More Related Content More from kotob arabia (20) 3. ﻃﺒﻘﺎ ﻟﻘﻮﺍﻧﲔ ﺍﳌﻠﻜﻴﺔ ﺍﻟﻔﻜﺮﻳﺔ
א א א
. אא
א
)ﻋـﱪ ﺍﻻﻧﱰﻧـﺖ ﺃﻭ א אא
ﻟﻠﻤﻜﺘﺒــﺎﺕ ﺍﻻﻟﻜﱰﻭﻧﻴــﺔ ﺃﻭ ﺍﻷﻗــﺮﺍﺹ ﺍﳌﺪﳎــﺔ ﺃﻭ ﺍﻯ
א ﻭﺳﻴﻠﺔ ﺃﺧﺮﻯ (
א א .
. א א
4. ﺍﻟﻔﻬﺮﺱ
ﻣﻘﺪﻣﺎت ................................................................. ٤
١ - ﺗﻌﺮﻳﻒ اﻟﻌﻘﺎﺋﺪ : .............................................. ٤
٢ - درﺟﺎت اﻻﻋﺘﻘﺎد : ........................................... ٤
٣ - ﺗﻘﺪﻳﺮ اﻹﺳﻼم ﻟﻠﻌﻘﻞ :........................................ ٦
٤ - أﻗﺴﺎم اﻟﻌﻘﺎﺋﺪ اﻹﺳﻼﻣﻴﺔ...................................... ٨
اﻟﻘﺴﻢ اﻷول : اﻹﻟﻬﻴﺎت ........................................... ٨
اﻟﻘﺴﻢ اﻟﺜﺎﻧﻲ : اﻟﻨﺒﻮات ............................................ ٨
اﻟﻘﺴﻢ اﻟﺜﺎﻟﺚ : اﻟﺮوﺣﺎﻧﻴﺎت....................................... ٨
اﻟﻘﺴﻢ اﻟﺮاﺏﻊ : اﻟﺴﻤﻌﻴﺎت ......................................... ٩
ذات اﷲ ﺗﻌﺎﻟﻰ ....................................................... ٠١
أﺳﻤﺎء اﷲ اﻟﺤﺴﻨﻰ ................................................. ٣١
ﻣﻌﺎﻧﻲ ﺏﻌﺾ أﺳﻤﺎء اﷲ : ...................................... ٤١
ﺑﺤﻮث ﺗﺘﻌﻠﻖ ﺑﺄﺳﻤﺎء اﷲ اﻟﺤﺴﻨﻰ ............................... ٦١
١ - اﻷﺳﻤﺎء اﻟﺰاﺋﺪ ﻋﻦ اﻟﺘﺴﻌﺔ اﻟﺘﺴﻌﻴﻦ : .................... ٦١
٢ - اﻷﺣﺎدﻳﺚ اﻟﺘﻲ وردت ﻓﻴﻬﺎ أﻟﻔﺎظ ﻋﻠﻰ أﻧﻬﺎ أﺳﻤﺎء اﷲ
ﺗﻌﺎﻟﻰ ﻋﻠﻰ اﻟﻤﺠﺎز : ........................................................ ٧١
٣ - اﻟﺘﻮﻗﻴﻒ ﻓﻲ أﺳﻤﺎء اﷲ ﺗﻌﺎﻟﻰ و ﺻﻔﺎﺗﻪ: ................. ٨١
٤ - اﻟﻌﻠﻤﻴﺔ و اﻟﻮﺻﻔﻴﺔ ﻓﻲ هﺬﻩ اﻷﺳﻤﺎء :.................... ٨١
٥ - ﺧﻮاص أﺳﻤﺎء اﷲ اﻟﺤﺴﻨﻰ :.............................. ٩١
٦ - اﺳﻢ اﷲ اﻷﻋﻈﻢ : ........................................... ٩١
ﺻــﻔﺎت اﷲ ﺗﻌــﺎﻟﻰ ................................................. ٤٢
١ - ﺻﻔﺎت اﷲ ﺗﺒﺎرك و ﺗﻌﺎﻟﻰ ﻓﻲ ﻧﻈﺮ اﻟﻌﻘﻞ ............... ٤٢
٢ - ﻣﺠﻤﻞ ﺻﻔﺎت اﷲ ﻓﻲ اﻟﻘﺮﺁن.............................. ٩٢
ﻗﺪم اﷲ ﺗﻌﺎﻟﻰ وﺏﻘﺎﺋﻪ : .......................................... ١٣
5. ﻗﻴﺎم اﷲ ﺗﻌﺎﻟﻰ ﺏﻨﻔﺴﻪ : .......................................... ٢٣
وﺣﺪاﻧﻴﺔ اﷲ ﺗﻌﺎﻟﻰ :............................................. ٢٣
ﻗﺪرة اﷲ ﺗﻌﺎﻟﻰ :................................................. ٥٣
إرادة اﷲ ﺗﺒﺎرك وﺗﻌﺎﻟﻰ : ...................................... ٦٣
ﻋﻠﻢ اﷲ ﺗﻌﺎﻟﻰ : .................................................. ٧٣
ﺣﻴﺎة اﷲ ﺗﻌﺎﻟﻰ : ................................................. ٩٣
ﺳﻤﻊ اﷲ ﺗﻌﺎﻟﻰ و ﺏﺼﺮﻩ : ...................................... ٠٤
آﻼم اﷲ ﺗﻌـﺎﻟﻰ : ................................................ ١٤
ﺻﻔﺎت اﷲ ﻻ ﺗﺘﻨﺎهﻰ ........................................... ١٤
ﺑﻴﻦ ﺻﻔﺎت اﷲ و ﺻﻔﺎت اﻟﺨﻠﻖ .................................. ٢٤
اﻷدﻟﺔ اﻟﻌﻘﻠﻴﺔ و اﻟﻤﻨﻄﻘﻴﺔ ﻋﻠﻰ إﺙﺒﺎت ﺻﻔﺎت اﷲ ﺗﻌﺎﻟﻰ : ... ٣٤
ﺳﺆال ﻳﻘﻒ أﻣﺎﻣﻪ آﺜﻴﺮ ﻣﻦ اﻟﻨﺎس ............................. ٤٤
آﻼم اﻟﻌﻠﻤﺎء اﻟﻄﺒﻴﻌﻴﻦ ﻓﻲ إﺛﺒﺎت وﺟﻮد اﷲ و ﺻﻔﺎﺗﻪ ......... ٧٤
١ - ﻗﺎل دﻳﻜﺎرت اﻟﻌﺎﻟﻢ اﻟﻔﺮﻧﺴﻲ : ............................ ٧٤
٢ - وﻗﺎل إﺳﺤﺎق ﻧﻴﻮﺗﻦ اﻟﻌﺎﻟﻢ اﻹﻧﺠﻠﻴﺰي اﻟﺸﻬﻴﺮ ، و ﻣﻜﺘﺸﻒ
ﻗﺎﻧﻮن اﻟﺠﺎذﺏﻴﺔ :............................................................. ٨٤
٣ - وﻗﺎل هﺮﺵﻞ اﻟﻔﻠﻜﻲ اﻹﻧﺠﻠﻴﺰي : ......................... ٨٤
٥ - و ﻳﻘﻮل هﻮﺏﺮت ﺳﺒﻨﺴﺮ اﻹﻧﺠﻠﻴﺰي ﻓﻲ هﺬا اﻟﻤﻌﻨﻰ ﻓﻲ
رﺳﺎﻟﺘﻪ ﻓﻲ اﻟﺘﺮﺏﻴﺔ : ........................................................ ٩٤
ﺁﻳﺎت اﻟﺼﻔﺎت و أﺣﺎدﻳﺜﻬﺎ ...................................... ١٥
ﻧﻤﺎذج ﻣﻦ ﺁﻳﺎت اﻟﺼﻔﺎت : ..................................... ١٥
ﻧﻤﺎذج ﻣﻦ أﺣﺎدﻳﺚ اﻟﺼﻔﺎت ................................... ٤٥
اﻧﻘﺴﻢ اﻟﻨﺎس ﻓﻲ هﺬﻩ اﻟﻤﺴﺎﻟﺔ ﻋﻠﻰ أرﺏﻊ ﻓﺮق : .............. ٦٥
ﻣﺬهﺐ اﻟﺴﻠﻒ ﻓﻲ ﺁﻳﺎت اﻟﺼﻔﺎت و أﺣﺎدﻳﺜﻬﺎ : ............... ٧٥
ﻣﺬهﺐ اﻟﺨﻠﻒ ﻓﻲ ﺁﻳﺎت اﻟﺼﻔﺎت و أﺣﺎدﻳﺜﻬﺎ : ............... ٢٦
ﺏﻴﻦ اﻟﺴﻠﻒ و اﻟﺨﻠﻒ : .......................................... ٦٦
ﺗﺮﺟﻴﺢ ﻣﺬهﺐ اﻟﺴﻠﻒ :......................................... ٧٦
6. ﻤﻘﺩﻤﺎﺕ
١ - ﺘﻌﺭﻴﻑ ﺍﻟﻌﻘﺎﺌﺩ :
ﺍﻟﻌﻘﺎﺌﺩ : ﻫﻲ ﺍﻷﻤﻭﺭ ﺍﻟﺘﻲ ﻴﺠﺏ ﺃﻥ ﻴﺼﺩﻕ ﺒﻬﺎ ﻗﻠﺒﻙ ،
ﻭ ﺘﻁﻤﺌﻥ ﺇﻟﻴﻬﺎ ﻨﻔﺴﻙ ، ﻭ ﺘﻜﻭﻥ ﻴﻘﻴﻨﺎ ﻋﻨﺩﻙ ، ﻻ ﻴﻤﺎﺯﺠﻪ ﺭﻴﺏ
، ﻭ ﻻ ﻴﺨﺎﻟﻁﻪ ﺸﻙ .
٢ - ﺩﺭﺠﺎﺕ ﺍﻻﻋﺘﻘﺎﺩ :
ﻭ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻓﻲ ﻗﻭﺓ ﺍﻟﻌﻘﻴﺩﺓ ﻭ ﻀـﻌﻔﻬﺎ ﺃﻗﺴـﺎﻡ ﻜﺜﻴـﺭﺓ ،
ﺒﺤﺴﺏ ﻭﻀﻭﺡ ﺍﻷﺩﻟﺔ ، ﻭ ﺘﻤﻜﻨﻬﺎ ﻤﻥ ﻨﻔﻭﺱ ﻜـل ﻗﺴـﻡ ، ﻭ
ﻟﻨﻭﻀﺢ ﻟﻙ ﻫﺫﺍ ﺍﻟﻤﻘﺎﻡ ﺒﻀﺭﺏ ﺍﻵﺘﻲ :
ﻟﻭ ﺃﻥ ﺭﺠﻼ ﺴﻤﻊ ﺒﻭﺠﻭﺩ ﺒﻠﺩ ﻟﻡ ﻴﺭﻩ ، ﻜﺎﻟﻴﻤﻥ ﻤـﺜﻼ ،
ﻤﻥ ﺭﺠل ﺁﺨﺭ ﻏﻴﺭ ﻤﻌﺭﻭﻑ ﺒﺎﻟﻜﺫﺏ ، ﻓﺈﻨﻪ ﻴﺼﺩﻕ ﺒﻭﺠﻭﺩ ﻫﺫﺍ
ﺍﻟﺒﻠﺩ ﻭ ﻴﻌﺘﻘﺩﻩ ، ﻓﺈﺫﺍ ﺴﻤﻊ ﻫﺫﺍ ﺍﻟﺨﺒﺭ ﻤﻥ ﻋﺩﺓ ﺭﺠﺎل ﺯﺍﺩ ﺒﻪ ﺜﻘﺔ
، ﻭ ﺇﻥ ﻜﺎﻥ ﻻ ﻴﻤﻨﻌﻪ ﺫﻟﻙ ﻤـﻥ ﺃﻥ ﻴﺸـﻙ ﻓـﻲ ﺍﻋﺘﻘـﺎﺩﻩ ﺇﺫﺍ
ﻋﺭﻀﺕ ﻟﻪ ﺍﻟﺸﺒﻬﺎﺕ ، ﻓﺈﺫﺍ ﺭﺃﻯ ﺼﻭﺭﺘﻪ ﺍﻟﻔﻭﺘﻭﻏﺭﺍﻓﻴـﺔ ﺯﺍﺩ
ﺍﻋﺘﻘﺎﺩﻩ ﺒﻭﺠﻭﺒﻪ ، ﻭ ﺃﺼﺒﺢ ﺍﻟﺸﻙ ﻤﺘﻌﺴﺭﺍ ﻋﻠﻴﻪ ﺃﻤﺎﻡ ﻗﻭﺓ ﻫـﺫﺍ
ﺍﻟﺩﻟﻴل ، ﻓﺈﺫﺍ ﺴﺎﻓﺭ ﻭ ﺒﺩﺕ ﻟﻪ ﺃﻋﻼﻤﻪ ﻭ ﺒﺸﺎﺌﺭﻩ ﺯﺍﺩ ﺇﻴﻘﺎﻨـﻪ ﻭ
ﺯﺍل ﺸﻜﻪ ، ﻓﺈﺫﺍ ﻨﺯﻟﻪ ﻭ ﺭﺁﻩ ﺭﺃﻱ ﺍﻟﻌﻴﻥ ، ﻟﻡ ﻴﻌﺩ ﻫﻨﺎﻙ ﻤﺠـﺎل
7. ﻟﻠﺭﻴﺒﺔ ، ﻭ ﺭﺴﺨﺕ ﻓﻲ ﻨﻔﺴﻪ ﻫﺫﻩ ﺍﻟﻌﻘﻴﺩﺓ ﺭﺴﻭﺨﺎ ﻗﻭﻴـﺎ ﺤﺘـﻰ
ﻴﻜﻭﻥ ﻤﻥ ﺍﻟﻤﺴﺘﺤﻴل ﺭﺠﻭﻋﻪ ﻋﻨﻬﺎ ﻭ ﻟﻭ ﺃﺠﻤﻊ ﺍﻟﻨـﺎﺱ ﻋﻠـﻰ
ﺨﻼﻓﻬﺎ ، ﻓﺈﺫﺍ ﺴﺎﺭ ﻓﻲ ﻁﺭﻗﻪ ﻭ ﺸﻭﺍﺭﻋﻪ ، ﻭ ﺩﺭﺱ ﺸﺅﻭﻨﻪ ﻭ
ﺃﺤﻭﺍﻟﻪ ﺍﺯﺩﺍﺩ ﺒﻪ ﺨﺒﺭﺓ ﻭ ﻤﻌﺭﻓﺔ ، ﻭ ﻜﺎﻥ ﺫﻟﻙ ﺃﻤﺭﺍ ﻤﻭﻀـﺤﺎ
ﻻﻋﺘﻘﺎﺩﻩ ﺯﺍﺌﺩﺍ ﻋﻠﻴﻪ .
ﻭ ﺇﺫﺍ ﻋﻠﻤﺕ ﻫﺫﺍ ﻓﺎﻋﻠﻡ ﺃﻥ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﺃﻤﺎﻡ ﺍﻟﻌﻘﺎﺌﺩ ﺍﻟﺩﻴﻨﻴـﺔ
ﺃﻗﺴﺎﻡ ﻜﺫﻟﻙ :
ﻤﻨﻬﻡ ﻤﻥ ﺘﻠﻘﺎﻫﺎ ﺘﻠﻘﻴﻨﺎ ، ﻭ ﺍﻋﺘﻘﺩﻫﺎ ﻋـﺎﺩﺓ ، ﻭ ﻫـﺫﺍ ﻻ
ﻴﺅﻤﻥ ﻋﻠﻴﻪ ﻤﻥ ﺃﻥ ﻴﺘﺸﻜﻙ ﺇﺫﺍ ﻋﺭﻀﺕ ﺍﻟﺸﺒﻬﺎﺕ ، ﻭ ﻤﻨﻬﻡ ﻤﻥ
ﻨﻅﺭ ﻭﻓﻜﺭ ﻓﺎﺯﺩﺍﺩ ﺇﻴﻤﺎﻨﻪ ، ﻭ ﻤﻨﻬﻡ ﻤﻥ ﺃﺩﺍﻡ ﺍﻟﻨﻅـﺭ ﻭ ﺃﻋﻤـل
ﺍﻟﻔﻜﺭ ، ﻭ ﺍﺴﺘﻌﺎﻥ ﺒﻁﺎﻋﺔ ﺍﷲ ﺘﻌﺎﻟﻰ ﻭ ﺍﻤﺘﺜﺎل ﺃﻤﺭﻩ ، ﻭ ﺇﺤﺴﺎﻥ
ﻋﺒﺎﺩﺘﻪ ، ﻓﺄﺸﺭﻗﺕ ﻤﺼﺎﺒﻴﺢ ﺍﻟﻬﺩﺍﻴﺔ ﻓﻲ ﻗﻠﺒـﻪ ، ﻓـﺭﺃﻯ ﺒﻨـﻭﺭ
ﺒﺼﻴﺭﺘﻪ ﻤﺎ ﺃﻜﻤل ﻭ ﺃﺘﻡ ﻴﻘﻴﻨﻪ ، ﻭ ﺜﺒﺕ ﻓﺅﺍﺩﻩ :
) ﺍﻟ ِﻴﻥ ﺍﻫ ﹶـﺩﻭﺍ ﺍﺩ ـﻡ ـﺩﻯ ﺁ ﹶـﺎﻫﻡ ﺘﻘﹾـ ﺍﻫﻡ(
ﻭ ﱠﺫ ﺘ ﺯ ﻫ ﻫ ﻭ ﺘ ﹶ ﻭ
)ﻤﺤﻤﺩ:٧١( .
ﻭ ﺇﻨﻤﺎ ﻀﺭﺒﻨﺎ ﻟﻙ ﻫﺫﺍ ﺍﻟﻤﺜل ﻟﺘﺭﻗﻰ ﺒﻨﻔﺴﻙ ﻋﻥ ﻤﻭﺍﻁﻥ
ﺍﻟﺘﻘﻠﻴﺩ ﻓﻲ ﺍﻟﺘﻭﺤﻴﺩ ، ﻭ ﺘﻌﻤل ﺍﻟﻔﻜﺭ ﻓـﻲ ﺘﻔﻬـﻡ ﻋﻘﻴـﺩﺘﻙ ، ﻭ
ﺘﺴﺘﻌﻴﻥ ﺒﻁﺎﻋﺔ ﻤﻭﻻﻙ ﻓﻲ ﻤﻌﺭﻓﺔ ﺃﺼﻭل ﺩﻴﻨـﻙ ، ﻭ ﺘﺴـﺘﻌﻴﻥ
8. ﺒﻁﺎﻋﺔ ﻤﻭﻻﻙ ﻓﻲ ﻤﻌﺭﻓﺔ ﺃﺼﻭل ﺩﻴﻨﻙ ﺤﺘﻰ ﺘﺼل ﺇﻟﻰ ﻤﺭﺍﺘﺏ
ﺍﻟﺭﺠﺎل ، ﻭ ﺘﺘﺭﻗﻰ ﻓﻲ ﻤﺩﺍﺭﺝ ﺍﻟﻜﻤﺎل :
ﻗﺩ ﺭﺸﺤﻭﻙ ﻷﻤﺭ ﻟﻭ ﻓﻁﻨﺕ ﻟﻪ
ﻓﺎﺭﺒﺄ ﺒﻨﻔﺴﻙ ﺃﻥ ﺘﺭﻋﻰ ﻤﻊ ﺍﻟﻬﻤل
٣ - ﺘﻘﺩﻴﺭ ﺍﻹﺴﻼﻡ ﻟﻠﻌﻘل :
ﺃﺴﺎﺱ ﺍﻟﻌﻘﺎﺌﺩ ﺍﻹﺴﻼﻤﻴﺔ – ﻜﻜل ﺍﻷﺤﻜﺎﻡ ﺍﻟﺸـﺭﻋﻴﺔ –
ﻜﺘﺎﺏ ﺍﷲ ﺘﻌﺎﻟﻰ ﻭ ﺴﻨﺔ ﺭﺴﻭﻟﻪ .
