SlideShare a Scribd company logo
1 of 23
‫السكرتارية‬‫الوطنية‬‫لتيار‬
‫الديمقراطية‬‫والنفتاح‬
‫مشروع‬‫أرضية‬
‫حول‬‫الراهن‬‫المغربي‬
‫أزمة‬‫التحاد‬‫الشتراكي‬
‫والخيارات‬‫البديلة‬
‫السبت‬20‫دجنبر‬2014
1
I‫ـ‬‫قراءتنا‬
‫للراهن‬‫المغربي‬
‫على‬‫غرار‬‫المليين‬‫من‬‫المغاربة‬،‫الذين‬‫آمــنوا‬
‫بالتحولت‬‫الجتماعــية‬‫والسياسية‬،‫في‬‫اتجاه‬‫إصلح‬‫النــظام‬
‫المؤسساتي‬،‫وأنـماط‬‫حكـامة‬،‫الــدولـة‬‫نجـدأنفسنا‬‫اليوم‬
‫تحت‬‫وقع‬‫الصدمة‬.
‫وعلى‬‫غرارجميع‬،‫المغاربة‬‫نعتقد‬‫أن‬‫التغييرات‬‫التي‬
‫عرفها‬‫النسق‬،‫السياسي‬‫كانت‬‫لفائدة‬‫مجموعة‬‫جــد‬‫محــدودة‬
،‫ولم‬‫تتمــكن‬‫من‬‫تحسين‬‫المعــيش‬،‫اليومي‬‫لغلــبية‬
‫السكان‬‫في‬‫المجالت‬،‫الحيوية‬‫من‬‫قبيل‬‫التعليم‬‫،والصحة‬،
‫والشغل‬،‫والمن‬.
‫وكباقي‬‫الذين‬‫كانوا‬‫يعتقدون‬،‫أن‬‫بإمكانــهم‬‫المساهمة‬،‫في‬
‫تغــيير‬‫المعـيش‬‫اليومي‬،‫للمواطنين‬‫بدأنا‬‫نفتقد‬‫الثقة‬‫في‬
‫مؤسساتـــنا‬‫الســياسية‬،‫وفي‬‫ممــارسات‬‫الفاعلين‬،
،‫وباختصار‬‫في‬‫العمل‬‫السياسي‬‫في‬‫معناه‬‫التقليدي‬.
‫وفي‬‫هذا‬،‫السياق‬‫نعـــيش‬‫مع‬‫مجــموعة‬‫من‬‫الخــوة‬،
‫في‬‫إطار‬‫التحــاد‬‫الشــتراكي‬‫للــقوات‬‫الشعــبية‬،‫وبمرارة‬
‫المسخ‬‫الــذي‬‫يتعرض‬‫له‬‫حزبــنا،وبــاقي‬‫الجهزة‬‫الحزبية‬،
‫من‬‫فقدان‬‫للهوية‬،‫وأزمة‬‫لل‬‫خل‬‫ق‬‫التي‬‫تهــزه‬،‫نتيجة‬
‫تواطئه‬‫في‬‫إطار‬،‫سياسي‬‫خاضع‬‫لسيـطرة‬‫المصالح‬‫الشخصية‬
،‫،والفئوية‬‫ولفاعلين‬‫فــقدوا‬،‫مصداقيتهم‬‫أمام‬‫عجزهم‬‫،عن‬
‫تلبية‬‫المطالب‬‫الجتماعية‬‫من‬‫أجل‬‫التغيير‬.
‫لماذا‬‫هذا‬‫الوهم‬‫؟‬‫ولماذا‬‫فقدان‬‫الثقة‬‫في‬‫مسلسل‬
‫مؤســساتي‬،‫أبــان‬‫مرة‬‫أخرى‬‫عن‬‫مقاومة‬‫قوية‬‫للصلح‬‫؟‬
1‫ـ‬‫تشخيص‬‫للراهن‬‫المغربي‬
‫يعتبر‬‫التطـور‬‫القتصادي‬‫والســياسي‬‫للمغرب‬
،‫معــقد‬‫إذ‬‫أن‬‫القتصاد‬‫لم‬‫يمكن‬‫من‬‫تحقيق‬‫القلع‬‫المتوخى‬
،‫على‬‫الرغم‬‫من‬‫المكانيات‬‫الهائلة‬‫التي‬‫تتوفرعليها‬.‫البلد‬
2
‫وبالموازاة‬‫مع‬،‫ذلـك‬‫فإن‬‫النظام‬‫السياسي‬‫الذي‬‫يتوفر‬‫على‬
‫رصيد‬‫تاريــخي‬‫كبــير‬،‫ويتمتع‬‫باستقرار‬‫مؤسساتي‬‫نسبي‬،
‫لم‬‫يتمكن‬‫من‬‫دمقرطة‬‫ذاته‬.
‫فالدولة‬‫التي‬‫تبدو‬‫قوية‬،‫في‬‫هيمنتها‬‫السياسية‬،‫تعاني‬
‫اليوم‬‫من‬‫عجز‬‫متزايد‬،‫فيما‬‫يخص‬‫الحـكامة‬،‫الجتماعية‬‫هذه‬
‫الــدولة‬‫التي‬‫من‬‫المفترض‬‫أن‬‫تـكون‬‫في‬‫خدمـة‬‫الفئات‬
،‫الجتماعية‬‫ظلت‬‫تخدم‬،‫وفي‬‫تناقــض‬‫واضح‬،‫المصالح‬
‫الرأسمالية‬.‫والرستقراطية‬
‫وقد‬‫أضــفت‬‫هــذه‬‫الثــنائية‬‫الدولتية‬،‫أي‬‫التناقــض‬
‫الحاصل‬،‫بــــين‬‫الطبيعة‬‫الرأسمالية‬‫للدولة‬،‫وأشكال‬
‫تنظيمها‬)‫التقليدية‬‫ـ‬‫العصرية‬(‫السمة‬‫الساسية‬،‫على‬‫نمط‬
‫نمو‬‫اقتصادي‬‫أخذ‬‫شكل‬‫رأسمالية‬‫عقارية‬،‫لزالت‬‫تتغذى‬‫من‬
‫اقتصاد‬،‫الريع‬‫وتحد‬‫من‬‫نجاعة‬‫اقتصاد‬،‫السوق‬‫وتعرقل‬‫تطوير‬
‫انتاجيته‬.conatifs
‫إن‬‫هذا‬،‫المنحى‬‫للتطور‬‫القتصادي‬‫في‬‫المغرب‬،‫وخلفا‬
‫لما‬‫هو‬‫سائد‬‫عند‬‫الــرأي‬،‫العام‬‫ل‬‫يخضع‬‫لتدبير‬‫ليبرالي‬
‫بمعناه‬‫المذهبي‬،‫كنمط‬‫يخلق‬،‫الثروات‬‫انطـلقا‬‫من‬‫حرية‬
‫المبادرة‬،‫وتكافؤ‬‫الفرص‬،‫وبذل‬‫جهد‬‫مستمر‬‫في‬‫البتكار‬
‫والنتاج‬.،‫فالمغرب‬‫لزال‬‫يعرف‬‫ازدواجية‬‫بين‬‫نمطين‬،
‫يتصارعان‬‫من‬‫أجل‬‫الهيمنة‬:
‫نمط‬‫اقتصاد‬،‫الريع‬‫الناتج‬‫عن‬‫تداخل‬‫النفوذ‬‫السياسي‬،
‫والقوى‬‫القتصادية‬‫من‬‫جهة‬،‫ونمط‬‫اقتصاد‬‫السوق‬،‫في‬
‫فضاءات‬‫إنتاجية‬‫ل‬‫تجد‬‫الطريق‬‫نحو‬‫نمو‬‫مستدام‬‫من‬‫جهة‬
.‫ثانية‬
‫لهذه‬‫العتبارات‬،‫فإن‬‫الحراك‬‫الجتماعي‬،‫الذي‬‫تعرفه‬
‫الدول‬‫السلمية‬‫،يأخذ‬‫شكل‬‫رفض‬‫المجتمع‬‫لنخبه‬‫،كونها‬
‫تقاوم‬‫ثقافة‬‫حرية‬‫المبادرة‬،‫وتكافؤ‬‫الفرص‬،‫والعدالة‬
‫الجتماعية‬،‫وفي‬‫نفس‬‫الوقت‬،،‫الديمقراطية‬‫لنها‬‫آلية‬
‫تفعيل‬‫مساءلة‬‫سياسية‬‫حقيقية‬،‫لها‬،‫ولسلوكاتها‬‫وهي‬‫قراءة‬
‫تفسر‬‫لماذا‬‫داخل‬‫هذا‬‫الحراك‬‫الجتماعي‬،‫لزالت‬‫النخب‬
‫تنتفض‬‫ضد‬‫الديمقراطية‬.
،‫وبالفعل‬‫خــرج‬‫المغاربة‬‫إلى‬‫الشـــوارع‬‫منذ‬‫حوالي‬
‫تــلث‬‫ســنوات‬،‫والمل‬‫يحذوهم‬،‫في‬‫دورة‬‫كانوا‬‫ياملــون‬
‫أن‬‫تــكون‬‫القصر‬‫،والكثر‬،‫سلـمية‬‫في‬‫سياق‬‫الربيع‬‫العربي‬.
3
‫وقد‬‫بدا‬‫أن‬‫المغرب‬‫القوي‬‫بـبرنامج‬‫الصلحات‬،‫والذي‬
‫ورد‬‫في‬‫الخــطاب‬‫الملكي‬‫لتاســع‬‫مارس‬2011،‫وتطــبيق‬
‫مضامــينه‬‫أشهرا‬‫بــعد‬،‫ذلك‬‫من‬‫خــلل‬‫إصــلح‬،‫دسـتوري‬
‫انخرط‬‫في‬‫مسلسل‬‫حقيقي‬‫للدمقرطة‬‫؛‬‫وهي‬‫دينامية‬
‫مؤسساتية‬،‫جارية‬‫أحدثت‬‫آمال‬‫وطموحات‬‫لدى‬‫المجتمع‬.
‫لكن‬،‫بعد‬‫مـرور‬‫ثلث‬‫ســنوات‬،‫وبعد‬‫استحضار‬‫ما‬
‫تـــم‬‫مـن‬‫إجــهاض‬‫للعملـية‬‫الصلحــية‬،‫فــإن‬‫النظام‬
‫الســياسي‬،‫يــبرهن‬‫مرة‬‫أخرى‬،‫في‬‫التــاريخ‬‫السياسـي‬
‫المـــغربي‬،‫عــن‬‫مقــاومة‬،‫التغــييرات‬‫الــتي‬‫كان‬‫يفــترض‬
‫فــيها‬،‫أن‬‫تتيسر‬‫بفــضل‬‫الربــيع‬‫الــعربي‬.‫وحــتى‬
‫الـــهزات‬‫الســياسـية‬،‫المـــتكررة‬‫التي‬‫ساهمة‬‫في‬‫خلــخلة‬
‫الــنظام‬،‫الجتماعي‬‫القائــم‬‫في‬‫البلدان‬‫السلميــة‬،‫مع‬
‫كلــفتها‬‫البشرية‬،‫الفظـيعة‬‫لم‬‫تتمكن‬‫من‬‫إيقاظ‬‫وعي‬‫النخب‬
‫الحاكمة‬‫في‬.‫المغرب‬
‫والحال‬،‫أن‬‫التـــطور‬‫الســياسي‬‫بالمـــغرب‬،
‫يتمــيز‬‫بالـــتراجع‬‫والمــقاومة‬،‫اللذين‬‫يؤكدان‬‫عدم‬‫قابلية‬
‫النظام‬‫المؤسساتي‬،‫التاريخـــية‬‫للحــداثـة‬‫الديمقراطية‬.
)‫محمد‬‫عابد‬‫الجابري‬‫ـ‬‫العقل‬‫السياسي‬‫في‬‫السلم‬.(
‫وكما‬‫يبدو‬،‫أن‬‫نجاعة‬‫الصلح‬‫الدستوري‬‫،من‬‫خلل‬‫الترسانة‬
‫التشريعية‬،‫الجديدة‬‫ذات‬‫الحمولة‬‫الديــمقراطية‬،‫والدفــعة‬
‫التي‬‫أعطاها‬‫الخطاب‬‫الملكي‬،‫لتاسع‬‫مارس‬2011،‫تواجه‬
‫مقاومة‬‫القوى‬‫الرجعية‬،‫داخل‬‫الدولة‬.‫والمجتمع‬
‫وتعاني‬‫العديد‬‫من‬‫نخب‬‫الدولة‬،‫مــن‬‫عدم‬‫النــسجام‬،
‫وتضخيم‬‫من‬‫حجم‬‫احتياطي‬‫الشرعــية‬،‫ذات‬‫الطــابع‬
‫الجتماعي‬‫والســياسي‬،‫مما‬‫يقــوي‬‫وهمـــها‬‫في‬‫قدرتها‬
‫على‬‫مقاومة‬‫الصلحات‬‫الديمقراطية‬.
‫وتستمر‬‫هــذه‬‫النــخب‬،‫في‬" "‫بالستثناء‬ ‫اليمان‬
‫المغربي‬،‫معتــقدة‬،‫أن‬‫الجــمود‬،‫المؤسساتي‬‫الـذي‬
‫تعيــشه‬‫البلد‬،‫هو‬‫الســتقرار‬‫السياسي‬‫الحقيقي‬‫؛‬‫وكأنما‬
‫تــمة‬‫في‬‫التــاريخ‬،‫اسـتثـــناء‬‫ما‬،‫يمــكن‬‫أن‬‫يجعل‬
‫المغرب‬،‫خارج‬‫الدينامية‬‫العالمية‬،‫لطــموحات‬‫البــشرية‬‫في‬
‫التقدم‬‫الجتماعي‬‫؛‬‫كما‬‫يريد‬‫هذا‬‫التصور‬‫الجامد‬‫لتـاريـخ‬
‫المغرب‬،‫أن‬‫يجــعله‬‫خــارج‬‫سياق‬‫التحولت‬‫الجتماعية‬،
4
‫والسياسية‬،‫للعالم‬‫السلمي‬.‫والحال‬،‫أن‬‫النتقال‬
‫الديمغرافي‬،‫الذي‬‫تعرفه‬‫العديد‬‫من‬‫الدول‬‫السائرة‬‫في‬
‫طريق‬‫النمو‬،‫ومنها‬‫المغرب‬،‫يحدث‬‫تغييرات‬‫كبرى‬،‫وعنيفة‬
‫للنظمة‬‫الجتماعية‬‫والسياسية‬،‫والثقافية‬.
2‫ـ‬‫إصــل‬‫حا‬‫ت‬‫مجهضة‬
