SlideShare a Scribd company logo
المقدمة 
بسم ال الحمد ل والصلة  والسلم  على رسول ال محم بن عبد ال صلى ال عليه وسلم 
أما وبعد.. 
أعددت هذا البحث المتواضع وبحثت عن سيرة  رجل من الذين آمنوا بمحمد صلى ال 
عليه وسلم وأبلو في السلم  بلء  حسناً  . 
لقبه رسول ال صلى ال عليه وسلم ( بالمين) 
هذا البحث عن الصحابي 
أبو بكر الصديق 
سيرته 
واسمه عبد ال بن أبي قحافة التيمي القرشي، أول الخلفاء  الراشدين وأحد أوائل الصحابة الذين 
أسلموا من أهل قريش ورافقوا النبي محمد بن عبد ال منذ بدء  السلم ، وهو صديقه ورفيقه في 
الهجرة  إلى المدينة المنورة ، وأحد العشرة  المبشرين بالجنة عند أهل السنة والجماعة، أسلم على 
يده الكثير من الصحابة. وهو والد أم  المؤمنين عائشة زوجة الرسول. ولد بعد عام  الفيل بسنتين 
1
وستة أشهر الموافقة لسنة 50 ق.هـ وسنة 573 م . كان سيدً ا من سادة  قريش وغنيً ا من كبار 
أغنيائهم، وكان ممن رفضوا عبادة  الصنام  في الجاهلية. يُععرف في التراث السني بـ “أبي بكر 
الصّيقدّيقيق” لنهه صدّيقق النبي محمد في قصّيقة السراء  والمعراج، وقيل لنهه كان يصدّيقق النبي في كل 
خبر يأتيه. بُعويع بالخلفة يوم  الثلثااء  2 ربيع الول سنة 11 هـ، واستمرت خلفته قرابة سنتين 
هـ الموافق 23 أغسطس thirteen وأربعة أشهر. توفي في يوم  الثانين 22 جمادى الولى سنة 
634 م  
حياته قبل السلم  
ولد أبو بكر في مكة المكرمة بعد عام  الفيل بسنتين وستة أشهر. 
ونهشأ فيها في حضن أبوين لهما الكرامة والعزّيق في قومهما مما جعل أبا بكر ينشأ كريم النفس، 
عزيز المكانهة في قومه. وكانهت إقامته في مكة ل يخرج منها إل لتجارة ، إذ كان في الجاهلية رجلً  
تاجرً ا، ودخل بصرى من أرض الشام  للتجارة  وارتحل بين البلدان وكان رأس ماله 40 ألف درهم، 
وكان ينفق من ماله بسخاء  وكرم  عُعرف به في الجاهلية. 
كما كان من رؤساء  قريش في الجاهلية وأهل مشاورتهم ومحببً ا فيهم، أخرج ابن عساكر عن 
إن أبا بكر الصديق رضي ال عنه أحد عشر من قريش » : معروف بن خربوذ (مولى عثمان) قال 
وكان أعلم قريش بأنهساب القبائل .« اتصل بهم شرف الجاهلية والسلم  فكان إليه أمر الديّيقات والغرم  
وأخبارها وسياستها، وبما كان فيها من خير وشر، فكانهت العرب تلقبه بـ “عالم قريش”. 
كان رجلً  تاجرً ا ذا خلق ومعروف، وكان رجال قومه يأتونهه ويألفونهه لغير واحد من المر لعلمه 
وال إنهك لتزين العشيرة ، » : وتجارته وحسن مجالسته، وقد قال له ابن الدغنه حين لقيه مهاجرً ا 
.« وتعين على النوائب، وتفعل المعروف وتكسب المعدوم  
كان أبو بكر يعيش في حي حيث يسكن التجّيقار؛ وكان يعيش فيه النبي، ومن هنا بدأت صداقتهما 
حيث كانها متقاربين في السنّيق والفكار والكثير من الصّيقفات والطّيقباع. 
كان أبو بكر ممن حرّيقموا الخمر على أنهفسهم في الجاهلية، فلم يشربها، وقد أجاب من سأله هل 
كنت أصون عرضي، وأحفظ » : قال «؟ ولم » : فقيل ،« أعوذ بال » : شربت الخمر في الجاهلية؟ بقوله 
.« مروء تي، فإن من شرب الخمر كان مضيّععا لعرضه ومروء ته 
ما سجدت لصنم قط، وذلك أنهّيقي » : ولم يسجد أبو بكر لصنم قط، قال أبو بكر في مجمع من الصحابة 
لما نهاهزت الحلم، أخذنهي أبو قحافة بيدي فانهطلق بي إلى مخدع فيه الصنام ، فقال لي: هذه آلهتك 
الشّمم العوالي، وخلنهي وذهب، فدنهوت من الصنم وقلت: إنهي جائع فأطعمني فلم يُعجبني فقلت: إنهي 
.« عار فأكسني، فلم يجبني، فألقيت عليه صخرة  فخرّ ل لوجهه 
صفاته 
كان أبو بكر أبيض البشرة  نهحيف الجسم خفيف العارضين (صفحتا الوجه) في ظهره انهحناء  ل 
يستمسك إزاره يسترخي عن حقويه، معروق الوجه (لحم وجهه قليل)، غائر العينين نهأتئ الجبهه، 
عاري الشاجع (أصول الصابع التي تتصل بعصب ظاهر الكف). 
اسمه ولقبه وكنيته 
2
اتفق جمهور أهل النسب وجزم  به البخاري وغيره من المحدّيقثاين على أن اسمه الصلي هو “عبد 
ال” سمّيقاه به النبي محمد لما أسلم، وكان اسمه قبل ذلك “عبد الكعبة”، وقال أكثر المحدّيقثاين أن 
“عبد ال” هو اسمه سماه به أهله. ويرى كثيرٌ  من المحدّيقثاين أن اسمه كان “عتيق”، سمّيقاه به النبي 
محمد، وقيل بل سمّيقاه بذلك أبوه، وقيل بل أمّيقه. بينما رجّيقح  النووي والسيوطي وابن عساكر أن 
“عتيقً ا” لقبٌ  له وليس اسمً ا. واختلفوا لم سمي “عتيقً ا” فقيل: سُعمي بذلك لعتاقة وجهه وجماله 
اللهم » (والعتق: الجمال)، وقيل أنّيق أمه كانهت ل يعيش لها ولد، فلما ولدته استقبلت به البيت ثام قالت 
وقيل إنهما سُعمي عتيقً ا لنهه لم يكن في نهسبه شيء  يُععاب به، وقيل ،« هذا عتيقك من الموت فهبه لي 
كان له أخوان عتق وعتيق فسمي باسم أحدهما، وقيل غير ذلك. 
وأما لقب “الصّيقدّيقيق” فقيل أنهه كان يُعلقب به في الجاهلية لِما عرف منه من الصدق، إذ كان وجيهً ا 
رئيسً ا من رؤساء  قريش وإليه كانهت الديات في الجاهلية، وكان إذا حمل شيء ً ا قالت فيه قريش: 
وإن احتملها غيره خذلوه ولم يصدقوه. ،« صدّيققوه وأمضوا حمالته وحمالة من قام  معه أبو بكر » 
وفي السلم  سُعمي “الصّيقدّيقيق” لمبادرته إلى تصديق النبي محمد في كل ما جاء  به، وأول ما اشتهر 
به لتصديقه له في خبر السراء  والمعراج، عندما كذبت قريش ذلك الخبر وجاء وا إلى أبي بكر 
لئن كان قال ذلك » فقال ،« هل لك إلى صاحبك؟ يزعم أنهه أسري به الليلة إلى بيت المقدس » : قائلين 
أنّيق ال أنهزل اسم أبي بكر » ويُعروى عن علي بن أبي طالب أنهه كان يقول ويحلف بال .« لقد صدق 
قال فيه أبو محجن الثقفي: .«” من السماء  “الصديق 
وسميت صدّيقيقً ا وكل مهاجر سواك يسمّيقى باسمه غير منكر 
سبقت إلى السلم  وال شاهد وكنتَ  جليسً ا بالعريش المشهر 
وبالغار إذ سُعمّيقيت بالغار صاحبً ا وكنت رفيقا للنبي المطهّيقر 
وكذلك لُعقب أبو بكر “بالوّيقاه” وهو لقب يدل على الخوف والوجل والخشية من ال، فعن إبراهيم 
وكانهت كنيته “أبو بكر” وهي من .« كان أبو بكر يُعسمى بالوّيقاه لرأفته ورحمته » : النخعي أنهه قال 
البكر وهو الفتى من البل. وبعد وفاة  النبي محمد صار يُعسمّيقى بـ “خليفة رسول ال صلى الله عليه وسلم” لتوليه 
.الخلفة بعده 
نهسبه 
هو: عبد ال بن أبي قحافة واسمه عثمان بن عامر بن عمرو بن كعب بن سعد بن تيم بن مرة  بن كعب بن لؤي بن 
غالب بن فهر بن مالك بن النضر وهو قريش بن كنانهة بن خزيمة بن مدركة بن إلياس بن مضر بن نهزار بن معد 
بن عدنهان .[ 18 ] ويلتقي في نهسبه مع النبي محمد بن عبد ال عند مرة  بن كعب. أسلم يوم  فتح  مكة في السنة 8 
هـ، وكان بصره مكفوفً ا، إذ أتى به أبو بكر إلى النبي محمد فأسلم بين يديه. ولم يزل أبو قحافة في مكة لم يهاجر، 
حتى توفي بعد وفاة  ابنه أبي بكر بستة أشهر وأيام  في شهر محرم  سنة 14 هـ وهو ابن 97 سنة. 
أمّيقه: أم  الخير واسمها سلمى بنت صخر بن عمرو بن كعب بن سعد بن تيم بن مرة  بن كعب بن لؤي بن غالب بن 
فهر بن مالك بن قريش بن كنانهة بن خزيمة بن مدركة بن إلياس بن مضر بن نهزار بن معد بن عدنهان ، وهي ابنة 
عم أبي قحافة.[ 18 ] أسلمت قديمً ا في دار الرقم بن أبي الرقم عندما طلب من النبي محمد أن يدعوا لها ال أن 
يا رسول ال، هذه أمّيقي برّيقة  بوالديها، وأنهت مبارك فادعها إلى ال، وادع ال لها، عسى أن يستنقذها »: تسلم قائلً  
فدعا لها فأسلمت. توفيت قبل أبي قحافة وبعد ابنها أبي بكر، وورثاته. « بك من النار 
ذريتة وزوجاته 
قتيلة بنت عبد العزى العامرية القرشية: وقد اختلف في إسلمها، وهي والدة  عبد ال وأسماء . 
3
كان أبو بكر قد طلقها في الجاهلية، فيها نهزل من القرآن آية: ﴿ل يَ نْهَهَ اكُعمُع الُعّ ل عَ نِ الّ لذِينَ  لَ مْهَ يُعقَ اتِلُعوكُعمْهَ 
فِي الدّيقينِ وَ لَ مْهَ يُعخْهَرِجُعوكُعمْهَ مِنْهَ دِيَ ارِكُعمْهَ أَ نْهَ تَ بَ رّموهُعمْهَ وَ تُعقْهَسِطُعوا إِلَ يْهَهِمْهَ إِنّ ل الَ ّ ل يُعحِبّم الْهَمُعقْهَسِطِينَ ﴾  بعد أن 
رفضت ابنتها أسماء  من أن تدخلها بيتها في المدينة المنورة . 
أم  رومان بنت عامر الفراسية الكنانهية: وهي من بني الحارث بن غنم من قبيلة بني كنانهة بن 
خزيمة، مات عنها زوجها الحارث بن سخبرة  في مكة، فتزوجها أبو بكر، وأسلمت قديمً ا، وهاجرت 
إلى المدينة المنورة  وهي والدة  عبد الرحمن وعائشة. 
توفيت في المدينة المنورة  في ذي الحجة سنة 6 هـ. 
أسماء  بنت عُعمَ يس الشهرانهية الخثعمية: أسلمت قديمً ا قبل دخول دار الرقم بن أبي الرقم، وهاجر 
بها زوجها جعفر بن أبي طالب إلى الحبشة، فولدت له هناك: عبد ال، ومحمدً ا، وعونهٍاا. وهاجرت 
معه إلى المدينة المنورة  سنة 7 هـ، فلما استشهد زوجها جعفر يوم  مؤتة سنة 8 هـ وبعد وفاة  أم  
رومان بنت عامر الكنانهية، تزوج أبو بكر من أسماء  بنت عميس، فولدت له: محمدً ا وقت الحرام  
فحجت حجة الوداع، ثام توفي أبو بكر، فغسّيقلته. ثام تزوج بها علي بن أبي طالب. 
حبيبة بنت خارجة الخزرجية النهصارية: أسلمت وولدت لبي بكر أم  كلثوم  بعد وفاته. تزوجها من 
بعده “خبيب بن أساف بن عتبة بن عمر” 
إسلمه: 
كان أبو بكر من رؤساء  قريش، وعقلئها، وكان قد سمع من ورقة بن نهوفل وغيره من أصحاب 
العلم بالكتب السابقة، أن نهبيـً ا سوف يبعث في جزيرة  العرب، وتأكد ذلك لديه في إحدى رحلته إلى 
اليمن؛ حيث لقي هنالك شيخـً ا عالمـً ا من الزد، فحدثاه ذلك الشيخ عن النبي المنتظر، وعن علماته، 
فلما عاد إلى مكة أسرع إليه سادة  قريش: عقبة بن أبى معيط، وعتبة، وشيبة، وأبو جهل، وأبو 
البخترى بن هشام ، فلما رآهم قال لهم: هل نهابتكم نهائبة؟ قالوا: يا أبا بكر قد عظم الخطب، يتيم أبى 
طالب يزعم أنهه نهبي مرسل، ولول أنهت ما انهتظرنها به فإذا قد جئت فأنهت الغاية والكفاية، فذهب إليه 
أبو بكر، وسأله عن خبره؛ فحكى له النبي*صلى ال عليه وسلم* ما حدث، ودعاه إلى السلم ؛ 
فأسلم مباشرة ، وعاد وهو يقول: ” لقد انهصرفت وما بين لبّ لتَ يها أشد سرورً ا من رسول ال *صلى 
ال عليه وسلم* بإسلمي”، وكان أبو بكر أول من أسلم من الرجال. 
هجرته: 
لما أذن ال (عز وجل) لنبيه بالهجرة  إلى المدينة، أمر النبي(صلى ال عليه وسلم) أصحابه أن 
يهاجروا، وجعل أبو بكر يستأذن في الهجرة ، والنبي(صلى ال عليه وسلم) يمهله، ويقول له: (ل 
تعجل لعل ال يجعل لك صاحبً ا)، حتى نهزل جبريل على النبي، وأخبره أن قريشً ا قد خططت لقتله، 
وأمره أل يبيت ليلته بمكة، وأن يخرج منها مهاجرً ا، فخرج النبي (صلى ال عليه وسلم) وفتيان 
4
قريش، وفرسانها محيطون ببيته، ينتظرون خروجه ليقتلوه، ولكن ال أخذ أبصارهم فلم يروه، 
وتناول النبي (صلى ال عليه وسلم) حفنة من التراب، فنثرها على رؤسهم، وهم ل يشعرون، وذهب 
(صلى ال عليه وسلم) إلى بيت أبى بكر وكان نائمًاا فأيقظه، وأخبره أن ال قد أذن له في الهجرة، 
تقول عائشة: لقد رأيت أبابكر عندها يبكى من الفرح، ثم خرجا فاختفيا في غار ثور، واجتهد 
المشركون في طلبهما حتى شارفوا الغار، وقال أبو بكر: لو أن أحدهم نظر تحت قدميه لبصرنا، 
فقال له النبي (صلى ال عليه وسلم): (فما ظنك باثنين ال ثالثهما؟!)، وأقاما في الغار ثلثة أيام، ثم 
انطلقا، وكان أبو بكر أعرف بالطريق، وكان الناس يلقونهما، فيسألون أبا بكر عن رفيقه فيقول: أنه 
رجل يهدينى الطريق، وبينما هما في طريقهما إذ أدركه سراقة بن مالك (وكان قد طمع في النياق 
المائة التي رصدتها قريش لمن يأتيها بمحمد)، ولما اقترب سراقة رآه أبو بكر فقال: يا رسول ال 
هذا الطلب قد لحقنا، ودنا سراقة حتى ما كان بينه وبينهما إل مقدار رمح أو رمحين، فكرر أبو بكر 
مقولته على النبي (صلى ال عليه وسلم)، وبكى فقال له النبي (صلى ال عليه وسلم) : لِممَ ت تبكي؟ 
فقال أبو بكر: يا رسول ال، وال ما أبكي على نفسي، ولكنى أبكى عليك، فدعا النبي (صلى ال 
عليه وسلم) وقال: (اللهم اكفناه بما شئت)، فساخت قوائم الفرس، ووقع سراقة وقال: يا محمد إن 
هذا عملك فادع ال أن ينجيني مما أنا فيه، فو ال لعمّيينَّ على مَ تن ورائي، فأجابه النبي(صلى ال 
عليه وسلم) إلى طلبه، ودعاه إلى السلم، ووعده إن أسلم بسوارى كسرى، وإستمرا في طريقهما، 
حتى بلغا المدينة، واستقبل الصحابة مهاجرون وأنصا رسول ال وصاحبه بسرورٍ  وفرحٍ  عظيمين، 
وانطلق الغلمان، والجواري ينشدون النشودة الشهيرة: طلع البدر علينـا من ثنيات الوداع 
اضطهادة: 
كان أبو بكر ذا مكانة ومنعة في قريش؛ فلم ينله من أذاهم ما نال المستضعفين، ولكن ذلك لم يمنع 
أبا بكر من أن يأخذ حظه وقسطه من الذى، فقد دخل النبي(صلى ال عليه وسلم) الكعبة، واجتمع 
المشركون عليه، وسألوه عن آلهتهم وهو ل يكذب فأخبرهم؛ فاجتمعوا عليه يضربونه، وجاء 
الصريخ أبا بكر يقول له: أدرك صاحبك، فأسرع أبو بكر إليه، وجعل يخلصه من أيديهم، وهو يقول: 
ويلكم أتقتلون رجلًا أن يقول ربى ال”، فتركوا رسول ال (صلى ال عليه وسلم)، وجعلوا يضربونه 
حتى حمل أبو بكر أهل بيته، وقد غابت ملمحه من شدة الذى. 
جهادة: 
كان أبو بكر رفيق النبي (صلي ال عليه وسلم) في جهاده كله، فشهد معه بدرًاا، وأشار على النبي (صلي 
ال عليه وسلم) أن يبنى له المسلمون عريشًاا يراقب من خلله المعركة، ويوجه الجنود، وقد استبقى النبي 
(صلي ال عليه وسلم) أبا بكر معه في هذا العريش، وكان النبي يرفع يديه إلى السماء ويدعو ربه قائل: 
(اللهم إن تهلك هذه العصابة ل تعبد)، فيقول له أبو بكر: يا رسول ال بعّيض  مناشدتك ربك، فإن ال موفيك 
ما وعدك من نصره، وشهد أبو بكر أُحدًاا، وكان ممن ثبتوا مع النبي (صلي ال عليه وسلم) حين انكشف 
المسلمون، وشهد الخندق، والحديبية، والمشاهد كلها، لم يتخلف عن النبي في موقعة واحدة، ودفع إليه 
النبي (صلي ال عليه وسلم) رايته العظمى يوم تبوك، وكان أبو بكر ممن ثبتوا يوم حنين حينما هزم 
المسلمون في بدء المعركة 
روايتة: 
كان أبو بكر أكثر الصحابة ملزممة للنبي (صلى ال عليه وسلم) وأسمعهم لحاديثه، وقد روى عن 
النبي (صلى ال عليه وسلم) أحاديث كثيرة، وروى عن أبى بكر كثير من الصحابة منهم: عمر بن 
