More Related Content
More from سمير بسيوني (20)
ظاهرة المنامات في كتب القراءات وتراجم القراء
- 2. ﺃ.ﺩ. ﻋﻤﺮ ﻳﻮﺳﻒ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﻐﲏ ﲪﺪﺍﻥ
ﻇﺎﻫﺮﺓ ﺍﳌﻨﺎﻣﺎﺕ ﰲ ﻛﺘﺐ ﺍﻟﻘﺮﺍﺀﺍﺕ ﻭﺗﺮﺍﺟﻢ ﺍﻟﻘﺮﺍﺀ
ﺍﳌﻠ ﺺ
ﺨ
ﻟﻴﺴﺖ ﺩﺭﺍﺳﺔ ﺍﻟﻘﺮﺍﺀﺍﺕ ﻋﻠﻰ ﺍﺧﺘﻼﻓﻬﺎ ﻣﻦ ﺟﻬﺔ ﻭﻻ ﻣﻌﺎﳉﺔ ﺍﳌﻨﺎﻣﺎﺕ ﻋﻠﻰ
ﺗﻨ ﻉ ﺃﻃﻴﺎﻓﻬﺎ ﻣﻦ ﺟﻬﺔ ﺃﺧﺮﻯ ﺑﺸﻲﺀ ﺟﺪﻳﺪ ﻋﻨﺪ ﺍﻟﻘﺪﺍﻣﻰ ﻭﻻ ﺍﶈﺪﺛﲔ ، ﻟﻜﻦ
ﻮ
ﻣﺴﺄﻟﺔ ﺍﻟﺮﺑﻂ ﺑﲔ ﺍﻟﻘﺮﺍﺀﺍﺕ ﻭﺍﳌﻨﺎﻣﺎﺕ ﱂ ﻳﺴﺒﻖ ﻋﻠﻰ ﺣﺪ ﻋﻠﻤﻲ ﺃﻥ ﺗﻄ ﻕ ﺇﻟﻴﻬﺎ
ﺮ
ﺃﺣﺪ ﺑﺎﻟﻄﺮﺡ ﻭﺍﻟﺘﺤﻠﻴﻞ ﰲ ﺍﻟﺪﺭﺍﺳﺎﺕ ﺍﳊﺪﻳﺜﺔ ﺍﳌﻌﺎﺻﺮﺓ .
ﺪﻑ ﻫﺬﻩ ﺍﳌﻘﺎﻟﺔ ﺇﱃ ﺍﻟﻮﻗﻮﻑ ﻋﻠﻰ ﻃﺒﻴﻌﺔ ﺍﻟﻌﻼﻗﺔ ﺑﲔ ﺍﻟﻘﺮﺍﺀﺍﺕ ﻭﺍﳌﻨﺎﻣﺎﺕ
ﻭﻣﺪﻯ ﺗﺄﺛﲑ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻌﻼﻗﺔ ﻭﺃﺑﻌﺎﺩﻫﺎ ﻋﻠﻰ ﻋﻤﻠﺔ ﺗﺴﺒﻴﻊ ﺍﻟﻘﺮﺍﺀﺍﺕ ﺍﻟﱵ ﻗﺎﻡ ﺎ ﺍﻹﻣﺎﻡ
ﻴ
ﺍﺑﻦ ﳎﺎﻫﺪ )٤٢٣( ، ﻛﻤﺎ ﺗﺘﺠﹼﻰ ﰲ ﻛﺘﺎﺏ ﺍﻟﺴﺒﻌﺔ ﰲ ﺍﻟﻘﺮﺍﺀﺍﺕ )ﻁ( ، ﻭﺇﻗﺮﺍﺭ
ﻠ
ﺗﻌﺸﲑﻫﺎ ﺍﻟﻨﻬﺎﺋﻲ ﻋﻠﻰ ﻳﺪ ﺍﻹﻣﺎﻡ ﺍﺑﻦ ﺍﳉﺰﺭﻱ )٣٣٨( ، ﻛﻤﺎ ﻫﻮ ﻣﻘ ﺭ ﰲ ﻛﺘﺎﺏ
ﺮ
ﺍﻟﻨﺸﺮ ﰲ ﺍﻟﻘﺮﺍﺀﺍﺕ ﺍﻟﻌﺸﺮ )ﻁ( ، ﻭﺫﻟﻚ ﺑﻌﺪ ﺳﻠﺴﻠﺔ ﻣﻦ ﺍﳌﻌﺎﳉﺎﺕ ﻭﺍﳌﺪﺍﻭﻻﺕ
ﺑﲔ ﻋﻠﻤﺎﺀ ﺍﻟﻘﺮﺍﺀﺍﺕ ﺧﻼﻝ ﺍﻟﻔﺘﺮﺓ ﺍﻟﻮﺍﻗﻌﺔ ﺑﲔ ﻫﺬﻳﻦ ﺍﻹﻣﺎﻣﲔ .
ﻛﺬﻟﻚ ﺗﺴﹼﻂ ﺍﻷﺿﻮﺍﺀ ﻓﻴﻬﺎ ﻋﻠﻰ ﻛﻴﻔﺔ ﺗﻮﻇﻴﻒ ﺍﳌﻨﺎﻣﺎﺕ ﰲ ﺗﻌﺰﻳﺰ ﻣﻜﺎﻧﺔ
ﻴ
ﻠ
ﺍﻟﻘ ﺍﺀ ﻭﺯﻳﺎﺩﺓ ﺗﻮﻛﻴﺪ ﻋﻠﻰ ﺻ ﺔ ﻗﺮﺍﺀﺍﻢ ﻭﺭﻭﺍﻳﺎﺎ ﻭﺃﺳﺎﻧﻴﺪﻫﺎ ﻣﻊ ﺗﻮﺛﻴﻖ ﺑﻌﺾ
ﺤ
ﺮ
ﻭﺟﻮﻫﻬﺎ .
٢٦٢
- 3. ﳎﻠﺔ ﻣﻌﻬﺪ ﺍﻹﻣﺎﻡ ﺍﻟﺸﺎﻃﱯ
ﺍﻟﻌﺪﺩ ﺍﻟﺮﺍﺑﻊ
)ﺫﻭ ﺍﳊﺠﺔ ٨٢٤١ﻫ(
ﺍﳌﻘ ﻣﺔ
ﺪ
ﺇﻥ ﻓﻜﺮﺓ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺒﺤﺚ ﺗﺘﻤﺤﻮﺭ ﰲ ﻣﻌﺎﳉﺔ ﻣﻮﺿﻮﻉ ﺍﳌﻨﺎﻣﺎﺕ ﻭﻋﻼﻗﺘﻬﺎ
ﹼ
ﺑﺎﻟﻘ ﺍﺀ ﻭﻗﺮﺍﺀﺍﻢ ﻭﻛﺸﻒ ﺍﻟﻨﻘﺎﺏ ﻋﻦ ﻃﺒﻴﻌﺔ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻌﻼﻗﺔ ﻣﻊ ﺍﻟﻮﻗﻮﻑ ﻋﻠﻰ
ﺮ
ﺃﺳﺒﺎﺎ ﻭﺩﻭﺍﻓﻌﻬﺎ ﻭﻋﻠﻰ ﺁﺛﺎﺭﻫﺎ ﻭﺃﺑﻌﺎﺩﻫﺎ .
ﺍﻟﺒﺤﺚ ﻋﺒﺎﺭﺓ ﻋﻦ ﻓﺼﻠﲔ ﺍﺛﻨﲔ :
ﺍﻟﻔﺼﻞ ﺍﻷ ﻝ : ﺍﳌﻨﺎﻣﺎﺕ ﺍﻟﻮﺍﺭﺩﺓ ﲝﻖ ﺍﻟﻘ ﺍﺀ ﻭﻗﺮﺍﺀﺍﻢ . ﻭﻗﺪ ﻓ ﻋﺘﻪ ﺇﱃ
ﺮ
ﺮ
ﻭ
ﻣﺒﺎﺣﺚ ﻋ ﺎ ﻗﻴﻞ ﰲ ﺣﻖ ﻛﻞ ﻗﺎﺭﺉ ﻭﻗﺮﺍﺀﺗﻪ .
ﹼ
ﻤ
ﺍﻟﻔﺼﻞ ﺍﻟﺜﺎﱐ : ﻣﻨﺎﻣﺎﺕ ﺃﺧﺮﻯ ﺫﺍﺕ ﻋﻼﻗﺔ ﺑﺎﳌﻮﺿﻮﻉ . ﻭﻗﺪ ﻓﺮﻋﺘﻪ
ﻛﺬﻟﻚ ﺇﱃ ﻣﺒﺎﺣﺚ ﻋ ﺎ ﻭﺭﺩ ﰲ ﻣﻮﺿﻮﻋﺎﺕ ﳐﺘﻠﻔﺔ .
ﻤ
ﻭﻗﺪ ﻭﻗﻔﺖ ﰲ ﻣﺒﺎﺣﺚ ﺍﻟﻔﺼﻠﲔ ﻋﻠﻰ ﻧﺼﻮﺹ ﺍﳌﻨﺎﻣﺎﺕ ، ﻓﻨﻘﻠﺘﻬﺎ ﻋﻦ
ﻣﺼﺎﺩﺭﻫﺎ ﰒ ﻗﻤﺖ ﺑﻄﺮﺡ ﻣﻮﺿﻮﻋﺎﺎ ﻭﲢﻠﻴﻠﻬﺎ ﻭﺗﺒﻴﺎﻥ ﻣﻔﺎﺩﻫﺎ .
ﹼ
ﰒ ﺧﺘﻤﺖ ﺍﻟﺒﺤﺚ ﲞﺎﲤﺔ ، ﺫﻛﺮﺕ ﻓﻴﻬﺎ ﺃﻫﻢ ﻣﺎ ﻭﺻﻠﺖ ﻭﺧﻠﺼﺖ ﺇﻟﻴﻪ ﻣﻦ
ﹼ
ﻧﻘﺎﻁ ﻭﻧﺘﺎﺋﺞ . ﺗﻼ ﺫﻟﻚ ﺛﺒﺖ ﺍﳌﺼﺎﺩﺭ ﻭﺍﳌﺮﺍﺟﻊ ﻣﻔ ﻠﺔ ﺑﻴﺎﻧﺎﺎ ﺍﻟﻔﻬﺮﺳﺔ ﻭﻣﺮﺒﺔ
ﺗ
ﻴ
ﺼ
ﺗﺮﺗﻴﺒﺎ ﺃﲜﺪﺎ ﺣﺴﺐ ﺍﻟﻌﻨﻮﺍﻧﺎﺕ .
ﻳ
ﺃ ﺎ ﻣﺼﺎﺩﺭ ﺍﳌﻨﺎﻣﺎﺕ ﺍﻟﱵ ﺍﻋﺘﻤﺪﺎ ﻭﺭﺟﻌﺖ ﺇﻟﻴﻬﺎ ﰲ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺒﺤﺚ ، ﻓﻬﻲ
ﻣ
ﻋﻠﻰ ﺍﻷﻏﻠﺐ ﻛﺘﺐ ﺍﻟﻘﺮﺍﺀﺍﺕ ، ﻣﺜﻞ ﻛﺘﺎﺏ ﺍﻟﺴﺒﻌﺔ ﰲ ﺍﻟﻘﺮﺍﺀﺍﺕ ﻻﺑﻦ ﳎﺎﻫﺪ
)٤٢٣( ﻭﻛﺘﺎﺏ ﺍﻟﺘﺬﻛﺮﺓ ﰲ ﺍﻟﻘﺮﺍﺀﺍﺕ ﻻﺑﻦ ﻏﻠﺒﻮﻥ )٩٨٣( ﻭﻏﲑﳘﺎ ، ﻭﻛﺘﺐ
ﺗﺮﺍﺟﻢ ﺍﻟﻘ ﺍﺀ ﻭﻃﺒﻘﺎﻢ ، ﳓﻮ ﻣﻌﺮﻓﺔ ﺍﻟﻘ ﺍﺀ ﺍﻟﻜﺒﺎﺭ ﻟﻠﺬﻫﱯ )٨٤٧( ، ﻭﺃﺣﺎﺳﻦ
ﺮ
ﺮ
ﺍﻷﺧﺒﺎﺭ ﻻﺑﻦ ﻭﻫﺒﺎﻥ )٨٦٧( ، ﻭﻏﺎﻳﺔ ﺍﻟﻨﻬﺎﻳﺔ ﻻﺑﻦ ﺍﳉﺰﺭﻱ )٣٣٨( .
٣٦٢
- 4. ﺃ.ﺩ. ﻋﻤﺮ ﻳﻮﺳﻒ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﻐﲏ ﲪﺪﺍﻥ
ﻇﺎﻫﺮﺓ ﺍﳌﻨﺎﻣﺎﺕ ﰲ ﻛﺘﺐ ﺍﻟﻘﺮﺍﺀﺍﺕ ﻭﺗﺮﺍﺟﻢ ﺍﻟﻘﺮﺍﺀ
ﺇﻥ ﻣﺎ ﺩﻋﺎﱐ ﻟﻜﺘﺎﺑﺔ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺒﺤﺚ ﳝﻜﻦ ﺇﲨﺎﻟﻪ ﰲ ﺃﺭﺑﻌﺔ ﺃﺳﺒﺎﺏ ﺭﺋﻴﺴﺔ ،
ﻴ
ﹼ
ﻛﻤﺎ ﻳﻠﻲ :
١( ﺣﻀﻮﺭ ﻇﺎﻫﺮﺓ ﺍﳌﻨﺎﻣﺎﺕ ﰲ ﻛﺘﺐ ﺍﻟﻘﺮﺍﺀﺍﺕ ﻭﺗﺮﺍﺟﻢ ﺍﻟﻘ ﺍﺀ ﺑﺸﻜﻞ
ﺮ
ﻛﺒﲑ ﻭﻣﻠﺤﻮﻅ ﺎ ﻳﻮﺟﺐ ﺍﻟﻮﻗﻮﻑ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﻭﺗﺴﻠﻴﻂ ﺍﻷﺿﻮﺍﺀ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﻭﲣﺼﻴﺺ
ﳑ
ﲝﺚ ﺑﺸﺄﺎ ﻏﺮﺽ ﲢﺪﻳﺪ ﻣﻌﺎﳌﻬﺎ ﻭﺍﻟﻜﺸﻒ ﻋﻦ ﺧﺼﺎﺋﺼﻬﺎ .
٢( ﻣﺪﻯ ﺃﺛﺮ ﺍﳌﻨﺎﻣﺎﺕ ﰲ ﺗﺰﻛﻴﺔ ﺍﻟﻘ ﺍﺀ ﻭﺗﻮﺛﻴﻖ ﺑﻌﺾ ﻭﺟﻮﻩ ﺍﻟﻘﺮﺍﺀﺍﺕ .
ﺮ
٣( ﺗﻐﺎﻳﺮ ﺭﺩﻭﺩ ﺃﻓﻌﺎﻝ ﻋﻠﻤﺎﺀ ﺍﻟﻘﺮﺍﺀﺍﺕ ﻭﺫﻭﻱ ﺍﻻﺧﺘﺼﺎﺹ ﻭﺍﳌﻌﺮﻓﺔ ﻋﻠﻰ
ﻫﺬﻩ ﺍﳌﻨﺎﻣﺎﺕ ﻭﺗﺒﺎﻳﻦ ﻣﻮﺍﻗﻔﻬﻢ ﻣﻨﻬﺎ ﺑﲔ ﻣﺆﺪ ﻗﺎﺑﻞ ﻭﻣﻌﺎﺭﺽ ﺭﺍﻓﺾ .
ﻳ
٤( ﺃﺑﻌﺎﺩ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻈﺎﻫﺮﺓ ﻭﺍﻧﻌﻜﺎﺳﺎﺎ ﻋﻠﻰ ﻋﻤﻠﺔ ﺗﺴﺒﻴﻊ ﺍﻟﻘﺮﺍﺀﺍﺕ
ﻴ
ﻭﺗﻌﺸﲑﻫﺎ .
ﺍﻟﺘﻤﻬﻴﺪ :
ﺃﲢ ﺙ ﻓﻴﻪ ﻋﻦ ﻧﺸﺄﺓ ﻣﺪﺍﺭﺱ ﺗﻌﻠﻴﻢ ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ ﺍﻟﻜﺮﱘ ﻭﲢﻔﻴﻈﻪ ﰲ ﺍﻷﻣﺼﺎﺭ
ﺪ
ﺍﻹﺳﻼﻣﺔ ﺑﻌﺪ ﺍﻟﻔﺘﻮﺣﺎﺕ ﻭﻋﻦ ﺩﻭﺭ ﺍﻟﻘ ﺍﺀ ﻭﻣﻜﺎﻧﺘﻬﻢ ﻓﻴﻬﺎ .
ﺮ
ﻴ
ﻧﺸﺄﺓ ﻣﺪﺍﺭﺱ ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ ﺍﻟﻜﺮﱘ :
ﺑﺎﻹﺿﺎﻓﺔ ﺇﱃ ﻣﺪﺭﺳﱵ ﻣ ﹼﺔ ﺍﳌﻜ ﻣﺔ ﻭﺍﳌﺪﻳﻨﺔ ﺍﳌﻨ ﺭﺓ ﺗﻜﻮﻧﺖ ﰲ ﺍﻷﻣﺼﺎﺭ
ﻮ
ﻜ ﺮ
ﺍﻹﺳﻼﻣﺔ ﺍﳉﺪﻳﺪﺓ ﺃﺛﻨﺎﺀ ﺍﻟﻔﺘﻮﺣﺎﺕ ﺍﻹﺳﻼﻣﺔ ﻣﺪﺍﺭﺱ ﺇﻗﺮﺍﺀ ﻟﻠﻘﺮﺁﻥ ﺍﻟﻜﺮﱘ
ﻴ
ﻴ
ﻭﺗﻌﻠﻴﻤﻪ ؛ ﻓﻔﻲ ﺍﻟﺒﺼﺮﺓ ﻛﺎﻧﺖ ﻣﺪﺭﺳﺔ ﺃﰊ ﻣﻮﺳﻰ ﺍﻷﺷﻌﺮﻱ )٤٤( ، ﻛﻤﺎ ﻫﻮ
ﻭﺍﺿﺢ ﻣﻦ ﺑﻌﺾ ﺍﻟﺮﻭﺍﻳﺎﺕ ﺍﻟﱵ ﺭﻭﺍﻫﺎ ﺃﺑﻮ ﻧﻌﻴﻢ ﺍﻷﺻﻔﻬﺎﱐ )٠٣٤( ﰲ ﺗﺮﲨﺔ
ﹼ
ﺍﻷﺷﻌﺮﻱ : »ﺣ ﺛﻨﺎ ﺃﺑﻮ ﺭﺟﺎﺀ ﺍﻟﻌﻄﺎﺭﺩﻱ ، ﻗﺎﻝ : ﻛﺎﻥ ﺃﺑﻮ ﻣﻮﺳﻰ ﺍﻷﺷﻌﺮﻱ
ﺪ
٤٦٢
- 5. ﳎﻠﺔ ﻣﻌﻬﺪ ﺍﻹﻣﺎﻡ ﺍﻟﺸﺎﻃﱯ
ﺍﻟﻌﺪﺩ ﺍﻟﺮﺍﺑﻊ
)ﺫﻭ ﺍﳊﺠﺔ ٨٢٤١ﻫ(
ﻳﻄﻮﻑ ﻋﻠﻴﻨﺎ ﰲ ﻫﺬﺍ ﺍﳌﺴﺠﺪ ، ﻣﺴﺠﺪ ﺍﻟﺒﺼﺮﺓ ، ﻳﻌﻘﺪ ﺣﻠﻘﹰﺎ ، ﻓﻜﺄﻲ ﺃﻧﻈﺮ ﺇﻟﻴﻪ
ﻧ
ﺑﲔ ﺑﺮﺩﻳﻦ ﺃﺑﻴﻀﲔ ﻳﻘﺮﺋﲏ ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ . ﻭﻣﻨﻪ ﺃﺧﺬﺕ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺴﻮﺭﺓ :
{m l k
. z p o nﻗﺎﻝ ﺃﺑﻮ ﺭﺟﺎﺀ : ﻓﻜﺎﻧﺖ ﺃﻭﻝ ﺳﻮﺭﺓ ﹸﻧﺰﹶﻟﺖ ﻋﻠﻰ ﳏ ﺪ ،
ﻤ
ﺃِ
ﹶ
)١(
ﺭﺳﻮﻝ ﺍﷲ «.
ﻳﻔﻬﻢ ﻣﻦ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺮﻭﺍﻳﺔ ﺃﻥ ﻣﺪﺭﺳﺔ ﺍﻹﻗﺮﺍﺀ ﺑﺎﻟﺒﺼﺮﺓ ﺍﻟﱵ ﺍﺨﺬﺕ ﻣﺴﺠﺪ
ﺗ
ﹼ
ﹾ
ﺍﻟﺒﺼﺮﺓ ﻣﻘ ﻫﺎ، ﻭﻛﺎﻧﺖ ﺑﺮﻋﺎﻳﺔ ﺍﻷﺷﻌﺮﻱ ﻣﺪﻳﺮﺍ ﻭﻣﻨﻈﻤﺎ ﳍﺎ، ﻛﺎﻧﺖ ﻛﺒﲑﺓ ﺍﻟﻌﺪﺩ
ﹼ
ﺮ
ﺑﻄﻠﺒﺘﻬﺎ ، ﺎ ﺟﻌﻠﻪ ﻳﻮ ﻋﻬﻢ ﺻﻔﻮﻓﹰﺎ )ﺣﻠﻘﹰﺎ( ﻭﻳﺪﻭﺭ ﻋﻠﻴﻬﻢ ﳎﻤﻮﻋﺔ ﳎﻤﻮﻋﺔ ﺃﺛﻨﺎﺀ
ﹰ
ﹰ
ﺯ
ﳑ
ﺍﻹﻗﺮﺍﺀ . ﻳﺸﻬﺪ ﻟﺬﻟﻚ ﻭﻳﻌﻀﺪﻩ ﺭﻭﺍﻳﺘﺎﻥ ﺃﺧﺮﻳﺎﻥ ، ﺭﻭﺍﳘﺎ ﺃﺑﻮ ﻧﻌﻴﻢ ﺍﻷﺻﻔﻬﺎﱐ
ﹼ
)٠٣٤( ﰲ ﺗﺮﲨﺔ ﺍﻷﺷﻌﺮﻱ :
ﺍﻷﻭﱃ ﺭﻭﺍﻫﺎ ﺑﺈﺳﻨﺎﺩﻩ ﺍﳌﻮﺻﻮﻝ ﺑﻪ ﺇﱃ ﺃﰊ ﺍﻷﺳﻮﺩ ﺍﻟﺪﺅﱄ )٩٦( ، ﻣﻦ ﺃﺷﻬﺮ
ﹼ
ﺗﻼﻣﺬﺓ ﺍﻷﺷﻌﺮﻱ ، ﻗﺎﻝ : » ﲨﻊ ﺃﺑﻮ ﻣﻮﺳﻰ ﺍﻷﺷﻌﺮﻱ ﺍﻟﻘ ﺍﺀ ، ﻓﻘﺎﻝ : ﻻ ﺪﺧِﻠﻮﺍ
ﺗ
ﺮ
ﻋﻠﻲ ﺇﻻ ﻣﻦ ﲨﻊ ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ ! ﻗﺎﻝ : ﻓﺪﺧﻠﻨﺎ ﻋﻠﻴﻪ ﺯﻫﺎﺀ ﺛﻼﲦﺎﺋﺔ ؛ ﻓﻮﻋﻈﻨﺎ ﻭﻗﺎﻝ : ﺃﻧﺘﻢ
ﻗ ﺍﺀ ﺃﻫﻞ ﺍﻟﺒﻠﺪ ، ﻓﻼ ﻳﻄﻮﻟﻦ ﻋﻠﻴﻜﻢ ﺍﻷﻣﺪ ! ﻓﺘﻘﺴﻮﺍ ﻗﻠﻮﺑﻜﻢ ، ﻛﻤﺎ ﻗﺴﺖ ﻗﻠﻮﺏ
ﹶ
ﹾ
ﺮ
ﺃﻫﻞ ﺍﻟﻜﺘﺎﺏ . ﰒ ﻗﺎﻝ : ﻟﻘﺪ ﺃﻧﺰﻟﺖ ﺳﻮﺭﺓ ، ﻛﺎ ﻧﺸﻬﻬﺎ ﺑﱪﺍﺀﺓ ﻃﻮﻻ ﻭﺗﺸﺪﻳﺪﺍ ،
ﹰ
ﹲ ﻨ ﺒ
ﹼ
ﺣﻔﻈﺖ ﻣﻨﻬﺎ ﺁﻳﺔ : )ﹶﻟﻮ ﻛﹶﺎﻥ ﻻﺑﻦ ﺁﺩﻡ ﻭﺍﺩﻳﺎﻥ ﻣﻦ ﺫﻫﺐ ﻻﹾﻟﺘﻤﺲ ِﺇﹶﻟﻴﻬﻤﺎ ﺛﹶﺎِﻟﺜﹰﺎ ﻭﻻ
ﹶ ِ ِ ِ ِ ﹶ ِ ٍ
ﻳﻤﻸ ﺟﻮﻑ ﺍﺑﻦ ﺁﺩﻡ ﺇِﻻ ﺍﻟﺘﺮﺍﺏ( . ﻭﹸﻧﺰﹶﻟﺖ ﺳﻮﺭﺓ ، ﻛﺎ ﻧﺸﻬﻬﺎ ﺑﺎﳌﺴﺤﺎﺕ .
