SlideShare a Scribd company logo
1 of 71
نزهة المشتاق في اختراق الفاق 
الدرريسي 
القلليم الولل 
الجزء الولل 
إن هذا القلليم الولل مبدؤه من جهة المغرب من البحر الغربي المسمى ببحر 
الظلمات ولهو البحر الذي ل يعلم ما خلفه ولفيه جزيرتان تسميان بالخالدات ولمن 
هذه الجزائر بدأ بطليموس يأخذ الطول ولالعرض ولهاتان الجزيرتان فيما يذكر 
في كل ولاحدة منهما صنم مبني من الحجارة طول كل صنم منها مائة ذراع ولفوق 
كل صنم منهما صورة من نحاس تشير بيدها إلى خلف ولهذه الصنام فيما يذكر 
ستة أحدهما صنم قلادرس التي بغربي الندلس ولل يعلم أحد شيئا من المعمور 
خلفها. 
ولفي هذا الجزء الذي رسمناه من المدن اولليل ولسلى ولتكرولر ولبريسى ولدرول 
ولمورة ولهذه البلدر من أرض مقزارة السودران فأما جزيرة اولليل فهي في البحر 
ولعلى مقربة من الساحل ولبها الملحة المشهورة ولل يعلم في بلدر السودران 
ملحة غيرها ولمنها يحمل الملح إلى جميع بلدر السودران ولذلك أن المراكب تأتي 
إلى هذه الجزيرة فتوسق بها الملح ولتسير منها إلى موقلع النيل ولبينهما مقدار 
مجرى فتجري في النيل إلى سلى ولتكرولر ولبريسى ولغانة ولسائر بلدر ولنقارة 
ولكوغة ولجميع بلدر السودران ولأكثرها ل يكون لها مأولى ولل مستقر إل على النيل
بعينه أول على نهر يمد النيل ولسائر الرضين المجاولرة للنيل صحار خالية ل عمارة 
فيها ولهذه الصحارى فيها مجابات مياه ولذلك أن الماء ل يوجد فيها إل بعد يومين 
ولأربعة ولخمسة ولستة ولاثنى عشر يوما مثل مجابة تيسر التي في طريق 
سجلماسة إلى غانة ولهي أربعة عشر يوما ل يوجد فيها ماء ولأن القوافل تتزولدر 
بالماء لملوك هذه المجابات في الولعية على ظهور الجمال ولمثل هذه المجابة 
كثير في بلدر السودران ولأكثر أرضها أيضا رمال تنسفها الرياح ولتنقلها من مكان إلى 
مكان فل يوجد بها شيء من الماء ولهذه البلدر كثيرة الحر حامية جدا وللذلك أهل 
هذا القلليم الولل ولالثاني ولبعض الثالث لشدة الحر ولإحراق الشمس لهم كانت 
ألوانهم سودراء ولشعورهم متفلفلة بضد ألوان أهل القلليم السادرس ولالسابع. 
ولمن جزيرة اولليل إلى مدينة سلى ست عشرة مرحلة ولمدينة سلى على ضفة نهر 
النيل ولبشماله ولهي مدينة حاضرة ولبها مجتمع السودران ولمتاجر صالحة ولأهلها 
أهل بأس ولنجدة ولهي من عمالة التكرولري ولهو سلطان مؤمر ولله عبيد ولأجنادر 
ولله حزم ولجلدرة ولعدل 
الجزء الثاني 
إن الذي تضمنه هذا الجزء الثاني من القلليم الولل من المدن مدينة مدل ولغانة 
ولتيرقلى ولمداسة ولسغمارة ولغيارة ولغربيل ولسمقندة فأما مدينة ملل التي هي 
من بلدر لملم فقد ذكرناها فيما تقدم ولهي مدينة صغيرة كالقرية الجامعة ل سور 
لها ولهي على تل تراب أحمر منيع جانبه ولأهل مال متحصنون فيه عمن يطرقلهم 
من سائر السودران ولشربهم من عين خرارة تخرج من الجبل الذي في جنوبها 
ولماؤها زعاق ليس بصادرق الحلولة ولبغربي هذه المدينة على ماء العين الذي 
يشربون منه ولمع نزولله إلى أن يقع في النيل أمم كثيرة سودران عراة ل يستترولن 
بشيء ولهم يتناكحون بغير صدقلات ولل حق ولهم أكثر الناس نسل وللهم إبل
ولمعز يعيشون من ألبانها وليأكلون الحيتان المصيدة وللحوم البل المقددرة ولأهل 
تلك البلدر المجاولرة لهم يسبونهم في كل الحايين بضرولب من الحبل وليخرجونهم 
إلى بلدرهم فيبيعونهم من التجار قلطارا وليخرج منهم في كل عام إلى المغرب 
القلصى أعدادر كثيرة ولجميع من يكون في بلدر لملم مرسوم بالنار في ولجهه 
ولهي لهم علمة كما قلدمنا ذكره. 
ولمن مدينة ملل إلى مدينة غانة الكبرى نحو من اثنتي عشرة مرحلة في رمال 
ولدرهاس ل ماء بها ولغانة مدينتان على ضفتي البحر الحلو ولهي أكبر بلدر السودران 
قلطرا ولأكثرها خلقا ولأولسعها متجرا ولإليها يقصد التجار المياسير من جميع البلدر 
المحيطة بها ولمن سائر بلدر المغرب القلصى ولأهلها مسلمون ولملكها فيما يوصف 
من ذرية صالح بن عبد ا بن الحسن بن الحسن بن علي بن أبي طالب ولهو 
يخطب لنفسه لكنه تحت طاعة أمير المؤمنين العباسي ولله قلصر على ضفة النيل 
قلد أولثق بنيانه ولأحكم إتقانه ولزينت مساكنه بضرولب من النقوشات ولالدرهان 
ولشمسيات الزجاج ولكان بنيان هذا القصر في عام عشرة ولخمس مائة من سني 
الهجرة ولتتصل مملكته ولأرضه بأرض ولنقارة ولهي بلدر التبر المتكورة الموصوفة 
به كثرة ولطيبا ولالذي يعلمه أهل المغرب القلصى علما يقينا ل اختلف  فيه أن له 
في قلصره لبنة من ذهب ولزنها ثلثون رطل من ذهب تبرة ولاحدة خلقها ا خلقة 
تامة من غير أن تسبك في نار ولل تطرق بآلة ولقلد نفذ فيها ثقبا ولهي مربطة 
لفرس الملك ولهي من الشياء المغربة التي ليست عند غيره ولل صحت لحد إل 
له ولهو يفخر بها على سائر ملوك السودران ولهو أعدل الناس فيما يحكى عنه 
ولمن سيرته في قلربه من الناس ولعدله فيهم أن له جملة قلوادر يهبون إلى 
الجزء الثالث 
إن الذي تضمنه هذا الجزء الثالث من القلليم الولل من المدن المشهورة كوغة
ولكوكو ولتملمة ولزغاولة ولمانان ولانجيمى ولنوابية ولتاجوة فأما مدينة كوغة فإنها 
مدينة على ضفة البحر الحلو ولفي شماله ولمنه شرب أهلها ولهي من عمالة 
ولنقارة ولمن السودران من يجعلها من بلدر كانم ولهي مدينة عامرة ل سور لها ولبها 
تجارات ولأعمال ولصنائع يصرفونها فيما يحتاجون إليه ولنساء هذه المدينة ينسب 
إليهن السحر وليقال إنهن به عارفات ولبه مشهورات ولعليه قلادررات ولمن كوغة إلى 
سمقندة في جهة الغرب عشرة أيام ولمن كوغة إلى غانة نحو من شهر ولنصف 
ولمن كوغة إلى درمقلة شهر ولمن كوغة إلى شامة درولن الشهر ولمن كوغة إلى 
مدينة كوكو في الشمال عشرولن مرحلة بسير الجمال ولالطريق على أرض بغامة 
ولأهل بغامة سودران بربر قلد أحرقلت الشمس جلودرهم ولغيرت ألوانهم وللسانهم 
لسان البربر ولهم قلوم رحالة ولشربهم من عيون يحفرولنها في تلك الرض عن 
علم لهم بها ولتجربة في ذلك صحيحة وللقد أخبر بعض السفار الثقات ولكان قلد 
تجول في بلدر السودران نحوا من عشرين سنة أنه درخل هذه الرض أعني أرض 
بغامة ولعاين فيها رجل من هؤلء البربر فكان يمشي معه في أرض خالية رملة 
ليس بها أثر للماء ولل لغيره فأخذ البربري غرفة من ترابها ولقلربه من أنفه ثم 
اشتمه ولتبسم ولقلال لهل القافلة انزلوا فإن الماء معكم فنزل أهل القافلة هناك 
ولعرسوا متاعهم ولقليدولا الجمال ولتركوها ترعى ثم عمد البربري إلى موضع ولقلال 
احفرولا هاهنا فحفر الناس في ذاك الموضع أقلل من نصف قلامة فخرج إليهم 
الماء الكثير العذب فعجب من ذلك أهل القافلة ولهذا مشهور معلوم يعلمه تجار 
أهل تلك البلدر وليحكونه عنهم ولفي هذه الطريق التي ذكرنا من كوغة إلى كوكو 
على أرض بغامة مجابتان ل ماء فيهما ولكل مجابة منهما تقطع من خمسة أيام 
إلى ستة أيام ولمدينة كوكو مدينة مشهورة الذكر من بلدر السودران كبيرة ولهي 
على ضفة نهر يخرج من ناحية الشمال فيمر بها ولمنه شرب أهلها وليذكر كثير من 
السودران أن مدينة كوكو هذه على ضفة الخليج ولذكر قلوم آخرولن أنها على نهر 
يمد النيل ولالذي صح من القول أن هذا النهر يجري حتى يجوز كوكو بأيام كثيرة ثم
يغوص في الصحراء في رمال ولدرهاس مثل ما يغوص نهر الفرات الذي ببلدر 
العراق ولغوصه هناك في البطائح ثم إن ملك مدينة كوكو ملك قلائم بذاته خاطب 
لنفسه ولله حشم كثير ولدرخلة كبيرة ولقلوادر ولأجنادر ولزي كامل ولحلية حسنة ولهم 
الجزء الرابع 
ولفي هذا الجزء الرابع من القلليم الولل بلدر النوبة ولبعض بلدر الحبشة ولبقية 
جنوب أرض التاجوين ولقلطعة من بلدر الواحات الداخلة ولفي بلدر النوبة من البلدر 
المشهورة ولالقواعد المذكورة كوشة ولعلوة ولدرنقلة ولبلق ولسوبة ولفي أرض 
الحبشة مركطة ولالنجاغة ولمن أرض الواحات الداخلة ولأعلى دريار مصر مدينة 
أسوان ولأتفو ولالردرينى. 
ولفي هذا الجزء افتراق النيلين أعني نيل مصر الذي يشق أرضها ولجريه من 
الجنوب إلى الشمال ولأكثر مدن مصر على ضفتيه معا ولفي جزائره أيضا ولالقسم 
الثاني من النيل يمر من جهة المشرق إلى أقلصى المغرب ولعلى هذا القسم من 
النيل جميع بلدر السودران أول أكثرها ولهذان القسمان مخرجهما من جبل القمر 
الذي أولله فوق خط الستواء بست عشرة دررجة ولذلك أن مبدأ النيل من هذا 
الجبل من عشر عيون فأما الخمسة النهار منها فإنها تصب ولتجتمع في بطيحة 
كبيرة ولكذلك الخمسة النهار الخر تنزل من الجبل إلى بطيحة أخرى كبيرة وليخرج 
من كل ولاحدة من هاتين البطيحتين ثلثة أنهار فتمر بأجمعها إلى أن تصب في 
بطيحة كبيرة جدا ولعلى هذه البطيحة مدينة تسمى طرمى ولهي مدينة عامرة 
يزرع بها الرز ولعلى ضفة البطيحة المذكورة صنم رافع يديه إلى صدره يقال إنه 
مسخ ولإنه كان رجل ظالما ففعل ذلك به ولفي هذه البحيرة سمك تشبه رؤولسه 
رؤولس الطير وللها مناقلير ولفيها أيضا درولاب هائلة ولهذه البحيرة المذكور فوق خط 
الستواء مماسة له ولفي أسفل هذه البحيرة التي بها تجمع النهار جبل معترض
يشق أكثر البطيحة وليمر منها إلى جهة الشمال مغربا فيخرج معه ذراع ولاحد من 
النيل فيمر في جهة المغرب ولهو نيل بلدر السودران الذي عليه أكثر بلدرها وليخرج 
مع شق الجبل الشرقلي الذراع الثاني فيمر أيضا إلى جهة الشمال فيشق بلدر 
النوبة ولبلدر أرض مصر ولينقسم في أسفل أرض مصر على أربعة أقلسام فثلثة 
أقلسام تنصب في البحر الشامي ولقلسم ولاحد ينصب في البحيرة الملحة التي 
تنتهي إلى قلرب السكندرية ولبين هذه البحيرة ولبين سكندرية ستة أميال ولهي ل 
تتصل بالبحر بل هي من فيض النيل ولمع الساحل قلليل ولسنستقصي ذكرها في 
موضعه إن شاء ا عز ولجل. 
ولمن تحت جبل القمر فيما بين النهار العشرة ولالبطيحات مارا مع جهة الشمال 
إلى أن يتصل بالبطيحة الكبيرة مقدار عشر مراحل ولعرض ما بين البطيحتين 
الصغيرتين من المشرق إلى 
الجزء الخامس 
ولهذا الجزء الخامس من القلليم الولل تضمن من الرضين أكثر أرض الحبشة 
ولجملة من بلدرها ولأكبر مدنها كلها جنبيتة ولهي مدينة متحضرة لكنها في برية 
بعيدة من العمارات ولتتصل عماراتها ول بوادريها إلى النهر الذي يمد النيل ولهو يشق 
بلدر الحبشة وللها عليه مدينة مركطة ولمدينة النجاغة ولهذا النهر منبعه من فوق 
خط الستواء ولفي آخر نهاية المعمور من جهة الجنوب فيمر مغربا مع الشمال 
حتى يصل إلى أرض النوبة فيصب هناك في ذراع النيل الذي يحيط بمدينة بلق 
كما قلدمنا ولصفه ولهو نهر كبير عريض كثير الماء بطيء الجري ولعليه عمارات 
للحبشة ولقلد ولهم أكثر المسافرين في هذا النهر حين قلالوا إنه النيل ولذلك لنهم 
يرولن به ما يرولن من النيل في خرولجه ولمده ولفيضه في الوقلت الذي جرت به 
عادرة خرولج النيل ولينقص فيض هذا النهر عند نقصان فيض النيل وللهذا السبب
ولهم فيه أكثر الناس ولليس كذلك حتى أنهم ما فرقلوا بينه ولبين النيل لما رأولا فيه 
من الصفات النيلية التي قلدمنا ذكرها ولتصحيح ما قللناه من أنه ليس بالنيل ما 
جاءت به الكتب المؤلفة في هذا الفن ولقلد حكوا من صفات هذا النهر ولمنبعه 
ولجريه ولمصبه في ذراع النيل عند مدينة بلق ولقلد ذكر ذلك بطلميوس القللودري 
في كتابه المسمى بالجغرافية ولذكره حسان بن المنذر في كتاب العجائب عند 
ذكره النهار ولمنابعها ولمواقلعها ولهذا مما ل يهم فيه نبيل ولل يقع في جهله عالم 
ناظر في الكتب باحث عن غرضه ولعلى هذا النهر يزرع أهل بوادري الحبشة أكثر 
