SlideShare a Scribd company logo
1 of 118
Download to read offline
‫أحزنك‬ ‫الذي‬ ‫هذا‬
‫سعيدا‬ ‫وكن‬ ‫منه‬ ‫ص‬ّ‫ل‬‫تخ‬
‫تصميم‬ ‫و‬ ‫تأليف‬
‫المهندس‬
/
‫باناجه‬ ‫موسى‬
‫نسخة‬
‫إهداء‬ ‫مجانية‬ ‫الكترونية‬
‫المؤلف‬ ‫من‬
‫لك‬ ‫رسالتي‬
‫ال‬
‫يمكن‬
‫ألي‬
‫شيء‬
‫أن‬
‫يعيق‬
،‫مسيرتك‬
‫أو‬
‫يجعلك‬
‫أسي‬
‫را‬
‫لقيوده‬
‫بشكل‬
،‫دائم‬
‫لكن‬
‫أنت‬
‫فقط‬
‫الوحيد‬
‫القادر‬
‫على‬
‫إعاقة‬
‫نفسك‬
‫و‬
‫حياتك‬
‫بشكل‬
‫دائم‬
‫من‬
‫خالل‬
،‫استسالمك‬
‫و‬
‫أف‬
‫كارك‬
‫السلبية‬
.
‫قد‬
‫تقول‬
‫لي‬
‫بأن‬
‫المرض‬
‫أو‬
‫الفقر‬
‫أو‬
‫الحبس‬
‫أو‬
‫الظرو‬
‫ف‬
،‫المحيطة‬
‫هي‬
‫العائق‬
‫األكبر‬
‫للتقدم‬
‫نحو‬
،‫األمام‬
‫ولكن‬
‫في‬
،‫الحقيقة‬
‫قناعاتك‬
‫السلبية‬
‫وسيطرتها‬
‫على‬
‫عقلك‬
‫ه‬
‫ي‬
‫أكبر‬
‫عائق‬
‫لتقدمك‬
‫نحو‬
‫األمام‬
.
‫ر‬ّ‫ي‬‫غ‬
‫من‬
،‫أفكارك‬
‫و‬
‫بالتالي‬
‫ستتغير‬
‫مشاعرك؛‬
‫عنده‬
‫ا‬
‫ستتغير‬
‫قناعاتك‬
‫فتتغير‬
‫حياتك‬
‫ويتغير‬
‫ما‬
‫حول‬
‫ك‬
.
‫أخوك‬
/
‫باناجه‬ ‫موسى‬
10/04/2020
‫الذات‬ ‫لتطوير‬ ‫والدجاج‬ ‫الصقور‬ ‫سلسلة‬
-
‫اإللكت‬ ‫الكتيبات‬
‫رونية‬
‫للمؤلف‬ ‫محفوظة‬ ‫الحقوق‬ ‫جميع‬
©
2009
-
2020
،
‫ويسمح‬
‫أن‬ ‫شخص‬ ‫ألي‬
‫الكترون‬ ‫محتوياته‬ ‫من‬ ‫أجزاء‬ ‫كتابة‬ ‫أو‬ ‫صفحاته‬ ‫بعض‬ ‫بتصوير‬ ‫يقوم‬
‫مواقع‬ ‫في‬ ً‫ا‬‫ي‬
‫ون‬ ‫االلكترونية‬ ‫النسخة‬ ‫توزيع‬ ‫أو‬ ،‫المصدر‬ ‫ذكر‬ ‫مع‬ ‫االجتماعي‬ ‫التواصل‬
‫شرها‬
‫تعالى‬ ‫هللا‬ ‫لوجه‬
.
‫مالحظة‬
‫يجب‬ ،‫موضوع‬ ‫أي‬ ‫على‬ ‫تعليق‬ ‫أو‬ ‫نقد‬ ‫بأي‬ ‫تقوم‬ ‫أن‬ ‫قبل‬
‫أوال‬
‫الكتاب‬ ‫كامل‬ ‫قراءة‬
‫م‬ِ‫ـــــفه‬ُ‫ت‬ ‫أن‬ ‫قبل‬ ‫ــــهم؛‬ْ‫ف‬َ‫ت‬ ‫لكي‬
.
•
‫إهداء‬
6
•
‫قالوا؟‬ ‫ماذا‬
12
•
‫الكتاب؟‬ ‫هذا‬ ‫مضمون‬ ‫ما‬
22
•
‫األول‬ ‫الباب‬
:
‫أحزنك‬ ‫الذي‬ ‫هذا‬
32
•
‫الثاني‬ ‫الباب‬
:
‫أحزنك‬ ‫الذي‬ ‫هذا‬ ‫أعراض‬
39
•
‫الثالث‬ ‫الباب‬
:
‫اإلنسان‬ ‫خلق‬ ‫في‬ ‫الرحمن‬ ‫آيات‬
63
•
‫الرابع‬ ‫الباب‬
:
‫اإلنسان‬ ‫حياة‬ ‫على‬ ‫تأثيرها‬ ‫و‬ ‫الفكرة‬
75
•
‫الخامس‬ ‫الباب‬
:
‫عجائبه‬ ‫و‬ ‫العقل‬
92
•
‫السادس‬ ‫الباب‬
:
‫التخيل‬ ‫قوة‬
100
•
‫الخالصة‬
108
‫الفهرس‬
‫الذات‬ ‫لتطوير‬ ‫والدجاج‬ ‫الصقور‬ ‫سلسلة‬
-
‫اإللكت‬ ‫الكتيبات‬
‫رونية‬
‫إهداء‬
،‫الغالية‬ ‫أمي‬ ‫إلى‬
،‫الصقور‬ ‫وأبنائي‬ ‫الحبـيـبة‬ ‫زوجتي‬ ‫إلى‬
،‫أخواتي‬ ‫و‬ ‫إخواني‬ ‫إلى‬
،‫أصدقائي‬ ‫و‬ ‫أقاربي‬ ‫إلى‬
،‫األعزاء‬ ‫زمالئي‬ ‫إلى‬
،،،‫يتعلم‬ ‫أن‬ ‫أراد‬ ‫من‬ ‫كل‬ ‫إلى‬
‫العقل‬ ‫في‬ ‫االستثمار‬ ‫هو‬ ‫استثمار‬ ‫أفضل‬ ‫إن‬
،
‫فالعقل‬
‫نور‬
‫و‬ ،‫وبصيرة‬
‫العلم‬
‫وهك‬ ،‫نتيجة‬
‫ذا‬
‫فإن‬
‫نور‬ ‫علم‬ ‫كل‬
‫تقدير‬ ‫و‬ ‫شكر‬
‫أود‬
‫أن‬
‫أتقدم‬
‫بالشكر‬
‫الجزيل‬
‫لجميع‬
‫من‬
‫شارك‬
‫في‬
‫مراجعة‬
‫هذا‬
،‫الكتاب‬
‫وإبداء‬
‫الرأي‬
‫والمالحظات‬
‫الفنية‬
‫و‬
‫الشرعي‬
‫ة؛‬
‫حتى‬
‫يتم‬
‫إخراج‬
‫هذا‬
‫الكتاب‬
‫بالشكل‬
‫المطلوب؛‬
‫لمخاطب‬
‫ة‬
‫عقول‬
‫معظم‬
‫الناس‬
.
‫كما‬
‫أنني‬
‫شاكر‬
‫ّر‬‫د‬‫ومق‬
‫لجميل‬
‫زوج‬
‫تي‬
‫الحبيبة‬
‫في‬
‫صبرها‬
‫أثناء‬
‫تأليفي‬
‫لهذا‬
‫الكتاب‬
‫ووق‬
‫وفها‬
‫بجانبي‬
‫في‬
‫هذا‬
‫العمل؛‬
‫والذي‬
‫كان‬
‫الغرض‬
‫منه‬
‫هو‬
‫تقدي‬
‫م‬
‫النصيحة‬
‫لكل‬
،‫الناس‬
‫وتوضيح‬
‫بعض‬
‫المفاهيم‬
‫لهم‬
‫م‬
‫ن‬
‫أجل‬
‫مساعدتهم‬
‫في‬
‫مواجهة‬
‫تحديات‬
‫العصر‬
‫الحالي‬
:
‫المهندس‬
‫باناجه‬ ‫عبدهللا‬ ‫موسى‬
10/04/2020
‫االصطناعي‬ ‫والذكاء‬ ‫العقول‬ ‫عصر‬
‫تمهيد‬
‫ليس‬
‫هناك‬
‫ليل‬
‫إال‬
‫وب‬
‫عده‬
،‫نهار‬
‫وليس‬
‫هناك‬
‫ظالم‬
‫دامس‬
‫إال‬
‫وبعده‬
‫شمس‬
‫تشرق‬
.
‫فما‬
‫بعد‬
‫الحزن‬
‫إال‬
،‫السعادة‬
‫وما‬
‫بعد‬
8
‫الفشل‬
‫إال‬
،‫النجاح‬
‫وما‬
‫بعد‬
‫العاصفة‬
‫إال‬
،‫الهدوء‬
‫وهذه‬
‫سنة‬
‫الحياة‬
.
‫فإن‬
‫استسلمت‬
‫لواقعك‬
‫السلبي‬
‫ونظرتك‬
‫السلب‬
‫ية‬
‫لألشياء؛‬
‫ستصبح‬
‫أسيرا‬
‫لنفسك‬
‫طيلة‬
‫حياتك‬
‫بناء‬
‫على‬
‫ما‬
‫تعتقده‬
‫في‬
‫داخلك‬
.
‫أما‬
‫إذا‬
‫كنت‬
‫تحلم‬
‫لكي‬
‫حلق‬ُ‫ت‬
‫عاليا‬
‫في‬
‫سماء‬
‫النجاح‬
،‫كالصقور‬
‫فاستثمر‬
‫في‬
،‫عقلك‬
‫وتابع‬
،‫أحالمك‬
‫و‬
‫اعمل‬
‫جاهدا‬
‫حتى‬
‫تحققها‬
.
‫وواجه‬
‫التحديات‬
‫بالتوكل‬
‫على‬
‫هللا‬
‫ث‬
‫م‬
‫العزيمة‬
‫والصبر‬
.
‫واعلم‬
‫بأن‬
‫ملف‬
‫ماضيك‬
‫قد‬
‫ذهب‬
،‫وانتهى‬
‫ولكن‬
‫المستق‬
‫بل‬
‫الزال‬
‫مشرقا‬
،‫أمامك‬
‫وحياتك‬
‫وسعادتك‬
‫هي‬
‫بيدك‬
،‫أنت‬
‫وليست‬
‫بيد‬
‫غيرك‬
.
‫و‬
‫أن‬
‫الحياة‬
‫تجارب‬
‫وتحديات‬
.
‫فعندما‬
‫تفشل؛‬
‫وتحاول‬
‫النهوض؛‬
‫ستصبح‬
‫أكثر‬
‫قوة‬
‫وخبرة‬
.
‫وعندما‬
‫تتألم‬
‫وتصبر؛‬
‫ستصبح‬
‫أكثر‬
‫حكمة‬
.
‫وعندما‬
‫تبتسم؛‬
‫ستصبح‬
‫أكثر‬
‫تفاؤال‬
.
‫وأن‬
‫اإلنسان‬
‫هو‬
‫ليس‬
‫بذلك‬
‫الجسد‬
،‫اللحمي‬
‫وإنما‬
‫بالع‬
‫قل‬
‫الذي‬
،‫يحمله‬
‫فإن‬
‫استخدمه‬
‫وحافظ‬
‫عليه‬
‫واستثمر‬
‫في‬
‫ه‬
‫كان‬
‫إنسانا‬
.
‫وإن‬
‫لم‬
‫يستخدمه‬
‫عه‬ّ‫ي‬‫وض‬
‫كان‬
‫مثل‬
‫المخلوق‬
‫الذي‬
‫يشبه‬
‫اإلنسان‬
.
‫المهندس‬
/
‫باناجه‬ ‫موسى‬
‫المنشآت‬ ‫تنظيم‬ ‫في‬ ‫معتمد‬ ‫إداري‬ ‫مستشار‬
‫البشرية‬ ‫التنمية‬ ‫و‬ ‫اإلدارة‬ ‫في‬ ‫مدرب‬ ‫و‬ ‫محاضر‬
9
‫قبل‬
‫أن‬
‫تقرأ‬
‫هذا‬
‫الكتاب‬
‫لتعرف‬
‫ما‬
‫هذا‬
‫الذي‬
‫أحزنك‬
!
‫وجعل‬
‫حياتك‬
‫مليئة‬
‫بالقلق‬
،‫واالكتئاب‬
‫والهموم‬
‫والمش‬
،‫اكل‬
‫و‬
‫األمراض‬
‫النفسية‬
‫التي‬
‫تترصدك‬
.
‫وكيف‬
‫يمكنك‬
‫أن‬
‫تتغلب‬
‫عليها؟‬
‫لتكون‬
‫سعيدا‬
‫في‬
‫حياتك؛‬
‫و‬
‫غي‬ُ‫ت‬
‫ر‬
‫من‬
‫واقعك‬
،‫الحالي‬
‫و‬
‫تحقق‬
‫معظم‬
‫أحالمك‬
.
‫بغض‬
‫النظر‬
‫عن‬
‫وضعك‬
،‫الحالي‬
،‫هويتك‬
،‫عمرك‬
،‫جنسيتك‬
‫وما‬
‫حدث‬
‫في‬
‫ماضيك‬
،
‫قل‬
‫معي‬
:
10
‫وداعـــــــــــــــــا‬
‫وداعـــــــــــــــــا‬
‫للحزن‬ ‫وداعا‬
.
‫والكسل‬ ،‫والحقد‬ ،‫لالكتئاب‬ ‫وداعا‬
.
‫النفسية‬ ‫واألمراض‬ ‫للهموم‬ ‫وداعا‬
.
‫االجتماعية‬ ‫والمشاكل‬ ‫العمل‬ ‫لمشاكل‬ ‫وداعا‬
.
‫الخاطئة‬ ‫القناعات‬ ‫و‬ ‫المتحجرة‬ ‫للعقول‬ ‫وداعا‬
.
‫هللا‬ ‫بإذن‬ ‫سعيدا‬ ‫وسأعيش‬ ،‫مشكلتي‬ ‫سبب‬ ‫عرفت‬ ‫لقد‬
.
11
‫وداعـــــــــــــــــا‬
‫فيما‬
‫يلي‬
‫نماذج‬
‫قليلة‬
‫من‬
‫بعض‬
‫رسائل‬
‫الشكر‬
‫التي‬
‫استلمتها‬
‫من‬
‫خالل‬
‫البريد‬
‫االلكتروني‬
‫ورسائل‬
‫الجوال‬
‫كما‬
‫هي‬
‫حسب‬
‫اللهجة‬
‫العامية‬
‫لبعض‬
‫األشخاص‬
‫الذين‬
‫تواصلوا‬
‫معي؛‬
‫و‬
‫ساعدتهم‬
‫في‬
‫التخلص‬
‫من‬
‫أعراض‬
‫هذا‬
‫الذي‬
‫أحزنهم‬
‫من‬
‫خالل‬
‫المراسلة؛‬
‫وذلك‬
‫بعد‬
‫تجارب‬
‫استمرت‬
‫أكثر‬
‫من‬
‫خمسة‬
‫أعوام‬
‫قبل‬
‫تأليفي‬
‫لهذا‬
‫الكت‬
‫اب‬
:
12
‫قالــوا؟‬ ‫ماذا‬
‫اليأس‬ ‫من‬ ‫يعاني‬ ‫كان‬ ‫شاب‬
:
‫وأسلوبك‬ ‫بشخصيتك‬ ‫إنسان‬ ‫معرفة‬ ‫تكفيني‬
‫فتاة‬
‫كانت‬
‫تعاني‬
‫من‬
‫الحزن‬
‫واالكتئاب‬
:
‫السالم‬
،‫عليكم‬
‫أشكرك‬
،‫كثيرا‬
‫وال‬
‫يوجد‬
‫اآلن‬
‫لدي‬
‫ما‬
‫أ‬
‫قوله‬
‫إال‬
،‫الشكر‬
‫وفعال‬
‫لما‬
‫قرأت‬
‫رسالتك‬
‫شعرت‬
‫بارتياح‬
‫كثير‬
‫وثقة‬
‫أكبر‬
‫في‬
‫نفسي‬
.
‫كل‬
‫ما‬
‫أقرأ‬
‫كلمة‬
‫أو‬
،‫سطر‬
‫أشت‬
‫اق‬
‫لمعرفة‬
‫المزيد‬
‫مما‬
‫سيكون‬
‫في‬
‫الكلمة‬
‫التي‬
‫بعدها‬
‫أو‬
‫السطر‬
‫التالي‬
‫من‬
‫غير‬
‫شعور‬
.
‫هذه‬
‫أول‬
‫مرة‬
‫أشعر‬
‫بارتي‬
‫اح‬
‫بهذا‬
‫الشكل‬
‫لمن‬
‫عرفت‬
‫سبب‬
،‫مشكلتي‬
‫وثقتي‬
‫بحال‬
‫ي‬
‫تزداد‬
‫وتزداد‬
.
‫شكرا‬
‫كثيرا‬
‫يا‬
‫أستاذ‬
‫موسى‬
‫وهللا‬
‫يجزيك‬
‫كل‬
‫الخ‬
‫ير‬
‫بإذن‬
‫هللا‬
،‫تعالى‬
‫وفي‬
‫أمان‬
‫هللا‬
.
13
14
‫شاب‬
‫كان‬
‫يعاني‬
‫من‬
‫اإلحباط‬
‫في‬
‫العمل‬
:
‫مررت‬
‫بتجارب‬
‫كثيرة‬
‫خالل‬
‫سنوات‬
‫العمل‬
‫التي‬
‫قضيت‬
‫ها‬
‫في‬
‫الشركة‬
‫فلم‬
‫أجد‬
‫اليد‬
‫المساعدة‬
‫أو‬
‫المشجعة‬
‫أو‬
‫الدافعة‬
‫لي‬
‫إلى‬
،‫األمام‬
‫بل‬
‫كانت‬
‫يد‬
‫قاسية‬
‫تعرف‬
‫كيف‬
‫تحبط‬
‫الع‬
‫زيمة‬
‫وترجعك‬
‫إلى‬
‫الخلف‬
،‫بقوة‬
‫فقلت‬
‫في‬
‫نفسي‬
‫ال‬
‫بد‬
‫أ‬
‫ن‬
‫أجاهد‬
‫وأعمل‬
‫لعلي‬
‫أحقق‬
‫بعض‬
‫ما‬
،‫أتمنى‬
‫فابتكرت‬
‫بعض‬
‫األشياء‬
‫رجعت‬
‫بفائدة‬
‫كبيرة‬
،‫للعمل‬
‫ولكن‬
‫لألسف‬
‫ل‬
‫م‬
‫يكن‬
‫لها‬
‫صدى‬
‫صوت‬
‫يسمع‬
‫وإنما‬
‫باتت‬
‫في‬
‫طي‬
‫النسيان‬
.
‫ل‬
‫م‬
‫أذكر‬
‫ما‬
‫ذكرت‬
‫لي‬
‫سابقا‬
‫إال‬
‫أنني‬
‫أردت‬
‫أن‬
‫أقول‬
‫إنني‬
‫وجدت‬
‫نفسي‬
‫اآلن‬
‫بين‬
‫يد‬
‫ترعاني‬
‫باهتمام‬
‫وقلب‬
‫يح‬
‫تضنني‬
،‫بصدق‬
‫برغم‬
‫أنني‬
‫لم‬
‫أقدم‬
‫له‬
‫شيئا‬
.
‫شخص‬
‫رائع‬
‫يهتم‬
‫بالجميع‬
‫ويوجههم‬
‫نحو‬
‫العمل‬
،‫األفضل‬
‫شخص‬
‫يعلمن‬
‫ي‬
‫ويدفعني‬
‫إلى‬
،‫األمام‬
‫وانتشلني‬
‫بقوة‬
‫بعد‬
‫أن‬
‫كدت‬
‫أن‬
،‫أتحطم‬
‫رجل‬
‫يسعدني‬
‫أن‬
‫أقف‬
‫أمامه‬
‫وأقول‬
‫له‬
‫بكل‬
‫معاني‬
‫الحب‬
‫الصادق‬
:
(
‫شكرا‬
‫يا‬
‫مهندس‬
/
‫موسى‬
)
.
15
‫لقد‬
‫كانت‬
‫الحياة‬
‫بالنسبة‬
‫لي‬
‫مثل‬
،‫الغابة‬
‫الوحوش‬
‫الكبيرة‬
‫تأكل‬
‫الطيور‬
‫الصغيرة‬
.
‫نحن‬
‫في‬
‫رو‬
‫سيا‬
‫هنا‬
،‫ضعفاء‬
،‫فقراء‬
‫لم‬
‫يكن‬
‫لد‬
‫ي‬
‫أي‬
‫هدف‬
‫في‬
‫الحيـــــــــــاة‬
‫قبل‬
،‫مراسلتك‬
‫لقد‬
‫ساعدتني‬
‫كثي‬
‫را‬
‫فتاة‬
‫كانت‬
‫تعاني‬
‫من‬
‫الفقر‬
(
‫مترجم‬
‫بالعربي‬
)
:
‫رغم‬
‫أنني‬
‫لم‬
‫أقدم‬
‫شيئا‬
،‫لك‬
‫لقد‬
‫وضحت‬
‫لي‬
‫طريق‬
‫مس‬
‫اري‬
‫في‬
‫الحياة‬
‫بعد‬
‫أن‬
‫أقفلت‬
‫جميع‬
‫األبواب‬
‫أمامي‬
‫ولم‬
‫يكن‬
‫ل‬
‫ي‬
‫إال‬
‫باب‬
‫واحد‬
‫لكي‬
‫أعيش‬
‫منه‬
‫مثل‬
‫كثير‬
‫من‬
‫البنات‬
‫وهو‬
‫أن‬
‫أقبل‬
‫المتاجرة‬
‫بعرضي‬
‫لتلك‬
‫الوحوش‬
‫الضارية‬
.
‫وأنا‬
‫أشكر‬
‫الرب‬
‫بأن‬
‫عرفني‬
‫بك‬
‫قبل‬
‫فوات‬
،‫األوان‬
‫واعتقدت‬
‫بأنك‬
‫ك‬َ‫ل‬َ‫م‬
‫نزلت‬
‫من‬
‫السماء‬
‫لتنقذني‬
‫من‬
‫تلك‬
‫الوحوش‬
‫وتأخ‬
‫ذ‬
،‫بيدي‬
‫ألنني‬
‫ال‬
‫أعتقد‬
‫بأنه‬
‫في‬
‫هذه‬
‫الحياة‬
‫يوجد‬
‫أشخاص‬
‫يقدمون‬
‫العون‬
‫والنصيحة‬
‫بدون‬
‫مقابل‬
.
‫لقد‬
‫استفدت‬
‫ك‬
‫ثيرا‬
‫من‬
‫مراسالتك‬
‫ودروسك‬
‫التي‬
‫أرسلتها‬
‫لي‬
.
16
‫فتاة‬
‫كانت‬
‫تعاني‬
‫من‬
‫الربو‬
‫و‬
‫أمراض‬
‫مستعص‬
‫ية‬
:
‫لقد‬
‫عرفت‬
‫ما‬
‫هي‬
‫قيمتي‬
،‫اآلن‬
‫و‬
‫أصبحت‬
‫مديرة‬
‫مبيعات‬
‫في‬
‫إحدى‬
‫المعارض‬
‫في‬
،‫دبي‬
‫براتب‬
1000
‫دوالر‬
‫في‬
‫خالل‬
‫عامين‬
‫من‬
‫التراسل‬
،‫معك‬
‫بعد‬
‫أن‬
‫كنت‬
‫أعمل‬
‫في‬
‫بلدي‬
‫برا‬
‫تب‬
5
،‫دوالر‬
‫ولن‬
‫أنسى‬
‫جميلك‬
‫مدى‬
،‫الحياة‬
‫فشكرا‬
‫للرب‬
‫كثيرا‬
‫ثم‬
‫شكرا‬
‫لك‬
.
‫كنت‬
‫مثل‬
‫أي‬
‫بنت‬
‫تحلم‬
،‫بالسعادة‬
‫لكن‬
‫بنات‬
‫الدهر‬
‫والم‬
‫شاكل‬
‫التي‬
‫تعترض‬
‫أي‬
‫إنسان‬
‫لم‬
‫أستطع‬
،‫تحملها‬
‫كرهت‬
‫الدني‬
‫ا‬
‫و‬
‫أضعت‬
‫كل‬
‫أحالمي‬
‫بسبب‬
،‫خطيبي‬
‫وأثر‬
‫هذا‬
‫على‬
‫صحتي‬
‫ونفسي‬
‫وصرت‬
‫مريضة‬
‫بداء‬
‫الربو‬
‫منذ‬
‫خمسة‬
،‫أعوام‬
‫عف‬
‫ى‬
‫هللا‬
‫عن‬
،‫الجميع‬
‫وصرت‬
‫إنسانة‬
‫عصبية‬
‫أدوية‬ ‫ومدمنة‬
.
‫منذ‬ ‫لكن‬
‫أن‬
‫معك‬ ‫وتراسلت‬ ‫عليك‬ ‫تعرفت‬
‫مشكلتي‬ ‫لك‬ ‫شرحت‬ ‫و‬
‫ومرضي‬
،‫حياتي‬ ‫تبدلت‬
‫هللا‬ ‫فبفضل‬
‫بفضلك‬ ‫ثم‬
‫وضعت‬
17
‫قدمي‬
‫على‬
‫الطريق‬
‫للتغيير‬
‫وشعرت‬
‫بتحسن‬
‫كبير‬
،
‫و‬
‫ن‬
‫فضت‬
‫اإلنحناء‬
‫و‬
‫الغبار‬
‫والخضوع‬
‫للمشاكل‬
‫عن‬
،‫نفسي‬
‫واآلن‬
‫أنا‬
‫في‬
‫بداية‬
‫الطريق‬
‫و‬
‫يوجد‬
‫لدي‬
‫في‬
‫داخلي‬
‫قوة‬
‫ورغبة‬
‫في‬
‫التغيير‬
.
‫أشكرك‬
‫أخي‬
‫موسى‬
‫وأتمنى‬
‫لك‬
‫التوفيق‬
.
‫هل‬
‫تصدق‬
‫بأن‬
‫الدنيا‬
‫حلوة‬
‫و‬
،‫جميلة‬
‫مثل‬
‫المرأة‬
‫الجمي‬
‫لة‬
!
‫ولكن‬
‫بسبب‬
‫هذا‬
‫الذي‬
‫أحزنك‬
‫فإنك‬
‫تراها‬
‫قبيحة‬
‫مظل‬
‫مة‬
.
18
َ‫خ‬ ‫لوة‬ُ‫ح‬ ‫ُّنيا‬‫د‬‫ال‬
‫رة‬ ِ
‫ض‬
‫قال‬
‫رسول‬
‫هللا‬

