القائد ونى بدأ حياته قاضيا فى عهد الملك تتى ث م قائداً للجيش فى عهد الملك ببى الأول من ملوك الأسرة السادسة - الدولة القديمة - و تعكس المذكرات اخلاقيات الجندية المصرية القديمة و مبدأ العدالة فى مصر القديمة
اعداد الباحثة فى الحضارة و الإذاعية / انتصار غريب
عرض تقديمي دور مجتمعات التعليم في تحسين جودة الحياة الجامعية .pdf
مذكرات القائد ونى -دراسة تحليلية - انتصار غريب
1. انتصار غريب
إذاعية و باحثة فى الحضارة المصرية
مذكرات القائد ونى "عصر ببى الول - الدولة القديمة
تكشف عن أخلقيات الجيش و عدالة القضاء فى مصر القديمة
القائد ونى هو نموذج للنسان العصامى الذى أتاحت له عدالة العصر لن يتدرج فى اللمناصب
فبدأ فى مناصب صغيرة فى عهد الملك "تتى" فى السرة السادسة ثم تدرج فى المناصب فى
عصر مرنرع و ببى الول حتى وصل لمنصب قائد للجيش و قاض
نعرف هذا من خلل مذكرات القائد "ونى " التى نقشها على جدران مقبرته
فى البداية تم تعين ونى مسئول عن أحدى القبائل النوبية التى كانت تشارك فى الجيش -
المصرى
وهى قبيله الرثت التى سكنت حول منطقه ( توماس ) ، وقد ساعدت قبيله الرثت فى بناء سفن
من الخشب كانت تعمل فى نقل الحجار وكان يشرف عليها القائد (وِ نى ) وقد ورد ذكر هذه
القبيله فى نصوص مقابر حكام أسوان فى منطقه الفنتين حيث تبين انشطتهم التجاريه والطرق
. المجتازة خلل ممارستهم التجارة
وهناك بعض النصوص التي جاءت على لسان الملك "مِرِنرع" عندما زار المشروع الذي قام
به"وني"،وقد قام الملك بالجتماع برؤساء النوبيين على ضفة النيل الشرقية وقد سجلت هذه
:الزيارة على صخور الجندل الول في نصين وهما
:النص الول
(حضور الملك شخصيا يقف خلف تلل الصحراء)
ا لنص الثاني :
2. حضور الملك بذاته خلف تلل الصحراء حتى يرى كل مابين هذه التلل)
: "أخلقيات الجندية المصرية سبقت المواثئق الدولية من خلل مذكرات القائد "ونى
منذ السرة الخامسة بدأت تظهر بواكير جيش نظامي في مصر، وأصبح المر أكثر وضوحًا منذ
السرة السادسة، وخصوصًا في عهد أشهر ملوكها، الملك "ببي الول"، والذي في عهده قام البدو
القاطنون على حدود مصر الشرقية "عامو حِر أوشع " = أى الساكنين فوق الرمال = البدو
قاموا بإحدى غاراتهم على الدلتا، ولما كانوا أكثر من أن تستطيع فرق المقاطعات الواقعة على
الحدود مواجهتهم، فقد قرر "بيبي الول" استدعاء جميع الفرق العسكرية لتعمل تحت إمرة أحد
كبار رجال عهده، وهو "وني" الجنود في الجيش المصري
ويروي القائد "وني" أخبار هذه الحملة على جدران مقبرته في "أبيدوس" (مركز البلينا -
:محافظة سوهاج)، فيقول
حارب جللته سكان الرمال السيويين، وقد حشد جيشًا مؤلفًا من عشرات اللف من الجند من"
.."الوجهين القبلي والبحري، وقد عينني جللته قائدًا لهذا الجيش
::وعلى جدران نفس المقبرة سجل "وني" بعضًا من السلوك الحضاري للجيش المصري، فقال