معايشهم مما تدخره لقلواتها من الشعير ولالذرة ولالدخن ولاللوبيا ولالعدس ولهو 
نهر كبير جدا ل يعبر إل بالمراكب ولعليه كما قللناه قلرى كثيرة ولعمارات للحبشة 
ولمن هذه القرى ميرة جنبيتة ولقللجون ولبطا ولسائر القرى البرية فأما المدن 
الساحلية فإنها تمتار مما يجلب إليها من اليمن في البحر. 
ولمن مدن الحبشة الساحلية مدينة زالغ ولمنقونة ولاقلنت ولباقلطى إلى ما اتصل بها 
من عمارات قلرى بربرة ولكل هذه القرى ميرتها مما يتصيده أهلها من السمك ولمن 
اللبان ولسائر الحبوب التي يجلبونها من قلراهم التي على ضفة النهر المذكور. 
ولمدينة النجاغة مدينة صغيرة على ضفة النهر ولأهلها فلحون يزرعون الذرة 
ولالشعير ولبه يتجهزولن ولمنه يتعيشون ولمتاجر هذه البلدة قلليلة ولصنائعهم النافعة 
لهلها قلليلة ولالسمك عندهم كثير ممكن ولاللبان غزيرة ولبين هذه المدينة ولمدينة 
مركطة السابق ذكرها ستة أيام إنحدارا 
يتصل أيضا بأرض الحبشة على البحر بلدر بربرة ولهم تحت طاعة الحبشة ولهي 
قلرى متصلة ولأوللها قلرية جوة ولمنها إلى باقلطى ستة أيام ولمنها أيضا إلى بطا البرية 
سبعة أيام ولمدينة بطا المتقدم ذكرها فوق خط الستواء في نهاية المعمور. 
نجز الجزء الخامس من القلليم الولل ولالحمد لله وليتلوه الجزء السادرس منه إن 
شاء ا.
الجزء السادرس 
إنه هذا الجزء السادرس من القلليم الولل تضمن من ناحية الجنوب مدينة قلرقلونة 
ولمركة ولالنجا ولهذه البلدر الثلثة من أرض بربرة ولإليها تنتهي عمالتها ولهي على 
البحر اليماني ولأهل قلرى بربرة أكثر عيشهم من لحوم السلحف البحرية ولتسمى 
عندهم البسة. 
ولمن جوة إلى قلرقلونة يومان في البحر ولعليها جبل عظيم يمتد في جهة الجنوب 
ولمن قلرقلونة إلى برمة ثلثة أيام في البحر وليبتدئ منها جبل خاقلوني ولهو جبل له 
سبعة رؤولس خارجة وليمتد تحت الماء في البحر أربعة ولأربعين ميل ولإلى رؤولس 
هذا الجبل بلدر صغار كالقرى يقال لها الهاولية ولمن خاقلونى إلى مركة على 
الساحل ثلثة مجار صغار ولفي البر سبعة أيام ولعلى مرحلتين من مركة في البرية 
ولادر يمد كمد النيل ولعليه يزرعون الذرة ولمن مركة إلى بلد النجا على البحر يوم 
ولنصف يوم ولعلى البر أربعة أيام ولالنجا آخر أرض بربرة. 
ولمن النجا إلى قلرنوة ثمانية أيام ولهي مدينة صغيرة على البحر ولمنها إلى بذولنة 
ستة أيام ولهي قلرية كبيرة مسكونة آهلة ولأهلها يأكلون الضفادرع الحناش ولأشياء 
من القاذولرات التي يعاف  الناس أكلها ولهذه الرض أيضا تليها بلدر الزنج ثم إن 
قلرنوة ولبذولنة مدينتان ولأهلهما كفرة ولهما تتصلن ببلدر الزنج على ضفة البحر 
الملح ولكل هذه البلدر المذكورة تقابل بلدر اليمن في جهة الشمال ولبينهما عرض 
البحر ولعرضه هناك ست مائة ميل وليكون في أمكنة أخرى أكثر من هذا ولأقلل 
على قلدر خرولج أجوان البحر في البراري ولعلى قلدر درخول القراطيل في البحر. 
ولفيما تضمنه هذا البحر المحصل في هذا الجزء أربع جزائر منها جزيرتان في 
جهة المشرق ولاسم إحداهما خرتان ولالثانية مرتان ولهما في جون الحشيش 
ولسنستقصي ذكرهما في موضعه بعون ا تعالى.
ولمنها جزيرة سقطرى التي ينسب الصبر إليها ولبين ولبين الساحل مجريان بالريح 
الطيبة وليقابلها من بلدر اليمن مدينة برباط ولحاسك ولسنذكر هاتين المدينتين في 
موضع ذكرهما مع 
الجزء السابع 
إن هذا الجزء السابع من القلليم الولل تضمن في حصته ولولجب له قلطعة من 
البحر الهندي ولجملة جزائر متفرقلة فيها أنواع من المم ولعلى جنوبه أيضا بقايا من 
بلدر الكفرة السودر ولما اتصل بها على البحر من بلدر الزنج ولنحن الن نريد بعون 
ا أن نذكر جميع ذلك ذكرا شافيا ولنأتي به على استقصاء فنقول إن هذا البحر 
هو بحر الهند ولعلى ضفته مدينة برولة ولهي آخر بلدر الكفرة الذين ل يعتقدولن 
شيئا ولإنهم يأخذولن الحجار القائمة فيدهنونها بدهن السمك وليسجدولن لها ولمثل 
هذه السخافة ولما جانسها تعبدهم ولاعتقادرهم الفاسد ولهم على ذلك ثابتون 
بعض هذه البلدر في طاعة ملك بربرة ولبعض في طاعة الحبشة ولمن برولة على 
الساحل إلى بذولنة ثلثة أيام في البحر ولهي مدينة خراب قلليلة الدمارة ولحشة 
المساكن قلذرة البقاع ولعيش أهلها من السمك وللحوم الصدف  ولالضفادرع 
الحناش ولالفيران ولالورل ولالحيوان الذي يسمى أم حبين ولغير ذلك من الحيوانات 
التي ل تؤكل ولهم يتصيدولن في البحر عوما من غير مركب ولل ولقلوف  في ساحل 
ولإنما هم يتصيدولن بالسباحة بشباك صغار يصنعونها من النبات وليربطونها في 
أرجلهم وللهم أخيات ولأنشوطات يجذبونها بأيديهم إذا أحسوا بأن الحوت درخل في 
شباكهم بصنعة قلد أحكموها ولحيل قلد هندموها ولعرفوها وليضعون في شباكهم 
حناش الطين ولبها يطعمون للحوت ولمع هذا فإنهم في فاقلة ولفقر ولضيق حال 
لكن ا عز ولجل حبب المواطن لهلها فهم قلد قلنعوا بذلك ولرضوه لنفسهم 
ولهم في طاعة الزنج.
ولمن هذه المدينة على الساحل إلى مدينة ملندة من بلدر الزنج ثلثة أيام في 
البحر بلياليها ولمدينة ملندة على ضفة البحر على خور ماء عذب ولهي مدينة كبيرة 
ولأهلها مخترقلون بالصيد برا ولبحرا فيصيدولن في البر النمور ولالذئاب وليصيدولن في 
البحر ضرولبا من الحيتان فيملحونها وليتجرولن بها ولعندهم معدن حديد يحتفرولنه 
وليعملونه ولهو جل مكسبهم ولتجارتهم ولأهلها يزعمون أنهم يسحرولن الحيوان 
الضار حتى ل يضر إل لمن أرادرولا ضره ولالنقمة منه ولأن السباع ولالنمور ل تعدول 
عليهم بما يسحرولنها به ولاسم السحر عندهم بلغتهم المقنقا. 
ولمن هذه المدينة إلى مدينة منبسة على الساحل مسافة يومين ولهي مدينة 
صغيرة للزنج ولأهلها محترفون باستخراج الحديد من معدنه ولالصيد للنمور ولكلبهم 
حمر تغلب كل الذئاب ولجملة السباع ولهي في نهاية من القهر لها ولهذه المدينة 
على البحر ولعلى ضفة خور كبير تدخله 
القلليم الثاني 
الجزء الولل 
إنا لما رسمنا القلليم الولل ولما احتوى عليه في عشرة الجزاء التي قلسمناه بها 
ولذكرنا في كل جزء منه حصته الواجبة له من المصار ولالقرى ولالجبال ولالرضين 
المعمورة ولالمغمورة ولما بها من الحيوانات ولالمعادرن ولالبحور ولالجزائر ولالملوك 
ولالمم ولما لهم من السير ولالزي ولالدريان ولجب علينا أن نذكر في هذا القلليم 
الثاني ما فيه من البلدر ولالقلع ولالمدن ولالمصار ولالبراري ولالقفار ولالبحار 
ولجزائرها ولأممها ولمسافات طرقلها حسبما سبق لنا من ذكر ذلك في القلليم الولل 
ولنبتدئ الن بذكر الجزء الولل من القلليم الثاني بحول ا ولعونه.
فنقول إن هذا الجزء الولل من القلليم الثاني مبدؤه من المغرب القلصى حيث 
بحر الظلمات ولل يعلم ما خلفه ولفي هذا الجزء من الجزائر جزيرة مسفهان 
ولجزيرة لغوس ولهما من الجزائر الستة المتقدم ذكرها ولتسمى الخالدات ولمنها 
بدأ بطلميوس بالتعديل ولأخذ أطوال البلدر ولعرولضها ولإلى هتين الجزيرتين ولصل 
ذول القرنين أعني السكندر ولمنها رجع. 
فأما جزيرة مسفهان فحكى صاحب كتاب العجائب أن في ولسطها جبل مدولرا 
عليه صنم أحمر بناه أسعد أبو كرب الحميري ولهو ذول القرنين الذي ذكره تبع في 
شعره وليسمى بهذا السم كل من بلغ طرفي الرض ولإنما نصب أبو كرب 
الحميري ذلك الصنم هناك ليكون علمة لمن قلصد تلك الناحية من البحر ليعرفه 
أنه ليس خلفه ملسك يسلكه ولل موضع يخرج إليه ولأيضا أن في جزيرة لغوس 
المذكورة صنم ولثيق البناء ل يمكن الصعودر إليه ولفي هذه الجزيرة يقال مات 
الذي بناه ولهو تبع ذول المراثد ولقلبره هناك في هيكل مبني من المرمر ولالزجاج 
الملون ولحكى صاحب كتاب العجائب أن في هذه الجزيرة درولاب هائلة ولأن فيها 
أمورا تطول أولصافها ولتمتنع العقول عن قلبولها. 
ولفي سواحل هذا البحر الصادرر عن هذه الجزائر ولغيرها يوجد العنبر الجيد وليوجد 
أيضا في ساحله حجر البهت ولهو مشهور عند أهل المغرب القلصى وليباع الحجر 
منه بقيمة جيدة ل سيما في بلدر لمتونة ولهم يحكون عن هذا الحجر أن من 
أمسكه ولسار في حاجة قلضيت له بأولفى عناية ولشفع فيها ولهو جيد عندهم في 
عقد اللسنة على زعمهم وليوجد أيضا بساحل هذا البحر أحجار كثيرة ذات ألوان 
شتى ولصفات مختلفة يتنافسون في أثمانها وليتوارثونها بينهم 
في صحراء ماؤها قلليل ولهي في ذاتها بين جبلين شبه مكة في الصفة ولعامرها 
قلليل ولليس بها كبير تجارة وللهلها جمال ولمنها يتعيشون. 
ولمنها إلى مدينة غانة اثنتا عشرة مرحلة ولذلك من اولدرغست إلى مدن ولارقللن
إحدى ولثلثون مرحلة ولمن اولدرغست أيضا إلى مدينة جرمة نحو من خمس 
ولعشرين مرحلة ولكذلك من اولدرغست أيضا إلى جزيرة اولليل معدن الملح شهر 
ولاحد. 
ولأخبر بعض الثقات من متجولي التجار إلى بلدر السودران أن بمدينة اولدرغست ينبت 
بأرضها بقرب مناقلع المياه المتصلة بها كمأة يكون في ولزن الكمء منها ثلثة 
أرطال ولأزيد ولهو يجلب إلى اولدرغست كثيرا يطبخونه مع لحوم الجمال وليأكلونه 
وليزعمون أن ما على الرض مثله ولقلد صدقلوا. 
نجز الجزء الولل من القلليم الثاني ولالحمد لله وليتلوه الجزء الثاني منه إن شاء 
ا. 
الجزء الثاني 
إن هذا الجزء الثاني من القلليم الثاني تضمن في حصته من الرضين بقية 
صحراء نيسر ولجملة أرض فزان بما فيها من المدن ولكذلك أيضا تحصل فيه جملة 
بلدر من أرض زغاولة السودران ولأكثر هذه الرضين صحار متصلة غير عامرة 
ولجهات ولحشة ولجبال حرش جردر ل نبات فيها ولالماء بها قلليل جدا ل يوجد إل في 
أصل جبل أول في ما اطمأن من سباخها ولبالجملة إنه هناك قلليل الوجودر يتزولدر به 
من مكان إلى مكان ولأهل تلك الرضين يدلون في أكنافها ولطرقلاتها وليجولون في 
ساحاتها ولولهادرها ولجبالها. 
ولفي هذه الصحاصح المذكورة يقع أقلوام رحالة ينتقلون في أكنافها وليرعون 
مواشيهم في أدرانيها ولأطرافها ولليس لهم ثبوت في مكان ولل مقام بأرض ولإنما 
يقطعون درهرهم في الرحلة ولالنتقال درائما غير أنهم ل يخرجون عن حدولدرهم 
ولل يفارقلون أرضهم ولل يمتزجون بغيرها ولل يطمئنون إلى من جاولرهم بل كل 
أحد منهم يأخذ حذره ولينظر لنفسه قلدر جهده ولأهل المدن الذين يجاولرولنهم من
أجناسهم يسرقلون أبناء هولء القوم الرحالة الذين يعمرولن هذه الصحارى 
وليسرولن بهم في الليل وليأتون بهم إلى بلدرهم وليخفونهم حينا من الدهر ثم 
يبيعوهم من التجار الداخلين إليهم بالبخس من الثمن وليخرجونهم إلى أرض 
المغرب القلصى وليباع منهم في كل سنة أمم ولأعدادر ل تحصى ولهذا المر الذي 
جئنا به من سرقلة قلوم أبناء قلوم فيخطه ولربما سرق الرجل منهم متاع صاحبه 
وليدفنه في الرض بعيدا أول قلريبا فيخط الرجل الذي فقد متاعه وليقصد موضع 
الخبية وليخط بإزائها خطا ثانيا وليقصد بعلمه إلى موضع الخبية فيستخرج منها 
متاعه ولما ضاع له وليعلم مما خطه الرجل الذي تعدى على أخذ متاعه وليجمع 
أشياخ القبيلة فيخطون له خطا فيعلمون من ذلك البرئ من الفاعل ولهذا عند أهل 
المغرب مشهور مذكور وللقد أخبر بعض المخبرين أنه رأى رجل من هذه القبيلة 
في مدينة سجلماسة ولقلد خبيت له خبية بحيث ل يعرف  فخط لها خطا ولقلصد 
موضعها فاستخرجها ولأعيد عليه العمل بذلك ثلث  مرات فاستخرجها في الثانية 
ولالثالثة مثل ما فعل في المرة الوللى ولهذا شيء عجيب من قلوتهم على هذا 
العلم على كثرة جهلهم ولغلظ طبعهم ولفيما جئنا به في ذلك كفاية ولالحمد لله 
على ذلك. 
نجز الجزء الثاني من القلليم الثاني ولالحمد لله وليتلوه الجزء الثالث منه إن شاء 