‫وتــظل‬‫نــجاعة‬‫الصلح‬‫الدستوري‬،‫مــشروطة‬‫باعتــماد‬
‫إصــلحات‬‫كبـرى‬‫كان‬‫مــن‬‫المــفترض‬‫أن‬‫تـؤثــر‬‫إيجـابا‬،
‫على‬‫بنـــية‬‫الــدولة‬،‫والنــمط‬‫القتصادي‬‫والجتماعي‬.
‫إل‬‫أن‬،‫تتــبع‬‫مسار‬‫الصلحات‬،‫منذ‬2011،‫يؤكــد‬‫بـط‬‫ء‬
‫مسلــسل‬‫التغــييرات‬‫المؤسساتية‬،‫والتشريعية‬،‫كما‬‫يؤكـد‬
‫تراجـع‬‫الـــدولة‬،‫في‬‫الصلحات‬)‫القانون‬ ‫الكــــبرى‬
‫التنظيمي‬‫المتعلق‬‫بالتعيين‬‫في‬‫المناصب‬‫العلـــيا‬،‫والقانون‬
‫التنظـــيمي‬‫للـمالـــية‬‫العمومية‬‫،قانون‬‫الل‬‫مركزية‬،
‫وميــثاق‬‫الل‬‫تركيز‬.(
‫ويتميز‬‫تمثل‬‫المواطن‬‫اليوم‬،‫للشأن‬‫العام‬،،‫بالضبابية‬
‫لن‬‫الختلل‬‫الــذي‬‫يعتري‬‫الحقل‬‫السياسي‬،‫بعيد‬‫من‬‫أن‬
‫يطلق‬‫دينامية‬،‫للتغيير‬‫في‬‫مستوى‬‫المال‬‫التي‬‫أطلقها‬‫الربيع‬
‫العربي‬.
‫وفي‬‫هذا‬‫السياق‬،‫بدأ‬‫الحباط‬‫يســري‬‫في‬‫المــجتمع‬،
‫إذ‬‫أن‬‫عدم‬‫تلبية‬‫طــموحات‬‫الشباب‬‫المتزايدة‬،‫والمستعجلة‬،
‫التي‬‫يعبر‬‫عنها‬‫شباب‬‫مــتروك‬،‫لحاله‬‫يشــكك‬‫في‬‫مصداقية‬
‫جل‬‫المؤسسات‬‫السياسية‬،‫حامل‬‫في‬‫طياته‬،‫مخاطــر‬‫عزوف‬
‫قـد‬‫تمــس‬‫بشكل‬‫كبير‬‫باستقرار‬‫المغرب‬.
‫إن‬‫هذا‬‫النقاش‬‫العميق،حول‬‫طبيعة‬‫الراهن‬‫المغربي‬،
‫وتحد‬‫ياته‬‫المجتمعية‬،‫غائب‬‫اليوم‬‫عن‬‫اهتمامات‬‫نــخب‬
‫ســياسيــة‬‫واقتــصادية‬،‫وجــدت‬‫في‬‫الجــمود‬‫الفــكري‬
،‫والمؤســـساتي‬‫وســيلة‬‫للمحافظة‬‫على‬‫مواقعــها‬
‫ومصالحها‬،‫في‬‫تجــاهل‬‫عــقيم‬‫لرسائل‬‫المجتمع‬،‫حول‬
‫الضرورات‬،‫المــلحة‬‫للدمــقرطة‬‫وللعــدالة‬‫الجتماعية‬.
‫وفي‬‫هذا‬‫السياق‬،‫انغلقت‬‫النخب‬‫على‬‫نفسها‬‫داخــل‬
‫أســوار‬‫المؤسسات‬،‫الحـــزبية‬‫معتنية‬‫فقط‬،‫بمواقعها‬
‫ومصالحها‬‫الشخصية‬،‫وأدارت‬‫ظهرها‬‫للمجتمع‬.
5
‫إن‬‫فهم‬‫مايقع‬‫في‬‫التحاد‬‫الشتراكي‬،‫اليوم‬‫يرتبــط‬،
‫بهذا‬‫النحراف‬‫الذي‬‫يــعرفه‬‫الحزب‬،‫واستنفاد‬‫مهامه‬
‫التاريخية‬،‫عبر‬‫إغراقه‬‫في‬‫تدبير‬‫الطموحات‬‫الفرديــة‬،‫لكل‬
‫من‬‫يــبدي‬‫لء‬ْ ‫الو‬‫لقيــادة‬‫جعلت‬‫من‬‫مواقــعها‬‫منبعا‬‫للريع‬
‫السياسي‬،‫ومحـــددا‬‫لمواقفها‬‫السياسية‬.
6
II-‫تشخيصنا‬‫لزمة‬‫التحاد‬‫الشتراكي‬
‫خلفت‬‫نتائج‬‫المؤتمر‬‫الوطني‬‫التاسع‬،‫للتحاد‬
‫الشتراكي‬‫،خيبة‬‫أمـــل‬‫في‬‫صفوف‬‫المناضلت‬،‫والمناضلين‬
‫التحاديين‬،‫الذين‬‫كانوا‬‫ينتظرون‬‫انطلقــة‬‫متجددة‬‫للحزب‬،
‫تضع‬‫بحق‬‫أسس‬‫برنامج‬‫عمل‬‫طموح‬،‫وخـــط‬‫سـياسي‬
‫يســنده‬،‫يستجيبان‬‫لتحديات‬‫المرحلة‬،‫ويفــيان‬‫بالمهام‬
‫الكبـــيرة‬،‫المطروحة‬‫على‬‫الــساحة‬‫السياسية‬،‫والواجهة‬
‫الجتماعية‬‫والفكرية‬.
‫وظلت‬‫هذه‬‫النتظارات‬،‫مركزة‬‫أيضا‬‫حول‬‫تطوير‬
‫الممارسة‬‫التنظيمية‬،‫وتجاوز‬‫كل‬‫التعثرات‬‫والعطاب‬‫البنيوية‬
،‫التي‬‫طالت‬‫الجـــسم‬‫التنظيمي‬‫للحزب‬،‫والتــي‬‫كانت‬‫قد‬
‫حددتها‬‫بوضوح‬،‫مقــررات‬‫الندوة‬‫التنظيمية‬،‫وكذا‬‫الوثــيقة‬
‫التي‬‫صادق‬‫عليها‬‫المجــلس‬‫الوطني‬،‫غــداة‬‫الستحقاقات‬
‫التشريعية‬،‫لسنة‬2007،‫وزكــتها‬‫التوصيات‬‫التي‬‫صادق‬
‫عليها‬‫المؤتمر‬.
‫ولم‬‫تكن‬‫هذه‬‫انتظارات‬‫التـــحاديات‬‫والتحادين‬
‫وحـــدهم‬،‫بل‬‫تقاسمتها‬‫معهم‬‫كل‬‫القوى‬‫الحية‬،
‫والديمقراطية‬‫في‬‫البلد‬‫؛‬‫إذ‬‫ظـلت‬‫هذه‬‫القوى‬‫تعبر‬‫عن‬‫قلق‬
‫متزايد‬،‫تحول‬‫مع‬‫مرور‬،‫الوقت‬‫إلى‬‫مخاوف‬‫حقيقية‬،‫من‬
‫تبعات‬‫الحالة‬‫الصعبة‬،‫التي‬‫آلــت‬‫إليــها‬‫وضعية‬‫الحزب‬.‫وفي‬
‫مقدمــة‬‫هـذه‬‫التبـــعات‬‫المحتملة‬،‫اخــتلل‬‫الموازين‬
‫بصورة‬‫خطيرة‬،‫ومهولة‬،‫لصالح‬‫القوى‬‫الرجـعية‬‫المحافظة‬،
‫والمناوئة‬‫للطموح‬‫المشروع‬‫للمغاربة‬‫في‬‫التطور‬،
‫والدمقرطة‬‫والتحديث‬.
‫لقد‬‫تبــلورت‬‫مباشــرة‬‫بعد‬،‫المؤتمر‬‫مــبادرات‬‫اتسعت‬
‫لتــشمل‬‫العديـد‬‫من‬‫الطاقات‬‫والفعاليات‬،‫النضالية‬‫في‬
‫مخــتلف‬‫القالــيم‬‫والجهات‬،‫لتصحيح‬‫أوضاع‬‫الحــزب‬،
‫والتصدي‬‫لكل‬‫المخاطر‬،‫التي‬‫قد‬‫تهدد‬‫وحدته‬،‫ورصيده‬
‫التاريخي‬‫النضالي‬.
‫واستهدفت‬‫هذه‬‫المبادرات‬،‫في‬‫مرحلة‬‫أولى‬،
‫محاولة‬‫خلق‬‫آليات‬،‫تروم‬‫المساهمة‬‫في‬‫إعادة‬‫بناء‬‫تنظيمات‬
7
‫الحزب‬،‫وتقوية‬‫حضوره‬‫داخل‬‫المجتـمع‬‫،وفق‬‫أجندة‬‫سياسية‬
،‫هدفها‬‫الحفاظ‬‫على‬‫الكيان‬‫التحادي‬‫ووحدته‬،‫كقاطرة‬
‫لتــطور‬‫تقدمي‬‫ديمقراطي‬،‫للمجتمع‬‫وهي‬‫آليــات‬‫عمل‬،
‫تتخذ‬‫صيغة‬‫تيار‬‫داخل‬‫الــحزب‬.
‫لكن‬‫المنــطق‬‫التحكمي‬‫والفرداني‬،‫للقـــيادة‬‫الحالية‬
‫للتحاد‬،‫واجــه‬‫هذا‬‫الـــعرض‬،‫بالرفض‬‫وبعملية‬‫ممنهجة‬،
‫لتنــحية‬‫كل‬‫الطاقات‬،‫والكــفاءات‬‫التي‬‫كانت‬‫تومــن‬‫بهذا‬
‫التصور‬.
1.‫كرونولوجيا‬‫الختللت‬‫داخل‬
‫التحاد‬‫الشتراكي‬
‫عندما‬‫نعود‬‫اليوم‬‫،إلى‬‫نتائج‬‫اللــقاء‬،‫التأسيسي‬
‫لتيارالديمــقراطية‬‫والنفتاح،المنعقد‬‫بالدار‬‫البيضاء‬‫يوم‬21
‫أبريل‬2013،‫نؤكد‬‫على‬‫شبه‬‫الجـماع‬‫الحاصل‬‫آنذاك‬،‫حول‬
‫كون‬‫وحدة‬‫الحزب‬"‫خـط‬"، ‫أحمر‬‫وأن‬‫آفــاق‬‫العــمل‬‫لــتلك‬
‫المرحلة‬،‫هي‬‫تجــميع‬‫التحاديات‬‫والتـحاديين‬،‫لمواجهة‬
‫الخـتللت‬،‫ومـقاومة‬‫النحرافات‬،‫والتصدي‬‫لغــراق‬
‫صفوف‬‫التحاد‬،‫بكا‬‫ئــنات‬‫بــشرية‬‫غريبة‬‫على‬‫الجسم‬
‫التحادي‬.
‫وتنفيذا‬‫لهذا‬‫المبدأ‬،"‫وحدة‬‫الحــزب‬‫خط‬"، ‫أحمر‬‫كانت‬
‫توجيــهات‬‫السكريــتارية‬‫الوطنية‬‫للتيار‬،‫هي‬‫الدفــع‬
‫بالمناضلين‬‫للحصول‬‫على‬‫بطاقة‬‫الحــزب‬،‫والحضور‬
‫والمشاركة‬‫في‬‫كل‬،‫النـشطة‬‫والستحقاقات‬‫الحزبــية‬،
‫واللــتزام‬‫بالنــتائج‬‫كلــما‬‫احترمــت‬‫الضوابــط‬‫الداخلية‬،
‫ومــبدأ‬‫المنافــسة‬‫الشــريفة؛‬‫وكلــما‬‫كانت‬‫الــلوائح‬
‫مضــبوطة‬،‫أي‬‫خالــية‬‫من‬‫الـتلعبات‬‫بقطع‬‫النــظر‬‫عن‬
‫وضعــنا‬‫في‬‫موقــع‬‫الغلــبية‬،‫أوالقلية‬.
‫لكن‬‫كل‬‫المؤشرات‬،‫كانت‬‫تدل‬‫على‬‫أن‬"‫القيادة‬‫الجديدة‬"
‫للتحاد‬‫،تسير‬‫في‬‫اتجاه‬‫تأسيس‬‫حزب‬‫جديد‬،‫بتوجهات‬‫جديـدة‬
،‫وخـطاب‬‫وشــعارات‬‫وتحالـفات‬‫مزاجية‬،‫ل‬‫تحكمها‬‫تقاليد‬
‫وثقافة‬‫التحاد‬.
8
‫مابين‬‫الجمع‬،‫التأسيسي‬‫واللقاء‬‫الوطني‬‫الثاني‬
‫للتيار‬،‫الذي‬‫حضــره‬‫مناضلت‬،‫ومــناضلون‬‫مــن‬‫مخــتلف‬
‫القالــيم‬‫والجــهات‬،‫بــبوزنــيقة‬‫يــوم‬:22‫فبراير‬
2014،‫عـرف‬‫التحاد‬‫الشــتراكي‬،‫تطورات‬‫مــثيرة‬‫وخطيرة‬
،‫وفي‬‫نفس‬‫الوقت‬،‫كانت‬‫محط‬‫تقييم‬‫في‬‫هذا‬.‫اللقاء‬
‫فعلى‬‫مستوى‬‫القطاع‬‫النسائي‬،‫كان‬‫المؤتمر‬‫عبارة‬‫عن‬
" "، ‫موســم‬‫حيث‬‫أن‬‫عــددا‬‫كبيرا‬‫من‬‫الوجوه‬‫التي‬"‫حضرت‬
"، ‫المؤتمر‬‫كانت‬‫جد‬‫غريــبة‬‫عن‬‫القطاع‬،‫وهــو‬‫ما‬‫عكس‬
‫بعض‬‫التدخلت‬‫المثيرة‬،‫التي‬‫تتهم‬‫التحاديات‬‫باللحاد‬‫والكفر‬
.
‫وقد‬‫عــرف‬‫هذا‬‫المؤتــمر‬‫خرقا‬‫لكل‬‫المساطر‬،‫ابتــداء‬
‫من‬‫التحضير‬،‫وذلك‬‫بإبعاد‬‫الفعاليات‬‫النسائية‬‫الحزبية‬،
‫وبالتالي‬‫تنصيب‬‫جهاز‬‫صوري‬،‫لعلقة‬‫له‬‫بتطـلعات‬‫وآفاق‬