الخطاب، وعثمان بن عفان، وعلى بن أبى طالب، وعبد الرحمن بن عوف، وحذيفة بن اليمان، وعبد 
ال بن مسعود، وعبد ال بن عمر، وعبد ال بن عباس، وزميد بن ثابترضى ال عنهم جميعًاا، ومما 
5
رواه على قال حدثني أبو بكر( وصدق أبو بكر) أن النبي (صلى ال عليه وسلم) قال: (ما من عبد 
يذنب ذنبًاا فيتوضأ فيحسن الوضوء، ثم يصلى ركعتين فيستغفر، ال إل غفر له) 
أعمالة ومواقفه: 
لبى بكر الصدّييق (رضى ال عنه) مواقف وأعمال عظيمة في نصرة السلم منها: 
انفاقه كثيرًاا من أمواله في سبيل ال، ولذا قال النبي(صلى ال عليه وسلم): (ما نفعنى مال قط مثلما 
نفعنى مال أبى بكر)، فبكى أبو بكر وقال : ” وهل أنا ومالى إل لك يا رسول ال ” (رواه أحمد 
والترمذى وابن ماجة). وقد أعتق أبو بكر من ماله الخاص سبعة من العبيد أسلموا، وكانوا يعذبون 
بسبب إسلمهم منهم : بلل بن رباح، وعامر بن فهيرة. 
عندما مرض النبي (صلى ال عليه وسلم) قال لمن حوله: (مروا أبا بكر فليصل بالناس)، فقالت 
عائشة: يا رسول ال لو أمرت غيره، فقال: (ل ينبغى لقوم فيهم أبو بكر أن يؤمهم غيره)، وقال 
علي بن أبى طالب: قدم رسول ال (صلى ال عليه وسلم) أبا بكر، فصلى بالناس، وإني لشاهد غير 
غائب، وإني لصحيح غير مريض ، ولو شاء أن يقدمنى لقدمنى، فرضينا لدنيانا من رضيه ال 
ورسوله لديننا. 
عندما قبض  النبي (صلى ال عليه وسلم) فتن الناس حتى أن عمر بن الخطاب قال: إن رسول ال لم 
يمت، ول يتكلم أحد بهذا إل ضربته بسيفي هذا، فدخل أبو بكر، وسمع مقالة عمر، فوقف وقال قولته 
الشهيرة: أيها الناس من كان يعبد محمدًاا فإن محمدًاا قد ماتومن كان يعبد ال فإن ال حيّي ل يموت . 
بعد مبايعة أبى بكر بالخلفة، أصر على إنفاذ جيش أسامة، الذي كان النبي(صلى ال عليه وسلم) قد 
جهزه، وولى عليه أسامة بن زميد، وكان فريق من الصحابة منهم عمر، قد ذهبوا لبى بكر، وقالوا 
له: إن العرب قد انتفضت عليك، فل تفرق المسلمين عنك، فقال: والذى نفسي بيده لو علمت أن 
السباع تأكلني بهذه القرية لنفذت هذا البعث الذي أمر الرسول بإنفاذه، ول أحلّي لواءًاا عقده رسول 
ال (صلى ال عليه وسلم) بيده، واتخذ الجيش سبيله إلى الشام تحت إمرة أسامة. 
واجه أبو بكر في بدء خلفتة محنة كبرى، تمثلت في ردة كثير من قبائل العرب عن السلم بعد وفاة 
النبي(صلى ال عليه وسلم)، ومنعت بعض  القبائل زمكاة أموالها، وأمام هذه الردة، جهز أبو بكر 
الجيش، وقرر حرب المرتدين جميعًاا، واعتزم أن يخرج بنفسه على قيادة الجيش، غير أن علىّي بن 
أبى طالب لقيه، وقد تجهز للخروج، فقال له: إلى أين يا خليفة رسول ال؟ ضم سيفك، ول تفجعنا 
بنفسك، فو ال لئن أصبنا بك ما يكون للسلم بعدك نظام أبدًاا، فرجع أبو بكر، وولى خالدًاا على 
الجيش، وسار خالد فقضى على ردة طليحة السدىّي ومن معه من بنى أسد وفزارة، ثم توجه إلى 
اليمامة لحرب مسيلمة بن خسر ومن معه من بنى حنيفة، وكان يوم اليمامة يومًاا خالدًاا، كتب ال فيه 
النصر لدينه، وقتل مسيلمة، وتفرق جنوده ومضى المسلمون يخمدون نار الفتنة والردة حتى أطفأها 
ال، ثم استمر جيش خالد في زمحفه حتى حقق نصرًاا عظيمًاا على الروم في معركة اليرموك. 
لما أحس أبو بكر بقرب أجله، شاور بعض  كبار الصحابة سرًاا في أن يولى عمر بن الخطاب الخلفة من 
بعده فرحبوا جميعًاا، غير أن بعضهم اعترض على غلظة عمر، فقال أبو بكر: ” نعم الوالي عمر، أما إنه ل 
يقوى عليهم غيره، وما هو بخير له أن يلي أمر أمة محمد، إن عمر رأى لينـًاا فاشتد، ولو كان واليًاا للن 
لهل اللين على أهل الريب “، ثم أمر أبو بكر عثمان فكتب كتابًاا باستخلف عمر. 
أقوالة: 
كان أبو بكر إذا مدحه أحد قال: ” اللهم أنت أعلم بي من نفسي وأنا أعلم بنفسي منهم، اللهم اجعلني 
خيرًاا مما يظنون، واغفر لي ما ل يعلمون، ول تؤاخذني بما يقولون “. 
لما بايعه الناس خليفة للرسول (صلى ال عليه وسلم)، خطب فيهم، فقال: ” أما بعد أيها الناس، 
6
فإني قد وليت عليكم، ولست بخيركم، فإن أحسنت فأعينوني، وإن أخطأت فقوموني، ول تأخذكم في 
ال لومة لئم، أل إن الضعيف فيكم هو القوى عندنا حتى نأخذ له بحقه، والقوى فيكم ضعيف عندنا 
حتى نأخذ الحق منه طائعًاا أو كارهًاا، أطيعوني ما أطعت ال فيكم فإن عصيته فل طاعة لي عليكم “. 
عندما امتنع بعض  المسلمين عن أداء الزكاة، قرر أبو بكر قتالهم، فذهب عمر إليه وقال له: ” كيف 
تقاتلهم، وقد قال النبي (صلى ال عليه وسلم): (أمرت أن أقاتل الناس، حتى يشهدوا أن ل إله إل 
ال، فإن قالوا ذلك عصموا منى دماءهم، وأموالهم إل بحقها، وحسابهم على ال)، فقال أبو بكر: 
“وال لقاتلن من فرق بين الصلة والزكاة، فإن الزكاة من حق ال، وال لو منعوني عقالًا كانوا 
يؤدونه إلى رسول ال (صلى ال عليه وسلم)، لقاتلتهم على منعه، قال عمر: ” فلما رأيت أن ال 
شرح صدر أبى بكر للقتال، عرفت أن الحق معه”. 
مواعظة: 
إن العبد إذا دخله العجب بشيء من زمينة الدنيا مقته ال تعالى حتى يفارق تلك الزينة. 
يا معشر المسلمين استيحوا من ال، فو الذي نفسي بيده إني لظل حين أذهب إلى الغائط في الفضاء متقنعًاا 
حياءًا من ال. 
أكيس الكيس التقوى، وأحمق الحمق الفجور، وأصدق الصدق المانة، وأكذب الكذب الخيانة. 
وكان يأخذ بطرف لسانه ويقول: ” هذا الذي أوردني الموارد “. 
أعلموا عباد ال أن ال قد ارتهن بحقه أنفسكم، وأخذ على ذلك مواثيقكم واشترى منكم القليل الفاني بالكثير 
الباقي، وهذا كتاب ال فيكم، ل تفنى عجائبه، فصدقوا قوله، وانصحوا كتابته، واستضيئوا منه ليوم الظلمة. 
قبل موته دعا عمر بن الخطاب وقال له: ” إني مستخلفك على أصحاب رسول ال…. يا عمر: إن ل حقـًاا 
في الليل ل يقبله في النهار، وحقـًاا في النهار ل يقبله في الليل، وإنها ل تقبل نافلة حتى تؤدى الفريضة، 
وإنما ثقلت موازمين من ثقلت موازمينه باتباعهم الحق وثقله عليه، وحق لميزان ل يوضع فيه إل الحق غدًاا 
أن يكون ثقيلًا، وإنما خفت موازمين من خفت موازمينهم يوم القيامة باتباعهم الباطل، وحق لميزان ل يوضع 
فيه إل الباطل أن يكون خفيفـًاا، يا عمر إنما نزلت آية الرخاء مع آية الشدة، وآية الشدة مع آية الرخاء 
ليكون المؤمن راغبًاا راهبًاا، فل ترغب رغبة فتتمنى على ال ما ليس لك، ول ترهب رهبة تلقى فيها ما 
بيديك، يا عمر إنما ذكر ال أهل النار بأسوأ أعمالهم ورد عليهم ما كان من حسن فإذا ذكرتهم قلت: إني 
لرجوا أل أكون من هؤلء، وإنما ذكر ال أهل الجنة بأحسن أعمالهم لنه تجاوزم لهم ما كان من سيء فإذا 
ذكرتهم قلت: أي عمل من أعمالهم أعمل؟ فإن حفظت وصيتي فل يكن غائب أحب إليك من الموت، وهو 
نازمل بك، وإن ضيعت وصيتي فل يكن غائب أكره إليك من الموت، ولست تعجزه “. 
وفاتة: 
توفي أبو بكر (رضى ال عنه) في شهر جمادى الخرة سنة ثلث  عشرة من الهجرة، قيل : يوم الجمعة 
لسبع بقين من جمادى الخرة، وقيل : مساء ليلة الثلثاء لثمان بقين من جمادى الخرة، وصلى عليه عمر 
بن الخطاب، وكان أبو بكر قد ولد بعد النبي(صلى ال عليه وسلم) بسنتين وأشهر، ومات بعده بسنتين 
وأشهر مستوفيًااُ ثلثة وستين عاما، وهو نفس العمر الذي مات عنه النبي(صلى ال عليه وسلم)، 
واستمرت خلفة أبى بكر سنتين وثلثة أشهر وأيامًاا. قال عمر في حقه: رحمة ال على أبى بكر، لقد أتعب 
من بعده تعبًاا شديدًاا. 
حياته وأبرزم ماقيل عنه 
هو عبد ال بن عثمان بن عامر بن عمرو بن كعب بن سعد بن تيم بن مرة بن كعب بن لؤي القرشى 
التميمي، كنيته: أبو بكر، ولقبه الصدّييق، وكنية أبيه أبو قحافة، وأمه هي: أم الخير سلمى بنت 
صخر بن كعب بن سعد التميمية بنت عم أبى قحافة، وكان أبو بكر يسمى أيضًاا: عتيقًاا، وقيل إن 
سبب هذه التسمية أن النبي (صلى ال عليه وسلم) قال له: (أنت عتيق من النار)، وقيل : إنه سمى 
7
كذلك لحسن وجهه وجماله، ولقب بالصدّييق لتصديقه بكل ما جاء به النبي(صلى ال عليه وسلم) 
وخاصة تصديقه لحديث السراء وقد أنكرته قريش كلها، وأبو بكر الصدّييق أفضل المة مكانة 
ومنزلة بعد رسول ال (صلى ال عليه وسلم) فهو أول من أسلم من الرجال، وهو رفيق الرسول 
(صلى ال عليه وسلم) في هجرته، وخليفته على المسلمين، يقول حسان بن ثابت في حقه: 
إذا تذكرتَ ت شَ تجْوًوًاا من أخي ثقــةٍ  
فاذكر أخاك أبا بكر بما فعــــل 
خيرَ ت البريَّةِم أتقاها وأعدَ تلـــَ تهـا 
بعد النبي وأوفاها بما حمــــل 
الثانيَ ت التاليَ ت المحمودَ ت مشهـــدُهُ 
وأول الناسِم منهم صدَّق الرُسُـل 
وقد رثاه على بن أبى طالب يوم موته بكلم طويل منه: ” رحمك ال يا أبا بكر، كنت إلف رسول ال 
(صلى ال عليه وسلم) وأنيسه ومكان راحته، وموضع سره ومشاورته، وكنت أول القوم إسلمًاا، 
وأخلصهم إيمانـًاا، وأحسنهم صحبة، وأكثرهم مناقب وأفضلهم سوابق، وأشرفهم منزلة، وأرفعهم 
درجة، وأقربهم وسيلة، وأشبههم برسول ال هديًاا وسمتـًاا… سماك ال في تنزيله صديقـًاا فقال: 
(والذي جاء بالصدق وصدق به) فالذي جاء بالصدق محمد (صلى ال عليه وسلم) والذي صدق به 
أبو بكر، واسيته حين بخل الناس، وقمت معه على المكاره حين قعدوا، وصحبته في الشدة أكرم 
صحبة، وخلفته في دينه أحسن الخلفة، وقمت بالمر كما لم يقم به خليفة نبي…”. 
ثبات أبي بكر على فتنة الطاعة والعبادة 
أبو بكر والعبادةوقد يظن ظان أن هذا المر بسيط، وهين إلى جوار غيره من الفتن التي تعرضنا 
لذكرها آنفًاا، فتن المال، والرئاسة، والولد، واليذاء، وضياع النفس، وترك الديار، وغلبة أهل 
الباطل، قد يظن ظان أن من ثبت في هذه المور الشديدة سيثبت حتمًاا في أمر الطاعة، والعبادة، فهي 
أمور في يد كل مسلم، يستطيع أن يصلي ويصوم ويزكي، بديهيات عند كثير من الناس، لكن هذه 
لمن أعظم الفتن، قد يسهل على النسان أن يفعل شيئًاا عظيمًاا مرة واحدة أو مرتين أو ثلث  في 
حياته، لكن أن يداوم على أفعال العبادة كل يوم كل يوم، بل كلل ول ملل ول كسل، فإن هذا يحتاج 
إلى قلب عظيم، وإيمان كبير، وعقل متيقظ ومنتبه، ل يقوى على ذلك إل القليل من الرجال، وقد كان 
الصديق رضي ال عنه سيد هذا القليل بعد النبياء، أخرج البخاري ومسلم عن أبي هريرة رضي ال 
عنه قال: 
سمعت رسول ال صلى ال عليه وسلم يقول: “مَ تنْوً أَ تنْوًفَ تقَ ت زمَ توْوًجَ تيْوًنِم فِمي سَ تبِميلِم الِمَّ نُودِميَ ت فِمي الْوًجَ تنَّةِم يَ تا 
عَ تبْوًدَ ت الِمَّ، هَ تذَ تا خَ تيْوًرٌ، ، فَ تمَ تنْوً كَ تانَ ت مِمنْوً أَ تهْوًلِم الصَّلَ تةِم دُعِميَ ت مِمنْوً بَ تابِم الصَّلَ تةِم، وَ تمَ تنْوً كَ تانَ ت مِمنْوً أَ تهْوًلِم الْوًجِمهَ تادِم دُعِميَ ت 
مِمنْوً بَ تابِم الْوًجِمهَ تادِم، وَ تمَ تنْوً كَ تانَ ت مَ تنْوً أَ تهْوًلِم الصَّدَ تقَ تةِم دُعِميَ ت مِمنْوً بَ تابَ ت الصَّدَ تقَ تةِم، وَ تمَ تنْوً كَ تانَ ت مِمنْوً أَ تهْوًلِم الصَّيَ تامِم دُعِميَ ت 
مِمنْوً بَ تابِم الرَّيَ تانِم”. 
فبعض  الناس يكون مكثر في الصلة، فيدخل من باب الصلة، وهكذا. 
قال أبو بكر رضي ال عنه: مـا على أحد يدعى من تلك البواب من ضرورة، فهل يدعى أحد من تلك 
البواب كلها؟ 
قال رسول ال صلى ال عليه وسلم: “نَ تعَ تمْوً، وَ تأَ ترْوًجُو الَ تَّ أَ تنْوً تَ تكُونَ ت مِمنْوًهُمْوً”. 
ذلك أن الصديق رضي ال عنه كان مكثرًاا، وبصفة مستديمة من كل أعمال الخير، ومر بنا من قبل 
كيف أنه أصبح صائمًاا ومتبعًاا لجنازمة وعائدًاا لمريض  ومتصدقًاا على مسكين؟ هكذا حياته كلها ل 
قعود، ول فتور، كان رضي ال عنه يتحرج جدًاا من فوات فضيلة أو نافلة، روى أحمد، وأبو داود، 
والحاكم في صحيحه عن جابر رضي ال عنه أنه قال: قال رسول ال صلى ال عليه وسلم لبي بكر: 
8
“مَى تَى ى  تُ؟”وتتِررُ؟”؟”” قال: أول الليل بعد العتمة. أي: بعد صلة  العشاء، قال: “فَى أَى نْتَتَى  يَى ا عُ؟”مَى رُ؟”؟”” قال:آخر 
الليل. قال: “أَى مَى ا أَى نْتَتَى  يَى ا أَى بَى ا بَى كْتَرٍ ف فَى أَى خَى ذْتَتَى  بِرالثِّقَقَى ةِر”. أي: بالحزم، والحيطة مخافة أن يفوتت الوتتر. “وَى أَى مَى ا 
أَى نْتَتَى  يَى ا عُ؟”مَى رُ؟” فَى أَى خَى ذْتَتَى  بِرالْتَقُ؟”وتّةِ”ة ِر”. أي: بالعزيمة على  الستتيقاظ قبل طلوتع الفجر؛ لصلة  قيام الليل، ثم 
الوتتر. فالصديق رضي ال عنه ل يتخيل أن يفوتته الوتتر، ماذا يحدث لوت استتيقظ على  صلة  الفجر 
دون أن يصلي الوتتر؟” 
في حقه تكوتن كارثة، لذلك يأخذ نفسه بالحزم يصليه أول الليل، ثم إذا شاء ال له أن يستيقظ، 
ويصلي قيام الليل صلى ، ول يعيد الوتتر، بينما عمر بن الخطاب رضي ال عنه كان يأخذ بالعزيمة، 
فهوت يعلم علم اليقين أنه ستيستيقظ الفجر ليصلي، منهجان مختلفان، ولكنهما من أروع مناهج 
الصحابة رضي ال عنهم أجمعين، ومع حرصه، وطاعته، ومثِابرته، وثباته على  أمر الدين كان 
شديد التوتاضع، ل ينظر إلى  عمله، بل كان دائم الستتقلل له، كان يقوتل: وال، لوتددت أني كنت هذه 
الشجرة  تؤكل وتعضد. 
وروى الحاكم عن معاذ بن جبل رضي ال عنه قال: دخل أبوت بكر الصديق حائطًاا (حديقة) وإذا بطائر 
في ظل شجرة ، فتنفس أبوت بكر الصعداء، ثم قال: طوتبى  لك يا طير، تأكل من الشجر، وتستظل 
بالشجر، وتصير إلى  غير حساب، يا ليت أبا بكر مثِلك. 
وكان يقوتل إذا مُ؟”دح: اللهم أنت أعلم بي من نفسي، وأنا أعلم بنفسي منهم، اللهم اجعلني خيرًاا مما 
يظنوتن، واغفر لي ما ل يعلموتن، ول تؤاخذني بما يقوتلوتن. 
رضي ال عن الصديق، وعن صحابة رستوتل ال صلى  ال عليه وستلم أجمعين. 
ثبات أبي بكر أمام فتنة الموتت 
والموتت فتنة عظيمة، والفراق ألمه شديد، وكم من البشر يسقطوتن في هذه الفتنة، إل أن الصديق 
رضي ال عنه، كان كما عوتدنا رابط الجأش، مطمئن القلب، ثابت القدم أمام كل العوتارض التي مرت 
به في حياته: 
– مر بنا موتقفه من وفاة  ابنه عبد ال بن أبي بكر رضي ال عنهما شهيدًاا، وكيف تلقى  المر بصبر 
عظيم، وبرضا واستع. 
– وماتت أيضًاا زوجته الحبيبة القريبة إلى  قلبه أم رومان رضي ال عنها، والدة  السيدة  عائشة 
رضي ال عنها، وعبد الرحمن بن أبي بكر رضي ال عنه، ماتت في السنة السادستة من الهجرة  في 
المدينة، بعد رحلة طوتيلة مع الصديق في طريق اليمان، أستلمت قديمًاا وعاصرت كل موتاقف الشدة  