ﺒ
ﹲ ﻨ ﺒ
ﺃِ
ِ ُ
ﺃ ﳍﺎ )ﺳﺢ ﷲ( . ﺣﻔﻈﺖ ﺁﻳﺔ ،
ﺒ
ﻭ
ﻛﺎﻧﺖ ﻓﻴﻬﺎ :) qpo n m l k
rﻓﺘﻜﺘﺐ ﺷﻬﺎﺩﺓ ﰲ ﺃﻋﻨﺎﻗﻜﻢ ﰒ ﺴﺄﹶﻟﻮﻥ ﻋﻨﻬﺎ ﻳﻮﻡﺍﻟﻘﻴﺎﻣﺔ(«.
ِ ﹼﺗ
ﹰ
ﹶ ﹾ
)١( ﺣﻠﻴﺔ ﺍﻷﻭﻟﻴﺎﺀ ١/٢٢٣ )٤٥٨( .
)٢( ﺃﺧﻼﻕ ﲪﻠﺔ ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ ٠٢ )٣( ، ﺣﻠﻴﺔ ﺍﻷﻭﻟﻴﺎﺀ ١/٣٢٣ )٧٥٨( ]ﺍﻟﻠﻔﻆ ﻟﻪ[ .
٥٦٢
)٢(
- 6. ﺃ.ﺩ. ﻋﻤﺮ ﻳﻮﺳﻒ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﻐﲏ ﲪﺪﺍﻥ
ﻇﺎﻫﺮﺓ ﺍﳌﻨﺎﻣﺎﺕ ﰲ ﻛﺘﺐ ﺍﻟﻘﺮﺍﺀﺍﺕ ﻭﺗﺮﺍﺟﻢ ﺍﻟﻘﺮﺍﺀ
ﺍﻟﺜﺎﻧﻴﺔ ﺗﺎﻟﻴﺔ ﻟﻸﻭﱃ ، ﻗﺪ ﺭﻭﺍﻫﺎ ﺑﺈﺳـﻨﺎﺩﻩ »ﻋﻦ ﺃﰊ ﻛﻨﺎﻧﺔ ﻋﻦ ﺃﰊ ﻣﻮﺳﻰ
ﺍﻷﺷﻌﺮﻱ ، ﺭﺿﻲ ﺍﷲ ﺗﻌﺎﱃ ﻋﻨﻪ ، ﺃﻪ ﲨﻊ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﻗﺮﺅﻭﺍ ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ ، ﻓﺈﺫﺍ ﻫﻢ ﻗﺮﻳﺐ
ﻧ
ﻣﻦ ﺛﻼﲦﺎﺋﺔ ، ﻓﻌ ﹼﻢ ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ ﻭﻗﺎﻝ : ﺇﻥ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ ﻛﺎﺋﻦ ﻟﻜﻢ ﺃﺟﺮﺍ ﻭﻛﺎﺋﻦ ﻋﻠﻴﻜﻢ
ﹼ
ﻈ
ﻭﺯﺭﺍ ؛ ﻓﺎﺒﻌﻮﺍ ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ ﻭﻻ ﻳﺘﺒﻌﻨﻜﻢ ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ ! ﻓﺈﻪ ﻣﻦ ﺍﺒﻊ ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ ﻫﺒﻂ ﺑﻪ ﻋﻠﻰ
ﺗ
ﹸ ﻧ
ﹸ
ﺗ
ﺭﻳﺎﺽ ﺍﳉﺔ ؛ ﻭﻣﻦ ﺗﺒﻌﻪ ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ ﺯﺝ ﰲ ﻗﻔﺎﻩ ، ﻓﻘﺬﻓﻪ ﰲ ﺍﻟﻨﺎﺭ . ﺭﻭﺍﻩ ﺷﻌﺒﺔ ﻋﻦ
ﻨ
)١(
ﺯﻳﺎﺩ ﻣﺜﻠﻪ .«
ﺴﺘﻘﺮﹸﺃ ﻣﻦ ﻫﺎﺗﲔ ﺍﻟﺮﻭﺍﺗﲔ ﺃﻥ ﻋﺪﺩ ﺍﳋ ﳚﲔ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﺣﻔﻈﻮﺍ ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ ﲨﻴﻌﺎ
ﺮ
ﹼ
ﻳ
ﰲ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺪﻭﺭﺓ ﻗﺎﺭﺏ ﺍﻟﺜﻼﲦﺎﺋﺔ ؛ ﻭﻫﺬﺍ ﻋﺪﺩ ﻛﺒﲑ ؛ ﻓﻜﻢ ﻛﺎﻥ ﻋﺪﺩ ﺍﳌﺒﺘﺪﺋﲔ
ﻭﺍﳌﺘﻮ ﻄﲔ ﻣﻦ ﺍﻟﻄﻠﺒﺔ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﱂ ﻳﻨﻬﻮﺍ ﺑﻌﺪ ﺩﻭﺭﻢ ؟ ﻛﺬﻟﻚ ﻳﺴﺘﻘﺮﺃ ﻣﻨﻬﻤﺎ ﺃﻥ
ﹼ
ﺳ
ﺍﻷﺷﻌﺮﻱ ﻣﺪﻳﺮﺍ ﻭﻣﻘﺮﺋﹰﺎ ﻗﺪ ﺃﻗﺎﻡ ﺣﻔﻞ ﺗﻜﺮﱘ ﻭﲣﺮﻳﺞ ﳍﺬﺍ ﺍﻟﻔﻮﺝ ﻣﻦ ﺍﳋ ﳚﲔ ﰲ
ﺮ
ﻣﺪﺭﺳﺘﻪ ، ﻓﺄﻟﻘﻰ ﺃﻣﺎﻣﻬﻢ ﻛﻠﻤﺔ ﺑﻠﻴﻐﺔ ، ﺗﻮ ﺢ ﺍﳋﻂ ﺍﻟﻌﺮﻳﺾ ﺍﻟﻔﺎﺭﻕ ﺑﲔ ﺍﻟﻨﻈﺮﺔ
ﻳ
ﹼ
ﺿ
)ﺣﻔﻆ ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ ﻋﻦ ﻇﻬﺮ ﻗﻠﺐ( ﻭﺍﻟﺘﻄﺒﻴﻖ )ﺍﻟﻌﻤﻞ ﺑﻪ ﻋﻠﻰ ﺃﺭﺽ ﺍﻟﻮﺍﻗﻊ( .
ﺃ ﺎ ﻣﺪﺭﺳﺔ ﺍﻹﻗﺮﺍﺀ ﺑﺒﻼﺩ ﺍﻟﺸﺎﻡ ، ﻓﻼ ﺗﻘﻞ ﺷﺄﻧﺎ ﻭﻣﻜﺎﻧﺔ ﻋﻦ ﻣﺪﺭﺳﺔ
ﹼ
ﻣ
ﺍﻟﺒﺼﺮﺓ ، ﺑﻞ ﺗﺰﻳﺪ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﺣﺠﻤﺎ ﻭﺳﻌﺔ ؛ ﻓﻘﺪ ﺑﻌﺚ ﺇﻟﻴﻬﺎ ﺍﻟﻔﺎﺭﻭﻕ ﺑﺮﺟﻠﲔ
ﻣﻦ ﺍﻟﺼﺤﺎﺑﺔ ، ﻛﻤﺎ ﻗﺎﻝ ﻋﺒﺪ ﺍﷲ ﺑﻦ ﻋﺎﻣﺮ )٨١١( ، ﺃﺣﺪ ﺍﻟﻘ ﺍﺀ ﺍﻟﺴﺒﻌﺔ: »ﺑﻌﺚ
ﺮ
ﻋﻤﺮ ﺑﻦ ﺍﳋ ﹼﺎﺏ ﺇﱃ ﻛﻞ ﻣﺼﺮ ﻣﻦ ﺍﻷﻣﺼﺎﺭ ﺭﺟﻼ ﻣﻦ ﺍﻟﺼﺤﺎﺑﺔ، ﻳﻌﹼﻤﻬﻢ
ﻠ
ﹰ
ﹼ
ﻄ
ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ ﻭﺍﻷﺣﻜﺎﻡ ، ﻓﺒﻌﺚ ﺇﱃ ﺍﻟﺸﺎﻡ ﻣﻌﺎﺫ ﺑﻦ ﺟﺒﻞ ﻭﺃﺑﺎ ﺍﻟﺪﺭﺩﺍﺀ . ﻗﺎﻝ ﺍﺑﻦ
ﻋﺎﻣﺮ: ﻭﻗﺮﺃﺕ ﻋﻠﻴﻬﻤﺎ«)٢(.
)١( ﺣﻠﻴﺔ ﺍﻷﻭﻟﻴﺎﺀ ١/٣٢٣ )٧٥٨( .
)٢( ﲨﺎﻝ ﺍﻟﻘ ﺍﺀ ٢/٤٥٤ .
ﺮ
٦٦٢
- 7. ﳎﻠﺔ ﻣﻌﻬﺪ ﺍﻹﻣﺎﻡ ﺍﻟﺸﺎﻃﱯ
ﺍﻟﻌﺪﺩ ﺍﻟﺮﺍﺑﻊ
)ﺫﻭ ﺍﳊﺠﺔ ٨٢٤١ﻫ(
ﻻ ﺷﻚ ﺃﻥ ﺑﻌﺜﻬﻤﺎ ﺿﺎﻋﻒ ﺍﳍ ﺔ ﻭﺍﻟﻨﺸﺎﻁ ﰲ ﺍﻷﻭﺳﺎﻁ ﺍﻟﺘﻌﻠﻴﻤﺔ ﺑﺒﻼﺩ
ﻴ
ﻤ
ﹼ
ﺍﻟﺸﺎﻡ ؛ ﻓﻠﻮ ﺃﺧﺬﻧﺎ ﺃﺑﺎ ﺍﻟﺪﺭﺩﺍﺀ )٢٣( ﻭﺣﺪﻩ ﻭﻣﺎ ﻘﺎﻝ ﲝ ﹼﻪ ﺬﺍ ﺍﻟﺼﺪﺩ ، ﹶﻟﻠﻤﺴﻨﺎ
ﹶ
ﻘ
ﻳ
ﺻ ﺔ ﺫﻟﻚ ﺑﻜﻞ ﻭﺿﻮﺡ . »ﻗﺎﻝ ﻮﻳﺪ ﺑﻦ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﻌﺰﻳﺰ ﺍﻟﺘﻨﻮﺧﻲ : ﻛﺎﻥ ﺃﺑﻮ
ﺳ
ﹼ
ﺤ
ﺍﻟﺪﺭﺩﺍﺀ ، ﺇﺫﺍ ﺻﹼﻰ ﺍﻟﻐﺪﺍﺓ ﰲ ﺟﺎﻣﻊ ﺩﻣﺸﻖ ، ﺍﺟﺘﻤﻊ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻟﻠﻘﺮﺍﺀﺓ ﻋﻠﻴﻪ ، ﻓﻜﺎﻥ
ﻠ
ﳚﻌﻠﻬﻢ ﻋﺸﺮﺓ ﻋﺸﺮﺓ ﻭﳚﻌﻞ ﻋﻠﻰ ﻛﻞ ﻋﺸﺮﺓ ﻣﻨﻬﻢ ﻋﺮﻳﻔﹰﺎ ﻭﻳﻘﻒ ﻫﻮ ﻗﺎﺋﻤﺎ ﰲ
ﹼ
ﹰ
ﹰ
ﺍﶈﺮﺍﺏ ، ﻳﺮﻣﻘﻬﻢ ﺑﺒﺼﺮﻩ ، ﻭﺑﻌﻀﻬﻢ ﻳﻘﺮﺃ ﻋﻠﻰ ﺑﻌﺾ ؛ ﻓﺈﺫﺍ ﻏﻠﻂ ﺃﺣﺪﻫﻢ ،
ﺭﺟﻊ ﺇﱃ ﻋﺮﻳﻔﻬﻢ ؛ ﻓﺈﺫﺍ ﻏﻠﻂ ﻋﺮﻳﻔﻬﻢ ، ﺭﺟﻊ ﺇﱃ ﺃﰊ ﺍﻟﺪﺭﺩﺍﺀ ، ﻓﺴﺄﻟﻪ ﻋﻦ
ﺫﻟﻚ . ﻭﻛﺎﻥ ﺍﺑﻦ ﻋﺎﻣﺮ ﻋﺮﻳﻔﹰﺎ ﻋﻠﻰ ﻋﺸﺮﺓ . ﻭﻛﺎﻥ ﻛﺒﲑﺍ ﻓﻴﻬﻢ ؛ ﻓﻠ ﺎ ﻣﺎﺕ ﺃﺑﻮ
ﻤ
ﺍﻟﺪﺭﺩﺍﺀ ، ﺧﻠﻔﻪ ﺍﺑﻦ ﻋﺎﻣﺮ ﻭﻗﺎﻡ ﻣﻘﺎﻣﻪ ﻣﻜﺎﻧﻪ . ﻭﻗﺮﺃ ﻋﻠﻴﻬﻢ ﲨﻴﻌﻬﻢ ، ﻓﺎﺨﺬﻩ
ﺗ
)١(
ﺃﻫﻞ ﺍﻟﺸﺎﻡ ﺇﻣﺎﻣﺎ ﻭﺭﺟﻌﻮﺍ ﺇﱃ ﻗﺮﺍﺀﺗﻪ «.
ﹸ
ﺗﺘﺤ ﺙ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺮﻭﺍﻳﺔ ﻋﻦ ﺩﺍﺭ ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ ﺍﻟﻜﺮﱘ ﺍﻟﱵ ﺍﺨﺬﺕ ﻣﻦ ﺟﺎﻣﻊ
ﺗ
ﺪ
ﺩﻣﺸﻖ ﻣﻘ ﺍ ﳍﺎ ﻭﻭﻗﻒ ﻋﻠﻰ ﺭﺃﺳﻬﺎ ﺃﺑﻮ ﺍﻟﺪﺭﺩﺍﺀ ﻣﻨﻈﻤﺎ ﻭﻣﻘﺮﺋﹰﺎ . ﻟﻜﺜﺮﺓ ﺍﻷﻋﺪﺍﺩ
ﹼ
ﺮ
ﺍﳌﺸﺎﺭﻛﺔ ﻓﻴﻬﺎ ﺗﻄﻠﺐ ﺍﻷﻣﺮ ﺗﻘﺴﻴﻤﻬﻢ ﺇﱃ ﳎﻤﻮﻋﺎﺕ ﻋﺸﺮﺔ ، ﻋﻠﻰ ﺭﺃﺱ ﻛﻞ
ﹼ
ﻳ
ﹼ
ﻭﺍﺣﺪﺓ ﻣﻨﻬﺎ ﻣﻘﺮﺉ ﻋﻤﻴﺪ )ﻋﺮﻳﻒ( ، ﻫﻮ ﺃﻓﻀﻞ ﺃﻓﺮﺍﺩ ﺍﻤﻮﻋﺔ ﺍﻟﻮﺍﺣﺪﺓ ﰲ
ﺍﳊﻔﻆ ﻭﺍﻷﺩﺍﺀ ﻭﺍﻹﺣﻜﺎﻡ ، ﺑﻴﻨﻤﺎ ﻳﻘﻒ ﺍﳌﻘﺮﺉ ﺍﻷﻋﻠﻰ ﻋﻠﻰ ﺭﺃﺱ ﻫﺬﺍ ﺍﳍﺮﻡ ﻭﻫﻮ
ﲟﺜﺎﺑﺔ ﺍﳌﺮﺟﻌﺔ ﺍﻟﻌﻠﻴﺎ ﰲ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺒﺎﺏ .
ﻴ
ﻛﺬﻟﻚ ﲢ ﺙ ﻣﺴﻠﻢ ﺑﻦ ﻣﺸﻜﻢ ﻋﻦ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺪﺍﺭ ﻭﺻﺎﺣﺒﻬﺎ ﻭﻃﺒﻴﻌﺔ ﺗﻌﻠﻴﻢ
ﺪ
ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ ﻓﻴﻬﺎ ، ﻓﻘﺎﻝ : »ﻗﺎﻝ ﱄ ﺃﺑﻮ ﺍﻟﺪﺭﺩﺍﺀ : ﺍﻋﺪﺩ ﻣﻦ ﻳﻘﺮﺃ ﻋﻨﺪﻱ ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ !
ﻓﻌﺪﺩﻬﻢ ﺃﻟﻔﹰﺎ ﻭﺳﻤﺎﺋﺔ ﻭﻧﻴﻔﹰﺎ . ﻭﻛﺎﻥ ﻟﻜﻞ ﻋﺸﺮﺓ ﻣﻨﻬﻢ ﻣﻘﺮﺉ . ﻭﻛﺎﻥ ﺃﺑﻮ
ﹼ
ﺘ
ﺗ
)١( ﲨﺎﻝ ﺍﻟﻘ ﺍﺀ ٢/٤٥٤ .
ﺮ
٧٦٢
- 8. ﺃ.ﺩ. ﻋﻤﺮ ﻳﻮﺳﻒ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﻐﲏ ﲪﺪﺍﻥ
ﻇﺎﻫﺮﺓ ﺍﳌﻨﺎﻣﺎﺕ ﰲ ﻛﺘﺐ ﺍﻟﻘﺮﺍﺀﺍﺕ ﻭﺗﺮﺍﺟﻢ ﺍﻟﻘﺮﺍﺀ
ﺍﻟﺪﺭﺩﺍﺀ ﻳﻄﻮﻑ ﻋﻠﻴﻬﻢ ﻗﺎﺋﻤﺎ ، ﻳﺴﺘﻔﺘﻮﻧﻪ ﰲ ﺣﺮﻭﻑ ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ ؛ ﻓﺈﺫﺍ ﺃﺣﻜﻢ ﺍﻟﺮﺟﻞ
ﻮ
ﻣﻨﻬﻢ ، ﲢ ﻝ ﺇﱃ ﺃﰊ ﺍﻟﺪﺭﺩﺍﺀ«)١(.
ﺃ ﺎ ﺑﺎﻟﻜﻮﻓﺔ ، ﻓﻘﺪ ﺷﻐﻠﺖ ﺍﻟﻌﻨﺎﻳﺔ ﺑﺎﻟﻘﺮﺁﻥ ﺍﻟﻜﺮﱘ ﻭﺗﻌﻠﻴﻤﻪ ﺃﻫﻠﹶﻬﺎ ﻣﻨﺬ
ﻣ
ﲤﺼﲑﻫﺎ ؛ ﻓﻘﺪ ﺑﻌﺚ ﺇﻟﻴﻬﻢ ﺍﻟﻔﺎﺭﻭﻕ ﻋﻤﺮ ﺑﻦ ﺍﳋ ﹼﺎﺏ ﻋ ﺎﺭﺍ ﺃﻣﲑﺍ ﻭﻋﺒﺪ ﺍﷲ
ﻤ
ﻄ
ﺑﻦ ﻣﺴﻌﻮﺩ ﻣﻌﻠﻤﺎ - ﰲ ﺭﻭﺍﻳﺔ : ﻣﺆﺩﺑﺎ - ﻭﻭﺯﻳﺮﺍ . ﻟﻘﺪ ﳒﺢ ﺍﻷﺧﲑ ﰲ ﺇﺭﺳﺎﺀ
ﹼ
ﻣﺪﺭﺳﺔ ﻟﺘﻌﻠﻴﻢ ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ ﻭﺍﳊﺪﻳﺚ ﻭﺍﻟﻔﻘﻪ ، ﻋ ﺖ ﺛﻘﺎﻓﺘﻬﺎ ﲞ ﳛﻴﻬﺎ ﻣﻨﺎﺣﻲ ﺍﻟﻜﻮﻓﺔ
ﺮ
ﻤ
ﺑﻄﻮﻧﺎ ﻭﺃﺣﻴﺎﺀ . ﺧﲑ ﻣﺜﺎﻝ ﻋﻠﻰ ﺫﻟﻚ ﻣﺎ ﻛﺎﻥ ﻳﻔﺘﺨﺮ ﺑﻪ ﺇﺑﺮﺍﻫﻴﻢ ﺍﻟﺘﻴﻤﻲ ﻣﻦ ﻗﻮﻟﻪ:
ً
»ﻛﺎﻥ ﻓﻴﻨﺎ ﺳﻮﻥ ﺷﻴﺨﺎ ﻣﻦ ﺃﺻﺤﺎﺏ ﻋﺒﺪ ﺍﷲ «. )٢( ﻧﻈﲑ ﺫﻟﻚ ﻣﻦ ﺍﻻﻋﺘﺰﺍﺯ
ﺘ
ﻭﺍﻻﻓﺘﺨﺎﺭ ﻣﺎ ﻗﺎﻟﻪ ﲝﻖ ﺑﲏ ﹶﺛﻮﺭ ﻛﻞ ﻣﻦ ﺃﰊ ﻳﻌﻠﻰ : »ﻛﺎﻥ ﻣﻦ ﺑﲏ ﹶﺛﻮﺭ ﺛﻼﺛﻮﻥ
ﹼ
ﺧ
ﹰ
ﺭﺟﻼ ، ﻣﺎ ﻓﻴﻬﻢ ﺭﺟﻞ ﺩﻭﻥ ﺍﻟﺮﺑﻴﻊ ﺑﻦ ﺜﻴﻢ «. )٣(ﻭﺷﺒﺮﻣﺔ : »ﻣﺎ ﺭﺃﻳﺖ ﺣﺎ
ﻴ
ﺃﻛﺜﺮ ﻣﺘﻌﺒﺪﺍ ﻓﻘﻴﻬﺎ ﻣﻦ ﺑﲏ ﺛﻮﺭ«. )٤( ﻣﻦ ﲨﻠﺔ ﻫﺬﻩ ﺍﻷﻋﺪﺍﺩ ﺑﺮﺯ ﺳﺔ ﻣﻦ
ﺘ
ﺃﺻﺤﺎﺏ ﺍﺑﻦ ﻣﺴﻌﻮﺩ ، ﺩﺍﺭﺕ ﻋﻠﻴﻬﻢ ﺍﻟﻘﺮﺍﺀﺓ ﻭﺍﻟﻔﺘﻴﺎ ﺑﺎﻟﻜﻮﻓﺔ ، ﻫﻢ : ﻋﻠﻘﻤﺔ
ﻭﺍﻷﺳﻮﺩ ﻭﻣﺴﺮﻭﻕ ﻭﻋﺒﻴﺪﺓ ﻭﺍﳊﺎﺭﺙ ﺑﻦ ﻗﻴﺲ ﻭﻋﻤﺮﻭ ﺑﻦ ﺮﺣﺒﻴﻞ .)٥( ﻭﻗﺪ
ﺷ
ﻣﺪﺣﻬﻢ ﺇﺑﺮﺍﻫﻴﻢ ﺍﻟﻨﺨﻌﻲ ، ﻓﻘﻴﻪ ﺍﻟﻜﻮﻓﺔ ، ﺑﻘﻮﻟﻪ : »ﻣﺎ ﺭﺃﻳﺖ ﺃﺣﺪﺍ ﻛﺎﻥ ﺃﻋﻈﻢ
ﺣﻠﻤﺎ ﻭﻻ ﺃﻛﺜﺮ ﻋﻠﻤﺎ ﻭﻻ ﺃﻛﻒ ﻋﻦ ﺍﻟﺪﻣﺎﺀ ﻣﻦ ﺃﺻﺤﺎﺏ ﻋﺒﺪ ﺍﷲ ﺇﻻ ﻣﺎ ﻛﺎﻥ
ﻣﻦ ﺃﺻﺤﺎﺏ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﷲ «)٦(. ﲡﺪﺭ ﺍﻹﺷﺎﺭﺓ ﻫﻨﺎ ﺇﱃ ﺃﻥ ﺍﻟﻜﻮﻓﺔ ﻛﺎﻧﺖ
ﹼ
)١( ﲨﺎﻝ ﺍﻟﻘ ﺍﺀ ٢/٤٥٤ .
ﺮ
)٢( ﺍﻟﻄﺒﻘﺎﺕ ﺍﻟﻜﱪﻯ ٦/٠١ .
)٣( ﺍﻟﻄﺒﻘﺎﺕ ﺍﻟﻜﱪﻯ ٦/٠١ .
)٤( ﺍﻟﻄﺒﻘﺎﺕ ﺍﻟﻜﱪﻯ ٦/١١ .
)٥( ﺍﻟﻄﺒﻘﺎﺕ ﺍﻟﻜﱪﻯ ٦/١١ .
)٦( ﺍﻟﻄﺒﻘﺎﺕ ﺍﻟﻜﱪﻯ ٦/١١-٢١ .