ا. 
الجزء الثالث 
إن الذي تضمن هذا الجزء الثالث من القلليم الثاني من الرضين بعض أرض 
ولدران ولأكثر بلدر كوار ولبعض بلدر التاجوين المجوس ولأكثر بلدر فزان. 
ولأما أرض ولدران فإنها جزائر نخل متصلة بين غرب ولشمال إلى ناحية البحر ولكانت 
فيما سلف أكثر الرض عمارة ولكان الملك في أهلها ناشئا متوارثا إلى أن جاء درين
السلم فخافوا من المسلمين فتوغلوا هربا في بلدر الصحراء ولتفرقلوا وللم يبق 
بها الن إل مدينة دراولدر ولهي الن خراب ليس بها إل بقايا قلوم من السودران 
معايشهم كدرة ولأمورهم نكدة ولهم في سفع جبل طنطنة ولإبلهم قلليلة ولأكثر 
أهلها يحفرولن أصول نبات يسمى أغرسطس ولهو النجيل ولهو عندهم من نبات 
الرمال فيجففونه وليدقلونه بالحجر وليخبزولنه خبزا يتقوتون به وليأكلون منه وليأكل 
جلتهم ولخيارهم اللحوم الجمالية مقددرة وليشربون ألبان البل ولأكثر نيرانهم 
يقدولنها في بعر الجمال ولبعض الشوك ولالحطب عندهم قلليل. 
ولفي جهة الشمال من هذه المدينة مدينة زوليلة بناها عبد ا بن خطاب الهوري 
ولسكنها هو ولبنو عمه في سنة ست ولثلث  مائة ولهي منسوبة إلى هذا الرجل ولبه 
اشتهر اسمها ولهي الن عامرة ولسنأتي بذكرها في موضعها من القلليم الثالث 
بعون ا. 
ولفي جبل طنطنة معدن حديد جيد ولفي جنوب هذه الرض مسارح ولمرابع لزقلار 
ولهم قلومالجزء الرابع 
إن هذا الجزء الرابع من القلليم الثاني تضمن بقية من أرض الواحات الخارجة بما 
اتصل بها في جنوبها من أرض التاجوين ولأكثر بلدر الجفار ولالبحرين راجعا أرض 
سنترية التي عرضنا بذكرها قلبل هذا ولذاهبا في مساكن بني هلل نازل مع الجبل 
المسمى جبل جالوت البربري ولإنما سمي به لن جالوت هزم عسكره به وللجأ هو 
ولجملة من خيله إلى هذا الجبل فسمي بذلك إلى الن ولفي الشرق من هذا الجبل 
جملة من بلدر مصر على ضفة النيل النازل إليها من أعلى بلدر النوبة ولسنذكر هذه 
البلدر عند ولصفنا لها بلدا بلدا ولقلطرا قلطرا مع ذكر ما يليق بها من الخبار الكائنة بها 
بعون ا ولما خلف النيل من العمارات المتصلة من أرض مصر إلى نواحي أهريت 
ولشرولنة ولبياض التي تلي منازل بلي ولجهينة ولصفارة إلى أقلصى الصعيد مع 
اتصاله بالعلقلي ولأيضا ما يلي أسفل الجزء من منازل التيم ولالنجوم ولالقبط.
فنقول إن أعلى هذا الجزء من ناحية المغرب حيث بقية أرض التاجوين كله خلء 
صحار متصلة ولإن كانت المياه بها كثيرة ولالغدر موجودرة فليس بما ساكن لن بها 
رمال سائلة تنقلها الرياح من مكان إلى مكان ولليس لحد بها مستقر لعتداء 
الرمال عليها ولكثرة جري الرياح بها ولكذلك يتصل هذا الرمل بأعلى أرض الواحات 
فيعدول عليها وليغير ما فيها من الثار ولتتصل هذه الرمال بالغرب إلى أرض 
سجلماسة إلى البحر. 
ولبلدر الواحات الخارجة الن صحراء ل أنيس بها بلقع ل عامر لها ولالمياه بها 
موجودرة ولكانت على القدم معمورة متصلة الثمار ولالعمارات ولكان فيما سبق من 
الزمان الدخول عليها ولمنها إلى مدينة غانة في طرق مسلوكة ولمناهل معرولفة 
لكنها انقطت ولدررست ولبالواح الخارجة أغنام ولبقر متوحشة كما قلدمنا ذكره فيما 
سبق ولبين الواحات ولحد النوبة مسير ثلثة أيام في مفاولز غير عامرة ولفي أرض 
الواحات الخارجة جبل علساى المعترض بها ولهو جبل سامي الذرولة عالي القمة 
متساول عرضه أسفل ولفوق ولفيه معدن يستخرج منه حجر اللزولردر وليحمل إلى 
أرض مصر فيصنع بها وليصرف  ولفي أرض الواحات يكون الثعبان ولل يكون البتة 
في غيرها من الرضين ولالثعبان على ما يحكيه أهل تلك النواحي يرى كالتل 
الكبير يلتقم العجل ولالكبش ولالنسان ولهو حيوان على صورة الحية ينساب على 
بطنه ولله أذنان بارزتان ولأنياب ولأسنان ولحركته بطيئة وليأولي إلى الكهوف  
ولالدهاس فمن قلصده أول اعترضه بمساءة التقمهكثر من يوم أول يومين ولهي ل 
تفارق ضفتي النيل من كلتا الناحيتين ولعماراتها متصلة ولمن مصر إلى أسوان 
مسافة خمس ولعشرين مرحلة ولقلد ذكرنا في هذا الجزء ما فيه كفاية ولبلغ.. 
نجز الجزء الرابع من القلليم الثاني ولالحمد لله وليتلوه الجزء الخامس منه إن شاء 
ا تعالى. 
الجزء الخامس
إن هذا الجزء الخامس من القلليم تضمن من البلدر التي على ساحل بحر القلزم 
مدينة عيذاب ولما اتصل بها قلبلها من الصحراء المنسوبة إلى عيذاب ولليس بها 
طريق معرولف  ولل يستدل عليها إل بالجبال ولالكدى الناتئة لنها رمال سائلة 
ولضحاضح غامرة ولربما أخطأ بها الدليل الماهر ولأكثر الستدلل بها بالنجوم 
ولمسير الشمس من المشرق إلى المغرب ولفي هذا الجزء قلطعة من بحر القلزم 
ولجملة من جزائره العامرة ولالخالية ولمراسيه المشهورة المذكورة ولالكور الصغار 
مثل السرين ولالسقية ولجدة ولالجحفة ولالجار ولفيه من البلدر البرية صنكان ولمكة 
ولالطائف ولقلديد ولالمدينة ولعيذاب ولنحن ولاصفون الن جميع ما ذكرناه من ذلك 
ولصفا ناما باستقصاء ولشرح متقن بفضل ا تعالى ولقلوته. 
فنقول إن جبل المقطم الذي أولله من دريار مصر يأخذ من مصر فيمر في الصحراء 
إلى أن ينتهي إلى قلرب أسوان ولهو جبل مشهور بالطول ولأما علوه فإنه يعلو في 
مكان ولينخفض في مكان ولينقطع منه مواضع تسمى اليحاميم سودر ولتحفر منه 
المغرة ولالكلس ولفيه ذهب كثير ولكذلك في تربته إذا دربرت استخرج منها ذهب 
صالح ولتتصل منه قلطع بديار مصر الداخلة إلى البحر الملح بناحية القلزم ولهو بحر 
الحجاز ولفي هذا الجبل ولما اتصل به كثير من الكنوز مما خبأته ملوك مصر في 
العصر الولل ولفيه كثير من هياكل الكهنة ولعجائبهم ولمما يلي البحر منه الجبل 
المنحوت المدولر الذي ل يستطيع أحد أن يصعده ولل يجد سببا للطلوع إليه ولذلك 
لملسته ولارتفاع علوه وليذكر أن فيه كنوزا عظيمة لمقطام الكاهن ولإليه ينسب 
هذا الجبل بأسره ولفيه أيضا كنوز كثيرة لبعض ملوك مصر من المال ولالجوهر 
ولتربة الصنعة ولالتماثيل العجيبة ولأصنام الكواكب ولقلد كانوا رأولا في علومهم أن 
ملكا من ملوك الفرنجة يقصدهم لما كان اتصل به من كثرة أموالهم ولالصنعة 
التي كانوا يدبرولنها لعمل الذهب فكان ما خافوه من ذلك حقا ولقلصدهم الملك
الفرنجي ولغزا دريار مصر في ألف مركب فهرب أكابرهم إلى هذا الجبل ولتسترولا 
في الماكن الخفية فيه ولبعضهم أمعن في الهرولب حتى لحق بالواحات فلم 
الجزء السادرس 
إن هذا الجزء السادرس من القلليم الثاني تحصل فيه من البلدر المعمورة ولالكور 
المشهورة ما نذكره الن مجمل ثم نفسره بعد ذلك باستقصاء من القول على 
حسب ما سبق لنا في ذلك بعون ا ففي هذا الجزء من قلواعد البلدر المعلومة 
جرش ولبيشة ولتبالة ولعكاظ ولنجران ولعلو يحصب ولظفار ولمأرب ولالشحر ولسفل 
يحصب ولشبام ولحضرموت ولصور ولقللهات ولمسقط ولصحار ولالعفر ولسعال ولمنح 
ولسرعمان ولبثرولن ولحجر ولحضرمة ولالقريتين ولولجرة ولرامة ولمعدن النقرة 
ولسلمية ولبرقلة ولاضح ولهجر ولبيرمان ولالجيل ولجلفار. 
ولفي البحر الفارسي مما تضمنته حصته جزيرة ابرولن ولجزيرة خير ولجزيرة كيش 
ولجزيرة ابن كاولان ولالدردرولر ولجبل كسير ولعوير ولفيه من بلدر كرمان السبرين 
ولجبال مسكن ولهذه البلدر كلها قلواعد ولبلدر يعمرها طوائف ولأمم نذكرهم الن 
بحول ا. 
فنقول إن مدينة جرش ولمدينة خيوان ولمدينة نجران كلها بلدر تتقارب في المقدار 
ولالعمارة ولبها تدبغ الجلودر اليمانية التي ل يبلغها شيء في الجودرة كما سبق ذكره 
وللها مزارع ولضياع ولمكاسب ولتجارات يتقلبون فيها وليتعيشون منها ولبين جرش 
ولخيوان أربع مراحل ولبين خيوان ولنجران ست مراحل ولكذلك من جرش إلى 
نجران مثل ذلك. 
ولأما تبالة فإنها من مخاليف مكة ولبينهما أربع مراحل ولمدينة تبالة صغيرة بها عيون 
متدفقة ولمزارع ولنخل ولهي في أسفل أكمة تراب وللها ولليها الحجاج بن يوسف
من قلبل عبد الملك بن مرولان )ول( صار إليها ولبلغ إليها لم يرها فسأل عنها فقيل له 
إنها في أسفل هذه الكمة التي بين يديك فقال إن بلدة تسترها أكمة لخليق أن 
يقال فيها أهون بها ثم انصرف  عنها فصار ذلك مثل فيقال أهون من تبالة على 
الحجاج. 
ولمن تبالة إلى بيشة خمسون ميل ولكذلك من بيشة إلى جرش أربع مراحل ولمن 
تبالة إلى سوق عكاظ ثلث  مراحل ولسوق عكاظ قلرية كالمدينة جامعة لها مزارع 
ولنخل ولمياه كثيرة وللها سوق يوما في الجمعة ولذلك يوم الحد يقصد إليها في 
ذلك اليوم بأنواع من التجارات المحوج إليها أهل تلك الناحية فإذا أمسى المساء 
انصرف  كل أحد إلى موضعه ولمكانه ولمن سوق عكاظ إلى مدينة نجران خمس 
مراحل. 
ولظفار هي قلصبة يحصب ولكانت ظفار فيما سلف من البلدر الكبار المشهورة ولكان 
بها قلصر ولعرولق البقم تنفع من نهش الحيات بل تأخير كما قلدمنا ذكره فيما سبق 
ولالحمد لله أولل ولآخرا. 
نجز الجزء الثامن ولالحمد لله رب العلمين وليتلوه الجزء التاسع منه إن شاء ا 
تعالى. 
الجزء التاسع 
إن الذي تضمن هذا الجزء التاسع من القلليم الثاني من المدن الهندية ولالصينية 
منها مدن الهند ولهي أولريسين على ضفة البحر الملح وللوقلين ولقلاقلل ولأطراغا. 
ولفيه من بلدر الصين طريغيوقلن ولقلطيغورا ولكاشغرا ولخيغون ولإسقيريا ولإشقيرا 
ولبورا ولطوخا ولأطراغن ولقلرنابول. 
ولفي حصة بحره جزيرة أولريسين ولجزيرة سناسا ولفي كل بلد منها، أمور مختصة 
بها ل توجد بغيرها ولها نحن لكل ذلك ذاكرولن بحول ا ولعونه.
فأما مدينة أوريسين فإنها مدينة صغيرة على الساحل. 
وإنما المذكور منها جزيرتها لنها عظيمة المقدار كثيرة الجبال والشججار وفيها فيلة 
كثيرة وبها تصاد ويتجهز منها بأنيابها. 
وقد اختلف في صيد الفيلة وأكثر القول في ذلك فمن الناس من قال إن الصائدين 
للفيلة يقصدون إلى مواضع مبيتها والماكن التي تألفها فيحفرون لها حفائر مثل ما 
تحقره البرابر لصيد السوود وصفة هذه الحفرة يكون أعلها واسوعا وأسوفلها ضيقا 
ويسترونها بالخشب الرقاق والحشيش ويسوون بالتراب فوق ذلك حتى تخفى 
الحفرة فإذا جاءت الفيلة إلى مواضعها التي من عادتها المبيت فيها أو في طرق 
مائها التي تعودت الشرب منه فإذا وافت الحفرة سوقط منها واحد على رأسوه وفر 
الباقي من الفيلة على وجوهها وصائدوها يكونون هنالك في أماكن لهم ينظرون 
منها إلى سوقوط الفيلة فإذا نظروا إليها أسورعوا بالجري إلى ما سوقط في الحفرة 
وفتحوا خواصرها وفتقوا بطونها وتركوها إلى أن تموت ثم يتعاونون على 
تجزيرها وإخراجها عن الحفر قطعا قطعا ويخرجون أنيابها ويأخذون كعوبها. 
وفي كثير من أخبار الهند أن الفيلة في بلدها تمشى قطارا وتبيت في الغياض 
اثنين في واحد وثلثة وأربعة في واحد ورقادها هو أن تقصد الشجر فتورك على 
أصولها ويورك بعضها عليلجزء العاشجر 
إن هذا الجزء العاشجر من القليم الثاني وبه تمام القليم الثاني تضمن من البلد 
الصينية الشرقية مدينة سووسوة الصين وسوعل وطوغما وصينية الصين واسونخوا 
وشجذخو وباجة وبشهيار وقاشجا وسوارخا وبه من الجزائر التي في البحر الشرقي 
جزيرة النمنج وجزيرة السبارة وفيه من النهار الكبار نهر خمدان الصين وهو من 
النهار الكبار المشهورة التي نطقت بما التواريخ وأثبتت ذكرها الكتب. 
وها نحن نبتدئ الن بشرح معلوماتها ونوضح صفاتها بحول ا وعونه فنقول إن 
مدينة سووسوة مدينة مشهورة معلومة مذكورة كثيرة التجارات متصلة العمارات
جامعة الخيرات وأموال أهلها كثيرة وتجاراتهم مباركة موفورة وقراضهم مفترق 
في الفاق ومتصل بكل المصار. 