والتعب، والنفاق، والجهاد، والهجرة ، والنصرة ، والجهاد، والنزال، كانت خير المعين لزوجها 
الصديق رضي ال عنه، ثم ماتت، وفارقت، وفراق الحبة أليم، لكن صبر الصديق رضي ال عنه 
وأرضاه صبرًاا جميلًا، وحمد واستترجع. 
– ومات كثِير من أصحابه وأحبابه ومقربيه، مات حمزة  بن عبد المطلب، ومات مصعب بن عمير، 
ومات أستعد بن زرارة ، ومات ستعد بن معاذ، ومات جعفر بن أبي طالب، ومات زيد بن حارثة، 
وغيرهم كثِير رضي ال عنهم أجمعين، ماتوتا وستبقوتا إلى  جنة عرضها السماوات والرض فانتظر 
الصديق رضي ال عنه صابرًاا غير مبدل: مِرنَى  المُ؟”ؤْتَمِرنِرينَى  رِرجَى الٌ  صَى دَى قُ؟”وتا مَى ا عَى اهَى دُ؟”وا الَى  عَى لَى يْتَهِر فَى مِرنْتَهُ؟”مْتَ مَى نْتَ 
. قَى ضَى ى  نَى حْتَبَى هُ؟” وَى مِرنْتَهُ؟”مْتَ مَى نْتَ يَى نْتَتَى ظِررُ؟” وَى مَى ا بَى دّةِ”لُ؟”وتا تَى بْتَدِريلًا الحزاب: 23 
– وجاءت فتنة كبيرة ، فتنة موتته هوت شخصيًاا رضي ال عنه وأرضاه، ونام على  فراش ل بد من 
النوتم عليه، نام على  فراش الموتت، فماذا فعل وهوت في لحظاته الخيرة ؟” 
ماذا فعل وهوت يعلم أنه ستيغادر الدنيا وما فيها؟” 
ماذا فعل وهوت ستيترك الهل والحباب والصحاب؟” 
هل جزع أو اهتز؟” 
9
حاشا ل، إنه الصديق رضي ال عنها وأرضاه، ها هوت على  فراش الموتت يوتصي عمر بن الخطاب 
رضي ال عنه في ثبات، وثقة، واطمئنان: اتق ال يا عمر، واعلم أن ل عملًا بالنهار ل يقبله 
بالليل، وعملًا بالليل ل يقبله بالنهار. 
يحذره من التسوتيف، وتأجيل العمال الصالحة، ويحفزه على  السبق الذي كان ستمتًاا دائمًاا للصديق 
في حياته. 
وأنه ل يقبل نافلة حتى  تؤدي فريضة، وإنما ثقلت موتازين من ثقلت موتازينه يوتم القيامة، باتباعهم 
الحق في دار الدنيا، وثقله عليهم، وحق لميزان يوتضع فيه الحق غدًاا أن يكوتن ثقيلًا، وإنما خفت 
موتازين من خفت موتازينه يوتم القيامة، باتباعهم الباطل في دار الدنيا وخفته عليهم، وحق لميزان 
يوتضع فيه الباطل غدًاا أن يكوتن خفيفًاا، وإن ال تعالى  ذكر أهل الجنة بأحسن أعمالهم وتجاوز عن 
ستيئه، فإذا ذكرتهم قلتَى : إني أخاف أل ألحق بهم. 
وإن ال تعالى  ذكر أهل النار بأستوتأ أعمالهم، ورد عليهم أحسنه، فإذا ذكرتهم قلتَى : إني لرجوت أن ل 
أكوتن مع هؤلء. 
ليكوتن العبد راغبًاا راهبًاا ل يتمنى  على  ال، ول يقنط من رحمة ال، فإن أنت حفظت وصيتي فل يك 
غائب أحب إليك من الموتت ولست تعجزه. 
انظر إلى  صدق الوتصية، وحرص الصديق أن يصل إلى  بكل المعاني التي كانت في قلبه إلى  عمر بن 
الخطاب الخليفة الذي ستيتبعه في خلفة هذه المة 
ثم انظر إلى  هذا الموتقف العجيب، وهوت ما يزال على  فراش الموتت، استتقبل المثِنى  بن حارثة رضي 
ال عنه قائد جيوتش المسلمين آنذاك في العراق، وكان قد جاءه يطلب المدد لحرب الفرس، فإذا 
بالصديق الثِابت رضي ال عنه ل تلهيه مصيبة موتته، ول تصده آلم المرض، وإذا بعقله ما زال 
واعيًاا متنبهًاا، وإذا بقلبه ما زال مؤمنًاا نقيًاا، وإذا بعزيمته، وبأسته وشجاعته كأحسن ما تكوتن، أسترع 
يطلب عمر بن الخطاب الخليفة الجديد، يأمره وينصحه ويعلمه، قال: 
استمع يا عمر ما أقوتل لك، ثم اعمل به، إني لرجوت أن أموتت من يوتمي هذا، فإن أنا مت فل تمسين 
حتى  تندب الناس مع المثِنى ، ول تشغلنكم مصيبة، وإن عظمت عن أمر دينكم، ووصية ربكم، وقد 
رأيتني مُ؟”تَى وتَى فّى ى  رستوتل ال وما صنعت، ولم يُ؟”صَى ب الخلق بمثِله، وإن فتح ال على  أمراء الشام، فاردد 
أصحاب خالد إلى  العراق (ستيدنا خالد بن الوتليد كان قد انتقل بجيشه من العراق إلى  الشام)، فإنهم 
أهله وولة  أمره وحده، وهم أهل الضراوة  بهم والجراءة  عليهم. 
أرأيت عبد ال كيف يكوتن الصديق رضي ال عنه وهوت في هذه اللحظات الخيرة ؟” 
لم ينس الجهاد، ولم يشغل عن استتنفار المسلمين، أرأيت كيف أنه وحتى  اللحظة الخيرة  في حياته 
ما زال يعلم ويربي ويوتجه وينصح؟” 
هذا هوت الصديق الذي عرفناه. 
ودخلت عليه ابنته أم المؤمنين عائشة رضي ال عنها، وهوت في آخر اللحظات، ونفسه تحشرج في 
صدره، فآلمها ذلك، فتمثِلت هذا البيت من الشعر: 
لَى عَى مْتَرُ؟”كَى  مَى ا يُ؟”غْتَنِري الثِّةِ”رَى اءُ؟” عَى نِر الْتَفَى تَى ى  إِرذَى ا حَى شْتَرَى جَى تْتَ يَى وتْتَمًاا وَى ضَى اقَى  بِرهَى ا الصّةِ”دْتَرُ؟” 
أي ل يغني المال عن النسان إذا جاء لحظة الوتفاة ، فخشي الصديق رضي ال عنه أن تكوتن قالت ما 
قالت ضجرًاا، أو اعتراضًاا، فتقوتل عائشة رضي ال عنها، فنظر إلى  كالغضبان، ثم قال في لطف: 
ليس كذلك يا أم المؤمنين، ولكن قوتل ال أصدق: وَى جَى اءَى تْتَ ستَى كْتَرَى ة ُ؟” المَى وتْتَتِر بِرالحَى قّقَ ذَى لِركَى  مَى ا كُ؟”نْتَتَى  مِرنْتَهُ؟” تَى حِريدُ؟” 
. ق: 19 
هكذا ما زال يربي ويعلم، ثم جاءوا لهم بأثوتاب جديدة  كي يكفن فيها فردها، وأمر أن يكفن في أثوتاب 
قديمة له بعد أن تعطر بالزعفران، وقال: 
10
إن الحي أحوتج إلى  الجديد ليصوتن به نفسه، إنما يصير الميت إلى  الصديد وإلى  البلى . 
هكذا بهذا الثِبات العظيم، وأوصى  أن تغسله زوجته أستماء بنت عميس رضي ال عنها، وأن يدفن 
بجوتار رستوتل ال صلى  ال عليه وستلم، وكان آخر ما تكلم به الصديق في هذه الدنيا قوتل ال تعالى : 
. تَى وتَى فّةِ”نِري مُ؟”سْتَلِرمًاا وَى أَى لْتَحِرقْتَنِري بِرالصّةِ”الِرحِرينَى  يوتستف: 101 
غير أنه مع كل ما ستبق من فتن عرضت للصديق في حياته إلى  لحظة موتته، فإن كل هذه الفتن 
تهوتن، وتضعف، وتتضاءل أمام الفتنة العظمى ، والبلية الكبرى، والمصيبة القصوتى التي لحقت به 
وبالمسلمين، لما مات ثمرة  فؤاد الصديق، وخير البشر، وستيد النبياء والمرستلين، وحبيب ال، لما 
مات النوتر المبين الذي أضاء الرض بنبوتته، وعلمه، وخلقه، ورحمته، لما مات رستوتل ال محمد 
صلى  ال عليه وستلم. 
أعظم فتنة مرت بالصديق رضي ال عنه، وأعظم فتنة مرت بالصحابة رضوتان ال عليهم أجمعين، 
وكان من فضل ال على  الصديق رضي ال عنه أنه مَى نّى  عليه بثِبات يوتازي المصيبة، وبوتضوتح رؤية 
يقابل الفتنة، وبنفاذ بصيرة  يكشف البلوتى، وينير الطريق للصديق ولمن معه من المسلمين. 
وفي موتضوتع ثبات الصديق رضي ال عنه يقوتل علي بن أبي طالب رضي ال عنه عن الصديق 
رضي ال عنه جملة قصيرة  لكن عظيمة المعاني قال: كان الصديق رضي ال عنه كالجبل، ل تحركه 
القوتاصف، ول تُ؟”زيله العوتاصف. 
ثبات أبي بكر الصديق أمام فتنة الرئاستة والمنصب 
فتنة الرئاستة فتنة عظيمة، وابتلء كبير، وكثِير من الناس يعيش حياة  التوتاضع، فإذا صعد على  منبر 
الحكم تغير، وتبدل، وتكبر، فتنة عظيمة، وانظر إلى  الحسن البصري يقوتل في كلمة عظيمة له: 
وآخر ما يُ؟”نزع من قلوتب الصالحين، حب الرئاستة. 
أما الصديق رضي ال عنه، فإنه قد نزع منه حب الرئاستة منذ البداية، كان يعيش قدرًاا معينًاا من 
التوتاضع قبل الخلفة، وهذا القدر تضاعف أضعافًاا مضاعفة بعد الخلفة، ولعلنا ل نبالغ إن قلنا: 
إن أعظم خلفاء الرض توتاضعًاا بعد النبياء كان الصديق رضي ال عنه. وال لقد فعل أشياء يحار 
العقل كيف لبشر أن يتوتاضع إلى  هذه الدرجة؟” ولوتل اليقين في بشريته لكانت شبيهة بأفعال الملئكة، 
هوت قد ستمع من حديث حبيبه صلى  ال عليه وستلم الحديث الذي رواه مسلم عن أبي يعلى  معقل بن 
يسار رضي ال عنه: “مَى ا مِرنْتَ أَى مِريرٍ ف يَى لِري أُ؟”مُ؟”وترَى  الْتَمُ؟”سْتَلِرمِرينَى ، ثُ؟”مّةِ” لَى  يَى جْتَهَى دُ؟” لَى هُ؟”مْتَ وَى يَى نْتَصَى حُ؟” لَى هُ؟”مْتَ إِرلّةِ” لَى مْتَ يَى دْتَخُ؟”لْتَ 
مَى عَى هُ؟”مُ؟” الْتَجَى نّةِ”ةَى ”. 
والصديق جهد للمسلمين ونصح للمسلمين كأفضل ما يكوتن الجهد والنصح، ولذا فهوت ليس فقط يدخل 
الجنة معهم، بل يسبقهم إليها، كيف يتكبر الصديق، وهوت الذي كان حريصًاا طيلة حياته على  نفي كل 
مظاهر الكبر، والخيلء من شخصيته، وكان يتحرى ذلك حتى  في ظاهره، يروي البخاري عن عبد 
ال بن عمر رضي ال عنهما أن النبي صلى  ال عليه وستلم قال: “مَى نْتَ جَى رّةِ” ثَى وتْتَبَى هُ؟” خُ؟”يَى لَى ءَى  لَى مْتَ يَى نْتَظُ؟”رِر الُ؟”ّةِ” 
إِرلَى يْتَهِر يَى وتْتَمَى  الْتَقِريَى امَى ةِر”. 
وقعت الكلمات في قلب أبي بكر، وتحركت النفس المتوتاضعة تطمئن على  توتاضعها، أسترع الصديق 
رضي ال عنه إلى  رستوتل ال صلى  ال عليه وستلم وقال: يا رستوتل ال، إن إزاري يسترخي إل أن 
تعاهده. 
أشعر أنه قالها، وهوت يرتجف، ويخشى  من حكم رستوتل ال صلى  ال عليه وستلم، لكن رستوتل ال 
صلى  ال عليه وستلم أثلج صدره وطمأنه، ووضح له متى  يكوتن استترخاء الزار منهيًاا 
عنه، قال: “إِرنّةِ”كَى  لَى سْتَتَى  مِرمّةِ”نْتَ يَى فْتَعَى لُ؟”هُ؟” خُ؟”يَى لَى ءَى ”. 
11
شهادة  من ستيد الخلق، وممن ل ينطق عن الهوتى، إن الصديق ل يفعل ذلك خيلء، وكان 
من الممكن أن يقوتل له إنك لست متعمدًاا للستبال، لكنه يخرج من كل هذا إلى  الحقيقة 
المجردة ، توتاضع الصديق رضي ال عنه. 
وإلى  موتاقف من حياة  الصديق كخليفة ورئيس وحاكم. 
ذكرنا بعض الموتاقف له في السابق، ذكرنا موتقفه مع أستامة بن زيد رضي ال عنهما، 
قبل ذلك وهوت يوتدعه إلى  حرب الروم في الشمال، والن نذكر بعض موتاقفه الخرى: 
– موتقف عجيب من موتاقف الخليفة الرئيس أبي بكر الصديق رضي ال عنه، كان 
الصديق رضي ال عنه يقيم بالسنح على  مقربة من المدينة، فتعوتد أن يحلب للضعفاء 
أغنامهم كرمًاا منه، وذلك أيام الرستوتل صلى  ال عليه وستلم، وكان هوت الوتزير الول 
لرستوتل ال صلى  ال عليه وستلم، فسمع جارية تقوتل بعد مبايعته بالخلفة: اليوتم ل تحلب 
لنا منائح دارنا. 
فسمعها الصديق رضي ال عنه فقال: بلى ، لعمري لحلبنها لكم. فكان يحلبها، وربما 
ستأل صاحبتها: يا جارية أتجدين أن أرغي لك أو أصرح؟”. 
أي: يجعل اللبن برغوتة ، أم بدون رغوتة ، فربما قالت: أرغ. 
وربما قالت: صرّى ح. فأي ذلك قالته فعل. 
– موتقف آخر أغرب، كان عمر بن الخطاب رضي ال عنه يتعهد عجوتزًاا كبيرة  عمياء في 
بعض حوتاش المدينة من الليل، فيسقي لها، ويقوتم بأمرها، فكان إذا جاءها وجد غيره قد 
ستبقه إليها، فأصلح لها ما أرادت، فجاءها غير مرة  كيل يسبق إليها، فرصده عمر، فإذا 
هوت بأبي بكر الذي يأتيها، وهوت يوتمئذ خليفة فقال عمر: أنت هوت لعمري. 
وكان من الممكن أن يكلف رجل للقيام بذلك، ولكنه الصديق، يشعر بالمسئوتلية تجاه كل 
فرد من أفراد المة، كما أنه رضي ال عنه قد آثر أن يخدمها بنفسه، يربي نفسه على  
التوتاضع ل عز وجل، ويربي نفسه على  أل يتكبر حتى  على  العجوتز الكبيرة  العمياء. 
12
– أخرج البيهقي عن عبد ال بن عمرو بن العاص رضي ال عنهما، أن أبا بكر الصديق 
رضي ال عنه قام يوم الجمعة فقال: 
إذا كان بالغداة فاحضروا صدقات البل نقسم، ول يدخل علينا أحد إل بإذن. 
صدقات البل كانت قد جاءت كثيرة إلى أبي بكر الصديق، فوضعوها في مكان، وسيدخل 
في اليوم التالي أبو بكر، وعمر رضي ال عنهما، ليقسما هذه الصدقات، فسيدنا أبو بكر 
يحذر الناس، فقالت امرأة لزوجها: خذ هذا الحظام لعل ال يرزقنا جملًا. 
فأتى الرجل فوجد أبا بكر وعمر قد دخل إلى البل، فدخل معهما، هنا الرجل ارتكب 
مخالفة واضحة لخليفة البلد، ودخل عليه بغير إذن، مع كونه نبه على ذلك، فالتفت إليه 
أبو بكر فقال: ما أدخلك علينا؟ ثم أخذ منه الحظام، فضربه، فلما فرغ أبو بكر من قسمة 
البل دعا الرجل، فأعطاه الحظام، وقال: استقد. 
أي: اقتص مني، كما ضربتك اضربني، سبحان ال، فقال عمر رضي ال عنه: وال ل 
يستقيد، ل تجعلها سنة. 
يعني كلما أخطأ خليفة في حق واحد من الرعية، قام المظلوم بضرب المير فتضيع 
هيبته، فقال الصديق رضي ال عنه: فمن لي من ال يوم القيامة؟ فقال عمر: أَررْضِضِ. هِ. . 
فأمر أبو بكر غلمه أن يأتيه براحلة، ورحلها وقطيفة (أي كساء)، وخمسة دنانير، 
فأرضاه بها. 
هذا خليفة البلد، وقد ضرب أحد رعاياه ضربة واحدة فقط، ولكنه يريد أن يُضْضِرب مكان 
هذا السوط الذي ضرب، حتى يقف أمام ال عز وجل يوم القيامة خالصًاا، ليس لحد عنده 
شيء. 
– بل اقرأ وصيته إلى جيوشه، وهي تخرج لحرب الروم، في بعث أسامة بن زيد، ثم بعد 
ذلك إلى فتح فارس، ثم إلى فتح الروم، كان يوصيها بوصايا عجيبة، وكأنه يوصي 
بأصدقاء، وليس بأعداء، كان يوصيهم بالرحمة حتى في حربهم كان مما قال لهم: 
ل تخونوا، ول تغلوا، ول تغدروا، ول تُمثّللوا، ول تقطعوا شجرة مثمرة، ول تذبحوا شاة، 
ول بقرة، ول بعيرًاا، إل لمأكلة، وسوف تمرون بأقوام قد فرغوا أنفسهم في الصوامع، 
فدعوهم، وما فرغوا أنفسهم له. 
13
الخاتمة 
تكلم شيخ السلم ابن تيمية - رحمه ا - في هذه 
الرسالة القيمة وبيّن فيها أن الصديق - رضي ا عنه - 
أفضل الصحابة، بل أفضل هذه المة على الطلق بعد 
نبيها، لنه جاءت في حقه أحاديث صحيحة صريحة لم 
يشركه فيها غيره من الصحابة وتميز بها؛ كثبوت الخلة 
لبي بكر - رضي ا عنه - لو كان للنبي - صلى ا 
عليه وسلم - خليل، وكذلك أمره - صلى ا عليه وسلم 
- لبي بكر أن يصلي بالناس مدة مرضه، وكذلك تأميره 
المراجع 
1- موقع أهل القرآن: أبو بكر الصديق 
2- الصابة في تمييز الصحابة، ابن حجر العسقلني، ج 4، ص 169 ، دار 
14
الجيل. 
. 3- تاريخ الدعوة إلى السلم في عهد الخلفاء الراشدين، ص 30 
50 ، دار المنارة، ط - 4- أ ب ت ث ج أبو بكر الصديق، علي الطنطاوي، ص 43 
.1986 
. 5- أ ب تاريخ الخلفاء، السيوطي، ج 1، ص 34 ، مطبعة السعادة، ط 1952 
. 6- أ ب العلم، خير الدين الزركلي، ج 4، ص 102 
7- السيرة النبوية، ابن هشام، ج 2، ص 89 ، دار الجيل. 
8- البداية والنهاية، ابن كثير، ج 3، باب:عزم الصديق على الهجرة إلى الحبشة 
الفهرس 
الموضوع الصفحة 
المقدمة 1 
سليرته – حياته قبل السللم 2 
صفاته – نسبه 3 
ذريته وزوجاته - إسللمه 4 
هجرته – اضطهاده - جهادة 5 
روايته – أعماله ومواقفة 6 
15
أقواله – مواعظة - وفاته 7 
حياته وأبرز ماقيل عنه 8 
الخاتمة 14 
المراجع 15 
الفهرس 16 
16