:
(
‫إن‬
‫ُّنيا‬‫د‬‫ال‬
‫لوة‬ُ‫ح‬
،‫رة‬ ِ
‫ض‬َ‫خ‬
‫و‬
‫إن‬
‫هللا‬
‫مستخلفكم‬
،‫فيها‬
‫فينظر‬
‫كيف‬
‫تعملون؟‬
‫فاتقوا‬
ُّ‫د‬‫ال‬
‫نيا‬
‫واتقوا‬
،‫النساء‬
‫فإن‬
‫أول‬
‫فتنة‬
‫في‬
‫بني‬
‫إسرائيل‬
‫كانت‬
‫في‬
‫ا‬
‫لنساء‬
)
.
‫مسلم‬ ‫رواه‬
‫من‬
‫خالل‬
‫قراءتك‬
‫وفهمك‬
‫لمحتويات‬
‫هذا‬
‫الكتاب‬
‫سوف‬
‫ترى‬
‫الحياة‬
‫من‬
‫نظرة‬
‫أخرى‬
‫مختلفة‬
‫تماما‬
‫عن‬
‫نظرتك‬
‫الحالية‬
‫لها‬
‫بسبب‬
‫البيئة‬
‫المحيطة‬
‫أو‬
‫االنغالق‬
‫الفك‬
‫ري‬
‫لبعض‬
‫الناس‬
‫الذين‬
‫من‬
‫حولك‬
‫و‬
‫يحاربون‬
‫ويحرمون‬
‫كل‬
‫علم‬
‫جديد‬
.
‫ستتعرف‬
‫أكثر‬
‫عن‬
‫هذا‬
‫الذي‬
‫أحزنك‬
‫والذي‬
‫سبب‬
‫لك‬
‫المشاكل‬
‫في‬
،‫حياتك‬
‫و‬
‫أدى‬
‫إلى‬
‫الطالق‬
‫و‬
‫تشريد‬
‫األطف‬
‫ال‬
‫و‬
‫المشاكل‬
،‫النفسية‬
‫و‬
‫نشر‬
‫الحزن‬
‫و‬
‫الجريمة‬
‫بين‬
‫ف‬
‫ئات‬
‫المجتمع‬
‫في‬
‫بلدان‬
،‫العالم‬
‫و‬
‫إهالك‬
‫الرجال‬
‫و‬
،‫الشيوخ‬
‫و‬
‫لم‬
‫شف‬َ‫ت‬‫ك‬ُ‫ي‬
‫أي‬
‫عقار‬
‫طبي‬
‫يستطيع‬
‫محاصرته‬
‫أو‬
‫الت‬
‫غلب‬
،‫عليه‬
‫سوى‬
‫طريقة‬
‫واحدة‬
‫في‬
‫متناولك‬
‫و‬
‫متناول‬
‫كل‬
‫شخص‬
!
‫وهي‬
‫أن‬
‫تفهم‬
،‫نفسك‬
‫وتعرف‬
‫كيف‬
‫يعمل‬
‫عقلك؟‬
‫لتق‬
‫ـــوم‬
19
‫المقدمة‬
‫بمحاولة‬
‫تكسير‬
‫القناعات‬
‫الخاطئة‬
‫في‬
،‫عقلك‬
‫و‬
‫تغي‬
‫ير‬
‫طريقة‬
‫تفكيرك‬
.
‫فأنت‬
‫ترى‬
‫العالم‬
‫وتشكل‬
‫حياتك‬
‫و‬
‫مشاكلك‬
‫من‬
‫خالل‬
‫الصورة‬
‫التي‬
‫ترسمها‬
‫في‬
،‫عقلك‬
‫وتقتنع‬
‫ب‬
‫ها‬
‫وتركز‬
‫عليها‬
.
20
‫واقعك‬ ‫تجسد‬ ‫أفكارك‬
‫إن‬
‫كل‬
‫إنسان‬
‫ينكر‬
‫ما‬
‫أثبته‬
‫العلم‬
‫الحديث‬
‫في‬
‫مجال‬
‫ع‬
‫قل‬
‫اإلنسان‬
‫و‬
‫قدراته‬
،‫وطاقاته‬
‫أو‬
‫ينكر‬
‫العلوم‬
‫الحديثة‬
‫و‬
‫يدعي‬
‫أنها‬
‫غزو‬
،‫فكري‬
‫وشرك‬
‫وعلوم‬
،‫دجل‬
‫فهو‬
‫إنسان‬
‫عالم‬
‫بعلمه‬
‫الذي‬
‫في‬
‫رأسه‬
‫وجاهل‬
‫بالعلوم‬
،‫الحديثة‬
‫بسبب‬
‫قناعات‬
‫فكرية‬
‫نشأ‬
‫عليها‬
.
‫ألن‬
‫هللا‬
‫تعالى‬
‫قد‬
‫خلق‬
‫ال‬
‫علوم‬
،‫كلها‬
‫فاكتشف‬
‫علماء‬
‫الغرب‬
‫الكثير‬
‫منها؛‬
‫وربطوها‬
‫بدياناتهم‬
.
‫بينما‬
‫بعض‬
‫الناس‬
‫أخذوها‬
‫كما‬
‫هي‬
‫من‬
‫الغرب‬
‫ولم‬
‫يفصلوها‬
‫عن‬
‫دياناتهم‬
‫وشركهم؛‬
‫فقاموا‬
‫بتحريم‬
‫ها‬
.
‫ألنهم‬
‫لم‬
‫يعرفوا‬
‫أن‬
‫يفرقوا‬
‫بين‬
‫العلم‬
‫وبين‬
،‫الدين‬
‫وهذا‬
‫هو‬
‫عين‬
‫الجهل‬
،‫بالشيء‬
‫و‬
‫هو‬
‫تصور‬
‫الشيء‬
‫على‬
‫خالف‬
،‫حقيقته‬
‫بينما‬
‫العلم‬
‫بالشيء‬
‫هو‬
‫إدراك‬
‫الشيء‬
‫على‬
،‫حقيقته‬
‫و‬
‫اإلنسان‬
‫دائما‬
‫عدو‬
‫لما‬
،‫يجهله‬
‫وهللا‬
‫تعال‬
‫ى‬
‫يقول‬
:
﴿
َ‫و‬ َ‫ون‬ُ‫م‬َ‫ل‬ْ‫ع‬َ‫ي‬ َ‫ِين‬‫ذ‬َّ‫ل‬‫ا‬ ‫ي‬ِ‫و‬َ‫ت‬ْ‫س‬َ‫ي‬ ْ‫ل‬َ‫ه‬ ْ‫ل‬ُ‫ق‬
َ‫ون‬ُ‫م‬َ‫ل‬ْ‫ع‬َ‫ي‬ َ
‫ال‬ َ‫ِين‬‫ذ‬َّ‫ل‬‫ا‬
﴾
‫الز‬
‫مر‬
9
‫المتـفـتــحة‬ ‫للعقول‬
21
ِ‫ب‬ ُ َّ
‫َّللا‬َ‫و‬ ُ َّ
‫َّللا‬ ُ‫م‬ُ‫ك‬ُ‫م‬ِّ‫ل‬َ‫ع‬ُ‫ي‬َ‫و‬ َ َّ
‫َّللا‬ ‫وا‬ُ‫ق‬َّ‫ت‬‫ا‬َ‫و‬ ﴿
﴾ ‫يم‬ِ‫ل‬َ‫ع‬ ‫ء‬ْ‫ي‬َ‫ش‬ ِّ‫ل‬ُ‫ك‬
‫البقرة‬
:
282
‫تعالى‬ ‫ويقول‬
:
‫سأتحدث‬
‫معك‬
‫في‬
‫هذا‬
‫الكتاب‬
‫عن‬
‫بعض‬
‫آيات‬
‫هللا‬
‫في‬
‫خ‬
‫لق‬
‫اإلنسان‬
‫وفي‬
‫عقله‬
،‫البشري‬
‫لتفهم‬
‫كيف‬
‫تكونت‬
‫جم‬
‫يع‬
‫المشاكل‬
‫التي‬
‫أنت‬
‫فيها‬
‫بسبب‬
‫هذا‬
‫الشيء‬
‫الذي‬
‫أحزن‬
‫ك؟‬
‫و‬
‫ستعرف‬
‫أين‬
‫يوجد‬
‫هذا‬
‫الشيء؟‬
‫و‬
‫في‬
‫أي‬
‫بحر‬
‫من‬
‫البحار‬
‫يختبئ؟‬
‫وما‬
‫هي‬
‫قوته؟‬
‫و‬
‫كيف‬
‫ّـن‬‫ك‬‫م‬َ‫ت‬
‫من‬
‫ال‬
‫سيطرة‬
‫على‬
‫عقلك؛‬
‫و‬
‫جعلك‬
‫أسيرا‬
‫لمشاكلك‬
‫طيلة‬
‫حياتك؟‬
‫وستتعلم‬
‫كيف‬
‫يمكنك‬
‫أن‬
‫تتغلب‬
‫عليه‬
‫بعد‬
‫أن‬
‫تعرف‬
‫أعراضه‬
‫لتعيش‬
‫سعيدا‬
‫بإذن‬
‫هللا؟‬
‫سأوضح‬
‫لك‬
‫الكثير‬
‫من‬
‫المفاهيم‬
‫التي‬
‫جهلها‬
‫الكثير‬
‫م‬
‫ن‬
‫الناس‬
‫بسبب‬
‫سيطرته‬
‫على‬
‫عقولهم‬
.
‫ستعرف‬
‫كيف‬
‫يمكنك‬
‫أن‬
‫تحصل‬
‫على‬
‫ما‬
‫تريد‬
‫في‬
‫حي‬
‫اتك‬
‫بإذن‬
‫هللا؟‬
22
‫الكتاب؟‬ ‫هذا‬ ‫مضمون‬ ‫ما‬
‫ستعرف‬
‫أيضا‬
‫كيف‬
‫يمكنك‬
‫حل‬
‫سبب‬
‫معاناتك؟‬
‫و‬
‫ك‬
‫يف‬
‫تجعل‬
‫أحالمك‬
‫تتحقق؟‬
‫و‬
‫كيف‬
‫حسن‬ُ‫ت‬
‫و‬
‫تطور‬
‫من‬
‫شخصيتك؟‬
‫لتغير‬
‫من‬
‫أفكارك‬
‫فتتغير‬
،‫حياتك‬
‫و‬
‫ت‬
‫رى‬
‫جميع‬
‫األبواب‬
‫التي‬
‫أقفلت‬
‫في‬
‫وجهك‬
‫قد‬
‫بدأت‬
‫تنفتح‬
‫أمامك‬
‫شيئا‬
‫فشيئا‬
‫بعد‬
‫أن‬
‫كنت‬
‫ال‬
‫ترى‬
‫إال‬
‫جدران‬
.
23
‫يف‬ ‫حينما‬ ‫تدريجيا‬ ‫اإلنسان‬ ‫يموت‬
‫األمل‬ ‫قد‬
‫كبير‬ ‫باهلل‬ ‫أملك‬ ‫فليكن‬ ‫قلبه؛‬ ‫في‬
.
‫كلمة‬ ‫يعرف‬ ‫لن‬ ‫األمل؛‬ ‫باب‬ ‫عرف‬ ‫فمن‬
‫مستحيل‬
.
24
‫الكتاب؟‬ ‫هذا‬ ‫في‬ ‫الخبرة‬ ‫حصيلة‬ ‫ما‬
‫إن‬
‫هذا‬
‫الكتاب‬
‫يحتوي‬
‫على‬
‫معلومات‬
‫نتيجة‬
‫خبرة‬
‫واستثمار‬
‫ذاتي‬
‫في‬
‫العقل‬
‫من‬
‫أجل‬
‫مواجهة‬
‫تحديات‬
‫وصراعات‬
‫مع‬
‫الحياة‬
‫تزيد‬
‫عن‬
25
‫عاما‬
.
‫إذ‬
‫تبدأ‬
‫رحلتي‬
‫منذ‬
‫عام‬
1991
،‫م‬
‫وهو‬
‫العام‬
‫الذي‬
‫توفي‬
‫والدي‬
،‫فيه‬
‫وذلك‬
‫بعد‬
‫أربع‬
‫أشهر‬
‫من‬
‫تاريخ‬
‫التحاقي‬
،‫بالجامعة‬
‫لينسدل‬
‫فجأة‬
‫أمام‬
‫بصري‬
‫ستار‬
‫أسود‬
‫بلغت‬
‫سماكته‬
‫سنة‬
‫كاملة‬
‫في‬
‫حياة‬
‫مليئة‬
‫بالحزن‬
‫في‬
‫داخل‬
،‫قلبي‬
‫ال‬
‫أرى‬
‫فيها‬
‫سوى‬
‫ظالما‬
‫دامسا‬
‫وسط‬
،‫النهار‬
‫ألبدأ‬
‫بعد‬
‫ذلك‬
‫في‬
‫ص‬
‫راع‬
‫داخلي‬
‫مع‬
‫نفسي‬
‫و‬
‫مع‬
‫هذا‬
‫الذي‬
‫أحـزنك‬
..
‫و‬ ، ‫الحياة‬ ‫تحديات‬ ‫مواجهة‬ ‫في‬ ‫النهائي‬ ‫القرار‬ ‫أتخذ‬ ‫كي‬
‫هو‬
‫و‬ ‫الراحة‬ ‫بأن‬ ‫نفسي‬ ‫إقناع‬ ‫و‬ ‫للتحديات‬ ‫االستسالم‬ ‫إما‬
‫د‬ ‫ما‬ ،‫البحر‬ ‫في‬ ‫بالغرق‬ ‫االنتحار‬ ‫في‬ ‫ستكون‬ ‫السعادة‬
‫قد‬ ‫مت‬
‫يعيننا‬ ‫كان‬ ‫الذي‬ ‫أبي‬ ‫فقدت‬
‫أن‬ ‫أو‬ ،‫علينا‬ ‫ويصرف‬
‫الحياة‬ ‫في‬ ‫أمل‬ ‫هناك‬
‫هللا‬ ‫على‬ ‫توكلت‬ ‫إن‬
‫جاهدا‬ ‫سعيت‬ ‫و‬
.
25
‫والحمد‬
‫هلل‬
‫كان‬
‫القرار‬
‫النهائي‬
‫في‬
‫نفسي‬
‫بعد‬
‫تفكير‬
‫عميق‬
‫أمام‬
‫شاطئ‬
‫البحر‬
(
‫أنا‬
‫ناجح‬
‫و‬
‫سأتوكل‬
‫على‬
‫هللا‬
)
،
‫ألطوي‬
‫صفحة‬
‫الماضي‬
‫قبل‬
‫مغادرة‬
‫شاطئ‬
‫البحر‬
،
‫و‬
‫أبدأ‬
‫من‬
‫جديد‬
‫في‬
‫تأسيس‬
‫نفسي‬
‫وتطوير‬
‫ذاتي‬
‫لمحا‬
‫ولة‬
‫التخلص‬
‫من‬
‫هذا‬
‫الذي‬
‫أحزنك‬
!
26
‫منه؟‬ ‫تخلصت‬ ‫وكيف‬ ‫وجدته‬ ‫أين‬
‫لقد‬
‫عرفت‬
‫مكان‬
(
‫هذا‬
‫الذي‬
‫أحزنك‬
)
‫بعدما‬
‫أخذت‬
‫دورة‬
‫تدريبية‬
‫في‬
‫الغوص‬
‫الرياضي‬
PADI
‫عام‬
1988
،‫م‬
‫و‬
‫تعلمت‬
‫مبادئ‬
‫الغوص‬
‫في‬
‫أعماق‬
‫مياه‬
‫البحار‬
‫المفتوح‬
‫ة‬
‫وشاهدت‬
‫األسماك‬
‫الجميلة‬
‫و‬
‫أسماك‬
‫القرش‬
‫و‬
‫جمال‬
‫عمق‬
،‫البحر‬
‫ثم‬
‫استمريت‬
‫في‬
‫أخذ‬
‫الدورات‬
‫التدريبية‬
‫في‬
‫الغوص‬
‫حتى‬
‫حصلت‬
‫على‬
‫شهادة‬
‫مساعد‬
‫مدرب‬
‫غوص‬
‫عام‬
1991
،‫م‬
‫فـــي‬
‫نفــــس‬
‫السنة‬
‫التي‬
‫توفي‬
‫فيها‬
‫والدي‬
‫يرحمه‬
،‫هللا‬
‫بعدهــا‬
‫اكتشفت‬
‫مكان‬
‫تواجده‬
‫وعرفت‬
‫كيف‬
‫يمكنني‬
‫التخلص‬
‫منه‬
‫لكـــي‬
‫أعيـــش‬
‫بسالم‬
‫و‬
‫سعادة؟‬
!
27
‫ومن‬
‫العجيب‬
‫أن‬
(
‫هذا‬
‫الذي‬
‫أحزنك‬
)
‫ال‬
‫يعيش‬
‫إال‬
‫في‬
‫أعماق‬
‫أحد‬
‫البحار‬
‫العجيبة‬
‫التي‬
‫لم‬
‫يعرفها‬
‫ولم‬
‫يغص‬
‫فيها‬
‫سوى‬
‫عدد‬
‫قليل‬
‫جدا‬
‫من‬
،‫الناس‬
‫الذين‬
‫عرفوا‬
‫مكانه‬
‫وقرروا‬
‫أن‬
‫يتعلموا‬
‫مبادئ‬
‫الغوص‬
‫ليغوصوا‬
‫في‬
‫هذا‬
‫ال‬
‫بحر‬
‫العجيب‬
‫ليكتشفوه‬
‫و‬
‫يتخلصوا‬
‫منه‬
،
‫بعدما‬
‫طبقوا‬
‫و‬
‫صفة‬
‫النجاح‬
‫السحرية‬
‫لتحقيق‬
،‫الهدف‬
‫فتمكنوا‬
‫منه‬
‫وتغي‬
‫رت‬
‫حياتهم‬
‫و‬
‫أصبحوا‬
‫ناجحين‬
‫سعداء‬
‫في‬
‫حياتهم‬
‫في‬
‫ظل‬
‫تحديات‬
‫العالم‬
.
‫النجاح‬ ‫وصفة‬
‫الطريق‬ ‫واتبعت‬ ،‫الوسيلة‬ ‫عرفت‬ ‫إذا‬
‫ة‬
‫للنتيجة‬ ‫صلت‬ ‫و‬ ،‫الصحيحة‬
28
‫ولهذا‬
‫فإن‬
‫الوسيلة‬
‫اآلن‬
‫لكي‬
‫تتخلص‬
‫منه‬
‫هي‬
‫أن‬
‫تعر‬
‫ف‬
‫اسم‬
‫البحر‬
‫و‬
‫المكان‬
‫الحقيقي‬
‫الذي‬
‫يختبئ‬
،‫فيه‬
‫و‬
‫ت‬
‫حصل‬
‫على‬
‫معلومات‬
‫عن‬
‫ذلك‬
‫البحر‬
‫و‬
‫عن‬
‫هذا‬
‫الذي‬
،‫أحزنك‬
‫وكيف‬
‫شكلة‬
‫و‬
‫مدى‬
‫قوته‬
‫و‬
‫تأثيره‬
.
‫أما‬
‫الطريقة‬
‫الصحيحة‬
‫فهي‬
‫أن‬
‫تقرر‬
‫بأن‬
‫تأخذ‬
‫دورة‬
‫غوص‬
‫لتصبح‬
‫غواصا‬
‫ثم‬
‫تقرر‬
‫بأن‬
‫تسافر‬
‫لتغوص‬
‫في‬
‫أعماق‬
‫ذلك‬
،‫البحر‬
‫لوحدك‬
‫متوكال‬
‫على‬
‫هللا‬
‫تعالى‬
‫ال‬
‫ت‬
‫خاف‬
‫من‬
‫شيء‬
‫سوى‬
،‫هللا‬
‫لكي‬
‫تجده‬
‫و‬
‫تتخلص‬
‫منه‬
‫تدريج‬
‫يا‬
‫و‬
‫تغير‬
‫من‬
‫حياتك‬
‫كما‬
‫غيرت‬
‫أنا‬
‫من‬
،‫حياتي‬
‫وكما‬
‫الكثي‬
‫ر‬
‫غيروا‬
‫من‬
‫حياتهم‬
،
‫وبذلك‬
‫تكون‬
‫قد‬
‫وصلت‬
‫إلى‬
‫النتي‬
‫جة‬
‫للتخلص‬
‫من‬
‫هذا‬
‫الذي‬
‫أحزنك‬
.
29
‫أنا‬
‫أعلم‬
‫أنه‬
‫ربما‬
‫وأنت‬
‫تقرأ‬
‫السطور‬
‫السابقة‬
‫قد‬
‫تكو‬
‫ن‬
‫تعجبت‬
‫في‬
‫بداية‬
،‫األمر‬
‫أو‬
‫ألقيت‬
‫تعليقا‬
‫سلبيا‬
‫في‬
‫داخل‬
‫نفسك‬
‫على‬
‫كالمي‬
،‫هذا‬
‫فتقول‬
‫ما‬
‫هذا؟‬
‫بحر‬
!
‫و‬
‫دورة‬
‫غوص‬
‫و‬
‫سفر‬
‫و‬
‫نتيجة‬
!!
‫هذه‬
‫فلسفة‬
‫زائدة‬
‫أو‬
‫كالم‬
‫غي‬
‫ر‬
‫منطقي‬
.
‫أو‬
‫قد‬
‫يكون‬
‫خطر‬
‫على‬
‫بالك‬
‫عدة‬
‫أسئلة‬
‫مثل‬
:
‫م‬
‫ا‬
‫عالقة‬
‫تعلم‬
‫الغوص‬
‫للتخلص‬
‫منه؟‬
‫أو‬
‫تقول‬
:
‫كيف‬
‫سف‬
،‫ر‬
‫و‬
‫حالتي‬
‫المادية‬
‫ال‬
‫تسمح‬
‫حتى‬
‫لشراء‬
‫ثوب‬
‫جديد‬
!
‫أو‬
‫تقول‬
:
‫أنا‬
‫سمين‬
‫و‬
‫أخشى‬
،‫الغرق‬
‫أو‬
‫أنا‬
‫ال‬
‫أجيد‬
،‫السباحة‬
‫و‬
‫أخاف‬
‫من‬
،‫البحر‬
‫و‬
‫من‬
‫الصرصور‬
‫و‬
‫الفـــــــــــــــــــــأر‬
!
‫فكيف‬
‫سيكــــــون‬
‫حالي‬
‫مع‬
‫أسمـــاك‬
‫القرش‬
‫المفترسة‬
.
30
‫إن‬
‫كـــان‬
‫قد‬
‫طـــرأ‬
‫على‬
‫بالك‬
‫أي‬
‫من‬
‫هذه‬
‫االستفسارات‬
‫أو‬
‫ما‬
‫شابهها‬
‫أو‬
‫تعجبت‬
‫قليال‬
‫مما‬
،‫كر‬ُ‫ذ‬
‫فاعلم‬
‫أنك‬
‫مصابا‬
،‫به‬
‫و‬
‫ق‬
‫د‬
‫وضع‬
‫غشاوة‬
‫خفيفة‬
‫على‬
‫عقلك‬
‫لكي‬
‫يجعلك‬
‫ال‬
‫تفهم‬
‫مضم‬
‫ون‬
‫ما‬
،‫قرأته‬
‫ألن‬
‫اللبيب‬
‫باإلشارة‬
،‫يفهم‬
‫أو‬
‫أنه‬
‫قام‬
‫بتخوي‬
‫فك‬
‫وجعل‬
‫تفكيرك‬
‫و‬
‫توجهك‬
‫سلبيا‬
‫حتى‬
‫تخاف‬
‫وتتج‬
‫نب‬
‫التفكير‬
‫في‬
‫أن‬
