‫نال�شعر المغربي‬
‫�إعداد وتقديم: �إدري�س علو�ش‬

‫ما ي�شبه التقديم حيث ال تبرير...‬
‫لي�س �سهالً في �شيء كتابة مقدمة لعمل �أنطولوجي �أيا ً كان، وفي اعتقادي �أن كتابة هذه المقدمة كان �أ�صعب من‬
‫ِ‬
‫اختيار الن�صو�ص الم�ساهمة في هذه الأنطولوجيا، وفي اعتقادي �أي�ضا �أني رغم هذا الجهد المثابر لم �أوف ال�شعر‬
‫المغربي حقه، فهو �أرخبيالت متعددة ومتنوعة من المتون الن�صية. وعلى الرغم من كل التراكمات والتجارب‬
‫والعقود والأجيال، فال�شعر المغربي ال يزال قارة مجهولة، هكذا �أعتقد...‬
‫ال�شعر المغربي مكتوب ب�أكثر من لغة، وهذا معطى مو�ضوعي ولي�س مجاالً للإدعاء، فهو مكتوب بالأمازيغية،‬
‫والعربية، والدارجة، والإ�سبانية، والفرن�سية وربما مكتوب بلغات �أخرى... لكننا في هذا العمل ارت�أينا االنت�صار‬
‫�إلى الن�ص ال�شعري العربي المكتوب بالف�صحى معنى ومبنى. لكن من داخل هذه العربية الف�صحى هناك تجارب‬
‫متعددة ومختلفة ومتنوعة من حيث الر�ؤى والمتخيل والمعايير والتجارب والأ�شكال. �سي�ستطيع قارئ هذه‬
‫الأنطولوجيا �إدراك هذه الخ�صو�صية، وهي لي�ست خ�صو�صية مغربية �صرفة، �إنها تالزم ال�شعر العربي في كل‬
‫مكان و�أنى وجد، حتى ال ندعي االحتكار. فالتجارب عادة �أقوى من الأهداف المحددة �سالفا ً.‬
‫وقد حاولنا في حدود ما �سمحت به عملية تجميع هذه الن�صو�ص �أن نراعي الح�ضور المكثف والوازن لهذا التعدد‬
‫واالختالف والتنوع، وهي مكونات �أغنت الم�شهد ال�شعري المغربي، ومكنته من التميز والفرادة.‬
‫فالق�صيدة المغربية ق�صيدة �إ�شكالية تف�سح المجال والأفق معا ً لتعدد الأ�سئلة حول راهنها، ما�ضيها �أي�ضا‬
‫و�أفق انتظارها. ق�صيدة منفلتة ومغايرة تجد لها جذورا في الأفق الوجودي الذي يعي�ش قلقه الإن�سان المعا�صر،‬
‫وتجدها �أحيانا ً موغلة في التجريد والال معنى، وفي �أحيان �أخرى غارقة في الرومان�سية، بما فيها الرومان�سية‬
‫الثورية.‬
‫�صحيح �أن الق�صيدة تتفاوت من �شاعر لآخر، ح�سب ر�ؤية هذا الأخير للكون والعالم والتفا�صيل، لكنها تظل دوما ً‬
‫تنت�سب لنف�س التربة و�إن تعددت ذراتها، والتجربة ال�شعرية المغربية الحديثة في ظل ما راكمته من ن�صو�ص كما ً‬
‫ْ‬
‫وكيفا ً ت�ستحق الكثير من االنتباه والمتابعة والمواكبة، و�أهم ما في هذه التجارب هو ما تخلقه كخال�صة روحية:‬
‫وهي �أن ال�شعر المغربي الآن حداثي في �أ�سا�سه و�إن�ساني بامتياز في م�ضامينه ور�ؤاه.‬
‫ال �أريد �أن �أجد لي تبريراً ما، �أبرر به وعبره ما اعتراني من �أخطاء و�أنا ب�صدد هذا العمل، وان كان الجوهر �أن من‬
‫�سيقف من بعدي على هذه الأخطاء �سيكون �أمام انطولوجيا جديدة، �ستنتابه بال�ضرورة �أخطاء �أخرى لتبقى دوما ً‬
‫م�شروعا ً مفتوحا ً على الفعل والعمل والجهد والمثابرة. م�شروعا ً مفتوحا ً على الم�ستقبل ولي�س على الذي م�ضى‬
‫وولى وانتهى.‬
‫لي�س هناك عمل كامل، دائما ً ت�ؤخذ الأمور بن�سبيتها على م�ستوى النتائج. لذا من باب تح�صيل الحا�صل �أن ال‬
‫�أدعي لعملي هذا الكمال.. لكنني �أعتقد جازما ً �أنه �سيظل دوما ً عمالً قابال لبلورة محتوياته، وهذا هو الأهم والأهم‬
‫�أقوى جدارة من المهم.‬
‫ثمة من �ساعدني في هذا العمل، ومد لي يد المحبة العالية، ويد العون والم�ساعدة والن�صح والت�شجيع، �أذكر‬
‫و�أ�ستح�ضر تحديدا ً: الناقد وال�شاعر عبد ال�سالم الم�ساوي، وال�شاعر والمترجم المهدي �أخريف، لذا �أعتبر �أقل ما‬
‫يمكن من الواجب هو �أن �أ�شكرهما وبكل حب على م�ساعدتي لإنجاز هذه الأنطولوجيا / المختارات.‬
‫ويبقى دوما على حد قول «هولدرلين»: ما تبقى ي�ؤ�س�سه ال�شعراء.‬

‫‬

‫�إدري�س علو�ش‬

‫)�أ�صيلة: 21 �أكتوبر7002(‬

‫عادل �سيوي‬

‫ٍ‬
‫ٌ‬
‫تواكب هذا العدد �أعمالٌ مختارة لنُخبة من الفنانين الت�شكيليين العرب‬
‫ُ‬
‫َ‬
‫ُ‬
‫ٌ‬
‫منتقاة من مجموعات ال�سيد �صالح بركات – كاليري �أجيال – بيروت.‬
‫وهم:‬
‫محمد القا�سمي، �سامية حلبي، �سعدي الكعبي، �سمير ال�صايغ، �سمير‬
‫خداج، �ضياء العزاوي، عبداهلل بن عنتر، ناظم الجعفري، محمود جالل، محمد‬
‫عبلة، �آرام، منيرة القا�ضي، ميلود بو كر�ش، فاتح المدر�س، �شعيبية تالّل،‬
‫عارف الري�س، عبدالقادر الر�سام، ف�ؤاد الفتيح، عادل ال�سيوي، خالد‬

‫الجادر، فائق ح�سن، جورج مرعب و يحي التركي.‬
‫�سنعتمد العملَ بهذا التقليد في المختارات الت�شكيلية لمواكبة ن�شر كل‬
‫َ ُ‬
‫ّ‬
‫الأجزاء التي ي�ضمها «ديوان ال�شعر العربي في الربع الأخير من القرن‬
‫الع�شرين».‬
‫�إنطالقا ً من العالقة الم�شتبكة �أفقيا ً وعموديا ً بين الن�ص والت�شكيل الفني‬
‫في الم�ساحة المت�سعة �أكثر و�أكثر للتجريد في ال�شعر والر�سم الحديث‬
‫و�سعيا ً وراء تعبير �أعمق و�أغنى لعالقة اللغة العربية بالر�سم عبر فن الخط‬

‫3‬

‫والحرف التي �شاعت في الأداء الحديث للفنانين العرب ف�إن «كتاب في‬
‫جريدة» يحاول من خالل �إ�شراك �أكبر عدد من الفنانين الت�شكيليين �إلى‬
‫جانب ال�شعراء تكثيف االداء ال�شعري منظوراً ومقروءا ً بكل �أدواته ورموزه‬
‫ِّ َ‬
‫و�إيحاءاته.‬
‫�شوقي عبدالأمير‬

‫‬

‫عدد 211‬

‫5 كانون الأول 7002‬
‫اقر�أوا «كتاب في جريدة» الأربعاء الأول من كل �شهر على‬
‫‪www.kitabfijarida.com‬‬

‫برعاية كل من م�ؤ�س�سة ‪ MBI Al Jaber Foundation‬ومنظمة اليون�سكو ‪ Unesco‬وبم�شاركة كبريات ال�صحف‬
‫اليومية العربية ونخبةٍ رائدةٍ من الأدباء والمفكرين، يتوا�صل �أكبر م�شروع ثقافي م�شترك «كتاب في جريدة»‬
‫من �أجل ن�شر المعرفة وتعميم القراءة و�إعادة و�شائج الإت�صال بين عموم النا�س ونخبة الفكر والإبداع في‬
‫المجتمع العربي ليقدم هديته كل �شهر ب�أكثر من مليوني ن�سخةٍ لكتاب من روائع الأدب والفكر قديمه‬
‫ّ‬
‫ٍ‬
‫ّ‬
‫ّ‬
‫وحديثه.‬

‫�سعادة ال�سيد كوي�شيرو مات�سورا ‪ Koïchiro Matsuura‬مدير عام اليون�سكو ومعالي ال�شيخ‬
‫محمد بن عي�سى الجابر ‪MBI Al Jaber‬‬

‫ال�صفحة الرئي�سية للموقع االلكترونيل«كتاب في جريدة» .‬

‫2‬
‫المهدي �أخريف‬

‫�شاعر له العديد من الكتب في ال�شعر والنثر والترجمة منها «ب��اب البحر»‬

‫)3891(,‬

‫«�سماء‬

‫خفي�ضة» )9891(, «ترانيم لت�سلية البحر» )2991(، «�شم�س �أولى» )5991(,«قبر هيلين» )8991(‬

‫«�ضو�ضاء نب�ش في حوا�شي الفجر» )8991(، و«في الثلث الخالي من البيا�ض» )2002(.. ومن‬

‫ترجماته «مختارات من �شعر فرناندو بي�سوا»، «اللهب ال��م��زدوج»، لأوكتافيو ب��اث، و«راع��ي‬
‫القطيع» لألبيرتو كاييرو.‬

‫من �صفحة لأُخرى‬
‫ِْ َ ْ ٍَ ْ َ‬

‫�أ ْنت‬
‫َ‬
‫ال ُتريد‬
‫ُ‬
‫�أن تك ُتب‬
‫ْ ْ َ‬
‫ما كَ َت ْبت؟!‬
‫ُ‬
‫َ‬
‫ح�سناً!‬
‫َ َ‬

‫ِ‬
‫�إن‬
‫َ َ ََ‬
‫ا َّتك�أت على يدي‬
‫�سقَط الر ِنين‬
‫َ َ َّ ُ‬
‫من ج ُيوب خاوية‬
‫ِ ْ ُ ٍ َ ْ‬
‫ْ ِ ْ ُ ُ َ ِّ َ ِ َّ ْ ِ‬
‫ فلتلتقطه بمكبرات ال�صمت -‬‫َ‬
‫�إن ا َّتك�أت على ال َّنا ِفذة‬
‫ِ َ َ َ‬
‫قطفت غُ ُيوما‬
‫ً‬
‫ْ َ‬
‫ِ َ َ ُ َ َّ‬
‫هي ذَا ُتها المعل َبة في‬
‫القوا ِفي‬
‫َ‬
‫َ ََ ُ‬
‫ما العمل ؟‬
‫الحرب طويلة‬
‫َ ْ ُ َ ٌَ‬
‫ِ َ ِ َ ِ‬
‫ولأن تكون ِفي عداد المفقُودين‬
‫ْ ُ َ‬
‫�أهون‬
‫ْ َ ُ‬
‫من �أن تبقَى الأ�سير الأبدِ‬
‫ِ‬
‫َ َ ي‬
‫َّ‬
‫ِ ْ ْ ْ‬
‫ِلك ِلما ِتي.‬
‫َ َ‬
‫ِللحقيقة‬
‫ْ َ ِ ْ‬
‫�أريد و�صفة جديدة‬
‫ُ َ ْ ً َ ِ َْ‬
‫ِلمحوِ ما كَ تبت‬
‫َ ْ َ ْ ُ‬
‫مر َت ْين‬
‫َ َّ‬
‫و�أكْ ُتب‬
‫َ ُ‬
‫َ ِّ ُ ِ َ َ ِ ْ َ ْ َ ٍ‬
‫�أبدل المزاج من �صفحة‬
‫لأخرى‬
‫ْ َ‬
‫�أبدل ال َّنظرة‬
‫َ ِّ ُ ْ َ َ‬
‫َّ ْ ِ‬
‫�أبدل ال َّنظرة �إ َلى ال�سقف‬
‫َ ِّ ُ ْ َ َ‬
‫َ ْ ِ‬
‫�أبدل ال َّنظرة �إلى الخلف‬
‫َ ِّ ُ ْ َ َ‬
‫ما وراء ال َّنظرة‬
‫َ ََ َ ْ َ‬
‫�أ ْند�س‬
‫َ ُّ‬
‫ُ ِ‬
‫ِفي �شقُوق َن ْيزك رماد‬
‫َ ََ ْ‬

‫م ْنها‬
‫ِ َ‬
‫�أن ال�سقف ت�شقق‬
‫َّ َّ َ َ َ‬
‫مرات، من عقم دوا ِتي،‬
‫َ َّ ٍ ِ ْ ُ ْ ِ َ َ‬
‫ح َّتى ِفي ال َّنوم...‬
‫ِْ‬
‫َ‬

‫و�أكْ ُتب‬
‫ُ‬
‫�أحتك بيدِ‬
‫ْ ُّ َ ي البعيدة ..‬
‫َ َْ‬
‫معا نغو�ص ِفي ال�سراب ..‬
‫َّ َ ْ‬
‫َ ً ُ ُ‬
‫وها �أ َنا �أمرن الل�سان‬
‫َ َ‬
‫َ ِّ ُ ِّ َ‬
‫على ز َبدٍ‬
‫ََ َ‬
‫تخثر ِفي خ َيا ِلي‬
‫َ‬
‫َ‬

‫وم ْنها‬
‫َِ َ‬
‫َّ َ َ‬
‫�أن الحا ِئط‬
‫�أ�ضحى ِف ْنجانا َيقر�أ‬
‫ْ َ‬
‫َ ً َْ‬
‫ملهاتِ‬
‫َ ْ َ ي بالجهرِ‬
‫َ ْ‬

‫ُ َ ُ ْ ِ ٍْ‬
‫�سهاد ِن�صف قرن‬
‫�شاب ِفي الق َنا ِني‬
‫َ‬
‫َ َ‬

‫وم ْنها...‬
‫َِ َ‬

‫�شاب ِفي القنا ِني‬
‫َ َ‬
‫َّ َ ِ‬
‫و َلم َي�شف ِفي الدواة‬
‫َ ْ ِ َّ‬
‫َيا �إلهِ ي!‬

‫ِفي و�سع حرو ِفي‬
‫ُ ْ ِ ُ ُ‬
‫�أن تلعب دور ال�شاهدِ‬
‫ِ‬
‫�ضد ْي َنا‬
‫ِ َّ‬
‫ْ َْ َ َ ْ َ‬
‫ �أي �ضد ال َّن�ص و�ضدي -‬‫ْ ِ َّ ِّ َ ِ ِّ‬
‫من غَ ْيرِ ِق َناع‬
‫ٍ‬
‫ِ ْ‬
‫ْ ْ ُ‬
‫ِفي و�سع حرو ِفي �أن ت�شكو ِني‬
‫ُ ْ ِ ُ ُ‬
‫ِ‬
‫ِلـ«ع َيارِ ال�شعرِ » – �إذا مت –‬
‫ُ ُّ‬
‫ِّ ْ‬
‫و َل ْيت بو�سعي �أن �أتبحر ِفي المطلق‬
‫ُ َْْ‬
‫َ َ ُ ْ ِ ْ َ َّ َ‬
‫َِ ٍ ْ َ ُ َ ِ‬
‫بومي�ض َيقطع �أ ْنفا�سي.‬

‫بين بَيَا�ض ْينِ‬
‫َ َ‬

‫ِفي و�سع رفُو ِفي‬
‫ُ ْ ِ ُ‬
‫ْ َ َ َ َ َّ َّ ْ َ‬
‫�أن ت ْنهار علي اللحظة‬
‫َ‬
‫ال �شيء �س َيحدث.‬
‫َ َْ َ ْ ُ ُ‬
‫ماذا َبعد ؟‬
‫ُْ‬
‫َ‬
‫�أثمة �شيء َيحدث بالفعل‬
‫َّ َ َ ْ ٌ ْ ُ ُ ِ ْ ِ‬
‫ه َنا‬
‫ُ‬
‫ح ْيث َيد َتمحو �أ ْنف ِ‬
‫َ ُ ٌ ْ ُ َ ا�سي‬
‫ِفي َب ْيت البحر‬
‫ِ َ ْ‬

‫لكن َبيا�ضات �أعلى من‬
‫َّ‬
‫ٍ َْ ِ ْ‬
‫ِّ َ ْ ِ ُ َ ِ‬
‫كَ ِلما ِتي في ال َّن�ص ُتجرجر �أ ْنفا�سي‬
‫َ‬
‫ِفي الجهة الأخرى‬
‫ِ َِ ْ َ‬
‫ِ ْ َِ‬
‫من هذي ال�صفحة – �إق ِل ْبها –‬
‫َّ ْ َ ِ ْ َ‬
‫تظهر واوات ال ت�ش ِبه واوا ِتي‬
‫ْ َُ َ َ ٌ‬
‫ْ ُ َ َ‬
‫تظهر‬
‫ْ َُ‬
‫�أظفار‬
‫ْ َ ٌ‬
‫ت�صلح‬
‫ْ ُُ‬
‫ْ ِ‬
‫َّ ْ ِ َ َ‬
‫للر�سم على القُ�ض َبان‬
‫وتمرق � َّأيام م ْنثوره‬
‫َ ْ ُ ٌ َ َْ‬
‫من َتحت الحذْ ف الفاغِ‬
‫ِ ْ ْ ِ َ ِ َ رِ فَاه‬
‫ُ‬
‫ُ ِّ ِ ٍ‬
‫ِبكل �س َياق‬
‫َ ِ ْ ْ َ ِ ِ‬
‫ِ ِ‬
‫و�أ َنا من َل�سعات الح ْبرِ ال َّنا�شف‬
‫َ ِْ‬
‫ِفي حلقي‬
‫َتطلع �أ َّنات و ِنداءات َتطلع‬
‫َُْ ٌ َ َ َ ٌ َُْ‬
‫من قَعرِ ر�ؤَاي‬
‫ِ ْ ْ ُ َ‬

‫َ َ ُ ِ‬
‫وح ْيث َيدي المثلى‬
‫ُ‬
‫ِفي َلوح و�أ َنا ِفي َلوح‬
‫ْ ٍ‬
‫ْ ٍ َ‬
‫ِ‬
‫�أبحث عن َن�صي الغا ِئب‬
‫ْ َ ُ َ ْ ِّ‬
‫ال فَرق �إذن َب ْين َب َيا�ض ْين‬
‫ْ َ ْ َ َ‬
‫ُ َ ِ‬
‫هما غَ دي المح ُتوم‬
‫َ ْ ُ‬
‫َ ُ‬
‫�أ َنا قدو ِتي الحا ِئط‬
‫ْ َ‬
‫َ َ ُ‬
‫والحا ِئط بالذات‬
‫ُ ْ ِ ُ ُ‬
‫وليت بو�سع �سطورِ ي‬
‫�أن َتك ُتم ما ال َيحدث‬
‫ْ ُ ُ‬
‫ْ ْ َ َ‬
‫ِفي الوا ِقع ثمة �أ�ش َياء‬
‫َ ِ َّ ْ ٌ‬
‫َتحدث بالفعل ولكن‬
‫ْ ُ ُ ِِْ ِ ْ‬
‫َل ْي�س تماماً...‬
‫َ َ‬

‫�س َت ْت َبع ِني ح َّتى ِق َيام الداب ِة‬
‫َ ُ َ‬
‫ِ َّ َّ‬
‫ْ ُّ َ َ َ َ َ ِ ْ َ َ ِ‬
‫َتل َتف علي «براوِ ل» من �ص ْنعة‬
‫َّ‬
‫قُدام الماي ِة‬
‫َّ ِ َ َ‬
‫َيلتف علي َنعيب البوم‬
‫ْ ُّ َ َ َّ ِ ُ ُ ِ‬

‫َ ْ َْ ُ ْ َ ُ َ‬
‫ِلمن َتقرع �أجرا�سك‬
‫َ ِ‬
‫ُ ِ ْ ُ َِ‬
‫َيا هو ْلدرلين ِبهذي الحا َنة؟!‬
‫ِفي و�سعي �أن �أع ِلن‬
‫ُ ِْ ْ ْ َ‬
‫كُ را�سي هذا قفطانا لل َّنثرِ الم ْنظوم‬
‫َّ ِ َ ْ َ ً‬
‫َ ُ ِ‬
‫ْ ُ‬
‫ف�أ َنا ال �أم ِلك‬
‫�إاله‬
‫ُ‬
‫ُ‬
‫هذا الب ْيت وهذا الكرا�س‬
‫َ َ َ َ‬
‫َ‬
‫َّ َ‬
‫وما من �شي ٍء َيحدث‬
‫ََ ِ ْ َ ْ ْ ُ ُ‬
‫ِفي غُ رفَة �أحالم حدا ِثي فَات زما ُنه.‬
‫ْ ِ ْ ِ َ َ ٍّ َ َ َ ْ‬
‫ُ ُ ِ‬
‫م ْنذ �س ِنين و�أ َنا ِبالع َت َبة‬
‫َ‬
‫َ‬
‫َ َ ٌ َ ِ‬
‫هلْ �أحد بالباب؟ ِل َيدخلْ‬
‫ْ ُ‬
‫ْ َ ْ ٌ َ ِ‬
‫َلو حرف بالبال كَ ذ ِلك، د ْند َنة،‬
‫َ َ َ ٌ‬
‫دقة م�سمارٍ في َنع�ش فلتدخلْ‬
‫ْ ٍ‬
‫َ َّ ُ‬
‫ْ ُ‬
‫َ ْ َّ ْ َ ِ‬
‫مرحى ِفي ظهر ال�صفحة.. ال فرق‬
‫َْ َ‬
‫رجاء‬
‫َ َ ً‬
‫ح َّتى الأ ْلفاظ ال�شاقة مرحى..‬
‫َ ُ َّ َّ ُ‬
‫َْ َ‬
‫ْ ٌ َ َ‬
‫فَردة ت ْنوين..�أ�سالك �شا ِئكة ح َّتى‬
‫َْ‬
‫ٌ َ‬
‫ِ‬
‫من معطف كاواباطا �أو من م�صح ِ‬
‫ِ ْ ِْ َ ِ‬
‫ْ ُ ْ َف‬
‫َ ٍ‬
‫�إ ْن�شاد المو َتى، �ص ْيحات ِفي واد‬
‫َ َ ٌ‬
‫َ ِ َ ْ‬
‫فلتدخلْ . ال فَرق فقط فلتدخلْ‬
‫ْ َ ْ ْ‬
‫ْ ْ‬
‫ولتترك َباب ال�صفحة مف ُتوحا‬
‫َ ُ ْ َ َّ ْ َ ِ َ ْ ً‬
‫ِل ِندا ِء الغرقَى‬
‫َ َْ‬
‫من �أمثا ِلي‬
‫ِ ْ ْ‬
‫ْ ُّ ُ َ ِ‬
‫ِفي َبحرِ الظلمات‬
‫�أ َنا بالع َت َبة‬
‫َ ْ‬
‫َّ ْ ُ َ َ َ ِ‬
‫َبددت الخطوات‬
‫ُّ ُ ِ‬
‫ورا ِئي الطرقات الأر َبع‬
‫ْ ِ‬
‫ََ‬
‫و�أمامِ‬
‫َ ي‬
‫ِب�ضع نقاط ا�ستِ‬
‫ْ ُ ِ ْ فهام‬
‫َ ٍ‬
‫تج َنح ِللحذْ ف وحو ِلي ال ُّنون‬
‫ُ‬
‫ْ ُ ْ َ ِ َ َ ْ‬
‫ال ُّنون ال ُّنون وال �سطح‬
‫َ ْ ٌ‬
‫فدعو ِني من َبعد‬
‫ِ ْ ُْ‬
‫َ ُ‬
‫َ‬
‫طريحا‬
‫ً‬
‫ِفي بئر ذوا ِتي‬
‫ْ َ‬

‫ْ ُ ْ َ‬
‫�أنظر �إي�ضاحَ اتِي فِي ن�ص خا�ص لم ين�شر بَعْ د ولم يُكتب،‬
‫ُ ََْ َ ْ‬
‫َ ٍّ َ ٍّ ْ ُ ْ َ ْ‬
‫ِ َِ ََ َ ِ َِ‬
‫ْ ُ‬
‫عُ نوَانهُ: دَع الكتابة، �ضع القناعَ !‬

‫5‬

‫عدد 211‬

‫5 كانون الأول 7002‬
‫ت�صميم و �إخراج‬

‫الراعي‬

‫محمد بن عي�سى الجابر‬

‫‪Mind the gap, Beirut‬‬

‫‪MBI AL JABER FOUNDATION‬‬

‫الإ�ست�شارات الفنية‬

‫الم�ؤ�س�س‬

‫�شوقي عبد الأمير‬

‫�صالح بركات‬
‫غاليري �أجيال، بيروت.‬

‫المدير التنفيذي‬

‫المطبعة‬

‫ندى دالّل دوغان‬

‫پول نا�سيميان‬

‫�سكرتاريا وطباعة‬

‫الإ�ست�شارات القانونية‬

‫المحرر الأدبي‬
‫ّ‬

‫المتابعة والتن�سيق‬

‫هناء عيد‬

‫محمد مظلوم‬

‫«القوتلي وم�شاركوه ـ محامون»‬
‫محمد ق�شمر‬

‫عبد اهلل بن عنتر‬

‫المقر‬
‫َ َّ‬

‫بيروت، لبنان‬
‫ي�صدر بالتعاون‬
‫مع وزارة الثقافة‬

‫الهيئة اال�ست�شارية‬

‫�أدوني�س‬
‫�أحمد ال�صياد‬
‫ّ‬
‫�أحمد بن عثمان التويجري‬
‫�أحمد ولد عبد القادر‬
‫جابر ع�صفور‬
‫جودت فخر الدين‬
‫�سيد يا�سين‬
‫عبد اهلل الغذامي‬
‫عبد اهلل يتيم‬
‫عبد العزيز المقالح‬
‫عبد الغفار ح�سين‬
‫عبد الوهاب بو حديبة‬
‫فريال غزول‬
‫محمد ربيع‬
‫مهدي الحافظ‬
‫نا�صر الظاهري‬
‫نا�صر العثمان‬
‫نهاد ابراهيم با�شا‬
‫ّ‬
‫ه�شام ن�شابة‬
‫يمنى العيد‬

‫ال�صحف ال�شريكة‬

‫الأحداث الخرطوم‬
‫الأيام رام اهلل‬
‫الأيام المنامة‬
‫ت�شرين دم�شق‬
‫الثورة �صنعاء‬
‫الخليج الإمارات‬
‫الد�ستور عمان‬
‫ّ‬
‫الر�أي عمان‬
‫ّ‬
‫الراية الدوحة‬
‫الريا�ض الريا�ض‬
‫ال�شعب الجزائر‬
‫ال�شعب نواك�شوط‬
‫ال�صباح بغداد‬
‫العرب تون�س، طرابل�س الغرب ولندن‬
‫مجلة العربي الكويت‬
‫القاهرة القاهرة‬
‫القد�س العربي لندن‬
‫النهار بيروت‬
‫الوطن م�سقط‬

‫�شعيبية تالّل‬

‫كتاب في جريدة‬
‫عدد رقم 211‬
‫)5 كانون الأول 7002)‬
‫الطابق ال�ساد�س، �سنتر دلفن،‬
‫�شارع �شوران، الرو�شة‬
‫بيروت، لبنان‬
‫تلفون/ فاك�س 538 868 )1-169+(‬
‫تلفون 912 033 )3-169+(‬
‫‪kitabfj@cyberia.net.lb‬‬

‫‪kitabfijarida@hotmail.com‬‬

‫خ�ضع ترتيب �أ�سماء الهيئة الإ�ست�شارية وال�صحف للت�سل�سل‬
‫الألفبائي ح�سب اال�سم الأول‬

‫�صورة الغالف الخارجي: للفنان محمد القا�سمي‬

‫4‬
‫محمد الأ�شعري‬

‫من مواليد مدينة زرهون‬

‫«مكنا�س»1591 �شاعر وكاتب ي�شغل من�صب وزير الثقافة منذ 8991.‬

‫�صدر له في ال�شعر: «�صهيل الخيل الجريحة»، )8791(، «عينان ب�سعة الحلم» )1891(، «يومية‬
‫النار وال�سفر» )3891(، «�سيرة المطر» )8891(، «مائيات» )4991(، «حكايات �صخرية» )0002(،‬

‫«ق�صائد نائية» )6002(. وفي النثر: «يوم �صعب»، ق�ص�ص )0991(، «جنوب الروح»، رواية )6991(.‬

‫ج�سد خارج حقلها‬
‫�إلى محمد القا�سمي‬

‫ِ‬
‫ٌ‬
‫رجل في اللوحة يبدو مترنحا‬
‫ً‬
‫ٍ‬
‫ٍ‬
‫�أو مندفعا نحو �سقوط و�شيك‬
‫ً َ‬
‫�أو متردداً يم�شي،‬
‫ِّ‬
‫و ال يم�شي‬
‫ٍ‬
‫ِ‬
‫ٌ‬
‫فوق ر�أ�سه تماما مربع مو�صول بزاوية‬
‫َ‬
‫ً ُ ٌ‬
‫ِ‬
‫ُ‬
‫تنزل حتى �أ�سفل ج�سد ِه‬
‫ِ‬
‫ِ ِ‬
‫هلْ هي م�شنقة،‬
‫ٌ‬
‫َ‬
‫ٍ‬
‫�أم مجرد �سقف واطئ ؟!‬
‫ٍ‬
‫َّ ُ‬
‫ْ‬
‫ُ ٍ‬
‫ِ‬
‫خلفه في العمق لمعان مر�آة مهملة،‬
‫ُ‬
‫ُْ‬
‫ثم بقعة خ�ضراء بال معنى‬
‫َّ ٌ‬
‫ُ‬
‫�سوى التماعة �ضوئها الأخاذ‬
‫ويميناً، �إلى �أق�صى البيا�ض‬
‫َ‬
‫تنمو زهرة بال لون‬
‫تكاد �أوراقها ت�صير معطفا‬
‫ً‬
‫ُ‬
‫ٍ‬
‫وفي المعطف طيف امر�أة‬
‫ُ‬
‫ِ َّ ٍ‬
‫ال يظهر منها �سوى خطوط قبعة‬
‫ُ‬
‫ٍ‬
‫بال لون هي الأخرى‬
‫ثم ي�ساراً تعود الزهرة نف�سها‬
‫ُ‬
‫ُ ُ‬
‫ٍ َّ ٍ‬
‫ب�أوراق مبتلة‬
‫ونفهم من ذلك �أن المر�أة تبكي‬
‫َ‬
‫َ َّ‬
‫ُ‬
‫َ‬
‫و�أن الرجل المتر َّنح‬
‫َّ‬
‫َ‬
‫ربما‬
‫َّ‬
‫َ‬
‫�سقط‬
‫ٍ‬
‫من �شرفة‬
‫ٍ‬
‫بعيدة‬
‫ِ‬
‫وخارج اللوحة‬
‫َ‬
‫هنا حيث �أجل�س الآن‬
‫َ‬
‫ُ‬
‫ُ‬
‫ُيوجد رجل �آخر‬
‫ُ‬
‫ٌ ُ‬
‫َّ ُ‬
‫يت�أمل اللوحة‬
‫َ‬
‫ِ‬
‫وفي �أق�صى ج�سد ِه‬
‫ُبقعة خ�ضراء‬
‫ٌ‬
‫ُ‬
‫بال معنى‬
‫ِ‬
‫�سوى خفقها المكتوم‬
‫ِ‬

‫قطْ عة �سماء‬
‫ُ َ‬

‫انْف�صـــــال‬
‫َ‬

‫ِ‬
‫َ‬
‫ال يوجد �شيء في العلبة التي �أفتحها‬
‫ُ‬
‫ُ‬
‫ٌ‬
‫َ‬
‫ُ‬
‫�أعرف ذلك‬
‫ولكنني �أخطو ب�أمل فا ِترٍ في الفراغ‬
‫الذي‬
‫تمنحه لي‬
‫ْ‬
‫وعندما �أهم بالتراجع مك�سوراً‬
‫َ‬
‫ُّ‬
‫ِ‬
‫�ألمح وجهي في العلبة‬
‫ُ‬
‫ف�أطبق عليهِ‬
‫ب�إحكام‬
‫ٍ‬
‫ُ‬
‫و�أم�ضي‬
‫ٍ‬
‫بال وجه‬
‫ٍ‬
‫وال علبة‬

‫لم �أعد �أحلم بالبحرِ‬
‫ْ‬
‫ُ‬
‫فيما م�ضى كنت �أحلم �أن تكون لي‬
‫ُ ْ‬
‫ُ‬
‫َ ْ‬
‫قطعة بحرٍ‬
‫ُ‬
‫كما كان دائما لعائلتي قطعة �أر�ض بها‬
‫ً‬
‫ُ ِ‬
‫َ‬
‫كروم‬
‫ٌ‬
‫و�أ�شجار تين وزيتون..‬
‫ُ ٍ‬
‫لم �أكن �أحب الأر�ض..‬
‫َ‬
‫ِ ّ ُّ‬
‫كنت �أحب الأ�شجار، و�أبغ�ض الأر�ض‬
‫ُ‬
‫َ‬
‫ُّ‬
‫َ‬
‫الأر�ض ثقيلة جداً، ثخينة... مليئة...‬
‫ٌ‬
‫ٌ‬
‫ٌ‬
‫ُ‬
‫�صامتة‬
‫ٌ‬
‫ُ‬
‫كنت �أقول لنف�سي‬
‫ُ‬
‫ِ‬
‫�أما �أنا ف�إن �أر�ضي لن تكون �سوى قطعة‬
‫َ‬
‫َّ‬
‫ْ‬
‫ْ‬
‫بحرٍ زرقاء‬
‫َ‬
‫خفيفة، �شفافة، �صافية‬
‫َّ‬
‫ٌ‬
‫�أبني عليها زورقا كبيراً بنوافذ عاليةٍ‬
‫َ‬
‫ً‬
‫و�أن�شر ب�صري على �صفحتها الالمعة‬
‫ُ ُ‬
‫ِّ‬
‫مبتهجا بكون �أ�شجاري كلها تحت‬
‫َ‬
‫الماء‬
‫وقطعاني �أي�ضا‬
‫ً‬
‫وم�سافاتي المت�شابكة‬
‫فيما م�ضى كنت �أحلم بالبحرِ هكذا‬
‫ُ‬
‫ُ‬
‫ثم غيرت �أحالمي‬
‫ُ‬
‫َّ‬
‫لأن �شيئا ما حدث لي‬
‫َّ ً‬
‫َ‬
‫ْ‬
‫�أوحدث للبحر‬
‫َ‬
‫ف�صرت �أحلم بقطعة �سما ٍء زرقاء‬
‫ُ‬
‫ِ َ‬
‫ُ‬

‫يَدك في يَد الريح‬
‫ُ‬
‫ِّ‬

‫�أن تكون عاديا‬
‫ً‬
‫َ‬
‫ْ‬
‫َب�شر َا عاديا‬
‫ً‬
‫ُ‬
‫تعمل، وتنام‬
‫ُ‬
‫ِ‬
‫ُ‬
‫وت�أخذ �أوالدك من المدر�سة‬
‫َ‬
‫َ‬
‫وتدخن‬
‫ُ‬
‫َ‬
‫َ‬
‫وتدفع �أق�ساط بيتك الجديد‬
‫َ‬
‫ُ‬
‫ٌ‬
‫باطل وقب�ض ريح‬
‫ُ ٍ‬

‫�أن تكون هام�شيا‬
‫ً‬
‫ْ‬
‫َ َ‬
‫و�ض ْيعا‬
‫َ ِ ً‬
‫و�أرخ�ص من فل�س‬
‫ٍ‬
‫َ‬
‫�أن تكون مرتع�شاً، مطف�أً متقل�صا‬
‫ً‬
‫َ‬
‫ْ‬
‫ُ‬
‫�أو تكون بهيا متدفقا �شر�سا والمعا‬
‫ً‬
‫ً‬
‫ً‬
‫َ ً‬
‫ٌ‬
‫باطل وقب�ض ريح‬
‫ُ ٍ‬
‫�أن تكون �شاعراً‬
‫َ‬
‫ْ‬
‫�أو حتى ناقداً‬
‫�أو �سكيراً �أو �شاذاً‬
‫�أو مغروراً بنف�سك‬
‫�سعيدا ب�أنك �أنت ول�ست �أحداً غيرك‬
‫َ‬
‫َ َ‬
‫َ‬
‫باطل وقب�ض رِ ْيح‬
‫ٌ َ ُ ٍ‬
‫ً‬
‫�أن تكون رجال‬
‫َ‬
‫ْ‬
‫�أو امر�أة‬
‫ِ‬
‫�أو كلبا �صغيراً تربيه امر�أة‬
‫ً‬
‫ٌ‬
‫�أو رجال يربيه كلب‬
‫ً ِ ٌ‬
‫ُ‬
‫�أو حماراً تع�سا يحمل �أغرا�ض النا�س‬
‫ً‬
‫ِ‬
‫َ‬
‫�أو حتى حماراً �سعيداً‬
‫ٌ‬
‫باطل وقب�ض ريح‬
‫ُ ٍ‬
‫�أنت لن تكون �شيئا‬
‫ً‬
‫َ‬
‫َ ْ‬
‫�إال �إذا و�ضعت َيدك في يدِ‬
‫َ َ َ‬
‫الريح..‬
‫ِ‬
‫و َتال�شيت.‬

‫�أن تكون عا�شقا‬
‫ً‬
‫َ‬
‫ْ‬
‫م�ضطربا‬
‫ً‬
‫ٍ‬
‫تجري وراء امر�أة بعينها‬
‫َ‬
‫معتقدا �أنها الج َّنة التي وعدت بها‬
‫ُ‬
‫ُ ْ َ‬
‫ُ َ‬
‫و�أنها يوم تكون لك‬
‫َ‬
‫َ‬
‫�ستنبت عند قدميك غمامة زرقاء‬
‫ٌ‬
‫ُ َ‬
‫َ‬
‫وينهمر مطر حولك، وتلعب‬
‫ُ‬
‫ُ ٌ‬
‫َ‬
‫ال�سحابات في راحتك‬
‫ُ‬
‫َّ‬
‫ٌ‬
‫باطل وقب�ض ريح.‬
‫ُ‬
‫ٍ‬

‫ْ‬
‫فقط قطعة �سما ٍء زرقاء‬
‫ُ‬
‫تكون لي وحدي،‬
‫ُ ْ‬
‫�أنثر فيها ري�شي‬
‫ُ‬
‫و�أحلق عاليا بعيداً‬
‫ً‬
‫ُ‬
‫كما يليق ب�شخ�ص يملك ال�سماء...‬
‫ٍ‬
‫ُ‬
‫ُ َّ َ‬

‫َ َ ً‬
‫�أن تكون َبطال‬
‫ْ‬
‫َ‬
‫ُ‬
‫تحملك الأكتاف للأعالي‬
‫ِ‬
‫َ‬
‫وينب�ض ا�سمك في الأنا�شيد‬
‫ُ‬
‫ُ َ‬
‫وتذعن لك الأعناق والقامات‬
‫ُ‬
‫ُ‬
‫ُ َ‬
‫وتفتح لك المدن �أبوابها، و�أهازيج‬
‫ُ‬
‫َ‬
‫ُ‬
‫ن�سا ِئها‬
‫ٌ‬
‫باطل وقب�ض ريح.‬
‫ُ ٍ‬

‫7‬

‫عدد 211‬

‫5 كانون الأول 7002‬
‫عزيز �أزغاي‬

‫من مواليد 4 نوفمبر 5691 بالدار البي�ضاء. حا�صل على الإجازة في التاريخ القديم �سنة 0991.‬

‫�شاعر وم�ست�شار �صحفي، يقيم بالرباط. ا�شتغل م�س�ؤوالً عن الق�سم الثقافي ب�أ�سبوعية «الن�شرة»‬
‫لمدة �سبع �سنوات. �صدرت له مجموعة �شعرية «ال �أحد في النافذة» )8991(.‬

‫عارف الري�س‬
‫ّ‬

‫رجل يتخيل الخيبة‬
‫ربما �س�أكون، بعد قليل،‬
‫ُ‬
‫َ ٍ‬
‫ٍ‬
‫في مكان �آخر،‬
‫�أدخن �سجائر وطنية‬
‫ً‬
‫ُ‬
‫َ‬
‫ِ‬
‫ِ‬
‫و�أ�شتم العالم من ثقوب العائلة،‬
‫َ‬
‫ُ‬
‫ربما �س�أنازع خيالي الفحل‬
‫ُ‬
‫َّ‬
‫كلما فرت مني الن�ساء.‬
‫َّ ْ‬
‫وربما، �أي�ضاً، فكرت،‬
‫ُ‬
‫َّ‬
‫و�أنا �أح�سب العمر بالأخطاءِ‬
‫،‬
‫ُ‬
‫َ‬
‫ِ‬
‫�أنني لم �أكذب بما فيه الكفاية،‬
‫ُ‬
‫ْ‬
‫ْ‬
‫ولم �أدع الغيمة البنية‬
‫َ‬
‫َ‬
‫ْ‬
‫تنام في �سريري.‬
‫ُ‬
‫هذا يليق ب�سائح في �صحراء عالقات،‬
‫ُ‬
‫ٍ‬
‫ٍ‬
‫ِ‬
‫ِ‬
‫مع �إ�ضافة لقطة على الم�شهد:‬
‫َ‬
‫ُ‬
‫َّ َ‬
‫�أن يتخيل الرجل الخيبة‬
‫ْ‬
‫َ‬
‫في بيجامةٍ‬
‫للعجزة.‬
‫�أَ�سود.. �أ�سود‬
‫ُ‬
‫ُ‬
‫لم يقلْ لي �أي �أحدٍ‬
‫:‬
‫ْ ُّ‬
‫لماذا الأ�سود دائما في حداد؟‬
‫ً‬
‫ُ‬
‫لماذا هو حزين‬
‫ٌ‬
‫َ‬
‫في يقين اللغة؟‬
‫ِ‬
‫ربما كان في الأمرِ حكمة �أخرى‬
‫َ‬
‫ٌ‬
‫َّ‬
‫غير ما تراه العين.‬
‫ُ‬
‫ُ‬
‫ُ‬
‫ُّ‬
‫�أنا ال �أ�شك في اهلل‬
‫و�أمريكا‬

‫َ‬
‫ويوفرون الخيول الطرية‬
‫َ‬
‫َّ َ‬
‫لمناديل الم�سل�سالت.‬
‫ِ‬

‫ودالي.‬
‫لكني �أرى الأ�سود وجوداً �آخر‬
‫َ‬
‫َ‬
‫في قمي�ص �أبي�ض،‬
‫ٍ‬
‫ِ‬
‫وفي الحليب المكدرِ‬
‫َّ‬
‫ٍ‬
‫برتو�ش خفيفة.‬
‫ٍ‬

‫«�أحبيبي في القمر»‬
‫ُ‬
‫(يقول ال�سيناريو)‬
‫َ‬
‫لكن العقل في الأبناك.‬
‫َّ‬

‫ٍ‬
‫ٍ‬
‫هكذا �أتذكر، في �صورة قاتمة،‬
‫ُ‬
‫�ضحكة «مارتن لوتر كينغ» مثالً،‬
‫و�أن�سى بيا�ض الر�صا�ص.‬
‫َ َّ‬

‫تعلم – ما �أمكن – من الأفالم‬
‫ْ‬
‫َّ ْ‬
‫ثم انتبه الآن،‬
‫َّ ِ َ‬
‫�سن�صور الكارثة.‬
‫ِّ ُ‬
‫َ‬
‫ِ‬
‫في �أموا�س الحالقة‬
‫ِ‬
‫ِ‬
‫�أنظر �إلى الخلف،‬
‫ُ‬
‫ُ‬
‫وحدها الأ�سفار والعطل والقهقهات‬
‫َ‬
‫ُ‬
‫ُ‬
‫تتقدم الأرباح‬
‫َّ ُ‬
‫ُ‬
‫َ‬
‫مثل جي�ش بال �أمجاد.‬
‫ٍ‬

‫كبريت بال مقابل‬
‫ٌ‬
‫ال تنحن �أمام الكهرباء‬
‫ِ‬
‫َ‬
‫تعلم – ما �أمكن –‬
‫َ‬
‫ْ‬
‫من عمود العا�صفةِ‬
‫ِ‬
‫ُ‬
‫و�أترك العظام تتجمد‬
‫َّ ُ‬
‫َ‬
‫ْ ِ‬
‫من فرط الإعجاز.‬
‫الحدة كبريت بال مقابل‬
‫َّ ُ‬
‫ٌ‬
‫ُ‬
‫وال �أحد يفنى‬
‫َ‬
‫من فائ�ض البيا�ض.‬
‫ِ‬

‫ٍ‬
‫ُ‬
‫ِّ‬
‫لكل لقطة تفا�صيلها في �أموا�س‬
‫ِ‬
‫الحالقة،‬
‫ٍ‬
‫ِّ‬
‫مثلما لكل حديث ن�صيبه‬
‫ُ‬
‫َّ ِ‬
‫في اجترارِ الرغوة.‬

‫ما الذي �سيخ�سره المهرج‬
‫ُُ‬
‫ِّ ُ‬
‫ِ‬
‫ِ‬
‫ب�سبب القَهقَهات؟‬
‫ال �شيء – من جانبي –‬
‫َ‬
‫ي�ستحق المفاج�أة.‬
‫ُّ‬

‫مثل دفترِ تمارين،‬
‫َ‬
‫�أعيد ال�سعادة نف�سها بماكياج �أخف،‬
‫َّ‬
‫ُ‬
‫ٍ‬
‫َ َ‬
‫حين ُي�صبح للأخطا ِء القدرة‬
‫َ‬
‫ُ‬
‫ِ‬
‫على امتالك الحق.‬
‫ِّ‬

‫ُِ‬
‫لكلٍّ �سريره في ُنزل العاطفة.‬
‫ُ‬
‫الكذابون يبيعون اليان�صيب‬
‫َ‬
‫َ‬
‫َ‬
‫في رهان العائلةِ‬
‫ِ‬
‫،‬

‫الجلو�س �إلى الت�أمل‬
‫ُّ‬
‫ُ‬
‫كان افترا�ضا وا�ضحا‬
‫ً‬
‫ً‬
‫َ‬
‫ِ‬
‫ِ‬
‫الكت�شاف الحرائق في الليل،‬

‫6‬

‫كان تمرينا لحيوان الكنغر،‬
‫ً‬
‫َ‬
‫ِ‬
‫كي يقفز من بيت في الجيب‬
‫ِ‬
‫�إلى �آخر في طفولة ال�صعلكة.‬
‫َ‬
‫ٍ‬
‫كلُّ خطوة كانت مح�سوبة‬
‫ً‬
‫ْ‬
‫ِ‬
‫باكتمال الحوا�س،‬
‫ِ‬
‫حين كان الأعمى - من فرط الطيران -‬
‫َ َ‬
‫ينظر �إلى الم�صائدِ‬
‫ُ‬
‫ِ‬
‫وال يتع َّثر بالجثث.‬
‫ُ‬
‫ما حدث كان في الظهرِ‬
‫َ َ َ َ‬
‫ِ‬
‫في قاهرة المعز‬
‫َّ‬
‫في عمان‬
‫َ‬
‫�أو في �صنعاء..‬
‫َ‬
‫في باري�س �أو جنيف‬
‫َ‬
‫َ‬
‫�أو في روتردام..‬
‫في الثرو ِة �أو التما�س‬
‫ِ‬
‫َ‬
‫�أو في قلةِ‬
‫الحيلة..‬
‫في الأقدام‬
‫ِ‬
‫ٍ‬
‫�أو في البنزين الذي ب�أق�ساط..‬
‫ِ‬
‫ْ‬
‫ِ‬
‫في الألغام �أو في حقول القطن..‬
‫ِ‬
‫ِ‬
‫في الأبي�ض‬
‫ِ‬
‫في الأ�سودِ‬
‫..‬
‫......‬
‫ما حدث كان في الظهرِ ،‬
‫َ َ‬
‫بال �ضجيج‬
‫ٍ‬
‫َّ ٍ‬
‫وبدقة واثقة!‬
‫محمد ب�شكار‬

‫من مواليد 9691 بمدينة الرباط. يعمل �صحافياً. �صدر له: «مالئكة في م�صحات الجحيم»،‬
‫«من�شورات �شراع» و «طنجة».‬

‫قَاب �شاهدتين‬
‫َ َ‬
‫1‬

‫�س�أ ْن ُثر َنرد هواي كَ َنجم, و�أقر�أ ما ره َن ْته‬
‫َ ُ‬
‫َ ُ َْ َ َ َ ْ ٍ َ َْ‬
‫َ َ َ‬
‫ُُ‬
‫َيداي لطاولة الظلمات: �أ�ص ْبح‬
‫ُ ٌ‬
‫َ ُ ُ‬
‫�س َي ْبزغ من كَ هف جمجمة‬
‫ْ‬
‫ُ ْ‬
‫ُ‬
‫راق�صتها خيول خطاي ِب�سنبكها‬
‫ِ َ‬
‫َ َ‬
‫ِ‬
‫الملكي:‬
‫َ َ ِّ‬
‫ٌ‬
‫�أليل...‬
‫فَكيف �س�أد ِلجكم ُنور ع ْي ِني وقَد‬
‫َ ْ‬
‫ْ َ َ ْ ُ ُ ْ َ َ‬
‫ِ‬
‫ر َّتج ْته البالد ِبهدب ال�س َنان. رتاجا‬
‫ً‬
‫ُ ُ ْ‬
‫َ َ ُ‬
‫رتاجا.. وغَ َّنت عماي. وقالت:‬
‫ْ‬
‫َ ْ‬
‫ُ َ‬
‫رفا ُتك �أر�ض فَمرحى‬
‫ٌ َ ْ‬
‫الرحى‬
‫َّ‬
‫دا ِئر ِفي‬
‫َ ٌ‬
‫�شراك هواكَ ا‬
‫ِ َ ِ َ َ‬
‫َ ِّ ُ َ ْ َ َّ ِ‬
‫ُيعجل در�س الدقا ِئق كَ القَمح, كَ ي‬
‫ْ ِ‬
‫ْ‬
‫َي َتغذَّ ى الزمان على خ ْبزِ ها؛ (كان �شرفة‬
‫َ‬
‫َ‬
‫َ‬
‫َ ُ َ ُ َ‬
‫كل الجياع ُيطلُّ‬
‫ِّ‬
‫ون منه على �سغبي,‬
‫ُ َ َ َ‬
‫فَيرون بالدا كَ جارِ ية بين �سيفين بالدم‬
‫َ َْ‬
‫َّ ِ‬
‫ًَ‬
‫َ ْ‬
‫ْ ُ‬
‫يحتلم �إحليل فتكهما..):‬
‫فيا عبثا‬
‫ً‬
‫َير َتدي حلال من �سديم,‬
‫ُ ً ِ ْ َ‬
‫ْ‬
‫ِ‬
‫ْ ُ ِ َ‬
‫ويدخل م ْثل المحارب � َّأيامنا �شاهراً‬
‫َ‬
‫ُ‬
‫نخلة‬
‫ْ‬
‫ُ ِ ْ‬
‫ال تلين, كَ �ضلع‬
‫ال�صحارى الم َنزه عن كُ ل �آدم,‬
‫ُ َّ َ ْ ِّ َ ْ‬
‫َّ َ‬
‫�أرِ ق‬
‫ََ َ‬
‫دمك ال َّن َبوي‬
‫لأب�صرني في مراياه �أرعى يدي‬
‫َّ‬
‫َ َ ُ َْ‬
‫على ج�سد امر�أة حر َث ْته المكائِ‬
‫د ح َّتى‬
‫َ َ ُ‬
‫ُ َ‬
‫َ َ‬
‫غَ دا‬
‫َ‬
‫وطنا من ِفخاخ‬
‫َ َ ِ ْ َ‬

‫2‬
‫ْ ِ‬
‫�آن لي �أن �أ�شي:‬
‫َ‬
‫ْ ِ ُُ ِ‬
‫�أ- ال�س ْيف � ْإبرة ر ْتق ِل َثوب الملوك...‬
‫َّ ُ َ ُ َ‬
‫ِ ُْ ِ ْ ِ‬
‫ج- جلد ج�سمي كي�س ِلخ ْبزٍ ُي�شم�سه‬
‫ٌ ُ‬
‫ِّ ُ ُ‬
‫الفقَراء‬
‫ُ ُ‬
‫ََ ُ ُ ِ َ ِ‬
‫على �شرفات الجحيم..‬
‫ب- القلب فَج ِلحافر خيل تدق‬
‫ُ‬
‫َ‬
‫َْ ُ‬
‫�سنابكه مطرقات ال�ض َيا ِء‬
‫َ ُ ِ ْ َ ُ ِّ‬

‫ََ َ ِ‬
‫بما �أثمل ْتك ِبه الروح. نز دما َي َتخ َّثر‬
‫ُ َّ ً َ‬
‫كال�سم في وردة‬
‫ََْ‬
‫ُّ ِّ‬
‫ِ‬
‫َْ‬
‫القلب؛ يا ح ْبر؛‬
‫ُ‬
‫يا مهرقا َبددا..‬
‫ُْ ً َ‬
‫ِبك و�شحت �صدرِ َية ال�سر, و�شحت‬
‫َ َ َّ ْ ُ َ ْ‬
‫ِّ ِّ َ َّ ْ ُ‬
‫�شعبا يدق‬
‫َ ْ ً ُ ُّ‬
‫مهامز قيدي؛ مهامز �أ ْنخابه ال َّت َترية‬
‫َِ َ‬
‫َّ‬
‫ََ َِ ْ‬
‫تحت‬
‫َ‬
‫ِ َ‬
‫حذا ِء الهزائم: كُ‬
‫ْنت‬
‫ُ‬
‫ِ ِ‬
‫َّ ِ‬
‫ِل َتارِ يخه الم َتهجد كال�س ْيف‬
‫َ ِّ‬
‫َ ِ‬
‫في قُنزعات المها ِبل‬
‫َ ِ‬
‫موروث‬
‫َْ ْ‬

‫فَيزهو فَرا�ش الأنين..‬
‫ْ‬
‫ث- العمر م ْنخطف, قَاب �شاهِ‬
‫َ َ د َت ْين‬
‫َ ِ‬
‫ُُْ ُ َ ٌ‬
‫و َيدخل �سهرة حا َن ِته الأز ِل َّية..‬
‫َ ْ ُ ٌ َ ََْ‬
‫َ َ‬
‫3‬

‫�أرِ ق فَمك الأقحواني �أ�سمع رجع‬
‫ْ َ َ ْ ُ‬
‫َ ُ َ ْ َ‬
‫َّ َ‬
‫ال�شذى وعقُوداً‬
‫ُ‬
‫من الريح تبرِ مها في موا ِئد جرحي‬
‫ُ‬
‫ِ ِّ‬
‫ََ َ ُ ْ َ‬
‫عا�صفة‬
‫َ ِ ٌَ‬
‫�صعقت حجراً‬
‫َ َ ْ َ َ‬
‫َ َ ِ َ َ‬
‫َي َتدحرج ِفي الهذيان؛ فال‬
‫َ ْ َ ُ‬
‫ال�سقف �سقف‬
‫َّ ْ ُ َ ْ ٌ‬
‫َ َ‬
‫ِل َيحمل عني رديم ال�سماء؛ وال‬
‫ْ ِ َ َ َ َ َّ‬
‫ال�شجرات َبرِ يدي الى الغ ْيم, ح ْيث‬
‫َ‬
‫َ ُ‬
‫َّ َ ُ‬
‫�أ�ؤثث بالري�ش‬
‫ِّ‬
‫َ َ ُ‬
‫َ ِ ِ‬
‫ط ْيرا �س َي ْنكر خالقه, ويطير ِلذا ِبحه‬
‫َُ‬
‫البر َبرِ ي ِل َي�شرب‬
‫ْ ُ‬
‫َْ‬
‫َْ َ ِ‬
‫بين َيد ْيه دمي الم َترمل. ح ْيث‬
‫ُ َ ِّ ِ َ ُ‬
‫َ‬
‫العميقة‬
‫َُ‬
‫َت�شرب حافة وجهي‬
‫ْ َ ُ َ َ َ ْ‬
‫وتر ُنو ِب�أقراطها القَمريةِ‬
‫َْ ِ‬
‫َ‬
‫َ َّ‬
‫ر َّنامة �شجنا‬
‫َ َ َ ً‬
‫َ َ ِ‬
‫كَ الحدا ِئق, حين َت َنام, ُتحلزِ ن ع�شب‬
‫َ ُ َ ْ ُ ُ ْ َ‬
‫ال�ضفا ِئر‬
‫َّ َ‬
‫فَوق �إوز مخداتي ال ِ‬
‫ْ َ َ ِ‬
‫َ َّ َ آ�س َنة..‬
‫4‬

‫ِ‬
‫َنذرت ِل َنف�سي َنف�سي, كَ ماء ِلماء,‬
‫َ ْ ُ ْ َ ْ َ‬
‫وقدت بنف�سي‬
‫َ ُ ْ َ‬
‫طوفَان َنف�سي.. كَ َنهر �شر ْبت �س ُيوفا‬
‫ُ ً‬
‫ُ َ ْ‬
‫ْ َ َ‬
‫من الرمل, حتى ر�أيت بنف�سي.. َنف�سي‬
‫ْ ُ‬
‫ْ َ‬
‫َت ْن�سل في مزقي مزقاً. كان‬
‫َ‬
‫ُ‬
‫ِ‬
‫�إ�سمي و�شما ووجهي الع َبارة؛ وجهي‬
‫ْ َ َ ْ‬
‫َ‬
‫َ َ‬
‫ِ َ ٍ‬
‫َ‬
‫�أعمق من زمن قاده الهذيان ِلمح َبرة ال‬
‫ُ‬
‫ٍ َ‬
‫َتغي�ض:‬
‫ُ‬
‫ُ َ‬
‫ه َنا ِلك‬
‫َلملمت موتاي‬
‫َْ ُ َْ َ‬
‫في كفن‬
‫ٍ‬
‫قد َب�سطته مثل طرو�س‬
‫ْ َ ُ ِ َ ُ‬
‫ُ َ ُ‬
‫ي�ضيق على طو ِلها ع�شب الأر�ض. قلت‬
‫ِ ْ ُ‬
‫ُ ُ ُ‬
‫َ َ ِ‬
‫ِ‬
‫ِلح ْبر تجندل م ْثل الغرالة في قلم‬
‫َ‬
‫ِ‬
‫ِ‬
‫الرعب: ُنز‬

‫ف�ؤاد الففتيح‬

‫9‬

‫عدد 211‬

‫5 كانون الأول 7002‬
‫�أحمد بركات‬

‫ولد بالدار البي�ضاء بتاريخ 91 ماي 0691 وتوفي �سنة 4991. ا�شتغل �صحافيا بجريدة «بيان‬
‫اليوم» بالبي�ضاء. �صدر له عمالن �شعريان: «�أبداً لن �أ�ساعد الزلزال» )1991( و «دفاتر الخ�سران»‬

‫)4991(.‬

‫لن �أ�ساعد الزلزال‬
‫ُ‬
‫حذر، ك�أني �أحمل في كفي الوردة التي‬
‫َ‬
‫ٌ‬
‫توبخ العالم‬
‫ِّ ُ‬
‫َ‬
‫الأ�شياء الأكثر فداحة:‬
‫َ‬
‫َ‬
‫قلب �شاعرٍ في حاجة قٌ�صوى �إلى لغةٍ‬
‫ٍ‬
‫َ‬
‫ِ‬
‫والأ�سطح القليلة المتبقية من خراب‬
‫َ‬
‫َ‬
‫َ‬
‫ِ‬
‫البارحة‬
‫ِّ‬
‫حذر، �أخطو ك�ني ذاهب على خط‬
‫أ ِّ‬
‫ٌ‬
‫ٌ‬
‫ِنزاع‬
‫ٍ‬
‫ٍ‬
‫َ َّ َ ِ ْ َ َ‬
‫وك�أن معي ر�سائل لجنود‬
‫َ ٍ‬
‫وراية جديدة لمع�سكرٍ جديد‬
‫َ‬
‫َ‬
‫بينما الثواني التي ت�أتي من الورا ِء‬
‫تق�صف العمر‬
‫ُ‬
‫َ‬
‫هكذا…‬
‫ِ َّ ِ‬
‫بكثافة الرماد‬
‫ِ‬
‫ِ‬
‫معدن الحروب الأولى‬
‫ُ‬
‫ت�صوغ الثواني �صحراءها الحقيقية‬
‫َ‬
‫َ‬
‫و�أنا حذر، �أخطو نحوكم وك�أن‬
‫َّ‬
‫ٌ‬
‫ال�سحب الأخيرة تحملني‬
‫َ‬
‫َ‬
‫�أمطارها الأخيرة‬
‫ُ‬
‫ً‬
‫ربما يكون الماء �س�ؤاال حقيقيا‬
‫َّ ً‬
‫ُ‬
‫ُ‬