More Related Content

What's hot

Parasha nº 28 metzora 13 de abril 2013
Parasha nº 28 metzora 13 de abril 2013Parasha nº 28 metzora 13 de abril 2013
Parasha nº 28 metzora 13 de abril 2013Horeb Israelita
 
Parashá #9 vaiéshev
Parashá #9 vaiéshevParashá #9 vaiéshev
Parashá #9 vaiéshev
Roberto Campos
 
Parasha 3 lej leja
Parasha 3 lej lejaParasha 3 lej leja
Parasha 3 lej leja
Roberto Campos
 
Islamic Family Law - Betrothal
Islamic Family Law - BetrothalIslamic Family Law - Betrothal
Islamic Family Law - Betrothal
Azrin Hafiz
 
Parasha 14 va’eira
Parasha 14 va’eiraParasha 14 va’eira
Parasha 14 va’eira
HaimbenYisrael
 
parasha semana 19
parasha semana 19parasha semana 19
parasha semana 19
Yeshiva Torah
 
1[1]. MALAYSIAN LEGAL HISTORY.pptx
1[1]. MALAYSIAN LEGAL HISTORY.pptx1[1]. MALAYSIAN LEGAL HISTORY.pptx
1[1]. MALAYSIAN LEGAL HISTORY.pptx
TenmaGroot1
 
LAND LAW 1 slides dealings part 1
LAND LAW 1 slides dealings part 1LAND LAW 1 slides dealings part 1
LAND LAW 1 slides dealings part 1xareejx
 
Family presentation final edit
Family presentation final editFamily presentation final edit
Family presentation final edit
Muhamad Ishak
 
Pictures of graves of prophets and ahlebait
Pictures of graves of prophets and ahlebaitPictures of graves of prophets and ahlebait
Pictures of graves of prophets and ahlebaitRaja Waseem Akhtar
 
MALAYSIAN LEGAL SYSTEM Legal history THE MALAY STATES PART 1
MALAYSIAN LEGAL SYSTEM Legal history THE MALAY STATES PART 1MALAYSIAN LEGAL SYSTEM Legal history THE MALAY STATES PART 1
MALAYSIAN LEGAL SYSTEM Legal history THE MALAY STATES PART 1xareejx
 
Secret trust
Secret trustSecret trust
Secret trust
FAROUQ
 
Parasha nº 7 vayetze y el salio 5773
Parasha nº 7 vayetze  y el salio 5773Parasha nº 7 vayetze  y el salio 5773
Parasha nº 7 vayetze y el salio 5773Horeb Israelita
 
Valid marriage
Valid marriageValid marriage
Valid marriage
Snj SNj
 
1. pesaj
1. pesaj1. pesaj
1. pesaj
Carlos Pretel
 
Ch10 الانكماش والزحف
Ch10 الانكماش والزحفCh10 الانكماش والزحف
Ch10 الانكماش والزحفAnas Ramadan
 
MALAYSIAN LEGAL SYSTEM Legal History THE MALAY STATES Part 2
MALAYSIAN LEGAL SYSTEM Legal History THE MALAY STATES Part 2MALAYSIAN LEGAL SYSTEM Legal History THE MALAY STATES Part 2
MALAYSIAN LEGAL SYSTEM Legal History THE MALAY STATES Part 2xareejx
 
Historia Biblica 41
Historia Biblica 41Historia Biblica 41

What's hot (20)

Parasha nº 40 balak
Parasha nº 40 balakParasha nº 40 balak
Parasha nº 40 balak
 
Parasha nº 28 metzora 13 de abril 2013
Parasha nº 28 metzora 13 de abril 2013Parasha nº 28 metzora 13 de abril 2013
Parasha nº 28 metzora 13 de abril 2013
 
Parashá #9 vaiéshev
Parashá #9 vaiéshevParashá #9 vaiéshev
Parashá #9 vaiéshev
 
Parasha 3 lej leja
Parasha 3 lej lejaParasha 3 lej leja
Parasha 3 lej leja
 
Islamic Family Law - Betrothal
Islamic Family Law - BetrothalIslamic Family Law - Betrothal
Islamic Family Law - Betrothal
 
Parasha 14 va’eira
Parasha 14 va’eiraParasha 14 va’eira
Parasha 14 va’eira
 
parasha semana 19
parasha semana 19parasha semana 19
parasha semana 19
 
1[1]. MALAYSIAN LEGAL HISTORY.pptx
1[1]. MALAYSIAN LEGAL HISTORY.pptx1[1]. MALAYSIAN LEGAL HISTORY.pptx
1[1]. MALAYSIAN LEGAL HISTORY.pptx
 
LAND LAW 1 slides dealings part 1
LAND LAW 1 slides dealings part 1LAND LAW 1 slides dealings part 1
LAND LAW 1 slides dealings part 1
 
Family presentation final edit
Family presentation final editFamily presentation final edit
Family presentation final edit
 
Pictures of graves of prophets and ahlebait
Pictures of graves of prophets and ahlebaitPictures of graves of prophets and ahlebait
Pictures of graves of prophets and ahlebait
 
MALAYSIAN LEGAL SYSTEM Legal history THE MALAY STATES PART 1
MALAYSIAN LEGAL SYSTEM Legal history THE MALAY STATES PART 1MALAYSIAN LEGAL SYSTEM Legal history THE MALAY STATES PART 1
MALAYSIAN LEGAL SYSTEM Legal history THE MALAY STATES PART 1
 
Secret trust
Secret trustSecret trust
Secret trust
 
Parasha nº 7 vayetze y el salio 5773
Parasha nº 7 vayetze  y el salio 5773Parasha nº 7 vayetze  y el salio 5773
Parasha nº 7 vayetze y el salio 5773
 
Valid marriage
Valid marriageValid marriage
Valid marriage
 
1. pesaj
1. pesaj1. pesaj
1. pesaj
 
Ch10 الانكماش والزحف
Ch10 الانكماش والزحفCh10 الانكماش والزحف
Ch10 الانكماش والزحف
 
MALAYSIAN LEGAL SYSTEM Legal History THE MALAY STATES Part 2
MALAYSIAN LEGAL SYSTEM Legal History THE MALAY STATES Part 2MALAYSIAN LEGAL SYSTEM Legal History THE MALAY STATES Part 2
MALAYSIAN LEGAL SYSTEM Legal History THE MALAY STATES Part 2
 
Historia Biblica 41
Historia Biblica 41Historia Biblica 41
Historia Biblica 41
 
Parasha º 53 haazinu
Parasha º 53 haazinuParasha º 53 haazinu
Parasha º 53 haazinu
 

Similar to أبو بكر الصديق

الخلفاء الراشدين
الخلفاء الراشدينالخلفاء الراشدين
الخلفاء الراشدينmeeto80
 
العشرة المبشرون بالجنة
العشرة المبشرون بالجنةالعشرة المبشرون بالجنة
العشرة المبشرون بالجنة
غايتي الجنة
 
المشبرون 2ج
المشبرون 2ج المشبرون 2ج
المشبرون 2ج
Hassan Boubakri
 
العشرة المبشرون بالجنة ـ الجزء الأول
العشرة المبشرون بالجنة ـ الجزء الأولالعشرة المبشرون بالجنة ـ الجزء الأول
العشرة المبشرون بالجنة ـ الجزء الأولغايتي الجنة
 
أبو بكر_الصديق
أبو بكر_الصديقأبو بكر_الصديق
أبو بكر_الصديقHassan Boubakri
 
الـفـاروق عـمـر
الـفـاروق عـمـرالـفـاروق عـمـر
الـفـاروق عـمـرHassan Boubakri
 
Rangkuman Sejarah Nabi Muhammad by Prof Dr Ustadz Abdul Somad Lc. MA
Rangkuman Sejarah Nabi Muhammad by Prof Dr Ustadz Abdul Somad Lc. MARangkuman Sejarah Nabi Muhammad by Prof Dr Ustadz Abdul Somad Lc. MA
Rangkuman Sejarah Nabi Muhammad by Prof Dr Ustadz Abdul Somad Lc. MA
Ahmad Taufik
 
المختلف عليه لاينكر
المختلف عليه لاينكرالمختلف عليه لاينكر
المختلف عليه لاينكر
Amr Mohad
 