‫المرأة‬‫التحادية‬‫بصفة‬‫خاصة‬،‫والمرأة‬‫المغربية‬‫بصفة‬‫عامة‬.
‫أما‬‫على‬‫مستوى‬‫الشبيبة‬،‫فإن‬‫التحضير‬‫لما‬‫سمي‬
‫بالمؤتمرات‬‫القليمية‬،‫والجهوية‬‫عرف‬‫تنحية‬‫فضيعة‬‫للــطاقات‬
‫والكفاءات‬‫الشابة‬‫التحادية‬‫في‬‫مخــتلف‬‫القاليــم‬‫والجهات‬.
‫وقد‬‫كان‬‫لذلك‬‫انــعكاس‬‫داخل‬‫الكــتابات‬‫القليمية‬،
‫والجــهوية‬‫للحزب‬،‫حــيث‬‫احــتج‬‫بعضها‬‫من‬‫خلل‬‫المراسلت‬
،‫وقدم‬‫بعضها‬‫اسـتقالت‬‫من‬‫مهامـه‬،‫وتوجت‬‫هــذه‬‫المآسي‬
،‫التي‬‫مـورست‬‫على‬‫الشــباب‬‫التحادي‬،‫بمؤتمر‬‫بوزنيــقة‬
،‫الشهير‬‫بنسخة‬‫طبق‬‫الصل‬‫لما‬‫جرى‬‫بالمؤتمر‬‫التاسع‬‫للحزب‬
.
‫وعـلى‬‫المســتوى‬‫المجالي‬‫كذلك‬،‫فإن‬‫ما‬‫سمي‬
‫بالــحركة‬‫التنظيمية‬،‫التـي‬‫عرفتها‬‫الفروع‬‫الحزبية‬،‫والقاليم‬
‫التي‬"‫القيادة‬ ‫أطلقتها‬"‫الحزبية‬،‫فقد‬‫عرفت‬‫خروقات‬،
‫وتجاوزات‬‫واستعمال‬‫نفس‬‫النهج‬،‫في‬‫تنحية‬‫الكفاءات‬
‫والطاقات‬‫التحادية‬‫؛‬‫حــيث‬‫لحظنا‬‫مثل‬،‫إشراف‬‫أعضاء‬
‫المكتب‬‫السياسي‬،‫علـى‬‫تأسيس‬‫أو‬‫تجديد‬‫فروع‬‫في‬‫غياب‬
‫الكتابات‬‫القليمية‬‫صاحبة‬‫الختصاص‬.
‫وبعد‬‫التخـلص‬‫من‬‫الشبيبة‬‫التحاديـة‬،،‫بتنصيب‬‫جهاز‬
‫صوري‬‫شبيه‬‫بما‬‫وقــع‬‫في‬‫مؤتمر‬‫النــساء‬،‫وبعــد‬‫تنصيب‬
‫العديــد‬‫من‬‫مكاتب‬‫الفــروع‬،‫والكتابات‬‫القليــمية‬‫الشكــلية‬
،‫وإبعــاد‬‫التحـــاديات‬‫والتحـاديين‬‫بالجملة‬‫؛‬‫جاء‬‫دور‬
9
‫تخريــب‬‫الـــفريق‬‫الشتراكي‬‫البرلماني‬،‫الذي‬‫كان‬‫يقوده‬
‫المرحوم‬،‫أحمد‬‫الزايدي‬،‫بعد‬‫انتخابه‬‫مــن‬‫طرف‬‫أعضاء‬
‫الفريق‬.
‫هذه‬‫بصفة‬‫عامة‬،‫خلصة‬‫التشخيص‬‫الــذي‬‫عبر‬
‫عنــه‬،‫المناضلون‬‫خلل‬‫مداخلتــهم‬‫في‬‫لفــاء‬22‫فبراير‬
‫ببوزنيــقة‬،‫وبالتـــالي‬‫وكنتيجة‬‫لــكل‬‫ذلك‬،‫فشعار‬"‫الوحدة‬
‫خط‬‫أحمر‬"،‫أصبح‬‫محط‬‫نقاش‬‫بكل‬‫أسف‬.
‫ولذلك‬،‫تم‬‫التفاق‬‫على‬‫عقد‬‫لقاءات‬‫موسعة‬‫في‬‫مختلف‬
‫القاليم‬‫والجهات‬،‫لتعميق‬‫النقاش‬‫حول‬‫وضعية‬‫الحزب‬،
‫والوضع‬‫السياسي‬‫بالبلد‬‫بصفة‬‫عامة‬،‫وآفاق‬‫العمل‬
‫المستقبلي‬.
‫واعتـبر‬‫الحاضرون‬،‫أن‬‫تــيار‬‫الديمقراطــية‬‫والنــفتاح‬،
‫أنهى‬‫المــرحلة‬،‫الولى‬‫وعليه‬‫أن‬‫يتهيأ‬‫للدخول‬‫في‬‫مرحلة‬
‫جديدة‬،‫ستــحدد‬‫ملمحها‬‫من‬‫خلل‬،‫الحوارات‬‫والنقاشات‬
‫التي‬‫ستنظم‬‫أفقيا‬‫وعموديا‬.
‫مابعد‬‫مؤتمر‬‫بوزنــيقة‬‫،في‬22‫فبراير‬‫الخير‬،
‫تســـــارعت‬‫الحداث‬،‫وارتفعت‬‫وثيرة‬‫النقــاش‬‫بين‬
‫التحاديين‬،‫وارتفـــع‬‫منسوب‬‫الحتقان‬،‫خـــصوصا‬‫بعد‬
‫شــق‬‫الفيــدرالية‬‫الديمقراطية‬‫للشغل‬‫؛‬‫الحــدث‬‫الذي‬‫أدخـل‬
‫النــقاش‬‫والستنكار‬‫إلى‬‫كل‬‫بيت‬‫اتــحادي‬.‫كما‬‫أن‬
‫اصطدامات‬‫التحاديــين‬‫في‬‫الشارع‬،‫وأمــام‬‫أنظار‬
‫المواطنين‬‫والمتتبعين‬،‫في‬‫كل‬‫من‬‫الرباط‬،‫وسيدي‬‫قاسم‬،
‫وخنيفرة‬،‫ومراكــش‬،‫وأكادير‬،‫أججت‬‫موجة‬‫الستنكار‬‫ضد‬
‫قيادة‬‫الحزب‬‫التي‬‫خططت‬‫وأــشرفت‬‫علــى‬‫النشقاق‬،
‫وأصبح‬،‫الحزب‬‫بعــد‬‫ما‬‫وقـع‬‫للشـــبيبة‬‫والقطاع‬‫النـــسائي‬،
‫والفريــق‬،‫النيابي‬‫وتحت‬‫تأثير‬‫النشقاق‬‫المدبر‬‫على‬‫النقابة‬
،‫الــشرعية‬‫يعيش‬‫حالة‬‫انـــــشقاق‬‫سياسي‬‫فعلي‬،‫وترسخت‬
‫القناعة‬‫بأن‬‫التحاد‬‫فقد‬‫جادبيته‬،‫وهويــته‬‫السياسية‬،‫ولم‬
‫يعد‬‫حاضرا‬‫في‬‫وجدان‬‫الشعب‬‫المغربي‬،‫كــما‬‫كان‬‫سابقا‬،
‫وأن‬‫تصحيح‬‫مــساره‬،‫وإعادة‬‫بنائه‬،‫أصبح‬‫ضربا‬‫من‬‫الخيال‬.
‫ومن‬،‫هنــا‬‫قــررت‬‫السكريــتارية‬‫الوطنية‬‫للــتيار‬،
‫قبل‬‫وفـاة‬‫الفــــقيد‬‫احمد‬،‫الزايدي‬‫عـــقد‬‫لقاء‬‫وطني‬
‫موســـــع‬‫في‬20‫دجـــــنبر‬‫للحــسم‬‫في‬‫مســـألة‬
10
‫الستــــمرار‬‫في‬‫المقاومة‬‫من‬‫الداخل‬،‫أو‬‫البحث‬‫عن‬‫آفاق‬
.‫جديدة‬
‫ولتوفير‬‫نجــاح‬‫هذا‬‫اللقــاء‬‫الموسع‬،‫تم‬‫التــفاق‬
‫بالجماع‬،‫على‬‫ضــرورة‬‫إشراك‬‫كل‬‫مكونات‬‫الـحزب‬،
‫الرافضة‬‫لما‬‫يجري‬،‫حتى‬‫تكون‬‫كل‬‫وجهات‬‫النظر‬‫حاضرة‬‫في‬
‫هذا‬‫اللقاء‬‫الوطني‬.
2.‫طبيعة‬‫النحراف‬‫الهيكلي‬‫للتحاد‬
‫تتسم‬‫أهم‬‫الخلصات‬‫لتشخيصنا‬‫للمسار‬
،‫التنظيمي‬‫المنحرف‬‫للقيادة‬‫الحزبية‬‫بما‬:‫يلي‬
-‫النفراد‬‫بالقرار‬‫التنظيمي‬،‫ونهج‬‫ممارسة‬‫تحكمية‬،
‫تهين‬‫جميع‬،‫المؤسسات‬‫بما‬‫في‬‫ذلك‬‫المكتب‬‫السياسي‬،‫الذي‬
‫تحول‬‫إلى‬‫جهاز‬‫فارغ‬‫لشرعنة‬‫قرارات‬‫الكاتب‬‫الول‬.
-‫تدجين‬‫مؤسسة‬‫اللجنة‬‫الدارية‬،‫وإفراغها‬‫من‬‫محتواها‬
‫كآلية‬‫للتوازن‬‫والتحكيم‬،‫بين‬‫القيادة‬‫التنفيذية‬،‫والجهزة‬
‫التداولية‬،‫من‬‫خلل‬‫إلحاقها‬‫بعضوية‬‫المكتب‬،‫السياسي‬‫ضدا‬
‫عل‬‫القواعد‬‫المنظمة‬،‫وضدا‬‫على‬‫الحس‬‫التنظيمي‬‫السليم‬.
-‫الرغبة‬‫في‬‫الهيمنة‬،‫وفي‬‫التباع‬‫والزبناء‬،‫في‬
‫القطاعات‬‫الوطنية‬،‫والتي‬‫تطبخ‬‫نتائجها‬‫برعاية‬‫رسمية‬‫من‬
‫القيادة‬،‫وتمارس‬‫فيها‬‫أقصى‬‫حالت‬‫خرق‬،‫القوانين‬‫ويتم‬
‫خللها‬‫إقصاء‬‫أي‬‫صوت‬‫مخالف‬،‫انطلقا‬‫من‬‫التنحية‬‫البشرية‬،
‫ووصول‬‫إلى‬‫تزوير‬‫النتائج‬.
-‫تصدير‬‫منطق‬‫الهيمنة‬‫والتحكم‬،‫إلى‬‫المؤسسات‬
‫الرسمية‬،‫مثل‬‫مجلس‬‫النواب‬،‫ومحاولة‬‫تجاوز‬‫التقاليد‬
‫الديمقراطية‬‫المنــظمة‬‫،من‬‫خــلل‬‫القوانين‬‫الداخلية‬،
‫وقوانين‬،‫الحزاب‬‫وتخويل‬‫القيادة‬‫الحزبية‬،‫شرعية‬‫الحلول‬
‫محل‬‫نواب‬‫الفريق‬،‫في‬‫اختياررئيسهم‬،‫بعيدا‬‫عن‬
‫الديمقراطية‬.
-‫إستناد‬‫الحركة‬‫التنظيمية‬‫المزعومة‬،‫في‬‫الفروع‬
‫والقاليم‬‫والجهات‬،‫على‬‫رغبة‬‫واضحة‬‫في‬‫مسخ‬‫وتحويل‬
‫جدري‬‫،للهوية‬‫البشرية‬‫والتنظيمية‬،‫للحزب‬‫عبر‬‫بناء‬‫كيانات‬
‫تنظيمية‬،"‫جديدة‬"،‫بعيدة‬‫كل‬‫البعد‬‫عن‬‫المتداد‬‫التحادي‬،
11
‫واستغلل‬‫طرق‬‫مشبوهة‬،‫تعتمد‬‫إنزالت‬‫مخدومة‬،"‫مؤدى‬ ‫و‬
‫عنها‬"‫في‬‫غالبية‬‫الحالت‬.
-‫خرق‬‫مبادىء‬‫استقللية‬‫العمل‬‫النقابي‬،‫وتورط‬
‫القيادات‬‫الحزبية‬،‫ليس‬‫فقط‬‫في‬‫النحيازإلى‬‫اتجاه‬‫معين‬
‫داخل‬‫الفيدرالية‬‫الديمقراطية‬‫للشغل‬‫؛‬‫بل‬‫في‬‫تدبير‬‫انشقاق‬
‫واضح‬‫داخل‬‫صفوف‬‫النقا‬‫بة‬،‫ضدا‬‫على‬‫الشرعية‬‫النضالية‬،
‫والقانونية‬‫لقيادتها‬.
-‫اعتمادأجندة‬‫سياسية‬‫تحدد‬‫مواقف‬،‫تبعا‬‫لضغط‬‫أوساط‬
‫حزبية‬‫خارج‬،‫التحاد‬‫وتجنب‬‫أي‬‫نقاش‬‫داخلي‬‫حول‬‫هذه‬
.‫المواقف‬
-‫تغييب‬‫أي‬‫مرتكز‬‫علمي‬‫لهذه‬‫المواقف‬،‫وللخطاب‬
‫السياسي‬‫المعتمد‬.
‫إن‬‫هذاالحساس‬‫لدى‬‫شرائح‬‫واسعة‬‫من‬‫المناضلين‬
‫،على‬‫وشك‬‫إفراز‬‫فقدان‬‫للثقة‬‫في‬‫مسلسل‬‫مؤسساتي‬،‫أبان‬
‫عن‬"‫مقاومة‬‫قوية‬"‫للصلح‬‫،إذا‬‫لم‬‫نفلح‬‫في‬‫تجاوز‬‫هذه‬
‫الزمة‬‫الحزبية‬‫،عبر‬‫المساهمة‬‫في‬‫بناء‬‫مشروع‬‫سياسي‬
‫تقدمي‬،،‫حقيقي‬‫يجسد‬‫عرضا‬‫سياسيا‬،‫يحضى‬‫بمصداقية‬‫لدى‬
‫المجتمع‬.
12
III-‫تصورنا‬‫لمشروع‬‫نضالي‬‫بديل‬
‫تطمح‬‫هذه‬‫المبادرة‬،‫وبكل‬‫عزم‬‫،وفي‬‫آفاق‬‫واضحة‬
‫المعالم‬،‫إلى‬‫العمل‬،‫الجاد‬‫من‬‫أجل‬‫تحقيق‬‫جملة‬‫من‬
‫الهداف‬‫النبيلة‬،‫التي‬‫يتطلبها‬‫مشروع‬‫بناء‬‫آليات‬‫حزبية‬
‫حداتية‬،‫تجسد‬‫عرضا‬‫سياسيا‬،‫يحضى‬‫بمصداقية‬‫المجتمع‬.
