx
الأسرة نواة المجتمع.pptx
SaidaSoundouss
 
رعاية وتربية المعاقين سمعيا سمر.pptx
رعاية وتربية المعاقين سمعيا سمر.pptxرعاية وتربية المعاقين سمعيا سمر.pptx
رعاية وتربية المعاقين سمعيا سمر.pptx
ssuser6b7d86
 
ورشة الجمعيات الاهلية
ورشة الجمعيات الاهليةورشة الجمعيات الاهلية
ورشة الجمعيات الاهليةmona ali
 
التربية الاسرية للصف الاخامس الاعدادي . بنات
التربية الاسرية للصف الاخامس الاعدادي . بناتالتربية الاسرية للصف الاخامس الاعدادي . بنات
التربية الاسرية للصف الاخامس الاعدادي . بنات
Ayad Haris Beden
 
حكاية ايتام تحولوا لبلطجية
حكاية ايتام تحولوا لبلطجيةحكاية ايتام تحولوا لبلطجية
حكاية ايتام تحولوا لبلطجيةMenna Hussien
 
المؤسسات التربوية ودورها فى التنشئة الاجتماعية
المؤسسات التربوية ودورها فى التنشئة الاجتماعيةالمؤسسات التربوية ودورها فى التنشئة الاجتماعية
المؤسسات التربوية ودورها فى التنشئة الاجتماعية
samah mohamed
 
عرض بوربوينت مجلس الامهات.Zip
عرض بوربوينت مجلس الامهات.Zipعرض بوربوينت مجلس الامهات.Zip
عرض بوربوينت مجلس الامهات.Zip
reem re
 
Child psychology
Child psychologyChild psychology
المساعد في التربية الوالدية
المساعد في التربية الوالديةالمساعد في التربية الوالدية
المساعد في التربية الوالدية
Mouez Babba
 
Guía Sexualidades en clave cultural - ARABE
Guía Sexualidades en clave cultural - ARABEGuía Sexualidades en clave cultural - ARABE
Guía Sexualidades en clave cultural - ARABE
Unión de Asociaciones Familiares (UNAF)
 
التربية الجنسية رهان مؤجل
التربية الجنسية رهان مؤجلالتربية الجنسية رهان مؤجل
التربية الجنسية رهان مؤجلHamid Benkhibech
 

Similar to المشكلات النفسية والإضرابات السلوكية السائدة من المؤسسات الإيوائية وسبل الوقائية من مخاطر الإساءة والانحراف عند الأيتام (20)

la famille
la famillela famille
la famille
 
التربية الوطنية و الاجتماعية للصف الثاني متوسط
التربية الوطنية و الاجتماعية للصف الثاني متوسطالتربية الوطنية و الاجتماعية للصف الثاني متوسط
التربية الوطنية و الاجتماعية للصف الثاني متوسط
 
النـــــ الأســري ـــــسق
النـــــ الأســري ـــــسقالنـــــ الأســري ـــــسق
النـــــ الأســري ـــــسق
 
المدرسة والتنشئة الاجتماعية
المدرسة والتنشئة الاجتماعيةالمدرسة والتنشئة الاجتماعية
المدرسة والتنشئة الاجتماعية
 
مجتمع الامارات
مجتمع الاماراتمجتمع الامارات
مجتمع الامارات
 
دعم ذوي الإحتياجات الخاصة
دعم ذوي الإحتياجات الخاصةدعم ذوي الإحتياجات الخاصة
دعم ذوي الإحتياجات الخاصة
 
مؤتمر مركز الارشاد النفسى
مؤتمر مركز الارشاد النفسىمؤتمر مركز الارشاد النفسى
مؤتمر مركز الارشاد النفسى
 
مؤتمر مركز الارشاد النفسى
مؤتمر مركز الارشاد النفسىمؤتمر مركز الارشاد النفسى
مؤتمر مركز الارشاد النفسى
 
الأسرة نواة المجتمع.pptx
الأسرة نواة المجتمع.pptxالأسرة نواة المجتمع.pptx
الأسرة نواة المجتمع.pptx
 
الدليل الإجرائي
الدليل الإجرائيالدليل الإجرائي
الدليل الإجرائي
 
رعاية وتربية المعاقين سمعيا سمر.pptx
رعاية وتربية المعاقين سمعيا سمر.pptxرعاية وتربية المعاقين سمعيا سمر.pptx
رعاية وتربية المعاقين سمعيا سمر.pptx
 
ورشة الجمعيات الاهلية
ورشة الجمعيات الاهليةورشة الجمعيات الاهلية
ورشة الجمعيات الاهلية
 
التربية الاسرية للصف الاخامس الاعدادي . بنات
التربية الاسرية للصف الاخامس الاعدادي . بناتالتربية الاسرية للصف الاخامس الاعدادي . بنات
التربية الاسرية للصف الاخامس الاعدادي . بنات
 
حكاية ايتام تحولوا لبلطجية
حكاية ايتام تحولوا لبلطجيةحكاية ايتام تحولوا لبلطجية
حكاية ايتام تحولوا لبلطجية
 
المؤسسات التربوية ودورها فى التنشئة الاجتماعية
المؤسسات التربوية ودورها فى التنشئة الاجتماعيةالمؤسسات التربوية ودورها فى التنشئة الاجتماعية
المؤسسات التربوية ودورها فى التنشئة الاجتماعية
 
عرض بوربوينت مجلس الامهات.Zip
عرض بوربوينت مجلس الامهات.Zipعرض بوربوينت مجلس الامهات.Zip
عرض بوربوينت مجلس الامهات.Zip
 
Child psychology
Child psychologyChild psychology
Child psychology
 
المساعد في التربية الوالدية
المساعد في التربية الوالديةالمساعد في التربية الوالدية
المساعد في التربية الوالدية
 
Guía Sexualidades en clave cultural - ARABE
Guía Sexualidades en clave cultural - ARABEGuía Sexualidades en clave cultural - ARABE
Guía Sexualidades en clave cultural - ARABE
 
التربية الجنسية رهان مؤجل
التربية الجنسية رهان مؤجلالتربية الجنسية رهان مؤجل
التربية الجنسية رهان مؤجل
 

المشكلات النفسية والإضرابات السلوكية السائدة من المؤسسات الإيوائية وسبل الوقائية من مخاطر الإساءة والانحراف عند الأيتام