‫ِ‬
‫َ‬
‫هناك العربات تمر بطيئة‬
‫وعلي �أن �أجيب بلهجة العط�ش‬
‫ِ‬
‫ً‬
‫َّ ْ‬
‫َ‬
‫ُ ُّ‬
‫ربما حتى �أ�صل �إلى القرى المعلقةِ‬
‫َ‬
‫في ك�أنها ت�سير في حلم‬
‫ٍ‬
‫َّ‬
‫ُ‬
‫َ‬
‫هناك قطع الغيم في الف�ضاء‬
‫�شمو�س طفول ِتكم‬
‫ِ‬
‫ِ‬
‫ُ‬
‫ٍ‬
‫ٍ‬
‫ال ت�شبه �سرب طائرات خائفة‬
‫علي �أن �أجتاز هذا الج�سر الأخير و�أن‬
‫َ ْ‬
‫َّ ْ‬
‫َ‬
‫ُ‬
‫َ‬
‫َ‬
‫هناك امر�أة تقترب من الخام�سةِ‬
‫َ‬
‫�أتعلم ال�سهر مع �أقمارٍ‬
‫م�ساء‬
‫ٌ‬
‫ُ‬
‫َّ َ َّ َ َ َ‬
‫َ ً‬
‫ُ ٍ‬
‫ُ ٍ‬
‫تنتظرني‬
‫مقبلة من لي ٍال مقبلة حتى �أ�شيخ‬
‫َ‬
‫ٍ‬
‫�س�أذهب عما قَريب‬
‫و�أنا �أجتاز هذا الج�سر الأخير‬
‫ُ‬
‫ُ ًَّ‬
‫َ‬
‫َ‬
‫ِ‬
‫َ‬
‫َ‬
‫هل �أ�ستطيع �أن �أقول ب�صراحتي الكاذبة: دون �أن �أعرف لماذا الآن �أ�شبه الحب‬
‫َ ْ‬
‫ُ ْ‬
‫َ َّ ُ‬
‫َّ‬
‫ِ‬
‫بكتاب التاريخ‬
‫ل�ست حذراً لأنني‬
‫ُ‬
‫ِ‬
‫�أحب‬
‫�أعرفكم واحداً واحداً ؟؟‬
‫ُّ‬
‫ٍ‬
‫ِ‬
‫َ‬
‫�أحيانا �أتوزع قبائل تتناحر على بالد‬
‫لكن، �أين �أخبئ هذه الأر�ض الجديدة‬
‫َ‬
‫َ‬
‫ً َّ ُ‬
‫ْ َ‬
‫َ‬
‫ٍ‬
‫وهمية‬
‫التي تتكون في عين التلميذ؟‬
‫ِ‬
‫ُ‬
‫ُ‬
‫�أحيانا �أ�ضيع‬
‫وماذا �سيقول المعلم‬
‫ُ‬
‫ُ‬
‫ولكنني دائما �أحمل في كفي الوردة‬
‫�إذا �س�أله ال َّنهر؟‬
‫َ‬
‫ُ‬
‫التي توبخ العالم‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍….‬
‫حذر، �ألوح من بعيد‬
‫ُ ْ‬
‫ٌ‬
‫ِّ ُ َ َ‬
‫ٍ‬
‫لأعوام بعيدة‬
‫ٍ‬
‫و� ُ‬
‫أعرف – بالبداهة - �أنني عما قريب‬
‫َّ‬
‫�س�أذهب مع الأ�شياء‬
‫ُ ََ‬
‫التي تبحث عن �أ�سمائها فوق �سما ٍء‬
‫َ‬
‫ُ‬
‫�أجمل ولن �أ�ساعد الزلزال !!!‬
‫َ‬
‫َ ْ‬
‫فقط، �س�أقف لحظة �أخرى‬
‫ً‬
‫ُ‬
‫ِ‬
‫تحت �ساعة الميدان الكبيرةِ‬
‫ِ‬
‫َ‬

‫خالد الجادر‬

‫8‬
‫محمد بنطلحة‬

‫من مواليد مدينة فا�س �سنة 0591. ح�صل على الإجازة من كلية الآداب والعلوم الإن�سانية بفا�س‬

‫�سنة 2791 وعلى �شهادة ا�ستكمال الدرو�س من نف�س الكلية، عام 8791. وفي �سنة 7891 ح�صل‬

‫على دكتوراه ال�سلك الثالث من فرن�سا. �صدر له: «ن�شيد البجع» )9891(، «غيمة �أو حجر» )0991(،‬
‫«�سدوم» )2991(، «بعك�س الماء» )0002( و«ليتني �أعمى» )2002(.‬

‫محمد عبلة‬

‫قنديل في الريح‬
‫دوننا قنب،‬
‫ٌ‬
‫وحدوج،‬
‫ٌ‬
‫و�أديرةٌ.‬
‫دوننا حانة مل�ؤها الزنج.‬
‫ٌ‬
‫ُ‬
‫يا �أيهذا الجلي�س الذي يت�صيد‬
‫َّ ُ‬
‫ُ‬
‫ في حيزٍ ال وجود له -‬‫َ ُ‬
‫ِّ‬
‫علة للوجود!‬
‫ً‬
‫ِ‬
‫�أفي عروة الزقِّ‬
‫َ‬
‫�سوف تجور ب�أب�صارنا‬
‫ُ‬
‫دمن،‬
‫ٌ‬
‫وتالع؟‬
‫ٌ‬
‫َّ ٍ‬
‫وفي خطة للتماهي‬
‫�سنقت�ص من �شد ِة القيظ‬
‫َّ‬
‫ُّ‬
‫ْ‬
‫بالحر ِ‬
‫ْ ث في الماء ؟‬
‫�أو‬
‫ْ‬
‫ُّ‬
‫بالت�سلل‬
‫من داخل الن�ص‬
‫ِ‬
‫ِّ‬
‫نحو المن�صةِ‬
‫َّ ؟‬
‫�سيان.‬
‫َّ َ‬
‫نحن اجتر�أنا على النون‬
‫ُ‬
‫ِ‬
‫في غيبة الكاف،‬
‫ثم عقرنا زهاء قطيعين‬
‫ُ َ‬
‫ِ‬
‫من غرر الذكريات التي لم تع�ش‬
‫ْ‬

‫ُّ‬
‫قط‬
‫تحت‬
‫َ‬
‫�شنا�شيل‬
‫ِ‬
‫بيت الق�صيدِ‬
‫ِ‬
‫.‬
‫معاً،‬
‫كانت الريح،‬
‫ُ‬
‫ترفع ق�صراً من ال�شمع‬
‫َّ ْ ِ‬
‫بين يدينا.‬
‫َ‬
‫وك َّنا �سنثني من الدهرِ‬
‫َّ‬
‫ْ‬
‫�أوله،‬
‫َّ ُ‬
‫فانثنينا:‬
‫�أنا‬
‫قد‬
‫ْ‬
‫�شربت‬
‫ُ‬
‫دموع ال�صحارى.‬
‫ُ َ‬
‫و�أنت عجمت قداحي‬
‫َ‬
‫َ‬
‫ِ‬
‫ب�أل�سنة ال َّنمل.‬
‫ِ‬
‫يا للمدارة!‬
‫ٌ‬
‫ما �إن بدا �سنبك ُي�شبه النجم‬
‫ْ‬
‫ُ‬
‫َ‬
‫ِ‬
‫حتى عبدنا رماد البريق الذي‬
‫َ‬
‫�شحذته‬
‫ُ‬
‫دموع ال ًَّتما�سيح،‬
‫ِ‬
‫ُ‬
‫ثم ختمنا‬
‫َّ َ‬
‫ِ‬
‫على �صلوات الغبارِ المدجن‬
‫َّ‬

‫باللف،‬
‫ِّ‬
‫ِ‬
‫والدوران،‬
‫ِ ِ َّ ِ‬
‫وتنويم عقدة ذنب الطريدة.‬
‫ِ‬
‫يا �أيهذا الجلي�س الذي‬
‫ُ‬
‫حنكته‬
‫ُ‬
‫ على م�ض�ض -‬‫ٍ‬
‫ٌ‬
‫حيل،‬
‫ُ‬
‫و�أباطيل!‬
‫هل كان �شيء‬
‫َ‬
‫ٌ‬
‫يقارب‬
‫ُ‬
‫ في هام�ش الطر�س -‬‫ِ‬
‫ِ‬
‫�أطماع قو�س الع�صاة ال�صناديدِ‬
‫ِ‬
‫؟‬
‫َ ِ‬
‫�أو كان‬
‫َ‬
‫ِ‬
‫ بين رفات الخطى -‬‫َ‬
‫فهر�س يت�أب ُ‬
‫َّط ذاكرة الرمل؟‬
‫َ َّ‬
‫كانت ر�ؤانا‬
‫مر�صعة‬
‫َّ ً‬
‫بعظام القرابين.‬
‫ِ‬
‫ُ‬
‫والغرف القزحيات كن‬
‫ُ َّ‬
‫�سيرفعن‬
‫َ‬
‫ِّ‬
‫ زلفى �إلى كل نقع مثار -‬‫ٍ ُ‬
‫�سريرين فخمين‬
‫ِ‬
‫ِ‬
‫�سهل �إذن‬
‫ٌ ْ‬
‫مثلما هو ممتنع‬
‫ُ ٌ‬
‫11‬

‫َ‬
‫�أن تحول مناطيدنا‬
‫ْ‬
‫ُ‬
‫َ ِ‬
‫دون �سرد التفا�صيل:‬
‫ِ‬
‫�ضيف �أتانا .‬
‫ٌ‬
‫و�ضيف يفلُّ ق�سي ر�ؤانا،‬
‫ٌ‬
‫َّ‬
‫ُ‬
‫ويحذف‬
‫ِ‬
‫ت�سعة �أع�شارِ هذي الق�صيدة،‬
‫َ‬
‫َ‬
‫�أو تلك،‬
‫ثم‬
‫َّ‬
‫ُيحملق‬
‫ُ‬
‫في اليتي �سلةِ‬
‫َّ‬
‫المهمالت،‬
‫ِ‬
‫ويجل�س لل�شرب.‬
‫ُ‬
‫�سيان.‬
‫َّ َ‬
‫يا �أيهذا الجلي�س الذي لم‬
‫ُ‬
‫ْ‬
‫يحنكه‬
‫ُ‬
‫بعد‬
‫ُ‬
‫ِ‬
‫�أنين حطام الأباريق!‬
‫ِ‬
‫ُ‬
‫ها قد بدت حانة مل�ؤها الز ْنج.‬
‫ٌ‬
‫ْ ْ‬
‫ِّ ُ‬
‫فلنحتملْ‬
‫ جيداً -‬‫َ ُْ ِ‬
‫جرعة العمق.‬
‫ٍ‬
‫ولنرتجلْ دورقا من دخان،‬
‫ً‬
‫ٍ‬
‫و�أل�سنة من خزف‬
‫ً‬

‫عدد 211‬

‫5 كانون الأول 7002‬
‫عائ�شة الب�صري‬

‫من مواليد 0691, حا�صلة على الإجازة في اللغة العربية. �صدر لها:«�شرفة مطف�أة» و«م�ساءات»‬
‫و«�أرق المالئكة».‬

‫عزلة الرمل‬
‫ُ ِ‬
‫لي�س غروبا ما بال�شم�س،‬
‫ً‬
‫ِ‬
‫َ‬
‫ُ َ‬
‫هو ال�ضوء ُيلم ِلم �أهدابه‬
‫ُ‬
‫ْ ُ‬
‫ْ‬
‫َ ِ‬
‫في حقَا ِئب الظلم ِة ِل َينام.‬
‫َ‬
‫َ‬
‫ِ‬
‫َل ْي�س �شفقا ما في الأُفُق،‬
‫َ َ َ ً‬
‫هو الرمل َيلعق �سيقان الحجرِ ،‬
‫ُ َْ ُ‬
‫َ َ‬
‫َ َ ِ‬
‫ُ َ َ ً‬
‫ِ‬
‫ف َت َتورد الزرقة خجال من �شغف العا�شق.‬
‫َ َّ ُ‬
‫كثبان..‬
‫ٌ‬
‫�أج�ساد َلم َتح َترِ ق َبعد ِب�أَ‬
‫ِ ِ َ ٍَْ‬
‫ٌ ْ ْ ْ ْ ُ نامل �شهوة،‬
‫َت َتوحد في عرا ٍء موح�ش،‬
‫ٍ‬
‫َ َّ ُ‬
‫ُ‬
‫ْ َ َ ْ‬
‫ُت�صيخ ال�سمع ِلخطوٍ م َتوج�س،‬
‫ُ َ ِّ ٍ‬
‫ُ‬
‫ٍ‬
‫و ُلهاث َي ْنمو َب ْين َتجاويف الوديانِ‬
‫ِ‬
‫ْ‬
‫َ‬
‫َ‬
‫َ ْ ِ‬
‫�أحرا�شا من الخوف.‬
‫ً‬
‫ُ ِ‬
‫ُ‬
‫الرمل في عزلته،‬
‫ِ‬
‫ُ‬
‫كاهن يلوك �صلوا ِته على �صفيح �ساخن‬
‫ٍ‬
‫َ ٍ‬
‫ٌ‬
‫�شفاعة ِلخطايا الب�شرِ ،‬
‫ََ‬
‫َ ًَ َ‬
‫ٍ َ ِ ٍّ‬
‫َ‬
‫ف ُتعيد الريح تراتيل عهود م ْن�سية.‬
‫َ ُ‬
‫ُ‬
‫خ�شو َنة الرمل‬
‫ِ‬
‫ُ‬
‫ُّ ِ‬
‫�أُ ْلب�سني خرقة الت�صوف،‬
‫ُ ِ ََْ‬
‫حافية �أَده�س �أ�شواكا �سرية الأ�سما ِء،‬
‫ً ِ ّ َ ْ‬
‫ً َْ ُ‬
‫ُ َِْ‬
‫و�أ�صيح في المطلق :‬
‫ُ‬
‫ِ‬
‫ما �سر الحياة في البدءِ‬
‫َْ؟‬
‫ِ ُّ‬
‫ُِ‬
‫ما حكمة الرمل في عدم الت�شابه؟‬
‫ِ ْ َُ‬
‫ِ‬
‫َ َِ‬
‫وماذا َبعد هاوية الموت وم�صب‬
‫َْ‬
‫ِ َ ْ ِ َ َ ِّ‬
‫ِ ِ‬
‫الأَ َبد َّية؟‬
‫فَيرد ال�صدى �صداه :‬
‫َ ُ ُّ‬
‫ُ‬
‫ال �سر ُيخفى عن �صفا ِء ال�سرير ِة،‬
‫ِ َّ ْ‬
‫َ ْ َ‬
‫َ‬
‫حدقي م ِليا في مرايا الحجرِ ،‬
‫َ ِّ َ ً‬
‫َ‬
‫َ ِ‬
‫ِ‬
‫َت�أْتيك الر�ؤى مبايِعة بين َيد ْيك.‬
‫ُ ًَ‬
‫ُ َ ْ َ ْ ِ‬
‫اب َتعد النهار عن �ضو ِئه.‬
‫ْ ََ‬
‫ال �أُفُق َيحجب الماء عن �سر ِه.‬
‫َ ْ ُ ُ‬
‫َ َ ْ ِ ّ‬
‫�صمت �أ�سود َيعمي الب�صيرةَ،‬
‫َ ْ ٌ‬
‫ُ ْ‬
‫َ َ‬
‫ال مفر من َتلم�س ُنتوءات الظلمةِ‬
‫َ َ َّ ِ‬
‫ِ‬
‫،‬
‫ْ َ ُّ ِ‬

‫ً ِ ْ َ ِ َ ُّ ِ‬
‫عارية من ز ْيف ال َتمدن،‬
‫ِ ُّ ِ‬
‫ِ‬
‫من ال�صخب والحديد والدخان؟‬
‫َْْ ِ‬
‫هلْ �أَدمعت ِل ُنواح الناي و�شدوِ‬
‫ِ َ َ ْ‬
‫ِ‬
‫الحجرِ ؟‬
‫َ َ‬
‫َ ّ ِ ِ ْ‬
‫هلْ َتهج ْيت حكمة البد ِء في �أنا�شيدِ‬
‫ََ َْ‬
‫البدوِ‬
‫َْ‬
‫َ ِ‬
‫دون ذكْ رِ الأ�سما ِء..؟‬
‫َ َّ ِ‬
‫ُ َِْ‬
‫هلْ جر ْبت ال�صراخ في مطلق الفراغ؟‬
‫َ‬
‫ِ‬
‫ُ‬
‫�ضامر هذا الليل،‬
‫ٌ‬
‫ْ َ‬
‫ِ‬
‫َلوال َتكور الريح على �صدرِ التربة،‬
‫ِ‬
‫ُّ ُ‬
‫وا ْنعكا�س النجوم في �صقيل الحجرِ .‬
‫ِ ِ‬
‫ِ‬
‫َ ِ َ َ‬

‫ِ‬
‫ِ‬
‫ِلف ْتح م�سالك الطريق...‬
‫َ ِ‬
‫اب َتلع ْتنا الع َتمة،‬
‫َ َُ‬
‫ْ ََ‬
‫ِ‬
‫ال َت�صقَت �أج�سادنا بالحديد‬
‫َ ْ ْ ُ‬
‫َ َّ ِ‬
‫و َتفتتت الأ�صابع على ال�سياج.‬
‫ِ‬
‫ُ‬
‫هاوية الظلمة �أ�شهى من ال�ضو ِء....‬
‫َُ َْ ِ ْ‬
‫ِ َ‬
‫بعد قليل،‬
‫ٍ‬
‫ْ ِ‬
‫�س َت َتدفَّق الهواج�س بين الأودية‬
‫َ َ ُ‬
‫ُ‬
‫المهجورةِ‬
‫،‬
‫�س َيهم�س الرمل ِلظاللهِ‬
‫ُ ِ‬
‫:‬
‫َ ِْ ُ‬
‫هذه التالل �أعرِ فُها،‬
‫ُ ْ‬
‫و َي�شتاقُني حليب النوق َب ْين �أَ�ضرا�س‬
‫ِ َ ْ ِ‬
‫ْ‬
‫َ ُ‬
‫البعيرِ‬
‫َ‬
‫ورائحة الزع َترِ البري.‬
‫ُ ْ َ ِّ‬

‫ِ‬
‫على عتبة المدينة،‬
‫خم ْنت:‬
‫َ َّ ُ‬
‫�س ُ�أغْ ِلق الن�ص على ع َتم ِت ِه،‬
‫َ ُ‬
‫َّ‬
‫َ‬
‫َ ّْ ُ ِ ْ ِ ُ ِ‬
‫كَ ي ال َي�سيح الرمل من َب ْين ال�شقوق،‬
‫ْ‬
‫َ ْ ُ َ ً‬
‫َتذكَّ رت در�سا في الج ْبرِ‬
‫َ‬
‫«ال ُي�أطر ما ال �أ�ضالع َله»‬
‫ْ َ ُ‬
‫ّ ُ َ‬
‫مرجع ّية �سا ِئ َبة‬
‫ٌ‬
‫َْ ِ ِ ٌ‬
‫وفَراغ معنا ال معنى َله.‬
‫ُ َْ ً َْ ُ‬
‫ال ذاكرة للرمل،‬
‫َ َّ ِ‬
‫وال وثوق في مهاوي الأقدام،‬
‫ُ َ‬
‫ِ‬
‫َ‬
‫ه َّبة هوا ٍء ع َبرت‬
‫َ ُ‬
‫َ َ ْ‬
‫ومحت �آثار الخطوِ و �سائِ‬
‫َ ْ‬
‫ب الكالم.‬
‫ِ‬
‫ََ َ ْ‬
‫َ‬
‫من بعيدٍ‬
‫�سمعت ال�صدى ُيعيد �صداه:‬
‫َ ِ ْ ُ‬
‫ُ َ ُ‬
‫ال رهبا ِنية �إال ِللرمل في مواجع‬
‫َ ْ َّ‬
‫َّ ْ ِ‬
‫ِ‬
‫ال�صحرا ِء.‬

‫ا ْنكم�شت الأ�صوات،‬
‫َ َ َ‬
‫ُ‬
‫ْ‬
‫ُلغة واحدة ال َتكفي.‬
‫ٌ‬
‫ٌَ‬
‫....بيا�ضات،‬
‫ٌ‬
‫ال �صوت َيعلو على �صمت ال�صحراءِ‬
‫َ ْ ِ‬
‫.‬
‫َ ْ‬

‫َتحت خ ْيمة من و َبرٍ ،‬
‫ْ َ َ ٍَ ِ ْ َ‬
‫ِ‬
‫ِ َ َ ِ‬
‫بين رائحة الحطب وفُقاعات ال�شاي،‬
‫ِ‬
‫ِ‬
‫ْ ُ َ ِ‬
‫َتمتد َيد الغريب خلف الم�شهد،‬
‫َ‬
‫َ ِّ ُ‬
‫ُتعدل مواقع النجوم..‬
‫ِ‬
‫ِ‬
‫من َلم�س ِته ا ْن َت�شت نجمة‬
‫ٌ‬
‫ِ ْ ْ َ ِ َ ْ‬
‫وغادرت �سرير ال�سما ِء.‬
‫ََ ْ‬
‫َ َّ‬

‫�شفافة مرايا ال�سما ِء،‬
‫َ ٌََّ َ‬
‫ال حجب بين الب�شرِ وكالم اهلل.‬
‫ُ ُ َ َ ََ‬
‫ِ‬
‫خفف الخطو،‬
‫َ ِّ ِ َ ْ َ‬
‫هنا �سرة الكون،‬
‫ُ َّ ُ‬
‫ِ ُّ َ ِ ِ ُ َ ِ‬
‫�سر البد ِء وكتاب الأَزل.‬
‫َ ّْ‬
‫ِ‬
‫ف َتو�ض�أ ِبطهارة الرمل‬
‫ِ‬
‫ثم �صل �صالة الغجرِ �أمام هذا البها ِء.‬
‫َ‬
‫َ ِّ َ َ َ َ‬
‫َ‬

‫تاهت طرق العود ِة َب ْين م�سا ِلك العز َل ِة،‬
‫ِ ُْ‬
‫َ ْ ُ ُ ُ ََْ َ َ‬
‫ََ ْ ُ ُ ِ َ ُ ِ‬
‫ال َتمعت عيون الليل َب ْين �شقوق ال�صخرِ .‬
‫ُ‬
‫�شردت �سحليات �أذْهلها فُ�ضول الغربا ِء.‬
‫َ َُ ْ ِ ِ ّ ٌ َ‬
‫ُ َْ ِ‬
‫اختفى القَمر من �شرف ِته‬
‫ْ‬
‫ُ‬
‫َْ ِ‬
‫حداد َا على موت عالم«م َتح�ضر».‬
‫ٍ ُ َ‬

‫َ ّ ٌ ْ ٌ َ ٌَ‬
‫�سراب/ فراغٌ / َتوحد /وح�شة /ظم�أ...‬
‫ٌ‬
‫ِ‬
‫ٌ‬
‫�أو�صاف ِلل�صحرا ِء ولروحي رِ داء.‬
‫ْ ََ ِ‬
‫َلو عرفَت ال�صحراء م ْن َبع العط�ش،‬
‫ُ َ َ َ َ ِ‬
‫ِ‬
‫َل َبرِ َئت روحي من دمل الحياة.‬
‫ِ ْ َُِ‬
‫ْ‬

‫مخرم رِ داء الريح في ال�صحرا ِء.‬
‫ُ َ َّ ٌ ُ ِ‬
‫ِ‬
‫�أج�ساد ال مر ِئ ّية َتل َتف ِب�أج�سادنا‬
‫ٌ َ ْ ٌ ْ ُّ‬
‫ِ‬
‫و َُتف َتح في �أرواحنا نوافذ زمن غابرٍ ،‬
‫َ ٍ‬
‫ْ ُ‬
‫بقايا �أ�صوات َ �أرقَها الحنين �إلى الآتي،‬
‫ُ‬
‫ٍ ّ‬
‫َ‬
‫هو المجنون َيلفح الرمل بقدمين‬
‫ِ‬
‫ُ َْ ُ‬
‫ُ َ‬
‫حافيتين،‬
‫ِ‬
‫وينادي َل ْياله �إلى �سريرِ الب ْيدا ِء.‬
‫ُ‬
‫ُ‬
‫َ‬
‫َ‬
‫َ َّ ْ ِ‬
‫هلْ َتح�س�ست َنقاوة ال�صحوِ ؟‬
‫ََ‬
‫ْ‬
‫ِ‬
‫هلْ �أَغْ راك الرمل باالغْ ِت ِ‬
‫ُ‬
‫�سال،‬

‫ُند َبة �ضو ٍء‬
‫ْ ُ‬
‫�أَ ْيقظت غَ فوة الزمن،‬
‫َ ْ ََْ‬
‫ِ‬
‫ّ ِ‬
‫كما لوِ �أَننا م ْتنا قليالً،‬
‫كما لو كُ نا توابيت على مع َبرٍ‬
‫َ‬
‫َْ‬
‫ْ‬
‫َتن َتظر َت�صريحا للعبورِ ...‬
‫ً‬
‫ِ ُ ْ‬
‫ُ‬

‫01‬
‫محمد بودويك‬

‫من مواليد مدينة فا�س �سنة 0591. ح�صل على الإجازة من كلية الآداب والعلوم الإن�سانية بفا�س‬

‫�سنة 2791 وعلى �شهادة ا�ستكمال الدرو�س من نف�س الكلية، عام 8791. وفي �سنة 7891 ح�صل‬

‫على دكتوراه ال�سلك الثالث من فرن�سا. �صدر له: «ن�شيد البجع» )9891(، «غيمة �أو حجر» )0991(،‬
‫«�سدوم» )2991(، «بعك�س الماء» )0002( و«ليتني �أعمى» )2002(.‬

‫دماء �أعمق مـن الظالل‬
‫1-�صـباح الخـير‬
‫ُ‬

‫يا �صباحا يرتدي قمبازاً مق�صباً.....‬
‫ً‬
‫ُ َّ‬
‫�صباح الخير للذي كنته‬
‫ُ‬
‫ُ‬
‫حردونا‬
‫ً‬
‫على جلد ِه رائحة الحلفاء‬
‫ِ َ ُ ُ‬
‫وفتيت الفحم وال�سخام‬
‫ُ‬
‫َ‬
‫ُّ‬
‫�صباح الخير‬
‫ُ‬
‫لل�شقي ُي�شوي الطُّ‬
‫يور‬
‫ِّ‬
‫ِ‬
‫على كبريت �أم ِه الم�سروق‬
‫ِّ‬
‫َ ِ‬
‫للنجم على �ضفة ال َّنهر الملوث‬
‫ِ‬
‫َّ‬
‫�أني�سي في خريرِ الدم والعوم‬
‫ِ‬
‫وال�ضو ِء القادم‬
‫ِ‬
‫ٍ‬
‫�صفوفا كجي�ش ب�ألوية م�شتعلة‬
‫ً‬
‫ٍ‬
‫ٍ ُ‬
‫ِ‬
‫نحو كهوف الخ�سران‬
‫ِ ُ‬
‫َ‬
‫ِ‬
‫لأمي الحميرا ِء المليكة‬
‫ُ‬
‫ِّ‬
‫مهدهدةِ‬
‫الجنائزِ للنوم‬
‫ِ‬
‫�صباح الخير‬
‫ُ‬
‫يا عظامي المقرورة‬
‫ٍ‬
‫ٍ‬
‫يا ا�صطكاكي من �سغب ون�صب‬
‫وعم�ش قذاني‬
‫ٍ‬
‫ِ‬
‫َّ ِ‬
‫�صباح الخير للم�سرات الجائعة‬
‫ُ‬
‫للأخ�ضرِ الياب�س‬
‫ِ‬
‫للقمرِ الحليب‬
‫يف�ض�ض �سقوف الم َباني‬
‫ُ‬
‫َ َ‬
‫ِ‬
‫للهوا ِء الأ�سود الالذع‬
‫ِ‬
‫ُيراق�ص تالل المنحدر‬
‫ُ‬
‫َ ُ‬
‫ِّ َ ِ‬
‫ِ‬
‫للمتاح من الرحب في كف الورد والزهرات ....‬
‫ُ ِ‬
‫َّ َ َ‬
‫للن�سا ِء الالئي �شي ْب َنني‬
‫َّ‬
‫ِ‬
‫ُ‬
‫منذ القرن الما�ضي‬
‫ْ‬
‫وغربنني فال محجة تبدو‬
‫َّ‬
‫َ َّ‬
‫ِ‬
‫ٌ‬
‫بلْ وحل �سقنني �إليه ف�أنا‬
‫ُ‬
‫ِّ َ ً‬
‫�أتغلغل �أ�سيراً ..�أربي �أمال‬
‫في النجاة عبر ال َّثواني!‬
‫ِ َ‬
‫ْ‬
‫َّ ِ‬
‫�صباح الخير لل�ضباب‬
‫ُ‬
‫ِ‬
‫ُّ ِ‬
‫على قرميدها والدخان يتلون في جيدها‬
‫َّ ُ‬
‫ٍ‬
‫بكم لون دحوته ف�سباني ..‬
‫ُ‬
‫�صباح الخير للوادي الأ�صفرِ‬
‫ُ‬
‫النائم فوق الأ�شباح والأ�سرارِ‬
‫ِ َ‬
‫ِ‬
‫ينتظر �صداي‬

‫ٍ‬
‫فج�أة يعيدني �إلى ناي بعيد‬
‫ٍ‬
‫ويردني �إلى �أناي!‬
‫ُّ‬
‫لموقد الفحم الحجري‬
‫لدم �أبي الذي قر�أت في‬
‫ِ‬
‫ُ‬
‫قناديله جرجي وهيغو والمارتين‬
‫وال�سباعي والعم نجيب..‬
‫َّ‬
‫ِ‬
‫�صباح الغريب‬
‫ُ‬
‫ُ‬
‫ُ‬
‫�أيها الطفل الناحل‬
‫ِّ َ‬
‫َ‬
‫يا للهوك وعلوك‬
‫يا لهولي و�ضع ِتي‬
‫َ ِ َ‬
‫كلُّ �شتا ٍء �أ�صغي لعويلي‬
‫ْ‬
‫مهروال �إلي‬
‫ُ‬
‫ً َّ‬
‫ثلج وغياب.‬
‫2-خـواء طـنان‬

‫هنا َيتثاءب التراب‬
‫ُ‬
‫ُ‬
‫ُ‬
‫ِ‬
‫ُ ً‬
‫مثقال ب�أ�سمال الفراغ‬
‫ََ ِ‬
‫كيف �أو�صد باب الكَ‬
‫ُ َ الم..‬
‫َ‬
‫كيف �ألوي عنق ال َّثرثرة..‬
‫َ‬
‫َ‬
‫كيف �أ�ستجمع قب�ضتي‬
‫َ‬
‫ُ‬
‫و..�أهوي على دمي؟‬
‫ْ‬
‫3-فينومـينولوجيا‬

‫ٍ‬
‫ياه.!!‬
‫ُ ُ‬
‫فُتح الباب منذ دهرٍ‬
‫َ‬
‫َّ‬
‫ولم �أتوقف عن الطرق‬
‫ْ َّ ْ‬
‫ْ‬

‫ِ‬
‫ي�ضج بال َّن�شيد‬
‫ُّ‬
‫متى ما ر�آني ..‬
‫نهر �إغريقي‬
‫ٌ‬
‫ٌّ‬
‫ال يخون.‬
‫ُ‬
‫�سـرنمة..‬
‫بخطانا المتلع ِثمة‬
‫ُ‬
‫ُ َْ‬
‫َن ْبني �أع�شا�شا‬
‫ً‬
‫في الهوا ِء‬
‫للهوا ِء...‬
‫ُ‬
‫ون�سدل العين‬
‫َ‬
‫على الما�ضي‬
‫ٍ‬
‫ب�شهود غزيرين‬
‫َ‬
‫ِ‬
‫ٍ‬
‫في حلبة �سباق �أخيرٍ‬
‫نرفع �أيدينا اعتذاراً‬
‫ُ‬
‫ٍ‬
‫ٍ‬
‫خوفا من �سقوط و�شيك‬
‫ً‬
‫و�سط حطام كَ ثيرٍ‬
‫َ َ ُ ٍ‬
‫ٍ‬
‫ُ‬
‫ورماد يخلل‬
‫وجودنا‬
‫َ‬
‫ون�ضحك كالبلهاءِ‬
‫َُ‬
‫ُ‬
‫َ‬
‫وقد‬
‫ْ‬
‫�أحكم الموت‬
‫ُ‬
‫َ‬
‫قب�ضة الأعمى‬
‫َ‬
‫على �أقفائنا.‬
‫ٍ‬
‫كم نتظاهر ب�أ�سنان بي�ضاء‬
‫َ‬
‫ُ‬
‫ٍ َّ ٍ‬
‫وذيول ملونة‬
‫ك�أن المرايا‬
‫ٍ‬
‫غير من�صوبة ‬
‫ُ‬

‫4-نهر هيراقليط�س‬

‫نهــر‬
‫ٌ‬
‫ُيبدل وجه َته‬
‫ِّ ُ ُ ْ ُ‬
‫َ ُ ُّ ُ‬
‫َّ‬
‫كلما �أ�ضجره ال�سعال‬
‫يغي�ض‬
‫ُ‬
‫فتراه م�صفراً‬
‫ُ ُ َّ‬
‫كلما اعتاله‬
‫ً‬
‫الزناة والمهربون‬
‫ُ‬
‫ِّ َ‬
‫�أو‬
‫ْ‬
‫بالت‬
‫ْ‬
‫ِ‬
‫في �أحدا ِقه‬
‫ن�سوة البل�شون.‬
‫ُ‬
‫نهر‬
‫ٌ‬

‫محمود جالل‬

‫31‬

‫عدد 211‬

‫5 كانون الأول 7002‬
‫محمد بني�س‬

‫ول��د بفا�س �سنة 8491، ا�شتغل �أ�ستاذاً بالثانوي بالمحمدية ثم �أ�ستاذاً بالمدر�سة العليا‬
‫ل�ل�أ���س��ات��ذة ب��ال��دار ال��ب��ي�����ض��اء، يعمل ح��ال��ي �ا ً بكلية الآداب وال��ع��ل��وم الإن�����س��ان��ي��ة ب��ال��رب��اط.‬
‫من �أعماله ال�شعرية: «ما قبل الكالم»، « �شيء من اال�ضطهاد»، «وجه متوهج عبر امتداد الزمن»،‬
‫«ورقة البهاء»، «هبة الفراغ». وله كذلك مجموعة من الدرا�سات: «ظاهرة ال�شعر المعا�صر في‬

‫المغرب»، «حداثة ال�س�ؤال» و«ال�شعر العربي الحديث، بنياته و�إبداالتها...». كما له �إ�سهامات في الترجمة.‬

‫عبد القادر الر�سام‬

‫�أحجار وحدهـا‬
‫َ ٌ ْ ََ‬
‫�إلى برنار نويـل‬

‫معي حجر‬
‫َ‬
‫ٌ‬
‫تكون ليلة �سرب‬
‫ّ َ ً‬
‫ٌ‬
‫من الأحجار وجـه‬
‫ْ ٌ‬
‫َ‬
‫َ‬
‫وحده يمتد في �أر�ض هي ال�صحراء‬
‫ْ ُ ّ‬
‫ُ‬
‫ٍ َ‬
‫لي �أوراق نائمة على كَ تفي‬
‫ُ‬
‫ٌ‬
‫�س�أتبع قلت‬
‫ُ ُ‬
‫رع�ش َتها‬
‫ْ‬
‫على جلدِ‬
‫ْ الرمال تكاد تهرب‬
‫ُ‬
‫ُ‬
‫ّ‬
‫كلما اق َتربت يداي‬
‫َ‬
‫ْ‬
‫من النعومة تحت‬
‫َ‬
‫ُ‬
‫ٍ‬
‫�ضو ٍء خافت‬
‫ي�سري بطيئـا يقطف الغيمات من رمل‬
‫ً‬
‫ُ ْ ِ ْ ٍْ‬
‫ْ‬
‫ٍ‬
‫�إلى �سعف‬
‫ِ‬
‫تجمع في �سواد الليلْ‬
‫ّ َ‬
‫ُ ّ ٍ‬
‫نجوم مثلث ولربما‬
‫ّ‬
‫الحوراء‬
‫َ ْ ْ‬
‫ٍ‬
‫على باب ُتردد �صرخة عبرت بكامل‬
‫ً‬
‫ُّ‬
‫َ ْ‬
‫حرهـا‬
‫َّ‬
‫َ‬
‫ُ‬
‫تلك القوافل ل�ست �أب�صرها‬
‫ُ‬
‫َُ‬
‫ٍ‬
‫ولك ّني �أ�صدق برد �أخدود‬
‫ُ َ‬
‫َ‬
‫تو�سط برد ليل‬
‫ٍ‬
‫هلْ ت�ساوت في ال�صدى �أ�شالء �أزمنة‬
‫َ‬
‫ْ‬
‫ُ‬

‫�أم الكلمات ت�شحب‬
‫ِ‬
‫ُ ْ ُ ُ‬
‫كلما ا�صطدمت ِبرابيةٍ‬
‫ْ َ من الأحجارِ في‬
‫ْ‬
‫َ‬
‫�صدرٍ‬
‫ْ‬
‫يجف‬
‫ّ‬
‫كَ قطرةٍ‬
‫ِ‬
‫فوق اللهيب‬
‫ْ َ‬
‫ّ‬
‫وكلما �أمعنت في الأثرِ الذي يبقَى‬
‫َ‬
‫ُ‬

‫�أ�صدق‬
‫ُ‬
‫َ‬
‫�أن ما يم�ضي بطيئا �سوف ي�أتي‬
‫ً‬
‫ّ‬
‫ْ‬
‫ً ِْ‬
‫و�شمة للوعد‬
‫�أزرق‬
‫َ‬
‫�ضاحكا‬
‫ِ ً‬
‫ٍ‬
‫ي�ضع الطيوب على مياه‬
‫َ‬
‫ُ‬

‫ّ ُ‬
‫�أنا الرحال‬
‫ُ ّ ً‬
‫يتركُ ني الهواء مبلال‬
‫كنت ارتع�شت‬
‫ُ‬
‫ُ‬
‫ُ‬
‫الليل‬
‫بحر من �شمو�س‬
‫ٌ ْ ُ ٍ‬
‫�أو �شمو�س في �صعود يدي‬
‫ُ‬
‫ٌ‬
‫ْ‬
‫ِ‬
‫�إ َلى ليل �أقي�س الوقت بالن�سـيان‬
‫ٍ‬
‫َ‬
‫ُ‬
‫َ‬
‫�سهر ُتك الأخيرة جاءني نغم‬
‫ُ‬
‫َ‬
‫ٌ‬
‫تفي�ض‬
‫ُ‬
‫�سما�ؤه بطيورِ �صم ٍ‬
‫ْت‬
‫ُ ُ‬
‫ٍ‬
‫المعات‬
‫ٍ‬
‫ٍ‬
‫خاف�ضات ري�ش �أجنحة‬
‫َ‬
‫تالم�س خفـقة في ال�سر لألأة‬
‫ً‬
‫ُ ْ ً‬
‫ِّ‬
‫َ‬
‫تراك وال تراها‬
‫َ‬

‫ٍ‬
‫َ‬
‫ِّ‬
‫واحة �أخرى لكل حجارة هجرت �إليك‬
‫ٌ‬
‫ْ‬
‫ْ ً ّ َ‬
‫لعلّ معراجا تنزل واحتمى َ‬
‫َ بك‬
‫َ ِ‬
‫ِ‬
‫في مكان ال�شوق‬
‫�أحجار‬
‫ٌ‬
‫ت�صب الماء فوق �صفائها الليلي‬
‫َ َ‬
‫ُّ‬
‫ِّ‬
‫ٌ‬
‫�أ�شكال من البلّ‬
‫َ ورِ دائرة‬
‫ٌ‬
‫ّ َ‬
‫ُ ُّ ْ َ‬
‫ِ‬
‫تهب عليك من حجرٍ تم�سك بالرمال‬
‫َ‬
‫انه�ض‬
‫ْ‬
‫�إلى بع�ض تكلم وا�ستوى‬
‫ْ ٍ‬
‫َ‬
‫َ‬
‫وجها لأزمنةٍ‬
‫ً‬
‫ت�ضيع وال ت�ضيع ا�صعد‬
‫ُ ْ ْ‬
‫ُ‬
‫�إلى حجرٍ َتجمع حوله �صمت يظلُّ‬
‫ُ‬
‫ٌ‬
‫َ‬
‫َّ َ‬
‫َ‬
‫هناك‬
‫�أبعد من عوا ِء الذئب في ال�صحرا ِء‬
‫َ‬
‫ُ‬
‫َّ‬
‫حيث ال ّناي‬
‫ُ‬
‫ُ‬
‫رق وحيث مركبة الهوا ِء كتابة �سالت‬
‫َّ‬
‫ٌ‬
‫ُ‬
‫ُ‬
‫ْ‬

‫ت�سبق الأحجار‬
‫ُ‬
‫ُ‬
‫َّ َ َ ّ‬
‫�صرخ َتها ك�أن العابرين تكلموا‬
‫َ ْ‬
‫جمعا‬
‫ْ ً‬
‫ك�أن حداءهم‬
‫ّ ُ َ ْ‬
‫يم�شي من الأحجار للأحجارِ‬
‫َ‬
‫ْ‬
‫ْ‬
‫�صوب دم‬
‫َ ٍ‬
‫ُيرافق �شاعراً غ ّنى‬
‫ُ‬

‫على �أُفقٍ بال �أُفقٍ‬
‫لي الأحجار‬
‫ُ‬
‫َ‬
‫لي �أي�ضا مال�س ُتها‬
‫ً‬

‫21‬

‫ِ ٌ‬
‫ا ْنحراف ي�ستقر برودة الأحجارِ‬
‫ُ‬
‫ُّ‬
‫ْ‬
‫تكبر‬
‫ُ‬
‫في �شمول الليل‬
‫ِ‬
‫ُ‬
‫ِ‬
‫م�ضطجعا �أرى ال ّنجمات عارية‬
‫ً‬
‫ُ ْ‬
‫ً َ‬
‫ِ‬
‫لها �أحوا�ضها ح ّتى الو�صول‬
‫ُ‬
‫َ‬
‫ْ ِ‬
‫�إليك من نارِ‬
‫التبدد فيك رعـد‬
‫ِّ ِ ْ ٌ‬
‫ْ‬
‫يكت�سي بال�ضو ِء منعك�سا على جـبل‬
‫ُ ِ ً‬
‫َ ٍ‬
‫ٍ‬
‫منارة حيرة‬
‫ُ‬
‫كانت قد انف�صلت عن الطرقات‬
‫ُ ْ‬
‫ْ‬
‫ْ‬
‫فهلْ تتوقف الأنفا�س‬
‫ُ‬
‫ُ‬
‫في ليل‬
‫ٍ‬
‫يوحد بين �أحجارٍ ت�ضيء م�سافة‬
‫ُ َ َ‬
‫ّ ُ َ‬
‫ِّ‬
‫ال�شك التي اختلطت‬
‫ْ‬
‫ب�أمزاج الغبارِ‬
‫ِ ُ‬
‫غ�شاء �أفكارٍ تمزق‬
‫ّ َ‬
‫ِ ُ‬
‫لم يعد حجر‬
‫ْ َ ٌ‬
‫قريبا �أو‬
‫ً‬
‫بعيداً‬
‫�أنت تلم�سه خفيفا‬
‫ُ َ ً‬
‫َ‬
‫ٍ‬
‫مثبِتا كفا على برد على نارٍ‬
‫ُ ً ًّ‬
‫ْ‬
‫ْ ٍ ّ‬
‫على وجه ت�شظى فوق �سطـح‬
‫َ ْ ٍ‬
‫كله‬
‫ُّ ُ‬
‫�أحجار‬
‫َ ْ‬
‫محمد حجي محمد‬

‫�شاعر مغربي من مواليد 8591. حا�صل على �شهادة �إجازة في علم االجتماع من جامعة �سيدي محمد‬

‫بن عبد اهلل بمدينة فا�س. حا�صل على �شهادة الأهلية في الفل�سفة والفكر الإ�سالمي. حا�صل على‬

‫دبلوم في علم النف�س. ي�شتغل �أ�ستاذا لمادة الفل�سفة. �صدر له: «ذئب الفلوات»، �شعر )5991(،‬

‫«الكتابة والموت»، «درا�سات في حديث الجثة»، كتاب جماعي )8991(، «�صباح ال يعني �أحداً»،‬
‫�شعر )7002(.‬

‫�أنت والفراغ وبنادق ال�ضجر‬
‫مرة �أخرى‬
‫َّ ً‬
‫يحا�صرني �صيفك‬
‫ُ‬
‫ُ‬
‫ِِ‬
‫بحرائقه‬
‫َ َ ِ َّ ِ‬
‫وكَ �سل الظهيرة‬
‫مرة �أخرى‬
‫َّ ً‬
‫تحا�صرك ِ البيوت‬
‫ُ‬
‫ُ‬
‫بالفراغ‬
‫ِ‬
‫وبنادق ال�ضجر‬
‫ِ َّ‬
‫الطق�س الذي في الخارج‬
‫ُ‬
‫جحيم لي�س ُيطاق‬
‫ُ‬
‫ٌ َ‬
‫فالهواء خانق‬
‫ٌ‬
‫ُ‬
‫بغيرِ ما حد‬
‫ٍّ‬
‫والغبار الذي‬
‫ُ‬
‫تغدقه علينا �شوارعك‬
‫ُ‬
‫ُ‬
‫ِ‬
‫بالمجان‬
‫َ َّ ِ ُّ ِ‬
‫مثل القبعات الزرق‬
‫�أراه منت�شراً‬
‫ُ ُ‬
‫في خيا�شيم ِ العابرين‬
‫َ‬
‫مرة �أخرى‬
‫َّ ً‬
‫نهارك‬
‫ُ‬
‫ٌ‬
‫قائظ‬
‫� َّأيتها المدينة‬
‫ُ‬
‫والموتى في المقاهي كعاداتهم‬
‫ي�شتمون العالم‬
‫َ َ َ‬
‫ٍ‬
‫بكلمات‬
‫َ‬
‫ال ُنبل فيها‬

‫ب�أعدادهم الهائلة‬
‫ِِ ْ َ‬
‫ً‬
‫طويال‬
‫�سيعمرون‬
‫ِّ َ‬
‫َ‬
‫هناك‬
‫و�إن غادروا‬
‫ْ‬
‫تركوا للع�شيرة‬
‫موائد‬
‫َ‬
‫تجيد‬
‫ُ‬
‫التل�ص�ص‬
‫ُّ َ‬
‫وكرا�سي تقتن�ص �أخطاء الأحيا ِء حيناً،‬
‫ُ‬
‫َ‬
‫َّ‬
‫ُ ِ‬
‫وحينا تقذفُهم ِبحجارة‬
‫َ‬
‫ْ َ ِ‬
‫من �ضغ ْي َنة‬

‫فداحات خارجة للتو‬
‫ََ ِ ِ‬
‫بر�أ�س مليء بالعواْ�صف‬
‫ٍ‬
‫تنه�ض عادة من رميم �سباتك‬
‫ً‬
‫ُ‬
‫ِ ُ‬
‫ال�ضلوع محطَّ‬
‫ُ ُ مة تماما‬
‫ً‬
‫ٌ‬
‫ٍ‬
‫ك�أنها خارجة للتو من غارات غادرة‬
‫ٌ ِّ‬
‫وقبل �أن تلقي ببقايا نومك‬
‫َ ْ‬
‫�إلى �أح�ضان المغ�سلة‬
‫ِ َْ‬
‫قبل �أن �أفند خيبا ِتك بمداد ظفرٍ زاْئف ٍ‬
‫َ‬
‫َ ْ ِّ َ‬
‫ِ َ َ َ‬
‫�سنمزق معا قارة من عمائم الغيوم‬
‫ِّ ُ ً‬
‫ِ ُ‬
‫ً‬
‫َ‬
‫ون�سوق قبائل بط�شها‬
‫ُ‬
‫َّ ِ‬
‫حتى البحارِ الق�صية‬

‫ول َّنك قاْ�س َية‬
‫أ ِ َ ِ ٌ‬
‫ِ‬
‫على العنادل‬
‫منحازة كما دائما‬
‫ً‬
‫�إلى طابور الموتى‬
‫�أنا�شدك �شيئا من المالئكة‬
‫ً‬
‫ُ‬
‫� َّأي ُتها‬
‫المدينة‬
‫ُ‬
‫العادلة‬
‫ُ‬
‫في توزيع الي�أ�س‬
‫ِ‬
‫ِ‬
‫على ال�شعرا ِء‬

‫ُ‬
‫قدري يا �سقراط‬
‫َ‬
‫َ‬
‫�أقود حقول �أرقك‬
‫ُ‬
‫�إلى قطيع ِ‬
‫�سبابات فا�سدة‬
‫قدري : �ألقن الأو�س والخزرج مبادئ‬
‫َ‬
‫ِّ ُ‬
‫َ‬
‫َ‬
‫ال�شم�س‬
‫َ ْ ِ‬
‫ِ ُ ِ‬
‫وبالغة جمجمة اليو َنان‬
‫َ‬
‫ولأن وجهي عاج‬
‫َّ‬
‫ٌ‬
‫بكوابي�س ال تنقطع‬
‫ُ‬
‫َ‬
‫َ‬
‫�س�ألوذ بمقهاك الأليفة‬
‫ُ‬
‫َ‬
‫ٍ ْ ْ ِ‬
‫وبر�شفة من قَهوة �صبح م�ستعارة‬
‫ٍ ُ‬
‫�س�أطرد عن مزاجك كلَّ ال�سحب‬
‫ُ‬
‫ُّ‬
‫َ‬
‫�إلى �أين‬
‫َ‬
‫�ستقذفني فداحاتك‬
‫�أيها ال�صباح‬
‫ُ‬
‫ٍ‬
‫�إلى جذاذات �أتم َّنى لتقليع ِتها �أن تبيد‬
‫ْ َ‬
‫ٍ‬
‫ٍ‬
‫�أم �إلى كلمات تعبق بعادات القفار..؟!‬
‫ُ‬

‫فلماذا‬
‫ال ُتطلقي‬
‫ر�صا�صة الرحمة‬
‫ً َّ‬
‫على �آخرِ �شدوٍ‬
‫وتن�صرفي‬
‫غير �آ�سفة؟‬
‫َ‬

‫51‬

‫عدد 211‬

‫5 كانون الأول 7002‬
‫عبد الحميد جماهري‬

‫�شاعر ي�شتغل بال�صحافة.�صدر له في ال�شعر : «مهن الوهم»، 1991. وفي الترجمة: «تذكرة ذهاب‬

‫و�إياب �إلى الجحيم» و «مذكرات محمد الراي�س»، 0002.‬

‫حتى الموت ال يكفي‬
‫ْ‬
‫ح َّتى الموت ال يكفي‬
‫ُ‬
‫لكي �أ�سوي ج�سدي ع�ضلة �سليمة‬
‫ً َ‬
‫ْ َ ِّ َ َ‬
‫للأ�شيا ِء ال�سهرانة‬
‫َّ‬
‫يقر�أ بها الطين‬
‫ُ‬
‫ِ‬
‫وكرا�سات الما ِء‬
‫ِ‬
‫ِ‬
‫وما يخفيه الحي الخفي‬
‫ُّ‬
‫ُّ‬
‫في الجذورِ العميقة (لل�سروِ )‬
‫ُ‬
‫َّ ْ‬
‫ِ‬
‫وحده البحر ي�شتق من المغامرات‬
‫ُّ‬
‫َ َُ َ ْ ُ‬
‫ِ‬
‫القديمة‬
‫قلبا وحياة للذّ اكرة‬
‫ً‬
‫ِ‬
‫ٌ َ ِّ ُ َ‬
‫َنجم ي�سدد نيزك الهاوية العالية‬
‫ِ‬
‫�إلى خ�صرِ الوردة‬
‫ويتمم للرمل امتالءه‬
‫ُ‬
‫ِّ ُ َّ ْ‬
‫َ َ‬
‫ِبمطرٍ‬
‫يهوي من �سرة الغ ْيم خليله‬
‫ُُ‬
‫ِ ْ ُ َّ َ ِ‬
‫ال�ضوء وك�أ�سه الطين‬
‫ُ ُ ِّ ُ‬
‫َّ ْ ُ‬
‫َ ْ ُ َ‬
‫ح َّتى الموت ال يكفي‬
‫َ‬
‫ِ َ‬
‫لت�أتي الق�صيدة والقرامطة ال ّنهاريون‬
‫ُ‬
‫ُ‬
‫ُّ‬
‫هل تكون الأر�ض بعيدة‬
‫ً‬
‫ُ‬
‫ُ‬
‫حينما نكون �أحياء‬
‫ُ‬
‫ً‬
‫وتدنو‬
‫ب�ضر َب ِة �س ْيف ؟ و َتخبو‬
‫َ ْ َ ٍ َ ْ‬
‫و�إذا �آ�ستوى المعنى ترابا للروح‬
‫َ‬
‫ً ُّ‬
‫هلْ �أ�صيلة زلزله للحوا�س‬
‫ُ‬
‫ُ‬
‫َ‬
‫ُ ّ‬
‫�أم �ضيف الطفولة‬
‫على الما ِء والجرح؟‬
‫ِ ْ ِ‬
‫يرمم الماء لغ َته بما يحترِ ق منها‬
‫ُ‬
‫ُ ُ‬
‫ِّ ُ‬
‫في ينابيع ال�شهوات.‬
‫ّ‬
‫ف�أ�س�أَل: هلْ ج ّثة ال َت ْن�سى‬
‫َ ْ ُ َ ُ ٌ َ َ‬
‫تظلّ ج َّثتي ؟‬
‫�أنا ا َّلذي يحيا مو َته‬
‫َْ ُ‬

‫ّ‬
‫كلما عمد ْته المدن بال ُّنبو ِة والأقبِيه؟‬
‫ُ‬
‫ْ ْ‬
‫ّ‬
‫ّ‬
‫�صاحبي لماذا تقي�س عمر البحرِ‬
‫َ َ ُ‬
‫ُ‬
‫َِ‬
‫بالأ�صابع المقطوعة‬
‫ِ‬
‫ِْ‬
‫و�صيد الم�صادفات ال�سعيدة‬
‫َْ‬
‫وت�صدق الخ�ضة القاتلة‬
‫َّ َ‬
‫َ ِّ‬
‫و ُت�صدق �أ ّنك �شامة البحرِ الخفية‬
‫َّ‬
‫َ ْ‬
‫َّ‬
‫ِ َ ّ‬
‫وال ت�صدق �أن ال ّنرج�سة الليليه‬
‫ِّ ُ‬
‫ْ‬
‫ْ َ ِ‬
‫قُرب باب المقبرة‬
‫ُت�ضيء بال�شذى وحده‬
‫ُ َّ‬
‫َ َُ‬
‫كيما ينطفيء ال َنجم‬
‫ُ ْ ُ‬
‫و�أنير قلبك وخ ْيمة الفرح.‬
‫ُ َ َ َ َ ََ‬
‫كُ لما قلت الأحبة‬
‫ّ ُْ ُ‬
‫ّ‬
‫ق�صدت �أَ‬
‫ُ غْ �صاني ا َّلتي َت ْبكي‬
‫ّ ُْ َْ‬
‫وكلما قلت قلبي‬
‫�أَق�صد مجد الأَر�ض وجمرة اللغه.‬
‫ْ ِ ُ َ ْ َ ْ ِ َ َ ْ َ َّْ‬
‫ِ‬
‫ح َّتى الموت ال َيكفي‬
‫ُ‬
‫ُنغ ّني �أكثر مما نتنف�س.‬
‫َّ ّ ُ‬
‫ِ‬
‫نبكي �أكثر مـ ...نا‬
‫ّ‬
‫ك�أ ّنما كلُّ الأمهات مغت�ص َبات.‬
‫ِ ُ َ‬
‫ِ‬
‫�سيكذب الغ�سق لو يرمي على الأفق‬
‫ُ َ ُ‬
‫بوعو ُله‬
‫وعلى ال�سفن‬
‫ُّ‬
‫قبل �أن ي�أتي ال�شاعر ال�ص َّياد‬
‫َْ ْ‬
‫ُ ّ ُ‬
‫ب�أني ِن ِه‬
‫ُّ ِ‬
‫وتردد المحبين‬
‫ِّ‬
‫ُ َ ْ‬
‫فح َّتى الموت ال يكفي‬
‫لن�ص َنع طريدة �سليمة لهذا الم�ساء!‬
‫ً‬
‫ً‬
‫ْ َ‬
‫لم َن َترجلْ بعد عن �سفن �إيثاكا‬
‫ُ ُِ‬
‫ُ‬
‫َ‬
‫لم نحرق �شواطيء الأودي�سة بعد‬
‫ْ‬
‫َ ُْ‬
‫لي َتنا �أعدا�ؤنا‬
‫ِلنك�سر على خ�صورِ نا خ�صور ِن�سا ِئنا‬
‫َ‬
‫َ‬
‫و َن�سبِي مجد َنا.‬
‫َ‬
‫َ ْ‬

‫فائق ح�سن‬

‫41‬
‫جالل الحكماوي‬

‫ولد بمدينة الدار البي�ضاء عام 5691. يعمل مدر�سا ً للغة الفرن�سية. حا�صل على �شهادة الإجازة في‬

‫الأدب الفرن�سي، ودبلوم المدر�سة العليا للأ�ساتذة بمكنا�س. ع�ضو هيئة تحرير مجلة (�إ�سراف).‬
‫�صدر له: «�شهادة عزوبة» )7991(، «اذهبوا قليالً �إلى ال�سينما» )0002(.‬

‫موبيليت �أحمد بركات‬
‫�إلى ح�سن حلمي‬

‫موبيليت حمراء‬
‫ٌ‬
‫ُ‬
‫يجوب بها‬
‫ُ‬
‫�أحمد خريطة �أمريكا الجنوبية‬
‫َّ َ‬
‫َ‬
‫ُ‬
‫يتوقف في مقاهيها‬
‫ُ‬
‫في �أ�سوا ِقها‬
‫في حانا ِتها‬
‫ي�صافح فيها‬
‫ُ‬
‫بابلو‬
‫خورخي‬
‫جبران‬
‫علي‬
‫بالل‬
‫ُيخرج من جيبِه ِ �صقراً ورقيا‬
‫َ ً‬
‫َ‬
‫ُ‬
‫ِ‬
‫ِ‬
‫ُيطلقه عاليا في حقول الر�أ�سمال‬
‫ُ َ ً‬
‫الرمزي‬
‫ِّ‬
‫موبيليت حمراء‬
‫ٌ َ ُ‬
‫يقودها‬
‫ُ‬
‫�أحمد‬
‫ُ‬
‫�إلى يباب ال�صخورِ ال�سودا ِء‬
‫ِ ُّ ُ‬
‫َّ‬
‫�إلى �أر�ض ما ملكت يدي‬
‫ِ‬
‫ْ‬
‫الأر�ض‬
‫ُ‬
‫التي �سابقت فيها الموبيليت �أرواح‬
‫ُ‬
‫ْ‬
‫َ‬
‫الهنود الحمرِ‬
‫ِ ُ‬
‫ال يعود منها �شعراء �أمريكا الجنوبية‬
‫ُ‬
‫ُ‬
‫الحالمون‬
‫ٌ ُ ٌ‬
‫�أخوة الأر�ض �صقر مح َّنط‬
‫ُ‬
‫ِ‬
‫تعود الموبيليت الحمراء‬
‫ُ‬
‫ُ‬
‫ُ‬
‫يمتطيها‬
‫ً‬
‫بركات جذال‬
‫ُ‬
‫كعادتهِ‬
‫وراءه امر�أة كولومبية مليحة‬
‫ٌ‬
‫ٌ‬
‫ُ‬
‫ُتدعى مر�سيدي�س‬
‫َ‬
‫تخرج من �صرتها البدوية‬
‫َّ َ‬
‫ُ‬
‫َّ‬
‫�أرانب‬
‫َ‬
‫َ‬
‫مناديل زرقاء‬
‫َ‬
‫ق�صائد تفعيلة، بغمازة ابن الع�شرين،‬
‫ِ ِ‬
‫َ‬
‫ّ‬
‫�شنب ال�شاعرِ ال�ضليل،‬
‫َ‬
‫�أ�شياء �أخرى.‬
‫َ‬

‫المر�أة الكولومبية تن�صب خيمة الوبرِ‬
‫ُ‬
‫َ‬
‫ُ‬
‫ُ‬
‫قرب نخلةِ‬
‫�أحمد‬
‫َ‬
‫َ‬
‫تنوح‬
‫ُ‬

‫وتقطفين الوردة الحمراء‬
‫َ‬
‫َ‬
‫َ‬
‫التي كادت تختنق‬
‫ُ‬
‫ْ‬
‫في رواية بالك �ألبوم لحنيف قري�شي؟‬