‫و‬‫نعتبرأن‬‫إنجاز‬‫هذا‬‫المشروع‬‫النضالي‬،‫يقتضي‬
‫استيعاب‬‫متطلبات‬‫الحراك‬‫الجتماعي‬،‫السياسي‬‫والثقافي‬
‫للمجتمع‬،‫وما‬‫يطمح‬‫له‬‫من‬،‫إصلحات‬‫تمكن‬‫المواطن‬‫من‬
‫مساءلة‬‫مؤسسات‬‫سياسية‬،‫تتمتع‬‫بشرعية‬‫مجتمعية‬‫حقيقية‬.
‫إن‬‫الرهان‬‫الحقيقي‬‫والستراتيجي‬،‫هو‬‫كسب‬‫معركة‬
‫التنمية‬،‫والديمقراطية‬‫بوضوح‬‫الرؤيا‬‫والساليب‬،‫عبر‬‫اقتراح‬
‫بدائل‬‫تستجيب‬‫للنتظارات‬‫الملحة‬‫للمواطنين‬،‫في‬‫المجال‬
‫القتصادي‬،‫والجتماعي‬،‫والثقافي‬،‫والمشاركة‬‫السياسية‬.
‫إن‬‫المهمة‬‫المركزية‬‫لحزب‬‫اشتراكي‬،‫ديمقراطي‬‫قوي‬،
‫في‬‫مغرب‬‫اليوم‬،‫تكمن‬‫في‬‫ابتكار‬‫الصيغ‬‫الناجعة‬،‫لنجاز‬
‫الصلحات‬‫الجوهرية‬،‫بمرجعية‬‫اشتراكية‬،‫ديمقراطية‬‫تمكن‬
‫من‬‫تجاوز‬‫المأزق‬‫القتصادي‬‫والجتماعي‬،‫الذي‬‫يمنعها‬‫من‬
‫القلع‬.
‫وياتي‬‫في‬‫مقدمة‬‫هذه‬‫الصلحات‬‫الجوهرية‬،‫التفعيل‬
‫الديمقراطي‬‫للدستور‬‫وإصلح‬‫الدولة‬،‫بما‬‫يسمح‬‫بإقرارنمط‬
‫متجدد‬‫لتدبير‬‫الشأن‬‫العام‬،‫وتعبئة‬‫الفاعلين‬‫في‬‫مختلف‬
‫المستويات‬‫الترابية‬،‫وتثمين‬‫التنوع‬‫المجالي‬‫والثقافي‬.
1.‫شروط‬‫إنجاح‬‫مشروعنا‬‫النضالي‬
‫إن‬‫إنجاز‬‫هذه‬‫المــــــهام‬‫المرحلية‬،‫من‬‫طــرف‬
‫الــحزب‬‫الشـــتراكي‬‫الديمقراطي‬‫الحــقيقي‬،‫يقتــضي‬‫من‬
‫الـــمناضلت‬‫والمناضلين‬،‫التعــــبئة‬‫من‬‫أجل‬‫توفير‬‫الشروط‬
‫التالية‬:
-‫خلق‬‫أجواء‬‫مصالحة‬‫حقيقية‬،‫بين‬‫المناضلت‬
‫والمناضلين‬‫المنتمين‬‫إلى‬‫العائلة‬‫التقدمية‬،‫عبر‬‫مد‬‫الجـــسور‬
13
‫مع‬‫كل‬‫الــطاقات‬،‫التي‬‫جــمدت‬‫نشــاطها‬،‫أو‬‫فضلت‬
‫النزواء‬.
-‫النفـتاح‬‫على‬‫المـكونات‬‫الحـية‬‫في‬‫المجتمع‬،‫وفـي‬
‫طليـعتها‬‫قطـــاعي‬‫الشباب‬‫والنساء‬،‫كفاعلــين‬‫أساسيين‬،
‫وكـقاعدة‬‫اجتماعية‬‫وديموغرافـية‬‫للـبلد‬،‫فئات‬‫لم‬‫تعد‬‫ترى‬
‫ذاتها‬‫في‬‫تعـبيرات‬‫أوتشكــيلت‬‫ســياسية‬،‫لتستوعب‬
‫مطالبـها‬‫الجديدة‬‫،وانتظاراتها‬،‫ول‬‫توليها‬‫مايلزم‬‫من‬‫فهم‬
‫واهتمام‬‫ومواكبة‬.
-‫العمل‬‫على‬‫تقوية‬‫جسور‬‫التواصل‬‫مع‬‫قوى‬‫اليسار‬،
‫وكل‬‫القوى‬‫التقدمية‬‫والديمقراطية‬‫في‬‫المجتمع‬،‫بما‬‫يضمن‬
‫تعزيز‬‫الصف‬‫الديمقراطي‬‫والحداتي‬،‫ويفضي‬‫إلى‬‫فرز‬
‫موضوعي‬‫للتناقضات‬‫السياسية‬،‫والجتماعية‬‫الحقيقية‬،
‫القائمة‬‫في‬‫البلد‬.
-‫الجتهاد‬‫والمساهمة‬‫،في‬‫تحيين‬‫المشروع‬‫الشتراكي‬
‫الديمقراطي‬‫للحزب،وإبراز‬‫هويته‬‫الجتماعية‬،‫ارتكازا‬‫على‬
‫التراكمات‬‫التاريخية‬،‫مع‬‫النفتاح‬‫على‬‫كل‬‫الطاقات‬‫الفكرية‬
‫والثقافية‬‫الوطنية‬.
-‫خلق‬‫آليات‬‫تنظيمية‬‫حديثة‬،‫ترتكز‬‫على‬‫الديمقراطية‬
‫التشاركية‬‫من‬‫أجل‬‫تجاوز‬‫الفردانية‬‫والتحكم‬،‫اللذان‬‫يميزان‬
‫المشهد‬‫الحزبي‬‫اليوم‬.
‫إن‬‫النخراط‬‫التلقائي‬،‫والواعي‬‫لمختلف‬‫مكونات‬‫هذه‬
‫المبادرة‬‫في‬‫المشروع‬‫النضالي‬‫الجماعي‬‫يجعل‬‫منها‬‫مكونا‬
‫صلبا‬،‫وقوة‬‫اقتراحية‬‫فاعلة‬،‫وقيمة‬‫مضافة‬‫حقيقية‬،‫لحماية‬
‫الموروث‬‫التحادي‬‫النبيل‬‫خدمة‬‫لمستقبل‬‫واعد‬.
2.‫ثلث‬‫منطلقات‬‫لمشروعنا‬‫النضالي‬
‫وفي‬‫هذا‬‫السياق‬،‫يرتكز‬‫العمل‬‫المستقبلي‬‫لمنظورنا‬
‫النضالي‬‫،على‬‫ثلث‬‫دعامات‬‫أساسية‬:
‫أول‬:‫استقللية‬‫القرار‬‫الحزبي‬.
‫إن‬‫إعادة‬‫العتبار‬‫للعمل‬‫الســياسي‬،‫يمر‬‫حتما‬،‫عبر‬
‫استقللية‬‫الـــــقرار‬‫السياسي‬‫والسيادي‬‫للحزب‬،‫استقللـية‬
14
‫عــن‬‫كل‬‫مخــــتلف‬‫الدوائر‬‫الســـياسية‬،‫أو‬‫مراكز‬‫النفود‬
‫المالي‬،‫أو‬‫القتصادي‬،‫أو‬‫غيره‬.
‫فبدون‬‫هذه‬‫الستقللية‬،‫لن‬‫يــــتأتى‬‫لضمان‬‫مناخ‬
‫سياسي‬‫سليم‬،‫يقوي‬‫فــعل‬‫الداء‬‫الديمقراطي‬‫و‬‫يحصنه‬‫؛‬
‫ذلك‬‫أن‬‫اســتقراء‬‫معـــطيات‬‫الــتاريخ‬‫الســـياسي‬‫المغربي‬
‫الحديث‬،‫يبــين‬‫بجلء‬،‫خواء‬‫المراهــنة‬‫على‬‫خــلق‬‫الخرائط‬
‫الــسياسية‬،‫وآثارها‬‫المدمرة‬‫للحقل‬‫السياسي‬،‫حـيث‬
‫شكــلت‬‫الســبب‬‫المباشر‬،‫في‬‫النـــفور‬‫الجماعي‬،‫وتبخـيس‬
‫صورة‬‫العمل‬‫السياسي‬‫برمتـه‬،‫في‬‫الذاكـرة‬‫الجماعية‬.
‫ثانيا‬:‫تجديد‬‫الفكر‬‫الشتراكي‬
‫إن‬‫من‬‫السباب‬‫العميقة‬‫لنحسار‬‫نفوذ‬‫التحاد‬
‫الشتراكي‬،‫وإشعاعه‬‫وفعاليته‬‫الميدانية‬،‫هو‬‫ذلك‬،‫القصور‬
‫الذي‬‫طبع‬‫الفترات‬‫الخيرة‬‫من‬‫حياتنا‬‫الحزبية‬‫على‬‫مستوى‬
‫تجديد‬‫الفكر‬،‫الشتراكي‬‫ومواكبة‬‫للتطورات‬‫الحاصلة‬‫في‬‫عمق‬
‫البنية‬‫الجتماعية‬،‫والثقافية‬،‫والديمغرافية‬،‫في‬‫بلدنا‬‫من‬
‫جهة‬،‫وتخلفه‬‫عن‬‫ركب‬‫الجتهادات‬‫الفكرية‬‫الشتراكية‬
‫المعاصرة‬‫من‬‫جهة‬‫أخرى‬‫؛‬‫المر‬‫الذي‬‫انعكس‬‫على‬‫أداء‬
‫أطرنا‬،‫وحكم‬‫على‬‫الممارسة‬‫الحزبية‬‫بنوع‬‫من‬‫الحترافية‬
‫النمطية‬.
‫إن‬‫التجديد‬‫على‬‫ضوء‬‫هذا‬‫العتبار‬،‫ليس‬‫ترفا‬‫ثقافيا‬،‫بل‬
‫هو‬‫في‬‫حاجة‬‫ملحة‬،‫يفرضها‬‫تجديد‬‫مشروعنا‬‫الشتراكي‬،
‫التقدمي‬،‫الحداثي‬،‫وضمان‬‫نفوذه‬‫في‬.‫المجتمع‬
‫ثالثا‬:‫النفتاح‬‫العقلني‬
‫إذا‬‫كان‬‫النفتاح‬‫ضرورة‬‫حتمية‬،‫تسدعيـــها‬
‫وتقتضيها‬‫بشــــكل‬‫طبيعي‬،‫دينامية‬‫تطور‬‫المجتمع‬‫المـغربي‬
،‫فإن‬‫توفــير‬‫الشروط‬،‫والمداخل‬‫لنفتاح‬‫عقلني‬‫منتج‬،
‫يتطلب‬‫منا‬‫إحاطة‬‫هذه‬‫العملية‬‫الساســـية‬،‫بما‬‫يلزم‬‫من‬
‫الهتــــمام‬،‫وبــما‬‫يراعي‬‫هوية‬‫الحـزب‬‫والـــتزاماته‬
‫النضالية‬،‫ومصداقية‬‫لدى‬‫المواطنين‬،‫ويضمن‬‫تطوير‬‫أداء‬
‫المؤسسات‬،‫وفق‬‫معايير‬‫النجاعة‬،‫واللتزام‬‫والصدق‬.
15
‫إن‬‫هذه‬‫الدعامات‬‫الثلث‬،‫تشكل‬‫بوصلة‬‫عمل‬‫أساســية‬
،‫تؤطر‬‫ممارستنا،ونلتزم‬‫بالــعمل‬‫على‬‫تفصيلها‬‫،في‬‫وثائق‬
،‫مرجعـــية‬‫منــفصلة‬،‫تغـــني‬،‫مساهماتنا‬‫داخل‬‫مشروع‬
‫نضالي‬‫حقيقي‬.
3.‫التوجهات‬‫النية‬‫والمستقبلية‬
‫لمشروعنا‬‫النضالي‬
‫إن‬‫الدور‬،‫الريـــادي‬‫المفروض‬‫على‬‫الحــزب‬
‫الشـــتراكي‬،‫الديمــقراطي‬‫الضـطــلع‬‫بـه‬،‫يطــمح‬
‫اليــوم‬،‫لمصاحبـــة‬‫وتوجـيــه‬‫الـحراك‬‫المجتمعي‬‫و‬
‫السياسي‬،‫نــحو‬‫التـــقدم‬‫والحــداثة‬،‫يقتضي‬‫منا‬‫اللــتزام‬
‫بمبـادىء‬،‫وتوجهات‬:‫أساسية‬
‫أ‬(‫أولها‬‫الحفاظ‬‫على‬‫الهوية‬‫الشتراكية‬‫الديمقراطية‬
‫ليس‬‫المهم‬‫هنا‬،‫تكرار‬‫ما‬‫ردده‬،‫الحزب‬‫في‬‫كل‬
‫المحطات‬‫حــول‬‫هويته‬‫الشــتراكية‬‫الديمقراطية‬،‫والتي‬
‫بناهــا‬،‫وصا‬‫نها‬‫عـبر‬‫تاريـخه‬‫النضــالي‬‫الطويل‬،‫ولكن‬
‫الهـــم‬،‫أن‬‫نلــحظ‬‫خطورة‬،‫المــنزلق‬‫الذي‬‫بات‬‫يتــهدد‬
‫هويته‬‫في‬‫الواقـــع‬‫الملــموس‬،‫والــذي‬‫من‬‫مظــاهره‬
‫تهمــيش‬‫النـقاش‬‫والجتــهاد‬‫الفـكري‬،‫والتركيز‬‫على‬
‫الصراعات‬‫الذاتية‬‫داخل‬‫التنظيمات‬،‫وكذا‬‫ال‬‫نحرافات‬‫التي‬
‫ميزت‬‫عملية‬‫النفتاح‬‫والتـي‬‫أدت‬‫بالســاس‬،‫إلى‬‫تراجـع‬
‫محـسوس‬‫في‬‫هويــة‬،‫الحــزب‬‫وأخلقــياته‬‫وضوابــطه‬.
‫والدهــى‬‫مــن‬‫ذلــك‬،‫أن‬‫استفــحال‬‫هــذه‬‫الظــاهــرة‬
‫المستـجدة‬،‫لم‬‫يصــب‬‫بالعقــم‬‫هـوية‬‫الــحزب‬‫اليـسارية‬