  • 1. ‫المشكالت النفسية واإلضرابات السلوكية السائدة من المؤسسات‬ ‫اإليوائية وسبل الوقائية من مخاطر اإلساءة واالنحراف عند األيتام‬ ‫- دراسة حالة -‬ ‫د. محمد عزام فريد سخيطة‬ ‫باحث دولي‬ ‫المقدمة‬ ‫تواجه أمتنا العربية و اإلسالمية في الوقت الراھن أعنف ھجمة، تستھدف و بكل شراسة، قيمنا و تراثنا و اإلرث الحضاري الذي نملكه، تستھدف‬ ‫األرض و اإلنسان و كل ما يمت إلى حضارتنا العربية و اإلسالمية بصلة، األمر الذي يستدعي مواجھتھا بالطرق اإلنسانية و الحضارية التي تليق بنا‬ ‫و بأخالقنا العربية و اإلسالمية و ما تتميز به من مكارم األخالق من خالل الحوار و دعم الفرد و األسرة و المؤسسات االجتماعية و التربوية وإصدار‬ ‫التشريعات المناسبة و توفير الدعم اللوجيستي الالزم إلنجاح العمل المؤسساتي و تبادل الخبرات في ظل التعاون الوطني المحلي و اإلقليمي و‬ ‫القومي و الدولي. و لعل ما يزيد األمر تعقيدا، يتمثل في جملة التطورات التقنية المتسارعة كوسائل االتصال العالمية و اإلعالم المرئي و اإلنترنت و‬ ‫ ‬
  • 2. ‫التي أدت بدورھا ربما، إلى االنفتاح "الخارج عن السيطرة" على المجتمعات األخرى في وقت باتت فيه بعض المجتمعات العربية و اإلسالمية‬ ‫تعاني من ويالت الحروب حينا و انعدام األمنأحيانا أخرﯨباإلضافة إلى ارتفاع معدالت البطالة و ارتفاعنسب اإلعالة و تفشي الفقر و ارتفاع معدالت‬ ‫األمية ومشاكل التفكك األسري و العزوف عن الزواج و تفشي الدعارة و تزايد عدد األطفال المھمشين و اللقطاء، و في الوقت ذاته ضعفت الرقابة‬ ‫األسرية و المدرسية نتيجة النقص الواضح في عدد الكوادر التربوية و التعليمية و الروحية المؤھلة التي يعول عليھا في مواكبة ھذه التغيرات و‬ ‫موائمة المعايير المحلية و الدولية بغية اإلسھام في إيجاد الحلول المناسبة، لمشاكل لم تكن مجتمعاتنا على دراية بھا من قبل، بما يكفل حمايتھا‬ ‫من التفكك األسري و االجتماعي و ما قد ينجم عنه من مخاطر مستقبلية.‬ ‫و مما ال شكﱠ فيه، فإنﱠ المفاھيم الخاطئة عن معنى اليتم و السائدة عند عامة الناس من جھة، و عدم توفر اإلمكانيات والموارد المالية لبرامج‬ ‫التوعية والتثقيف وتدريب الكوادر المتخصصة في مجال حماية الطفل و الدفاع عن حقوقه و قضاياه من جھة ثانية، ھي من المشكالت األساسية‬ ‫في عالمنا العربي و اإلسالمي، األمر الذي يؤثر بشكل كبير في نمو األطفال ويقلل من فرص وقايتھم وحمايتھم من التعرض للعنف واإلساءة و‬ ‫التمييز . في الوقت الذي يأمر به القرآن الكريم، بإكرام األيتام وتخفيف معاناتھم وتعريف الناس بمصيبتھم ، وبالظروف العابسة التي أحاطت بھم‬ ‫وأطفأت االبتسامة من على وجوھھم الطاھرة البريئة. ھناك دور كبير و ھام لإلعالميين ينبغي عليھم الضلوع به من خالل تكثيف الجھود الرامية‬ ‫إلى كشف الكثير من الحقائق عن معنى اليتم و مدى معاناة ھؤالء األيتام و اللقطاء القاطنين في المؤسسات اإليوائية ، و سبل دمجھم في‬ ‫المجتمعات اإلسالمية أسوة بإخوانھم األطفال الذين يعيشون في أجواء الرعاية األسرية. إن كل ما ذكر، ال يعني بأن أمة محمد عليه السالم قد‬ ‫فسدت أو انحرفت، ال سمح ﷲ، بل على العكس، حيث نجد في المقابل صحوة للقادة و الحكام و أصحاب النفوذ و رجال الدين و العلماء و الباحثين‬ ‫من أبناء ھذه األمة الخيرة، تتمثل في وضع التشريعات المناسبة و في دعم و ترشيد أعمال البر و اإلصالح من خالل المؤسسات و الوزارات و‬ ‫الجمعيات األھلية و تنسيق التعاون فيما بينھا عبر الندوات و المؤتمرات التخصصية و تبادل الخبرات و االستفادة من تجارب اآلخرين بما ينسجم مع‬ ‫رغبة األمة في النھوض و العودة إلى طريق الرشد و الصالح و السعي نحو تنشئة األجيال اليافعة من أبناء أمتنا على نحو يضمن لھم كرامتھم و‬ ‫يقوي اعتزازھم بدينھم و وطنھم و قوميتھم.‬ ‫الھدف:‬ ‫ ‬
  • 3. ‫يھدف ھذا البحث إلى عرض أھم المشاكل التي تواجھھا معظم المؤسسات اإليوائية في منطقتنا و تحليلھا و وضع استراتيجيات وقائية تحد منھا‬ ‫أو تقلل من تأثيرھا في دراسة تحليلية لواقع إحدى أقدم و أكبر المؤسسات اإليوائية لأليتام الذكور و أكثرھا ثراءً في المنطقة، مستفيدين من‬ ‫التجارب و الخبرات السابقة لنا في ھذا المجال الخيري العظيم. كذلك، يھدف البحث إلى التركيز على أھمية توثيق الحوادث على اختالف أنواعھا و‬ ‫شدة تأثيرھا، إذ يعتبر سجل الحوادث واحدا من المؤشرات الھامة الدالة على مدى تفشي الفساد في بعض المؤسسات اإليوائية، كما و يساعد‬ ‫في رصد األحوال النفسية واالجتماعية للشرائح المختلفة من العاملين المؤتمنين و األطفال فاقدي الرعاية الوالدية نزالء ھذه الدور على حد سواء.‬ ‫كما ترمي عملية المسح التي قمنا بھا في نطاق البحث الذي نحن بصدده، إلى التأكد من صحة التقارير و المستندات المختلفة المتعلقة بأرشيف‬ ‫كل طفل من نزالء المؤسسة اإليوائية و التأكد من خلوھا من التعديل أو التدليس أو التزوير و تصحيح المعلومات الخاطئة في حال التأكد من‬ ‫وجودھا. أخيرا، يھدف ھذا البحث إلى إبراز أھمية دور المؤتمن على أعمال تقديم الرعاية بالمحبة، و التربية، و التوجيه، و التعليم، و غرس الشعور‬ ‫بالفخر، و االعتزاز، باالنتماء إلى الدين و الوطن و األمة، عند األطفال فاقدي الرعاية الوالدية و األيتام و اللقطاء في المؤسسات اإليوائية. و ذلك من‬ ‫خالل سرد بعض الحقائق و األرقام و اإلرشادات المتعلقة بسمات المؤتمن و شروط و آلية قبوله للعمل في دور اإليواء بما يخدم تطوير أساليب‬ ‫تقديم الرعاية بالمحبة لأليتام و ذلك ضمن إستراتيجية وقائية ھادفة لحماية األيتام من التعرض لإلساءة أو االنحراف.‬ ‫تعاريف:‬ ‫الطفل: الطفل ھو كل إنسان لم يتجاوز ٨١ عاما، إال إذا بلغ سن الرشد قبل ذلك بموجب القانون الوطني المنطبق عليه.‬ ‫اليتيم ‪ } : Orphan‬و إن تخالطوھم فإخوانكم { ھو الطفل فاقد األب.‬ ‫اللطيم: ھو الطفل معروف النسب لكنه فاقدٌ لكال الوالدين.‬ ‫اللقيط ‪ } : Abandoned child‬فإن لم تعلموا آباءھم فإخوانكم في الدين { ويقصد به كل من فقد العلم بنسبه أو ھو مولود مجھول‬ ‫النسب، يرميه أھله لخوف من فضيحة اجتماعية أو مالحقة قانونية أو شرعية أو إمعانا منھم باإلھمال أو ما شابه ذلك. و قد كرّم اإلسالم اللقيط و‬ ‫اعتبره بحكم اليتيم )١(.‬ ‫ ‬
  • 4. ‫اإليواء: } ألم يجدك يتيما فآوى { و يقصد به توفير المأوى والمالذ اآلمن لكل يتيم، وبالسرعة القصوى، على ما يفيده العطف بالفاء في اآلية‬ ‫الكريمة.‬ ‫دار اإليواء )المؤسسة اإليوائية(: دار رعاية خيرية، تقوم بتنمية األطفال األيتام و اللقطاء و فاقدي الرعاية الوالدية، غذائياً و صحياً و فكرياً و‬ ‫تعليمياً و اجتماعياً، بما يكفل خلقَ جيلٍ مؤمنٍ با عزﱠ و جلّ، قويٍ صحيحَ الفكرِ و البدن. و تختلفُ ھذه الدور فيما بينھا من حيث األداء و المھام‬ ‫باختالف األنظمة الداخلية للجمعية الخيرية التي ترعاھا وتوجه العاملين المؤتمنين عليھا والمستفيدين منھا.‬ ‫المؤتمن: } وأن تقوموا لليتامى بالقسط { ھو الشخص )غير أحد األبوين( الموكلة إليه أمور الرعاية بالمحبة أو التوجيه الروحي أو التربوي أو‬ ‫التعليمي للطفل.‬ ‫المتربص: }كال بل ال تكرمون اليتيم { ھو الشخص الذي يتحين الفرصة لإلساءة إلى الطفل اليتيم و ھو غالبا ما يكون متواجدا في محيط الطفل‬ ‫)٢(.