‫ُ ْ‬
‫عثرت فقط‬
‫ٍ‬
‫َّ ٍ‬
‫ٍ‬
‫على بطاقة َبريدية قَديمة‬
‫يبت�سم فيها �شون بين‬
‫ُ‬

‫�أحيانا‬
‫ً‬
‫�أفكر في ابت�سامةِ‬
‫�أحمد‬
‫َ‬
‫ُ‬
‫في ابت�سام ِته الفرا�ش ِة‬
‫ِ ََ َ‬
‫َِِْ‬
‫ُّ‬
‫هي ُتحط على مقود‬
‫َ‬
‫ِ‬
‫الموبيليت‬
‫خفيفة‬
‫ً‬
‫مرحة‬
‫ً‬
‫ثم‬
‫َّ‬
‫تطيييييييييييييييييييييييييييييييييير‬
‫�إلى...‬
‫حيث �أحكي له كلَّ يوم تقريبا‬
‫ً‬
‫ُ‬
‫ٍ‬
‫ُ‬
‫�أخبار �أمريكا الجنوبية‬
‫َ‬
‫(المر�أة الكولومبية)‬
‫ُ‬
‫ُ‬
‫ِ‬
‫بالبريد الإلكتروني.‬

‫ِ‬
‫ْ ٍّ‬
‫ما من �شك، �إ َّنك الآن‬
‫َ‬
‫(بعد �سعادة الفل�سفة الزوجية)‬
‫َت�ضحكين، َت�ضحكين‬
‫َ‬
‫َ‬
‫َ ُ ِ‬
‫�شعرك الأ�سود جامح‬
‫ُ‬
‫ٌ‬
‫ٍ‬
‫كح�صان عربي �أ�صيل �أ�ضاع ِبداية‬
‫َ‬
‫ٍ‬
‫َ‬
‫ٍّ‬
‫الطريق‬
‫َّ ْ‬
‫َّ ِ‬
‫ِ‬
‫ِقطعان، قطعان الذئاب القطبية‬
‫ُ‬
‫َ َ‬
‫ُتخرج �أل�سنتها الحمراء لتلعق بابل‬
‫َ‬
‫ُ‬
‫قدميك.‬

‫فنجري معا‬
‫ً‬
‫نجري نجري بثقةِ‬
‫جندي‬
‫ٍّ‬
‫ٍ ِ‬
‫(ال ُيطلق ال َّنار عمداً على جريح عراقي‬
‫ُ َ َ‬
‫ٍّ‬
‫َ ِ ِ‬
‫في خيمة اهلل الممزقة)‬
‫َّ‬
‫ِ‬
‫�سيجد باب الج َّنة‬
‫ُ َ‬
‫َ‬
‫هناك‬
‫ِ‬
‫و�ضعت لأول مرة يدي في يدك‬
‫ُ َّ ِ َّ ٍ ْ‬
‫ف�صار قر�ص ال�شم�س قطع َنقد ذَه َب َّية‬
‫َ ُ َّ ْ ِ‬
‫َ ٍْ َ ً‬
‫ا�شترينا بها‬
‫َبرمجية حب م�ستعملة‬
‫ً‬
‫ْ َ ُ ٍّ ُ‬
‫ِ‬
‫مل�صقات ت�شي غيفارا‬
‫ُ‬
‫ٍ َّ‬
‫وورود جه َّنم كلها‬
‫َ‬
‫ف�صار العالم ج�سراً عِ‬
‫ُ ِ‬
‫ْ مالقا‬
‫ْ ً‬
‫َ‬
‫َّ ِ‬
‫ي�ضج بالع�شاق الم�سافرين �إلينا.‬
‫ُّ‬
‫ُ‬
‫ْ‬

‫�أما الأ�سد فيفتر�س كبده َينام‬
‫ُ ْ ُ َُ ُ‬
‫مفكراً في بطن روبي و�سروال �إيمنيم‬
‫ِ‬
‫ُ‬
‫الف�ضفا�ض‬
‫َ ْ‬
‫هما ُيغنيان «ق�صة حياتهما»‬
‫ِّ ٍ َ ِ ٍ‬
‫لمت�سولة �صغ ْيرة ُتدعى �سو�سو.‬

‫لم تذْ هبين �إلى كاليفورنيا ؟‬
‫َ‬
‫َ‬
‫ُ َ‬

‫ِ‬
‫�سو�سو ال�شيطانة التي كنت تفرقعين‬
‫ُ‬
‫قبلها الطائرة في الهواء‬
‫َ‬
‫َ‬
‫َ‬
‫قبل �أن ت�ضع يديها الد�سمتين حول‬
‫َ‬
‫عنقي.‬
‫ُ‬

‫ِ‬
‫ها �أنت تذهبين �إلى حيث دالفين‬
‫ِ‬
‫ُ‬
‫َ‬
‫الهيب-هوب‬
‫ُ‬
‫ت�أكل البيتزا ت�شرب الكوكاكوال‬
‫ُ‬
‫ِ‬
‫ِ‬
‫ُتطارد فتيات البيكيني الطاهرات‬
‫ُ‬
‫ب�سيارات ريا�ضيةٍ‬
‫ٍ‬
‫َّ من عظام تنين �أ�سقمه‬
‫ِ ٍ‬
‫َُ‬
‫الحب في فيلم �أبي فوق ال�شجرة‬
‫ُّ‬

‫ِ‬
‫كنت الدمية � َّإياها في تلفزيون ِق َيامة‬
‫َ‬
‫َ‬
‫َ‬
‫تكره الهواء المثقل بكهربا ِء ال َّتما�سيح‬
‫ِ‬
‫ُ‬
‫َ‬

‫الأ�سد يت�أمل معركة ال ينهزم فيها التنين.‬
‫ُ َّ ُ َ ً‬
‫ُ‬
‫ُ‬
‫ـ نحن؟‬
‫ُ‬
‫ِ‬
‫ِ‬
‫ـ ماذا فعلنا بجبال الباقات التي‬
‫ابتكرناها وردة‬
‫ً‬
‫وردة بكالمنا الطويل الطويل عن التنين‬
‫ً‬
‫ِ ِ ِّ ِ‬
‫ِ‬
‫ِ‬
‫الذي ال ينهزم في بالد ‪ Sol y Mar‬؟‬
‫ُ‬

‫ٍ‬
‫َيلمحك ِ الأ�سد من كوكب افترا�ضي‬
‫ُ‬
‫ُ‬
‫ٍّ‬
‫ٍ‬
‫بعيد‬
‫ً َْ ٍ َ ِ ٍَ‬
‫ِ‬
‫ـ �أنت َتبت�سمين وحيدة ِلفقمة وح ْيدة‬
‫َ َ‬
‫ِ‬
‫م ْثلك‬
‫ِ‬
‫ِّ َ ُ ِ‬
‫ـ الدالفين المت�أنقة ذات الأقراط الذهبية‬
‫َّ‬
‫ـ نظارات ‪Ray Ban‬‬
‫ـ قفازات بونجور، بون�سوار‬
‫ُ‬
‫ِ‬
‫ٍ‬
‫تتفح�صك عن كثب‬
‫مثلما يتفح�ص تجار �أنفر�س اليهود‬
‫ُ َّ ُ‬
‫خاتما من الما�س‬
‫ً‬
‫ِ‬
‫ٍ‬
‫ِ‬
‫وجدوه في حلق قر�صان عربي قتلته‬
‫ُ‬
‫ُ‬
‫ٍّ‬
‫ال�صبابة‬
‫َّ‬
‫َ‬
‫قبل قيامة نيويورك‬
‫وبعدها‬
‫َ‬
‫لم �أعثر عليك �أنا‬
‫ْ‬
‫حين ذهب التنين مع الريح‬
‫َ‬
‫في فيلم وثائقي عن �أخطارِ الأنترنت‬
‫ٍ‬
‫ٍّ‬

‫(ال�سيارات ال�سيارات ال�سيارات‬
‫َّ ُ‬
‫َّ ُ‬
‫َّ ُ‬
‫ال�سيارات‬
‫َّ ُ‬
‫ال�سيارات ال�سيارات ال�سيارات‬
‫َّ ُ‬
‫َّ ُ‬
‫َّ ُ‬
‫ال�سيارات)‬
‫َّ‬
‫َ‬
‫تلك ال�سيارات‬
‫َّ ُ‬
‫ي�سوقُها �شباب مهاجر من �إيطاليا �أو‬
‫َ ٌ ُ‬
‫ٌ‬
‫هولندا‬
‫فهلْ �ستقولين‬
‫َ‬
‫َّ ِ‬
‫ِ‬
‫ِ‬
‫(رغم َبريق القالدات الذهبية مو�سيقى‬
‫ُ‬
‫َ‬
‫الراي)‬
‫َّ ْ‬

‫‪Il fait bon‬‬

‫�أم �ستنظرين �إلى عظام التنين‬
‫ِ ِّ‬
‫َ‬
‫البي�ضا ِء ال�سودا ِء البي�ضا ِء ال�سودا ِء البي�ضا ِء‬
‫ال�سودا ِء،‬
‫�إلخ‬

‫71‬

‫عدد 211‬

‫5 كانون الأول 7002‬
‫محمد ال�صابر‬

‫من مواليد الدار البي�ضاء يزاول مهنة المحاماة. �صدر له: «زهرة البراري» )9891(، «الور�شان»‬

‫)3991(، «ولع با�ﻷر�ض 1» )6991(، «ولع با�ﻷر�ض 2» )8991(، «وحدي �ﺃخم�ش العتمة» )2002( ،‬
‫«الجبل لي�س عقالنياً» )7002(.‬

‫بائع الورد‬
‫�إلى روح والدي محمد ال�صابر‬

‫الع�شب الذي يتمخ�ض‬
‫ُ‬
‫ُ‬
‫فتكون رائحة‬
‫ُ‬
‫ٌ‬
‫ِ‬
‫محملة بالما�ضي وبالحبق البري‬
‫ٌ‬
‫ِّ‬
‫هو العزلة‬
‫ُ‬
‫ُ ِّ‬
‫الخاوية من الداخل �أو بحيرة البط‬
‫ُ‬
‫ِ‬
‫عندما تطفو في ذاكرة‬
‫ِ‬
‫الهوا ِء الخفيف‬
‫هو �أي�ضا‬
‫ً‬
‫�صدى �صراخي‬
‫ُ‬
‫الذي حب�سته بين‬
‫ُ َ‬
‫ِ ُ ٍ‬
‫�أربعة جدران‬
‫حتى �صار‬
‫َ‬
‫ِ‬
‫كالخوخ الجاف‬
‫ِ‬
‫هو ال�سكينة‬
‫ُ‬
‫حيث تن�ضج الأ�شياء التي ت�ؤلمنا‬
‫ُ‬
‫ُ‬
‫ُ‬
‫وتمنحنا ال�سعادة‬
‫َ‬
‫ٍ‬
‫ال�شبيهة بالم�شي من غيرِ هدف‬
‫َ‬
‫ِ‬
‫ْ‬
‫نم�شي فقط‬
‫َ‬
‫لندرك‬
‫�أخيراً �أننا م�شينا‬
‫َ‬
‫ِ‬
‫ُ‬
‫هو النداء الذي مثل جر�س المدر�سة‬
‫ِ‬
‫ُ‬
‫ِ‬
‫ِ‬
‫ب�إن�شاده ركب �أع�صاب البرق،‬
‫َ‬
‫َ‬
‫والرعد �شيده ب�آالم‬
‫َ َّ ُ ِ‬
‫ِ‬
‫ُ‬
‫ال�شعراء التي مثل �أ�صوات‬
‫ُ‬
‫ِ‬
‫الحطابين الغريبة َتنبت في �أح�شا ِء الغ ْيم‬
‫َ‬
‫ُ‬
‫ِ‬
‫َّ َ‬
‫ِ ِ‬
‫الذي الينتمي �إال لنف�سه‬
‫ُ‬
‫حيث مزامير وطبول و�شالالت‬
‫ُ‬
‫ُ‬
‫ُ‬
‫ِ‬
‫ُ‬
‫الفقدان التي انقر�ضت، وجحافل‬
‫ْ‬
‫ِ‬
‫المخيالت التي لم نعثر عليها في‬
‫ْ‬
‫ِ‬
‫الكتب‬
‫القديمة،‬
‫الذي لكم يمر جانبا ب�أ�صوا ِته المبهمة‬
‫ً‬
‫ِ ُ‬
‫ُّ‬
‫َ‬
‫َ ِ‬
‫مثل تمايل القَ�صب،‬
‫ِ‬
‫َ‬
‫�أحيا لأقولك‬
‫َ‬
‫�أقولك لأحيا‬
‫ال فرق‬
‫َ‬
‫ُ ِ َ َ َ‬
‫أ َ‬
‫ول َّنك ترتع�ش من المطر‬
‫فتبدو كما لو كنت ُت�صلي‬
‫َ‬

‫ُ ِ ِ‬
‫الطيورِ المهاجرة‬
‫ِ‬
‫َ ِ‬
‫وانحناءات ظالل القَ�صب‬
‫ُ‬
‫َّ ِ‬
‫ِ‬
‫وليالي ال�شتا ِء الطويلة المدونة‬
‫ِ‬
‫في الكتب‬
‫َ َ‬
‫حيث تنزوي وحدك‬
‫ُ‬
‫ت�شذَّ ب الورد‬
‫ُ َ َ‬
‫ِ‬
‫َبعيداً عن نباتات الد َّلب المح�شوة‬
‫ِ َ‬
‫َّ‬
‫َّ ْ ِ‬
‫ب�أ�سرارِ ال�شرق،‬
‫وعن �أ�شجارِ الخروب الوح�شي الذي‬
‫ُّ‬
‫ك�أ�صابع التنين‬
‫ِ‬
‫ِ‬
‫وعن عوا�صف ال�صحرا ِء المحملة‬
‫َّ‬
‫ِ‬
‫بالبرق‬
‫ِ‬
‫وعن الح�شرجات‬
‫تدب في �أو�صال الرعد حتى ينبت‬
‫َ‬
‫ُّ‬
‫ِ َّ‬
‫للريح زغب ُيلهم ال�شعراء‬
‫ُ ُّ‬
‫ِ‬
‫ٌ‬
‫َ‬

‫في قلوبنا‬
‫ُ‬
‫ما الذي �ستقول لنا‬
‫َ‬
‫ُ‬
‫عندما �ستفرغ من �صال ِتك‬
‫ولأ َّنك �أول من ر�أى‬
‫َ َّ ُ َ ْ َ‬
‫الطيور تحتحت ال�ضوء‬
‫ُ‬
‫َ‬
‫َ‬
‫بغنائها‬
‫هل كان لنا �أال نحيا‬
‫َ‬
‫لنلم�س‬
‫َ‬
‫ال�صمت بعد �أن زبرته الريح‬
‫َ َ ْ‬
‫ُ‬
‫ُ‬
‫حتى �صار كالقطيفة.‬
‫َ‬
‫وهلْ كان لنا‬
‫َ‬
‫�أال نلم�س الأحالم‬
‫َ‬
‫َ‬
‫ب�أ�صا ِبعنا المرتجفةِ‬
‫ِ‬
‫ِ‬
‫كالخريف‬
‫ونتح�س�س حطامنا‬
‫َ ُ َ‬
‫الذي‬
‫ِ‬
‫ُ‬
‫يحيط بنا كغابة البلوط.‬

‫َ‬
‫�أنا مثلك‬
‫بطيء ودافئ‬
‫ٌ‬
‫ٌ‬
‫لي�س لي �إخوة‬
‫ٌ‬
‫َ ْ‬
‫ِ‬
‫ِّ‬
‫غير الجداول التي ُتغذيني‬
‫ُ‬
‫ُ َّ ِ‬
‫و�ضفافي المل�ساء التي تت�آكل ِبخفة‬
‫ِ ِ َ‬
‫الفرا�ش، مثلك‬
‫�ﺃطعم الحيوانات الهرِ مة ع ْندما تنبطح‬
‫ِ َ َ ِ َ‬
‫ُ‬
‫ُ‬
‫َ‬
‫في ليل عزل ِتها، ومثلك‬
‫ِ‬
‫�ﺃجمع لها الأخبار من التبن وجذورِ‬
‫ِ‬
‫ُ‬
‫َ‬
‫ِ‬
‫الق�صب‬
‫قبل �أن �ﺃ�صدح بالأغاني‬
‫َ ْ‬
‫َ‬
‫و�أنا �ألج الغابة‬
‫َ‬
‫ُ‬
‫وال �أتخلى عن �أ�شيائي :‬
‫�ﺃح�ضن طيني و�صل�صالي‬
‫ُ‬
‫وتياراتي �أتخل�ص منها فت�سقط في‬
‫ُ‬
‫�أح�شائي‬
‫حيث ح�شود الطيورِ التي بمناقير‬
‫ُ‬
‫ُ‬
‫َ‬
‫ُ َّ ِ‬
‫كالموزِ ، والطيور التي ت�سكن التيارات‬
‫ُ‬
‫َ‬
‫والطيور التي ُيغطي �أرجلها ري�ش‬
‫ٌ‬
‫ُ‬
‫ِ‬
‫وهي ت�صدح بالف�صول‬
‫ُ‬
‫فا�صدح بغنائي‬
‫ُ‬
‫ُ‬
‫عندما ت�أخذ قيعاني في الت�آكل‬
‫�إذ �أنا‬
‫ْ‬
‫َّ ِ‬
‫كعراف القُرون الغابرة‬
‫ِ َ‬
‫بمنخف�ضاتي التي تتجمهر في �أعماقي‬
‫ُ‬
‫ويكفيني عمري الذي ينحدر من عمر‬
‫ُ‬
‫ُ‬
‫النجوم‬
‫ِ‬
‫ِ‬
‫ عندما تظهر علي مالمح االكتئاب -‬‫ُ‬
‫ُ َّ‬
‫لأق�شر �ضوء ال َّنهار‬
‫َ‬
‫ِّ َ‬

‫ننطفئ‬
‫ُ‬
‫غير‬
‫َ‬
‫�أننا ال نخمد‬
‫ُ‬
‫�إذ في داخ ِلنا‬
‫ْ‬
‫مراكب وداع وفيرة ومخذولة‬
‫ٌ‬
‫ٌ‬
‫ٍ‬
‫ُ‬
‫تغمرنا‬
‫ُ‬
‫مثلما يغمر ال�ضوء‬
‫ُ‬
‫ُ‬
‫عظامنا المهملة‬
‫َ ُ َ َ‬
‫ت�سير، ت�سير فاتحة طريقَها‬
‫ً‬
‫ُ‬
‫ُ‬
‫ِ‬
‫بين الكوابي�س، والذَّ‬
‫كريات‬
‫ِ‬
‫َ‬
‫الم�ؤ ِلمةِ‬
‫ُ .‬
‫ربما جنود َيتدافعون‬
‫َ‬
‫ٌ‬
‫َّ‬
‫حولَ‬
‫ال َّنار‬
‫َ‬
‫ِ‬
‫في ال�شتا ِء البارد‬
‫ما ر�أيناه نجمة‬
‫ً‬
‫ُ‬
‫وربما غناء‬
‫َّ ِ ٌ‬
‫ي�سبح عاريا‬
‫ً‬
‫ُ‬
‫مع الغيم‬
‫ِ‬
‫ما ر�أيناه عراكا بين القَبائل‬
‫ً‬
‫ِ‬
‫ُ‬
‫َ‬
‫هلْ َن�ستطيع �أن نكون‬
‫َ‬
‫ُ ْ‬
‫�أكثر ر�سوخا‬
‫ً‬
‫َ ُ‬
‫ِ‬
‫من �صم ِتك‬
‫الذي هو �أعناق‬
‫ُ‬

‫61‬

‫والتهم �أنفا�س الخدر‬
‫َ َ َ‬
‫َ‬
‫ِ‬
‫المنت�شرِ كالطاعات،‬
‫ِ‬
‫ِ‬
‫و�أ�ستريح من ال�سباحة في الن�سيان‬
‫َ‬
‫�إذ وحدهم الحدادون يملكون‬
‫َ‬
‫الحقيقة:‬
‫َ‬
‫طالما ر�صدوها في مطارقِ‬
‫ُ‬
‫هم التي تقول‬
‫دوما نعم وهي تهوي على المقاب�ض‬
‫ً‬
‫والمناجل‬
‫نعم وهي تهوي على ال�سكاكين‬
‫ِ‬
‫ْ‬
‫ْ ْ َ‬
‫وال�س ِ‬
‫ُّ يوف والرماح‬
‫ِّ ِ‬
‫ُ ِ‬
‫ِ‬
‫نعم وهي َتهوي على الخناجرِ والقُيود‬
‫ْ ْ َ‬
‫َِ ِ‬
‫والأفكارِ العظ ْيمة‬
‫نعم‬
‫ْ‬
‫نعم‬
‫ْ‬
‫�إلى �أن يكون بريق حريري‬
‫َ‬
‫ْ‬
‫ٌ‬
‫ٌ‬
‫ِ‬
‫ِ‬
‫َ‬
‫مثل حو�صلة الحمامة،‬
‫َ‬
‫بريق يمنحني الأمل‬
‫ٌ‬
‫َ‬
‫الأمل‬
‫الذي ال ي�شيخ‬
‫ُ‬
‫لأنه يع�شق الم�شي الحلزوني‬
‫ُ‬
‫َ‬
‫َ‬
‫والظالل الكثيفة‬
‫َ‬
‫التي مثل الفلين تغلف �أنفا�س الي�أ�س‬
‫ِ‬
‫ُ ِّ ِ ِّ ُ‬
‫َ‬
‫ليبقى طريا‬
‫ً‬
‫ُ‬
‫و�أبقى جواره ال �أملك �شيئا‬
‫ً‬
‫َُ‬
‫و�أخاف �أن �أ�ضيع ما ال �ﺃ‬
‫ُ‬
‫ملك‬
‫ُ ْ ِّ َ‬
‫ال �ﺃ�سمع �شيئا‬
‫ُ ً‬
‫و�أخاف �أن �ﺃفقد ما ال �ﺃ�سمع‬
‫ُ ْ َ‬
‫ُ‬
‫ال �أتذكر �شيئا‬
‫ُ‬
‫و�أخاف �أن �ﺃفقد ذاكرتي المح�شوة‬
‫َّ َ‬
‫ُ ْ َ‬
‫بال َّن�سيان‬
‫وحدي‬
‫ْ‬
‫وحدي ِبعِ‬
‫ْ ظام حقيقتي‬
‫َ َ‬
‫التي تت�صبب عرقا‬
‫َّ ُ َ ً‬
‫َ‬
‫ْ‬
‫فقط هناك قريبا مني �صوتي:‬
‫ً ِّ‬
‫ال�ضوء المولع بق�ضم �أظا ِفرِ ِه‬
‫ِ‬
‫ُ‬
‫ُ‬
‫ًَّ ِ‬
‫ِ‬
‫ال�ضوء ذو المخالب المقو�سة‬
‫ُ‬
‫والأرجل التي ُت�شبه المجاديف‬
‫َ‬
‫ِ‬
‫ُ َ َ‬
‫ال�ضوء الذي انقر�ض منذ � ِ‬
‫َ ُ‬
‫آالف ال�سنين.‬
‫ُ‬
‫عبد الكريم الطبال‬

‫ولد �سنة 1391. در�س بالقرويين ثم التحق بالمعهد العالي لتطوان. ح�صل على الإج��ازة في‬

‫الدرا�سات الإ�سالمية. ا�شتغل بالتعليم الثانوي قبل �أن يتقاعد. من �أعماله ال�شعرية: «الطريق �إلى‬
‫الإن�سان» )1791(، «الأ�شياء المنك�سرة» )4791(، «الب�ستان» )8891(، «عابر �سبيل» )3991(،‬

‫«�آخر الم�ساء»، «�شجر البيا�ض»، «القب�ض على الماء»، «في قارب واحد»، «وعازف البيانو» )7002(.‬

‫�آرام‬

‫ق�صيدة‬
‫�أتذكَّ ر حين �أتي ُتك‬
‫ُ َ ْ‬
‫ِ‬
‫ٍ‬
‫ذات خريف‬
‫وما في يدي �صولجان‬
‫ٌ‬
‫ْ َ‬
‫وال ذهب‬
‫ٌ‬
‫وما في الوفا�ض‬
‫ِ‬
‫�سوى بع�ض دمع‬
‫ِ‬
‫ٍ‬
‫ٍ‬
‫وبع�ض ق�صائد غائمة‬
‫ِ‬
‫فان�سدلت على‬
‫ْ‬
‫َّ‬
‫�سماء بيا�ض‬
‫َ ٍ‬
‫ودالية للهديل‬
‫ً‬
‫و�أندل�سا في �إهاب جديد‬
‫ً‬
‫فقلت: هو المهرجان. �إذن‬
‫�أينكم يا نوار�س �أندل�س‬
‫ٍ‬
‫يا �شدادة البرابر‬
‫ُ‬
‫هذا هو العر�ش ثانية‬
‫ُ‬
‫ّ‬
‫بين طلك...‬
‫يا نخلتي.. الم�صطفاة؟‬
‫�أتذكَّ ر حين �أتيتك‬
‫ُ َ‬

‫وفي كل حين‬
‫ِّ ٍ‬
‫ٍ‬
‫�أعود ب�شاردة‬
‫ُ‬
‫متفردةٍ‬
‫ِّ في البهاء‬
‫َ ْ‬
‫ِ‬
‫�أتذكَّ ر حين �أتيتك‬
‫ُ َ‬
‫ملتحفا بالم�سا ِء‬
‫ُ‬
‫ً َ َ‬
‫وكنت بقايا‬
‫ُ‬
‫على ظاهرِ اليدِ‬
‫�أو فوق ما ٍء‬
‫ْ َ‬
‫ِ‬
‫فو�شيت ِني في يديك‬
‫ّ‬
‫َ ٍْ‬
‫حديقة ورد‬
‫ِ‬
‫وما �شئت من �شجرٍ‬
‫وغنا ٍء‬
‫وو�شيتني مرة ثانية‬
‫ًّ ً‬
‫ّ‬
‫في بيا�ض البرا ِن�س‬
‫ِ‬
‫ِ‬
‫ً‬
‫�سيفا �صقيال‬
‫ً‬
‫وخيال م�سومة‬
‫ً ُ َّ ً‬
‫وفوار�س‬
‫َ‬
‫ِ‬
‫عادت من الحرب‬
‫ْ‬
‫مثقلة بال�سالم‬
‫ً‬
‫ْ‬

‫ٍ‬
‫في موكب‬
‫ناك�س الر�أ�س‬
‫ِ ّ ِ‬
‫منك�سرِ الروح‬
‫ُّ ِ‬
‫ُ‬
‫ُ ِ‬
‫في �صفرة الميتين‬
‫ْ‬
‫ِ‬
‫فانب�سطت على الأر�ض‬
‫ِ‬
‫لي‬
‫غرفة.. في مدى البحرِ‬
‫ٌ‬
‫ذاهبة في ال�سماء‬
‫َّ‬
‫وكانت‬
‫ْ‬
‫كما يخرِ �صون-‬‫ُ‬
‫م�سورة بالبنادق‬
‫ُ َّ ً‬
‫�ضيقة مثل قطرة حبرٍ‬
‫ً‬
‫مهي�أة‬
‫َّ ً‬
‫لأكون ال�سجين‬
‫ْ َ َّ‬
‫ُ َّ‬
‫فكنت الطليق‬
‫ِ‬
‫وكنت لي الـمهر‬
‫ُ‬
‫ُ ِ‬
‫همت به في المجاهل‬
‫َ َ ِ ِ‬
‫�أ�ستبق الريح حينا‬
‫ً‬
‫ُ ِّ َ‬
‫و�أ�ستبق الحلم حينا‬
‫ً‬
‫ُ ُ َ‬

‫91‬

‫وو�شيتني مرة ثالثة‬
‫ًّ ً‬
‫ّ‬
‫ِ‬
‫ِ‬
‫في �سقوف الم�ساجد‬
‫ِ‬
‫َ ِ ِ‬
‫فوق القباب الوطيئة‬
‫ِ‬
‫ِ‬
‫في �أغنيات الجبال‬
‫نجمة‬
‫ً‬
‫ال تم�س الغيوم‬
‫ُ‬
‫ُّ‬
‫ذ�ؤاباتها‬
‫ُ‬
‫�أو تطول �إليها‬
‫يد الم�ستحيل..‬
‫ِ‬
‫ُ‬
‫فيا نخلتي الم�صطفاة‬
‫َ‬
‫ُ‬
‫ِ‬
‫�سالما عليك‬
‫ً‬
‫�سالما‬
‫ً‬
‫ْ ِ‬
‫ِ‬
‫ِ‬
‫و�إن كنت في منزل القلب‬
‫ِ‬
‫منك‬
‫مقيما‬
‫ُ ً‬
‫مقيما‬
‫ُ ً‬
‫�إلى �أبد ال�شعرا ِء.‬
‫ِ ُّ‬

‫عدد 211‬

‫5 كانون الأول 7002‬
‫�أحمد ها�شم الري�سوني‬

‫ولد ب�أ�صيلة �سنة 0691. �أ�ستاذ جامعي، حا�صل على �شهادة الدكتوراه في الآداب �صدر له:‬

‫«الجبل الأخ�ضر» )8991(، «مرتيليات» )9991(، «النور» )0002(.‬

‫ق�صر الري�سوني‬
‫َّ ٌ‬
‫َّ ٌ‬
‫ٌ‬
‫�شبابيك روحية م�ضوعة‬

‫�شبابيك م ْنتقاة بحنين �أزرق‬
‫ٌ ُ ٌ‬
‫ٍ‬
‫ٍّ ْ‬
‫حنين مائي قائظ‬
‫�أزرقٌ ، باب الغمام‬
‫ُ‬
‫َ‬
‫ثم ينظر جهة المدى‬
‫ُ‬
‫حيث النيلة الم�سواة‬
‫ُ ُ َّ ُ‬
‫ُ‬
‫وثمة قَب�س جيري‬
‫ٌّ‬
‫َ ٌ‬
‫ينظر جهة ال�صدى‬
‫ُ‬
‫يم�سح فرحة الر ْيح‬
‫َ ِّ ِ‬
‫ُ‬
‫بنجم الم�ساء‬
‫ِ َ َ ْ‬
‫فرحة الإ�صباح‬
‫ْ َ‬
‫ْ‬
‫�أزرقٌ ..‬
‫ِ‬
‫تمرح بتالبيبه‬
‫ُ‬
‫ز َّل ْيجات فاغرات غَ دها‬
‫ٌ ِ ٌ َ‬
‫ُ‬
‫ّ ِ‬
‫ز ّليجات تكتب و َلع ال ّتحيات‬
‫ٌ‬
‫ُ َ َ‬
‫�ضحى العيد‬
‫ْ‬
‫ثم تم�سح ورق الطفولةِ‬
‫َ ُّ‬
‫ُ‬
‫ز ّليجات، ت�شهد،‬
‫ٌ ْ ُ‬
‫ُ‬
‫وزليجات ت�سهر‬
‫ٌ‬
‫ُ‬
‫ِ‬
‫خلف �شبابيك ال�ضحى‬
‫َ‬
‫ُّ‬
‫�أزرقٌ‬
‫�أزرقٌ‬
‫و�أخ�ضر‬
‫ُ‬
‫باب ال�صهيلْ ،‬
‫ُ ّ‬
‫ثم...‬
‫َّ‬
‫هذا الفناء الأ�صيلْ ،‬
‫ُ‬
‫�شهقة روح‬
‫َُْ ُ ٍ‬
‫ُ‬
‫�أو �صليل �ضياء!!؟؟‬
‫ْ‬
‫ِ‬
‫ف�سيف�ساء المرح ال َّناعم‬
‫ُ َ َ ِ‬
‫ُيغم�ض الجفن تحت الفو ْيق‬
‫َُ ْ‬
‫ِْ ُ َ ْ َ‬
‫�أو قلْ مرح الزجاج ال�شامي‬
‫ّ‬
‫ُ َ َ ُ ُّ‬
‫زليجات �صهباوات‬
‫ٌ‬
‫ْ‬
‫طفقن يخ�صفن مرايا‬
‫ِْ َ‬

‫ّ ِ‬
‫الع�شيات‬
‫يخ�صفن جير ال ُّنذور‬
‫ْ َ َ‬
‫ُ َّ ِ‬
‫ِ‬
‫المدلهمة في �س ْبحات‬
‫ُ‬
‫الغ�سق‬
‫َ ْ‬
‫ِ‬
‫�أزرقٌ غ�سقي‬
‫َ ٌّ‬
‫هو الباب‬
‫ُ‬
‫�أزرقٌ باب الروح‬
‫ُ ُّ ِ‬
‫ب�شبابيكه المدلهمة‬
‫َّ‬
‫وبرجه المائي غَ بِق...‬
‫ُّ ٌ‬
‫ُ ُ ُ‬
‫ُ ْ ِ َّ ِ‬
‫م َّتكئ فوق عوينات الرحيق‬
‫ُ ِ ٌ‬
‫النيلي،‬
‫ِّ‬
‫َيمرق ا�شتباكات الطِّ‬
‫يقان،‬
‫ُْ ُ ْ‬
‫ثم قلْ :‬
‫ُ‬
‫فُو ْيق الفناء‬
‫َ َ ِ ْ‬
‫خ�شب �أزرقٌ حلمه‬
‫َ ٌ ْ‬
‫ُ ُُْ‬
‫م ْثخن هذا الخ�شب‬
‫ُ َ ٌ‬
‫َ َ ْ‬
‫برذاذ النظر‬
‫ِ َّ ْ‬
‫م ْثخن ز ّليج الزوايا،‬
‫ُ َ ٌ ُ ّ‬
‫ورخام ال�سكينة‬
‫ُ ُ ّ ْ‬
‫�شبابيك م�شرئبات‬
‫ٌ ُ َّ ٌ‬
‫ِ‬
‫نحو ذَوات الف�ؤاد‬
‫ْ‬
‫َ‬
‫ٍ‬
‫نحو َبهوٍ �صاف‬
‫ْ‬
‫ٍ‬
‫�شبيه بالقَ�صيد‬
‫ْ‬
‫�أو قلْ عي ُنه هو‬
‫ُ ْ ُ ُ‬
‫ْ َ ِ ّ ِ‬
‫َنحو ذَات ال�شبابيك‬
‫�أو ز ّليجات مرِ حات‬
‫ٌ َ َ ٌ‬
‫قلْ هذا..‬
‫ُ‬
‫يا هذا..‬
‫ْ‬
‫وافتح �أزرق ال�شبابيك.‬
‫َ ّ‬

‫ناظم الجعفري‬

‫81‬
‫�إدري�س علو�ش‬

‫من مواليد �أ�صيلة 4691 �شاعر ويعمل بال�صحافة مرا�سالً لمجلة الهدف. �صدر له: «الطفل‬
‫البحري» )0991(، «دفتر الموتى» )8991(، «مرثية حذاء» )6002(، «فار�س ال�شهداء» )7002(‬
‫�أ�صدر عددين من مجلة مرافئ ال�شعرية: 89 / 9991.‬

‫ِ ْ ُ ُّ َ ِ‬
‫الل َّْيلُ مهنَة ال�شعراء .. وكَفى ..!‬

‫�س َ�أخ َتبِر‬
‫َ ْ ُ‬
‫ع َتبة الم�ساء‬
‫َ َ َ َ‬
‫�إذَا �شاءت ذَخيرة الوقت‬
‫َ‬
‫ُ َ‬
‫ِ‬
‫حيث فقَاعات ال�صباح ا َّلذي ولَّ‬
‫َى‬
‫ُ َ َ ُ َّ‬
‫ِ ْ َ َ َّ‬
‫تنقر م�سمار الظهِ يرة…‬
‫ْ ِ‬
‫و�أَ�س َتعير‬
‫ِ َّ‬
‫من خطوات الطريق‬
‫ِ ْ‬
‫َبو�صلة ِل�شرخ يتف َّتت ذّرات…‬
‫ْ َ َ َ ْ ٍ َ ُ‬
‫�أُ ْبحر – هكذا – في القَ�صيدة،‬
‫ِ ُ‬
‫وعرا ِء المع َنى،‬
‫َ َ َْ‬
‫ِ‬
‫في ا ْن�سياب الالَّ�شيء، في ت�صدع‬
‫ُّ ِ‬
‫َ ْ‬
‫َْ‬
‫الفل�سفة، في هدم العمران، في محارِ‬
‫َ‬
‫َ ْ َُْ‬
‫َّ ْ‬
‫ال َّنهر، في محوِ ال�شكل، في رق�ص‬
‫ْ ِ‬
‫َ ْ‬
‫ِ‬
‫ال َّنافُورة، في هذيانِ‬
‫ِّ‬
‫ال�شك، في‬
‫َ‬
‫ََ ِ‬
‫َ‬
‫عر�صات الأقَاليم، في فَوا ِتير المحفظة،‬
‫َ‬
‫في جزر المجازِ ، في وقع الك ْبو ِة، في‬
‫ُ ُ َ َ‬
‫َِْ َ َ‬
‫وهج البالَغة، في دكْ َنة الق َناة الأُولى،‬
‫َ‬
‫ُ‬
‫َ َ ِ َ‬
‫في م ْن َتهى الخ ِ‬
‫َ ريف، في جزر ال ّإياب،‬
‫ُ َ‬
‫ُ‬
‫ِ‬
‫ِفي حزن يوم الإثنين، في �شطحات‬
‫َ َ َ‬
‫الفيزياء، في َبهو ال�صحوِ ، في �شرفة‬
‫ْ‬
‫َّ ْ‬
‫ُ ْ‬
‫ِ‬
‫ْ‬
‫�أُ ْن�سي الحاج، في غَ ليون تروت�سكي،‬
‫َ ّ‬
‫في خ�صر فيفي عبده تماما..في َنثر‬
‫القَ�صيدة…‬
‫ِ َ‬
‫َ ُ ِ َْ َ َ ِْ َ َ َ َ ِ‬
‫�أُراوِ د مروحة الأَمك َنة و َتاج الك ِلمات،‬
‫والنهايات ِبدايات �أَع َتقد ِلقفرِ �آخر،‬
‫َ َ ٌ ْ ِ ُ َْ َ‬
‫ِّ َ َ‬
‫والفراغ بقُوة الأَ‬
‫ََ َ‬
‫�شياء ُي�صبح مقبرة..!‬
‫ْ‬
‫ْ‬
‫ُّ‬
‫ال �أَكْ ثرث ِلر�صيف اللغة، لقاء الن�سيان‬
‫َ‬
‫ُ َ‬
‫ُّ َ‬
‫ِّ‬
‫�أه ِتف ِلظلي، ال�سكارى وحدهم‬
‫َ َ ْ َ ُ‬
‫ْ‬
‫قَادِ‬
‫ْ ِ‬
‫رون على حلّ �إ�ضراب ال َّتارِ يخ،‬
‫ِ‬
‫ُ‬
‫ِْ‬
‫ََ‬
‫وال�شعراء ِفي ِنهاية القَرن مج َبرون على‬
‫ُّ‬
‫ُ ْ‬
‫َ ُ‬
‫ْ َ ِ‬
‫ُ‬
‫َ‬
‫َنقر قَ�صا ِئدهم ِفي �أَجهزة ال تعرف ما‬
‫ْ‬
‫الخيال..؟!‬
‫نديمي في الك�أ�س‬
‫َّ ِ‬
‫َّ‬
‫في المحبة.. والال حرب..!‬
‫َ‬

‫َيحدث �أَن ُت�سمى‬
‫ْ ُ ُ ْ َّ‬
‫ال َّتفا�صيل ِبرمتها حياة،‬
‫َ ُ َّ َ‬
‫و�صوت المع َنى خرِ يف‬
‫ُ َْ َ ٌ‬
‫َ‬
‫ُيرا ِب�ض في مدار ال ّتيه..‬
‫َ ُ‬
‫َ‬

‫ِ‬
‫ما الذي يحدث الآن في دوالب‬
‫َ‬
‫ُ‬
‫المو�سيقي‬
‫و�أنت.؟‬
‫َ‬
‫َ ْ َ ْ َّ َّ‬
‫ما خط ُبك، َلو �أَن الليل ا ْنزاح عن غَ �سق‬
‫َ َ ْ‬
‫ال�صبح..؟‬
‫وك�أْ�سك، هلْ �شرِ ْب َته عن �آخرهِ‬
‫ُ َ‬
‫�أوالً..؟‬
‫َ ُ‬

‫َ ِ‬
‫من َيقوى على فيزياء الح ْتف‬
‫َ َْ‬
‫ِ‬
‫غَ ْيرك- ..!‬‫ٍ‬
‫ِْ َ َ‬
‫والعمر �أَبجدية مق�صلة بالية‬
‫ُْ‬
‫تتوقع �سقوط � ِ‬
‫َ‬
‫أناملك في الهواء..‬
‫َ‬
‫َّ ُ‬

‫ِ‬
‫معك �أنا في خراب الن�ص،‬
‫ِّ‬
‫ِ‬
‫واللحظة،‬
‫ِ‬
‫والق�صيدة..!‬
‫(كُ لما �ضاقَت الع َبارةُ…‬
‫َّ َ َ ِ ِ َ‬
‫�أَذْهب لحال �سبيلي..!)‬
‫َ ُ‬
‫ِ َ‬

‫م�س َتق َبلك العدم حين َي�س َتجمع‬
‫ُ ْ ْ ُ َ ََُ َ ْ ْ ُ‬
‫الوقت عقارب ال�ساعة‬
‫َْ ُ‬
‫َ َّ‬
‫في فَم الرمل..‬
‫ِ َّ‬

‫َ ِ‬
‫نديمي في غُ رف الأَر�ض‬
‫ْ‬
‫ُ َ َ ْ َ ِ‬
‫في الهوا ِء الم ْثخن ِبرع�شة‬
‫َ‬
‫ِّ ِ‬
‫الز ْلزال..!‬
‫ُ َّ َ ِ‬
‫ه َّيا َن�صعد معا �سلم الوظيفة‬
‫َ ْ َُ‬
‫َنت�سلى ِبراتب ال�شهر الم ْبحوح‬
‫َ ِ َّ‬
‫َ‬
‫َْ َ ُ َ ِ‬
‫ُنحاكي رق�ص الغربان‬
‫ُنرتب فَواني�س ال َّنهار‬
‫َ ِّ‬
‫َ‬
‫َّ‬
‫�أما الليل، فهو مهنة ال�شعرا ِء‬
‫ُّ‬
‫.. وكفى …‬

‫َ ُ َ َ ِ‬
‫ف َناء الج�سد‬
‫وِ الَدة �أُخرى ِلأَر�ض‬
‫ْ ٍ‬
‫ٌ ْ‬
‫ِ‬
‫ُ‬
‫تعرف َتجاعيد الوجه‬
‫َ ْ‬
‫و�أَ�سرار الجبين..‬
‫ْ َ َ‬
‫الحكمة‬
‫ِ ْ ُ‬
‫…( ال جدوى الأَ�شيا ِء‬
‫ْ‬
‫َ َ ْ‬
‫�أَ�شالء..!)‬
‫ْ ً‬
‫ِ ُْ َ‬
‫�سفرك غَ ْيب الآ ِتي‬
‫ُ‬
‫وما َتبقى‬
‫َّ‬
‫حا َنات ال�شوق �أَدرى‬
‫َّ ْ ْ‬
‫َ‬
‫ِبه َيامهِ‬
‫ُ ِ‬
‫�ضحى..‬
‫ُ َ‬

‫ِ ُّ ِ ِ‬
‫�سر الكتَاب‬

‫�أَ ْنت الوا ِفد من ده�شة الحزن‬
‫ُ‬
‫َ‬
‫َْ َ ِ ُ ْ‬
‫َي�أْ�سركَ‬
‫َ ُ غَ د الر�شح‬
‫ُ َّ ْ‬
‫و�سدى ُتعا ِند‬
‫َ ُ ً َ ُ‬
‫�سر الك َتاب…‬
‫ِ َّ ِ ْ‬

‫ما َيحدث‬
‫َ ْ ُ ُ‬
‫هو الالَّ�شيء‬
‫َ ْ‬
‫ِ‬
‫وع ْيناك الخ َيا َنة‬
‫َ َ‬
‫هلْ ر�أيت عدا كَ وكَ ب َيرقُ�ص‬
‫َ َ‬
‫ْ ٍ ْ ُ‬
‫ِلمتاهة ال�شم�س‬
‫َّ ْ ِ‬
‫َ‬
‫و�أَقدام‬
‫َ َْ‬
‫َلك َتخطو في ز َبد الأَ�ش َياء..‬
‫َ ْ‬
‫َ ِ ْ‬
‫الحقيقة عدم م�ش َتهى‬
‫َ ُ ٌ ُ ْ‬
‫والأَمكنة قفر بارد‬
‫ْ ِ ُ ٌَْ ٌ‬
‫والروح �صحراء..!‬
‫ُّ ُ َ ْ َ ٌ‬

‫12‬

‫عدد 211‬

‫5 كانون الأول 7002‬
‫محمود عبد الغني‬

‫من مواليد مدينة خريبكة �سنة 7691. حا�صل على �شهادة الإجازة في الأدب العربي. يهيئ‬

‫بحثا ً جامعيا ً حول الرواية العربية. �صدر له: «مجرة تحت الأر�ض»،‬

‫�سعداء من قر�أوا عولي�س‬
‫�أزور الغابة‬
‫َ‬
‫ُ‬
‫لماذا �أزور الغابة با�ستمرار؟‬
‫َ‬
‫ُ‬
‫َ‬
‫هل يرقد �أبي هناك‬
‫ُ‬
‫ومعه �شم�سه المهجورةُ،‬
‫ُ ُ‬
‫ََ ُ‬
‫وكلبه الوفي‬
‫ُُ‬
‫ُّ‬
‫ُ‬
‫الذي ُير�سل نباحه �إلى �أبعد نقطة؟‬
‫َ‬
‫ُ‬
‫هل �أزورها‬
‫ُ‬
‫لأن �إخوتي،‬
‫َّ‬
‫الذين �ألقيت نظرتي الأخيرة عليهم،‬
‫َ‬
‫ُ‬
‫ال يجدون �شيئا ي�أكلونه‬
‫ً‬
‫َ‬
‫ُ‬
‫غير ع�شب بين ال�صخر‬
‫َ ُ ٍ َ َّ‬
‫وزجاجات �شراب‬
‫ِ َ‬
‫تلمع تحت ال�سراج؟‬
‫ُ‬
‫َ ِّ‬
‫�أم لأن الكالب تلهث ورائي‬
‫ْ َّ‬
‫ُ‬
‫َ‬
‫على طريقٍ‬
‫خدرها الليل؟‬
‫َّ َ‬
‫اليد الغريقة‬
‫ُ‬
‫ُ‬
‫زائري العظيم،‬
‫هل قر�أت عولي�س؟‬
‫َ‬
‫جئت لتنقذَ‬
‫يدي الغريقة.‬
‫َ‬
‫كيف �صار ذلك؟‬
‫َ‬
‫َ‬
‫ر�أيت ما حدث‬
‫َ َ َ‬
‫ُ‬

‫«عودة �صانع الكمان» )3002(.‬

‫ٍ‬
‫على جداريات كثيرة.‬
‫بمودة كانت الأيادي تغرق،‬
‫ًَّ‬
‫وت�شرب الماء جرعة واحدة.‬
‫ً‬
‫ُ‬
‫َ‬
‫ٍ‬
‫ٍ‬
‫ف�أبقى من باب لباب‬
‫�سائال عما حدث، وكَ ْيف؟‬
‫َ‬
‫ً َّ َ َ َ‬
‫فيما الآخرون‬
‫َ‬
‫ينتظرون �أن يتقي�أ‬
‫َ ْ‬
‫الماء يدي،‬
‫ُ‬
‫ٍ‬
‫تحت غراب ينعق.‬
‫ُ‬
‫َ‬
‫الجزيرة تنتظر‬
‫ُ‬
‫ُ‬
‫�أعرف �أنك‬
‫�أكملت الدورةَ،‬
‫َ‬
‫وتريد الذهاب �إلى الجزيرة.‬
‫ُ‬
‫َ‬
‫�أنا الوحيد الذي‬
‫ُ‬
‫ُ‬
‫يعرف ذلك.‬
‫ُ‬
‫لكني �أخاف‬
‫�أن تخ�سر كلَّ �شيء.‬
‫ْ‬
‫َ‬
‫هذا ما �سجلته‬
‫ُ‬
‫ِ‬
‫في ال�صفحة الأولى والثانية والثالثة.‬
‫لماذا تذهب �إلى هناك؟‬
‫ُ‬
‫ُ‬
‫َّ ْ َ‬
‫هل لوحت لك يد واختفت؟‬
‫ٌ‬
‫ْ‬
‫�أم �أ َّنها لم تعد تنتظر‬
‫ْ ُْ‬
‫ُ‬
‫ِ َ‬
‫�أحداً �سواك،‬
‫بعد �أن لو َثها الرحالة‬
‫َّ ُ‬
‫َ ْ َّ‬

‫كنت �أتوقع‬
‫ُ‬
‫َّ ُ‬
‫كنت �أتوقع‬
‫ُ‬
‫َّ ُ‬
‫�أن يدق الجر�س،‬
‫ْ َّ‬
‫ُ‬
‫ٍ‬
‫وي�سرع النا�س �إلى �أفواه‬
‫َ‬
‫ُ‬
‫تتكلم لغة ب�سيطة،‬
‫ً‬
‫َّ ُ ً‬
‫كلما طفت جلود �آدمية‬
‫ْ ُ ٌ َّ‬
‫فوق ما ِء البركة.‬
‫َ‬
‫والبدر المنير‬
‫ُ‬
‫يخيط كلَّ �شيء ب�أ�سالك تلمع،‬
‫ُ‬
‫ِّ‬
‫ك�أ َّنها نب�ضات في كل دقيقة.‬
‫ٌ‬
‫هل كنت ت�سمع �صوتا‬
‫ً‬
‫َ‬
‫ُ‬
‫بين الخرائب؟‬
‫َ‬
‫�صوت م�سموع كالهموم.‬
‫ٌ‬
‫ٌ‬
‫َ‬
‫ُ َ‬
‫غرابك ُيراقبك‬
‫َ‬
‫َ‬
‫غرابك واقف ُيراقبك.‬
‫ٌ‬
‫ِ‬
‫ّ َ‬
‫مد يدك على الخريطة،‬
‫َّ ِ‬
‫َ‬
‫فرق ال�ضيوف على الأزقة،‬
‫ِّ‬
‫َّ ِ‬
‫وقف �أمام المحطات الأخرى.‬
‫ْ‬
‫َ‬
‫قبلتك الج�سور‬
‫ُ‬
‫الراغبة في االنهيار.‬
‫ُ‬
‫�أ�شرب،‬
‫ْ‬
‫ال �سم في �شرا ِب َ‬
‫َ َ ك.‬
‫َّ‬
‫الجار الثالث �س َي�أتي‬
‫ُ‬
‫َ‬
‫ُ‬
‫َ َ‬
‫حين َيرى �أنوارك.‬
‫َ‬

‫جورج مرعب‬

‫02‬
‫�أحمد المجاطي‬

‫ولد بمدينة الدار البي�ضاء �سنة 6391. در�س ب�إحدى الجامعات ال�سورية بدم�شق، ومنها ح�صل على‬

‫�شهادة الإجازة. �أحرز على دبلوم الدرا�سات العليا �سنة 1791 ودكتوراه الدولة 2991 من كلية‬

‫الآداب والعلوم الإن�سانية بالرباط. وكان يعمل �أ�ستاذا ً بنف�س الكلية. توفي بمدينة الرباط �سنة‬
‫5991. ح�صل على جائزة ابن زيدون لل�شعر بمدريد �سنة 5891 عن ديوانه (الفرو�سية) و�صدر له‬
‫ديوان واحد �إلى جانب درا�سته الجامعية حول �أزمة الحداثة في ال�شعر العربي.‬

‫َّ َ‬
‫ْ ِ‬
‫ك�أن اهلل لم ي�صدع به‬
‫�سيفا‬
‫ً‬
‫و�شم�سا‬
‫َ َ ْ َ ً‬
‫ورجاءا‬
‫ََ َ َ‬

‫كتابَة على �شاطئ طنجة‬
‫ِ َ‬
‫َ‬

‫ُ ِّ ِ‬
‫جبل الريف على خا�صرة الفجر‬
‫تع َّثر‬
‫َّ ِ‬
‫هبت الريح من ال�شرق‬
‫ِّ ُ‬
‫َّ‬
‫زهت في الأُ‬
‫فْق الغربي‬
‫ِ َ‬
‫ْ‬
‫ِّ‬
‫غابات ال�صنوبر‬
‫ُ َّ ْ‬
‫ال تقلْ للك�أ�س هذا وطن‬
‫ِ َ َ َ َ ُ‬
‫ِ‬
‫اهلل‬
‫فَفي ط ْنجة‬
‫ِ ْ َ َ َ‬
‫ُ‬
‫َي ْبقَى اهلل في محرا ِب ِه الخلفي‬
‫ْ ِ ْ َ‬
‫ِّ‬
‫عط�شان‬
‫َ ْ َ َ‬
‫و َي�س َت�أ�سد قَي�صر‬
‫َ ْ ِ ُ ْ َ ْ‬

‫ُ َ‬
‫ليته مال على مراك�ش ال�شمطا ِء‬
‫َ‬
‫ً‬
‫نخال‬
‫ِ‬
‫وعلى كثبان وارزازات‬
‫َ‬
‫َ َ‬
‫ماءاً‬
‫ٍ‬
‫ِ‬
‫ُ‬
‫�آه �أم�سى جبل الريف �سراديب‬
‫َ‬
‫وعاد ال�صمت منبر‬
‫َ َ َ َّ ُ ِ ْ‬
‫ال تقلْ للك�أ�س هذا وطن‬
‫ِ َ َ َ َ ُ‬
‫ِ‬
‫اهلل‬
‫فَفي ط ْنجة‬
‫ِ ْ َ َ َ‬
‫ُ‬
‫َي ْبقَى اهلل في محرا ِب ِه الخلفي‬
‫ْ ِ ْ َ‬
‫ِّ‬
‫عط�شان‬
‫َ ْ َ َ‬
‫و َي�س َت�أ�سد قَي�صر‬
‫َ ْ ِ ُ ْ َ ْ‬

‫هل �شربت ال�شاي‬
‫َ‬
‫َ‬
‫في �أ�سوا ِقها ال�سفلى‬
‫ُّ‬
‫غم�ست العام‬
‫َ‬
‫َ‬
‫في اللحظةِ‬
‫َّ‬
‫واللحظة‬
‫َ‬
‫في ال�سبعين عام‬
‫َّ َ ْ‬
‫�أم �شققت النهر في �أح�شا ِئها‬
‫َ‬
‫َ‬
‫قلت:‬
‫َ‬
‫ُ‬
‫هي اليرموك‬
‫والزالقة الح�سناء‬
‫ُ‬
‫ُ‬
‫من �أ�سما ِئها‬
‫قلت:‬
‫َ‬
‫ُ‬
‫هي الحرف‬
‫ِ‬
‫على �شاهدة القبر.‬
‫يغني‬
‫ِ‬
‫وعلى �سارية الق�صرِ‬
‫يموت‬
‫ْ‬
‫وعرفت اهللَ‬
‫ِ ُّ ِ‬
‫في محبرة الرعب‬
‫َ‬
‫وقامو�س ال�سكوت‬
‫ِ‬

‫الخمــارة‬
‫َتفتح الك�أ�س �أقباءها‬
‫َ‬
‫ُ‬
‫ُ‬
‫تتواتر فيها ال ُّنعوت‬
‫ُ‬
‫ُ‬
‫َّ‬
‫ِ َ ِ ٍَ‬
‫تتنكر في ثوب عا�شقة‬
‫ُ‬
‫ُ ُ ِ ُ ِ‬
‫تنثر الورد من �شرفَات الب ُيوت‬
‫ُ ََْ‬
‫حيـن �أخلو ِبها‬
‫َ‬
‫ِ َْ‬
‫ِ‬
‫بعد منت�صف الليل‬
‫ِ‬
‫َ ُ‬
‫تر�شق في الخ�صلة الم�ستريحة‬
‫ُ‬
‫ِ ُ‬
‫زنبقة‬
‫ً‬
‫تفتح ال�صدر لي وال�شوارع‬
‫ُ‬
‫ًُ‬
‫َ ْ‬
‫ت�ضحك من وجهي الم�س َتدِ‬
‫ُ‬
‫ُ ْ ْيـر‬
‫ً‬
‫قــليـال‬
‫تباد ُلـني قبلة‬
‫ِ‬
‫َ‬
‫�آه، خدها بادر حين �أوغل في البعد‬
‫ٍ ُّ‬
‫َ َ‬
‫َ ُّ َ َ ِ‬
‫وامتد بيني وبين الزجاجة‬
‫َّ‬
‫�صوت الم�ؤذِّن:‬
‫ُ‬
‫ْ‬
‫�إن العمائم تنبت كالفطر‬
‫َّ‬
‫َ ُ‬
‫ِ َ َ ِ‬
‫َ‬
‫مثل ال ُّنجوم على كَ ِتف الج َنراالت‬
‫ِ‬
‫ِ‬
‫وال�سجون التي تملأ الرحب‬
‫َ‬
‫بين الرباط و�ص َنعاء‬
‫َ‬
‫ِ َ ْ‬
‫َ‬
‫مثل الج�سورِ التي ن�سفت‬
‫ْ‬
‫َّ‬
‫خط بارليف‬
‫�أين الطريق �إلى جبل ال�ش ْيخ‬
‫ُ‬
‫ِ َّ ِ‬
‫َ‬

‫تخرج الأكفان من �أجدا ِثها‬
‫ُ‬
‫ُ‬
‫يوما‬
‫ً‬
‫وتبقى ها هنا الع ْتمة‬
‫ُ َ ُ‬
‫وال�سائحة الحمقاء‬
‫ُ‬
‫ُ‬
‫ِ‬
‫والمقهى الذي اعتدنا به الموت‬
‫َ‬
‫م�ساءاً‬
‫ربما عاج بنا الفجر على دائرة من‬
‫َ‬
‫ِ َ ْ‬
‫ُ‬
‫َنهوى‬
‫قليالً:‬
‫ْ‬
‫ْ‬
‫«فخططنا من نقا الرمل ولم تحفظ»‬
‫َّ ِ ْ‬
‫ِ‬
‫ويبقى الحرف م�صلوبا على �سارية‬
‫ً‬
‫ُ َ‬
‫الق�صرِ‬
‫32‬

‫َنك�شت َتحت حاجبِها‬
‫َ َ ْ ْ َ َ ِ َ‬
‫ْ ُّ ِ‬
‫َّ ِ‬
‫�أ�شعلت للزبون المعلب‬
‫�سيجارة‬
‫ً‬
‫ِ‬
‫ِ‬
‫هكذا يتغير طعم النبيذ المع َّتـق‬
‫َّ ُ ُ‬
‫تعبر �سبتة بين اللفافةِ‬
‫والتبغ‬
‫ِ‬
‫َ‬
‫ُ‬
‫ُ‬
‫ت�سقط بيني وبين الزبون المعلب‬
‫�أغنية‬
‫�آه‬
‫...‬
‫تتناثر �أجنحة اللحن‬
‫ُ ْ ِ‬
‫ُ‬
‫ُ َ َ ُ ُ ِ‬
‫ت�أخذ �شكل الوجوه التي تتوهج‬
‫َّ ُ‬
‫َ َ َ ِ‬
‫حول المواْ ِئد:‬
‫ً‬
‫هلْ ت�أكلين قليال من اللوز‬
‫عيناك َثر َثارتان‬
‫ِ ْ‬
‫َ َ ِ‬
‫َ‬
‫عرفتك قبل اجتيازِ الجماْرِ ك..‬
‫�سبتة‬
‫كانت محاورتي تع�شق الرق�ص‬
‫ُ ْ َ‬
‫ْ ُ‬
‫ِ‬
‫تنزع من جــرحهـــا َب�سمــــــة‬
‫ُ‬
‫َ‬
‫ْ َ‬
‫وتغني‬
‫ِّ‬
‫ليحتمي اللحن بالذَّ اكرة...‬
‫ْ ُ‬
‫�إن ن�صف الزجاجةِ‬
‫َيكفي‬
‫َّ‬
‫َ ُّ‬
‫�إذا �أقفل البار �أبوابه‬
‫َ ُ َْ َُ‬
‫وانتهينا �إلى ردهة المد والجزرِ‬
‫ِ ِّ‬
‫ْ‬
‫وال�صبوة العاثرة‬
‫َّ‬
‫تخلع الك�أ�س �أ�سماءها‬
‫ُ‬
‫َ‬
‫ُ‬
‫تتواتر فيها النعوت‬
‫ْ‬
‫ُ‬
‫َّ‬
‫ِ َ ٍ‬
‫تتنكر في ثوب زنزانة‬
‫ُ‬
‫تنثر الورد من �شرفات البيوت‬
‫َ‬
‫ُ ِ ُ ْ‬
‫ُ‬

‫عدد 211‬

‫5 كانون الأول 7002‬
‫ثريا ماجدولين‬

‫�شاعرة وناقدة، حا�صلة على دبلوم الدرا�سات العليا �سنة 3002 وتعمل حاليا ً بالرباط. �صدر لها‬