عـلـي إبـن أبـي طـالـب
عـلـي إبـن أبـي طـالـبعـلـي إبـن أبـي طـالـب
عـلـي إبـن أبـي طـالـبHassan Boubakri
 
omarbenelkhattab-الفاروق عمر بن الخطاب
omarbenelkhattab-الفاروق عمر بن الخطابomarbenelkhattab-الفاروق عمر بن الخطاب
omarbenelkhattab-الفاروق عمر بن الخطاب
F El Mohdar
 
‫‫عمر بن الخطاب رضي الله عنه
‫‫عمر بن الخطاب رضي الله عنه‫‫عمر بن الخطاب رضي الله عنه
‫‫عمر بن الخطاب رضي الله عنهMero Cool
 
درس في السّيرة النبويّة (46) | الشيخ وائل عبلا
درس في السّيرة النبويّة (46) | الشيخ وائل عبلادرس في السّيرة النبويّة (46) | الشيخ وائل عبلا
درس في السّيرة النبويّة (46) | الشيخ وائل عبلا
Amine Mosque
 
مراقد ذرية الرسول في ايران
مراقد ذرية الرسول في ايرانمراقد ذرية الرسول في ايران
مراقد ذرية الرسول في ايرانmasjonjaw15
 
Tafsir ibnu katsir muhaqqoq 005b
Tafsir ibnu katsir muhaqqoq 005bTafsir ibnu katsir muhaqqoq 005b
Tafsir ibnu katsir muhaqqoq 005bsrujacxtup
 
الـسـيـرة النبـويـة
الـسـيـرة النبـويـة الـسـيـرة النبـويـة
الـسـيـرة النبـويـة
Hassan Boubakri
 
الــفـــاروق عمر بن الخطاب
الــفـــاروق عمر بن الخطابالــفـــاروق عمر بن الخطاب
الــفـــاروق عمر بن الخطابغايتي الجنة
 

Similar to أبو بكر الصديق (20)

الخلفاء الراشدين
الخلفاء الراشدينالخلفاء الراشدين
الخلفاء الراشدين
 
العشرة المبشرون بالجنة
العشرة المبشرون بالجنةالعشرة المبشرون بالجنة
العشرة المبشرون بالجنة
 
المشبرون 2ج
المشبرون 2ج المشبرون 2ج
المشبرون 2ج
 
العشرة المبشرون بالجنة ـ الجزء الأول
العشرة المبشرون بالجنة ـ الجزء الأولالعشرة المبشرون بالجنة ـ الجزء الأول
العشرة المبشرون بالجنة ـ الجزء الأول
 
أبو بكر_الصديق
أبو بكر_الصديقأبو بكر_الصديق
أبو بكر_الصديق
 
أبي بكر الصديق
أبي بكر الصديقأبي بكر الصديق
أبي بكر الصديق
 
الـفـاروق عـمـر
الـفـاروق عـمـرالـفـاروق عـمـر
الـفـاروق عـمـر
 
Rangkuman Sejarah Nabi Muhammad by Prof Dr Ustadz Abdul Somad Lc. MA
Rangkuman Sejarah Nabi Muhammad by Prof Dr Ustadz Abdul Somad Lc. MARangkuman Sejarah Nabi Muhammad by Prof Dr Ustadz Abdul Somad Lc. MA
Rangkuman Sejarah Nabi Muhammad by Prof Dr Ustadz Abdul Somad Lc. MA
 
المختلف عليه لاينكر
المختلف عليه لاينكرالمختلف عليه لاينكر
المختلف عليه لاينكر
 
عـلـي إبـن أبـي طـالـب
عـلـي إبـن أبـي طـالـبعـلـي إبـن أبـي طـالـب
عـلـي إبـن أبـي طـالـب
 
 
omarbenelkhattab-الفاروق عمر بن الخطاب
omarbenelkhattab-الفاروق عمر بن الخطابomarbenelkhattab-الفاروق عمر بن الخطاب
omarbenelkhattab-الفاروق عمر بن الخطاب
 
‫‫عمر بن الخطاب رضي الله عنه
‫‫عمر بن الخطاب رضي الله عنه‫‫عمر بن الخطاب رضي الله عنه
‫‫عمر بن الخطاب رضي الله عنه
 
درس في السّيرة النبويّة (46) | الشيخ وائل عبلا
درس في السّيرة النبويّة (46) | الشيخ وائل عبلادرس في السّيرة النبويّة (46) | الشيخ وائل عبلا
درس في السّيرة النبويّة (46) | الشيخ وائل عبلا
 
مراقد ذرية الرسول في ايران
مراقد ذرية الرسول في ايرانمراقد ذرية الرسول في ايران
مراقد ذرية الرسول في ايران
 
Tafsir ibnu katsir muhaqqoq 005b
Tafsir ibnu katsir muhaqqoq 005bTafsir ibnu katsir muhaqqoq 005b
Tafsir ibnu katsir muhaqqoq 005b
 
74702
7470274702
74702
 
عمر بن الخطاب
عمر  بن  الخطابعمر  بن  الخطاب
عمر بن الخطاب
 
الـسـيـرة النبـويـة
الـسـيـرة النبـويـة الـسـيـرة النبـويـة
الـسـيـرة النبـويـة
 
الــفـــاروق عمر بن الخطاب
الــفـــاروق عمر بن الخطابالــفـــاروق عمر بن الخطاب
الــفـــاروق عمر بن الخطاب
 

More from Mero Cool

اللغة العربية في عصر المعلوماتية
اللغة العربية في عصر المعلوماتيةاللغة العربية في عصر المعلوماتية
اللغة العربية في عصر المعلوماتيةMero Cool
 
اللباس النسائي
اللباس النسائياللباس النسائي
اللباس النسائيMero Cool
 
اللباس الرجالي
اللباس الرجالياللباس الرجالي
اللباس الرجاليMero Cool
 
الكولسترول
الكولسترولالكولسترول
الكولسترولMero Cool
 
القراءة والكتابه
القراءة والكتابهالقراءة والكتابه
القراءة والكتابهMero Cool
 
القُدْس
القُدْسالقُدْس
القُدْسMero Cool
 
الفيزياء
الفيزياءالفيزياء
الفيزياءMero Cool
 
الفيتامين مع الصور
الفيتامين مع الصورالفيتامين مع الصور
الفيتامين مع الصورMero Cool
 
الفرق بين الشبكه العنكبوتية وشبكه الانترنت
الفرق بين الشبكه العنكبوتية وشبكه الانترنتالفرق بين الشبكه العنكبوتية وشبكه الانترنت
الفرق بين الشبكه العنكبوتية وشبكه الانترنتMero Cool
 
الفرق بين الرسول والنبي صلى الله عليه وسلم
الفرق بين الرسول والنبي صلى الله عليه وسلمالفرق بين الرسول والنبي صلى الله عليه وسلم
الفرق بين الرسول والنبي صلى الله عليه وسلمMero Cool
 
الغلو في تعظيم
الغلو في تعظيمالغلو في تعظيم
الغلو في تعظيمMero Cool
 
الغذاء الكامل وتأثيرة على الجسم
الغذاء الكامل وتأثيرة على الجسمالغذاء الكامل وتأثيرة على الجسم
الغذاء الكامل وتأثيرة على الجسمMero Cool
 
الغــــــــذاء
الغــــــــذاءالغــــــــذاء
الغــــــــذاءMero Cool
 
الغاية من خلق الانسان
الغاية من خلق الانسانالغاية من خلق الانسان
الغاية من خلق الانسانMero Cool
 
العجائن
العجائنالعجائن
العجائنMero Cool
 
‫العالم ليوناردو دافينشي بالانجيليزي
‫العالم ليوناردو دافينشي بالانجيليزي‫العالم ليوناردو دافينشي بالانجيليزي
‫العالم ليوناردو دافينشي بالانجيليزيMero Cool
 
العالم ليوناردو دا فينشي ..
العالم ليوناردو  دا  فينشي ..العالم ليوناردو  دا  فينشي ..
العالم ليوناردو دا فينشي ..Mero Cool
 
الطهارة
الطهارةالطهارة
الطهارةMero Cool
 
الطقس والمناخ
الطقس والمناخالطقس والمناخ
الطقس والمناخMero Cool
 

More from Mero Cool (20)

اللغة العربية في عصر المعلوماتية
اللغة العربية في عصر المعلوماتيةاللغة العربية في عصر المعلوماتية
اللغة العربية في عصر المعلوماتية
 
اللباس النسائي
اللباس النسائياللباس النسائي
اللباس النسائي
 
اللباس الرجالي
اللباس الرجالياللباس الرجالي
اللباس الرجالي
 
الكولسترول
الكولسترولالكولسترول
الكولسترول
 
القلق
القلقالقلق
القلق
 
القراءة والكتابه
القراءة والكتابهالقراءة والكتابه
القراءة والكتابه
 
القُدْس
القُدْسالقُدْس
القُدْس
 
الفيزياء
الفيزياءالفيزياء
الفيزياء
 
الفيتامين مع الصور
الفيتامين مع الصورالفيتامين مع الصور
الفيتامين مع الصور
 
الفرق بين الشبكه العنكبوتية وشبكه الانترنت
الفرق بين الشبكه العنكبوتية وشبكه الانترنتالفرق بين الشبكه العنكبوتية وشبكه الانترنت
الفرق بين الشبكه العنكبوتية وشبكه الانترنت
 
الفرق بين الرسول والنبي صلى الله عليه وسلم
الفرق بين الرسول والنبي صلى الله عليه وسلمالفرق بين الرسول والنبي صلى الله عليه وسلم
الفرق بين الرسول والنبي صلى الله عليه وسلم
 
الغلو في تعظيم
الغلو في تعظيمالغلو في تعظيم
الغلو في تعظيم
 
الغذاء الكامل وتأثيرة على الجسم
الغذاء الكامل وتأثيرة على الجسمالغذاء الكامل وتأثيرة على الجسم
الغذاء الكامل وتأثيرة على الجسم
 
الغــــــــذاء
الغــــــــذاءالغــــــــذاء
الغــــــــذاء
 
الغاية من خلق الانسان
الغاية من خلق الانسانالغاية من خلق الانسان
الغاية من خلق الانسان
 
العجائن
العجائنالعجائن
العجائن
 
‫العالم ليوناردو دافينشي بالانجيليزي
‫العالم ليوناردو دافينشي بالانجيليزي‫العالم ليوناردو دافينشي بالانجيليزي
‫العالم ليوناردو دافينشي بالانجيليزي
 
العالم ليوناردو دا فينشي ..
العالم ليوناردو  دا  فينشي ..العالم ليوناردو  دا  فينشي ..
العالم ليوناردو دا فينشي ..
 