‬ ‫التسھيالت و بعض المعيقات و التي واجھتنا في البحث:‬ ‫بناء على طلب من إدارة إحدى الجمعيات الخيرية و مؤسسة اإليواء التابعة لھا، كان لنا شرف اإلسھام في أعمال اإلصالح الصحي و الغذائي للنزالء‬ ‫من األيتام و األطفال اآلخرين فاقدي الرعاية الوالدية، و ذلك منذ مطلع العام ٧٠٠٢، كمنسقين و مستشارين في الشؤون الصحية و الغذائية و‬ ‫التنظيم اإلداري، وذلك على غرار ما كنا نقوم به في دار أخرى أكثر تطوراً إليواء و تعليم األيتام للبنين و البنات في منطقة تبعد ٠٠٢ كم جنوبا.‬ ‫تأسست الجمعية الخيرية في الربع األول من القرن الماضي، بُعَيْدَ الحرب العالمية الثانية. يقع مقر الجمعية الحالي و دار اإليواء ومجموعة المنشآت‬ ‫اإلدارية و الخدمية األخرى التابعة لھا في منطقة واسعة محاطة بأسوار حجرية منحوتة تعلوھا قضبان حديدية غليظة و متراصة من الجھة األمامية و‬ ‫جدران متوسطة العلو من الجھات األخرى، تحيط بھا حديقة و مالعب مھملة نسبيا. ھناك بناء حديث لإلدارة، و آخر للمكتبة و القسم الھندسي و‬ ‫بناء خاص بإطعام األطفال و المستودعات مبني على الطراز اإلسالمي و بجواره دار اإليواء المخصصة لأليتام و اللقطاء و األطفال اآلخرين فاقدي‬ ‫الرعاية األبوية و جميعھم من الذكور باإلضافة إلى وجود أعمال إنشائية مختلفة و أبنية لم يكتمل بناؤھا بعد. يقع إلى جوار دار اإليواء مسجدٌ و‬ ‫ ‬
  • 5. ‫مدرسةٌ ابتدائية للبنين تشرف عليھا مديرية التربية في المنطقة باإلضافة إلى منطقة صناعية كان الھدف من إنشائھا آنئذ، ھو تدريب بعض أطفال‬ ‫المؤسسة اإليوائية على أعمال مھنية محددة. بلَغَ العدد اإلجمالي لألطفال النزالء في بداية العام ٧٠٠٢، حوالي ٠٧١ طفال ً تتراوح أعمارھم من ٦‬ ‫سنوات إلى ٧١ سنة.‬ ‫ھذه الجمعية الخيرية، شأنھا في ذلك شأن معظم الجمعيات الخيرية في المنطقة، تملك و الحمد ، ما يكفيھا من اإلمكانيات المادية و الموارد‬ ‫المالية لتغطية الكثير من النفقات الالزمة ألعمال التوعية و التطوير و التحديث في دار اإليواء التابعة لھا و ذلك بفضل الجھود الجبارة و المضنية التي‬ ‫تبذلھا رئاسة الحكومة متمثلة بوزارة الشؤون االجتماعية و العمل و العطايا السخية التي تقدمھا جمعيات خيرية أخرى و كبار الصناعيين و التجار و‬ ‫غيرھم من أھل البرﱢ و اإلحسان في المنطقة. و لعل المشكلة األساسية التي باتت تقف عائقا أمام أعمال التطوير و التحديث في ھذه الجمعية و‬ ‫المؤسسة اإليوائية التابعة لھا، كانت في رأينا، تكمن بشكل أساسي في جملة من األسباب تتلخص في كثرة المشاغل الروتينية اليومية التي ال‬ ‫طائل منھا أو الناجمة عن الضعف في إدارة مقاومة التغيير داخل الجمعية و المؤسسة اإليوائية التابعة لھا من جھة، و الوقت القصير المحدد لإلدارة‬ ‫الجديدة كي تقوم بإظھار نتائج سريعة على األرض من جھة أخرى.‬ ‫فور انجازنا ألعمال المسح األولي و التقييم الالزم في المؤسسة اإليوائية، قمنا بتشكيل فريق عمل و بدأنا بتحليل المخاطر المحيطة بالطفل،‬ ‫الداخلية منھا و الخارجية على حد سواء و بأشكالھا و طبائعھا المختلفة، بحيث تمت دراستھا ضمن وثائق الكترونية خاصة بتقييم الوضع الراھن‬ ‫للمنشأة يتم بموجبھا تحديد المخاطر و من ثم تفنيدھا و دراستھا تحليلياً وفق نظام خاص بتحليل المخاطر للمشاريع اإلصالحية و الذي سنعرضه‬ ‫في بحث مستقل إن شاء ﷲ. تمﱠ تكليف بعض العاملين بالمھام و آخرون بالتدقيق و المتابعة و بدأت اإلدارة بتنفيذ بعض األفكار المطروحة فوراً و ال‬ ‫سيما األمور اإلنشائية.‬ ‫إلى جانب العنف المدرسي القاسي الذي يتعرض له التالميذ األيتام كل يوم، فقد كانت المخالفات و التجاوزات بحق األطفال كبيرة و جسيمة و‬ ‫متنوعة داخل المؤسسة اإليوائية أيضا إلى حد ملفت للنظر. إال أن ذلك لم يثْنِ من عزيمتنا فبدأنا برصد و توثيق الكثير من اإلساءات و حاالت إيذاء‬ ‫الطفل، التي تنوعت من حيث النوع و الشدة و التكرار و مدى التأثير النفسي الذي تتركه على األطفال األيتام مما تسبب في زيادة متوسط عدد‬ ‫ ‬
  • 6. ‫المشكالت التي يعانون منھا بشكل أكبر من المعدالت المقبولة للمشكالت المالزمة لمراحل النمو المختلفة، ربما للقسوة المفرطة في ممارسة‬ ‫بعض من ھذه اإلساءات.‬ ‫نجحنا و بالتنسيق مع اإلدارة، بإنشاء وحدة اإلرشاد النفسي و االجتماعي و شرعنا برصد اإلساءات و الحوادث المختلفة و توثيقھا أصوال، تسھيال‬ ‫لتتبع المتربصين و المنتھكين لحقوق األطفال و إدانتھم. كما قمنا بتأسيس مجلﱠد خاص بسجالت الحوادث بشكل يضمن خصوصية الطفل اليتيم‬ ‫بحيث يكون بمقدور المعنيين و المتخصصين فقط اإلطالع عليھا و تدقيقھا عند الحاجة.‬ ‫لقد قدﱠمت لنا اإلدارة الكثير من التسھيالت و ال سيما في بداية العمل، حيث تعاونت معنا في تأسيس قاعة خاصة ألعمال التدريب و التأھيل و‬ ‫ساھمت بتزويدھا بما يلزم من معدات و أجھزة و مستلزمات. قمنا بتدريب المؤتمنين العاملين في المؤسسة اإليوائية وفقا لمستوياتھم المختلفة،‬ ‫على القيام بأعمال تقديم الرعاية بالمحبة لأليتام و المحاذير من اإلساءة إلى اليتيم في الشريعة اإلسالمية، و أسس حماية الطفل و شرح حقوق‬ ‫الطفل و االتفاقيات الدولية و التشريعات المحلية المتعلقة بضمان حقوق الطفل و حمايته من اإلساءة. كما كنا نشدد على تذكيرھم بأنھم مؤتمنون‬ ‫على تقديم الرعاية بالمحبة إلى ھذه الشريحة من األطفال األيتام و فاقدي الرعاية الوالدية و عليھم التعامل معھم برفق و دون اإلساءة لھم و ذلك‬ ‫عمال بأحكام الشريعة اإلسالمية و غيرھا من القوانين و التشريعات المحلية و الدولية و بما ينسجم مع اتفاقيات حقوق الطفل. كما اقترحنا على‬ ‫اإلدارة أن تقوم بإلزام جميع العاملين في المؤسسة اإليوائية على التوقيع على "وثيقة تعھد" خاصة باإلبالغ عن كل إساءة محتملة للطفل و بعدم‬ ‫توجيه أي شكل من أشكال اإلساءة إلى النزالء أو ممارسة العنف ضدھم أو إھمالھم أو استغاللھم تحت طائلة المالحقة القانونية و الفصل من‬ ‫العمل.‬ ‫رصد لألوضاع السائدة في المؤسسة اإليوائية في بداية الدراسة:‬ ‫ ‬
  • 7. ‫لم يكن من السھل أبدا الشروع بھذا البحث في بيئة كثرت فيھا المعيقات الناجمة أساسا عن بعض التغيرات في الھيكلية اإلدارية لمجلس إدارة‬ ‫الجمعية مع ظھورٍ واضح لبعض مظاھر الفساد في إدارة المؤسسة اإليوائية وقتھا )بداية العام ٧٠٠٢(. سوف نكتفي في ھذه الدراسة بسرد‬ ‫القضايا األكثر مساساً باأليتام و دار اإليواء التي يقطنون فيھا و المدرسة التي يتعلمون فيھا و أھمھا:‬ ‫مشاكل صحية ناجمة عن اإلھمال الصحي: خدوشٌ و كدماتٌ و كسور، إصابات بالاليشمانيا، إصابات واسعة بالفطور في األقدام، مشاكل‬ ‫•‬ ‫في النموّ. و تردي واضح في أداء الخدمات الصحية و التمريض‬ ‫غياب الرعاية المسلكية و التربوية السليمة: و يتجلى ذلك في تلقي و تبادل األلفاظ البذيئة و التنابذ باأللقاب و شتم الوالدين كجزء من‬ ‫•‬ ‫المشكالت النفسية و السلوكية المختلفة السائدة.‬ ‫مظاھر الحزن و اإلذالل: و تظھر جلية في حمل األطفال النزالء على تقبيل األيادي و تقديم الخدمات المختلفة للمشرفين المؤتمنين‬ ‫•‬ ‫باإلضافة إلى تعرﱡضھم على مدار الساعة ألقسى أنواع اإلساءات اللفظية من قبل المؤتمنين أنفسھم.‬ ‫اإلھمال الغذائي: و يتمثل في التمييز بين األطفال من حيث تقديم الرعاية الغذائية و كميات الطعام، كما كان اللحم المقدم لھم في معظم‬ ‫•‬ ‫الوجبات فاسدا، بسبب الظروف التخزينية السيئة.‬ ‫اإلھمال البيئي: كان معظم ما يحيط بالطفل داخل المؤسسة اإليوائية يوحي بالبرودة و القسوة: أدوات الطعام، الكؤوس، الصحون، األباريق،‬ ‫•‬ ‫الطاوالت. األبواب الخارجية و أبواب المباني الداخلية و النوافذ كانت كلھا حديدية و مدعمة بالسالسل و األقفال. األَسِرﱠة و الخزن و مقاعد‬ ‫الدرس و غيرھا مصنوعة في أغلبھا من الحديد أيضا. كما كان مجرور الصرف الصحي مكشوفا و بحاجة ماسة لإلصالح.‬ ‫اإلھمال اإلنشائي: الكثير من الغرف كانت مقفلة و مفاتيحھا حكراً على بعض العاملين، غرفة االستراحة متواضعة و فارغة من األثاث.‬ ‫•‬ ‫الحمامات و المرافق األخرى قذرة و غير معدة بشكل يضمن الخصوصية. غرف النوم لم تكن سوى عبارة عن "مھاجع" يحتوي المھجع الواحد‬ ‫منھا على قرابة المائة سرير في صاالت كبيرة ال تعرف لخصوصية الطفل أية معنى.‬ ‫غياب التربية الجنسية: و يتجلى ذلك جليا من اإلساءات الجنسية المتكررة التي بلغت بأنواعھا المختلفة حدا ال يمكن وصفه تَمَثﱠلَ بشيوع‬ ‫•‬ ‫العالقات الجنسية المثلية بين النزالء، وبشكل تكاد تكون جزءا ال يتجزأ من حياتھم اليومية مع وجود خلل واضح في النمو الجنسي عند‬ ‫ ‬
