1. ‫مفارقات‬
‫بين الحزن اليجابي والسلبي‬
‫أ. د. صلح الدين سلــــطــان‬
‫المستشار الشرعي للمجلس العلى للشئون‬
‫السلمية - مملكة البحرين‬
‫عضو مجلس أمناء التحاد العالمي لعلماء‬
‫المسلمين‬
‫عضو مجلس أمناء رابطة أهل السنة‬
‫عضو المجالس الفقهية فى أوربا وأمريكا‬
‫والهند‬
‫الحزن اليجابــي عاطفــة راقيــة مــن ألم الفراق‬
‫لنسان أو شيء عزيز مع التسليم لمر ا، والحزن‬
‫السـلبي عاطفـة مشبوبـة مـع سـخط على ا فـي‬
‫قضائه وقدره، الحزن اليجاب ـي آلم ف ـي العماق،‬
‫ـ‬ ‫ـ‬
‫مع صبر في الفاق، ور ضا عن ا الوا حد الخلق،‬
‫الحزن الس ـلبي آلم ف ـي العماق، م ـع ضي ـق ف ـي‬
‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬
‫الخلق، ونفور مــن أمــر ا مقدر الرزاق، الحزن‬
‫اليجاب ـي ذك ـر يمل القلب ويعط ـر اللس ـان " إن ـا لله‬
‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬
‫وإ نا إل يه راجعون" ، والحزن ال سلبي تذ كر لخ صائص‬
‫مـن ومـا فات، وحسـرة وندم وخوف ممـا هـو آت،‬
‫وترديــد فــي النفــس أو أمام الناس " لماذا ابتليتنــا‬

2. ‫دون الناس؟!" ، الحزن اليجاب ــي يجع ــل ص ــاحبه‬
‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬
‫يتذكـر أن العطاء مـن العباد حرمان والمنـع مـن ا‬
‫إح سان، والحزن ال سلبي يرى أن العطاء وحده من‬
‫العباد هـو الفرحـة والنشوة والمان، والحرمان هـو‬
‫الذلة والمها نة والنكران: ) و َأ َ م ّ ا إ ِ ذ َا م َا ا ب ْ ت َل ه ُ ف َ ق َ د َ ر َ‬
‫ع َ ل َ ي ْهــ ِ ر ِ ز ْ ق َهــ ُ ف َ ي َ ق ُو ل ُ ر َ ب ّيــ أ َ ه َا ن َنــ ِ ( ) الفجــر: ٦١( ،‬
‫الحزن اليجا بي ل يخالف الن سان عوائده من ثبات‬
‫و ج َ ل َد وابتسـامة وإنتاج وعمـل بجـد وإتقان، والحزن‬
‫الس ـــلبي ركود وص ـــراخ وعوي ـــل وكس ـــل واجترار‬
‫للحزان وضي ـق وضج ـر وتوق ـف العوائد الحس ـان،‬
‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬
‫الحزن اليجابـي يصـاحبه إحسـاس بالنعـم الكـبرى‬
‫التـي تنزل تترى مـن رب العزة سـبحانه، فإن ذهـب‬
‫سمع الن سان يذ كر أ نه مازال مب ص ر ًا، وإن أ خذ ا‬
‫بصـره يذكـر أنـه مازال قاد ر ًا على الكلم والسـمع‬
‫والف هم والحر كة، وإن ق بض ا روح أ حد ف قد أب قى‬
‫له آخر ين، و سيلتقي به يوم الد ين، والحزن ال سلبي‬
‫ل ينظر إلى شيء من النعم التي بقيت وإنما تذهب‬
‫نفسـه وراء النعـم التـي ذهبـت، وينسـى يوم يقوم‬
‫الناس لرب العالمين.‬
‫مـن صـور الحزن اليجابـي امرأة عاشـت ٢١ سـنة ل‬
‫تنج ــب ث ــم رزق ــت بتوأم فقالت له ــا امرأة حاس ــدة‬
‫حاقدة: " ولدان فــي بطــن واحدة؟!" فعميــت الم،‬
‫ولم ـا زرناه ـا مواس ـين بادرتن ـا بقوله ـا: " كان ـت لي‬
‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬
‫عينان ف صار لي الن أرب عة عيون!!!" ، فلم تن ظر ل ما‬
‫أخـذ منهـا بـل لمـا أعطـي لهـا، فعلمتنـا درسـًا رائ ع ًـا‬

3. ‫للص ـبر الجمي ـل. وم ـن ص ـور الس ـخط على ا هذا‬
‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬
‫ال صحابي الذي قا تل ب كل شجا عة ثم أ صيب ب سهم‬
‫فلم يحتمله فوضــع دؤابــة ســيفه على صــدره ثــم‬
‫اسـتلقى عليـه فقتـل نفسـه وأخبرنـا النـبي صـلى ا‬
‫عليه وسلم أنه من أهل النار .‬
‫أل فلنتدرب فــــي الزمات على الحزن اليجابــــي‬
‫المنتـج ر ض ًـا وسـعادة فـي الداريـن لنصـل إلى نداء‬
‫الملك الرحمـن الرحيـم: ) ل خ َ و ْفـ ع َ ل َ ي ْ ك ُمـ و َل أ َ ن ْ ت ُمـ‬
‫ْ‬ ‫ْ‬ ‫ٌ‬
‫ت َ ح ْ ز َ ن ُو ن َ( ) العراف: ٩٤( ، و إل فالحزن ال سلبي ين تج‬
‫اله ـم والغ ـم والحزن والكم ـد ف ـي الدني ـا إلى يوم‬
‫ـ‬ ‫ـ ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬
‫الدين!.‬