‫ثالثة دواوين �شعرية : «�أوراق الرماد» )3991(، «المتعبون» )0002(، «�سماء ت�شبهني قليالً»‬
‫)5002(. ولها م�ؤلفات م�شتركة في مجال النقد والم�سرح: «دينامية الفعل الدرامي في م�سرح‬
‫ال�سيد حافظ» )5002(، «عبد الرحمن مجيد الربيعي روائياً»، درا�سات )4891(.‬

‫وقالَت الْمحارة ِللْبَحر‬
‫َ ِ َ َُ ْ‬

‫على حافَّة الل ْيل‬
‫َ َ َ ِ َّ ِ‬
‫ِ ُ َ ْ ِ‬
‫�أَ�سير وحدي‬
‫�إِ َلى ا ْلقَ�صيدة‬
‫ِ َ‬
‫ُ َ ْ‬
‫َي ْت َبع ِني خطوي‬
‫َي�س ِبق ِني‬
‫ْ ُ‬
‫�صداي‬
‫َ‬

‫على حافَّة الل ْيل‬
‫ََ َ ِ َ ِ‬
‫�أُالحق هم�سة ال َّنجم ا ْلوحيد‬
‫ِ ُ َ ْ َ َ ْ ِ َ‬
‫َ ََ ِ‬
‫�أَج ِل�س قُبا َلة ا ْلورق‬
‫ْ ُ‬
‫َ ُ ُّ‬
‫و�أَخط:‬
‫ِلل َبحرِ َلوعة ا ْلموج الظامئ دوما ِللرمال‬
‫ْ ْ ْ َ ُ َ ْ ِ َّ ِ ِ َ ْ ً ِّ‬
‫ولي هذا الاْ ْن ِتظار‬
‫َ َ‬
‫ِ َ ُ‬
‫ْ َُْ ِ َ ْ ِ‬
‫كَ م َيلزمني من ا ْلوِ ديان‬
‫كَ ي �أَغْ �سل َ�أحداقي‬
‫ْ ِ َ ْ‬
‫ِ ْ َ َ ِ َّ‬
‫من وجع الل ْيل ؟‬
‫كَ م َيلزمني من ا ْلغ ْيم‬
‫ْ َُْ ِ َ َ ِ‬
‫ِ‬
‫كَ ي �أُخفي‬
‫ْ ْ َ‬
‫ومي�ض ع ْي َني ؟‬
‫َ َ َ َّ‬
‫كَ م َيلزمني من ال�شم�س‬
‫ْ ْ َ ُ ِ َ َّ ْ ِ‬
‫ْ ِ َ ِ ِّ‬
‫كَ ي �أُغادر ظلي‬
‫و�أَ ْنف�ض ُتراب الل ْيل عني ؟‬
‫َ ُ َ‬
‫َ َّ ِ َ ِّ‬
‫�شهِ َّية ِقطعة ال�ضو ِء‬
‫َ ٌ ْ َ ُ َّ ْ‬
‫خلف الزجاج‬
‫َ ْ َ ُّ‬
‫غَ ْير �أَني‬
‫َ ِّ‬
‫�أَرتاد َل ْيلي‬
‫ْ ُ‬
‫م�ضمخة ِبال�سهاد‬
‫ُ َ َّ َ ً ُّ‬
‫و�أَ ْترك ج�سدي‬
‫َ ُ ُ َ َ‬
‫َي�سير وحده‬
‫ُ َ ْ َُ‬
‫�إِلى حافَّة الل ْيل‬
‫َ ِ َّ ِ‬
‫م َتوجا ِبا ْل َبيا�ض‬
‫ُ َّ ً‬
‫ها �أَ َنا‬
‫َ‬
‫على حافَّةِ‬
‫َ َ َ الل ْيل‬
‫َّ ِ‬
‫وحدي‬
‫َ ْ‬
‫َ‬
‫ِ ُ ََ‬
‫�أَ َّتكئ على حجرِ ا ْلك ِلمات‬
‫َ َ‬
‫َّ ْ ِ‬
‫و�أَمحو مرايا ال�صمت‬
‫َ ْ ُ َ‬
‫ََ ِ‬
‫ِبورق ال ُّنعا�س‬

‫َ ْ ُ ُ ِ‬
‫و�أَر�سم غَ دي ا ْلم�شدود‬
‫َ ْ َ‬
‫َب ْين قَو�س ْين‬
‫َ ْ َ ِ‬
‫(�أَو �أَد َنى)‬
‫ْ ْ‬
‫ها هي ورد ِتي‬
‫َ ِ َ ََْ‬
‫ُ َّ َ‬
‫ْ ُ َ َ‬
‫َتعرِ �ض ع�سيل َتها ا ْلم�ؤَجلة‬
‫َ ْ َ ُ َ َ‬
‫و َتقطع ح ْبلها ال�سري‬
‫ُّ ِّ َ‬
‫وحدها،‬
‫َ ْ َ‬
‫ِ‬
‫ها هي‬
‫َ َ‬
‫َتج ِل�س عر�ش ا ْلخواء‬
‫ْ ُ َ ْ َ َ‬
‫و ُتردد‬
‫َ َ ِّ ُ‬
‫َ ُ َ ِّ ُ ُّ ْ ِ‬
‫ما قَا َله �سيد ال�صدفَة‬
‫المر�أَ ِة الن�سيان ...‬
‫ْ َ ِّ ْ‬
‫مرة �أُخرى‬
‫َ َّ ً ْ َ‬
‫على حافَّة الل ْيل‬
‫َ َ َ ِ َّ ِ‬
‫وحدي‬
‫َ ْ‬
‫�أُغَ ادِ‬
‫ر ج�سدي‬
‫ُ َ َ‬
‫َ ْ َ َّ ِ ُ ِ ِ ِ‬
‫و�أَقر ُ�أ لل�سواد ا ْلموغل ِبجواري‬
‫َ‬
‫قَ�صيدتي الأخيرة:‬
‫ِ َ ْ َ‬
‫َّ ْ ُ َ ِ َ‬
‫اَل�سهو خطي َئ ُتك �أَ ُّيها الزمن‬
‫َّ َ ُ‬
‫ٍ َ ِّ ُ ُ ُ ُ‬
‫كُ لُّ �آت ُيغلفه ا ْلمحال‬
‫ٍ‬
‫كُ لُّ �آت‬
‫غ َياب‬
‫ِ ٌ‬
‫ْ ِ‬
‫وال �شيء في الأُفْق‬
‫َ َ َْ‬
‫ٍ‬
‫غَ ْير غُ ر َبة ناعِ‬
‫�سة‬
‫َ‬
‫َ ْ‬
‫وه َن ْيهات من �شجن‬
‫ٍ ِ ْ َ َ ٍ‬
‫َ ُ‬
‫َ ِ‬
‫وفُتات امر�أَة ..‬
‫َْ‬
‫على حافَّة الل ْيل‬
‫َ َ َ ِ َّ ِ‬
‫�أَج ِل�س‬
‫ْ ُ‬
‫َ َ ِ َّ ِ َ ْ ِ‬
‫في �شرك الل ْيل وحدي‬
‫َ َ ْ ِ‬
‫ووحدي‬
‫�أَ َت َبدد‬
‫َّ ُ‬
‫َ ٍَ‬
‫كَ غ ْيمة‬
‫ِ ِ َّ‬
‫في حا�ش َية الطريق.‬

‫�ضياء العزاوي‬
‫ّ‬

‫ها �أَ َنا‬
‫َ‬
‫ْ ُ ً ِ ْ َ ٍ‬
‫�أَع ُبر َل ْيال من رماد‬
‫�إِ َلى َل ْيل من حميم‬
‫ٍ ِ ْ َ‬
‫22‬
‫�إدري�س الملياني‬

‫ولد بمدينة فا�س �سنة 5491. تلقى تعليمه االبتدائي والثانوي بمدينة الدار البي�ضاء. ثم التحق‬

‫بجامعة دم�شق لمتابعة درا�سته الجامعية. حا�صل على �شهادة الإجازة في الأدب العربي من كلية‬

‫الآداب والعلوم الإن�سانية بفا�س. در�س اللغة الرو�سية والأدب الرو�سي بمو�سكو. يعمل ب�سلك‬
‫التدري�س بمدينة ال��دار البي�ضاء منذ عام 0791. �صدر له: «�أ�شعار للنا�س الطيبين»، ديوان‬
‫م�شترك مع ال�صغير الم�سكيني و�أحمد هناوي ال�شظيامي )7691(، «في مدار ال�شم�س رغم النفي»‬

‫)4791(، «في �ضيافة الحريق» )4991(.‬

‫دوناتو�س‬
‫في البد ِء كان البحر‬
‫َ َ ْ ُ‬
‫م�سكونا ِبده�ش ِته الأليفةِ‬
‫ً َ ْ َ ِ‬
‫،‬
‫َ‬
‫يح�ضن الأنهار، مفتونا بحوريا ِتها،‬
‫َ َ ً‬
‫َّ َ‬
‫ُ‬
‫َ ِ‬
‫م ِلكا على عر�ش الجداوِ ل‬
‫َ َ ً‬
‫َْ ِ‬
‫والقَبا ِئل‬
‫َ ِ‬
‫والقُرى المو�صو َلةِ‬
‫َ ْ ُ الظلَّ‬
‫بالتين‬
‫ِ‬
‫ِ‬
‫والزيتون‬
‫والنخل‬
‫ِ‬
‫�أهزوجة من �سهل �سو�س،‬
‫ً‬
‫ِ‬
‫رق�صة ريفية حرى،‬
‫ً‬
‫ً‬
‫على �إيقاع‬
‫ِ‬
‫مزمارٍ وطبل‬
‫ٍ‬
‫ُ‬
‫ت�أخذ امر�أة �إملكيلية‬
‫ً‬
‫بذراع‬
‫ِ‬
‫فار�سها‬
‫ِ َ‬
‫ُ‬
‫وتدخل خيمة‬
‫ً‬
‫ليزفَّها‬
‫ٌ ِ‬
‫�شيخ �إليه: با�سم دوناتو�س!‬
‫ِ‬
‫كانت تكتب الأر�ض‬
‫َ‬
‫ْ‬
‫ُ‬
‫َ‬
‫اعتراف البحرِ ،‬
‫في قدا�سها اليومي‬
‫َّ‬
‫ِّ‬
‫تكتب وهو ُيملي‬
‫ُ ْ َ‬
‫طوبى لدوناتو�س بعلي!‬

‫قدا�س‬
‫ُ‬
‫ُ‬
‫�أيها الإيل الجليل‬
‫ُّ‬
‫بيت لن�سكنه‬
‫ُ‬
‫ٌ‬
‫وفي تمرٍ لن�أكله‬
‫ُ‬
‫ِ‬
‫وفي ركن التعارف‬
‫ِ‬
‫َ َّ ِ‬
‫ْ َ‬
‫كي نب ّثك لوعة الع�شاق‬
‫�أ�شواقا م�ضمخة الر�سا ِئل‬
‫ً ُ َّ ً َّ ِ‬
‫ُ‬
‫َ‬
‫لي�س َيحملها �إليك‬
‫َ‬
‫بريد �ساع �أو ر�سول‬
‫ٌ ٍ‬
‫َ ُ‬
‫ُ‬
‫ُ‬
‫�أيها الإيل الجليل‬
‫ُّ‬
‫َ‬
‫تجلَّ في لأرتديك‬
‫َّ‬
‫وترتديني جبة‬
‫ً‬
‫َ‬
‫من�سوجة بيديك‬
‫ً‬

‫ِ ُ ِ‬
‫من جلد الوعول‬
‫ُ‬
‫ُ‬
‫�أيها الإيل الجليل‬
‫ُّ‬
‫تملَّ في تملَّ َ‬
‫فيك‬
‫َّ‬
‫تجد كني (عبداً ورباً)‬
‫ْ‬
‫َّ‬
‫ُ ِ‬
‫�إ َّنه �إثنان (لي�س له مثيل)‬
‫َ ُ َ‬
‫ُ‬
‫ُ‬
‫�أيها الإيل الجليل‬
‫ُّ‬
‫تجلَّ في ع ْنقاْء مغربةٍ‬
‫َ َ َ ُ‬
‫ْ َ ِ ٍ‬
‫لنبد�أ من جد ْيد،‬
‫ٍْ ِ‬
‫دورة ال َّتكوين من جيل ِلج ْيل‬
‫َ‬
‫ِ‬
‫ُ‬
‫طوبى لدوناتو�س طفلي!‬

‫َ ِ‬
‫كن بي جد ْيراً، كن د ِل ْيلي � َّأيها الع ْنقَاء‬
‫ْ َ‬
‫َ ُ‬
‫ْ ْ‬
‫ْ َ‬
‫َ‬
‫�أكن لك الدليل في الإ�سراء‬
‫الحمد لي �إزار‬
‫ُ ْ‬
‫والحب لي رداء يا رائيا لي في دجى‬
‫ٌ‬
‫ُّ‬
‫ً ْ‬
‫الظلماء‬
‫(ما في الديارِ‬
‫�سوى مالب�سي) ومالي‬
‫ََ‬
‫في الورى �إال هيولى من هباء‬
‫ْ َ‬
‫ُ‬
‫�أنا ح�ضي�ض القبة الزرقاء‬
‫ُ َّ ِ َّ‬
‫والطائر الحميلق في الجوزا ِء‬
‫ُ‬
‫ُ‬
‫كي‬
‫ْ‬
‫َ‬
‫�أ�صل‬
‫�أخلع لي العذار‬
‫ْ‬
‫َ‬
‫لك‬
‫في‬
‫َّ‬
‫ولي‬
‫لي‬
‫ْ‬

‫�سورة العنقاء‬
‫ُيووو يويويو يوووه!‬
‫زغرودة م�سدودة الأ�صدا ِء‬
‫ُ‬
‫ٌ َ‬
‫ت�أتي ِبها الأنواء‬
‫َ‬
‫يووويا َيهوه!‬
‫ينه�ض من رماد ِه الع ْنقَاء‬
‫ُ ِ ْ ََ ِ َ‬
‫َ ْ ِ ِ َ‬
‫يدور حول َنف�سه البِيكاْر‬
‫ُ‬
‫ْ‬
‫في َبرزخ من َنار‬
‫ٍ ْ‬
‫ْ‬
‫عا�صفة هو… جاء جاء‬
‫ٌ‬
‫َ َ‬
‫من ظلمة العما ِء لل�ضيا ِء‬
‫ِّ‬
‫ِ ََ‬
‫�أ�سراره مك�شوفة‬
‫ٌ‬
‫ُُ َ‬
‫وك�شفه �أ�سرار‬
‫ُ ْ‬
‫َ ْ ِ‬
‫يم�شي على الما ِء و َيم�شي في الهواءِ‬
‫ْ‬
‫ْ‬
‫ِ‬
‫م�ست�أن�سا بوح�شة ال�صحراء‬
‫ً‬
‫َّ‬
‫ُ‬
‫َ َ ً ِ‬
‫و�ضائقا ِب�سع ِة ال�سما ِء‬
‫َ َّ َ‬
‫ِّ َّ ِ‬
‫ُ‬
‫يدخل في �سم الخياط والبحارِ‬
‫يبرق �أو يرعد �أو يمطر بالأنوار‬
‫ُ‬
‫ُ‬
‫ُ‬
‫ك�أ َّنه الطوفان فان‬
‫ُ ُّ ُ‬
‫والع�صف والآكان‬
‫ُ‬
‫والرب والإن�سان‬
‫ُّ‬
‫هو (الحمى والحي) والأح َياء‬
‫ْ‬
‫ُّ‬
‫(عبد ورب �إ َّنه �إثنان)‬
‫ٌ‬
‫ٌّ ُ‬
‫من طين �آدم ومن طين ِته حواء‬
‫ِ َ‬
‫ِ ُ‬
‫ِ‬
‫تع�شقه الحور ويهوى حوريات الما ِء‬
‫ُ‬
‫ُ‬
‫ُ‬
‫َّ َّ‬
‫يردني مني �إلي كلما ا�ستوى‬
‫ُّ‬
‫ِّ ٌ‬
‫على الجودي فلك، وا�ستوى الربان‬
‫َّ‬
‫َ ِ ِ‬
‫ِ‬
‫ِ‬
‫في ركنه الم�صون، فوق عر�شه الو�ضا ِء‬
‫َّ‬
‫على الجبين هالة بي�ضاء‬
‫ِ‬
‫ٌ‬
‫ُ‬
‫يخبر عني ويقولني بال �أ�سماء‬
‫ُ ِّ‬
‫ْ َ‬

‫ترتيل‬
‫ُ‬
‫طوووبى لد ووونا ااااا‬
‫توووو�س طوووووبى ل….. ي‬
‫دووووونااااااا �إي……ل‬

‫منيرة القا�ضي‬
‫52‬

‫عدد 211‬

‫5 كانون الأول 7002‬
‫فاتحة مر�شيد‬

‫�شاعرة وطبيبة حائزة على الدكتوراه في الطب �سنة 5891. �صدر لها :«�إيماءات» )2002(، «ورق‬

‫عا�شق» )3002(، «تعال نمطر» )6002(، «�أي �سواد تخفي يا قو�س قزح»، باللغتين العربية‬
‫ُ‬
‫والفرن�سية، الترجمة الفرن�سية لعبد الرحمان طنكول )6002(، «حروف و�ألوان» (حقيبة فنية) عمل‬
‫م�شترك )6002(، «لحظات ال غير» ، رواية )7002(.‬

‫ر�شفات‬
‫�أ�سر‬

‫لماذا‬
‫كلما ا�ستهواني المدى‬
‫ّ ْ‬
‫َ‬
‫ي�أ�سرني الج�سد؟‬
‫ِ ُ‬
‫كي تحيا‬

‫كما الموج‬
‫ُ‬
‫ينفث‬
‫ُ‬
‫�أنفا�سه الأخيرة‬
‫على الرمل‬
‫َّ‬
‫الذي ال يرتوي‬
‫ُ ّ ٍ‬
‫�أموت مرات‬
‫لكي تحيا‬
‫كي �أحيا‬

‫�أ�سترق‬
‫ُ‬
‫من �شبق‬
‫َ‬
‫ِ‬
‫الزمن المارق‬
‫ّ‬
‫رع�شة‬
‫ً‬
‫كيما �أموت‬
‫ُ‬
‫َّ ِ‬
‫من ال�سكينة‬
‫نزيف‬

‫ُ‬
‫تنزف‬
‫الروح‬
‫ُّ ُ‬
‫مني‬
‫ِّ‬
‫ال �أثر‬
‫َ‬
‫لدمائي‬
‫على‬
‫القلم‬
‫ََْ‬
‫ماء القلب‬

‫�أهو الظم�أ‬
‫َ َ َ‬
‫ُ‬
‫َيجعل ِني‬
‫�أرى الماء‬
‫َ َ‬
‫حيث ال�سراب؟‬
‫ُ َّ َ ُ‬

‫�أم هوِ الحب‬
‫ْ ُ‬
‫َّ‬
‫ٌ‬
‫بخيل‬
‫َْ ِ‬
‫بما ِء القلب؟‬
‫حب الهث‬

‫َّ َّ َ‬
‫لأن حبك‬
‫الهث كالهروب‬
‫ٌ‬
‫ُ‬
‫ُيالحقني الزمن‬
‫َّ ُ‬
‫ب�أح�ضا ِنك‬
‫حافة فرحي‬

‫لم َي َتجا�سر الحزن‬
‫ْ ُ‬
‫ْ‬
‫َ ْ‬
‫َ ْ ِ ٍ‬
‫على طرق َباب‬
‫�أنت خلفه‬
‫َ َ َُ‬
‫ت�سلق‬
‫َ ّْ‬
‫ِ‬
‫حافة فَرحي‬
‫َّ َ َ ْ‬
‫ج�شع‬

‫ُتطعمه‬
‫ِ ُُ‬
‫كرز ال ّثغرِ‬
‫َ ْ‬
‫َي�ضطرم‬
‫ْ َ ُ‬
‫جوعه‬
‫ُ ْ ُُ‬
‫معاودة‬

‫عاد‬
‫َ‬
‫َبعد قَط ْيعةٍ‬
‫َْ ِ‬
‫ي�أمر الحب‬
‫َّ‬
‫ُُ‬
‫�أن ُيعاد‬
‫َ‬
‫تذعن‬
‫َ ُ‬
‫يح�ضن الرماد‬
‫ُ ُ َّ َ‬
‫�أجمل اللقاء‬

‫تهدر ال َّنف�س‬
‫ِ ُ ْ ُ‬
‫َ‬
‫في ا ْن ِتظارِ ِه‬
‫ْ ُ ّ‬
‫�أجمل اللقاء‬
‫ما لي�س ُينتظر‬
‫َ‬
‫ُ‬
‫�سعدي الكعبي‬
‫42‬
‫وفاء العمراني‬

‫من مواليد 0691 بمدينة الق�صر الكبير ب�شمال المغرب. حا�صلة على �شهادة الإجازة بكلية الآداب‬
‫والعلوم الإن�سانية بالرباط �سنة 2891 و�شهادة ا�ستكمال الدرو�س من نف�س الكلية �سنة 4891.‬

‫تعمل �أ�ستاذة بكلية الآداب والعلوم الإن�سانية بالمحمدية. �صدر لها: «الأنخاب»، «�أنين الأعالي»،‬
‫«فتنة الأقا�صي» و «هيئت لك».‬

‫بَقايَاي الَّتي �أَتْعبَ ْت ِني‬
‫َ َ‬
‫َ‬

‫ا َّلتي �أ ْتع َب ْتني‬
‫َ‬
‫�أَحملها �صخرة‬
‫ْ ُِ َ ْ ًَ‬
‫ُ َ ْ َ َ ْ ِ‬
‫�أ ُنوء بها َتحت �شرنقَات‬
‫العمرِ‬
‫ُْ‬
‫�أُموهها‬
‫َ ِّ ُ َ‬
‫َ ْ ُ ُ َ‬
‫و�أَر ِتق خ ُيوط عز َل ِتها‬
‫ُْ َ‬
‫َتكبر َنا�ضحة في مرايا‬
‫ُُ ِ َ ً‬
‫َ َ‬
‫ال َّأيام‬
‫ِ‬
‫َترعى فَرح الأ�ش َيا ِء ا َّلتي‬
‫َْ َ َ ْ‬
‫غَ ادر ْتني �سريعا‬
‫َ ً‬
‫ََ‬
‫و َلم �أُغَ ادِ‬
‫رها‬
‫َْ‬
‫َ ْ‬
‫�آخانِ‬
‫َ َّ ُ‬
‫َ ي الرحيل‬
‫و َن�شب حكم َته‬
‫َ َ َ ِ ْ َ ُ‬
‫َ ِ‬
‫في �أ ْنفا�سي‬
‫�أَظلُّ �أ�صعد فَجر كَ ِلماتي‬
‫َ ْ َُ ْ َ َ‬
‫�أَ�س َت ْنبِت ع�شب َنايا ِتها‬
‫ْ ُ ُ ْ َ َ َ‬
‫َتخرج خطواتي من �ضو ِء‬
‫ْ ُ ُ ُ ُ َ ِ ْ َ ْ‬
‫�شكها‬
‫َ ِّ َ‬
‫وتهدر في غَ وري الدروب...‬
‫ْ َ ٌُّ ُ ُ‬
‫َ ْ ُ‬
‫َ ْ ِ ْ ِ ُ ُ َ َ‬
‫بالـموج �أعجن خبز طرِ يقي‬
‫َْ ِ‬
‫َب َيا�ض ِفي الوقت‬
‫ٌ‬
‫َب َيا�ض في ال�سرير ِة‬
‫ٌ‬
‫َّ َ‬
‫َب َيا�ض ِفي الأبجد َّيةِ‬
‫ْ َ ِ‬
‫ٌ‬
‫�صودرت الأ ْلَ‬
‫ُ ِ َ ِ‬
‫وان عن‬
‫َ ُ ْ‬
‫�صوتي البا ِقي‬
‫َ ْ‬
‫َ‬
‫ال مكان‬
‫َ َ ٌ‬
‫َ َ ُ َ َ َّ ِ‬
‫لي رحابة الب�شرية‬
‫ولون البها ِء‬
‫َ ْ ُ َ‬
‫وما ال ُيطال من جدا ِئل‬
‫ُ ْ َ َ ِ‬
‫َ‬
‫ال�سما ِء...‬
‫َّ َ‬
‫َبقاياي ا َّلتي �أتَْ‬
‫عب ْتني‬
‫َ‬
‫َ‬
‫َترحل بي �إ َلى ذروةٍ‬
‫ِ‬
‫ْ َ ُ‬
‫َْ‬
‫في الال زمن‬
‫َّ َ َ ِ‬
‫َْ ُ ََْ ْ َ ِ‬
‫َتقدح ورد الأحزان‬
‫َْ ِ‬
‫و ُت ْنعم على القلب‬
‫ِ ُ َ‬
‫َ ْ ْ َ ِ‬
‫ِب َن َيا�شين من �أَهوال‬

‫ميلود بو كر�ش‬

‫72‬

‫الوفَا ِء‬
‫َ‬
‫ِ‬
‫�أَ ْن َت�سب �إلَ‬
‫ُ ْيها‬
‫َ‬
‫و�أُخرِ ج من �ضلعِ‬
‫َ ْ ُ ِ ْ ِ ْي‬
‫َ‬
‫الـمك�سورِ‬
‫َ ْ ُ‬
‫َ َ‬
‫غَ ْيمة ُتروي كُ لَّ هذا‬
‫َ ً َ ِّ‬
‫اله َباء...‬
‫َ‬
‫َ َ ْ‬
‫ما �شكو ِ‬
‫َ ْ َ ِ‬
‫َ اك يا ريح الأعماق‬
‫الآهلة بالأَعالي؟!‬
‫ِ ََ‬
‫َ‬
‫ِ‬
‫لك غبطة الكالم‬
‫ُ َ ِ‬
‫و ِلي �أن �أ�س ِلمك ظمئي‬
‫َ‬
‫ْ ْ َ ِ َ َ‬
‫و�أَقر َ�أ في وادِ‬
‫َ ي الحوا�س‬
‫َ َ ِّ‬
‫َ َْ‬
‫معا ِني ال�صحراء...‬
‫َ َ َ َّ ْ َ‬
‫َ ْ ُ ِ‬
‫�ضو�ؤك، بقاياي،‬
‫َ‬
‫َ َّ ٌ َّ ٍ َ ُ َ ٍ‬
‫ح�ضا َنة ِل ُن ُبوة م ْنذورة‬
‫ْ َ َ َ َ ْ ِ‬
‫َ َ‬
‫جعل ْتني �أجمل من الـموت‬
‫ْ َ ِ‬
‫و�أ�شهى من رحيق‬
‫َ ْ َ‬
‫ا َلحياة‬
‫َ‬
‫َتح َّية ِلخ�ضر ِة ِ‬
‫ِ ً ُ ْ َ الجراح‬
‫َ ِ‬
‫ََ‬
‫على الجبين‬
‫َ ِ‬
‫�أُو ِقظ رواء الروح‬
‫ُ ُ َ َ ُّ ِ‬
‫و�أعزِ ف، اليوم،‬
‫َ ْ ُ ََْ‬
‫ع ْند َلة ال�ص َباح...‬
‫َ َ َ َّ‬
‫َبقَاياي ا َّل ِتي �أَ ْتعب ْت ِني و�أنََ‬
‫ََ َ ا‬
‫َ َ‬
‫َْ‬
‫َن َتوغَّ ل �سوِ ًّيا �إ َلى �أَعلى‬
‫َ ُ َ‬
‫َ َ ِ ِ ْ َ َ َ َّ‬
‫و�أَ ْن�أى من اج ِترارِ هذا الظالَم‬
‫ِبا ْن ِتظارِ �أَر�ض للقَرارِ‬
‫َ ْ ٍ ْ َ‬
‫وق ِليل من فَرح ال�سماء...‬
‫َ َ ٍ ِ ْ َ ِ َّ َ‬
‫عدد 211‬

‫5 كانون الأول 7002‬
‫عبد ال�سالم الم�ساوي‬
‫ُ‬

‫من مواليد �إقليم تاونات �شمالي المغرب عام 8591. دبلوم الدرا�سات العليا في الأدب العربي‬

‫الحديث عن ر�سالة بعنوان: «البنيات الدالة في �شعر �أمل دنقل»، دكتوراه الدولة في الأدب‬
‫العربي المعا�صر �سنة 3002، عن �أطروحة بعنوان: «الموت في ال�شعر العربي المعا�صر».‬

‫�صدر له: «خطاب �إلى قريتي»، �شعر )6891(، «البنيات الدالة في �شعر �أمل دنقل»، درا�سة‬

‫)4991(، «�سقوف المجاز»، �شعر )9991(، «عناكب من دم المكان»، �سرد )1002(، «ع�صافير‬
‫الو�شاية»، �شعر )3002(، «�إيقاعات ملونة»، قراءات في ال�شعر المغربي المعا�صر )6002(.‬

‫هذا جناه ال�شعر علي...‬
‫َ ُ ِّ ْ ُ َ َّ‬

‫حرري الأخ�ضر‬
‫ْ َ‬
‫ِّ‬
‫ُ ِ‬
‫من فُ�صولك‬
‫وا ْتركي الربيع َْي�أتي‬
‫َّ‬
‫و�ساعديني كي �أرفَع‬
‫ْ َ‬
‫َ‬
‫ِ َّ َ ً‬
‫هذه ال�سماء قليال‬
‫فَوق �سمائي‬
‫ْ َ‬
‫وفوق غُ ُيوم ذَكّ ر ْتني‬
‫ْ‬
‫ب�أن عينيك بحار‬
‫ٌ‬
‫ّ َ ْ‬
‫َ ُ َ ٍ‬
‫و�أ ّني مح�ض خيال‬
‫َ ْ َ َ‬
‫تائه عن مزارك..‬
‫هلْ ك ْنت واقعيا ع ْندما دعو ُتك‬
‫ً‬
‫ُ‬
‫َ‬
‫َ‬
‫لإعادة الدم‬
‫َّ ِ‬
‫�إلى �صخرته‬
‫َ ْ‬
‫والر�أ�س المقطُ‬
‫ْ وعة‬
‫َ‬
‫�إلى ج َّثتها الهاربة‬
‫َ‬
‫ُ‬
‫والقَلب ا ْلخا�شع‬
‫َ‬
‫َ‬
‫�إلى �صدر ال َّنزوات؟!‬
‫َ ْ‬
‫وكَ م َيكفي لِ‬
‫ن ْن�سى‬
‫َ‬
‫ْ‬
‫�أن الحب في المتاحف �صالة‬
‫َ ِ ِ َ ٌ‬
‫ّ ُ َّ‬
‫و�أن التاريخ الذي ا�شتر ْينا‬
‫َّ‬
‫َ‬
‫ْ َ‬
‫كان �أ�ضغاث �أفْكار‬
‫َ‬
‫َ‬
‫في كَ ف ال�صائغ المغمور‬
‫ّ َّ‬
‫َُْ‬
‫فَحرري الأَخ�ضر‬
‫ْ ْ َ َ‬
‫ّ‬
‫واجلدي �صدري ب�أُغْ نية فار�سية‬
‫َ ْ‬
‫َ ْ‬
‫ّ‬
‫كَ ي �أَم�شي في �شوارع دم�شق حافيا‬
‫ً‬
‫َ ِ َ ْ َ‬
‫ْ ْ‬
‫في جنازةٍ‬
‫�أبدية‬
‫َ‬
‫َ َّ‬
‫هلْ َتك ُتبين الآن على �شاهدتي:‬
‫َ ْ َ َ‬
‫َ‬
‫هذا جناه عليه ال�شعر‬
‫َ ُ ِ ِّ ُ‬
‫َ َ ٍ‬
‫وما جنى علي �أحد‬
‫َ َ َّ‬
‫�أو َت�شربين قَهوة ا ْلغفرانِ‬
‫ْ َ َ ْ َ ُْ‬
‫في باحة من كلمات؟‬
‫َ ٍ ْ َ‬
‫ُ‬
‫ها َنحن الآن َن�ستدرك ما فات‬
‫َ‬
‫ْ ُ‬
‫ْ ْ َ ْ َ‬
‫من َن ْب�ض َلم ُي�ؤمن بمن �أيقظه‬
‫ِ‬
‫ُ‬
‫من غَ فوةٍ‬
‫ْ ْ فادحة‬
‫َ‬
‫وها َنحن ندرب الأَ‬
‫ْ ُ ِّ ُ ْ �صابع‬
‫َ َ‬
‫َ‬
‫على ر�سم الم�س َتحيل‬
‫َ َ ْ ِ ُ‬
‫ففي ال�سياق قَمر َيعتلي �صهوة ال�سماء‬
‫َ ْ َ‬
‫ّ ِ َ ٌ ْ‬
‫ّ‬
‫َ َ ِ‬
‫الّتي: هلْ ُت�ساعدي َنني على رفْعها‬
‫فَوق هوا ٍء �ض َّيعني؟‬
‫َ‬
‫ْ َ َ‬
‫وفي ال�سياق وجهك المال ِئكي‬
‫َ ْ ُ‬
‫َ‬
‫ِّ‬
‫عبثا ُيقر ُئني ما َتي�سر‬
‫َ ً ْ‬
‫َّ‬
‫من مجد ا ْلخ�صلتين‬
‫ِ ْ َ ْ ِ ُ ْ ْ‬
‫َّ ْ ُ ِ‬
‫وما َتعلمت �سوى �أن الفار�سية التي‬
‫َّ‬
‫َّ َ‬
‫َ‬

‫َبكت‬
‫ْ‬
‫قَد �أَ�ضاءت عا�صفة من العط�ش‬
‫ً َ َ ِ‬
‫ْ َ‬
‫ْ َ َّ ُ َّ ِ‬
‫َتحت القُب ِة المذه َبة‬
‫َّ ْ‬
‫الآن يم�شي الحبر في ال�سطر‬
‫َ ْ‬
‫ُْ‬
‫وال َيم�شي ا ْلكالم‬
‫ْ ْ َ ُ‬
‫ْ َ ْ ُ‬
‫اَلآن َتر َتبك ا ْلقَ�صيدة‬
‫َُ‬
‫في �أَوج َن�شوتها‬
‫ْ ِ ْ َ‬
‫ُ‬
‫كَ ي َتكوني َلها قَا ِفية‬
‫ً‬
‫ْ‬
‫ْ‬
‫َ َ ُ َ‬
‫و�أكون ا ْلحطام‬
‫َ َّ ْ ِ‬
‫�أنا الغريب ا َّلذي َتوهمت‬
‫َ ُ‬
‫ومن �أَعطى لل َّتماثيل مالمحه‬
‫َ َ ُ‬
‫ََ ْ ْ‬
‫و�أف َتى:‬
‫َ ْ‬
‫ب�أن الطريق ُنقطة‬
‫َّ ّ َ ْ َ ٌ‬
‫وا ْلخطو م�سافَة‬
‫َ َ ْ َ َ‬
‫وا ْلع�شق رحابة‬
‫َ َ ٌَ‬
‫َ‬
‫وا ْلعمر �سحابة‬
‫َ َُْ َ َ َ‬
‫فَحرري الأَخ�ضر‬
‫ْ ْ َ َ‬
‫َ ِّ‬
‫َ ِ‬
‫كَ ي �أَ�صير َب�صيراً بع ْي َن ْي ِ‬
‫َ ك‬
‫ْ‬
‫وا ْتركي الربيع َي�أْتي‬
‫َّ َ‬
‫َ ُ‬
‫ِ ْ َ ْ ُ ْ َ‬
‫من مجد خ�صل َت ْيك‬
‫ٍََْ‬
‫�إ َلى قلعة‬
‫�أكون بها �ص َنما‬
‫َ ً‬
‫ُ‬
‫وتكونين ا ْلعذْ راء..‬
‫َ‬
‫َ َ‬
‫ما غيرت ال�صور �شخو�صها‬
‫َّ ِ ُّ ُ ُ ُ‬
‫َ‬
‫ذلك ا ْلم�ساء‬
‫َ َ‬
‫َّ‬
‫ع ْندما َتمزق َنعلي في الطريق‬
‫َ َ َّ ْ‬
‫ف�أدركني �شيخ المحبة‬
‫َ ْ‬
‫ُ َ َّ‬
‫وما كُ ْنت �أدري ب�أني‬
‫ِّ‬
‫ُ ْ‬
‫َ‬
‫�أَ�سير �إلى ج ْنب الحريق..‬
‫َ‬
‫َ‬
‫ُ‬
‫و�أنا الغريب الذي َتوهم ِ‬
‫َّ ْ ت‬
‫َ‬
‫ُ‬
‫�أنا من عرى دمه‬
‫َ ْ َ َّ َ َ ُ‬
‫في مقام ال َّنهاو ْند‬
‫َ‬
‫َ‬
‫ف�أع َتق كمانا من ذَبح و�شيك‬
‫َ ْ َ َ ً‬
‫ٍْ َ‬
‫َتعالي َنقت�سم �سلة الخ ِ‬
‫ْ ْ ْ َ ّ َ ريف‬
‫ٍ‬
‫فالربيع �آت مفعما بالرغَ بات!!‬
‫ً َّ‬
‫َّ‬

‫يحيى التركي‬

‫62‬
‫محمد الميموني‬

‫ولد بمدينة �شف�شاون المغرب �سنة 6391. عمل �أ�ستاذا في التعليم الثانوي بمدينة طنجة من‬
‫ُ‬
‫6691 �إلى 2791, ثم مديرا ً للثانوية في مدينة تطوان. االعمال ال�شعرية المن�شورة «�آخر �أعوام‬

‫العقم» )4791(، «الحلم في زمن الوهم» )2991(، «طريق النهر» )5991(، «�شجر خفي الظل»‬

‫)9991(، «الأعمال ال�شعرية الكاملة» )2002(. وله كتب �أخرى في النقد الأدبي والترجمة.‬

‫�شجرة مهجورة‬

‫الألم‬

‫�صالة وخ�شوع طيـبان‬
‫َ ٌ‬
‫ِّ‬
‫وال جـدوى‬
‫َ‬
‫و�أنت المتفرج البعيد‬
‫ُ‬
‫َ‬
‫ِّ ُ‬
‫والمهرج المعزولُ‬
‫ِّ‬
‫وال�شجرة المن�سية المهجورة‬
‫ُ‬
‫َّ ُ‬
‫ُ‬
‫ِ َ ٍ‬
‫بال ظـلّ مهيب‬
‫�أو طيورٍ �أو ثمار‬
‫ْ‬
‫ْ ْ َ‬
‫�أ َّنى لها �أن تعرف البوح‬
‫َ‬
‫َ‬
‫و�أن تقترف الخطيئة‬
‫ْ ِ‬
‫ولم تـملْ �أغ�صانـها‬
‫ُ‬
‫َ‬
‫�أو ترتع�ش �أوراقـها‬
‫ْ‬
‫ُ‬
‫ََ ِ‬
‫من �شـغـب الطير‬
‫ْ‬
‫ِ‬
‫ومن ج�سارة الرياح.‬
‫ْ‬

‫ٍ‬
‫واحتجزوا �أمهات بال نفـ�س‬
‫َ‬
‫ِ ٍ‬
‫ووجوها بال �سـمة‬
‫ِ‬
‫و�صبايا على عـتـبات الحداد.‬
‫َ‬
‫و�ضعوه �أماما‬
‫ً‬
‫ُ‬
‫َ ِ‬
‫ولم َيعرفوا الطفل فيه‬
‫ْ‬
‫الذي كان َيع�شق جارتـه‬
‫َ‬
‫ُ َ َُ‬
‫ويكاب ِـر في خـيال ٍء عفيف.‬
‫ُ َ‬
‫ُ‬

‫الألم �إقليم قا�س �ضيق‬
‫ٌ ٍ‬
‫ٌ‬
‫ُ‬
‫َبعيد ومجاور‬
‫ٌ ُ‬
‫ٌ‬
‫ِ‬
‫مـ ْن�سي ب�سـكا ِنه.‬
‫َ ٌّ ُ‬
‫�إلى متى �أُ ِ‬
‫�شيح عنه‬
‫ُ ُ‬
‫و�أنا المـتاخم‬
‫ُ‬
‫ْ‬
‫ٍ‬
‫ول�ست في منجاة‬
‫ُ‬
‫مهما كان ال�سد عاليا‬
‫ً‬
‫َ‬
‫ُّ‬
‫ْ‬
‫والنوافذ عمياء.‬
‫ُ‬
‫ٌ َ ٌّ‬
‫الألم رفيق فـظ ناعم‬
‫ُ‬
‫ْ‬
‫ِ‬
‫مـواز لأنفا�س هذا الج�سد‬
‫ِ‬
‫ُ‬
‫ِ‬
‫المفتون بالحياة‬
‫ِ ُ ِ‬
‫ِ‬
‫وراعي موت الج�سد المزامـن.‬

‫اختراع‬
‫ْ َ‬
‫�أنا مثــلك حائر مرتاب‬
‫ٌ ُ ٌ‬
‫ُ َ‬
‫تنال مني مثلما تنال منك‬
‫ُ ِّ‬
‫«الكـ ْيف» و«المتـى» و«الأين»‬
‫َ َ‬
‫َ‬
‫َ َ‬
‫دونما ُبرهان‬
‫ْ‬
‫لعـلني �أراك الآن عاريا‬
‫ً‬
‫َ‬
‫َ‬
‫كما تراني عاريا‬
‫ً‬
‫في �ساحة الغبار .‬
‫ِ ُ ْ‬
‫فما جدوى «الكــيف» و«الأين» و‬
‫َْ َ‬
‫َْ‬
‫«المتى»‬
‫َ‬
‫�إذا كنا معا‬
‫ً‬
‫ُ ِْ‬
‫جزءاً من حـزن هذا العالم.‬
‫َ‬
‫فاختـر لي ا�سما تـر�ضاه‬
‫ْ ً َْ ُ‬
‫َْ‬
‫ْ‬
‫�أما �أنا فاخترت �أن �أخترعك‬
‫ُ ْ‬
‫بعيداً عن م َتاه ِة الأ�سماء.‬
‫ْ َ َ‬
‫ْ َ‬

‫الألم حزين وم�سا ِلم‬
‫ُ َ ٌ ُ‬
‫ٌ‬
‫و�صامت قـربا ِني‬
‫ٌ ُْ ّ ٌ‬
‫لـدى قـد�س الأقـدا�س‬
‫ُ‬
‫َ‬
‫ْ‬
‫ومدنـ�س الدنا�س.‬
‫أ‬
‫َ‬
‫ْ‬
‫َّ‬

‫بطل‬
‫َبـطال تـوجوه‬
‫َ َّ ُ‬
‫وقالوا له‬
‫ُ‬
‫ُ َ َّ َ‬
‫�سـر �أماما وقاتل عدوك‬
‫ً‬
‫ِ ْ‬
‫حتى تـموتا معا‬
‫ً‬
‫َ‬
‫ِ‬
‫نـ�صبوه �أمام ِقـناعه‬
‫َ َ ُ َ‬
‫ٍ‬
‫وجها لوجه‬
‫ً‬
‫ُ ُ ِ‬
‫ِ‬
‫على جـرف الموت‬
‫واحتجبوا با ل�شعار‬
‫ْ‬
‫خطفوا قُـبلة من فم امر�أةٍ‬
‫ِ‬
‫ً‬
‫تت�أهب للموت �أو ِ‬
‫ُ َ ْ ِ للحداد‬
‫َ ْ‬
‫وقالوا له‬
‫ُ‬
‫َّ َ‬
‫�سر �أماما وقاتلْ عدوك حتى تموتا معا‬
‫ً‬
‫ْ‬
‫ِ‬
‫ِ‬
‫واحتفوا بالن�شيد الرتيب‬
‫وبالعـلم المت�آكل‬
‫َ‬
‫ُ‬

‫فاتح مدر�س‬
‫ّ‬

‫92‬

‫عدد 211‬

‫5 كانون الأول 7002‬
‫جمال المو�ساوي‬

‫مواليد 0791. �إجازة في العلوم االقت�صادية الرباط 5991. له مجموعة �شعرية بعنوان «كتاب‬
‫الظل» )1002(. حاز على جائزة بيت ال�شعر بالمغرب لأف�ضل �أول مجموعة �شعرية عن «كتاب‬
‫الظل» )2002(.‬

‫انخطاف‬
‫ٍ‬
‫دو َنما خوف‬
‫ُ‬
‫تت�آكل الفكرة بين �أ�صابع ِ الكف‬
‫ِّ‬
‫ُ َ‬
‫الواحدة.‬
‫ْ ٍ‬
‫بينما �أرجوحة تهتف بي من بعيد.‬
‫ٌ‬
‫ُ ْ‬
‫الأرجوحة ذا ُتها‬
‫ُ‬
‫ت�سكن في قلبي دائماً.‬
‫ُ ْ ْ‬
‫كَ ما لو �أني‬
‫َ‬
‫�أتنف�س في غورٍ �سحيقٍ م�سافة �أخرى.‬
‫َّ‬
‫ً‬
‫َ‬
‫ُ‬
‫كما لو �أن دمي ُيعيد ِني �إلى الغروب‬
‫ُ ُ‬
‫َّ َ ْ‬
‫منفرداً ِبخطوات م�ؤلمة، ِب�صالة �آهلةٍ‬
‫َ َ ٍ ُ ٍ َ ٍ‬
‫ُ‬
‫َ ٍ‬
‫ِ ٍ ِ‬
‫ِبالكالم. و ِبوردة َت�سيح على �س َياج من‬
‫ِ‬
‫ْ‬
‫ُ‬
‫َبها ٍء.‬
‫َ‬
‫ِ‬
‫ِ‬
‫لو �أثير الآن، في هذه ال�صورة،‬
‫ُ َ‬
‫وجه امر�أة ُتلوح بِ‬
‫َ َ ْ َ ٍ ِّ ُ ع ْي َنيِها �إلى �شم�س‬
‫َ ْ ِ‬
‫َ َ‬
‫َ ِ‬
‫الخرِ ْيف‬
‫لو �أ�ستطيع محو اللغة المع ِتمة‬
‫ُ َ ْ َ ِ ُْ ََ‬
‫ُ َ ِ َ ْ ِ‬
‫الحت�ضنت ع َتبات الخوف‬
‫ولأ�شعلت لي ج�سداً من ح ِن ْين ومن‬
‫ْ َ ِ‬
‫ُ‬
‫ْ‬
‫َ َ‬
‫َبها ٍء.‬
‫َ‬
‫ِ‬
‫ِ‬
‫غير �أن الفكرةَ، في هذه اللحظة،‬
‫َ َّ‬
‫احتفلت بي‬
‫ْ‬
‫والعالم‬
‫ُ‬
‫ٌ‬
‫خراب م�سرف في ال�سهوِ :‬
‫َّ ْ‬
‫ٌ ُ‬
‫�أين‬
‫َ‬
‫ُتقيم �أيها ال�ضوء؟‬
‫ُ ُّ‬
‫َّ ُ‬
‫كلما �أو�صد القلب َبابه‬
‫َ‬
‫ُ َُ‬
‫َّ َ‬
‫واعدني ال�شفق.‬
‫َّ َ ُ‬
‫كلما واعد ِني ال�شفق‬
‫َّ َ َ َ‬
‫َّ َ ُ‬
‫ارتقيت الفجوة التي َتعود بي‬
‫ُ ْ‬
‫ُ َ ْ ََ ْ‬
‫�إلى‬
‫حيث‬
‫ُ‬
‫ال �أرى.‬
‫ْ‬
‫وكلما ارتقيت كً اْن الموت �صدِ‬
‫َّ‬
‫ُ َ َ ْ ُ َ يقي‬
‫الفرد.‬
‫َْ‬
‫هكذا �آخيت الم�ساء‬
‫ُ َ َ َ‬
‫ِ ُِ َِ‬
‫لأُن�صت للحيوانات المق ْيمة على �شفا‬
‫َ‬
‫َ‬
‫ٍَ‬
‫َل ْيلة‬
‫َّ ِ ِ‬
‫لأكتب عن ال�صاعد ْين �إلي من الفجرِ‬
‫َ ْ‬
‫َ‬
‫َ َّ‬
‫َ‬
‫لأقول‬
‫َثمة حلم مع ِتم في ال�سرِ ْيرِ ِة‬
‫َّ َ ٌ ُ ْ ٌ‬
‫َّ‬
‫ِ‬
‫يرتب �أ�شالءه في انخطاف الع ْين‬
‫َ ِ‬
‫َُ‬
‫ِّ ُ‬

‫في �صحرا ِء الأبدية. و َيحلم‬
‫َّ ِ َ ْ ُ ُ‬
‫ْ َ ْ َ‬
‫بجحيم وافرٍ .‬
‫ٍ‬
‫ِ‬
‫باللعنة.‬
‫ٍ‬
‫ُ‬
‫وبكلمات َيقول �إ ًَّنها متمردة‬
‫ُ ِّ ٌ‬
‫على ال�شكل‬
‫ِ‬
‫و�أي�ضا على الجوهرٍ الم�سيج بالغ َبارِ ،‬
‫ً‬
‫ِّ ِ ُ‬

‫ِ‬
‫�أو في ان�سحاب ال َّنورِ .‬

‫ذاكرة ال�شاعر الأنيق‬

‫ُ ِ‬
‫ِّ‬
‫يحلم بريح من ال�شك تزحف �إليه‬
‫ُ ٍ ْ‬
‫ُ ََ َ َِ‬
‫و َيت�ساءل مع الغ ْيمة التي تغ�سل دمه‬
‫ُ ََُ‬
‫َ‬
‫ْ‬
‫كلَّ فَجرٍ‬
‫ْ‬
‫عن �سر ِه‬
‫ْ ِّ‬
‫عن مكمن ال�سهوِ الذي ال يبرحه.‬
‫ُ ُ‬
‫ْ َ ْ َ ِ َّ ْ‬
‫و�أحيانا ين�سج مع الموت و�ش ْيجة قُربى‬
‫ً‬
‫ُ ََ َ ْ ِ َ ِ َ َ ْ‬
‫كي َي ْن�سى جح ْيمه‬
‫ْ َ ْ َ ِ َُ‬
‫ِ‬
‫وي�سرح في العالم م ِل َيئا بالعزلة.‬
‫َ ْ َ ِ َ ً‬

‫�إلى محمود دروي�ش‬

‫�شكراً‬
‫ُ‬
‫ٍ‬
‫ِ‬
‫لغيمة في و�ضح الذَّ اكرة‬
‫ِ‬
‫ُّ َ َ َّ ِ‬
‫تعد َنف�سها للطرِ ْيق.‬
‫المر�آة‬
‫ُ‬
‫مطف�أة‬
‫ٌ‬
‫ال تقول له �شيئا‬
‫ُ ُ ً‬
‫ٍ‬
‫ُّ ِ‬
‫عن وجه َيرقى في الظلمات‬
‫ْ‬
‫ْ‬
‫ِ ُ َ ِ‬
‫عن �سفَرِ العمرِ في الج�سد الم ْتعب‬
‫ْ َ‬
‫ُْ‬
‫عن خ�سارات ج�سورة ما ف ِت َئت‬
‫ْ َ َ ٍ َ ُ ْ ٍ َ َ‬
‫ْ‬
‫َِِ‬
‫تن�شب �أوجاعها في دمه…‬
‫ُ‬
‫َ َ ْ‬
‫كان َله‬
‫َ ُ‬
‫�سرب �أحالم ملونة وخفايا‬
‫ُ‬
‫ٍ ُ َّ ٍ َ َ َ َ‬
‫ال ُتدركُ ها عين. كان َله ج َّنة قاب‬
‫َ ُ ٌ َ‬
‫َ ٌ‬
‫الف ْي�ض‬
‫َ ِ‬
‫ُت�ؤتي َنع ْيمها. كان َله �أي�ضا مدارات‬
‫َ ُ ْ َ ً ََ ٌ‬
‫ِ َ‬
‫ُت�شبه ما ال ي َّت�سع القلب َله من فَرح.‬
‫ُ‬
‫ُ ُ ْ َ ٍ‬
‫ُ‬
‫كان َله…‬
‫َ ُ‬
‫كان َله…‬
‫َ ُ‬
‫�أن ُيح�شد �أ�سئلة‬
‫ِّ َ ْ ً‬
‫ْ‬
‫�أن َيمدح َنف�سه في حذرٍ من الآخرين‬
‫ْ ْ َ َ ْ َ ُ‬
‫َ‬
‫َّ ٍ ْ ْ َ ٍ‬
‫خوف �أن يخطفوا حمامات من �أجوبة‬
‫َ ْ‬
‫لم يعرفْها �أبداً. عن وجود َنا ِق�ص‬
‫ْ ُ ُ ٍ ْ ٍ‬
‫ْ َ َ ِ َ ُ َ ٍ‬
‫وعن هواْج�س مبهمة‬
‫عن مرف�إٍ من ح ِن ْين‬
‫َ ٍ‬
‫ْ‬
‫َله �سحر،‬
‫ُ‬
‫ٌ‬
‫ْ َ َ ٍ ِ ٍ‬
‫عن حدث َبع ْيد‬
‫ُ‬
‫حيث ت�شتبك الحوا�س من‬
‫ُ‬
‫ُ‬
‫ِ ٍَ‬
‫�أجل غَ ْيمة من ال�ضو ِء.‬
‫َّ ْ‬
‫ٍ‬
‫عن ظنون كَ ثيرة من �أجل �أن‬
‫ٍ ْ ِ ْ‬
‫ْ‬
‫ُ َ َ َ ِ‬
‫يفتح العقل �س َتائر الغ ْيب‬
‫َ‬
‫َ ُ ِّ ٍ‬
‫عن �سرِ يرِ لأفْكارٍ مدمرة‬
‫ْ َ‬
‫ٍ ُ َّ ٍ‬
‫ِ‬
‫عن �أحالم ملبدة ب�أجرا�س ال ُّنبوءة،‬
‫ِ‬
‫ْ‬
‫�أجرا�س ع ْنها قَلب ال�شاعرِ َيفِ‬
‫ُ َّ ِ‬
‫ْي�ض‬
‫ُ‬
‫ٍ َ َ‬

‫�سمير خداج‬
‫ّ‬

‫82‬
‫ح�سن نجمي‬

‫من مواليد مار�س 0691 بمدينة ابن احمد (اقليم �سطات). حا�صل على الدكتوراه في الآداب.‬

‫�صدر له: «لك الإمارة �أيتها الخزامى» )2891(، «�سقط �سهوا» )0991(، «الرياح البنية» )3991(،‬
‫بالإ�شتراك مع الفنان محمد القا�سمي، «حياة �صغيرة» )5991(، «الحجاب»، رواية )6991(، «النا�س‬

‫وال�سلطة»، (مقاالت، طنجة 7991)، «م�سار فكر» (حوار – �سيرة ذاتية مع المهدي المنجرة، مراك�ش‬
‫7991–بالإ�شتراك مع محمد بهجاجي)، «الكالم المباح» (حوار–�سيرة ذاتية مع �أحمد ف�ؤاد نجم،‬
‫7891)، «ال�شاعر والتجربة» (ن�صو�ص نقدية، 9991)، «�شعرية الف�ضاء» (درا�سة نقدية 0002)،‬
‫«�شعرية الأنقا�ض» )3002(، «الم�ستحمات» )2002(، «�أبدية �صغيرة» )2002(، «على انفراد» )6002(.‬

‫�أبي‬
‫ِ‬
‫من كَ ْثرة ما �صاحب الأر�ض ــ‬
‫َ‬
‫َ‬
‫ْ‬
‫ُُ ً‬
‫�صار جلبابه تال من غُ بار.‬
‫ْ‬
‫َ‬
‫لك ْثرةِ‬
‫َ ما َتراكَ م غُ َباْره ــ‬
‫َ َ َ ُُ‬
‫�أ�صبح ُتراباً.‬
‫َ‬
‫..............‬
‫ْ ِ‬
‫وعاد �إلى �أ�ص ِله.‬
‫َ َ َ ْ‬

‫ال�شهيد‬
‫�أخذناه من ال�شم�س و�أ�ض�أناه.‬
‫َّ ِ‬
‫ُ‬
‫ُ‬
‫وغط�سنا ج ْثما َنه في قَو�س قَزح.‬
‫ْ ِ‬
‫َّ ْ ُ َ ُ‬
‫َ‬
‫وحين لم َنعثر َله على قَبرٍ‬
‫َ َ ْ ْ ُ‬
‫ْ‬
‫ِ‬
‫َتركناه يزين المل�صقات.‬
‫َ ُ‬
‫َّ ُ َ َ ِ ِ َ َ ْ ُ‬
‫وقَعد َنا نتفرج عل ْيه م ْثل معطوبي‬
‫َ َْ‬
‫ْ‬
‫َ ٍ‬
‫حرب.‬

‫ح�سن نجمي‬
‫مروح ُتك معطلة ــ‬
‫ْ َ َ َ ُ َّ ٌ‬
‫ِّ ُ َ َ‬
‫كيف ُنحرك َيد ْيك؟‬
‫َ‬
‫�أكملْ هذا ال�صمت في الرحاْب؟‬
‫َ‬
‫ِّ َ‬
‫�أكلُّ هذه اال�ستطاالت لنفقٍ واحدٍ‬
‫ِ‬
‫ِ‬
‫؟‬
‫لعلَّ روحك مغلقة؟‬
‫ُ َ ُْ ٌ‬
‫................‬
‫................‬
‫�أُوه. دع الباب مفتوحا‬
‫َ َ َ ً‬
‫ْ ِ‬
‫ِ‬
‫َ‬
‫�أنظر عم ْيقا في �س َتار ال َّنا ِفذة.‬
‫ْ َِ ً‬

‫�سامية حلبي‬

‫13‬

‫عدد 211‬

‫5 كانون الأول 7002‬
‫مالكة العا�صمي‬

‫ولدت بمدينة مراك�ش �سنة 6491. ح�صلت على الإجازة في الأدب العربي وعلى �شهادة الدرا�سات‬
‫الأدبية واللغوية المقارنة. كما ح�صلت على دبلوم الدرا�سات العليا �سنة 7891 من كلية الآداب‬

‫والعلوم الإن�سانية بالرباط. من �إ�صدارتها ال�شعرية: «كتابات خارج الأ�سوار» )8991(، «�أ�صوات‬

‫حنجرة ميتة» )9891(، «�شيء له �أ�سماء» )7991(.‬

‫�إبداع‬
‫�أخلع في الليل‬
‫ِ‬
‫ُ‬
‫ِ‬
‫عذاري‬
‫و�أفتح �شم�سي‬
‫ُ‬
‫كاملة‬
‫ً‬
‫ويجن جنوني‬
‫ُّ ُ‬
‫ي�سكنني‬
‫وهج‬
‫ٌ‬
‫�أرعن‬
‫ٌ‬
‫�أتموج‬
‫َّ ُ‬
‫كالبحرِ المتالطم‬
‫ِ‬
‫َ ْ ُ‬
‫عند المد‬
‫َ ِّ‬
‫وتتالحق �أنوائي‬
‫ُ‬
‫عارمة‬
‫ً‬
‫وي�شع�شع ُنوري‬
‫ُ‬
‫ُ‬
‫�أت�ألّق‬
‫ُ‬
‫ِ‬
‫كالبرق الراك�ض‬
‫ِ‬
‫ِ َ َِ‬
‫من خلف الغ ْيمة‬
‫ْ‬
‫�أتوهج‬
‫َّ ُ‬
‫كالم�شكاةِ‬
‫بنورِ اهلل‬
‫و�أمعن في غيي‬
‫ُ‬
‫ِّ‬
‫�أتربع‬
‫َّ ُ‬
‫�س َّيدة ال ْإبداْع‬
‫َ ََ َ ِ‬
‫على َنهد ال َّنجمةِ‬
‫ِ ْ َ‬
‫يكتمل جنوني وفُنوني‬
‫ُ ُ‬
‫يز�أر‬
‫ُ‬
‫في �أرجائي،‬
‫�أقبيتي‬
‫ِ‬
‫�سلطان الغابة‬
‫ُ‬
‫يز�أر‬
‫ُ‬
‫�أ�سدي‬
‫َ ِ ْ‬
‫ْ َ ٍ‬
‫من و َله بال َّنجم الأحمرِ‬
‫ْ ِ ْ َ‬
‫يخترق الآفــــاق ….‬
‫ُ‬