ويصنع بها الغضار الصيني الذي ل يعدله شجيء من فخار الصين جودة وبها طرز 
كثيرة مشهورة بعمل الحرير الصيني الرفيع القيمة المحكم الصنعة الذي ل يقرن 
به غيره وسووسوة الصين على شجرقي نهر خمدان الكبير ومنها إلى مدينة قابطوا 
أربع عشرة مرحلة وكذلك سووسوة أيضا إلى مدينة صينية الصين سوت عشرة مرحلة 
ومن سووسوة أيضا إلى مدينة سوعل ثمانية أيام. 
ومدينة سوعل على ضفة نهر وهي عامرة بالساكن حسنة المساكن كثيرة التجارات 
موفورة العمارات وإليها مقصد التجار من كل القطار المجاورة لها والمتباعدة 
عنها بضروب البضائع نوافق المتعة وأنواع من التجارات وليست بكبيرة القطر 
لكنها مجتمعة متحضرة ويعمل بها ثياب حرير كثيرة وفخار. 
ومنها إلى مدينة صينية الصين سوبع عشرة مرحلة ومن سوعل إلى طوغما ثماني 
مراحل ومدينة طوغما مدينة كبيرة ل حصن عليها لكنها عامرة وبها جمل بضائع 
ويتجهز منها بأصناف من التجارات. 
ومنها إلى صينية الصين ثماني مراحل وصينية الصين في أقصى الصين ول تعدلها 
مدينة في الكبر وكثرة العامر وسوعة التجارات وكثرة البضائع واجتماع التجار إليها 
من سوائر القطارلجزء الثاني 
إن الذي وقع بهذا الجزء الثاني من القليم الثالث جمل من مدن وأقاليم وحصون 
وقلع وأجناس وأمم فأما البلد فمنها قمودة وباغاي ومسكيانة ومجانة وباجة 
وبونة ومرسوى الخرز وبنزرت والربس ومرماجنة وقسطيلية وبيلقان وتقيوس 
وزرود وقفصة ونفطة والحمة وتونس واقليبية وهرقلية وسووسوة والمهدية 
وسوفاقس وقابس ورغوغا وصبرة واطرابلس ولبدة وعلى سواحل هذا البحر بهذا 
الجزء حصون ومحارس وعمارات نذكرها فيما يأتي بعد هذا بعون ا.
فأما مدينة باغاي فمدينة كبيرة عليها سووران من حجر وربض عليه سوور وكانت 
السوواق فيه وأما الن فالسوواق في المدينة والرباض خالية بإفساد العرب لها 
وهي أول بلد التمر ولها واد يجري إليها من جهة القبلة وشجربهم منه ولهم أيضا 
شجرب من آبار عذبة وكانت لها بواد وقرى وعمارات والن كل ذلك قليل فيها 
وحولها عمارات برابر يعاملون العرب وأكثر غلتهم الحنطة والشعير وقبض 
معاوينها وتصرف أحوالها لشجياخها. 
ويتصل بها وعلى أميال منها جبل اوراس وطوله نحو من اثني عشر يوما وأهله 
مسلطون على من جاورهم. 
ومن مدينة باغاي إلى قسنطينة ثلث  مراحل ومن باغاي إلى طبنة الزاب أربع 
مراحل ومن باغاي إلى مدينة قسطيلية أربع مراحل. 
وهي تسمى توزر ولها سوور حصين وبها نخل كثير جدا وتمرها كثير يعم بلد 
إفريقية وبها الترج الكبير الحسن الطيب وأكثر الفواكه التي بها في حال معتدلة 
وبقولها كثيرة موجودة متناهية في الكثرة والجودة وماؤها غير طيب ول مرو 
وسوعر الطعام بها في أكثر الوقات غال لنه يجلب إليها وزروع الحنطة والشعير 
بها قليل يسير. 
ويتصل بها جنوب منها وشجرق مدينة الحمة وبينهما مرحلة صغيرة وماء الحمة ليس 
بطيب لكنه شجروب قنع به أهلها وبها نخل كثير وتمر غزير. 
ومنها إلى تقيوس نحو من عشرين ميل وهي مدينة حسنة تقع بينها وبين قفصة 
وهي مدينة عامرة لها غلت الحناء والكمون والكروياء وبها نخل وتمر حسن 
وجملة بقول طيبة ناعمة ومن تقيوس إلى مدينة قفصة مرحلة. 
طرف قانان على التخلية مائة ميل وثمانون ميل وعلى التقوير مائتان وعشرة 
أميال.
وهنا انقضى ذكر ما تحصل في هذا الجزء من سواحل البحر الشامي حسبما 
أوجبته القسمة له وسونأتي بذكر ما بقي منه فيما يأتي بحول ا تعالى والسويقة 
التي ذكرناها تنسب إلى ابن مثكود ويسكن حولها وبها قبائل من هوارة برابر 
تحت طاعة العرب وبها سووق مشهودة وهي قصور كثيرة وأهلها يحرثون الشعير 
على السقي والعرب يخزنون بها طعامهم. 
نجز الجزء الثاني من القليم الثالث والحمد لله ويتلوه الجزء الثالث منه إن شجاء 
ا تعالى. 
الجزء الثالث 
إن الذي تضمنه هذا الجزء الثالث من القليم الثالث من الرضين أكثرها خلء 
وعامرها قليل وأهلها عرب مفسدة في الرض مغيرة على من جاورها. 
وفيها من البلد زويلة ابن الخطاب ومستيح وزالة وأوجلة وبرقة. 
وعلى سواحل البحر المحيط قصور جمل يحيط بها التفصيل وفيها من البلد 
المشهورة صرت وأجدابية أما وإن كانتا في زماننا هذا في نهاية ضعف وقلة عامر 
فقد بقي لهما ومنهما توهم رسوم مع حلية اسوم والمراكب ترد عليهما بالمتعة 
النافقة فيهما ومنافعهما على قدرهما وها نحن ذاكرون هذه المدن والرضين 
والقصور والبحور واصفون بحالتها والحول والقوة لله سوبحانه. فأما مدينة برقة 
فمدينة متوسوطة المقدار ليست بكبيرة القطر ول بصغيرة غير أنها في هذا الوقت 
عامرها قليل وأسوواقها كاسودة وكانت فيما سولف على غير هذه الصفة وهي أول 
منبر ينزله القادم من بلد مصر إلى القيروان ولها كور عامرة بالعرب وهي في 
بقعة فسيحة يكون مسيرها يوما وكسرا في مثله ويحيط بهذه البقعة جبل وأرضها 
حمراء خلوقية التراب وثياب أهلها أبدا حمر وبذلك يعرف أهلها في سوائر البلد 
المحيط بها والصادر عنها والوارد إليها كثير في الحايين لنها بعيدة عن البلد
المجاورة المقاومة لها في جميع حالتها وهي برية بحرية وكان لها من الغلت 
في سوالف الزمان القطن المنسوب إليها الذي ل يجانسه صنف من أصناف القطن 
وكان بها وإلى الن ديار لدباغ الجلود البقرية والنمور الواصلة إليها من أوجلة وهي 
الن يتجهز منها المركب والمسافرون الواصلون إليها من السوكندرية وأرض مصر 
بالصوف والعسل والزيت وتخرج منها التربة المنسوبة إليها فينتفع بها الناس 
ويتعالجون 
ومنه إلى قصر طلميثة وهو حصن جيد عليه سوور حجارة عشرة أميال وهو عامر 
بالناس والمراكب تقصد إليه بالمتاع الحسن من القطن والكتان ويتجهز منه 
بالعسل والقطران والسمن في المراكب الواصلة إليه من السوكندرية وحوله 
قبائل رواحة من جهة المغرب ومن طلميثة إلى جهة المشرق قبائل هيب وسونأتي 
بما اتصل بهذه البلد والرضين بعد هذا إن شجاء ا تعالى. 
نجز الجزء الثالث من القليم الثالث والحمد لله ويتلوه الجزء الرابع منه إن شجاء 
ا. 
الجزء الرابع 
إن الذي تضمن هذا الجزء الرابع من القليم الثالث من البلد البرية سونتريه وصحار 
متصلة إلى أعمال السوكندرية ومع ذلك ديار مصر وبعض بلدها العليا وبلد 
أسوفل الرض منها متصلة بمعظم النيل وبلد الفيوم والريف ثم أسوفل الرض وما 
تحويه من القاليم والبلد المعمورة التي هي من أعمال مصر ومنسوبة إليها 
ونذكر ذلك ذكرا متصل شجافيا ونذكر من أخبار مصر وعجائب بنيانها ومشاهير 
عجائبها والداخل فيها والخارج عنها ومقاييس مياهها كل ذلك على توال ونسق إن 
شجاء ا تعالى.
فنقول إن من مدينة برقة إلى السوكندرية على طريق مستقيم إحدى وعشرون 
مر حلة وذلك من مدينة برقة إلى قصر الندامة سوتة أميال ومنها إلى تاكنست سوتة 
وعشرون ميل إلى مغار الرقيم خمسة وعشرون ميل وهنا يجتمع هذا الطريق 
بالطريق العلى ومن مغار الرقيم إلى جب حليمة خمسة وثلثون ميل ومن جب 
حليمة إلى وادي مخيل خمسة وثلثون ميل ومن وادي مخيل إلى جب الميدان 
خمسة وثلثون ميل ومن جب الميدان إلى جناد الصغير خمسة وثلثون ميل إلى 
حب عبد ا ثلثون ميل ثم إلى مرج الشيخ ثلثون ميل ثم إلى العقبة عشرون 
ميل ثم إلى حوانيت أبي حليمة عشرون ميل ومن حوانيت أبي حليمة إلى خربة 
القوم خمسة وثلثون ميل ثم إلى قصر الشماس خمسة عشر ميل ومن قصر 
الشماس إلى سوكة الحمام خمسة وعشرون ميل ومن سوكة الحمام إلى جب 
العوسوج ثلثون ميل ومن جب العوسوج إلى كنائس الحرير إلى الطاحونة أربعة 
وعشرون ميل ومن الطاحونة إلى حنية الروم ثلثون ميل ومن حنية الروم إلى 
ذات الحمام أربعة وثلثون ميل ومن ذات الحمام إلى ثونية ثمانية عشر ميل ومن 
ثونية إلى السوكندرية عشرون ميل وهذه الطريق هي الطريق العليا في 
مكان خبيث تعطب فيه المراكب عند الهول وذلك أنه جون على ضفته جبل قائم 
فالريح إذا هبت عليه تلوت ونزلت إلى البحر فهاجت موجه أتلفت ما لقيت هناك 
من السفن وإذا هبت الريح الجنوب فل سوبيل إلى سولوكه ومقدار هذا المكان 
الصعب نحو من سوتة أميال ويقال إن في هذا الموضع غرق فرعون لعنه ا 
وبالقرب من فاران موضع صعب إذا سولك والريح الصبا مغربا أو الدبور مشرقا 
ويسمى جبيلت ومن جبيلت إلى جبل الطور إلى اليلة إلى الحقل إلى مدين إلى 
الحوراء إلى الجار إلى قديد إلى عسفان إلى بطن مر إلى مكة. 
والطريق من مصر إلى الفرما من مصر إلى بلبيس مرحلة إلى فاقوس مرحلة 
وهي مدينة ثم إلى جرجير مرحلة وسونذكر حال الفرما بعد هذا إن شجاء ا
تعالى. 
نجز الجزء الرابع من القليم الثالث والحمد لله ويتلوه الجزء الخامس منه إن شجاء 
ا تعالى. 
الجزء الخامس 
إن هذا الجزء الخامس من القليم الثالث تضمن قطعة من بحر القلزم وفحص 
التيه وبعض البحر الشامي بما عليهما من المدن والمراسوي والحصون العامرة 
وأرض فلسطين والشام وأسوفل أرض الحجاز مع قطعة من غربي البادية وفيها 
من البلد المشهورة القلزم وفاران واليلة ومدين وخيبر ووادي القرى والحجر 
وتبوك ودوما ومعدن النقرة والعادي والسيالة وراهط ثم الفرما وعسقلن وغزة 
والرملة وبيت المقدس وطبرية ونابلس ودمشق وبعلبك وحمص ويافا وقيسارية 
وأرسووف وعكة وصور وبيروت والناعمة وجبيل واطرابلس وانطرطوس وبيسان 
وجبلة واللذقية والسويدة وأنطاكية ونحن ذاكرون لما في كل واحدة منها من 
المباني والعجائب والطرق والمصنوعات وما يجلب إليها وما يخرج عنها وما بينها 
من الميال والفراسوخ وأمكنتها على التقصي بحول ا. 
فأما بحر القلزم فإنه كما قدمنا ذكره طوله نحو ثلثين مرحلة وعرضه أوسوع ما 
يكون قدر ثلثة مجار ثم ل يزال يضيق حتى يرى من بعض جوانبه الجانب الخر 
وأوسوع مكان فيه حيث القلزم. 
وبحر القلزم في ذاته كالنهر وفيه جبال عادية فوق الماء وفيه تروش وقالت 
ظاهرة ومخفية وطرق السفن فيما بينها معلومة ل يدخل بينها إل الربانيون وأولو 
المعرفة بالبحر والتمهر في الرياسوة فيه العالمون بطرقاته المجترئون على 
مجالته والسير في هذا البحر بالنهار فقط وأما
الجزء السادس 
إن الذي تضمن هذا الجزء السادس من القليم الثالث في غربيه قطعة من 
أطراف البادية فيها من البلد مدينة فيد والثعلبية وزبالة والحيرة والقادسوية 
والصمان وطخفة والقرعاء وكاظمة وهناك من بلد شجمال أرض البحرين 
القطيف والزارة والحساء والعقير والخرج وبيشة وجزيرة أوال وسوائر ما بين بلد 
البحرين وعمان صحراء تسكنها العرب وهي قليلة الماء. 
وفيه انتهى البحر الفارسوي وعليه من البلد عبادان والبلة ومهروبان وسوينيز وجنابا 
ونجيرم وصحار وسويراف وحصن ابن عمارة وهذه كلها من أرض فارس ويتلوها 
على البحر من بلد كرمان مثورة وهرمز وبوادي جبال القفص وفي هذا البحر 
من الجزائر جزيرة خارك وجزيرة لفت وهي تصاقب سويراف وطرف بني الصفار 
وجزيرة أوال. 
وفيه من بلد سوواد العراق الحيرة والقادسوية والكوفة وسوورا والقطر ونهر الملك 
وكوثاربا وواسوط والبطائح وفم الصلح والمذار والمفتح وبيان وسوليمانان والبلة 
والبصرة وعبادان وجرجراي. 
وفيه من حدود خوزسوتان مدينة الباسويان وجبى والدورق وديرا وآسوك وأزم 
وسونبيل وايذج ورام هرمز وسووق الربعاء وهرمز وهي الهواز وعسكر مكرم 
وجندي سوابور وتستر وكرخة والسوس وقرقوب والطيب ومتوث  وبردون وبصنا 
وفيه من بلد إصبهان البندجان والبيضاء وإصبهان وفيه من بلد فارس أرجان 
وكازرون والنوبندجان وجور وشجيراز وهزار ومايين وكيسا وجم وجهرم ونحن 
لهذه البلد ذاكرون ولما فيها واصفون بحول ا ومعونته. 
فنقول إن مدينة فيد من بلد البادية وهي في نصف الطريق ما بين بغداد ومكة 