٨٦٢
- 9. ﳎﻠﺔ ﻣﻌﻬﺪ ﺍﻹﻣﺎﻡ ﺍﻟﺸﺎﻃﱯ
ﺍﻟﻌﺪﺩ ﺍﻟﺮﺍﺑﻊ
)ﺫﻭ ﺍﳊﺠﺔ ٨٢٤١ﻫ(
ﺻﺎﺣﺒﺔ ﺍﳊﻈﻮﺓ ﰲ ﺗﺴﺒﻴﻊ ﺍﻟﻘﺮﺍﺀﺍﺕ ، ﺇﺫ ﺛﻼﺛﺔ ﻣﻦ ﺍﻟﻘ ﺍﺀ ﺍﻟﺴﺒﻌﺔ ﻛﺎﻧﻮﺍ ﻣﻦ ﺃﺋ ﺔ
ﻤ
ﺮ
ﺍﻟﻜﻮﻓﺔ : ﻋﺎﺻﻢ ﺑﻦ ﺃﰊ ﺍﻟﻨﺠﻮﺩ )٧٢١( ﻭﲪﺰﺓ ﺍﻟﺰﺎﺕ )٦٥١( ﻭﺍﻟﻜﺴﺎﺋﻲ )٩٨١( .
ﻳ
ﺑﺎﶈ ﻠﺔ ﻳﺪﻭﺭ ﺍﻟﻜﻼﻡ ﻫﻨﺎ ﻋﻦ ﺛﻼﺙ ﻣﺪﺍﺭﺱ ﻛﱪﻯ ﻟﻠﻘﺮﺁﻥ ﺍﻟﻜﺮﱘ ،
ﺼ
ﻧﺸﺄﺕ ﰲ ﻇﻞ ﺍﻟﻔﺘﻮﺣﺎﺕ ﺍﻹﺳﻼﻣﺔ ﻋﻠﻰ ﻳﺪ ﺛﻼﺛﺔ ﻣﻦ ﻛﺒﺎﺭ ﺣﻔﻈﺔ ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ ﻣﻦ
ﻴ
ﹼ
ﺍﻟﺼﺤﺎﺑﺔ ، ﻫﻢ ﺃﺑﻮ ﻣﻮﺳﻰ ﺍﻷﺷﻌﺮﻱ )٤٤( ﻭﻋﺒﺪ ﺍﷲ ﺑﻦ ﻣﺴﻌﻮﺩ )٢٣( ﻭﺃﺑﻮ
ﻭﺧ ﺟﺖ ﺍﳌﺌﺎﺕ ﻣﻦ ﺍﳊﻔﻈﺔ ﻟﻜﺘﺎﺏ ﺍﷲ ، ﻭﺫﻟﻚ ﻛﹼﻪ ﰲ
ﻠ
ﺮ
ﺍﻟﺪﺭﺩﺍﺀ )٢٣(
ﺻﺪﺭ ﺍﻹﺳﻼﻡ .
ﺩﻭﺭ ﺍﻟﻘ ﺍﺀ ﻭﻣﻜﺎﻧﺘﻬﻢ :
ﺮ
ﻫﺬﺍ ﺍﳊﻀﻮﺭ ﺍﻟﻜﺒﲑ ﻟﻠﺤﻔﻈﺔ ﻭﺍﻟﻘ ﺍﺀ ﺑ ﺃﻫﻢ ﻣﻜﺎﻧﺔ ﺭﻓﻴﻌﺔ ﰲ ﺍﻷﻭﺳﺎﻁ
ﺮ ﻮ
ﺍﶈﻠﺔ ، ﻓﺎﻋﻤﺪﺕ ﻗﺮﺍﺀﺍﺕ ﻣﺸﺎﻫﲑﻫﻢ ﰲ ﺍﻷﻣﺼﺎﺭ ﺍﻹﺳﻼﻣﺔ ﻭﺃﺻﺒﺢ ﳍﺎ ﺍﻧﺘﺸﺎﺭ
ﻴ
ﺘ
ﹼﻴ
ﻭﺍﺳﻊ ﻓﻴﻬﺎ ، ﻟﻜﻬﻢ ﻭﺍﺟﻬﻮﺍ ﺧﻼﻝ ﺫﻟﻚ ﺍﻧﺘﻘﺎﺩﺍﺕ ﻋﺪﻳﺪﺓ ﻭﺷﺪﻳﺪﺓ ﻣﻦ ﺩﺍﺧﻞ
ﻨ
ﺻﻔﻮﻓﻬﻢ ﻭﻣﻦ ﺧﺎﺭﺟﻬﺎ .
ﻣﻦ ﺃﺷﺪ ﺍﻻﻧﺘﻘﺎﺩﺍﺕ ﺍﻟﺪﺍﺧﻠﺔ ﻧﱪﺓ ﻣﺎ ﺟﺎﺀ ﻋﻠﻰ ﻟﺴﺎﻥ ﺍﻹﻣﺎﻡ ﺍﳊﺴﻦ
ﻴ ﹰ
ﺍﻟﺒﺼﺮﻱ )٠١١( ﻣﻦ ﺍﻧﺘﻘﺎﺩ ﻓﺌﺘﲔ ﻣﻦ ﺍﻟﻘ ﺍﺀ ﻣﻦ ﳎﻤﻞ ﺛﻼﺛﺔ ﺣﺴﺐ ﺗﻘﺴﻴﻤﻪ ،
ﺮ
ﻛﻤﺎ ﺭﻭﺍﻩ ﺍﻵﺟﺮﻱ )٠٦٣( ﺑﺈﺳﻨﺎﺩﻩ ﻋﻦ ﻋﻴﺴﻰ ﺑﻦ ﻋﻤﺮ ﺍﻟﺜﻘﻔﻲ )٩٤١( ، ﻗﺎﻝ:
»ﺃﻗﺒﻠﺖ ﺣﻰ ﺃﻗﻤﺖ ﻋﻨﺪ ﺍﳊﺴﻦ ، ﻓﺴﻤﻌﻪ ﻳﻘﻮﻝ : ﻗ ﺍﺀ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ ﺛﻼﺛﺔ
ﺮ
ﺘ
ﺘ
ﺭﺟﺎﻝ ؛ ﻓﺮﺟﻞ ﻗﺮﺃﻩ ، ﻓﺎﺨﺬﻩ ﺑﻀﺎﻋﺔ ﻭﻧﻘﻠﻪ ﻣﻦ ﺑﻠﺪ ﺇﱃ ﺑﻠﺪ . ﻭﺭﺟﻞ ﻗﺮﺃﻩ ،
ﹰ
ﺗ
ﻓﺄﻗﺎﻡ ﻋﻠﻰ ﺣﺮﻭﻓﻪ ﻭﺿﻊ ﺣﺪﻭﺩﻩ . ﻳﻘﻮﻝ : ﺇﻧﻲ ﻭﺍﷲ ﻻ ﹸﺃﺳﻘﻂ ﻣﻦ ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ
ِﹸ
ِ
ﻴ
ﺣﺮﻓﹰﺎ. ﻛﹼﺮ ﺍﷲ ﻢ ﺍﻟﻘﺒﻮﺭ ﻭﺃﺧﻠﻰ ﻣﻨﻬﻢ ﺍﻟﺪﻭﺭ ! ﻓﻮﺍﷲ ﳍﻢ ﺃﺷﺪ ﻛﱪﺍ ﻣﻦ
ِ
ﺜ
ﺻﺎﺣﺐ ﺍﻟﺴﺮﻳﺮ ﻋﻠﻰ ﺳﺮﻳﺮﻩ ﻭﻣﻦ ﺻﺎﺣﺐ ﺍﳌﻨﱪ ﻋﻠﻰ ﻣﻨﱪﻩ . ]٥٦[ ﻭﺭﺟﻞ
٩٦٢
- 10. ﺃ.ﺩ. ﻋﻤﺮ ﻳﻮﺳﻒ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﻐﲏ ﲪﺪﺍﻥ
ﻇﺎﻫﺮﺓ ﺍﳌﻨﺎﻣﺎﺕ ﰲ ﻛﺘﺐ ﺍﻟﻘﺮﺍﺀﺍﺕ ﻭﺗﺮﺍﺟﻢ ﺍﻟﻘﺮﺍﺀ
ﻗﺮﺃﻩ، ﻓﺄﺳﻬﺮ ﻟﻴﻠﻪ ﻭﺃﻇﻤﺄ ﺎﺭﻩ ﻭﻣﻨﻊ ﺷﻬﺮﺗﻪ ، ﻓﺠﺜﻮﺍ ﰲ ﺑﺮﺍﺛﻨﻬﻢ ﻭﺭﻛﺪﻭﺍ ﰲ
ﳏﺎﺭﻳﺒﻬﻢ. ﻢ ﻳﻨﻔﻲ ﺍﷲ ﻋﺎ ﺍﻟﻌﺪﻭ ﻭﻢ ﻳﺴﻘﻴﻨﺎ ﺍﷲ ﺍﻟﻐﻴﺚ . ﻭﻫﺬﺍ ﺍﻟﻀﺮﺏ ﻣﻦ
ﹶ
ﻨ
ﺮ
ﺍﻟﻘ ﺍﺀ ﺃﻋﺰ ﻣﻦ ﺍﻟﻜﱪﻳﺖ ﺍﻷﲪﺮ«)١( .
ﺃ ﺎ ﺍﻻﻧﺘﻘﺎﺩﺍﺕ ﺍﳋﺎﺭﺟﺔ ، ﻓﺄﺑﺮﺯ ﺟﻬﺎﺎ ﺍﻟﻨﺤﺎﺓ ﻋﻠﻰ ﺍﺧﺘﻼﻑ ﻣﺪﺍﺭﺳﻬﻢ،
ﻴ
ﻣ
ﺃﺻﺤﺎﺏ ﺻﻨﺎﻋﺔ ﺍﻟﻨﺤﻮ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﺍﻋﺘﺮﺿﻮﺍ ﻋﻠﻰ ﻗﺮﺍﺀﺍﺕ ﻣﻌﻨﺔ ﻭﺭﻓﻀﻮﺍ ﻗﺒﻮﳍﺎ
ﻴ
ﻭﺧ ﹼﺆﻭﺍ ﺃﺻﺤﺎﺎ .)٢( ﺧﲑ ﻣﺜﺎﻝ ﻋﻠﻰ ﺫﻟﻚ ﻗﺮﺍﺀﺓ ﺍﺑﻦ ﻋﺎﻣﺮ {ﺯﻦ ﹸﻟﻜﺜﲑ ﻦ
ﻳ ﹶِ ٍ ﻣ
ﻄ
ﺍﳌﺸﺮﻛﲔ ﻗ ﺘﻞ ﺃﹶﻭﻻﺩﻫﻢ ﺷﺮﻛﹶﺎِﺋﻬﻢ ، [١٣٧:٦] zﺣﻴﺚ ﻓﺼﻞ ﺑﲔ ﺍﳌﻀﺎﻑ
ﹸ ِﹶ
ِ
ﹸ ِﹶ ﹶ ﹸ
{ﻗ ﺘﻞ zﻭﺍﳌﻀﺎﻑ ﺇﻟﻴﻪ {ﺷﺮﻛﹶﺎِﺋﻬﻢ . zﻗﺎﻝ ﺍﻟﺴﻤﲔ ﺍﳊﻠﱯ )٦٥٧( ﺬﺍ ﺍﻟﺼﺪﺩ:
ِ
ﹶ ﹸ
»ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻘﺮﺍﺀﺓ ﻣﺘﻮﺍﺗﺮﺓ ﺻﺤﻴﺤﺔ . ﻭﻗﺪ ﲡ ﺃ ﻛﺜﲑ ﻣﻦ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻋﻠﻰ ﻗﺎﺭﺋﻬﺎ ﲟﺎ ﻻ
ﺮ
ﻳﻨﺒﻐﻲ ﻭﻫﻮ ﺃﻋﻠﻰ ﺍﻟﻘﺮﺍﺀ ﺍﻟﺴﺒﻌﺔ ﺳﻨﺪﺍ ﻭﺃﻗﺪﻣﻬﻢ ﻫﺠﺮﺓ .«)٣( ﻫﺬﺍ ﻣﺎ ﺍﺳﺘﻘﺮ ﻋﻠﻴﻪ
ﺍﻷﻣﺮ ، ﻷﻥ ﺍﻟﻘﺮﺍﺀﺓ ﺳﺔ ﻣﺒﻌﺔ ، ﻻ ﲡﺮﻱ ﻋﻠﻰ ﺍﻷﻓﺸﻰ ﰲ ﺍﻟﻠﻐﺔ ﻭﻻ ﺍﻷﻗﻴﺲ ﰲ
ﻨ ﺘ
ﹼ
ﺍﻟﻌﺮﺑﺔ ، ﺑﻞ ﻋﻠﻰ ﺍﻷﺛﺒﺖ ﰲ ﺍﻷﺛﺮ ﻭﺍﻷﺻﺢ ﰲ ﺍﻟﻨﻘﻞ)٤(؛ ﻓﺄﺻﺤﺎﺏ ﺍﻟﻘﺮﺍﺀﺍﺕ
ﻴ
ﺍﻟﺴﺒﻊ ﻭﺍﻟﺜﻼﺙ ﺍﳌﺘ ﻤﺎﺕ ﳍﺎ ﻫﻢ ﺃﺻﺤﺎﺏ ﻗﺮﺍﺀﺍﺕ ﻣﺘﻮﺍﺗﺮﺍﺕ ﺻﺤﻴﺤﺎﺕ
ﻤ
ﺑﺎﻹﲨﺎﻉ .
ﻛﺬﻟﻚ ﺍﻋﺘﺮﺽ ﺑﻌﺾ ﺍﻟﻌﻠﻤﺎﺀ ، ﻋﻠﻤﺎﺀ ﺍﳊﺪﻳﺚ ﻭﺍﻟﻔﻘﻪ ، ﻋﻠﻰ ﻣﻈﺎﻫﺮ
ﻣﻌﻨﺔ ﰲ ﺍﻟﺘﻼﻭﺓ ، ﻓﺮﻓﻀﻮﻫﺎ ﺭﻓﻀﺎ ﻗﺎﻃﻌﺎ ﻭﺷﻌﻮﺍ ﻋﻠﻰ ﺻﺎﺣﺒﻬﺎ ، ﺎ ﺃﺳﺎﺀ
ﳑ
ﻨ
ﻴ
)١( ﺃﺧﻼﻕ ﲪﻠﺔ ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ ٤٦-٥٦ )٥٤( .
)٢( ﺮﺍﺟﻊ ﺬﺍ ﺍﳋﺼﻮﺹ ﺍﳉﻨﺪﻱ ، ﺃﲪﺪ ﻋﻠﻢ ﺍﻟﺪﻳﻦ : "ﺍﻟﺼﺮﺍﻉ ﺑﲔ ﺍﻟﻘ ﺍﺀ ﻭﺍﻟﻨﺤﺎﺓ" ، ﳎﹼﺔ ﳎﻤﻊ ﺍﻟﻠﻐﺔ
ﻠ
ﺮ
ﻳ
ﺍﻟﻌﺮﺑﺔ ]ﺍﻟﻘﺎﻫﺮﺓ[ ٤٣ )٤٩٣١/٤٧٩١( ٣١١-٥٢١ .
ﻴ
)٣( ﺍﻟﺪﺭ ﺍﳌﺼﻮﻥ ٥/٢٦١ .
)٤( ﺟﺎﻣﻊ ﺍﻟﺒﻴﺎﻥ ٦٩٣ ، ﻣﻨﺠﺪ ﺍﳌﻘﺮﺋﲔ ٥٦ .
٠٧٢
- 11. ﳎﻠﺔ ﻣﻌﻬﺪ ﺍﻹﻣﺎﻡ ﺍﻟﺸﺎﻃﱯ
ﺍﻟﻌﺪﺩ ﺍﻟﺮﺍﺑﻊ
)ﺫﻭ ﺍﳊﺠﺔ ٨٢٤١ﻫ(
ﺑﺸ ﺓ ﺇﱃ ﲰﻌﺔ ﺍﻟﻘﺎﺭﺉ ﰲ ﳏﻴﻄﻪ ﺍﻟﻌﺎﻡ ﻭﻧ ﻝ ﺑﻘ ﺓ ﻣﻦ ﻣﻜﺎﻧﺘﻪ ﻭﺭﻓﻌﺘﻪ ﰲ ﳎﻤﻞ
ﺰ ﻮ
ﺪ
ﺍﻷﻭﺳﺎﻁ . ﻛﻤﺎ ﻳﺒﺪﻭ ﺃﻪ ﰎ ﺗﻮﻇﻴﻒ ﺍﳌﻨﺎﻣﺎﺕ ﰲ ﺣﺎﻻﺕ ﻣﻦ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻘﺒﻴﻞ ﻋﻠﻰ
ﻧ ﹼ
ﺃﻥ ﺗﻜﻮﻥ ﻣﺼﺪﺭﺍ ﺃﻋﻠﻰ ، ﻳﺪﻋﻢ ﺍﻟﻘ ﺍﺀ ﻭﻣﻮﺍﻗﻔﻬﻢ ﻭﻳﺴﺒﻎ ﺷﺮﻋﺔ ﻋﻠﻰ ﻗﺮﺍﺀﺍﻢ
ﻴ
ﺮ
ﻭﺻ ﺘﻬﺎ ﻋﻤﻮﻣﺎ ﻭﻳﻀﻔﻲ ﻣﺼﺪﺍﻗﺔ ﻋﻠﻰ ﺣﺮﻭﻑ ﻣﻌﺘﺮﺽ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﻋﻨﺪ ﺍﻟﺒﻌﺾ
ﻴ
ﺤ
ﺧﺼﻮﺻﺎ .
ﻛﻤﺎ ﺳﻨﺮﻯ ﻻﺣﻘﹰﺎ ، ﻓﺈﻥ ﺻﺎﺣﺐ ﺍﳌﺮﺟﻌﺔ ﺍﻟﻌﻠﻴﺎ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﻈﻬﺮ ﰲ ﻣﻌﻈﻢ
ﻴ
ﹼ
ﺍﳌﻨﺎﻣﺎﺕ ﻫﻮ ﺍﻟﺮﺳﻮﻝ ﺍﻟﻜﺮﱘ ﻭﰲ ﺑﻌﻀﻬﺎ ﻳﻈﻬﺮ ﺭﺏ ﺍﻟﻌ ﺓ ﺬﻩ ﺍﻟﺼﻔﺔ .
ﺰ
ﻟﺘﺘﻊ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻈﺎﻫﺮﺓ ﻭﺍﻟﻮﻗﻮﻑ ﻋﻠﻰ ﻣﻌﺎﳌﻬﺎ ﻧﺄﺧﺬ ﲪﺰﺓ ﺍﻟﺰﺎﺕ ﻣﺜﺎﻻ ﻋﻠﻰ
ﹰ
ﻳ
ﺒ
ﻗﺎﺭﺉ ﻭ ﻬﺖ ﻟﻪ ﺍﻟﻌﺪﻳﺪ ﻣﻦ ﺍﻻﻧﺘﻘﺎﺩﺍﺕ ﺍﻟﺸﺪﻳﺪﺓ ﰲ ﺃﺩﺍﺋﻪ ، ﰒ ﻧﻘﻒ ﻋﻠﻰ
ﹼ
ﺟ
ﺍﳌﻨﺎﻣﺎﺕ ﺍﳌﺬﻛﻮﺭﺓ ﲝﻖ ﻛﻞ ﻗﺎﺭﺉ ﻣﻦ ﺍﻟﻘ ﺍﺀ ﺍﻟﺴﺒﻌﺔ ﻭﻏﲑﻫﻢ .
ﺮ
ﹼ
ﳎﻤﻮﻋﺔ ﻣﻦ ﺍﻻﻧﺘﻘﺎﺩﺍﺕ :
»ﻗﺎﻝ ﻳﻌﻘﻮﺏ ﺑﻦ ﺷﻴﺒﺔ ﰲ ﻣﺴﻨﺪ ﻋﻠﻲ ﹶﻟ ﺎ ﺫﻛﺮ ﲪﺰﺓ : ﻛﺎﻥ ﻛﺜﲑ
ﻤ
ﻣﻦ ﺃﻫﻞ ﺍﻟﻌﻠﻢ ﻳﺘﺠﺐ ﺍﺧﺘﻴﺎﺭﻩ ﻟﻠﻘﺮﺁﻥ ﻹﻓﺮﺍﻃﻪ ﰲ ﺍﻟﻜﺴﺮ ﻭﻏﲑﻩ . ﻭﺳﺄﻟﺖ ﺍﺑﻦ
ﻨ
ﺍﳌﺪﻳﲏ ؛ ﻓﺠﻌﻞ ﻳﺬﻡ ﻗﺮﺍﺀﺓ ﲪﺰﺓ ﻭﻗﺎﻝ : ﱂ ﻳﻘﺮﺃ ﻋﻠﻰ ﻗﺮﺍﺀﺓ ﻋﺒﺪ ﺍﷲ . ﻭﺇﻤﺎ ﻫﺬﻩ
ﻧ
ﹶ
ﺍﻟﻘﺮﺍﺀﺓ ﻭﺿﻌﻬﺎ ﻫﻮ . ﻭﱂ ﻳﻜﻦ ﻣﻦ ﺃﻫﻞ ﺍﻟﻌﻠﻢ . ﻭﻣﺎ ﺯﻟﻨﺎ ﻧﺮﻯ ﺍﻟﺮﺟﻞ ﻳﻘﺮﺃ ﻗﺮﺍﺀﺓ
ﹶ
ﹶ
ﲪﺰﺓ ؛ ﻓﺈﺫﺍ ﺍﺒﻊ ﺍﻟﻌﻠﻢ ، ﺗﺮﻛﻬﺎ . ﻭﻣﺎ ﺯﻟﻨﺎ ﻧﺴﻤﻊ ﺃﺻﺤﺎﺑﻨﺎ ﻳﻨﻜﺮﻭﻥ ﻗﺮﺍﺀﺓ
ﹶ
ﺗ
ﲪﺰﺓ«)١(.
»ﻗﺎﻝ ﺍﺑﻦ ﺃﰊ ﺩﺍﻭﺩ : ﺃﻧﺎ ﺃﲪﺪ ﺑﻦ ﺳﻨﺎﻥ : ﲰﻌﺖ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﺮﲪﻦ ﺑﻦ ﻣﻬﺪﻱ
)١( ﻣﻌﺮﻓﺔ ﺍﻟﻘ ﺍﺀ ﺍﻟﻜﺒﺎﺭ ١/٢٦٢ .
ﺮ
١٧٢
- 12. ﺃ.ﺩ. ﻋﻤﺮ ﻳﻮﺳﻒ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﻐﲏ ﲪﺪﺍﻥ
ﻇﺎﻫﺮﺓ ﺍﳌﻨﺎﻣﺎﺕ ﰲ ﻛﺘﺐ ﺍﻟﻘﺮﺍﺀﺍﺕ ﻭﺗﺮﺍﺟﻢ ﺍﻟﻘﺮﺍﺀ
ﻳﻘﻮﻝ : ﻟﻮ ﺻﹼﻴﺖ ﺧﻠﻒ ﻣﻦ ﻳﻘﺮﺃ ﻗﺮﺍﺀﺓ ﲪﺰﺓ ، ﻷﻋﺪﺕ ﺍﻟﺼﻼﺓ «.
ﹶ
ﻠ
)١(
»ﻗﺎﻝ ﺍﳊﻤﻴﺪﻱ : ﲰﻌﺖ ﺍﺑﻦ ﻋﺘﻴﺒﺔ)٢(ﻳﻘﻮﻝ : ﻟﻮ ﺻﹼﻴﺖ ﺧﻠﻒ ﺇﻧﺴﺎﻥ
ﻠ
)٣(
ﺑﻘﺮﺍﺀﺓ ﲪﺰﺓ ، ﻷﻋﺪﺕ ﺻﻼﰐ «.
»ﺭﻭﻯ ﻳﻌﻘﻮﺏ ﺍﻟﺪﻭﺭﻗﻲ ، ﻗﺎﻝ : ﲰﻌﺖ ﺍﺑﻦ ﻣﻬﺪﻱ ﻳﻘﻮﻝ : ﻣﺎ ﻳﻌﺠﺒﲏ
)٤(
ﺃﻥ ﺃﺻﹼﻲ ﺧﻠﻒ ﻣﻦ ﻳﻘﺮﺃ ﺑﻘﺮﺍﺀﺓ ﲪﺰﺓ «.
ﻠ
»ﻗﺎﻝ ﺃﺑﻮ ﺑﻜﺮ ﺑﻦ ﺃﰊ ﺧﻴﺜﹶﻤﺔ ﻋﻦ ﺳﻠﻴﻤﺎﻥ ﺑﻦ ﺃﰊ ﺷﻴﺦ : ﻛﺎﻥ ﻳﺰﻳﺪ ﺑﻦ
)٥(
ﻫﺎﺭﻭﻥ ﺃﺭﺳﻞ ﺇﱃ ﺃﰊ ﺍﻟﺸﻌﺜﺎﺀ ﺑﻮﺍﺳﻂ : ﻻ ﺗﻘﺮﺉ ﰲ ﻣﺴﺠﺪﻧﺎ ﻗﺮﺍﺀﺓ ﲪﺰﺓ !«
ِ
»ﻗﺎﻝ ﺃﺑﻮ ﺒﻴﺪ ﺍﻵﺟﺮﻱ : ﲰﻌﺖ ﺃﺑﺎ ﺩﺍﻭﺩ ﻳﻘﻮﻝ : ﲰﻌﺖ ﺃﲪﺪ ﺑﻦ ﺳِﻨﺎﻥ
ﻋ
ﻳﻘﻮﻝ : ﻛﺎﻥ ﻳﺰﻳﺪ ﻳﻜﺮﻩ ﻗﺮﺍﺀﺓ ﲪﺰﺓ ﻛﺮﺍﻫﻴﺔ ﺷﺪﻳﺪﺓ . ﻗﺎﻝ : ﻭﲰﻌﺖ ﺃﲪﺪ ﺑﻦ
ﹰ
ﺳﻨﺎﻥ ﻳﻘﻮﻝ : ﻟﻮ ﻛﺎﻥ ﱄ ﺳـﻠﻄﺎﻥ ﻋﻠﻰ ﻣﻦ ﻳﻘﺮﺃ ﻗﺮﺍﺀﺓ ﲪﺰﺓ ، ﻷﻭﺟﻌﺖ ﻇﻬﺮﻩ
َ ﹶ
ﹲ
)٦(
ﻭﺑﻄﻨﻪ «.