‫�سمير ال�صايغ‬

‫03‬
‫23‬

‫عدد 211‬

‫5 كانون الأول 7002‬

ديوان الشعر العربي المغرب

  • 2.
    ‫نال�شعر المغربي‬ ‫�إعداد وتقديم:�إدري�س علو�ش‬ ‫ما ي�شبه التقديم حيث ال تبرير...‬ ‫لي�س �سهالً في �شيء كتابة مقدمة لعمل �أنطولوجي �أيا ً كان، وفي اعتقادي �أن كتابة هذه المقدمة كان �أ�صعب من‬ ‫ِ‬ ‫اختيار الن�صو�ص الم�ساهمة في هذه الأنطولوجيا، وفي اعتقادي �أي�ضا �أني رغم هذا الجهد المثابر لم �أوف ال�شعر‬ ‫المغربي حقه، فهو �أرخبيالت متعددة ومتنوعة من المتون الن�صية. وعلى الرغم من كل التراكمات والتجارب‬ ‫والعقود والأجيال، فال�شعر المغربي ال يزال قارة مجهولة، هكذا �أعتقد...‬ ‫ال�شعر المغربي مكتوب ب�أكثر من لغة، وهذا معطى مو�ضوعي ولي�س مجاالً للإدعاء، فهو مكتوب بالأمازيغية،‬ ‫والعربية، والدارجة، والإ�سبانية، والفرن�سية وربما مكتوب بلغات �أخرى... لكننا في هذا العمل ارت�أينا االنت�صار‬ ‫�إلى الن�ص ال�شعري العربي المكتوب بالف�صحى معنى ومبنى. لكن من داخل هذه العربية الف�صحى هناك تجارب‬ ‫متعددة ومختلفة ومتنوعة من حيث الر�ؤى والمتخيل والمعايير والتجارب والأ�شكال. �سي�ستطيع قارئ هذه‬ ‫الأنطولوجيا �إدراك هذه الخ�صو�صية، وهي لي�ست خ�صو�صية مغربية �صرفة، �إنها تالزم ال�شعر العربي في كل‬ ‫مكان و�أنى وجد، حتى ال ندعي االحتكار. فالتجارب عادة �أقوى من الأهداف المحددة �سالفا ً.‬ ‫وقد حاولنا في حدود ما �سمحت به عملية تجميع هذه الن�صو�ص �أن نراعي الح�ضور المكثف والوازن لهذا التعدد‬ ‫واالختالف والتنوع، وهي مكونات �أغنت الم�شهد ال�شعري المغربي، ومكنته من التميز والفرادة.‬ ‫فالق�صيدة المغربية ق�صيدة �إ�شكالية تف�سح المجال والأفق معا ً لتعدد الأ�سئلة حول راهنها، ما�ضيها �أي�ضا‬ ‫و�أفق انتظارها. ق�صيدة منفلتة ومغايرة تجد لها جذورا في الأفق الوجودي الذي يعي�ش قلقه الإن�سان المعا�صر،‬ ‫وتجدها �أحيانا ً موغلة في التجريد والال معنى، وفي �أحيان �أخرى غارقة في الرومان�سية، بما فيها الرومان�سية‬ ‫الثورية.‬ ‫�صحيح �أن الق�صيدة تتفاوت من �شاعر لآخر، ح�سب ر�ؤية هذا الأخير للكون والعالم والتفا�صيل، لكنها تظل دوما ً‬ ‫تنت�سب لنف�س التربة و�إن تعددت ذراتها، والتجربة ال�شعرية المغربية الحديثة في ظل ما راكمته من ن�صو�ص كما ً‬ ‫ْ‬ ‫وكيفا ً ت�ستحق الكثير من االنتباه والمتابعة والمواكبة، و�أهم ما في هذه التجارب هو ما تخلقه كخال�صة روحية:‬ ‫وهي �أن ال�شعر المغربي الآن حداثي في �أ�سا�سه و�إن�ساني بامتياز في م�ضامينه ور�ؤاه.‬ ‫ال �أريد �أن �أجد لي تبريراً ما، �أبرر به وعبره ما اعتراني من �أخطاء و�أنا ب�صدد هذا العمل، وان كان الجوهر �أن من‬ ‫�سيقف من بعدي على هذه الأخطاء �سيكون �أمام انطولوجيا جديدة، �ستنتابه بال�ضرورة �أخطاء �أخرى لتبقى دوما ً‬ ‫م�شروعا ً مفتوحا ً على الفعل والعمل والجهد والمثابرة. م�شروعا ً مفتوحا ً على الم�ستقبل ولي�س على الذي م�ضى‬ ‫وولى وانتهى.‬ ‫لي�س هناك عمل كامل، دائما ً ت�ؤخذ الأمور بن�سبيتها على م�ستوى النتائج. لذا من باب تح�صيل الحا�صل �أن ال‬ ‫�أدعي لعملي هذا الكمال.. لكنني �أعتقد جازما ً �أنه �سيظل دوما ً عمالً قابال لبلورة محتوياته، وهذا هو الأهم والأهم‬ ‫�أقوى جدارة من المهم.‬ ‫ثمة من �ساعدني في هذا العمل، ومد لي يد المحبة العالية، ويد العون والم�ساعدة والن�صح والت�شجيع، �أذكر‬ ‫و�أ�ستح�ضر تحديدا ً: الناقد وال�شاعر عبد ال�سالم الم�ساوي، وال�شاعر والمترجم المهدي �أخريف، لذا �أعتبر �أقل ما‬ ‫يمكن من الواجب هو �أن �أ�شكرهما وبكل حب على م�ساعدتي لإنجاز هذه الأنطولوجيا / المختارات.‬ ‫ويبقى دوما على حد قول «هولدرلين»: ما تبقى ي�ؤ�س�سه ال�شعراء.‬ ‫‬ ‫�إدري�س علو�ش‬ ‫)�أ�صيلة: 21 �أكتوبر7002(‬ ‫عادل �سيوي‬ ‫ٍ‬ ‫ٌ‬ ‫تواكب هذا العدد �أعمالٌ مختارة لنُخبة من الفنانين الت�شكيليين العرب‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫ٌ‬ ‫منتقاة من مجموعات ال�سيد �صالح بركات – كاليري �أجيال – بيروت.‬ ‫وهم:‬ ‫محمد القا�سمي، �سامية حلبي، �سعدي الكعبي، �سمير ال�صايغ، �سمير‬ ‫خداج، �ضياء العزاوي، عبداهلل بن عنتر، ناظم الجعفري، محمود جالل، محمد‬ ‫عبلة، �آرام، منيرة القا�ضي، ميلود بو كر�ش، فاتح المدر�س، �شعيبية تالّل،‬ ‫عارف الري�س، عبدالقادر الر�سام، ف�ؤاد الفتيح، عادل ال�سيوي، خالد‬ ‫الجادر، فائق ح�سن، جورج مرعب و يحي التركي.‬ ‫�سنعتمد العملَ بهذا التقليد في المختارات الت�شكيلية لمواكبة ن�شر كل‬ ‫َ ُ‬ ‫ّ‬ ‫الأجزاء التي ي�ضمها «ديوان ال�شعر العربي في الربع الأخير من القرن‬ ‫الع�شرين».‬ ‫�إنطالقا ً من العالقة الم�شتبكة �أفقيا ً وعموديا ً بين الن�ص والت�شكيل الفني‬ ‫في الم�ساحة المت�سعة �أكثر و�أكثر للتجريد في ال�شعر والر�سم الحديث‬ ‫و�سعيا ً وراء تعبير �أعمق و�أغنى لعالقة اللغة العربية بالر�سم عبر فن الخط‬ ‫3‬ ‫والحرف التي �شاعت في الأداء الحديث للفنانين العرب ف�إن «كتاب في‬ ‫جريدة» يحاول من خالل �إ�شراك �أكبر عدد من الفنانين الت�شكيليين �إلى‬ ‫جانب ال�شعراء تكثيف االداء ال�شعري منظوراً ومقروءا ً بكل �أدواته ورموزه‬ ‫ِّ َ‬ ‫و�إيحاءاته.‬ ‫�شوقي عبدالأمير‬ ‫‬ ‫عدد 211‬ ‫5 كانون الأول 7002‬
  • 3.
    ‫اقر�أوا «كتاب فيجريدة» الأربعاء الأول من كل �شهر على‬ ‫‪www.kitabfijarida.com‬‬ ‫برعاية كل من م�ؤ�س�سة ‪ MBI Al Jaber Foundation‬ومنظمة اليون�سكو ‪ Unesco‬وبم�شاركة كبريات ال�صحف‬ ‫اليومية العربية ونخبةٍ رائدةٍ من الأدباء والمفكرين، يتوا�صل �أكبر م�شروع ثقافي م�شترك «كتاب في جريدة»‬ ‫من �أجل ن�شر المعرفة وتعميم القراءة و�إعادة و�شائج الإت�صال بين عموم النا�س ونخبة الفكر والإبداع في‬ ‫المجتمع العربي ليقدم هديته كل �شهر ب�أكثر من مليوني ن�سخةٍ لكتاب من روائع الأدب والفكر قديمه‬ ‫ّ‬ ‫ٍ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫وحديثه.‬ ‫�سعادة ال�سيد كوي�شيرو مات�سورا ‪ Koïchiro Matsuura‬مدير عام اليون�سكو ومعالي ال�شيخ‬ ‫محمد بن عي�سى الجابر ‪MBI Al Jaber‬‬ ‫ال�صفحة الرئي�سية للموقع االلكترونيل«كتاب في جريدة» .‬ ‫2‬
  • 4.
    ‫المهدي �أخريف‬ ‫�شاعر لهالعديد من الكتب في ال�شعر والنثر والترجمة منها «ب��اب البحر»‬ ‫)3891(,‬ ‫«�سماء‬ ‫خفي�ضة» )9891(, «ترانيم لت�سلية البحر» )2991(، «�شم�س �أولى» )5991(,«قبر هيلين» )8991(‬ ‫«�ضو�ضاء نب�ش في حوا�شي الفجر» )8991(، و«في الثلث الخالي من البيا�ض» )2002(.. ومن‬ ‫ترجماته «مختارات من �شعر فرناندو بي�سوا»، «اللهب ال��م��زدوج»، لأوكتافيو ب��اث، و«راع��ي‬ ‫القطيع» لألبيرتو كاييرو.‬ ‫من �صفحة لأُخرى‬ ‫ِْ َ ْ ٍَ ْ َ‬ ‫�أ ْنت‬ ‫َ‬ ‫ال ُتريد‬ ‫ُ‬ ‫�أن تك ُتب‬ ‫ْ ْ َ‬ ‫ما كَ َت ْبت؟!‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫ح�سناً!‬ ‫َ َ‬ ‫ِ‬ ‫�إن‬ ‫َ َ ََ‬ ‫ا َّتك�أت على يدي‬ ‫�سقَط الر ِنين‬ ‫َ َ َّ ُ‬ ‫من ج ُيوب خاوية‬ ‫ِ ْ ُ ٍ َ ْ‬ ‫ْ ِ ْ ُ ُ َ ِّ َ ِ َّ ْ ِ‬ ‫ فلتلتقطه بمكبرات ال�صمت -‬‫َ‬ ‫�إن ا َّتك�أت على ال َّنا ِفذة‬ ‫ِ َ َ َ‬ ‫قطفت غُ ُيوما‬ ‫ً‬ ‫ْ َ‬ ‫ِ َ َ ُ َ َّ‬ ‫هي ذَا ُتها المعل َبة في‬ ‫القوا ِفي‬ ‫َ‬ ‫َ ََ ُ‬ ‫ما العمل ؟‬ ‫الحرب طويلة‬ ‫َ ْ ُ َ ٌَ‬ ‫ِ َ ِ َ ِ‬ ‫ولأن تكون ِفي عداد المفقُودين‬ ‫ْ ُ َ‬ ‫�أهون‬ ‫ْ َ ُ‬ ‫من �أن تبقَى الأ�سير الأبدِ‬ ‫ِ‬ ‫َ َ ي‬ ‫َّ‬ ‫ِ ْ ْ ْ‬ ‫ِلك ِلما ِتي.‬ ‫َ َ‬ ‫ِللحقيقة‬ ‫ْ َ ِ ْ‬ ‫�أريد و�صفة جديدة‬ ‫ُ َ ْ ً َ ِ َْ‬ ‫ِلمحوِ ما كَ تبت‬ ‫َ ْ َ ْ ُ‬ ‫مر َت ْين‬ ‫َ َّ‬ ‫و�أكْ ُتب‬ ‫َ ُ‬ ‫َ ِّ ُ ِ َ َ ِ ْ َ ْ َ ٍ‬ ‫�أبدل المزاج من �صفحة‬ ‫لأخرى‬ ‫ْ َ‬ ‫�أبدل ال َّنظرة‬ ‫َ ِّ ُ ْ َ َ‬ ‫َّ ْ ِ‬ ‫�أبدل ال َّنظرة �إ َلى ال�سقف‬ ‫َ ِّ ُ ْ َ َ‬ ‫َ ْ ِ‬ ‫�أبدل ال َّنظرة �إلى الخلف‬ ‫َ ِّ ُ ْ َ َ‬ ‫ما وراء ال َّنظرة‬ ‫َ ََ َ ْ َ‬ ‫�أ ْند�س‬ ‫َ ُّ‬ ‫ُ ِ‬ ‫ِفي �شقُوق َن ْيزك رماد‬ ‫َ ََ ْ‬ ‫م ْنها‬ ‫ِ َ‬ ‫�أن ال�سقف ت�شقق‬ ‫َّ َّ َ َ َ‬ ‫مرات، من عقم دوا ِتي،‬ ‫َ َّ ٍ ِ ْ ُ ْ ِ َ َ‬ ‫ح َّتى ِفي ال َّنوم...‬ ‫ِْ‬ ‫َ‬ ‫و�أكْ ُتب‬ ‫ُ‬ ‫�أحتك بيدِ‬ ‫ْ ُّ َ ي البعيدة ..‬ ‫َ َْ‬ ‫معا نغو�ص ِفي ال�سراب ..‬ ‫َّ َ ْ‬ ‫َ ً ُ ُ‬ ‫وها �أ َنا �أمرن الل�سان‬ ‫َ َ‬ ‫َ ِّ ُ ِّ َ‬ ‫على ز َبدٍ‬ ‫ََ َ‬ ‫تخثر ِفي خ َيا ِلي‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫وم ْنها‬ ‫َِ َ‬ ‫َّ َ َ‬ ‫�أن الحا ِئط‬ ‫�أ�ضحى ِف ْنجانا َيقر�أ‬ ‫ْ َ‬ ‫َ ً َْ‬ ‫ملهاتِ‬ ‫َ ْ َ ي بالجهرِ‬ ‫َ ْ‬ ‫ُ َ ُ ْ ِ ٍْ‬ ‫�سهاد ِن�صف قرن‬ ‫�شاب ِفي الق َنا ِني‬ ‫َ‬ ‫َ َ‬ ‫وم ْنها...‬ ‫َِ َ‬ ‫�شاب ِفي القنا ِني‬ ‫َ َ‬ ‫َّ َ ِ‬ ‫و َلم َي�شف ِفي الدواة‬ ‫َ ْ ِ َّ‬ ‫َيا �إلهِ ي!‬ ‫ِفي و�سع حرو ِفي‬ ‫ُ ْ ِ ُ ُ‬ ‫�أن تلعب دور ال�شاهدِ‬ ‫ِ‬ ‫�ضد ْي َنا‬ ‫ِ َّ‬ ‫ْ َْ َ َ ْ َ‬ ‫ �أي �ضد ال َّن�ص و�ضدي -‬‫ْ ِ َّ ِّ َ ِ ِّ‬ ‫من غَ ْيرِ ِق َناع‬ ‫ٍ‬ ‫ِ ْ‬ ‫ْ ْ ُ‬ ‫ِفي و�سع حرو ِفي �أن ت�شكو ِني‬ ‫ُ ْ ِ ُ ُ‬ ‫ِ‬ ‫ِلـ«ع َيارِ ال�شعرِ » – �إذا مت –‬ ‫ُ ُّ‬ ‫ِّ ْ‬ ‫و َل ْيت بو�سعي �أن �أتبحر ِفي المطلق‬ ‫ُ َْْ‬ ‫َ َ ُ ْ ِ ْ َ َّ َ‬ ‫َِ ٍ ْ َ ُ َ ِ‬ ‫بومي�ض َيقطع �أ ْنفا�سي.‬ ‫بين بَيَا�ض ْينِ‬ ‫َ َ‬ ‫ِفي و�سع رفُو ِفي‬ ‫ُ ْ ِ ُ‬ ‫ْ َ َ َ َ َّ َّ ْ َ‬ ‫�أن ت ْنهار علي اللحظة‬ ‫َ‬ ‫ال �شيء �س َيحدث.‬ ‫َ َْ َ ْ ُ ُ‬ ‫ماذا َبعد ؟‬ ‫ُْ‬ ‫َ‬ ‫�أثمة �شيء َيحدث بالفعل‬ ‫َّ َ َ ْ ٌ ْ ُ ُ ِ ْ ِ‬ ‫ه َنا‬ ‫ُ‬ ‫ح ْيث َيد َتمحو �أ ْنف ِ‬ ‫َ ُ ٌ ْ ُ َ ا�سي‬ ‫ِفي َب ْيت البحر‬ ‫ِ َ ْ‬ ‫لكن َبيا�ضات �أعلى من‬ ‫َّ‬ ‫ٍ َْ ِ ْ‬ ‫ِّ َ ْ ِ ُ َ ِ‬ ‫كَ ِلما ِتي في ال َّن�ص ُتجرجر �أ ْنفا�سي‬ ‫َ‬ ‫ِفي الجهة الأخرى‬ ‫ِ َِ ْ َ‬ ‫ِ ْ َِ‬ ‫من هذي ال�صفحة – �إق ِل ْبها –‬ ‫َّ ْ َ ِ ْ َ‬ ‫تظهر واوات ال ت�ش ِبه واوا ِتي‬ ‫ْ َُ َ َ ٌ‬ ‫ْ ُ َ َ‬ ‫تظهر‬ ‫ْ َُ‬ ‫�أظفار‬ ‫ْ َ ٌ‬ ‫ت�صلح‬ ‫ْ ُُ‬ ‫ْ ِ‬ ‫َّ ْ ِ َ َ‬ ‫للر�سم على القُ�ض َبان‬ ‫وتمرق � َّأيام م ْنثوره‬ ‫َ ْ ُ ٌ َ َْ‬ ‫من َتحت الحذْ ف الفاغِ‬ ‫ِ ْ ْ ِ َ ِ َ رِ فَاه‬ ‫ُ‬ ‫ُ ِّ ِ ٍ‬ ‫ِبكل �س َياق‬ ‫َ ِ ْ ْ َ ِ ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫و�أ َنا من َل�سعات الح ْبرِ ال َّنا�شف‬ ‫َ ِْ‬ ‫ِفي حلقي‬ ‫َتطلع �أ َّنات و ِنداءات َتطلع‬ ‫َُْ ٌ َ َ َ ٌ َُْ‬ ‫من قَعرِ ر�ؤَاي‬ ‫ِ ْ ْ ُ َ‬ ‫َ َ ُ ِ‬ ‫وح ْيث َيدي المثلى‬ ‫ُ‬ ‫ِفي َلوح و�أ َنا ِفي َلوح‬ ‫ْ ٍ‬ ‫ْ ٍ َ‬ ‫ِ‬ ‫�أبحث عن َن�صي الغا ِئب‬ ‫ْ َ ُ َ ْ ِّ‬ ‫ال فَرق �إذن َب ْين َب َيا�ض ْين‬ ‫ْ َ ْ َ َ‬ ‫ُ َ ِ‬ ‫هما غَ دي المح ُتوم‬ ‫َ ْ ُ‬ ‫َ ُ‬ ‫�أ َنا قدو ِتي الحا ِئط‬ ‫ْ َ‬ ‫َ َ ُ‬ ‫والحا ِئط بالذات‬ ‫ُ ْ ِ ُ ُ‬ ‫وليت بو�سع �سطورِ ي‬ ‫�أن َتك ُتم ما ال َيحدث‬ ‫ْ ُ ُ‬ ‫ْ ْ َ َ‬ ‫ِفي الوا ِقع ثمة �أ�ش َياء‬ ‫َ ِ َّ ْ ٌ‬ ‫َتحدث بالفعل ولكن‬ ‫ْ ُ ُ ِِْ ِ ْ‬ ‫َل ْي�س تماماً...‬ ‫َ َ‬ ‫�س َت ْت َبع ِني ح َّتى ِق َيام الداب ِة‬ ‫َ ُ َ‬ ‫ِ َّ َّ‬ ‫ْ ُّ َ َ َ َ َ ِ ْ َ َ ِ‬ ‫َتل َتف علي «براوِ ل» من �ص ْنعة‬ ‫َّ‬ ‫قُدام الماي ِة‬ ‫َّ ِ َ َ‬ ‫َيلتف علي َنعيب البوم‬ ‫ْ ُّ َ َ َّ ِ ُ ُ ِ‬ ‫َ ْ َْ ُ ْ َ ُ َ‬ ‫ِلمن َتقرع �أجرا�سك‬ ‫َ ِ‬ ‫ُ ِ ْ ُ َِ‬ ‫َيا هو ْلدرلين ِبهذي الحا َنة؟!‬ ‫ِفي و�سعي �أن �أع ِلن‬ ‫ُ ِْ ْ ْ َ‬ ‫كُ را�سي هذا قفطانا لل َّنثرِ الم ْنظوم‬ ‫َّ ِ َ ْ َ ً‬ ‫َ ُ ِ‬ ‫ْ ُ‬ ‫ف�أ َنا ال �أم ِلك‬ ‫�إاله‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫هذا الب ْيت وهذا الكرا�س‬ ‫َ َ َ َ‬ ‫َ‬ ‫َّ َ‬ ‫وما من �شي ٍء َيحدث‬ ‫ََ ِ ْ َ ْ ْ ُ ُ‬ ‫ِفي غُ رفَة �أحالم حدا ِثي فَات زما ُنه.‬ ‫ْ ِ ْ ِ َ َ ٍّ َ َ َ ْ‬ ‫ُ ُ ِ‬ ‫م ْنذ �س ِنين و�أ َنا ِبالع َت َبة‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ َ ٌ َ ِ‬ ‫هلْ �أحد بالباب؟ ِل َيدخلْ‬ ‫ْ ُ‬ ‫ْ َ ْ ٌ َ ِ‬ ‫َلو حرف بالبال كَ ذ ِلك، د ْند َنة،‬ ‫َ َ َ ٌ‬ ‫دقة م�سمارٍ في َنع�ش فلتدخلْ‬ ‫ْ ٍ‬ ‫َ َّ ُ‬ ‫ْ ُ‬ ‫َ ْ َّ ْ َ ِ‬ ‫مرحى ِفي ظهر ال�صفحة.. ال فرق‬ ‫َْ َ‬ ‫رجاء‬ ‫َ َ ً‬ ‫ح َّتى الأ ْلفاظ ال�شاقة مرحى..‬ ‫َ ُ َّ َّ ُ‬ ‫َْ َ‬ ‫ْ ٌ َ َ‬ ‫فَردة ت ْنوين..�أ�سالك �شا ِئكة ح َّتى‬ ‫َْ‬ ‫ٌ َ‬ ‫ِ‬ ‫من معطف كاواباطا �أو من م�صح ِ‬ ‫ِ ْ ِْ َ ِ‬ ‫ْ ُ ْ َف‬ ‫َ ٍ‬ ‫�إ ْن�شاد المو َتى، �ص ْيحات ِفي واد‬ ‫َ َ ٌ‬ ‫َ ِ َ ْ‬ ‫فلتدخلْ . ال فَرق فقط فلتدخلْ‬ ‫ْ َ ْ ْ‬ ‫ْ ْ‬ ‫ولتترك َباب ال�صفحة مف ُتوحا‬ ‫َ ُ ْ َ َّ ْ َ ِ َ ْ ً‬ ‫ِل ِندا ِء الغرقَى‬ ‫َ َْ‬ ‫من �أمثا ِلي‬ ‫ِ ْ ْ‬ ‫ْ ُّ ُ َ ِ‬ ‫ِفي َبحرِ الظلمات‬ ‫�أ َنا بالع َت َبة‬ ‫َ ْ‬ ‫َّ ْ ُ َ َ َ ِ‬ ‫َبددت الخطوات‬ ‫ُّ ُ ِ‬ ‫ورا ِئي الطرقات الأر َبع‬ ‫ْ ِ‬ ‫ََ‬ ‫و�أمامِ‬ ‫َ ي‬ ‫ِب�ضع نقاط ا�ستِ‬ ‫ْ ُ ِ ْ فهام‬ ‫َ ٍ‬ ‫تج َنح ِللحذْ ف وحو ِلي ال ُّنون‬ ‫ُ‬ ‫ْ ُ ْ َ ِ َ َ ْ‬ ‫ال ُّنون ال ُّنون وال �سطح‬ ‫َ ْ ٌ‬ ‫فدعو ِني من َبعد‬ ‫ِ ْ ُْ‬ ‫َ ُ‬ ‫َ‬ ‫طريحا‬ ‫ً‬ ‫ِفي بئر ذوا ِتي‬ ‫ْ َ‬ ‫ْ ُ ْ َ‬ ‫�أنظر �إي�ضاحَ اتِي فِي ن�ص خا�ص لم ين�شر بَعْ د ولم يُكتب،‬ ‫ُ ََْ َ ْ‬ ‫َ ٍّ َ ٍّ ْ ُ ْ َ ْ‬ ‫ِ َِ ََ َ ِ َِ‬ ‫ْ ُ‬ ‫عُ نوَانهُ: دَع الكتابة، �ضع القناعَ !‬ ‫5‬ ‫عدد 211‬ ‫5 كانون الأول 7002‬
  • 5.
    ‫ت�صميم و �إخراج‬ ‫الراعي‬ ‫محمدبن عي�سى الجابر‬ ‫‪Mind the gap, Beirut‬‬ ‫‪MBI AL JABER FOUNDATION‬‬ ‫الإ�ست�شارات الفنية‬ ‫الم�ؤ�س�س‬ ‫�شوقي عبد الأمير‬ ‫�صالح بركات‬ ‫غاليري �أجيال، بيروت.‬ ‫المدير التنفيذي‬ ‫المطبعة‬ ‫ندى دالّل دوغان‬ ‫پول نا�سيميان‬ ‫�سكرتاريا وطباعة‬ ‫الإ�ست�شارات القانونية‬ ‫المحرر الأدبي‬ ‫ّ‬ ‫المتابعة والتن�سيق‬ ‫هناء عيد‬ ‫محمد مظلوم‬ ‫«القوتلي وم�شاركوه ـ محامون»‬ ‫محمد ق�شمر‬ ‫عبد اهلل بن عنتر‬ ‫المقر‬ ‫َ َّ‬ ‫بيروت، لبنان‬ ‫ي�صدر بالتعاون‬ ‫مع وزارة الثقافة‬ ‫الهيئة اال�ست�شارية‬ ‫�أدوني�س‬ ‫�أحمد ال�صياد‬ ‫ّ‬ ‫�أحمد بن عثمان التويجري‬ ‫�أحمد ولد عبد القادر‬ ‫جابر ع�صفور‬ ‫جودت فخر الدين‬ ‫�سيد يا�سين‬ ‫عبد اهلل الغذامي‬ ‫عبد اهلل يتيم‬ ‫عبد العزيز المقالح‬ ‫عبد الغفار ح�سين‬ ‫عبد الوهاب بو حديبة‬ ‫فريال غزول‬ ‫محمد ربيع‬ ‫مهدي الحافظ‬ ‫نا�صر الظاهري‬ ‫نا�صر العثمان‬ ‫نهاد ابراهيم با�شا‬ ‫ّ‬ ‫ه�شام ن�شابة‬ ‫يمنى العيد‬ ‫ال�صحف ال�شريكة‬ ‫الأحداث الخرطوم‬ ‫الأيام رام اهلل‬ ‫الأيام المنامة‬ ‫ت�شرين دم�شق‬ ‫الثورة �صنعاء‬ ‫الخليج الإمارات‬ ‫الد�ستور عمان‬ ‫ّ‬ ‫الر�أي عمان‬ ‫ّ‬ ‫الراية الدوحة‬ ‫الريا�ض الريا�ض‬ ‫ال�شعب الجزائر‬ ‫ال�شعب نواك�شوط‬ ‫ال�صباح بغداد‬ ‫العرب تون�س، طرابل�س الغرب ولندن‬ ‫مجلة العربي الكويت‬ ‫القاهرة القاهرة‬ ‫القد�س العربي لندن‬ ‫النهار بيروت‬ ‫الوطن م�سقط‬ ‫�شعيبية تالّل‬ ‫كتاب في جريدة‬ ‫عدد رقم 211‬ ‫)5 كانون الأول 7002)‬ ‫الطابق ال�ساد�س، �سنتر دلفن،‬ ‫�شارع �شوران، الرو�شة‬ ‫بيروت، لبنان‬ ‫تلفون/ فاك�س 538 868 )1-169+(‬ ‫تلفون 912 033 )3-169+(‬ ‫‪kitabfj@cyberia.net.lb‬‬ ‫‪kitabfijarida@hotmail.com‬‬ ‫خ�ضع ترتيب �أ�سماء الهيئة الإ�ست�شارية وال�صحف للت�سل�سل‬ ‫الألفبائي ح�سب اال�سم الأول‬ ‫�صورة الغالف الخارجي: للفنان محمد القا�سمي‬ ‫4‬
  • 6.
    ‫محمد الأ�شعري‬ ‫من مواليدمدينة زرهون‬ ‫«مكنا�س»1591 �شاعر وكاتب ي�شغل من�صب وزير الثقافة منذ 8991.‬ ‫�صدر له في ال�شعر: «�صهيل الخيل الجريحة»، )8791(، «عينان ب�سعة الحلم» )1891(، «يومية‬ ‫النار وال�سفر» )3891(، «�سيرة المطر» )8891(، «مائيات» )4991(، «حكايات �صخرية» )0002(،‬ ‫«ق�صائد نائية» )6002(. وفي النثر: «يوم �صعب»، ق�ص�ص )0991(، «جنوب الروح»، رواية )6991(.‬ ‫ج�سد خارج حقلها‬ ‫�إلى محمد القا�سمي‬ ‫ِ‬ ‫ٌ‬ ‫رجل في اللوحة يبدو مترنحا‬ ‫ً‬ ‫ٍ‬ ‫ٍ‬ ‫�أو مندفعا نحو �سقوط و�شيك‬ ‫ً َ‬ ‫�أو متردداً يم�شي،‬ ‫ِّ‬ ‫و ال يم�شي‬ ‫ٍ‬ ‫ِ‬ ‫ٌ‬ ‫فوق ر�أ�سه تماما مربع مو�صول بزاوية‬ ‫َ‬ ‫ً ُ ٌ‬ ‫ِ‬ ‫ُ‬ ‫تنزل حتى �أ�سفل ج�سد ِه‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫هلْ هي م�شنقة،‬ ‫ٌ‬ ‫َ‬ ‫ٍ‬ ‫�أم مجرد �سقف واطئ ؟!‬ ‫ٍ‬ ‫َّ ُ‬ ‫ْ‬ ‫ُ ٍ‬ ‫ِ‬ ‫خلفه في العمق لمعان مر�آة مهملة،‬ ‫ُ‬ ‫ُْ‬ ‫ثم بقعة خ�ضراء بال معنى‬ ‫َّ ٌ‬ ‫ُ‬ ‫�سوى التماعة �ضوئها الأخاذ‬ ‫ويميناً، �إلى �أق�صى البيا�ض‬ ‫َ‬ ‫تنمو زهرة بال لون‬ ‫تكاد �أوراقها ت�صير معطفا‬ ‫ً‬ ‫ُ‬ ‫ٍ‬ ‫وفي المعطف طيف امر�أة‬ ‫ُ‬ ‫ِ َّ ٍ‬ ‫ال يظهر منها �سوى خطوط قبعة‬ ‫ُ‬ ‫ٍ‬ ‫بال لون هي الأخرى‬ ‫ثم ي�ساراً تعود الزهرة نف�سها‬ ‫ُ‬ ‫ُ ُ‬ ‫ٍ َّ ٍ‬ ‫ب�أوراق مبتلة‬ ‫ونفهم من ذلك �أن المر�أة تبكي‬ ‫َ‬ ‫َ َّ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫و�أن الرجل المتر َّنح‬ ‫َّ‬ ‫َ‬ ‫ربما‬ ‫َّ‬ ‫َ‬ ‫�سقط‬ ‫ٍ‬ ‫من �شرفة‬ ‫ٍ‬ ‫بعيدة‬ ‫ِ‬ ‫وخارج اللوحة‬ ‫َ‬ ‫هنا حيث �أجل�س الآن‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫ُيوجد رجل �آخر‬ ‫ُ‬ ‫ٌ ُ‬ ‫َّ ُ‬ ‫يت�أمل اللوحة‬ ‫َ‬ ‫ِ‬ ‫وفي �أق�صى ج�سد ِه‬ ‫ُبقعة خ�ضراء‬ ‫ٌ‬ ‫ُ‬ ‫بال معنى‬ ‫ِ‬ ‫�سوى خفقها المكتوم‬ ‫ِ‬ ‫قطْ عة �سماء‬ ‫ُ َ‬ ‫انْف�صـــــال‬ ‫َ‬ ‫ِ‬ ‫َ‬ ‫ال يوجد �شيء في العلبة التي �أفتحها‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫ٌ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫�أعرف ذلك‬ ‫ولكنني �أخطو ب�أمل فا ِترٍ في الفراغ‬ ‫الذي‬ ‫تمنحه لي‬ ‫ْ‬ ‫وعندما �أهم بالتراجع مك�سوراً‬ ‫َ‬ ‫ُّ‬ ‫ِ‬ ‫�ألمح وجهي في العلبة‬ ‫ُ‬ ‫ف�أطبق عليهِ‬ ‫ب�إحكام‬ ‫ٍ‬ ‫ُ‬ ‫و�أم�ضي‬ ‫ٍ‬ ‫بال وجه‬ ‫ٍ‬ ‫وال علبة‬ ‫لم �أعد �أحلم بالبحرِ‬ ‫ْ‬ ‫ُ‬ ‫فيما م�ضى كنت �أحلم �أن تكون لي‬ ‫ُ ْ‬ ‫ُ‬ ‫َ ْ‬ ‫قطعة بحرٍ‬ ‫ُ‬ ‫كما كان دائما لعائلتي قطعة �أر�ض بها‬ ‫ً‬ ‫ُ ِ‬ ‫َ‬ ‫كروم‬ ‫ٌ‬ ‫و�أ�شجار تين وزيتون..‬ ‫ُ ٍ‬ ‫لم �أكن �أحب الأر�ض..‬ ‫َ‬ ‫ِ ّ ُّ‬ ‫كنت �أحب الأ�شجار، و�أبغ�ض الأر�ض‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫ُّ‬ ‫َ‬ ‫الأر�ض ثقيلة جداً، ثخينة... مليئة...‬ ‫ٌ‬ ‫ٌ‬ ‫ٌ‬ ‫ُ‬ ‫�صامتة‬ ‫ٌ‬ ‫ُ‬ ‫كنت �أقول لنف�سي‬ ‫ُ‬ ‫ِ‬ ‫�أما �أنا ف�إن �أر�ضي لن تكون �سوى قطعة‬ ‫َ‬ ‫َّ‬ ‫ْ‬ ‫ْ‬ ‫بحرٍ زرقاء‬ ‫َ‬ ‫خفيفة، �شفافة، �صافية‬ ‫َّ‬ ‫ٌ‬ ‫�أبني عليها زورقا كبيراً بنوافذ عاليةٍ‬ ‫َ‬ ‫ً‬ ‫و�أن�شر ب�صري على �صفحتها الالمعة‬ ‫ُ ُ‬ ‫ِّ‬ ‫مبتهجا بكون �أ�شجاري كلها تحت‬ ‫َ‬ ‫الماء‬ ‫وقطعاني �أي�ضا‬ ‫ً‬ ‫وم�سافاتي المت�شابكة‬ ‫فيما م�ضى كنت �أحلم بالبحرِ هكذا‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫ثم غيرت �أحالمي‬ ‫ُ‬ ‫َّ‬ ‫لأن �شيئا ما حدث لي‬ ‫َّ ً‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫�أوحدث للبحر‬ ‫َ‬ ‫ف�صرت �أحلم بقطعة �سما ٍء زرقاء‬ ‫ُ‬ ‫ِ َ‬ ‫ُ‬ ‫يَدك في يَد الريح‬ ‫ُ‬ ‫ِّ‬ ‫�أن تكون عاديا‬ ‫ً‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫َب�شر َا عاديا‬ ‫ً‬ ‫ُ‬ ‫تعمل، وتنام‬ ‫ُ‬ ‫ِ‬ ‫ُ‬ ‫وت�أخذ �أوالدك من المدر�سة‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫وتدخن‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫وتدفع �أق�ساط بيتك الجديد‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫ٌ‬ ‫باطل وقب�ض ريح‬ ‫ُ ٍ‬ ‫�أن تكون هام�شيا‬ ‫ً‬ ‫ْ‬ ‫َ َ‬ ‫و�ض ْيعا‬ ‫َ ِ ً‬ ‫و�أرخ�ص من فل�س‬ ‫ٍ‬ ‫َ‬ ‫�أن تكون مرتع�شاً، مطف�أً متقل�صا‬ ‫ً‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫ُ‬ ‫�أو تكون بهيا متدفقا �شر�سا والمعا‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫َ ً‬ ‫ٌ‬ ‫باطل وقب�ض ريح‬ ‫ُ ٍ‬ ‫�أن تكون �شاعراً‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫�أو حتى ناقداً‬ ‫�أو �سكيراً �أو �شاذاً‬ ‫�أو مغروراً بنف�سك‬ ‫�سعيدا ب�أنك �أنت ول�ست �أحداً غيرك‬ ‫َ‬ ‫َ َ‬ ‫َ‬ ‫باطل وقب�ض رِ ْيح‬ ‫ٌ َ ُ ٍ‬ ‫ً‬ ‫�أن تكون رجال‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫�أو امر�أة‬ ‫ِ‬ ‫�أو كلبا �صغيراً تربيه امر�أة‬ ‫ً‬ ‫ٌ‬ ‫�أو رجال يربيه كلب‬ ‫ً ِ ٌ‬ ‫ُ‬ ‫�أو حماراً تع�سا يحمل �أغرا�ض النا�س‬ ‫ً‬ ‫ِ‬ ‫َ‬ ‫�أو حتى حماراً �سعيداً‬ ‫ٌ‬ ‫باطل وقب�ض ريح‬ ‫ُ ٍ‬ ‫�أنت لن تكون �شيئا‬ ‫ً‬ ‫َ‬ ‫َ ْ‬ ‫�إال �إذا و�ضعت َيدك في يدِ‬ ‫َ َ َ‬ ‫الريح..‬ ‫ِ‬ ‫و َتال�شيت.‬ ‫�أن تكون عا�شقا‬ ‫ً‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫م�ضطربا‬ ‫ً‬ ‫ٍ‬ ‫تجري وراء امر�أة بعينها‬ ‫َ‬ ‫معتقدا �أنها الج َّنة التي وعدت بها‬ ‫ُ‬ ‫ُ ْ َ‬ ‫ُ َ‬ ‫و�أنها يوم تكون لك‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫�ستنبت عند قدميك غمامة زرقاء‬ ‫ٌ‬ ‫ُ َ‬ ‫َ‬ ‫وينهمر مطر حولك، وتلعب‬ ‫ُ‬ ‫ُ ٌ‬ ‫َ‬ ‫ال�سحابات في راحتك‬ ‫ُ‬ ‫َّ‬ ‫ٌ‬ ‫باطل وقب�ض ريح.‬ ‫ُ‬ ‫ٍ‬ ‫ْ‬ ‫فقط قطعة �سما ٍء زرقاء‬ ‫ُ‬ ‫تكون لي وحدي،‬ ‫ُ ْ‬ ‫�أنثر فيها ري�شي‬ ‫ُ‬ ‫و�أحلق عاليا بعيداً‬ ‫ً‬ ‫ُ‬ ‫كما يليق ب�شخ�ص يملك ال�سماء...‬ ‫ٍ‬ ‫ُ‬ ‫ُ َّ َ‬ ‫َ َ ً‬ ‫�أن تكون َبطال‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫تحملك الأكتاف للأعالي‬ ‫ِ‬ ‫َ‬ ‫وينب�ض ا�سمك في الأنا�شيد‬ ‫ُ‬ ‫ُ َ‬ ‫وتذعن لك الأعناق والقامات‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫ُ َ‬ ‫وتفتح لك المدن �أبوابها، و�أهازيج‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫ن�سا ِئها‬ ‫ٌ‬ ‫باطل وقب�ض ريح.‬ ‫ُ ٍ‬ ‫7‬ ‫عدد 211‬ ‫5 كانون الأول 7002‬
  • 7.
    ‫عزيز �أزغاي‬ ‫من مواليد4 نوفمبر 5691 بالدار البي�ضاء. حا�صل على الإجازة في التاريخ القديم �سنة 0991.‬ ‫�شاعر وم�ست�شار �صحفي، يقيم بالرباط. ا�شتغل م�س�ؤوالً عن الق�سم الثقافي ب�أ�سبوعية «الن�شرة»‬ ‫لمدة �سبع �سنوات. �صدرت له مجموعة �شعرية «ال �أحد في النافذة» )8991(.‬ ‫عارف الري�س‬ ‫ّ‬ ‫رجل يتخيل الخيبة‬ ‫ربما �س�أكون، بعد قليل،‬ ‫ُ‬ ‫َ ٍ‬ ‫ٍ‬ ‫في مكان �آخر،‬ ‫�أدخن �سجائر وطنية‬ ‫ً‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫و�أ�شتم العالم من ثقوب العائلة،‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫ربما �س�أنازع خيالي الفحل‬ ‫ُ‬ ‫َّ‬ ‫كلما فرت مني الن�ساء.‬ ‫َّ ْ‬ ‫وربما، �أي�ضاً، فكرت،‬ ‫ُ‬ ‫َّ‬ ‫و�أنا �أح�سب العمر بالأخطاءِ‬ ‫،‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫ِ‬ ‫�أنني لم �أكذب بما فيه الكفاية،‬ ‫ُ‬ ‫ْ‬ ‫ْ‬ ‫ولم �أدع الغيمة البنية‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫تنام في �سريري.‬ ‫ُ‬ ‫هذا يليق ب�سائح في �صحراء عالقات،‬ ‫ُ‬ ‫ٍ‬ ‫ٍ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫مع �إ�ضافة لقطة على الم�شهد:‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫َّ َ‬ ‫�أن يتخيل الرجل الخيبة‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫في بيجامةٍ‬ ‫للعجزة.‬ ‫�أَ�سود.. �أ�سود‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫لم يقلْ لي �أي �أحدٍ‬ ‫:‬ ‫ْ ُّ‬ ‫لماذا الأ�سود دائما في حداد؟‬ ‫ً‬ ‫ُ‬ ‫لماذا هو حزين‬ ‫ٌ‬ ‫َ‬ ‫في يقين اللغة؟‬ ‫ِ‬ ‫ربما كان في الأمرِ حكمة �أخرى‬ ‫َ‬ ‫ٌ‬ ‫َّ‬ ‫غير ما تراه العين.‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫ُّ‬ ‫�أنا ال �أ�شك في اهلل‬ ‫و�أمريكا‬ ‫َ‬ ‫ويوفرون الخيول الطرية‬ ‫َ‬ ‫َّ َ‬ ‫لمناديل الم�سل�سالت.‬ ‫ِ‬ ‫ودالي.‬ ‫لكني �أرى الأ�سود وجوداً �آخر‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫في قمي�ص �أبي�ض،‬ ‫ٍ‬ ‫ِ‬ ‫وفي الحليب المكدرِ‬ ‫َّ‬ ‫ٍ‬ ‫برتو�ش خفيفة.‬ ‫ٍ‬ ‫«�أحبيبي في القمر»‬ ‫ُ‬ ‫(يقول ال�سيناريو)‬ ‫َ‬ ‫لكن العقل في الأبناك.‬ ‫َّ‬ ‫ٍ‬ ‫ٍ‬ ‫هكذا �أتذكر، في �صورة قاتمة،‬ ‫ُ‬ ‫�ضحكة «مارتن لوتر كينغ» مثالً،‬ ‫و�أن�سى بيا�ض الر�صا�ص.‬ ‫َ َّ‬ ‫تعلم – ما �أمكن – من الأفالم‬ ‫ْ‬ ‫َّ ْ‬ ‫ثم انتبه الآن،‬ ‫َّ ِ َ‬ ‫�سن�صور الكارثة.‬ ‫ِّ ُ‬ ‫َ‬ ‫ِ‬ ‫في �أموا�س الحالقة‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫�أنظر �إلى الخلف،‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫وحدها الأ�سفار والعطل والقهقهات‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫تتقدم الأرباح‬ ‫َّ ُ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫مثل جي�ش بال �أمجاد.‬ ‫ٍ‬ ‫كبريت بال مقابل‬ ‫ٌ‬ ‫ال تنحن �أمام الكهرباء‬ ‫ِ‬ ‫َ‬ ‫تعلم – ما �أمكن –‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫من عمود العا�صفةِ‬ ‫ِ‬ ‫ُ‬ ‫و�أترك العظام تتجمد‬ ‫َّ ُ‬ ‫َ‬ ‫ْ ِ‬ ‫من فرط الإعجاز.‬ ‫الحدة كبريت بال مقابل‬ ‫َّ ُ‬ ‫ٌ‬ ‫ُ‬ ‫وال �أحد يفنى‬ ‫َ‬ ‫من فائ�ض البيا�ض.‬ ‫ِ‬ ‫ٍ‬ ‫ُ‬ ‫ِّ‬ ‫لكل لقطة تفا�صيلها في �أموا�س‬ ‫ِ‬ ‫الحالقة،‬ ‫ٍ‬ ‫ِّ‬ ‫مثلما لكل حديث ن�صيبه‬ ‫ُ‬ ‫َّ ِ‬ ‫في اجترارِ الرغوة.‬ ‫ما الذي �سيخ�سره المهرج‬ ‫ُُ‬ ‫ِّ ُ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ب�سبب القَهقَهات؟‬ ‫ال �شيء – من جانبي –‬ ‫َ‬ ‫ي�ستحق المفاج�أة.‬ ‫ُّ‬ ‫مثل دفترِ تمارين،‬ ‫َ‬ ‫�أعيد ال�سعادة نف�سها بماكياج �أخف،‬ ‫َّ‬ ‫ُ‬ ‫ٍ‬ ‫َ َ‬ ‫حين ُي�صبح للأخطا ِء القدرة‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫ِ‬ ‫على امتالك الحق.‬ ‫ِّ‬ ‫ُِ‬ ‫لكلٍّ �سريره في ُنزل العاطفة.‬ ‫ُ‬ ‫الكذابون يبيعون اليان�صيب‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫في رهان العائلةِ‬ ‫ِ‬ ‫،‬ ‫الجلو�س �إلى الت�أمل‬ ‫ُّ‬ ‫ُ‬ ‫كان افترا�ضا وا�ضحا‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫َ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫الكت�شاف الحرائق في الليل،‬ ‫6‬ ‫كان تمرينا لحيوان الكنغر،‬ ‫ً‬ ‫َ‬ ‫ِ‬ ‫كي يقفز من بيت في الجيب‬ ‫ِ‬ ‫�إلى �آخر في طفولة ال�صعلكة.‬ ‫َ‬ ‫ٍ‬ ‫كلُّ خطوة كانت مح�سوبة‬ ‫ً‬ ‫ْ‬ ‫ِ‬ ‫باكتمال الحوا�س،‬ ‫ِ‬ ‫حين كان الأعمى - من فرط الطيران -‬ ‫َ َ‬ ‫ينظر �إلى الم�صائدِ‬ ‫ُ‬ ‫ِ‬ ‫وال يتع َّثر بالجثث.‬ ‫ُ‬ ‫ما حدث كان في الظهرِ‬ ‫َ َ َ َ‬ ‫ِ‬ ‫في قاهرة المعز‬ ‫َّ‬ ‫في عمان‬ ‫َ‬ ‫�أو في �صنعاء..‬ ‫َ‬ ‫في باري�س �أو جنيف‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫�أو في روتردام..‬ ‫في الثرو ِة �أو التما�س‬ ‫ِ‬ ‫َ‬ ‫�أو في قلةِ‬ ‫الحيلة..‬ ‫في الأقدام‬ ‫ِ‬ ‫ٍ‬ ‫�أو في البنزين الذي ب�أق�ساط..‬ ‫ِ‬ ‫ْ‬ ‫ِ‬ ‫في الألغام �أو في حقول القطن..‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫في الأبي�ض‬ ‫ِ‬ ‫في الأ�سودِ‬ ‫..‬ ‫......‬ ‫ما حدث كان في الظهرِ ،‬ ‫َ َ‬ ‫بال �ضجيج‬ ‫ٍ‬ ‫َّ ٍ‬ ‫وبدقة واثقة!‬
  • 8.
    ‫محمد ب�شكار‬ ‫من مواليد9691 بمدينة الرباط. يعمل �صحافياً. �صدر له: «مالئكة في م�صحات الجحيم»،‬ ‫«من�شورات �شراع» و «طنجة».‬ ‫قَاب �شاهدتين‬ ‫َ َ‬ ‫1‬ ‫�س�أ ْن ُثر َنرد هواي كَ َنجم, و�أقر�أ ما ره َن ْته‬ ‫َ ُ‬ ‫َ ُ َْ َ َ َ ْ ٍ َ َْ‬ ‫َ َ َ‬ ‫ُُ‬ ‫َيداي لطاولة الظلمات: �أ�ص ْبح‬ ‫ُ ٌ‬ ‫َ ُ ُ‬ ‫�س َي ْبزغ من كَ هف جمجمة‬ ‫ْ‬ ‫ُ ْ‬ ‫ُ‬ ‫راق�صتها خيول خطاي ِب�سنبكها‬ ‫ِ َ‬ ‫َ َ‬ ‫ِ‬ ‫الملكي:‬ ‫َ َ ِّ‬ ‫ٌ‬ ‫�أليل...‬ ‫فَكيف �س�أد ِلجكم ُنور ع ْي ِني وقَد‬ ‫َ ْ‬ ‫ْ َ َ ْ ُ ُ ْ َ َ‬ ‫ِ‬ ‫ر َّتج ْته البالد ِبهدب ال�س َنان. رتاجا‬ ‫ً‬ ‫ُ ُ ْ‬ ‫َ َ ُ‬ ‫رتاجا.. وغَ َّنت عماي. وقالت:‬ ‫ْ‬ ‫َ ْ‬ ‫ُ َ‬ ‫رفا ُتك �أر�ض فَمرحى‬ ‫ٌ َ ْ‬ ‫الرحى‬ ‫َّ‬ ‫دا ِئر ِفي‬ ‫َ ٌ‬ ‫�شراك هواكَ ا‬ ‫ِ َ ِ َ َ‬ ‫َ ِّ ُ َ ْ َ َّ ِ‬ ‫ُيعجل در�س الدقا ِئق كَ القَمح, كَ ي‬ ‫ْ ِ‬ ‫ْ‬ ‫َي َتغذَّ ى الزمان على خ ْبزِ ها؛ (كان �شرفة‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ ُ َ ُ َ‬ ‫كل الجياع ُيطلُّ‬ ‫ِّ‬ ‫ون منه على �سغبي,‬ ‫ُ َ َ َ‬ ‫فَيرون بالدا كَ جارِ ية بين �سيفين بالدم‬ ‫َ َْ‬ ‫َّ ِ‬ ‫ًَ‬ ‫َ ْ‬ ‫ْ ُ‬ ‫يحتلم �إحليل فتكهما..):‬ ‫فيا عبثا‬ ‫ً‬ ‫َير َتدي حلال من �سديم,‬ ‫ُ ً ِ ْ َ‬ ‫ْ‬ ‫ِ‬ ‫ْ ُ ِ َ‬ ‫ويدخل م ْثل المحارب � َّأيامنا �شاهراً‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫نخلة‬ ‫ْ‬ ‫ُ ِ ْ‬ ‫ال تلين, كَ �ضلع‬ ‫ال�صحارى الم َنزه عن كُ ل �آدم,‬ ‫ُ َّ َ ْ ِّ َ ْ‬ ‫َّ َ‬ ‫�أرِ ق‬ ‫ََ َ‬ ‫دمك ال َّن َبوي‬ ‫لأب�صرني في مراياه �أرعى يدي‬ ‫َّ‬ ‫َ َ ُ َْ‬ ‫على ج�سد امر�أة حر َث ْته المكائِ‬ ‫د ح َّتى‬ ‫َ َ ُ‬ ‫ُ َ‬ ‫َ َ‬ ‫غَ دا‬ ‫َ‬ ‫وطنا من ِفخاخ‬ ‫َ َ ِ ْ َ‬ ‫2‬ ‫ْ ِ‬ ‫�آن لي �أن �أ�شي:‬ ‫َ‬ ‫ْ ِ ُُ ِ‬ ‫�أ- ال�س ْيف � ْإبرة ر ْتق ِل َثوب الملوك...‬ ‫َّ ُ َ ُ َ‬ ‫ِ ُْ ِ ْ ِ‬ ‫ج- جلد ج�سمي كي�س ِلخ ْبزٍ ُي�شم�سه‬ ‫ٌ ُ‬ ‫ِّ ُ ُ‬ ‫الفقَراء‬ ‫ُ ُ‬ ‫ََ ُ ُ ِ َ ِ‬ ‫على �شرفات الجحيم..‬ ‫ب- القلب فَج ِلحافر خيل تدق‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫َْ ُ‬ ‫�سنابكه مطرقات ال�ض َيا ِء‬ ‫َ ُ ِ ْ َ ُ ِّ‬ ‫ََ َ ِ‬ ‫بما �أثمل ْتك ِبه الروح. نز دما َي َتخ َّثر‬ ‫ُ َّ ً َ‬ ‫كال�سم في وردة‬ ‫ََْ‬ ‫ُّ ِّ‬ ‫ِ‬ ‫َْ‬ ‫القلب؛ يا ح ْبر؛‬ ‫ُ‬ ‫يا مهرقا َبددا..‬ ‫ُْ ً َ‬ ‫ِبك و�شحت �صدرِ َية ال�سر, و�شحت‬ ‫َ َ َّ ْ ُ َ ْ‬ ‫ِّ ِّ َ َّ ْ ُ‬ ‫�شعبا يدق‬ ‫َ ْ ً ُ ُّ‬ ‫مهامز قيدي؛ مهامز �أ ْنخابه ال َّت َترية‬ ‫َِ َ‬ ‫َّ‬ ‫ََ َِ ْ‬ ‫تحت‬ ‫َ‬ ‫ِ َ‬ ‫حذا ِء الهزائم: كُ‬ ‫ْنت‬ ‫ُ‬ ‫ِ ِ‬ ‫َّ ِ‬ ‫ِل َتارِ يخه الم َتهجد كال�س ْيف‬ ‫َ ِّ‬ ‫َ ِ‬ ‫في قُنزعات المها ِبل‬ ‫َ ِ‬ ‫موروث‬ ‫َْ ْ‬ ‫فَيزهو فَرا�ش الأنين..‬ ‫ْ‬ ‫ث- العمر م ْنخطف, قَاب �شاهِ‬ ‫َ َ د َت ْين‬ ‫َ ِ‬ ‫ُُْ ُ َ ٌ‬ ‫و َيدخل �سهرة حا َن ِته الأز ِل َّية..‬ ‫َ ْ ُ ٌ َ ََْ‬ ‫َ َ‬ ‫3‬ ‫�أرِ ق فَمك الأقحواني �أ�سمع رجع‬ ‫ْ َ َ ْ ُ‬ ‫َ ُ َ ْ َ‬ ‫َّ َ‬ ‫ال�شذى وعقُوداً‬ ‫ُ‬ ‫من الريح تبرِ مها في موا ِئد جرحي‬ ‫ُ‬ ‫ِ ِّ‬ ‫ََ َ ُ ْ َ‬ ‫عا�صفة‬ ‫َ ِ ٌَ‬ ‫�صعقت حجراً‬ ‫َ َ ْ َ َ‬ ‫َ َ ِ َ َ‬ ‫َي َتدحرج ِفي الهذيان؛ فال‬ ‫َ ْ َ ُ‬ ‫ال�سقف �سقف‬ ‫َّ ْ ُ َ ْ ٌ‬ ‫َ َ‬ ‫ِل َيحمل عني رديم ال�سماء؛ وال‬ ‫ْ ِ َ َ َ َ َّ‬ ‫ال�شجرات َبرِ يدي الى الغ ْيم, ح ْيث‬ ‫َ‬ ‫َ ُ‬ ‫َّ َ ُ‬ ‫�أ�ؤثث بالري�ش‬ ‫ِّ‬ ‫َ َ ُ‬ ‫َ ِ ِ‬ ‫ط ْيرا �س َي ْنكر خالقه, ويطير ِلذا ِبحه‬ ‫َُ‬ ‫البر َبرِ ي ِل َي�شرب‬ ‫ْ ُ‬ ‫َْ‬ ‫َْ َ ِ‬ ‫بين َيد ْيه دمي الم َترمل. ح ْيث‬ ‫ُ َ ِّ ِ َ ُ‬ ‫َ‬ ‫العميقة‬ ‫َُ‬ ‫َت�شرب حافة وجهي‬ ‫ْ َ ُ َ َ َ ْ‬ ‫وتر ُنو ِب�أقراطها القَمريةِ‬ ‫َْ ِ‬ ‫َ‬ ‫َ َّ‬ ‫ر َّنامة �شجنا‬ ‫َ َ َ ً‬ ‫َ َ ِ‬ ‫كَ الحدا ِئق, حين َت َنام, ُتحلزِ ن ع�شب‬ ‫َ ُ َ ْ ُ ُ ْ َ‬ ‫ال�ضفا ِئر‬ ‫َّ َ‬ ‫فَوق �إوز مخداتي ال ِ‬ ‫ْ َ َ ِ‬ ‫َ َّ َ آ�س َنة..‬ ‫4‬ ‫ِ‬ ‫َنذرت ِل َنف�سي َنف�سي, كَ ماء ِلماء,‬ ‫َ ْ ُ ْ َ ْ َ‬ ‫وقدت بنف�سي‬ ‫َ ُ ْ َ‬ ‫طوفَان َنف�سي.. كَ َنهر �شر ْبت �س ُيوفا‬ ‫ُ ً‬ ‫ُ َ ْ‬ ‫ْ َ َ‬ ‫من الرمل, حتى ر�أيت بنف�سي.. َنف�سي‬ ‫ْ ُ‬ ‫ْ َ‬ ‫َت ْن�سل في مزقي مزقاً. كان‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫ِ‬ ‫�إ�سمي و�شما ووجهي الع َبارة؛ وجهي‬ ‫ْ َ َ ْ‬ ‫َ‬ ‫َ َ‬ ‫ِ َ ٍ‬ ‫َ‬ ‫�أعمق من زمن قاده الهذيان ِلمح َبرة ال‬ ‫ُ‬ ‫ٍ َ‬ ‫َتغي�ض:‬ ‫ُ‬ ‫ُ َ‬ ‫ه َنا ِلك‬ ‫َلملمت موتاي‬ ‫َْ ُ َْ َ‬ ‫في كفن‬ ‫ٍ‬ ‫قد َب�سطته مثل طرو�س‬ ‫ْ َ ُ ِ َ ُ‬ ‫ُ َ ُ‬ ‫ي�ضيق على طو ِلها ع�شب الأر�ض. قلت‬ ‫ِ ْ ُ‬ ‫ُ ُ ُ‬ ‫َ َ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِلح ْبر تجندل م ْثل الغرالة في قلم‬ ‫َ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫الرعب: ُنز‬ ‫ف�ؤاد الففتيح‬ ‫9‬ ‫عدد 211‬ ‫5 كانون الأول 7002‬
  • 9.