وأما البادية فإنها دار لفزارة وجهينة ولخم وبلي وقبائل مختلطة من اليمن وربيعة 
ومضر وأكثرها يمن وبنو أسود والرمل المعروف بالهبير هو الرمل الذي بالشقوق
إلى الجفر عرضا وطوله من وراء جبلي طيء إلى أن يتصل شجرقا بالبحر 
الفارسوي ويمضي من وراء جبلي طيء إلى أن يرد الجفار من أرض مصر. 
ومن مدن البادية مدينة الثعلبية وبها مجتمع للعرب وبها سووق عامرة ومنها مدينة 
زبالة وكانت من قبل مدينة فأما الن فما بقي منها إل رسوم مجير وموضع يأوي 
إليه المسافرون وليس بمدينة ول حصن وأما القادسوية فهي مدينة على جنب 
البادية بنتها الكاسورة من ملوك فارس 
واليج والصطهبانات وبرم ورهنان وبوان وطرخيشان والجوبرقان واقليد 
والسرمق وابرقويه ويزد وجارين ونايين وما في أضعاف ذلك من البلد وهواء 
بلد الصرود صحيح معتدل وهواء الجروم وخيم فاسود وفيما ذكرناه من أخبار 
فارس كفاية لذوي التفهم والدراية. 
وبهذا الجزء من بلد كرمان مدينة هرمز والمنوجان وقرية سووروا على البحر 
وجبال البلوص وسونذكر أرض كرمان بذاتها وجميع بلدها على التقصي عند ذكرنا 
ما في الصورة التي تأتي بعد هذا إن شجاء ا تعالى. 
نجز الجزء السادس من القليم الثالث والحمد لله ويتلوه الجزء السابع منه إن 
شجاء ا. 
الجزء السابع 
إن الذي تضمن هذا الجزء السابع من القليم الثالث في حصة من البلد 
المعمورة كورة إصطخر ومدها مثل كثة وميبذ ونايين والفهرج والروذان على أنها 
كانت فيما يذكر من أعمال كرمان فقلبت في دواوين فارس وامتداد هذه الناحية 
نحو مائة وثمانين ميل ومن مدنها ابرقويه واقليد والسرمق والجوبرقان ومشكان 
والرجمان وبرم ومدينة عبد الرحمن وميرزنجان وصاهك الكبرى وهراة
والذركان والخيرة وابرج وخرمة والسرداب وكمين وبجة وكرد واللورجان. 
وفي هذا الجزء أيضا يتصل بجنوب هذه البلد بلد كرمان وفيها من المدن 
المنوجان ورويست وولشججرد و الخبروقان والروذان ورسوتاق الرسوتاق 
والسيرجان وبردسوير وزرند وماهان وخبيص وخناب وجيرفت وهرمز وسووروا 
وقفيز والريقان وبم والفهرج ونرماشجير وسوبيج وكل هذه مدن كرمان. 
ويتصل بكلتا الناحيتين من أرض فارس وأرض كرمان في جهة الشرق المفازة 
العظيمة التي ليس في معمور الرض مثلها وفيها جمل قرى وبضفاتها مدن 
سونأتي بذكرها في موضعها ويتصل بهذه المفارة أكثر أرض سوجستان وفيها من 
المدن المشهورة مدينة زرنج والطاق والقرنين وخواش وسوروان وبست 
وانزالقان وبنجواي واسوفنجاي وسويوي وبشلنك وبغنين وجزة وفره ودزة ودزق 
وقلئي وكركوية وهيشوم وباشجورد. 
ويتصل بهذه المدن من جهة الشمال من بلد خراسوان قطعة فيها بعض بلد 
خراسوان المعمورة المشهورة منها قاين وزوزن وسولومك وينابذ ومالن والواديقان 
وسورخس وبوزنجان ومنها من 
وجملة ما بين قاين ونيسابور عشر مراحل لن من نيسابور إلى مالن أربع مراحل 
ومن ماين إلى سونكان مرحلتان ومن سونكان إلى ينابذ مرحلتان ومن ينابذ إلى 
قاين مرحلتان وكذلك من نيسابور إلى الزوزن عشر مراحل. 
ومن نيسابور إلى مالن أربع مراحل ثم إلى سونكان يومان ومن سونكان إلى 
سولومك يومان ومن سولومك إلى الزوزن يومان. 
وكذلك من ترشجيز إلى خاسوكين أربع مراحل وخاسوكين مدينة صغيرة بها مسجد 
ومنبر ولها مزارع وعمارات متصلة ومنها إلى نيسابور سوتة وسوتون ميل وبين قاين 
وترشجيز خمس مراحل وكذلك من ترشجيز إلى ينابذ ثلث  مراحل ومن ترشجيز إلى 
قرية سولم سوت مراحل وقرية سولم في المفازة وقد سوبق ذكرها وهاهنا انقضى
ذكر ما في هذا الجزء السابع والحمد لله على ذلك كثيرا دائما ويتلوه الجزء الثامن 
من القليم الثالث وحسبنا ا وحده. 
الجزء الثامن 
إن الذي تضمن هذا الجزء الثامن من البلد والكوار بقية من أرض سوجستان إلى 
ما يليها من بلد الباميان وبلد الغور قبلها ثم بلد بذخشان ثم بلد وخان وبلد 
الختل وبلد بلخ وبلد هراة وبلد مرو وسوائر بلد خراسوان إلى ما عدا النهر 
المسمى بجيحون من بلد بخارا وسومرقد ثم بلد اشجروسونة ثم بلد فرغانة والتبت 
مع ما يليها من بلد الشاس وفاراب وفي كل أرض من هده الرضين التي سوطرنا 
ذكرها عدة بلد وقلع معمورة مشهورة ونحن نريد أن نتكلم فيها حسب ما 
قدمناه في ذكر غيرها من الرضين الكائنة في القليم الول والثاني بحول ا 
تعالى. 
فنقول إن شجرق بلد سوجستان يتصل بالغور والقليم الذي يلي الغور يسمى 
الداور وهو إقليم واسوع كثير الخير خصيب وهو ثغل للغور وبغنين وخلج وبشلنك 
وخوابين وبغنين بلد حسن خصيب كثير الفواكه ومنه إلى درتل يوم في قبائل 
بشلنك ودرتل مدينة على ضفة نهر هيذمند وهي من قواعد بلد الداور وبها عمارة 
ومزارع ول سوور لها ومن بلد الداور أيضا مدينة تل ومدينة درغش وقد سوبق 
ذكرها ويعمر هذه الرض قبيلة تسمى الخلج وهم صنف من التراك وقعوا إلى 
هذا المكان في قديم الدهر واتصلت عمارتهم إلى شجمال الهند وظهر الغور 
وبعض بلد سوجستان الشرقية وهم أصحاب سووائم وأنعام وحرث  وخير شجامل 
وزيهم زي التراك في
وجنوب واطباش على رأس جبل منيع ممتنع ممن قصدد ولهله عدة واسوتعداد 
وحزم وجلدة وفيما ذكرناه من أوصاف بلد هذا الجزء ما فيه كفاية والحمد لله 
على ذلك كثيرا. 
نجز الجزء الثامن من القليم الثالث ويتلوه الجزء التاسوع إن شجاء ا. 
الجزء التاسوع 
إن هذا الجزء التاسوع من القليم الثالث تضمن أرض التبت وبعض أرض التغزغز 
وبعض أرض الخرلخية. 
وفي أرض التبت من القواعد المشهورة مدينة التبت والثينخ ووخان والشقينة 
وبروان وأوج ورمحاخ وذالخوا. 
ومن بلد خاقان التغزغز مدينة خاقان وتسمى تنتبغ ومدينة ماشجه وجرمق 
وباخوان. 
ومن مدن الصين الخارجة كجا ودارخون. 
ومن بلد الخرلخية برسوخان العليا ونواكت. 
وبها بحيرات مياه عذبة وأودية جارية ومرابع ومصايف للتراك ونريد أن نأتي 
بمواضع بلدها على مسافاتها وحدود أرضها ونتكلم في ذلك بما صح ذكره في 
الكتب المصنفة على الخبار الصحاح من كلم التراك الذين سولكوا تلك الرضين 
وجاوزوها وأخبروا أيضا عنها. 
فنقول إن بلد الصين الخارجة يليها مما يلي البحر الشرقي من بلد التغزغز ويلي 
بلد التغزغز مما يلي بلد فرغانة بلد التبت وأرض التبت تجاور الصين وبعض بلد 
الهند ويتصل بها من جانب الشمال أرض الخرلخية وفي شجرقيها بلد التغزغز. 
ومدينتها العظمى المسماة تنتبغ لها اثنا عشر بابا من حديد وأهلها زنادقة ومن 
التراك التغزغزية قوم مجوس يعبدون النار والملك خاقان التغزغز مقيم في
مدينة تنتبغ وهي مدينة عظيمه عليها سوور منيع وهي على نهر كبير يجري إلى جهة 
المشرق ومن هذه المدينة إلى برسوخان العليا من الرض المجاورة لفرغانة 
مسيرة شجهرين وتتصل أرض التغزغز إلى البحر الشرقي المظلم. 
ومن مدينة تنتبغ إلى مدينة باخوان بين غرب وشجمال اثنا عشر يوما وهي مدينة 
من عمالة التغزغز وفيها ملك من أهل خاقان التغزغز له أجناد وحافظة وحصون 
وعمالة وهي ذات سوور حصين وفيها أسوواق يصنع بها من الحديد كل غريبة 
وكذلك من جميع الصنائع من أنواع 
لصين في جهة الشمال وتتصل بها عمارات أرض التراك التغزغزية. 
وأما مدينة اطباش فإنها على جبل منيع متحذرة من التراك ومنها إلى التبت عشر 
مراحل وكذلك من اطباش إلى برسوخان العليا سوتة أيام في أرض الترك. 
وبرسوخان العليا مدينة من بلد التراك حصينة لها سووران منيعان وإليها يلجأ أكثر 
التراك الساكنين هناك فيما يحتاجون إليه من حوائجهم. 
ومن برسوخان إلى نواكت في ثغور أرض الخرلخية نحو عشر مراحل بسير 
القوافل ولبريد الترك خمس مراحل وسونأتي على أكثر ذلك بعد هذا بحول ا. 
وأما مدينة ماشجه فمنها إلى خاقان التغزغز خمسة أيام وماشجه من بلد خاقان 
التغزغز وهي مدينة عامرة وفيها صناعات كثيرة ومن ماشجه إلى باخوان ثمانية 
أيام غربا وهذه جملة ما في هذا الجزء التاسوع من هذا القليم والحمد لله كثيرا. 
نجز الجزء التاسوع من القليم الثالث والحمد لله ويتلوه الجزء العاشجر منه إن شجاء 
ا. 
الجزء العاشجر 
إن هذا الجزء العاشجر من القليم الثالث وهو آخره من جهة المشرق تضمن جزءا
من بلد الصين في جنوبه وهناك للصين أربع مدن إحداها سوطرويا والثلث  منها 
خفيت أسوماءها وفي هذا الجزء قطعة وسوطى من بلد التغزغزية وفيها من 
بلدها ثلثة وفيها من بلد خرخيز قطعة كبيرة وأهلها يجاورون البحر ولهم في 
هذا الجزء أربع مدن عامرة. 
ونحن نريد أن نكمل أوصافها ونذكر ما هي عليه في حالتها وهيئاتها ونصف 
مسافاتها إن شجاء ا فنقول إن بلد التغزغز قد ذكرنا حدها فيما تقدم قبل هذا 
ويتصل بها في جهة المشرق بلد خرخيز مما يلي البحر الصيني وحد الصين فوقها 
في جهة الجنوب ويتصل بهم في جهة الشمال بلد الكيماكية. 
وجميع بلد التراك تكون خلف النهر وفي أقصى بلد فرغانة والشاش والطران 
وهم أمم ل يحصى لهم عدد لكثرتهم ولهم رؤوس يرجعون إليهم ويقومون 
بحمايتهم والنظر في مشكلت أمورهم. 
وهم ظواعن رحالة منتقلون من مكان إلى مكان يطلبون الخصب حيث عرفوا به 
وهم أصحاب إبل وأغنام وأبقار كثيرة وبيوتهم شجعر مثل بيوت العرب ل يقيمون 
في مكان بل هم مع الدهر 
القليم الرابع 
الجزء الول 
بسم ا الرحمن الرحيم وصلى ا على محمد وعلى آله رب يسر برحمتك. 
إن هذا الجزء الول من القليم الرابع مبدؤه من المغرب القصى حيث البحر 
المظلم ومنه يخرج خليج البحر الشامي مارا إلى المشرق وفي هذا الجزء 
المرسووم بلد الندلس المسماة باليونانية اسوبانيا وسوميت جزيرة الندلس جزيرة
لنها شجكل مثلث وتضيق من ناحية المشرق حتى تكون بين البحر الشامي والبحر 
المظلم المحيط بجزيرة الندلس خمسة أيام ورأسوها العريض نحو من سوبعة 
عشر يوما وهذا الرأس هو في أقصى المغرب في نهاية إنتهاء المعمور من 
الرض محصور في البحر المظلم ول يعلم أحد ما خلف هذا البحر المظلم ول 
وقف بشر منه على خبر صحيح لصعوبة عبوره وظلم أنواره وتعاظم موجه 
وكثرة أهواله وتسلط دوابه وهيجان رياحه وبه جزائر كثيرة ومنها معمورة 
ومغمورة وليس أحد من الربانيين يركبه عرضا ول ملججا وإنما يمر منه بطول 
الساحل ل يفارقه وأمواج هذا البحر تندفع منغلقة كالجبال ل ينكسر ماؤها وإل فلو 
تكسر موجه لما قدر أحد على سولوكه. 
والبحر الشامي فيما يحكى أنه كان بركة منحازة مثل ما هو عليه الن بحر 
طبرسوتان ل يتصل ماؤه بشيء من مياه البحور وكان أهل المغرب القصى من 
المم السالفة يغيرون على أهل الندلس فيضرون بهم كل الضرار وأهل 
الندلس أيضا يكابدونهم ويحاربونهم جهد الطاقة إلى أن كان زمان السوكندر 
ووصل إلى أهل الندلس فأعلموه بما هم عليه من التناكر مع أهل السوس 
فأحضر الفعلة والمهندسوين وقصد مكان الزقاق وكان أرضا جافة فأمر المهندسوين 
بوزن الرض ووزن سوطوح ماء البحربن ففعلوا ذلك فوجدوا البحر الكبير يشف 
علوه على البحر الشامي بشيء يسير فرفعوا البلد التي على الساحل من بحر 
الشام ونقلها من أخفض إلى أرفع ثم أمر أن تحفر الرض التي بين بلد طنجة 
وبلد الندلس فحفرت حتى وصل الحفر إلى الجبال التي في أسوفل الرض وبنى 
عليها رصيفا بالحجر والجيار إلى إفراغا وكان طول البناء اثني عشر ميل وهو 
الذي كان بين البحرين من المسافة والبعد وبنى رصيفا آخر يقابله مما يلي أرض 
طنجة وكان بين الرصيفين سوعة سوتة أميال فقط فلما أكمل الرصيفين حفر للماء 
من جهة البحر العظم فمر ماؤه بسيله وقوته بين الرصيفين ودخل البحر الشامي 
ففاض
حسنة كثيرة الكروم والعناب وبها مدينة حسنة صغيرة متحضرة وأقرب الندلس 