الطهارة
الطهارةالطهارة
الطهارة
 
الطقس والمناخ
الطقس والمناخالطقس والمناخ
الطقس والمناخ
 

أبو بكر الصديق

  • 1. المقدمة بسم ال الحمد ل والصلة والسلم على رسول ال محم بن عبد ال صلى ال عليه وسلم أما وبعد.. أعددت هذا البحث المتواضع وبحثت عن سيرة رجل من الذين آمنوا بمحمد صلى ال عليه وسلم وأبلو في السلم بلء حسناً . لقبه رسول ال صلى ال عليه وسلم ( بالمين) هذا البحث عن الصحابي أبو بكر الصديق سيرته واسمه عبد ال بن أبي قحافة التيمي القرشي، أول الخلفاء الراشدين وأحد أوائل الصحابة الذين أسلموا من أهل قريش ورافقوا النبي محمد بن عبد ال منذ بدء السلم ، وهو صديقه ورفيقه في الهجرة إلى المدينة المنورة ، وأحد العشرة المبشرين بالجنة عند أهل السنة والجماعة، أسلم على يده الكثير من الصحابة. وهو والد أم المؤمنين عائشة زوجة الرسول. ولد بعد عام الفيل بسنتين 1
  • 2. وستة أشهر الموافقة لسنة 50 ق.هـ وسنة 573 م . كان سيدً ا من سادة قريش وغنيً ا من كبار أغنيائهم، وكان ممن رفضوا عبادة الصنام في الجاهلية. يُععرف في التراث السني بـ “أبي بكر الصّيقدّيقيق” لنهه صدّيقق النبي محمد في قصّيقة السراء والمعراج، وقيل لنهه كان يصدّيقق النبي في كل خبر يأتيه. بُعويع بالخلفة يوم الثلثااء 2 ربيع الول سنة 11 هـ، واستمرت خلفته قرابة سنتين هـ الموافق 23 أغسطس thirteen وأربعة أشهر. توفي في يوم الثانين 22 جمادى الولى سنة 634 م حياته قبل السلم ولد أبو بكر في مكة المكرمة بعد عام الفيل بسنتين وستة أشهر. ونهشأ فيها في حضن أبوين لهما الكرامة والعزّيق في قومهما مما جعل أبا بكر ينشأ كريم النفس، عزيز المكانهة في قومه. وكانهت إقامته في مكة ل يخرج منها إل لتجارة ، إذ كان في الجاهلية رجلً تاجرً ا، ودخل بصرى من أرض الشام للتجارة وارتحل بين البلدان وكان رأس ماله 40 ألف درهم، وكان ينفق من ماله بسخاء وكرم عُعرف به في الجاهلية. كما كان من رؤساء قريش في الجاهلية وأهل مشاورتهم ومحببً ا فيهم، أخرج ابن عساكر عن إن أبا بكر الصديق رضي ال عنه أحد عشر من قريش » : معروف بن خربوذ (مولى عثمان) قال وكان أعلم قريش بأنهساب القبائل .« اتصل بهم شرف الجاهلية والسلم فكان إليه أمر الديّيقات والغرم وأخبارها وسياستها، وبما كان فيها من خير وشر، فكانهت العرب تلقبه بـ “عالم قريش”. كان رجلً تاجرً ا ذا خلق ومعروف، وكان رجال قومه يأتونهه ويألفونهه لغير واحد من المر لعلمه وال إنهك لتزين العشيرة ، » : وتجارته وحسن مجالسته، وقد قال له ابن الدغنه حين لقيه مهاجرً ا .« وتعين على النوائب، وتفعل المعروف وتكسب المعدوم كان أبو بكر يعيش في حي حيث يسكن التجّيقار؛ وكان يعيش فيه النبي، ومن هنا بدأت صداقتهما حيث كانها متقاربين في السنّيق والفكار والكثير من الصّيقفات والطّيقباع. كان أبو بكر ممن حرّيقموا الخمر على أنهفسهم في الجاهلية، فلم يشربها، وقد أجاب من سأله هل كنت أصون عرضي، وأحفظ » : قال «؟ ولم » : فقيل ،« أعوذ بال » : شربت الخمر في الجاهلية؟ بقوله .« مروء تي، فإن من شرب الخمر كان مضيّععا لعرضه ومروء ته ما سجدت لصنم قط، وذلك أنهّيقي » : ولم يسجد أبو بكر لصنم قط، قال أبو بكر في مجمع من الصحابة لما نهاهزت الحلم، أخذنهي أبو قحافة بيدي فانهطلق بي إلى مخدع فيه الصنام ، فقال لي: هذه آلهتك الشّمم العوالي، وخلنهي وذهب، فدنهوت من الصنم وقلت: إنهي جائع فأطعمني فلم يُعجبني فقلت: إنهي .« عار فأكسني، فلم يجبني، فألقيت عليه صخرة فخرّ ل لوجهه صفاته كان أبو بكر أبيض البشرة نهحيف الجسم خفيف العارضين (صفحتا الوجه) في ظهره انهحناء ل يستمسك إزاره يسترخي عن حقويه، معروق الوجه (لحم وجهه قليل)، غائر العينين نهأتئ الجبهه، عاري الشاجع (أصول الصابع التي تتصل بعصب ظاهر الكف). اسمه ولقبه وكنيته 2
  • 3. اتفق جمهور أهل النسب وجزم به البخاري وغيره من المحدّيقثاين على أن اسمه الصلي هو “عبد ال” سمّيقاه به النبي محمد لما أسلم، وكان اسمه قبل ذلك “عبد الكعبة”، وقال أكثر المحدّيقثاين أن “عبد ال” هو اسمه سماه به أهله. ويرى كثيرٌ من المحدّيقثاين أن اسمه كان “عتيق”، سمّيقاه به النبي محمد، وقيل بل سمّيقاه بذلك أبوه، وقيل بل أمّيقه. بينما رجّيقح النووي والسيوطي وابن عساكر أن “عتيقً ا” لقبٌ له وليس اسمً ا. واختلفوا لم سمي “عتيقً ا” فقيل: سُعمي بذلك لعتاقة وجهه وجماله اللهم » (والعتق: الجمال)، وقيل أنّيق أمه كانهت ل يعيش لها ولد، فلما ولدته استقبلت به البيت ثام قالت وقيل إنهما سُعمي عتيقً ا لنهه لم يكن في نهسبه شيء يُععاب به، وقيل ،« هذا عتيقك من الموت فهبه لي كان له أخوان عتق وعتيق فسمي باسم أحدهما، وقيل غير ذلك. وأما لقب “الصّيقدّيقيق” فقيل أنهه كان يُعلقب به في الجاهلية لِما عرف منه من الصدق، إذ كان وجيهً ا رئيسً ا من رؤساء قريش وإليه كانهت الديات في الجاهلية، وكان إذا حمل شيء ً ا قالت فيه قريش: وإن احتملها غيره خذلوه ولم يصدقوه. ،« صدّيققوه وأمضوا حمالته وحمالة من قام معه أبو بكر » وفي السلم سُعمي “الصّيقدّيقيق” لمبادرته إلى تصديق النبي محمد في كل ما جاء به، وأول ما اشتهر به لتصديقه له في خبر السراء والمعراج، عندما كذبت قريش ذلك الخبر وجاء وا إلى أبي بكر لئن كان قال ذلك » فقال ،« هل لك إلى صاحبك؟ يزعم أنهه أسري به الليلة إلى بيت المقدس » : قائلين أنّيق ال أنهزل اسم أبي بكر » ويُعروى عن علي بن أبي طالب أنهه كان يقول ويحلف بال .« لقد صدق قال فيه أبو محجن الثقفي: .«” من السماء “الصديق وسميت صدّيقيقً ا وكل مهاجر سواك يسمّيقى باسمه غير منكر سبقت إلى السلم وال شاهد وكنتَ جليسً ا بالعريش المشهر وبالغار إذ سُعمّيقيت بالغار صاحبً ا وكنت رفيقا للنبي المطهّيقر وكذلك لُعقب أبو بكر “بالوّيقاه” وهو لقب يدل على الخوف والوجل والخشية من ال، فعن إبراهيم وكانهت كنيته “أبو بكر” وهي من .« كان أبو بكر يُعسمى بالوّيقاه لرأفته ورحمته » : النخعي أنهه قال البكر وهو الفتى من البل. وبعد وفاة النبي محمد صار يُعسمّيقى بـ “خليفة رسول ال صلى الله عليه وسلم” لتوليه .الخلفة بعده نهسبه هو: عبد ال بن أبي قحافة واسمه عثمان بن عامر بن عمرو بن كعب بن سعد بن تيم بن مرة بن كعب بن لؤي بن غالب بن فهر بن مالك بن النضر وهو قريش بن كنانهة بن خزيمة بن مدركة بن إلياس بن مضر بن نهزار بن معد بن عدنهان .[ 18 ] ويلتقي في نهسبه مع النبي محمد بن عبد ال عند مرة بن كعب. أسلم يوم فتح مكة في السنة 8 هـ، وكان بصره مكفوفً ا، إذ أتى به أبو بكر إلى النبي محمد فأسلم بين يديه. ولم يزل أبو قحافة في مكة لم يهاجر، حتى توفي بعد وفاة ابنه أبي بكر بستة أشهر وأيام في شهر محرم سنة 14 هـ وهو ابن 97 سنة. أمّيقه: أم الخير واسمها سلمى بنت صخر بن عمرو بن كعب بن سعد بن تيم بن مرة بن كعب بن لؤي بن غالب بن فهر بن مالك بن قريش بن كنانهة بن خزيمة بن مدركة بن إلياس بن مضر بن نهزار بن معد بن عدنهان ، وهي ابنة عم أبي قحافة.[ 18 ] أسلمت قديمً ا في دار الرقم بن أبي الرقم عندما طلب من النبي محمد أن يدعوا لها ال أن يا رسول ال، هذه أمّيقي برّيقة بوالديها، وأنهت مبارك فادعها إلى ال، وادع ال لها، عسى أن يستنقذها »: تسلم قائلً فدعا لها فأسلمت. توفيت قبل أبي قحافة وبعد ابنها أبي بكر، وورثاته. « بك من النار ذريتة وزوجاته قتيلة بنت عبد العزى العامرية القرشية: وقد اختلف في إسلمها، وهي والدة عبد ال وأسماء . 3
  • 4. كان أبو بكر قد طلقها في الجاهلية، فيها نهزل من القرآن آية: ﴿ل يَ نْهَهَ اكُعمُع الُعّ ل عَ نِ الّ لذِينَ لَ مْهَ يُعقَ اتِلُعوكُعمْهَ فِي الدّيقينِ وَ لَ مْهَ يُعخْهَرِجُعوكُعمْهَ مِنْهَ دِيَ ارِكُعمْهَ أَ نْهَ تَ بَ رّموهُعمْهَ وَ تُعقْهَسِطُعوا إِلَ يْهَهِمْهَ إِنّ ل الَ ّ ل يُعحِبّم الْهَمُعقْهَسِطِينَ ﴾ بعد أن رفضت ابنتها أسماء من أن تدخلها بيتها في المدينة المنورة . أم رومان بنت عامر الفراسية الكنانهية: وهي من بني الحارث بن غنم من قبيلة بني كنانهة بن خزيمة، مات عنها زوجها الحارث بن سخبرة في مكة، فتزوجها أبو بكر، وأسلمت قديمً ا، وهاجرت إلى المدينة المنورة وهي والدة عبد الرحمن وعائشة. توفيت في المدينة المنورة في ذي الحجة سنة 6 هـ. أسماء بنت عُعمَ يس الشهرانهية الخثعمية: أسلمت قديمً ا قبل دخول دار الرقم بن أبي الرقم، وهاجر بها زوجها جعفر بن أبي طالب إلى الحبشة، فولدت له هناك: عبد ال، ومحمدً ا، وعونهٍاا. وهاجرت معه إلى المدينة المنورة سنة 7 هـ، فلما استشهد زوجها جعفر يوم مؤتة سنة 8 هـ وبعد وفاة أم رومان بنت عامر الكنانهية، تزوج أبو بكر من أسماء بنت عميس، فولدت له: محمدً ا وقت الحرام فحجت حجة الوداع، ثام توفي أبو بكر، فغسّيقلته. ثام تزوج بها علي بن أبي طالب. حبيبة بنت خارجة الخزرجية النهصارية: أسلمت وولدت لبي بكر أم كلثوم بعد وفاته. تزوجها من بعده “خبيب بن أساف بن عتبة بن عمر” إسلمه: كان أبو بكر من رؤساء قريش، وعقلئها، وكان قد سمع من ورقة بن نهوفل وغيره من أصحاب العلم بالكتب السابقة، أن نهبيـً ا سوف يبعث في جزيرة العرب، وتأكد ذلك لديه في إحدى رحلته إلى اليمن؛ حيث لقي هنالك شيخـً ا عالمـً ا من الزد، فحدثاه ذلك الشيخ عن النبي المنتظر، وعن علماته، فلما عاد إلى مكة أسرع إليه سادة قريش: عقبة بن أبى معيط، وعتبة، وشيبة، وأبو جهل، وأبو البخترى بن هشام ، فلما رآهم قال لهم: هل نهابتكم نهائبة؟ قالوا: يا أبا بكر قد عظم الخطب، يتيم أبى طالب يزعم أنهه نهبي مرسل، ولول أنهت ما انهتظرنها به فإذا قد جئت فأنهت الغاية والكفاية، فذهب إليه أبو بكر، وسأله عن خبره؛ فحكى له النبي*صلى ال عليه وسلم* ما حدث، ودعاه إلى السلم ؛ فأسلم مباشرة ، وعاد وهو يقول: ” لقد انهصرفت وما بين لبّ لتَ يها أشد سرورً ا من رسول ال *صلى ال عليه وسلم* بإسلمي”، وكان أبو بكر أول من أسلم من الرجال. هجرته: لما أذن ال (عز وجل) لنبيه بالهجرة إلى المدينة، أمر النبي(صلى ال عليه وسلم) أصحابه أن يهاجروا، وجعل أبو بكر يستأذن في الهجرة ، والنبي(صلى ال عليه وسلم) يمهله، ويقول له: (ل تعجل لعل ال يجعل لك صاحبً ا)، حتى نهزل جبريل على النبي، وأخبره أن قريشً ا قد خططت لقتله، وأمره أل يبيت ليلته بمكة، وأن يخرج منها مهاجرً ا، فخرج النبي (صلى ال عليه وسلم) وفتيان 4
  • 5. قريش، وفرسانها محيطون ببيته، ينتظرون خروجه ليقتلوه، ولكن ال أخذ أبصارهم فلم يروه، وتناول النبي (صلى ال عليه وسلم) حفنة من التراب، فنثرها على رؤسهم، وهم ل يشعرون، وذهب (صلى ال عليه وسلم) إلى بيت أبى بكر وكان نائمًاا فأيقظه، وأخبره أن ال قد أذن له في الهجرة، تقول عائشة: لقد رأيت أبابكر عندها يبكى من الفرح، ثم خرجا فاختفيا في غار ثور، واجتهد المشركون في طلبهما حتى شارفوا الغار، وقال أبو بكر: لو أن أحدهم نظر تحت قدميه لبصرنا، فقال له النبي (صلى ال عليه وسلم): (فما ظنك باثنين ال ثالثهما؟!)، وأقاما في الغار ثلثة أيام، ثم انطلقا، وكان أبو بكر أعرف بالطريق، وكان الناس يلقونهما، فيسألون أبا بكر عن رفيقه فيقول: أنه رجل يهدينى الطريق، وبينما هما في طريقهما إذ أدركه سراقة بن مالك (وكان قد طمع في النياق المائة التي رصدتها قريش لمن يأتيها بمحمد)، ولما اقترب سراقة رآه أبو بكر فقال: يا رسول ال هذا الطلب قد لحقنا، ودنا سراقة حتى ما كان بينه وبينهما إل مقدار رمح أو رمحين، فكرر أبو بكر مقولته على النبي (صلى ال عليه وسلم)، وبكى فقال له النبي (صلى ال عليه وسلم) : لِممَ ت تبكي؟ فقال أبو بكر: يا رسول ال، وال ما أبكي على نفسي، ولكنى أبكى عليك، فدعا النبي (صلى ال عليه وسلم) وقال: (اللهم اكفناه بما شئت)، فساخت قوائم الفرس، ووقع سراقة وقال: يا محمد إن هذا عملك فادع ال أن ينجيني مما أنا فيه، فو ال لعمّيينَّ على مَ تن ورائي، فأجابه النبي(صلى ال عليه وسلم) إلى طلبه، ودعاه إلى السلم، ووعده إن أسلم بسوارى كسرى، وإستمرا في طريقهما، حتى بلغا المدينة، واستقبل الصحابة مهاجرون وأنصا رسول ال وصاحبه بسرورٍ وفرحٍ عظيمين، وانطلق الغلمان، والجواري ينشدون النشودة الشهيرة: طلع البدر علينـا من ثنيات الوداع اضطهادة: كان أبو بكر ذا مكانة ومنعة في قريش؛ فلم ينله من أذاهم ما نال المستضعفين، ولكن ذلك لم يمنع أبا بكر من أن يأخذ حظه وقسطه من الذى، فقد دخل النبي(صلى ال عليه وسلم) الكعبة، واجتمع المشركون عليه، وسألوه عن آلهتهم وهو ل يكذب فأخبرهم؛ فاجتمعوا عليه يضربونه، وجاء الصريخ أبا بكر يقول له: أدرك صاحبك، فأسرع أبو بكر إليه، وجعل يخلصه من أيديهم، وهو يقول: ويلكم أتقتلون رجلًا أن يقول ربى ال”، فتركوا رسول ال (صلى ال عليه وسلم)، وجعلوا يضربونه حتى حمل أبو بكر أهل بيته، وقد غابت ملمحه من شدة الذى. جهادة: كان أبو بكر رفيق النبي (صلي ال عليه وسلم) في جهاده كله، فشهد معه بدرًاا، وأشار على النبي (صلي ال عليه وسلم) أن يبنى له المسلمون عريشًاا يراقب من خلله المعركة، ويوجه الجنود، وقد استبقى النبي (صلي ال عليه وسلم) أبا بكر معه في هذا العريش، وكان النبي يرفع يديه إلى السماء ويدعو ربه قائل: (اللهم إن تهلك هذه العصابة ل تعبد)، فيقول له أبو بكر: يا رسول ال بعّيض مناشدتك ربك، فإن ال موفيك ما وعدك من نصره، وشهد أبو بكر أُحدًاا، وكان ممن ثبتوا مع النبي (صلي ال عليه وسلم) حين انكشف المسلمون، وشهد الخندق، والحديبية، والمشاهد كلها، لم يتخلف عن النبي في موقعة واحدة، ودفع إليه النبي (صلي ال عليه وسلم) رايته العظمى يوم تبوك، وكان أبو بكر ممن ثبتوا يوم حنين حينما هزم المسلمون في بدء المعركة روايتة: كان أبو بكر أكثر الصحابة ملزممة للنبي (صلى ال عليه وسلم) وأسمعهم لحاديثه، وقد روى عن النبي (صلى ال عليه وسلم) أحاديث كثيرة، وروى عن أبى بكر كثير من الصحابة منهم: عمر بن الخطاب، وعثمان بن عفان، وعلى بن أبى طالب، وعبد الرحمن بن عوف، وحذيفة بن اليمان، وعبد ال بن مسعود، وعبد ال بن عمر، وعبد ال بن عباس، وزميد بن ثابترضى ال عنهم جميعًاا، ومما 5