    ‫�أحمد بركات‬ ‫ولد بالدارالبي�ضاء بتاريخ 91 ماي 0691 وتوفي �سنة 4991. ا�شتغل �صحافيا بجريدة «بيان‬ ‫اليوم» بالبي�ضاء. �صدر له عمالن �شعريان: «�أبداً لن �أ�ساعد الزلزال» )1991( و «دفاتر الخ�سران»‬ ‫)4991(.‬ ‫لن �أ�ساعد الزلزال‬ ‫ُ‬ ‫حذر، ك�أني �أحمل في كفي الوردة التي‬ ‫َ‬ ‫ٌ‬ ‫توبخ العالم‬ ‫ِّ ُ‬ ‫َ‬ ‫الأ�شياء الأكثر فداحة:‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫قلب �شاعرٍ في حاجة قٌ�صوى �إلى لغةٍ‬ ‫ٍ‬ ‫َ‬ ‫ِ‬ ‫والأ�سطح القليلة المتبقية من خراب‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ِ‬ ‫البارحة‬ ‫ِّ‬ ‫حذر، �أخطو ك�ني ذاهب على خط‬ ‫أ ِّ‬ ‫ٌ‬ ‫ٌ‬ ‫ِنزاع‬ ‫ٍ‬ ‫ٍ‬ ‫َ َّ َ ِ ْ َ َ‬ ‫وك�أن معي ر�سائل لجنود‬ ‫َ ٍ‬ ‫وراية جديدة لمع�سكرٍ جديد‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫بينما الثواني التي ت�أتي من الورا ِء‬ ‫تق�صف العمر‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫هكذا…‬ ‫ِ َّ ِ‬ ‫بكثافة الرماد‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫معدن الحروب الأولى‬ ‫ُ‬ ‫ت�صوغ الثواني �صحراءها الحقيقية‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫و�أنا حذر، �أخطو نحوكم وك�أن‬ ‫َّ‬ ‫ٌ‬ ‫ال�سحب الأخيرة تحملني‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫�أمطارها الأخيرة‬ ‫ُ‬ ‫ً‬ ‫ربما يكون الماء �س�ؤاال حقيقيا‬ ‫َّ ً‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫ِ‬ ‫َ‬ ‫هناك العربات تمر بطيئة‬ ‫وعلي �أن �أجيب بلهجة العط�ش‬ ‫ِ‬ ‫ً‬ ‫َّ ْ‬ ‫َ‬ ‫ُ ُّ‬ ‫ربما حتى �أ�صل �إلى القرى المعلقةِ‬ ‫َ‬ ‫في ك�أنها ت�سير في حلم‬ ‫ٍ‬ ‫َّ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫هناك قطع الغيم في الف�ضاء‬ ‫�شمو�س طفول ِتكم‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ُ‬ ‫ٍ‬ ‫ٍ‬ ‫ال ت�شبه �سرب طائرات خائفة‬ ‫علي �أن �أجتاز هذا الج�سر الأخير و�أن‬ ‫َ ْ‬ ‫َّ ْ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫هناك امر�أة تقترب من الخام�سةِ‬ ‫َ‬ ‫�أتعلم ال�سهر مع �أقمارٍ‬ ‫م�ساء‬ ‫ٌ‬ ‫ُ‬ ‫َّ َ َّ َ َ َ‬ ‫َ ً‬ ‫ُ ٍ‬ ‫ُ ٍ‬ ‫تنتظرني‬ ‫مقبلة من لي ٍال مقبلة حتى �أ�شيخ‬ ‫َ‬ ‫ٍ‬ ‫�س�أذهب عما قَريب‬ ‫و�أنا �أجتاز هذا الج�سر الأخير‬ ‫ُ‬ ‫ُ ًَّ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ِ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫هل �أ�ستطيع �أن �أقول ب�صراحتي الكاذبة: دون �أن �أعرف لماذا الآن �أ�شبه الحب‬ ‫َ ْ‬ ‫ُ ْ‬ ‫َ َّ ُ‬ ‫َّ‬ ‫ِ‬ ‫بكتاب التاريخ‬ ‫ل�ست حذراً لأنني‬ ‫ُ‬ ‫ِ‬ ‫�أحب‬ ‫�أعرفكم واحداً واحداً ؟؟‬ ‫ُّ‬ ‫ٍ‬ ‫ِ‬ ‫َ‬ ‫�أحيانا �أتوزع قبائل تتناحر على بالد‬ ‫لكن، �أين �أخبئ هذه الأر�ض الجديدة‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ً َّ ُ‬ ‫ْ َ‬ ‫َ‬ ‫ٍ‬ ‫وهمية‬ ‫التي تتكون في عين التلميذ؟‬ ‫ِ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫�أحيانا �أ�ضيع‬ ‫وماذا �سيقول المعلم‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫ولكنني دائما �أحمل في كفي الوردة‬ ‫�إذا �س�أله ال َّنهر؟‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫التي توبخ العالم‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍….‬ ‫حذر، �ألوح من بعيد‬ ‫ُ ْ‬ ‫ٌ‬ ‫ِّ ُ َ َ‬ ‫ٍ‬ ‫لأعوام بعيدة‬ ‫ٍ‬ ‫و� ُ‬ ‫أعرف – بالبداهة - �أنني عما قريب‬ ‫َّ‬ ‫�س�أذهب مع الأ�شياء‬ ‫ُ ََ‬ ‫التي تبحث عن �أ�سمائها فوق �سما ٍء‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫�أجمل ولن �أ�ساعد الزلزال !!!‬ ‫َ‬ ‫َ ْ‬ ‫فقط، �س�أقف لحظة �أخرى‬ ‫ً‬ ‫ُ‬ ‫ِ‬ ‫تحت �ساعة الميدان الكبيرةِ‬ ‫ِ‬ ‫َ‬ ‫خالد الجادر‬ ‫8‬
  • 10.
    ‫محمد بنطلحة‬ ‫من مواليدمدينة فا�س �سنة 0591. ح�صل على الإجازة من كلية الآداب والعلوم الإن�سانية بفا�س‬ ‫�سنة 2791 وعلى �شهادة ا�ستكمال الدرو�س من نف�س الكلية، عام 8791. وفي �سنة 7891 ح�صل‬ ‫على دكتوراه ال�سلك الثالث من فرن�سا. �صدر له: «ن�شيد البجع» )9891(، «غيمة �أو حجر» )0991(،‬ ‫«�سدوم» )2991(، «بعك�س الماء» )0002( و«ليتني �أعمى» )2002(.‬ ‫محمد عبلة‬ ‫قنديل في الريح‬ ‫دوننا قنب،‬ ‫ٌ‬ ‫وحدوج،‬ ‫ٌ‬ ‫و�أديرةٌ.‬ ‫دوننا حانة مل�ؤها الزنج.‬ ‫ٌ‬ ‫ُ‬ ‫يا �أيهذا الجلي�س الذي يت�صيد‬ ‫َّ ُ‬ ‫ُ‬ ‫ في حيزٍ ال وجود له -‬‫َ ُ‬ ‫ِّ‬ ‫علة للوجود!‬ ‫ً‬ ‫ِ‬ ‫�أفي عروة الزقِّ‬ ‫َ‬ ‫�سوف تجور ب�أب�صارنا‬ ‫ُ‬ ‫دمن،‬ ‫ٌ‬ ‫وتالع؟‬ ‫ٌ‬ ‫َّ ٍ‬ ‫وفي خطة للتماهي‬ ‫�سنقت�ص من �شد ِة القيظ‬ ‫َّ‬ ‫ُّ‬ ‫ْ‬ ‫بالحر ِ‬ ‫ْ ث في الماء ؟‬ ‫�أو‬ ‫ْ‬ ‫ُّ‬ ‫بالت�سلل‬ ‫من داخل الن�ص‬ ‫ِ‬ ‫ِّ‬ ‫نحو المن�صةِ‬ ‫َّ ؟‬ ‫�سيان.‬ ‫َّ َ‬ ‫نحن اجتر�أنا على النون‬ ‫ُ‬ ‫ِ‬ ‫في غيبة الكاف،‬ ‫ثم عقرنا زهاء قطيعين‬ ‫ُ َ‬ ‫ِ‬ ‫من غرر الذكريات التي لم تع�ش‬ ‫ْ‬ ‫ُّ‬ ‫قط‬ ‫تحت‬ ‫َ‬ ‫�شنا�شيل‬ ‫ِ‬ ‫بيت الق�صيدِ‬ ‫ِ‬ ‫.‬ ‫معاً،‬ ‫كانت الريح،‬ ‫ُ‬ ‫ترفع ق�صراً من ال�شمع‬ ‫َّ ْ ِ‬ ‫بين يدينا.‬ ‫َ‬ ‫وك َّنا �سنثني من الدهرِ‬ ‫َّ‬ ‫ْ‬ ‫�أوله،‬ ‫َّ ُ‬ ‫فانثنينا:‬ ‫�أنا‬ ‫قد‬ ‫ْ‬ ‫�شربت‬ ‫ُ‬ ‫دموع ال�صحارى.‬ ‫ُ َ‬ ‫و�أنت عجمت قداحي‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ِ‬ ‫ب�أل�سنة ال َّنمل.‬ ‫ِ‬ ‫يا للمدارة!‬ ‫ٌ‬ ‫ما �إن بدا �سنبك ُي�شبه النجم‬ ‫ْ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫ِ‬ ‫حتى عبدنا رماد البريق الذي‬ ‫َ‬ ‫�شحذته‬ ‫ُ‬ ‫دموع ال ًَّتما�سيح،‬ ‫ِ‬ ‫ُ‬ ‫ثم ختمنا‬ ‫َّ َ‬ ‫ِ‬ ‫على �صلوات الغبارِ المدجن‬ ‫َّ‬ ‫باللف،‬ ‫ِّ‬ ‫ِ‬ ‫والدوران،‬ ‫ِ ِ َّ ِ‬ ‫وتنويم عقدة ذنب الطريدة.‬ ‫ِ‬ ‫يا �أيهذا الجلي�س الذي‬ ‫ُ‬ ‫حنكته‬ ‫ُ‬ ‫ على م�ض�ض -‬‫ٍ‬ ‫ٌ‬ ‫حيل،‬ ‫ُ‬ ‫و�أباطيل!‬ ‫هل كان �شيء‬ ‫َ‬ ‫ٌ‬ ‫يقارب‬ ‫ُ‬ ‫ في هام�ش الطر�س -‬‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫�أطماع قو�س الع�صاة ال�صناديدِ‬ ‫ِ‬ ‫؟‬ ‫َ ِ‬ ‫�أو كان‬ ‫َ‬ ‫ِ‬ ‫ بين رفات الخطى -‬‫َ‬ ‫فهر�س يت�أب ُ‬ ‫َّط ذاكرة الرمل؟‬ ‫َ َّ‬ ‫كانت ر�ؤانا‬ ‫مر�صعة‬ ‫َّ ً‬ ‫بعظام القرابين.‬ ‫ِ‬ ‫ُ‬ ‫والغرف القزحيات كن‬ ‫ُ َّ‬ ‫�سيرفعن‬ ‫َ‬ ‫ِّ‬ ‫ زلفى �إلى كل نقع مثار -‬‫ٍ ُ‬ ‫�سريرين فخمين‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫�سهل �إذن‬ ‫ٌ ْ‬ ‫مثلما هو ممتنع‬ ‫ُ ٌ‬ ‫11‬ ‫َ‬ ‫�أن تحول مناطيدنا‬ ‫ْ‬ ‫ُ‬ ‫َ ِ‬ ‫دون �سرد التفا�صيل:‬ ‫ِ‬ ‫�ضيف �أتانا .‬ ‫ٌ‬ ‫و�ضيف يفلُّ ق�سي ر�ؤانا،‬ ‫ٌ‬ ‫َّ‬ ‫ُ‬ ‫ويحذف‬ ‫ِ‬ ‫ت�سعة �أع�شارِ هذي الق�صيدة،‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫�أو تلك،‬ ‫ثم‬ ‫َّ‬ ‫ُيحملق‬ ‫ُ‬ ‫في اليتي �سلةِ‬ ‫َّ‬ ‫المهمالت،‬ ‫ِ‬ ‫ويجل�س لل�شرب.‬ ‫ُ‬ ‫�سيان.‬ ‫َّ َ‬ ‫يا �أيهذا الجلي�س الذي لم‬ ‫ُ‬ ‫ْ‬ ‫يحنكه‬ ‫ُ‬ ‫بعد‬ ‫ُ‬ ‫ِ‬ ‫�أنين حطام الأباريق!‬ ‫ِ‬ ‫ُ‬ ‫ها قد بدت حانة مل�ؤها الز ْنج.‬ ‫ٌ‬ ‫ْ ْ‬ ‫ِّ ُ‬ ‫فلنحتملْ‬ ‫ جيداً -‬‫َ ُْ ِ‬ ‫جرعة العمق.‬ ‫ٍ‬ ‫ولنرتجلْ دورقا من دخان،‬ ‫ً‬ ‫ٍ‬ ‫و�أل�سنة من خزف‬ ‫ً‬ ‫عدد 211‬ ‫5 كانون الأول 7002‬
  • 11.
    ‫عائ�شة الب�صري‬ ‫من مواليد0691, حا�صلة على الإجازة في اللغة العربية. �صدر لها:«�شرفة مطف�أة» و«م�ساءات»‬ ‫و«�أرق المالئكة».‬ ‫عزلة الرمل‬ ‫ُ ِ‬ ‫لي�س غروبا ما بال�شم�س،‬ ‫ً‬ ‫ِ‬ ‫َ‬ ‫ُ َ‬ ‫هو ال�ضوء ُيلم ِلم �أهدابه‬ ‫ُ‬ ‫ْ ُ‬ ‫ْ‬ ‫َ ِ‬ ‫في حقَا ِئب الظلم ِة ِل َينام.‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ِ‬ ‫َل ْي�س �شفقا ما في الأُفُق،‬ ‫َ َ َ ً‬ ‫هو الرمل َيلعق �سيقان الحجرِ ،‬ ‫ُ َْ ُ‬ ‫َ َ‬ ‫َ َ ِ‬ ‫ُ َ َ ً‬ ‫ِ‬ ‫ف َت َتورد الزرقة خجال من �شغف العا�شق.‬ ‫َ َّ ُ‬ ‫كثبان..‬ ‫ٌ‬ ‫�أج�ساد َلم َتح َترِ ق َبعد ِب�أَ‬ ‫ِ ِ َ ٍَْ‬ ‫ٌ ْ ْ ْ ْ ُ نامل �شهوة،‬ ‫َت َتوحد في عرا ٍء موح�ش،‬ ‫ٍ‬ ‫َ َّ ُ‬ ‫ُ‬ ‫ْ َ َ ْ‬ ‫ُت�صيخ ال�سمع ِلخطوٍ م َتوج�س،‬ ‫ُ َ ِّ ٍ‬ ‫ُ‬ ‫ٍ‬ ‫و ُلهاث َي ْنمو َب ْين َتجاويف الوديانِ‬ ‫ِ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ ْ ِ‬ ‫�أحرا�شا من الخوف.‬ ‫ً‬ ‫ُ ِ‬ ‫ُ‬ ‫الرمل في عزلته،‬ ‫ِ‬ ‫ُ‬ ‫كاهن يلوك �صلوا ِته على �صفيح �ساخن‬ ‫ٍ‬ ‫َ ٍ‬ ‫ٌ‬ ‫�شفاعة ِلخطايا الب�شرِ ،‬ ‫ََ‬ ‫َ ًَ َ‬ ‫ٍ َ ِ ٍّ‬ ‫َ‬ ‫ف ُتعيد الريح تراتيل عهود م ْن�سية.‬ ‫َ ُ‬ ‫ُ‬ ‫خ�شو َنة الرمل‬ ‫ِ‬ ‫ُ‬ ‫ُّ ِ‬ ‫�أُ ْلب�سني خرقة الت�صوف،‬ ‫ُ ِ ََْ‬ ‫حافية �أَده�س �أ�شواكا �سرية الأ�سما ِء،‬ ‫ً ِ ّ َ ْ‬ ‫ً َْ ُ‬ ‫ُ َِْ‬ ‫و�أ�صيح في المطلق :‬ ‫ُ‬ ‫ِ‬ ‫ما �سر الحياة في البدءِ‬ ‫َْ؟‬ ‫ِ ُّ‬ ‫ُِ‬ ‫ما حكمة الرمل في عدم الت�شابه؟‬ ‫ِ ْ َُ‬ ‫ِ‬ ‫َ َِ‬ ‫وماذا َبعد هاوية الموت وم�صب‬ ‫َْ‬ ‫ِ َ ْ ِ َ َ ِّ‬ ‫ِ ِ‬ ‫الأَ َبد َّية؟‬ ‫فَيرد ال�صدى �صداه :‬ ‫َ ُ ُّ‬ ‫ُ‬ ‫ال �سر ُيخفى عن �صفا ِء ال�سرير ِة،‬ ‫ِ َّ ْ‬ ‫َ ْ َ‬ ‫َ‬ ‫حدقي م ِليا في مرايا الحجرِ ،‬ ‫َ ِّ َ ً‬ ‫َ‬ ‫َ ِ‬ ‫ِ‬ ‫َت�أْتيك الر�ؤى مبايِعة بين َيد ْيك.‬ ‫ُ ًَ‬ ‫ُ َ ْ َ ْ ِ‬ ‫اب َتعد النهار عن �ضو ِئه.‬ ‫ْ ََ‬ ‫ال �أُفُق َيحجب الماء عن �سر ِه.‬ ‫َ ْ ُ ُ‬ ‫َ َ ْ ِ ّ‬ ‫�صمت �أ�سود َيعمي الب�صيرةَ،‬ ‫َ ْ ٌ‬ ‫ُ ْ‬ ‫َ َ‬ ‫ال مفر من َتلم�س ُنتوءات الظلمةِ‬ ‫َ َ َّ ِ‬ ‫ِ‬ ‫،‬ ‫ْ َ ُّ ِ‬ ‫ً ِ ْ َ ِ َ ُّ ِ‬ ‫عارية من ز ْيف ال َتمدن،‬ ‫ِ ُّ ِ‬ ‫ِ‬ ‫من ال�صخب والحديد والدخان؟‬ ‫َْْ ِ‬ ‫هلْ �أَدمعت ِل ُنواح الناي و�شدوِ‬ ‫ِ َ َ ْ‬ ‫ِ‬ ‫الحجرِ ؟‬ ‫َ َ‬ ‫َ ّ ِ ِ ْ‬ ‫هلْ َتهج ْيت حكمة البد ِء في �أنا�شيدِ‬ ‫ََ َْ‬ ‫البدوِ‬ ‫َْ‬ ‫َ ِ‬ ‫دون ذكْ رِ الأ�سما ِء..؟‬ ‫َ َّ ِ‬ ‫ُ َِْ‬ ‫هلْ جر ْبت ال�صراخ في مطلق الفراغ؟‬ ‫َ‬ ‫ِ‬ ‫ُ‬ ‫�ضامر هذا الليل،‬ ‫ٌ‬ ‫ْ َ‬ ‫ِ‬ ‫َلوال َتكور الريح على �صدرِ التربة،‬ ‫ِ‬ ‫ُّ ُ‬ ‫وا ْنعكا�س النجوم في �صقيل الحجرِ .‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫َ ِ َ َ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِلف ْتح م�سالك الطريق...‬ ‫َ ِ‬ ‫اب َتلع ْتنا الع َتمة،‬ ‫َ َُ‬ ‫ْ ََ‬ ‫ِ‬ ‫ال َت�صقَت �أج�سادنا بالحديد‬ ‫َ ْ ْ ُ‬ ‫َ َّ ِ‬ ‫و َتفتتت الأ�صابع على ال�سياج.‬ ‫ِ‬ ‫ُ‬ ‫هاوية الظلمة �أ�شهى من ال�ضو ِء....‬ ‫َُ َْ ِ ْ‬ ‫ِ َ‬ ‫بعد قليل،‬ ‫ٍ‬ ‫ْ ِ‬ ‫�س َت َتدفَّق الهواج�س بين الأودية‬ ‫َ َ ُ‬ ‫ُ‬ ‫المهجورةِ‬ ‫،‬ ‫�س َيهم�س الرمل ِلظاللهِ‬ ‫ُ ِ‬ ‫:‬ ‫َ ِْ ُ‬ ‫هذه التالل �أعرِ فُها،‬ ‫ُ ْ‬ ‫و َي�شتاقُني حليب النوق َب ْين �أَ�ضرا�س‬ ‫ِ َ ْ ِ‬ ‫ْ‬ ‫َ ُ‬ ‫البعيرِ‬ ‫َ‬ ‫ورائحة الزع َترِ البري.‬ ‫ُ ْ َ ِّ‬ ‫ِ‬ ‫على عتبة المدينة،‬ ‫خم ْنت:‬ ‫َ َّ ُ‬ ‫�س ُ�أغْ ِلق الن�ص على ع َتم ِت ِه،‬ ‫َ ُ‬ ‫َّ‬ ‫َ‬ ‫َ ّْ ُ ِ ْ ِ ُ ِ‬ ‫كَ ي ال َي�سيح الرمل من َب ْين ال�شقوق،‬ ‫ْ‬ ‫َ ْ ُ َ ً‬ ‫َتذكَّ رت در�سا في الج ْبرِ‬ ‫َ‬ ‫«ال ُي�أطر ما ال �أ�ضالع َله»‬ ‫ْ َ ُ‬ ‫ّ ُ َ‬ ‫مرجع ّية �سا ِئ َبة‬ ‫ٌ‬ ‫َْ ِ ِ ٌ‬ ‫وفَراغ معنا ال معنى َله.‬ ‫ُ َْ ً َْ ُ‬ ‫ال ذاكرة للرمل،‬ ‫َ َّ ِ‬ ‫وال وثوق في مهاوي الأقدام،‬ ‫ُ َ‬ ‫ِ‬ ‫َ‬ ‫ه َّبة هوا ٍء ع َبرت‬ ‫َ ُ‬ ‫َ َ ْ‬ ‫ومحت �آثار الخطوِ و �سائِ‬ ‫َ ْ‬ ‫ب الكالم.‬ ‫ِ‬ ‫ََ َ ْ‬ ‫َ‬ ‫من بعيدٍ‬ ‫�سمعت ال�صدى ُيعيد �صداه:‬ ‫َ ِ ْ ُ‬ ‫ُ َ ُ‬ ‫ال رهبا ِنية �إال ِللرمل في مواجع‬ ‫َ ْ َّ‬ ‫َّ ْ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ال�صحرا ِء.‬ ‫ا ْنكم�شت الأ�صوات،‬ ‫َ َ َ‬ ‫ُ‬ ‫ْ‬ ‫ُلغة واحدة ال َتكفي.‬ ‫ٌ‬ ‫ٌَ‬ ‫....بيا�ضات،‬ ‫ٌ‬ ‫ال �صوت َيعلو على �صمت ال�صحراءِ‬ ‫َ ْ ِ‬ ‫.‬ ‫َ ْ‬ ‫َتحت خ ْيمة من و َبرٍ ،‬ ‫ْ َ َ ٍَ ِ ْ َ‬ ‫ِ‬ ‫ِ َ َ ِ‬ ‫بين رائحة الحطب وفُقاعات ال�شاي،‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ْ ُ َ ِ‬ ‫َتمتد َيد الغريب خلف الم�شهد،‬ ‫َ‬ ‫َ ِّ ُ‬ ‫ُتعدل مواقع النجوم..‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫من َلم�س ِته ا ْن َت�شت نجمة‬ ‫ٌ‬ ‫ِ ْ ْ َ ِ َ ْ‬ ‫وغادرت �سرير ال�سما ِء.‬ ‫ََ ْ‬ ‫َ َّ‬ ‫�شفافة مرايا ال�سما ِء،‬ ‫َ ٌََّ َ‬ ‫ال حجب بين الب�شرِ وكالم اهلل.‬ ‫ُ ُ َ َ ََ‬ ‫ِ‬ ‫خفف الخطو،‬ ‫َ ِّ ِ َ ْ َ‬ ‫هنا �سرة الكون،‬ ‫ُ َّ ُ‬ ‫ِ ُّ َ ِ ِ ُ َ ِ‬ ‫�سر البد ِء وكتاب الأَزل.‬ ‫َ ّْ‬ ‫ِ‬ ‫ف َتو�ض�أ ِبطهارة الرمل‬ ‫ِ‬ ‫ثم �صل �صالة الغجرِ �أمام هذا البها ِء.‬ ‫َ‬ ‫َ ِّ َ َ َ َ‬ ‫َ‬ ‫تاهت طرق العود ِة َب ْين م�سا ِلك العز َل ِة،‬ ‫ِ ُْ‬ ‫َ ْ ُ ُ ُ ََْ َ َ‬ ‫ََ ْ ُ ُ ِ َ ُ ِ‬ ‫ال َتمعت عيون الليل َب ْين �شقوق ال�صخرِ .‬ ‫ُ‬ ‫�شردت �سحليات �أذْهلها فُ�ضول الغربا ِء.‬ ‫َ َُ ْ ِ ِ ّ ٌ َ‬ ‫ُ َْ ِ‬ ‫اختفى القَمر من �شرف ِته‬ ‫ْ‬ ‫ُ‬ ‫َْ ِ‬ ‫حداد َا على موت عالم«م َتح�ضر».‬ ‫ٍ ُ َ‬ ‫َ ّ ٌ ْ ٌ َ ٌَ‬ ‫�سراب/ فراغٌ / َتوحد /وح�شة /ظم�أ...‬ ‫ٌ‬ ‫ِ‬ ‫ٌ‬ ‫�أو�صاف ِلل�صحرا ِء ولروحي رِ داء.‬ ‫ْ ََ ِ‬ ‫َلو عرفَت ال�صحراء م ْن َبع العط�ش،‬ ‫ُ َ َ َ َ ِ‬ ‫ِ‬ ‫َل َبرِ َئت روحي من دمل الحياة.‬ ‫ِ ْ َُِ‬ ‫ْ‬ ‫مخرم رِ داء الريح في ال�صحرا ِء.‬ ‫ُ َ َّ ٌ ُ ِ‬ ‫ِ‬ ‫�أج�ساد ال مر ِئ ّية َتل َتف ِب�أج�سادنا‬ ‫ٌ َ ْ ٌ ْ ُّ‬ ‫ِ‬ ‫و َُتف َتح في �أرواحنا نوافذ زمن غابرٍ ،‬ ‫َ ٍ‬ ‫ْ ُ‬ ‫بقايا �أ�صوات َ �أرقَها الحنين �إلى الآتي،‬ ‫ُ‬ ‫ٍ ّ‬ ‫َ‬ ‫هو المجنون َيلفح الرمل بقدمين‬ ‫ِ‬ ‫ُ َْ ُ‬ ‫ُ َ‬ ‫حافيتين،‬ ‫ِ‬ ‫وينادي َل ْياله �إلى �سريرِ الب ْيدا ِء.‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ َّ ْ ِ‬ ‫هلْ َتح�س�ست َنقاوة ال�صحوِ ؟‬ ‫ََ‬ ‫ْ‬ ‫ِ‬ ‫هلْ �أَغْ راك الرمل باالغْ ِت ِ‬ ‫ُ‬ ‫�سال،‬ ‫ُند َبة �ضو ٍء‬ ‫ْ ُ‬ ‫�أَ ْيقظت غَ فوة الزمن،‬ ‫َ ْ ََْ‬ ‫ِ‬ ‫ّ ِ‬ ‫كما لوِ �أَننا م ْتنا قليالً،‬ ‫كما لو كُ نا توابيت على مع َبرٍ‬ ‫َ‬ ‫َْ‬ ‫ْ‬ ‫َتن َتظر َت�صريحا للعبورِ ...‬ ‫ً‬ ‫ِ ُ ْ‬ ‫ُ‬ ‫01‬
  • 12.
    ‫محمد بودويك‬ ‫من مواليدمدينة فا�س �سنة 0591. ح�صل على الإجازة من كلية الآداب والعلوم الإن�سانية بفا�س‬ ‫�سنة 2791 وعلى �شهادة ا�ستكمال الدرو�س من نف�س الكلية، عام 8791. وفي �سنة 7891 ح�صل‬ ‫على دكتوراه ال�سلك الثالث من فرن�سا. �صدر له: «ن�شيد البجع» )9891(، «غيمة �أو حجر» )0991(،‬ ‫«�سدوم» )2991(، «بعك�س الماء» )0002( و«ليتني �أعمى» )2002(.‬ ‫دماء �أعمق مـن الظالل‬ ‫1-�صـباح الخـير‬ ‫ُ‬ ‫يا �صباحا يرتدي قمبازاً مق�صباً.....‬ ‫ً‬ ‫ُ َّ‬ ‫�صباح الخير للذي كنته‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫حردونا‬ ‫ً‬ ‫على جلد ِه رائحة الحلفاء‬ ‫ِ َ ُ ُ‬ ‫وفتيت الفحم وال�سخام‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫ُّ‬ ‫�صباح الخير‬ ‫ُ‬ ‫لل�شقي ُي�شوي الطُّ‬ ‫يور‬ ‫ِّ‬ ‫ِ‬ ‫على كبريت �أم ِه الم�سروق‬ ‫ِّ‬ ‫َ ِ‬ ‫للنجم على �ضفة ال َّنهر الملوث‬ ‫ِ‬ ‫َّ‬ ‫�أني�سي في خريرِ الدم والعوم‬ ‫ِ‬ ‫وال�ضو ِء القادم‬ ‫ِ‬ ‫ٍ‬ ‫�صفوفا كجي�ش ب�ألوية م�شتعلة‬ ‫ً‬ ‫ٍ‬ ‫ٍ ُ‬ ‫ِ‬ ‫نحو كهوف الخ�سران‬ ‫ِ ُ‬ ‫َ‬ ‫ِ‬ ‫لأمي الحميرا ِء المليكة‬ ‫ُ‬ ‫ِّ‬ ‫مهدهدةِ‬ ‫الجنائزِ للنوم‬ ‫ِ‬ ‫�صباح الخير‬ ‫ُ‬ ‫يا عظامي المقرورة‬ ‫ٍ‬ ‫ٍ‬ ‫يا ا�صطكاكي من �سغب ون�صب‬ ‫وعم�ش قذاني‬ ‫ٍ‬ ‫ِ‬ ‫َّ ِ‬ ‫�صباح الخير للم�سرات الجائعة‬ ‫ُ‬ ‫للأخ�ضرِ الياب�س‬ ‫ِ‬ ‫للقمرِ الحليب‬ ‫يف�ض�ض �سقوف الم َباني‬ ‫ُ‬ ‫َ َ‬ ‫ِ‬ ‫للهوا ِء الأ�سود الالذع‬ ‫ِ‬ ‫ُيراق�ص تالل المنحدر‬ ‫ُ‬ ‫َ ُ‬ ‫ِّ َ ِ‬ ‫ِ‬ ‫للمتاح من الرحب في كف الورد والزهرات ....‬ ‫ُ ِ‬ ‫َّ َ َ‬ ‫للن�سا ِء الالئي �شي ْب َنني‬ ‫َّ‬ ‫ِ‬ ‫ُ‬ ‫منذ القرن الما�ضي‬ ‫ْ‬ ‫وغربنني فال محجة تبدو‬ ‫َّ‬ ‫َ َّ‬ ‫ِ‬ ‫ٌ‬ ‫بلْ وحل �سقنني �إليه ف�أنا‬ ‫ُ‬ ‫ِّ َ ً‬ ‫�أتغلغل �أ�سيراً ..�أربي �أمال‬ ‫في النجاة عبر ال َّثواني!‬ ‫ِ َ‬ ‫ْ‬ ‫َّ ِ‬ ‫�صباح الخير لل�ضباب‬ ‫ُ‬ ‫ِ‬ ‫ُّ ِ‬ ‫على قرميدها والدخان يتلون في جيدها‬ ‫َّ ُ‬ ‫ٍ‬ ‫بكم لون دحوته ف�سباني ..‬ ‫ُ‬ ‫�صباح الخير للوادي الأ�صفرِ‬ ‫ُ‬ ‫النائم فوق الأ�شباح والأ�سرارِ‬ ‫ِ َ‬ ‫ِ‬ ‫ينتظر �صداي‬ ‫ٍ‬ ‫فج�أة يعيدني �إلى ناي بعيد‬ ‫ٍ‬ ‫ويردني �إلى �أناي!‬ ‫ُّ‬ ‫لموقد الفحم الحجري‬ ‫لدم �أبي الذي قر�أت في‬ ‫ِ‬ ‫ُ‬ ‫قناديله جرجي وهيغو والمارتين‬ ‫وال�سباعي والعم نجيب..‬ ‫َّ‬ ‫ِ‬ ‫�صباح الغريب‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫�أيها الطفل الناحل‬ ‫ِّ َ‬ ‫َ‬ ‫يا للهوك وعلوك‬ ‫يا لهولي و�ضع ِتي‬ ‫َ ِ َ‬ ‫كلُّ �شتا ٍء �أ�صغي لعويلي‬ ‫ْ‬ ‫مهروال �إلي‬ ‫ُ‬ ‫ً َّ‬ ‫ثلج وغياب.‬ ‫2-خـواء طـنان‬ ‫هنا َيتثاءب التراب‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫ِ‬ ‫ُ ً‬ ‫مثقال ب�أ�سمال الفراغ‬ ‫ََ ِ‬ ‫كيف �أو�صد باب الكَ‬ ‫ُ َ الم..‬ ‫َ‬ ‫كيف �ألوي عنق ال َّثرثرة..‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫كيف �أ�ستجمع قب�ضتي‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫و..�أهوي على دمي؟‬ ‫ْ‬ ‫3-فينومـينولوجيا‬ ‫ٍ‬ ‫ياه.!!‬ ‫ُ ُ‬ ‫فُتح الباب منذ دهرٍ‬ ‫َ‬ ‫َّ‬ ‫ولم �أتوقف عن الطرق‬ ‫ْ َّ ْ‬ ‫ْ‬ ‫ِ‬ ‫ي�ضج بال َّن�شيد‬ ‫ُّ‬ ‫متى ما ر�آني ..‬ ‫نهر �إغريقي‬ ‫ٌ‬ ‫ٌّ‬ ‫ال يخون.‬ ‫ُ‬ ‫�سـرنمة..‬ ‫بخطانا المتلع ِثمة‬ ‫ُ‬ ‫ُ َْ‬ ‫َن ْبني �أع�شا�شا‬ ‫ً‬ ‫في الهوا ِء‬ ‫للهوا ِء...‬ ‫ُ‬ ‫ون�سدل العين‬ ‫َ‬ ‫على الما�ضي‬ ‫ٍ‬ ‫ب�شهود غزيرين‬ ‫َ‬ ‫ِ‬ ‫ٍ‬ ‫في حلبة �سباق �أخيرٍ‬ ‫نرفع �أيدينا اعتذاراً‬ ‫ُ‬ ‫ٍ‬ ‫ٍ‬ ‫خوفا من �سقوط و�شيك‬ ‫ً‬ ‫و�سط حطام كَ ثيرٍ‬ ‫َ َ ُ ٍ‬ ‫ٍ‬ ‫ُ‬ ‫ورماد يخلل‬ ‫وجودنا‬ ‫َ‬ ‫ون�ضحك كالبلهاءِ‬ ‫َُ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫وقد‬ ‫ْ‬ ‫�أحكم الموت‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫قب�ضة الأعمى‬ ‫َ‬ ‫على �أقفائنا.‬ ‫ٍ‬ ‫كم نتظاهر ب�أ�سنان بي�ضاء‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫ٍ َّ ٍ‬ ‫وذيول ملونة‬ ‫ك�أن المرايا‬ ‫ٍ‬ ‫غير من�صوبة ‬ ‫ُ‬ ‫4-نهر هيراقليط�س‬ ‫نهــر‬ ‫ٌ‬ ‫ُيبدل وجه َته‬ ‫ِّ ُ ُ ْ ُ‬ ‫َ ُ ُّ ُ‬ ‫َّ‬ ‫كلما �أ�ضجره ال�سعال‬ ‫يغي�ض‬ ‫ُ‬ ‫فتراه م�صفراً‬ ‫ُ ُ َّ‬ ‫كلما اعتاله‬ ‫ً‬ ‫الزناة والمهربون‬ ‫ُ‬ ‫ِّ َ‬ ‫�أو‬ ‫ْ‬ ‫بالت‬ ‫ْ‬ ‫ِ‬ ‫في �أحدا ِقه‬ ‫ن�سوة البل�شون.‬ ‫ُ‬ ‫نهر‬ ‫ٌ‬ ‫محمود جالل‬ ‫31‬ ‫عدد 211‬ ‫5 كانون الأول 7002‬
  • 13.
    ‫محمد بني�س‬ ‫ول��د بفا�س�سنة 8491، ا�شتغل �أ�ستاذاً بالثانوي بالمحمدية ثم �أ�ستاذاً بالمدر�سة العليا‬ ‫ل�ل�أ���س��ات��ذة ب��ال��دار ال��ب��ي�����ض��اء، يعمل ح��ال��ي �ا ً بكلية الآداب وال��ع��ل��وم الإن�����س��ان��ي��ة ب��ال��رب��اط.‬ ‫من �أعماله ال�شعرية: «ما قبل الكالم»، « �شيء من اال�ضطهاد»، «وجه متوهج عبر امتداد الزمن»،‬ ‫«ورقة البهاء»، «هبة الفراغ». وله كذلك مجموعة من الدرا�سات: «ظاهرة ال�شعر المعا�صر في‬ ‫المغرب»، «حداثة ال�س�ؤال» و«ال�شعر العربي الحديث، بنياته و�إبداالتها...». كما له �إ�سهامات في الترجمة.‬ ‫عبد القادر الر�سام‬ ‫�أحجار وحدهـا‬ ‫َ ٌ ْ ََ‬ ‫�إلى برنار نويـل‬ ‫معي حجر‬ ‫َ‬ ‫ٌ‬ ‫تكون ليلة �سرب‬ ‫ّ َ ً‬ ‫ٌ‬ ‫من الأحجار وجـه‬ ‫ْ ٌ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫وحده يمتد في �أر�ض هي ال�صحراء‬ ‫ْ ُ ّ‬ ‫ُ‬ ‫ٍ َ‬ ‫لي �أوراق نائمة على كَ تفي‬ ‫ُ‬ ‫ٌ‬ ‫�س�أتبع قلت‬ ‫ُ ُ‬ ‫رع�ش َتها‬ ‫ْ‬ ‫على جلدِ‬ ‫ْ الرمال تكاد تهرب‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫ّ‬ ‫كلما اق َتربت يداي‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫من النعومة تحت‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫ٍ‬ ‫�ضو ٍء خافت‬ ‫ي�سري بطيئـا يقطف الغيمات من رمل‬ ‫ً‬ ‫ُ ْ ِ ْ ٍْ‬ ‫ْ‬ ‫ٍ‬ ‫�إلى �سعف‬ ‫ِ‬ ‫تجمع في �سواد الليلْ‬ ‫ّ َ‬ ‫ُ ّ ٍ‬ ‫نجوم مثلث ولربما‬ ‫ّ‬ ‫الحوراء‬ ‫َ ْ ْ‬ ‫ٍ‬ ‫على باب ُتردد �صرخة عبرت بكامل‬ ‫ً‬ ‫ُّ‬ ‫َ ْ‬ ‫حرهـا‬ ‫َّ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫تلك القوافل ل�ست �أب�صرها‬ ‫ُ‬ ‫َُ‬ ‫ٍ‬ ‫ولك ّني �أ�صدق برد �أخدود‬ ‫ُ َ‬ ‫َ‬ ‫تو�سط برد ليل‬ ‫ٍ‬ ‫هلْ ت�ساوت في ال�صدى �أ�شالء �أزمنة‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫ُ‬ ‫�أم الكلمات ت�شحب‬ ‫ِ‬ ‫ُ ْ ُ ُ‬ ‫كلما ا�صطدمت ِبرابيةٍ‬ ‫ْ َ من الأحجارِ في‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫�صدرٍ‬ ‫ْ‬ ‫يجف‬ ‫ّ‬ ‫كَ قطرةٍ‬ ‫ِ‬ ‫فوق اللهيب‬ ‫ْ َ‬ ‫ّ‬ ‫وكلما �أمعنت في الأثرِ الذي يبقَى‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫�أ�صدق‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫�أن ما يم�ضي بطيئا �سوف ي�أتي‬ ‫ً‬ ‫ّ‬ ‫ْ‬ ‫ً ِْ‬ ‫و�شمة للوعد‬ ‫�أزرق‬ ‫َ‬ ‫�ضاحكا‬ ‫ِ ً‬ ‫ٍ‬ ‫ي�ضع الطيوب على مياه‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫ّ ُ‬ ‫�أنا الرحال‬ ‫ُ ّ ً‬ ‫يتركُ ني الهواء مبلال‬ ‫كنت ارتع�شت‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫الليل‬ ‫بحر من �شمو�س‬ ‫ٌ ْ ُ ٍ‬ ‫�أو �شمو�س في �صعود يدي‬ ‫ُ‬ ‫ٌ‬ ‫ْ‬ ‫ِ‬ ‫�إ َلى ليل �أقي�س الوقت بالن�سـيان‬ ‫ٍ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫�سهر ُتك الأخيرة جاءني نغم‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫ٌ‬ ‫تفي�ض‬ ‫ُ‬ ‫�سما�ؤه بطيورِ �صم ٍ‬ ‫ْت‬ ‫ُ ُ‬ ‫ٍ‬ ‫المعات‬ ‫ٍ‬ ‫ٍ‬ ‫خاف�ضات ري�ش �أجنحة‬ ‫َ‬ ‫تالم�س خفـقة في ال�سر لألأة‬ ‫ً‬ ‫ُ ْ ً‬ ‫ِّ‬ ‫َ‬ ‫تراك وال تراها‬ ‫َ‬ ‫ٍ‬ ‫َ‬ ‫ِّ‬ ‫واحة �أخرى لكل حجارة هجرت �إليك‬ ‫ٌ‬ ‫ْ‬ ‫ْ ً ّ َ‬ ‫لعلّ معراجا تنزل واحتمى َ‬ ‫َ بك‬ ‫َ ِ‬ ‫ِ‬ ‫في مكان ال�شوق‬ ‫�أحجار‬ ‫ٌ‬ ‫ت�صب الماء فوق �صفائها الليلي‬ ‫َ َ‬ ‫ُّ‬ ‫ِّ‬ ‫ٌ‬ ‫�أ�شكال من البلّ‬ ‫َ ورِ دائرة‬ ‫ٌ‬ ‫ّ َ‬ ‫ُ ُّ ْ َ‬ ‫ِ‬ ‫تهب عليك من حجرٍ تم�سك بالرمال‬ ‫َ‬ ‫انه�ض‬ ‫ْ‬ ‫�إلى بع�ض تكلم وا�ستوى‬ ‫ْ ٍ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫وجها لأزمنةٍ‬ ‫ً‬ ‫ت�ضيع وال ت�ضيع ا�صعد‬ ‫ُ ْ ْ‬ ‫ُ‬ ‫�إلى حجرٍ َتجمع حوله �صمت يظلُّ‬ ‫ُ‬ ‫ٌ‬ ‫َ‬ ‫َّ َ‬ ‫َ‬ ‫هناك‬ ‫�أبعد من عوا ِء الذئب في ال�صحرا ِء‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫َّ‬ ‫حيث ال ّناي‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫رق وحيث مركبة الهوا ِء كتابة �سالت‬ ‫َّ‬ ‫ٌ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫ْ‬ ‫ت�سبق الأحجار‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫َّ َ َ ّ‬ ‫�صرخ َتها ك�أن العابرين تكلموا‬ ‫َ ْ‬ ‫جمعا‬ ‫ْ ً‬ ‫ك�أن حداءهم‬ ‫ّ ُ َ ْ‬ ‫يم�شي من الأحجار للأحجارِ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫ْ‬ ‫�صوب دم‬ ‫َ ٍ‬ ‫ُيرافق �شاعراً غ ّنى‬ ‫ُ‬ ‫على �أُفقٍ بال �أُفقٍ‬ ‫لي الأحجار‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫لي �أي�ضا مال�س ُتها‬ ‫ً‬ ‫21‬ ‫ِ ٌ‬ ‫ا ْنحراف ي�ستقر برودة الأحجارِ‬ ‫ُ‬ ‫ُّ‬ ‫ْ‬ ‫تكبر‬ ‫ُ‬ ‫في �شمول الليل‬ ‫ِ‬ ‫ُ‬ ‫ِ‬ ‫م�ضطجعا �أرى ال ّنجمات عارية‬ ‫ً‬ ‫ُ ْ‬ ‫ً َ‬ ‫ِ‬ ‫لها �أحوا�ضها ح ّتى الو�صول‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫ْ ِ‬ ‫�إليك من نارِ‬ ‫التبدد فيك رعـد‬ ‫ِّ ِ ْ ٌ‬ ‫ْ‬ ‫يكت�سي بال�ضو ِء منعك�سا على جـبل‬ ‫ُ ِ ً‬ ‫َ ٍ‬ ‫ٍ‬ ‫منارة حيرة‬ ‫ُ‬ ‫كانت قد انف�صلت عن الطرقات‬ ‫ُ ْ‬ ‫ْ‬ ‫ْ‬ ‫فهلْ تتوقف الأنفا�س‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫في ليل‬ ‫ٍ‬ ‫يوحد بين �أحجارٍ ت�ضيء م�سافة‬ ‫ُ َ َ‬ ‫ّ ُ َ‬ ‫ِّ‬ ‫ال�شك التي اختلطت‬ ‫ْ‬ ‫ب�أمزاج الغبارِ‬ ‫ِ ُ‬ ‫غ�شاء �أفكارٍ تمزق‬ ‫ّ َ‬ ‫ِ ُ‬ ‫لم يعد حجر‬ ‫ْ َ ٌ‬ ‫قريبا �أو‬ ‫ً‬ ‫بعيداً‬ ‫�أنت تلم�سه خفيفا‬ ‫ُ َ ً‬ ‫َ‬ ‫ٍ‬ ‫مثبِتا كفا على برد على نارٍ‬ ‫ُ ً ًّ‬ ‫ْ‬ ‫ْ ٍ ّ‬ ‫على وجه ت�شظى فوق �سطـح‬ ‫َ ْ ٍ‬ ‫كله‬ ‫ُّ ُ‬ ‫�أحجار‬ ‫َ ْ‬
  • 14.
    ‫محمد حجي محمد‬ ‫�شاعرمغربي من مواليد 8591. حا�صل على �شهادة �إجازة في علم االجتماع من جامعة �سيدي محمد‬ ‫بن عبد اهلل بمدينة فا�س. حا�صل على �شهادة الأهلية في الفل�سفة والفكر الإ�سالمي. حا�صل على‬ ‫دبلوم في علم النف�س. ي�شتغل �أ�ستاذا لمادة الفل�سفة. �صدر له: «ذئب الفلوات»، �شعر )5991(،‬ ‫«الكتابة والموت»، «درا�سات في حديث الجثة»، كتاب جماعي )8991(، «�صباح ال يعني �أحداً»،‬ ‫�شعر )7002(.‬ ‫�أنت والفراغ وبنادق ال�ضجر‬ ‫مرة �أخرى‬ ‫َّ ً‬ ‫يحا�صرني �صيفك‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫ِِ‬ ‫بحرائقه‬ ‫َ َ ِ َّ ِ‬ ‫وكَ �سل الظهيرة‬ ‫مرة �أخرى‬ ‫َّ ً‬ ‫تحا�صرك ِ البيوت‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫بالفراغ‬ ‫ِ‬ ‫وبنادق ال�ضجر‬ ‫ِ َّ‬ ‫الطق�س الذي في الخارج‬ ‫ُ‬ ‫جحيم لي�س ُيطاق‬ ‫ُ‬ ‫ٌ َ‬ ‫فالهواء خانق‬ ‫ٌ‬ ‫ُ‬ ‫بغيرِ ما حد‬ ‫ٍّ‬ ‫والغبار الذي‬ ‫ُ‬ ‫تغدقه علينا �شوارعك‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫ِ‬ ‫بالمجان‬ ‫َ َّ ِ ُّ ِ‬ ‫مثل القبعات الزرق‬ ‫�أراه منت�شراً‬ ‫ُ ُ‬ ‫في خيا�شيم ِ العابرين‬ ‫َ‬ ‫مرة �أخرى‬ ‫َّ ً‬ ‫نهارك‬ ‫ُ‬ ‫ٌ‬ ‫قائظ‬ ‫� َّأيتها المدينة‬ ‫ُ‬ ‫والموتى في المقاهي كعاداتهم‬ ‫ي�شتمون العالم‬ ‫َ َ َ‬ ‫ٍ‬ ‫بكلمات‬ ‫َ‬ ‫ال ُنبل فيها‬ ‫ب�أعدادهم الهائلة‬ ‫ِِ ْ َ‬ ‫ً‬ ‫طويال‬ ‫�سيعمرون‬ ‫ِّ َ‬ ‫َ‬ ‫هناك‬ ‫و�إن غادروا‬ ‫ْ‬ ‫تركوا للع�شيرة‬ ‫موائد‬ ‫َ‬ ‫تجيد‬ ‫ُ‬ ‫التل�ص�ص‬ ‫ُّ َ‬ ‫وكرا�سي تقتن�ص �أخطاء الأحيا ِء حيناً،‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫َّ‬ ‫ُ ِ‬ ‫وحينا تقذفُهم ِبحجارة‬ ‫َ‬ ‫ْ َ ِ‬ ‫من �ضغ ْي َنة‬ ‫فداحات خارجة للتو‬ ‫ََ ِ ِ‬ ‫بر�أ�س مليء بالعواْ�صف‬ ‫ٍ‬ ‫تنه�ض عادة من رميم �سباتك‬ ‫ً‬ ‫ُ‬ ‫ِ ُ‬ ‫ال�ضلوع محطَّ‬ ‫ُ ُ مة تماما‬ ‫ً‬ ‫ٌ‬ ‫ٍ‬ ‫ك�أنها خارجة للتو من غارات غادرة‬ ‫ٌ ِّ‬ ‫وقبل �أن تلقي ببقايا نومك‬ ‫َ ْ‬ ‫�إلى �أح�ضان المغ�سلة‬ ‫ِ َْ‬ ‫قبل �أن �أفند خيبا ِتك بمداد ظفرٍ زاْئف ٍ‬ ‫َ‬ ‫َ ْ ِّ َ‬ ‫ِ َ َ َ‬ ‫�سنمزق معا قارة من عمائم الغيوم‬ ‫ِّ ُ ً‬ ‫ِ ُ‬ ‫ً‬ ‫َ‬ ‫ون�سوق قبائل بط�شها‬ ‫ُ‬ ‫َّ ِ‬ ‫حتى البحارِ الق�صية‬ ‫ول َّنك قاْ�س َية‬ ‫أ ِ َ ِ ٌ‬ ‫ِ‬ ‫على العنادل‬ ‫منحازة كما دائما‬ ‫ً‬ ‫�إلى طابور الموتى‬ ‫�أنا�شدك �شيئا من المالئكة‬ ‫ً‬ ‫ُ‬ ‫� َّأي ُتها‬ ‫المدينة‬ ‫ُ‬ ‫العادلة‬ ‫ُ‬ ‫في توزيع الي�أ�س‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫على ال�شعرا ِء‬ ‫ُ‬ ‫قدري يا �سقراط‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫�أقود حقول �أرقك‬ ‫ُ‬ ‫�إلى قطيع ِ‬ ‫�سبابات فا�سدة‬ ‫قدري : �ألقن الأو�س والخزرج مبادئ‬ ‫َ‬ ‫ِّ ُ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ال�شم�س‬ ‫َ ْ ِ‬ ‫ِ ُ ِ‬ ‫وبالغة جمجمة اليو َنان‬ ‫َ‬ ‫ولأن وجهي عاج‬ ‫َّ‬ ‫ٌ‬ ‫بكوابي�س ال تنقطع‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫�س�ألوذ بمقهاك الأليفة‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫ٍ ْ ْ ِ‬ ‫وبر�شفة من قَهوة �صبح م�ستعارة‬ ‫ٍ ُ‬ ‫�س�أطرد عن مزاجك كلَّ ال�سحب‬ ‫ُ‬ ‫ُّ‬ ‫َ‬ ‫�إلى �أين‬ ‫َ‬ ‫�ستقذفني فداحاتك‬ ‫�أيها ال�صباح‬ ‫ُ‬ ‫ٍ‬ ‫�إلى جذاذات �أتم َّنى لتقليع ِتها �أن تبيد‬ ‫ْ َ‬ ‫ٍ‬ ‫ٍ‬ ‫�أم �إلى كلمات تعبق بعادات القفار..؟!‬ ‫ُ‬ ‫فلماذا‬ ‫ال ُتطلقي‬ ‫ر�صا�صة الرحمة‬ ‫ً َّ‬ ‫على �آخرِ �شدوٍ‬ ‫وتن�صرفي‬ ‫غير �آ�سفة؟‬ ‫َ‬ ‫51‬ ‫عدد 211‬ ‫5 كانون الأول 7002‬
  • 15.
    ‫عبد الحميد جماهري‬ ‫�شاعري�شتغل بال�صحافة.�صدر له في ال�شعر : «مهن الوهم»، 1991. وفي الترجمة: «تذكرة ذهاب‬ ‫و�إياب �إلى الجحيم» و «مذكرات محمد الراي�س»، 0002.‬ ‫حتى الموت ال يكفي‬ ‫ْ‬ ‫ح َّتى الموت ال يكفي‬ ‫ُ‬ ‫لكي �أ�سوي ج�سدي ع�ضلة �سليمة‬ ‫ً َ‬ ‫ْ َ ِّ َ َ‬ ‫للأ�شيا ِء ال�سهرانة‬ ‫َّ‬ ‫يقر�أ بها الطين‬ ‫ُ‬ ‫ِ‬ ‫وكرا�سات الما ِء‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫وما يخفيه الحي الخفي‬ ‫ُّ‬ ‫ُّ‬ ‫في الجذورِ العميقة (لل�سروِ )‬ ‫ُ‬ ‫َّ ْ‬ ‫ِ‬ ‫وحده البحر ي�شتق من المغامرات‬ ‫ُّ‬ ‫َ َُ َ ْ ُ‬ ‫ِ‬ ‫القديمة‬ ‫قلبا وحياة للذّ اكرة‬ ‫ً‬ ‫ِ‬ ‫ٌ َ ِّ ُ َ‬ ‫َنجم ي�سدد نيزك الهاوية العالية‬ ‫ِ‬ ‫�إلى خ�صرِ الوردة‬ ‫ويتمم للرمل امتالءه‬ ‫ُ‬ ‫ِّ ُ َّ ْ‬ ‫َ َ‬ ‫ِبمطرٍ‬ ‫يهوي من �سرة الغ ْيم خليله‬ ‫ُُ‬ ‫ِ ْ ُ َّ َ ِ‬ ‫ال�ضوء وك�أ�سه الطين‬ ‫ُ ُ ِّ ُ‬ ‫َّ ْ ُ‬ ‫َ ْ ُ َ‬ ‫ح َّتى الموت ال يكفي‬ ‫َ‬ ‫ِ َ‬ ‫لت�أتي الق�صيدة والقرامطة ال ّنهاريون‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫ُّ‬ ‫هل تكون الأر�ض بعيدة‬ ‫ً‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫حينما نكون �أحياء‬ ‫ُ‬ ‫ً‬ ‫وتدنو‬ ‫ب�ضر َب ِة �س ْيف ؟ و َتخبو‬ ‫َ ْ َ ٍ َ ْ‬ ‫و�إذا �آ�ستوى المعنى ترابا للروح‬ ‫َ‬ ‫ً ُّ‬ ‫هلْ �أ�صيلة زلزله للحوا�س‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫ُ ّ‬ ‫�أم �ضيف الطفولة‬ ‫على الما ِء والجرح؟‬ ‫ِ ْ ِ‬ ‫يرمم الماء لغ َته بما يحترِ ق منها‬ ‫ُ‬ ‫ُ ُ‬ ‫ِّ ُ‬ ‫في ينابيع ال�شهوات.‬ ‫ّ‬ ‫ف�أ�س�أَل: هلْ ج ّثة ال َت ْن�سى‬ ‫َ ْ ُ َ ُ ٌ َ َ‬ ‫تظلّ ج َّثتي ؟‬ ‫�أنا ا َّلذي يحيا مو َته‬ ‫َْ ُ‬ ‫ّ‬ ‫كلما عمد ْته المدن بال ُّنبو ِة والأقبِيه؟‬ ‫ُ‬ ‫ْ ْ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫�صاحبي لماذا تقي�س عمر البحرِ‬ ‫َ َ ُ‬ ‫ُ‬ ‫َِ‬ ‫بالأ�صابع المقطوعة‬ ‫ِ‬ ‫ِْ‬ ‫و�صيد الم�صادفات ال�سعيدة‬ ‫َْ‬ ‫وت�صدق الخ�ضة القاتلة‬ ‫َّ َ‬ ‫َ ِّ‬ ‫و ُت�صدق �أ ّنك �شامة البحرِ الخفية‬ ‫َّ‬ ‫َ ْ‬ ‫َّ‬ ‫ِ َ ّ‬ ‫وال ت�صدق �أن ال ّنرج�سة الليليه‬ ‫ِّ ُ‬ ‫ْ‬ ‫ْ َ ِ‬ ‫قُرب باب المقبرة‬ ‫ُت�ضيء بال�شذى وحده‬ ‫ُ َّ‬ ‫َ َُ‬ ‫كيما ينطفيء ال َنجم‬ ‫ُ ْ ُ‬ ‫و�أنير قلبك وخ ْيمة الفرح.‬ ‫ُ َ َ َ َ ََ‬ ‫كُ لما قلت الأحبة‬ ‫ّ ُْ ُ‬ ‫ّ‬ ‫ق�صدت �أَ‬ ‫ُ غْ �صاني ا َّلتي َت ْبكي‬ ‫ّ ُْ َْ‬ ‫وكلما قلت قلبي‬ ‫�أَق�صد مجد الأَر�ض وجمرة اللغه.‬ ‫ْ ِ ُ َ ْ َ ْ ِ َ َ ْ َ َّْ‬ ‫ِ‬ ‫ح َّتى الموت ال َيكفي‬ ‫ُ‬ ‫ُنغ ّني �أكثر مما نتنف�س.‬ ‫َّ ّ ُ‬ ‫ِ‬ ‫نبكي �أكثر مـ ...نا‬ ‫ّ‬ ‫ك�أ ّنما كلُّ الأمهات مغت�ص َبات.‬ ‫ِ ُ َ‬ ‫ِ‬ ‫�سيكذب الغ�سق لو يرمي على الأفق‬ ‫ُ َ ُ‬ ‫بوعو ُله‬ ‫وعلى ال�سفن‬ ‫ُّ‬ ‫قبل �أن ي�أتي ال�شاعر ال�ص َّياد‬ ‫َْ ْ‬ ‫ُ ّ ُ‬ ‫ب�أني ِن ِه‬ ‫ُّ ِ‬ ‫وتردد المحبين‬ ‫ِّ‬ ‫ُ َ ْ‬ ‫فح َّتى الموت ال يكفي‬ ‫لن�ص َنع طريدة �سليمة لهذا الم�ساء!‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫ْ َ‬ ‫لم َن َترجلْ بعد عن �سفن �إيثاكا‬ ‫ُ ُِ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫لم نحرق �شواطيء الأودي�سة بعد‬ ‫ْ‬ ‫َ ُْ‬ ‫لي َتنا �أعدا�ؤنا‬ ‫ِلنك�سر على خ�صورِ نا خ�صور ِن�سا ِئنا‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫و َن�سبِي مجد َنا.‬ ‫َ‬ ‫َ ْ‬ ‫فائق ح�سن‬ ‫41‬
  • 16.