ﻭ ﻴﺠﺏ ﺃﻥ ﺘﻌﻠﻡ ، ﻤﻊ ﺫﻟﻙ ، ﺃﻥ ﻜل ﻫﺫﻩ ﺍﻟﻌﻘﺎﺌﺩ ﻴﺅﻴﺩﻫﺎ
ﺍﻟﻌﻘل ، ﻭ ﻴﺜﺒﺘﻬﺎ ﺍﻟﻨﻅﺭ ﺍﻟﺼﺤﻴﺢ ، ﻭ ﻟﻬﺫﺍ ﺸـﺭﻑ ﺍﷲ ﺘﻌـﺎﻟﻰ
ﺍﻟﻌﻘل ﺒﺎﻟﺨﻁﺎﺏ ، ﻭ ﺠﻌﻠﻪ ﻤﻨﺎﻁ ﺍﻟﺘﻜﻠﻴﻑ ، ﻭ ﻨﺩﺒﻪ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺒﺤﺙ
ﻭ ﺍﻟﻨﻅﺭ ﻭ ﺍﻟﺘﻔﻜﻴﺭ ، ﻗﺎل ﺘﻌﺎﻟﻰ : )ﻗل ﺍﻨ ﹸـ ﻭﺍ ـﺎ ﹶﺍ ِـﻲ
ﹸ ِ ﹾﻅ ﺭ ﻤ ﺫ ﻓ
ﺍﻟﺴ ﺎ ﺍﺕ ﺍﻷﺭ ِ ﻭ ﺎ ﺘﻐ ِﻲ ﺍﻵﻴﺎﺕ ﺍﻟ ﱡـ ﹸﺭ ـﻥ ﹶـﻭﻡ ﻻ
ﹸ ﻭ ﻨ ﺫ ﻋ ﻗ ٍ ﻤ ﻭ ِ ﻭ َ ﺽ ﻤ ﹸ ﹾﻨ
ﻴﺅﻤ ﹸﻭﻥ( )ﻴﻭﻨﺱ:١٠١( ، ﻭﻗﺎل ﺘﻌﺎﻟﻰ : )ﺃﻓﻠﻡ ﻨﻅ ﻭﺍ ﺇ ﹶـﻰ
َ ﹶ ﹶ ﻴ ﹸﺭ ِ ﻟ ِ ْ ﻨ
ﺍﻟﺴ ﺎﺀ ﻓﻭﻗﻬﻡ ﻜﻴﻑ ﻨﻴﻨﺎ ﺎ ﻭﺯﻴ ﱠﺎ ﺎ ﻭ ﺎ ﻟ ﺎ ِـﻥ ﹸـ ﻭﺝ ،
ﻓ ﺭ ٍ ﻤ ﹶ ﹶ ﹶ ﹶ ﺒ ﹶ ﹶ ﻫ ﻨ ﻫ ﻤ ﹶﻬ ﻤ
ﺍﻷﺭ ﺩ ﹶﺎ ﺎ ﻭﺃﻟﻘﻴ ﹶﺎ ِﻴ ﺎ ﺭ ﺍﺴﻲ ﻭَﻨﺒﺘ ﹶﺎ ِﻴ ﺎ ِـﻥ ﹸـل
ﻭ َ ﺽ ﻤﺩ ﻨ ﻫ َﹾ ﹶ ﻨ ﻓ ﻬ ﻭ ِ ﺃ ﹾﻨ ﻓ ﻬ ﻤ ﻜ ﱢ
ﺯﻭﺝ ﺒ ِﻴﺞ ، ﺘﺒ ِ ﹰ ﻭﺫﻜ ﻯ ﻟﻜ ﱢ ﻋﺒﺩ ﻤ ِﻴﺏ ، ﻨﺯﻟ ﹶـﺎ ِـﻥ
ٍ ﻬ ٍ ﹶ ﺼﺭﺓ ِ ﹾﺭ ِ ﹸل ٍ ﻨ ٍ ﻭ ﹶ ﹾﻨ ﻤ
ﺍﻟﺴ ﺎﺀ ﺎﺀ ﻤ ﺎﺭ ﹰﺎ ﻓ َﻨﺒﺘ ﹶﺎ ﺒﻪ ﺠ ﱠﺎﺕ ﻭ َﺤﺏ ﺍﻟﺤ ِﻴﺩ ، ﺍﻟﻨﺨل
ﻤ ﻤ ﺒ ﻜ ﹶﺄ ﹾﻨ ِ ِ ﻨ ٍ ﹾ ﺼ ِ ﻭ ﱠ ﹾ َ
ﺎﺴ ﹶﺎﺕ ﻟ ﺎ ﻁﻠﻊ ﻨ ِﻴﺩ ، ﺭﺯﻗﺎ ﻟﻠﻌ ﺎﺩ ﻭﺃﺤﻴﻴ ﹶﺎ ﺒﻪ ﺒﻠﹾـﺩﺓ ﻤﻴﺘـﺎ
ﺒ ِ ﻘ ٍ ﱠ ﻬ ﹶ ﹾ ﱠ ﻀ ِ ﹰ ِ ﹾ ِ ﺒ ِ َ ﻨ ِ ِ ﹰ ﹰ
9. ﻜﺫ ِ ﺍﻟﺨ ﻭﺝ ( )ﻕ:٦ ،١١( ، ﻭ ﺫﻡ ﺍﻟﺫﻴﻥ ﻻ ﻴﺘﻔﻜـﺭﻭﻥ ﻭ ﻻ
ﹼ ﹶ ﹶ ﻟﻙ ﹾ ﹸ ﺭ
ﻴﻨﻅﺭﻭﻥ ﻓﻘﺎل ﺘﻌﺎﻟﻰ : ) ﻜﺄﻴﻥ ﻤﻥ ﺁﻴﺔ ِﻲ ﺍﻟﺴ ﺎﻭﺍﺕ ﺍﻷﺭ ِ
ﻤ ِ ﻭ َ ﺽ ﻭ ﹶَ ٍ ِ ﻓ
ﻴﻤ ﻭﻥ ﻋﻠﻴ ﺎ ﻭﻫﻡ ﻋﻨ ـﺎ ﻤﻌﺭ ـﻭﻥ( )ﻴﻭﺴـﻑ:٥٠١( ، ﻭ
ﺭ ﹶ ﻬ ﹾﻬ ِ ﻀ
ﻁﺎﻟﺏ ﺍﻟﺨﺼﻭﻡ ﺒﺎﻟﺩﻟﻴل ﻭ ﺍﻟﺒﺭﻫﺎﻥ ﺤﺘـﻰ ﻓﻴﻤـﺎ ﻫـﻭ ﻅـﺎﻫﺭ
ﺍﻟﺒﻁﻼﻥ ، ﺘﻘﺩﻴﺭﺍ ﻟﻸﺩﻟﺔ ، ﻭ ﺇﻅﻬﺎﺭﺍ ﻟﺸﺭﻑ ﺍﻟﺤﺠﺔ ، ﻭ ﻗﺩ ﻭﺭﺩ
ﻓﻲ ﺍﻟﺤﺩﻴﺙ ﺃﻥ ﺒﻼﻻ ﺠﺎﺀ ﻴﺅﺫﻥ ﺍﻟﻨﺒﻲ ﺒﺼﻼﺓ ﺍﻟﺼﺒﺢ ، ﻓـﺭﺁﻩ
ﻴﺒﻜﻲ ﻓﺴﺄﻟﻪ ﻋﻥ ﺴﺒﺏ ﺒﻜﺎﺌﻪ ، ﻓﻘﺎل : ﻭﻴﺤﻙ ﻴﺎ ﺒﻼل ﻤﺎ ﻴﻤﻨﻌﻨﻲ
ﺃﻥ ﺃﺒﻜﻲ ﻭ ﻗﺩ ﺃﻨﺯل ﺍﷲ ﻋﻠﻲ ﻫﺫﻩ ﺍﻟﻠﻴﻠـﺔ : ) ﺇﻥ ِـﻲ ﺨﻠﹾـﻕ
ﹶ ِ ِﻓ
ﺍﻟﺴ ﺎ ﺍﺕ ﺍﻷﺭ ِ ﺍﺨ ِﻼﻑ ﺍﻟﻠﻴل ﺍﻟﻨ ـﺎﺭ ﻵﻴـﺎﺕ ُﻭ ِـﻲ
ٍﻷ ﻟ ﻤ ﻭ ِ ﻭ َ ﺽ ﻭ ﹾﺘ ِ ﱠ ِ ﻭ ﱠﻬ ِ
ﺍﻷﻟ ﺎﺏ( )ﺁل ﻋﻤﺭﺍﻥ:٠٩١( ، ﺜﻡ ﻗﺎل : )ﻭﻴل ﻟﻤﻥ ﻗﺭﺃﻫﺎ ﻭ ﻟﻡ
َ ﹾﺒ ِ
ﻴﺘﻔﻜﺭ ﻓﻴﻬﺎ( ﺭﻭﺍﻩ ﺍﺒﻥ ﺃﺒﻲ ﺍﻟﺩﻨﻴﺎ ﻓﻲ ﻜﺘﺎﺏ ﺍﻟﺘﻔﻜﺭ .
ﻭ ﻤﻥ ﻫﻨﺎ ﺘﻌﻠﻡ ﺃﻥ ﺍﻹﺴﻼﻡ ﻟﻡ ﻴﺤﺠﺭ ﻋﻠﻰ ﺍﻷﻓﻜـﺎﺭ ﻭ
ﻟﻡ ﻴﺤﺒﺱ ﺍﻟﻌﻘﻭل ، ﻭ ﻋﻥ ﺃﺭﺸﺩﻫﺎ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺘﺯﺍﻡ ﺤﺩﻫﺎ ، ﻭ ﻋﺭﻓﻬﺎ
ﻗﻠﺔ ﻋﻠﻤﻬﺎ ، ﻭ ﻨﺩﺒﻬﺎ ﺇﻟﻰ ﺍﻻﺴﺘﺯﺍﺩﺓ ﻤﻥ ﻤﻌﺎﺭﻓﻬﺎ ، ﻓﻘﺎل ﺘﻌﺎﻟﻰ
: )ﻭ ﺎ ُﻭ ِﻴﺘﻡ ﻤﻥ ﺍﻟﻌﻠﻡ ﺇﻻ ﻗ ِﻴﻼ( )ﺍﻻﺴـﺭﺍﺀ:٥٨( ، ﻭ ﻗـﺎل
ﻤ ﺃ ﺘ ﹸ ِ ﹾ ِ ﹾ ِ ِ ﹼ ﹶﻠ ﹰ
ﺘﻌﺎﻟﻰ )ﻭﻗل ﺭﺏ ﺯﺩ ِﻲ ﻋﻠﹾﻤﺎ( )ﻁـﻪ:٤١١(.
ﹸ ْ ِ ﻨ ِ ﹰ
10. ٤ - ﺃﻗﺴﺎﻡ ﺍﻟﻌﻘﺎﺌﺩ ﺍﻹﺴﻼﻤﻴﺔ
ﺍﻟﻌﻘﺎﺌﺩ ﺍﻹﺴﻼﻤﻴﺔ ﺘﻨﻘﺴﻡ ﺇﻟﻰ ﺃﺭﺒﻌﺔ ﺃﻗﺴﺎﻡ ﺭﺌﻴﺴـﻴﺔ ،
ﺘﺤﺕ ﻜل ﻗﺴﻡ ﻤﻨﻬﺎ ﻓﺭﻭﻉ ﻋﺩﺓ :
ﺍﻟﻘﺴﻡ ﺍﻷﻭل : ﺍﻹﻟﻬﻴﺎﺕ
ﻭﺘﺒﺤﺙ ﻓﻴﻤﺎ ﻴﺘﻌﻠﻕ ﺒﺎﻹﻟﻪ ﺴﺒﺤﺎﻨﻪ ﻭ ﺘﻌﺎﻟﻰ ﻤﻥ ﺤﻴـﺙ
ﺼﻔﺎﺘﻪ ﻭ ﺃﺴﻤﺎﺅﻩ ﻭ ﺃﻓﻌﺎﻟﻪ ، ﻭ ﻴﻠﺤﻕ ﺒﻬﺎ ﻤﺎ ﻴﺴﺘﻠﺯﻤﻪ ﺍﻋﺘﻘـﺎﺩﻩ
ﻤﻥ ﺍﻟﻌﺒﺩ ﻟﻤﻭﻻﻩ .
ﺍﻟﻘﺴﻡ ﺍﻟﺜﺎﻨﻲ : ﺍﻟﻨﺒﻭﺍﺕ
ﻭ ﺘﺒﺤﺙ ﻓﻲ ﻜل ﻤﺎ ﻴﺘﻌﻠﻕ ﺒﺎﻷﻨﺒﻴﺎﺀ ، ﺼـﻠﻭﺍﺕ ﺍﷲ ﻭ
ﺴﻼﻤﻪ ﻋﻠﻴﻬﻡ ، ﻤﻥ ﺤﻴﺙ ﺼﻔﺎﺘﻬﻡ ﻭ ﻋﺼـﻤﺘﻬﻡ ﻭ ﻤﻬﻤـﺘﻬﻡ ﻭ
ﺍﻟﺤﺎﺠﺔ ﺇﻟﻰ ﺭﺴﺎﻟﺘﻬﻡ ، ﻭ ﻴﻠﺤﻕ ﺒﻬﺫﺍ ﺍﻟﻘﺴﻡ ﻤﺎ ﻴﺘﻌﻠﻕ ﺒﺎﻷﻭﻟﻴـﺎﺀ
ﺭﻀﻭﺍﻥ ﺍﷲ ﻋﻠـﻴﻬﻡ ، ﻭ ﺍﻟﻤﻌﺠـﺯﺓ ﻭ ﺍﻟﻜﺭﺍﻤـﺔ ، ﻭ ﺍﻟﻜﺘـﺏ
ﺍﻟﺴﻤﺎﻭﻴﺔ .
ﺍﻟﻘﺴﻡ ﺍﻟﺜﺎﻟﺙ : ﺍﻟﺭﻭﺤﺎﻨﻴﺎﺕ
ﻭ ﺘﺒﺤﺙ ﻓﻴﻤﺎ ﻴﺘﻌﻠﻕ ﺒﺎﻟﻌﺎﻟﻡ ﻏﻴﺭ ﺍﻟﻤﺎﺩﻱ : ﻜﺎﻟﻤﻼﺌﻜـﺔ
ﻋﻠﻴﻬﻡ ﺍﻟﺴﻼﻡ ، ﻭ ﺍﻟﺠﻥ ، ﻭ ﺍﻟﺭﻭﺡ .
11. ﺍﻟﻘﺴﻡ ﺍﻟﺭﺍﺒﻊ : ﺍﻟﺴﻤﻌﻴﺎﺕ
ﻓﻴﻤﺎ ﻴﺘﻌﻠﻕ ﺒﺎﻟﺤﻴﺎﺓ ﺍﻟﺒﺭﺯﺨﻴﺔ ، ﻭ ﺍﻟﺤﻴﺎﺓ ﺍﻷﺨﺭﻭﻴـﺔ :
ﻜﺄﺤﻭﺍل ﺍﻟﻘﺒﺭ ، ﻭ ﻋﻼﻤﺎﺕ ﺍﻟﻘﻴﺎﻤﺔ ، ﻭ ﺍﻟﺒﻌﺙ ، ﻭ ﺍﻟﻤﻭﻗﻑ ، ﻭ
ﺍﻟﺤﺴﺎﺏ ، ﻭ ﺍﻟﺠﺯﺍﺀ .
12. ﺫﺍﺕ ﺍﷲ ﺘﻌﺎﻟﻰ
ﺍﻋﻠﻡ ﻴﺎ ﺃﺨﻲ ، ﻫﺩﺍﻨﺎ ﺍﷲ ﻭ ﺇﻴﺎﻙ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺤﻕ ، ﺃﻥ ﺫﺍﺕ
ﺍﷲ ﺘﺒﺎﺭﻙ ﻭ ﺘﻌﺎﻟﻰ ﺃﻜﺒﺭ ﻤﻥ ﺃﻥ ﺘﺤﻴﻁ ﺒﻬﺎ ﺍﻟﻌﻘﻭل ﺍﻟﺒﺸﺭﻴﺔ ، ﺃﻭ
ﺘﺩﺭﻜﻬﺎ ﺍﻷﻓﻜﺎﺭ ﺍﻹﻨﺴﺎﻨﻴﺔ ، ﻷﻨﻬﺎ ﻤﻬﻤﺎ ﺒﻠﻐـﺕ ﻤـﻥ ﺍﻟﻌﻠـﻭ ﻭ
ﺍﻹﺩﺭﺍﻙ ﻤﺤﺩﻭﺩﺓ ﺍﻟﻘﻭﺓ ، ﻤﺤﺼﻭﺭﺓ ﺍﻟﻘﺩﺭﺓ ، ﻭ ﺴـﻨﻔﺭﺩ ﺒﺤﺜـﺎ
ﺨﺎﺼﺎ ﺇﻥ ﺸﺎﺀ ﺍﷲ ﺘﻌﺎﻟﻰ ، ﺘﻌﻠﻡ ﻤﻨـﻪ ﻤﺒﻠـﻎ ﻗﺼـﻭﺭ ﺍﻟﻌﻘـل
ﺍﻟﺒﺸﺭﻱ ﻋﻥ ﺇﺩﺭﺍﻙ ﺤﻘﺎﺌﻕ ﺍﻷﺸﻴﺎﺀ ، ﻭ ﻟﻜﻥ ﻴﻜﻔﻲ ﺃﻥ ﺃﺫﻜـﺭﻙ
ﺒﻤﺎ ﻨﻠﻤﺴﻪ ﺍﻵﻥ ﻤﻥ ﺃﻥ ﻋﻘﻭﻟﻨﺎ ، ﻤﻥ ﺃﻜﺒﺭﻫﺎ ﺇﻟﻰ ﺃﺼـﻐﺭﻫﺎ ،
ﺘﻨﺘﻔﻊ ﺒﻜﺜﻴﺭ ﻤﻥ ﺍﻷﺸﻴﺎﺀ ﻭ ﻻ ﺘﻌﻠﻡ ﺤﻘﺎﺌﻘﻬـﺎ ، ﻓﺎﻟﻜﻬﺭﺒـﺎﺀ ، ﻭ
ﺍﻟﻤﻐﻨﺎﻁﻴﺱ ﻭ ﻏﻴﺭﻫﻤﺎ ، ﻗﻭﻯ ﻨﺴﺘﺨﺩﻤﻬﺎ ﻭ ﻨﻨﺘﻔﻊ ﺒﻬﺎ ﻭ ﻻ ﻨﻌﻠﻡ
ﻋﻨﻬﺎ ﺸﻴﺌﺎ ﻤﻥ ﺤﻘﻴﻘﺘﻬﺎ ، ﻭ ﻻ ﻴﺴـﺘﻁﻴﻊ ﺃﻜﺒـﺭ ﻋـﺎﻟﻡ ﺍﻵﻥ ﺃﻥ
ﻴﻔﻴﺩﻙ ﺒﺸﻲﺀ ، ﻋﻠﻰ ﺃﻥ ﻤﻌﺭﻓﺔ ﺤﻘﺎﺌﻕ ﺍﻷﺸﻴﺎﺀ ﻻ ﻴﻔﻴﺩﻨﺎ ﺒﺸﻲﺀ
، ﻭ ﻴﻜﻔﻴﻨﺎ ﻤﺎ ﻨﻌﺭﻑ ﻤﻥ ﺨﻭﺍﺼﻬﺎ ﻤﺎ ﻴﻌﻭﺩ ﺒﺎﻟﻔﺎﺌﺩﺓ ﻋﻠﻴﻨﺎ .
ﻓﺈﺫﺍ ﻜﺎﻥ ﻫﺫﺍ ﺸﺄﻨﻨﺎ ﻓﻲ ﺍﻷﻤﻭﺭ ﺍﻟﺘﻲ ﻨﻠﻤﺴﻬﺎ ﻭ ﻨﺤﺴـﻬﺎ
ﻓﻤﺎ ﺒﺎﻟﻙ ﺒﺫﺍﺕ ﺍﷲ ﺘﺒﺎﺭﻙ ﻭ ﺘﻌﺎﻟﻰ ؟! ﻭ ﻗﺩ ﻀل ﺃﻗﻭﺍﻡ ﺘﻜﻠﻤـﻭﺍ
ﻓﻲ ﺫﺍﺕ ﺍﷲ ﺘﺒﺎﺭﻙ ﻭ ﺘﻌﺎﻟﻰ ﻓﻜﺎﻥ ﻜﻼﻤﻬﻡ ﺴـﺒﺒﺎ ﻟﻀـﻼﻟﻬﻡ ﻭ
ﻓﺘﻨﺘﻬﻡ ﺍﺨﺘﻼﻓﻬﻡ ﻷﻨﻬﻡ ﻴﺘﻜﻠﻤﻭﻥ ﻓﻴﻤﺎ ﻻ ﻴﺩﺭﻜﻭﻥ ﺘﺤﺩﻴﺩﻩ ، ﻭ ﻻ
13. ﻴﻘﺩﺭﻭﻥ ﻋﻠﻰ ﻤﻌﺭﻓﺔ ﻜﻨﻬﻪ ، ﻭ ﻟﻬﺫﺍ ﻨﻬﻰ ﺍﻟﺭﺴﻭل ﻋﻥ ﺍﻟﺘﻔﻜـﺭ
ﻓﻲ ﺫﺍﺕ ﺍﷲ ، ﻭ ﺃﻤﺭ ﺒﺎﻟﺘﻔﻜﺭ ﻓﻲ ﻤﺨﻠﻭﻗﺎﺘﻪ .
ﻋﻥ ﺍﺒﻥ ﻋﺒﺎﺱ ﺭﻀﻲ ﺍﷲ ﻋﻨﻬﻤﺎ ﺇﻥ ﻗﻭﻤﺎ ﺘﻔﻜﺭﻭﺍ ﻓﻲ
ﺍﷲ ﻋﺯ ﻭ ﺠل ﻓﻘﺎل ﺍﻟﻨﺒﻲ : )ﺘﻔﻜـﺭﻭﺍ ﻓـﻲ ﺨﻠـﻕ ﺍﷲ ، ﻭ ﻻ
ﺘﺘﻔﻜﺭﻭﺍ ﻓﻲ ﺍﷲ ، ﻓﺈﻨﻜﻡ ﻟﻥ ﺘﻘﺩﺭﻭﺍ ﻗﺩﺭﻩ( ﻗﺎل ﺍﻟﻌﺭﺍﻗﻲ : ﺭﻭﺍﻩ
ﺃﺒﻭ ﻨﻌﻴﻡ ﻓﻲ ﺍﻟﺤﻠﻴﺔ ﺒﺈﺴﻨﺎﺩ ﻀﻌﻴﻑ ، ﻭ ﺭﻭﺍﻩ ﺍﻷﺼﺒﻬﺎﻨﻲ ﻓـﻲ
ﺍﻟﺘﺭﻏﻴﺏ ﻭ ﺍﻟﺘﺭﻫﻴﺏ ﺒﺈﺴﻨﺎﺩ ﺃﺼﺢ ﻤﻨﻪ ، ﻭ ﺭﻭﺍﻩ ﺃﺒـﻭ ﺍﻟﺸـﻴﺦ
ﻜﺫﻟﻙ ، ﻭ ﻫﻭ ﻋﻠﻰ ﻜل ﺤﺎل ﺼﺤﻴﺢ ﺍﻟﻤﻌﻨﻰ .
ﻭ ﻟﻴﺱ ﺫﻟﻙ ﺤﺠﺭ ﻋﻠﻰ ﺤﺭﻴﺔ ﺍﻟﻔﻜﺭ ، ﻭ ﻻ ﺠﻤﻭﺩﺍ ﻓﻲ
ﺍﻟﺒﺤﺙ ، ﻭ ﻻ ﺘﻀﻴﻴﻘﺎ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻌﻘل ، ﻭ ﻟﻜﻨﻪ ﻋﺼﻤﺔ ﻟـﻪ ﻤـﻥ
ﺍﻟﺘﺭﺩﻱ ﻓﻲ ﻤﻬﺎﻭﻱ ﺍﻟﻀﻼل ، ﻭ ﺇﺒﻌﺎﺩ ﻟﻪ ﻋﻥ ﻤﻌﺎﻟﺠﺔ ﺃﺒﺤﺎﺙ ﻟﻡ
ﺘﺘﻭﻓﺭ ﻟﻪ ﻭﺴﺎﺌل ﺒﺤﺜﻬﺎ ، ﻭ ﻻ ﺘﺤﺘﻤل ﻗﻭﺘﻪ – ﻤﻬﻤﺎ ﻋﻅﻤﺕ –
ﻋﻼﺠﻬﺎ ، ﻭ ﻫﺫﻩ ﻫﻲ ﻁﺭﻴﻘﺔ ﺍﻟﺼﺎﻟﺤﻴﻥ ﻤﻥ ﻋﺒﺎﺩ ﺍﷲ ﺍﻟﻌـﺭﻓﻴﻥ
ﺒﻌﻅﻤﺔ ﺫﺍﺘﻪ ، ﻭ ﺠﻼل ﻗﺩﺭﻩ ، ﺴﺌل ﺍﻟﺸﺒﻠﻲ ﺭﺤﻤﻪ ﺍﷲ ﺘﻌـﺎﻟﻲ
ﻋﻥ ﺍﷲ ﺘﺒﺎﺭﻙ ﻭ ﺘﻌﺎﻟﻰ ﻓﻘﺎل : ﻫﻭ ﺍﷲ ﺍﻟﻭﺍﺤﺩ ﺍﻟﻤﻌﺭﻭﻑ ، ﻗﺒل
ﺍﻟﺤﺩﻭﺩ ﻭ ﻗﺒل ﺍﻟﺤﺭﻭﻑ . ﻭ ﻗﻴل ﻟﻴﺤﻴﻰ ﺒﻥ ﻤﻌﺎﺫ : ﺃﺨﺒﺭﻨﻲ ﻋﻥ
ﺍﷲ ﻋﺯ ﻭ ﺠل ؟ ﻓﻘﺎل : ﺇﻟﻪ ﻭﺍﺤﺩ ، ﻓﻘﻴل ﻟﻪ ﻜﻴﻑ ﻫﻭ ؟ ﻓﻘـﺎل
ﻤﻠﻙ ﻗﺎﺩﺭ ، ﻓﻘﻴل ﻟﻪ : ﺃﻴﻥ ﻫﻭ ؟ ﻓﻘﺎل ﻫﻭ ﺒﺎﻟﻤﺭﺼـﺎﺩ ، ﻓﻘـﺎل
14. ﺍﻟﺴﺎﺌل : ﻟﻡ ﺃﺴﺄﻟﻙ ﻋﻥ ﻫﺫﺍ ، ﻓﻘﺎل : ﻤﺎ ﻜﺎﻥ ﻏﻴﺭ ﻫـﺫﺍ ﻜـﺎﻥ
ﺼﻔﺔ ﺍﻟﻤﺨﻠﻭﻕ ، ﻓﺄﻤﺎ ﺼﻔﺘﻪ ﻤﺎ ﺃﺨﺒﺭﺘﻙ ﻋﻨﻪ .