‫وحسب‬،‫بــل‬‫وقــد‬‫أفــقده‬‫المــناعة‬‫إزاء‬‫الختراقــات‬
‫الخارجية‬.
‫ولذلك‬‫سيكون‬‫من‬‫خطوات‬‫التـجاوز‬‫المطلوبة‬،‫أن‬
‫يعــمل‬‫مشروعنا‬‫على‬‫محــاربة‬‫هـذه‬‫الــظاهرة‬،‫وأن‬
‫يواجــه‬‫كل‬‫الدعــاوى‬‫والمسوغات‬،‫التي‬‫يراد‬‫بــها‬‫التــبرير‬
‫والشرعــنة‬.
‫إننا‬‫نضع‬‫نصب‬،‫أعيننا‬‫ارتكاز‬‫المشروع‬‫النضالي‬‫على‬
‫روابطه‬‫الصلبة‬،‫المستمدة‬‫من‬‫مــشروعه‬‫المجتمعي‬‫البــديل‬
16
،‫ومن‬‫تجدره‬‫المجتمعي‬،‫ومن‬‫هويته‬‫الشتراكية‬
‫الديمقراطية‬.
(‫ثـانيها‬ ‫ب‬‫تجدير‬‫المعارضة‬‫داخل‬‫المجتمع‬
‫لقد‬‫اختارالتحاد‬‫العودة‬‫إلى‬‫موقع‬‫المعارضة‬،‫بعد‬
‫تــجربة‬‫غنـــية‬‫بالدروس‬،‫شارك‬‫خللها‬‫في‬‫تحمل‬
‫المــسؤولية‬‫الحكومــية‬،‫ولطالما‬‫طـــرح‬‫على‬‫مناضلي‬
‫التحاد‬‫سؤال‬،‫أية‬‫معارضة‬‫نريد‬‫؟‬
‫ولن‬‫المؤتمر‬‫الخير‬،‫لم‬‫يفرز‬‫تبايــنات‬،‫واستقــطابات‬
‫واضحة‬‫في‬‫هذا‬‫الشــأن‬،‫بسبب‬‫التهــميش‬‫الذي‬‫حصل‬
‫للــجوانب‬‫الســياسية‬،‫والفكرية‬،‫والبرنامجــية‬،‫في‬
،‫أشغاله‬‫فإن‬‫مسؤوليتنا‬‫أن‬‫نجعل‬‫من‬‫هذه‬‫النتفاضة‬،‫تعبــيرا‬
‫فعلــيا‬،‫عن‬‫الوعــي‬‫الجماعي‬‫التقدمي‬،‫الذي‬‫أفرزته‬‫الزمة‬
‫،عبر‬‫حرصنا‬‫على‬‫القـيام‬‫بالمهام‬‫الساسية‬‫التــالــية‬:
1(‫سيحرص‬‫مشروعنا‬‫في‬‫كل‬‫مواقع‬‫تواجده‬‫الحزبي‬،
‫على‬‫أن‬‫تـكون‬‫مواقفه‬‫من‬‫تفـــعيل‬‫مقتضيات‬‫الدســـتور‬
‫الجديـــدة‬،‫نابــعة‬‫على‬‫الــــروح‬‫الديمـــقراطية‬‫البرلمانية‬
‫الواردة‬‫فيه‬،‫سواء‬‫في‬‫القوانين‬‫التنظيمية‬‫المكــملة‬‫لـه‬،‫أو‬
‫فـي‬‫مواجهة‬‫كل‬‫الممارسات‬،‫الرامية‬‫إلى‬‫إضعاف‬‫حمولته‬
‫الديمقراطية؛‬
2(‫سيـؤكد‬‫هــذا‬‫المشروع‬،‫على‬‫الــربط‬‫بــين‬‫ما‬
‫تقــوم‬‫بــه‬‫المــعارضـة‬‫البرلــمانية‬،‫وبــين‬‫النــضالت‬
‫الجــتماعية‬‫المنــظــمة‬،‫التــي‬‫تخــوضها‬‫فئـــات‬‫مجتمعنا‬
‫محليا‬،‫ووطنيا‬‫موليا‬‫عناية‬‫خاصة‬،‫لكل‬‫أشـــــــــــكال‬
‫الدعــم‬،‫والمساندة‬‫والفعل‬،‫المباشر‬‫والمبادرة‬،‫التي‬
‫تستوجبها‬‫ضرورات‬‫هذه‬‫النضالت‬.
3(‫سيشتغل‬‫مشروعنا‬‫في‬‫أفق‬‫خيار‬،‫سياسي‬،‫مرحلي‬
،‫ثابـت‬،‫يقوم‬‫علــى‬‫ربط‬‫أية‬‫مشاركة‬‫حزبية‬،‫في‬‫أية‬‫حكومة‬
‫في‬‫المــستقبل‬،‫بــبرنامج‬‫تــقود‬‫عمــلية‬‫تنفيذه‬،‫أغلبية‬
‫برلمانية‬‫منسجمة‬،‫في‬‫مكوناتها‬‫ومرجعياتها‬،‫تشتغل‬
‫بصلحيات‬‫دستورية‬‫كاملة‬،‫وتحضى‬‫بسند‬‫شعبي‬‫واضح‬.
4(‫وفي‬‫مجال‬‫التحالفات‬،‫وما‬‫يرتبط‬‫بها‬،‫سيعمل‬
‫هذا‬‫المــــشروع‬،‫على‬‫بذل‬‫قصارى‬‫الجهود‬،‫من‬‫أجل‬‫وحدة‬
17
‫اليسار‬‫المغربي‬‫وتجميع‬‫صفوفه‬،‫باعـــتبار‬‫هذه‬‫الوحدة‬،
‫الخطوة‬‫الحاسمة‬‫الضرورية‬،‫لعــادة‬‫بــنائه‬‫وتجــديــد‬
‫مصداقيــته‬،‫والجراء‬‫الكثر‬‫إقناعا‬‫للرأي‬‫العام‬،‫وللقوى‬
‫الشعبية‬‫المناضلة‬،‫بحصول‬‫تطــور‬،‫حقيقي‬‫ومعقول‬،‫في‬
‫المشهد‬‫السيلسي‬.
5(‫سينصب‬‫اهتمام‬‫مشروعنا‬‫أيضا‬‫على‬‫المجتمع‬‫المدني‬،
‫بهدف‬‫المساهـمة‬‫من‬‫موقعنا‬‫في‬‫توثيق‬‫أواصر‬‫العمل‬‫مع‬‫كل‬
‫مكوناته‬،‫في‬‫مختلف‬‫الحقوق‬‫الشبابيــة‬‫والنسائية‬،‫الحقوقية‬
،‫والتنموية‬.
6(‫وسيعمل‬‫هذا‬‫المشروع‬‫،على‬‫المساهمة‬‫الجادة‬،
‫في‬‫تعزيز‬‫وحدة‬‫الحركة‬‫النــقابية‬،‫وبنفس‬‫الرادة‬‫والعزم‬،
‫يطمح‬‫إلى‬‫إعادة‬‫العتبار‬‫للفعل‬‫الثقافي‬‫والفكري‬،‫وإيــلء‬
‫أهمية‬‫كبرى‬،‫لمساهمة‬‫المثقفين‬،‫في‬‫إذكاء‬‫النقاش‬
‫العمومي‬،‫حول‬‫القضايا‬‫الحيوية‬‫للبلد‬.
4.‫مشروع‬‫من‬‫أجل‬‫بديل‬‫مجتمعي‬‫واعد‬
‫واليوم‬،‫وقد‬‫تعمقت‬‫انحرافات‬‫التــحاد‬‫الشتراكي‬
،‫فإن‬‫صــحوة‬‫المجتمعات‬‫المدنـية‬،‫في‬‫سياق‬"‫الربيع‬
‫العربي‬"،‫وحصيلة‬‫التـــجربة‬‫الحــكومية‬‫التي‬‫انطلقت‬‫منذ‬
2011،‫وما‬‫ترتب‬‫عنـها‬‫من‬‫تعـثرات‬،‫في‬‫التفــعيل‬
‫الديمقراطي‬‫الدستوري‬،‫تشكل‬‫جميعا‬‫محددات‬‫جديدة‬،
‫تتـطلب‬‫استجابة‬‫مشروعنا‬‫المجـتمعي‬،‫للتطلعات‬‫الجديدة‬
‫للمجتمع‬،‫واعتماد‬‫جيل‬‫جديد‬‫من‬‫الصلحات‬،‫تــكون‬
‫ضمنــها‬‫الدولة‬،‫هي‬‫جوهــر‬‫الولويات‬‫؛‬‫إصلح‬‫حقيــقي‬
‫للــدولة‬‫في‬‫أبــعادها‬‫المخــتلفة‬،‫الدارية‬،‫والمؤسساتية‬،
‫وأيضا‬‫السياسية‬،‫بما‬‫يجعل‬‫من‬‫إصلح‬‫الدولة‬،‫جوهرا‬
‫ومقياسا‬،‫لفعالية‬‫الصلح‬‫الدستوري‬.
‫ففي‬‫كل‬‫التجارب‬‫،الــتي‬‫نجــحت‬‫فيها‬‫الحــزاب‬
‫الشــتراكية‬‫الديمقراطية‬،‫في‬‫خلق‬‫ظروف‬‫عيش‬‫اجتماعية‬
‫أفضل‬،‫خضعت‬‫الدولة‬‫إلى‬‫إصلحات‬‫عميقة‬،‫قلصت‬‫من‬
‫حجمها‬‫الكمي‬،‫مع‬‫تحسين‬‫قدراتها‬‫المؤسساتية‬.
‫إن‬‫هذه‬‫الشتراكية‬‫الديمقراطية‬،‫المتجددة‬،‫تتعارض‬
‫والمفهوم‬‫الكلسيكي‬‫لمؤسسة‬‫الدولة‬،‫وتحضى‬‫في‬‫إطارها‬
18
‫إنتاجية‬‫القطاع‬‫العام‬‫بالولوية‬.‫وفي‬‫حالتنا‬،‫يبــدو‬‫أن‬‫هذا‬
‫الصلح‬‫مد‬،‫خل‬‫فعـال‬‫وملئـما‬،‫لتــجاوز‬‫ما‬‫يعيشه‬‫المــغرب‬
،‫من‬‫كبــوات‬‫مؤسسة‬‫الدولة‬‫بمفهومها‬‫الكلسيكسي‬.
‫ويرتبط‬‫إصلح‬‫الدولة‬‫في‬‫منظورنا‬،‫أشد‬‫الرتباط‬،‫بتغيير‬
‫نمط‬‫إنتاج‬‫الثروات‬‫؛‬‫ولكن‬‫كذلك‬،‫إنتاج‬‫النــخب‬‫الدارية‬،
‫والســياسية‬،‫بــما‬‫يوضح‬‫لــدى‬‫الرأي‬‫العام‬‫طبيعة‬‫التباين‬
‫في‬‫مرجعيات‬‫مخـتلف‬‫القوى‬‫الســياسية‬،‫عند‬‫تد‬‫بيرها‬‫للشأن‬
‫العام‬.
‫إن‬‫إصلح‬‫الدولة‬‫يهم‬‫أيضا،النموذج‬‫الثقافي‬‫الذي‬
‫يعتزم‬‫المغرب‬‫إقامته‬،‫والذي‬‫من‬‫أبرز‬‫معالمه‬،‫الوحــدة‬
‫الوطــنية‬‫والتــنوع‬‫الثــقافي‬.‫فالــتوجه‬‫الرئيسي‬‫للتنظيم‬
‫الجهوي‬،‫يجب‬‫أن‬‫يرتبط‬‫ضمنه‬،‫التأكيد‬‫على‬‫هوية‬‫وطنية‬
،‫قوية‬‫باستثمار‬‫شامل‬‫للتنوع‬‫المجالي‬،‫واللغوي‬،‫والثقافي‬
‫للجهات‬،‫عبر‬‫إصلح‬‫حقيقي‬‫ومتزامن‬،‫للتركيز‬‫والل‬‫مركزية‬،
‫كمدخل‬‫لصلح‬‫الدولة‬.
‫إن‬‫دورنا‬‫اليوم‬،‫داخل‬‫المعارضة‬،‫يحملنا‬‫مسؤولية‬
‫كبيرة‬،‫في‬‫ريادة‬‫المطالبة‬‫والعمل‬‫من‬‫أجل‬‫إصلحات‬
،‫جوهـرية‬‫تستهدف‬‫تغيــيرا‬‫تـدريــجيا‬‫لطبـيعة‬‫الـدولة‬،‫تــلك‬
‫الطبــيعة‬‫التي‬‫ظــلت‬‫تؤثــر‬‫سلبا‬‫على‬‫التنمــية‬‫القتصادية‬،
‫والعدالة‬‫الجتماعية‬،‫والتأهيل‬‫السياسي‬‫والمؤسساتي‬‫للبلد‬
.
‫وفي‬‫هذا‬،‫الطار‬‫يهدف‬‫مشروعنا‬‫إلى‬‫إعــطاء‬
‫المـعارضة‬،‫محــتوى‬‫إصلحيا‬‫شموليا‬،‫وعميقا‬‫يتصدى‬‫بالطبع‬
‫لكل‬‫الختــللت‬‫التدبيــرية‬‫للحــكومة‬،‫ولكن‬‫كذلك‬‫وفي‬
‫نفس‬‫الن‬،‫لجميع‬‫النزوعات‬‫السلطوية‬‫داخل‬‫الدولة‬.
‫ويتوخى‬‫هذا‬‫المشروع‬،‫إلى‬‫الســعي‬‫نحـو‬‫إبـراز‬
‫الطـابع‬‫التـقدمي‬‫للشتراكية‬‫الديمقراطية‬‫المتجددة‬،
‫عبرمعالجة‬‫فعالة‬،‫وناجعة‬‫للقضايا‬،‫القتصادية‬‫والجتماعية‬،
‫والثــقافية‬،‫من‬‫أجــل‬‫تحــسين‬‫ظروف‬‫عيــش‬‫المواطنين‬،
‫وعــدم‬‫الكتفاء‬‫بخطاب‬‫يقتصر‬‫عل‬‫مجرد‬‫تنديد‬‫بالمحافظة‬.
‫إننا‬‫نعتبر‬،‫أن‬‫مواجهة‬‫النزوعات‬‫المحافظة‬‫والرجعية‬،
‫يجب‬‫أن‬‫ترتبط‬‫بإبــراز‬‫القدرات‬‫الحقيقية‬‫للمشروع‬‫المجتمعي‬
‫الشتراكي‬‫الديمقراطي‬،‫على‬‫تقــديم‬‫بــدائـل‬‫تقدمية‬‫شعبية‬