    ‫جالل الحكماوي‬ ‫ولد بمدينةالدار البي�ضاء عام 5691. يعمل مدر�سا ً للغة الفرن�سية. حا�صل على �شهادة الإجازة في‬ ‫الأدب الفرن�سي، ودبلوم المدر�سة العليا للأ�ساتذة بمكنا�س. ع�ضو هيئة تحرير مجلة (�إ�سراف).‬ ‫�صدر له: «�شهادة عزوبة» )7991(، «اذهبوا قليالً �إلى ال�سينما» )0002(.‬ ‫موبيليت �أحمد بركات‬ ‫�إلى ح�سن حلمي‬ ‫موبيليت حمراء‬ ‫ٌ‬ ‫ُ‬ ‫يجوب بها‬ ‫ُ‬ ‫�أحمد خريطة �أمريكا الجنوبية‬ ‫َّ َ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫يتوقف في مقاهيها‬ ‫ُ‬ ‫في �أ�سوا ِقها‬ ‫في حانا ِتها‬ ‫ي�صافح فيها‬ ‫ُ‬ ‫بابلو‬ ‫خورخي‬ ‫جبران‬ ‫علي‬ ‫بالل‬ ‫ُيخرج من جيبِه ِ �صقراً ورقيا‬ ‫َ ً‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ُيطلقه عاليا في حقول الر�أ�سمال‬ ‫ُ َ ً‬ ‫الرمزي‬ ‫ِّ‬ ‫موبيليت حمراء‬ ‫ٌ َ ُ‬ ‫يقودها‬ ‫ُ‬ ‫�أحمد‬ ‫ُ‬ ‫�إلى يباب ال�صخورِ ال�سودا ِء‬ ‫ِ ُّ ُ‬ ‫َّ‬ ‫�إلى �أر�ض ما ملكت يدي‬ ‫ِ‬ ‫ْ‬ ‫الأر�ض‬ ‫ُ‬ ‫التي �سابقت فيها الموبيليت �أرواح‬ ‫ُ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫الهنود الحمرِ‬ ‫ِ ُ‬ ‫ال يعود منها �شعراء �أمريكا الجنوبية‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫الحالمون‬ ‫ٌ ُ ٌ‬ ‫�أخوة الأر�ض �صقر مح َّنط‬ ‫ُ‬ ‫ِ‬ ‫تعود الموبيليت الحمراء‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫يمتطيها‬ ‫ً‬ ‫بركات جذال‬ ‫ُ‬ ‫كعادتهِ‬ ‫وراءه امر�أة كولومبية مليحة‬ ‫ٌ‬ ‫ٌ‬ ‫ُ‬ ‫ُتدعى مر�سيدي�س‬ ‫َ‬ ‫تخرج من �صرتها البدوية‬ ‫َّ َ‬ ‫ُ‬ ‫َّ‬ ‫�أرانب‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫مناديل زرقاء‬ ‫َ‬ ‫ق�صائد تفعيلة، بغمازة ابن الع�شرين،‬ ‫ِ ِ‬ ‫َ‬ ‫ّ‬ ‫�شنب ال�شاعرِ ال�ضليل،‬ ‫َ‬ ‫�أ�شياء �أخرى.‬ ‫َ‬ ‫المر�أة الكولومبية تن�صب خيمة الوبرِ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫قرب نخلةِ‬ ‫�أحمد‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫تنوح‬ ‫ُ‬ ‫وتقطفين الوردة الحمراء‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫التي كادت تختنق‬ ‫ُ‬ ‫ْ‬ ‫في رواية بالك �ألبوم لحنيف قري�شي؟‬ ‫ُ ْ‬ ‫عثرت فقط‬ ‫ٍ‬ ‫َّ ٍ‬ ‫ٍ‬ ‫على بطاقة َبريدية قَديمة‬ ‫يبت�سم فيها �شون بين‬ ‫ُ‬ ‫�أحيانا‬ ‫ً‬ ‫�أفكر في ابت�سامةِ‬ ‫�أحمد‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫في ابت�سام ِته الفرا�ش ِة‬ ‫ِ ََ َ‬ ‫َِِْ‬ ‫ُّ‬ ‫هي ُتحط على مقود‬ ‫َ‬ ‫ِ‬ ‫الموبيليت‬ ‫خفيفة‬ ‫ً‬ ‫مرحة‬ ‫ً‬ ‫ثم‬ ‫َّ‬ ‫تطيييييييييييييييييييييييييييييييييير‬ ‫�إلى...‬ ‫حيث �أحكي له كلَّ يوم تقريبا‬ ‫ً‬ ‫ُ‬ ‫ٍ‬ ‫ُ‬ ‫�أخبار �أمريكا الجنوبية‬ ‫َ‬ ‫(المر�أة الكولومبية)‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫ِ‬ ‫بالبريد الإلكتروني.‬ ‫ِ‬ ‫ْ ٍّ‬ ‫ما من �شك، �إ َّنك الآن‬ ‫َ‬ ‫(بعد �سعادة الفل�سفة الزوجية)‬ ‫َت�ضحكين، َت�ضحكين‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ ُ ِ‬ ‫�شعرك الأ�سود جامح‬ ‫ُ‬ ‫ٌ‬ ‫ٍ‬ ‫كح�صان عربي �أ�صيل �أ�ضاع ِبداية‬ ‫َ‬ ‫ٍ‬ ‫َ‬ ‫ٍّ‬ ‫الطريق‬ ‫َّ ْ‬ ‫َّ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِقطعان، قطعان الذئاب القطبية‬ ‫ُ‬ ‫َ َ‬ ‫ُتخرج �أل�سنتها الحمراء لتلعق بابل‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫قدميك.‬ ‫فنجري معا‬ ‫ً‬ ‫نجري نجري بثقةِ‬ ‫جندي‬ ‫ٍّ‬ ‫ٍ ِ‬ ‫(ال ُيطلق ال َّنار عمداً على جريح عراقي‬ ‫ُ َ َ‬ ‫ٍّ‬ ‫َ ِ ِ‬ ‫في خيمة اهلل الممزقة)‬ ‫َّ‬ ‫ِ‬ ‫�سيجد باب الج َّنة‬ ‫ُ َ‬ ‫َ‬ ‫هناك‬ ‫ِ‬ ‫و�ضعت لأول مرة يدي في يدك‬ ‫ُ َّ ِ َّ ٍ ْ‬ ‫ف�صار قر�ص ال�شم�س قطع َنقد ذَه َب َّية‬ ‫َ ُ َّ ْ ِ‬ ‫َ ٍْ َ ً‬ ‫ا�شترينا بها‬ ‫َبرمجية حب م�ستعملة‬ ‫ً‬ ‫ْ َ ُ ٍّ ُ‬ ‫ِ‬ ‫مل�صقات ت�شي غيفارا‬ ‫ُ‬ ‫ٍ َّ‬ ‫وورود جه َّنم كلها‬ ‫َ‬ ‫ف�صار العالم ج�سراً عِ‬ ‫ُ ِ‬ ‫ْ مالقا‬ ‫ْ ً‬ ‫َ‬ ‫َّ ِ‬ ‫ي�ضج بالع�شاق الم�سافرين �إلينا.‬ ‫ُّ‬ ‫ُ‬ ‫ْ‬ ‫�أما الأ�سد فيفتر�س كبده َينام‬ ‫ُ ْ ُ َُ ُ‬ ‫مفكراً في بطن روبي و�سروال �إيمنيم‬ ‫ِ‬ ‫ُ‬ ‫الف�ضفا�ض‬ ‫َ ْ‬ ‫هما ُيغنيان «ق�صة حياتهما»‬ ‫ِّ ٍ َ ِ ٍ‬ ‫لمت�سولة �صغ ْيرة ُتدعى �سو�سو.‬ ‫لم تذْ هبين �إلى كاليفورنيا ؟‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ُ َ‬ ‫ِ‬ ‫�سو�سو ال�شيطانة التي كنت تفرقعين‬ ‫ُ‬ ‫قبلها الطائرة في الهواء‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫قبل �أن ت�ضع يديها الد�سمتين حول‬ ‫َ‬ ‫عنقي.‬ ‫ُ‬ ‫ِ‬ ‫ها �أنت تذهبين �إلى حيث دالفين‬ ‫ِ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫الهيب-هوب‬ ‫ُ‬ ‫ت�أكل البيتزا ت�شرب الكوكاكوال‬ ‫ُ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ُتطارد فتيات البيكيني الطاهرات‬ ‫ُ‬ ‫ب�سيارات ريا�ضيةٍ‬ ‫ٍ‬ ‫َّ من عظام تنين �أ�سقمه‬ ‫ِ ٍ‬ ‫َُ‬ ‫الحب في فيلم �أبي فوق ال�شجرة‬ ‫ُّ‬ ‫ِ‬ ‫كنت الدمية � َّإياها في تلفزيون ِق َيامة‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫تكره الهواء المثقل بكهربا ِء ال َّتما�سيح‬ ‫ِ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫الأ�سد يت�أمل معركة ال ينهزم فيها التنين.‬ ‫ُ َّ ُ َ ً‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫ـ نحن؟‬ ‫ُ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ـ ماذا فعلنا بجبال الباقات التي‬ ‫ابتكرناها وردة‬ ‫ً‬ ‫وردة بكالمنا الطويل الطويل عن التنين‬ ‫ً‬ ‫ِ ِ ِّ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫الذي ال ينهزم في بالد ‪ Sol y Mar‬؟‬ ‫ُ‬ ‫ٍ‬ ‫َيلمحك ِ الأ�سد من كوكب افترا�ضي‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫ٍّ‬ ‫ٍ‬ ‫بعيد‬ ‫ً َْ ٍ َ ِ ٍَ‬ ‫ِ‬ ‫ـ �أنت َتبت�سمين وحيدة ِلفقمة وح ْيدة‬ ‫َ َ‬ ‫ِ‬ ‫م ْثلك‬ ‫ِ‬ ‫ِّ َ ُ ِ‬ ‫ـ الدالفين المت�أنقة ذات الأقراط الذهبية‬ ‫َّ‬ ‫ـ نظارات ‪Ray Ban‬‬ ‫ـ قفازات بونجور، بون�سوار‬ ‫ُ‬ ‫ِ‬ ‫ٍ‬ ‫تتفح�صك عن كثب‬ ‫مثلما يتفح�ص تجار �أنفر�س اليهود‬ ‫ُ َّ ُ‬ ‫خاتما من الما�س‬ ‫ً‬ ‫ِ‬ ‫ٍ‬ ‫ِ‬ ‫وجدوه في حلق قر�صان عربي قتلته‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫ٍّ‬ ‫ال�صبابة‬ ‫َّ‬ ‫َ‬ ‫قبل قيامة نيويورك‬ ‫وبعدها‬ ‫َ‬ ‫لم �أعثر عليك �أنا‬ ‫ْ‬ ‫حين ذهب التنين مع الريح‬ ‫َ‬ ‫في فيلم وثائقي عن �أخطارِ الأنترنت‬ ‫ٍ‬ ‫ٍّ‬ ‫(ال�سيارات ال�سيارات ال�سيارات‬ ‫َّ ُ‬ ‫َّ ُ‬ ‫َّ ُ‬ ‫ال�سيارات‬ ‫َّ ُ‬ ‫ال�سيارات ال�سيارات ال�سيارات‬ ‫َّ ُ‬ ‫َّ ُ‬ ‫َّ ُ‬ ‫ال�سيارات)‬ ‫َّ‬ ‫َ‬ ‫تلك ال�سيارات‬ ‫َّ ُ‬ ‫ي�سوقُها �شباب مهاجر من �إيطاليا �أو‬ ‫َ ٌ ُ‬ ‫ٌ‬ ‫هولندا‬ ‫فهلْ �ستقولين‬ ‫َ‬ ‫َّ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫(رغم َبريق القالدات الذهبية مو�سيقى‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫الراي)‬ ‫َّ ْ‬ ‫‪Il fait bon‬‬ ‫�أم �ستنظرين �إلى عظام التنين‬ ‫ِ ِّ‬ ‫َ‬ ‫البي�ضا ِء ال�سودا ِء البي�ضا ِء ال�سودا ِء البي�ضا ِء‬ ‫ال�سودا ِء،‬ ‫�إلخ‬ ‫71‬ ‫عدد 211‬ ‫5 كانون الأول 7002‬
  • 17.
    ‫محمد ال�صابر‬ ‫من مواليدالدار البي�ضاء يزاول مهنة المحاماة. �صدر له: «زهرة البراري» )9891(، «الور�شان»‬ ‫)3991(، «ولع با�ﻷر�ض 1» )6991(، «ولع با�ﻷر�ض 2» )8991(، «وحدي �ﺃخم�ش العتمة» )2002( ،‬ ‫«الجبل لي�س عقالنياً» )7002(.‬ ‫بائع الورد‬ ‫�إلى روح والدي محمد ال�صابر‬ ‫الع�شب الذي يتمخ�ض‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫فتكون رائحة‬ ‫ُ‬ ‫ٌ‬ ‫ِ‬ ‫محملة بالما�ضي وبالحبق البري‬ ‫ٌ‬ ‫ِّ‬ ‫هو العزلة‬ ‫ُ‬ ‫ُ ِّ‬ ‫الخاوية من الداخل �أو بحيرة البط‬ ‫ُ‬ ‫ِ‬ ‫عندما تطفو في ذاكرة‬ ‫ِ‬ ‫الهوا ِء الخفيف‬ ‫هو �أي�ضا‬ ‫ً‬ ‫�صدى �صراخي‬ ‫ُ‬ ‫الذي حب�سته بين‬ ‫ُ َ‬ ‫ِ ُ ٍ‬ ‫�أربعة جدران‬ ‫حتى �صار‬ ‫َ‬ ‫ِ‬ ‫كالخوخ الجاف‬ ‫ِ‬ ‫هو ال�سكينة‬ ‫ُ‬ ‫حيث تن�ضج الأ�شياء التي ت�ؤلمنا‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫وتمنحنا ال�سعادة‬ ‫َ‬ ‫ٍ‬ ‫ال�شبيهة بالم�شي من غيرِ هدف‬ ‫َ‬ ‫ِ‬ ‫ْ‬ ‫نم�شي فقط‬ ‫َ‬ ‫لندرك‬ ‫�أخيراً �أننا م�شينا‬ ‫َ‬ ‫ِ‬ ‫ُ‬ ‫هو النداء الذي مثل جر�س المدر�سة‬ ‫ِ‬ ‫ُ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ب�إن�شاده ركب �أع�صاب البرق،‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫والرعد �شيده ب�آالم‬ ‫َ َّ ُ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ُ‬ ‫ال�شعراء التي مثل �أ�صوات‬ ‫ُ‬ ‫ِ‬ ‫الحطابين الغريبة َتنبت في �أح�شا ِء الغ ْيم‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫ِ‬ ‫َّ َ‬ ‫ِ ِ‬ ‫الذي الينتمي �إال لنف�سه‬ ‫ُ‬ ‫حيث مزامير وطبول و�شالالت‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫ِ‬ ‫ُ‬ ‫الفقدان التي انقر�ضت، وجحافل‬ ‫ْ‬ ‫ِ‬ ‫المخيالت التي لم نعثر عليها في‬ ‫ْ‬ ‫ِ‬ ‫الكتب‬ ‫القديمة،‬ ‫الذي لكم يمر جانبا ب�أ�صوا ِته المبهمة‬ ‫ً‬ ‫ِ ُ‬ ‫ُّ‬ ‫َ‬ ‫َ ِ‬ ‫مثل تمايل القَ�صب،‬ ‫ِ‬ ‫َ‬ ‫�أحيا لأقولك‬ ‫َ‬ ‫�أقولك لأحيا‬ ‫ال فرق‬ ‫َ‬ ‫ُ ِ َ َ َ‬ ‫أ َ‬ ‫ول َّنك ترتع�ش من المطر‬ ‫فتبدو كما لو كنت ُت�صلي‬ ‫َ‬ ‫ُ ِ ِ‬ ‫الطيورِ المهاجرة‬ ‫ِ‬ ‫َ ِ‬ ‫وانحناءات ظالل القَ�صب‬ ‫ُ‬ ‫َّ ِ‬ ‫ِ‬ ‫وليالي ال�شتا ِء الطويلة المدونة‬ ‫ِ‬ ‫في الكتب‬ ‫َ َ‬ ‫حيث تنزوي وحدك‬ ‫ُ‬ ‫ت�شذَّ ب الورد‬ ‫ُ َ َ‬ ‫ِ‬ ‫َبعيداً عن نباتات الد َّلب المح�شوة‬ ‫ِ َ‬ ‫َّ‬ ‫َّ ْ ِ‬ ‫ب�أ�سرارِ ال�شرق،‬ ‫وعن �أ�شجارِ الخروب الوح�شي الذي‬ ‫ُّ‬ ‫ك�أ�صابع التنين‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫وعن عوا�صف ال�صحرا ِء المحملة‬ ‫َّ‬ ‫ِ‬ ‫بالبرق‬ ‫ِ‬ ‫وعن الح�شرجات‬ ‫تدب في �أو�صال الرعد حتى ينبت‬ ‫َ‬ ‫ُّ‬ ‫ِ َّ‬ ‫للريح زغب ُيلهم ال�شعراء‬ ‫ُ ُّ‬ ‫ِ‬ ‫ٌ‬ ‫َ‬ ‫في قلوبنا‬ ‫ُ‬ ‫ما الذي �ستقول لنا‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫عندما �ستفرغ من �صال ِتك‬ ‫ولأ َّنك �أول من ر�أى‬ ‫َ َّ ُ َ ْ َ‬ ‫الطيور تحتحت ال�ضوء‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫بغنائها‬ ‫هل كان لنا �أال نحيا‬ ‫َ‬ ‫لنلم�س‬ ‫َ‬ ‫ال�صمت بعد �أن زبرته الريح‬ ‫َ َ ْ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫حتى �صار كالقطيفة.‬ ‫َ‬ ‫وهلْ كان لنا‬ ‫َ‬ ‫�أال نلم�س الأحالم‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ب�أ�صا ِبعنا المرتجفةِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫كالخريف‬ ‫ونتح�س�س حطامنا‬ ‫َ ُ َ‬ ‫الذي‬ ‫ِ‬ ‫ُ‬ ‫يحيط بنا كغابة البلوط.‬ ‫َ‬ ‫�أنا مثلك‬ ‫بطيء ودافئ‬ ‫ٌ‬ ‫ٌ‬ ‫لي�س لي �إخوة‬ ‫ٌ‬ ‫َ ْ‬ ‫ِ‬ ‫ِّ‬ ‫غير الجداول التي ُتغذيني‬ ‫ُ‬ ‫ُ َّ ِ‬ ‫و�ضفافي المل�ساء التي تت�آكل ِبخفة‬ ‫ِ ِ َ‬ ‫الفرا�ش، مثلك‬ ‫�ﺃطعم الحيوانات الهرِ مة ع ْندما تنبطح‬ ‫ِ َ َ ِ َ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫في ليل عزل ِتها، ومثلك‬ ‫ِ‬ ‫�ﺃجمع لها الأخبار من التبن وجذورِ‬ ‫ِ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫ِ‬ ‫الق�صب‬ ‫قبل �أن �ﺃ�صدح بالأغاني‬ ‫َ ْ‬ ‫َ‬ ‫و�أنا �ألج الغابة‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫وال �أتخلى عن �أ�شيائي :‬ ‫�ﺃح�ضن طيني و�صل�صالي‬ ‫ُ‬ ‫وتياراتي �أتخل�ص منها فت�سقط في‬ ‫ُ‬ ‫�أح�شائي‬ ‫حيث ح�شود الطيورِ التي بمناقير‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫ُ َّ ِ‬ ‫كالموزِ ، والطيور التي ت�سكن التيارات‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫والطيور التي ُيغطي �أرجلها ري�ش‬ ‫ٌ‬ ‫ُ‬ ‫ِ‬ ‫وهي ت�صدح بالف�صول‬ ‫ُ‬ ‫فا�صدح بغنائي‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫عندما ت�أخذ قيعاني في الت�آكل‬ ‫�إذ �أنا‬ ‫ْ‬ ‫َّ ِ‬ ‫كعراف القُرون الغابرة‬ ‫ِ َ‬ ‫بمنخف�ضاتي التي تتجمهر في �أعماقي‬ ‫ُ‬ ‫ويكفيني عمري الذي ينحدر من عمر‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫النجوم‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ عندما تظهر علي مالمح االكتئاب -‬‫ُ‬ ‫ُ َّ‬ ‫لأق�شر �ضوء ال َّنهار‬ ‫َ‬ ‫ِّ َ‬ ‫ننطفئ‬ ‫ُ‬ ‫غير‬ ‫َ‬ ‫�أننا ال نخمد‬ ‫ُ‬ ‫�إذ في داخ ِلنا‬ ‫ْ‬ ‫مراكب وداع وفيرة ومخذولة‬ ‫ٌ‬ ‫ٌ‬ ‫ٍ‬ ‫ُ‬ ‫تغمرنا‬ ‫ُ‬ ‫مثلما يغمر ال�ضوء‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫عظامنا المهملة‬ ‫َ ُ َ َ‬ ‫ت�سير، ت�سير فاتحة طريقَها‬ ‫ً‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫ِ‬ ‫بين الكوابي�س، والذَّ‬ ‫كريات‬ ‫ِ‬ ‫َ‬ ‫الم�ؤ ِلمةِ‬ ‫ُ .‬ ‫ربما جنود َيتدافعون‬ ‫َ‬ ‫ٌ‬ ‫َّ‬ ‫حولَ‬ ‫ال َّنار‬ ‫َ‬ ‫ِ‬ ‫في ال�شتا ِء البارد‬ ‫ما ر�أيناه نجمة‬ ‫ً‬ ‫ُ‬ ‫وربما غناء‬ ‫َّ ِ ٌ‬ ‫ي�سبح عاريا‬ ‫ً‬ ‫ُ‬ ‫مع الغيم‬ ‫ِ‬ ‫ما ر�أيناه عراكا بين القَبائل‬ ‫ً‬ ‫ِ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫هلْ َن�ستطيع �أن نكون‬ ‫َ‬ ‫ُ ْ‬ ‫�أكثر ر�سوخا‬ ‫ً‬ ‫َ ُ‬ ‫ِ‬ ‫من �صم ِتك‬ ‫الذي هو �أعناق‬ ‫ُ‬ ‫61‬ ‫والتهم �أنفا�س الخدر‬ ‫َ َ َ‬ ‫َ‬ ‫ِ‬ ‫المنت�شرِ كالطاعات،‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫و�أ�ستريح من ال�سباحة في الن�سيان‬ ‫َ‬ ‫�إذ وحدهم الحدادون يملكون‬ ‫َ‬ ‫الحقيقة:‬ ‫َ‬ ‫طالما ر�صدوها في مطارقِ‬ ‫ُ‬ ‫هم التي تقول‬ ‫دوما نعم وهي تهوي على المقاب�ض‬ ‫ً‬ ‫والمناجل‬ ‫نعم وهي تهوي على ال�سكاكين‬ ‫ِ‬ ‫ْ‬ ‫ْ ْ َ‬ ‫وال�س ِ‬ ‫ُّ يوف والرماح‬ ‫ِّ ِ‬ ‫ُ ِ‬ ‫ِ‬ ‫نعم وهي َتهوي على الخناجرِ والقُيود‬ ‫ْ ْ َ‬ ‫َِ ِ‬ ‫والأفكارِ العظ ْيمة‬ ‫نعم‬ ‫ْ‬ ‫نعم‬ ‫ْ‬ ‫�إلى �أن يكون بريق حريري‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫ٌ‬ ‫ٌ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫َ‬ ‫مثل حو�صلة الحمامة،‬ ‫َ‬ ‫بريق يمنحني الأمل‬ ‫ٌ‬ ‫َ‬ ‫الأمل‬ ‫الذي ال ي�شيخ‬ ‫ُ‬ ‫لأنه يع�شق الم�شي الحلزوني‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫والظالل الكثيفة‬ ‫َ‬ ‫التي مثل الفلين تغلف �أنفا�س الي�أ�س‬ ‫ِ‬ ‫ُ ِّ ِ ِّ ُ‬ ‫َ‬ ‫ليبقى طريا‬ ‫ً‬ ‫ُ‬ ‫و�أبقى جواره ال �أملك �شيئا‬ ‫ً‬ ‫َُ‬ ‫و�أخاف �أن �أ�ضيع ما ال �ﺃ‬ ‫ُ‬ ‫ملك‬ ‫ُ ْ ِّ َ‬ ‫ال �ﺃ�سمع �شيئا‬ ‫ُ ً‬ ‫و�أخاف �أن �ﺃفقد ما ال �ﺃ�سمع‬ ‫ُ ْ َ‬ ‫ُ‬ ‫ال �أتذكر �شيئا‬ ‫ُ‬ ‫و�أخاف �أن �ﺃفقد ذاكرتي المح�شوة‬ ‫َّ َ‬ ‫ُ ْ َ‬ ‫بال َّن�سيان‬ ‫وحدي‬ ‫ْ‬ ‫وحدي ِبعِ‬ ‫ْ ظام حقيقتي‬ ‫َ َ‬ ‫التي تت�صبب عرقا‬ ‫َّ ُ َ ً‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫فقط هناك قريبا مني �صوتي:‬ ‫ً ِّ‬ ‫ال�ضوء المولع بق�ضم �أظا ِفرِ ِه‬ ‫ِ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫ًَّ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ال�ضوء ذو المخالب المقو�سة‬ ‫ُ‬ ‫والأرجل التي ُت�شبه المجاديف‬ ‫َ‬ ‫ِ‬ ‫ُ َ َ‬ ‫ال�ضوء الذي انقر�ض منذ � ِ‬ ‫َ ُ‬ ‫آالف ال�سنين.‬ ‫ُ‬
  • 18.
    ‫عبد الكريم الطبال‬ ‫ولد�سنة 1391. در�س بالقرويين ثم التحق بالمعهد العالي لتطوان. ح�صل على الإج��ازة في‬ ‫الدرا�سات الإ�سالمية. ا�شتغل بالتعليم الثانوي قبل �أن يتقاعد. من �أعماله ال�شعرية: «الطريق �إلى‬ ‫الإن�سان» )1791(، «الأ�شياء المنك�سرة» )4791(، «الب�ستان» )8891(، «عابر �سبيل» )3991(،‬ ‫«�آخر الم�ساء»، «�شجر البيا�ض»، «القب�ض على الماء»، «في قارب واحد»، «وعازف البيانو» )7002(.‬ ‫�آرام‬ ‫ق�صيدة‬ ‫�أتذكَّ ر حين �أتي ُتك‬ ‫ُ َ ْ‬ ‫ِ‬ ‫ٍ‬ ‫ذات خريف‬ ‫وما في يدي �صولجان‬ ‫ٌ‬ ‫ْ َ‬ ‫وال ذهب‬ ‫ٌ‬ ‫وما في الوفا�ض‬ ‫ِ‬ ‫�سوى بع�ض دمع‬ ‫ِ‬ ‫ٍ‬ ‫ٍ‬ ‫وبع�ض ق�صائد غائمة‬ ‫ِ‬ ‫فان�سدلت على‬ ‫ْ‬ ‫َّ‬ ‫�سماء بيا�ض‬ ‫َ ٍ‬ ‫ودالية للهديل‬ ‫ً‬ ‫و�أندل�سا في �إهاب جديد‬ ‫ً‬ ‫فقلت: هو المهرجان. �إذن‬ ‫�أينكم يا نوار�س �أندل�س‬ ‫ٍ‬ ‫يا �شدادة البرابر‬ ‫ُ‬ ‫هذا هو العر�ش ثانية‬ ‫ُ‬ ‫ّ‬ ‫بين طلك...‬ ‫يا نخلتي.. الم�صطفاة؟‬ ‫�أتذكَّ ر حين �أتيتك‬ ‫ُ َ‬ ‫وفي كل حين‬ ‫ِّ ٍ‬ ‫ٍ‬ ‫�أعود ب�شاردة‬ ‫ُ‬ ‫متفردةٍ‬ ‫ِّ في البهاء‬ ‫َ ْ‬ ‫ِ‬ ‫�أتذكَّ ر حين �أتيتك‬ ‫ُ َ‬ ‫ملتحفا بالم�سا ِء‬ ‫ُ‬ ‫ً َ َ‬ ‫وكنت بقايا‬ ‫ُ‬ ‫على ظاهرِ اليدِ‬ ‫�أو فوق ما ٍء‬ ‫ْ َ‬ ‫ِ‬ ‫فو�شيت ِني في يديك‬ ‫ّ‬ ‫َ ٍْ‬ ‫حديقة ورد‬ ‫ِ‬ ‫وما �شئت من �شجرٍ‬ ‫وغنا ٍء‬ ‫وو�شيتني مرة ثانية‬ ‫ًّ ً‬ ‫ّ‬ ‫في بيا�ض البرا ِن�س‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ً‬ ‫�سيفا �صقيال‬ ‫ً‬ ‫وخيال م�سومة‬ ‫ً ُ َّ ً‬ ‫وفوار�س‬ ‫َ‬ ‫ِ‬ ‫عادت من الحرب‬ ‫ْ‬ ‫مثقلة بال�سالم‬ ‫ً‬ ‫ْ‬ ‫ٍ‬ ‫في موكب‬ ‫ناك�س الر�أ�س‬ ‫ِ ّ ِ‬ ‫منك�سرِ الروح‬ ‫ُّ ِ‬ ‫ُ‬ ‫ُ ِ‬ ‫في �صفرة الميتين‬ ‫ْ‬ ‫ِ‬ ‫فانب�سطت على الأر�ض‬ ‫ِ‬ ‫لي‬ ‫غرفة.. في مدى البحرِ‬ ‫ٌ‬ ‫ذاهبة في ال�سماء‬ ‫َّ‬ ‫وكانت‬ ‫ْ‬ ‫كما يخرِ �صون-‬‫ُ‬ ‫م�سورة بالبنادق‬ ‫ُ َّ ً‬ ‫�ضيقة مثل قطرة حبرٍ‬ ‫ً‬ ‫مهي�أة‬ ‫َّ ً‬ ‫لأكون ال�سجين‬ ‫ْ َ َّ‬ ‫ُ َّ‬ ‫فكنت الطليق‬ ‫ِ‬ ‫وكنت لي الـمهر‬ ‫ُ‬ ‫ُ ِ‬ ‫همت به في المجاهل‬ ‫َ َ ِ ِ‬ ‫�أ�ستبق الريح حينا‬ ‫ً‬ ‫ُ ِّ َ‬ ‫و�أ�ستبق الحلم حينا‬ ‫ً‬ ‫ُ ُ َ‬ ‫91‬ ‫وو�شيتني مرة ثالثة‬ ‫ًّ ً‬ ‫ّ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫في �سقوف الم�ساجد‬ ‫ِ‬ ‫َ ِ ِ‬ ‫فوق القباب الوطيئة‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫في �أغنيات الجبال‬ ‫نجمة‬ ‫ً‬ ‫ال تم�س الغيوم‬ ‫ُ‬ ‫ُّ‬ ‫ذ�ؤاباتها‬ ‫ُ‬ ‫�أو تطول �إليها‬ ‫يد الم�ستحيل..‬ ‫ِ‬ ‫ُ‬ ‫فيا نخلتي الم�صطفاة‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫ِ‬ ‫�سالما عليك‬ ‫ً‬ ‫�سالما‬ ‫ً‬ ‫ْ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫و�إن كنت في منزل القلب‬ ‫ِ‬ ‫منك‬ ‫مقيما‬ ‫ُ ً‬ ‫مقيما‬ ‫ُ ً‬ ‫�إلى �أبد ال�شعرا ِء.‬ ‫ِ ُّ‬ ‫عدد 211‬ ‫5 كانون الأول 7002‬
  • 19.
    ‫�أحمد ها�شم الري�سوني‬ ‫ولدب�أ�صيلة �سنة 0691. �أ�ستاذ جامعي، حا�صل على �شهادة الدكتوراه في الآداب �صدر له:‬ ‫«الجبل الأخ�ضر» )8991(، «مرتيليات» )9991(، «النور» )0002(.‬ ‫ق�صر الري�سوني‬ ‫َّ ٌ‬ ‫َّ ٌ‬ ‫ٌ‬ ‫�شبابيك روحية م�ضوعة‬ ‫�شبابيك م ْنتقاة بحنين �أزرق‬ ‫ٌ ُ ٌ‬ ‫ٍ‬ ‫ٍّ ْ‬ ‫حنين مائي قائظ‬ ‫�أزرقٌ ، باب الغمام‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫ثم ينظر جهة المدى‬ ‫ُ‬ ‫حيث النيلة الم�سواة‬ ‫ُ ُ َّ ُ‬ ‫ُ‬ ‫وثمة قَب�س جيري‬ ‫ٌّ‬ ‫َ ٌ‬ ‫ينظر جهة ال�صدى‬ ‫ُ‬ ‫يم�سح فرحة الر ْيح‬ ‫َ ِّ ِ‬ ‫ُ‬ ‫بنجم الم�ساء‬ ‫ِ َ َ ْ‬ ‫فرحة الإ�صباح‬ ‫ْ َ‬ ‫ْ‬ ‫�أزرقٌ ..‬ ‫ِ‬ ‫تمرح بتالبيبه‬ ‫ُ‬ ‫ز َّل ْيجات فاغرات غَ دها‬ ‫ٌ ِ ٌ َ‬ ‫ُ‬ ‫ّ ِ‬ ‫ز ّليجات تكتب و َلع ال ّتحيات‬ ‫ٌ‬ ‫ُ َ َ‬ ‫�ضحى العيد‬ ‫ْ‬ ‫ثم تم�سح ورق الطفولةِ‬ ‫َ ُّ‬ ‫ُ‬ ‫ز ّليجات، ت�شهد،‬ ‫ٌ ْ ُ‬ ‫ُ‬ ‫وزليجات ت�سهر‬ ‫ٌ‬ ‫ُ‬ ‫ِ‬ ‫خلف �شبابيك ال�ضحى‬ ‫َ‬ ‫ُّ‬ ‫�أزرقٌ‬ ‫�أزرقٌ‬ ‫و�أخ�ضر‬ ‫ُ‬ ‫باب ال�صهيلْ ،‬ ‫ُ ّ‬ ‫ثم...‬ ‫َّ‬ ‫هذا الفناء الأ�صيلْ ،‬ ‫ُ‬ ‫�شهقة روح‬ ‫َُْ ُ ٍ‬ ‫ُ‬ ‫�أو �صليل �ضياء!!؟؟‬ ‫ْ‬ ‫ِ‬ ‫ف�سيف�ساء المرح ال َّناعم‬ ‫ُ َ َ ِ‬ ‫ُيغم�ض الجفن تحت الفو ْيق‬ ‫َُ ْ‬ ‫ِْ ُ َ ْ َ‬ ‫�أو قلْ مرح الزجاج ال�شامي‬ ‫ّ‬ ‫ُ َ َ ُ ُّ‬ ‫زليجات �صهباوات‬ ‫ٌ‬ ‫ْ‬ ‫طفقن يخ�صفن مرايا‬ ‫ِْ َ‬ ‫ّ ِ‬ ‫الع�شيات‬ ‫يخ�صفن جير ال ُّنذور‬ ‫ْ َ َ‬ ‫ُ َّ ِ‬ ‫ِ‬ ‫المدلهمة في �س ْبحات‬ ‫ُ‬ ‫الغ�سق‬ ‫َ ْ‬ ‫ِ‬ ‫�أزرقٌ غ�سقي‬ ‫َ ٌّ‬ ‫هو الباب‬ ‫ُ‬ ‫�أزرقٌ باب الروح‬ ‫ُ ُّ ِ‬ ‫ب�شبابيكه المدلهمة‬ ‫َّ‬ ‫وبرجه المائي غَ بِق...‬ ‫ُّ ٌ‬ ‫ُ ُ ُ‬ ‫ُ ْ ِ َّ ِ‬ ‫م َّتكئ فوق عوينات الرحيق‬ ‫ُ ِ ٌ‬ ‫النيلي،‬ ‫ِّ‬ ‫َيمرق ا�شتباكات الطِّ‬ ‫يقان،‬ ‫ُْ ُ ْ‬ ‫ثم قلْ :‬ ‫ُ‬ ‫فُو ْيق الفناء‬ ‫َ َ ِ ْ‬ ‫خ�شب �أزرقٌ حلمه‬ ‫َ ٌ ْ‬ ‫ُ ُُْ‬ ‫م ْثخن هذا الخ�شب‬ ‫ُ َ ٌ‬ ‫َ َ ْ‬ ‫برذاذ النظر‬ ‫ِ َّ ْ‬ ‫م ْثخن ز ّليج الزوايا،‬ ‫ُ َ ٌ ُ ّ‬ ‫ورخام ال�سكينة‬ ‫ُ ُ ّ ْ‬ ‫�شبابيك م�شرئبات‬ ‫ٌ ُ َّ ٌ‬ ‫ِ‬ ‫نحو ذَوات الف�ؤاد‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫ٍ‬ ‫نحو َبهوٍ �صاف‬ ‫ْ‬ ‫ٍ‬ ‫�شبيه بالقَ�صيد‬ ‫ْ‬ ‫�أو قلْ عي ُنه هو‬ ‫ُ ْ ُ ُ‬ ‫ْ َ ِ ّ ِ‬ ‫َنحو ذَات ال�شبابيك‬ ‫�أو ز ّليجات مرِ حات‬ ‫ٌ َ َ ٌ‬ ‫قلْ هذا..‬ ‫ُ‬ ‫يا هذا..‬ ‫ْ‬ ‫وافتح �أزرق ال�شبابيك.‬ ‫َ ّ‬ ‫ناظم الجعفري‬ ‫81‬
  • 20.
    ‫�إدري�س علو�ش‬ ‫من مواليد�أ�صيلة 4691 �شاعر ويعمل بال�صحافة مرا�سالً لمجلة الهدف. �صدر له: «الطفل‬ ‫البحري» )0991(، «دفتر الموتى» )8991(، «مرثية حذاء» )6002(، «فار�س ال�شهداء» )7002(‬ ‫�أ�صدر عددين من مجلة مرافئ ال�شعرية: 89 / 9991.‬ ‫ِ ْ ُ ُّ َ ِ‬ ‫الل َّْيلُ مهنَة ال�شعراء .. وكَفى ..!‬ ‫�س َ�أخ َتبِر‬ ‫َ ْ ُ‬ ‫ع َتبة الم�ساء‬ ‫َ َ َ َ‬ ‫�إذَا �شاءت ذَخيرة الوقت‬ ‫َ‬ ‫ُ َ‬ ‫ِ‬ ‫حيث فقَاعات ال�صباح ا َّلذي ولَّ‬ ‫َى‬ ‫ُ َ َ ُ َّ‬ ‫ِ ْ َ َ َّ‬ ‫تنقر م�سمار الظهِ يرة…‬ ‫ْ ِ‬ ‫و�أَ�س َتعير‬ ‫ِ َّ‬ ‫من خطوات الطريق‬ ‫ِ ْ‬ ‫َبو�صلة ِل�شرخ يتف َّتت ذّرات…‬ ‫ْ َ َ َ ْ ٍ َ ُ‬ ‫�أُ ْبحر – هكذا – في القَ�صيدة،‬ ‫ِ ُ‬ ‫وعرا ِء المع َنى،‬ ‫َ َ َْ‬ ‫ِ‬ ‫في ا ْن�سياب الالَّ�شيء، في ت�صدع‬ ‫ُّ ِ‬ ‫َ ْ‬ ‫َْ‬ ‫الفل�سفة، في هدم العمران، في محارِ‬ ‫َ‬ ‫َ ْ َُْ‬ ‫َّ ْ‬ ‫ال َّنهر، في محوِ ال�شكل، في رق�ص‬ ‫ْ ِ‬ ‫َ ْ‬ ‫ِ‬ ‫ال َّنافُورة، في هذيانِ‬ ‫ِّ‬ ‫ال�شك، في‬ ‫َ‬ ‫ََ ِ‬ ‫َ‬ ‫عر�صات الأقَاليم، في فَوا ِتير المحفظة،‬ ‫َ‬ ‫في جزر المجازِ ، في وقع الك ْبو ِة، في‬ ‫ُ ُ َ َ‬ ‫َِْ َ َ‬ ‫وهج البالَغة، في دكْ َنة الق َناة الأُولى،‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫َ َ ِ َ‬ ‫في م ْن َتهى الخ ِ‬ ‫َ ريف، في جزر ال ّإياب،‬ ‫ُ َ‬ ‫ُ‬ ‫ِ‬ ‫ِفي حزن يوم الإثنين، في �شطحات‬ ‫َ َ َ‬ ‫الفيزياء، في َبهو ال�صحوِ ، في �شرفة‬ ‫ْ‬ ‫َّ ْ‬ ‫ُ ْ‬ ‫ِ‬ ‫ْ‬ ‫�أُ ْن�سي الحاج، في غَ ليون تروت�سكي،‬ ‫َ ّ‬ ‫في خ�صر فيفي عبده تماما..في َنثر‬ ‫القَ�صيدة…‬ ‫ِ َ‬ ‫َ ُ ِ َْ َ َ ِْ َ َ َ َ ِ‬ ‫�أُراوِ د مروحة الأَمك َنة و َتاج الك ِلمات،‬ ‫والنهايات ِبدايات �أَع َتقد ِلقفرِ �آخر،‬ ‫َ َ ٌ ْ ِ ُ َْ َ‬ ‫ِّ َ َ‬ ‫والفراغ بقُوة الأَ‬ ‫ََ َ‬ ‫�شياء ُي�صبح مقبرة..!‬ ‫ْ‬ ‫ْ‬ ‫ُّ‬ ‫ال �أَكْ ثرث ِلر�صيف اللغة، لقاء الن�سيان‬ ‫َ‬ ‫ُ َ‬ ‫ُّ َ‬ ‫ِّ‬ ‫�أه ِتف ِلظلي، ال�سكارى وحدهم‬ ‫َ َ ْ َ ُ‬ ‫ْ‬ ‫قَادِ‬ ‫ْ ِ‬ ‫رون على حلّ �إ�ضراب ال َّتارِ يخ،‬ ‫ِ‬ ‫ُ‬ ‫ِْ‬ ‫ََ‬ ‫وال�شعراء ِفي ِنهاية القَرن مج َبرون على‬ ‫ُّ‬ ‫ُ ْ‬ ‫َ ُ‬ ‫ْ َ ِ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫َنقر قَ�صا ِئدهم ِفي �أَجهزة ال تعرف ما‬ ‫ْ‬ ‫الخيال..؟!‬ ‫نديمي في الك�أ�س‬ ‫َّ ِ‬ ‫َّ‬ ‫في المحبة.. والال حرب..!‬ ‫َ‬ ‫َيحدث �أَن ُت�سمى‬ ‫ْ ُ ُ ْ َّ‬ ‫ال َّتفا�صيل ِبرمتها حياة،‬ ‫َ ُ َّ َ‬ ‫و�صوت المع َنى خرِ يف‬ ‫ُ َْ َ ٌ‬ ‫َ‬ ‫ُيرا ِب�ض في مدار ال ّتيه..‬ ‫َ ُ‬ ‫َ‬ ‫ِ‬ ‫ما الذي يحدث الآن في دوالب‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫المو�سيقي‬ ‫و�أنت.؟‬ ‫َ‬ ‫َ ْ َ ْ َّ َّ‬ ‫ما خط ُبك، َلو �أَن الليل ا ْنزاح عن غَ �سق‬ ‫َ َ ْ‬ ‫ال�صبح..؟‬ ‫وك�أْ�سك، هلْ �شرِ ْب َته عن �آخرهِ‬ ‫ُ َ‬ ‫�أوالً..؟‬ ‫َ ُ‬ ‫َ ِ‬ ‫من َيقوى على فيزياء الح ْتف‬ ‫َ َْ‬ ‫ِ‬ ‫غَ ْيرك- ..!‬‫ٍ‬ ‫ِْ َ َ‬ ‫والعمر �أَبجدية مق�صلة بالية‬ ‫ُْ‬ ‫تتوقع �سقوط � ِ‬ ‫َ‬ ‫أناملك في الهواء..‬ ‫َ‬ ‫َّ ُ‬ ‫ِ‬ ‫معك �أنا في خراب الن�ص،‬ ‫ِّ‬ ‫ِ‬ ‫واللحظة،‬ ‫ِ‬ ‫والق�صيدة..!‬ ‫(كُ لما �ضاقَت الع َبارةُ…‬ ‫َّ َ َ ِ ِ َ‬ ‫�أَذْهب لحال �سبيلي..!)‬ ‫َ ُ‬ ‫ِ َ‬ ‫م�س َتق َبلك العدم حين َي�س َتجمع‬ ‫ُ ْ ْ ُ َ ََُ َ ْ ْ ُ‬ ‫الوقت عقارب ال�ساعة‬ ‫َْ ُ‬ ‫َ َّ‬ ‫في فَم الرمل..‬ ‫ِ َّ‬ ‫َ ِ‬ ‫نديمي في غُ رف الأَر�ض‬ ‫ْ‬ ‫ُ َ َ ْ َ ِ‬ ‫في الهوا ِء الم ْثخن ِبرع�شة‬ ‫َ‬ ‫ِّ ِ‬ ‫الز ْلزال..!‬ ‫ُ َّ َ ِ‬ ‫ه َّيا َن�صعد معا �سلم الوظيفة‬ ‫َ ْ َُ‬ ‫َنت�سلى ِبراتب ال�شهر الم ْبحوح‬ ‫َ ِ َّ‬ ‫َ‬ ‫َْ َ ُ َ ِ‬ ‫ُنحاكي رق�ص الغربان‬ ‫ُنرتب فَواني�س ال َّنهار‬ ‫َ ِّ‬ ‫َ‬ ‫َّ‬ ‫�أما الليل، فهو مهنة ال�شعرا ِء‬ ‫ُّ‬ ‫.. وكفى …‬ ‫َ ُ َ َ ِ‬ ‫ف َناء الج�سد‬ ‫وِ الَدة �أُخرى ِلأَر�ض‬ ‫ْ ٍ‬ ‫ٌ ْ‬ ‫ِ‬ ‫ُ‬ ‫تعرف َتجاعيد الوجه‬ ‫َ ْ‬ ‫و�أَ�سرار الجبين..‬ ‫ْ َ َ‬ ‫الحكمة‬ ‫ِ ْ ُ‬ ‫…( ال جدوى الأَ�شيا ِء‬ ‫ْ‬ ‫َ َ ْ‬ ‫�أَ�شالء..!)‬ ‫ْ ً‬ ‫ِ ُْ َ‬ ‫�سفرك غَ ْيب الآ ِتي‬ ‫ُ‬ ‫وما َتبقى‬ ‫َّ‬ ‫حا َنات ال�شوق �أَدرى‬ ‫َّ ْ ْ‬ ‫َ‬ ‫ِبه َيامهِ‬ ‫ُ ِ‬ ‫�ضحى..‬ ‫ُ َ‬ ‫ِ ُّ ِ ِ‬ ‫�سر الكتَاب‬ ‫�أَ ْنت الوا ِفد من ده�شة الحزن‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫َْ َ ِ ُ ْ‬ ‫َي�أْ�سركَ‬ ‫َ ُ غَ د الر�شح‬ ‫ُ َّ ْ‬ ‫و�سدى ُتعا ِند‬ ‫َ ُ ً َ ُ‬ ‫�سر الك َتاب…‬ ‫ِ َّ ِ ْ‬ ‫ما َيحدث‬ ‫َ ْ ُ ُ‬ ‫هو الالَّ�شيء‬ ‫َ ْ‬ ‫ِ‬ ‫وع ْيناك الخ َيا َنة‬ ‫َ َ‬ ‫هلْ ر�أيت عدا كَ وكَ ب َيرقُ�ص‬ ‫َ َ‬ ‫ْ ٍ ْ ُ‬ ‫ِلمتاهة ال�شم�س‬ ‫َّ ْ ِ‬ ‫َ‬ ‫و�أَقدام‬ ‫َ َْ‬ ‫َلك َتخطو في ز َبد الأَ�ش َياء..‬ ‫َ ْ‬ ‫َ ِ ْ‬ ‫الحقيقة عدم م�ش َتهى‬ ‫َ ُ ٌ ُ ْ‬ ‫والأَمكنة قفر بارد‬ ‫ْ ِ ُ ٌَْ ٌ‬ ‫والروح �صحراء..!‬ ‫ُّ ُ َ ْ َ ٌ‬ ‫12‬ ‫عدد 211‬ ‫5 كانون الأول 7002‬
  • 21.
    ‫محمود عبد الغني‬ ‫منمواليد مدينة خريبكة �سنة 7691. حا�صل على �شهادة الإجازة في الأدب العربي. يهيئ‬ ‫بحثا ً جامعيا ً حول الرواية العربية. �صدر له: «مجرة تحت الأر�ض»،‬ ‫�سعداء من قر�أوا عولي�س‬ ‫�أزور الغابة‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫لماذا �أزور الغابة با�ستمرار؟‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫هل يرقد �أبي هناك‬ ‫ُ‬ ‫ومعه �شم�سه المهجورةُ،‬ ‫ُ ُ‬ ‫ََ ُ‬ ‫وكلبه الوفي‬ ‫ُُ‬ ‫ُّ‬ ‫ُ‬ ‫الذي ُير�سل نباحه �إلى �أبعد نقطة؟‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫هل �أزورها‬ ‫ُ‬ ‫لأن �إخوتي،‬ ‫َّ‬ ‫الذين �ألقيت نظرتي الأخيرة عليهم،‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫ال يجدون �شيئا ي�أكلونه‬ ‫ً‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫غير ع�شب بين ال�صخر‬ ‫َ ُ ٍ َ َّ‬ ‫وزجاجات �شراب‬ ‫ِ َ‬ ‫تلمع تحت ال�سراج؟‬ ‫ُ‬ ‫َ ِّ‬ ‫�أم لأن الكالب تلهث ورائي‬ ‫ْ َّ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫على طريقٍ‬ ‫خدرها الليل؟‬ ‫َّ َ‬ ‫اليد الغريقة‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫زائري العظيم،‬ ‫هل قر�أت عولي�س؟‬ ‫َ‬ ‫جئت لتنقذَ‬ ‫يدي الغريقة.‬ ‫َ‬ ‫كيف �صار ذلك؟‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ر�أيت ما حدث‬ ‫َ َ َ‬ ‫ُ‬ ‫«عودة �صانع الكمان» )3002(.‬ ‫ٍ‬ ‫على جداريات كثيرة.‬ ‫بمودة كانت الأيادي تغرق،‬ ‫ًَّ‬ ‫وت�شرب الماء جرعة واحدة.‬ ‫ً‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫ٍ‬ ‫ٍ‬ ‫ف�أبقى من باب لباب‬ ‫�سائال عما حدث، وكَ ْيف؟‬ ‫َ‬ ‫ً َّ َ َ َ‬ ‫فيما الآخرون‬ ‫َ‬ ‫ينتظرون �أن يتقي�أ‬ ‫َ ْ‬ ‫الماء يدي،‬ ‫ُ‬ ‫ٍ‬ ‫تحت غراب ينعق.‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫الجزيرة تنتظر‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫�أعرف �أنك‬ ‫�أكملت الدورةَ،‬ ‫َ‬ ‫وتريد الذهاب �إلى الجزيرة.‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫�أنا الوحيد الذي‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫يعرف ذلك.‬ ‫ُ‬ ‫لكني �أخاف‬ ‫�أن تخ�سر كلَّ �شيء.‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫هذا ما �سجلته‬ ‫ُ‬ ‫ِ‬ ‫في ال�صفحة الأولى والثانية والثالثة.‬ ‫لماذا تذهب �إلى هناك؟‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫َّ ْ َ‬ ‫هل لوحت لك يد واختفت؟‬ ‫ٌ‬ ‫ْ‬ ‫�أم �أ َّنها لم تعد تنتظر‬ ‫ْ ُْ‬ ‫ُ‬ ‫ِ َ‬ ‫�أحداً �سواك،‬ ‫بعد �أن لو َثها الرحالة‬ ‫َّ ُ‬ ‫َ ْ َّ‬ ‫كنت �أتوقع‬ ‫ُ‬ ‫َّ ُ‬ ‫كنت �أتوقع‬ ‫ُ‬ ‫َّ ُ‬ ‫�أن يدق الجر�س،‬ ‫ْ َّ‬ ‫ُ‬ ‫ٍ‬ ‫وي�سرع النا�س �إلى �أفواه‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫تتكلم لغة ب�سيطة،‬ ‫ً‬ ‫َّ ُ ً‬ ‫كلما طفت جلود �آدمية‬ ‫ْ ُ ٌ َّ‬ ‫فوق ما ِء البركة.‬ ‫َ‬ ‫والبدر المنير‬ ‫ُ‬ ‫يخيط كلَّ �شيء ب�أ�سالك تلمع،‬ ‫ُ‬ ‫ِّ‬ ‫ك�أ َّنها نب�ضات في كل دقيقة.‬ ‫ٌ‬ ‫هل كنت ت�سمع �صوتا‬ ‫ً‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫بين الخرائب؟‬ ‫َ‬ ‫�صوت م�سموع كالهموم.‬ ‫ٌ‬ ‫ٌ‬ ‫َ‬ ‫ُ َ‬ ‫غرابك ُيراقبك‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫غرابك واقف ُيراقبك.‬ ‫ٌ‬ ‫ِ‬ ‫ّ َ‬ ‫مد يدك على الخريطة،‬ ‫َّ ِ‬ ‫َ‬ ‫فرق ال�ضيوف على الأزقة،‬ ‫ِّ‬ ‫َّ ِ‬ ‫وقف �أمام المحطات الأخرى.‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫قبلتك الج�سور‬ ‫ُ‬ ‫الراغبة في االنهيار.‬ ‫ُ‬ ‫�أ�شرب،‬ ‫ْ‬ ‫ال �سم في �شرا ِب َ‬ ‫َ َ ك.‬ ‫َّ‬ ‫الجار الثالث �س َي�أتي‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫َ َ‬ ‫حين َيرى �أنوارك.‬ ‫َ‬ ‫جورج مرعب‬ ‫02‬
  • 22.
    ‫�أحمد المجاطي‬ ‫ولد بمدينةالدار البي�ضاء �سنة 6391. در�س ب�إحدى الجامعات ال�سورية بدم�شق، ومنها ح�صل على‬ ‫�شهادة الإجازة. �أحرز على دبلوم الدرا�سات العليا �سنة 1791 ودكتوراه الدولة 2991 من كلية‬ ‫الآداب والعلوم الإن�سانية بالرباط. وكان يعمل �أ�ستاذا ً بنف�س الكلية. توفي بمدينة الرباط �سنة‬ ‫5991. ح�صل على جائزة ابن زيدون لل�شعر بمدريد �سنة 5891 عن ديوانه (الفرو�سية) و�صدر له‬ ‫ديوان واحد �إلى جانب درا�سته الجامعية حول �أزمة الحداثة في ال�شعر العربي.‬ ‫َّ َ‬ ‫ْ ِ‬ ‫ك�أن اهلل لم ي�صدع به‬ ‫�سيفا‬ ‫ً‬ ‫و�شم�سا‬ ‫َ َ ْ َ ً‬ ‫ورجاءا‬ ‫ََ َ َ‬ ‫كتابَة على �شاطئ طنجة‬ ‫ِ َ‬ ‫َ‬ ‫ُ ِّ ِ‬ ‫جبل الريف على خا�صرة الفجر‬ ‫تع َّثر‬ ‫َّ ِ‬ ‫هبت الريح من ال�شرق‬ ‫ِّ ُ‬ ‫َّ‬ ‫زهت في الأُ‬ ‫فْق الغربي‬ ‫ِ َ‬ ‫ْ‬ ‫ِّ‬ ‫غابات ال�صنوبر‬ ‫ُ َّ ْ‬ ‫ال تقلْ للك�أ�س هذا وطن‬ ‫ِ َ َ َ َ ُ‬ ‫ِ‬ ‫اهلل‬ ‫فَفي ط ْنجة‬ ‫ِ ْ َ َ َ‬ ‫ُ‬ ‫َي ْبقَى اهلل في محرا ِب ِه الخلفي‬ ‫ْ ِ ْ َ‬ ‫ِّ‬ ‫عط�شان‬ ‫َ ْ َ َ‬ ‫و َي�س َت�أ�سد قَي�صر‬ ‫َ ْ ِ ُ ْ َ ْ‬ ‫ُ َ‬ ‫ليته مال على مراك�ش ال�شمطا ِء‬ ‫َ‬ ‫ً‬ ‫نخال‬ ‫ِ‬ ‫وعلى كثبان وارزازات‬ ‫َ‬ ‫َ َ‬ ‫ماءاً‬ ‫ٍ‬ ‫ِ‬ ‫ُ‬ ‫�آه �أم�سى جبل الريف �سراديب‬ ‫َ‬ ‫وعاد ال�صمت منبر‬ ‫َ َ َ َّ ُ ِ ْ‬ ‫ال تقلْ للك�أ�س هذا وطن‬ ‫ِ َ َ َ َ ُ‬ ‫ِ‬ ‫اهلل‬ ‫فَفي ط ْنجة‬ ‫ِ ْ َ َ َ‬ ‫ُ‬ ‫َي ْبقَى اهلل في محرا ِب ِه الخلفي‬ ‫ْ ِ ْ َ‬ ‫ِّ‬ ‫عط�شان‬ ‫َ ْ َ َ‬ ‫و َي�س َت�أ�سد قَي�صر‬ ‫َ ْ ِ ُ ْ َ ْ‬ ‫هل �شربت ال�شاي‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫في �أ�سوا ِقها ال�سفلى‬ ‫ُّ‬ ‫غم�ست العام‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫في اللحظةِ‬ ‫َّ‬ ‫واللحظة‬ ‫َ‬ ‫في ال�سبعين عام‬ ‫َّ َ ْ‬ ‫�أم �شققت النهر في �أح�شا ِئها‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫قلت:‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫هي اليرموك‬ ‫والزالقة الح�سناء‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫من �أ�سما ِئها‬ ‫قلت:‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫هي الحرف‬ ‫ِ‬ ‫على �شاهدة القبر.‬ ‫يغني‬ ‫ِ‬ ‫وعلى �سارية الق�صرِ‬ ‫يموت‬ ‫ْ‬ ‫وعرفت اهللَ‬ ‫ِ ُّ ِ‬ ‫في محبرة الرعب‬ ‫َ‬ ‫وقامو�س ال�سكوت‬ ‫ِ‬ ‫الخمــارة‬ ‫َتفتح الك�أ�س �أقباءها‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫تتواتر فيها ال ُّنعوت‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫َّ‬ ‫ِ َ ِ ٍَ‬ ‫تتنكر في ثوب عا�شقة‬ ‫ُ‬ ‫ُ ُ ِ ُ ِ‬ ‫تنثر الورد من �شرفَات الب ُيوت‬ ‫ُ ََْ‬ ‫حيـن �أخلو ِبها‬ ‫َ‬ ‫ِ َْ‬ ‫ِ‬ ‫بعد منت�صف الليل‬ ‫ِ‬ ‫َ ُ‬ ‫تر�شق في الخ�صلة الم�ستريحة‬ ‫ُ‬ ‫ِ ُ‬ ‫زنبقة‬ ‫ً‬ ‫تفتح ال�صدر لي وال�شوارع‬ ‫ُ‬ ‫ًُ‬ ‫َ ْ‬ ‫ت�ضحك من وجهي الم�س َتدِ‬ ‫ُ‬ ‫ُ ْ ْيـر‬ ‫ً‬ ‫قــليـال‬ ‫تباد ُلـني قبلة‬ ‫ِ‬ ‫َ‬ ‫�آه، خدها بادر حين �أوغل في البعد‬ ‫ٍ ُّ‬ ‫َ َ‬ ‫َ ُّ َ َ ِ‬ ‫وامتد بيني وبين الزجاجة‬ ‫َّ‬ ‫�صوت الم�ؤذِّن:‬ ‫ُ‬ ‫ْ‬ ‫�إن العمائم تنبت كالفطر‬ ‫َّ‬ ‫َ ُ‬ ‫ِ َ َ ِ‬ ‫َ‬ ‫مثل ال ُّنجوم على كَ ِتف الج َنراالت‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫وال�سجون التي تملأ الرحب‬ ‫َ‬ ‫بين الرباط و�ص َنعاء‬ ‫َ‬ ‫ِ َ ْ‬ ‫َ‬ ‫مثل الج�سورِ التي ن�سفت‬ ‫ْ‬ ‫َّ‬ ‫خط بارليف‬ ‫�أين الطريق �إلى جبل ال�ش ْيخ‬ ‫ُ‬ ‫ِ َّ ِ‬ ‫َ‬ ‫تخرج الأكفان من �أجدا ِثها‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫يوما‬ ‫ً‬ ‫وتبقى ها هنا الع ْتمة‬ ‫ُ َ ُ‬ ‫وال�سائحة الحمقاء‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫ِ‬ ‫والمقهى الذي اعتدنا به الموت‬ ‫َ‬ ‫م�ساءاً‬ ‫ربما عاج بنا الفجر على دائرة من‬ ‫َ‬ ‫ِ َ ْ‬ ‫ُ‬ ‫َنهوى‬ ‫قليالً:‬ ‫ْ‬ ‫ْ‬ ‫«فخططنا من نقا الرمل ولم تحفظ»‬ ‫َّ ِ ْ‬ ‫ِ‬ ‫ويبقى الحرف م�صلوبا على �سارية‬ ‫ً‬ ‫ُ َ‬ ‫الق�صرِ‬ ‫32‬ ‫َنك�شت َتحت حاجبِها‬ ‫َ َ ْ ْ َ َ ِ َ‬ ‫ْ ُّ ِ‬ ‫َّ ِ‬ ‫�أ�شعلت للزبون المعلب‬ ‫�سيجارة‬ ‫ً‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫هكذا يتغير طعم النبيذ المع َّتـق‬ ‫َّ ُ ُ‬ ‫تعبر �سبتة بين اللفافةِ‬ ‫والتبغ‬ ‫ِ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫ت�سقط بيني وبين الزبون المعلب‬ ‫�أغنية‬ ‫�آه‬ ‫...‬ ‫تتناثر �أجنحة اللحن‬ ‫ُ ْ ِ‬ ‫ُ‬ ‫ُ َ َ ُ ُ ِ‬ ‫ت�أخذ �شكل الوجوه التي تتوهج‬ ‫َّ ُ‬ ‫َ َ َ ِ‬ ‫حول المواْ ِئد:‬ ‫ً‬ ‫هلْ ت�أكلين قليال من اللوز‬ ‫عيناك َثر َثارتان‬ ‫ِ ْ‬ ‫َ َ ِ‬ ‫َ‬ ‫عرفتك قبل اجتيازِ الجماْرِ ك..‬ ‫�سبتة‬ ‫كانت محاورتي تع�شق الرق�ص‬ ‫ُ ْ َ‬ ‫ْ ُ‬ ‫ِ‬ ‫تنزع من جــرحهـــا َب�سمــــــة‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫ْ َ‬ ‫وتغني‬ ‫ِّ‬ ‫ليحتمي اللحن بالذَّ اكرة...‬ ‫ْ ُ‬ ‫�إن ن�صف الزجاجةِ‬ ‫َيكفي‬ ‫َّ‬ ‫َ ُّ‬ ‫�إذا �أقفل البار �أبوابه‬ ‫َ ُ َْ َُ‬ ‫وانتهينا �إلى ردهة المد والجزرِ‬ ‫ِ ِّ‬ ‫ْ‬ ‫وال�صبوة العاثرة‬ ‫َّ‬ ‫تخلع الك�أ�س �أ�سماءها‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫تتواتر فيها النعوت‬ ‫ْ‬ ‫ُ‬ ‫َّ‬ ‫ِ َ ٍ‬ ‫تتنكر في ثوب زنزانة‬ ‫ُ‬ ‫تنثر الورد من �شرفات البيوت‬ ‫َ‬ ‫ُ ِ ُ ْ‬ ‫ُ‬ ‫عدد 211‬ ‫5 كانون الأول 7002‬