ﻓﺎﺤﺼﺭ ﻫﻤﺘﻙ ﻓﻲ ﺇﺩﺭﺍﻙ ﻋﻅﻤﺔ ﺭﺒﻙ ﺒـﺎﻟﺘﻔﻜﺭ ﻓـﻲ
ﻤﺨﻠﻭﻗﺎﺘﻪ ﻭ ﺍﻟﺘﻤﺴﻙ ﺒﻠﻭﺍﺯﻡ ﺼﻔﺎﺘﻪ .
15. ﺃﺴﻤﺎﺀ ﺍﷲ ﺍﻟﺤﺴﻨﻰ
ﺇﻥ ﺍﻟﺨﺎﻟﻕ ﺍﻟﻤﺘﺼﺭﻑ ﺠل ﻭ ﻋﻼ ﺘﻌﺭﻑ ﺇﻟـﻰ ﺨﻠﻘـﻪ
ﺒﺄﺴﻤﺎﺀ ﻭ ﺼﻔﺎﺕ ﺘﻠﻴﻕ ﺒﺠﻼﻟﻪ ، ﻴﺤﺴﻥ ﺒﺎﻟﻤﺅﻤﻥ ﺤﻔﻅﻬﺎ ﺘﺒﺭﻜﺎ
، ﻭ ﺘﻠﺫﺫﺍ ﺒﺫﻜﺭﻫﺎ ، ﻭ ﺘﻌﻅﻴﻤـﺎ ﻟﻘـﺩﺭﻫﺎ . ﻭ ﺇﻟﻴـﻙ ﺍﻟﺤـﺩﻴﺙ
ﺍﻟﺼﺤﻴﺢ ﺍﻟﺫﻱ ﺠﻤﻌﻬﺎ ، ﻓﻨﻌﻡ ﺍﻟﻤﻌﻠﻡ ﺤﺩﻴﺙ ﺭﺴﻭل ﺍﷲ ، ﻭ ﻨﻌﻡ
ﺍﻟﻤﺭﺸﺩ ﻭ ﺍﻟﻬﺎﺩﻱ ﻟﺴﺎﻥ ﺍﻟﻭﺤﻲ ، ﻭ ﻤﺸﻜﺎﺓ ﺍﻟﻨﺒﻭﺓ .
ﻭﻋﻥ ﺃﺒﻲ ﻫﺭﻴﺭﺓ ﺭﻀﻲ ﺍﻟﹼﻪ ﻋﻨﻪ : ﻗﺎل ﺭﺴﻭل ﺍﻟﹼـﻪ
ﻠ ﻠ
ﺼﻠﻰ ﺍﻟﹼﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺴﻠﻡ : ) ﷲ ﹶﻌﺎﻟﻰ ﺘﺴﻌﺔ ﻭﺘﺴـ ِﻴﻥ ﺍﺴـﻤﺎ ،
ﹰ ِ ﹰ ِﻌ ِﺘ ﻠ
ﻤﺎﺌﺔ ﺇﻻ ﺍ ِﺩﹰ، ﻻ ﻴﺤﻔﻅﻬﺎ ﺃﺤﺩ ﺇﻻ ﺨل ﺍﻟ ﻨﺔ ، ﻭ ﻫﻭ ﻭﺘﹾـﺭ
ِ ﺩ ﹶ َ ﺠﱠ ﹶ ِﱠ ﻭﺤ ﺍ
ﻴﺤ ﺍﻟﻭﺘﺭ( ﺭﻭﺍﻩ ﺍﻟﺒﺨﺎﺭﻱ ﻭ ﻤﺴﻠﻡ ﻭ ﻓﻲ ﺭﻭﺍﻴﺔ ﺍﻟﺒﺨﺎﺭﻱ )ﻤﻥ
ِ ﺏ ِ ﹾ ِ
ﺃﺤ ﺎﻫﺎ ( ،ﻭ ﺭﻭﺍﻩ ﺍﻟﺘﺭﻤﺫﻱ ﻭ ﺯﺍﺩ ﻓﻴﻪ :
ﺼ
) ﻫﻭ ﺍﷲ ﺍﱠﺫﻱ ﻻ ِﻟﻪ ﺇﻻ ﻫﻭ ، ﺍﻟ ﺤﻤﻥ ، ﺍﻟـﺭ ِﻴﻡ ،
ﺤ ﺇ ِ ﱠ ﺭ ُ ﻟ
ﺍﻟﻤﻠﻙ ، ﺍﻟﻘ ﻭﺱ ، ﺍﻟ ﻼﻡ ، ﺍﻟﻤﺅﻤﻥ ، ﺍﻟﻤﻬﻴﻤﻥ ، ﺍﻟﻌ ِﻴـﺯ ،
ﺯ ِ ِْ ﺴ ﹸﺩ ِ
ﺍﻟﺠ ﺎﺭ ، ﺍﻟﻤﺘﻜﺒﺭ ، ﺍﻟﺨﺎﻟﻕ ، ﺍﻟﺒﺎﺭﻯﺀ ، ﺍﻟﻤﺼ ﺭ ، ﺍﻟﻐ ﱠـﺎﺭ ،
ﹶﻔ ﻭ ِ ﹸ ﹶ ﹶ ﺒ
ﺍﻟﻘ ﺎﺭ ، ﺍﻟﻭ ﺎﺏ ، ﺍﻟﺭ ﺍﻕ ، ﺍﻟﻔ ﱠـﺎﺡ ، ﺍﻟﻌ ِـﻴﻡ ، ﺍﻟﺒﺎ ِـﻁ ،
ﺴ ﹸ ﻠ ﹶﺘ ﺯ ﹸ ﻫ ﹶﻬ
ﺍﻟ ﹶﺎﻓﺽ ، ﺍﻟ ﺍﻓﻊ ، ﺍﻟﻤﻌ ، ﺍﻟﻤﺫ ﱡ ، ﺍﻟ ـ ِﻴﻊ ، ﺍﻟﺒ ِـﻴﺭ ،
ﺼ ﺴ ﻤ ِ ل ِ ﺯ ﺭِ ﺨِ
ﺍﻟﺤﻜﻡ ، ﺍﻟﻌﺩل ، ﺍﻟﻠ ِﻴﻑ ، ﺍﻟ ﹶﺒﻴﺭ ، ﺍﻟ ﻠﻴﻡ ، ﺍﻟﻌ ِﻴﻡ ، ﺍﻟﻐ ﹸﻭﺭ
ﹶﻔ ﻅ ﺨ ﺤ ُ ﱠﻁ ﹸ ﹶ
، ﺍﻟﺸ ﹸﻭﺭ ، ﺍﻟﻌﻠﻲ ، ﺍﻟﻜ ِﻴﺭ ، ﺍﻟﻤ ِﻴﺕ ، ﺍﻟﺤ ِﻴﺏ ، ﺍﻟﺠ ِﻴـل ،
ﻠ ُ ﺴ ﻘ ﹸ ﹶﺒ ِ ﱠﻜ
16. ﺍﻟﻜ ِﻴﻡ ، ﺍﻟﺭ ِﻴﺏ ، ﺍﻟﻤ ِﻴﺏ ، ﺍﻟ ﺍﺴﻊ ، ﺍﻟﺤ ِـﻴﻡ ، ﺍﻟـﻭ ﻭﺩ ،
ﺩ ﻜ ﺠ ﻭ ِ ﻗ ﹶﺭ
ﺍﻟﻤ ِﻴﺩ ، ﺍﻟﺒﺎﻋﺙ ، ﺍﻟﺸ ِﻴﺩ ، ﺍﻟ ـﻕ ، ﺍﻟﻭ ِﻴـل ، ﺍﻟ ﹶـﻭﻱ ،
ﻜ ُ ﻘ ِ ﱠﻬ ﺤ ﱡ ِ ﹸ ﺠ
ﺍﻟﻤ ِﻴﻥ ، ﺍﻟ ﻟﻲ ، ﺍﻟﺤ ِﻴﺩ ، ﺍﻟﻤﺤ ِﻲ ، ﺍﻟﻤﺒ ِﻯﺀ ، ﺍﻟﻤ ِﻴـﺩ ،
ﻌ ﺩ ﺼ ﻤ ﻭ ﺘ
ﺍﻟﻤﺤ ِﻲ ، ﺍﻟﻤ ِﻴﺕ ، ﺍﻟﺤﻲ ، ﺍﻟﻘ ـﻭﻡ ، ﺍﻟ ﺍ ِـﺩ ، ﺍﻟ ﺎ ِـﺩ ،
ﹶﻴ ﻭ ﺠ ﻤ ﺠ ﻤ ﹸ ﻴ
ﺍﻟ ﺍﺤﺩ ، ﺍﻟ ﻤﺩ ، ﺍﻟﻘﺎﺩﺭ ، ﺍﻟﻤﻘﺘﺩﺭ ، ﺍﻟﻤ ﹶـ ﻡ ، ﺍﻟ ـﺅ ﱢﺭ ،
ﻤ َﺨ ﻘ ﺩ ﹾﹶ ِ ِ ﺼ ﻭ ِ
ﺍﻷ ل ، ﺍﻵﺨﺭ ، ﺍﻟ ﱠﺎﻫﺭ ، ﺍﻟ ﺎﻁﻥ ، ﺍﻟ ﺍﻟﻲ ، ﺍﻟﻤ ﹶﻌﺎل ، ﺍﻟﺒﺭ ،
ﺘ ِ ِ ﻅ ِ ﺒ ِ ﻭ ﻭُ
ﺍﻟﺘ ﺍﺏ ، ﺍﻟﻤﻨﺘﻘﻡ ، ﺍﻟﻌﻔ ، ﺍﻟـﺭ ُﻭﻑ ، ﻤﺎ ِـﻙ ﺍﻟﻤﻠﹾـﻙ ، ﹸﻭ
ﻟ ِ ﺫ ﺅ ﹸﻭ ﹾﹶ ِ ﱠﻭ
ﺍﻟ ﻼل ﺍﻹﻜ ﺍﻡ ، ﺍﻟﻤﻘ ِﻁ ُ، ﺍﻟﺠـﺎﻤﻊ ، ﺍﻟﻐ ِـﻲ ، ﺍﻟﻤﻐ ِـﻲ ،
ﹾﻨ ﹶﻨ ِ ﹾﺴ ﺠ ِ ﻭ ِ ﹾﺭ ِ
ﺍﻟ ﺎﻨﻊ ، ﺍﻟ ﺎﺭ ، ﺍﻟ ﱠﺎﻓﻊ ، ﺍﻟ ﱡﻭﺭ ، ﺍﻟ ﺎ ِﻱ ، ﺍﻟﺒ ِﻴﻊ ، ﺍﻟﺒﺎ ِﻲ ،
ﻗ ﺩ ﻨ ﻨ ﻬﺩ ﻤِ ﻀ
ﺍﻟ ﺍﺭﺙ ، ﺍﻟﺭ ِﻴﺩ ، ﺍﻟﺼ ﻭﺭ (
ﺒ ﺸ ﻭ ِ ﹸ
ﻤﻌﺎﻨﻲ ﺒﻌﺽ ﺃﺴﻤﺎﺀ ﺍﷲ :
) ﺍﻟﻘ ﻭﺱ ( ﺍﻟﻤﻁﻬﺭ ﻤﻥ ﺍﻟﻌﻴﻭﺏ ، ) ﺍﻟ ﻼﻡ ( ﺍﻷﻤﺎﻥ
ﺴ ﹸﺩ
ﻟﺨﻠﻘﻪ ، ﺃﻭ ﻫﻭ ﺍﻟﺴﺎﻟﻡ ﻤﻥ ﺍﻟﻌﻴﻭﺏ ، ) ﺍﻟ ـﺅﻤﻥ ( ﺍﻟﻤﺼـﺩﻕ
ﻤ ِْ
ﻭﻋﺩﻩ ﻟﺨﻠﻘﻪ ﻭ ﺍﻟﻤﺅ ﻥ ﻟﻬﻡ ﻤﻥ ﻋﺫﺍﺒﻪ ، ) ﺍﻟﻤﻬﻴﻤﻥ( ﺍﻟﻤﺴـﻴﻁﺭ
ِ ﻤ
ﺍﻟﻤﺘﺼﺭﻑ ، ﺍﻟﺸﻬﻴﺩ ﺍﻟﺭﻗﻴﺏ ، ) ﺍﻟﻌ ِﻴﺯ ( ﺍﻟﻘﺎﻫﺭ ﺍﻟﻐﺎﻟـﺏ ، )
ﺯ
ﺍﻟﺠ ﺎﺭ ( ﺍﻟﻤﻨﻔﺫ ﻷﻭﺍﻤﺭﻩ ، ) ﺍﻟﻤﺘﻜ ﺭ ( ﺍﻟﻌﺎﻟﻲ ﻋـﻥ ﺼـﻔﺎﺕ
ﹶ ﹶﺒ ﺒ
ﺍﻟﺨﻠﻕ ﺍﻟﻤﺘﻔﺭﺩ ﺒﺼﻔﺎﺕ ﻋﻅﻤﺘﻪ ، ) ﺍﻟﺒﺎﺭﺉ ( ﺍﻟﺨﺎﻟﻕ ﻭ ﻫﻭ ﻓﻲ
ﺨﻠﻕ ﺫﻱ ﺍﻟﺭﻭﺡ ﺃﻅﻬﺭ ، ﻴﻘﺎل : ﺒﺎﺭﺉ ﺍﻟﻨﺴﻡ ﻭ ﺨﺎﻟﻕ ﺍﻟﺴﻤﻭﺍﺕ
17. ﻭ ﺍﻷﺭﺽ ، )ﺍﻟﻤ ِﻴﺕ( ﺍﻟﻌﺎﻟﻡ ﺍﻟﻌﺎﺭﻑ ، ) ﺍﻟﺤ ِﻴﺏ ( ﺍﻟﻜﺎﻓﻲ
ﺴ ﻘ ﹸ
ﻟﺨﻠﻘﻪ ، ) ﺍﻟﻤﺤ ِـﻲ ( ﻫﻭ ﺍﻟﺫﻱ ﺃﺤﺼﻰ ﻜل ﺸﻲﺀ ﻴﻌﻠﻤﻪ ﻓـﻼ
ﺼ
ﻴﻔﻭﺘﻪ ﺸﻲﺀ ﻤﻥ ﺍﻷﺸﻴﺎﺀ ، ) ﺍﻟﺒﺭ ( ﺍﻟﻤﺘﻌﻁﻑ ﻋﻠﻰ ﻋﺒﺎﺩﻩ ﺒﺒﺭﻩ
ﻭ ﻟﻁﻔﻪ ، ) ﺍﻟﺭ ِﻴﺩ ( ﺍﻟﺫﻱ ﻴﺭﺸﺩ ﺍﻟﺨﻠﻕ ﺇﻟـﻰ ﻤﺼـﺎﻟﺤﻬﻡ ،
ﺸ
) ﺍﻟﺼ ﻭﺭ( ﻫﻭ ﺍﻟﺫﻱ ﻻ ﻴﻌﺎﺠل ﺍﻟﻌﺼﺎﺓ ﺒﺎﻻﻨﺘﻘﺎﻡ ﻤﻨﻬﻡ .
ﺒ
18. ﺒﺤﻭﺙ ﺘﺘﻌﻠﻕ ﺒﺄﺴﻤﺎﺀ ﺍﷲ ﺍﻟﺤﺴﻨﻰ
١ - ﺍﻷﺴﻤﺎﺀ ﺍﻟﺯﺍﺌﺩ ﻋﻥ ﺍﻟﺘﺴﻌﺔ ﺍﻟﺘﺴﻌﻴﻥ :
ﻫﺫﻩ ﺍﻟﺘﺴﻌﺔ ﻭ ﺍﻟﺘﺴﻌﻭﻥ ﻟﻴﺱ ﻜل ﻤﺎ ﻭﺭﺩ ﻓﻲ ﺍﺴﻤﺎﺀ ﺍﷲ
ﺘﺒﺎﺭﻙ ﻭ ﺘﻌﺎﻟﻰ ، ﺒل ﻭﺭﺩﺕ ﺍﻷﺤﺎﺩﻴﺙ ﺒﻐﻴﺭﻫﺎ ﻤﻥ ﺍﻷﺴـﻤﺎﺀ ،
ﻓﻘﺩ ﻭﺭﺩ ﻓﻲ ﺍﻟﺤﺩﻴﺙ ﻤﻥ ﺭﻭﺍﻴﺔ ﺃﺨﺭﻯ ) ﺍﻟﺤﻨﺎﻥ ( ، ) ﺍﻟﻤﻨﺎﻥ
( ، ) ﺍﻟﺒﺩﻴﻊ ( ، ﻭ ﻭﺭﺩ ﻜﺫﻟﻙ ﻤﻥ ﺃﺴﻤﺎﺌﻪ ﺘﻌﺎﻟﻲ ) ﺍﻟﻤﻐﻴﺙ ( ،
ﻭ ) ﺍﻟﻜﻔﻴ ـل ( ﻭ ) ﺫﻭ ﺍﻟﻁ ـﻭل ( ، ﻭ )ﺫﻭ ﺍﻟﻤﻌ ـﺎﺭﺝ( ﻭ )ﺫﻭ
ـ ـ ـ
ﺍﻟﻔﻀل( ، ﻭ )ﺍﻟﺨ ﹼﻕ( .
ﻼ
ﻗﺎل ﺃﺒﻭﺒﻜﺭ ﺒﻥ ﺍﻟﻌﺭﺒﻲ ﻓﻲ ﺸﺭﺡ ﺍﻟﺘﺭﻤﺫﻱ ﺤﺎﻜﻴﺎ ﻋـﻥ
ﺒﻌﺽ ﺍﻫل ﺍﻟﻌﻠﻡ : ﺇﻨﻪ ﺠﻤﻊ ﻤﻥ ﺍﻟﻜﺘﺎﺏ ﻭ ﺍﻟﺴﻨﺔ ﻤـﻥ ﺃﺴـﻤﺎﺌﻪ
ﺘﻌﺎﻟﻰ ﺃﻟﻑ ﺍﺴﻡ ، ﻭ ﻓﻲ ﻜﻼﻡ ﺼﺎﺤﺏ )ﺍﻟﻘﺼﺩ ﺍﻟﻤﺠﺭﺩ( ﻤﺎ ﻴﻔﻴﺩ
ﺫﻟﻙ ، ﻭ ﺃﺸﺎﺭ ﺇﻟﻰ ﺫﻟﻙ ﺍﻟﺸﻭﻜﺎﻨﻲ ﻓﻲ )ﺘﺤﻔﺔ ﺍﻟﺫﺍﻜﺭﻴﻥ( ﺜﻡ ﻗﺎل
: ﻭ ﺃﻨﻬﺽ ﻤﺎ ﻭﺭﺩ ﻓﻲ ﺇﺤﺼﺎﺌﻬﺎ ﺍﻟﺤﺩﻴﺙ ﺍﻟﻤـﺫﻜﻭﺭ ، ﻭ ﻓﻴـﻪ
ﺍﻟﻜﻔﺎﻴﺔ .
19. ٢ - ﺍﻷﺤﺎﺩﻴﺙ ﺍﻟﺘﻲ ﻭﺭﺩﺕ ﻓﻴﻬﺎ ﺃﻟﻔﺎﻅ ﻋﻠـﻰ
ﺃﻨﻬﺎ ﺃﺴﻤﺎﺀ ﺍﷲ ﺘﻌﺎﻟﻰ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻤﺠﺎﺯ :
ﺜﻡ ﺍﻋﻠﻡ ﺃﻥ ﺒﻌﺽ ﺍﻷﺤﺎﺩﻴﺙ ﻭﺭﺩﺕ ﻓﻴﻬﺎ ﺃﻟﻔﺎﻅ ﻋﻠـﻰ
ﺃﻨﻬﺎ ﺃﺴﻤﺎﺀ ﺍﷲ ﺘﻌﺎﻟﻰ ، ﻭ ﻟﻜﻥ ﻗﺭﺍﺌﻥ ﺍﻟﺤﺎل ﻭ ﺃﺼل ﺍﻟﻭﻀـﻊ
ﻴﺩل ﻋﻠﻰ ﻏﻴﺭ ﺫﻟﻙ ، ﻓﺎﻋﻠﻡ ﺃﻥ ﺫﻟﻙ ﻤﻥ ﻗﺒﻴل ﺍﻟﻤﺠﺎﺯ ﻻ ﺍﻟﺤﻘﻴﻘﺔ
، ﻭ ﻤﻥ ﻗﺒﻴل ﺘﺴﻤﻴﺔ ﺍﻟﺸﻲﺀ ﺒﺎﺴﻡ ﻏﻴﺭﻩ ﻟﻌﻼﻗﺔ ﺒﻴﻨﻬﻤﺎ ﺃﻭ ﻋﻠـﻰ
ﺘﻘﺩﻴﺭ ﺒﻌﺽ ﺍﻟﻤﺤﺫﻭﻓﺎﺕ ، ﻤﺜﺎل ﺫﻟـﻙ ﺍﻟﺤـﺩﻴﺙ ﺍﻟـﺫﻱ ﺭﻭﺍﻩ
ﺃﺒﻭﻫﺭﻴﺭﺓ ﺭﻀﻲ ﺍﷲ ﻋﻨﻪ ﻋﻥ ﺍﻟﻨﺒﻲ ﻗﺎل : )ﻻ ﺘﺴـﺒﻭﺍ ﺍﻟـﺩﻫﺭ
ﻓﺈﻥ ﺍﷲ ﻫﻭ ﺍﻟﺩﻫﺭ( ﺭﻭﺍﻩ ﻤﺴﻠﻡ ، ﻭ ﺤﺩﻴﺙ ﻋﺎﺌﺸﺔ ﺭﻀـﻲ ﺍﷲ
ﻋﻨﻬﺎ : )ﺩﻋﻭﻩ ﻴﺌﻥ ﻓﺈﻥ ﺍﻷﻨﻴﻥ ﺍﺴﻡ ﻤـﻥ ﺃﺴـﻤﺎﺀ ﺍﷲ ﺘﻌـﺎﻟﻰ
ﻴﺭﺘﺎﺡ ﺇﻟﻴﻪ ﺍﻟﻤﺭﻴﺽ( ، ﺫﻜﺭﻩ ﺍﻟﺠﻼل ﺍﻟﺴـﻴﻭﻁﻲ ﻱ ﺍﻟﺠـﺎﻤﻊ
ﺍﻟﺼﻐﻴﺭ ﻋﻥ ﺍﻟﺭﺍﻓﻌﻲ ﻭ ﺤﺴﻨﻪ ، ﻭ ﻟﻴﺱ ﻫﻭ ﻤﻥ ﺭﻭﺍﻴﺔ ﻤﺴﻠﻡ ،
ﻭ ﻻ ﻤﻥ ﺤﺩﻴﺙ ﺃﺒﻲ ﻫﺭﻴﺭﺓ ﻜﻤﺎ ﻴﺨﻁﺊ ﺒﻌﺽ ﺍﻟﻨﺎﺱ ، ﻭ ﻤﻨـﻪ
ﻤﺎ ﻭﺭﺩ ﻓﻲ ﺇﻁﻼﻕ ﺍﺴﻡ ﺭﻤﻀﺎﻥ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺤﻕ ﺘﺒﺎﺭﻙ ﻭ ﺘﻌﺎﻟﻰ ﻓﻲ
ﺒﻌﺽ ﺍﻵﺜﺎﺭ .