‫تتخلص‬
‫منه‬
.
‫أما‬
‫إن‬
‫لم‬
‫يخطر‬
‫على‬
‫با‬
‫لك‬
‫أي‬
‫شيء‬
‫فأنت‬
‫و‬
‫هلل‬
‫الحـمـــد‬
‫قد‬
‫تكون‬
‫من‬
‫ضمن‬
‫الذين‬
‫عر‬
‫فوا‬
‫مكانه‬
‫وتخلصوا‬
‫منه‬
‫أو‬
‫من‬
‫بعض‬
‫أعراضه‬
.
‫وفي‬
‫كلتا‬
‫الحالتين‬
‫كل‬
‫ما‬
‫عليك‬
‫هو‬
‫أن‬
‫تكمل‬
‫قراءة‬
‫هذا‬
‫الكتاب‬
‫إن‬
‫كنت‬
‫ترغب‬
‫في‬
‫زيادة‬
،‫المعرفة‬
‫و‬
‫التخلص‬
‫م‬
‫ن‬
‫أعراضه‬
‫الباقية‬
‫التي‬
‫لم‬
‫يسلم‬
‫منها‬
‫إال‬
‫فئة‬
‫قليلة‬
‫ج‬
،‫دا‬
‫لكي‬
‫تبدأ‬
‫بتحسين‬
‫وضعك‬
‫الحالي‬
‫و‬
‫تغيير‬
‫نظرتك‬
‫للح‬
‫ياة‬
‫و‬
‫العثور‬
‫على‬
‫مفتاح‬
‫و‬
‫طريق‬
‫األمل‬
‫مهما‬
‫كان‬
‫وضعك‬
،‫الحالي‬
‫مقر‬
‫سكنك‬
،‫عمرك‬،
،‫جنسك‬
،‫مرضك‬
‫حالتك‬
،‫المادية‬
‫فستحلق‬
‫في‬
‫سماء‬
‫النجاح‬
‫بإذن‬
‫هللا‬
‫إن‬
‫رغب‬
‫ت‬
‫بذلك‬
‫و‬
‫عزمت‬
‫فعال‬
‫على‬
‫أن‬
‫تغير‬
‫من‬
‫حياتك‬
.
31
32
‫األول‬ ‫الباب‬
‫أحزنك‬ ‫الذي‬ ‫هذا‬
!
‫إن‬
‫تمكنت‬
‫فعال‬
‫من‬
‫التخلص‬
‫من‬
‫هذا‬
‫الذي‬
،‫أحزنك‬
‫بعد‬
‫فهمك‬
‫و‬
‫تطبيقك‬
‫لما‬
‫في‬
‫هذا‬
،‫الكتاب‬
‫فستتمكن‬
‫بإذن‬
‫هللا‬
‫من‬
‫تحقيق‬
‫معظم‬
،‫أحالمك‬
‫ومن‬
‫فعل‬
‫أشياء‬
‫كنت‬
‫تعتق‬
‫د‬
‫أنها‬
،‫مستحيلة‬
‫وستتغير‬
‫نظرتك‬
‫لألشياء‬
‫من‬
‫حولك‬
،
‫وبالتالي‬
‫ستتغير‬
‫حياتك‬
.
‫ستذهب‬
‫إلى‬
‫العمل‬
‫سعي‬
،‫ـــــــــدا‬
‫و‬
‫ستعرف‬
‫أنه‬
‫بإمكانك‬
‫التخلص‬
‫من‬
،‫الرهاب‬
‫أو‬
،‫الخوف‬
‫أو‬
،‫االكتئاب‬
‫أو‬
‫القلق‬
‫أو‬
‫المشاكل‬
‫النفسية‬
‫بكل‬
‫سهولة‬
،
‫أو‬
،‫الفقر‬
‫أو‬
،‫المرض‬
‫أو‬
‫من‬
‫مشاكل‬
،‫العمل‬
‫و‬
‫المشاكل‬
،‫االجتماعية‬
‫وغيرها‬
.
‫من‬ ‫تتخلص‬ ‫عندما‬ ‫تفعله‬ ‫أن‬ ‫يمكن‬ ‫ماذا‬
‫ه؟‬
33
‫ستتمكن‬
‫كذلك‬
‫من‬
‫إطعام‬
‫أسماك‬
،‫القرش‬
‫ومن‬
‫الغوص‬
‫لي‬
‫ال‬
‫إن‬
‫أصبحت‬
‫غواصا‬
،
‫ولن‬
‫تخاف‬
‫من‬
‫الصرصور‬
‫أو‬
‫الثعبان‬
‫أو‬
‫القطة‬
‫أو‬
‫أي‬
‫حشرة‬
‫أو‬
‫حيوان‬
.
‫ستتغير‬
‫نظرتك‬
‫لألشياء‬
‫و‬
‫بالتالي‬
‫ستتغير‬
‫حياتك‬
‫بالكامل‬
‫إن‬
‫عزمت‬
‫و‬
‫توكلت‬
‫على‬
‫هللا‬
.
34
‫قبل‬
‫أن‬
‫أخبرك‬
‫بحقيقة‬
‫هذا‬
‫الذي‬
،‫أحزنك‬
‫أود‬
‫منك‬
‫أن‬
‫تق‬
‫وم‬
‫أوال‬
‫بعملية‬
‫التوازن‬
‫بين‬
‫جسمك‬
‫وعقلك‬
‫عن‬
‫طريق‬
‫ا‬
‫لتنفس‬
‫العميق‬
‫كي‬
‫تستوعب‬
‫كامل‬
،‫الموضوع‬
‫وذلك‬
‫بأخذ‬
‫شهي‬
‫ق‬
‫بعمق‬
‫و‬
‫ببطء‬
‫من‬
‫خالل‬
،‫األنف‬
‫ومن‬
‫ثم‬
‫قم‬
‫بالزفير‬
‫ببطء‬
‫من‬
‫خالل‬
‫الفم‬
.
‫اآلن‬ ‫عينك‬ ‫بإغماض‬ ‫قم‬
‫عميقة‬ ‫أنفاس‬ ‫ثالث‬ ‫ذ‬ُ‫خ‬‫و‬
‫القراءة‬ ‫واصل‬ ‫ثم‬ ،‫بطيئة‬ ‫و‬
.
35
‫أحزنك؟‬ ‫الذي‬ ‫هذا‬ ‫حقيقة‬ ‫ما‬
‫ص‬ ‫تعزيز‬ ‫في‬ ‫يسهم‬ ‫العميق‬ ‫التنفس‬
‫حة‬
‫والنفس‬ ‫الجسم‬
‫يجب‬
‫أن‬
‫تعلم‬
‫بأن‬
‫ممارسة‬
‫تقـنيات‬
‫التنفس‬
‫العميق‬
،
‫خاصة‬
‫فترة‬
‫الخوف‬
‫من‬
‫الحروب‬
‫أو‬
‫من‬
‫اإلصابة‬
‫بالمرض‬
‫أو‬
،‫غيره‬
‫من‬
‫شأنها‬
‫أن‬
‫تخفف‬
‫إلى‬
‫حد‬
‫كبير‬
‫من‬
‫مشاعر‬
،‫التوتر‬
،‫القلق‬
‫نوبات‬
‫الذعر‬
‫وتساعدك‬
‫على‬
‫تخطي‬
‫ه‬
‫ذه‬
‫المرحلة‬
‫بسهولة‬
‫أكبر‬
.
‫يمكنك‬
‫تعلم‬
‫الكثير‬
‫من‬
‫تقني‬
‫ات‬
‫التنفس‬
‫المختلفة‬
‫عن‬
‫طريق‬
‫البحث‬
‫في‬
‫اإلنترنت‬
‫ع‬
‫ن‬
"
‫التنفس‬
‫الصحيح‬
"
.
‫واآلن‬
‫دعنا‬
‫نتعرف‬
‫سويا‬
‫عن‬
‫حقيقة‬
‫هذا‬
‫الذي‬
‫أحزن‬
‫ك‬
‫و‬
،‫أعراضه‬
‫وكيف‬
‫لم‬
‫يترك‬
‫بيتا‬
‫إال‬
‫وقد‬
‫أصاب‬
‫فيه‬
‫شخصا‬
‫واحدا‬
‫على‬
،‫األقل‬
‫وما‬
‫اسم‬
‫البحر‬
‫العجيب‬
‫الذي‬
‫يعيش‬
‫فيه؟‬
36
‫إنه‬
‫يعيش‬
‫في‬
‫بحر‬
‫الدماغ‬
‫الذي‬
‫في‬
‫اإلنسان‬
‫و‬
‫الذي‬
‫ي‬
‫مثل‬
‫العضو‬
‫الرئيسي‬
‫في‬
‫الجهاز‬
‫العصبي‬
‫لنقل‬
‫اإلشارات‬
‫العصبية‬
‫بين‬
‫العقل‬
‫و‬
‫المخ‬
.
‫وهذا‬
‫البحر‬
‫لم‬
‫يقم‬
‫بالغ‬
‫وص‬
‫فيه‬
‫إال‬
‫من‬
‫هم‬
‫ناجحون‬
‫و‬
‫سعداء‬
‫في‬
،‫الحياة‬
‫فعثروا‬
‫ف‬
‫ي‬
‫أعماقه‬
‫على‬
‫ذلك‬
‫المخلوق‬
‫العجيب‬
‫الخفي‬
‫وهو‬
(
‫العقل‬
)
‫مدفون‬
‫في‬
،‫أعماقه‬
‫فحاولوا‬
‫التعرف‬
‫على‬
‫العقل‬
‫أكثر‬
‫و‬
‫أكثر‬
‫حتى‬
‫تمكنوا‬
‫من‬
‫معرفة‬
‫كيف‬
‫يعمل‬
‫هذا‬
‫العقل‬
‫داخ‬
‫ل‬
‫أنفسهم؟‬
‫من‬
‫أجل‬
‫التخلص‬
‫من‬
‫قيود‬
‫و‬
‫سيطرة‬
"
‫هذا‬
‫الذي‬
‫أحزنك‬
"
‫فنجحوا‬
‫على‬
‫مر‬
‫األيام‬
‫و‬
‫حرروا‬
‫عقولهم‬
‫تدريج‬
‫يا‬
‫وتخلصوا‬
،‫منه‬
‫وعرفوا‬
‫بأن‬
"
‫هذا‬
‫الذي‬
‫أحزنك‬
"
‫قد‬
‫قام‬
‫ببرمجة‬
‫عقولهم‬
‫تدريجيا‬
‫بدون‬
‫وعي‬
‫وال‬
‫إدراك‬
‫في‬
‫س‬
‫ن‬
‫الطفولة‬
‫نتيجة‬
‫ما‬
‫كــــــــــان‬
‫يشاهدونه‬
‫من‬
37
‫أحداث‬
‫أو‬
‫يسمعوه‬
‫من‬
‫كالم‬
‫قبيح‬
‫و‬
‫أقوال‬
‫سلبية‬
‫و‬
‫ش‬
‫تائم‬
‫و‬
‫ضرب‬
‫و‬
‫ثقافات‬
‫غربية‬
‫و‬
‫معتقدات‬
‫خاطئة‬
‫و‬
‫قناعات‬
‫و‬
‫تعصب‬
‫و‬
‫جاهلية‬
‫وتشدد‬
‫و‬
‫انحراف‬
‫طيلة‬
‫مراحل‬
،‫النمو‬
‫فتبرمجت‬
‫عقولهم‬
،‫عليها‬
‫و‬
‫أصبحوا‬
‫سلبيي‬
‫التفك‬
‫ير‬
‫عند‬
‫سن‬
،‫البلوغ‬
‫ليكبروا‬
‫وتصبح‬
‫حياتهم‬
‫كلها‬
‫سلبية‬
،‫ومشاكل‬
‫يديرها‬
‫كالم‬
‫الناس‬
،‫عليهم‬
‫و‬
‫األحداث‬
‫التي‬
‫من‬
‫حولهم‬
.
38
‫يقو‬ ‫حياة‬ ‫من‬ ‫لك‬ ‫خير‬ ،‫عقلك‬ ‫يقودها‬ ‫حياة‬
‫دها‬
‫حولك‬ ‫من‬ ‫األحداث‬ ‫و‬ ‫الناس‬ ‫كالم‬
.
39
‫الثاني‬ ‫الباب‬
‫أحزنك‬ ‫الذي‬ ‫أعراض‬
40
‫إن‬
‫هذا‬
‫الذي‬
‫أحزنك‬
‫و‬
‫الذي‬
‫سنكشف‬
‫عن‬
‫حقيقته‬
‫في‬
‫الصفحات‬
،‫التالية‬
‫له‬
‫عشرة‬
‫أعراض‬
‫رئيسية‬
‫تجعل‬
‫ك‬
‫ل‬
‫من‬
‫هو‬
‫مصابا‬
‫بأحدها‬
‫إما‬
،‫حزينا‬
‫أو‬
،‫مهموما‬
‫أو‬
‫خائفا‬
‫أو‬
‫تعيسا‬
‫في‬
،‫حياته‬
‫أو‬
‫لديه‬
‫مشاكل‬
‫عائلية‬
‫أو‬
‫نفس‬
‫ية‬
‫أو‬
‫صحية‬
‫أو‬
‫مهنية‬
‫بسبب‬
‫البرمجة‬
‫السلبية‬
‫التي‬
‫برم‬
‫جها‬
‫في‬
‫عقله‬
.
‫و‬
‫أعراضه‬
‫هذه‬
‫لم‬
‫يتعافى‬
‫منها‬
‫إال‬
‫القليل‬
‫جدا‬
‫م‬
‫ن‬
،‫البشر‬
‫حتى‬
‫بعض‬
،‫الناجحين‬
‫و‬
‫الفنانين‬
‫و‬
‫الفنان‬
،‫ات‬
‫ورجال‬
‫وسيدات‬
،‫األعمال‬
‫و‬
،‫المدراء‬
‫و‬
،‫األطباء‬
‫و‬
‫رجال‬
‫الدين‬
‫و‬
،‫المفكرين‬
‫و‬
‫المشاهير‬
‫مصابون‬
‫به‬
‫بسبب‬
‫ا‬
‫لبيئة‬
،‫المحيطة‬
‫وينبثق‬
‫من‬
‫األعراض‬
‫الرئيسية‬
‫أعراض‬
‫أخرى‬
‫جانبــــــــــــية‬
،‫كثيـــــــــرة‬
‫و‬
‫سأذكر‬
‫هنــــــا‬
‫أحزنك؟‬ ‫الذي‬ ‫أعراض‬ ‫ما‬
‫باختصار‬
‫شديد‬
‫أهم‬
‫أعراضه‬
،‫العشرة‬
‫حيث‬
‫كنت‬
‫من‬
‫قبل‬
‫قد‬
‫كتبت‬
‫عن‬
‫أعراضه‬
‫بالتفصيل‬
‫عام‬
2009
،‫م‬
‫في‬
‫كتابي‬
‫والذي‬
‫عنوانه‬
(
‫الفيروس‬
‫الذي‬
‫أحزنك‬
)
،
‫و‬
‫المكون‬
‫من‬
235
،‫صفحة‬
‫وتم‬
‫طباعة‬
‫الطبعة‬
‫األولى‬
‫فقط‬
‫بعدد‬
2,500
‫نسخة‬
‫على‬
‫نفقتي‬
،‫الخاصة‬
‫ولم‬
‫أق‬
‫م‬
،‫بتعديله‬
‫أو‬
‫طباعة‬
‫الطبعة‬
‫الثانية‬
‫لعدم‬
‫التفرغ‬
.
‫ل‬
‫كن‬
‫اآلن‬
‫قمت‬
‫باستغالل‬
‫وقت‬
‫الفراغ‬
‫أثناء‬
‫فترة‬
‫الحظر‬
‫في‬
‫المنزل‬
‫بسبب‬
‫انتشار‬
‫فايروس‬
،‫كورونا‬
‫فقمت‬
‫بتعديل‬
‫و‬
‫تنقيح‬
‫كامل‬
‫الكتاب‬
‫وإعادة‬
‫تصميمه‬
‫ليكون‬
‫نسخة‬
‫الكترون‬
‫ية‬
،‫مجانية‬
‫وعدلت‬
‫اسمه‬
‫ليكون‬
‫بعنوان‬
(
‫هذا‬
‫الذي‬
‫أحزنك‬
)
‫بدال‬
‫من‬
‫الكتاب‬
‫الورقي‬
(
‫الفيروس‬
‫الذي‬
‫أح‬
‫زنك‬
)
‫حتى‬
‫ال‬
‫يظن‬
‫الناس‬
‫أنه‬
‫يتحدث‬
‫عن‬
‫فيروس‬
‫كورونا‬
.
‫و‬
‫أتمنى‬
‫منك‬
‫إن‬
‫أعجبك‬
‫هذا‬
‫الكتاب‬
‫أن‬
‫تقوم‬
‫بنشره‬
‫عل‬
‫ى‬
‫أصدقائك‬
‫و‬
‫مجموعات‬
(
‫الــواتس‬
‫آب‬
)
‫لتكسب‬
‫األجر‬
‫ف‬
‫ي‬
41
‫مساعدة‬
‫اآلخرين‬
‫في‬
‫محاولة‬
‫التعرف‬
‫على‬
(
‫هذا‬
‫الذي‬
‫أحزنـك‬
)
‫ليستطيــعوا‬
‫مواجهـــة‬
‫التحديات‬
،‫القادمة‬
‫قبــل‬
‫أن‬
‫يصابوا‬
‫باألمــراض‬
‫النفســـــــية‬
‫التي‬
‫ملئت‬
‫البيوت‬
‫بسبـــــــــــبه‬
.
‫فالدال‬
‫على‬
‫الخيــــــر‬
‫كـفـــــــــــاعـــــلـــــه‬
.
42
‫واآلن‬
‫سأذكر‬
‫أعراضه‬
‫في‬
‫الصفحات‬
‫التالية‬
‫باختص‬
،‫ار‬
‫بعد‬
‫الكشف‬
‫عن‬
‫حقيقته‬
،‫أوال‬
‫فإن‬
‫وافق‬
‫أي‬
‫من‬
‫األعراض؛‬
‫وضعك‬
‫الحالي‬
.
‫فاعلم‬
‫أنك‬
‫مصاب‬
،‫به‬
‫وأن‬
‫كل‬
‫ما‬
‫عليك‬
‫فعله‬
‫هو‬
‫اختيار‬
‫شيء‬
‫واحد‬
‫فقط‬
:
‫إما‬
‫أن‬
‫تختار‬
‫بأن‬
‫تعزم‬
‫على‬
‫إكمال‬
‫القراءة‬
‫في‬
‫وقت‬
‫مناسب‬
‫لكي‬
‫تتخلص‬
‫من‬
‫قيوده‬
‫تدريجيا‬
‫إن‬
‫أحببت‬
‫و‬
‫تغ‬
‫ير‬
‫من‬
،‫حياتك‬
‫لتبدأ‬
‫بالتخطيط‬
‫لحياة‬
‫جديدة‬
‫فتذوق‬
‫طعم‬
‫النجاح‬
‫و‬
‫السعادة‬
‫و‬
‫الراحة‬
‫مهما‬
‫زادت‬
‫التحديات‬
‫واألحداث‬
.
‫أو‬
‫أن‬
‫تتوقف‬
‫عن‬
،‫القراءة‬
‫وتكون‬
‫أسيرا‬
‫لهذا‬
‫الذي‬
‫أحزنك‬
‫حتى‬
‫تصاب‬
‫بعد‬
‫فترة‬
‫باألمراض‬
‫النفسية‬
‫و‬
‫االكتئاب‬
‫وغيرها‬
.
‫أما‬
‫إن‬
‫لم‬
‫تكن‬
‫أي‬
‫من‬
‫األعراض‬
‫لديك‬
‫فهنيئا‬
،‫لك‬
‫ألن‬
‫ك‬
‫ستكون‬
‫بذلك‬
‫تجاوزت‬
‫نصف‬
‫مشوار‬
‫النجاح‬
‫و‬
‫عليك‬
‫بتصفحه‬
‫سريعا‬
‫إن‬
‫رغبت‬
‫في‬
‫االستفادة‬
.
43
‫إن‬
‫هذا‬
‫الذي‬
‫أحزنك‬
"
‫المبرمج‬
‫الخفي‬
"
‫سميته‬
‫ب‬
‫فيروس‬
‫العقول‬
‫عام‬
2009
‫م‬
‫في‬
‫كتابي‬
(
‫الفيروس‬
‫الذي‬
‫أحزنك‬
)
،
‫و‬
‫الذي‬
‫أصاب‬
‫عقول‬
‫البشر‬
‫بدون‬
‫وعي‬
‫وال‬
‫إدراك‬
‫بسب‬
‫ب‬
‫وسوسة‬
،‫الشيطان‬
‫نتيجة‬
‫ألفكار‬
‫سلبية‬
‫دخلت‬
‫العق‬
،‫ل‬
‫فتبرمجت‬
‫وتراكمت‬
‫مع‬
،‫الوقت‬
‫لنحرص‬
‫على‬
‫حب‬
‫الدن‬
‫يا‬
‫وما‬
‫صنعه‬
‫اإلنسان‬
‫من‬
‫السمعة‬
‫و‬
‫الواسطة‬
‫و‬
‫الحسب‬
‫و‬
‫النسب‬
‫و‬
،‫التشدد‬
‫وننسى‬
‫اآلخرة‬
‫و‬
‫استخدام‬
‫العقل‬
‫ال‬
‫ذي‬
‫صنعه‬
‫هللا‬
‫لخدمتنا‬
‫في‬
‫هذه‬
‫الحياة‬
،‫الدنيا‬
‫لنتأخر‬
‫و‬
‫ن‬
‫ف‬ّ‫ل‬‫تخ‬
‫في‬
‫مجتمعاتنا‬
،‫العربية‬
‫و‬
‫لتتفرق‬
،‫صفوفنا‬
‫فأث‬
‫ر‬
‫ذلك‬
‫على‬
‫سلوكنا‬
‫وجعلنا‬
‫ننظر‬
‫للحياة‬
‫من‬
‫النظرة‬
‫المادية‬
‫والتشاؤمية‬
‫السلبية‬
،
‫فننسى‬
‫هللا‬
‫و‬
‫ننسى‬
‫اآلخر‬
،‫ة‬
‫ونزداد‬
‫حرصا‬
‫على‬
‫حب‬
‫الحياة‬
،‫الدنيا‬
‫والسمعة‬
‫و‬
‫كسب‬
‫المال‬
‫بأي‬
‫طريقة‬
‫كانت‬
.
44
‫أحزنك؟‬ ‫الذي‬ ‫هذا‬ ‫حقيقة‬ ‫ما‬
45
‫وهذا‬
"
‫الخفي‬ ‫المبرمج‬
"
‫هللا‬ ‫رسول‬ ‫وصفه‬ ‫قد‬