  • 23.
    ‫ثريا ماجدولين‬ ‫�شاعرة وناقدة،حا�صلة على دبلوم الدرا�سات العليا �سنة 3002 وتعمل حاليا ً بالرباط. �صدر لها‬ ‫ثالثة دواوين �شعرية : «�أوراق الرماد» )3991(، «المتعبون» )0002(، «�سماء ت�شبهني قليالً»‬ ‫)5002(. ولها م�ؤلفات م�شتركة في مجال النقد والم�سرح: «دينامية الفعل الدرامي في م�سرح‬ ‫ال�سيد حافظ» )5002(، «عبد الرحمن مجيد الربيعي روائياً»، درا�سات )4891(.‬ ‫وقالَت الْمحارة ِللْبَحر‬ ‫َ ِ َ َُ ْ‬ ‫على حافَّة الل ْيل‬ ‫َ َ َ ِ َّ ِ‬ ‫ِ ُ َ ْ ِ‬ ‫�أَ�سير وحدي‬ ‫�إِ َلى ا ْلقَ�صيدة‬ ‫ِ َ‬ ‫ُ َ ْ‬ ‫َي ْت َبع ِني خطوي‬ ‫َي�س ِبق ِني‬ ‫ْ ُ‬ ‫�صداي‬ ‫َ‬ ‫على حافَّة الل ْيل‬ ‫ََ َ ِ َ ِ‬ ‫�أُالحق هم�سة ال َّنجم ا ْلوحيد‬ ‫ِ ُ َ ْ َ َ ْ ِ َ‬ ‫َ ََ ِ‬ ‫�أَج ِل�س قُبا َلة ا ْلورق‬ ‫ْ ُ‬ ‫َ ُ ُّ‬ ‫و�أَخط:‬ ‫ِلل َبحرِ َلوعة ا ْلموج الظامئ دوما ِللرمال‬ ‫ْ ْ ْ َ ُ َ ْ ِ َّ ِ ِ َ ْ ً ِّ‬ ‫ولي هذا الاْ ْن ِتظار‬ ‫َ َ‬ ‫ِ َ ُ‬ ‫ْ َُْ ِ َ ْ ِ‬ ‫كَ م َيلزمني من ا ْلوِ ديان‬ ‫كَ ي �أَغْ �سل َ�أحداقي‬ ‫ْ ِ َ ْ‬ ‫ِ ْ َ َ ِ َّ‬ ‫من وجع الل ْيل ؟‬ ‫كَ م َيلزمني من ا ْلغ ْيم‬ ‫ْ َُْ ِ َ َ ِ‬ ‫ِ‬ ‫كَ ي �أُخفي‬ ‫ْ ْ َ‬ ‫ومي�ض ع ْي َني ؟‬ ‫َ َ َ َّ‬ ‫كَ م َيلزمني من ال�شم�س‬ ‫ْ ْ َ ُ ِ َ َّ ْ ِ‬ ‫ْ ِ َ ِ ِّ‬ ‫كَ ي �أُغادر ظلي‬ ‫و�أَ ْنف�ض ُتراب الل ْيل عني ؟‬ ‫َ ُ َ‬ ‫َ َّ ِ َ ِّ‬ ‫�شهِ َّية ِقطعة ال�ضو ِء‬ ‫َ ٌ ْ َ ُ َّ ْ‬ ‫خلف الزجاج‬ ‫َ ْ َ ُّ‬ ‫غَ ْير �أَني‬ ‫َ ِّ‬ ‫�أَرتاد َل ْيلي‬ ‫ْ ُ‬ ‫م�ضمخة ِبال�سهاد‬ ‫ُ َ َّ َ ً ُّ‬ ‫و�أَ ْترك ج�سدي‬ ‫َ ُ ُ َ َ‬ ‫َي�سير وحده‬ ‫ُ َ ْ َُ‬ ‫�إِلى حافَّة الل ْيل‬ ‫َ ِ َّ ِ‬ ‫م َتوجا ِبا ْل َبيا�ض‬ ‫ُ َّ ً‬ ‫ها �أَ َنا‬ ‫َ‬ ‫على حافَّةِ‬ ‫َ َ َ الل ْيل‬ ‫َّ ِ‬ ‫وحدي‬ ‫َ ْ‬ ‫َ‬ ‫ِ ُ ََ‬ ‫�أَ َّتكئ على حجرِ ا ْلك ِلمات‬ ‫َ َ‬ ‫َّ ْ ِ‬ ‫و�أَمحو مرايا ال�صمت‬ ‫َ ْ ُ َ‬ ‫ََ ِ‬ ‫ِبورق ال ُّنعا�س‬ ‫َ ْ ُ ُ ِ‬ ‫و�أَر�سم غَ دي ا ْلم�شدود‬ ‫َ ْ َ‬ ‫َب ْين قَو�س ْين‬ ‫َ ْ َ ِ‬ ‫(�أَو �أَد َنى)‬ ‫ْ ْ‬ ‫ها هي ورد ِتي‬ ‫َ ِ َ ََْ‬ ‫ُ َّ َ‬ ‫ْ ُ َ َ‬ ‫َتعرِ �ض ع�سيل َتها ا ْلم�ؤَجلة‬ ‫َ ْ َ ُ َ َ‬ ‫و َتقطع ح ْبلها ال�سري‬ ‫ُّ ِّ َ‬ ‫وحدها،‬ ‫َ ْ َ‬ ‫ِ‬ ‫ها هي‬ ‫َ َ‬ ‫َتج ِل�س عر�ش ا ْلخواء‬ ‫ْ ُ َ ْ َ َ‬ ‫و ُتردد‬ ‫َ َ ِّ ُ‬ ‫َ ُ َ ِّ ُ ُّ ْ ِ‬ ‫ما قَا َله �سيد ال�صدفَة‬ ‫المر�أَ ِة الن�سيان ...‬ ‫ْ َ ِّ ْ‬ ‫مرة �أُخرى‬ ‫َ َّ ً ْ َ‬ ‫على حافَّة الل ْيل‬ ‫َ َ َ ِ َّ ِ‬ ‫وحدي‬ ‫َ ْ‬ ‫�أُغَ ادِ‬ ‫ر ج�سدي‬ ‫ُ َ َ‬ ‫َ ْ َ َّ ِ ُ ِ ِ ِ‬ ‫و�أَقر ُ�أ لل�سواد ا ْلموغل ِبجواري‬ ‫َ‬ ‫قَ�صيدتي الأخيرة:‬ ‫ِ َ ْ َ‬ ‫َّ ْ ُ َ ِ َ‬ ‫اَل�سهو خطي َئ ُتك �أَ ُّيها الزمن‬ ‫َّ َ ُ‬ ‫ٍ َ ِّ ُ ُ ُ ُ‬ ‫كُ لُّ �آت ُيغلفه ا ْلمحال‬ ‫ٍ‬ ‫كُ لُّ �آت‬ ‫غ َياب‬ ‫ِ ٌ‬ ‫ْ ِ‬ ‫وال �شيء في الأُفْق‬ ‫َ َ َْ‬ ‫ٍ‬ ‫غَ ْير غُ ر َبة ناعِ‬ ‫�سة‬ ‫َ‬ ‫َ ْ‬ ‫وه َن ْيهات من �شجن‬ ‫ٍ ِ ْ َ َ ٍ‬ ‫َ ُ‬ ‫َ ِ‬ ‫وفُتات امر�أَة ..‬ ‫َْ‬ ‫على حافَّة الل ْيل‬ ‫َ َ َ ِ َّ ِ‬ ‫�أَج ِل�س‬ ‫ْ ُ‬ ‫َ َ ِ َّ ِ َ ْ ِ‬ ‫في �شرك الل ْيل وحدي‬ ‫َ َ ْ ِ‬ ‫ووحدي‬ ‫�أَ َت َبدد‬ ‫َّ ُ‬ ‫َ ٍَ‬ ‫كَ غ ْيمة‬ ‫ِ ِ َّ‬ ‫في حا�ش َية الطريق.‬ ‫�ضياء العزاوي‬ ‫ّ‬ ‫ها �أَ َنا‬ ‫َ‬ ‫ْ ُ ً ِ ْ َ ٍ‬ ‫�أَع ُبر َل ْيال من رماد‬ ‫�إِ َلى َل ْيل من حميم‬ ‫ٍ ِ ْ َ‬ ‫22‬
  • 24.
    ‫�إدري�س الملياني‬ ‫ولد بمدينةفا�س �سنة 5491. تلقى تعليمه االبتدائي والثانوي بمدينة الدار البي�ضاء. ثم التحق‬ ‫بجامعة دم�شق لمتابعة درا�سته الجامعية. حا�صل على �شهادة الإجازة في الأدب العربي من كلية‬ ‫الآداب والعلوم الإن�سانية بفا�س. در�س اللغة الرو�سية والأدب الرو�سي بمو�سكو. يعمل ب�سلك‬ ‫التدري�س بمدينة ال��دار البي�ضاء منذ عام 0791. �صدر له: «�أ�شعار للنا�س الطيبين»، ديوان‬ ‫م�شترك مع ال�صغير الم�سكيني و�أحمد هناوي ال�شظيامي )7691(، «في مدار ال�شم�س رغم النفي»‬ ‫)4791(، «في �ضيافة الحريق» )4991(.‬ ‫دوناتو�س‬ ‫في البد ِء كان البحر‬ ‫َ َ ْ ُ‬ ‫م�سكونا ِبده�ش ِته الأليفةِ‬ ‫ً َ ْ َ ِ‬ ‫،‬ ‫َ‬ ‫يح�ضن الأنهار، مفتونا بحوريا ِتها،‬ ‫َ َ ً‬ ‫َّ َ‬ ‫ُ‬ ‫َ ِ‬ ‫م ِلكا على عر�ش الجداوِ ل‬ ‫َ َ ً‬ ‫َْ ِ‬ ‫والقَبا ِئل‬ ‫َ ِ‬ ‫والقُرى المو�صو َلةِ‬ ‫َ ْ ُ الظلَّ‬ ‫بالتين‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫والزيتون‬ ‫والنخل‬ ‫ِ‬ ‫�أهزوجة من �سهل �سو�س،‬ ‫ً‬ ‫ِ‬ ‫رق�صة ريفية حرى،‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫على �إيقاع‬ ‫ِ‬ ‫مزمارٍ وطبل‬ ‫ٍ‬ ‫ُ‬ ‫ت�أخذ امر�أة �إملكيلية‬ ‫ً‬ ‫بذراع‬ ‫ِ‬ ‫فار�سها‬ ‫ِ َ‬ ‫ُ‬ ‫وتدخل خيمة‬ ‫ً‬ ‫ليزفَّها‬ ‫ٌ ِ‬ ‫�شيخ �إليه: با�سم دوناتو�س!‬ ‫ِ‬ ‫كانت تكتب الأر�ض‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫اعتراف البحرِ ،‬ ‫في قدا�سها اليومي‬ ‫َّ‬ ‫ِّ‬ ‫تكتب وهو ُيملي‬ ‫ُ ْ َ‬ ‫طوبى لدوناتو�س بعلي!‬ ‫قدا�س‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫�أيها الإيل الجليل‬ ‫ُّ‬ ‫بيت لن�سكنه‬ ‫ُ‬ ‫ٌ‬ ‫وفي تمرٍ لن�أكله‬ ‫ُ‬ ‫ِ‬ ‫وفي ركن التعارف‬ ‫ِ‬ ‫َ َّ ِ‬ ‫ْ َ‬ ‫كي نب ّثك لوعة الع�شاق‬ ‫�أ�شواقا م�ضمخة الر�سا ِئل‬ ‫ً ُ َّ ً َّ ِ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫لي�س َيحملها �إليك‬ ‫َ‬ ‫بريد �ساع �أو ر�سول‬ ‫ٌ ٍ‬ ‫َ ُ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫�أيها الإيل الجليل‬ ‫ُّ‬ ‫َ‬ ‫تجلَّ في لأرتديك‬ ‫َّ‬ ‫وترتديني جبة‬ ‫ً‬ ‫َ‬ ‫من�سوجة بيديك‬ ‫ً‬ ‫ِ ُ ِ‬ ‫من جلد الوعول‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫�أيها الإيل الجليل‬ ‫ُّ‬ ‫تملَّ في تملَّ َ‬ ‫فيك‬ ‫َّ‬ ‫تجد كني (عبداً ورباً)‬ ‫ْ‬ ‫َّ‬ ‫ُ ِ‬ ‫�إ َّنه �إثنان (لي�س له مثيل)‬ ‫َ ُ َ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫�أيها الإيل الجليل‬ ‫ُّ‬ ‫تجلَّ في ع ْنقاْء مغربةٍ‬ ‫َ َ َ ُ‬ ‫ْ َ ِ ٍ‬ ‫لنبد�أ من جد ْيد،‬ ‫ٍْ ِ‬ ‫دورة ال َّتكوين من جيل ِلج ْيل‬ ‫َ‬ ‫ِ‬ ‫ُ‬ ‫طوبى لدوناتو�س طفلي!‬ ‫َ ِ‬ ‫كن بي جد ْيراً، كن د ِل ْيلي � َّأيها الع ْنقَاء‬ ‫ْ َ‬ ‫َ ُ‬ ‫ْ ْ‬ ‫ْ َ‬ ‫َ‬ ‫�أكن لك الدليل في الإ�سراء‬ ‫الحمد لي �إزار‬ ‫ُ ْ‬ ‫والحب لي رداء يا رائيا لي في دجى‬ ‫ٌ‬ ‫ُّ‬ ‫ً ْ‬ ‫الظلماء‬ ‫(ما في الديارِ‬ ‫�سوى مالب�سي) ومالي‬ ‫ََ‬ ‫في الورى �إال هيولى من هباء‬ ‫ْ َ‬ ‫ُ‬ ‫�أنا ح�ضي�ض القبة الزرقاء‬ ‫ُ َّ ِ َّ‬ ‫والطائر الحميلق في الجوزا ِء‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫كي‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫�أ�صل‬ ‫�أخلع لي العذار‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫لك‬ ‫في‬ ‫َّ‬ ‫ولي‬ ‫لي‬ ‫ْ‬ ‫�سورة العنقاء‬ ‫ُيووو يويويو يوووه!‬ ‫زغرودة م�سدودة الأ�صدا ِء‬ ‫ُ‬ ‫ٌ َ‬ ‫ت�أتي ِبها الأنواء‬ ‫َ‬ ‫يووويا َيهوه!‬ ‫ينه�ض من رماد ِه الع ْنقَاء‬ ‫ُ ِ ْ ََ ِ َ‬ ‫َ ْ ِ ِ َ‬ ‫يدور حول َنف�سه البِيكاْر‬ ‫ُ‬ ‫ْ‬ ‫في َبرزخ من َنار‬ ‫ٍ ْ‬ ‫ْ‬ ‫عا�صفة هو… جاء جاء‬ ‫ٌ‬ ‫َ َ‬ ‫من ظلمة العما ِء لل�ضيا ِء‬ ‫ِّ‬ ‫ِ ََ‬ ‫�أ�سراره مك�شوفة‬ ‫ٌ‬ ‫ُُ َ‬ ‫وك�شفه �أ�سرار‬ ‫ُ ْ‬ ‫َ ْ ِ‬ ‫يم�شي على الما ِء و َيم�شي في الهواءِ‬ ‫ْ‬ ‫ْ‬ ‫ِ‬ ‫م�ست�أن�سا بوح�شة ال�صحراء‬ ‫ً‬ ‫َّ‬ ‫ُ‬ ‫َ َ ً ِ‬ ‫و�ضائقا ِب�سع ِة ال�سما ِء‬ ‫َ َّ َ‬ ‫ِّ َّ ِ‬ ‫ُ‬ ‫يدخل في �سم الخياط والبحارِ‬ ‫يبرق �أو يرعد �أو يمطر بالأنوار‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫ك�أ َّنه الطوفان فان‬ ‫ُ ُّ ُ‬ ‫والع�صف والآكان‬ ‫ُ‬ ‫والرب والإن�سان‬ ‫ُّ‬ ‫هو (الحمى والحي) والأح َياء‬ ‫ْ‬ ‫ُّ‬ ‫(عبد ورب �إ َّنه �إثنان)‬ ‫ٌ‬ ‫ٌّ ُ‬ ‫من طين �آدم ومن طين ِته حواء‬ ‫ِ َ‬ ‫ِ ُ‬ ‫ِ‬ ‫تع�شقه الحور ويهوى حوريات الما ِء‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫َّ َّ‬ ‫يردني مني �إلي كلما ا�ستوى‬ ‫ُّ‬ ‫ِّ ٌ‬ ‫على الجودي فلك، وا�ستوى الربان‬ ‫َّ‬ ‫َ ِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫في ركنه الم�صون، فوق عر�شه الو�ضا ِء‬ ‫َّ‬ ‫على الجبين هالة بي�ضاء‬ ‫ِ‬ ‫ٌ‬ ‫ُ‬ ‫يخبر عني ويقولني بال �أ�سماء‬ ‫ُ ِّ‬ ‫ْ َ‬ ‫ترتيل‬ ‫ُ‬ ‫طوووبى لد ووونا ااااا‬ ‫توووو�س طوووووبى ل….. ي‬ ‫دووووونااااااا �إي……ل‬ ‫منيرة القا�ضي‬ ‫52‬ ‫عدد 211‬ ‫5 كانون الأول 7002‬
  • 25.
    ‫فاتحة مر�شيد‬ ‫�شاعرة وطبيبةحائزة على الدكتوراه في الطب �سنة 5891. �صدر لها :«�إيماءات» )2002(، «ورق‬ ‫عا�شق» )3002(، «تعال نمطر» )6002(، «�أي �سواد تخفي يا قو�س قزح»، باللغتين العربية‬ ‫ُ‬ ‫والفرن�سية، الترجمة الفرن�سية لعبد الرحمان طنكول )6002(، «حروف و�ألوان» (حقيبة فنية) عمل‬ ‫م�شترك )6002(، «لحظات ال غير» ، رواية )7002(.‬ ‫ر�شفات‬ ‫�أ�سر‬ ‫لماذا‬ ‫كلما ا�ستهواني المدى‬ ‫ّ ْ‬ ‫َ‬ ‫ي�أ�سرني الج�سد؟‬ ‫ِ ُ‬ ‫كي تحيا‬ ‫كما الموج‬ ‫ُ‬ ‫ينفث‬ ‫ُ‬ ‫�أنفا�سه الأخيرة‬ ‫على الرمل‬ ‫َّ‬ ‫الذي ال يرتوي‬ ‫ُ ّ ٍ‬ ‫�أموت مرات‬ ‫لكي تحيا‬ ‫كي �أحيا‬ ‫�أ�سترق‬ ‫ُ‬ ‫من �شبق‬ ‫َ‬ ‫ِ‬ ‫الزمن المارق‬ ‫ّ‬ ‫رع�شة‬ ‫ً‬ ‫كيما �أموت‬ ‫ُ‬ ‫َّ ِ‬ ‫من ال�سكينة‬ ‫نزيف‬ ‫ُ‬ ‫تنزف‬ ‫الروح‬ ‫ُّ ُ‬ ‫مني‬ ‫ِّ‬ ‫ال �أثر‬ ‫َ‬ ‫لدمائي‬ ‫على‬ ‫القلم‬ ‫ََْ‬ ‫ماء القلب‬ ‫�أهو الظم�أ‬ ‫َ َ َ‬ ‫ُ‬ ‫َيجعل ِني‬ ‫�أرى الماء‬ ‫َ َ‬ ‫حيث ال�سراب؟‬ ‫ُ َّ َ ُ‬ ‫�أم هوِ الحب‬ ‫ْ ُ‬ ‫َّ‬ ‫ٌ‬ ‫بخيل‬ ‫َْ ِ‬ ‫بما ِء القلب؟‬ ‫حب الهث‬ ‫َّ َّ َ‬ ‫لأن حبك‬ ‫الهث كالهروب‬ ‫ٌ‬ ‫ُ‬ ‫ُيالحقني الزمن‬ ‫َّ ُ‬ ‫ب�أح�ضا ِنك‬ ‫حافة فرحي‬ ‫لم َي َتجا�سر الحزن‬ ‫ْ ُ‬ ‫ْ‬ ‫َ ْ‬ ‫َ ْ ِ ٍ‬ ‫على طرق َباب‬ ‫�أنت خلفه‬ ‫َ َ َُ‬ ‫ت�سلق‬ ‫َ ّْ‬ ‫ِ‬ ‫حافة فَرحي‬ ‫َّ َ َ ْ‬ ‫ج�شع‬ ‫ُتطعمه‬ ‫ِ ُُ‬ ‫كرز ال ّثغرِ‬ ‫َ ْ‬ ‫َي�ضطرم‬ ‫ْ َ ُ‬ ‫جوعه‬ ‫ُ ْ ُُ‬ ‫معاودة‬ ‫عاد‬ ‫َ‬ ‫َبعد قَط ْيعةٍ‬ ‫َْ ِ‬ ‫ي�أمر الحب‬ ‫َّ‬ ‫ُُ‬ ‫�أن ُيعاد‬ ‫َ‬ ‫تذعن‬ ‫َ ُ‬ ‫يح�ضن الرماد‬ ‫ُ ُ َّ َ‬ ‫�أجمل اللقاء‬ ‫تهدر ال َّنف�س‬ ‫ِ ُ ْ ُ‬ ‫َ‬ ‫في ا ْن ِتظارِ ِه‬ ‫ْ ُ ّ‬ ‫�أجمل اللقاء‬ ‫ما لي�س ُينتظر‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫�سعدي الكعبي‬ ‫42‬
  • 26.
    ‫وفاء العمراني‬ ‫من مواليد0691 بمدينة الق�صر الكبير ب�شمال المغرب. حا�صلة على �شهادة الإجازة بكلية الآداب‬ ‫والعلوم الإن�سانية بالرباط �سنة 2891 و�شهادة ا�ستكمال الدرو�س من نف�س الكلية �سنة 4891.‬ ‫تعمل �أ�ستاذة بكلية الآداب والعلوم الإن�سانية بالمحمدية. �صدر لها: «الأنخاب»، «�أنين الأعالي»،‬ ‫«فتنة الأقا�صي» و «هيئت لك».‬ ‫بَقايَاي الَّتي �أَتْعبَ ْت ِني‬ ‫َ َ‬ ‫َ‬ ‫ا َّلتي �أ ْتع َب ْتني‬ ‫َ‬ ‫�أَحملها �صخرة‬ ‫ْ ُِ َ ْ ًَ‬ ‫ُ َ ْ َ َ ْ ِ‬ ‫�أ ُنوء بها َتحت �شرنقَات‬ ‫العمرِ‬ ‫ُْ‬ ‫�أُموهها‬ ‫َ ِّ ُ َ‬ ‫َ ْ ُ ُ َ‬ ‫و�أَر ِتق خ ُيوط عز َل ِتها‬ ‫ُْ َ‬ ‫َتكبر َنا�ضحة في مرايا‬ ‫ُُ ِ َ ً‬ ‫َ َ‬ ‫ال َّأيام‬ ‫ِ‬ ‫َترعى فَرح الأ�ش َيا ِء ا َّلتي‬ ‫َْ َ َ ْ‬ ‫غَ ادر ْتني �سريعا‬ ‫َ ً‬ ‫ََ‬ ‫و َلم �أُغَ ادِ‬ ‫رها‬ ‫َْ‬ ‫َ ْ‬ ‫�آخانِ‬ ‫َ َّ ُ‬ ‫َ ي الرحيل‬ ‫و َن�شب حكم َته‬ ‫َ َ َ ِ ْ َ ُ‬ ‫َ ِ‬ ‫في �أ ْنفا�سي‬ ‫�أَظلُّ �أ�صعد فَجر كَ ِلماتي‬ ‫َ ْ َُ ْ َ َ‬ ‫�أَ�س َت ْنبِت ع�شب َنايا ِتها‬ ‫ْ ُ ُ ْ َ َ َ‬ ‫َتخرج خطواتي من �ضو ِء‬ ‫ْ ُ ُ ُ ُ َ ِ ْ َ ْ‬ ‫�شكها‬ ‫َ ِّ َ‬ ‫وتهدر في غَ وري الدروب...‬ ‫ْ َ ٌُّ ُ ُ‬ ‫َ ْ ُ‬ ‫َ ْ ِ ْ ِ ُ ُ َ َ‬ ‫بالـموج �أعجن خبز طرِ يقي‬ ‫َْ ِ‬ ‫َب َيا�ض ِفي الوقت‬ ‫ٌ‬ ‫َب َيا�ض في ال�سرير ِة‬ ‫ٌ‬ ‫َّ َ‬ ‫َب َيا�ض ِفي الأبجد َّيةِ‬ ‫ْ َ ِ‬ ‫ٌ‬ ‫�صودرت الأ ْلَ‬ ‫ُ ِ َ ِ‬ ‫وان عن‬ ‫َ ُ ْ‬ ‫�صوتي البا ِقي‬ ‫َ ْ‬ ‫َ‬ ‫ال مكان‬ ‫َ َ ٌ‬ ‫َ َ ُ َ َ َّ ِ‬ ‫لي رحابة الب�شرية‬ ‫ولون البها ِء‬ ‫َ ْ ُ َ‬ ‫وما ال ُيطال من جدا ِئل‬ ‫ُ ْ َ َ ِ‬ ‫َ‬ ‫ال�سما ِء...‬ ‫َّ َ‬ ‫َبقاياي ا َّلتي �أتَْ‬ ‫عب ْتني‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َترحل بي �إ َلى ذروةٍ‬ ‫ِ‬ ‫ْ َ ُ‬ ‫َْ‬ ‫في الال زمن‬ ‫َّ َ َ ِ‬ ‫َْ ُ ََْ ْ َ ِ‬ ‫َتقدح ورد الأحزان‬ ‫َْ ِ‬ ‫و ُت ْنعم على القلب‬ ‫ِ ُ َ‬ ‫َ ْ ْ َ ِ‬ ‫ِب َن َيا�شين من �أَهوال‬ ‫ميلود بو كر�ش‬ ‫72‬ ‫الوفَا ِء‬ ‫َ‬ ‫ِ‬ ‫�أَ ْن َت�سب �إلَ‬ ‫ُ ْيها‬ ‫َ‬ ‫و�أُخرِ ج من �ضلعِ‬ ‫َ ْ ُ ِ ْ ِ ْي‬ ‫َ‬ ‫الـمك�سورِ‬ ‫َ ْ ُ‬ ‫َ َ‬ ‫غَ ْيمة ُتروي كُ لَّ هذا‬ ‫َ ً َ ِّ‬ ‫اله َباء...‬ ‫َ‬ ‫َ َ ْ‬ ‫ما �شكو ِ‬ ‫َ ْ َ ِ‬ ‫َ اك يا ريح الأعماق‬ ‫الآهلة بالأَعالي؟!‬ ‫ِ ََ‬ ‫َ‬ ‫ِ‬ ‫لك غبطة الكالم‬ ‫ُ َ ِ‬ ‫و ِلي �أن �أ�س ِلمك ظمئي‬ ‫َ‬ ‫ْ ْ َ ِ َ َ‬ ‫و�أَقر َ�أ في وادِ‬ ‫َ ي الحوا�س‬ ‫َ َ ِّ‬ ‫َ َْ‬ ‫معا ِني ال�صحراء...‬ ‫َ َ َ َّ ْ َ‬ ‫َ ْ ُ ِ‬ ‫�ضو�ؤك، بقاياي،‬ ‫َ‬ ‫َ َّ ٌ َّ ٍ َ ُ َ ٍ‬ ‫ح�ضا َنة ِل ُن ُبوة م ْنذورة‬ ‫ْ َ َ َ َ ْ ِ‬ ‫َ َ‬ ‫جعل ْتني �أجمل من الـموت‬ ‫ْ َ ِ‬ ‫و�أ�شهى من رحيق‬ ‫َ ْ َ‬ ‫ا َلحياة‬ ‫َ‬ ‫َتح َّية ِلخ�ضر ِة ِ‬ ‫ِ ً ُ ْ َ الجراح‬ ‫َ ِ‬ ‫ََ‬ ‫على الجبين‬ ‫َ ِ‬ ‫�أُو ِقظ رواء الروح‬ ‫ُ ُ َ َ ُّ ِ‬ ‫و�أعزِ ف، اليوم،‬ ‫َ ْ ُ ََْ‬ ‫ع ْند َلة ال�ص َباح...‬ ‫َ َ َ َّ‬ ‫َبقَاياي ا َّل ِتي �أَ ْتعب ْت ِني و�أنََ‬ ‫ََ َ ا‬ ‫َ َ‬ ‫َْ‬ ‫َن َتوغَّ ل �سوِ ًّيا �إ َلى �أَعلى‬ ‫َ ُ َ‬ ‫َ َ ِ ِ ْ َ َ َ َّ‬ ‫و�أَ ْن�أى من اج ِترارِ هذا الظالَم‬ ‫ِبا ْن ِتظارِ �أَر�ض للقَرارِ‬ ‫َ ْ ٍ ْ َ‬ ‫وق ِليل من فَرح ال�سماء...‬ ‫َ َ ٍ ِ ْ َ ِ َّ َ‬ ‫عدد 211‬ ‫5 كانون الأول 7002‬
  • 27.
    ‫عبد ال�سالم الم�ساوي‬ ‫ُ‬ ‫منمواليد �إقليم تاونات �شمالي المغرب عام 8591. دبلوم الدرا�سات العليا في الأدب العربي‬ ‫الحديث عن ر�سالة بعنوان: «البنيات الدالة في �شعر �أمل دنقل»، دكتوراه الدولة في الأدب‬ ‫العربي المعا�صر �سنة 3002، عن �أطروحة بعنوان: «الموت في ال�شعر العربي المعا�صر».‬ ‫�صدر له: «خطاب �إلى قريتي»، �شعر )6891(، «البنيات الدالة في �شعر �أمل دنقل»، درا�سة‬ ‫)4991(، «�سقوف المجاز»، �شعر )9991(، «عناكب من دم المكان»، �سرد )1002(، «ع�صافير‬ ‫الو�شاية»، �شعر )3002(، «�إيقاعات ملونة»، قراءات في ال�شعر المغربي المعا�صر )6002(.‬ ‫هذا جناه ال�شعر علي...‬ ‫َ ُ ِّ ْ ُ َ َّ‬ ‫حرري الأخ�ضر‬ ‫ْ َ‬ ‫ِّ‬ ‫ُ ِ‬ ‫من فُ�صولك‬ ‫وا ْتركي الربيع َْي�أتي‬ ‫َّ‬ ‫و�ساعديني كي �أرفَع‬ ‫ْ َ‬ ‫َ‬ ‫ِ َّ َ ً‬ ‫هذه ال�سماء قليال‬ ‫فَوق �سمائي‬ ‫ْ َ‬ ‫وفوق غُ ُيوم ذَكّ ر ْتني‬ ‫ْ‬ ‫ب�أن عينيك بحار‬ ‫ٌ‬ ‫ّ َ ْ‬ ‫َ ُ َ ٍ‬ ‫و�أ ّني مح�ض خيال‬ ‫َ ْ َ َ‬ ‫تائه عن مزارك..‬ ‫هلْ ك ْنت واقعيا ع ْندما دعو ُتك‬ ‫ً‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫لإعادة الدم‬ ‫َّ ِ‬ ‫�إلى �صخرته‬ ‫َ ْ‬ ‫والر�أ�س المقطُ‬ ‫ْ وعة‬ ‫َ‬ ‫�إلى ج َّثتها الهاربة‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫والقَلب ا ْلخا�شع‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫�إلى �صدر ال َّنزوات؟!‬ ‫َ ْ‬ ‫وكَ م َيكفي لِ‬ ‫ن ْن�سى‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫�أن الحب في المتاحف �صالة‬ ‫َ ِ ِ َ ٌ‬ ‫ّ ُ َّ‬ ‫و�أن التاريخ الذي ا�شتر ْينا‬ ‫َّ‬ ‫َ‬ ‫ْ َ‬ ‫كان �أ�ضغاث �أفْكار‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫في كَ ف ال�صائغ المغمور‬ ‫ّ َّ‬ ‫َُْ‬ ‫فَحرري الأَخ�ضر‬ ‫ْ ْ َ َ‬ ‫ّ‬ ‫واجلدي �صدري ب�أُغْ نية فار�سية‬ ‫َ ْ‬ ‫َ ْ‬ ‫ّ‬ ‫كَ ي �أَم�شي في �شوارع دم�شق حافيا‬ ‫ً‬ ‫َ ِ َ ْ َ‬ ‫ْ ْ‬ ‫في جنازةٍ‬ ‫�أبدية‬ ‫َ‬ ‫َ َّ‬ ‫هلْ َتك ُتبين الآن على �شاهدتي:‬ ‫َ ْ َ َ‬ ‫َ‬ ‫هذا جناه عليه ال�شعر‬ ‫َ ُ ِ ِّ ُ‬ ‫َ َ ٍ‬ ‫وما جنى علي �أحد‬ ‫َ َ َّ‬ ‫�أو َت�شربين قَهوة ا ْلغفرانِ‬ ‫ْ َ َ ْ َ ُْ‬ ‫في باحة من كلمات؟‬ ‫َ ٍ ْ َ‬ ‫ُ‬ ‫ها َنحن الآن َن�ستدرك ما فات‬ ‫َ‬ ‫ْ ُ‬ ‫ْ ْ َ ْ َ‬ ‫من َن ْب�ض َلم ُي�ؤمن بمن �أيقظه‬ ‫ِ‬ ‫ُ‬ ‫من غَ فوةٍ‬ ‫ْ ْ فادحة‬ ‫َ‬ ‫وها َنحن ندرب الأَ‬ ‫ْ ُ ِّ ُ ْ �صابع‬ ‫َ َ‬ ‫َ‬ ‫على ر�سم الم�س َتحيل‬ ‫َ َ ْ ِ ُ‬ ‫ففي ال�سياق قَمر َيعتلي �صهوة ال�سماء‬ ‫َ ْ َ‬ ‫ّ ِ َ ٌ ْ‬ ‫ّ‬ ‫َ َ ِ‬ ‫الّتي: هلْ ُت�ساعدي َنني على رفْعها‬ ‫فَوق هوا ٍء �ض َّيعني؟‬ ‫َ‬ ‫ْ َ َ‬ ‫وفي ال�سياق وجهك المال ِئكي‬ ‫َ ْ ُ‬ ‫َ‬ ‫ِّ‬ ‫عبثا ُيقر ُئني ما َتي�سر‬ ‫َ ً ْ‬ ‫َّ‬ ‫من مجد ا ْلخ�صلتين‬ ‫ِ ْ َ ْ ِ ُ ْ ْ‬ ‫َّ ْ ُ ِ‬ ‫وما َتعلمت �سوى �أن الفار�سية التي‬ ‫َّ‬ ‫َّ َ‬ ‫َ‬ ‫َبكت‬ ‫ْ‬ ‫قَد �أَ�ضاءت عا�صفة من العط�ش‬ ‫ً َ َ ِ‬ ‫ْ َ‬ ‫ْ َ َّ ُ َّ ِ‬ ‫َتحت القُب ِة المذه َبة‬ ‫َّ ْ‬ ‫الآن يم�شي الحبر في ال�سطر‬ ‫َ ْ‬ ‫ُْ‬ ‫وال َيم�شي ا ْلكالم‬ ‫ْ ْ َ ُ‬ ‫ْ َ ْ ُ‬ ‫اَلآن َتر َتبك ا ْلقَ�صيدة‬ ‫َُ‬ ‫في �أَوج َن�شوتها‬ ‫ْ ِ ْ َ‬ ‫ُ‬ ‫كَ ي َتكوني َلها قَا ِفية‬ ‫ً‬ ‫ْ‬ ‫ْ‬ ‫َ َ ُ َ‬ ‫و�أكون ا ْلحطام‬ ‫َ َّ ْ ِ‬ ‫�أنا الغريب ا َّلذي َتوهمت‬ ‫َ ُ‬ ‫ومن �أَعطى لل َّتماثيل مالمحه‬ ‫َ َ ُ‬ ‫ََ ْ ْ‬ ‫و�أف َتى:‬ ‫َ ْ‬ ‫ب�أن الطريق ُنقطة‬ ‫َّ ّ َ ْ َ ٌ‬ ‫وا ْلخطو م�سافَة‬ ‫َ َ ْ َ َ‬ ‫وا ْلع�شق رحابة‬ ‫َ َ ٌَ‬ ‫َ‬ ‫وا ْلعمر �سحابة‬ ‫َ َُْ َ َ َ‬ ‫فَحرري الأَخ�ضر‬ ‫ْ ْ َ َ‬ ‫َ ِّ‬ ‫َ ِ‬ ‫كَ ي �أَ�صير َب�صيراً بع ْي َن ْي ِ‬ ‫َ ك‬ ‫ْ‬ ‫وا ْتركي الربيع َي�أْتي‬ ‫َّ َ‬ ‫َ ُ‬ ‫ِ ْ َ ْ ُ ْ َ‬ ‫من مجد خ�صل َت ْيك‬ ‫ٍََْ‬ ‫�إ َلى قلعة‬ ‫�أكون بها �ص َنما‬ ‫َ ً‬ ‫ُ‬ ‫وتكونين ا ْلعذْ راء..‬ ‫َ‬ ‫َ َ‬ ‫ما غيرت ال�صور �شخو�صها‬ ‫َّ ِ ُّ ُ ُ ُ‬ ‫َ‬ ‫ذلك ا ْلم�ساء‬ ‫َ َ‬ ‫َّ‬ ‫ع ْندما َتمزق َنعلي في الطريق‬ ‫َ َ َّ ْ‬ ‫ف�أدركني �شيخ المحبة‬ ‫َ ْ‬ ‫ُ َ َّ‬ ‫وما كُ ْنت �أدري ب�أني‬ ‫ِّ‬ ‫ُ ْ‬ ‫َ‬ ‫�أَ�سير �إلى ج ْنب الحريق..‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫و�أنا الغريب الذي َتوهم ِ‬ ‫َّ ْ ت‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫�أنا من عرى دمه‬ ‫َ ْ َ َّ َ َ ُ‬ ‫في مقام ال َّنهاو ْند‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ف�أع َتق كمانا من ذَبح و�شيك‬ ‫َ ْ َ َ ً‬ ‫ٍْ َ‬ ‫َتعالي َنقت�سم �سلة الخ ِ‬ ‫ْ ْ ْ َ ّ َ ريف‬ ‫ٍ‬ ‫فالربيع �آت مفعما بالرغَ بات!!‬ ‫ً َّ‬ ‫َّ‬ ‫يحيى التركي‬ ‫62‬
  • 28.
    ‫محمد الميموني‬ ‫ولد بمدينة�شف�شاون المغرب �سنة 6391. عمل �أ�ستاذا في التعليم الثانوي بمدينة طنجة من‬ ‫ُ‬ ‫6691 �إلى 2791, ثم مديرا ً للثانوية في مدينة تطوان. االعمال ال�شعرية المن�شورة «�آخر �أعوام‬ ‫العقم» )4791(، «الحلم في زمن الوهم» )2991(، «طريق النهر» )5991(، «�شجر خفي الظل»‬ ‫)9991(، «الأعمال ال�شعرية الكاملة» )2002(. وله كتب �أخرى في النقد الأدبي والترجمة.‬ ‫�شجرة مهجورة‬ ‫الألم‬ ‫�صالة وخ�شوع طيـبان‬ ‫َ ٌ‬ ‫ِّ‬ ‫وال جـدوى‬ ‫َ‬ ‫و�أنت المتفرج البعيد‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫ِّ ُ‬ ‫والمهرج المعزولُ‬ ‫ِّ‬ ‫وال�شجرة المن�سية المهجورة‬ ‫ُ‬ ‫َّ ُ‬ ‫ُ‬ ‫ِ َ ٍ‬ ‫بال ظـلّ مهيب‬ ‫�أو طيورٍ �أو ثمار‬ ‫ْ‬ ‫ْ ْ َ‬ ‫�أ َّنى لها �أن تعرف البوح‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫و�أن تقترف الخطيئة‬ ‫ْ ِ‬ ‫ولم تـملْ �أغ�صانـها‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫�أو ترتع�ش �أوراقـها‬ ‫ْ‬ ‫ُ‬ ‫ََ ِ‬ ‫من �شـغـب الطير‬ ‫ْ‬ ‫ِ‬ ‫ومن ج�سارة الرياح.‬ ‫ْ‬ ‫ٍ‬ ‫واحتجزوا �أمهات بال نفـ�س‬ ‫َ‬ ‫ِ ٍ‬ ‫ووجوها بال �سـمة‬ ‫ِ‬ ‫و�صبايا على عـتـبات الحداد.‬ ‫َ‬ ‫و�ضعوه �أماما‬ ‫ً‬ ‫ُ‬ ‫َ ِ‬ ‫ولم َيعرفوا الطفل فيه‬ ‫ْ‬ ‫الذي كان َيع�شق جارتـه‬ ‫َ‬ ‫ُ َ َُ‬ ‫ويكاب ِـر في خـيال ٍء عفيف.‬ ‫ُ َ‬ ‫ُ‬ ‫الألم �إقليم قا�س �ضيق‬ ‫ٌ ٍ‬ ‫ٌ‬ ‫ُ‬ ‫َبعيد ومجاور‬ ‫ٌ ُ‬ ‫ٌ‬ ‫ِ‬ ‫مـ ْن�سي ب�سـكا ِنه.‬ ‫َ ٌّ ُ‬ ‫�إلى متى �أُ ِ‬ ‫�شيح عنه‬ ‫ُ ُ‬ ‫و�أنا المـتاخم‬ ‫ُ‬ ‫ْ‬ ‫ٍ‬ ‫ول�ست في منجاة‬ ‫ُ‬ ‫مهما كان ال�سد عاليا‬ ‫ً‬ ‫َ‬ ‫ُّ‬ ‫ْ‬ ‫والنوافذ عمياء.‬ ‫ُ‬ ‫ٌ َ ٌّ‬ ‫الألم رفيق فـظ ناعم‬ ‫ُ‬ ‫ْ‬ ‫ِ‬ ‫مـواز لأنفا�س هذا الج�سد‬ ‫ِ‬ ‫ُ‬ ‫ِ‬ ‫المفتون بالحياة‬ ‫ِ ُ ِ‬ ‫ِ‬ ‫وراعي موت الج�سد المزامـن.‬ ‫اختراع‬ ‫ْ َ‬ ‫�أنا مثــلك حائر مرتاب‬ ‫ٌ ُ ٌ‬ ‫ُ َ‬ ‫تنال مني مثلما تنال منك‬ ‫ُ ِّ‬ ‫«الكـ ْيف» و«المتـى» و«الأين»‬ ‫َ َ‬ ‫َ‬ ‫َ َ‬ ‫دونما ُبرهان‬ ‫ْ‬ ‫لعـلني �أراك الآن عاريا‬ ‫ً‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫كما تراني عاريا‬ ‫ً‬ ‫في �ساحة الغبار .‬ ‫ِ ُ ْ‬ ‫فما جدوى «الكــيف» و«الأين» و‬ ‫َْ َ‬ ‫َْ‬ ‫«المتى»‬ ‫َ‬ ‫�إذا كنا معا‬ ‫ً‬ ‫ُ ِْ‬ ‫جزءاً من حـزن هذا العالم.‬ ‫َ‬ ‫فاختـر لي ا�سما تـر�ضاه‬ ‫ْ ً َْ ُ‬ ‫َْ‬ ‫ْ‬ ‫�أما �أنا فاخترت �أن �أخترعك‬ ‫ُ ْ‬ ‫بعيداً عن م َتاه ِة الأ�سماء.‬ ‫ْ َ َ‬ ‫ْ َ‬ ‫الألم حزين وم�سا ِلم‬ ‫ُ َ ٌ ُ‬ ‫ٌ‬ ‫و�صامت قـربا ِني‬ ‫ٌ ُْ ّ ٌ‬ ‫لـدى قـد�س الأقـدا�س‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫ومدنـ�س الدنا�س.‬ ‫أ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫َّ‬ ‫بطل‬ ‫َبـطال تـوجوه‬ ‫َ َّ ُ‬ ‫وقالوا له‬ ‫ُ‬ ‫ُ َ َّ َ‬ ‫�سـر �أماما وقاتل عدوك‬ ‫ً‬ ‫ِ ْ‬ ‫حتى تـموتا معا‬ ‫ً‬ ‫َ‬ ‫ِ‬ ‫نـ�صبوه �أمام ِقـناعه‬ ‫َ َ ُ َ‬ ‫ٍ‬ ‫وجها لوجه‬ ‫ً‬ ‫ُ ُ ِ‬ ‫ِ‬ ‫على جـرف الموت‬ ‫واحتجبوا با ل�شعار‬ ‫ْ‬ ‫خطفوا قُـبلة من فم امر�أةٍ‬ ‫ِ‬ ‫ً‬ ‫تت�أهب للموت �أو ِ‬ ‫ُ َ ْ ِ للحداد‬ ‫َ ْ‬ ‫وقالوا له‬ ‫ُ‬ ‫َّ َ‬ ‫�سر �أماما وقاتلْ عدوك حتى تموتا معا‬ ‫ً‬ ‫ْ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫واحتفوا بالن�شيد الرتيب‬ ‫وبالعـلم المت�آكل‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫فاتح مدر�س‬ ‫ّ‬ ‫92‬ ‫عدد 211‬ ‫5 كانون الأول 7002‬
  • 29.
    ‫جمال المو�ساوي‬ ‫مواليد 0791.�إجازة في العلوم االقت�صادية الرباط 5991. له مجموعة �شعرية بعنوان «كتاب‬ ‫الظل» )1002(. حاز على جائزة بيت ال�شعر بالمغرب لأف�ضل �أول مجموعة �شعرية عن «كتاب‬ ‫الظل» )2002(.‬ ‫انخطاف‬ ‫ٍ‬ ‫دو َنما خوف‬ ‫ُ‬ ‫تت�آكل الفكرة بين �أ�صابع ِ الكف‬ ‫ِّ‬ ‫ُ َ‬ ‫الواحدة.‬ ‫ْ ٍ‬ ‫بينما �أرجوحة تهتف بي من بعيد.‬ ‫ٌ‬ ‫ُ ْ‬ ‫الأرجوحة ذا ُتها‬ ‫ُ‬ ‫ت�سكن في قلبي دائماً.‬ ‫ُ ْ ْ‬ ‫كَ ما لو �أني‬ ‫َ‬ ‫�أتنف�س في غورٍ �سحيقٍ م�سافة �أخرى.‬ ‫َّ‬ ‫ً‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫كما لو �أن دمي ُيعيد ِني �إلى الغروب‬ ‫ُ ُ‬ ‫َّ َ ْ‬ ‫منفرداً ِبخطوات م�ؤلمة، ِب�صالة �آهلةٍ‬ ‫َ َ ٍ ُ ٍ َ ٍ‬ ‫ُ‬ ‫َ ٍ‬ ‫ِ ٍ ِ‬ ‫ِبالكالم. و ِبوردة َت�سيح على �س َياج من‬ ‫ِ‬ ‫ْ‬ ‫ُ‬ ‫َبها ٍء.‬ ‫َ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫لو �أثير الآن، في هذه ال�صورة،‬ ‫ُ َ‬ ‫وجه امر�أة ُتلوح بِ‬ ‫َ َ ْ َ ٍ ِّ ُ ع ْي َنيِها �إلى �شم�س‬ ‫َ ْ ِ‬ ‫َ َ‬ ‫َ ِ‬ ‫الخرِ ْيف‬ ‫لو �أ�ستطيع محو اللغة المع ِتمة‬ ‫ُ َ ْ َ ِ ُْ ََ‬ ‫ُ َ ِ َ ْ ِ‬ ‫الحت�ضنت ع َتبات الخوف‬ ‫ولأ�شعلت لي ج�سداً من ح ِن ْين ومن‬ ‫ْ َ ِ‬ ‫ُ‬ ‫ْ‬ ‫َ َ‬ ‫َبها ٍء.‬ ‫َ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫غير �أن الفكرةَ، في هذه اللحظة،‬ ‫َ َّ‬ ‫احتفلت بي‬ ‫ْ‬ ‫والعالم‬ ‫ُ‬ ‫ٌ‬ ‫خراب م�سرف في ال�سهوِ :‬ ‫َّ ْ‬ ‫ٌ ُ‬ ‫�أين‬ ‫َ‬ ‫ُتقيم �أيها ال�ضوء؟‬ ‫ُ ُّ‬ ‫َّ ُ‬ ‫كلما �أو�صد القلب َبابه‬ ‫َ‬ ‫ُ َُ‬ ‫َّ َ‬ ‫واعدني ال�شفق.‬ ‫َّ َ ُ‬ ‫كلما واعد ِني ال�شفق‬ ‫َّ َ َ َ‬ ‫َّ َ ُ‬ ‫ارتقيت الفجوة التي َتعود بي‬ ‫ُ ْ‬ ‫ُ َ ْ ََ ْ‬ ‫�إلى‬ ‫حيث‬ ‫ُ‬ ‫ال �أرى.‬ ‫ْ‬ ‫وكلما ارتقيت كً اْن الموت �صدِ‬ ‫َّ‬ ‫ُ َ َ ْ ُ َ يقي‬ ‫الفرد.‬ ‫َْ‬ ‫هكذا �آخيت الم�ساء‬ ‫ُ َ َ َ‬ ‫ِ ُِ َِ‬ ‫لأُن�صت للحيوانات المق ْيمة على �شفا‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ٍَ‬ ‫َل ْيلة‬ ‫َّ ِ ِ‬ ‫لأكتب عن ال�صاعد ْين �إلي من الفجرِ‬ ‫َ ْ‬ ‫َ‬ ‫َ َّ‬ ‫َ‬ ‫لأقول‬ ‫َثمة حلم مع ِتم في ال�سرِ ْيرِ ِة‬ ‫َّ َ ٌ ُ ْ ٌ‬ ‫َّ‬ ‫ِ‬ ‫يرتب �أ�شالءه في انخطاف الع ْين‬ ‫َ ِ‬ ‫َُ‬ ‫ِّ ُ‬ ‫في �صحرا ِء الأبدية. و َيحلم‬ ‫َّ ِ َ ْ ُ ُ‬ ‫ْ َ ْ َ‬ ‫بجحيم وافرٍ .‬ ‫ٍ‬ ‫ِ‬ ‫باللعنة.‬ ‫ٍ‬ ‫ُ‬ ‫وبكلمات َيقول �إ ًَّنها متمردة‬ ‫ُ ِّ ٌ‬ ‫على ال�شكل‬ ‫ِ‬ ‫و�أي�ضا على الجوهرٍ الم�سيج بالغ َبارِ ،‬ ‫ً‬ ‫ِّ ِ ُ‬ ‫ِ‬ ‫�أو في ان�سحاب ال َّنورِ .‬ ‫ذاكرة ال�شاعر الأنيق‬ ‫ُ ِ‬ ‫ِّ‬ ‫يحلم بريح من ال�شك تزحف �إليه‬ ‫ُ ٍ ْ‬ ‫ُ ََ َ َِ‬ ‫و َيت�ساءل مع الغ ْيمة التي تغ�سل دمه‬ ‫ُ ََُ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫كلَّ فَجرٍ‬ ‫ْ‬ ‫عن �سر ِه‬ ‫ْ ِّ‬ ‫عن مكمن ال�سهوِ الذي ال يبرحه.‬ ‫ُ ُ‬ ‫ْ َ ْ َ ِ َّ ْ‬ ‫و�أحيانا ين�سج مع الموت و�ش ْيجة قُربى‬ ‫ً‬ ‫ُ ََ َ ْ ِ َ ِ َ َ ْ‬ ‫كي َي ْن�سى جح ْيمه‬ ‫ْ َ ْ َ ِ َُ‬ ‫ِ‬ ‫وي�سرح في العالم م ِل َيئا بالعزلة.‬ ‫َ ْ َ ِ َ ً‬ ‫�إلى محمود دروي�ش‬ ‫�شكراً‬ ‫ُ‬ ‫ٍ‬ ‫ِ‬ ‫لغيمة في و�ضح الذَّ اكرة‬ ‫ِ‬ ‫ُّ َ َ َّ ِ‬ ‫تعد َنف�سها للطرِ ْيق.‬ ‫المر�آة‬ ‫ُ‬ ‫مطف�أة‬ ‫ٌ‬ ‫ال تقول له �شيئا‬ ‫ُ ُ ً‬ ‫ٍ‬ ‫ُّ ِ‬ ‫عن وجه َيرقى في الظلمات‬ ‫ْ‬ ‫ْ‬ ‫ِ ُ َ ِ‬ ‫عن �سفَرِ العمرِ في الج�سد الم ْتعب‬ ‫ْ َ‬ ‫ُْ‬ ‫عن خ�سارات ج�سورة ما ف ِت َئت‬ ‫ْ َ َ ٍ َ ُ ْ ٍ َ َ‬ ‫ْ‬ ‫َِِ‬ ‫تن�شب �أوجاعها في دمه…‬ ‫ُ‬ ‫َ َ ْ‬ ‫كان َله‬ ‫َ ُ‬ ‫�سرب �أحالم ملونة وخفايا‬ ‫ُ‬ ‫ٍ ُ َّ ٍ َ َ َ َ‬ ‫ال ُتدركُ ها عين. كان َله ج َّنة قاب‬ ‫َ ُ ٌ َ‬ ‫َ ٌ‬ ‫الف ْي�ض‬ ‫َ ِ‬ ‫ُت�ؤتي َنع ْيمها. كان َله �أي�ضا مدارات‬ ‫َ ُ ْ َ ً ََ ٌ‬ ‫ِ َ‬ ‫ُت�شبه ما ال ي َّت�سع القلب َله من فَرح.‬ ‫ُ‬ ‫ُ ُ ْ َ ٍ‬ ‫ُ‬ ‫كان َله…‬ ‫َ ُ‬ ‫كان َله…‬ ‫َ ُ‬ ‫�أن ُيح�شد �أ�سئلة‬ ‫ِّ َ ْ ً‬ ‫ْ‬ ‫�أن َيمدح َنف�سه في حذرٍ من الآخرين‬ ‫ْ ْ َ َ ْ َ ُ‬ ‫َ‬ ‫َّ ٍ ْ ْ َ ٍ‬ ‫خوف �أن يخطفوا حمامات من �أجوبة‬ ‫َ ْ‬ ‫لم يعرفْها �أبداً. عن وجود َنا ِق�ص‬ ‫ْ ُ ُ ٍ ْ ٍ‬ ‫ْ َ َ ِ َ ُ َ ٍ‬ ‫وعن هواْج�س مبهمة‬ ‫عن مرف�إٍ من ح ِن ْين‬ ‫َ ٍ‬ ‫ْ‬ ‫َله �سحر،‬ ‫ُ‬ ‫ٌ‬ ‫ْ َ َ ٍ ِ ٍ‬ ‫عن حدث َبع ْيد‬ ‫ُ‬ ‫حيث ت�شتبك الحوا�س من‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫ِ ٍَ‬ ‫�أجل غَ ْيمة من ال�ضو ِء.‬ ‫َّ ْ‬ ‫ٍ‬ ‫عن ظنون كَ ثيرة من �أجل �أن‬ ‫ٍ ْ ِ ْ‬ ‫ْ‬ ‫ُ َ َ َ ِ‬ ‫يفتح العقل �س َتائر الغ ْيب‬ ‫َ‬ ‫َ ُ ِّ ٍ‬ ‫عن �سرِ يرِ لأفْكارٍ مدمرة‬ ‫ْ َ‬ ‫ٍ ُ َّ ٍ‬ ‫ِ‬ ‫عن �أحالم ملبدة ب�أجرا�س ال ُّنبوءة،‬ ‫ِ‬ ‫ْ‬ ‫�أجرا�س ع ْنها قَلب ال�شاعرِ َيفِ‬ ‫ُ َّ ِ‬ ‫ْي�ض‬ ‫ُ‬ ‫ٍ َ َ‬ ‫�سمير خداج‬ ‫ّ‬ ‫82‬
  • 30.
    ‫ح�سن نجمي‬ ‫من مواليدمار�س 0691 بمدينة ابن احمد (اقليم �سطات). حا�صل على الدكتوراه في الآداب.‬ ‫�صدر له: «لك الإمارة �أيتها الخزامى» )2891(، «�سقط �سهوا» )0991(، «الرياح البنية» )3991(،‬ ‫بالإ�شتراك مع الفنان محمد القا�سمي، «حياة �صغيرة» )5991(، «الحجاب»، رواية )6991(، «النا�س‬ ‫وال�سلطة»، (مقاالت، طنجة 7991)، «م�سار فكر» (حوار – �سيرة ذاتية مع المهدي المنجرة، مراك�ش‬ ‫7991–بالإ�شتراك مع محمد بهجاجي)، «الكالم المباح» (حوار–�سيرة ذاتية مع �أحمد ف�ؤاد نجم،‬ ‫7891)، «ال�شاعر والتجربة» (ن�صو�ص نقدية، 9991)، «�شعرية الف�ضاء» (درا�سة نقدية 0002)،‬ ‫«�شعرية الأنقا�ض» )3002(، «الم�ستحمات» )2002(، «�أبدية �صغيرة» )2002(، «على انفراد» )6002(.‬ ‫�أبي‬ ‫ِ‬ ‫من كَ ْثرة ما �صاحب الأر�ض ــ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫ُُ ً‬ ‫�صار جلبابه تال من غُ بار.‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫لك ْثرةِ‬ ‫َ ما َتراكَ م غُ َباْره ــ‬ ‫َ َ َ ُُ‬ ‫�أ�صبح ُتراباً.‬ ‫َ‬ ‫..............‬ ‫ْ ِ‬ ‫وعاد �إلى �أ�ص ِله.‬ ‫َ َ َ ْ‬ ‫ال�شهيد‬ ‫�أخذناه من ال�شم�س و�أ�ض�أناه.‬ ‫َّ ِ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫وغط�سنا ج ْثما َنه في قَو�س قَزح.‬ ‫ْ ِ‬ ‫َّ ْ ُ َ ُ‬ ‫َ‬ ‫وحين لم َنعثر َله على قَبرٍ‬ ‫َ َ ْ ْ ُ‬ ‫ْ‬ ‫ِ‬ ‫َتركناه يزين المل�صقات.‬ ‫َ ُ‬ ‫َّ ُ َ َ ِ ِ َ َ ْ ُ‬ ‫وقَعد َنا نتفرج عل ْيه م ْثل معطوبي‬ ‫َ َْ‬ ‫ْ‬ ‫َ ٍ‬ ‫حرب.‬ ‫ح�سن نجمي‬ ‫مروح ُتك معطلة ــ‬ ‫ْ َ َ َ ُ َّ ٌ‬ ‫ِّ ُ َ َ‬ ‫كيف ُنحرك َيد ْيك؟‬ ‫َ‬ ‫�أكملْ هذا ال�صمت في الرحاْب؟‬ ‫َ‬ ‫ِّ َ‬ ‫�أكلُّ هذه اال�ستطاالت لنفقٍ واحدٍ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫؟‬ ‫لعلَّ روحك مغلقة؟‬ ‫ُ َ ُْ ٌ‬ ‫................‬ ‫................‬ ‫�أُوه. دع الباب مفتوحا‬ ‫َ َ َ ً‬ ‫ْ ِ‬ ‫ِ‬ ‫َ‬ ‫�أنظر عم ْيقا في �س َتار ال َّنا ِفذة.‬ ‫ْ َِ ً‬ ‫�سامية حلبي‬ ‫13‬ ‫عدد 211‬ ‫5 كانون الأول 7002‬
  • 31.
    ‫مالكة العا�صمي‬ ‫ولدت بمدينةمراك�ش �سنة 6491. ح�صلت على الإجازة في الأدب العربي وعلى �شهادة الدرا�سات‬ ‫الأدبية واللغوية المقارنة. كما ح�صلت على دبلوم الدرا�سات العليا �سنة 7891 من كلية الآداب‬ ‫والعلوم الإن�سانية بالرباط. من �إ�صدارتها ال�شعرية: «كتابات خارج الأ�سوار» )8991(، «�أ�صوات‬ ‫حنجرة ميتة» )9891(، «�شيء له �أ�سماء» )7991(.‬ ‫�إبداع‬ ‫�أخلع في الليل‬ ‫ِ‬ ‫ُ‬ ‫ِ‬ ‫عذاري‬ ‫و�أفتح �شم�سي‬ ‫ُ‬ ‫كاملة‬ ‫ً‬ ‫ويجن جنوني‬ ‫ُّ ُ‬ ‫ي�سكنني‬ ‫وهج‬ ‫ٌ‬ ‫�أرعن‬ ‫ٌ‬ ‫�أتموج‬ ‫َّ ُ‬ ‫كالبحرِ المتالطم‬ ‫ِ‬ ‫َ ْ ُ‬ ‫عند المد‬ ‫َ ِّ‬ ‫وتتالحق �أنوائي‬ ‫ُ‬ ‫عارمة‬ ‫ً‬ ‫وي�شع�شع ُنوري‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫�أت�ألّق‬ ‫ُ‬ ‫ِ‬ ‫كالبرق الراك�ض‬ ‫ِ‬ ‫ِ َ َِ‬ ‫من خلف الغ ْيمة‬ ‫ْ‬ ‫�أتوهج‬ ‫َّ ُ‬ ‫كالم�شكاةِ‬ ‫بنورِ اهلل‬ ‫و�أمعن في غيي‬ ‫ُ‬ ‫ِّ‬ ‫�أتربع‬ ‫َّ ُ‬ ‫�س َّيدة ال ْإبداْع‬ ‫َ ََ َ ِ‬ ‫على َنهد ال َّنجمةِ‬ ‫ِ ْ َ‬ ‫يكتمل جنوني وفُنوني‬ ‫ُ ُ‬ ‫يز�أر‬ ‫ُ‬ ‫في �أرجائي،‬ ‫�أقبيتي‬ ‫ِ‬ ‫�سلطان الغابة‬ ‫ُ‬ ‫يز�أر‬ ‫ُ‬ ‫�أ�سدي‬ ‫َ ِ ْ‬ ‫ْ َ ٍ‬ ‫من و َله بال َّنجم الأحمرِ‬ ‫ْ ِ ْ َ‬ ‫يخترق الآفــــاق ….‬ ‫ُ‬ ‫�سمير ال�صايغ‬ ‫03‬
  • 32.