ﻓﻜل ﻫﺫﻩ ﻻ ﻴﺭﺍﺩ ﻤﻨﻬﺎ ﻅﻭﺍﻫﺭﻫﺎ ﻭ ﺤﻘﻴﻘﺔ ﺍﻹﻁـﻼﻕ ،
ﺒل ﺍﻟﻤﻘﺼﻭﺩ ﻓﻲ ﺍﻷﻭل ﻤﻨﻬﺎ ﻤﺜﻼ : ﻓﺈﻥ ﺍﷲ ﻫﻭ ﻤﺴﺒﺏ ﻟﺤﻭﺍﺩﺙ
ﺍﻟﺩﻫﺭ ﻓﻼ ﻴﺼﺢ ﺃﻥ ﻴﻨﺴﺏ ﺇﻟﻰ ﺍﷲ ﺸﻲﺀ ﻭ ﻻ ﺃﻥ ﻴﺴﺏ ﻭ ﻴﺫﻡ ،
20. ﻭ ﻓﻲ ﺍﻟﺜﺎﻨﻲ : ﻓﺈﻥ ﺍﻷﻨﻴﻥ ﺃﺜﺭ ﻗﻬﺭ ﺍﷲ ﺘﻌـﺎﻟﻰ ﻴﺭﺘـﺎﺡ ﺇﻟﻴـﻪ
ﺍﻟﻤﺭﻴﺽ ، ﻭ ﻫﻜﺫﺍ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﻌﺎﻨﻲ ﺍﻟﺘـﻲ ﺘـﺩل ﻋﻠﻴﻬـﺎ ﻗـﺭﺍﺌﻥ
ﺍﻷﺤﻭﺍل .
٣ - ﺍﻟﺘﻭﻗﻴﻑ ﻓﻲ ﺃﺴﻤﺎﺀ ﺍﷲ ﺘﻌﺎﻟﻰ ﻭ ﺼﻔﺎﺘﻪ:
ﻭ ﺍﻋﻠﻡ ﺃﻥ ﺠﻤﻬﻭﺭ ﺍﻟﻤﺴﻠﻤﻴﻥ ﻋﻠﻰ ﺍﻨـﻪ ﻻ ﻴﺼـﺢ ﺃﻥ
ﻨﻁﻠﻕ ﻋﻠﻰ ﺍﷲ ﺘﺒﺎﺭﻙ ﻭ ﺘﻌﺎﻟﻰ ﺍﺴﻤﺎ ﺃﻭ ﻭﺼﻔﺎ ﻟـﻡ ﻴـﺭﺩ ﺒـﻪ
ﺍﻟﺸﺭﻉ ، ﺒﻘﺼﺩ ﺍﺘﺨﺎﺫﻩ ﺍﺴﻤﺎ ﻟﻪ ﺘﻌﺎﻟﻰ ﻭ ﺇﻥ ﻜﺎﻥ ﺸﻌﺭ ﺒﺎﻟﻜﻤﺎل
ﻴ
، ﻓﻼ ﻴﺼﺢ ﺃﻥ ﻨﻘﻭل : ﻤﻬﻨﺩﺱ ﺍﻟﻜﻭﻥ ﺍﻟﻌﻅﻡ ، ﻭ ﻻ ﺃﻥ ﻨﻘـﻭل
ﺍﻟﻤﺩﻴﺭ ﺍﻟﻌﺎﻡ ﻟﺸﺅﻭﻥ ﺍﻟﺨﻠﻕ ، ﻋﻠﻰ ﺃﻥ ﺘﻜﻭﻥ ﻫـﺫﻩ ﺃﺴـﻤﺎﺀ ﺃﻭ
ﺼﻔﺎﺕ ﷲ ﺘﻌﺎﻟﻰ ﻴﺼﻁﻠﺢ ﻋﻠﻴﻬﺎ ، ﻭ ﻴﺘﻔﻕ ﻋﻠﻰ ﺇﻁﻼﻗﻬﺎ ﻋﻠﻴـﻪ
ﺘﻌﺎﻟﻰ ، ﻭ ﻟﻜﻨﻬﺎ ﺇﻥ ﺠﺎﺀﺕ ﻓﻲ ﻋﺭﺽ ﺍﻟﻜﻼﻡ ﻟﺒﻴـﺎﻥ ﺘﺼـﺭﻓﻪ
ﺘﻌﺎﻟﻰ ﻤﻥ ﺒﺎﺏ ﺍﻟﺘﻘﺭﻴﺏ ﻟﻸﻓﻬﺎﻡ ﻓﻼ ﺒﺄﺱ ، ﻭ ﺍﻷﻭﻟﻰ ﺍﻟﻌـﺩﻭل
ﻋﻥ ﺫﻟﻙ ﺘﺄﺩﺒﺎ ﻤﻊ ﺍﻟﺤﻕ ﺘﻌﺎﻟﻰ .
٤ - ﺍﻟﻌﻠﻤﻴﺔ ﻭ ﺍﻟﻭﺼﻔﻴﺔ ﻓﻲ ﻫﺫﻩ ﺍﻷﺴﻤﺎﺀ :
ﻭ ﻫﺫﻩ ﺍﻷﺴﻤﺎﺀ ﺍﻟﻤﺘﻘﺩﻤﺔ ﻤﻨﻬﺎ ﻋﻠﻡ ﻭﺍﺤﺩ ﻭﻀﻊ ﻟﻠـﺫﺍﺕ
ﺍﻟﻘﺩﺴﻴﺔ ﻭ ﻫﻭ ﻟﻔﻅ ﺍﻟﺠﻼﻟﺔ : ﺍﷲ ، ﻭ ﺒﺎﻗﻴﻬﺎ ﻜﻠﻬﺎ ﻤﻼﺤﻅ ﻓﻴﻬـﺎ
ﻤﻌﻨﻰ ﺍﻟﺼﻔﺎﺕ ، ﻭ ﻟﻬﺫﺍ ﺼﺢ ﺃﻥ ﺘﻜﻭﻥ ﺃﺨﺒﺎﺭﺍ ﻟﻠﻔﻅ ﺍﻟﺠﻼﻟﺔ ،
21. ﻭ ﻫل ﻫﻭ ﻤﺸﺘﻕ ﺃﻭ ﻏﻴﺭ ﻤﺸﺘﻕ ؟ ﻤﺴﺄﻟﺔ ﺨﻼﻓﻴﺔ ، ﻻ ﻴﺘﺭﺘـﺏ
ﻋﻠﻴﻬﺎ ﺃﻤﺭ ﻋﻤﻠﻲ ، ﻭ ﺤﺴﺒﻨﺎ ﺃﻥ ﻨﻌﻠﻡ ﺍﺴﻡ ﺍﻟﺫﺍﺕ ﻫﻭ ﻫﺫﺍ ﺍﻻﺴﻡ
ﺍﻟﻤﻔﺭﺩ ﻭ ﺒﻘﻴﺔ ﺍﻷﺴﻤﺎﺀ ﻤﺸﺭﺒﺔ ﺒﺎﻟﻭﺼﻔﻴﺔ ، ﻭ ﻓﻲ ﻫﺫﺍ ﺍﻟﻜﻔﺎﻴﺔ .
٥ - ﺨﻭﺍﺹ ﺃﺴﻤﺎﺀ ﺍﷲ ﺍﻟﺤﺴﻨﻰ :
ﻴﺫﻜﺭ ﺍﻟﺒﻌﺽ ﺃﻥ ﻟﻜل ﺍﺴـﻡ ﻤـﻥ ﺃﺴـﻤﺎﺀ ﺍﷲ ﺘﻌـﺎﻟﻰ
ﺨﻭﺍﺹ ﻭ ﺃﺴﺭﺍﺭﺍ ﺘﺘﻌﻠﻕ ﺒﻪ ﻋﻠﻰ ﺇﻓﺎﻀﺔ ﻓﻴﻬﺎ ﺃﻭ ﺇﻴﺠﺎﺯ ، ﻭ ﻗﺩ
ﻴﺘﻐﺎﻟﻰ ﺍﻟﺒﻌﺽ ﻓﻴﺘﺠﺎﻭﺯ ﻫﺫﺍ ﺍﻟﻘﺩﺭ ﺇﻟﻰ ﺯﻋﻡ ﺃﻥ ﻟﻜل ﺍﺴﻡ ﺨﺎﺩﻤﺎ
ﺭﻭﺤﺎﻨﻴﺎ ﻴﺨﺩﻡ ﻤﻥ ﻴﻭﺍﻅﺏ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺫﻜﺭ ﺒﻪ ، ﻭ ﻫﻜﺫﺍ ، ﻭ ﺍﻟـﺫﻱ
ﺃﻋﻠﻤﻪ ﻓﻲ ﻫﺫﺍ ، ﻭ ﻓﻭﻕ ﻜل ﺫﻱ ﻋﻠﻡ ﻋﻠـﻴﻡ ، ﺃﻥ ﺃﺴـﻤﺎﺀ ﺍﷲ
ﺘﻌﺎﻟﻰ ﺃﻟﻔﺎﻅ ﻤﺸﺭﻓﺔ ﻟﻬﺎ ﻓﻀل ﻋﻠﻰ ﺴﺎﺌﺭ ﺍﻟﻜﻼﻡ ، ﻭ ﻓﻴﻬﺎ ﺒﺭﻜﺔ
ﻭ ﻓﻲ ﺫﻜﺭﻫﺎ ﺜﻭﺍﺏ ﻋﻅﻴﻡ ، ﻭ ﺃﻥ ﺍﻹﻨﺴﺎﻥ ﺇﺫﺍ ﻭﺍﻅﺏ ﻋﻠﻰ ﺫﻜﺭ
ﺍﷲ ﺘﻌﺎﻟﻰ ﻅﻬﺭﺕ ﻨﻔﺴﻪ ، ﻭ ﺼﻔﺕ ﺭﻭﺤﻪ ، ﻭ ﻻ ﺴﻴﻤﺎ ﺇﺫﺍ ﻜﺎﻥ
ﺫﻜﺭﻩ ﺒﺤﻀﻭﺭ ﻗﻠﺏ ﻭ ﻓﻬﻡ ﻟﻠﻤﻌﻨﻰ ، ﺃﻤﺎ ﻤﺎ ﺯﺍﺩ ﻋﻠﻰ ﺫﻟﻙ ﻓﻠـﻡ
ﻴﺭﺩ ﻓﻲ ﻜﺘﺎﺏ ﻭ ﻻ ﺴﻨﺔ ، ﻭ ﻗﺩ ﻨﻬﻴﻨﺎ ﻋﻥ ﺍﻟﻐﻠﻭ ﻓـﻲ ﺩﻴـﻥ ﺍﷲ
ﺘﻌﺎﻟﻰ ، ﻭ ﺍﻟﺯﻴﺎﺩﺓ ﻓﻴﻪ ، ﻭ ﺤﺴﺒﻨﺎ ﺍﻻﻗﺘﺼﺎﺭ ﻋﻠﻰ ﻤﺎ ﻭﺭﺩ .
٦ - ﺍﺴﻡ ﺍﷲ ﺍﻷﻋﻅﻡ :
ﻭﺭﺩ ﺍﺴﻡ ﺍﷲ ﺍﻷﻋﻅﻡ ﻓﻲ ﺃﺤﺎﺩﻴﺙ ﻜﺜﻴﺭﺓ ، ﻤﻨﻬﺎ :
22. ١ - ﻋﻥ ﺒﺭﻴﺩﺓ ﺭﻀﻲ ﺍﷲ ﻋﻨﻪ ﻗﺎل : ـﻤﻊ ﺍﻟ ﱠﺒـﻲ
ﺴ ﹾﻨ
ﺼﱠﻰ ﺍﷲ ﻠﻴﻪ ﻭﺴﱠﻡ ﺭﺠﻼ ﻴﺩ ﻭ ﻭﻫﻭ ﻴ ﹸﻭل: ﺍﱠﻠﻬﻡ ﺇ ﱢﻲ ﺃﺴﺄﻟﻙ
ﹸ ﻘ ُ ﻟ ﻨ ﹰ ﻋ ُ ﻋ ِ ﻠ ﻠ
ﺒﺄ ﱠﻲ ﺃﺸﻬﺩ ﺃﻨﻙ ﺃﻨﺕ ﺍﷲ ﻻ ﺇﻟﻪ ﺇﻻ ﺃﻨﺕ ﺍﻷﺤﺩ ﺍﻟ ﻤﺩ ﺍﻟ ِﻱ ﻟـﻡ
ﹼ ﹶ ﺼ ﱠﺫ ﱠ ﹶ ُ ﻨ
ﻠﺩ ﻭﻟﻡ ﻭﻟﺩ ﻭﻟﻡ ﻴﻜﻥ ﻟﻪ ﻜﻔﻭﺍ ﺃﺤﺩ. ﹶﺎل ﻓ ﹶﺎل : )ﻭﺍﻟ ِﻱ ﻨﻔﺴﻲ
ﱠﺫ ﻴ ﻴ ﹶ ﹸ ﹰ ﻗ َ ﹶﻘ َ
ﺒﻴﺩﻩ ﻟﻘﺩ ﺴﺄل ﺍﷲ ﺒﺎﺴﻤﻪ ﺍﻷﻋﻅﻡ ﺍﻟ ِﻱ ﺇﺫﺍ ﻋﻲ ﺒﻪ ﺃﺠﺎﺏ ﻭﺇﺫﺍ
ﺩ ِ ِ ﱠﺫ ِ ِ ﹶَ َ
ﺴ ِل ﺒﻪ ﺃﻋﻁﻰ( ﺭﻭﺍﻩ ﺃﺒﻭ ﺩﺍﻭﺩ ﻭ ﺍﻟﺘﺭﻤﺫﻱ ﻭ ﺍﻟﻨﺴﺎﺌﻲ ﻭ ﺍﺒـﻥ
ﺌ َ ِ
ﻤﺎﺠﺔ ، ﻭ ﻗﺎل ﺍﻟﻤﻨﺫﺭﻱ : ﻗﺎل ﺸﻴﺨﻨﺎ ﺃﺒﻭ ﺍﻟﺤﺴﻥ ﺍﻟﻤﻘﺩﺴﻲ : ﻫﻭ
ﺇﺴﻨﺎﺩ ﻻ ﻤﻁﻌﻥ ﻓﻴﻪ ، ﻭ ﻻ ﺃﻋﻠﻡ ﺃﻨﻪ ﺭﻭﻱ ﻓﻲ ﻫﺫﺍ ﺍﻟﺒﺎﺏ ﺤﺩﻴﺙ
ﺃﺠﻭﺩ ﺇﺴﻨﺎﺩﺍ ﻤﻨﻪ ، ﻭ ﻗﺎل ﺍﻟﺤﺎﻓﻅ ﺍﺒﻥ ﺤﺠﺭ : ﻫـﺫﺍ ﺍﻟﺤـﺩﻴﺙ
ﺃﺭﺠﺢ ﻤﺎ ﻭﺭﺩ ﻓﻲ ﻫﺫﺍ ﺍﻟﺒﺎﺏ ﻤﻥ ﺤﻴﺙ ﺍﻟﺴﻨﺩ .
٢ - ﻥ ﺃﻨﺱ ﺒﻥ ﻤﺎﻟﻙ ﺭﻀﻲ ﺍﷲ ﻋﻨﻪ ﻗﺎل : ﺩ ﹶـل
ﺨ َ ﻋ
ﺍﻟ ﱠﺒﻲ ﺼﱠﻰ ﺍﷲ ﻠﻴﻪ ﻭﺴﱠﻡ ﺍﻟﻤﺴﺠﺩ ﻭﺭﺠل ﻗﺩ ﺼﱠﻰ ﻭﻫﻭ ﻴﺩ ﻭ
ﻋ ٌ ﹶ ﻠ ُ ﻋ ِ ﻠ ﹾﻨ ﻠ
ﻭﻫﻭ ﻴ ﹸﻭل ﻓﻲ ﻋﺎﺌﻪ ﺍﱠﻠ ـﻡ ﻻ ﺇﻟـﻪ ﺇﻻ ﺃﻨـﺕ ﺍﻟﻤ ﱠـﺎﻥ ﺒـﺩﻴﻊ
ﹶ ﻨ ﹼ ﻘ ُ ﺩ ِ ِ ﻟ ﻬ
ﺍﻟ ﻤﺎﻭﺍﺕ ﻭﺍﻷﺭ ِ ﺫﺍ ﺍﻟﺠﻼل ﻭﺍﻹﻜﺭﺍﻡ. ﻓ ﹶﺎل ﺍﻟ ﱠﺒﻲ ﺼﱠﻰ ﺍﷲ
ُ ِ ﹶﻘ َ ﹾﻨ ﻠ ِ ِ َ ﺽ ﺴ
ﻠﻴﻪ ﻭﺴﱠﻡ )ﺃﺘﺩﺭﻭﻥ ﺒﻤﺎ ﺩ ﺎ ﺍ َ؟ ﺩ ﺎ ﺍﷲ ﺒﺎﺴـﻤﻪ ﺍﻷﻋﻅـﻡ
ِ ِِ ﻋ ﷲ ﻋ َ ﻋ ِ ﻠ
ﺍﻟ ِﻱ ﺇﺫﺍ ﻋﻲ ﺒﻪ ﺃﺠﺎﺏ ﻭﺇﺫﺍ ﺴ ِل ﺒﻪ ﺃﻋ ﹶﻰ( ﺭﻭﺍﻩ ﺃﺒـﻭ ﺩﺍﻭﺩ
ﺌ َ ِ ِ ﻁ ﺩ ﱠﺫ
ﻭ ﺍﻟﺘﺭﻤﺫﻱ ﻭ ﺍﻟﻨﺴﺎﺌﻲ ﻭ ﺍﺒﻥ ﻤﺎﺠﻪ .
23. ٣ - ﻋﻥ ﺃﺴﻤﺎﺀ ﺒﻨﺕ ﻴﺯﻴﺩ ﺭﻀﻲ ﺍﷲ ﻋﻨﻬﺎ ﺃﻥ ﺍﻟﻨﺒـﻲ
ﺼﻠﻰ ﺍﷲ ﻋﻠﻴﻪ ﻭ ﺴﻠﻡ ﻗﺎل : ﺍﺴﻡ ﺍﷲ ﺍﻟﻌﻅﻡ ﻓﻲ ﻫﺎﺘﻴﻥ ﺍﻵﻴﺘﻴﻥ )
ِﻟﻬﻜﻡ ﺇﻟﻪ ﺍﺤﺩ ﻻ ِﻟ ِ ﻻ ﻫﻭ ﺍﻟ ﺤﻤﻥ ﺍﻟﺭ ِﻴﻡ( ، ) ﺃﻟــﻡ ،
ﻭ ﺇ ﹶ ﹸ ِ ﹶ ﻭ ِ ﺇ ﹶ ﻪ ﺇ ﺭ ﺤ
ﺍﷲ ﻻ ِﻟ ِ ﻻ ﻫﻭ ﺍﻟﺤﻲ ﺍﻟﻘ ﻭﻡ( . ﺭﻭﺍﻩ ﺃﺤﻤـﺩ ﻭ ﺃﺒـﻭ ﺩﺍﻭﺩ ﻭ
ُ ﺇ ﹶﻪ ﺇ ﹾ ﹾ ﹶﻴ
ﺍﻟﺘﺭﻤﺫﻱ ﻭ ﺍﺒﻥ ﻤﺎﺠﻪ ، ﻭ ﻗﺎل ﺍﻟﺘﺭﻤﺫﻱ ﺤﺩﻴﺙ ﺤﺴﻥ ﺼﺤﻴﺢ .
٤ - ﻋﻥ ﺴﻌﺩ ﺒﻥ ﻤﺎﻟﻙ ﺭﻀﻲ ﺍﷲ ﻋﻨﻪ ﻗﺎل : ﺴﻤﻌﺕ
ﺭﺴﻭل ﺍﷲ ﺼﻠﻰ ﺍﷲ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺴﻠﻡ ﻴﻘﻭل : )ﻫل ﺃﺩﻟﻜﻡ ﻋﻠﻰ ﺍﺴـﻡ
ﺍﷲ ﺍﻷﻋﻅﻡ ، ﺍﻟﺫﻱ ﺇﺫﺍ ﺩﻋﻲ ﺒﻪ ﺃﺠﺎﺏ ، ﻭ ﺇﺫﺍ ﺴﺌل ﺒﻪ ﺃﻋﻁﻰ
؟ ﺍﻟﺩﻋﻭﺓ ﺍﻟﺘﻲ ﺩﻋﺎ ﺒﻬﺎ ﻴﻭﻨﺱ ﺤﻴﺙ ﻨﺎﺩﻯ ﻓﻲ ﺍﻟﻅﻠﻤﺎﺕ ﺍﻟﺜﻼﺙ
: )ﺃﻥ ﻻ ِﻟ ﺇﻻ ﺃﻨﺕ ﺴﺒ ﺎﻨ ﺇ ﱢﻲ ﻜﻨﺕ ﻤﻥ ﺍﻟ ﱠﺎﻟ ِﻴﻥ( ، ﻓﻘـﺎل
َ ﺇ ﹶﻪ ِ ﹼ َ ﹾ ﹶ ﺤ ﹶﻙ ِﻨ ﹸ ﹾ ﹸ ِ ﻅ ِﻤ
ﺭﺠل : ﻴﺎ ﺭﺴﻭل ﺍﷲ ﻫل ﻜﺎﻨﺕ ﻟﻴﻭﻨﺱ ﺨﺎﺼـﺔ ﺃﻡ ﻟﻠﻤـﺅﻤﻨﻴﻥ
ﻋﺎﻤﺔ ؟ ﻓﻘﺎل ﺭﺴﻭل ﺍﷲ ﺼﻠﻲ ﺍﷲ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺴﻠﻡ : ﺃﻻ ﺘﺴﻤﻊ ﻗﻭل
ﺍﷲ ﻋﺯ ﻭﺠل : ) ﹶﺎﺴﺘﺠﺒ ﹶﺎ ﻟﻪ ﻭﻨﺠﻴ ﹶﺎﻩ ﻤﻥ ﺍﻟﻐﻡ ﻜﺫ ِ ﻨﻨ ِـﻲ
ﻓ ﹶ ﻨ ﹶ ﹶ ﻨ ِ ﹾ ﹶ ﻭ ﹶ ﹶﻟﻙ ﹸ ﹾﺠ
ﺍﻟﻤﺅﻤ ِﻴﻥ( . ﺭﻭﺍﻩ ﺍﻟﺤﺎﻜﻡ .