ﹾ
»ﺭﻭﻯ ﺣﺎﰎ ﻋﻦ ﳛﲕ ﺑﻦ ﳝﺎﻥ ﻋﻦ ﺳﻔﻴﺎﻥ : ﻣﺎ ﺍﺑﺘﻠﻲ ﺍﻟﻌﺒﺎﺩ ﺑﺒﻠﺔ ﺃﻋﻈﻢ
ِ ﻴ
ﻣﻦ ﺭﺃﻱ ﻭﻗﺮﺍﺀﺓ ﲪﺰﺓ .
ﻗﺎﻝ ﺍﺑﻦ ﻗﺘﻴﺒﺔ : ﻣﻦ ﺍﻟﻌﺠﺐ ﺃﻥ ﲪﺰﺓ ﻳﻘﺮﺉ ﺑﻄﺮﻳﻘﺔ ﻭﻳﻜﺮﻩ ﺍﻟﺼﻼﺓ ﺎ .
ﹼ
)١( ﻣﻌﺮﻓﺔ ﺍﻟﻘ ﺍﺀ ﺍﻟﻜﺒﺎﺭ ١/٦٥٢ .
ﺮ
)٢( ﻛﺬﺍ ﰲ ﺍﳌﻄﺒﻮﻉ . ﻟﻌﻞ ﺍﻟﺼﻮﺍﺏ "ﺍﺑﻦ ﻋﻴﻴﻨﺔ" . ﻨﻈﹶﺮ ﺍﻟﺮﻭﺍﻳﺔ ﺍﻷﺧﲑﺓ ﰲ ﻫﺬﻩ ﺍﻤﻮﻋﺔ .
ﻳ
ﹼ
)٣( ﻣﻌﺮﻓﺔ ﺍﻟﻘ ﺍﺀ ﺍﻟﻜﺒﺎﺭ ١/٧٥٢ .
ﺮ
)٤( ﻣﻌﺮﻓﺔ ﺍﻟﻘ ﺍﺀ ﺍﻟﻜﺒﺎﺭ ١/٨٥٢ .
ﺮ
)٥( ﺬﻳﺐ ﺍﻟﻜﻤﺎﻝ ٧/٧١٣ ]ﺍﻟﻠﻔﻆ ﻟﻪ[ ، ﻣﻌﺮﻓﺔ ﺍﻟﻘ ﺍﺀ ﺍﻟﻜﺒﺎﺭ ١/٨٥٢ .
ﺮ
)٦( ﺬﻳﺐ ﺍﻟﻜﻤﺎﻝ ٧/٧١٣ .
٢٧٢
- 13. ﳎﻠﺔ ﻣﻌﻬﺪ ﺍﻹﻣﺎﻡ ﺍﻟﺸﺎﻃﱯ
ﺍﻟﻌﺪﺩ ﺍﻟﺮﺍﺑﻊ
)ﺫﻭ ﺍﳊﺠﺔ ٨٢٤١ﻫ(
ﻗﺎﻝ : ﻭﻛﺎﻥ ﺍﺑﻦ ﻋﻴﻴﻨﺔ ﻳﺄﻣﺮ ﺑﺈﻋﺎﺩﺓ ﺍﻟﺼﻼﺓ ﳌﻦ ﻗﺮﺃ ﺎ . ﻭﻭﺍﻓﻘﻪ ﻋﻠﻰ
ﺫﻟﻚ ﻛﺜﲑ ﻣﻦ ﺧﻴﺎﺭ ﺍﳌﺴﻠﻤﲔ ، ﻣﻨﻬﻢ ﺑﺸﺮ ﺑﻦ ﺍﳊﺎﺭﺙ ﻭﺃﲪﺪ ﺑﻦ ﺣﻨﺒﻞ .
ﻗﺎﻝ ﺍﻟﺒﺴﺮﻱ : ﲰﻌﺖ ﺳﻔﻴﺎﻥ ﺑﻦ ﻋﻴﻴﻨﺔ ﻳﻘﻮﻝ : ﻟﻮ ﺻﹼﻴﺖ ﺧﻠﻒ ﻣﻦ ﻳﻘﺮﺃ
ﻠ
)١(
]٩٥٢[ ﺑﻘﺮﺍﺀﺓ ﲪﺰﺓ ، ﻷﻋﺪﺕ «.
ﺇﲨﺎﻝ ﻫﺬﻩ ﺍﻻﻧﺘﻘﺎﺩﺍﺕ :
١( ﺇﻥ ﺃﺻﺤﺎﺎ ﻣﻦ ﻛﺒﺎﺭ ﻋﻠﻤﺎﺀ ﺍﳊﺪﻳﺚ ﻭﺍﻟﻔﻘﻪ ﺍﻟﺜﻘﺎﺕ ، ﺃﻣﺜﺎﻝ
ﹼ
ﻳﻌﻘﻮﺏ ﺑﻦ ﺷﻴﺒﺔ )٢٦٢( ﻭﺍﺑﻦ ﺍﳌﺪﻳﲏ )٤٣٢( ﻭﻳﺰﻳﺪ ﺑﻦ ﻫﺎﺭﻭﻥ ﺍﻟﻮﺍﺳﻄﻲ
)٧١١/ ٨١١-٦٠٢( ﻭﻋﺒﺪ ﺍﻟﺮﲪﻦ ﺑﻦ ﻣﻬﺪﻱ )٥٣١-٨٩١( ﻭﺳﻔﻴﺎﻥ ﺑﻦ ﻴﻴﻨﺔ
ﻋ
)٧٠١-٨٩١( ﻭﻏﲑﻫﻢ .
٢( ﺇﻬﺎ ﺷﺪﻳﺪﺓ ﺍﻟﻠﻬﺠﺔ ، ﻋﻨﻴﻔﺔ ﺍﻟﻨﱪﺓ ، ﲡﻌﻞ ﺍﳉﻬﺔ ﺍﳌﻮﺟﻪ ﺇﻟﻴﻬﺎ
ﹶ
ﻧ
ﻣﺜﻞ ﻫﺬﻩ ﺍﻻﻧﺘﻘﺎﺩﺍﺕ ﰲ ﻭﺿﻊ ﻻ ﺗﺤﺴﺪ ﻋﻠﻴﻪ ، ﻗﺪ ﺳﻠﺒﺖ ﻣﻨﻬﺎ ﺍﻟﺴﻤﻌﺔ ﺍﻟﻄﺒﺔ
ﻴ
ﻭﺍﳌﻜﺎﻧﺔ ﺍﻟﺮﻓﻴﻌﺔ . ﺣﺎﻟﺔ ﻣﻦ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻘﺒﻴﻞ ﻭﹼﺪﺕ ﺣﺎﻟﺔ ﻣﻮﺍﺯﻳﺔ ﻣﻦ ﺭﺩﻭﺩ ﺍﻟﻔﻌﻞ
ﻟ
ﺍﳌﺘﻔﺎﻭﺗﺔ ﻋﻨﺪ ﻣﻦ ﻳﻬ ﻬﻢ ﺷﺄﻥ ﲪﺰﺓ ﻭﻗﺮﺍﺀﺗﻪ ؛ ﻓﺒﻌﻀﻬﻢ ﺫﻫﺐ ﺇﱃ ﺍﻟﺘﻌﺎﻃﻒ ﻣﻊ
ﻤ
ﺷﺨﺼﻪ ﻭﺍﻟﺪﻓﺎﻉ ﻋﻦ ﻗﺮﺍﺀﺗﻪ ، ﻛﻤﺎ ﺟﺎﺀ »ﻋﻦ ﻣِﻨﺪﻝ ، ﻗﺎﻝ : ﺇﺫﺍ ﺫﻛﺮ ﺍﻟﻘ ﺍﺀ ،
ﺮ
ﻓﺤﺴﻚ ﲝﻤﺰﺓ ﰲ ﺍﻟﻘﺮﺍﺀﺓ ﻭﺍﻟﻔﺮﺍﺋﺾ «. )٢(، ﻭﻛﺬﺍ »ﻗﺎﻝ ﺃﲪﺪ ﺑﻦ ﺯﻫﲑ ﻭﻋﺜﻤﺎﻥ
ﺒ
ﺍﻟﺪﺍﺭﻣﻲ : ﻗﺎﻝ ﺍﺑﻦ ﻣﻌﲔ : ﲪﺰﺓ ﺛﻘﺔ . ﻭﻗﺎﻝ ﺍﻟﺜﻮﺭﻱ : ﻏﻠﺐ ﲪﺰﺓ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻋﻠﻰ
ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ ﻭﺍﻟﻔﺮﺍﺋﺾ . ﻭﻗﺎﻝ ﻋﺒﻴـﺪ ﺍﷲ ﺑﻦ ﻣﻮﺳﻰ : ﻣﺎ ﺭﺃﻳﺖ ﺃﺣﺪﺍ ﺃﻗـﺮﹶﺃ ﻣﻦ
)١( ﻣﻌﺮﻓﺔ ﺍﻟﻘ ﺍﺀ ﺍﻟﻜﺒﺎﺭ ١/٨٥٢-٩٥٢ .
ﺮ
)٢( ﻣﻌﺮﻓﺔ ﺍﻟﻘ ﺍﺀ ﺍﻟﻜﺒﺎﺭ ٢/٣٥٢ .
ﺮ
٣٧٢
- 14. ﺃ.ﺩ. ﻋﻤﺮ ﻳﻮﺳﻒ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﻐﲏ ﲪﺪﺍﻥ
ﻇﺎﻫﺮﺓ ﺍﳌﻨﺎﻣﺎﺕ ﰲ ﻛﺘﺐ ﺍﻟﻘﺮﺍﺀﺍﺕ ﻭﺗﺮﺍﺟﻢ ﺍﻟﻘﺮﺍﺀ
ﲪﺰﺓ «.)١(، ﻭﻣﻨﻬﻢ ﻣﻦ ﺍﻋﺘﱪ ﻣﺎ ﻭﻱ ﻋﻦ ﲪﺰﺓ ﺳﻮﺀ ﻧﻘﻞ ﻋﻨﻪ . »ﻗﺎﻝ ﺍﺑﻦ
ﺭ
ﳎﺎﻫﺪ : ﻗﺎﻝ ﳏ ﺪ ﺑﻦ ﺍﳍﺜﻴﻢ : ﺍﺣﺘﺞ ﻣﻦ ﻋﺎﺏ ﻗﺮﺍﺀﺓ ﲪﺰﺓ ﺑﻌﺒﺪ ﺍﷲ ﺑﻦ ﺇﺩﺭﻳﺲ
ﻤ
ﺃﻪ ﻃﻌﻦ ﻓﻴﻬﺎ . ﻭﺍﻟﺴﺒﺐ ﺃﻥ ﺭﺟﻼ ﻦ ﻗﺮﺃ ﻋﻠﻰ ﻠﻴﻢ ﺣﻀﺮ ﳎﻠﺲ ﺍﺑﻦ ﺇﺩﺭﻳﺲ ،
ِ
ﺳ
ﹼ ﹰﳑ
ﻧ
ﻓﻘﺮﺃ ؛ ﻓﺴﻤﻊ ﺍﺑﻦ ﺇﺩﺭﻳﺲ ﺃﻟﻔﺎﻇﹰﺎ ، ﻓﻴﻬﺎ ﺇﻓﺮﺍﻁ ﰲ ﺍﳌﺪ ﻭﺍﳍﻤﺰ ﻭﻏﲑ ﺫﻟﻚ ﻣﻦ
ﹲ
ﺍﻟﺘﻜﹼﻒ ، ﻓﻜﺮﻩ ﺍﺑﻦ ﺇﺩﺭﻳﺲ ﺫﻟـﻚ ﻭﻃﻌﻦ ﻓﻴﻪ . ﻭﻗﺎﻝ : ﳏ ﺪ ﺑﻦ ﺍﳍﻴﺜﻢ : ﻗﺪ
ﻤ
ﻠ
ﻛﺎﻥ ﲪﺰﺓ ﻳﻜﺮﻩ ﻫﺬﺍ ﻭﻳﻨﻬﻰ ﻋﻨﻪ «. )٢( ﻭﻣﻨﻬﻢ ﻣﻦ ﳉﺄ ﺇﱃ ﻭﺳﺎﺋﻞ ﻭﺃﺳﺎﻟﻴﺐ
ﺩﻓﺎﻋﺔ ﺃﺧﺮﻯ ، ﻛﺎﳌﻨﺎﻣﺎﺕ .
ﻴ
ﻣﻦ ﺍﳌﻼﺣﻆ ﺃﻥ ﺍﻹﻣﺎﻡ ﺍﺑﻦ ﻏﻠﺒﻮﻥ )٩٩٣( ﻛﺎﻥ ﺃﻛﺜﺮ ﺍﻟﻌﻠﻤﺎﺀ ﺣﺮﺻﺎ ﻋﻠﻰ
ﹼ
ﺗﺒﻨﻲ ﺍﳌﻨﺎﻣﺎﺕ ﲝﻖ ﺷﻰ ﺍﻟﻘ ﺍﺀ ﻭﺍﻋﺘﻤﺎﺩ ﻣﻔﺎﺩﻫﺎ ﻭﺍﻋﺘﺒﺎﺭﻫﺎ ﺻﺤﻴﺤﺔ ﺍﻟﺮﻭﺍﻳﺔ ﻣﻦ
ﺘ ﺮ
ﻏﲑ ﺗﻮﺟﻴﻪ ﺃﺩﱏ ﻧﻘﺪ ، ﻻ ﻟﻺﺳﻨﺎﺩ ﻭﻻ ﻟﻠﻤﱳ . ﻣﻦ ﲨﻠﺔ ﺫﻟﻚ ﻣﺎ ﺃﹶﻭﺭ ﻩ ﻋﻦ
ﺩ
ﲪﺰﺓ ﰲ ﺍﻟﺮﻭﺍﻳﺔ ﺍﻟﺘﺎﻟﻴﺔ : »ﻗﺎﻝ ﺇﲰﺎﻋﻴﻞ ﺑﻦ ﺯﻳﺎﺩ : ﻗﺎﻝ ﲪﺰﺓ : ﺭﺃﻳﺖ ﺍﻟﻨﱯ
ﰲ ﻣﻨﺎﻣﻲ ، ﻓﻘﻠﺖ ﻳﺎ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﷲ ! ﻗﺪ ﺭﻭﻳﺖ ﺃﻟﻒ ﺣﺪﻳﺚ ﺑﺈﺳﻨﺎﺩ ﻋﻨﻚ ؛
ﺃﻓﺄﻗﺮﺅﻫﺎ ﻋﻠﻴﻚ ؟ ﻗﺎﻝ : ﻧﻌﻢ ؛ ﻓﻘﺮﺃﻬﺎ ﻋﻠﻴﻪ ﻛّﻬﺎ ﺑﺈﺳﻨﺎﺩﻫﺎ ﻋﻨﻪ ، ﻓﺰ ﺭﻫﺎ ﻛﱠﻬﺎ
ﻠ
ﻭ
ﻠ
ﹶ
ﺗ
ﺇﻻ ﺃﺭﺑﻌﺔ ﺃﺣﺎﺩﻳﺚ ، ﻓﺈﻪ ﱂ ﻘﺮ ﻣﻨﻬﺎ ﺇﻻ ﺑﺘﻠﻚ ﺍﻷﺭﺑﻌﺔ ﻭﻗﺎﻝ : ﱂ ﺃﺗﻜﹼﻢ ﺎ ؛
ﻠ
ﻧ ﻳ
ﻓﻘﻠﺖ : ﻳﺎ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﷲ ! ﻗﺪ ﻗﺮﺃﺕ ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ . ﺃﺃﻗﺮﺅﻩ ﻋﻠﻴﻚ ؟ ]٤٧[ ﻓﻘﺮﺃﺕ ﻋﻠﻴﻪ
ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ ﻣﻦ ﺃ ﻟﻪ ﺇﱃ ﺁﺧﺮﻩ ؛ ﻓﻘﺎﻝ : ﻛﻤﺎ ﺃﻧﺰﻝ ﻋﻠﻲ ؛ ﻓﺪﻝ ﻗﻮﻟﻪ : )ﻛﻤﺎ
ﹼ
ﻭ
ﹸﻧﺰﻝ ﻋﻠﻲ( ﻋﻠﻰ ﺻ ﺔ ﻗﺮﺍﺀﺓ ﲪﺰﺓ ﻭﺟﻬﻞ ﻣﻦ ﻳﻠ ﻨﻪ ﻓﻴﻬﺎ ﻭﻳﺮﺩ ﻋﻠﻴﻪ ، ﻷﻪ
ﻧ
ﺤ
ﺤ
ﺃِﹶ
ﻛﺎﻥ ﻣﺒﻌﺎ ِﻟﻤﻦ ﺃﺧﺬ ﻋﻨﻪ ، ﻛﻤﺎ ﺗﻘ ﻡ ﻦ ﻗﺪ ﺍﺼﻞ ﺇﺳﻨﺎ ﻩ ﺑﺮﺳﻮﻝ ﺍﷲ ؛
ﺩ
ﺗ
ﺪ ﳑ
ﺘ
)١( ﻣﻌﺮﻓﺔ ﺍﻟﻘ ﺍﺀ ﺍﻟﻜﺒﺎﺭ ٢/٣٥٢ .
ﺮ
)٢( ﻣﻌﺮﻓﺔ ﺍﻟﻘ ﺍﺀ ﺍﻟﻜﺒﺎﺭ ٢/٩٥٢ .
ﺮ
٤٧٢
- 15. ﺍﻟﻌﺪﺩ ﺍﻟﺮﺍﺑﻊ
ﳎﻠﺔ ﻣﻌﻬﺪ ﺍﻹﻣﺎﻡ ﺍﻟﺸﺎﻃﱯ
)ﺫﻭ ﺍﳊﺠﺔ ٨٢٤١ﻫ(
ﻓﻤﻦ ﻳﺮﺩ ﻋﻠﻴﻪ ، ﻓﺈﻤﺎ ﻳﺮﺩ ﻋﻠﻰ ﻣﻦ ﻗﺮﺃ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﻋﻠﻰ ﻣﻦ ﻗﺮﺃ ﻋﻠﻰ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﷲ
ﻧ
)١(
. ﻭﻛﻔﻰ ﺑﺬﻟﻚ ﺇﲦﹰﺎ ﻭﺟﻬﻼ ﻣﺒﻴﻨﺎ «.
ﹰ
ﻫﺬﺍ ﺍﺳﺘﺪﻻﻝ ﰲ ﻏﺎﻳﺔ ﺍﳋﻄﻮﺭﺓ ، ﻷﻥ ﺻﺎﺣﺒﻪ ﳚﻌﻞ ﻣﻦ ﺍﳌﻨﺎﻡ ﻣﺮﺟﻌﺎ
ﹼ
ﻣﻌﺘﻤﺪﺍ ﰲ ﺇﺛﺒﺎﺕ ﺻ ﺔ ﻗﺮﺍﺀﺓ ﲪﺰﺓ ﻣﻦ ﺟﻬﺔ ﻭﰲ ﺍﻟﺮﺩ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻄﺎﻋﻨﲔ ﺎ ﻣﻦ
ﺤ
ﺟﻬﺔ ﺃﺧﺮﻯ .
ﻣﻨﺎﻡ ﺁﺧﺮ ﻋﻦ ﲪﺰﺓ ﺍﻟﺰﺎﺕ ، ﺭﺃﻯ ﻓﻴﻪ ﺍﷲ ﺗﻌﺎﱃ ، ﺭﻭﺍﻩ ﺃﺑﻮ ﺍﻟﻄﺐ ﺍﺑﻦ
ﻴ
ﻳ
ﻏﻠﺒﻮﻥ )٩٨٣( ، ﻭﺍﻟﺪ ﺃﰊ ﺍﳊﺴﻦ ﺍﺑﻦ ﻏﻠﺒﻮﻥ )٩٩٣( ، ﻛﻤﺎ ﻧﻘﻠﻪ ﺍﺑﻦ ﺳﻮﺍﺭ )٦٩٤(
ﺑﺘﻤﺎﻣﻪ ﺴﻨﺪﺍ ﻓﻴﻤﺎ ﻳﻠﻲ : »ﺣ ﺛﻨﺎ ﺃﺑﻮ ﺍﻟﻮﻟﻴﺪ ﺘﺒﺔ ﺑﻦ ﻋﺒﺪ ﺍﳌﻠﻚ ﺑﻦ ﻋﺎﺻﻢ
ﻋ
ﺪ
ﻣ
ﺍﻟﻘﺮﺷﻲ ﺍﻟﻌﺜﻤﺎﱐ ، ﺭﲪﻪ ﺍﷲ ، ﻗﺎﻝ : ﺃﺧﱪﻧﺎ ﺃﺑﻮ ﺍﻟﻄﺐ ﻋﺒﺪ ﺍﳌﻨﻌﻢ ﺑﻦ ﺒﻴﺪ ﺍﷲ
ﻋ
ﻴ
ﹼ
ﺑﻦ ﻏﻠﺒﻮﻥ ]٩٣٣[ ﺍﳌﻘﺮﺉ ﻗﺮﺍﺀﺓ ﻋﻠﻴﻪ ﲟﺼﺮ ﰲ ﻣﻨﺰﻟﻪ ، ﻗﺎﻝ : ﺃﺧﱪﻧﺎ ﺃﺑﻮ ﺑﻜﺮ
ﹰ
ﳏ ﺪ ﺑﻦ ﺼﲑ ﺍﻟﺴﺎﻣﺮﻱ ﻗﺮﺍﺀﺓ ﻋﻠﻴﻪ : ﺣ ﺛﻨﺎ ﺃﺑﻮ ﺑﻜﺮ ﺍﻟﻘﺎﺿﻲ ﺍﳌﻌﺮﻭﻑ ﺑﻮﻛﻴﻊ ،
ﺪ
ﹰ
ﻤ ﻧ
ﻗﺎﻝ : ﺃﺧﱪﻧﺎ ﺩﺍﻭﺩ ﺑﻦ ﺷﻴﺪ ، ﻗﺎﻝ : ﺃﺧﱪﻧﺎ ﻣ ﺎﻋﺔ ﺑﻦ ﺍﻟﺰﺑﲑ ، ﻗﺎﻝ : ﺩﺧﻠﺖ
ﺠ
ﺭ
ﻋﻠﻰ ﲪﺰﺓ ﺍﻟﺰﺎﺕ ، ﺭﲪﻪ ﺍﷲ ، ﻭﻫﻮ ﻳﺒﻜﻲ ، ﻓﻘﻠﺖ : ﻣﺎ ﺒﻜﻴﻚ ؟ ﻗﺎﻝ:
ﻳ
ﻳ
ﻭﻛﻴﻒ ﻻ ﺃﺑﻜﻲ ؟ ﹸﺭﻳﺖ ﰲ ﻣﻨﺎﻣﻲ ﻛﺄﻲ ﺮﺿﺖ ﻋﻠﻰ ﺍﷲ ، ﻋﺰ ﻭﺟﻞ ؛ ﻓﻘﺎﻝ
ﹼ
ﻧ ﻋ
ﺃ
ﱄ : ﻳﺎ ﲪﺰﺓ ! ﺍﻗﺮﺃ ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ ﻛﻤﺎ ﻋﹼﻤﻚ ! ﻓﻮﹶﺛﺒﺖ ﻗﺎﺋﻤﺎ ؛ ﻓﻘﺎﻝ ﱄ : ﺍﺟﻠﺲ !
ﻠﺘ
ﹶ
ﻓﺈﻲ ﺃﺣ ﺃﻫﻞ ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ ؛ ﻓﻘﺮﺃﺕ ﺣﻰ ﺑﻠﻐﺖ ﺳﻮﺭﺓ ﻃﻪ ، ﻓﻘﻠﺖ : )ﻃﻮﻯ
ﹸ
ﹶ
ﺘ
ﻧ ﺐ ﹶ
ﻭﹶﺃﻧﺎ ﺍﺧﺘﺮﺗﻚ( ]٠٢:٢١-٣١[ ؛ ﻓﻘﺎﻝ ﱄ : ﺑﻴﻦ ! ﻓﺒﻨﺖ : )ﻃﻮﻯ ﻭﹶﺃﺎ
ﻧ
ﹸ
ﻴ
ﺍﺧﺘﺮﻧـﻚ( ؛ ﰒ ﻗﺮﺃﺕ ﺣﻰ ﺑﻠﻐﺖ ﺳﻮﺭﺓ ﻳﺲ ، ﻓﺄﺭﺩﺕ ﺃﻥ ﹸﻋﻄﻰ ، ﻓﻘﻠﺖ :
ﺃ
ﹼ ﺘ
)ﺗﻨﺰِﻳﻞ ﺍﹾﻟﻌﺰِﻳﺰ ﺍﻟﺮﺣِﻴﻢ( ]٦٣:٥[ ؛ ﻓﻘﺎﻝ ﱄ : )ﺗﻨﺰِﻳﻞ( ! ﻳﺎ ﲪﺰﺓ ! ﻛﺬﺍ ﻗﺮﺃﺕ
ﹶ
ﹸ ِ ِ
)١( ﻛﺘﺎﺏ ﺍﻟﺘﺬﻛﺮﺓ ﰲ ﺍﻟﻘﺮﺍﺀﺍﺕ ١/٣٧-٤٧ .