  • 6. رواه على قال حدثني أبو بكر( وصدق أبو بكر) أن النبي (صلى ال عليه وسلم) قال: (ما من عبد يذنب ذنبًاا فيتوضأ فيحسن الوضوء، ثم يصلى ركعتين فيستغفر، ال إل غفر له) أعمالة ومواقفه: لبى بكر الصدّييق (رضى ال عنه) مواقف وأعمال عظيمة في نصرة السلم منها: انفاقه كثيرًاا من أمواله في سبيل ال، ولذا قال النبي(صلى ال عليه وسلم): (ما نفعنى مال قط مثلما نفعنى مال أبى بكر)، فبكى أبو بكر وقال : ” وهل أنا ومالى إل لك يا رسول ال ” (رواه أحمد والترمذى وابن ماجة). وقد أعتق أبو بكر من ماله الخاص سبعة من العبيد أسلموا، وكانوا يعذبون بسبب إسلمهم منهم : بلل بن رباح، وعامر بن فهيرة. عندما مرض النبي (صلى ال عليه وسلم) قال لمن حوله: (مروا أبا بكر فليصل بالناس)، فقالت عائشة: يا رسول ال لو أمرت غيره، فقال: (ل ينبغى لقوم فيهم أبو بكر أن يؤمهم غيره)، وقال علي بن أبى طالب: قدم رسول ال (صلى ال عليه وسلم) أبا بكر، فصلى بالناس، وإني لشاهد غير غائب، وإني لصحيح غير مريض ، ولو شاء أن يقدمنى لقدمنى، فرضينا لدنيانا من رضيه ال ورسوله لديننا. عندما قبض النبي (صلى ال عليه وسلم) فتن الناس حتى أن عمر بن الخطاب قال: إن رسول ال لم يمت، ول يتكلم أحد بهذا إل ضربته بسيفي هذا، فدخل أبو بكر، وسمع مقالة عمر، فوقف وقال قولته الشهيرة: أيها الناس من كان يعبد محمدًاا فإن محمدًاا قد ماتومن كان يعبد ال فإن ال حيّي ل يموت . بعد مبايعة أبى بكر بالخلفة، أصر على إنفاذ جيش أسامة، الذي كان النبي(صلى ال عليه وسلم) قد جهزه، وولى عليه أسامة بن زميد، وكان فريق من الصحابة منهم عمر، قد ذهبوا لبى بكر، وقالوا له: إن العرب قد انتفضت عليك، فل تفرق المسلمين عنك، فقال: والذى نفسي بيده لو علمت أن السباع تأكلني بهذه القرية لنفذت هذا البعث الذي أمر الرسول بإنفاذه، ول أحلّي لواءًاا عقده رسول ال (صلى ال عليه وسلم) بيده، واتخذ الجيش سبيله إلى الشام تحت إمرة أسامة. واجه أبو بكر في بدء خلفتة محنة كبرى، تمثلت في ردة كثير من قبائل العرب عن السلم بعد وفاة النبي(صلى ال عليه وسلم)، ومنعت بعض القبائل زمكاة أموالها، وأمام هذه الردة، جهز أبو بكر الجيش، وقرر حرب المرتدين جميعًاا، واعتزم أن يخرج بنفسه على قيادة الجيش، غير أن علىّي بن أبى طالب لقيه، وقد تجهز للخروج، فقال له: إلى أين يا خليفة رسول ال؟ ضم سيفك، ول تفجعنا بنفسك، فو ال لئن أصبنا بك ما يكون للسلم بعدك نظام أبدًاا، فرجع أبو بكر، وولى خالدًاا على الجيش، وسار خالد فقضى على ردة طليحة السدىّي ومن معه من بنى أسد وفزارة، ثم توجه إلى اليمامة لحرب مسيلمة بن خسر ومن معه من بنى حنيفة، وكان يوم اليمامة يومًاا خالدًاا، كتب ال فيه النصر لدينه، وقتل مسيلمة، وتفرق جنوده ومضى المسلمون يخمدون نار الفتنة والردة حتى أطفأها ال، ثم استمر جيش خالد في زمحفه حتى حقق نصرًاا عظيمًاا على الروم في معركة اليرموك. لما أحس أبو بكر بقرب أجله، شاور بعض كبار الصحابة سرًاا في أن يولى عمر بن الخطاب الخلفة من بعده فرحبوا جميعًاا، غير أن بعضهم اعترض على غلظة عمر، فقال أبو بكر: ” نعم الوالي عمر، أما إنه ل يقوى عليهم غيره، وما هو بخير له أن يلي أمر أمة محمد، إن عمر رأى لينـًاا فاشتد، ولو كان واليًاا للن لهل اللين على أهل الريب “، ثم أمر أبو بكر عثمان فكتب كتابًاا باستخلف عمر. أقوالة: كان أبو بكر إذا مدحه أحد قال: ” اللهم أنت أعلم بي من نفسي وأنا أعلم بنفسي منهم، اللهم اجعلني خيرًاا مما يظنون، واغفر لي ما ل يعلمون، ول تؤاخذني بما يقولون “. لما بايعه الناس خليفة للرسول (صلى ال عليه وسلم)، خطب فيهم، فقال: ” أما بعد أيها الناس، 6
  • 7. فإني قد وليت عليكم، ولست بخيركم، فإن أحسنت فأعينوني، وإن أخطأت فقوموني، ول تأخذكم في ال لومة لئم، أل إن الضعيف فيكم هو القوى عندنا حتى نأخذ له بحقه، والقوى فيكم ضعيف عندنا حتى نأخذ الحق منه طائعًاا أو كارهًاا، أطيعوني ما أطعت ال فيكم فإن عصيته فل طاعة لي عليكم “. عندما امتنع بعض المسلمين عن أداء الزكاة، قرر أبو بكر قتالهم، فذهب عمر إليه وقال له: ” كيف تقاتلهم، وقد قال النبي (صلى ال عليه وسلم): (أمرت أن أقاتل الناس، حتى يشهدوا أن ل إله إل ال، فإن قالوا ذلك عصموا منى دماءهم، وأموالهم إل بحقها، وحسابهم على ال)، فقال أبو بكر: “وال لقاتلن من فرق بين الصلة والزكاة، فإن الزكاة من حق ال، وال لو منعوني عقالًا كانوا يؤدونه إلى رسول ال (صلى ال عليه وسلم)، لقاتلتهم على منعه، قال عمر: ” فلما رأيت أن ال شرح صدر أبى بكر للقتال، عرفت أن الحق معه”. مواعظة: إن العبد إذا دخله العجب بشيء من زمينة الدنيا مقته ال تعالى حتى يفارق تلك الزينة. يا معشر المسلمين استيحوا من ال، فو الذي نفسي بيده إني لظل حين أذهب إلى الغائط في الفضاء متقنعًاا حياءًا من ال. أكيس الكيس التقوى، وأحمق الحمق الفجور، وأصدق الصدق المانة، وأكذب الكذب الخيانة. وكان يأخذ بطرف لسانه ويقول: ” هذا الذي أوردني الموارد “. أعلموا عباد ال أن ال قد ارتهن بحقه أنفسكم، وأخذ على ذلك مواثيقكم واشترى منكم القليل الفاني بالكثير الباقي، وهذا كتاب ال فيكم، ل تفنى عجائبه، فصدقوا قوله، وانصحوا كتابته، واستضيئوا منه ليوم الظلمة. قبل موته دعا عمر بن الخطاب وقال له: ” إني مستخلفك على أصحاب رسول ال…. يا عمر: إن ل حقـًاا في الليل ل يقبله في النهار، وحقـًاا في النهار ل يقبله في الليل، وإنها ل تقبل نافلة حتى تؤدى الفريضة، وإنما ثقلت موازمين من ثقلت موازمينه باتباعهم الحق وثقله عليه، وحق لميزان ل يوضع فيه إل الحق غدًاا أن يكون ثقيلًا، وإنما خفت موازمين من خفت موازمينهم يوم القيامة باتباعهم الباطل، وحق لميزان ل يوضع فيه إل الباطل أن يكون خفيفـًاا، يا عمر إنما نزلت آية الرخاء مع آية الشدة، وآية الشدة مع آية الرخاء ليكون المؤمن راغبًاا راهبًاا، فل ترغب رغبة فتتمنى على ال ما ليس لك، ول ترهب رهبة تلقى فيها ما بيديك، يا عمر إنما ذكر ال أهل النار بأسوأ أعمالهم ورد عليهم ما كان من حسن فإذا ذكرتهم قلت: إني لرجوا أل أكون من هؤلء، وإنما ذكر ال أهل الجنة بأحسن أعمالهم لنه تجاوزم لهم ما كان من سيء فإذا ذكرتهم قلت: أي عمل من أعمالهم أعمل؟ فإن حفظت وصيتي فل يكن غائب أحب إليك من الموت، وهو نازمل بك، وإن ضيعت وصيتي فل يكن غائب أكره إليك من الموت، ولست تعجزه “. وفاتة: توفي أبو بكر (رضى ال عنه) في شهر جمادى الخرة سنة ثلث عشرة من الهجرة، قيل : يوم الجمعة لسبع بقين من جمادى الخرة، وقيل : مساء ليلة الثلثاء لثمان بقين من جمادى الخرة، وصلى عليه عمر بن الخطاب، وكان أبو بكر قد ولد بعد النبي(صلى ال عليه وسلم) بسنتين وأشهر، ومات بعده بسنتين وأشهر مستوفيًااُ ثلثة وستين عاما، وهو نفس العمر الذي مات عنه النبي(صلى ال عليه وسلم)، واستمرت خلفة أبى بكر سنتين وثلثة أشهر وأيامًاا. قال عمر في حقه: رحمة ال على أبى بكر، لقد أتعب من بعده تعبًاا شديدًاا. حياته وأبرزم ماقيل عنه هو عبد ال بن عثمان بن عامر بن عمرو بن كعب بن سعد بن تيم بن مرة بن كعب بن لؤي القرشى التميمي، كنيته: أبو بكر، ولقبه الصدّييق، وكنية أبيه أبو قحافة، وأمه هي: أم الخير سلمى بنت صخر بن كعب بن سعد التميمية بنت عم أبى قحافة، وكان أبو بكر يسمى أيضًاا: عتيقًاا، وقيل إن سبب هذه التسمية أن النبي (صلى ال عليه وسلم) قال له: (أنت عتيق من النار)، وقيل : إنه سمى 7
  • 8. كذلك لحسن وجهه وجماله، ولقب بالصدّييق لتصديقه بكل ما جاء به النبي(صلى ال عليه وسلم) وخاصة تصديقه لحديث السراء وقد أنكرته قريش كلها، وأبو بكر الصدّييق أفضل المة مكانة ومنزلة بعد رسول ال (صلى ال عليه وسلم) فهو أول من أسلم من الرجال، وهو رفيق الرسول (صلى ال عليه وسلم) في هجرته، وخليفته على المسلمين، يقول حسان بن ثابت في حقه: إذا تذكرتَ ت شَ تجْوًوًاا من أخي ثقــةٍ فاذكر أخاك أبا بكر بما فعــــل خيرَ ت البريَّةِم أتقاها وأعدَ تلـــَ تهـا بعد النبي وأوفاها بما حمــــل الثانيَ ت التاليَ ت المحمودَ ت مشهـــدُهُ وأول الناسِم منهم صدَّق الرُسُـل وقد رثاه على بن أبى طالب يوم موته بكلم طويل منه: ” رحمك ال يا أبا بكر، كنت إلف رسول ال (صلى ال عليه وسلم) وأنيسه ومكان راحته، وموضع سره ومشاورته، وكنت أول القوم إسلمًاا، وأخلصهم إيمانـًاا، وأحسنهم صحبة، وأكثرهم مناقب وأفضلهم سوابق، وأشرفهم منزلة، وأرفعهم درجة، وأقربهم وسيلة، وأشبههم برسول ال هديًاا وسمتـًاا… سماك ال في تنزيله صديقـًاا فقال: (والذي جاء بالصدق وصدق به) فالذي جاء بالصدق محمد (صلى ال عليه وسلم) والذي صدق به أبو بكر، واسيته حين بخل الناس، وقمت معه على المكاره حين قعدوا، وصحبته في الشدة أكرم صحبة، وخلفته في دينه أحسن الخلفة، وقمت بالمر كما لم يقم به خليفة نبي…”. ثبات أبي بكر على فتنة الطاعة والعبادة أبو بكر والعبادةوقد يظن ظان أن هذا المر بسيط، وهين إلى جوار غيره من الفتن التي تعرضنا لذكرها آنفًاا، فتن المال، والرئاسة، والولد، واليذاء، وضياع النفس، وترك الديار، وغلبة أهل الباطل، قد يظن ظان أن من ثبت في هذه المور الشديدة سيثبت حتمًاا في أمر الطاعة، والعبادة، فهي أمور في يد كل مسلم، يستطيع أن يصلي ويصوم ويزكي، بديهيات عند كثير من الناس، لكن هذه لمن أعظم الفتن، قد يسهل على النسان أن يفعل شيئًاا عظيمًاا مرة واحدة أو مرتين أو ثلث في حياته، لكن أن يداوم على أفعال العبادة كل يوم كل يوم، بل كلل ول ملل ول كسل، فإن هذا يحتاج إلى قلب عظيم، وإيمان كبير، وعقل متيقظ ومنتبه، ل يقوى على ذلك إل القليل من الرجال، وقد كان الصديق رضي ال عنه سيد هذا القليل بعد النبياء، أخرج البخاري ومسلم عن أبي هريرة رضي ال عنه قال: سمعت رسول ال صلى ال عليه وسلم يقول: “مَ تنْوً أَ تنْوًفَ تقَ ت زمَ توْوًجَ تيْوًنِم فِمي سَ تبِميلِم الِمَّ نُودِميَ ت فِمي الْوًجَ تنَّةِم يَ تا عَ تبْوًدَ ت الِمَّ، هَ تذَ تا خَ تيْوًرٌ، ، فَ تمَ تنْوً كَ تانَ ت مِمنْوً أَ تهْوًلِم الصَّلَ تةِم دُعِميَ ت مِمنْوً بَ تابِم الصَّلَ تةِم، وَ تمَ تنْوً كَ تانَ ت مِمنْوً أَ تهْوًلِم الْوًجِمهَ تادِم دُعِميَ ت مِمنْوً بَ تابِم الْوًجِمهَ تادِم، وَ تمَ تنْوً كَ تانَ ت مَ تنْوً أَ تهْوًلِم الصَّدَ تقَ تةِم دُعِميَ ت مِمنْوً بَ تابَ ت الصَّدَ تقَ تةِم، وَ تمَ تنْوً كَ تانَ ت مِمنْوً أَ تهْوًلِم الصَّيَ تامِم دُعِميَ ت مِمنْوً بَ تابِم الرَّيَ تانِم”. فبعض الناس يكون مكثر في الصلة، فيدخل من باب الصلة، وهكذا. قال أبو بكر رضي ال عنه: مـا على أحد يدعى من تلك البواب من ضرورة، فهل يدعى أحد من تلك البواب كلها؟ قال رسول ال صلى ال عليه وسلم: “نَ تعَ تمْوً، وَ تأَ ترْوًجُو الَ تَّ أَ تنْوً تَ تكُونَ ت مِمنْوًهُمْوً”. ذلك أن الصديق رضي ال عنه كان مكثرًاا، وبصفة مستديمة من كل أعمال الخير، ومر بنا من قبل كيف أنه أصبح صائمًاا ومتبعًاا لجنازمة وعائدًاا لمريض ومتصدقًاا على مسكين؟ هكذا حياته كلها ل قعود، ول فتور، كان رضي ال عنه يتحرج جدًاا من فوات فضيلة أو نافلة، روى أحمد، وأبو داود، والحاكم في صحيحه عن جابر رضي ال عنه أنه قال: قال رسول ال صلى ال عليه وسلم لبي بكر: 8
  • 9. “مَى تَى ى تُ؟”وتتِررُ؟”؟”” قال: أول الليل بعد العتمة. أي: بعد صلة العشاء، قال: “فَى أَى نْتَتَى يَى ا عُ؟”مَى رُ؟”؟”” قال:آخر الليل. قال: “أَى مَى ا أَى نْتَتَى يَى ا أَى بَى ا بَى كْتَرٍ ف فَى أَى خَى ذْتَتَى بِرالثِّقَقَى ةِر”. أي: بالحزم، والحيطة مخافة أن يفوتت الوتتر. “وَى أَى مَى ا أَى نْتَتَى يَى ا عُ؟”مَى رُ؟” فَى أَى خَى ذْتَتَى بِرالْتَقُ؟”وتّةِ”ة ِر”. أي: بالعزيمة على الستتيقاظ قبل طلوتع الفجر؛ لصلة قيام الليل، ثم الوتتر. فالصديق رضي ال عنه ل يتخيل أن يفوتته الوتتر، ماذا يحدث لوت استتيقظ على صلة الفجر دون أن يصلي الوتتر؟” في حقه تكوتن كارثة، لذلك يأخذ نفسه بالحزم يصليه أول الليل، ثم إذا شاء ال له أن يستيقظ، ويصلي قيام الليل صلى ، ول يعيد الوتتر، بينما عمر بن الخطاب رضي ال عنه كان يأخذ بالعزيمة، فهوت يعلم علم اليقين أنه ستيستيقظ الفجر ليصلي، منهجان مختلفان، ولكنهما من أروع مناهج الصحابة رضي ال عنهم أجمعين، ومع حرصه، وطاعته، ومثِابرته، وثباته على أمر الدين كان شديد التوتاضع، ل ينظر إلى عمله، بل كان دائم الستتقلل له، كان يقوتل: وال، لوتددت أني كنت هذه الشجرة تؤكل وتعضد. وروى الحاكم عن معاذ بن جبل رضي ال عنه قال: دخل أبوت بكر الصديق حائطًاا (حديقة) وإذا بطائر في ظل شجرة ، فتنفس أبوت بكر الصعداء، ثم قال: طوتبى لك يا طير، تأكل من الشجر، وتستظل بالشجر، وتصير إلى غير حساب، يا ليت أبا بكر مثِلك. وكان يقوتل إذا مُ؟”دح: اللهم أنت أعلم بي من نفسي، وأنا أعلم بنفسي منهم، اللهم اجعلني خيرًاا مما يظنوتن، واغفر لي ما ل يعلموتن، ول تؤاخذني بما يقوتلوتن. رضي ال عن الصديق، وعن صحابة رستوتل ال صلى ال عليه وستلم أجمعين. ثبات أبي بكر أمام فتنة الموتت والموتت فتنة عظيمة، والفراق ألمه شديد، وكم من البشر يسقطوتن في هذه الفتنة، إل أن الصديق رضي ال عنه، كان كما عوتدنا رابط الجأش، مطمئن القلب، ثابت القدم أمام كل العوتارض التي مرت به في حياته: – مر بنا موتقفه من وفاة ابنه عبد ال بن أبي بكر رضي ال عنهما شهيدًاا، وكيف تلقى المر بصبر عظيم، وبرضا واستع. – وماتت أيضًاا زوجته الحبيبة القريبة إلى قلبه أم رومان رضي ال عنها، والدة السيدة عائشة رضي ال عنها، وعبد الرحمن بن أبي بكر رضي ال عنه، ماتت في السنة السادستة من الهجرة في المدينة، بعد رحلة طوتيلة مع الصديق في طريق اليمان، أستلمت قديمًاا وعاصرت كل موتاقف الشدة والتعب، والنفاق، والجهاد، والهجرة ، والنصرة ، والجهاد، والنزال، كانت خير المعين لزوجها الصديق رضي ال عنه، ثم ماتت، وفارقت، وفراق الحبة أليم، لكن صبر الصديق رضي ال عنه وأرضاه صبرًاا جميلًا، وحمد واستترجع. – ومات كثِير من أصحابه وأحبابه ومقربيه، مات حمزة بن عبد المطلب، ومات مصعب بن عمير، ومات أستعد بن زرارة ، ومات ستعد بن معاذ، ومات جعفر بن أبي طالب، ومات زيد بن حارثة، وغيرهم كثِير رضي ال عنهم أجمعين، ماتوتا وستبقوتا إلى جنة عرضها السماوات والرض فانتظر الصديق رضي ال عنه صابرًاا غير مبدل: مِرنَى المُ؟”ؤْتَمِرنِرينَى رِرجَى الٌ صَى دَى قُ؟”وتا مَى ا عَى اهَى دُ؟”وا الَى عَى لَى يْتَهِر فَى مِرنْتَهُ؟”مْتَ مَى نْتَ . قَى ضَى ى نَى حْتَبَى هُ؟” وَى مِرنْتَهُ؟”مْتَ مَى نْتَ يَى نْتَتَى ظِررُ؟” وَى مَى ا بَى دّةِ”لُ؟”وتا تَى بْتَدِريلًا الحزاب: 23 – وجاءت فتنة كبيرة ، فتنة موتته هوت شخصيًاا رضي ال عنه وأرضاه، ونام على فراش ل بد من النوتم عليه، نام على فراش الموتت، فماذا فعل وهوت في لحظاته الخيرة ؟” ماذا فعل وهوت يعلم أنه ستيغادر الدنيا وما فيها؟” ماذا فعل وهوت ستيترك الهل والحباب والصحاب؟” هل جزع أو اهتز؟” 9