‫بالوهن‬
،‫قلوبنا‬ ‫في‬ َ‫ِف‬‫ذ‬‫ـ‬ُ‫ق‬ ‫الذي‬
‫قال‬ ‫كما‬

:
(
‫توشك‬
‫أن‬
‫تداعـــى‬
‫عليكم‬
‫األمم‬
‫كما‬
‫تداعى‬
‫األكلة‬
‫إلى‬
‫قصعتها‬
.
‫قيل‬
:
‫أو‬
‫من‬
‫قلة‬
‫نحن‬
‫يومئذ؟‬
‫قال‬
:
‫بل‬
‫أنتم‬
،‫كثير‬
‫ولكن‬
‫كغثاء‬
،‫السيل‬
‫ويوشك‬
‫هللا‬
‫أن‬
‫ينزعن‬
‫المهابة‬
‫من‬
‫صدور‬
،‫أعداءكم‬
‫وأن‬
‫يقذف‬
‫في‬
‫قلوبكم‬
‫الوهن‬
.
‫قيل‬
:
‫قال‬ ‫الوهن؟‬ ‫وما‬
:
‫الموت‬ ‫وكراهية‬ ‫الدنيا‬ ‫حب‬
.)
‫أحمد‬ ‫و‬ ‫داود‬ ‫أبو‬ ‫رواه‬
‫أوال‬
:
‫التفكير‬
‫السلبي‬
‫هناك‬
‫عقول‬
‫أناس‬
‫كثيرة‬
‫ال‬
‫ترى‬
‫إال‬
‫الجانب‬
‫السلبي‬
‫ف‬
‫ي‬
‫كل‬
،‫شيء‬
‫عكس‬
‫ما‬
‫يراه‬
‫غيرهم‬
‫من‬
‫الناس‬
.
‫فتجد‬
‫طريقة‬
‫تفكيرهم‬
‫سلبية‬
‫لدرجة‬
،‫كبيرة‬
‫فهم‬
‫عون‬ِ‫ن‬َ‫ت‬ْ‫ق‬ُ‫م‬
‫على‬
‫صورة‬
‫سلبية‬
‫تبرمجت‬
‫في‬
‫عقولهم؛‬
‫جعلتهم‬
‫يرون‬
‫الفشل‬
‫والسلبية‬
‫في‬
‫كل‬
،‫شيء‬
‫كلماتهم‬
‫محبطة‬
‫لكل‬
‫من‬
‫يتح‬
‫دث‬
‫معهم‬
.
‫و‬
‫نظرتهم‬
‫سلبية‬
‫للحياة‬
‫و‬
‫ألي‬
‫شيء‬
‫أو‬
‫أي‬
‫كتاب‬
‫أو‬
‫أي‬
‫علم؛‬
‫وال‬
‫يحسنون‬
‫الظن‬
‫باهلل‬
‫تعالى‬
‫في‬
‫أي‬
‫شي‬
‫ء‬
.
46
‫أحزنك؟‬ ‫الذي‬ ‫هذا‬ ‫أعراض‬ ‫ما‬
‫ثانيا‬
:
‫الرهاب‬ ‫و‬ ،‫ف‬ ْ‫و‬َ‫خ‬‫ال‬
‫ف‬ ْ‫و‬َ‫خ‬‫ال‬
‫هو‬
‫الشعور‬
‫الناتج‬
‫عن‬
‫الخطر‬
‫أو‬
‫التهديد‬
‫نتيج‬
‫ة‬
‫قناعات‬
‫سلبية‬
‫مبرمجة‬
‫في‬
‫عقل‬
‫المصاب‬
(
‫تصور‬
‫لوجود‬
‫خطر‬
‫ما‬
‫قبل‬
‫حدوثه‬
)
،
‫تؤدي‬
‫إلى‬
‫حدوث‬
‫تغيير‬
‫مفاجئ‬
‫في‬
‫سلوكه‬
‫مثل‬
،‫الهروب‬
‫أو‬
‫الصياح‬
‫أو‬
،‫االختباء‬
‫أو‬
‫البكاء‬
‫ت‬
‫جاه‬
‫األحداث‬
‫التي‬
‫يتصورها‬
‫الفرد‬
.
‫فهو‬
‫ينشأ‬
‫نتيجة‬
‫القناعات‬
‫المبرمجة‬
‫في‬
‫عقل‬
‫المصاب‬
‫ح‬
‫ول‬
‫الشيء‬
‫الذي‬
‫يخاف‬
،‫منه‬
‫فيخاف‬
‫من‬
‫المخلوق‬
‫أشد‬
‫خوفا‬
‫م‬
‫ن‬
،‫الخالق‬
‫نتيجة‬
‫وسوسة‬
‫من‬
‫الشيطان‬
‫في‬
‫قلب‬
‫اإلنسان‬
.
‫فتجد‬
‫الشخص‬
‫يخاف‬
‫من‬
‫مواجهة‬
‫الناس‬
‫أو‬
‫من‬
‫مواجهة‬
‫بعض‬
‫الحيوانات‬
‫كالقطة‬
‫أو‬
‫الفأر‬
‫أو‬
‫الثعبان‬
،
‫أو‬
‫من‬
‫بعض‬
‫الحشرات‬
‫كالعنكبوت‬
‫أو‬
،‫الصرصور‬
،‫وغيرها‬
‫أو‬
‫يخاف‬
‫من‬
‫أن‬
‫يصاب‬
‫بالعدوى‬
‫رغم‬
‫اتخاذه‬
‫بسبل‬
،‫الوقاية‬
‫ألنه‬
‫تصور‬
‫شيء‬
‫سلبي‬
‫قبل‬
‫حدوثه‬
.
47
‫واستمرار‬
‫الخوف‬
‫من‬
‫شيء‬
‫محدد‬
‫سيتراكم‬
‫في‬
‫العقل‬
‫تدر‬
‫يجيا‬
‫و‬
‫يسبب‬
‫مع‬
‫الزمن‬
‫بما‬
‫يسمى‬
(
‫فوبيا‬
‫الرهاب‬
)
‫ألن‬
‫الفك‬
‫رة‬
‫السلبية‬
‫نمت‬
‫و‬
‫كبرت‬
‫حتى‬
‫أصبحت‬
‫قناعة‬
‫فكرية‬
‫سلب‬
‫ية‬
‫في‬
‫العقل‬
.
‫فيجب‬
‫عليك‬
‫أن‬
‫تعلم‬
‫بأن‬
‫كل‬
‫ما‬
‫تركز‬
‫عليه‬
‫بشد‬
‫ه‬
‫وتخاف‬
‫منه‬
‫و‬
‫تستشعره‬
،
‫فأنت‬
‫تدفعه‬
،‫للحدوث‬
‫عن‬
‫طري‬
‫ق‬
‫موجات‬
،‫العقل‬
‫كما‬
‫سيأتي‬
‫شرح‬
‫ذلك‬
‫فيما‬
‫بعد‬
.
48
﴿
‫ا‬َ‫م‬َّ‫ن‬‫إ‬
ُ‫م‬ُ‫ك‬ِ‫ل‬ََٰ‫ذ‬
َ
‫ال‬َ‫ف‬ ُ‫ه‬َ‫ء‬‫ا‬َ‫ي‬ِ‫ل‬ ْ‫و‬َ‫أ‬ ُ‫ف‬ِّ‫و‬َ‫خ‬ُ‫ي‬ ُ‫ان‬َ‫ط‬ْ‫ي‬َّ‫ش‬‫ال‬
ِ‫م‬ْ‫ؤ‬ُّ‫م‬ ‫م‬ُ‫ت‬‫ُن‬‫ك‬ ‫ن‬ِ‫إ‬ ِ‫ون‬ُ‫ف‬‫ا‬َ‫خ‬َ‫و‬ ْ‫م‬ُ‫ه‬‫و‬ُ‫ف‬‫ا‬َ‫خ‬َ‫ت‬
َ‫ين‬ِ‫ن‬
﴾
‫عمران‬ ‫آل‬
175
‫ال‬
‫يجب‬
‫أن‬
‫يصل‬
‫الخوف‬
‫من‬
‫أي‬
‫شيء‬
‫إلى‬
‫حد‬
‫القلق‬
‫و‬
،‫التوتر‬
‫بل‬
‫يجب‬
‫أن‬
‫يكون‬
‫مقر‬
‫ونا‬
‫بالرجاء‬
‫و‬
‫حسن‬
‫الظن‬
،‫باهلل‬
‫طالما‬
‫أخذت‬
‫باألسباب‬
.
‫ثالثا‬
:
،‫الكذب‬
‫و‬
‫االحتيال‬
‫الكذب‬
‫هو‬
‫القول‬
‫المخالف‬
،‫للواقع‬
‫أما‬
‫االحتيال‬
‫فهو‬
‫تزيي‬
‫ف‬
،‫للحقائق‬
‫وهذه‬
‫األعراض‬
‫انتشرت‬
‫كثيرا‬
‫في‬
‫هذا‬
‫الزمن‬
‫م‬
‫ن‬
‫أجل‬
‫مادية‬
،‫الحياة‬
‫وهي‬
‫من‬
‫أسوأ‬
‫الصفات‬
‫السيئة‬
‫التي‬
‫ت‬
‫حلى‬
‫بها‬
‫كثيرا‬
‫من‬
،‫الناس‬
‫ولذلك‬
‫كثرت‬
‫أساليب‬
‫الكذب‬
‫واالح‬
‫تيال‬
‫و‬
‫النفاق‬
.
‫مع‬
‫العلم‬
‫بأن‬
‫الكاذب‬
‫يمكن‬
‫بسهولة‬
‫الكشف‬
‫عن‬
‫ه‬
‫من‬
‫خالل‬
‫تعبيرات‬
‫وجهه‬
‫و‬
‫احمرار‬
‫و‬
‫لمعان‬
‫عيونه‬
‫أو‬
‫من‬
‫طريقة‬
‫كالمه‬
‫ممن‬
‫أتقن‬
‫تعلم‬
‫لغة‬
‫الوجوه‬
.
‫فيجب‬
‫على‬
‫كل‬
‫من‬
‫اتصف‬
‫بهذه‬
‫الصفة‬
‫أن‬
‫يبادر‬
‫بالتوب‬
،‫ة‬
‫أو‬
‫يحاول‬
‫تركها؛‬
‫ألن‬
‫حبال‬
‫الكذب‬
‫وإن‬
‫طالت‬
‫فهي‬
‫قصيرة‬
.
49
‫أما‬ ،‫العقل‬ ‫بداخل‬ ‫ما‬ ‫تكشف‬ ‫الوجه‬ ‫مالمح‬
‫أن‬ ‫دون‬ ‫القلب‬ ‫أسرار‬ ‫تكشف‬ ‫فهي‬ ‫العيون‬
‫تتحدث‬
.
‫رابعا‬
:
‫والبخل‬ ،‫الحقد‬ ‫و‬ ،‫التكبر‬ ‫و‬ ،‫الحسد‬
‫أعراض‬ ‫أخطر‬ ‫من‬ ‫وهذه‬
(
‫أحزنك‬ ‫الذي‬ ‫هذا‬
)
‫اجتمعت‬ ‫فإن‬ ،
‫يعت‬ ‫الخفي‬ ‫المبرمج‬ ‫فإن‬ ‫واحد‬ ‫شخص‬ ‫عقلية‬ ‫في‬ ‫جميعها‬
‫قد‬ ‫بر‬
‫م‬ ‫الخارجة‬ ‫السلبية‬ ‫الطاقة‬ ‫وأصبحت‬ ،‫عقله‬ ‫كامل‬ ‫من‬ ‫تمكن‬
‫ن‬
‫ير‬ ‫شيء‬ ‫لكل‬ ‫تخريبية‬ ‫قوة‬ ‫إلى‬ ‫تحولت‬ ‫قد‬ ‫الحاسد‬ ‫عين‬
‫كز‬
‫األيام‬ ‫مرور‬ ‫مع‬ ‫صاحبها‬ ‫على‬ ‫عكسي‬ ‫مردود‬ ‫ولها‬ ،‫عليه‬
.
‫أ‬ ‫من‬ ‫يحدثه‬ ‫ما‬ ‫رغم‬ ‫األلم؛‬ ‫و‬ ‫زن‬ُ‫ح‬‫ال‬ ‫مرارة‬ ‫بسببها‬ ‫فيذوق‬
‫ذى‬
‫للغير‬ ‫ظلم‬ ‫أو‬
.
‫ح‬ ‫السلبية‬ ‫الطاقة‬ ‫هذه‬ ‫قوة‬ ‫درجات‬ ‫وتختلف‬
‫سب‬
‫الت‬ ‫ثم‬ ،‫بالحسد‬ ‫يتصف‬ ‫من‬ ‫كل‬ ‫عند‬ ‫أقوى‬ ‫فتكون‬ ‫الحالة؛‬
،‫كبر‬
‫البخل‬ ‫ثم‬ ،‫الحقد‬ ‫ثم‬
.
50
‫قال‬

(
‫العين‬
‫حق‬
‫ويحضرها‬
‫الشيطان‬
‫وحسد‬
‫ابن‬
‫آدم‬
)
‫البخاري‬ ‫رواه‬
‫خامسا‬
:
،‫الشك‬
‫و‬
،‫الوهم‬
‫والوسوسة‬
‫الشديدة‬
‫الشك‬
‫جحيم‬
‫للنفس‬
‫وقطع‬
‫للعالقات‬
.
‫فهو‬
‫يجعل‬
‫اإلنسا‬
‫ن‬
‫يفقد‬
‫سالمته‬
‫وحياته‬
‫العائلية‬
‫و‬
‫المهنية‬
.
‫فدخول‬
‫الشك‬
‫إلى‬
‫ا‬
‫لعقل‬
‫سهل‬
،
‫ولكن‬
‫من‬
‫الصعب‬
‫أن‬
‫يخرج‬
‫من‬
‫العقل‬
‫إن‬
‫استغرق‬
‫الشخص‬
‫أكثر‬
‫من‬
‫نصف‬
‫دقيقة‬
‫يفكر‬
‫فيما‬
‫يشك‬
،‫فيه‬
‫إذ‬
‫سيتم‬
‫برمجة‬
‫هذا‬
‫الشك‬
‫في‬
‫العقل‬
‫على‬
‫االستمرارية‬
‫ليصبح‬
‫ما‬
‫يشك‬
‫فيه‬
‫واقعا‬
،‫أمامه‬
‫فإن‬
‫استمر‬
‫الشك‬
‫في‬
‫الشخص‬
‫و‬
‫تكر‬
‫ر‬
‫فإنه‬
‫سيتحول‬
‫إلى‬
‫مرض‬
‫نفسي‬
‫في‬
،‫المستقبل‬
‫ينشأ‬
‫عنه‬
‫ا‬
‫لوهم‬
‫وهو‬
(
‫درجة‬
‫بين‬
‫الظن‬
‫الخاطئ‬
‫والشك‬
)
،
‫ثم‬
‫الوسوسة‬
‫الشديدة‬
(
‫الوسواس‬
‫القهري‬
)
.
‫فيصبح‬
‫الشخص‬
‫أسيرا‬
‫و‬
‫ضحية‬
،‫للوهم‬
‫يعيش‬
‫في‬
‫سجن‬
‫الوهم‬
‫ليقتل‬
‫نفسه‬
‫وي‬
‫تألم‬
‫داخليا‬
‫بالوسوسة‬
،‫القهرية‬
‫وال‬
‫حول‬
‫وال‬
‫قوة‬
‫إال‬
‫باهلل‬
.
‫لذا‬
‫فإن‬
‫الشخص‬
‫المصاب‬
‫بهذه‬
‫األعراض‬
‫يكون‬
‫دائما‬
‫في‬
‫حيرة‬
‫مع‬
‫أمره؛‬
‫فهو‬
‫كثير‬
‫التفكير‬
‫و‬
‫التردد‬
‫و‬
‫ال‬
‫يستط‬
‫يع‬
‫النوم‬
51
‫بسهولة‬
.
‫وعند‬
‫تراكم‬
ّ‫أي‬
‫من‬
‫هذه‬
‫األعراض‬
‫في‬
‫عقله؛‬
‫فإن‬
‫ه‬
‫سيصبح‬
‫غير‬
‫قادر‬
‫على‬
‫التحكم‬
‫في‬
،‫حياته‬
‫وقد‬
‫تقوده‬
‫نفسه‬
‫إلى‬
‫التفكير‬
‫باالنتحار‬
‫مرارا‬
‫؛‬‫وتكرارا‬
‫أو‬
‫إنهاء‬
‫العالق‬
‫ة‬
‫مع‬
‫من‬
‫يشك‬
‫فيه‬
.
‫وهناك‬
‫أنواع‬
‫أخرى‬
‫من‬
‫الشك‬
‫تنشأ‬
‫من‬
‫سوء‬
‫الظن؛‬
‫فتتعب‬
‫صاحبها‬
‫و‬
‫كل‬
‫من‬
‫حوله‬
.
‫منها‬
‫الشك‬
‫في‬
‫الز‬
‫وج‬
‫أو‬
،‫الزوجة‬
‫أو‬
‫في‬
‫الدين‬
‫أو‬
‫في‬
،‫العقيدة‬
‫أو‬
‫الشك‬
‫في‬
‫األب‬
‫ناء‬
،‫والناس‬
‫و‬
‫األصدقاء‬
.
‫فتظهر‬
‫المشاكل‬
‫األسرية‬
‫و‬
،‫االجتماعية‬
‫و‬
‫تفقد‬
‫الثقة‬
‫في‬
‫الطرف‬
‫اآلخر؛‬
‫بعد‬
‫عالقة‬
‫طويلة؛‬
‫بسبب‬
‫سوء‬
‫الظن‬
،‫باهلل‬
‫كما‬
‫قال‬
‫تعالى‬
‫في‬
‫الح‬
‫ديث‬
‫القدسي‬
(
‫أنا‬
‫عند‬
‫ظن‬
‫عبدي‬
،‫بي‬
‫إن‬
‫ظن‬
‫خيرا‬
،‫فله‬
‫وإن‬
‫ظ‬
‫ن‬
‫شرا‬
‫فله‬
)
52
‫يجتمعان‬ ‫ال‬ ‫والشك‬ ‫الحب‬
.
‫يد‬ ‫الذي‬ ‫فالباب‬
‫خل‬
‫الحب‬ ‫منه‬ ‫سيخرج‬ ‫الشك؛‬ ‫منه‬
.
‫أحمد‬ ‫رواه‬
‫سادسا‬
:
‫الخجل‬
‫واالنطوائية‬
‫الشديدة‬
‫وانفصام‬
‫الشخص‬
‫ية‬
‫إن‬
‫صاحب‬
‫هذه‬
‫األعراض‬
‫تجده‬
‫يعاني‬
‫من‬
‫الوحدة‬
‫أو‬
‫الغربة؛‬
‫رغم‬
‫وجود‬
‫العائلة‬
‫والناس‬
‫من‬
‫حوله‬
.
‫ويخجل‬
‫من‬
‫المواجهة‬
‫أمام‬
‫أي‬
‫شخص‬
.
‫وأحيانا‬
‫يعاني‬
‫من‬
‫االنطوائية‬
‫الشديدة‬
‫أ‬
‫و‬
‫االنعزال‬
‫عن‬
‫الناس‬
‫أو‬
‫االنفصام‬
‫في‬
‫شخصيته‬
.
‫فهو‬
‫يع‬
‫يش‬
‫و‬
‫يتألم‬
‫مع‬
‫عالمه‬
‫الداخلي‬
،‫فقط‬
‫في‬
‫سجن‬
‫خاص‬
‫في‬
‫عقله‬
،
‫يفكر‬
‫في‬
‫صفحات‬
‫الماضي‬
.
‫فهو‬
‫يكون‬
‫فاقد‬
‫الثقة‬
‫بن‬
‫فسه؛‬
53
‫و‬
‫لذلك‬
‫يخشى‬
‫المواجهة‬
‫مع‬
‫أي‬
‫شخص‬
.
‫وهذه‬
‫األعراض‬
‫هي‬
‫أخف‬
‫األعراض‬
‫التي‬
‫من‬
‫السهل‬
‫جدا‬
‫عالجها‬
‫إن‬
‫تعلم‬
‫الشخص‬
‫كيف‬
‫يقوي‬
‫ثقته‬
‫بنفسه‬
‫ويثبت‬
،‫ذاته‬
‫وعرف‬
‫كيف‬
‫يقتنع‬
‫بشخصيته؟‬
‫ولكــن‬
‫السكوت‬
‫الطويـل‬
‫على‬
‫هذا‬
‫المرض‬
‫يعتبر‬
‫تمهيدا‬
‫لطريق‬
‫االنتحــار‬
‫فـــــي‬
‫المستقبــل‬
.
‫وال‬
‫بد‬
‫لك‬
‫أن‬
‫تعلم‬
‫بأن‬
‫هناك‬
‫فرق‬
‫كبير‬
‫بين‬
‫الحياء‬
‫وال‬
‫خجل‬
.
‫فالحياء‬
‫لق‬ُ‫خ‬
‫يبعث‬
‫على‬
‫فعل‬
‫كل‬
‫ما‬
‫هو‬
،‫جميل‬
‫واجتناب‬
،‫القبيح‬
‫و‬
‫يمنع‬
‫من‬
‫التقصير‬
‫في‬
‫حق‬
‫الغير‬
.
‫وفي‬
‫الح‬
‫ديث‬
:
54
(
‫هللا‬ ‫رسول‬ ‫كان‬