٥٧٢
- 16. ﺃ.ﺩ. ﻋﻤﺮ ﻳﻮﺳﻒ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﻐﲏ ﲪﺪﺍﻥ
ﻇﺎﻫﺮﺓ ﺍﳌﻨﺎﻣﺎﺕ ﰲ ﻛﺘﺐ ﺍﻟﻘﺮﺍﺀﺍﺕ ﻭﺗﺮﺍﺟﻢ ﺍﻟﻘﺮﺍﺀ
ﻭﻛﺬﺍ ﺃﻗﺮﺃﺕ ﲪﻠﺔ ﺍﻟﻌﺮﺵ ﻭﻛﺬﺍ ﻳﻘﺮﺃ ﺍﳌﻘﺮﻮﻥ. ﰒ ﺩﻋﺎ ﺑﺴﻮﺍﺭ ، ﻓﺴ ﺭﱐ، ﻓﻘﺎﻝ:
ﻮ
ِ
ﹼ
ﺑ
ﹶ
ﻫﺬﺍ ﺑﻘﺮﺍﺀﺗﻚ ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ . ﰒ ﺩﻋﺎ ﲟﻨﻄﻘﹶﺔ ، ﻓﻨﻄﻘﻨِﻲ ، ﻓﻘﺎﻝ : ]٠٤٣[ ﻫﺬﺍ ﺑﺼﻮﻣﻚ
ﱠﹶ
ِ ﹶ
ﹼ
ﺑﺎﻟﻨﻬﺎﺭ . ﰒ ﺩﻋﺎ ﺑﺘﺎﺝ ، ﻓﺘ ﺟﲏ . ﻗﺎﻝ : ﻫﺬﺍ ﺑﺈﻗﺮﺍﺋﻚ ﺍﻟﻨﺎﺱ . ﻳﺎ ﲪﺰﺓ! ﻻ ﺗﺪﻉ
ٍ ﻮ
ﹼ
)١(
{ﺗﻨـﺰِﻳﻞ ! zﻓﺈﻲ ﻧ ﻟﺘﻪ ﺗﻨﺰﻳﻼ «.
ﻧ ﺰ ِ ﹰ
ﹶ
ﻛﺬﻟﻚ ﻧﻘﻞ ﺍﺑﻦ ﻭﻫﺒﺎﻥ )٨٦٧( ﻫﺬﺍ ﺍﳌﻨﺎﻡ ﰲ ﺃﺣﺎﺳﻦ ﺍﻷﺧﺒﺎﺭ ٢١٣-
٣١٣، ﰒ ﺃﺗﻰ ﺑﺒﻌﺾ ﺍﻟﺰﻳﺎﺩﺍﺕ ، ﻓﻘﺎﻝ : »ﻭﻗﺪ ﺯﻳﺪ ﰲ ﺑﻌﺾ ﺍﻟﺮﻭﺍﻳﺎﺕ : ﻓﻠ ﺎ
ﻤ
ﹼ
ﻭﺻﻠﺖ ﺇﱃ ﻗﻮﻟﻪ : {ِﺇﻨِﻰ ﹶﺃﻧﺎ ﺍﷲ ﻻ ِﺇﹶﻟﻪ ﺇِﻻ ﹶﺃﻧﺎ ﻓﹶﺎﻋﺒﺪﻧِﻰ] zﻃﻪ:٤١[ ، ﻗﺎﻝ ﺍﷲ،
ُ
ﻧ
ﺗﻌﺎﱃ : ﻧﻌﻢ ، ﺃﻧﺎ ﺍﷲ ، ﻻ ﺇﻟﻪ ﺇﻻ ﺃﻧﺎ ، ﻓﺎﻋﺒﺪﱐ ؛ ﻓﻠ ﺎ ﻓﺮﻏﺖ ﻣﻦ ﺍﻟﻘﺮﺍﺀﺓ ، ﻗﺎﻝ
ﻤ
ﺍﷲ ، ﺗﻌﺎﱃ ، ﱄ : ﻟﻚ ﺑﻜﻞ ﺁﻳﺔ ﺩﺭﺟﺔ ؛ ﻓﻘﻠﺖ : ﻳﺎ ﺭﺏ ! ﱄ ﺧﺎ ﺔ ؟ ﻗﺎﻝ :
ﺻ
ﹼ
ﻻ ، ﺑﻞ ﻟﻚ ﻭﳌﻦ ﻗﺮﺃﻩ ﻭﻋﻤﻞ ﺑﻪ «.
ﻫﺬﺍ ﺍﳌﻨﺎﻡ ﻭﺍﻟﺬﻱ ﻗﺒﻠﻪ ﻳﺮﻣﻴﺎﻥ ﲟﺘﻨﻴﻬﻤﺎ ﺇﱃ ﺇﺿﻔﺎﺀ ﺷﺮﻋﺔ ﻣﻄﻠﻘﺔ ﻋﻠﻰ
ﻴ
ﺤ
ﺻ ﺔ ﻗﺮﺍﺀﺓ ﲪﺰﺓ ﻣﻦ ﺑﺎﺏ ﺍﻟﺮﺩ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻄﺎﻋﻨﲔ ﻓﻴﻬﺎ ، ﻟﻜﻦ ﺍﻟﺬﻫﱯ )٨٤٧( ، ﻣﻦ
ﻛﺒﺎﺭ ﻧ ﹼﺎﺩ ﻋﻠﻢ ﺍﻟﺮﺟﺎﻝ ، ﺷﻜﻚ ﰲ ﺻ ﺔ ﺭﻭﺍﻳﺔ ﺍﳌﻨﺎﻡ ﺍﻟﺬﻱ ﺭﻭﺍﻩ ﺃﺑﻮ ﺍﻟﻄﺐ ﺑﻦ
ﻴ
ﺤ
ﹼ
ﻘ
ﻏﻠﺒﻮﻥ ﺇﺳﻨﺎﺩﺍ ﻭﻣﺘﻨﺎ ، ﻓﻘﺎﻝ : »ﻗﺪ ﺑﻠﻐﻨﺎ ﺃﻪ ﺭﺃﻯ ﺭﺏ ﺍﻟﻌ ﺓ ﰲ ﺍﳌﻨﺎﻡ؛ ﻭﱂ ﻳﺜﺒﺖ
ﺰ
ﻧ
)٢(
ﺇﺳﻨﺎﺩ ﺫﻟﻚ ﻭﻫﻮ ﻣﻨﻜﺮ ﺟ ﺍ «.
ﺪ
)١( ﺍﳌﺴﺘﻨﲑ ﰲ ﺍﻟﻘﺮﺍﺀﺍﺕ ﺍﻟﻌﺸﺮ ١/٨٣٣-٠٤٣ .
)٢( ﻣﻌﺮﻓﺔ ﺍﻟﻘ ﺍﺀ ﺍﻟﻜﺒﺎﺭ ١/٠٦٢ .
ﺮ
٦٧٢
- 17. ﺍﻟﻌﺪﺩ ﺍﻟﺮﺍﺑﻊ
ﳎﻠﺔ ﻣﻌﻬﺪ ﺍﻹﻣﺎﻡ ﺍﻟﺸﺎﻃﱯ
)ﺫﻭ ﺍﳊﺠﺔ ٨٢٤١ﻫ(
ﺍﻟﻔﺼﻞ ﺍﻷ ﻝ
ﻭ
ﺍﳌﻨﺎﻣﺎﺕ ﺍﻟﻮﺍﺭﺩﺓ ﲝ ﺍﻟﻘ ﺍﺀ ﻭﻗﺮﺍﺀﺍﻢ
ﻖ ﺮ
ﺍﻵﻥ ﻟﻨﺎ ﻭﻗﻔﺔ ﺷﺎﻣﻠﺔ ﻭﳏﻴﻄﺔ ﻣﻊ ﺗﻌﻘﻴﺒﺎﺕ ﻭﲢﻠﻴﻼﺕ ﻋﻠﻰ ﺍﳌﻨﺎﻣﺎﺕ ﺍﻟﱵ
ﻭﻳﺖ ﻋﻦ ﺍﻟﻘ ﺍﺀ ﺍﻟﻌﺸﺮﺓ)١(، ﰒ ﻭﻗﻔﺔ ﺃﺧﺮﻯ ﻭﺟﻴﺰﺓ ﻋﻠﻰ ﺑﻌﺾ ﺍﻟﻘ ﺍﺀ ﻣﻦ ﻏﲑ
ﺮ
ﹼ
ﺮ
ﺭ
ﺍﻟﻌﺸﺮﺓ ﻭﻋﻠﻰ ﻣﺒﺎﺣﺚ ﺃﺧﺮﻯ ﺫﺍﺕ ﺻﻠﺔ ﺑﺎﳌﻮﺿﻮﻉ ﻟﺘﻮﺿﻴﺢ ﻣﺪﻯ ﺣﻀﻮﺭ
ﺍﳌﻨﺎﻣﺎﺕ ﻭﻋﻤﻮﻡ ﻇﺎﻫﺮﺎ ، ﻭﺫﻟﻚ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺘﺮﺗﻴﺐ ﺍﻟﺘﺎﱄ :
ﺍﳌﺒﺤﺚ ﺍﻷ ﻝ : ﻣﺎ ﻭﺭﺩ ﲝ ﺍﺑﻦ ﻛﺜﲑ ﺍﳌ ﹼ (١٢٠) ﻭﻗﺮﺍﺀﺗﻪ
ﻜﻲ
ﻖ
ﻭ
ﻧ ﺍﳌﻨﺎﻡ :
ﺺ
»ﻗﺎﻝ ﺍﺑﻦ ﳎﺎﻫﺪ )٤٢٣( : "ﺣ ﺛﲏ ﺣﺴﲔ ﺑﻦ ﺑﺸﺮ ﺍﻟﺼﻮﰲ ﻋﻦ ﺭﻭﺡ ﺑﻦ
ﹼ
ﺪ
ﻋﺒﺪ ﺍﳌﺆﻣﻦ ﻋﻦ ﳏ ﺪ ﺑﻦ ﺻﺎﱀ ﻋﻦ ﺷﺒﻞ ﻋﻦ ﺍﺑﻦ ﻛﺜﲑ ، ﻗﺎﻝ : ﺭﺃﻳﺖ
ﻤ
ﺭﺳﻮﻝ ﺍﷲ ﰲ ﺍﳌﻨﺎﻡ ﻭﻫﻮ ﻳﻘﺮﺃ {ﻭﺟ ﺒﺮِﻳﻞ ﻭﻣِﻴﻜﹶﺎﺋِﻴﻞ [٩٨:٢] zﺑﻜﺴﺮ ﺍﳉﻴﻢ
ﹶ
ِﹶ
ﹶ
)٣(
ﻭﺍﻟﺮﺍﺀ ، ﻓﻼ ﺃﻗﺮﺅﻫﺎ)٢( ﺃﻧﺎ ﺇﻻ ﻫﻜﺬﺍ «.
ﻛﺬﻟﻚ ﻧﻘﻠﻪ ﺃﺑﻮ ﻋﻤﺮﻭ ﺍﻟﺪﺍﱐ )٤٤٤( ﺑﺈﺳﻨﺎﺩﻩ ﻋﻦ ﺍﺑﻦ ﳎﺎﻫﺪ ، ﻛﻤﺎ ﻳﻠﻲ:
ﹼ
»ﺣ ﺛﻨﺎ ﳏ ﺪ ﺑﻦ ﻋﻠﻲ ، ﻗﺎﻝ : ﺣ ﺛﻨﺎ ﺍﺑﻦ ﳎﺎﻫﺪ ، ﻗﺎﻝ : ﺣ ﺛﻨﺎ ﺍﳊﺴﲔ ﺑﻦ
ﺪ
ﺪ
ﺪ ﻤ
ﺑﺸﺮ ﺍﻟﺼﻮﰲ ، ﻗﺎﻝ : ﺣ ﺛﻨﺎ ﺭﻭﺡ ﺑﻦ ﻋﺒﺪ ﺍﳌﺆﻣﻦ ، ﻗﺎﻝ : ﺣ ﺛﻨﺎ ﳏ ﺪ ﺑﻦ ﺻﺎﱀ
ﺪ ﻤ
ﺪ
ﹼ
)١( ﺴﺘﺜﲎ ﻣﻨﻬﻢ ﰲ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺒﺤﺚ ﺍﺑﻦ ﻋﺎﻣﺮ ﺍﻟﺪﻣﺸﻘﻲ )٨١١( ﻭﻋﺎﺻﻢ ﺑﻦ ﺃﰊ ﺍﻟﻨﺠﻮﺩ ﺍﻟﻜﻮﰲ )٧٢١(
ﹼ
ﻳ
ﻭﺧﻠﻒ ﺑﻦ ﻫﺸﺎﻡ )٩٢٢( ، ﺇﺫ ﱂ ﺃﻗﻒ ﻋﻠﻰ ﻣﻨﺎﻣﺎﺕ ﲞﺼﻮﺻﻬﻤﺎ .
)٢( ﰲ ﺍﳌﻄﺒﻮﻉ "ﺃﹶﻗﺮﺀﻫﺎ" ، ﺣﻴﺚ ﺍﳍﻤﺰﺓ ﺑﻼ ﳏﻤﻞ .
)٣( ﻛﺘﺎﺏ ﺍﻟﺴﺒﻌﺔ ﰲ ﺍﻟﻘﺮﺍﺀﺍﺕ ٦٦١ )٦٣( .
٧٧٢
- 18. ﺃ.ﺩ. ﻋﻤﺮ ﻳﻮﺳﻒ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﻐﲏ ﲪﺪﺍﻥ
ﻇﺎﻫﺮﺓ ﺍﳌﻨﺎﻣﺎﺕ ﰲ ﻛﺘﺐ ﺍﻟﻘﺮﺍﺀﺍﺕ ﻭﺗﺮﺍﺟﻢ ﺍﻟﻘﺮﺍﺀ
ﺍﳌﺮﻱ ﻋﻦ ﺷﺒﻞ ﻋﻦ ﺍﺑﻦ ﻛﺜﲑ ، ﻗﺎﻝ: ﺭﺃﻳﺖ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﷲ ﰲ ﺍﳌﻨﺎﻡ ﻭﻫﻮ ﻳﻘﺮﺃ
ﹶ
{ﺟ ﺒﺮِﻳﻞ ﻭﻣِﻴﻜﹶﺎِﺋﻴﻞ [٩٨:٢] zﺑﻜﺴﺮ ﺍﳉﻴﻢ ﻭﺍﻟﺮﺍﺀ ﻣﻦ ﻏﲑ ﳘﺰ ، ﻓﻼ ﺃﻗﺮﺃﳘﺎ ﺇﻻ
ﹶ
ِ ﹶ
)١(
ﻫﻜﺬﺍ «.
ﺍﻟﺘﺤﻠﻴﻞ : ﻳﺜﲑ ﻫﺬﺍ ﺍﳌﻨﺎﻡ ﲟﻔﺎﺩﻩ ﺑﻌﺾ ﺍﻷﺳﺌﻠﺔ ، ﻛﻤﺎ ﻳﻠﻲ :
ﳌﺎﺫﺍ ﺟﺎﺀ ﻟﻔﻆ )ﺟﱪﻳﻞ( ﻣﻮﺻﻮﻓﹰﺎ )ﻋﻠﻰ ﺍﻷﻗﻞ ﰲ ﺟﺎﻣﻊ ﺍﻟﺒﻴﺎﻥ(ﹼ
ﺩﻭﻥ ﻟﻔﻆ )ﻣﻴﻜﺎﺋﻴﻞ( ﺍﻟﺬﻱ ﺟﺎﺀ ﳏﺮﺭﺍ ﻋﻠﻰ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺼﻮﺭﺓ ﰲ ﺍﻟﻨﻘﻠﹶﲔ ؟
ﻳﺘﺤ ﺙ ﺍﳌﻨﺎﻡ ﺑﺸﺄﻥ )ﺟﱪﻳﻞ( ﻋﻦ ﻣﻮﺿﻊ ﺍﻟﺒﻘﺮﺓ ﺍﻟﺜﺎﱐﺪ
ﺩﻭﻥ ﺍﻷ ﻝ ]٢:٧٩[ – ﻭﻫﻮ ﻗﺒﻠﻪ ﺑﺂﻳﺔ ﻭﺍﺣﺪﺓ ﻓﻘﻂ - ﻭﺩﻭﻥ ﻣﻮﺿﻊ ﺍﻟﺘﺤﺮﱘ
ﻭ
]٦٦:٤[ ؛ ﻓﻠﻤﺎﺫﺍ ؟
]٢:٨٩[
ﻣﺎ ﺟﺎﺀ ﻓﻴﻪ ﺑﺼﺪﺩ ﻟﻔﻆ )ﺟﱪﻳﻞ( ﻫﻮ ﲞﻼﻑ ﺍﳌﺸﻬﻮﺭ ﻋﻦ ﺍﺑﻦﻛﺜﲑ ﺃﻪ ﻗﺮﺃ {ﺟﺒﺮِﻳﻞ zﺑﻔﺘﺢ ﺍﳉﻴﻢ ﻭﻛﺴﺮ ﺍﻟﺮﺍﺀ ﻣﻦ ﻏﲑ ﳘﺰ ﰲ ﻣﻮﺿﻌﻲ
ﹶ
ﻧ
ﺍﻟﺒﻘﺮﺓ ]٢:٧٩/٨٩[ ﻭﰲ ﺍﻟﺘﺤﺮﱘ ]٦٦:٤[ ، ﻛﻤﺎ ﰲ ﻛﺘﺎﺏ ﺍﻟﺴﺒﻌﺔ ٦٦١
)٦٣( ﻭﺟﺎﻣﻊ ﺍﻟﺒﻴﺎﻥ ٤٠٤ ﻭﻏﲑﳘﺎ ؛ ﻓﻜﻴﻒ ﺫﻟﻚ ؟
ﺃ ﺎ ﺍﻹﺟﺎﺑﺔ ﻋﻦ ﺍﻟﺴﺆﺍﻝ ﺍﻷ ﻝ ، ﻓﺄﺭ ﺢ ﺑﻘ ﺓ ﺃﻥ ﻭﺻﻒ ﺍﻟﻠﻔﻈﲔ ﰲ ﺍﳌﱳ
ﺟ ﻮ ﹼ
ﻭ
ﻣ
ﺍﻷﺻﻠﻲ ﻟﻠﻤﻨﺎﻡ ﻏﲑ ﻣﻮﺟﻮﺩ ، ﻛﻤﺎ ﻫﻮ ﺍﳊﺎﻝ ﰲ ﻛﺘﺎﺏ ﺍﻟﺴﺒﻌﺔ ﺩﻭﻥ ﻣﺎ ﺃﺿﺎﻓﻪ
ﺍﶈ ﹼﻖ ﺑﲔ ﺣﺎﺻﺮﺗﲔ . ﻳﺆ ﹼﺪ ﻋﻠﻰ ﺫﻟﻚ ﺃﻥ ﻣﱳ ﺍﳌﻨﺎﻡ ﰲ ﺍﳊ ﺔ ﻟﻠﻘ ﺍﺀ ﺍﻟﺴﺒﻌﺔ
ﺠ ﺮ
ﹼ
ﻛ
ﻘ
٢/٣٦١ ﳜﻠﻮ ﻛﺬﻟﻚ ﻣﻦ ﻭﺻﻒ ﺍﻟﻠﻔﻈﲔ .
)١( ﺟﺎﻣﻊ ﺍﻟﺒﻴﺎﻥ ٩٤ .
٨٧٢
- 19. ﳎﻠﺔ ﻣﻌﻬﺪ ﺍﻹﻣﺎﻡ ﺍﻟﺸﺎﻃﱯ
ﺍﻟﻌﺪﺩ ﺍﻟﺮﺍﺑﻊ
)ﺫﻭ ﺍﳊﺠﺔ ٨٢٤١ﻫ(
ﲡﺪﺭ ﺍﻹﺷﺎﺭﺓ ﺇﱃ ﺃﻥ ﺭﻭﺍﻳﺔ ﺍﳌﻨﺎﻡ ﻭﺭﺩﺕ ﰲ ﺍﳊ ﺔ ﻣﺒﺎﺷﺮﺓ ﺑﻌﺪ ﻭﺻﻒ ﻗﺮﺍﺀﺓ
ﺠ
ﹼ
ﺍﺑﻦ ﻛﺜﲑ )ﻭﺟﺒﺮِﻳﻞ ﻭﻣِﻴﻜﹶﺎِﺋﻞ( ﰲ ﺭﻭﺍﻳﺔ ﺷﺒﻞ ﺑﻦ ﻋﺎﺩ ﻣﻦ ﻃﺮﻳﻖ ﳏ ﺪ ﺑﻦ ﺻﺎﱀ
ﻤ
ﺒ
ﹶ
ِﹶ
ﺍﳌﺮﻱ – ﻭﻫﻮ ﺃﻳﻀﺎ ﻣﻦ ﺭﺟﺎﻝ ﺭﻭﺍﻳﺔ ﺍﳌﻨﺎﻡ - ﻭﻓﻴﻤﺎ ﺭﻭﺍﻩ ﳏ ﺪ ﺑﻦ ﺳﻌﺪﺍﻥ ﻋﻦ
ﻤ
ﺒﻴﺪ ﺑﻦ ﻋﻘﻴﻞ ﻋﻦ ﺷﺒﻞ ﻋﻨﻪ ، ﻭﺫﻟﻚ ﻏﺮﺽ ﺗﺪﻋﻴﻤﻬﺎ ؛ ﻭﻫﺬﺍ ﻫﻮ ﺍﳌﻘﺼﻮﺩ ﻣﻦ
ﻋ
ﺍﳌﻨﺎﻡ – ﺑﺬﻟﻚ ﺇﺟﺎﺑﺔ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺴﺆﺍﻝ ﺍﻟﺜﺎﻟﺚ ، ﻟﻴﺘﻮﺍﻓﻖ ﻫﻮ ﻣﻊ ﺃﰊ ﺟﻌﻔﺮ ﻭﻧﺎﻓﻊ
ﺍﳌﺪﻧﲔ )ﺃﻫﻞ ﺍﳊﺠﺎﺯ( ﰲ ﻗﺮﺍﺀﺓ ﺍﻟﻠﻔﻈﲔ )ﻭﺟﺒﺮِﻳﻞ ﻭﻣِﻴﻜﹶﺎِﺋﻞ( ﻋﻠﻰ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻮﺟﻪ ،
ﹶ
ِﹶ
ﻴ
ﻭﻣﻊ ﻏﲑﳘﺎ ﻣﻦ ﲨﻬﻮﺭ ﺍﻟﻘ ﺍﺀ ﰲ ﻗﺮﺍﺀﺓ ﻟﻔﻆ {ﺟﺒﺮِﻳﻞ zﺑﻜﺴﺮ ﺍﳉﻴﻢ ﻭﺍﻟﺮﺍﺀ ،
ِ ﹶ
ﺮ
ﺃﻣﺜﺎﻝ ﻋﺎﺻﻢ ﺑﺮﻭﺍﻳﺔ ﺣﻔﺺ ﻭﺍﺑﻦ ﻋﺎﻣﺮ ﻭﺃﰊ ﻋﻤﺮﻭ ﻭﻳﻌﻘﻮﺏ .
ﺃ ﺎ ﺍﻟﺴﺆﺍﻝ ﺍﻟﺜﺎﱐ ، ﻓﺎﻹﺟﺎﺑﺔ ﻋﻠﻴﻪ ﺃﻥ ﻫﺬﺍ ﺍﳌﻮﺿﻊ ﻳﻘﺮﻥ ﺑﲔ ﺍﻟﻠﻔﻈﲔ ، ﺎ
ﳑ
ﹼ
ﻣ
ﻳﺘﻴﺢ ﳎﺎﻝ ﻭﺻﻔﻬﻤﺎ ﻓﻴﻪ ﻣ ﺓ ﻭﺍﺣﺪﺓ ﻣﻦ ﺑﺎﺏ ﺍﳌﻘﺎﺭﻧﺔ . ﻀﺎﻑ ﺇﱃ ﺫﻟﻚ ﺃﻥ ﻟﻔﻆ
ﹼ
ﻳ
ﺮ
{ﻣِﻴﻜﹶﺎﺋِﻴﻞ zﱂ ﻳﺮﺩ ﰲ ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ ﺇﻻ ﰲ ﻫﺬﺍ ﺍﳌﻮﺿﻊ ، ﻭﻣﻨﻪ ﺑﺎﻹﻣﻜﺎﻥ ﺗﻌﻤﻴﻢ ﻭﺟﻪ
ﹶ
)ﺟﱪﻳﻞ( ﻋﻠﻰ ﺍﳌﻮﺿﻌﲔ ﺍﻵﺧﺮﻳﻦ . ﺬﺍ ﺃﺧﺬ ﺍﺑﻦ ﳎﺎﻫﺪ ، ﻛﻤﺎ ﰲ ﻛﺘﺎﺏ ﺍﻟﺴﺒﻌﺔ
٦٦١ )٦٣( ، ﺑﻴﻨﻤﺎ ﺃﺧﺬ ﺃﺑﻮ ﻋﻤﺮﻭ ﺍﻟﺪﺍﱐ ﺑﺘﺴﻠﺴﻞ ﺍﳌﻮﺍﺿﻊ ، ﻛﻤﺎ ﰲ ﺟﺎﻣﻊ
ﹼ
ﺍﻟﺒﻴﺎﻥ ٤٠٤ .