  • 8. ‫أغلبية األطفال النزالء، و غالبا ما كانت تتم بين طفل بالغ و طفل أو طفل مع طفل آخر. أما العالقة بين راشد و طفل )أطفال( فقد تم رصد‬ ‫عدد ضئيل منھا.‬ ‫السرقة و الكذب و مشاكل أخرى: شيوع مظاھر السرقة و االحتيال عند األطفال واختالق قصص و روايات من محض الخيال ال أساس لھا‬ ‫•‬ ‫من الصحة. و قد شكلت لنا ھذه الظاھرة في بداية الدراسة، بعض اإلشكاالت، لكننا تمكنا سريعا من تالفي األمر و إيجاد الحلول الناجعة‬ ‫لھا حرصا منا على دقة النتائج أثناء مقابلة األطفال و االستماع إليھم.‬ ‫التدخين و اإلدمان: وجود مظاھر سلوكية إدمانية بين المؤتمنين على األطفال و في صفوف األيتام على حد سواء، كالتدخين بسبب‬ ‫•‬ ‫سھولة تسرب السجائر إلى داخل المؤسسة اإليوائية و سھولة إخفائھا و توفر األماكن المناسبة لممارسة مثل ھذا السلوك.‬ ‫انخفاض المستوى التعليمي: نسبة عالية من األمية التعليمية تسود أوساط العاملين و لعلھا انعكست بوضوح على أوساط األطفال.‬ ‫•‬ ‫العنف المؤسساتي: الضرب بأنواعه و أنماطه و أدواته و قسوته ھو سلوك يومي يمارسه المؤتمنون بحق ھؤالء األيتام على مدار الساعة.‬ ‫•‬ ‫مما جعل العنف و المشاكسة و الشجار بينھم نھج طبيعي في سلوكھم اليومي، و قد أدى ذلك إلى بروز مظاھر السلوك العدواني والذي‬ ‫يتميز أحيانا بشراسة خطرة ضد بعضھم البعض أو ضد العاملين و المشرفين اآلخرين.‬ ‫العنف المدرسي: المدرسة المجاورة، إدارة و مدرسين، ضعيفة األداء و تمارس بداخلھا أشكال مختلفة من العنف المدرسي و غيرھا من‬ ‫•‬ ‫اإلساءات األخرى الشديدة القسوة، و لوال بعض المدرسين األكفاء في دروس التقوية داخل المؤسسة اإليوائية لكان األمر على غاية من‬ ‫التدھور.‬ ‫انعدام األمن: ضعف في الحراسة الليلية، و سھولة اختراق األسوار الخلفية و عدم إنارة األسوار و انعدام الرقابة اإللكترونية جعلت الوصول‬ ‫•‬ ‫إلى األطفال النزالء أمرا سھل المنال للمتربصين في معظم األوقات و ال سيما في الوردية الليلية.‬ ‫غياب نظام فعال و آمن للمكافحة الحشرية و القوارض: الفئران و الجرذان و القطط و غيرھا تمأل المؤسسة اإليوائية باإلضافة إلى الذباب و‬ ‫•‬ ‫البعوض الذي تسبب بإصابات عديدة بالاليشمانيا بين األطفال على مدى السنوات الماضية و غيرھا من حاالت التسمم الغذائي.‬ ‫ ‬
  • 9. ‫باإلضافة إلى مشاكل كثيرة ال يتسع ھذا البحث لذكرھا. على كل حال، تمﱠ انجاز بعض التغييرات المتواضعة بفضل التعاون المثمر بين أعضاء الفريق‬ ‫من جھة، و الرغبة الصادقة التي كانت تبديھا اإلدارة في الشروع بعملية التغيير بالسرعة القصوى من جھة أخرى. إال أنه ال زالت ھناك أعمال كثيرة‬ ‫أخرى ينبغي على اإلدارة القيام بھا للتقليل من المخاطر المختلفة التي ال زال يتعرض لھا الطفل اليتيم في دارٍ ال توفر في وضعھا الراھن، البيئة‬ ‫السليمة و اآلمنة بالقدر الالزم لتنشئته تنشئة صالحة تتعزﱠزُ معھا مشاعر المواطنة الصالحة و االعتزاز باالنتماء الديني و الوطني و القومي في إطار‬ ‫إنساني حضاري.‬ ‫رصد المستوى التعليمي و المھني لألطفال األيتام في المؤسسة اإليوائية:‬ ‫قمنا بادئ ذي بدء، برصد و متابعة النتائج الدراسية و المستويات التعليمية لألطفال و مراجعة بعض الصحف المدرسية القليلة التابعة لھم خالل‬ ‫السنوات الخمس الماضية و ما قد تحتويه من مالحظات و تعليقات قليلة للمعلمين. لقد الحظنا ضعفا شديداً و قصورا واضحا في التواصل بين‬ ‫المشرفين المؤتمنين العاملين في المؤسسة اإليوائية و الطاقم التعليمي في المدرسة، التي ال تبعد عن المؤسسة و لألسف، سوى أمتاراً‬ ‫قليلة. شملت الدراسة األوضاع التعليمية لألطفال في المؤسسة اإليوائية، سواءً لتالميذ التعليم األساسي اإللزامي )الذين يشكلون حوالي‬ ‫٣٩%( أو ألطفال المھن الصناعية المختلفة )حوالي ٧%(.‬ ‫١- األطفال النزالء من تالميذ التعليم األساسي اإللزامي:‬ ‫قمنا برصد أعداد تالميذ المدرسة من نزالء المؤسسة اإليوائية خالل السنوات الخمس الماضية، و دققنا في أعمار ھؤالء التالميذ و الصفوف التي‬ ‫يدرسون فيھا، فوجدنا أن جميع التالميذ في ھذه المدرسة ھم من نزالء الدار فقط. ولعل إحجام األھالي من سكان المناطق المجاورة، عن إرسال‬ ‫أبنائھم إليھا على الرغم من قربھا إلى بيوتھم، ھو بحد ذاته مؤشر ھام على مدى التردي التعليمي و التربوي لھذه المدرسة ذات السمعة‬ ‫السيئة و الذي تؤكده سجالت الحوادث و العنف المدرسي التي رصدنا قسطا منھا. نسبة التالميذ المتفوقين و المثابرين على الدرس تبلغ ما‬ ‫يقارب ٥,٧١% و ذلك بالرغم من وجود الكثير من المشكالت و العوائق األخرى المختلفة. من جھة ثانية، الحظنا وجود نسبة تصل إلى ما يقارب‬ ‫ ‬
  • 10. ‫٦١% من التالميذ الذين ال يجيدون القراءة و الكتابة باللغة العربية إلى حد يمكن و صفه باألمية. من المالحظ أيضا، أنه ال يوجد في أغلب األحيان،‬ ‫توافق بين أعمار بعض التالميذ و المرحلة الدراسية التي يتلقونھا. ھناك أيضا مشاكل في النطق عند البعض، آثرنا إدراجھا في ھذه الدراسة ضمن‬ ‫المشاكل السلوكية، يرافقھا تأخر دراسي و تقصير مدرسي و غالبية ھؤالء التالميذ يُظْھِرون عدم االنضباط داخل قاعة الدرس و ذلك لما يعانيه‬ ‫قسط كبير منھم من ).‪ ( Attention Deficit Hyperactivity Disorder A.D.H.D‬اضطراب ضعف االنتباه والنشاط الزائد، و يعلل ذلك إلى‬ ‫اإلھمال الذي ربما كان سائدا طيلة السنوات الماضية من النواحي المختلفة و التعليمية بشكل خاص، حيث كان االھتمام يكاد يقتصر على تحفيظ‬ ‫القرآن و ممارسة كرة القدم و تدريب فرقةٍ لإلنشاد و أخرى للموسيقى.‬ ‫كما ال حظنا أن عدد التالميذ القادرين على متابعة التعليم األساسي خالل السنوات الخمس الماضية يتناقص بالمعدل قليال بعد السنة التعليمية‬ ‫السادسة )الصف السادس( بحيث بلغ معدﱠل التسرب المدرسي بشكل وسطي من )٢١ - ٥١( % في السنة الدراسية السابعة )الصف السابع(،‬ ‫ليرتفع بعدھا بشكل كبير في الصفين التعليميين، الثامن و التاسع، ليصل إلى نسبة تقارب )٥٥ - ٣٦(% وسطياً. يوضﱢح الجدول التالي )جدول رقم:‬ ‫١(، عدد التالميذ من األطفال النزالء في المؤسسة اإليوائية و أعمارھم في كل صف من مراحل التعليم األساسي و ذلك عن العام الدراسي‬ ‫)٧٠٠٢-٨٠٠٢(.‬ ‫الـصـــــف )السنة الدراسية(‬ ‫ّ‬ ‫العمر‬ ‫التاسع‬ ‫الثامن‬ ‫السابع‬ ‫السادس‬ ‫الخامس‬ ‫الرابع‬ ‫الثالث‬ ‫الثاني‬ ‫األول‬ ‫بالسنوات‬ ‫٤‬ ‫٦‬ ‫١‬ ‫٩‬ ‫٢‬ ‫٧‬ ‫٣‬ ‫٧‬ ‫٦‬ ‫٢‬ ‫٨‬ ‫٦‬ ‫٧‬ ‫٤‬ ‫٣‬ ‫٩‬ ‫١‬ ‫٣‬ ‫٠١‬ ‫٦‬ ‫٣‬ ‫٠١‬ ‫١‬ ‫١١‬ ‫٧‬ ‫٤‬ ‫١‬ ‫١‬ ‫١١‬ ‫ ‬