ﹾ ِ ْ ﻨ
ﻓﺄﻨﺕ ﺘﺭﻯ ﻤﻥ ﻫﺫﻩ ﺍﻷﺤﺎﺩﻴﺙ ﻭ ﻤﻥ ﻏﻴﺭﻫﺎ ﺃﻨﻬﺎ ﻟـﻡ
ﺘﻌﻴﻥ ﺍﺴﻡ ﺍﷲ ﺍﻷﻋﻅﻡ ﺒﺎﻟﺫﺍﺕ ، ﻭ ﺃﻥ ﺍﻟﻌﻠﻤﺎﺀ ﻤﺨﺘﻠﻔـﻭﻥ ﻓـﻲ
ﺘﻌﻴﻴﻨﻪ ﻻﺨﺘﻼﻓﻬﻡ ﻓﻲ ﺘﺭﺠﻴﺢ ﺍﻷﺤﺎﺩﻴﺙ ﺒﻌﻀﻬﺎ ﻋﻠﻰ ﺒﻌـﺽ ،
ﺤﺘﻰ ﺍﺨﺘﻠﻔﻭﺍ ﻋﻠﻰ ﻨﺤﻭ ﺍﻟﺭﺒﻌﻴﻥ ﻗﻭﻻ ، ﻭ ﺍﻟﺫﻱ ﻨﺄﺨﺫﻩ ﻤﻥ ﻫﺫﻩ
24. ﺍﻷﺤﺎﺩﻴﺙ ﺍﻟﺸﺭﻴﻔﺔ ، ﻭ ﻤﻥ ﺃﻗﻭﺍل ﺍﻟﺜﻘﺎﺕ ﻤﻥ ﺭﺠﺎل ﺍﻟﻤﻠﺔ ، ﺃﻥ
ﺍﻻﺴﻡ ﺍﻷﻋﻅﻡ ﺩﻋﺎﺀ ﻤﺭﻜﺏ ﻤﻥ ﻋﺩﺓ ﺃﺴﻤﺎﺀ ﻤﻥ ﺃﺴﻤﺎﺌﻪ ﺘﻌـﺎﻟﻰ
ﺇﺫﺍ ﺩﻋﺎ ﺒﻪ ﺍﻹﻨﺴﺎﻥ ، ﻤﻊ ﺘﻭﻓﺭ ﺸﺭﻭﻁ ﺍﻟﺩﻋﺎﺀ ﺍﻟﻤﻁﻠﻭﺒﺔ ﺸﺭﻋﺎ
ﺍﺴﺘﺠﺎﺏ ﺍﷲ ﻟﻪ ، ﻭ ﻗﺩ ﺼﺭﺤﺕ ﺒﻪ ﺍﻷﺤﺎﺩﻴﺙ ﺍﻟﺸﺭﻴﻔﺔ ﻓﻲ ﻋﺩﺓ
ﻤﻭﺍﻀﻊ .
ﻭ ﺇﺫﺍ ﺘﻘﺭﺭ ﻫﺫﺍ ، ﻓﻤﺎ ﻴﺩﻋﻴﻪ ﺒﻌﺽ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻤﻥ ﺃﺘﻪ ﺴﺭ
ﻤﻥ ﺍﻷﺴﺭﺍﺭ ﻴﻤﻨﺢ ﻟﺒﻌﺽ ﺍﻷﻓﺭﺍﺩ ، ﻓﻴﻔﺘﺤﻭﻥ ﺒﻪ ﺍﻟﻤﻐﻠﻘﺎﺕ ، ﻭ
ﻴﺨﺭﻗﻭﻥ ﺒﻪ ﺍﻟﻌﺎﺩﺍﺕ ، ﻭ ﻴﻜﻭﻥ ﻟﻬﻡ ﺒﻪ ﻤﻥ ﺍﻟﺨﻭﺍﺹ ﻤﺎ ﻟـﻴﺱ
ﻟﻐﻴﺭﻫﻡ ﻤﻥ ﺍﻟﻨﺎﺱ ، ﺃﻤﺭ ﺯﺍﺌﺩ ﻋﻤﺎ ﻭﺭﺩ ﻋﻥ ﺍﷲ ﻭ ﺭﺴﻭﻟﻪ ، ﻭ
ﺇﺫﺍ ﺍﺤﺘﺞ ﻫﺅﻻﺀ ﺍﻟﺒﻌﺽ ﺒﺎﻵﻴﺔ ﺍﻟﻜﺭﻴﻤﺔ ﻭ ﻫﻲ ﻗﻭﻟـﻪ ﺘﻌـﺎﻟﻰ :
) ﹶﺎل ﺍﻟ ِﻱ ﻋﻨﺩﻩ ﻋﻠﻡ ﻤﻥ ﺍﻟﻜ ﹶﺎﺏ ﺃ ﹶﺎ ﺁ ِﻴﻙ ﺒﻪ ﻗﺒل ﺃﻥ ﻴﺭﺘﺩ ِﻟﻴ
ﻗ َ ﱠﺫ ِ ﹾ ِ ﹾ ِ ﹾ ِﺘ ِ َﻨ ﺘ ِ ِ ﹶ َ َ ﹶ ﺇ ﹶ ﻙ
ﻁﺭﻓ ) (ﺍﻟﻨﻤل:٠٤( ، ﻋﻠﻰ ﺃﻥ ﺍﻟﻘﻭل ﺒﺄﻥ ﻤﻌﻨﻰ )ﻋﻨـﺩﻩ ﻋﻠـﻡ
ﹶ ﹸﻙ
ﻤﻥ ﺍﻟﻜﺘﺎﺏ( ﺃﻨﻪ ﺍﺴﻡ ﺍﷲ ﺍﻷﻋﻅﻡ ، ﻨﻘﻭل ﻟﻬـﻡ : ﻗـﺩ ﺼـﺭﺡ
ﺍﻟﻤﻔﺴﺭﻭﻥ ﺒﺄﻥ ﺫﻟﻙ ﺍﻟﻤﺩﻋﻭ ﺒﻪ ﻜﺎﻥ : ﻴﺎ ﺤﻲ ﻴﺎ ﻗﻴﻭﻡ ، ﺃﻭ : ﺍﷲ
ﻻ ﺇﻟﻪ ﺇﻻ ﻫﻭ ﺍﻟﺤﻲ ﺍﻟﻘﻴﻭﻡ . ﻭ ﺍﺩﻋﻰ ﺒﻌﻀﻬﻡ ﺃﻨﻪ ﺴﺭﻴﺎﻨﻲ ﻟﻔﻅﻪ
: ) ﺁﻫﻴﺎ ﺸﺭﺍﻫﻴﺎ ( ، ﻭ ﻫﻲ ﺩﻋﻭﻯ ﺒﻐﻴﺭ ﺩﻟﻴل ، ﻓﻠـﻡ ﻴﺨـﺭﺝ
ﺍﻷﻤﺭ ﻋﻤﺎ ﻭﺭﺩ ﻓﻲ ﺍﻷﺤﺎﺩﻴﺙ ﺍﻟﺼﺤﻴﺤﺔ .
25. ﻭ ﺨﻼﺼﺔ ﺍﻟﺒﺤﺙ ﺃﻥ ﺒﻌﺽ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻭﻟﻌﻭﺍ ﺒﺎﻟﻤﻌﻤﻴﺎﺕ ،
ﻭ ﺍﺩﻋﺎﺀ ﺍﻟﺨﺼﻭﺼﻴﺎﺕ ، ﻭ ﺍﻟﺯﻴﺎﺩﺓ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺄﺜﻭﺭﺍﺕ ، ﻓﻘﺎﻟﻭﺍ ﻤﺎ
ﻟﻡ ﻴﺭﺩ ﻓﻲ ﻜﺘﺎﺏ ﻭ ﻻ ﻓﻲ ﺴﻨﺔ ، ﻭ ﻗﺩ ﻨﻬﻴﻨﺎ ﻋﻥ ﺫﻟـﻙ ﻨﻬﻴـﺎ
ﺸﺩﻴﺩﺍ ، ﻓﻠﻨﻘﻑ ﻤﻊ ﺍﻟﻤﺄﺜﻭﺭ .
26. ﺼــﻔﺎﺕ ﺍﷲ ﺘﻌــﺎﻟﻰ
١ - ﺼﻔﺎﺕ ﺍﷲ ﺘﺒﺎﺭﻙ ﻭ ﺘﻌﺎﻟﻰ ﻓـﻲ ﻨﻅـﺭ
ﺍﻟﻌﻘل
ﺃﻨﺕ ﺇﺫﺍ ﻨﻅﺭﺕ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻜﻭﻥ ﻭﻤﺎ ﻓﻴﻪ ﻤﻥ ﺒﺩﺍﺌﻊ ﺍﻟﺤﻜﻡ ،
ﻭﻏﺭﺍﺌﺏ ﺍﻟﻤﺨﻠﻭﻕ ، ﻭ ﺩﻗﻴﻕ ﺍﻟﺼﻨﻊ ، ﻭ ﻜﺒﻴﺭ ﺍﻹﺤﻜﺎﻡ ، ﻤـﻊ
ﺍﻟﻌﻅﻤﺔ ﻭ ﺍﻻﺘﺴـﺎﻉ ، ﻭ ﺍﻟﺘﻨﺎﺴـﻕ ﻭﺍﻹﺒـﺩﺍﻉ ، ﻭﺍﻟﺘﺠـﺩﺩ ﻭ
ﺍﻻﺨﺘﺭﺍﻉ ، ﻭ ﺭﺃﻴﺕ ﻫﺫﻩ ﺍﻟﺴﻤﺎﺀ ﺍﻟﺼﺎﻓﻴﺔ ، ﺒﻜﻭﺍﻜﺒﻬﺎ ﻭ ﺃﻓﻼﻜﻬﺎ
، ﻭ ﺸﻤﻭﺴﻬﺎ ﻭ ﺃﻗﻤﺎﺭﻫﺎ ﻭ ﻤﺩﺍﺭﺍﺘﻬﺎ ، ﻭ ﺭﺃﻴﺕ ﻫـﺫﻩ ﺍﻷﺭﺽ
ﺒﻨﺒﺎﺘﻬﺎ ﻭ ﺨﻴﺭﺍﺘﻬﺎ ، ﻭ ﻤﻌﺎﺩﻨﻬـﺎ ﻭ ﻜﻨﻭﺯﻫـﺎ ﻭ ﻋﻨﺎﺼـﺭﻫﺎ ﻭ
ﻤﻭﺍ ﻫﺎ ، ﻭ ﺭﺃﻴﺕ ﻋﺎﻟﻡ ﺍﻟﺤﻴﻭﺍﻥ ﻭ ﻤﺎ ﻓﻴﻪ ﻤﻥ ﻏﺭﻴﺏ ﺍﻟﻬﺩﺍﻴﺔ ﻭ
ﺩ
ﺍﻹﻟﻬﺎﻡ ، ﺒل ﻟﻭ ﺭﺃﻴﺕ ﺘﺭﻜﻴﺏ ﺍﻹﻨﺴﺎﻥ ﻭ ﻤﺎ ﺍﺤﺘﻭﺍﻩ ﻤﻥ ﺃﺠﻬﺯﺓ
ﻜﺜﻴﺭﺓ ، ﻜل ﻴﻘﻭﻡ ﺒﻌﻤﻠﻪ ، ﻭ ﻴﺅﺩﻱ ﻭﻅﻴﻔﺘﻪ ، ﻭ ﺭﺃﻴـﺕ ﻋـﺎﻟﻡ
ﺍﻟﺒﺤﺎﺭ ﻭ ﻤﺎ ﻓﻴﻪ ﻤﻥ ﻋﺠﺎﺌﺏ ﻭ ﻏﺭﺍﺌﺏ ، ﻭ ﻋﺭﻓـﺕ ﺍﻟﻘـﻭﻯ
ﺍﻟﻜﻭﻨﻴﺔ ﻭ ﻤﺎ ﻓﻴﻬﺎ ﻤﻥ ﺤﻜﻡ ﻭ ﺃﺴﺭﺍﺭ ، ﻤﻥ ﻜﻬﺭﺒﺎﺀ ﻭ ﺃﺜﻴـﺭ ﻭ
ﻤﻐﻨﺎﻁﻴﺱ ﻭ ﺭﺍﺩﻴﻭﻡ ، ﺜﻡ ﺍﻨﺘﻘﻠﺕ ﺇﻟﻰ ﺫﻭﺍﺕ ﺍﻟﻌﺎﻟﻡ ﻭ ﺃﻭﺼﺎﻓﻬﺎ ،
ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺭﻭﺍﺒﻁ ﻭ ﺍﻟﺼﻼﺕ ﻓﻴﻤﺎ ﺒﻴﻨﻬﺎ ، ﻭ ﻜﻴﻑ ﺃﻥ ﻜـﻼ ﻤﻨﻬـﺎ
ﻴﺘﺼل ﺒﺎﻵﺨﺭ ﺍﺘﺼﺎﻻ ﻤﺤﻜﻤﺎ ﻭﺜﻴﻘـﺎ ، ﺒﺤﻴـﺙ ﻴﺘـﺄﻟﻑ ﻤـﻥ
27. ﻤﺠﻤﻭﻋﻬﺎ ﻭﺤﺩﺓ ﻜﻭﻨﻴﺔ ﻜل ﺠﺯﺀ ﻤﻨﻬﺎ ﻴﺨﺩﻡ ﺍﻷﺠﺯﺍﺀ ﺍﻷﺨﺭﻯ ،
ﻜﻤﺎ ﻴﺨﺩﻡ ﺍﻟﻌﻀﻭ ﻓﻲ ﺍﻟﺠﺴﻡ ﺍﻟﻭﺍﺤﺩ ﺒﻘﻴﺔ ﺍﻷﻋﻀﺎﺀ ، ﻟﺨﺭﺠﺕ
ﻤﻥ ﻜل ﺫﻟﻙ ، ﺒﻐﻴﺭ ﺃﻥ ﻴﺄﺘﻴﻙ ﺩﻟﻴل ﺃﻭ ﺒﺭﻫـﺎﻥ ، ﺃﻭ ﻭﺤـﻲ ﺃﻭ
ﻗﺭﺁﻥ ، ﺒﻬﺫﻩ ﺍﻟﻌﻘﻴﺩﺓ ﺍﻟﻨﻅﺭﻴﺔ ﺍﻟﺴﻬﻠﺔ ﻭ ﻫﻲ : ﺃﻥ ﻟﻬﺫﺍ ﺍﻟﻜـﻭﻥ
ﺨﺎﻟﻘﺎ ﺼﺎﻨﻌﺎ ﻤﻭﺠﺩﺍ ، ﻭ ﺃﻥ ﻫﺫﺍ ﺍﻟﺼﺎﻨﻊ ﻻ ﺒﺩ ﺃﻥ ﻴﻜﻭﻥ ﻋﻅﻴﻤﺎ
ﻓﻭﻕ ﻤﺎ ﻴﺘﺼﻭﺭ ﺍﻟﻌﻘل ﺍﻟﺒﺸﺭﻱ ﺍﻟﻀﻌﻴﻑ ﻤﻥ ﺍﻟﻌﻅﻤﺔ ، ﻭ ﻗﺎﺩﺭﺍ
ﻓﻭﻕ ﻤﺎ ﻴﻔﻬﻡ ﺍﻹﻨﺴﺎﻥ ﻤﻥ ﻤﻌﺎﻨﻲ ﺍﻟﻘﺩﺭﺓ ، ﻭ ﺤﻴﺎ ﺒﺄﻜﻤل ﻤﻌﺎﻨﻲ
ﺍﻟﺤﻴﺎﺓ ، ﻭ ﺃﻨﻪ ﻤﺴﺘﻐﻥ ٍ ﻋﻥ ﻜل ﻫﺫﻩ ﺍﻟﻤﺨﻠﻭﻗﺎﺕ ، ﻷﻨﻪ ﻜﺎﻥ ﻗﺒل
ﺃﻥ ﺘﻜﻭﻥ ، ﻭ ﻋﻠﻴﻤﺎ ﺒﺄﻭﺴﻊ ﺤﺩﻭﺩ ﺍﻟﻌﻠﻡ ، ﻭ ﺃﻨﻪ ﻓﻭﻕ ﻨـﻭﺍﻤﻴﺱ
ﻫﺫﺍ ﺍﻟﻜﻭﻥ ﻷﻨﻪ ﻭﺍﻀﻌﻬﺎ ، ﻭ ﺃﻨﻪ ﻗﺒل ﻫﺫﻩ ﺍﻟﻤﺨﻠﻭﻗـﺎﺕ ﻷﻨـﻪ
ﺨﺎﻟﻘﻬﺎ ، ﻭ ﺒﻌﺩﻫﺎ ﻷﻨﻪ ﻫﻭ ﺍﻟﺫﻱ ﻴﺤﻜﻡ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﺒﺎﻟﻌﺩﻡ ، ﻭ ﺇﺠﻤﺎﻻ
ﺴﺘﺭﻯ ﻨﻔﺴﻙ ﻤﻤﻠﻭﺀﺍ ﺒﺎﻟﻌﻘﻴﺩﺓ ﺒﺎﻥ ﺼﺎﻨﻊ ﻫﺫﺍ ﺍﻟﻜﻭﻥ ﻭ ﻤـﺩﺒﺭﻩ
ﹰ
ﻤﺘﺼﻑ ﺒﻜل ﺼﻔﺎﺕ ﺍﻟﻜﻤﺎل ﻓﻭﻕ ﻤﺎ ﻴﺘﺼﻭﺭﻫﺎ ﺍﻟﻌﻘل ﺍﻟﺒﺸـﺭﻱ
ﺍﻟﺼﻐﻴﺭ ، ﻭ ﻤﻨﺯﻩ ﻋﻥ ﺼﻔﺎﺕ ﺍﻟﻨﻘﺹ ، ﻭ ﺴﺘﺭﻯ ﻫﺫﻩ ﺍﻟﻌﻘﻴﺩﺓ
ﻭﺤﻲ ﻭﺠﺩﺍﻨﻙ ﻟﻭﺠﺩﺍﻨﻙ ، ﻭ ﺸﻌﻭﺭ ﻨﻔﺴﻙ ﻟﻨﻔﺴﻙ : ) ِﻁ ﺕ ﺍﷲ
ﻓ ﹾﺭ ﹶ ِ
ﺍﻟ ِﻲ ﻓﻁ ﺍﻟ ﱠﺎﺱ ﻋﻠﻴ ﺎ ﻻ ﺘﺒ ِﻴل ِﺨﻠ ِ ﺍﷲ ﺫ ِ ﺍﻟ ﻴﻥ ﺍﻟ ﹶـ ﻡ(
ﹶ ﺩ َ ﻟ ﹶ ﹾﻕ ِ ﹶﻟﻙ ﺩ ﹾﻘ ﻴ ﱠﺘ ﹶ ﹶﺭ ﻨ ﹶ ﻬ
)ﺍﻟﺭﻭﻡ:٠٣( .
28. ﻭ ﻨﺴﻭﻕ ﺇﻟﻴﻙ ﺒﻌﺩ ﻫﺫﻩ ﺍﻟﻤﻘﺩﻤﺔ ﺒﻌﻀﺎ ﻤـﻥ ﻏﺭﺍﺌـﺏ
ﺍﻟﺤﻭﺍﺩﺙ ﻓﻲ ﻫﺫﺍ ﺍﻟﻜﻭﻥ ، ﻭ ﺴﺘﺭﻯ ﺍﻨﻬﺎ ﻋﻠﻰ ﻗﻠﺘﻬـﺎ ﺒﺎﻟﻨﺴـﺒﺔ
ﻟﻌﻅﻤﺔ ﺍﻟﻜﻭﻥ ﻭ ﻤﺎ ﻓﻴﻪ ﻤﻥ ﺩﻗﺔ ﻭ ﺇﺤﻜﺎﻡ ﺴـﺘﻜﻭﻥ ﻜﺎﻓﻴـﺔ ﻷﻥ
ﺘﺸﻌﺭ ﻓﻲ ﻨﻔﺴﻙ ﺒﻤﺎ ﻗﺩﻤﺕ ﻟﻙ .