لم يتشاجر أحد منهم مع غيره، ولم ينهب أحد خبزًا من أية مدينة، ولم يستول أحد على عنزة"
."واحدة
ويتضمن نص "وني" أنشودة النصر التي كانت ترددها الجيوش المصرية، وهي عائدة إلى أرض
:الوطن منتصرة
"( عاد هذا الجيش في سلم، وقد مزق ساكني الرمال( عامو حِ ر يوشع
عاد هذا الجيش في سلم، وقد دمر حصون العداء
عاد هذا الجيش في سلم، وقد أشعل النار في أرض عدوه
3. عاد هذا الجيش في سلم، وقد قتل عشرات اللف من جنود العداء
"عاد هذا الجيش في سلم، وقد أسر آلف الجنود
و من هذه النصوص يتضح أن الجندية المصرية عريقة فى وضع قواعد أخلقية للجيوش و -
الحروب منذ الف السنين ، إذ ذهب القائد ونى الحرب لصد هجمات البدو "عامو حِر يوشع " ، و
قد اصطحب معه كهنة "شئون معنوية " و مترجمين ، و المؤن و الستعدادات اللوسجستية اللزمة
للجيش من طعام و شراب ، و تدريب الجنود على ضوابط أخلقيات الجندية المصرية و عدم
التعدى على مدنين أو القيام بعمليات سلب و نهب للمناطق التى يمرون عليها اثناء قيامهم
بمهمتهم فى تأمين الحدود ، فالجيش يقاتل أعداء الوطن المهاجمون على حدوده و فقط و ل
. يرتكب جرائم حرب أو يخالف أخلقيات الجندية
-------------
:العدالة فى مصر القديمة
ا لمؤامرة على حياة الملك "پـپي الول
تحدثنا نصوص القائد "وني" الذي عاش في عهد كل من "تتي"، و"پـپـي الول"، ثم "مري
ان رع الول"، والمسجلة على لوحة من الحجر الجيرى عثر عليها فى أبيدوس، ومحفوظة
بالمتحف أنه حدث أن اتهم الملك "پـپـي" زوجته الملكة "إمتس"فى أمر في أمرٍ أتته، وربما
. اشتركت فيه مع وزير عهدها، وهو أمر ل ندرى شيئا مؤكدا عن حقيقته
وقد تكون القضية خيانة زوجية، أو تآمرًا على إحدى ضرائرها المحبوبات عند زوجها؛ أو ربما
كانت القضية تآمرًا على أحد أبناء ضرائرها لمنع بلوغه العرش بعد زوجها، بل ربما كانت تآمرًا
.على زوجها الملك نفسه
ويبدو أن "پـپـي" لم يشأ أن يأخذ زوجته بالظن، أو أن ينفرد بإدانتها، فعهد إلى "وني" بأن
يتولى التحقيق معها، فقام به منفردًا، ورفع نتيجته إليه، ولم يسجل التاريخ شيئًا عن هذه النتيجة،
ول عن قرار "پپـي" فيها. وعندما سرد "ونـي" تاريخ حياته وأعماله المختلفة في خدمة ملوك
4. :هذه السرة، أشار إلى هذه الحادثة قائلً
عندما كانت هناك مقاضاة سرية في الحريم الملكي ضد الملكة "إمَتس"، و يقول "ونى " فى"
مذكراته :" سمح لي جللته بالذهاب (النزول) إليها لستمع (للقضية) وحدي فقط دون حضور أي
وزير أو موظف، أنا بمفردي، وذلك لكفاءتي، ولنني كنت موضع ثقة جللته ....، إنني أنا الذي
قمت بتدوين (القضية) وحدي مع قاضٍ واحد، مع أن وظيفتي كانت (المشرف على الضياع)،
ولم يحدث من قبل أن اطلع شخص مثلي على سر الحريم الملكي، ولكن جللته جعلني اطلع
. "عليها، لنني كنت عظيما عند جللته (على قلب جللته) أكثر من أي موظف، أو نبيل، أو خادم