إليها مدينة دانية وبينهما مجرى وفي شجرقي جزيرة يابسة جزيرة ميورقة وبينهما 
مجرى وبها مدينة كبيرة لها مالك وحارس ذو رجال وعدد وأسولحة وأموال 
وبالشرق منها أيضا جزيرة منورقة تقابل مدينة برشجلونة وبينهما مجرى ومن 
منورقة إلى جزيرة سوردانية أربعة مجار فذلك ما أردنا ذكره والحمد لله. نجز 
الجزء الول من القليم الرابع والحمد لله ويتلوه الجزء الثاني منه إن شجاء ا. 
الجزء الثاني. 
إن هذا الجزء الثاني من القليم الرابع تضمن قطعة من البحر الشامي وفيه جمل 
جزائر معمورة ومغمورة ومغفولة ومشهورة وشجيء من بلد الروم البرية مما 
نأتي بذكره بعد هذا بعون ا. 
فنقول إن في هذا الجزء من الجزائر الكبار جزيرة سوردانية وجزيرة قرشجقة 
وجزيرة صقلية. 
وفيها من الجزائر الصغار مثل جزيرة ألبة وبانوسوة وجزيرة اسوترنجلوا وجبل 
البركان ثم جزيرة البركان وجزيرة ليبر وجزيرة دندمة وجزيرة أم الحمار وجزيرة 
الطرفانية وجزيرة أنكوذة وجزيرة أشجتقة وجزيرة اليالية وجزيرة الراهب وجزيرة 
قوصرة وجزيرة الكتاب وجزيرة نموشجة وجزيرة كمونة وجزيرة مالطة وجزيرة 
مليطمة. 
وأما البلد الساحلية المتصلة بالبر فمنها برشجلونة وجرندة وأنبوريش وأربونة 
وقرقسونة وكل هذه من بلد غشكونية ومن شجرقي هذا الجزء من بلد قلورية 
ريو والماصة وتوجش وأتربة وشجنت فيمي وها نحن ذاكروها بحول ا تعالى. 
فنقول إن من جزيرة منورقة إلى سواحل برشجلونة مجرى وكذلك منها إلى جزيرة 
سوردانية أربعة مجار شجرقا.
وجزيرة سوردانية كبيرة القطر كثيرة الجبال قليلة المياه وطولها مائتان وثمانون 
ميل وعرضها من المغرب إلى المشرق مائة وثمانون ميل وطولها مار من الجنوب 
إلى الشمال مع قليل تشريق وفيها ثلثة بلد منها القيطنة وهي ممايلي جنوبها 
وهي مدينة عامرة ممدنة ومنها مدينة قالمرة وهي رأس المجاز إلى جزيرة 
قرشجقة ومدينتها الثالثة تسمى قشيلية وأهل جزيرة سوردانية في الصل روم 
أفارقة متبربرون ومتوحشون من أجناس الروم وهم أهل نجدة وحزم ليفارقون 
السلح وفي جزيرة سوردانية معادن الفضة الجيدة ومنها تخرج الفضة إلى كثير من 
الجزء الثالث 
إن هذا الجزء الثالث من القليم الرابع تضمن في حصته قطعة من البحر الشامي 
وفيه من الجزائر البحرية قرفس ولقاطة وثنو وجفلونية وجزيرة جاجنت وفي هذا 
الجزء أيضا من البلد الساحلية والبرية شجنت فيمي وأتريية والماصة وتوجش 
وجراجي ونارطس وقليبلي وقشطرة وأذرنت وأبرندس ولج ولبلونة وبذرنت 
وجمارة وفاسوكيو وبندسوة وأذرنوبلي وياننة. 
وقد وجب لنا الن أن نتكلم في وصف ما ذكرنا بلدا بلدا وقطرا قطرا بحول ا 
فنقول إن هذا البحر المرسووم في هذا الجزء من الجانب الغربي عرضه سوتة 
مجار كبار وذلك من ريو إلى قابس روسوية. 
وريو هذه مدينة من بلد قلورية على ضفة المجاز إلى صقلية وبين ريو ومدينة 
مسينى من جزيرة صقلية سوبعة أميال وذلك سوعة المجاز بين المدينتين وريو مدينة 
صغيرة بها فواكه كثيرة وبقول وهي متحضرة ولها أسوواق عامرة وحمامات 
وسوورها من حجر وهو على نحر البحر في الضفة الشرقية من المجاز. 
ومن مدينة ريو مع الساحل على رأس فلمة سوتة أميال. 
ومن ريو إلى برصانة جون كله جون برصانة وهو على رأس المجاز ومن فلمة
إلى بثرة ثلثة أميال ومنه إلى بنتد قطله في البر ثلثة أميال ومن بثرة إلى وادي 
العسل سوتة أميال ومن وادي العسل إلى طابلة وهي قرية سوتة أميال. 
ومن طابلة إلى رأس جفيرة اثنا عشر ميل ومن رأس جفيرة إلى بطرقوقة وهو 
واد جار ثلثة أميال ومنه إلى برصانة سوتة أميال وبرصانة منزل على جبل وله 
عمالة وأقاليم خصيبة ولهلها مكاسوب غنم وبقر وحروث  متصلة وجبايات قائمة. 
ومن برصانة إلى وادي جراجي اثنا عشر ميل وعلى هذا الوادي مدينة جراجي 
وهي مدينة حسنة كبيرة ذات عمارات وزروع وكروم. 
ومن وادي جراجي إلى وادي النة وهو وادي يجري من اسوتيلو أربعة وعشرون 
ميل ومن النة إلى بحلية وهو واد عليه الرحاء اثنا عشر ميل ومنه إلى اسوجلسوة 
وهو واد تدخله المراكب سوتة عشر ميل ومنه إلى وادي طاجنو اثنا عشر ميل ومنه 
إلى وادي سولميرة اثنا 
ومن فاسوكيو إلى مدينة بندسوة ثلثون ميل وعلى التخلية عشرون ميل وبندسوة 
مدينة متوسوطة عامرة ذات سوور وسووق وبيع وشجراء ومنها إلى نبغتو مائة ميل 
وخمسون ميل ويلي جمارة في البحر جزيرة ثنو وبينهما ثلثون ميل وهي جزيرة 
حسنة فيها مرسوى ومحتطب. 
ويلي هذه الجزيرة مع الغرب ومحرف جنوب قرفس وهي جزيرة كبيرة طولها 
مائة ميل وبها مدينة عامرة خصيبة حصينة على قنة منيعة ولهلها عدة وامتناع 
ممن ناواهم. 
وبين جزيرة قرفس وجزيرة ثنو ثلثون ميل وبين قرفس ومدينة أذرنتو السابق 
ذكرها تسعون ميل وهو مجرى وكذلك من قرفس إلى لبونة مجرى. ومن الجزائر 
التي في هذه الجهة جفلونية وهي من قرفس شجرقا ودور جفلونية مائتا ميل 
وهي عامرة وبها مدينة ومن جفلونية إلى جزيرة جاجنت خمسون ميل وهي 
جزيرة عامرة دورها ثمانون ميل.ً و
ومن جفلونية مع الشمال إلى جزيرة لقاطة أربعون ميلا وهي جزيرة مثلثة 
الشكل في طول كل وجه منها عشرون ميلا وقد أكملنا ذكر هذا الجزء بما فيه 
والحمد لله على ذلك. 
نجز الجزء الثالث من القليم الرابع والحمد لله يتلوه الجزء الرابع منه إن شاء ا. 
الجزء الرابع. 
إن الذي تضمن هذا الجزء الرابع من القليم الرابع قطعة من البحر الشامي فيه 
أعداد جزائر من جزائر الرمانية وجزيرة بلبونس العظمى. 
وهي جزيرة يحيط بها البحر ألف ميل وليس لها منفذ إلى البر إل فم ضيق مقداره 
ستة أميال وقد كان أحد القياصرة من الروم بنى عليه سورا طوله هذه المسافة 
وهي ستة أميال وفي هذه الجزيرة ثةلاثةة عشر مدينة قواعد مشهورة مذكورة 
ومن القلاع  الحصينة عدد كثير وقرى وعمارات. 
وفي هذا الجزء من البحر جزيرة أقريطش وهي من أكبر الجزائر البحرية في بحر 
الشامي وفيه من الجزائر الصغار ثةمانية وعشرون جزيرة بين عامرة وغامرة بل 
أكرها عامر وها نحن واصفون لها حال حال وفصلا فصلا والعون بالله. 
فنقول إن من مدينة بندسة إلى مدينة نبغطو مائة وخمسون ميلا وأما على 
الساحل فمن مدينة فسكيو المتقدم ذكرها إلى الوادي الملح ستة أميال وعلى 
هذا الوادي مدينة بندسة المتقدم ذكرها وبينها وبين البحر ثةلاثةة أميال ومن موقع 
النهر الملح إلى النهر الحلو وهو مرسى كبير عليه 
الجزء الخامس. 
إن هذا الجزء الخامس من القليم الرابع تضمن قطعة خامسة من البحر الشامي
وفيه من الجزائر جزيرة رودس وجزيرة قبرس وبعض بلاد على الساحل 
الشمالي من بلاد الروم والمسلمين وفيه حيث انتهى صدر البحر الشامي وعليه 
من البلاد الشامية أنطرطوس واللاذقية وأنطاكية والمصيصة وآذنة وعين زربة 
وطرسوس وقرقوس وحمرتاش وأنطاكية المحرقة وأنطاكية المحدثةة والباطرة 
والميرة وجون المقري وحصن استروبلي وفيه من البلاد الشامية البرية فامية 
وحصن سلمية وقنسرين والقسطل وحلب والرصافة والرقة والرافقة وباجروان 
والجسر ومنبج ومرعش وسروج وحران والرها والحدث وسميساط وملطية 
وحصن منصور وزبطرة وجرسون واللين والبذنذور وقوة وطولب وكل هذه البلاد 
يجب علينا أن نوضح أخبارها ونأتي بصفاتها وطرقاتها حسب ما تقدم لنا من 
القول فيما صدر بعون ا تعالى. 
فنقول إن جزيرة قبرس جزيرة كبيرة القطر مقدارها ستة عشر يوما وبها قرى 
ومزارع  وجبال وأشجار وزروع  ومواش وبها معادن الزاج المنسوب إليها ومنها 
يتجهز به إلى سائر القطار المتنائية والمتقاربة وبها من المدن ثةلاث منها النميسون 
وهي بجنوب الجزيرة وهي مدينة حسنة فيها السواق والعمارات الكثيرة ومنها 
مدينة لفقسية وهي توسطة الوضع في الجزيرة ومنها مدينة كرينية وكلتاهما 
مدينتان حسنتان ذواتا أسواق وقصب وبهما معايش وصنائع وأرزاق واسعة 
والعسل بهما كثير موجود. 
ومن جزيرة قبرس إلى مدينة أطرابلس الشام مجريان وكذلك من قبرس إلى 
جبلة مجرى ونصف وجزيرة قبرس على قدم اليام رخاؤها شامل وخيرها كامل 
ومن شمال الجزيرة إلى أقرب بر منها حصن قرقوس ومنه تظهر جبال قبرس 
وهي أقرب برا إليها وبينهما نحو من سبعين ميلا وبالشرق من هذه الجزيرة صدر 
البحر الشامي وحيث انتهاؤه في أرض الشام وعليه هناك بلاد تقدم ذكرها. 
فمنها أنطرسوس وهي على ضفة البحر صغيرة القدر بها أسواق عامرة وتجارات 
دائرة ومنها إلى حصن المرقب وهو على جبل منحاز من كل ناحية وبين حصن
المرقب وأنطرسوس ثةماني أميال ومن حصن المرقب إلى مدينة بلنياس ثةمانية 
أميال وبين بلنياس والبحر أربعة أميال وبلنياس مدينة صغيرة متحضرة بها من 
الفواكه والحبوب كل حسن كثير موجود ومن 
القليم الخامس 
الجزء الول. 
إن هذا الجزء الول من القليم الخامس تضمن قطعة من شمال الندلس فيها 
بلاد جليقية وبعض قشتالة وبلاد بيطو وبعض بلاد غشكونية من أرض الفرنج. 
فأما بلاد برتقال فمنها مدينة قلمرية ومنت ميور ونجاو وسرتان وشلمنقة وسمورة 
وآبلة. وفيه من بلاد جليقية شقوبية وليون وشورية وبرغش وناجرة ولكروي 
وقسطيلة وبنت لرينة وبنبلونة وشنت مارية ودبلية وشنت جليانة وشنت بيطر وشنت 
أردم وشنت شلبطور ذولبيدة وبيونة. وفيه من بلاد هيكل سولى وتطيلة ووشقة 
وجاقة وقلهرة وفيه من بلاد غشكونية قرقشونة وقمنجة وشنت جوان وبيونة 
وآش وبرذال. وفيه من بلاد بيطو بذارس وبلفير وشنت جوان ورجالة وأنجيرش. 
وفيه من بلاد قاورش أنقلازمة وإبلافية. ونريد أن نتكلم على هذه البلاد التي 
سميناها وأحاط بها هذا الجزء المرسوم ونصف أحوالها وما هي عليه من 
الصفات وجميل الهيئات. فأول ذلك البحر الغربي من هذا الجزء الول هو بحر 
الظلمات الذي قدمنا ذكره والظلمة ل تفارقه في طرفي النهار البتة ويجاور شنترة 
ولشبونة. من بلاد إشبانية مدينة قلمرية وهي مدينة صغيرة متحضرة عامرة كثيرة 
الكروم والفواكه من التفاح والجراسيا والعيون ومكانها في رأس جبل تراب منيع 
ل يمكن قتالها وهي على نهر يسمى نهر منديق وهو يجري منها في شرقيها 
وعليه أرحاء طاحنة. وبين قلمرية وشنترين في جهة الجنوب ثةلاث مراحل وبين
نزهة المشتاق في اختراق الآفاق لادريسي
نزهة المشتاق في اختراق الآفاق لادريسي
نزهة المشتاق في اختراق الآفاق لادريسي
نزهة المشتاق في اختراق الآفاق لادريسي
نزهة المشتاق في اختراق الآفاق لادريسي
نزهة المشتاق في اختراق الآفاق لادريسي
نزهة المشتاق في اختراق الآفاق لادريسي
نزهة المشتاق في اختراق الآفاق لادريسي
نزهة المشتاق في اختراق الآفاق لادريسي
نزهة المشتاق في اختراق الآفاق لادريسي
نزهة المشتاق في اختراق الآفاق لادريسي
نزهة المشتاق في اختراق الآفاق لادريسي
نزهة المشتاق في اختراق الآفاق لادريسي
نزهة المشتاق في اختراق الآفاق لادريسي
نزهة المشتاق في اختراق الآفاق لادريسي
نزهة المشتاق في اختراق الآفاق لادريسي
نزهة المشتاق في اختراق الآفاق لادريسي
نزهة المشتاق في اختراق الآفاق لادريسي
نزهة المشتاق في اختراق الآفاق لادريسي
نزهة المشتاق في اختراق الآفاق لادريسي
نزهة المشتاق في اختراق الآفاق لادريسي
نزهة المشتاق في اختراق الآفاق لادريسي
نزهة المشتاق في اختراق الآفاق لادريسي
نزهة المشتاق في اختراق الآفاق لادريسي
نزهة المشتاق في اختراق الآفاق لادريسي
نزهة المشتاق في اختراق الآفاق لادريسي
نزهة المشتاق في اختراق الآفاق لادريسي
نزهة المشتاق في اختراق الآفاق لادريسي
نزهة المشتاق في اختراق الآفاق لادريسي
نزهة المشتاق في اختراق الآفاق لادريسي
نزهة المشتاق في اختراق الآفاق لادريسي
نزهة المشتاق في اختراق الآفاق لادريسي