،‫في‬‫معالجة‬‫القضايا‬‫القتصادية‬،‫والجتماعــية‬‫المطروحة‬،
19
‫والتـي‬‫تؤثــر‬‫في‬‫معيــشه‬‫اليــومي‬:‫في‬‫التعــليم‬‫والصحة‬
‫والســكن‬‫والشــغل‬‫والتجهيزات‬‫الساسية‬‫والمن‬،‫وذلك‬‫ما‬
‫تنتظره‬‫منا‬‫فئات‬‫المجتمع‬‫المغربي‬‫اليوم‬.
‫والنتيجة‬،‫هي‬‫أنه‬،‫وحده‬‫البديل‬‫الذي‬‫ينتج‬‫تغييرات‬
‫حقيقية‬‫وعميقة‬‫في‬،‫الدولة‬‫وفي‬‫النخب‬،‫تحمله‬‫قوة‬‫تقدمية‬
‫حقيقية‬،‫تخول‬‫له‬،‫أن‬‫يكون‬‫اليوم‬،‫مصدر‬،‫أمل‬‫في‬‫مجالت‬
‫مختلفة‬:
1(‫بديل‬‫للنزعة‬‫السياسية‬‫المحافظة‬،‫التي‬‫تهيمن‬
‫على‬‫المجتمعات‬‫السلمية‬،‫التي‬‫توجد‬‫في‬‫أوج‬‫النتقال‬
‫الديمقراطي‬‫؛‬
2(‫بديل‬‫للمآزق‬‫المزمنة‬‫للنضام‬‫النتاجي‬،‫الذي‬
‫تحركه‬‫ثقافة‬‫الريع‬‫؛‬
3(‫بديل‬‫للختيارات‬‫الليبرالية‬‫المتوحشة‬،‫والتي‬‫هي‬
‫سبب‬‫لتمركز‬‫فاحش‬‫للثروة‬،‫مما‬‫يهدد‬‫التوازن‬‫والتضامن‬
‫الجتماعيين‬‫؛‬
4(‫بديل‬‫للدولة‬‫المسرفة‬‫والضعيفة‬،‫على‬‫مستوى‬
‫الداء‬‫والمردودية‬‫في‬‫إنتاج‬‫الخدمات‬‫العمومية‬‫؛‬
5(‫بديل‬‫لسياسات‬‫عمومية‬‫قطاعية‬‫متفتتة‬،‫والتي‬
‫تشكو‬‫من‬‫غياب‬‫رؤيا‬‫ترابية‬،‫شمولية‬‫واضحة‬‫المعالم‬‫؛‬
6(‫بديل‬‫للدولة‬"‫التملكية‬‫الجديدة‬) "Etat Neo-
Patrimonial(‫المرتكزة‬‫على‬‫فاعلين‬‫اجتماعيين‬،‫يواصلون‬
‫المقاومة‬‫من‬‫أجل‬‫البقاء‬‫على‬‫الريع‬،‫والخلط‬‫بين‬‫السلطتين‬
‫السياسية‬،‫والقتصادية‬‫؛‬
7(‫بديل‬‫لمغرب‬‫ترابي‬‫قوي‬،‫بوحدته‬‫الوطنية‬،
‫وتعدديته‬‫الثقافية‬،‫وبانفتاحه‬‫على‬‫محيطه‬‫المغاربي‬–
-‫المتوسطي‬ ‫الفريقي‬.
20
IV-‫المسألة‬‫التنظيمية‬‫والتجدر‬‫الحزبي‬
‫داخل‬‫المجتمع‬
‫إن‬‫التراجعات‬‫التي‬‫تطال‬‫اليوم‬‫المشــهد‬‫الحزبي‬،
‫راجعة‬‫لنــــحراف‬‫المؤسسات‬‫الحزبية‬‫عن‬‫وظيفتها‬
‫التأطيرية‬‫الساسية‬،‫وتـحولها‬‫إلى‬‫نـوادي‬‫مغلــقة‬‫لنخبة‬
‫تحترف‬‫وضع‬‫آليات‬‫تنظيمية‬،‫تضمن‬‫استمرارية‬‫مــواقع‬،
‫تستعملها‬‫كمنــبع‬‫لريع‬‫ســياسي‬،‫تحــقق‬‫من‬‫ورائه‬،
‫مصالحها‬‫الشخصية‬‫الضــيقة‬،‫على‬‫المـستوى‬‫المحلي‬،
‫والقليمي‬.‫والوطني‬
‫وفي‬‫هذا‬‫السياق‬،‫أصـبح‬‫كـل‬‫انفــتاح‬‫علـى‬
‫الطــاقات‬‫والكــفاءات‬،‫التي‬‫يزخــر‬‫بــها‬‫المجــتمع‬،
‫مخاطــرة‬‫وتهـديد‬‫للمصالح‬‫الشخصية‬‫لهـــذه‬‫النخب‬.‫الحزبية‬
‫وقد‬‫تبرز‬‫قراءة‬‫للنظمة‬‫الداخلية‬،‫وللقواعد‬‫التي‬‫تجدد‬
‫هيـكلة‬،‫الحزاب‬‫منطق‬‫التحكم‬‫والفردانية‬‫،على‬‫جميع‬
‫الصعدة‬:‫القيادة‬-‫القيادات‬ ،‫الوطنية‬-‫القيادات‬ ،‫الجهوية‬
‫القليمية‬‫والمحلية‬.
‫وبموازاة‬‫لهذا‬‫النغـلق‬،‫التصاعدي‬‫للحزاب‬،‫يعرف‬
‫المجتمع‬‫انفــتاحا‬‫ثــقافيا‬‫قويا‬،‫يغذي‬‫نقاشات‬‫مدنية‬،
‫وسياسية‬‫حرة‬،‫عبر‬‫المواقع‬‫اللكــترونية‬،‫والشبكات‬
‫الجتماعية‬،‫تجسد‬‫إرادة‬‫قـوية‬،‫ومطلبا‬،‫مــشروعا‬‫لجيال‬
‫الحاضر‬‫والمــستقبل‬،‫من‬‫أجل‬‫المشاركة‬‫في‬‫تدبير‬‫الشأن‬
‫العام‬،‫عبر‬‫إبداء‬‫حر‬‫للرأي‬.
‫وتكمن‬‫خطورة‬‫هذا‬‫التحول‬‫المجتمعي‬،‫في‬‫عدم‬‫تمكن‬
‫المؤسسات‬‫السياسية‬،‫من‬‫انفتاحها‬‫وتفاعلها‬‫مع‬‫هذه‬
،‫الجيال‬‫للمساهمة‬‫في‬‫الحد‬‫من‬‫التيه‬‫اليديولوجي‬،‫ومن‬
‫توجــيه‬‫هــذه‬‫الطــاقات‬‫الزاخرة‬،‫نــحو‬‫بــناء‬‫مستقــبل‬
‫أحــسن‬،‫وتحصينها‬‫تجـاه‬‫النحرافات‬‫التي‬‫تهددها‬،‫وتخاطر‬
‫باستقرار‬‫البلد‬.
‫فالنتيجة‬‫لنحراف‬‫هذه‬‫المؤسسات‬‫السياسية‬،
‫يكــمن‬‫في‬‫تراجـع‬‫الوظيفة‬‫التأطيرية‬‫للحزاب‬،‫وعزوف‬
‫المجتمع‬‫على‬‫الشــأن‬‫الحزبي‬،‫وتــــطوير‬‫فضاءات‬‫سياسية‬
‫للنقاش‬‫خارجه‬،‫مما‬‫يفضي‬‫إلى‬‫تهديد‬،‫حقيقي‬‫للمسار‬
‫المؤسساتي‬‫للبلد‬.
21
‫لهـــذه‬‫العــتبارات‬،‫يــبدو‬‫أن‬‫التحــدي‬‫المستقبلي‬‫لي‬
‫مــشروع‬‫حزبـي‬،‫طموح‬‫ومتجدد‬،‫يكمن‬‫في‬‫قدرته‬‫على‬
‫التفاعل‬‫مع‬‫هذا‬‫التحول‬‫المجتمعي‬،‫والستــــــجابة‬‫لمطالب‬
‫هذه‬‫الطاقات‬‫الزاخرة‬،‫عبر‬‫تطوير‬‫وتحديث‬‫آليات‬‫التواصل‬،
‫والستشارة‬‫حول‬‫الشكالت‬‫الجتماعية‬،‫والقتصادية‬،
‫والسياسية‬،‫والثقافية‬‫المطروحة‬،‫باعتماد‬‫منهجية‬‫حديثة‬،
‫وتكنولوجيات‬‫التواصل‬،‫كآلية‬‫مهمة‬‫من‬‫بين‬‫الليات‬‫الخرى‬
‫المباشرة‬،‫التي‬‫ستمكن‬‫من‬‫بناء‬‫ديمقراطية‬،‫تشاركية‬،
‫داخل‬‫المؤسسات‬‫السياسية‬،‫تمكن‬‫المجتمع‬‫من‬‫المساهمة‬
‫في‬‫تدبيرالشأن‬‫العام‬،‫وتثمين‬‫فعلي‬‫للعمل‬‫السياسي‬.
‫خـــــلصات‬
‫الخلصة‬‫الولى‬:‫يتسم‬‫الراهن‬،‫المغربي‬‫بهشاشة‬‫نمط‬
‫النمو‬‫القتــصادي‬،‫جراء‬‫هيمنة‬‫اقتصاد‬‫الريع‬،‫على‬‫حساب‬
‫اقتصاد‬‫السوق‬،‫وبمشهد‬‫سـياسي‬‫تـــائه‬‫يفتقد‬‫تدريجيا‬
‫شرعيته‬‫وبأداء‬‫حكومي‬‫يفتقد‬‫بدوره‬،‫لرؤيا‬‫سياسية‬‫شمولية‬
،‫واضحة‬‫ويبدو‬‫جليا‬،‫أن‬‫النخب‬‫السياسية‬،‫لم‬‫تتمكن‬‫من‬
‫الستجابة‬‫للحراك‬‫الجتـماعي‬‫المغربي‬،‫عبر‬‫صياغة‬‫بديــل‬
‫مجتمعي‬‫واعــد‬،‫في‬‫مستوى‬‫طموحات‬‫ومـــطالــب‬
‫ملحة،ومتصاعدة‬‫للمواطنين‬‫؛‬‫الشيء‬‫الذي‬‫يدعو‬‫لبــناء‬
‫بديــل‬‫ســياسي‬،‫يحـــضى‬‫بمصداقية‬‫داخل‬‫المجتمع‬.
‫الخلصة‬‫الثانية‬:‫إن‬‫التحاد‬‫الشــتراكي‬،‫يتــعرض‬
‫لعملية‬‫مسخ‬‫وفقـــدان‬‫لهويته‬،‫ولخلقه‬‫التي‬‫ميزت‬‫مساره‬
‫ورصيده‬‫التاريخي‬.
‫وقـد‬‫أصـبح‬‫عـمق‬‫الزمـة‬،‫يكـمن‬‫في‬‫تحـويل‬‫تركيبته‬
‫البــشرية‬،‫وتغـيير‬‫مواقــفه‬‫وتحالفاته‬‫الســياسية‬،‫بكــيفية‬
‫تضع‬،‫المناضلت‬‫والمناضلين‬‫الــشرفاء‬،‫يؤمنــون‬‫بالفكرة‬
‫التحادية‬‫النبيلة‬،‫خارج‬‫أسـوار‬‫التحاد‬‫،وفي‬‫موقع‬‫يجــعلهم‬
‫غرباء‬‫داخــل‬‫حزب‬‫فقد‬.‫اتحاديته‬
22
‫الخلصة‬‫الثالثة‬:‫أمام‬‫هذا‬‫الوضع‬،‫يوجــد‬‫المناضلون‬
‫والــمناضلت‬‫أمام‬‫خيارين‬‫اثنين‬،‫يمكناهم‬‫من‬‫بناء‬‫بديل‬
‫اشتراكي‬‫ديمقراطي‬،‫يجيب‬‫على‬‫تسـاؤلت‬‫المرحــلة‬.
‫الخيار‬‫الول‬:‫انبعاث‬‫الفكرة‬‫التحادية‬،‫عبر‬‫المساهمة‬
‫في‬‫إحياء‬‫التحادالوطني‬‫للقوات‬‫الشــعبية‬،‫وتثمين‬‫العذرية‬
‫السيــاسية‬،‫والتــي‬‫حرص‬‫عــلى‬‫الحفاظ‬‫عليها‬،‫وعلى‬
‫الــمرجعية‬‫اليديولوجية‬،‫التي‬‫سنــت‬‫عملية‬‫إنــتاج‬‫الـحركة‬
،‫اليسارية‬‫والتقدمية‬‫في‬.‫المغرب‬
‫الخيار‬‫الثاني‬:‫المساهمة‬‫في‬‫بناء‬‫بديل‬‫اشتراكي‬
‫ديمقراطي‬‫جديد‬‫يستجيب‬‫لمتطلبات‬‫المرحلة‬‫عبر‬‫اقتراح‬‫حلول‬
‫تخرج‬‫المجتمع‬‫والقتصاد‬‫من‬‫المآزق‬‫القتصادية‬‫والجتماعية‬
‫التي‬‫تتخبط‬‫فيها‬،‫البلد‬‫وتمكن‬‫المواطنين‬‫من‬‫استعادة‬‫الثقة‬
‫في‬‫مسار‬،‫تقدمي‬‫حداثي‬‫يضع‬‫المغرب‬‫خارج‬‫سياق‬‫النزوعات‬
،‫المحافظة‬‫والرجعية‬‫التي‬‫تهدد‬‫الدول‬‫السلمية‬‫اليوم‬.
‫فعلى‬‫المناضلت‬‫والمناضلين‬،‫الذيــن‬‫يؤمنون‬‫بالــفكرة‬
‫التحادية‬،‫التعــبير‬‫عــن‬‫اقتراحاتهم‬،‫باعتماد‬‫خيار‬،‫بديل‬
‫يتماشى‬‫مع‬‫طموحاتهم‬،‫للنــخراط‬‫في‬‫مــشروع‬‫مجتمعي‬
‫حداثي‬،‫يمكنهم‬‫من‬‫مواجهة‬‫تحديات‬‫الحاضر‬‫والمستقبل‬‫وربح‬
‫رهان‬‫تقدم‬‫المجتمع‬.
‫السكريتارية‬‫الوطنية‬
‫لتيار‬‫الديمقراطية‬‫والنفتاح‬
20‫دجنبر‬2014
23