من هذا النص، يتضح أن الملك قد كلف "ونـي" لنظر هذه القضية الهامة، وهو ما لم يحدث
من قبل، لن "ونـي" لم يشغل سوى إحدى الوظائف القضائية الصغيرة، وكان المفروض أن
يُعهد بمثل هذا النوع من القضايا إلى الوزير باعتباره القاضي الكبر. ولكن يبدو أن الوزير كان
مشتركًا في المؤامرة التي يحتمل أنها حدثت في العام الحادي والعشرين من حكم الملك أو
بعده، ولم يكن أمام الملك إل أن يختار "ونـي" لثقته فيه، تلك الثقة التي جعلته يتخطى التقاليد
.القضائية، وقد قرر "ونـي" بنفسه أن هذا استثناء لم يحدث من قبل
أما عن السباب الحقيقية لهذه المؤامرة، فإنها ل زالت غامضة طالما لم تظهر بعد
النصوص التي تكشف الحقيقة. وعلى أية حال، فبعد محاكمة الملكة "امتـس"، أراد "پـپـي" أن
يوطد مركزه في البلد، فصاهر إحدى السر القوية في مصر العليا، إذ اتخذ ابنة أمير "أبيدوس"
زوجة له، فقد سجل من ناحية أخرى أنه تزوج غيرها، ولم يجد بأسًا في أن يصاهر أحد عظماء
مدينة "جرجا" في عهده، وكان يدعى "خوي"، فتزوج ابنته، وأنجب منها ولده "مري ان رع"،
وربما تزوج أختها (بعد وفاتها؟)، وأنجب منها ولدًا آخر ولي العرش من بعد أخيه باسم "پـپـي
الثاني". وكانت هي المرة الولى فيما نعلم حتى الن التي تزوج ملك فيها واحدة من غير
الميرات خلل توليه الحكم، ثم رفعها إلى مكانة الزوجة الرئيسية، واعترف بولدها وليًا شرعيًا
.لعهده
غير أن النصوص كما رأينا لم تشر إلى نوعية تهمة الملكة، أو الظروف المحيطة بها. غير أن
غالبية الراء تتجه إلى احتمال تورط الملكة في مؤامرة حريم ضد زوجها "پـپـي الول" لسباب
5. مجهولة. بل هناك من يرى أنها تواطأت مع وزير عصرها، والذي يرى البعض أنه "رع - ور"،
وذلك للقضاء على حياة الملك في نهاية حكمه؛ أو أنه جرت مؤامرتان منفصلتان ضد هذا الملك،
قامت بالولى زوجته المجهولة في النصف الول من حكمه، وقام بالثانية وزيره "رع - ور" في
.نهاية عهده
وقد رأى البعض من دلئل خطورة قضية الملكة أن الملك شكل لها محاكمة استثنائية تحت
إشراف الموظف "وني"، كما أن هذا الواجب كان من الولى أن يقوم به الوزير، ولعل في اختيار
الملك لـ "وني" ما يدل على تورط الوزير في المؤامرة، حتى كان "وني" أكثر ثقة في نفس
.الملك من وزيره
وعلى أية حال تبقى هذه الراء عمومًا مجرد اجتهادات نظرية، غير مدعومة بالدلة القاطعة،
.طالما لم تذكر النصوص المصرية حقيقة هذه القضية، وأسبابها، وما آلت إليه من نتائج
و ما يهمنا هو حرص الملك على تطبيق قواعد العدالة و التحقيق مع الملكة المتهمة بشفافية و
ترك مساحة لها للدفاع عن نفسها و لم يتخذ أى قرارات عشوائية حيال القضية ، و هذا إن دل
على شىء إنما يدل على حرص المصرى القديم على تطبيق مبدأ العدالة الذى جعله مقدسا و له
. رمز هو الريشة "ماعت " إلهة العدالة و الحق فى مصر القديمة