‫خدرها‬ ‫في‬ ‫العذراء‬ ‫من‬ ‫حياء‬ ‫أشد‬
)
‫مسلم‬ ‫و‬ ‫البخاري‬ ‫رواه‬
‫سابعا‬
:
،‫اليأس‬
‫و‬
،‫االنهزامية‬
‫و‬
،‫الفشل‬
‫و‬
‫التردد‬
‫إن‬
‫صاحب‬
‫هذه‬
‫العقلية‬
‫يراهن‬
‫دائما‬
‫على‬
‫الفشل‬
‫في‬
‫كل‬
‫شيء‬
.
‫فالمبرمج‬
‫الخفي؛‬
‫جعل‬
‫عقله‬
‫يرى‬
‫نفسه‬
‫بأنه‬
‫يع‬
‫يش‬
‫في‬
‫وسط‬
‫مجتمع‬
‫فاشل‬
‫مكتئب‬
‫منهزم‬
‫ومحبط‬
.
‫فيخاطب‬
‫الناس‬
‫بكل‬
‫ما‬
‫يراه‬
‫في‬
‫عالمه‬
‫الداخلي؛‬
‫حيث‬
‫التردد‬
‫و‬
،‫الفشل‬
‫واالنهزام‬
،‫واإلحباط‬
‫واالكتئاب‬
.
‫فتراه‬
‫كثير‬
‫الغياب‬
‫في‬
‫المدرسة‬
‫أو‬
،‫العمل‬
‫أو‬
‫كثير‬
،‫التأخر‬
‫أو‬
‫كثير‬
،‫اإلهمال‬
‫أو‬
‫كث‬
‫ير‬
‫اإلحباط‬
‫من‬
‫عزيمة‬
،‫غيره‬
‫أو‬
‫كثير‬
‫التردد‬
‫تجاه‬
‫أفعاله‬
.
‫وأحيانا‬
‫يحاول‬
‫أن‬
‫يظهر‬
‫بأنه‬
‫مميز‬
‫أمام‬
‫زمالئــه‬
‫في‬
‫فعل‬
‫أي‬
‫شيء‬
‫أمامهم‬
‫إلثبات‬
،‫نفسه‬
‫لكي‬
‫يثبت‬
‫أنـه‬
‫ليس‬
‫فاشال‬
،
‫فتراه‬
‫يجيد‬
‫التفحيط‬
‫بمهارة‬
،‫عاليـة‬
‫أو‬
‫التهور‬
‫في‬
،‫السرعة‬
‫أو‬
‫الضحك‬
‫الساخر‬
‫أو‬
‫يكثر‬
‫من‬
55
‫تقديم‬
،‫الدخان‬
‫والخمر‬
‫و‬
‫المخدرات‬
‫لزمالئه‬
.
‫أو‬
‫معاكسة‬
،‫الفتيات‬
‫أو‬
‫االستهزاء‬
،‫باآلخرين‬
‫أو‬
‫غير‬
‫ذلك‬
‫من‬
‫التص‬
‫رفات‬
‫الدالة‬
‫على‬
‫الفشل‬
‫و‬
‫اليأس‬
.
56
‫التفحيط‬
‫شيطانية؛‬ ‫أعمال‬ ‫إال‬ ‫ماهي‬ ‫والتهور‬
‫الحياة‬ ‫من‬ ‫صاحبها‬ ‫يأس‬ ‫و‬ ‫فشل‬ ‫على‬ ‫تدل‬
.
‫ثامنا‬
:
‫تصيد‬
‫أخطاء‬
‫اآلخرين‬
‫إن‬
‫العقل‬
‫المصاب‬
‫بهذه‬
‫األعراض‬
‫ال‬
‫يستطيع‬
‫أن‬
‫يرى‬
‫إنجازات‬
‫أو‬
‫ثمرات‬
‫النجاح‬
‫ألي‬
،‫شخص‬
‫حتى‬
‫أطفاله‬
‫أو‬
‫الطالب‬
‫أو‬
‫العلماء‬
‫أو‬
‫من‬
‫هم‬
‫أقرب‬
‫الناس‬
‫إليه‬
.
‫فعقله‬
‫دائما‬
‫يقع‬
‫على‬
‫أخطاء‬
‫غيره‬
‫حتى‬
‫لو‬
‫كانت‬
‫بدون‬
،‫قصد‬
‫أو‬
‫خطأ‬
‫ع‬
‫ن‬
،‫جهل‬
‫أو‬
،‫سهو‬
‫أو‬
‫حتى‬
‫خطأ‬
‫مطبعي‬
.
‫فهو‬
‫ال‬
‫يرى‬
‫أمامه‬
‫سوى‬
‫أخطاء‬
‫من‬
‫حوله‬
‫مهما‬
‫حققوا‬
‫من‬
‫إنجازات‬
‫أو‬
‫مهما‬
‫كانت‬
‫شرة‬ِ‫ع‬‫ال‬
،‫بينهم‬
‫وأكثر‬
‫المصابين‬
‫بهذه‬
‫األعراض‬
‫ه‬
‫م‬
‫األزواج‬
‫أو‬
‫الزوجات‬
‫في‬
‫الترصد‬
‫والتصيد‬
‫ألخطاء‬
‫بعضه‬
‫م‬
.
‫والمدراء‬
‫في‬
‫تصيد‬
‫أخطاء‬
‫موظفيهم‬
.
‫و‬
‫النقاد‬
‫في‬
‫تصي‬
‫د‬
‫أخطاء‬
‫الكاتبين‬
‫و‬
‫المؤلفين‬
.
‫و‬
‫الفاشلين‬
‫في‬
‫تصيد‬
‫أ‬
‫خطاء‬
‫الناجحين‬
.
57
‫قال‬

(
‫إن‬
‫هللا‬
‫تجاوز‬
‫عن‬
‫أمتي‬
‫الخطأ‬
‫و‬
‫النسيان‬
‫و‬
‫ما‬
‫استكرهوا‬
‫عليه‬
)
‫البيهقي‬ ‫و‬ ‫ماجه‬ ‫ابن‬ ‫رواه‬
‫تاسعا‬
:
‫الغيرة‬
‫الشديدة‬
‫الغيرة‬
‫فطرة‬
‫في‬
‫طبيعة‬
‫الرجل‬
‫و‬
،‫المرأة‬
‫و‬
‫تكون‬
‫أكثر‬
‫ف‬
‫ي‬
‫المرأة؛‬
‫ولكن‬
‫إن‬
‫زادت‬
‫عن‬
‫حدها‬
‫فهذا‬
‫يعني‬
‫أنها‬
‫مرض‬
‫من‬
"
‫المبرمج‬
‫الخفي‬
"
.
‫فإن‬
‫كنت‬
‫حاليا‬
‫تشعر‬
‫بأنك‬
‫شديد‬
‫ا‬
‫لغيرة‬
‫؛‬
‫فاعلم‬
‫بأنه‬
‫قد‬
‫بدأ‬
‫غل‬ْ‫ل‬َ‫غ‬َ‫ت‬َ‫ي‬
‫في‬
‫عقلك‬
‫ليحزنك؛‬
‫و‬
‫احذر‬
‫جيدا‬
‫ألن‬
‫التعاسة‬
‫و‬
‫المشاكل‬
،‫الزوجية‬
‫و‬
‫المرض‬
‫النفسي‬
‫و‬
‫المستعصي؛‬
‫سيكون‬
‫على‬
‫مقربة‬
‫من‬
‫أبواب‬
‫حياتك‬
،‫المستقبلية‬
‫إن‬
‫لم‬
‫تتخلص‬
‫من‬
‫هذه‬
‫الغيرة‬
‫الشديدة‬
.
‫إذ‬
‫سيجعلك‬
"
‫المبرمج‬
‫الخفي‬
"
‫تشعر‬
‫في‬
‫نفسك‬
‫بحقك‬
‫ف‬
‫ي‬
‫االمتياز‬
‫و‬
‫األفضلية‬
‫على‬
‫الشخص‬
‫الذي‬
‫تغار‬
‫منه‬
.
‫فتت‬
‫حول‬
‫الغيرة‬
‫عندك‬
‫إلى‬
‫أنانية‬
‫و‬
‫حقد؛‬
‫وقد‬
‫تدفعك‬
‫إلى‬
‫االنتق‬
‫ام‬
‫في‬
‫المراحل‬
‫المتقدمة‬
‫من‬
‫هذا‬
‫المرض‬
.
‫فإن‬
‫استمريت‬
‫في‬
‫الغيرة‬
‫من‬
‫الشخص‬
،‫اآلخر‬
‫وجعلت‬
‫هذه‬
‫الغيرة‬
‫أكبر‬
‫همك‬
‫و‬
‫تركيزك‬
‫كله‬
‫عليها؛‬
‫فأنت‬
‫بذلك‬
‫ستع‬
‫طي‬
58
‫وزنا‬
‫زائدا‬
‫لهذه‬
‫الغيرة؛‬
‫لتحدث‬
‫البرمجة‬
‫العقلية‬
‫العك‬
‫سية‬
‫على‬
‫نفسك؛‬
‫و‬
‫التي‬
‫تنتهي‬
‫في‬
‫آخر‬
‫المطاف‬
‫بقتل‬
‫الطرف‬
‫الذ‬
‫ي‬
‫تغار‬
‫منه‬
،
‫أو‬
،‫االنتحار‬
‫أو‬
‫ارتكاب‬
‫جريمة‬
‫ضد‬
‫الطرف‬
‫اآلخر؛‬
‫أو‬
‫حرق‬
‫نفسك‬
‫؛‬‫داخليا‬
‫ف‬َ‫ع‬‫ض‬َ‫ي‬‫ف‬
‫الجسد‬
‫تدريجيا‬
‫و‬
‫ت‬
‫حترق‬
‫الشحوم‬
‫و‬
‫الدهون‬
‫في‬
‫الجسد‬
‫تدريجيا‬
،
‫حتى‬
‫ينتهي‬
‫ب‬
‫ك‬
‫الحال‬
‫بالمرض‬
‫المستعصي؛‬
‫و‬
‫الذي‬
‫يكون‬
‫غالبا‬
‫السرطان‬
‫و‬
‫ال‬
‫ربو‬
.
59
‫ف‬ ‫يشتعل‬ ‫الذي‬ ‫الكبريت‬ ‫عود‬ ‫مثل‬ ‫الغيرة‬
‫ي‬
‫يهلكه‬ ‫حتى‬ ‫تدريجيا‬ ‫فيحرقه‬ ‫القلب؛‬
.
‫عاشرا‬
:
‫الغشاوة‬
‫في‬
‫العقل‬
‫إن‬
‫المصابين‬
‫بهذه‬
‫األعراض‬
‫هم‬
‫األكثرية‬
‫في‬
‫هذا‬
‫الزمن‬
.
‫إذ‬
‫ال‬
‫يعرف‬
‫الشخص‬
‫المصاب‬
‫بهذا‬
،‫المرض‬
‫ما‬
‫هو‬
‫الصواب؟‬
‫وما‬
‫هو‬
‫الخطأ؟‬
‫فقط‬
‫يريد‬
‫أن‬
‫تكون‬
‫له‬
‫بصمة‬
‫واضحة‬
‫أمام‬
‫اآلخرين‬
.
‫إما‬
‫بالتدخل‬
‫في‬
‫أمور‬
‫ليس‬
‫له‬
‫عالقة‬
‫بها؛‬
‫أو‬
‫بر‬
‫فع‬
‫صوت‬
‫األغاني‬
‫ألعلى‬
‫درجة‬
‫حتى‬
‫تهتز‬
‫األرض‬
‫من‬
‫حوله‬
‫؛‬
‫أو‬
‫بالتقليد‬
‫األعمى‬
‫للغرب‬
‫في‬
‫عاداتهم‬
‫و‬
‫أفعالهم؛‬
‫أو‬
‫التش‬
‫به‬
‫بالجنس‬
‫اآلخر؛‬
‫أو‬
‫كثرة‬
‫الصياح‬
‫أو‬
‫اللعن‬
‫أو‬
‫التهديد؛‬
‫أو‬
‫إهانة‬
‫الفقير‬
‫أو‬
‫المسكين‬
‫أو‬
‫العامل‬
‫المقيم؛‬
‫أو‬
‫الضرب‬
‫أو‬
‫الظلم‬
‫أو‬
‫اإلرهاب؛‬
‫أو‬
‫العنف‬
‫األسري؛‬
‫أو‬
‫التدخين‬
‫في‬
‫األماكن‬
‫المحظورة؛‬
‫أو‬
‫السخرية‬
‫واالستهزاء‬
‫باألخرين‬
.
‫ومنهم‬
‫من‬
‫جعلهم‬
"
‫المبرمج‬
‫الخفي‬
"
‫بأن‬
‫يرى‬
‫أي‬
‫علم‬
‫جدي‬
‫د‬
‫أو‬
‫تقنية‬
‫جديدة‬
‫على‬
‫خالف‬
‫حقيقتها؛‬
‫بسبب‬
‫الغشاوة‬
‫ا‬
‫لتي‬
‫في‬
،‫العقل‬
‫ليفتي‬
‫عن‬
،‫جهـــــــل‬
‫أو‬
‫ليخالف‬
‫أقوال‬
‫المختصين‬
.
60
‫فيحرم‬
‫مثال‬
،‫اإلنترنت‬
‫و‬
‫يحرم‬
‫ألعاب‬
‫خفة‬
‫اليد؛‬
‫و‬
‫كأنه‬
‫ا‬
‫شيء‬
‫من‬
‫الجان‬
‫أو‬
،‫السحر‬
‫ويحرم‬
‫استخدام‬
‫الجوال‬
‫الذي‬
‫به‬
،‫كاميرا‬
‫ويحرم‬
‫علوم‬
‫النفس؛‬
‫كتحليل‬
،‫الخط‬
‫و‬
‫تحليل‬
،‫الشخصيات‬
‫و‬
‫تطوير‬
‫النفس‬
(
‫الذات‬
)
،
‫والتأمل‬
‫وغيرها؛‬
‫ّعي‬‫د‬‫وي‬
‫أنها‬
‫من‬
‫علوم‬
‫الغيب‬
.
‫ألنه‬
‫لم‬
‫يفرق‬
‫بين‬
‫علم‬
‫الغ‬
‫يب‬
‫المطلق‬
‫الذي‬
‫ال‬
‫يعلمه‬
‫إال‬
،‫هللا‬
‫وبين‬
‫علم‬
‫الغيب‬
‫النسبي‬
‫الذي‬
‫بالنسبة‬
‫لعقله‬
‫فقط‬
‫قد‬
‫يكون‬
‫غيبا‬
.
‫فليس‬
‫كل‬
‫ما‬
‫خف‬
‫ي‬
‫على‬
‫اإلنسان‬
‫كان‬
‫من‬
‫علم‬
‫الغيب‬
.
‫فعلم‬
‫الغيب‬
‫كما‬
‫ثبت‬
‫في‬
‫األ‬
‫حاديث‬
‫الصحيحة؛‬
‫محصور‬
‫في‬
‫خمسة‬
‫أشياء‬
‫تتعلق‬
‫بالزمان‬
‫وال‬
‫مكان‬
(
‫متى‬
‫و‬
‫أين‬
)
.
‫عدى‬
‫ذلك‬
‫فهي‬
‫من‬
‫العلوم‬
‫التي‬
‫سخرها‬
‫هللا‬
.
61
‫قال‬