More Related Content

Viewers also liked

 الصناعة التقليدية في المغرب
 الصناعة التقليدية في المغرب الصناعة التقليدية في المغرب
 الصناعة التقليدية في المغرب
Mohcine Boudanes
 
Разред опашати земноводни
Разред опашати земноводниРазред опашати земноводни
Разред опашати земноводни
Grace Lake
 
Por que devo ser um mestre familiar ?
Por que devo ser um mestre familiar ?Por que devo ser um mestre familiar ?
Por que devo ser um mestre familiar ?
Rosano Lima
 

Viewers also liked (13)

Endangered (2)
Endangered (2)Endangered (2)
Endangered (2)
 
Comptes régionaux 2013
Comptes régionaux 2013Comptes régionaux 2013
Comptes régionaux 2013
 
Allocution ministre rgph 2014 ar
Allocution ministre rgph 2014 arAllocution ministre rgph 2014 ar
Allocution ministre rgph 2014 ar
 
وضعية المساواة والمناصفة.. التقرير
وضعية المساواة والمناصفة.. التقريروضعية المساواة والمناصفة.. التقرير
وضعية المساواة والمناصفة.. التقرير
 
 الصناعة التقليدية في المغرب
 الصناعة التقليدية في المغرب الصناعة التقليدية في المغرب
 الصناعة التقليدية في المغرب
 
Designing a SharePoint User Adoption Strategy
Designing a SharePoint User Adoption StrategyDesigning a SharePoint User Adoption Strategy
Designing a SharePoint User Adoption Strategy
 
Rgph 2014 ar
Rgph 2014 arRgph 2014 ar
Rgph 2014 ar
 
Разред опашати земноводни
Разред опашати земноводниРазред опашати земноводни
Разред опашати земноводни
 
Oxfam
OxfamOxfam
Oxfam
 
Por que devo ser um mestre familiar ?
Por que devo ser um mestre familiar ?Por que devo ser um mestre familiar ?
Por que devo ser um mestre familiar ?
 