ﺍﻟﻤﻼﺤﻅﺔ ﺍﻷﻭﻟﻰ : ﻫﺫﺍ ﺍﻟﻬﻭﺍﺀ ﺍﻟﺫﻱ ﻨﺴﺘﻨﺸﻘﻪ ﻤﺭﻜﺏ
ﻤﻥ ﻋﺩﺓ ﻋﻨﺎﺼﺭ ، ﻤﻨﻬﺎ ﺠﺯﺀﺍﻥ ﻫﺎﻤﺎﻥ : ﺠﺯﺀ ﺼﺎﻟﺢ ﻟﺘـﻨﻔﺱ
ﺍﻹﻨﺴﺎﻥ ﻭ ﻴﺴﻤﻰ ﺒﺎﺼﻁﻼﺡ ﺍﻟﻜﻴﻤﻴﺎﺌﻴﻴﻥ ﺍﻷﻜﺴﺠﻴﻥ ، ﻭ ﺠـﺯﺀ
ﻀﺎﺭ ﺒﻪ ﻭ ﻴﺴﻤﻰ ﺍﻟﻜﺭﺒﻭﻥ ، ﻓﻤﻥ ﺩﻗﺎﺌﻕ ﺍﻻﺭﺘﺒﺎﻁ ﺒﻴﻥ ﻭﺤﺩﺍﺕ
ﻫﺫﺍ ﺍﻟﻭﺠﻭﺩ ﺍﻟﻤﻌﺠﺯ ﺃﻥ ﻫﺫﺍ ﺍﻟﺠﺯﺀ ﺍﻟﻀﺎﺭ ﺒﺎﻹﻨﺴـﺎﻥ ﻴﺘﻨﻔﺴـﻪ
ﺍﻟﻨﺒﺎﺕ ﻭ ﻫﻭ ﻨﺎﻓﻊ ﻟﻪ ، ﻓﻔﻲ ﺍﻟﻭﻗﺕ ﺍﻟﺫﻱ ﻴﻜﻭﻥ ﺍﻹﻨﺴـﺎﻥ ﻓﻴـﻪ
ﻴﺴﺘﻨﺸﻕ ﺍﻷﻜﺴﺠﻴﻥ ﻭ ﻴﻁﺭﺩ ﺍﻟﻜﺭﺒﻭﻥ ﻴﻜﻭﻥ ﺍﻟﻨﺒﺎﺕ ﻴﻌﻤل ﻋﻜﺱ
ﻫﺫﻩ ﺍﻟﻌﻤﻠﻴﺔ ، ﻓﻴﺴﺘﻨﺸﻕ ﺍﻟﻜﺭﺒﻭﻥ ﻭ ﻴﻁﺭﺩ ﺍﻷﻜﺴﺠﻴﻥ ، ﻓـﺎﻨﻅﺭ
ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺭﺍﺒﻁﺔ ﺍﻟﺘﻌﺎﻭﻨﻴﺔ ﺒﻴﻥ ﺍﻹﻨﺴﺎﻥ ﻭ ﺍﻟﻨﺒﺎﺕ ﻓﻲ ﺸﻲﺀ ﻫﻭ ﺃﻫﻡ
ﻋﻨﺎﺼﺭ ﺍﻟﺤﻴﺎﺓ ﻋﻨﺩﻫﻤﺎ ، ﻭ ﻫﻭ ﺍﻟﺘﻨﻔﺱ ، ﻭ ﻗل ﻟﻲ ﺒﻌﺩ ﺫﻟـﻙ :
ﻫل ﻴﻔﻌل ﻫﺫﺍ ﻓﻲ ﺍﻟﻜﻭﻥ ﺍﻟﻌﻅﻴﻡ ﻏﻴﺭ ﻋﻅﻴﻡ ﻗﺎﺩﺭ ﻭﺍﺴﻊ ﺍﻟﻌﻠﻡ ،
ﺩﻗﻴﻕ ﺍﻟﺤﻜﻤﺔ ؟
29. ﺍﻟﻤﻼﺤﻅﺔ ﺍﻟﺜﺎﻨﻴﺔ : ﺃﻨﺕ ﺘﺄﻜل ﺍﻟﻁﻌﺎﻡ ﻭ ﻫﻭ ﻴﺘﺭﻜـﺏ
ﻤﻥ ﻋﺩﺓ ﻋﻨﺎﺼﺭ ﻨﺒﺎﺘﻴﺔ ﺃﻭ ﺤﻴﻭﺍﻨﻴﺔ ، ﻴﻘﺴﻤﻬﺎ ﺍﻟﻌﻠﻤﺎﺀ ﺇﻟﻰ ﻤﻭﺍﺩ
ﺯﻻﻟﻴﺔ ، ﺃﻭ ﻨﺸﻭﻴﺔ ، ﺃﻭ ﺩﻫﻨﻴﺔ ، ﻤﺜﻼ ، ﻓﺘﺭﻯ ﺃﻥ ﺍﻟﺭﻴﻕ ﻴﻬﻀﻡ
ﺒﻌﺽ ﺍﻟﻤﻭﺍﺩ ﺍﻟﻨﺸﻭﻴﺔ ، ﻭ ﻴﺫﻴﺏ ﺍﻟﻤﻭﺍﺩ ﺍﻟﺴﻜﺭﻴﺔ ﻭ ﻨﺤﻭﻫﺎ ﻤﻤﺎ
ﻴﻘﺒل ﺍﻟﺫﻭﺒﺎﻥ ، ﻭ ﺍﻟﻤﻌﺩﺓ ﻴﻬﻀﻡ ﻋﺼـﻴﺭﻫﺎ ﺍﻟﻤـﻭﺍﺩ ﺍﻟﺯﻻﻟﻴـﺔ
ﻜﺎﻟﻠﺤﻡ ﻭ ﻏﻴﺭﻩ ، ﻭ ﺍﻟﺼﻔﺭﺍﺀ ﺍﻟﻤﻨﻔـﺭﺯﺓ ﻤـﻥ ﺍﻟﻜﺒـﺩ ﺘﻬﻀـﻡ
ﺍﻟﺩﻫﻨﻴﺎﺕ ، ﻭ ﺘﺠﺯﺌﻬﺎ ﺇﻟﻰ ﺃﺠﺯﺍﺀ ﺩﻗﻴﻘﺔ ﻴﻤﻜﻥ ﺍﻤﺘﺼﺎﺼﻬﺎ ، ﺜﻡ
ﻴﺄﺘﻲ ﺍﻟﺒﻨﻜﺭﻴﺎﺱ ﺒﻌﺩ ﺫﻟﻙ ﻓﻴﻔﺭﺯ ﺃﺭﺒﻊ ﻋﺼﺎﺭﺍﺕ ﺘﺘـﻭﻟﻰ ﻜـل
ﻭﺍﺤﺩﺓ ﻤﻨﻬﺎ ﺘﺘﻤﻴﻡ ﺍﻟﻬﻀﻡ ﻓﻲ ﻋﻨﺼﺭ ﻤﻥ ﺍﻟﻌﻨﺎﺼـﺭ ﺍﻟﺜﻼﺜـﺔ :
ﺍﻟﻨﺸﻭﻴﺔ ﺃﻭ ﺍﻟﺯﻻﻟﻴﺔ ﺃﻭ ﺍﻟﺩﻫﻨﻴﺔ ، ﻭ ﺍﻟﺭﺍﺒﻌﺔ ﺘﺤﻭل ﺍﻟﻠـﺒﻥ ﺇﻟـﻰ
ﺠﺒﻥ ، ﻓﺘﺄﻤل ﻫﺫﺍ ﺍﻻﺭﺘﺒﺎﻁ ﺍﻟﻌﺠﻴـﺏ ﺒـﻴﻥ ﻋﻨﺎﺼـﺭ ﺍﻟﺠﺴـﻡ
ﺍﻟﺒﺸﺭﻱ ، ﻭ ﻋﻨﺎﺼﺭ ﺍﻟﻨﺒﺎﺕ ﻭ ﺍﻟﺤﻴﻭﺍﻥ ﻭ ﺍﻷﻏﺫﻴﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﻴﺘﻐﺫﻯ
ﺒﻬﺎ ﺍﻹﻨﺴﺎﻥ .
ﺍﻟﻤﻼﺤﻅﺔ ﺍﻟﺜﺎﻟﺜﺔ : ﺘﺭﻯ ﺍﻟﺯﻫﺭﺓ ﻓﻲ ﺍﻟﻨﺒﺎﺕ ﻓﺘﺭﻯ ﻟﻬﺎ
ﺃﻭﺭﺍﻗﺎ ﺠﻤﻴﻠﺔ ﺠﺫﺍﺒﺔ ﻤﻠﻭﻨﺔ ﺒﺄﻟﻭﺍﻥ ﺒﻬﻴﺠﺔ ، ﻓﺈﺫﺍ ﺴﺄﻟﺕ ﻋﻠﻤـﺎﺀ
ﺍﻟﻨﺒﺎﺕ ﻋﻥ ﺍﻟﺤﻜﻤﺔ ﻓﻲ ﺫﻟﻙ ، ﺃﺠﺎﺒﻭﻙ ﺒﺄﻥ ﻫﺫﺍ ﺇﻏﻭﺍﺀ ﻟﻠﻨﺤل ﻭ
ﺃﺸﺒﺎﻫﻪ ﻤﻥ ﺍﻟﻤﺨﻠﻭﻗﺎﺕ ﺍﻟﺘﻲ ﺘﻤﺘﺹ ﺭﺤﻴﻕ ﺍﻷﺯﻫﺎﺭ ﻟﺘﺴﻘﻁ ﻋﻠﻰ
ﺍﻟﺯﻫﺭﺓ ، ﺤﺘﻰ ﺇﺫﺍ ﻭﻗﻔﺕ ﻋﻠﻰ ﻋﻴﺩﺍﻨﻬﺎ ﻋﻠﻘﺕ ﺤﺒﻭﺏ ﺍﻟﻠﻘـﺎﺡ ﻭ
30. ﺍﻨﺘﻘﻠﺕ ﻤﻥ ﺍﻟﺯﻫﺭﺓ ﺍﻟﺫﻜﺭ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺯﻫﺭﺓ ﺍﻷﻨﺜﻰ ﻓﻴـﺘﻡ ﺍﻟﺘﻠﻘـﻴﺢ ،
ﻓﺎﻨﻅﺭ ﻜﻴﻑ ﺠﻌﻠﺕ ﻫﺫﻩ ﺍﻷﻭﺭﺍﻕ ﺍﻟﺠﻤﻴﻠﺔ ﺍﻟﺯﻫﺭﺓ ﺤﻠﻘﺔ ﺍﺘﺼﺎل
ﺒﻴﻥ ﺍﻟﻨﺒﺎﺕ ﻭ ﺍﻟﺤﻴﻭﺍﻥ ﺤﺘﻰ ﻴﺴﺘﺨﺩﻡ ﺍﻟﻨﺒﺎﺕ ﻭ ﺍﻟﺤﻴـﻭﺍﻥ ﻓـﻲ
ﻋﻤﻠﻴﺔ ﺍﻟﺘﻠﻘﻴﺢ ﺍﻟﻀﺭﻭﺭﻴﺔ ﻟﻺﺜﻤﺎﺭ ﻭ ﺍﻹﻨﺘﺎﺝ !
ﻜل ﻤﺎ ﻓﻲ ﺍﻟﻜﻭﻥ ﻴﻨﺒﺌﻙ ﺒﻭﺠﻭﺩ ﺤﻜﻤﺔ ﻋﺎﻟﻴﺔ ، ﻭ ﺇﺭﺍﺩﺓ
ﺴﺎﻤﻴﺔ ، ﻭ ﺴﻴﻁﺭﺓ ﻗﻭﻴﺔ ، ﻭ ﻨﻭﺍﻤﻴﺱ ﻓﻲ ﻏﺎﻴﺔ ﺍﻟﺩﻗﺔ ﻭ ﺍﻹﺤﻜﺎﻡ
ﻴﺴﻴﺭ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﻫﺫﺍ ﺍﻟﻭﺠﻭﺩ ، ﻭ ﺭﺏ ﻫﺫﻩ ﺍﻟﺤﻜﻤﺔ ، ﻭ ﺼﺎﺤﺏ ﻫﺫﻩ
ﺍﻟﻌﻅﻤﺔ ، ﻭ ﻭﺍﻀﻊ ﻫﺫﻩ ﺍﻟﻨﻭﺍﻤﻴﺱ ﻫﻭ : ﺍﷲ
ﻭ ﻗﺩ ﺃﻓﺎﺽ ﺍﻟﻘﺭﺁﻥ ﻓﻲ ﺫﻟﻙ ، ﻭﻓﻲ ﻟﻔﺕ ﺍﻹﻨﻅﺎﺭ ﺇﻟـﻰ
ﻫﺫﻩ ﺍﻟﺤﻜﻡ ﺍﻟﺒﺎﺭﻋﺔ ، ﻭ ﺍﻷﺴﺭﺍﺭ ﺍﻟﻌﺎﻟﻴﺔ ، ﻓـﻼ ﺘﻜـﺎﺩ ﺘﺨﻠـﻭ
ﺼﻭﺭﺓ ﻤﻥ ﺼﻭﺭﻩ ﻤﻥ ﺫﻜـﺭ ﺁﻻﺀ ﺍﷲ ﻭ ﻨﻌﻤـﻪ ، ﻭ ﻤﻅـﺎﻫﺭ
ﻗﺩﺭﺘﻪ ﻭ ﺤﻜﻤﺘﻪ ﻭ ﺤﺙ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻋﻠﻰ ﺘﺠﺩﻴﺩ ﺍﻟﻨﻅﺭ ﻓﻲ ﺫﻟﻙ ، ﻭ
ﺩﻭﺍﻡ ﺍﻟﺘﻔﻜﺭ ﻓﻴﻪ .
ﻗﺎل ﺘﻌﺎﻟﻰ :
)ﻭﻤﻥ ﺁ ﺎﺘﻪ ﺃﻥ ﺨﻠﻘ ﹸﻡ ﻥ ﺘ ﺍﺏ ﺜ ﺇ ﹶﺍ َﻨـ ﹸﻡ ﺒ ﹶـﺭ
ِ ﻴ ِ ِ َ ﹶ ﹶ ﹶ ﻜ ﻤ ﹸ ﺭ ٍ ﹸﻡ ِ ﺫ ﺃ ﺘ ﺸ
ﹶﻨﺘﺸ ﻭﻥ ، ﻭﻤﻥ ﺁ ﺎﺘﻪ ﺃﻥ ﺨﻠﻕ ﻟ ﹸﻡ ـﻥ َﻨﻔ ِـﻜﻡ ﺃﺯ ﺍ ـﺎ
ﺘ ﹶ ِﺭ ِ ﻴ ِ ِ َ ﹶ ﹶ ﹶ ﹶﻜ ﻤ ﺃ ﹸﺴ ﹸ َ ﻭ ﺠ
ﱢﺘﺴﻜ ﹸﻭﺍ ﺇﻟﻴ ﺎ ل ﺒﻴﻨ ﹸﻡ ﻤﻭﺩﺓ ﻭﺭﺤﻤﺔ ﺇﻥ ِﻲ ﺫ ِ ﻵ ـﺎﺕ
ﻟ ﹶ ﹸﻨ ِ ﹶ ﻬ ﻭﺠﻌ َ ﹶﻜ ﹰ ﹰ ِ ﻓ ﹶﻟﻙ ﻴ ٍ
ﻟﻘﻭ ٍ ﺘﻔﻜ ﻭﻥ ، ﻭ ِـﻥ ﺁ ﺎ ِـﻪ ﺨﻠﹾـﻕ ﺍﻟ ـ ﺎ ﺍﺕ ﺍﻷﺭ ِ
ﱢ ﹶ ﻡ ﻴ ﹶ ﹶ ﱠ ﺭ ﻤ ﻴ ﺘ ِ ﹶ ﹸ ﺴ ﻤ ﻭ ِ ﻭ َ ﺽ
31. ﺍﺨ ِﻼﻑ ﺃﻟ ِﻨ ِﻜﻡ ﻭﺃﻟ ﺍﻨﻜﻡ ﺇﻥ ِﻲ ﺫ ِ ﻵ ﺎﺕ ﻟﻠ ﺎﻟ ِﻴﻥ ، ﻭﻤﻥ
ﻭ ﹾﺘ ﹸ َ ﹾﺴ ﹶﺘ ﹸ َ ﹾﻭ ِ ﹸ ِ ﻓ ﹶﻟﻙ ﻴ ٍ ﱢ ﹾﻌ ِﻤ ِ
ﺁ ﺎﺘﻪ ﻤ ﹶﺎﻤ ﹸﻡ ِﺎﻟﻠﻴل ﺍﻟﻨ ﺎﺭ ﺍﺒﺘ ﹶﺎﺅ ﹸﻡ ﻥ ﻓﻀ ِ ِ ﺇﻥ ِﻲ ﺫ ِ
ﻴ ِ ِ ﻨ ﻜ ﺒ ﱠ ِ ﻭ ﱠﻬ ِ ﻭ ِ ﻐ ُﻜ ﻤ ﹶ ﻠﻪ ِ ﻓ ﹶﻟﻙ
ﹶﺂ ﺎ ٍ ﻟﻘﻭ ٍ ﻴﺴﻤ ﻭﻥ ، ﻭﻤﻥ ﺁ ﺎﺘﻪ ﻴ ِﻴ ﹸﻡ ﺍﻟﺒﺭﻕ ﺨﻭ ﹰﺎ ﻭﻁﻤ ﺎ
ِ ﻴ ِ ِ ﺭ ﻜ ﹾ ﹶ ﹶ ﻓ ﹶ ﻌ ﻟ ﻴ ﺕ ﱢ ﹶ ﻡ ﻌ
ﻭﻴﻨ ل ﻤﻥ ﺍﻟﺴ ﺎﺀ ﺎﺀ ﻓﻴﺤ ِﻲ ﺒﻪ ﺍﻟﺄﺭﺽ ﺒﻌﺩ ﻤﻭﺘ ﺎ ﺇﻥ ِـﻲ
ﹶﺯ ُ ِ ﻤ ﻤ ﹶ ﻴ ِ ِ ﹾ َ ِ ﻬ ِ ﻓ
ﺫ ِ ﹶﺂ ﺎ ٍ ﻟﻘﻭ ٍ ﻴﻌﻘﹸﻭﻥ( )ﺍﻟﺭﻭﻡ : ٠٢ : ٤٢ ( .
ﹶﻟﻙ ﻟ ﻴ ﺕ ﱢ ﹶ ﻡ ِ ﻠ
ﻭ ﻗﺎل ﺘﻌﺎﻟﻰ : )ﺍﷲ ﺍﻟ ِﻱ ﻴﺭﺴل ﺍﻟﺭ ﺎﺡ ﻓﺘ ِﻴﺭ ـ ﺎ ﺎ
ُ ﱠﺫ ُ ِ ﻴ ﹶ ﹸﺜ ﺴ ﺤ ﺒ
ﻓﻴﺒﺴ ﹸﻪ ِﻲ ﺍﻟﺴ ﺎﺀ ﻜﻴﻑ ﻴ ﹶﺎﺀ ﻭﻴﺠﻌﻠﻪ ﻜﺴ ﹰﺎ ﻓﺘ ﻯ ﺍﻟﹾـ ﺩﻕ
ﻭ ﹶ ﻤ ﹶ ﹶ ﺸ ﹸ ِ ﻔ ﹶ ﹶﺭ ﹶ ﻁ ﻓ
ﻴﺨﺭﺝ ِﻥ ْ ِﻼﻟﻪ ﻓﺈ ﹶﺍ ﺃ ﺎﺏ ﺒﻪ ﻥ ﻴ ﹶﺎﺀ ﻤﻥ ﻋ ﺎﺩﻩ ﺇ ﹶﺍ ـﻡ
ﹾ ﻤ ﺨ ِ ِ ﹶ ِﺫ َﺼ ِ ِ ﻤ ﺸ ِ ِ ﺒ ِ ِ ِﺫ ﻫ
ﻴﺴﺘﺒﺸ ﻭﻥ ، ﻭِﻥ ﹶﺎ ﹸﻭﺍ ِﻥ ﻗﺒ ِ َﻥ ﻴﻨﺯل ﻠﻴ ِﻡ ﻥ ﻗﺒ ِـﻪ
ﺇ ﻜ ﻨ ﻤ ﹶ ل ﺃ ﹶ َ ﻋ ﹶ ﻬ ﻤ ﹶ ﻠ ِ ﹶ ِ ﺭ
ﻟﻤﺒﻠ ِﻴﻥ ، ﹶﺎﻨﻅﺭ ﺇ ﹶﻰ ﺁ ﹶﺎﺭ ﺭﺤﻤﺕ ﺍﷲ ﻜﻴﻑ ﻴﺤ ِﻲ ﺍﻷﺭ ﺒﻌﺩ
ﹶ ِ ﺴ ﻓ ﹸ ِ ﻟ ﺜ ِ ِ ِ ﹶ ﹶ ﻴ َ ﺽ
ﻤﻭﺘ ﺎ ﺇﻥ ﺫ ِ ﻟﻤﺤ ِﻲ ﺍﻟﻤﻭ ﹶﻰ ﻭﻫﻭ ﻋ ﹶﻰ ﻜ ﱢ ﹶـﻲﺀ ﹶـ ِﻴﺭ(
ِ ﻬ ِ ﹶﻟﻙ ﹶ ﻴ ﹾ ﺘ ﻠ ﹸل ﺸ ٍ ﻗ ﺩ
)ﺍﻟﺭﻭﻡ: ٨٤-٠٥( .
ﻭ ﻏﻴﺭ ﺫﻟﻙ ﻜﺜﻴﺭ ﻓﻲ ﺴﻭﺭﺓ ﺍﻟﺭﻋﺩ ، ﻭ ﺍﻟﻘﺼﺹ ، ﻭ
ﺍﻷﻨﺒﻴﺎﺀ ، ﻭ ﺍﻟﻨﻤل ، ﻭ ﻕ~ ﻭ ﻏﻴﺭﻫﺎ ﻤﻥ ﺴﻭﺭ ﺍﻟﻘﺭﺁﻥ .