(
‫مفاتيح‬
‫الغيب‬
‫خمس‬
‫ال‬
‫يعلمها‬
‫إال‬
،‫هللا‬
‫ال‬
‫يعلم‬
‫م‬
‫ا‬
‫تغيض‬
‫األرحام‬
‫إال‬
،‫هللا‬
‫وال‬
‫يعلم‬
‫ما‬
‫في‬
‫غد‬
‫إال‬
،‫هللا‬
‫وال‬
‫ي‬
‫علم‬
‫متى‬
‫يأتي‬
‫المطر‬
‫أحد‬
‫إال‬
،‫هللا‬
‫وال‬
‫تدري‬
‫نفس‬
‫بأي‬
‫أرض‬
‫تموت‬
‫إال‬
،‫هللا‬
‫وال‬
‫يعلم‬
‫متى‬
‫تقوم‬
‫الساعة‬
‫إال‬
‫هللا‬
)
.
‫رواه‬
‫ا‬
‫لبخاري‬
‫ومنهم‬
‫من‬
‫ّعي‬‫د‬‫ي‬
‫أن‬
‫هذه‬
‫العلوم‬
‫شرك‬
‫وفكر‬
‫عقائدي؛‬
‫ألنه‬
‫ربط‬
‫العلم‬
‫بدين‬
‫الغرب‬
.
‫ولم‬
‫يستطع‬
‫أن‬
‫يفرق‬
‫بين‬
‫الع‬
‫لم‬
‫و‬
‫بين‬
‫ديانة‬
‫من‬
‫ينقل‬
‫العلم؛‬
‫بسبب‬
‫الغشاوة‬
‫التي‬
‫في‬
‫العقل‬
.
‫ولم‬
‫يعلم‬
‫بأن‬
‫كل‬
‫شيء‬
‫من‬
‫العلوم‬
‫و‬
،‫غيرها‬
‫موجودة‬
‫في‬
‫ديننا‬
‫اإلسالمي‬
.
‫كما‬
‫قال‬
‫تعالى‬
﴿
‫ا‬َّ‫م‬
‫ا‬َ‫ن‬ْ‫ط‬َّ‫ر‬َ‫ف‬
‫ي‬ِ‫ف‬
ْ‫ل‬‫ا‬
ِ‫ب‬‫ا‬َ‫ت‬ِ‫ك‬
‫ن‬ِ‫م‬
‫ء‬ْ‫ي‬َ‫ش‬
﴾
‫و‬
‫أن‬
‫هللا‬
‫تعالى‬
‫قد‬
‫سخر‬
‫لنا‬
‫ما‬
‫في‬
‫السماوات‬
‫وما‬
‫في‬
‫األر‬
‫ض؛‬
‫من‬
‫الكواكب‬
‫و‬
،‫النجوم‬
‫و‬
‫األنهار‬
‫و‬
،‫البحار‬
‫والجبال‬
‫و‬
‫األشجار‬
‫و‬
،‫الدواب‬
‫وغيرها‬
...
‫كي‬
‫نتعلم‬
‫ونتفكر‬
‫ونستف‬
‫يد‬
‫منها‬
‫عن‬
‫طريق‬
،‫العقل‬
‫كما‬
‫قال‬
‫تعالى‬
:
62
‫األنعام‬
38
ِ‫ف‬ ‫ا‬َ‫م‬َ‫و‬ ِ‫ت‬‫ا‬َ‫او‬َ‫م‬َّ‫س‬‫ال‬ ‫ي‬ِ‫ف‬ ‫ا‬َّ‫م‬ ‫ُم‬‫ك‬َ‫ل‬ َ‫ر‬َّ‫خ‬َ‫س‬َ‫و‬
ۚ ُ‫ه‬ْ‫ن‬ِّ‫م‬ ‫ا‬‫يع‬ِ‫م‬َ‫ج‬ ِ
‫ض‬ْ‫ر‬َ ْ
‫األ‬ ‫ي‬
‫ي‬ِ‫ف‬ َّ‫ن‬ِ‫إ‬
َ‫ك‬ِ‫ل‬ََٰ‫ذ‬
َّ‫ك‬َ‫ف‬َ‫ت‬َ‫ي‬ ‫م‬ ْ‫و‬َ‫ق‬ِّ‫ل‬ ‫ات‬َ‫ي‬ َ
‫آل‬
َ‫ون‬ُ‫ر‬
﴿
﴾
‫الجاثية‬
13
ِ‫اق‬َ‫ف‬ ْ
‫اآل‬ ‫ي‬ِ‫ف‬ ‫ا‬َ‫ن‬ِ‫ت‬‫ا‬َ‫ي‬‫آ‬ ْ‫م‬ِ‫يه‬ ِ
‫ر‬ُ‫ن‬َ‫س‬
ْ‫م‬ِ‫ه‬ِ‫س‬ُ‫ف‬‫ن‬َ‫أ‬ ‫ي‬ِ‫ف‬َ‫و‬ ﴿
﴾
‫فصلت‬
53
63
‫الثالث‬ ‫الباب‬
‫خلق‬ ‫في‬ ‫الرحمن‬ ‫آيات‬
‫اإلنسان‬
‫النفس‬
‫الروح‬
‫القلب‬
‫الجسد‬
‫العقل‬
‫إن‬
‫المتأمل‬
‫في‬
‫خلق‬
‫اإلنسان؛‬
‫يجده‬
‫مكونا‬
‫من‬
‫خمسة‬
‫عناصر‬
:
(
‫جسد‬
،
‫عقل‬
،
،‫روح‬
،‫قلب‬
‫نفس‬
)
‫؛‬
‫تعمل‬
‫جميع‬
‫ها‬
‫عمال‬
‫فطريا‬
‫بشكل‬
‫دوري‬
‫و‬
‫مستمر؛‬
‫وفي‬
‫تناسق‬
‫ت‬
‫ام؛‬
‫منذ‬
‫الوالدة‬
‫و‬
‫حتى‬
‫الممات‬
.
‫ثم‬
‫بعد‬
‫ذلك‬
‫تتم‬
‫عملية‬
‫االنفص‬
‫ال؛‬
‫ثم‬
‫يذهب‬
‫كل‬
‫منهما‬
‫لمصدره‬
.
64
‫اإلنسان؟‬ ‫خلق‬ ‫مكونات‬ ‫ما‬
‫فالجســـــد‬
‫كما‬
‫قيل‬
‫عنه‬
‫هو‬
‫ذلك‬
‫الكيـــــــان‬
‫الذي‬
‫يحمــ‬
‫ــل‬
‫جميع‬
‫أعضــــــــاء‬
‫اإلنسان؛‬
‫من‬
‫الرأس‬
‫إلى‬
‫القدم‬
‫بما‬
‫فيها‬
‫من‬
‫محتويات‬
.
‫و‬
‫الروح‬
‫هي‬
‫التي‬
‫تسكن‬
‫بداخل‬
‫هذا‬
‫الجسد‬
‫وتعطيه‬
‫الخاصية‬
‫الحياتية؛‬
‫وهي‬
‫موجودة‬
‫في‬
‫كل‬
‫جزء‬
‫من‬
‫أجزائه‬
.
‫وقد‬
‫احتار‬
‫العلماء‬
‫والفالسفة‬
‫في‬
‫تفسيرها‬
‫؛‬
‫فلم‬
‫يجدوا‬
‫لها‬
‫لونا‬
‫وال‬
‫رائحة‬
‫وال‬
‫شكال‬
‫؛‬
‫ووقفوا‬
‫عاجزي‬
‫ن‬
‫تماما‬
‫عن‬
،‫إدراكها‬
‫فلم‬
‫يدركوا‬
‫منها‬
‫حتى‬
‫اآلن‬
‫إال‬
‫الشي‬
‫ء‬
‫القليل‬
.
‫فهي‬
‫من‬
‫أمر‬
‫هللا‬
‫تعالى‬
‫كما‬
‫قال‬
:
65
‫و‬
‫العقل‬
‫هو‬
‫سيد‬
‫اإلنسان؛‬
‫وهو‬
‫محل‬
‫الفكر‬
‫و‬
‫القناعة‬
‫و‬
‫التكليف‬
.
‫ولذلك‬
‫كرمه‬
‫هللا‬
‫أحسن‬
،‫تكريم‬
‫وأمرنا‬
‫بالمح‬
‫افظة‬
‫عليه‬
.
‫فكرمه‬
‫حين‬
‫جعله‬
‫أساس‬
‫التكليف‬
‫عند‬
‫اإلنسان‬
،
‫وكرمه‬
‫حين‬
ُ‫ه‬َ‫ه‬ّ‫ج‬‫و‬
‫إلى‬
‫النظر‬
‫والتدبر‬
‫في‬
‫نفس‬
‫اإل‬
‫نسان‬
،‫والكون‬
‫وكرمه‬
‫حينما‬
‫حرم‬
‫عليه‬
‫كل‬
‫مسكر‬
‫و‬
‫مفتر‬
‫يؤ‬
‫ثر‬
‫فيه‬
.
‫فهو‬
‫الكنز‬
‫العظيم‬
‫الذي‬
‫يمثل‬
‫القيمة‬
‫الحقيقية‬
،‫لإلنسان‬
‫و‬
‫القيمة‬
‫التسويقية‬
‫في‬
‫حياته‬
‫العملية‬
‫و‬
‫التعليمي‬
‫ة‬
‫واالجتماعية‬
.
‫فالروح‬
‫ال‬
‫تموت‬
‫ألنها‬
‫نفخة‬
‫من‬
‫روح‬
‫هللا؛‬
‫وتعرج‬
‫إلى‬
‫بارئها‬
‫عند‬
‫الوفاة‬
.
‫أما‬
‫القلب؛‬
‫فهو‬
‫محل‬
‫العواطف‬
‫والمشاعر‬
‫والحب‬
‫و‬
‫الكره؛‬
‫وهو‬
‫الذي‬
‫يشكل‬
‫حياتنا‬
‫و‬
‫مشاعرنا‬
‫ونفسياتنا‬
‫تبع‬
‫ا‬
‫للقناعات‬
‫التي‬
‫يقتنع‬
‫بها‬
‫العقل‬
.
‫فهو‬
‫المسؤول‬
‫عن‬
‫ت‬
‫شغيل‬
‫العالم‬
‫الداخلي‬
‫في‬
‫اإلنسان‬
.
‫أما‬
‫إذا‬
‫دخلت‬
‫الروح‬
‫الجسد؛‬
‫أصبح‬
‫يسمى‬
ْ
‫س‬ْ‫ف‬ّ‫ن‬‫ال‬
.
ُ‫س‬ْ‫ف‬َ‫ن‬‫ف‬
‫اإلنسان‬
‫أو‬
"
‫ذات‬
‫اإلنسان‬
"
‫؛‬
‫هي‬
‫المخلوق‬
‫ّب‬‫ك‬‫المر‬
‫من‬
‫هذه‬
‫العناصر‬
‫كلها؛‬
‫ل‬ِ‫ث‬َ‫م‬ُ‫ت‬‫ل‬
‫شخصية‬
‫اإلنسان‬
.
‫و‬
‫إذ‬
‫ا‬
‫فارقته‬
‫فنقول‬
‫حينها؛‬
‫خرجت‬
‫نفسه؛‬
‫فمات‬
،‫الجسد‬
‫مات‬
‫اإلنس‬
‫ان‬
.
66
ُ‫ح‬‫و‬ُّ‫الر‬ ِ‫ل‬ُ‫ق‬ ۖ ِ‫وح‬ُّ‫الر‬ ِ‫َن‬‫ع‬ َ‫ك‬َ‫ن‬‫و‬ُ‫ل‬َ‫أ‬ْ‫س‬َ‫ي‬َ‫و‬
‫ي‬ِّ‫ب‬َ‫ر‬ ِ
‫ر‬ْ‫م‬َ‫أ‬ ْ‫ن‬ِ‫م‬ ﴿
﴿
‫األسراء‬
85
َ‫ون‬ُ‫ر‬ ِ
‫ص‬ْ‫ب‬ُ‫ت‬ َ
‫ال‬َ‫ف‬َ‫أ‬ ۚ ْ‫م‬ُ‫ك‬ِ‫س‬ُ‫ف‬‫ن‬َ‫أ‬ ‫ي‬ِ‫ف‬َ‫و‬ ﴿
‫الذاريات‬
21
﴿
67
‫وإذا‬
‫عرف‬
‫اإلنسان‬
‫قيمة‬
‫عقله‬
‫وكيف‬
‫يعمل؟‬
‫وحافظ‬
‫عل‬
‫ى‬
‫نظافة‬
‫قلبه‬
‫من‬
‫أعراض‬
‫هذا‬
‫الذي‬
‫أحزنك؛‬
‫فإنه‬
‫سيرى‬
‫من‬
‫تحديات‬
‫الحياة‬
‫أبوابا‬
‫تفتح‬
‫له؛‬
‫بعدما‬
‫كانت‬
‫مغلق‬
‫ة‬
.
‫حيث‬
‫أن‬
‫قدراته‬
‫الخارقة‬
‫و‬
‫المثبتة‬
‫علميا‬
‫ال‬
‫حد‬
‫لها‬
‫بالنسبة‬
‫لإلنسان‬
.
‫فقدرات‬
‫الذكاء‬
‫و‬
،‫اإلبداع‬
‫و‬
‫التحل‬
‫يل‬
‫و‬
،‫التخيل‬
‫و‬
‫الموهبة‬
‫و‬
،‫التحدي‬
‫و‬
‫ل‬ّ‫م‬‫التح‬
‫؛‬
‫تفوق‬
‫الح‬
َّ‫د‬
‫و‬
‫الوصف‬
‫في‬
‫التركيبة‬
‫العقلية‬
.
‫اقتنع‬ ‫و‬ ‫آمن‬ ‫إذا‬ ‫إال‬ ‫عقله؛‬ ‫قدرات‬ ‫اإلنسان‬ ‫يعرف‬ ‫ال‬
‫حياته‬ ‫في‬ ‫عظيمة‬ ‫قيمة‬ ‫ذا‬ ‫عقال‬ ‫يحمل‬ ‫بأنه‬
.
‫الدماغ؟‬ ‫و‬ ‫العقل‬ ‫و‬ ‫المخ‬ ‫بين‬ ‫الفرق‬ ‫ما‬
68
‫كثير‬
‫من‬
‫الناس‬
‫ال‬
‫يستطيعوا‬
‫أن‬
‫يفرقوا‬
‫بين‬
،‫المخ‬
‫و‬
‫العقل‬
‫و‬
‫الدماغ‬
.
‫ويعتقدون‬
‫أنها‬
‫أسماء‬
‫مختلفة‬
‫لشيء‬
‫واحد؛‬
‫و‬
‫الحقيقة‬
‫عكس‬
‫ذلك‬
.
‫فلقد‬
‫أثبتت‬
‫الدراسات‬
‫و‬
‫البحوث‬
‫التي‬
‫قام‬
‫بها‬
‫العلم‬
‫اء‬
‫على‬
‫مر‬
‫التاريخ؛‬
‫بأن‬
‫هناك‬
‫فرقا‬
‫كبيرا‬
‫بين‬
‫المخ‬
‫و‬
‫الع‬
‫قل‬
‫و‬
‫الدماغ‬
.
‫فالمخ‬
‫عبارة‬
‫عن‬
‫شيء‬
‫محسوس‬
‫يمكن‬
‫وزنه؛‬
‫وهو‬
‫مركز‬
‫الحواس‬
‫عند‬
‫اإلنسان‬