More Related Content

Similar to نزهة المشتاق في اختراق الآفاق لادريسي

وادى النيل
وادى النيلوادى النيل
وادى النيلomar_egypt
 
PPT jazirah arab
PPT jazirah arabPPT jazirah arab
PPT jazirah arabakuyaizzah
 
ancient history assignment.docx
ancient history assignment.docxancient history assignment.docx
ancient history assignment.docxHassanHosny9
 
مشروع الرحلة المعرفية
مشروع الرحلة المعرفيةمشروع الرحلة المعرفية
مشروع الرحلة المعرفيةnajeyah
 
الملك الأيهم وجزيرة الخلود
الملك الأيهم وجزيرة الخلودالملك الأيهم وجزيرة الخلود
الملك الأيهم وجزيرة الخلودAbduljabbar Al-dhufri
 
الملك الأيهم وجزيرة الخلود
الملك الأيهم وجزيرة الخلودالملك الأيهم وجزيرة الخلود
الملك الأيهم وجزيرة الخلودAbduljabbar Al-dhufri
 
العهد القديم
العهد القديمالعهد القديم
العهد القديمmagdy-f
 
byMosaadRamadanالأسطورة فى المجتمع الهندى فى العصور الوسطى ودلالاتها التاريخية
byMosaadRamadanالأسطورة فى المجتمع الهندى فى العصور الوسطى ودلالاتها التاريخيةbyMosaadRamadanالأسطورة فى المجتمع الهندى فى العصور الوسطى ودلالاتها التاريخية
byMosaadRamadanالأسطورة فى المجتمع الهندى فى العصور الوسطى ودلالاتها التاريخيةMosaadRamadan AbdAlhk
 
وادي النطرون
وادي النطرونوادي النطرون
وادي النطرونomar_egypt
 

Similar to نزهة المشتاق في اختراق الآفاق لادريسي (10)

وادى النيل
وادى النيلوادى النيل
وادى النيل
 
PPT jazirah arab
PPT jazirah arabPPT jazirah arab
PPT jazirah arab
 
ancient history assignment.docx
ancient history assignment.docxancient history assignment.docx
ancient history assignment.docx
 
مشروع الرحلة المعرفية
مشروع الرحلة المعرفيةمشروع الرحلة المعرفية
مشروع الرحلة المعرفية
 
Presentation1
Presentation1Presentation1
Presentation1
 
الملك الأيهم وجزيرة الخلود
الملك الأيهم وجزيرة الخلودالملك الأيهم وجزيرة الخلود
الملك الأيهم وجزيرة الخلود
 
الملك الأيهم وجزيرة الخلود
الملك الأيهم وجزيرة الخلودالملك الأيهم وجزيرة الخلود
الملك الأيهم وجزيرة الخلود
 
العهد القديم
العهد القديمالعهد القديم
العهد القديم
 
byMosaadRamadanالأسطورة فى المجتمع الهندى فى العصور الوسطى ودلالاتها التاريخية
byMosaadRamadanالأسطورة فى المجتمع الهندى فى العصور الوسطى ودلالاتها التاريخيةbyMosaadRamadanالأسطورة فى المجتمع الهندى فى العصور الوسطى ودلالاتها التاريخية
byMosaadRamadanالأسطورة فى المجتمع الهندى فى العصور الوسطى ودلالاتها التاريخية
 