٢ - ﻤﺠﻤل ﺼﻔﺎﺕ ﺍﷲ ﻓﻲ ﺍﻟﻘﺭﺁﻥ
ﺃﺸﺎﺭﺕ ﺁﻴﺎﺕ ﺍﻟﻘﺭﺁﻥ ﺍﻟﻜﺭﻴﻡ ﺇﻟـﻰ ﺒﻌـﺽ ﺍﻟﺼـﻔﺎﺕ
ﺍﻟﻭﺍﺠﺒﺔ ﷲ ﺘﻌﺎﻟﻰ ، ﻭ ﺍﻟﺘﻲ ﻴﻘﺘﻀﻴﻬﺎ ﻜﻤﺎل ﺍﻷﻟﻭﻫﻴﺔ ، ﻭ ﺇﻟﻴـﻙ
ﺒﻌﺽ ﻫﺫﻩ ﺍﻵﻴﺎﺕ :
32. وﺟﻮد اﷲ ﺗﻌﺎﻟﻰ :
ﻗﺎل ﺘﻌﺎﻟﻰ )ﺍﷲ ﺍﻟ ِﻱ ﻓ ﺍﻟ ـ ﺎ ﺍﺕ ﺒﻐﻴـﺭ ﻋ ـﺩ
ُ ﱠﺫ ﺭ ﹶﻊ ﺴ ﻤ ﻭ ِ ِ ﹶ ِ ﻤ ٍ
ﺘﺭﻭﻨ ﺎ ﺜ ﺍﺴﺘ ﻯ ﻋ ﹶﻰ ﺍﻟﻌﺭﺵ ﻭﺴﺨﺭ ﺍﻟﺸﻤﺱ ﺍﻟﻘ ﹸـل
ﹶ ﹶﻬ ﹸﻡ ﹶﻭ ﻠ ﹾ ِ ﱠ ﱠ ﻭ ﹾ ﹶﻤﺭ ﻜ ﱞ
ﻴﺠ ِﻱ ﻷ ٍ ﻤﺴ ﻰ ﻴﺩ ﺭ ﺍﻷﻤ ﻴﻔ ل ﺍﻵ ﺎﺕ ﻟﻌﻠ ﹸﻡ ِ ِ ﹶﺎﺀ ﺭﺒﻜﻡ
ﺭ َﺠل ﻤ ﺒ َ ﺭ ﹶﺼ ُ ﻴ ِ ﹶ ﱠﻜ ﺒﻠﻘ ﹸ
ﹸﻭﻗ ﹸﻭﻥ ، ﻭﻫﻭ ﺍﻟ ِﻱ ﻤﺩ ﺍﻷﺭ ل ِﻴ ﺎ ﺭ ﺍﺴﻲ ﺃﻨ ﺎ ﺍ
ﺘ ِﻨ ﱠﺫ َ ﺽ ﻭﺠﻌ َ ﻓ ﻬ ﻭ ِ ﻭَ ﹾﻬ ﺭ
ﻭ ِﻥ ﻜ ﱢ ﺍﻟﺜﻤ ﺍﺕ ل ِﻴ ﺎ ﺯﻭﺠﻴﻥ ﺍﺜﻨﻴﻥ ﻴﻐ ِﻲ ﺍﻟﻠﻴل ﺍﻟﻨ ﺎﺭ
ﻤ ﹸل ﱠ ﺭ ِ ﺠﻌ َ ﻓ ﻬ ِ ﹾ ﹶ ِ ﹾﺸ ﱠ َ ﱠﻬ
ﺇﻥ ِﻲ ﺫ ِ ﻵ ﺎﺕ ﻟ ﹶـﻭﻡ ﺘﻔ ﱠـ ﻭ ، ﻭ ِـﻲ ﺍﻷﺭ ِ ﻗ ﹶـﻊ
َ ﺽ ِﻁ ﻓ ِ ﻓ ﹶﻟﻙ ﻴ ٍ ﱢﻘ ٍ ﻴ ﹶ ﹶﻜ ﺭ ﻥ
ﻤﺘ ﺎﻭ ﺍﺕ ﻭﺠ ﱠﺎﺕ ﻤﻥ ﺃﻋ ﹶﺎﺏ ﻭﺯﺭﻉ ﻭﻨ ِﻴل ﺼﻨ ﺍﻥ ﻭﻏﻴـﺭ
ﹶﺠ ِﺭ ﹲ ﻨ ﹲ َ ﻨ ٍ ﹶﺨ ٌ ِ ﹾﻭ ﹶ
ﺼﻨ ﺍﻥ ﻴﺴ ﹶﻰ ﺒ ﺎﺀ ﺍﺤﺩ ﻭﻨﻔ ل ﺒﻌﻀ ﺎ ﻋ ﹶﻰ ﺒﻌـﺽ ِـﻲ
ٍﻓ ِ ﹾﻭ ٍ ﻘ ِﻤ ﻭ ِ ٍ ﹸ ﹶﻀ ُ ﻬ ﻠ
ﺍﻷﻜل ﺇﻥ ِﻲ ﺫ ِ ﻵ ﺎﺕ ﻟﻘﻭ ٍ ﻴﻌﻘﹸﻭﻥ( )ﺍﻟﺭﻭﻡ :٢-٤( .
ُ ﹸ ِ ِ ﻓ ﹶﻟﻙ ﻴ ٍ ﱢ ﹶ ﻡ ِ ﻠ
ﻭﻗﺎل ﺘﻌﺎﻟﻰ )ﻭﻫﻭ ﺍﻟ ِﻱ َﻨﺸﺄ ﻟ ﹸﻡ ﺍﻟ ـﻤﻊ ﺍﻷﺒ ـﺎ
ﱠ ﺫ ﺃ ﹶ َ ﹶﻜ ﺴ ﻭ َ ﺼ ﺭ
ﺍﻷﻓ ِ ﺓ ﻗ ِﻴﻼ ﺎ ﺘﺸﻜ ﻭﻥ ، ﻭﻫﻭ ﺍﻟ ِﻱ ﺫﺭﺃ ﹸـﻡ ِـﻲ ﺍﻷﺭ ِ
َ ﺽ ﻭ َ ﹾﺌﺩ ﹶ ﹶﻠ ﻤ ﹶ ﹾ ﹸﺭ ﱠﺫ ﹶ َﻜ ﻓ
ِﻟﻴ ِ ﺘﺤﺸ ﻭﻥ ، ﻭﻫﻭ ﺍﻟ ِﻱ ﻴﺤ ِﻲ ﻭﻴ ِﻴﺕ ﻭﻟﻪ ﺍﺨ ِﻼﻑ ﺍﻟﻠﻴل
ﻭﺇ ﹶ ﻪ ﹸ ﹶﺭ ﱠﺫ ﻴ ﻤ ﹸ ﹶ ﹾﺘ ﹸ ﱠ ِ
ﺍﻟﻨ ﺎﺭ ﺃ ﹶﻼ ﺘﻌﻘﹸﻭﻥ( )ﺍﻟﻤﺅﻤﻨﻭﻥ: ٨٧-٠٨( .
ﻭ ﱠﻬ ِ َﻓ ﹶ ِ ﻠ
ﻓﻜل ﻫﺫﻩ ﺍﻵﻴﺎﺕ ﺘﻨﺒﺌﻙ ﺒﻭﺠﻭﺩ ﺍﷲ ﺘﺒﺎﺭﻙ ﻭﺘﻌـﺎﻟﻰ ، ﻭ
ﻨﺴﺘﺩل ﻋﻠﻴﻪ ﺒﻤﺎ ﺘﺭﻯ ﻤﻥ ﺘﺼﺭﻓﺎﺘﻪ ﻓﻲ ﺸﺅﻭﻥ ﻫـﺫﺍ ﺍﻟﻜـﻭﻥ
ﺍﻟﻌﺠﻴﺏ .
33. ﻗﺩﻡ ﺍﷲ ﺘﻌﺎﻟﻰ ﻭﺒﻘﺎﺌﻪ :
ﻗﺎل ﺍﷲ ﺘﻌﺎﻟﻰ : )ﻫﻭ ﺍﻷ ل ﺍﻵﺨﺭ ﺍﻟ ﱠﺎﻫﺭ ﺍﻟ ﺎﻁﻥ
َ ﻭ ُ ﻭ ِ ﻭ ﻅ ِ ﻭ ﹾﺒ ِ
ﻭﻫﻭ ﺒﻜ ﱢ ﺸﻲ ٍ ﻋ ِﻴﻡ( )ﺍﻟﺤﺩﻴﺩ:٣( .
ِ ﹸل ﹶ ﺀ ﻠ
ﻭﻗﺎل ﺘﻌﺎﻟﻰ : ) ﻻ ﺘﺩﻉ ﻤﻊ ﺍﷲ ﺇ ﹶﻬﺎ ﺁ ﹶـﺭ ﻻ ﺇ ﹶـﻪ ِﻻ
ﻭ ﹶ ِ ِ ﻟ ﹰ ﺨ ِ ﻟ ﺇ
ﻫﻭ ﻜ ﱡ ﺸﻲ ٍ ﺎﻟﻙ ِﻻ ﻭﺠﻬﻪ ﻟﻪ ﺍﻟﺤﻜﹾـﻡ ﻭﺇﻟﻴـﻪ ﺘﺭﺠ ـﻭﻥ(
ﹸل ﹶ ﺀ ﻫ ِ ﺇ ﹶ ﹾ ِ ﹶ ِ ﹸ ﻌ
)ﺍﻟﻘﺼﺹ:٨٨( .
ﻭﻗﺎل ﺘﻌﺎﻟﻰ : )ﻜ ﱡ ﻤﻥ ﻋﻠﻴ ﺎ ﹶﺎﻥ ، ﻭﻴﺒ ﹶﻰ ﻭﺠﻪ ﺭﺒﻙ
ﹸل ﹶ ﻬ ﻓ ٍ ﻘ
ﹸﻭ ﺍﻟ ﻼل ﺍﻷﻜ ﺍﻡ( )ﺍﻟﺭﺤﻤﻥ:٧٢( .
ﺫ ﹾﺠ ِ ﻭ ِ ﹾ ﺭ ِ
ﻭ ﻓﻲ ﻫﺫﻩ ﺍﻵﻴﺎﺕ ﺍﻟﻜﺭﻴﻤﺔ ﺇﺸﺎﺭﺓ ﺇﻟﻰ ﺼﻔﺘﻲ ﺍﻟﻘﺩﻡ ، ﻭ
ﺍﻟﺒﻘﺎﺀ ﷲ ﺘﺒﺎﺭﻙ ﻭ ﺘﻌﺎﻟﻰ .
ﻗﺎل ﺘﻌﺎﻟﻰ : )ﻗل ﻫﻭ ﺍﷲ ﺃﺤﺩ ، ﺍﷲ ﺍﻟ ﻤﺩ ، ﻟﻡ ﻴ ِـﺩ
ُ ﺼ ﹶ ﻠ ﹸ ْ َ ُ
ﻭﻟﻡ ﻭﻟﺩ ، ﻭﻟﻡ ﻴ ﹸﻥ ﱠﻪ ﻜﻔ ﺍ ﺃﺤﺩ( ﺍﻹﺨﻼﺹ
ﹶ ﻴ ﹶ ﹶ ﻜ ﻟ ﹸ ﹸﻭ َ
ﻭﻗﺎل ﺘﻌﺎﻟﻰ : ) ﹶﺎﻁﺭ ﺍﻟﺴ ﺎ ﺍﺕ ﺍﻷﺭ ِ ل ﻟﻜﻡ ﻤﻥ
ﻓ ِ ﻤ ﻭ ِ ﻭ َ ﺽ ﺠﻌ َ ﹶ ﹸ ِ
ﺃﻨﻔﺴﻜﻡ ﺃﺯ ﺍﺠ ﹰ ﻭﻤﻥ ﺍﻷﻨ ﺎﻡ ﺃﺯ ﺍﺠ ﹰ ﻴﺫﺭﺃﻜﻡ ِﻴﻪ ﻟﻴ ﻜﻤﺜ ِـﻪ
َ ﹾ ﹸ ِ ﹸ َ ﻭ ﺎ َ ِ ﹾﻌ ِ َ ﻭ ﺎ ﹾ ُﹸ ﻓ ِ ﹶ ﺱ ﹶ ِ ﹾﻠ ِ
ﺸﻲﺀ ﻭﻫﻭ ﺍﻟﺴ ِﻴﻊ ﺍﻟﺒ ِﻴﺭ( )ﺍﻟﺸﻭﺭﻯ:١١( .
ﹶ ﻤ ﹾ ﺼ
ﻭﻓﻲ ﺫﻟﻙ ﺇﺸﺎﺭﺓ ﺇﻟﻰ ﻤﺨﺎﻟﻔﺘﻪ ﺘﺒﺎﺭﻙ ﻟﻠﺤﻭﺍﺩﺙ ﻤﻥ ﺨﻠﻘﻪ
، ﻭﺘﻨﺯﻫﻪ ﻋﻥ ﺍﻟﻭﻟﺩ ﻭ ﺍﻟﻭﺍﻟﺩ ﻭ ﺍﻟﺸﺒﻴﻪ ﻭ ﺍﻟﻨﻅﻴﺭ .
34. ﻗﻴﺎﻡ ﺍﷲ ﺘﻌﺎﻟﻰ ﺒﻨﻔﺴﻪ :
ﻗﺎل ﺘﻌﺎﻟﻰ ) ﺎ ﺃﻴ ﺎ ﺍﻟ ﱠﺎﺱ ﺃﻨ ﹸﻡ ﺍﻟﻔﻘ ﺍﺀ ﺇ ﹶـﻰ ﺍﷲ ﺍﷲ
ِﻭ ُ ﻴ َ ﻬ ﻨ َ ﹾﺘ ﹾ ﹸ ﹶﺭ ِ ﻟ
ﻫﻭ ﺍﻟﻐﻨﻲ ﺍﻟﺤ ِﻴﺩ( )ﻓﺎﻁﺭ:٥١( .
ﹾ ﹶ ِ ﹾ ﻤ
ﻭﻗﺎل ﺘﻌﺎﻟﻰ : ) ﺎ ﺃﺸﻬﺩﺘﻬﻡ ﺨﻠﻕ ﺍﻟﺴ ﺎ ﺍﺕ ﺍﻷﺭ ِ
ﻤ َ ﹾ ﹸ ﹶ ﹾ ﹶ ﻤ ﻭ ِ ﻭ َ ﺽ
ﻻ ﺨﻠﻕ ﺃﻨﻔ ِـﻬﻡ ﻭ ـﺎ ﻜﻨﹾـﺕ ﻤﺘ ِـﺫ ﺍﻟﻤ ِـﱢﻴﻥ ﻋ ـﺩﺍ(
ﻭ ﹶ ﹾ ﹶ َ ﹾ ﹸ ﺴ ِ ﻤ ﹸ ﹸ ﱠﺨ ﹶ ﹾ ﻀ ﻠ ﻀ ﹰ
)ﺍﻟﻜﻬﻑ:١٥( .
ﻭﻓﻲ ﺫﻟﻙ ﺇﺸﺎﺭﺓ ﺇﻟﻰ ﻗﻴﺎﻤﻪ ﺘﻌﺎﻟﻰ ﺒﻨﻔﺴـﻪ ﻭ ﺍﺴـﺘﻐﻨﺎﺌﻪ
ﻋﻥ ﺨﻠﻘﻪ ﻤﻊ ﺤﺎﺠﺘﻬﻡ ﺇﻟﻴﻪ .
ﻭﺤﺩﺍﻨﻴﺔ ﺍﷲ ﺘﻌﺎﻟﻰ :
ﻗﺎل ﺘﻌﺎﻟﻰ : )ﻭ ﹶﺎل ﺍﷲ ﻻ ﺘﺘﺨ ﹸﻭﺍ ِﻟـﻬﻴﻥ ﺍﺜﻨﻴﻥ ﺇﻨ ـﺎ
ﻗ َ ُ ﹶ ﹶ ﱠ ِﺫ ﹾ ﺇ ِ ﹾ ﹶ ِ ِ ﱠ ﻤ
ﻫﻭ ِﻟﻪ ﺍﺤﺩ ﹶﺈ ﺎ ﹶﺎﺭﻫ ﻭ ِ ، ﻭ ﹶـﻪ ـﺎ ِـﻲ ﺍﻟ ـ ﺎ ﺍﺕ
ﹾﺴ ﻤ ﻭ ِ ﺇ ﻭ ِ ﻓ ﻴ ﻱ ﻓ ﺒ ﻥ ﻟ ﻤ ﻓ
ﺍﻷﺭ ِ ﻭﻟﻪ ﺍﻟ ﻴﻥ ﺍﺼ ﺎ ﺃﻓﻐﻴ ﺍﷲ ﺘﺘ ﹸﻭﻥ ، ﻭﻤﺎ ﺒ ﹸﻡ ـﻥ
ﻭ َ ﺽ ﹶ ﺩ ﻭ ِ ﺒ َ ﹶ ﹶ ﺭ ِ ﹶ ﱠ ﻘ ِ ﻜ ﻤ
ﻨﻌﻤﺔ ﻓ ِـﻥ ﺍﷲ ﹸـﻡ ﺇ ﹶﺍ ﻤ ـ ﹸﻡ ﺍﻟ ـﺭ ﻓﺈﻟﻴـﻪ ﺘﺠـﺄ ﻭﻥ(
ﱢ ٍ ﹶ ﻤ ِ ﺜ ِ ﺫ ﺴ ﻜ ﻀ ﹶ ِ ﹶ ِ ﹶ َﺭ
)ﺍﻟﻨﺤل:١٥-٣٥( .
ﻭﻗﺎل ﺘﻌﺎﻟﻰ : )ﻟﻘﺩ ﻜﻔ ﺍﻟ ِﻴﻥ ﹶﺎﹸﻭﺍ ﺇﻥ ﺍﷲ ﹶﺎﻟﺙ ﹶﻼﺜ ٍ
ﹶ ﹶ ﹶ ﹶ ﺭ ﱠﺫ ﻗ ﻟ ِ َ ﺜ ِ ﹸ ﺜ ﹶ ﺔ
ﻭ ﺎ ﻤﻥ ِﻟ ٍ ِﻻ ﺇﻟﻪ ﺍﺤﺩ ﻭﺇﻥ ﻟﻡ ﻴﻨﺘ ﻭﺍ ﻋ ﺎ ﻴ ﹸﻭﻟﻭﻥ ﻟﻴﻤﺴﻥ
ﻤ ِ ﺇ ﹶﻪ ﺇ ِ ﹶ ﻭ ِ ِ ﹶ ﹾ ﹶﻬ ﻤ ﻘ ﹸ ﹶ
35. ﺍﻟ ِﻴﻥ ﻜﻔ ﻭﺍ ﻤﻨﻬﻡ ـ ﹶﺍﺏ ﺃ ِـﻴﻡ ، ﺃ ﹶـﻼ ﻴ ﹸﻭ ـﻭﻥ ﺇ ﹶـﻰ ﺍﷲ
ِ ﺘ ﺒ ِ ﻟ ﱠﺫ ﹶ ﹶﺭ ِ ﹾ ﻋ ﺫ َ ﻟ َ ﻓ
ﻭﻴﺴﺘﻐﻔ ﻭﻨﻪ ﺍﷲ ﻏ ﹸﻭﺭ ﺭ ِﻴﻡ( )ﺍﻟﻤﺎﺌﺩﺓ:٣٧-٤٧( .
ﹶ ﹾ ِﺭ ﹶ ﻭ ُ ﹶ ﻔ ﺤ
ﻭﻗﺎل ﺘﻌﺎﻟﻰ : )ﺃ ِ ﺍﺘﺨ ﹸﻭﺍ ﺁﻟ ـﺔ ـﻥ ﺍﻷﺭ ِ ـﻡ
َﻡ ﱠ ﹶﺫ ِﻬ ﹰ ﻤ َ ﺽ ﻫ
ﻨﺸ ﻭﻥ ، ﻟﻭ ﹶﺎﻥ ِﻴﻬ ﺎ ﺁﻟﻬﺔ ﺇﱠﺎ ﺍﷲ ﻟﻔﺴﺩ ﹶﺎ ﻓ ـﺒ ﺎ ﺍﷲ
ﻴ ِ ﺭ ﹶ ﻜ ﻓ ِ ﻤ ِ ﹲ ِ ﻟ ُ ﹶ ﹶ ﺘ ﹶ ﺴ ﺤ ﻥ ِ
ﺭﺏ ﺍﻟﻌﺭﺵ ﻋ ﺎ ﻴﺼ ﹸﻭﻥ ، ﻻ ﻴﺴﺄ ُ ﻋ ﺎ ﻴﻔﻌل ﻭﻫﻡ ﻴﺴﺄﹸﻭﻥ ،
َ ل ﻤ ﹾ َ ُ ﻟ ﹾ ِ ﻤ ِ ﻔ
ﺃ ِ ﺍﺘﺨ ﹸﻭﺍ ِﻥ ﻭﻨﻪ ﺁﻟﻬﺔ ﻗل ﺎ ﹸﻭﺍ ﺒﺭ ﺎﻨﻜﻡ ﻫ ﹶﺍ ﺫﻜﺭ ﻥ ﻤﻌﻲ
َﻡ ﱠ ﹶﺫ ﻤ ﺩ ِ ِ ِ ﹰ ﹸ ْ ﻫ ﺘ ﻫ ﹶ ﹸ ﺫ ِ ﹾ ﻤ ِ
ﻭﺫﻜﺭ ﻥ ﻗﺒ ِﻲ ﺒل ﺃﻜﺜﺭﻫﻡ ﻻ ﻴﻌﻠ ﻭﻥ ﺍﻟﺤﻕ ﻓ ﻡ ﻤﻌﺭ ـﻭﻥ ،
ِ ﹾ ﻤ ﹶ ﻠ َ ْ ﹾ ﹶ ﹶﻤ ﹾ ﱠ ﹶﻬ ِ ﻀ
ﻭ ﺎ ﺃﺭﺴﻠ ﹶﺎ ﻤﻥ ﻗﺒ ِ ﻤﻥ ﺭ ﻭل ِﻻ ﹸﻭ ِﻲ ِﻟﻴ ِ ﺃ ﱠﻪ ﻻ ﺇ ﹶـﻪ ِﻻ
ﻤ َ ﹾﻨ ِ ﹶ ﻠﻙ ِ ﺴ ٍ ﺇ ﻨ ﺤ ﺇ ﹶ ﻪ َﻨ ِ ﻟ ﺇ
ﺃ ﹶﺎ ﹶﺎﻋﺒ ﻭ ِ( )ﺍﻻﻨﺒﻴﺎﺀ:١٢-٥٢( .
َﻨ ﻓ ﺩ ﻥ
ﻭﻗﺎل ﺘﻌﺎﻟﻰ : ) ﹸل ﻟﻤﻥ ﺍﻷﺭﺽ ﻭ ﻥ ِﻴ ـﺎ ِﻥ ﹸﻨـﺘﻡ
ﻗ ﱢ َ ِ ﻤ ﻓ ﻬ ﺇ ﻜ ﹸ
ﺘﻌﻠ ﻭﻥ ، ﺴﻴ ﹸﻭﻟﻭﻥ ﷲ ﻗل ﺃ ﹶـﻼ ﹶـﺫﻜ ﻭ ، ﹸـل ـﻥ ﺭﺏ
ﺘ ﹶ ﱠﺭ ﻥ ﻗ ْ ﻤ ﹶ ﹶﻤ ﻘ ﹸ ِ ﹸ ْ َﻓ
ﺍﻟﺴ ﺎ ﺍﺕ ﺍﻟﺴﺒﻊ ﻭﺭﺏ ﺍﻟﻌﺭﺵ ﺍﻟﻌ ِﻴﻡ ، ﺴﻴ ﹸﻭﹸﻭﻥ ﷲ ﻗل ﺃﻓ ﹶﺎ
ﻤ ﻭ ِ ِ ﹾ ِ ﹾ ﻅ ِ ﻘ ﻟ ِ ﹸ ْ َ ﹶ ﻠ
ﺘﺘ ﹸﻭﻥ ، ﻗل ﻥ ﺒﻴﺩﻩ ﻤﻠ ﹸﻭﺕ ﻜ ﱢ ﺸﻲ ٍ ﻭﻫﻭ ﻴ ِﻴﺭ ﻻ ﻴ ـﺎﺭ
ﹶ ﱠﻘ ﹸ ْ ﻤ ِ ِ ِ ﹶﻜ ﹸ ﹸل ﹶ ﺀ ﺠ ﻭ ﺠ
ﻠﻴ ِ ِﻥ ﹸﻨﺘﻡ ﺘﻌﻠ ﻭﻥ ، ﺴﻴ ﹸﻭﹸﻭﻥ ﷲ ﻗل ﻓﺄ ﱠﻰ ﺘﺴﺤ ﻭﻥ ، ﺒل
ْ ﻋ ﹶ ﻪ ﺇ ﻜ ﹸ ﹶ ﹶﻤ ﻘ ﻟ ِ ﹸ ْ ﹶ َﻨ ﹸ ﺭ
ﺃﺘﻴ ﹶﺎ ﻡ ِﺎﻟﺤﻕ ﻭﺇﻨﻬﻡ ﻟ ﹶﺎﺫ ﻭ ، ﺎ ﺍﺘﺨﺫ ﺍﷲ ِﻥ ﻟ ٍ ﻭ ﺎ ﹶﺎﻥ
َ ﹶ ﻨ ﻫ ﺒ ﹾ ﱢ ِﱠ ﹶﻜ ِﺒ ﻥ ﻤ ﱠ ﹶ ﹶ ُ ﻤ ﻭ ﹶﺩ ﻤ ﻜ
ﻤﻌﻪ ﻤﻥ ِﻟ ٍ ﺇ ﹰﺍ ﻟﺫ ﻜ ﱡ ِﻟ ٍ ﺒ ﺎ ﺨﻠﻕ ﻭﻟ ﻼ ﺒﻌ ـﻬﻡ ﻋ ﹶـﻰ
ِ ﺇ ﹶﻪ ِﺫ ﱠ ﹶﻫﺏ ﹸل ﺇ ﹶﻪ ِﻤ ﹶ ﹶ ﹶ ﹶﻌ ﻀ ﻠ
ﺒﻌﺽ ﺴﺒ ﺎﻥ ﺍﷲ ﻋﻤﺎ ﻴﺼ ﹸﻭﻥ ، ـﺎﻟﻡ ﺍﻟﻐﻴـﺏ ﺍﻟ ﱠـ ﺎﺩﺓ
ٍ ﺤ ِ ِ ﻔ ﻋ ِ ِ ﹾ ﹶ ِ ﻭ ﺸ ﻬ ِ
ﻓﺘ ﺎ ﹶﻰ ﻋ ﺎ ﻴﺸﺭ ﹸﻭﻥ( )ﺍﻟﻤﺅﻤﻨﻭﻥ:٣٨-٢٩( .
