ليس من الجديد القول بأن صغار الفلاحين والمُعدمين منهم هم عصب الزراعة المصرية، فهم المصدر الأول لقوة العمل المطلوبة في النشاط الزراعي. فنقدم في هذه الدراسة تشريحاً لطبقة صغار مُلاّك الأراضي الزراعية، وكذلك المحرومين منها والذين نُطلق عليم اسم المُعدمين. بدءاً من الجدل الذي ثار حول هذا التعريف بعد صدور الميثاق الوطني عام 1962م. كما نقدم رصداً لمعاناة هؤلاء المواطنين بدءاً من فرض السُخرة عليهم، إلى الدفع بهم في الصفوف الأولى لأتون الحرب، ثم معاناتهم مع تراكم الديون والتي غالباً ما تنتهي بانتزاع ملكية الأرض متهم.
رغم هذه المُعاناة تقدم الفلاحون بالعديد من الشكاوى، نعرض بعضاً منها هنا إلى جميع الوزارات التي تعاقبت على حكم البلاد، لكن لا حياة لمن تٌنادي لأنها كانت وزارات وبرلمانات كبار المُلاك كما أوضحنا في الدراسة السابقة.