‫وبه‬
‫الخاليا‬
‫العصبية‬
.
‫بينما‬
‫العقل‬
‫هو‬
‫مركز‬
‫التحكم‬
‫و‬
‫السيطرة؛‬
‫وهو‬
‫عبارة‬
‫ع‬
‫ن‬
‫شيء‬
‫معنوي‬
‫ذاتي‬
‫ال‬
‫يمكن‬
،‫وزنه‬
‫وبه‬
‫طاقة‬
‫روحانية‬
‫من‬
‫الخالق‬
‫تعمل‬
‫وفق‬
‫قوانين‬
‫معينة‬
.
‫وهذه‬
‫الطاقة‬
‫ذات‬
‫قوة‬
‫عظمى‬
‫في‬
‫تغيير‬
‫حياة‬
‫اإلنسان‬
‫و‬
‫تحقيق‬
‫كل‬
‫ما‬
‫ي‬
‫فكر‬
‫به‬
‫المرء‬
‫و‬
‫يشد‬
‫انتباهه‬
‫إليه‬
.
‫فلقد‬
‫عجز‬
‫العلماء‬
‫عن‬
‫معرفة‬
‫سر‬
‫هذه‬
‫القوة‬
‫الخارقة‬
‫التي‬
‫يمتلكها‬
‫اإلنسان‬
‫بعد‬
‫اندماج‬
‫الروح‬
‫بالجسد‬
.
‫والدراسات‬
‫واالكتشافات‬
‫اليومية‬
‫تظ‬
‫هر‬
‫لنا‬
‫قوة‬
‫عجيبة‬
‫لبعض‬
‫األشخاص؛‬
‫عجز‬
‫العلماء‬
‫عن‬
،‫تفسيرها‬
‫فلم‬
‫يجدوا‬
‫أي‬
‫أثر‬
‫لهذه‬
‫القوة‬
‫داخل‬
‫المخ‬
‫الم‬
‫رئي‬
‫حتى‬
‫بعد‬
‫تشريحه‬
‫وتصويره‬
‫ومتابعته؛‬
‫فخلصوا‬
‫إ‬
‫لى‬
‫وجود‬
‫شيء‬
‫أكثر‬
‫عمقا‬
‫غـيــــــر‬
‫مرئي‬
‫وال‬
،‫ملموس‬
‫وال‬
‫مسمو‬
‫ع‬
69
70
‫تنطلق‬
‫منه‬
‫أوامر‬
‫الروح؛‬
‫فخلصوا‬
‫إلى‬
‫أن‬
‫العقل‬
‫هو‬
‫روح‬
‫مخ‬
‫اإلنسان‬
.
‫أما‬
‫إذا‬
‫اجتمع‬
‫المخ‬
‫و‬
‫العقل‬
‫معا‬
‫للعمل‬
‫سويا‬
‫سمي‬
‫ذل‬
‫ك‬
‫دماغا‬
.
‫و‬
‫من‬
‫عجائب‬
‫عمل‬
‫الدمـــــــــاغ‬
‫التي‬
‫اكتشفها‬
‫العلمــــاء؛‬
‫أنه‬
‫لكي‬
‫يعمــــــل‬
‫بكفاءة؛‬
‫فهو‬
‫يعتمد‬
‫على‬
‫الماء‬
‫و‬
‫األوكسجين‬
‫و‬
ّ‫ك‬‫الس‬
‫ر‬
‫بشكل‬
‫أساسي‬
‫كغذاء‬
‫في‬
‫عمله‬
‫في‬
‫جسم‬
‫اإلنسان‬
.
‫فل‬
‫هذا‬
‫يفضل‬
‫قبل‬
‫المذاكرة‬
‫أو‬
،‫التركيز‬
‫أو‬
‫القيام‬
‫بأي‬
‫مجهو‬
‫د‬
‫أو‬
‫أثناء‬
‫الجلوس‬
‫على‬
‫الحاسب‬
،‫اآللي‬
‫أو‬
‫استخدام‬
‫األجهزة‬
‫االلكترونية؛‬
‫أن‬
‫تشرب‬
‫الماء‬
‫دائما‬
‫على‬
‫جرعات‬
‫متف‬
‫رقة‬
‫بين‬
‫الحين‬
،‫واآلخر‬
‫مع‬
‫أخذ‬
‫نفس‬
‫عميق‬
.
‫جهل‬ ‫و‬ ‫اإلنسان؛‬ ‫حملها‬ ‫التي‬ ‫األمانة‬ ‫ما‬
‫بقيمتها؟‬
‫بأنه‬
‫تلك‬
‫األمانة‬
‫العظيمة‬
‫التي‬
‫عرضها‬
‫هللا‬
‫على‬
‫السماوات‬
‫و‬
‫األرض‬
‫و‬
‫الجبال‬
‫فلم‬
،‫نها‬ْ‫ق‬ِ‫ط‬ُ‫ي‬
‫ثم‬
‫عرض‬
‫ها‬
‫على‬
‫اإلنسان‬
‫فحملها‬
‫اإلنســـــان؛‬
‫فكان‬
‫ظالما‬
‫لنفسه‬
‫بحمل‬
‫هذه‬
،‫األمانــــــــة‬
‫و‬
‫جاهل‬
‫بقيمتهـا‬
.
َ‫او‬َ‫م‬َّ‫س‬‫ال‬ ‫ى‬َ‫ل‬َ‫ع‬ َ‫ة‬َ‫ن‬‫ا‬َ‫م‬َ ْ
‫األ‬ ‫ا‬َ‫ن‬ْ‫ض‬َ‫َر‬‫ع‬ ‫ا‬َّ‫ن‬ِ‫إ‬
َ‫ف‬ ِ‫ل‬‫ا‬َ‫ب‬ ِ‫ج‬ْ‫ل‬‫ا‬َ‫و‬ ِ
‫ض‬ْ‫ر‬َ ْ
‫األ‬َ‫و‬ ِ‫ت‬‫ا‬
ْ‫ن‬َ‫أ‬ َ‫ن‬ْ‫ي‬َ‫ب‬َ‫أ‬
َ‫ل‬َ‫م‬َ‫ح‬َ‫و‬ ‫ا‬َ‫ه‬ْ‫ن‬ِ‫م‬ َ‫ن‬ْ‫ق‬َ‫ف‬ْ‫ش‬َ‫أ‬َ‫و‬ ‫ا‬َ‫ه‬َ‫ن‬ْ‫ل‬ِ‫م‬ْ‫َح‬‫ي‬
َ‫ظ‬ َ‫َان‬‫ك‬ ُ‫ه‬َّ‫ن‬ِ‫إ‬ ُ‫ان‬َ‫س‬ْ‫ن‬ِْ
‫اإل‬ ‫ا‬َ‫ه‬
‫وال‬ُ‫ه‬َ‫ج‬ ‫ا‬‫وم‬ُ‫ل‬
﴿
﴿
‫األحزاب‬
72
71
‫العقل؛‬
‫كما‬
‫قيل‬
‫عنه‬
‫في‬
‫روايات‬
‫تفسير‬
‫ابن‬
‫كثير‬
‫و‬
‫تفسير‬
‫الطبري‬
‫و‬
‫القرطبي‬
‫في‬
‫قوله‬
‫تعالى‬
:
‫وليست‬
‫األمانة‬
‫هي‬
:
،‫الفرائض‬
‫و‬
،‫الصالة‬
‫و‬
‫الطاعة؛‬
‫كم‬
‫ا‬
‫يعتقدها‬
‫البعض‬
.
‫وذلك‬
‫لألدلة‬
‫التالية‬
:
-
‫العقل‬
‫هو‬
‫أساس‬
‫التكليف؛‬
‫فبدون‬
‫عقل‬
‫ال‬
‫تكليف‬
.
-
‫اإلنسان‬
‫بدون‬
‫عقل‬
‫ال‬
‫تجب‬
‫عليه‬
‫الفرائض‬
‫أو‬
‫الص‬
‫الة‬
.
-
‫الملحد‬
‫أو‬
‫الكافر‬
‫ال‬
‫تجب‬
‫عليه‬
‫الفرائض‬
‫أو‬
‫الطاعة‬
.
-
‫صيغة‬
‫اآلية‬
‫الكريمة‬
‫جاءت‬
‫في‬
‫العموم‬
:
(
‫حملها‬
‫اإلنسان‬
)
‫أي‬
‫كل‬
‫إنســـــــــــان‬
!
‫ولم‬
‫تأتي‬
‫في‬
‫صيغة‬
‫التخصيص‬
(
‫حملها‬
‫المؤمن‬
!)
‫فلو‬
‫كان‬
‫المقصود‬
‫باألمانة‬
‫التي‬
‫حملها‬
‫اإلنسان؛‬
‫هي‬
‫الطاعة‬
‫و‬
‫الفرائض‬
‫و‬
،‫الصالة‬
‫فاآلية‬
‫يجب‬
‫أن‬
‫تأتي‬
‫في‬
‫صيغة‬
‫التخص‬
‫يص؛‬
‫فتكون‬
(
‫حملها‬
‫المؤمن‬
)
‫أو‬
(
‫حملها‬
‫المسلم‬
)
.
-
‫ثبت‬
‫علميا‬
‫ترابط‬
‫العقل‬
‫بكل‬
‫شيء؛‬
‫سواء‬
‫خير‬
‫أ‬
‫و‬
‫شر‬
.
‫وظلم‬
‫اإلنسان‬
‫لنفسه‬
‫سيكون‬
‫بسوء‬
‫استخدامه‬
‫لل‬
،‫عقل‬
‫والجهل‬
‫بقيمته‬
.
72
73
-
‫نتيجة‬
‫لترابط‬
‫العقل؛‬
‫فإن‬
‫الجزاء‬
‫والعقاب‬
‫سيكون‬
‫من‬
‫جنس‬
‫العمل‬
‫بهذا‬
‫العقل‬
.
‫فكما‬
‫جاء‬
‫في‬
‫التفاسير؛‬
‫أنه‬
‫حينما‬
‫خلق‬
‫هللا‬
‫تعالى‬
‫آدم‬
‫عليه‬
‫السالم‬
‫ليكون‬
‫خليفة‬
‫له‬
‫ف‬
‫ي‬
‫األرض؛‬
‫يصنع‬
‫فيها‬
‫ما‬
‫يشاء‬
‫من‬
‫خالل‬
‫العقل؛‬
‫قال‬
‫له‬
:
(
‫ي‬ِّ‫ن‬ِ‫إ‬
ْ‫د‬َ‫ق‬
‫ت‬ْ‫ض‬َ‫َر‬‫ع‬
‫ة‬َ‫ن‬‫ا‬َ‫م‬َ ْ
‫األ‬
‫ى‬َ‫ل‬َ‫ع‬
َّ‫س‬‫ال‬
‫ات‬َ‫او‬َ‫م‬
‫ض‬ْ‫ر‬َ ْ
‫األ‬َ‫و‬
ِ‫ج‬ْ‫ل‬‫ا‬َ‫و‬
‫ال‬َ‫ب‬
ْ‫م‬َ‫ل‬َ‫ف‬
‫ا‬َ‫ه‬َ‫ن‬ْ‫ق‬ِ‫ط‬ُ‫ي‬
ْ‫ل‬َ‫ه‬َ‫ف‬
َ‫ت‬ْ‫ن‬َ‫أ‬
‫ذ‬ ِ‫آخ‬
َ‫م‬ِ‫ب‬
‫ا‬
‫ا‬َ‫ه‬‫ي‬ِ‫ف‬
‫؟‬
َ‫ل‬‫ا‬َ‫ق‬
‫ا‬َ‫ي‬
ّ‫ب‬َ‫ر‬
‫ا‬َ‫م‬َ‫و‬
‫ا‬َ‫ه‬‫ي‬ِ‫ف‬
‫؟‬
َ‫ل‬‫ا‬َ‫ق‬
:
ْ‫ن‬ِ‫إ‬
‫ت‬ْ‫ن‬َ‫س‬ْ‫ح‬َ‫أ‬
‫يت‬ ِ
‫ز‬ُ‫ج‬
ْ‫ن‬ِ‫إ‬َ‫و‬
ْ‫أ‬َ‫س‬َ‫أ‬
‫ت‬
،‫ت‬ْ‫ب‬ِ‫ق‬‫ُو‬‫ع‬
‫ا‬َ‫ه‬َ‫ذ‬َ‫خ‬َ‫أ‬َ‫ف‬
‫آ‬
‫َم‬‫د‬
‫ا‬َ‫ه‬َ‫ل‬َّ‫م‬َ‫ح‬َ‫ت‬َ‫ف‬
)
‫؛‬
‫فما‬
‫لبث‬
‫بعد‬
‫أن‬
‫حملها‬
‫بفترة‬
‫حتى‬
‫عصى‬
،‫ربه‬
‫وأكل‬
‫من‬
‫الشجرة‬
‫التي‬
‫نهاه‬
‫هللا‬
‫عنها؛‬
‫فخرج‬
‫هو‬
‫و‬
‫زوجته‬
‫من‬
‫الجنة‬
.
هذا الذي أحزنك.pdf
هذا الذي أحزنك.pdf
هذا الذي أحزنك.pdf
هذا الذي أحزنك.pdf
هذا الذي أحزنك.pdf
هذا الذي أحزنك.pdf
هذا الذي أحزنك.pdf
هذا الذي أحزنك.pdf
هذا الذي أحزنك.pdf
هذا الذي أحزنك.pdf
هذا الذي أحزنك.pdf
هذا الذي أحزنك.pdf
هذا الذي أحزنك.pdf
هذا الذي أحزنك.pdf
هذا الذي أحزنك.pdf
هذا الذي أحزنك.pdf
هذا الذي أحزنك.pdf
هذا الذي أحزنك.pdf
هذا الذي أحزنك.pdf
هذا الذي أحزنك.pdf
هذا الذي أحزنك.pdf
هذا الذي أحزنك.pdf
هذا الذي أحزنك.pdf
هذا الذي أحزنك.pdf
هذا الذي أحزنك.pdf
هذا الذي أحزنك.pdf
هذا الذي أحزنك.pdf
هذا الذي أحزنك.pdf
هذا الذي أحزنك.pdf
هذا الذي أحزنك.pdf
هذا الذي أحزنك.pdf
هذا الذي أحزنك.pdf
هذا الذي أحزنك.pdf
هذا الذي أحزنك.pdf
هذا الذي أحزنك.pdf
هذا الذي أحزنك.pdf
هذا الذي أحزنك.pdf
هذا الذي أحزنك.pdf
هذا الذي أحزنك.pdf
هذا الذي أحزنك.pdf
هذا الذي أحزنك.pdf
هذا الذي أحزنك.pdf
هذا الذي أحزنك.pdf
هذا الذي أحزنك.pdf
هذا الذي أحزنك.pdf