ﹶ ﹶﻌ ﻟ ﻤ ﹾ ِﻜ
36. ﻭﻗﺎل ﺘﻌﺎﻟﻰ : )ﻗل ﺍﻟﺤﻤﺩ ﷲ ﻭ ﻼﻡ ﻋ ﹶﻰ ﻋ ﺎﺩﻩ ﺍﻟ ِﻴﻥ
ﹸ ِ ﹾ ِ ﺴ ﻠ ِﺒ ِ ِ ﱠﺫ
ﺍﺼﻁ ﹶﻰ ﺁﷲ ﺨﻴﺭ ﺃ ﺎ ﻴﺸﹾـﺭ ﹸﻭﻥ ، ﺃ ـﻥ ﺨ ﹶـﻕ ﺍﻟ ـ ﺎ ﺍﺕ
ُ ﹶ َ ﻤ ِ ﻜ َ ﻤ ﹶ ﻠ ﹶ ﺴ ﻤ ﻭ ِ ﹶﻔ
ﺍﻷﺭ ﻭَﻨ ل ﻟ ﹸﻡ ﻤﻥ ﺍﻟﺴ ﺎﺀ ﺎﺀ ﻓ َﻨﺒﺘ ﹶﺎ ﺒﻪ ـ ﺍ ِﻕ ﹶﺍﺕ
ﻭ َ ﺽ ﺃ ﺯ َ ﹶﻜ ﻤ ﻤ ﹶﺄ ﹾﻨ ِ ِ ﺤ ﺩ ﺌ ﹶ ﺫ ﹶ
ﺒﻬﺠﺔ ﺎ ﹶﺎﻥ ﻟﻜﻡ َﻥ ﹸﻨﺒ ﹸﻭﺍ ﺸﺠﺭ ﺎ ِﻟﻪ ﻤﻊ ﺍﷲ ﺒل ﻫﻡ ﻗﻭﻡ
ٍ ﻤ ﻜ ﹶ ﹸ ﺃ ﺘ ِﺘ ﹶ ﻫ ﺀﺇ ﹶ ْ ِ ﹶ
ﻴﻌﺩﹸﻭﻥ ، ﺃ ﻥ ل ﺍﻷﺭ ﻗ ﺍ ﺍ ل ِﻼﻟ ﺎ ﺃﻨ ﺎ ﺍ ل
ِ ﻟ َ ﻤ ﺠﻌ َ َ ﺽ ﹶﺭ ﺭ ﻭﺠﻌ َ ﺨ ﹶﻬ َ ﹾﻬ ﺭ ﻭﺠﻌ َ
ﻟ ﺎ ﺭ ﺍﺴﻲ ل ﺒﻴﻥ ﺍﻟﺒﺤﺭﻴﻥ ﺎﺠ ﺍ ﺀﺇ ﹶـﻪ ـﻊ ﺍﷲ ـل
ﹶﻬ ﻭ ِ ﻭﺠﻌ َ ﹾ ِ ﺤ ِﺯ ِﻟ ﻤ ِ ﺒ ْ
ﺃﻜﺜﺭﻫﻡ ﻻ ﻴﻌﻠ ﻭﻥ ، ﺃ ﻥ ﻴ ِﻴﺏ ﺍﻟﻤﻀﻁﺭ ﺇ ﹶﺍ ﺩ ﺎﻩ ﻭﻴﻜ ِـﻑ
َ ﹾ ﹶ ﹶﻤ َ ﻤ ﺠ ﹾ ﹶ ِ ﺫ ﻋ ﹾﺸ ﹸ
ﺍﻟ ﻭﺀ ﻭﻴﺠﻌﻠﻜﻡ ﺨﻠ ﹶﺎﺀ ﺍﻷﺭ ِ ﺀﺇﻟﻪ ﻤﻊ ﺍﷲ ﻗ ِﻴﻼ ﺎ ﺘﺫﻜ ﻭﻥ
َ ﺽ ِ ﹶ ِ ﹶ ﻠ ﻤ ﹶ ﹶ ﱠﺭ ﺴ ﹸ ﹸ ﹸ ﹶﻔ
، ﺃ ﻥ ﻴﻬ ِﻴﻜﻡ ِﻲ ﻅﻠ ﺎﺕ ﺍﻟﺒﺭ ﺍﻟﺒﺤﺭ ﻭ ﻥ ﻴﺭ ِـل ﺍﻟﺭ ـﺎﺡ
َﻤ ﺩ ﹸ ﻓ ﹸﹸﻤ ِ ﹾ ﻭ ﹾ ِ ﻤ ﺴ ُ ﻴ
ﺒﺸ ﺍ ﺒﻴﻥ ﻴﺩﻱ ﺭﺤﻤﺘﻪ ﺀﺇﻟﻪ ﻤﻊ ﺍﷲ ﺘ ﺎ ﹶﻰ ﺍﷲ ﻋ ﺎ ﻴﺸﺭ ﹸﻭﻥ ،
ُ ﻤ ﹾ ِﻜ ﹾ ﺭ ِ ِ ِ ﹶ ِ ﹶﻌ ﻟ
ﺃﻤﻥ ﻴﺒﺩﺃ ﺍﻟﺨﻠﻕ ﺜ ﻴﻌﻴﺩﻩ ﻭﻤﻥ ﻴﺭﺯﻗﻜﻡ ﻤﻥ ﺍﻟ ـ ﺎﺀ ﺍﻷﺭ ِ
َ ُ ﹾ ﹶ ﹾ ﹶ ﹸﻡ ِ ﹸ ﹸ ِ ﺴ ﻤ ِ ﻭ َ ﺽ
ﺀﺇﻟﻪ ـﻊ ﺍﷲ ﹸـل ـﺎ ﹸﻭﺍ ﺒﺭ ـﺎﻨﻜﻡ ﺇﻥ ﻜﻨﹾـﺘﻡ ـﺎﺩ ِﻴﻥ(
ِ ﹶ ﻤ ِ ﻗ ْ ﻫ ﺘ ﻫ ﹶ ﹸ ِ ﹸ ﹸ ﺼ ِﻗ
)ﺍﻟﻨﻤل:٩٥-٤٦( .
ﺇﻟﻰ ﻏﻴﺭ ﺫﻟﻙ ﻤﻥ ﺍﻵﻴﺎﺕ ﺍﻟﺘﻲ ﺘﺜﺒـﺕ ﺃﻥ ﺍﷲ ﺘﻌـﺎﻟﻰ
ﻭﺍﺤﺩ ﻓﻲ ﺫﺍﺘﻪ ، ﻭﺍﺤﺩ ﻓﻲ ﺼـﻔﺎﺘﻪ ، ﻭﺍﺤـﺩ ﻓـﻲ ﺃﻓﻌﺎﻟـﻪ ﻭ
ﺘﺼﺭﻓﺎﺘﻪ ، ﻻ ﺭﺏ ﻏﻴﺭﻩ ، ﻭ ﻻ ﺇﻟﻪ ﺴﻭﺍﻩ .
37. ﻗﺩﺭﺓ ﺍﷲ ﺘﻌﺎﻟﻰ :
ﻗﺎل ﺍﷲ ﺘﻌﺎﻟﻰ : ) ﺎ ﺃﻴ ﺎ ﺍﻟ ﱠﺎﺱ ﺇﻥ ﻜﻨﺘﻡ ِﻲ ﺭﻴﺏ ﻤﻥ
ﻴ َ ﻬ ﻨ ِ ﹸ ﹾ ﹸ ﻓ ِ ٍ
ﺍﻟﺒﻌﺙ ﻓﺈ ﱠﺎ ﺨﻠﻘ ﹶﺎﻜﻡ ﻤﻥ ﺘ ﺍﺏ ﺜ ﻤﻥ ﻨﻁﻔ ٍ ﺜ ﻤﻥ ﻠﻘ ٍ ﺜ ﻤﻥ
ﹾ ِ ﹶ ِ ﻨ ﹶ ﹶ ﹾ ﻨ ﹸ ِ ﹸ ﺭ ٍ ﹸﻡ ِ ﹸ ﹾ ﹶ ﺔ ﹸﻡ ِ ﻋ ﹶ ﹶ ﺔ ﹸﻡ ِ
ﻤﻀﻐ ٍ ﻤﺨﻠﻘ ٍ ﻏﻴ ِ ﻤﺨﻠﻘ ٍ ﻟﻨﺒﻴﻥ ﻟﻜﻡ ﻭﻨﻘﺭ ِﻲ ﺍﻷﺭ ﺎﻡ ـﺎ
ﹶ ﺔ ﹶ ﱠ ﹶ ﺔ ﻭ ﹶ ﺭ ﹶ ﱠ ﹶ ﺔ ِ ﹸ ﹶ ﹸ ﹸ ِ ﻓ َ ﺤ ِ ﻤ
ﻨ ﹶﺎﺀ ﺇ ﹶﻰ ﺃ ٍ ﻤﺴﻤﻰ ﺜ ﻨﺨﺭﺠﻜﻡ ﻁﻔﻼ ﺜ ﻟﺘﺒﻠ ﹸـﻭﺍ ﺃ ﹸـﺩﻜﻡ
َﺸ ﹸ ﹶﺸ ِ ﻟ َﺠل ﹸﻡ ﹸ ﹾ ِ ﹸ ِ ﹾ ﹰ ﹸﻡ ِ ﹶ ﹸﻐ
ﻭﻤﻨﻜﻡ ﻤﻥ ﻴﺘﻭ ﱠﻰ ﻭﻤﻨﻜﻡ ﻤﻥ ﻴﺭ ﺇ ﹶﻰ ﺃﺭﺫ ِ ﺍﻟﻌﻤﺭ ﻟﻜﻴﻼ ﻴﻌ ﹶـﻡ
ِ ﹾ ﹸ ﹶ ﻓ ِ ﹾ ﹸ ﺩ ِﻟ َ ﹶل ﹾ ِ ِ ﹶ ﻠ
ﻤﻥ ﺒﻌﺩ ﻋﻠﻡ ﺸﻴﺌﺎ ﻭﺘ ﻯ ﺍﻷﺭ ﺎﻤﺩﺓ ﻓﺈ ﹶﺍ ﺃﻨﺯﻟ ﹶـﺎ ﻠﻴ ـﺎ
َ ﺽ ﻫ ِ ﹰ ﹶ ِﺫ َ ﹾ ﹾﻨ ﻋ ﹶ ﻬ ِ ِ ﹾ ٍ ﹶ ﹰ ﹶﺭ
ﺍﻟ ﺎﺀ ﺍﻫﺘﺯﺕ ﻭﺭﺒﺕ ﻭﺃﻨﺒﺘﺕ ﻤﻥ ﻜ ﱢ ﺯﻭﺝ ﺒ ِﻴﺞ ، ﺫ ِ ﺒﺄﻥ ﺍﷲ
ﹾﻤ ﹶ ﹾ ﹾ َﹾ ﹶ ﹾ ِ ﹸل ٍ ﻬ ٍ ﹶﻟﻙ ِ َ َ
ﻫﻭ ﺍﻟﺤﻕ ﻭﺃ ﱠﻪ ﻴﺤ ِﻲ ﺍﻟﻤﻭ ﹶﻰ ﻭﺃ ﱠﻪ ﻋ ﹶﻰ ﻜ ﱢ ﺸﻲ ٍ ﻗ ِﻴﺭ ، ﻭﺃﻥ
ﹾ ﱡ َﻨ ﻴ ﹾ ﺘ َﻨ ﻠ ﹸل ﹶ ﺀ ﹶﺩ َ
ﺍﻟ ﺎ ﺔ ﺁﺘﻴﺔ ﻻ ﺭﻴﺏ ِﻴ ﺎ ﻭﺃﻥ ﺍﷲ ﻴﺒﻌﺙ ﻤﻥ ِـﻲ ﺍﻟﻘ ـﻭﺭ(
ﹾ ﹸﺒ ِ ﺴ ﻋ ﹶ ِ ﹲ ﻓ ﻬ َ َﹸ ﻓ
)ﺍﻟﺤﺞ:٥-٧( .
ﻭﻗﺎل ﺘﻌﺎﻟﻰ : ) ﺎ ﺃﺸﻬﺩﺘﻬﻡ ﺨﻠﻕ ﺍﻟﺴ ﺎ ﺍﺕ ﺍﻷﺭ ِ
ﻤ َ ﹾ ﹸ ﹶ ﹾ ﹶ ﻤ ﻭ ِ ﻭ َ ﺽ
ﻻ ﺨﻠﻕ ﺃﻨﻔ ِـﻬﻡ ﻭ ـﺎ ﻜﻨﹾـﺕ ﻤﺘ ِـﺫ ﺍﻟﻤ ِـﱢﻴﻥ ﻋ ـﺩﺍ(
ﻭ ﹶ ﹾ ﹶ َ ﹾ ﹸ ﺴ ِ ﻤ ﹸ ﹸ ﱠﺨ ﹶ ﹾ ﻀ ﻠ ﻀ ﹰ
)ﺍﻟﻜﻬﻑ:١٥( .
ﻭﻗﺎل ﺘﻌﺎﻟﻰ : ) ﻟﻘﺩ ﺨﻠﻘ ﹶﺎ ﺍﻟﺴ ﺎ ﺍﺕ ﺍﻷﺭ ﻭ ـﺎ
ﻭ ﹶ ﹶ ﹶ ﹶ ﹾﻨ ﻤ ﻭ ِ ﻭ َ ﺽ ﻤ
ﺒﻴﻨﻬ ﺎ ِﻲ ﺴﺘﺔ ﺃ ﺎﻡ ﻭ ﺎ ﻤﺴ ﹶﺎ ﻤﻥ ﻟ ﹸﻭﺏ( )ﻕ:٨٣( .
ﹶ ﻤ ﻓ ِ ﱠ ِ َﻴ ٍ ﻤ ﻨ ِ ﹸﻐ ٍ ﹼ
ﻭﻗﺎل ﺘﻌﺎﻟﻰ : )ﺃﻟﻡ ﺘ ﺃﻥ ﺍﷲ ﻴﺯ ِﻲ ﺴ ﺎﺒﺎ ﺜ ﻴﺅﱢـﻑ
َ ﹶ ﹶﺭ َ َ ﺠ ﺤ ﹰ ﹸﻡ َ ﻟ ﹸ
ﺒﻴﻨﻪ ﺜ ﻴﺠﻌﻠﻪ ﺭ ﹶﺎﻤ ﹰ ﻓﺘ ﻯ ﺍﻟﻭﺩﻕ ﻴﺨﺭﺝ ﻤﻥ ِﻼﻟﻪ ﻭﻴﻨ ل ﻤﻥ
ﹶ ﹸﻡ ﹸ ﻜ ﺎ ﹶ ﹶﺭ ﹾ ﹶ ﹾ ِ ﺨ ِ ِ ﹶﺯ ُ ِ
38. ﺍﻟﺴ ﺎﺀ ﻤﻥ ﺠ ﺎل ِﻴ ﺎ ﻤﻥ ﺒﺭﺩ ﻓﻴ ِﻴﺏ ﺒﻪ ﻤﻥ ﻴ ﹶﺎﺀ ﻭﻴﺼﺭﻓﻪ
ﻤ ِ ِ ِ ﺒ ٍ ﻓ ﻬ ِ ٍ ﹶ ﺼ ِ ِ ﺸ ِ ﹸ
ﻋﻥ ﻤﻥ ﻴ ﹶﺎﺀ ﻴ ﹶﺎﺩ ﺴ ﹶﺎ ﺒﺭﻗﻪ ﻴﺫﻫﺏ ِﺎﻷﺒ ـﺎ ِ ، ﻴﻘﱢـﺏ ﺍﷲ
ﺸ ﻜ ﻨ ِ ِ ﹾ ﺒ َ ﺼ ﺭ ﹶ ﻠ ُ
ﺍﻟﻠﻴل ﺍﻟﻨ ﺎﺭ ﺇﻥ ِﻲ ﺫ ِ ﻟ ِﺒ ﹰ ُﻭ ِﻲ ﺍﻟﺄﺒ ﺎﺭ ، ﺍﷲ ﺨ ﹶـﻕ
ﱠ َ ﻭ ﱠﻬ ِ ﻓ ﹶﻟﻙ ﹶﻌ ﺭﺓ ﻷ ﻟ ﹾ َ ﺼ ِ ﻭ ُ ﹶﻠ ﹶ
ﻜ ﱠ ﺍﺒﺔ ﻤﻥ ﺎﺀ ﻓﻤﻨﻬﻡ ﻤﻥ ﻴﻤ ِﻲ ﻋ ﹶﻰ ﺒﻁﻨﻪ ﻭ ِـﻨﻬﻡ ـﻥ
ﹸل ﺩ ِ ٍ ﻤ ٍ ﹶ ِ ﹾ ﺸ ﻠ ﹾ ِ ِ ﻤ ﹾ ﻤ
ﻴﻤ ِﻲ ﻋ ﹶﻰ ﺭﺠﻠﻴﻥ ﻭﻤﻨﻬﻡ ﻤﻥ ﻴﻤ ِﻲ ﻋ ﹶﻰ ﺃﺭ ٍ ﻴﺨﻠﻕ ﺍﷲ ﺎ
ﺸ ﻠ ِ ﹶ ِ ِ ﹾ ﺸ ﻠ َ ﺒﻊ ﹾﹸ ﹸ ُ ﻤ
ﻴ ﹶﺎﺀ ﺇﻥ ﺍﷲ ﻋ ﹶﻰ ﻜ ﱢ ﺸﻲ ٍ ﻗ ِﻴﺭ( )ﺍﻟﻨﻭﺭ:٣٤-٥٤( .
ﺸ َ ِ ﻠ ﹸل ﹶ ﺀ ﹶﺩ
ﺇﻟﻰ ﻏﻴﺭ ﺫﻟﻙ ﻤﻥ ﺍﻵﻴﺎﺕ ﺍﻟﺩﺍﻟﺔ ﻋﻠﻰ ﻋﻅـﻴﻡ ﻗﺩﺭﺘـﻪ
ﺘﺒﺎﺭﻙ ﻭ ﺘﻌﺎﻟﻰ ﻭ ﺒﺎﻫﺭ ﻋﻅﻤﺘﻪ .
ﺇﺭﺍﺩﺓ ﺍﷲ ﺘﺒﺎﺭﻙ ﻭﺘﻌﺎﻟﻰ :
ﻗﺎل ﺍﷲ ﺘﻌﺎﻟﻰ )ﺇﻨ ﺎ ﺃﻤﺭﻩ ﺇ ﹶﺍ ﺃ ﺍﺩ ﺸﻴﺌﺎ ﺃﻥ ﻴ ﹸﻭل ﹶـﻪ
ِ ﱠﻤ َ ِ ﺫ َ ﺭ ﹶ ﹰ َ ﻘ َ ﻟ
ﻜﻥ ﻓﻴ ﹸﻭﻥ( ) ـﺱ:٢٨( .
ﹸ ﹶ ﻜ ﻴ
ﻭﻗﺎل ﺘﻌﺎﻟﻰ : )ﻭﺇ ﹶﺍ ﺃ ﺩ ﹶـﺎ ﺃﻥ ﻨﻬ ِـﻙ ﻗﺭ ـﺔ ﺃ ﺭ ﹶـﺎ
ِﺫ َﺭ ﻨ َ ﹸ ﻠ ﹶ ﻴ ﹰ َﻤ ﻨ
ﻤﺘﺭ ِﻴﻬﺎ ﻓﻔ ﹸﻭﺍ ِﻴ ﺎ ﻓﺤﻕ ﻋﻠﻴ ﺎ ﺍﻟﻘﻭل ﹶـﺩﻤﺭ ﹶﺎ ﺎ ﹶـﺩ ِﻴﺭﺍ(
ﹾ ﻓ ﹶ ﹶﺴﻘ ﻓ ﻬ ﹶ ﱠ ﹶ ﻬ ﹾ ﹶ ُ ﻓ ﻨ ﻫ ﺘ ﻤ ﹰ
)ﺍﻻﺴﺭﺍﺀ:٦١( .
ﻭﻗﺎل ﺘﻌﺎﻟﻰ ﺤﻜﺎﻴﺔ ﻋﻥ ﺍﻟﺨﻀﺭ ﻓﻲ ﻗﺼﺘﻪ ﻤﻊ ﻤﻭﺴـﻰ
ﻋﻠﻴﻬﻤﺎ ﺍﻟﺴﻼﻡ : )ﻓﺄ ﺍﺩ ﺭﺒﻙ ﺃﻥ ﻴﺒﻠ ﹶﺎ ﺃ ﹸـﺩﻫ ﺎ ﻭﻴﺴـﺘﺨﺭ ﺎ
ﹶ َ ﺭ َ ﹸﻐ َ ﺸ ﻤ ﹶ ﹾ ِﺠ
ﻜﻨﺯﻫ ﺎ ﺭﺤﻤﺔ ﻤﻥ ﺭﺒﻙ ﻭ ﺎ ﻓ ﻠ ﹸﻪ ﻋﻥ ﺃﻤ ِﻱ ﺫ ِ ﺘﺄ ِﻴل ﺎ ﻟﻡ
ﹶ ﹾ ﻤ ﹰ ِ ﻤ ﹶﻌ ﹾﺘ َ ﺭ ﹶﻟﻙ ﹶ ْﻭ ُ ﻤ ﹶ
ﺘﺴﻁﻊ ﻠﻴ ِ ﺼﺒ ً( )ﺍﻟﻜﻬﻑ:٢٨( .
ﹶ ِ ﻋ ﹶ ﻪ ﺭﺍ