  • 11. ‫٣‬ ‫٢١‬ ‫٠١‬ ‫٢‬ ‫١‬ ‫٢١‬ ‫٥‬ ‫٨‬ ‫٣‬ ‫١‬ ‫٣١‬ ‫٦‬ ‫١‬ ‫١‬ ‫١‬ ‫٤١‬ ‫٢‬ ‫٥١‬ ‫١‬ ‫٦١‬ ‫جدول رقم: ١- عدد التالميذ من األطفال النزالء في المؤسسة اإليوائية و أعمارھم في كل صف من مراحل التعليم‬ ‫األساسي‬ ‫المصدر: سجالت مؤسسة اإليواء ٧٠٠٢‬ ‫كما يوضح المنحنى البياني رقم:١، عدد التالميذ في المؤسسة اإليوائية في كل مرحلة من مراحل التعليم األساسي للعام الدراسي ٦٠٠٢-٧٠٠٢‬ ‫و معدﱠل التسرب المدرسي في المؤسسة اإليوائية التي تبدأ منذ نھاية مرحلة الطفولة المتوسطة و تتزايد في مرحلة الطفولة المتأخرة و‬ ‫المراھقة. و يعلّل ذلك إلى أسباب كثيرة و لعل من أھمھا شعور األطفال، و ھم في ھذه السن الحرجة من مراحل النمو، مدركين لواقعھم‬ ‫االجتماعي و المادي المؤلم و خائفين من المستقبل الغامض الذي ينتظرھم فور بلوغھم سن الرشد و خروجھم من المؤسسة اإليوائية ليعودوا‬ ‫ربما إلى الشوارع أسوة بمن سبقھم من إخوتھم األيتام الذين كانوا نزالء في نفس المؤسسة اإليوائية. أضف إلى ذلك، غياب الرعاية الوالدية و‬ ‫العجز الكبير في تقديم الرعاية البديلة داخل المؤسسة اإليوائية. أما المدرسة المجاورة و المستوى التعليمي و التربوي المترديين فيھا، فھذا شأن‬ ‫آخر. عموما ً◌ً، لقد رصدنا ضعفاً في أداء غالبية العاملين فيھا من النواحي السلوكية و التعليمية و التربوية على حد سواء يرافقه عنف مدرسي‬ ‫مفرط. و من الجدير بالذكر، فإننا وجدنا بأنﱠ أكبر عدد من األطفال الذين يتسربون من الدراسة ينتمون و لألسف إلى شريحة األطفال مجھولي‬ ‫النسب الذين يشكلون نسبة ٥,٣١% من إجمالي عدد النزالء.‬ ‫ ‬
  • 12. ‫٢- األطفال النزالء من قسم المھن الحرفية:‬ ‫ ‬
  • 13. ‫انه لمن دواعي األسى و الدھشة معاً، أن يكون جميع المنتسبين إلى ھذا القسم، ھم من األطفال مجھولي النسب )اللقطاء(. ربما ألنھم ال‬ ‫يجدون في ھذه المؤسسة اإليوائية من يقدم لھم النصح أو يوليھم ما يستحقونه من االھتمام و الرعاية بما يشجعھم للسعي و االجتھاد للسير‬ ‫قدما نحو مستقبل علمي أكثر إشراقا. و يشكل ھؤالء ٥,٦% من إجمالي عدد األطفال النزالء في المؤسسة اإليوائية )أي حوالي نصف إجمالي‬ ‫عدد األطفال اللقطاء(. أما النصف اآلخر منھم، فال زال يتعلم في المدرسة و غالبيتھم ينتمون إلى شريحة مرحلة الطفولة المتوسطة.‬ ‫يوضح الجدول التالي رقم: ٢، عدد األطفال في كل مھنة من المھن األربعة المذكورة و أعمارھم:‬ ‫عدد األطفال )اللقطاء( العاملين في كل مھنة‬ ‫المصدر: المؤسسة اإليوائية ٧٠٠٢‬ ‫العمر بالسنوات‬ ‫المھن األخرى‬ ‫المعجنات‬ ‫الخياطة‬ ‫الحدادة‬ ‫الميكانيك‬ ‫-‬ ‫١‬ ‫٢‬ ‫-‬ ‫-‬ ‫٣١‬ ‫-‬ ‫-‬ ‫١‬ ‫-‬ ‫-‬ ‫٤١‬ ‫-‬ ‫-‬ ‫-‬ ‫-‬ ‫-‬ ‫٥١‬ ‫-‬ ‫-‬ ‫١‬ ‫-‬ ‫-‬ ‫٦١‬ ‫-‬ ‫٢‬ ‫-‬ ‫-‬ ‫١‬ ‫٧١‬ ‫-‬ ‫١‬ ‫-‬ ‫٢‬ ‫-‬ ‫٨١‬ ‫جدول ٢: عدد األطفال اللقطاء من نزالء المؤسسة اإليوائية و أعمارھم في كل مھنة أو حرفة يتعلمونھا‬ ‫من كل ما سبق، فإننا نعتقد بأن إدارة المؤسسة اإليوائية في وضعھا الراھن تحتاج في عمليات اإلصالح و التطوير المستقبلية المختلفة إلى بضع‬ ‫سنوات من العمل الدؤوب و التدريب المستمر للمؤتمنين و العاملين اآلخرين فيھا قبل أن تحصد النتائج المتوخاة. خصوصا و أن المشكلة األساسية‬ ‫تكمن في الكثير من المفاھيم المغلوطة السائدة عند األكثرية الساحقة من العاملين في ھذه المؤسسة اإليوائية و التي ينجم عنھا ھذا الكمّ‬ ‫الكبير من المعيقات. و الحقيقة العلمية تنصّ على أن تغيّر السلوك مرتبطٌ ارتباطاً و ثيقاً بتغيير المفاھيم.‬ ‫ ‬
  • 14. ‫أم اليتيم المسلمة و دورھا الھام في تأمين مالذ أفضل ألطفالھا األيتام:‬ ‫ّ‬ ‫َ ْ‬ ‫في محاولة لتفسير ظاھرة التسرب المدرسي عند األطفال اللقطاء و توجھھم إلى المھن الحرفية و الصناعية، على مدى السنوات الخمس‬ ‫الماضية، في حين يحجم الكثيرين من إخوانھم األيتام عن التوجه ذاته. ال حظنا، من خالل استقصاء الرأي عند األطفال النزالء، و بعض أمھاتھم و‬ ‫ذويھم، حيث كنا نتحين فرص قدومھن إلى المؤسسة اإليوائية للتحدث إليھن، بأن السبب األساسي و راء ذلك يعود بالفضل أوالً، إلى الدوْرِ الھامّ‬ ‫ألم اليتيم - بغض النظر عن المستوى التعليمي لھا -، المتمثل في حرصھا على ضمان مستقبلٍ أفضل ألوالدھا خصوصا وأنﱠ األمومة ھي المالذ‬ ‫الثاني لليتيم بعد األبوة. صحيح أنّ ھناك تباينٌ في األوضاعِ االجتماعيةِ المختلفةِ و المستويات الفكرية و المادية لديھن، إال أننا نستطيع أن نؤكد‬ ‫حقيقة أنه كلما كانت األم أكثر استقاللية من النواحي المادية فإنھا تصبح أكثر مقدرة على العطاء ألوالدھا و بالتالي على تمكﱡنِھا من تعزيز ثقتھم‬ ‫بأنفسھم و تنمية مقدراتھم لبناء مستقبلھم و ذلك من خالل تواصلھا المستمر معھم.‬ ‫إلى جانب ذلك، فإنﱠ تشجيع أم اليتيم على احتضان أطفالھا األيتام من خالل تأمين حياة كريمة تليق بھا و بأسرتھا، ھو من أھم الواجبات التي‬ ‫يتوجب على المؤسسات اإليوائية أن تقوم به ضمن برنامج خاص يتم خالله تحسين أوضاعھن المادية و االجتماعية و تدريبھن على أعمال حرفية‬ ‫أو أشغاال يدوية تدر عليھن ربحا يضمن لھن و ألطفالھن حياة أفضل و أكثر استقرارا. و بذلك ال تقوم أم اليتيم المسلمة بدور األمومة فحسب، بل و‬ ‫تقرن إليه كفالة ولدھا اليتيم أيضا، مانحةً بذلك الصمود و التحدي، أمتن عروة ألطفالھا األيتام يستمسكون بھا لتغنيھم عن البحث خارجا عمن‬ ‫يؤويھم أو يعيلھم. يقول النبي الكريم صلوات ﷲ عليه وسالمه: } أَنَا وامرأَة سفعَاء الخدين كھاتَين يَوم القيَامة وأَومأَ يَزيد ـ الراوي ـ‬ ‫ِ ُ‬ ‫َ ْ َ ٌ َ ْ ُ ْ َ ﱠْ ِ َ َ ْ ِ ْ َ ْ ِ َ ِ َ ْ َ‬ ‫بِالوسطَى والسبﱠابَة .ِ امرأَة آمت من زوجھا ذات منصبٍ وجمال حبَست نَفْسھا عَ لَى يَتاماھا حتى بَانوا أَو ماتوا { أبو داود.‬ ‫ْ َ ُ‬ ‫ُ‬ ‫َ َ َ َ ﱠ‬ ‫َ َ‬ ‫َ َ َ ٍ َ َ ْ‬ ‫ْ َ ٌ َ ْ ِ ْ َ ْ ِ َ َ ُ َْ ِ‬ ‫ﱠ‬ ‫َ‬ ‫ْ ُ ْ‬ ‫إلى جانب الدعم المادي لليتيم و أمه، و توفير وسائل الدعم الكافي له و ألسرته، كي يصبح قادرا على العيش في جو أسري طبيعي كبديل عن‬ ‫ّ‬ ‫اإلقامة في المؤسسة اإليوائية، ينبغي على المؤسسة اإليوائية توعية األيتام و تشجيعھم على تكميل تحصيلھم العلمي من خالل لجان خاصة‬ ‫منبثقة عنھا تقوم بمراقبة أعمالھم الدراسية و تقييم أدائھم و منع األذى عنھم و حمايتھم من كل أشكال العنف المدرسي و غيرھا من أعمال‬ ‫الرعاية و المتابعة بالتعاون مع أمھاتھم و أسرھم. إن في ذلك تعزيز كبير لثقة اليتيم بنفسه و تنمية العتزازه بانتمائه الديني و الوطني/القومي و‬ ‫اإلنساني، كما و ينشأ محباً لبلده و مطيعا ألولي األمر فيه ليكون مواطنا صالحا يلوذ عن دينه و وطنه و يدافع عن قضاياه.‬ ‫ ‬