More Related Content

What's hot

ر وعة التفكير الايجابي
 ر وعة التفكير الايجابي ر وعة التفكير الايجابي
ر وعة التفكير الايجابيhlm3405
 
العلاج المعرفى السلوكى
العلاج المعرفى السلوكىالعلاج المعرفى السلوكى
العلاج المعرفى السلوكىehab elbaz
 
القراءة السريعة
القراءة السريعةالقراءة السريعة
القراءة السريعةAhmed El-gazali
 
عرض بوربوينت دورة كيف تدير ذاتك وتقود رحلة حياتك
عرض بوربوينت دورة كيف تدير ذاتك وتقود رحلة حياتكعرض بوربوينت دورة كيف تدير ذاتك وتقود رحلة حياتك
عرض بوربوينت دورة كيف تدير ذاتك وتقود رحلة حياتكAhmed Rezq
 
A.MARWA QNET: قصص النجاح...لمن يعشق النجاح
A.MARWA QNET:  قصص النجاح...لمن يعشق النجاحA.MARWA QNET:  قصص النجاح...لمن يعشق النجاح
A.MARWA QNET: قصص النجاح...لمن يعشق النجاحAbidi Marwa Qnet
 
فضائل القران الكريم
فضائل القران الكريمفضائل القران الكريم
فضائل القران الكريمNoor Al Islam
 
التحكم في الذات
التحكم في الذاتالتحكم في الذات
التحكم في الذاتOURAHOU Mohamed
 
لمذا يفشل الناس في التسويق الشبكي , الأسباب و العلاجات
 لمذا يفشل  الناس في  التسويق الشبكي , الأسباب و العلاجات  لمذا يفشل  الناس في  التسويق الشبكي , الأسباب و العلاجات
لمذا يفشل الناس في التسويق الشبكي , الأسباب و العلاجات Brahim Djamate  
 
تفسير السور القصيرة من سورة العاديات إلى الناس
تفسير السور القصيرة من سورة العاديات إلى الناستفسير السور القصيرة من سورة العاديات إلى الناس
تفسير السور القصيرة من سورة العاديات إلى الناسAmel Hope
 
كيف تبني ثقتك بنفسك
كيف تبني ثقتك بنفسككيف تبني ثقتك بنفسك
كيف تبني ثقتك بنفسكSarah959
 
دورة كيف تغير نفسك
دورة كيف تغير نفسكدورة كيف تغير نفسك
دورة كيف تغير نفسكRadouaneAounallah
 
استبيان الارشاد الاسري للمقبلين علي الزواج .docx
استبيان الارشاد الاسري  للمقبلين علي الزواج .docxاستبيان الارشاد الاسري  للمقبلين علي الزواج .docx
استبيان الارشاد الاسري للمقبلين علي الزواج .docxHeba Essawy, MD
 
ورشة التربية الإيجايبة - الآباء مرآة ينعكس عليها سلوك الأبناء.. فلنبدأ بأنن...
  ورشة التربية الإيجايبة - الآباء مرآة ينعكس عليها سلوك الأبناء.. فلنبدأ بأنن...  ورشة التربية الإيجايبة - الآباء مرآة ينعكس عليها سلوك الأبناء.. فلنبدأ بأنن...
ورشة التربية الإيجايبة - الآباء مرآة ينعكس عليها سلوك الأبناء.. فلنبدأ بأنن...Heba Hosny
 
اختيار عاداتك تصنع حياتك
اختيار عاداتك تصنع حياتكاختيار عاداتك تصنع حياتك
اختيار عاداتك تصنع حياتكMission 3D
 
القراءة السريعة للطلبة د.يوسف الخضر
القراءة السريعة للطلبة د.يوسف الخضرالقراءة السريعة للطلبة د.يوسف الخضر
القراءة السريعة للطلبة د.يوسف الخضرYousuf AL-Khadher
 
دورة تحديد الأهداف
دورة تحديد الأهدافدورة تحديد الأهداف
دورة تحديد الأهدافllosh2021
 

What's hot (20)

ر وعة التفكير الايجابي
 ر وعة التفكير الايجابي ر وعة التفكير الايجابي
ر وعة التفكير الايجابي
 
العلاج المعرفى السلوكى
العلاج المعرفى السلوكىالعلاج المعرفى السلوكى
العلاج المعرفى السلوكى
 
القراءة السريعة
القراءة السريعةالقراءة السريعة
القراءة السريعة
 
عرض بوربوينت دورة كيف تدير ذاتك وتقود رحلة حياتك
عرض بوربوينت دورة كيف تدير ذاتك وتقود رحلة حياتكعرض بوربوينت دورة كيف تدير ذاتك وتقود رحلة حياتك
عرض بوربوينت دورة كيف تدير ذاتك وتقود رحلة حياتك
 
A.MARWA QNET: قصص النجاح...لمن يعشق النجاح
A.MARWA QNET:  قصص النجاح...لمن يعشق النجاحA.MARWA QNET:  قصص النجاح...لمن يعشق النجاح
A.MARWA QNET: قصص النجاح...لمن يعشق النجاح
 
فضائل القران الكريم
فضائل القران الكريمفضائل القران الكريم
فضائل القران الكريم
 
التحكم في الذات
التحكم في الذاتالتحكم في الذات
التحكم في الذات
 
لمذا يفشل الناس في التسويق الشبكي , الأسباب و العلاجات
 لمذا يفشل  الناس في  التسويق الشبكي , الأسباب و العلاجات  لمذا يفشل  الناس في  التسويق الشبكي , الأسباب و العلاجات
لمذا يفشل الناس في التسويق الشبكي , الأسباب و العلاجات
 
تفسير السور القصيرة من سورة العاديات إلى الناس
تفسير السور القصيرة من سورة العاديات إلى الناستفسير السور القصيرة من سورة العاديات إلى الناس
تفسير السور القصيرة من سورة العاديات إلى الناس
 
كيف تبني ثقتك بنفسك
كيف تبني ثقتك بنفسككيف تبني ثقتك بنفسك
كيف تبني ثقتك بنفسك
 
اليات تعزيز السلوك الايجابي الطلابي
اليات تعزيز السلوك الايجابي الطلابياليات تعزيز السلوك الايجابي الطلابي
اليات تعزيز السلوك الايجابي الطلابي
 
06 لا للأعذار
06  لا للأعذار06  لا للأعذار
06 لا للأعذار
 
تدبر القران
تدبر القران تدبر القران
تدبر القران
 
دورة كيف تغير نفسك
دورة كيف تغير نفسكدورة كيف تغير نفسك
دورة كيف تغير نفسك
 
استبيان الارشاد الاسري للمقبلين علي الزواج .docx
استبيان الارشاد الاسري  للمقبلين علي الزواج .docxاستبيان الارشاد الاسري  للمقبلين علي الزواج .docx
استبيان الارشاد الاسري للمقبلين علي الزواج .docx
 
ورشة التربية الإيجايبة - الآباء مرآة ينعكس عليها سلوك الأبناء.. فلنبدأ بأنن...
  ورشة التربية الإيجايبة - الآباء مرآة ينعكس عليها سلوك الأبناء.. فلنبدأ بأنن...  ورشة التربية الإيجايبة - الآباء مرآة ينعكس عليها سلوك الأبناء.. فلنبدأ بأنن...
ورشة التربية الإيجايبة - الآباء مرآة ينعكس عليها سلوك الأبناء.. فلنبدأ بأنن...
 
اختيار عاداتك تصنع حياتك
اختيار عاداتك تصنع حياتكاختيار عاداتك تصنع حياتك
اختيار عاداتك تصنع حياتك
 
دورة الثقة بالنفس
دورة الثقة بالنفسدورة الثقة بالنفس
دورة الثقة بالنفس
 
القراءة السريعة للطلبة د.يوسف الخضر
القراءة السريعة للطلبة د.يوسف الخضرالقراءة السريعة للطلبة د.يوسف الخضر
القراءة السريعة للطلبة د.يوسف الخضر
 
دورة تحديد الأهداف
دورة تحديد الأهدافدورة تحديد الأهداف
دورة تحديد الأهداف
 

More from ssuserf105d9

جدول_المواصفات.pptx
جدول_المواصفات.pptxجدول_المواصفات.pptx
جدول_المواصفات.pptxssuserf105d9
 
بناء مناهج دراسية.pptx
بناء مناهج دراسية.pptxبناء مناهج دراسية.pptx
بناء مناهج دراسية.pptxssuserf105d9
 
الأهداف التعليمية.ppt
الأهداف التعليمية.pptالأهداف التعليمية.ppt
الأهداف التعليمية.pptssuserf105d9
 
إدارة الصف.pptx
إدارة الصف.pptxإدارة الصف.pptx
إدارة الصف.pptxssuserf105d9
 
مختار فارس السراجي اختيار التخصص الجامعي .pptx
مختار فارس السراجي اختيار التخصص الجامعي .pptxمختار فارس السراجي اختيار التخصص الجامعي .pptx
مختار فارس السراجي اختيار التخصص الجامعي .pptxssuserf105d9
 
اسعد نفسك واسعد الأخرين .pdf
اسعد نفسك واسعد الأخرين .pdfاسعد نفسك واسعد الأخرين .pdf
اسعد نفسك واسعد الأخرين .pdfssuserf105d9
 
فنون التعامل عرض والقاء.pdf
فنون التعامل عرض والقاء.pdfفنون التعامل عرض والقاء.pdf
فنون التعامل عرض والقاء.pdfssuserf105d9
 
نموذج-تقويم-الأداء-الوظيفي-لشاغلي-الوظائف-الإشرافية.pdf
نموذج-تقويم-الأداء-الوظيفي-لشاغلي-الوظائف-الإشرافية.pdfنموذج-تقويم-الأداء-الوظيفي-لشاغلي-الوظائف-الإشرافية.pdf
نموذج-تقويم-الأداء-الوظيفي-لشاغلي-الوظائف-الإشرافية.pdfssuserf105d9
 
دور-إدارة-العلاقة-مع-أصحاب-المصلحة-في-تفعيل-أبعاد-التنمية-المستدامة-في-المؤسس...
دور-إدارة-العلاقة-مع-أصحاب-المصلحة-في-تفعيل-أبعاد-التنمية-المستدامة-في-المؤسس...دور-إدارة-العلاقة-مع-أصحاب-المصلحة-في-تفعيل-أبعاد-التنمية-المستدامة-في-المؤسس...
دور-إدارة-العلاقة-مع-أصحاب-المصلحة-في-تفعيل-أبعاد-التنمية-المستدامة-في-المؤسس...ssuserf105d9
 
دﻟﻴﻞ اﻟﻌﺎﺋﺪ ﻋﻠﻰ اﻻﺳﺘﺜﻤﺎر اﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻲ.pdf
دﻟﻴﻞ اﻟﻌﺎﺋﺪ ﻋﻠﻰ اﻻﺳﺘﺜﻤﺎر اﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻲ.pdfدﻟﻴﻞ اﻟﻌﺎﺋﺪ ﻋﻠﻰ اﻻﺳﺘﺜﻤﺎر اﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻲ.pdf
دﻟﻴﻞ اﻟﻌﺎﺋﺪ ﻋﻠﻰ اﻻﺳﺘﺜﻤﺎر اﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻲ.pdfssuserf105d9
 
نموذج-تقويم-الأداء-الوظيفي-لشاغلي-الوظائف-الإشرافية.pdf
نموذج-تقويم-الأداء-الوظيفي-لشاغلي-الوظائف-الإشرافية.pdfنموذج-تقويم-الأداء-الوظيفي-لشاغلي-الوظائف-الإشرافية.pdf
نموذج-تقويم-الأداء-الوظيفي-لشاغلي-الوظائف-الإشرافية.pdfssuserf105d9
 
تنفيذ نظام إدارة الجودة في المختبرات الطبية.pdf
تنفيذ نظام إدارة الجودة في المختبرات الطبية.pdfتنفيذ نظام إدارة الجودة في المختبرات الطبية.pdf
تنفيذ نظام إدارة الجودة في المختبرات الطبية.pdfssuserf105d9
 

More from ssuserf105d9 (12)

جدول_المواصفات.pptx
جدول_المواصفات.pptxجدول_المواصفات.pptx
جدول_المواصفات.pptx
 
بناء مناهج دراسية.pptx
بناء مناهج دراسية.pptxبناء مناهج دراسية.pptx
بناء مناهج دراسية.pptx
 
الأهداف التعليمية.ppt
الأهداف التعليمية.pptالأهداف التعليمية.ppt
الأهداف التعليمية.ppt
 
إدارة الصف.pptx
إدارة الصف.pptxإدارة الصف.pptx
إدارة الصف.pptx
 
مختار فارس السراجي اختيار التخصص الجامعي .pptx
مختار فارس السراجي اختيار التخصص الجامعي .pptxمختار فارس السراجي اختيار التخصص الجامعي .pptx
مختار فارس السراجي اختيار التخصص الجامعي .pptx
 
اسعد نفسك واسعد الأخرين .pdf
اسعد نفسك واسعد الأخرين .pdfاسعد نفسك واسعد الأخرين .pdf
اسعد نفسك واسعد الأخرين .pdf
 
فنون التعامل عرض والقاء.pdf
فنون التعامل عرض والقاء.pdfفنون التعامل عرض والقاء.pdf
فنون التعامل عرض والقاء.pdf
 
نموذج-تقويم-الأداء-الوظيفي-لشاغلي-الوظائف-الإشرافية.pdf
نموذج-تقويم-الأداء-الوظيفي-لشاغلي-الوظائف-الإشرافية.pdfنموذج-تقويم-الأداء-الوظيفي-لشاغلي-الوظائف-الإشرافية.pdf
نموذج-تقويم-الأداء-الوظيفي-لشاغلي-الوظائف-الإشرافية.pdf
 
دور-إدارة-العلاقة-مع-أصحاب-المصلحة-في-تفعيل-أبعاد-التنمية-المستدامة-في-المؤسس...
دور-إدارة-العلاقة-مع-أصحاب-المصلحة-في-تفعيل-أبعاد-التنمية-المستدامة-في-المؤسس...دور-إدارة-العلاقة-مع-أصحاب-المصلحة-في-تفعيل-أبعاد-التنمية-المستدامة-في-المؤسس...
دور-إدارة-العلاقة-مع-أصحاب-المصلحة-في-تفعيل-أبعاد-التنمية-المستدامة-في-المؤسس...
 
دﻟﻴﻞ اﻟﻌﺎﺋﺪ ﻋﻠﻰ اﻻﺳﺘﺜﻤﺎر اﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻲ.pdf
دﻟﻴﻞ اﻟﻌﺎﺋﺪ ﻋﻠﻰ اﻻﺳﺘﺜﻤﺎر اﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻲ.pdfدﻟﻴﻞ اﻟﻌﺎﺋﺪ ﻋﻠﻰ اﻻﺳﺘﺜﻤﺎر اﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻲ.pdf
دﻟﻴﻞ اﻟﻌﺎﺋﺪ ﻋﻠﻰ اﻻﺳﺘﺜﻤﺎر اﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻲ.pdf
 
نموذج-تقويم-الأداء-الوظيفي-لشاغلي-الوظائف-الإشرافية.pdf
نموذج-تقويم-الأداء-الوظيفي-لشاغلي-الوظائف-الإشرافية.pdfنموذج-تقويم-الأداء-الوظيفي-لشاغلي-الوظائف-الإشرافية.pdf
نموذج-تقويم-الأداء-الوظيفي-لشاغلي-الوظائف-الإشرافية.pdf
 
تنفيذ نظام إدارة الجودة في المختبرات الطبية.pdf
تنفيذ نظام إدارة الجودة في المختبرات الطبية.pdfتنفيذ نظام إدارة الجودة في المختبرات الطبية.pdf
تنفيذ نظام إدارة الجودة في المختبرات الطبية.pdf
 

هذا الذي أحزنك.pdf