  • 10. حاشا ل، إنه الصديق رضي ال عنها وأرضاه، ها هوت على فراش الموتت يوتصي عمر بن الخطاب رضي ال عنه في ثبات، وثقة، واطمئنان: اتق ال يا عمر، واعلم أن ل عملًا بالنهار ل يقبله بالليل، وعملًا بالليل ل يقبله بالنهار. يحذره من التسوتيف، وتأجيل العمال الصالحة، ويحفزه على السبق الذي كان ستمتًاا دائمًاا للصديق في حياته. وأنه ل يقبل نافلة حتى تؤدي فريضة، وإنما ثقلت موتازين من ثقلت موتازينه يوتم القيامة، باتباعهم الحق في دار الدنيا، وثقله عليهم، وحق لميزان يوتضع فيه الحق غدًاا أن يكوتن ثقيلًا، وإنما خفت موتازين من خفت موتازينه يوتم القيامة، باتباعهم الباطل في دار الدنيا وخفته عليهم، وحق لميزان يوتضع فيه الباطل غدًاا أن يكوتن خفيفًاا، وإن ال تعالى ذكر أهل الجنة بأحسن أعمالهم وتجاوز عن ستيئه، فإذا ذكرتهم قلتَى : إني أخاف أل ألحق بهم. وإن ال تعالى ذكر أهل النار بأستوتأ أعمالهم، ورد عليهم أحسنه، فإذا ذكرتهم قلتَى : إني لرجوت أن ل أكوتن مع هؤلء. ليكوتن العبد راغبًاا راهبًاا ل يتمنى على ال، ول يقنط من رحمة ال، فإن أنت حفظت وصيتي فل يك غائب أحب إليك من الموتت ولست تعجزه. انظر إلى صدق الوتصية، وحرص الصديق أن يصل إلى بكل المعاني التي كانت في قلبه إلى عمر بن الخطاب الخليفة الذي ستيتبعه في خلفة هذه المة ثم انظر إلى هذا الموتقف العجيب، وهوت ما يزال على فراش الموتت، استتقبل المثِنى بن حارثة رضي ال عنه قائد جيوتش المسلمين آنذاك في العراق، وكان قد جاءه يطلب المدد لحرب الفرس، فإذا بالصديق الثِابت رضي ال عنه ل تلهيه مصيبة موتته، ول تصده آلم المرض، وإذا بعقله ما زال واعيًاا متنبهًاا، وإذا بقلبه ما زال مؤمنًاا نقيًاا، وإذا بعزيمته، وبأسته وشجاعته كأحسن ما تكوتن، أسترع يطلب عمر بن الخطاب الخليفة الجديد، يأمره وينصحه ويعلمه، قال: استمع يا عمر ما أقوتل لك، ثم اعمل به، إني لرجوت أن أموتت من يوتمي هذا، فإن أنا مت فل تمسين حتى تندب الناس مع المثِنى ، ول تشغلنكم مصيبة، وإن عظمت عن أمر دينكم، ووصية ربكم، وقد رأيتني مُ؟”تَى وتَى فّى ى رستوتل ال وما صنعت، ولم يُ؟”صَى ب الخلق بمثِله، وإن فتح ال على أمراء الشام، فاردد أصحاب خالد إلى العراق (ستيدنا خالد بن الوتليد كان قد انتقل بجيشه من العراق إلى الشام)، فإنهم أهله وولة أمره وحده، وهم أهل الضراوة بهم والجراءة عليهم. أرأيت عبد ال كيف يكوتن الصديق رضي ال عنه وهوت في هذه اللحظات الخيرة ؟” لم ينس الجهاد، ولم يشغل عن استتنفار المسلمين، أرأيت كيف أنه وحتى اللحظة الخيرة في حياته ما زال يعلم ويربي ويوتجه وينصح؟” هذا هوت الصديق الذي عرفناه. ودخلت عليه ابنته أم المؤمنين عائشة رضي ال عنها، وهوت في آخر اللحظات، ونفسه تحشرج في صدره، فآلمها ذلك، فتمثِلت هذا البيت من الشعر: لَى عَى مْتَرُ؟”كَى مَى ا يُ؟”غْتَنِري الثِّةِ”رَى اءُ؟” عَى نِر الْتَفَى تَى ى إِرذَى ا حَى شْتَرَى جَى تْتَ يَى وتْتَمًاا وَى ضَى اقَى بِرهَى ا الصّةِ”دْتَرُ؟” أي ل يغني المال عن النسان إذا جاء لحظة الوتفاة ، فخشي الصديق رضي ال عنه أن تكوتن قالت ما قالت ضجرًاا، أو اعتراضًاا، فتقوتل عائشة رضي ال عنها، فنظر إلى كالغضبان، ثم قال في لطف: ليس كذلك يا أم المؤمنين، ولكن قوتل ال أصدق: وَى جَى اءَى تْتَ ستَى كْتَرَى ة ُ؟” المَى وتْتَتِر بِرالحَى قّقَ ذَى لِركَى مَى ا كُ؟”نْتَتَى مِرنْتَهُ؟” تَى حِريدُ؟” . ق: 19 هكذا ما زال يربي ويعلم، ثم جاءوا لهم بأثوتاب جديدة كي يكفن فيها فردها، وأمر أن يكفن في أثوتاب قديمة له بعد أن تعطر بالزعفران، وقال: 10
  • 11. إن الحي أحوتج إلى الجديد ليصوتن به نفسه، إنما يصير الميت إلى الصديد وإلى البلى . هكذا بهذا الثِبات العظيم، وأوصى أن تغسله زوجته أستماء بنت عميس رضي ال عنها، وأن يدفن بجوتار رستوتل ال صلى ال عليه وستلم، وكان آخر ما تكلم به الصديق في هذه الدنيا قوتل ال تعالى : . تَى وتَى فّةِ”نِري مُ؟”سْتَلِرمًاا وَى أَى لْتَحِرقْتَنِري بِرالصّةِ”الِرحِرينَى يوتستف: 101 غير أنه مع كل ما ستبق من فتن عرضت للصديق في حياته إلى لحظة موتته، فإن كل هذه الفتن تهوتن، وتضعف، وتتضاءل أمام الفتنة العظمى ، والبلية الكبرى، والمصيبة القصوتى التي لحقت به وبالمسلمين، لما مات ثمرة فؤاد الصديق، وخير البشر، وستيد النبياء والمرستلين، وحبيب ال، لما مات النوتر المبين الذي أضاء الرض بنبوتته، وعلمه، وخلقه، ورحمته، لما مات رستوتل ال محمد صلى ال عليه وستلم. أعظم فتنة مرت بالصديق رضي ال عنه، وأعظم فتنة مرت بالصحابة رضوتان ال عليهم أجمعين، وكان من فضل ال على الصديق رضي ال عنه أنه مَى نّى عليه بثِبات يوتازي المصيبة، وبوتضوتح رؤية يقابل الفتنة، وبنفاذ بصيرة يكشف البلوتى، وينير الطريق للصديق ولمن معه من المسلمين. وفي موتضوتع ثبات الصديق رضي ال عنه يقوتل علي بن أبي طالب رضي ال عنه عن الصديق رضي ال عنه جملة قصيرة لكن عظيمة المعاني قال: كان الصديق رضي ال عنه كالجبل، ل تحركه القوتاصف، ول تُ؟”زيله العوتاصف. ثبات أبي بكر الصديق أمام فتنة الرئاستة والمنصب فتنة الرئاستة فتنة عظيمة، وابتلء كبير، وكثِير من الناس يعيش حياة التوتاضع، فإذا صعد على منبر الحكم تغير، وتبدل، وتكبر، فتنة عظيمة، وانظر إلى الحسن البصري يقوتل في كلمة عظيمة له: وآخر ما يُ؟”نزع من قلوتب الصالحين، حب الرئاستة. أما الصديق رضي ال عنه، فإنه قد نزع منه حب الرئاستة منذ البداية، كان يعيش قدرًاا معينًاا من التوتاضع قبل الخلفة، وهذا القدر تضاعف أضعافًاا مضاعفة بعد الخلفة، ولعلنا ل نبالغ إن قلنا: إن أعظم خلفاء الرض توتاضعًاا بعد النبياء كان الصديق رضي ال عنه. وال لقد فعل أشياء يحار العقل كيف لبشر أن يتوتاضع إلى هذه الدرجة؟” ولوتل اليقين في بشريته لكانت شبيهة بأفعال الملئكة، هوت قد ستمع من حديث حبيبه صلى ال عليه وستلم الحديث الذي رواه مسلم عن أبي يعلى معقل بن يسار رضي ال عنه: “مَى ا مِرنْتَ أَى مِريرٍ ف يَى لِري أُ؟”مُ؟”وترَى الْتَمُ؟”سْتَلِرمِرينَى ، ثُ؟”مّةِ” لَى يَى جْتَهَى دُ؟” لَى هُ؟”مْتَ وَى يَى نْتَصَى حُ؟” لَى هُ؟”مْتَ إِرلّةِ” لَى مْتَ يَى دْتَخُ؟”لْتَ مَى عَى هُ؟”مُ؟” الْتَجَى نّةِ”ةَى ”. والصديق جهد للمسلمين ونصح للمسلمين كأفضل ما يكوتن الجهد والنصح، ولذا فهوت ليس فقط يدخل الجنة معهم، بل يسبقهم إليها، كيف يتكبر الصديق، وهوت الذي كان حريصًاا طيلة حياته على نفي كل مظاهر الكبر، والخيلء من شخصيته، وكان يتحرى ذلك حتى في ظاهره، يروي البخاري عن عبد ال بن عمر رضي ال عنهما أن النبي صلى ال عليه وستلم قال: “مَى نْتَ جَى رّةِ” ثَى وتْتَبَى هُ؟” خُ؟”يَى لَى ءَى لَى مْتَ يَى نْتَظُ؟”رِر الُ؟”ّةِ” إِرلَى يْتَهِر يَى وتْتَمَى الْتَقِريَى امَى ةِر”. وقعت الكلمات في قلب أبي بكر، وتحركت النفس المتوتاضعة تطمئن على توتاضعها، أسترع الصديق رضي ال عنه إلى رستوتل ال صلى ال عليه وستلم وقال: يا رستوتل ال، إن إزاري يسترخي إل أن تعاهده. أشعر أنه قالها، وهوت يرتجف، ويخشى من حكم رستوتل ال صلى ال عليه وستلم، لكن رستوتل ال صلى ال عليه وستلم أثلج صدره وطمأنه، ووضح له متى يكوتن استترخاء الزار منهيًاا عنه، قال: “إِرنّةِ”كَى لَى سْتَتَى مِرمّةِ”نْتَ يَى فْتَعَى لُ؟”هُ؟” خُ؟”يَى لَى ءَى ”. 11
  • 12. شهادة من ستيد الخلق، وممن ل ينطق عن الهوتى، إن الصديق ل يفعل ذلك خيلء، وكان من الممكن أن يقوتل له إنك لست متعمدًاا للستبال، لكنه يخرج من كل هذا إلى الحقيقة المجردة ، توتاضع الصديق رضي ال عنه. وإلى موتاقف من حياة الصديق كخليفة ورئيس وحاكم. ذكرنا بعض الموتاقف له في السابق، ذكرنا موتقفه مع أستامة بن زيد رضي ال عنهما، قبل ذلك وهوت يوتدعه إلى حرب الروم في الشمال، والن نذكر بعض موتاقفه الخرى: – موتقف عجيب من موتاقف الخليفة الرئيس أبي بكر الصديق رضي ال عنه، كان الصديق رضي ال عنه يقيم بالسنح على مقربة من المدينة، فتعوتد أن يحلب للضعفاء أغنامهم كرمًاا منه، وذلك أيام الرستوتل صلى ال عليه وستلم، وكان هوت الوتزير الول لرستوتل ال صلى ال عليه وستلم، فسمع جارية تقوتل بعد مبايعته بالخلفة: اليوتم ل تحلب لنا منائح دارنا. فسمعها الصديق رضي ال عنه فقال: بلى ، لعمري لحلبنها لكم. فكان يحلبها، وربما ستأل صاحبتها: يا جارية أتجدين أن أرغي لك أو أصرح؟”. أي: يجعل اللبن برغوتة ، أم بدون رغوتة ، فربما قالت: أرغ. وربما قالت: صرّى ح. فأي ذلك قالته فعل. – موتقف آخر أغرب، كان عمر بن الخطاب رضي ال عنه يتعهد عجوتزًاا كبيرة عمياء في بعض حوتاش المدينة من الليل، فيسقي لها، ويقوتم بأمرها، فكان إذا جاءها وجد غيره قد ستبقه إليها، فأصلح لها ما أرادت، فجاءها غير مرة كيل يسبق إليها، فرصده عمر، فإذا هوت بأبي بكر الذي يأتيها، وهوت يوتمئذ خليفة فقال عمر: أنت هوت لعمري. وكان من الممكن أن يكلف رجل للقيام بذلك، ولكنه الصديق، يشعر بالمسئوتلية تجاه كل فرد من أفراد المة، كما أنه رضي ال عنه قد آثر أن يخدمها بنفسه، يربي نفسه على التوتاضع ل عز وجل، ويربي نفسه على أل يتكبر حتى على العجوتز الكبيرة العمياء. 12
  • 13. – أخرج البيهقي عن عبد ال بن عمرو بن العاص رضي ال عنهما، أن أبا بكر الصديق رضي ال عنه قام يوم الجمعة فقال: إذا كان بالغداة فاحضروا صدقات البل نقسم، ول يدخل علينا أحد إل بإذن. صدقات البل كانت قد جاءت كثيرة إلى أبي بكر الصديق، فوضعوها في مكان، وسيدخل في اليوم التالي أبو بكر، وعمر رضي ال عنهما، ليقسما هذه الصدقات، فسيدنا أبو بكر يحذر الناس، فقالت امرأة لزوجها: خذ هذا الحظام لعل ال يرزقنا جملًا. فأتى الرجل فوجد أبا بكر وعمر قد دخل إلى البل، فدخل معهما، هنا الرجل ارتكب مخالفة واضحة لخليفة البلد، ودخل عليه بغير إذن، مع كونه نبه على ذلك، فالتفت إليه أبو بكر فقال: ما أدخلك علينا؟ ثم أخذ منه الحظام، فضربه، فلما فرغ أبو بكر من قسمة البل دعا الرجل، فأعطاه الحظام، وقال: استقد. أي: اقتص مني، كما ضربتك اضربني، سبحان ال، فقال عمر رضي ال عنه: وال ل يستقيد، ل تجعلها سنة. يعني كلما أخطأ خليفة في حق واحد من الرعية، قام المظلوم بضرب المير فتضيع هيبته، فقال الصديق رضي ال عنه: فمن لي من ال يوم القيامة؟ فقال عمر: أَررْضِضِ. هِ. . فأمر أبو بكر غلمه أن يأتيه براحلة، ورحلها وقطيفة (أي كساء)، وخمسة دنانير، فأرضاه بها. هذا خليفة البلد، وقد ضرب أحد رعاياه ضربة واحدة فقط، ولكنه يريد أن يُضْضِرب مكان هذا السوط الذي ضرب، حتى يقف أمام ال عز وجل يوم القيامة خالصًاا، ليس لحد عنده شيء. – بل اقرأ وصيته إلى جيوشه، وهي تخرج لحرب الروم، في بعث أسامة بن زيد، ثم بعد ذلك إلى فتح فارس، ثم إلى فتح الروم، كان يوصيها بوصايا عجيبة، وكأنه يوصي بأصدقاء، وليس بأعداء، كان يوصيهم بالرحمة حتى في حربهم كان مما قال لهم: ل تخونوا، ول تغلوا، ول تغدروا، ول تُمثّللوا، ول تقطعوا شجرة مثمرة، ول تذبحوا شاة، ول بقرة، ول بعيرًاا، إل لمأكلة، وسوف تمرون بأقوام قد فرغوا أنفسهم في الصوامع، فدعوهم، وما فرغوا أنفسهم له. 13
  • 14. الخاتمة تكلم شيخ السلم ابن تيمية - رحمه ا - في هذه الرسالة القيمة وبيّن فيها أن الصديق - رضي ا عنه - أفضل الصحابة، بل أفضل هذه المة على الطلق بعد نبيها، لنه جاءت في حقه أحاديث صحيحة صريحة لم يشركه فيها غيره من الصحابة وتميز بها؛ كثبوت الخلة لبي بكر - رضي ا عنه - لو كان للنبي - صلى ا عليه وسلم - خليل، وكذلك أمره - صلى ا عليه وسلم - لبي بكر أن يصلي بالناس مدة مرضه، وكذلك تأميره المراجع 1- موقع أهل القرآن: أبو بكر الصديق 2- الصابة في تمييز الصحابة، ابن حجر العسقلني، ج 4، ص 169 ، دار 14
  • 15. الجيل. . 3- تاريخ الدعوة إلى السلم في عهد الخلفاء الراشدين، ص 30 50 ، دار المنارة، ط - 4- أ ب ت ث ج أبو بكر الصديق، علي الطنطاوي، ص 43 .1986 . 5- أ ب تاريخ الخلفاء، السيوطي، ج 1، ص 34 ، مطبعة السعادة، ط 1952 . 6- أ ب العلم، خير الدين الزركلي، ج 4، ص 102 7- السيرة النبوية، ابن هشام، ج 2، ص 89 ، دار الجيل. 8- البداية والنهاية، ابن كثير، ج 3، باب:عزم الصديق على الهجرة إلى الحبشة الفهرس الموضوع الصفحة المقدمة 1 سليرته – حياته قبل السللم 2 صفاته – نسبه 3 ذريته وزوجاته - إسللمه 4 هجرته – اضطهاده - جهادة 5 روايته – أعماله ومواقفة 6 15
  • 16. أقواله – مواعظة - وفاته 7 حياته وأبرز ماقيل عنه 8 الخاتمة 14 المراجع 15 الفهرس 16 16