Chemical and electrical synapse
Chemical and electrical synapseChemical and electrical synapse
Chemical and electrical synapse
 
بلاغ صحافي.. ق الحسابات السنوية لألحزاب السياسية
بلاغ صحافي.. ق الحسابات السنوية لألحزاب السياسية بلاغ صحافي.. ق الحسابات السنوية لألحزاب السياسية
بلاغ صحافي.. ق الحسابات السنوية لألحزاب السياسية
 
تـقــريــــر حول تدقيق الحسابات السنوية لألحزاب السياسية وفحص صحة نفقاتها بر...
تـقــريــــر حول تدقيق الحسابات السنوية لألحزاب السياسية وفحص صحة  نفقاتها بر...تـقــريــــر حول تدقيق الحسابات السنوية لألحزاب السياسية وفحص صحة  نفقاتها بر...
تـقــريــــر حول تدقيق الحسابات السنوية لألحزاب السياسية وفحص صحة نفقاتها بر...
 

Similar to مشروع أرضية حول الراهن المغربي أزمة الاتحاد الاشتراكي والخيارات البديلة

Livret lf 2014 web
Livret lf 2014 webLivret lf 2014 web
Livret lf 2014 web
beletbien
 
نحو استجابة إنسانية جيدة ومؤثرة.pdf
نحو استجابة إنسانية جيدة ومؤثرة.pdfنحو استجابة إنسانية جيدة ومؤثرة.pdf
نحو استجابة إنسانية جيدة ومؤثرة.pdf
Nabil Ahmed Alkhadher
 

Similar to مشروع أرضية حول الراهن المغربي أزمة الاتحاد الاشتراكي والخيارات البديلة (18)

دليل إجرائي حول الآليات القضائيّة لتطبيق القانون الأساسي المتعلّق بالقضاء عل...
دليل إجرائي حول الآليات القضائيّة  لتطبيق القانون الأساسي المتعلّق بالقضاء عل...دليل إجرائي حول الآليات القضائيّة  لتطبيق القانون الأساسي المتعلّق بالقضاء عل...
دليل إجرائي حول الآليات القضائيّة لتطبيق القانون الأساسي المتعلّق بالقضاء عل...
 
Democracy and social rights 2014
Democracy and social rights 2014Democracy and social rights 2014
Democracy and social rights 2014
 
إدارة السمعة في الأزمات (النرويج) وأزمة كورونا
إدارة السمعة في الأزمات (النرويج) وأزمة كوروناإدارة السمعة في الأزمات (النرويج) وأزمة كورونا
إدارة السمعة في الأزمات (النرويج) وأزمة كورونا
 
Genre. الجندرة. النوع الاجتماعي
Genre. الجندرة. النوع الاجتماعيGenre. الجندرة. النوع الاجتماعي
Genre. الجندرة. النوع الاجتماعي
 
بيان الحكومة وبرنامج عملها
بيان الحكومة وبرنامج عملهابيان الحكومة وبرنامج عملها
بيان الحكومة وبرنامج عملها
 
بيان منظمات حقوق الإنسان جويلية 2015
بيان منظمات حقوق الإنسان  جويلية 2015بيان منظمات حقوق الإنسان  جويلية 2015
بيان منظمات حقوق الإنسان جويلية 2015
 
بيان منظمات حقوق الإنسان جويلية 2015
بيان منظمات حقوق الإنسان  جويلية 2015بيان منظمات حقوق الإنسان  جويلية 2015
بيان منظمات حقوق الإنسان جويلية 2015
 
الحقوق المهدرة ذوى الإحتياجات الخاصة
الحقوق المهدرة   ذوى الإحتياجات الخاصةالحقوق المهدرة   ذوى الإحتياجات الخاصة
الحقوق المهدرة ذوى الإحتياجات الخاصة
 
Cyber violence directed against vulnerable groups in society - women - childr...
Cyber violence directed against vulnerable groups in society - women - childr...Cyber violence directed against vulnerable groups in society - women - childr...
Cyber violence directed against vulnerable groups in society - women - childr...
 
العنف السيبراني الموجه ضد الفئات الهشة بالمجتمع - المراة - الطفل - كبار السن ...
العنف السيبراني الموجه ضد الفئات الهشة بالمجتمع - المراة - الطفل - كبار السن ...العنف السيبراني الموجه ضد الفئات الهشة بالمجتمع - المراة - الطفل - كبار السن ...
العنف السيبراني الموجه ضد الفئات الهشة بالمجتمع - المراة - الطفل - كبار السن ...
 
Livret lf 2014 web
Livret lf 2014 webLivret lf 2014 web
Livret lf 2014 web
 
Guide arabe Amnesty
Guide arabe AmnestyGuide arabe Amnesty
Guide arabe Amnesty
 
Guía Sexualidades en clave cultural - ARABE
Guía Sexualidades en clave cultural - ARABEGuía Sexualidades en clave cultural - ARABE
Guía Sexualidades en clave cultural - ARABE
 
نحو استجابة إنسانية جيدة ومؤثرة.pdf
نحو استجابة إنسانية جيدة ومؤثرة.pdfنحو استجابة إنسانية جيدة ومؤثرة.pdf
نحو استجابة إنسانية جيدة ومؤثرة.pdf
 
2015بيان منظمات المجتمع المدني بمناسبة عيد المراة 13 أوت
 2015بيان منظمات المجتمع المدني بمناسبة عيد المراة 13 أوت 2015بيان منظمات المجتمع المدني بمناسبة عيد المراة 13 أوت
2015بيان منظمات المجتمع المدني بمناسبة عيد المراة 13 أوت
 
Qualité de Vie Al Amal Al Madani 25 Juin 2016
Qualité de Vie Al Amal Al Madani  25 Juin 2016Qualité de Vie Al Amal Al Madani  25 Juin 2016
Qualité de Vie Al Amal Al Madani 25 Juin 2016
 
تقرير لجنة الصحة و الشؤون الاجتماعية حول مشروع ميازنية وازرة المأرة والأسرة ...
 تقرير لجنة الصحة و الشؤون الاجتماعية حول مشروع ميازنية وازرة المأرة والأسرة ... تقرير لجنة الصحة و الشؤون الاجتماعية حول مشروع ميازنية وازرة المأرة والأسرة ...
تقرير لجنة الصحة و الشؤون الاجتماعية حول مشروع ميازنية وازرة المأرة والأسرة ...
 
بناء الدولة المدنية الصالحة Benamor.begacem
بناء الدولة المدنية الصالحة Benamor.begacemبناء الدولة المدنية الصالحة Benamor.begacem
بناء الدولة المدنية الصالحة Benamor.begacem
 

More from Med Sugar Man

وثيقة السماح بالخروج أيام حالة الطوارئ.. رسميا من وزارة الداخلية المغربية
وثيقة السماح بالخروج أيام حالة الطوارئ.. رسميا من وزارة الداخلية المغربيةوثيقة السماح بالخروج أيام حالة الطوارئ.. رسميا من وزارة الداخلية المغربية
وثيقة السماح بالخروج أيام حالة الطوارئ.. رسميا من وزارة الداخلية المغربية
Med Sugar Man
 
أرقام هواتف أونصا onssa
أرقام هواتف أونصا onssaأرقام هواتف أونصا onssa
أرقام هواتف أونصا onssa
Med Sugar Man
 
Presentation resultats Alliances 2018
Presentation resultats Alliances 2018 Presentation resultats Alliances 2018
Presentation resultats Alliances 2018
Med Sugar Man
 
تقرير تاسك فورس.. هذه هي نقط قوة ونقط ضعف الملف المغربي
تقرير تاسك فورس.. هذه هي نقط قوة ونقط ضعف الملف المغربيتقرير تاسك فورس.. هذه هي نقط قوة ونقط ضعف الملف المغربي
تقرير تاسك فورس.. هذه هي نقط قوة ونقط ضعف الملف المغربي
Med Sugar Man
 

More from Med Sugar Man (20)

وثيقة السماح بالخروج أيام حالة الطوارئ.. رسميا من وزارة الداخلية المغربية
وثيقة السماح بالخروج أيام حالة الطوارئ.. رسميا من وزارة الداخلية المغربيةوثيقة السماح بالخروج أيام حالة الطوارئ.. رسميا من وزارة الداخلية المغربية
وثيقة السماح بالخروج أيام حالة الطوارئ.. رسميا من وزارة الداخلية المغربية
 
أرقام هواتف أونصا onssa
أرقام هواتف أونصا onssaأرقام هواتف أونصا onssa
أرقام هواتف أونصا onssa
 
Presentation resultats Alliances 2018
Presentation resultats Alliances 2018 Presentation resultats Alliances 2018
Presentation resultats Alliances 2018
 
Circulaire 78376
Circulaire 78376Circulaire 78376
Circulaire 78376
 
Circulaire snee maroc_ar
Circulaire snee maroc_arCirculaire snee maroc_ar
Circulaire snee maroc_ar
 
بالتفاصيل.. تقرير حول تقييم المخطط االستعجالي لوزارة التربية الوطنية
بالتفاصيل.. تقرير حول تقييم المخطط االستعجالي لوزارة التربية الوطنيةبالتفاصيل.. تقرير حول تقييم المخطط االستعجالي لوزارة التربية الوطنية
بالتفاصيل.. تقرير حول تقييم المخطط االستعجالي لوزارة التربية الوطنية
 
Grille definitive-csp-medecins-28-11-18
Grille definitive-csp-medecins-28-11-18Grille definitive-csp-medecins-28-11-18
Grille definitive-csp-medecins-28-11-18
 
خلاصات المرحلة الأولى من الدراسة التقييمية حول تغيير الساعة
خلاصات المرحلة الأولى من الدراسة التقييمية حول تغيير الساعة خلاصات المرحلة الأولى من الدراسة التقييمية حول تغيير الساعة
خلاصات المرحلة الأولى من الدراسة التقييمية حول تغيير الساعة
 
الإبقاء على التوقيت الصيفي
الإبقاء على التوقيت الصيفيالإبقاء على التوقيت الصيفي
الإبقاء على التوقيت الصيفي
 
التجمع الوطني للأحرار
التجمع الوطني للأحرارالتجمع الوطني للأحرار
التجمع الوطني للأحرار
 
قانون العنف ضد النساء
قانون العنف ضد النساءقانون العنف ضد النساء
قانون العنف ضد النساء
 
تقرير تاسك فورس.. هذه هي نقط قوة ونقط ضعف الملف المغربي
تقرير تاسك فورس.. هذه هي نقط قوة ونقط ضعف الملف المغربيتقرير تاسك فورس.. هذه هي نقط قوة ونقط ضعف الملف المغربي
تقرير تاسك فورس.. هذه هي نقط قوة ونقط ضعف الملف المغربي
 
التقرير التركيبي للمهمة االستطالعية حول أسعار بيع المحروقات السائلة للعموم وش...
التقرير التركيبي للمهمة االستطالعية حول أسعار بيع المحروقات السائلة للعموم وش...التقرير التركيبي للمهمة االستطالعية حول أسعار بيع المحروقات السائلة للعموم وش...
التقرير التركيبي للمهمة االستطالعية حول أسعار بيع المحروقات السائلة للعموم وش...
 
برنامج الاقصائيات
برنامج الاقصائياتبرنامج الاقصائيات
برنامج الاقصائيات
 
وأخيرا.. حسبان يكشف عن أرقام صادمة بخصوص مديونية الرجاء
وأخيرا.. حسبان يكشف عن أرقام صادمة بخصوص مديونية الرجاءوأخيرا.. حسبان يكشف عن أرقام صادمة بخصوص مديونية الرجاء
وأخيرا.. حسبان يكشف عن أرقام صادمة بخصوص مديونية الرجاء
 
دليل السجين بخمس لغات
دليل السجين بخمس لغاتدليل السجين بخمس لغات
دليل السجين بخمس لغات
 
خلاصة التقرير المتعلق ببرنامج التنمية المجالية لإقليم الحسيمة منارة المتوسط
خلاصة التقرير المتعلق ببرنامج التنمية المجالية لإقليم الحسيمة منارة المتوسطخلاصة التقرير المتعلق ببرنامج التنمية المجالية لإقليم الحسيمة منارة المتوسط
خلاصة التقرير المتعلق ببرنامج التنمية المجالية لإقليم الحسيمة منارة المتوسط
 
مقترح قانون يتعلق بالمجلس الأعلى للحسابات
مقترح قانون يتعلق بالمجلس الأعلى للحساباتمقترح قانون يتعلق بالمجلس الأعلى للحسابات
مقترح قانون يتعلق بالمجلس الأعلى للحسابات
 
النظام الداخلي لمجلس النواب
النظام الداخلي لمجلس النوابالنظام الداخلي لمجلس النواب
النظام الداخلي لمجلس النواب
 
برنامج العطل السنوية 2018
برنامج العطل السنوية 2018برنامج العطل السنوية 2018
برنامج العطل السنوية 2018
 

مشروع أرضية حول الراهن المغربي أزمة الاتحاد الاشتراكي والخيارات البديلة