  • 15. ‫دراسة تحليلية للمشكالت النفسية و االضطرابات السلوكية و الجنسية عند األطفال النزالء:‬ ‫رافق قدوم اإلدارة الجديدة إلى المؤسسة اإليوائية التي نحن بصدد دراستھا، الكثير من اإلجراءات التي حملت في طياتھا الرغبة الجادّة في التغيير‬ ‫نحو األفضل، لتشمل األعمال اإلدارية المختلفة بدءا من إدارة الجمعية الخيرية و مواردھا المالية الكبيرة و المتشعبة ضمن ھيكلية إدارية و توصيفات‬ ‫وظيفية مناسبة تتحدد فيھا المھام و الواجبات و األھداف بدقة وفق خطة تھدف إلى توفير بيئة متكاملة أكثر أمنا لأليتام النزالء، كان قد تم الشروع‬ ‫في وضعھا بالتعاون مع خيرة االستشاريين المحليين في ھذا المضمار. كما أولت اإلدارة في البداية، عناية خاصة بقسم اإلشراف و تقديم الرعاية‬ ‫بالمحبة لأليتام. كذلك، تمﱠ بناء على توصيةٍ منا، إحداث قسم خاص باإلرشاد النفسي و االجتماعي فيھا، يُعْنى’ بمشاكل النزالء و الدفاع عن‬ ‫قضاياھم.‬ ‫لقد أولينا عملية رصد المشكالت النفسية و االضطرابات السلوكية و الجنسية، عند األطفال فاقدي الرعاية الوالدية و األيتام و أخوتھم اآلخرين من‬ ‫نزالء دار اإليواء، أھميةً خاصة في ھذه الدراسة، و ذلك لما لھا من تأثير بالغ األھمية على عملية النمو في مراحل الطفولة المختلفة و المراھقة و‬ ‫قد يمتدﱡ تأثير قسم كبير منھا لفترات طويلة من العمر )٣(. كما و جدنا أثناء ھذه الدراسة أن ھناك حاالت تحتاج إلى عالج من قبل أطباء متخصصين‬ ‫في معالجة األمراض النفسية لألطفال و المراھقين خصوصا و أن بعضھا ال يحتمل التأخير مثل: )‪Post-Traumatic Stress Disorder (PTSD‬‬ ‫االضطرابات النفسية الالحقة لإلصابة و ذلك بسبب فظاعة ما قد يمكن أن يكونوا قد تعرضوا له قبل قدومھم إلى المؤسسة اإليوائية أو بسب‬ ‫اإلساءات الجنسية التي غالبا ما يتعرضون لھا داخل المؤسسة اإليوائية و منذ األيام األولى لقدومھم )٤( و )٥( باإلضافة إلى غيرھا من‬ ‫المشكالت األخرى الموجودة في المؤسسة اإليوائية كالنكوص أو االرتداد ‪ Regression‬و الثبات ‪ Fixation‬في عمليات التعثر للنمو الجنسي عند‬ ‫عدد من األطفال النزالء و التي قد تتطور إلى درجة خطيرة من الفصام الحقاً. و قد توجھنا إلى إدارة المؤسسة اإليوائية بھذا االقتراح آملين أن‬ ‫يتحقق ذلك في أسرع فرصة ممكنة.‬ ‫ ‬
  • 16. ‫نود أن ننوه إلى حقيقة أن عدد الحاالت التي تمﱠت دراستھا في ھذا البحث، و الذي شمل ٠٧١ طفال، يزيد قليال عن عدد نزالء المؤسسة اإليوائية‬ ‫و الذين يبلغ عددھم حاليا ٨٦١ طفال )أكتوبر، ٧٠٠٢(، و السبب في ذلك يعود إلى أن بعض األطفال ممن شملتھم ھذه الدراسة، سبق و أن غادروا‬ ‫المؤسسة اإليوائية أو تمﱠ فصلھم منھا خالل عطلة الصيف الفائت، في حين أتى آخرون جدد مع بداية العام التعليمي الحالي )٧٠٠٢ - ٨٠٠٢(.‬ ‫الخـطــة: كمْ كان بودنا القيام برصد المشكالت لألطفال اللقطاء المقيمين في المؤسسة اإليوائية في البيئة التي نشئوا فيھا قبل قدومھم إلى‬ ‫ھذه المؤسسة اإليوائية، و السيما في مرحلة الطفولة المبكرة التي قضوھا في إحدى دور الحضانة في المنطقة التي تعنى باألطفال اللقطاء في‬ ‫مرحلتي الرضاعة و الطفولة المبكرة. إال أنه و لألسف، لم يكن لدينا ما يكفي من الوقت للبحث في األضابير التابعة لقسط كبير منھم و اقتصرنا‬ ‫على الحاالت التي كانت مثيرة لالنتباه أو الجدل. من كل ما سبق سنكتفي ھنا بدراسة و رصد أھم المشكالت النفسية و اإلضطرابات السلوكية و‬ ‫الجنسية ألطفال المؤسسة اإليوائية، في مراحل الطفولة المتوسطة و المتأخرة و المراھقة.‬ ‫على كل حال، تمﱠ وضع خطة العمل، و التي تجلﱠت في رصد المشكالت النفسية عند شريحة أطفال الطفولة المتوسطة )٦ – ٨( سنوات، على أن‬ ‫تليھا شريحة الطفولة المتأخرة )٩ – ١١( سنة و أخيرا المراھقة )٢١ – ٧١( سنة. و اقتضت الخطة أيضا، متابعة الحاالت التي تمت دراستھا على‬ ‫اختالف الشرائح التي تنتمي إليھا و إضافة ما قد يستجد من معطيات إلى نتائج الدراسة على أن يتم انجاز العمل خالل مدة أقصاھا ٥ أشھر.‬ ‫اإلجـراء: قمنا بتنفيذ الخطة في الوقت المحدد بنھج علمي، تمﱠ وفقه تعزيز التواصل بين فريق العمل مع العاملين في المؤسسة عموما و األطفال‬ ‫النزالء بشكل خاص. في بداية األمر، تمﱠ الرجوع إلى ملفات األطفال المقيمين في المؤسسة اإليوائية و دراستھا و التأكد من مطابقتھا لواقع الحال،‬ ‫خصوصا بعد أن رصدنا بعض الملفات التي يعتقد بأن فيھا شيء من اللبس.‬ ‫بدأنا العمل برصد أھم المشكالت النفسية و اإلضطرابات السلوكية و الجنسية و األكثر شيوعا لشريحة األطفال األصغر سنّاً من مرحلة الطفولة‬ ‫المتوسطة، و الذين بلغ عددھم ٧٣ طفال ً. كنا نتواصل فيما بيننا، بشكل دوري الستعراض ما تمﱠ تحقيقه و لتبادل األفكار حول بعض القضايا المتعلقة‬ ‫ ‬
  • 17. ‫بالخطة و ما إذا كانت ھناك حاجة للقيام ببعض التعديالت أو اإلجراءات التصحيحية عليھا، خصوصا و أن ھذه الشريحة من األطفال تتسم بكثرة‬ ‫المشكالت و تعددھا بشكل يفوق مشكالت المراحل التالية من النمو عددا و لكن على األغلب بحدﱠةٍ أقل:‬ ‫- كنا نختار أسلوب و نھج التعامل مع األطفال بما يتناسب مع خصائص و متطلبات العمل مع كل مرحلة من مراحل النمو. تمﱠ استدعاء األطفال‬ ‫بشكل إفرادي، و في إطار من المحبة، كنا نحرص على أن يشعر الطفل باألمان و الھدوء. كنا نصغي له في جو من التواصل المتكامل )السمعي و‬ ‫البصري و الحسي( دون أن نقاطعه، و كلما شعرنا بأن تركيزه بدأ يتشتت، كنا نطرح سؤاال واضحاً في سياق الموضوع. كنا نستمع إليه محدثاً عن‬ ‫مشاكله باھتمام، و نوحي له بأننا نصدقه و ال نقاطعه في الحديث كي ال نشتت أفكاره بل على العكس، فإننا نعطيه شعورا قويا بأننا نثق به و‬ ‫سنقوم بمساعدته. كنا نتفادى تدوين أو توثيق أي شيء أثناء المقابالت قدر المستطاع، بل ننتظر حتى يغادر الطفل المكان. كنا نستعيض عن‬ ‫الكتابة بتسجيل بعض المقابالت خلسة، و من ثم توثيق ما جاء فيھا على انفراد قبل إتالف المواد المسجلة حرصا منا على خصوصية الطفل و‬ ‫حمايته من اإلساءة. كما كنا نقوم أحيانا باستدعاء أطفال آخرين، كان قد ذكرھم الطفل أثناء حديثه معنا، لتدعيم أقواله. ھناك حاالت كان يتم‬ ‫استدعاؤھا أكثر من مرة. أما األسئلة التي كنا نسألھا فكانت متنوعة و لكنھا تصب في سياق الدراسة التي نحن بصددھا. منھا ما كان يتعلق‬ ‫بأصدقائه المقربين في المؤسسة اإليوائية و بآخرين ال ينسجم معھم أو ال يحب اللعب معھم. من يحب من المشرفين أو المشرفات؟. ما ھي‬ ‫العقوبات التي تعرض لھا من حيث النوع والوسائل المستخدمة في العقاب؟ ثم ما ھي شدتھا و تكرارھا و السعي إلى معرفة مدى تأثره بھا. كما‬ ‫أننا كنا نرصد أثناء الحوار مع الطفل، المظھر العام له ) النظافة – الھندام – الخدوش والكدمات( ومعرفة أسباب ھذه الكدمات في حال وجودھا.‬ ‫باإلضافة إلى التركيز على اإليماءات أو حركات يده و المشاكل اللفظية و غير ذلك و رصدھا كمؤشر على ما إذا كان لديه اضطراب سلوكي ما أم ال.‬ ‫و من ضمن األسئلة الھامة األخرى، كنا نستفسر عن أحواله االجتماعية األخرى سواء خارج المؤسسة اإليوائية لمن له أمﱞ أو أھلٌ يذھب إليھم أيام‬ ‫العطل و األعياد، أو داخل دار اإليواء لألطفال اللقطاء.‬ ‫و لمزيد من التحري و االستقصاء، و بھدف التأكيد على أن ما رصدناه لم يكن حادثا عرضيا بل مشكلة حقيقية يتكرر حدوثھا عند الطفل، كنا نرصد‬ ‫سلوك األطفال أثناء الطعام و اللعب و الرسم و الدرس و العبادة و النشاط الديني وغيرھا من الفعاليات المختلفة داخل المؤسسة اإليوائية‬ ‫باإلضافة إلى الحفالت والرحالت و النشاطات األخرى خارجھا.‬ ‫ ‬