ﺍﳌﺒﺤﺚ ﺍﻟﺜﺎﱐ : ﻣﺎ ﻭﺭﺩ ﲝ ﻧﺎﻓﻊ ﺍﳌﺪ ﹼ )٩٦١( ﻭﻗﺮﺍﺀﺗﻪ
ﱐ
ﻖ
ﻧ ﺍﳌﻨﺎﻡ ﺍﻷ ﻝ :
ﻭ
ﺺ
» ﻭﻱ ﺃﻥ ﻧﺎﻓﻌﺎ ﻛﺎﻥ ، ﺇﺫﺍ ﺗﻜﹼﻢ ، ﻳﺸﻢ ﻣﻦ ﻓﻴﻪ ﺭﺍﺋﺤﺔ ﺍﳌﺴﻚ ، ﻓﻘﻴﻞ ﻟﻪ
ﻠ
ﹼ
ﺭ
ﰲ ﺫﻟﻚ ؛ ﻓﻘﺎﻝ : ﺭﺃﻳﺖ ﻓﻴﻤﺎ ﻳﺮﻯ ﺍﻟﻨﺎﺋﻢ ﺍﻟﻨﱯ ﻭﻫﻮ ﻳﻘﺮﺃ ﰲ ﻓﻤﻲ ؛ ﻓﻤﻦ
)١(
ﺫﻟﻚ ﺍﻟﻮﻗﺖ ﻳﺸﻢ ﻣﻦ ﰲ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺮﺍﺋﺤﺔ «.
ﹼ
)١( ﻛﺘﺎﺏ ﺍﻟﺘﺬﻛﺮﺓ ﰲ ﺍﻟﻘﺮﺍﺀﺍﺕ ١/١٥ .
٩٧٢
- 20. ﺃ.ﺩ. ﻋﻤﺮ ﻳﻮﺳﻒ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﻐﲏ ﲪﺪﺍﻥ
ﻇﺎﻫﺮﺓ ﺍﳌﻨﺎﻣﺎﺕ ﰲ ﻛﺘﺐ ﺍﻟﻘﺮﺍﺀﺍﺕ ﻭﺗﺮﺍﺟﻢ ﺍﻟﻘﺮﺍﺀ
ﻟﻘﺪ ﺗﺒﻰ ﺍﻟﺸﺎﻃﱯ )٠٩٥( ﻣﻌﲎ ﻫﺬﺍ ﺍﳌﻨﺎﻡ ﻭﺃﺷﺎﺭ ﺇﻟﻴﻪ ﰲ ﻣﻨﻈﻮﻣﺘﻪ ﺣِﺮﺯ
ﻨ
ﺍﻷﻣﺎﱐ ﻭﻭﺟﻪ ﺍﻟﺘﻬﺎﱐ ٣ ]ﺍﻟﺒﻴﺖ ﺍﳋﺎﻣﺲ ﻭﺍﻟﻌﺸﺮﻭﻥ[ :
»ﻓﺄ ﺎ ﺍﻟﻜﺮﱘ ﺍﻟﺴﺮ ﰲ ﺍﻟ ﱢﻴﺐ ﻧﺎﻓﻊ
ﹶ ﹶﻣ ﹶ ِ ﻄ ِ
ﻓﺬﹶﺍﻙ ﺍﱠﻟﺬِﻱ ﺍﺧﺘﺎﺭ ﺍﳌﺪِﻳﻨﺔ ﻣﻨﺰِﻻ«
ﹶ
ﹶ
ﻣﻦ ﺟﻬﺘﻪ ﻧﻘﻞ ﺍﳌﻨﺎﻡ ﺍﺑﻦ ﻭﻫﺒﺎﻥ )٨٦٧( ﻭﺍﻋﺘﻤﺪﻩ ﰲ ﺗﺮﲨﺔ ﻧﺎﻓﻊ ﰲ ﺃﺣﺎﺳﻦ
ﺍﻷﺧﺒﺎﺭ ٠٢٢-١٢٢ ]ﺍﻟﻔﺼﻞ ﺍﻟﺜﺎﻟﺚ ﰲ ﺻﻔﺘﻪ ﻭﺻﻔﺔ ﻗﺮﺍﺀﺗﻪ ﻭﻣﺎ ﺫﻛﺮ ﺍﻟﻌﻠﻤﺎﺀ
ﻋﻨﻬﻤﺎ[ ﻣﻊ ﺑﻌﺾ ﺍﻻﺧﺘﻼﻓﺎﺕ ﻭﺍﻟﺰﻳﺎﺩﺍﺕ ﺍﻟﻄﻔﻴﻔﺔ . ﻫﺬﺍ ﻧ ﻪ : »ﻛﺎﻥ ﻧﺎﻓﻊ ،
ﺼ
ﺭﲪﻪ ﺍﷲ ، ﺇﺫﺍ ﻗﺮﺃ ﺃﻭ ﺗﻜﹼﻢ ، ﻳﺸﻢ ﻣﻦ ﻓﻤﻪ ﺭﺍﺋﺤﺔ ﺍﳌﺴﻚ ؛ ﻓﻘﻴﻞ ﻟﻪ : ﺃﺗﺘﻄﺐ
ﻴ
ﹸ
ﻠ
ﺇﺫﺍ ﻗﻌﺪﺕ ﻹﻗﺮﺍﺀ ﺍﻟﻨﺎﺱ ؟ ﻓﻘﺎﻝ : ﻭﺍﷲ ﻻ ﺃﻣﺲ ﻃﻴﺒﺎ ، ﻭﻟﻜﻲ ﺭﺃﻳﺖ ﺍﻟﻨﱯ
ﻨ
ِ
ﻭﻫﻮ ﻳﻘﺮﺃ ﰲ ﰲ ؛ ﻓﻤﻦ ﺫﻟﻚ ﺍﻟﻮﻗﺖ ﺗﻮﺟﺪ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺮﺍﺋﺤﺔ . ]١٢٢[ ﻭﰲ ﺑﻌﺾ
ﹼ
ﺍﻟﺮﻭﺍﻳﺎﺕ : ﻭﻗﺪ ﺃﺩﱏ ﻓﺎﻩ ﻣﻦ ﰲ .« ﰒ ﻋ ﺝ ﺑﻌﺪ ﺫﻟﻚ ﻣﺒﺎﺷﺮﺓ ﺇﱃ ﻣﺎ ﺃﺷﺎﺭ ﺇﻟﻴﻪ
ﹼ ﹼ ﺮ
ﺍﻟﺸﺎﻃﱯ ﰲ ﺷﺎﻃﺒﺘﻪ ، ﻓﺄﻭﺭﺩ ﺍﻟﺒﻴﺖ ﺍﻵﻧﻒ ﺫﻛﺮﻩ .
ﻴ
ﰒ ﺟﺎﺀ ﺑﻌﺪﻩ ﺍﺑﻦ ﺍﻟﻘﺎﺻﺢ )١٠٨( ، ﻓﺼﻨﻊ ﺑﺪﻭﺭﻩ ﺻﻨﻴﻊ ﺳﺎﺑﻘﻪ ، ﻓﺬﻛﺮ
ﹼ
ﻣﱳ ﺍﳌﻨﺎﻡ ﻭﺃﺷﺎﺭ ﺇﱃ ﺇﺷﺎﺭﺓ ﺍﻟﺸﺎﻃﱯ ﺗﻠﻚ ، ﻛﻤﺎ ﰲ ﺳﺮﺍﺝ ﺍﻟﻘﺎﺭﺉ ﺍﳌﺒﺘﺪﻱ ٣١،
ﻟﻜﻦ ﺍﻷﻣﺮ ﻋﻨﺪ ﺍﺑﻦ ﻭﻫﺒﺎﻥ ﱂ ﻳﺘﻮﹼﻒ ﻋﻨﺪ ﻫﺬﺍ ﺍﳊﺪ ، ﲞﻼﻑ ﺍﺑﻦ ﺍﻟﻘﺎﺻﺢ ،
ﻗ
ﻓﺄﺗﻰ ﻟﻔﺮﻁ ﺗﺒﻨﻴﻪ ﻫﺬﺍ ﺍﳌﻨﺎﻡ )١(ﺑﺈﺷﺎﺭﺓ ﺃﺧﺮﻯ ، ﻓﻘﺎﻝ : »ﻭﻗﺪ ﺃﺣﺴﻦ ﺍﻟﻘﺎﺋﻞ ﰲ
ِ
ﺫﻟﻚ ﺍﳌﻌﲎ :
)٢(
ﻓﻨﺎﻓﻊ ﺍﳌﺨﺘﺎﺭ ﻃﻴﺒﺔ ﻣﺴﻜﻨﺎ ﻳ ﻮﻉ ِﺑﻨﺸﺮ ﺍﳌﺴﻚ ﻃِﻴﺒﺎ ﺇﺫﺍ ﺗﻼ«
ﻀ ِ ِ ِ
ﹶ ﹶ ﹶ
)١( ﻭﻏﲑﻩ ، ﻛﻤﺎ ﺳﻴﺄﰐ ﰲ ﺛﻨﺎﻳﺎ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺒﺤﺚ .
)٢( ﺃﺣﺎﺳﻦ ﺍﻷﺧﺒﺎﺭ ١٢٢ .
٠٨٢
- 21. ﳎﻠﺔ ﻣﻌﻬﺪ ﺍﻹﻣﺎﻡ ﺍﻟﺸﺎﻃﱯ
ﺍﻟﻌﺪﺩ ﺍﻟﺮﺍﺑﻊ
)ﺫﻭ ﺍﳊﺠﺔ ٨٢٤١ﻫ(
ﺑﺎﳌﻘﺎﺑﻞ ﱂ ﻳﻜﻦ ﻧﻘﻞ ﺍﺑﻦ ﻏﻠﺒﻮﻥ ﺍﳌﻨﺎﻡ ﻭﺍﻋﺘﻤﺎﺩ ﺍﻟﺸﺎﻃﱯ ﻣﻌﻨﺎﻩ ﻟﻴﺼﺮﻑ
ﹶ
ﹸ
ﺍﻟﺬﻫﱯ ﻋﻦ ﻣﻨﻬﺠﺘﻪ ﰲ ﻧﻘﺪ ﺍﻟﺮﻭﺍﻳﺎﺕ ، ﻓﻘﺪ ﻭﻗﻒ ﺑﺪﻭﺭﻩ ﻋﻠﻰ ﻗ ﺔ ﻫﺬﺍ ﺍﳌﻨﺎﻡ
ﺼ
ﻴ
ﻭﺃﻭﺭﺩﻫﺎ ﰲ ﺗﺮﲨﺔ ﻧﺎﻓﻊ ﺑﺎﻹﺳﻨﺎﺩ ﺍﻟﺘﺎﱄ : »ﻗﺎﻝ ﺃﲪﺪ ﺑﻦ ﻫﻼﻝ ﺍﳌﺼﺮﻱ : ﻗﺎﻝ ﱄ
ﹲﳑ
ﹼ
ﺍﻟﺸﻴﺒﺎﱐ : ﻗﺎﻝ ﱄ ﺭﺟﻞ ﻦ ﻗﺮﺃ ﻋﻠﻰ ﻧﺎﻓﻊ« ﺇﱁ)١(، ﻭﺣﻜﻢ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﺑﻌﺪﻡ ﺍﻟﺜﺒﻮﺕ:
ٍ
»ﻻ ﺗﺜﺒﺖ ﻫﺬﻩ ﺍﳊﻜﺎﻳﺔ ﻣﻦ ﺟﻬﺔ ﺟﻬﺎﻟﺔ ﺭﺍﻭ ﻳﺮﻭﻳﻬﺎ«)٢(.
ﻧ ﺍﳌﻨﺎﻡ ﺍﻟﺜﺎﱐ :
ﺺ
»ﻗﺎﻝ ﻟﻪ ﺍﳌﺴﻴِﺒﻲ : ﻣﺎ ﺃﺻﺒﺢ ﻭﺟﻬﻚ ﻭﺃﺣﺴﻦ ﺧﻠﻘﻚ ! ﻗﺎﻝ : ﻭﻛﻴﻒ
ﹶ
)٣(
ﻭﻗﺪ ﺻﺎﻓﺤﲏ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﷲ «.
ﻧﻈﲑ ﺫﻟﻚ ﻣﺎ ﺃﻭﺭﺩﻩ ﺍﺑﻦ ﺍﳉﺰﺭﻱ ﻣﻊ ﺑﻌﺾ ﺍﻟﺰﻳﺎﺩﺍﺕ : »ﻗﺎﻝ ﺍﳌﺴﻴِﺒﻲ :
ﻗﻴﻞ ﻟﻨﺎﻓﻊ : ﻣﺎ ﺃﺻﺒﺢ ﻭﺟﻬﻚ ﻭﺃﺣﺴﻦ ﺧﻠﻘﻚ ! ﻗﺎﻝ : ﻓﻜﻴﻒ ﻻ ﺃﻛﻮﻥ ﻛﺬﻟﻚ
ﹶ
ﻭﻗﺪ ﺻﺎﻓﺤﲏ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﷲ ﻭﻋﻠﻴﻪ ﻗﺮﺃﺕ ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ . ]٣٣٣[ ﻳﻌﲏ ﰲ ﺍﻟﻨﻮﻡ«)٤(.
ﺍﻟﺘﺤﻠﻴﻞ : ﻳﻌﹼﻞ ﺍﳌﻨﺎﻡ ﺍﻷ ﻝ ﺻﺪﻭﺭ ﺭﺍﺋﺤﺔ ﺍﳌﺴﻚ ﻣﻦ ﻓﻢ ﻧﺎﻓﻊ ﺍﳌﺪﱐ
ﹼ
ﻭ
ﻠ
ﻭﻗﺖ ﺗﻜﹼﻤﻪ ﻭﻗﺮﺍﺀﺗﻪ ، ﻭﺫﻟﻚ ﺑﺴﺒﺐ ﻗﺮﺍﺀﺓ ﺍﻟﺮﺳﻮﻝ ﺍﻷﻛﺮﻡ ﰲ ﻓﻴﻪ ، ﺑﻴﻨﻤﺎ ﻳﻌﹼﻞ
ﻠ
ﻠ
ﺍﳌﻨﺎﻡ ﺍﻟﺜﺎﱐ ﻭﺟﻬﻪ ﺍﻟﺼﺒﻮﺡ ﻭﺧﻠﻘﻪ ﺍﳊﺴﻦ ﲟﺼﺎﻓﺤﺔ ﺍﻟﺮﺳﻮﻝ ﺍﻷﻋﻈﻢ ﻟﻪ ؛ ﻓﻬﻤﺎ
ﻳﻀﻔﻴﺎﻥ ﺗﺰﻛﺔ ﻭﺗﱪﻳﻜﹰﺎ ﻋﻠﻰ ﻧﺎﻓﻊ ﺍﳌﺪﱐ ، ﻷﻪ ﺻﺎﺣﺐ ﻗﺮﺁﻥ ؛ ﻓﻬﺬﺍ ﰲ ﻋﺪﺍﺩ
ﹼ ﻧ
ﻴ
ﻓﻀﺎﺋﻠﻪ .
)١( ﻣﻌﺮﻓﺔ ﺍﻟﻘ ﺍﺀ ﺍﻟﻜﺒﺎﺭ ١/٣٤٢ )ﺳﻄﺮ ٤-٨( .
ﺮ
)٢( ﻣﻌﺮﻓﺔ ﺍﻟﻘ ﺍﺀ ﺍﻟﻜﺒﺎﺭ ١/٣٤٢ )ﺳﻄﺮ ٩( .
ﺮ
)٣( ﺃﺣﺎﺳﻦ ﺍﻷﺧﺒﺎﺭ ٤٢٢ .
)٤( ﻏﺎﻳﺔ ﺍﻟﻨﻬﺎﻳﺔ ٢/٢٣٣-٣٣٣ )٨١٧٣( .
١٨٢
- 22. ﺃ.ﺩ. ﻋﻤﺮ ﻳﻮﺳﻒ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﻐﲏ ﲪﺪﺍﻥ
ﻇﺎﻫﺮﺓ ﺍﳌﻨﺎﻣﺎﺕ ﰲ ﻛﺘﺐ ﺍﻟﻘﺮﺍﺀﺍﺕ ﻭﺗﺮﺍﺟﻢ ﺍﻟﻘﺮﺍﺀ
ﻀﺎﻑ ﺇﱃ ﺫﻟﻚ ﺃﻥ ﺍﳌﻨﺎﻡ ﺍﻷ ﻝ ﻳﺘﺤ ﺙ ﻋﻦ ﺗﻠﻘﲔ ﺍﻟﺮﺳﻮﻝ ﺍﻷﻋﻈﻢ ﻧﺎﻓﻌﺎ
ﺪ
ﻭ
ﹼ
ﻳ
ﺍﳌﺪﱐ ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ ، ﺑﻴﻨﻤﺎ ﺟﺎﺀ ﺍﻟﺜﺎﱐ )ﺣﺴﺐ ﺭﻭﺍﻳﺔ ﺍﺑﻦ ﺍﳉﺰﺭﻱ( ﻟﻴﺘ ﻢ ﺍﻷ ﻝ ،
ﻤ ﻭ
ﹶ
ﱠ
ﻭﺫﻟﻚ ﺑﻌﺮﺽ ﻧﺎﻓﻊ ﺍﳌﺪﱐ ﻗﺮﺍﺀﺓ ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻨﱯ ﺍﻟﻜﺮﱘ ، ﺃﻱ ﺃﻥ ﻧﺎﻓﻌﺎ ﺭﻭﻯ
ﹼ
ﹼ
ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ ﲰﺎﻋﺎ ﻭﻋﺮﺿﺎ ﻋﻦ ﺍﻟﺮﺳﻮﻝ ﻣﺒﺎﺷﺮﺓ ﺑﻼ ﻭﺍﺳﻄﺔ ، ﺎ ﻳﻬﺪﻑ ﺇﱃ ﺟﻌﻠﻪ
ﳑ
ﻣﻦ ﺃﺻﺤﺎﺏ ﺣﻖ ﺍﻟﺼﺪﺍﺭﺓ ﰲ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺸﺄﻥ ﻣﻦ ﺟﻬﺔ ﻭﺇﱃ ﺟﻌﻞ ﻗﺮﺍﺀﺗﻪ ﳏﻜﻤﺔ
ﺍﻟﺘﻠ ﹼﻲ ﻭﺍﻟﺘﻠﻘﲔ ، ﻣﻘﻄﻮﻋﺎ ﰲ ﺻ ﺘﻬﺎ ﻣﻦ ﺟﻬﺔ ﺃﺧﺮﻯ .
ﺤ
ﻘ
ﻧ ﺍﳌﻨﺎﻡ ﺍﻟﺜﺎﻟﺚ :
ﺺ
»ﻗﺎﻝ ﺃﺑﻮ ﺑﻜﺮ ﳏ ﺪ ﺑﻦ ﻳﻮﻧﺲ ﺍﳌﻘﺮﻱ ﺍﳌﻄ ﺯ ﺍﻟﺒﻐﺪﺍﺩﻱ : ﺭﺃﻳﺖ ﺍﻟﻨﱯ
ﺮ
ﻤ
ﰲ ﺍﳌﻨﺎﻡ ، ﻓﻘﻠﺖ : ﻳﺎ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﷲ ! ﺃﺃﻗﺮﺃ ﺑﻘﺮﺍﺀﺓ ﻋﺎﺻﻢ ؟ ﻓﺴﻜﺖ ﻋﻲ ؟ ﻓﻘﻠﺖ:
ﻨ
ﺃﺃﻗﺮﺃ ﺑﻘﺮﺍﺀﺓ ﺃﰊ ﻋﻤﺮﻭ ؟ ﻓﺴﻜﺖ ﻋﻲ ؛ ﻓﻘﻠﺖ : ﺃﺃﻗﺮﺃ ﺑﻘﺮﺍﺀﺓ ﲪﺰﺓ ؟ ﻓﺴﻜﺖ ؛
ﻨ
ﻓﻘﻠﺖ : ﺃﺃﻗﺮﺃ ﺑﻘﺮﺍﺀﺓ ﻧﺎﻓﻊ ؟ ﻓﺘﺒ ﻢ ﺍﻟﻨﱯ ﻭﻗﺎﻝ : ﺍﻗﺮﹾﺃ ﺑﻘﺮﺍﺀﺓ ﻧﺎﻓﻊ ! ﺍﻗﺮﹾﺃ
ﺴ
)١(
ﺑﻘﺮﺍﺀﺓ ﻧﺎﻓﻊ ! ﺛﻼﺛﹰﺎ «.
ﺍﻟﺘﺤﻠﻴﻞ : ﻫﻮ ﺃﻳﻀﺎ ﰲ ﻓﻀﺎﺋﻞ ﻧﺎﻓﻊ ﺍﳌﺪﱐ ﻋﻠﻰ ﺃﻪ ﺻﺎﺣﺐ ﻗﺮﺁﻥ . ﻟﺬﺍ
ﻧ
ﹼ
ﳝﻜﻦ ﺗﺼﻨﻴﻔﻪ ﰲ ﺃﺩﺏ ﻓﻀﺎﺋﻞ ﻗ ﺍﺀ ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ . ﻛﺬﻟﻚ ﻳﻘ ﻡ ﺍﳌﺪﻳﻨﺔ ﺍﳌﻨﻮﺭﺓ ﻋﻠﻰ
ﹶ
ﺪ
ﺮ
ﺍﻟﺒﺼﺮﺓ ﻭﺍﻟﻜﻮﻓﺔ ﰲ ﺍﻟﻘﺮﺍﺀﺓ ﻣﻦ ﺑﺎﺏ ﺍﳌﻨﺎﻓﺴﺔ ﻭﺍﳌﻔﺎﺿﻠﺔ ﺑﲔ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺒﻠﺪﺍﻥ ﳑﹼﻠﺔ
ﺜ
ﺑﻜﺒﺎﺭ ﻗ ﺍﺋﻬﻢ. ﻟﺬﺍ ﳝﻜﻦ ﺇﺩﺭﺍﺟﻪ ﺃﻳﻀﺎ ﰲ ﺃﺩﺏ ﻓﻀﺎﺋﻞ ﺍﻟﺒﻠﺪﺍﻥ ﻭﰲ ﺃﺩﺏ
ﺮ
ﺍﳌﻔﺎﺧﺮﺍﺕ .
)١( ﺃﺣﺎﺳﻦ ﺍﻷﺧﺒﺎﺭ ٤٢٢ .
٢٨٢
- 23. ﳎﻠﺔ ﻣﻌﻬﺪ ﺍﻹﻣﺎﻡ ﺍﻟﺸﺎﻃﱯ
ﺍﻟﻌﺪﺩ ﺍﻟﺮﺍﺑﻊ
)ﺫﻭ ﺍﳊﺠﺔ ٨٢٤١ﻫ(
ﺍﳌﺒﺤﺚ ﺍﻟﺜﺎﻟﺚ : ﻣﺎ ﻭﺭﺩ ﲝ ﲪﺰﺓ ﺍﻟﺰﺎﺕ )٦٥١( ﻭﻗﺮﺍﺀﺗﻪ
ﻳ
ﻖ
ﻧ ﺍﳌﻨﺎﻡ ﺍﻷ ﻝ :
ﻭ
ﺺ
»ﻗﺎﻝ ﺇﲰﺎﻋﻴﻞ ﺑﻦ ﺯﻳﺎﺩ : ﻗﺎﻝ ﲪﺰﺓ : ﺭﺃﻳﺖ ﺍﻟﻨﱯ ﰲ ﻣﻨﺎﻣﻲ ، ﻓﻘﻠﺖ
ﻳﺎ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﷲ ! ﻗﺪ ﺭﻭﻳﺖ ﺃﻟﻒ ﺣﺪﻳﺚ ﺑﺈﺳﻨﺎﺩ ﻋﻨﻚ ؛ ﺃﻓﺄﻗﺮﺅﻫﺎ ﻋﻠﻴﻚ ؟ ﻗﺎﻝ :
ﻧﻌﻢ ؛ ﻓﻘﺮﺃﻬﺎ ﻋﻠﻴﻪ ﻛّﻬﺎ ﺑﺈﺳﻨﺎﺩﻫﺎ ﻋﻨﻪ ، ﻓﺰ ﺭﻫﺎ ﻛﱠﻬﺎ ﺇﻻ ﺃﺭﺑﻌﺔ ﺃﺣﺎﺩﻳﺚ، ﻓﺈﻪ
ﻧ
ﻠ
ﻭ
ﻠ
ﹶ
ﺗ
ﱂ ﻘﺮ ﻣﻨﻬﺎ ﺇﻻ ﺑﺘﻠﻚ ﺍﻷﺭﺑﻌﺔ، ﻭﻗﺎﻝ : ﱂ ﺃﺗﻜﹼﻢ ﺎ ؛ ﻓﻘﻠﺖ : ﻳﺎ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﷲ !
ﻠ
ﻳ
ﻗﺪ ﻗﺮﺃﺕ ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ . ﺃﺃﻗﺮﺅﻩ ﻋﻠﻴﻚ ؟ ]٤٧[ ﻓﻘﺮﺃﺕ ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ ﻣﻦ ﺃ ﻟﻪ ﺇﱃ
ﻭ
)١(
ﺁﺧﺮﻩ ؛ ﻓﻘﺎﻝ : ﻛﻤﺎ ﺃﻧﺰﻝ ﻋﻠﻲ «.
ﺍﻟﺘﺤﻠﻴﻞ : ﻗﺪ ﺳﺒﻖ ﺍﻟﻜﻼﻡ ﻋﻦ ﻫﺬﺍ ﺍﳌﻨﺎﻡ ﰲ ﺇﺿﻔﺎﺋﻪ ﺷﺮﻋﺔ ﻋﺎ ﺔ ﻋﻠﻰ
ﻴ ﻣ
ﻗﺮﺍﺀﺓ ﲪﺰﺓ ﺍﻟﺰﺎﺕ ﻭﺻ ﺘﻬﺎ ﻭﻋﻦ ﺍﺳﺘﺪﻻﻝ ﺍﺑﻦ ﻏﻠﺒﻮﻥ )٩٩٣( ﺑﻪ ﻋﻠﻰ ﺫﻟﻚ ،
ﺤ
ﻳ
ﻟﻜﻦ ﲡﺪﺭ ﺍﻹﺷﺎﺭﺓ ﻫﻨﺎ ﺇﱃ ﺷﻄﺮﻩ ﺍﻷ ﻝ)٢(ﺍﻟﺬﻱ ﻳﺘﺤ ﺙ ﻋﻦ ﻇﺎﻫﺮﺓ ﻭﺿﻊ
ﺪ
ﻭ
ﺍﻷﺣﺎﺩﻳﺚ ﻭﻗ ﺓ ﺍﻧﺘﺸﺎﺭﻫﺎ ﰲ ﺍﻷﻭﺳﺎﻁ ، ﺃﻱ ﺍﻷﺣﺎﺩﻳﺚ ﺍﳌﻮﺿﻮﻋﺔ . ﻭﻫﻮ
ﻮ
ﺍﻟﺸﻄﺮ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﻮﺿﺢ ﺷﺮﻋﺔ ﻗﺮﺍﺀﺓ ﲪﺰﺓ ﻭﺻ ﺘﻬﺎ ﻣﻦ ﺑﺎﺏ ﺍﳌﻘﺎﺑﻠﺔ ﻭﺍﳌﻮﺍﺯﺍﺓ ؛
ﺤ
ﻴ
ﻓﺎﻟﺮﺳﻮﻝ ﺍﻟﺼﺎﺩﻕ ﺍﻷﻣﲔ ﻗﺪ ﺃﺳﻘﻂ ﺍﻷﻟﻒ ﺣﺪﻳﺚ ﻟﺰﻳﻔﻬﺎ ﺇﻻ ﺃﺭﺑﻌﺔ ﻣﻨﻬﺎ
ﻋﻠﻰ ﺃﻬﺎ ﺻﺤﻴﺤﺔ ، ﻣﺮﻭﺔ ﻋﻨﻪ ؛ ﻓﻠﻮ ﻛﺎﻥ ﺷﻴﺌﹰﺎ ﻣﻦ ﻋﺪﻡ ﺍﻟﺼ ﺔ ﰲ ﻗﺮﺍﺀﺓ
ﺤ
ﻳ
ﻧ
ﲪﺰﺓ، ﻟﻜﺎﻥ ﻣﻦ ﺍﳌﺘﻮﹼﻊ ، ﺑﻞ ﻣﻦ ﺍﳌﺆ ﹼﺪ -ﻛﻤﺎ ﻳﻬﺪﻑ ﺍﳌﻨﺎﻡ - ﺃﻥ ﻳﻨﻬﻪ
ﺒ
ﻛ
ﻗ
ﺍﻟﺮﺳﻮﻝ ﺍﻷﻛﺮﻡ ﻋﻠﻰ ﺫﻟﻚ ، ﻛﻤﺎ ﻓﻌﻞ ﰲ ﳎﻤﻮﻋﺔ ﺍﻷﺣﺎﺩﻳﺚ .
)١( ﻛﺘﺎﺏ ﺍﻟﺘﺬﻛﺮﺓ ﰲ ﺍﻟﻘﺮﺍﺀﺍﺕ ١/٣٧-٤٧ .
)٢( ﻘﺎﺑﻞ ﻣﻘ ﻣﺔ ﺻﺤﻴﺢ ﻣﺴﻠﻢ ١/٥٢ . ﻘﺎﺭﻥ ﺬﻳﺐ ﺍﻟﻜﻤﺎﻝ ٧/٨١٣ .
ﻳ
ﺪ
ﻳ
٣٨٢
- 24. ﺃ.ﺩ. ﻋﻤﺮ ﻳﻮﺳﻒ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﻐﲏ ﲪﺪﺍﻥ
ﻇﺎﻫﺮﺓ ﺍﳌﻨﺎﻣﺎﺕ ﰲ ﻛﺘﺐ ﺍﻟﻘﺮﺍﺀﺍﺕ ﻭﺗﺮﺍﺟﻢ ﺍﻟﻘﺮﺍﺀ
ﻧ ﺍﳌﻨﺎﻡ ﺍﻟﺜﺎﱐ :
ﺺ
ﻗﺎﻝ ﺍﺑﻦ ﺳﻮﺍﺭ )٦٩٤( : »ﺣ ﺛﻨﺎ ﺃﺑﻮ ﺍﻟﻮﻟﻴﺪ ﺘﺒﺔ ﺑﻦ ﻋﺒﺪ ﺍﳌﻠﻚ ﺑﻦ ﻋﺎﺻﻢ
ﻋ
ﺪ
ﺍﻟﻘﺮﺷﻲ ﺍﻟﻌﺜﻤﺎﱐ ، ﺭﲪﻪ ﺍﷲ ، ﻗﺎﻝ : ﺃﺧﱪﻧﺎ ﺃﺑﻮ ﺍﻟﻄﺐ ﻋﺒﺪ ﺍﳌﻨﻌﻢ ﺑﻦ ﺒﻴﺪ ﺍﷲ
ﻋ
ﻴ
ﹼ
ﺍﺑﻦ ﻏﻠﺒﻮﻥ ]٩٣٣[ ﺍﳌﻘﺮﺉ ﻗﺮﺍﺀﺓ ﻋﻠﻴﻪ ﲟﺼﺮ ﰲ ﻣﻨـﺰﻟﻪ ، ﻗﺎﻝ : ﺃﺧﱪﻧﺎ ﺃﺑﻮ ﺑﻜﺮ
ﹰ
ﳏ ﺪ ﺑﻦ ﺼﲑ ﺍﻟﺴﺎﻣﺮﻱ ﻗﺮﺍﺀﺓ ﻋﻠﻴﻪ : ﺣ ﺛﻨﺎ ﺃﺑﻮ ﺑﻜﺮ ﺍﻟﻘﺎﺿﻲ ﺍﳌﻌﺮﻭﻑ ﺑﻮﻛﻴﻊ ،
ﺪ
ﹰ
ﻤ ﻧ
ﻗﺎﻝ : ﺃﺧﱪﻧﺎ ﺩﺍﻭﺩ ﺑﻦ ﺷﻴﺪ ، ﻗﺎﻝ : ﺃﺧﱪﻧﺎ ﻣ ﺎﻋﺔ ﺑﻦ ﺍﻟﺰﺑﲑ ، ﻗﺎﻝ : ﺩﺧﻠﺖ
ﺠ
ﺭ
ﻋﻠﻰ ﲪﺰﺓ ﺍﻟﺰﺎﺕ ، ﺭﲪﻪ ﺍﷲ ، ﻭﻫﻮ ﻳﺒﻜﻲ ، ﻓﻘﻠﺖ : ﻣﺎ ﺒﻜﻴﻚ ؟ ﻗﺎﻝ: ﹸﺭﻳﺖ
ﺃ
ﻳ
ﻳ
ﰲ ﻣﻨﺎﻣﻲ ﻛﺄﻲ ﺮﺿﺖ ﻋﻠﻰ ﺍﷲ ، ﻋﺰ ﻭﺟﻞ ؛ ﻓﻘﺎﻝ ﱄ : ﻳﺎ ﲪﺰﺓ! ﺍﻗﺮِﺇ ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ
ﹶ
ﹼ
ﻧ ﻋ
ﻛﻤﺎ ﻋﹼﻤﻚ ! ﻓﻮﹶﺛﺒﺖ ﻗﺎﺋﻤﺎ ؛ ﻓﻘﺎﻝ ﱄ : ﺍﺟﻠﺲ ! ﻓﺈﻲ ﺃﺣﺐ ﺃﻫﻞ ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ ؛
ﹶ
ﻧ
ﻠﺘ
ﹸ
ﹶ
ﺘ
ﻭﺃﺎ ﺍﺧﺘﺮﺗﻚ( ]٠٢:٢١-
ﻓﻘﺮﺃﺕ ﺣﻰ ﺑﻠﻐﺖ ﺳﻮﺭﺓ ﻃﻪ ، ﻓﻘﻠﺖ : )ﻃﻮﻯ ﹶﻧ
٣١[؛ ﻓﻘﺎﻝ ﱄ : ﺑﻴﻦ ! ﻓﺒﻨﺖ : )ﻃﻮﻯ ﻭﹶﺃﺎ ﺍﺧﺘﺮﻧـﻚ( ؛ ﰒ ﻗﺮﺃﺕ ﺣﻰ
ﻧ ﹼ ﺘ
ﻴ ﹸ
ﺑﻠﻐﺖ ﺳﻮﺭﺓ ﻳﺲ ، ﻓﺄﺭﺩﺕ ﺃﻥ ﹸﻋﻄﻰ ، ﻓﻘﻠﺖ : )ﺗﻨﺰِﻳﻞ ﺍﹾﻟﻌﺰِﻳﺰ ﺍﻟﺮﺣِﻴﻢ( ]٦٣:٥[؛
ﹸ ِ ِ
ﺃ
ﻓﻘﺎﻝ ﱄ : )ﺗﻨﺰِﻳﻞ( ! ﻳﺎ ﲪﺰﺓ ! ﻛﺬﺍ ﻗﺮﺃﺕ ﻭﻛﺬﺍ ﺃﻗﺮﺃﺕ ﲪﻠﺔ ﺍﻟﻌﺮﺵ ﻭﻛﺬﺍ ﻳﻘﺮﺃ
ﹶ
ﹶ
ﺍﳌﻘﺮﺑﻮﻥ . ﰒ ﺩﻋﺎ ﺑﺴﻮﺍﺭ ، ﻓﺴ ﺭﱐ ، ﻓﻘﺎﻝ : ﻫﺬﺍ ﺑﻘﺮﺍﺀﺗﻚ ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ . ﰒ ﺩﻋﺎ
ﹼ
ﻮ
ِ
ﹼ
ﲟﻨﻄﻘﹶﺔ ، ﻓﻨﻄﻘﻨِﻲ ، ﻓﻘﺎﻝ : ]٠٤٣[ ﻫﺬﺍ ﺑﺼﻮﻣﻚ ﺑﺎﻟﻨﻬﺎﺭ . ﰒ ﺩﻋﺎ ﺑﺘﺎﺝ ،
ﹼ
ﱠﹶ
ِ ﹶ
ﻓﺘ ﺟﲏ . ﻗﺎﻝ : ﻫﺬﺍ ﺑﺈﻗﺮﺍﺋﻚ ﺍﻟﻨﺎﺱ . ﻳﺎ ﲪﺰﺓ ! ﻻ ﺗﺪﻉ {ﺗﻨـﺰِﻳﻞ ! zﻓﺈﻲ
ﻧ
ﹶ
ﻮ
)١(
ﻧﺰﻟﺘﻪ ﺗﻨﺰﻳﻼ .«
ِ ﹰ
ﻧﻘﻠﻪ ﺍﳌﺰﻱ )٢٤٧( ﺃﻳﻀﺎ ﺑﺈﺳﻨﺎﺩﻩ ﰲ ﺗﺮﲨﺔ ﲪﺰﺓ ﰲ ﺬﻳﺐ ﺍﻟﻜﻤﺎﻝ
٧/١٢٣، ﺟﺎﺀ ﰲ ﺁﺧﺮﻩ : »ﺃﻓﺘﹸﻮﻣﲏ ﺃﻥ ﺃﺑﻜﻲ ؟« . ﻛﺬﻟﻚ ﺃﻭﺭﺩﻩ ﺍﺑﻦ ﻭﻫﺒﺎﻥ
ﹶﻠ
)١( ﺍﳌﺴﺘﻨﲑ ﰲ ﺍﻟﻘﺮﺍﺀﺍﺕ ﺍﻟﻌﺸﺮ ١/٨٣٣-٠٤٣ .
٤٨٢
- 25. ﳎﻠﺔ ﻣﻌﻬﺪ ﺍﻹﻣﺎﻡ ﺍﻟﺸﺎﻃﱯ
ﺍﻟﻌﺪﺩ ﺍﻟﺮﺍﺑﻊ
)ﺫﻭ ﺍﳊﺠﺔ ٨٢٤١ﻫ(
)٨٦٧( ﰲ ﺃﺣﺎﺳﻦ ﺍﻷﺧﺒﺎﺭ ﻣﻊ ﻫﺬﻩ ﺍﳉﻤﻠﺔ)١( ﻭﺃﺿﺎﻑ ﻋﻠﻰ ﺫﻟﻚ ﺑﻌﺾ
ﺍﻟﺰﻳﺎﺩﺍﺕ، ﻛﻤﺎ ﻳﻠﻲ : »ﻭﻗﺪ ﺯﻳﺪ ﰲ ﺑﻌﺾ ﺍﻟﺮﻭﺍﻳﺎﺕ : ﻓﻠ ﺎ ﻭﺻﻠﺖ ﺇﱃ ﻗﻮﻟﻪ :
ﻤ
{ . [١٤:٢٠] zN M L KJIHGﻗﺎﻝ ﺍﷲ ﺗﻌﺎﱃ : ﻧﻌﻢ ، ﺃﻧﺎ ﺍﷲ ، ﻻ
ﺇﻟﻪ ﺇﻻ ﺃﻧﺎ، ﻓﺎﻋﺒﺪﱐ ؛ ﻓﻠﻤﺎ ﻓﺮﻏﺖ ﻣﻦ ﺍﻟﻘﺮﺍﺀﺓ، ﻗﺎﻝ ﺍﷲ ، ﺗﻌﺎﱃ ، ﱄ : ﻟﻚ ﺑﻜﻞ
ﹼ
ﺁﻳﺔ ﺩﺭﺟﺔ؛ ﻓﻘﻠﺖ : ﻳﺎ ﺭﺏ ! ﱄ ﺧﺎ ﺔ ؟ ﻗﺎﻝ : ﻻ ، ﺑﻞ ﻟﻚ ﻭﳌﻦ ﻗﺮﺃﻩ ﻭﻋﻤﻞ
ﺻ
ﺑﻪ«)٢(.
ﺍﻟﺘﺤﻠﻴﻞ : ﻗﺪ ﺗﻘ ﻡ ﻫﺬﺍ ﺍﳌﻨﺎﻡ ﻭﺍﻟﻜﻼﻡ ﻋﻠﻰ ﺑﻌﺾ ﺟﻮﺍﻧﺒﻪ . ﻣﻦ ﺍﻷﻣﻮﺭ
ﺪ
ﺍﳉﺪﻳﺮﺓ ﺑﺎﻟﻮﻗﻮﻑ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﻓﻴﻪ ﻫﻲ ﻣﺴﺄﻟﺔ ﺍﳉﻮﺍﺋﺰ ؛ ﻓﻬﻮ ﻳﺘﺤ ﺙ ﻋﻦ ﺛﻼﺙ:
ﺪ
١( ﺟﺎﺋﺰﺓ ﺍﻟﺴﻮﺍﺭ ﻋﻠﻰ ﻗﺮﺍﺀﺓ ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ.
٢( ﺟﺎﺋﺰﺓ ﺍﳌﻨﻄﻘﺔ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺼﻮﻡ ﺑﺎﻟﻨﻬﺎﺭ.
٣( ﺟﺎﺋﺰﺓ ﺍﻟﺘﺎﺝ ﻋﻠﻰ ﺇﻗﺮﺍﺀ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ .
ﹶ
ﻫﺬﺍ ﺗﻌﺰﻳﺰ ﻭﺗﻜﺮﱘ ﻷﻫﻞ ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﻫﻢ ﺃﻫﻞ ﺍﷲ ﻭﺧﺎ ﺘﻪ ؛ ﻓﻬﻮ ﰲ
ﺻ
ﻓﻀﺎﺋﻠﻬﻢ ﻭﻣﻨﺎﻗﺒﻬﻢ .
ﻀﺎﻑ ﺇﱃ ﺫﻟﻚ ﻣﺴﺄﻟﺔ ﻗﺮﺍﺀﺓ ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ ﻭﺇﻗﺮﺍﺋﻪ ﰲ ﺍﳌﻠﻜﻮﺕ ﺍﻷﻋﻠﻰ ، ﻛﻤﺎ
ﻳ
ﻫﻮ ﺍﳊﺎﻝ ﻋﻨﺪ ﺑﲏ ﺍﻟﺒﺸﺮ ﻣﻦ ﺍﳌﺴﻠﻤﲔ ؛ ﻓﺎﷲ ﺗﻌﺎﱃ ﻳﻘﺮﺃ ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ)٣(ﻭﻳﻘﺮﹸﻪ ﲪﻠﺔ
ﺋ ﹶ
)١( ﺃﺣﺎﺳﻦ ﺍﻷﺧﺒﺎﺭ ٢١٣-٣١٣ .
)٢( ﺃﺣﺎﺳﻦ ﺍﻷﺧﺒﺎﺭ ٣١٣ .
)٣( ﻘﺎﺑﻞ ﺬﺍ ﺍﻟﺼﺪﺩ ﻣﻨﺎﻡ ﻷﰊ ﺍﳊﺴﻦ ﺍﻟﻨﻌﻤﺎﻥ ﺑﻦ ﺃﲪﺪ ﺍﻟﻘﺎﺿﻲ ﲟﺼﺮ ، ﺭﺃﻯ ﻓﻴﻪ ﻳﻌﻘﻮﺏ ﺑﻦ ﺳﻔﻴﺎﻥ
ﻳ
ﺰ
ﻧ
ﺍﻟﻔﺴﻮﻱ )٧٧٢( ﺑﻌﺪ ﳑﺎﺗﻪ ، ﺃﻋﻠﻤﻪ ﺍﻷﺧﲑ ﻓﻴﻪ ﺃﻪ ﱂ ﻳﺮ ﺭﺏ ﺍﻟﻌ ﺓ ، ﻟﻜﻦ ﲰﻌﻪ ﻳﻘﺮﺃ { i h
، [٩٠:٢٦] z jﻛﻤﺎ ﻭﺭﺩ ﰲ ﺗﺮﲨﺔ ﺍﻟﻔﺴﻮﻱ ﰲ ﺬﻳﺐ ﺍﻟﻜﻤﺎﻝ ٢٣/٤٣٣ )٨٨٠٧( .
٥٨٢
- 26. ﺃ.ﺩ. ﻋﻤﺮ ﻳﻮﺳﻒ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﻐﲏ ﲪﺪﺍﻥ
ﻇﺎﻫﺮﺓ ﺍﳌﻨﺎﻣﺎﺕ ﰲ ﻛﺘﺐ ﺍﻟﻘﺮﺍﺀﺍﺕ ﻭﺗﺮﺍﺟﻢ ﺍﻟﻘﺮﺍﺀ
ﻋﺮﺷِﻪ ، ﻛﻤﺎ ﻗﺮﺃ ﺍﻟﺮﺳﻮﻝ ﺍﻟﻜﺮﱘ ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ ﺍﳌﻨـﺰﻝ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺃﻗﺮﺃﻩ ﺃﺻﺤﺎﺑﻪ ﺍﻟﻜﺮﺍﻡ .
ﹶ
ﹶ
ﻳﻘﺎِﺑﻞ ﻫﺬﻩ ﺍﳌﺴﺄﻟﺔ ﻭﻳﻮﺍﺯﻳﻬﺎ ﲤﺎﻣﺎ ﰲ ﺍﻟﻔﻜﺮﺓ ﻭﺍﻟﻄﺮﺡ ﻣﺴﺄﻟﺔ ﺭﻭﺍﻳﺔ ﺍﳊﺪﻳﺚ
ﹸ
ﹶ
ﹸ
ﺍﻟﻨﺒﻮﻱ ﺍﻟﺸﺮﻳﻒ ، ﻛﻤﺎ ﺟﺎﺀ ﺫﻟﻚ ﰲ ﻣﻨﺎﻣﲔ ﻋﻦ ﺍﻟﻔﺴﻮﻱ )٧٧٢( ﰲ ﺗﺮﲨﺘﻪ ﰲ
ﺬﻳﺐ ﺍﻟﻜﻤﺎﻝ ٢٣/٤٣٣ )٨٨٠٧( : »ﻗﺎﻝ ﳏ ﺪ ﺑﻦ ﺇﺳﺤﺎﻕ ﺑﻦ ﻣﻴﻤﻮﻥ ﺍﻟﻔﺴﻮﻱ
ﻤ
ﻋﻦ ﻋﺒﺪﺍﻥ ﺑﻦ ﳏ ﺪ ﺍﳌﺮﻭﺯﻱ : ﺭﺃﻳﺖ ﻳﻌﻘﻮﺏ ﺑﻦ ﺳﻔﻴﺎﻥ ﰲ ﺍﻟﻨﻮﻡ ، ﻓﻘﻠﺖ : ﻣﺎ
ﻤ
ﻓﻌﻞ ﺍﷲ ﺑﻚ ؟ ﻗﺎﻝ : ﻏﻔﺮ ﱄ ﻭﺃﻣﺮﱐ ﺃﻥ ﹸﺣ ﺙ ﰲ ﺍﻟﺴﻤﺎﺀ، ﻛﻤﺎ ﻛﻨﺖ ﺃﺣ ﺙ
ﺪ
ﺃ ﺪ
ﰲ ﺍﻷﺭﺽ ، ﻓﺤ ﺛﺖ ﰲ ﺍﻟﺴﻤﺎﺀ ﺍﻟﺮﺍﺑﻌﺔ ؛ ﻓﺎﺟﺘﻤﻊ ﻋﻠﻲ ﺍﳌﻼﺋﻜﺔ ، ﻭﺍﺳﺘﻤﻠﻰ
ﹸ
ﺪ
ﻋﻠﻲ ﺟﱪﻳﻞ . ﻭﻛﺘﺒﻮﺍ ﺑﺄﻗﻼﻡ ﻣﻦ ﺫﻫﺐ . ﻭﻗﻴﻞ ﻋﻦ ﳏ ﺪ ﺑﻦ ﺇﺳﺤﺎﻕ ﺑﻦ ﻣﻴﻤﻮﻥ
ﻤ
ﻋﻦ ﺃﲪﺪ ﺑﻦ ﺟﻌﻔﺮ ﺍﻟﺴﺘﺮﻱ : ﹶﻟ ﺎ ﺟﺎﺀ ﻧﻌﻲ ﻳﻌﻘﻮﺏ ﺑﻦ ﺳﻔﻴﺎﻥ ، ﺭﺃﻳﻪ ﰲ ﺍﻟﻨﻮﻡ
ﺘ
ﺘ ﻤ
ﻛﺄﻪ ﰲ ﺍﻟﺴﻤﺎﺀ ﺍﻟﺴﺎﺑﻌﺔ ﳛ ﺙ ﻭﺟﱪﻳﻞ ﻳﺴﺘﻤﻠﻲ ﻋﻠﻴﻪ«.