  • 18. ‫وفقا للخطة الموضوعة و بنفس اإلجراء السابق، قمنا أيضا برصد المشكالت النفسية و اإلضطرابات السلوكية و المشكالت الجنسية عند األطفال‬ ‫النزالء في مرحلتي النمو التاليتين. بلغ عدد أطفال مرحلة الطفولة المتأخرة الذين شملتھم الدراسة ٣٧ طفال و األطفال من شريحة المراھقة ٠٦‬ ‫طفال ً. بالطبع، كان ھناك الكثير من المرونة في آلية العمل أثناء المقابالت أو إجراء "التحقيقات" و االستقصاءات مع األطفال بما ينسجم مع طبيعة‬ ‫الطفل و الشريحة العمرية و التعليمية التي ينتمي إليھا.‬ ‫النتـائج: قمنا برصد ٨٢ مشكلة من أھم المشكالت النفسية و اإلضطرابات السلوكية باإلضافة إلى المشكالت الجنسية عند األطفال من الشرائح‬ ‫العمرية الثالثة. قمنا أيضا بتقسيم المشكالت و اإلضطرابات عند كل شريحة إلى أربعة مجموعات رئيسية بحيث يقع ضمن كل مجموعة رئيسية‬ ‫أكثر أنواع االضطرابات شيوعا و عدد الحاالت المرصودة لكل نوع من ھذه االضطرابات التي تمت متابعتھا. فيما يلي، سوف نتطرق إلى مشكالت كل‬ ‫شريحة بشيء من التحليل و ربطھا بالواقع الذي يعيشه األطفال داخل المؤسسة اإليوائية و المدرسة المجاورة:‬ ‫أ- مشكالت الطفولة المتوسطة )من ٦ – ٨ سنة(: تعتبر ھذه المرحلة العمرية من أكثر المراحل العمرية التي نحن بصددھا أھميةً، إذ يتقرر خاللھا‬ ‫نوع الشخصية التي سيكون عليھا الطفل فيما بعد، وفي ھذه المرحلة يتكون الضمير الواعي ألن الطفل يكون في طور التكوين واالكتساب بحيث‬ ‫يتصف عقله بالمرونةِ وتَقَبﱡل االتجاھات الجديدة، لذلك تنطبع فيھا الخبرات التي يمر فيھا الطفل وتبقى ثابتة إلى حد كبير طوال مراحل حياته‬ ‫المقبلة.‬ ‫المشكالت النفسية واالضطرابات السلوكية لنزالء الدار في مرحلة الطفولة المتوسطة‬ ‫) من عمر ٦ سنوات إلى ٨ سنوات(‬ ‫عدد األطفال في الشريحة المدروسة: ٧٣ طفل و العدد الكلي للحاالت المختلفة المرصودة ھو: ٥٧٥ حالة‬ ‫عدد الحاالت‬ ‫المشكالت النفسية واالضطرابات السلوكية & الجنسية )٨٢ مشكلة مختلفة(‬ ‫٩٤‬ ‫االنطواء وعدم التواصل‬ ‫االضطرابات االنفعالية‬ ‫١.‬ ‫٥٢‬ ‫فقدان الثقة بالنفس‬ ‫ ‬
  • 19. ‫٣٢‬ ‫العدد اإلجمالي للحاالت التي تم رصدھا:٣٦١ حالة الخوف‬ ‫تشكل نسبة قدرھا ٨٢% من إجمالي المشاكل‬ ‫٦٦‬ ‫اضطرابات أخرى مختلفة‬ ‫٩٢‬ ‫ضعف التركيز واإلفراط في النشاط‬ ‫٢٣‬ ‫الالزمات‬ ‫اضطرابات العادات‬ ‫١.‬ ‫٥٢‬ ‫اضطرابات الكالم‬ ‫٧١‬ ‫اضطرابات التغذية‬ ‫العدد اإلجمالي للحاالت التي تم رصدھا: ٣٩١ حالة‬ ‫٠٩‬ ‫اضطرابات أخرى مختلفة‬ ‫تشكل نسبة قدرھا ٤٣% من إجمالي المشاكل‬ ‫٦٢‬ ‫المشاجرة و العراك‬ ‫اضطرابات السلوك الغير اجتماعي‬ ‫١.‬ ‫٢٣‬ ‫اللفظ البذيء‬ ‫٠٣‬ ‫الكذب‬ ‫العدد اإلجمالي للحاالت التي تم رصدھا: ٦٨١ حالة‬ ‫٨٩‬ ‫اضطرابات أخرى مختلفة‬ ‫تشكل نسبة قدرھا ٢٣% من إجمالي المشاكل‬ ‫٣١‬ ‫العالقات المثلية‬ ‫المشاكل الجنسية‬ ‫١.‬ ‫٣١‬ ‫النكوص‬ ‫العدد اإلجمالي للحاالت التي تم رصدھا: ٣٣ حالة‬ ‫٧٠‬ ‫اضطرابات أخرى مختلفة‬ ‫تشكل نسبة قدرھا ٦% من إجمالي المشاكل‬ ‫الجدول رقم ٣ المشكالت النفسية واالضطرابات السلوكية و المشاكل الجنسية لنزالء المؤسسة اإليوائية في مرحلة الطفولة المتوسطة‬ ‫و لعل ما يميز معاناة أطفال ھذه الشريحة العمرية من األطفال النزالء في ھذه المؤسسة اإليوائية، ھو النسبة العالية من العنف المتمثل في‬ ‫مشكلة المشاجرات و العراك و مشكلة اللفظ البذيء و اللتان تشكالن حوالي ١٣% من اضطرابات السلوك الالاجتماعي عندھم و الذي يمكن‬ ‫ ‬
  • 20. ‫تفسيره بمدى تفشي الفساد في اإلشراف متمثال في العنف المؤسساتي و المدرسي الممارس ضدھم بقسوة من جھة، و عدم شعور األيتام و‬ ‫أخوتھم األطفال اآلخرون من النزالء باألمان و الھدوء في المؤسسة اإليوائية من جھة أخرى )المخطط البياني رقم: ٢ و الجدول رقم: ٣(.‬ ‫ ‬
  • 21. ‫كذلك فان مشكلة ضعف االنتباه و النشاط الزائد ).‪ ( A.D.H.D‬تشكل ٥١% تقريبا من اضطرابات العادات عندھم األمر الذي يفسﱠر على أن األطفال‬ ‫يعانون بنسبة عالية من مشاكل نفسية و عصبية مختلفة التباين و الشدة، باإلضافة إلى معاناتھم لمشاكل حقيقية في النمو نتيجة اإلھمال و‬ ‫الفساد الشديد السائد في المؤسسة اإليوائية. كما وجدنا بأن االنطواء وعدم التواصل ھما من السمات الغالبة و تشكالن نسبة عالية تصل إلى‬ ‫٠٣% من اإلضطرابات االنفعالية عند أطفال ھذه الشريحة داخل المؤسسة. أما المشكالت الجنسية، فإن العالقات المثلية و النكوص تشكل كل‬ ‫مشكلة منھا نسبة تصل إلى ٩٣% أي أن من بين ثالثة أطفال من ھذه الشريحة يوجد على األقل طفل واحد معتدى عليه جنسيا، بحيث توجد‬ ‫اعتداءات جنسية على ھؤالء األطفال من قبل إخوتھم األطفال األكبر سنا من نزالء الدار و الراشدين المنحرفين العاملين داخل المؤسسة على حد‬ ‫سواء، سيما و أن أطفال ھذه الشريحة ھم المفضلون لديھم. عدد األطفال الذين تمت دراسة أحوالھم في ھذه الشريحة ھو ٧٣ طفال. تمﱠ إدخال‬ ‫جميع القيم الناتجة عن استقصاء أطفال الشريحة و عددھا ٧٣، حيث تمثل كل قيمة منھا عدد المشكالت عند الطفل الواحد و ھي مرتبة من‬ ‫األدنى لألعلى كما يلي:‬ ‫٣١‬ ‫٣١‬ ‫٢١‬ ‫٢١‬ ‫٢١‬ ‫٢١‬ ‫١١‬ ‫١١‬ ‫٠١‬ ‫٦٠‬ ‫٥١‬ ‫٥١‬ ‫٥١‬ ‫٥١‬ ‫٥١‬ ‫٥١‬ ‫٥١‬ ‫٤١‬ ‫٤١‬ ‫٣١‬ ‫٨١‬ ‫٨١‬ ‫٧١‬ ‫٧١‬ ‫٦١‬ ‫٦١‬ ‫٦١‬ ‫٦١‬ ‫٦١‬ ‫٦١‬ ‫٤٢‬ ‫٤٢‬ ‫٢٢‬ ‫١٢‬ ‫١٢‬ ‫٠٢‬ ‫٩١‬ ‫مجموع القيم = مجموع عدد المشاكل الكلي في شريحة الطفولة المتوسطة = ٥٧٥ مشكلة‬ ‫المتوسط ‪ ١٥,٥٤ = Mean‬مشكلة / طفل‬ ‫٥٩% من المجال المقبول للقيم الواقعية للمتوسط تتراوح بين: ٦٢,٤١ و ٢٨,٦١‬ ‫االنحراف المعياري = ٥٨,٣‬ ‫= ١٨,٢ معدّل االنحراف المطلق عن الوسيط‬ ‫الوسيط ‪ ١٥.٠٠ = Median‬مشكلة / طفل‬ ‫ ‬
  • 22. ‫القيمة العليا = ٤٢، القيمة الدنيا = ٦٠‬ ‫نستنتج مما سبق، أنﱠ معدل نصيب الطفل النزيل من المشكالت في مرحلة الطفولة المتوسطة ھو:‬ ‫)٠٠.٥١ +/- ١٨,٢( مشكلة / طفل‬ ‫ب- مشكالت الطفولة المتأخرة )من ٩ – ١١ سنة(: يطلق على ھذه المرحلة أيضاً، مرحلة قبيل المراھقة "‪ ، "Preadolescence‬بحيث يصبح‬ ‫السلوك أكثر جدية و تتميز ببطء في معدل النمو من حيث السرعة قياساً للمرحلة السابقة و الالحقة و يبدأ وضوح التمايز بين الجنسين بشكل‬ ‫واضح. تعتبر ھذه المرحلة من أنسب المراحل لعملية التطبيع االجتماعي، حيث يتعلم الطفل المھارات الالزمة لشؤون الحياة و المعايير الخلقية،‬ ‫كما و تترسﱠخ عنده القيم و االتجاھات و الرغبة في تحمل المسؤوليات و ضبط االنفعاالت بشكل أكبر.‬ ‫ھنا أيضاً، قمنا بإتباع نفس اإلجراءات في أعمال الرصد والتوثيق، يالحظ من النتائج التي حصلنا عليھا في دراستنا لھذه المرحلة من النمو و‬ ‫المذكورة في )الجدول رقم ٤ و المخطط البياني رقم ٣(، أنﱠ أھم اضطرابات السلوك الالاجتماعي كالكذب و المشاكسة و المشاجرة و العراك و‬ ‫غيرھا، تشكل معاً المعضلة األكبر التي يعاني منھا أطفال ھذه الشريحة من النزالء ، حيث بلغت نسبتھا ٥٤% و بالطبع فان اإلساءات اللفظية‬ ‫تشكل مشكلة كبيرة أيضا. من جھة أخرى، تعتبر الالزمات و مشكلة ضعف االنتباه و النشاط الزائد ).‪ ( A.D.H.D‬من أبرز اإلضطرابات المنسوبة إلى‬ ‫العادات حيث تشكل ١٢%. في حين كان العناد و عدم المقدرة على التواصل و فقدان الثقة بالذات من أبرز المشكالت النفسية و السلوكية‬ ‫الناجمة عن اإلضطرابات االنفعالية حيث تشكل نسبة ٤٥%. أما في المشكالت الجنسية، تشكل العالقات المثلية فيھا نسبة عالية أيضا تصل إلى‬ ‫٢٦% و ھنا أيضا الحظنا العدد الكبير لألطفال الذين يتعرضون للتحرش واالنتھاكات الجنسية بحيث بلغ عددھم ٨٥ طفال من أصل ٣٧ طفال.‬ ‫ ‬
  • 23. ‫و من الجدول ٤، نستطيع أيضاً أن نستنتج معدل عدد المشكالت بأنواعھا المختلفة للطفل الواحد و ھو في مرحلة النمو المتأخرة حيث تم إدخال‬ ‫٣٧ قيمة. تمثل كل قيمة منھا عدد المشكالت عند الطفل الواحد و ھي مرتبة من األدنى لألعلى كما يلي:‬ ‫المشكالت النفسية واالضطرابات السلوكية لنزالء المؤسسة اإليوائية في مرحلة الطفولة المتأخرة ) من عمر ٩ سنوات إلى ١١‬ ‫سنة(‬ ‫عدد األطفال في الشريحة المدروسة: ٣٧ طفل )عدد حاالت اإلساءات اإلجمالي ٨٢٠١(‬ ‫عدد الحاالت‬ ‫المشكالت النفسية واالضطرابات السلوكية‬ ‫٠٨٠‬ ‫االنطواء وعدم التواصل‬ ‫١. االضطرابات االنفعالية‬ ‫٣٤٠‬ ‫العناد‬ ‫٢٤٠‬ ‫فقدان الثقة بالنفس‬ ‫٢٤٠‬ ‫الخوف‬ ‫العدد اإلجمالي للحاالت التي تم رصدھا: ٧٠٣ حالة‬ ‫٠٠١‬ ‫اضطرابات أخرى مختلفة‬ ‫تشكل نسبة قدرھا ٠٣% من إجمالي المشاكل‬ ‫٥٤٠‬ ‫رفض الذھاب إلى المدرسة‬ ‫١. اضطرابات العادات‬ ‫٨٣٠‬ ‫الالزمات‬ ‫٤٢٠‬ ‫ضعف التركيز واإلفراط في النشاط‬ ‫العدد اإلجمالي للحاالت التي تم رصدھا:٣٩٢ حالة‬ ‫٦٨١‬ ‫اضطرابات أخرى مختلفة‬ ‫تشكل نسبة قدرھا ٧٢% من إجمالي المشاكل‬ ‫٣٦٠‬ ‫اللفظ البذيء‬ ‫١. اضطرابات السلوك الغير اجتماعي‬ ‫٩٤٠‬ ‫المشاجرة والعراك‬ ‫٢٦٠‬ ‫المشاكسة‬ ‫٨٤٠‬ ‫الكذب‬ ‫العدد اإلجمالي للحاالت التي تم رصدھا:٥٥٣ حالة‬ ‫٣٣١‬ ‫اضطرابات أخرى مختلفة‬ ‫تشكل نسبة قدرھا ٤٣% من إجمالي المشاكل‬ ‫٨٢٠‬ ‫العالقات المثلية‬ ‫١. المشكالت الجنسية‬ ‫٨٢٠‬ ‫النكوص )االرتداد(‬ ‫العدد اإلجمالي للحاالت التي تم رصدھا: ٣٧ حالة‬ ‫٧١٠‬ ‫الثبات‬ ‫تشكل نسبة قدرھا ٧% من إجمالي المشاكل‬ ‫الجدول رقم ٤ المشكالت النفسية واالضطرابات السلوكية & الجنسية لنزالء المؤسسة اإليوائية في مرحلة الطفولة المتأخرة‬ ‫ ‬
  • 24. ‫٨٠‬ ‫٨٠‬ ‫٧٠‬ ‫٧٠‬ ‫٦٠‬ ‫٦٠‬ ‫٥٠‬ ‫٥٠‬ ‫٤٠‬ ‫٤٠‬ ‫١١‬ ‫١١‬ ‫١١‬ ‫١١‬ ‫١١‬ ‫١١‬ ‫٠١‬ ‫٠١‬ ‫٩‬ ‫٩‬ ‫٣١‬ ‫٣١‬ ‫٣١‬ ‫٣١‬ ‫٣١‬ ‫٣١‬ ‫٢١‬ ‫٢١‬ ‫٢١‬ ‫٢١‬ ‫٥١‬ ‫٥١‬ ‫٤١‬ ‫٤١‬ ‫٤١‬ ‫٤١‬ ‫٤١‬ ‫٣١‬ ‫٣١‬ ‫٣١‬ ‫٦١‬ ‫٦١‬ ‫٦١‬ ‫٦١‬ ‫٦١‬ ‫٥١‬ ‫٥١‬ ‫٥١‬ ‫٥١‬ ‫٥١‬ ‫٨١‬ ‫٨١‬ ‫٨١‬ ‫٧١‬ ‫٧١‬ ‫٧١‬ ‫٧١‬ ‫٧١‬ ‫٧١‬ ‫٦١‬ ‫١٢‬ ‫٠٢‬ ‫٠٢‬ ‫٠٢‬ ‫٠٢‬ ‫٩١‬ ‫٩١‬ ‫٩١‬ ‫٩١‬ ‫٨١‬ ‫٤٢‬ ‫٢٢‬ ‫٢٢‬ ‫مجموع القيم = مجموع عدد المشاكل الكلي في شريحة الطفولة المتأخرة = ٠٤٠١ مشكلة‬ ‫المتوسط ‪ ١٣,٩٦ = Mean‬مشكلة / طفل‬ ‫٥٩% من المجال المقبول للقيم الواقعية للقيمة المتوسطة تتراوح بين: ٠٩,٢١ و ٢٠,٥١‬ ‫االنحراف المعياري = ٥٥,٤‬ ‫القيمة العليا = ٤٢، القيمة الدنيا = ٤٠‬ ‫الوسيط ‪ ١٤,٠٠ = Median‬مشكلة / طفل‬ ‫معدّل االنحراف المطلق عن الوسيط = ٠٦,٣‬ ‫ ‬
  • 25. ‫نستنتج مما سبق أن معدل نصيب الطفل النزيل من المشكالت في مرحلة الطفولة المتأخرة ھو:‬ ‫)٠٠,٤١ +/- ٠٦,٣( مشكلة / طفل‬ ‫ج- مشكالت مرحلة المراھقة )٢١ – ٧١(: يتسم األطفال في ھذه المرحلة بالعناد والرفض، وصعوبة االنقياد، والرغبة في إثبات الذات - حتى لو‬ ‫كان ذلك بالمخالفة لمجرد المخالفة - وتضخم الكرامة العمياء ، التي قد تدفع المراھق رغم إيمانه بفداحة ما يصنعه إلى االستمرار فيه ، إذا حدث‬ ‫ ‬
  • 26. ‫أن توقﱡفه عن فعله سيشوبه شائبة، أو شبھة من أن يشار إلى أن قراره بالتوقف عن الخطأ ليس نابعاً من ذاته ، وإنما بتأثير شخص آخر )٦(.‬ ‫لدى دراسة المشكالت النفسية و السلوكية الناجمة عن اإلضطرابات االنفعالية عند ھذه الشريحة، تبين لنا بأنﱠ االنطواء و عدم التواصل كان من‬ ‫أبرزھا و بلغ نسبة ٧٢%، يليھا الخوف و فقدان الثقة بالذات ثم يلي ذلك العناد. تحتل المشاكسة و اللفظ البذيء مكان الصدارة من بين اضطرابات‬ ‫السلوك الالاجتماعي حيث بلغت نسبتھا ٢٤% يليھا المشاجرة و العراك. أما اإلضطرابات المنسوبة إلى العادات فتشكل الالزمات و رفض الذھاب‬ ‫إلى المدرسة فيھما نسبة قدرھا ١٤%. أما المشكالت الجنسية، فإننا نالحظ ھنا أيضا ارتفاع نسبة العالقات المثلية حيث تشكل نسبة تصل إلى‬ ‫٥٣% .‬ ‫نستطيع أيضاً من الجدول ٥، أن نستنتج معدل عدد المشكالت بأنواعھا المختلفة للطفل الواحد و ھو في مرحلة المراھقة حيث تم إدخال ٠٦‬ ‫قيمة، تمثل كل قيمة منھا عدد المشكالت عند الطفل الواحد و ھي مرتبة من األدنى لألعلى كما يلي:‬ ‫المشكالت النفسية واالضطرابات السلوكية لنزالء الدار في مرحلة المراھقة )من عمر ٢١ سنة وما فوق(‬ ‫عدد األطفال في الشريحة المدروسة: ٠٦ طفل )لديھم ٠٢٦ حالة(‬ ‫عدد الحاالت‬ ‫المشكالت النفسية واالضطرابات السلوكية‬ ‫٤٦‬ ‫االنطواء وعدم التواصل‬ ‫١. االضطرابات االنفعالية‬ ‫١٤‬ ‫الخوف‬ ‫٠٤‬ ‫العدد اإلجمالي للحاالت التي تم رصدھا:٣٣٢ فقدان الثقة بالنفس‬ ‫حالة‬ ‫تشكل نسبة قدرھا ٨٣% من إجمالي‬ ‫٨٨‬ ‫اضطرابات أخرى مختلفة‬ ‫المشاكل‬ ‫٦٢‬ ‫الالزمات‬ ‫١. اضطرابات العادات‬ ‫٦٢‬ ‫رفض الذھاب إلى المدرسة‬ ‫٨‬ ‫العدد اإلجمالي للحاالت التي تم رصدھا:٦٢١ ضعف التركيز واإلفراط في النشاط‬ ‫حالة‬ ‫تشكل نسبة قدرھا ٠٢% من إجمالي‬ ‫٦٦‬ ‫اضطرابات أخرى مختلفة‬ ‫المشاكل‬ ‫ ‬
  • 27. ‫٢٤‬ ‫١. اضطرابات السلوك الغير اجتماعي اللفظ البذيء‬ ‫١٤‬ ‫المشاكسة‬ ‫١٣‬ ‫المشاجرة والعراك‬ ‫العدد اإلجمالي للحاالت التي تم‬ ‫رصدھا:٦٩١ حالة‬ ‫تشكل نسبة قدرھا ٢٣% من إجمالي‬ ‫٢٨‬ ‫اضطرابات أخرى مختلفة‬ ‫المشاكل‬ ‫٣٢‬ ‫العالقات المثلية‬ ‫١. المشاكل الجنسية‬ ‫٢‬ ‫النكوص )االرتداد(‬ ‫٤١‬ ‫العدد اإلجمالي للحاالت التي تم رصدھا:٥٦ الثبات‬ ‫حالة‬ ‫تشكل نسبة قدرھا ٠١% من‬ ‫٦٢‬ ‫العادة السرية‬ ‫المشاكل إجمالي‬ ‫الجدول رقم ٥ المشكالت النفسية واالضطرابات السلوكية و الجنسية لنزالء المؤسسة اإليوائية في مرحلة المراھقة‬ ‫٦‬ ‫٥‬ ‫٥‬ ‫٥‬ ‫٥‬ ‫٥‬ ‫٥‬ ‫٤‬ ‫٤‬ ‫٣‬ ‫٨‬ ‫٨‬ ‫٨‬ ‫٨‬ ‫٨‬ ‫٧‬ ‫٧‬ ‫٧‬ ‫٧‬ ‫٦‬ ‫٠١‬ ‫٠١‬ ‫٩‬ ‫٩‬ ‫٩‬ ‫٩‬ ‫٩‬ ‫٩‬ ‫٩‬ ‫٨‬ ‫٣١‬ ‫٣١‬ ‫٣١‬ ‫٢١‬ ‫٢١‬ ‫٢١‬ ‫١١‬ ‫١١‬ ‫١١‬ ‫٠١‬ ‫٤١‬ ‫٤١‬ ‫٤١‬ ‫٣١‬ ‫٣١‬ ‫٣١‬ ‫٣١‬ ‫٣١‬ ‫٣١‬ ‫٣١‬ ‫٧١‬ ‫٧١‬ ‫٧١‬ ‫٦١‬ ‫٦١‬ ‫٥١‬ ‫٥١‬ ‫٥١‬ ‫٥١‬ ‫٤١‬ ‫ ‬
  • 28. ‫من كل ما سبق، و بنتيجة رصد ٨٢ نوع من المشكالت النفسية و االضطرابات السلوكية و الجنسية المختلفة، عند ٠٧١ طفال من الشرائح‬ ‫العمرية الثالثة المدروسة، بلغ إجمالي عدد الحاالت المرصودة عند أطفال مرحلة الطفولة المتوسطة و عددھم ٧٣ طفال ً: ٥٧٥ حالة مختلفة و عند‬ ‫الطفولة المتأخرة و عددھم ٣٧ طفال ً": ٨٢٠١ حالة مختلفة، أما عند أطفال مرحلة المراھقة و عددھم ٠٦ طفال: ٠٢٦ حالة مختلفة.‬ ‫ ‬
  • 29. ‫العدد الكلي للحاالت التي رصدناھا عند أطفال الشرائح الثالثة ھو إذن:‬ ‫٥٧٥ + ٨٢٠١ + ٠٢٦ = ٣٢٢٢ مشكلة أو حالة )٠٧١ طفل(‬ ‫و إسھابا في اإليضاح، يمثل المخطط البياني رقم ٥ و الجدول )رقم ٦( التاليين، النسب المئوية ألنواع المشكالت النفسية و اإلضطرابات السلوكية‬ ‫و الجنسية التي تم رصدھا في ھذه الدراسة في مراحل النمو الثالثة: متوسطة، متأخرة و المراھقة:‬ ‫ ‬
  • 30. ‫من جھة أخرى، يتضح جلياً من النتائج التي حصلنا عليھا في ھذه الدراسة أن متوسط عدد المشكالت عند الطفل يتناقص كلما انتقل إلى شريحة‬ ‫نمو أعلى بحيث يكون معدل عدد المشكالت عند الطفل في مرحلة الطفولة المتوسطة أكبر منه عند الطفولة المتأخرة و ھذا بدوره أكبر منه عند‬ ‫الطفل في مرحلة الطفولة المتأخرة. حيث تشير الدراسات الكثيرة و المتنوعة المتعلقة بالنمو عند األطفال و اإلشكاالت المرافقة له )٧(، )٨( و‬ ‫)٩( على أن األطفال في مرحلة الطفولة المتوسطة )٦-٨( سنوات، الذين يعيشون في ظروف أسرية و في كنف الرعاية األبوية، يعانون في‬ ‫المتوسط من مشاكل مختلفة تتراوح من ٥ – ٦ مشكالت و ھي عموماً، أكبر عند الذكور منھا عند اإلناث. أما األطفال في مرحلة الطفولة المتأخرة‬ ‫فإنھم يعانون من مشاكل تتراوح في المعدل من ٥,٣ – ٢,٤ مشكلة، في حين يبلغ معدل المشكالت لشريحة األطفال المراھقين الذين يعيشون‬ ‫في جو أسري من ٨,٢ – ٥,٣ مشكلة. و ھذه األرقام تقريبية و تصلح في أغلب األحيان في نطاق أھداف األبحاث التي أجريت و البيئة التي تم‬ ‫رصد مشاكل الطفولة فيھا و ھي كما سبق و نوھنا من قبل، ال تحاكي في أغلب األحيان الكثير من مشاكل أطفالنا العرب و المسلمين فكيف‬ ‫باأليتام النزالء في مثل ھذه المؤسسة اإليوائية.‬ ‫ ‬