ﹸ
ﺪ
ﻧ
ﻛﺬﻟﻚ ﺗﻘ ﻡ ﺍ ﹼﻼﻉ ﺍﻟﺬﻫﱯ )٨٤٧( ﻋﻠﻰ ﻣﱳ ﻫﺬﺍ ﺍﳌﻨﺎﻡ ﻭﺗﺸﻜﻴﻜﻪ ﰲ
ﺪ ﻃ
ﺇﺳﻨﺎﺩﻩ ﻭﺍﻋﺘﺒﺎﺭﻩ ﺧﱪﺍ ﻣﻨﻜﺮﺍ ، ﻛﻤﺎ ﻗﺎﻝ : »ﻗﺪ ﺑﻠﻐﻨﺎ ﺃﻪ ﺭﺃﻯ ﺭﺏ ﺍﻟﻌ ﺓ ﰲ
ﺰ
ﻧ
ﺍﳌﻨﺎﻡ. ﻭﱂ ﻳﺜﺒﺖ ﺇﺳﻨﺎﺩ ﺫﻟﻚ ﻭﻫﻮ ﻣﻨﻜﺮ ﺟ ﺍ . ﺭﻭﺍﻩ ﺃﺑﻮ ﺍﻟﻄﺐ ﺑﻦ ﻏﻠﺒﻮﻥ : ﺃﻧﺎ
ﻴ
ﺪ
ﺃﺑﻮ ﺑﻜﺮ ﳏ ﺪ ﺑﻦ ﻧﺼﺮ ﺑﻦ ﻫﺎﺭﻭﻥ ﺍﻟﺴﺎﻣﺮﻱ : ﺛﻨﺎ ﻭﻛﻴﻊ ﺍﻟﻘﺎﺿﻲ : ﺛﻨﺎ ﺩﺍﻭﺩ ﺑﻦ
ﻤ
ﺭﺷﻴﺪ : ﺛﻨﺎ ﻣ ﺎﻋﺔ ﺑﻦ ﺍﻟﺰﺑﲑ ، ﻗﺎﻝ : ﺩﺧﻠﺖ ﻋﻠﻰ ﲪﺰﺓ ﺍﻟﺰﺎﺕ ﻭﻫﻮ ﻳﺒﻜﻲ ،
ﻳ
ﺠ
ﻓﻘﻠﺖ : ﻣﺎ ﻳﺒﻜﻴﻚ ؟ ﻗﺎﻝ : ﻭﻛﻴﻒ ﻻ ﺃﺑﻜﻲ . ﺇﻲ ﺭﺃﻳﺖ ﰲ ﻣﻨﺎﻣﻲ ﻛﺄﻲ
ﻧ
ﻧ
ﻋﺮﺿﺖ ﻋﻠﻰ ﺍﷲ ، ﻋﺰ ﻭﺟﻞ ؛ ﻓﻘﺎﻝ ﱄ : ﻳﺎ ﲪﺰﺓ ! ﺍﻗﺮﹾﺃ ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ ! ﻭﺫﻛﺮ
ﹼ
ﺍﳌﻨﺎﻡ«)١(.
)١( ﻣﻌﺮﻓﺔ ﺍﻟﻘ ﺍﺀ ﺍﻟﻜﺒﺎﺭ ١/٠٦٢ .
ﺮ
٦٨٢
- 27. ﳎﻠﺔ ﻣﻌﻬﺪ ﺍﻹﻣﺎﻡ ﺍﻟﺸﺎﻃﱯ
ﺍﻟﻌﺪﺩ ﺍﻟﺮﺍﺑﻊ
)ﺫﻭ ﺍﳊﺠﺔ ٨٢٤١ﻫ(
ﻟﻘﺪ ﻭﻗﻒ ﺍﻟﺬﻫﱯ ﻋﻠﻰ ﺃﻛﺜﺮ ﻣﻦ ﻋﹼﺔ ﰲ ﺇﺳﻨﺎﺩﻩ . ﻗﺎﻝ ﰲ ﺗﺮﲨﺔ
ﻠ
ﺍﻟﺴﺎﻣﺮﻱ: »ﳏ ﺪ ﺑﻦ ﻧﺼﺮ ﺑﻦ ﻫﺎﺭﻭﻥ ، ﺃﺑﻮ ﺑﻜﺮ ﺍﻟﺴﺎﻣﺮﻱ : ﻻ ﻌﺮﻑ . ﻭﺃﺗﻰ
ﻳ
ﻤ
ﲟﻨﺎﻡ ﲪﺰﺓ ﺍﻟﺰﺎﺕ ﻭﺭﺅﻳﺘﻪ ﺍﷲ ﺗﻌﺎﱃ ﻓﻘﺎﻝ : ﺣ ﺛﻨﺎ ﳏ ﺪ ﺑﻦ ﺧﻠﻒ ﺑﻦ ﻭﻛﻴﻊ:
ﺪ ﻤ
ﻳ
ﺣ ﺛﻨﺎ ﺩﺍﻭﺩ ﺑﻦ ﺷﻴﺪ - ﻓﻜﺬﺏ . ﱂ ﻳﺪﺭﻙ ﳏﻤﺪ ﺩﺍﻭﺩ : ﺣ ﺛﻨﺎ ﻣ ﺎﻋﺔ ﺑﻦ
ﺪ ﺠ
ﺭ
ﺪ
ﹰ
ﹾ ﺠ
ﺰ
ﺍﻟ ﺑﲑ - ﻓﻜﺬﺏ ﺃﻳﻀﺎ . ﱂ ﻳﻠﻖ ﻣ ﺎﻋﺔ ؛ ﻓﻼ ﻳﺜﺒﺖ ﺍﳌﻨﺎﻡ ﺃﺻﻼ .«)١( ﻭﻗﺎﻝ ﰲ
ﺗﺮﲨﺔ ﺎﻋﺔ : »ﻗﺪ ﺭ ﹼﺐ ﻋﻠﻰ ﺎﻋﺔ ﻣﻨﺎﻡ ﲪﺰﺓ ﺍﻟﺰﺎﺕ ﻭﺃﻪ ﲰﻌﻪ ﻣﻨﻪ ، ﻭﺫﻟﻚ
ﹶ ﻳ ِ ﻧ
ﳎ
ﻛ
ﳎ
)٢(
ﺍﺧﺘﻼﻕ .«
ﻧ ﺍﳌﻨﺎﻡ ﺍﻟﺜﺎﻟﺚ :
ﺺ
»ﻗﺎﻝ ﺃﺑﻮ ﺍﻟﻄﺐ ﻋﺒﺪ ﺍﳌﻨﻌﻢ ﺑﻦ ﺒﻴﺪ ﺍﷲ ﺑﻦ ﻏﻠﺒﻮﻥ ﺍﳌﻘﺮﺉ : ﺃﺧﱪﻧﺎ ﺃﺑﻮ
ﻋ
ﻴ
ﺑﻜﺮ ﳏ ﺪ ﺑﻦ ﻧﺼﺮ ﺍﻟﺴﺎﻣﺮﻱ ، ﻗﺎﻝ : ﺣ ﺛﻨﺎ ﺳﻠﻴﻤﺎﻥ ﺑﻦ ﺟﺒﻠﹶﺔ ، ﻗﺎﻝ : ﺣ ﺛﻨﺎ
ﺪ
ﺪ
ﻤ
ﺇﺩﺭﻳﺲ ﺑﻦ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﻜﺮﱘ ﺍﳊ ﺍﺩ ، ﻗﺎﻝ : ﺣ ﺛﻨﺎ ]٩١٣[ ﺧﻠﻒ ﺑﻦ ﻫﺸﺎﻡ ﺍﻟﺒ ﺍﺭ ،
ﺰ
ﺪ
ﺪ
ﻗﺎﻝ : ﻗﺎﻝ ﱄ ﻠﻴﻢ ﺑﻦ ﻋﻴﺴﻰ : ﺩﺧﻠﺖ ﻋﻠﻰ ﲪﺰﺓ ﺑﻦ ﺣﺒﻴﺐ ﺍﻟﺰﺎﺕ ، ﻓﻮﺟﺪﻪ
ﺗ
ﻳ
ﺳ
ﻳﻤﺮﻍ ﺧﺪﻳﻪ ﰲ ﺍﻷﺭﺽ ﻭﻳﺒﻜﻲ ، ﻓﻘﻠﺖ : ﺃﻋﻴ ﹸﻙ ﺑﺎﷲ ؛ ﻓﻘﺎﻝ : ﻳﺎ ﻫﺬﺍ !
ﺬ
ﹸ ِ
ﺍﺳﺘﻌﺬﺕ ﰲ ﻣﺎﺫﺍ ؟ ﻓﻘﺎﻝ : ﺭﺃﻳﺖ ﺍﻟﺒﺎﺭﺣﺔ ﰲ ﻣﻨﺎﻣﻲ ﻛﺄﻥ ﺍﻟﻘﻴﺎﻣﺔ ﻗﺪ ﻗﺎﻣﺖ ﻭﻗﺪ
ﹼ
ﹾ
ﻋﻲ ﺑﻘ ﺍﺀ ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ ، ﻓﻜﻨﺖ ﻓﻴﻤﻦ ﺣﻀﺮ ، ﻓﺴﻤﻌﺖ ﻗﺎﺋﻼ ﻳﻘﻮﻝ ﺑﻜﻼﻡ ﻋﺬﺏ :
ﹾ ٍ
ﹰ
ﺮ
ﺩ
ﻻ ﻳﺪ ﻞ ﻋﻠﻲ ﺇﻻ ﻣﻦ ﻋﻤﻞ ﺑﺎﻟﻘﺮﺁﻥ ؛ ﻓﺮﺟﻌﺖ ﺍﻟﻘﻬﻘﺮﻯ ؛ ﻓﻬﺘﻒ ﺑﺎﲰﻲ : ﺃﻳﻦ
ﺧ
ﲪﺰﺓ ﺑﻦ ﺣﺒﻴﺐ ﺍﻟﺰﺎﺕ ؟ ﻓﻘﻠﺖ : ﻟﺒﻴﻚ ، ﺩﺍﻋﻲ ﺍﷲ ، ﻟﺒﻴﻚ ! ﻓﺒﺪﺭﱐ ﻣﻠﻚ ،
ﹶ
ﻳ
ﻓﻘﺎﻝ : ﻗﻞ : ﻟﺒﻴﻚ ﺍﻟﻠﻬﻢ ﻟﺒﻴﻚ ! ﻓﻘﻠﺖ ﻛﻤﺎ ﻗﺎﻝ ﱄ ؛ ﻓﺄﺩﺧﻠﲏ ﺩﺍﺭﺍ ؛ ﻓﺴﻤﻌﺖ
ﹼ
)١( ﻣﻴﺰﺍﻥ ﺍﻻﻋﺘﺪﺍﻝ ٦/٥٥٣ )٤٦٢٨( .
)٢( ﺳﲑ ﺃﻋﻼﻡ ﺍﻟﻨﺒﻼﺀ ٧/٧٩١ .
٧٨٢
- 28. ﺃ.ﺩ. ﻋﻤﺮ ﻳﻮﺳﻒ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﻐﲏ ﲪﺪﺍﻥ
ﻇﺎﻫﺮﺓ ﺍﳌﻨﺎﻣﺎﺕ ﰲ ﻛﺘﺐ ﺍﻟﻘﺮﺍﺀﺍﺕ ﻭﺗﺮﺍﺟﻢ ﺍﻟﻘﺮﺍﺀ
ﻓﻴﻬﺎ ﺿﺠﻴﺞ ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ ، ﻓﻮﻗﻔﺖ ﺃﺭﻋﺪ ، ﻓﺴﻤﻌﺖ ﻗﺎﺋﻼ ﻳﻘﻮﻝ : ﻻ ﺑﺄﺱ ﻋﻠﻴﻚ .
ﹰ
ﺍﺭﻕ ﻭﺍﻗﺮﹾﺃ ! ﻓﺄﺩﺭﺕ ﻭﺟﻬﻲ ، ﻓﺈﺫﺍ ﺃﻧﺎ ﲟﻨﱪ ﻣﻦ ﺩﺭ ﺃﺑﻴﺾ ، ﺩﹼﺘﺎﻩ ﻣﻦ ﻳﺎﻗﻮﺕ
ﻓ
ﹶ
ﺃﺻﻔﺮ ، ﻣﺮﺍﻗﻴﻪ ﺯﺑﺮﺟﺪ)١(ﺃﺧﻀﺮ ؛ ﻓﻘﻴﻞ ﱄ : ﺍﺭﻕ ﻭﺍﻗﺮﹾﺃ ! ﻓﺮﻗﻴﺖ ؛ ﻓﻘﻴﻞ ﱄ :
ﺍﻗﺮﹾﺃ ﺳﻮﺭﺓ ﺍﻷﻧﻌﺎﻡ ! ﻓﻘﺮﺃﺕ ﻭﺃﻧﺎ ﻻ ﺃﺩﺭﻱ ﻋﻠﻰ ﻣﻦ ﺃﻗﺮﺃ ﺣﻰ ﺑﻠﻐﺖ ﺍﻟﺴﲔ ﺁﻳﺔ؛
ﺘ ﹰ
ﺘ
ﻓﻠ ﺎ ﺑﻠﻐﺖ { ، [٦١:٦] z × Ö Õ Ôﻗﺎﻝ ﱄ : ﻳﺎ ﲪﺰﺓ ! ﺃﻟﺴﺖ
ﻤ
ﺍﻟﻘﺎﻫﺮ ﻓﻮﻕ ﻋﺒﺎﺩﻱ ؟ ﻗﺎﻝ : ﻓﻘﻠﺖ : ﺑﻠﻰ . ﻗﺎﻝ : ﺻﺪﻗﺖ . ﺍﻗﺮﹾﺃ ! ﻓﻘﺮﺃﺕ ﺣﻰ
ﺘ
ﹼﻤﻬﺎ . ﰒ ﻗﺎﻝ ﱄ : ﺍﻗﺮﹾﺃ ! ﻓﻘﺮﺃﺕ ﺍﻷﻋﺮﺍﻑ ﺣﻰ ﺑﻠﻐﺖ ﺁﺧﺮﻫﺎ ، ﻓﺄﻭﻣﺄﺕ
ﺘ
ﹼ
ﲤﺘ
ﺑﺎﻟﺴﺠﻮﺩ ؛ ﻓﻘﺎﻝ ﱄ : ﺣﺴﻚ ﻣﺎ ﻣﻀﻰ . ﻻ ﺗﺴﺠﺪ ! ﻳﺎ ﲪﺰﺓ ! ﻣﻦ ﺃﻗﺮﺃﻙ
ﺒ
ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻘﺮﺍﺀﺓ ؟ ﻓﻘﻠﺖ : ﺳﻠﻴﻤﺎﻥ . ﻗﺎﻝ : ﺻﺪﻗﺖ . ﻣﻦ ﺃﻗﺮﺃ ﺳﻠﻴﻤﺎﻥ ؟ ﻗﻠﺖ :
ﳛﲕ . ﻗﺎﻝ : ﺻﺪﻕ ﳛﲕ . ﻋﻠﻰ ﻣﻦ ﻗﺮﺃ ﳛﲕ ؟ ﻓﻘﻠﺖ : ﻋﻠﻰ ﺃﰊ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﺮﲪﻦ
ﺍﻟﺴﻠﻤﻲ ؛ ﻓﻘﺎﻝ : ﺻﺪﻕ ﺃﺑﻮ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﺮﲪﻦ ﺍﻟﺴﻠﻤﻲ . ﻣﻦ ﺃﻗﺮﺃ ﺃﺑﺎ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﺮﲪﻦ
]٠٢٣[ ﺍﻟﺴﻠﻤﻲ ؟ ﻓﻘﻠﺖ : ﺍﺑﻦ ﻋﻢ ﻧﺒﻚ ﻋﻠﻲ ﺑﻦ ﺃﰊ ﻃﺎﻟﺐ . ﻗﺎﻝ : ﺻﺪﻕ
ﻴ
. ﻗﺎﻝ : ﻭﻣﻦ ﺃﻗﺮﺃ ﻧﺒﻲ ؟ ﻗﺎﻝ:
ﻴ
ﻋﻠﻲ . ﻣﻦ ﺃﻗﺮﺃ ﻋﻠﺎ ؟ ﻗﺎﻝ : ﻗﻠﺖ : ﻧﺒﻚ
ﻴ
ﻴ
ﻗﻠﺖ : ﺟﱪﻳﻞ . ﻗﺎﻝ : ﻭﻣﻦ ﺃﻗﺮﺃ ﺟﱪﻳﻞ ؟ ﻗﺎﻝ : ﻓﺴﻜﺖ ؛ ﻓﻘﺎﻝ ﱄ : ﻳﺎ ﲪﺰﺓ:
ﻗﻞ : ﺃﻧﺖ ! ﻗﺎﻝ : ﻓﻘﻠﺖ : ﻣﺎ ﺃﺟﺴﺮ ﺃﻥ ﺃﻗﻮﻝ : ﺃﻧﺖ . ﻗﺎﻝ : ﻗﻞ : ﺃﻧﺖ !
ﹾ
ﻓﻘﻠﺖ : ﺃﻧﺖ . ﻗﺎﻝ : ﺻﺪﻗﺖ . ﻳﺎ ﲪﺰﺓ ! ﻭﺣﻖ ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ ﻷﻛﺮﻣﻦ ﺃﻫﻞ ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ ،
ﹶ
ﺳﻤﺎ ﺇﺫﺍ ﻋﻤﻠﻮﺍ ﺑﺎﻟﻘﺮﺁﻥ . ﻳﺎ ﲪﺰﺓ ! ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ ﻛﻼﻣﻲ . ﻭﻣﺎ ﺃﺣﺒﺒﺖ ﺃﺣﺪﺍ ﻛﺤﻲ
ﺒ
ﻴ
ﻷﻫﻞ ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ . ﺍﺩﻥ ! ﻳﺎ ﲪﺰﺓ ! ﻓﺪﻧﻮﺕ ؛ ﻓﻐﻤﺮ ﻳﺪﻩ ﰲ ﺍﻟﻐﺎﻟﻴﺔ ﰒ ﺿ ﺨﲏ ﺎ
ﹼ ﻤ
ﹸ
ﻭﻗﺎﻝ : ﻟﻴﺲ ﺃﻓﻌﻞ ﺑﻚ ﻭﺣﺪﻙ . ﻗﺪ ﻓﻌﻠﺖ ﺫﻟﻚ ﺑﻨﻈﺮﺍﺋﻚ ﻣﻦ ﻓﻮﻗﻚ ﻭﻣﻦ
ﹸ
)١( ﰲ ﺍﳌﻄﺒﻮﻉ "ﻣﺮﺍﻗﺘﻪ ﺯﺑﺮﺟﺮﺩ" ﻣﺼﺤﻔﹶﲔ .
٨٨٢
- 29. ﳎﻠﺔ ﻣﻌﻬﺪ ﺍﻹﻣﺎﻡ ﺍﻟﺸﺎﻃﱯ
ﺍﻟﻌﺪﺩ ﺍﻟﺮﺍﺑﻊ
)ﺫﻭ ﺍﳊﺠﺔ ٨٢٤١ﻫ(
ﺩﻭﻧﻚ ﻭﻣﻦ ﺃﻗﺮﺃ ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ ﻛﻤﺎ ﺃﻗﺮﺃﻪ ، ﱂ ﻳﺮﺩ ﺑﻪ ﻏﲑﻱ . ﻭﻣﺎ ﺧﺄﺕ ﻟﻚ ، ﻳﺎ
ﺒ
ِ
ﺗ
ﲪﺰﺓ ، ﻋﻨﺪﻱ ﺃﻛﺜﺮ ؛ ﻓﺄﻋﻠﻢ ﺃﺻﺤﺎﺑﻚ ﲟﻜﺎﱐ ﻣﻦ ﺣﻲ ﻷﻫﻞ ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ ﻭﻓﻌﻠﻲ
ِ
ﺒ
ﹶ ِ
ﻢ! ﻓﻬﻢ ﺍﳌﺼﻄﻔﻮﻥ ﺍﻷﺧﻴﺎﺭ . ﻳﺎ ﲪﺰﺓ ! ﻭﻋ ﰐ ﻭﺟﻼﱄ ﻻ ﺃﻋ ﹼﺏ ﻟﺴﺎﻧﺎ ﺗﻼ
ﺬ
ﺰ
ﹶ
ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ ﺑﺎﻟﻨﺎﺭ ﻭﻻ ﻗﻠﺒﺎ ﻭﻋﺎﻩ ﻭﻻ ﺃﺫﻧﺎ ﲰﻌﻪ ﻭﻻ ﻋﻴﻨﺎ ﻧﻈﺮﺗﻪ ؛ ﻓﻘﻠﺖ : ﺳﺒﺤﺎﻧﻚ!
ﹶ
ﺘ
ﹶ
ﺳﺒﺤﺎﻧﻚ ! ﺃﻱ ﺭﺏ ! ﻓﻘﺎﻝ : ﻳﺎ ﲪﺰﺓ ! ﺃﻳﻦ ﻧ ﹼﺎﺭ ﺍﳌﺼﺎﺣﻒ ؟ ﻓﻘﻠﺖ : ﻳﺎ
ﻈ
ﺭﺏ! ﺣ ﹼﺎﻇﻬﻢ . ﻗﺎﻝ : ﻻ ، ﻭﻟﻜﻲ ﺃﺣﻔﻈﻪ ﳍﻢ ﺣﻰ ﻳﻮﻡ ﺍﻟﻘﻴﺎﻣﺔ ؛ ﻓﺈﺫﺍ ﺃﺗﻮﱐ ،
ﺘ
ﻨ
ﻔ
ﺭﻓﻌﺖ ﳍﻢ ﺑﻜﻞ ﺁﻳﺔ ﺩﺭﺟﺔ . ﺃﻓﺘﹸﻮﻣﲏ ﺃﻥ ﺃﺑﻜﻲ ﻭﺃﲤ ﻍ ﰲ ﺍﻟﺘﺮﺍﺏ؟«)١(، ﻫﻜﺬﺍ
ﺮ
ﹶﻠ
ﹼ
ﺭﻭﺍﻩ ﺍﳌﺰﻱ )٢٤٧( ﺑﺈﺳﻨﺎﺩﻩ ﰲ ﺗﺮﲨﺔ ﲪﺰﺓ .
ﺍﻟﺘﺤﻠﻴﻞ : ﰲ ﻫﺬﺍ ﺍﳌﻨﺎﻡ ﺗﻌﻈﻴﻢ ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ ﻭﺍﳊﺚ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻌﻤﻞ ﺑﻪ ﻭﺍﻟﺘﺮﻏﻴﺐ
ﹼ
ﻓﻴﻪ ﻣﻊ ﺗﺸﺮﻳﻒ ﺃﻫﻠﻪ ﻭﻗ ﺍﺋﻪ ؛ ﻓﻬﻮ ﰲ ﻓﻀﺎﺋﻞ ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ ﻭﺃﻫﻠﻪ ﻭﻗ ﺍﺋﻪ ، ﺧﺎ ﺔ
ﺻ
ﺮ
ﺮ
ﲪﺰﺓ ﺍﻟﺰﺎﺕ . ﻛﺬﻟﻚ ﺗﻜﺮﱘ ﺗﺎﱄ ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ ﻭﻭﺍﻋﻴﻪ ﻭﺳﺎﻣﻌﻪ ﻭﻧﺎﻇﺮﻩ ، ﺃﻱ ﺍﻟﺬﻱ
ﻳ
ﻳﺪﱘ ﺍﻟﻨﻈﺮ ﰲ ﺍﳌﺼﺤﻒ ﻭﻗﺖ ﺍﻟﻘﺮﺍﺀﺓ . ﺃ ﺎ ﺑﺎﻟﻨﺴﺒﺔ ﳊﻤﺰﺓ ﺍﻟﺰﺎﺕ ، ﻓﻔﻴﻪ ﺇﺿﻔﺎﺀ
ﻳ
ﻣ
ﺷﺮﻋﺔ ﻋﻠﻰ ﺻ ﺔ ﻗﺮﺍﺀﺗﻪ ﺑﺎﺟﺘﻴﺎﺯﻩ ﺍﻻﺧﺘﺒﺎﺭ ﺍﻹﳍﻲ ﰲ ﻗﺮﺍﺀﺓ ﺳﻮﺭﺓ ﺍﻷﻧﻌﺎﻡ
ﺤ
ﻴ
ﻭﺍﻷﻋﺮﺍﻑ ﺍﻟﻠﺘﲔ ﱂ ﳜﻄﺊ ﲝﺮﻑ ﻓﻴﻬﻤﺎ ﻣﻦ ﺟﻬﺔ ﻭﻋﻠﻰ ﺻ ﺔ ﺇﺳﻨﺎﺩ ﻗﺮﺍﺀﺗﻪ
ﺤ
ﺍﳌﻮﺻﻮﻝ ﺑﻪ ﺇﱃ ﺭﺏ ﺍﻟﻌ ﺓ ﻣﻦ ﺟﻬﺔ ﺃﺧﺮﻯ .
ﺰ
ﻛﺬﻟﻚ ﻧﻘﻞ ﺍﺑﻦ ﻭﻫﺒﺎﻥ )٨٦٧( ﻫﺬﺍ ﺍﳌﻨﺎﻡ ﺑﻄﻮﻟﻪ ﰲ ﺃﺣﺎﺳﻦ ﺍﻷﺧﺒﺎﺭ
٤١٣-٥١٣ . ﻫﻮ ﻭﺍﳌﺰﻱ ﺩﻭﻥ ﺃﺩﱏ ﺗﻌﻠﻴﻖ ﺃﻭ ﺗﻌﻘﻴﺐ ﻋﻠﻴﻪ . ﺃ ﺎ ﺍﻟﺬﻫﱯ )٨٤٧(،
ﻣ
ﻓﻤﺎ ﻛﺎﻥ ﻟﻴﻔﻮﺗﻪ ﻣﻨﺎﻡ ﺬﺍ ﺍﻹﺳﻬﺎﺏ ﻭﺍﻟﻄﻮﻝ ﺩﻭﻥ ﻧﻘﺪ ﺟﺪﻳﺮ ، ﻓﺄﻭﺭﺩ ﺇﺳﻨﺎﺩﻩ
ﺩﻭﻥ ﺍﳌﱳ )ﻟﻄﻮﻟﻪ( ﻭﺣﻜﻢ ﻋﻠﻴﻪ ﺃﻳﻀﺎ ﺑﻌﺪﻡ ﺍﻟﺜﺒﻮﺕ . ﻫﺎ ﻫﻮ ﻛﻼﻣﻪ : »ﻗﺎﻝ ﺍﺑﻦ
)١( ﺬﻳﺐ ﺍﻟﻜﻤﺎﻝ ٧/٨١٣-٠٢٣ .
٩٨٢