وادي النطرون
وادي النطرونوادي النطرون
وادي النطرون
 

Recently uploaded

تطبيقات الذكاء الاصطناعي و استخداماتها في العلوم البيولوجية والطبية
تطبيقات الذكاء الاصطناعي و استخداماتها   في العلوم البيولوجية والطبيةتطبيقات الذكاء الاصطناعي و استخداماتها   في العلوم البيولوجية والطبية
تطبيقات الذكاء الاصطناعي و استخداماتها في العلوم البيولوجية والطبيةMohammad Alkataan
 
شكل الحرف وطريقة الرسم DOC-20240322-WA0012..pdf
شكل الحرف وطريقة الرسم DOC-20240322-WA0012..pdfشكل الحرف وطريقة الرسم DOC-20240322-WA0012..pdf
شكل الحرف وطريقة الرسم DOC-20240322-WA0012..pdfshimaahussein2003
 
دور مجتمعات التعلم في تحسين جودة الحياة الجامعية .pdf
دور مجتمعات التعلم في تحسين جودة الحياة الجامعية .pdfدور مجتمعات التعلم في تحسين جودة الحياة الجامعية .pdf
دور مجتمعات التعلم في تحسين جودة الحياة الجامعية .pdf575cqhpbb7
 
تهيئة ممتعة استراتيجية شريط الذكريات.pptx
تهيئة ممتعة استراتيجية شريط الذكريات.pptxتهيئة ممتعة استراتيجية شريط الذكريات.pptx
تهيئة ممتعة استراتيجية شريط الذكريات.pptxfjalali2
 
sass session by ali ramadan to themifiiy
sass session by ali ramadan to themifiiysass session by ali ramadan to themifiiy
sass session by ali ramadan to themifiiyh456ad
 
1-G9-حل درس سورة الواقعة للصف التاسع 57-74 (1).pptx
1-G9-حل درس سورة الواقعة للصف التاسع 57-74 (1).pptx1-G9-حل درس سورة الواقعة للصف التاسع 57-74 (1).pptx
1-G9-حل درس سورة الواقعة للصف التاسع 57-74 (1).pptxAhmedFares228976
 
عرض تقديمي دور مجتمعات التعليم في تحسين جودة الحياة الجامعية .pdf
عرض تقديمي دور مجتمعات التعليم في تحسين جودة الحياة الجامعية .pdfعرض تقديمي دور مجتمعات التعليم في تحسين جودة الحياة الجامعية .pdf
عرض تقديمي دور مجتمعات التعليم في تحسين جودة الحياة الجامعية .pdfr6jmq4dqcb
 
إعادة الإعمار-- غزة فلسطين سوريا العراق
إعادة الإعمار--  غزة  فلسطين سوريا العراقإعادة الإعمار--  غزة  فلسطين سوريا العراق
إعادة الإعمار-- غزة فلسطين سوريا العراقOmarSelim27
 
الوعي المعلوماتي لدى العاملين في المكتبات و مراكز المعلومات
الوعي المعلوماتي لدى العاملين في المكتبات و مراكز المعلوماتالوعي المعلوماتي لدى العاملين في المكتبات و مراكز المعلومات
الوعي المعلوماتي لدى العاملين في المكتبات و مراكز المعلوماتMohamadAljaafari
 
عرض تقديمي تكليف رقم (1).الرسوم التعليمية
عرض تقديمي تكليف رقم (1).الرسوم  التعليميةعرض تقديمي تكليف رقم (1).الرسوم  التعليمية
عرض تقديمي تكليف رقم (1).الرسوم التعليميةfsaied902
 
الترادف بين اللغة العربية والإنجليزية.pptx
الترادف بين اللغة العربية والإنجليزية.pptxالترادف بين اللغة العربية والإنجليزية.pptx
الترادف بين اللغة العربية والإنجليزية.pptxssuser53c5fe
 
سلسلة في التجويد للدورات التمهيدية والمتوسطة والمتقدمة.pdf
سلسلة في التجويد للدورات التمهيدية  والمتوسطة والمتقدمة.pdfسلسلة في التجويد للدورات التمهيدية  والمتوسطة والمتقدمة.pdf
سلسلة في التجويد للدورات التمهيدية والمتوسطة والمتقدمة.pdfbassamshammah
 
الصف الثاني الاعدادي -علوم -الموجات .pptx
الصف الثاني الاعدادي -علوم -الموجات .pptxالصف الثاني الاعدادي -علوم -الموجات .pptx
الصف الثاني الاعدادي -علوم -الموجات .pptxv2mt8mtspw
 
أسامه رجب علي أحمد (عرض تقديمي عن الجمل التي لها محل من الاعراب والتي ليس لها...
أسامه رجب علي أحمد (عرض تقديمي عن الجمل التي لها محل من الاعراب والتي ليس لها...أسامه رجب علي أحمد (عرض تقديمي عن الجمل التي لها محل من الاعراب والتي ليس لها...
أسامه رجب علي أحمد (عرض تقديمي عن الجمل التي لها محل من الاعراب والتي ليس لها...Osama ragab Ali
 
لطلاب المرحلة الابتدائية طرق تدريس التعبير الكتابي
لطلاب المرحلة الابتدائية طرق تدريس التعبير الكتابيلطلاب المرحلة الابتدائية طرق تدريس التعبير الكتابي
لطلاب المرحلة الابتدائية طرق تدريس التعبير الكتابيfjalali2
 

Recently uploaded (16)

تطبيقات الذكاء الاصطناعي و استخداماتها في العلوم البيولوجية والطبية
تطبيقات الذكاء الاصطناعي و استخداماتها   في العلوم البيولوجية والطبيةتطبيقات الذكاء الاصطناعي و استخداماتها   في العلوم البيولوجية والطبية
تطبيقات الذكاء الاصطناعي و استخداماتها في العلوم البيولوجية والطبية
 
شكل الحرف وطريقة الرسم DOC-20240322-WA0012..pdf
شكل الحرف وطريقة الرسم DOC-20240322-WA0012..pdfشكل الحرف وطريقة الرسم DOC-20240322-WA0012..pdf
شكل الحرف وطريقة الرسم DOC-20240322-WA0012..pdf
 
دور مجتمعات التعلم في تحسين جودة الحياة الجامعية .pdf
دور مجتمعات التعلم في تحسين جودة الحياة الجامعية .pdfدور مجتمعات التعلم في تحسين جودة الحياة الجامعية .pdf
دور مجتمعات التعلم في تحسين جودة الحياة الجامعية .pdf
 
تهيئة ممتعة استراتيجية شريط الذكريات.pptx
تهيئة ممتعة استراتيجية شريط الذكريات.pptxتهيئة ممتعة استراتيجية شريط الذكريات.pptx
تهيئة ممتعة استراتيجية شريط الذكريات.pptx
 
sass session by ali ramadan to themifiiy
sass session by ali ramadan to themifiiysass session by ali ramadan to themifiiy
sass session by ali ramadan to themifiiy
 
1-G9-حل درس سورة الواقعة للصف التاسع 57-74 (1).pptx
1-G9-حل درس سورة الواقعة للصف التاسع 57-74 (1).pptx1-G9-حل درس سورة الواقعة للصف التاسع 57-74 (1).pptx
1-G9-حل درس سورة الواقعة للصف التاسع 57-74 (1).pptx
 
عرض تقديمي دور مجتمعات التعليم في تحسين جودة الحياة الجامعية .pdf
عرض تقديمي دور مجتمعات التعليم في تحسين جودة الحياة الجامعية .pdfعرض تقديمي دور مجتمعات التعليم في تحسين جودة الحياة الجامعية .pdf
عرض تقديمي دور مجتمعات التعليم في تحسين جودة الحياة الجامعية .pdf
 
إعادة الإعمار-- غزة فلسطين سوريا العراق
إعادة الإعمار--  غزة  فلسطين سوريا العراقإعادة الإعمار--  غزة  فلسطين سوريا العراق
إعادة الإعمار-- غزة فلسطين سوريا العراق
 
الوعي المعلوماتي لدى العاملين في المكتبات و مراكز المعلومات
الوعي المعلوماتي لدى العاملين في المكتبات و مراكز المعلوماتالوعي المعلوماتي لدى العاملين في المكتبات و مراكز المعلومات
الوعي المعلوماتي لدى العاملين في المكتبات و مراكز المعلومات
 
عرض تقديمي تكليف رقم (1).الرسوم التعليمية
عرض تقديمي تكليف رقم (1).الرسوم  التعليميةعرض تقديمي تكليف رقم (1).الرسوم  التعليمية
عرض تقديمي تكليف رقم (1).الرسوم التعليمية
 
الترادف بين اللغة العربية والإنجليزية.pptx
الترادف بين اللغة العربية والإنجليزية.pptxالترادف بين اللغة العربية والإنجليزية.pptx
الترادف بين اللغة العربية والإنجليزية.pptx
 
سلسلة في التجويد للدورات التمهيدية والمتوسطة والمتقدمة.pdf
سلسلة في التجويد للدورات التمهيدية  والمتوسطة والمتقدمة.pdfسلسلة في التجويد للدورات التمهيدية  والمتوسطة والمتقدمة.pdf
سلسلة في التجويد للدورات التمهيدية والمتوسطة والمتقدمة.pdf
 
عرض تقديمي عن اسم المفعول.امل عرفات محمد العربي جامعة جنوب الوادي تربيه عام ...
عرض تقديمي عن اسم المفعول.امل عرفات محمد العربي  جامعة جنوب الوادي تربيه عام ...عرض تقديمي عن اسم المفعول.امل عرفات محمد العربي  جامعة جنوب الوادي تربيه عام ...
عرض تقديمي عن اسم المفعول.امل عرفات محمد العربي جامعة جنوب الوادي تربيه عام ...
 
الصف الثاني الاعدادي -علوم -الموجات .pptx
الصف الثاني الاعدادي -علوم -الموجات .pptxالصف الثاني الاعدادي -علوم -الموجات .pptx
الصف الثاني الاعدادي -علوم -الموجات .pptx
 
أسامه رجب علي أحمد (عرض تقديمي عن الجمل التي لها محل من الاعراب والتي ليس لها...
أسامه رجب علي أحمد (عرض تقديمي عن الجمل التي لها محل من الاعراب والتي ليس لها...أسامه رجب علي أحمد (عرض تقديمي عن الجمل التي لها محل من الاعراب والتي ليس لها...
أسامه رجب علي أحمد (عرض تقديمي عن الجمل التي لها محل من الاعراب والتي ليس لها...
 
لطلاب المرحلة الابتدائية طرق تدريس التعبير الكتابي
لطلاب المرحلة الابتدائية طرق تدريس التعبير الكتابيلطلاب المرحلة الابتدائية طرق تدريس التعبير الكتابي
لطلاب المرحلة الابتدائية طرق تدريس التعبير الكتابي
 

نزهة المشتاق في اختراق الآفاق لادريسي

  • 1. نزهة المشتاق في اختراق الفاق الدرريسي القلليم الولل الجزء الولل إن هذا القلليم الولل مبدؤه من جهة المغرب من البحر الغربي المسمى ببحر الظلمات ولهو البحر الذي ل يعلم ما خلفه ولفيه جزيرتان تسميان بالخالدات ولمن هذه الجزائر بدأ بطليموس يأخذ الطول ولالعرض ولهاتان الجزيرتان فيما يذكر في كل ولاحدة منهما صنم مبني من الحجارة طول كل صنم منها مائة ذراع ولفوق كل صنم منهما صورة من نحاس تشير بيدها إلى خلف ولهذه الصنام فيما يذكر ستة أحدهما صنم قلادرس التي بغربي الندلس ولل يعلم أحد شيئا من المعمور خلفها. ولفي هذا الجزء الذي رسمناه من المدن اولليل ولسلى ولتكرولر ولبريسى ولدرول ولمورة ولهذه البلدر من أرض مقزارة السودران فأما جزيرة اولليل فهي في البحر ولعلى مقربة من الساحل ولبها الملحة المشهورة ولل يعلم في بلدر السودران ملحة غيرها ولمنها يحمل الملح إلى جميع بلدر السودران ولذلك أن المراكب تأتي إلى هذه الجزيرة فتوسق بها الملح ولتسير منها إلى موقلع النيل ولبينهما مقدار مجرى فتجري في النيل إلى سلى ولتكرولر ولبريسى ولغانة ولسائر بلدر ولنقارة ولكوغة ولجميع بلدر السودران ولأكثرها ل يكون لها مأولى ولل مستقر إل على النيل
  • 2. بعينه أول على نهر يمد النيل ولسائر الرضين المجاولرة للنيل صحار خالية ل عمارة فيها ولهذه الصحارى فيها مجابات مياه ولذلك أن الماء ل يوجد فيها إل بعد يومين ولأربعة ولخمسة ولستة ولاثنى عشر يوما مثل مجابة تيسر التي في طريق سجلماسة إلى غانة ولهي أربعة عشر يوما ل يوجد فيها ماء ولأن القوافل تتزولدر بالماء لملوك هذه المجابات في الولعية على ظهور الجمال ولمثل هذه المجابة كثير في بلدر السودران ولأكثر أرضها أيضا رمال تنسفها الرياح ولتنقلها من مكان إلى مكان فل يوجد بها شيء من الماء ولهذه البلدر كثيرة الحر حامية جدا وللذلك أهل هذا القلليم الولل ولالثاني ولبعض الثالث لشدة الحر ولإحراق الشمس لهم كانت ألوانهم سودراء ولشعورهم متفلفلة بضد ألوان أهل القلليم السادرس ولالسابع. ولمن جزيرة اولليل إلى مدينة سلى ست عشرة مرحلة ولمدينة سلى على ضفة نهر النيل ولبشماله ولهي مدينة حاضرة ولبها مجتمع السودران ولمتاجر صالحة ولأهلها أهل بأس ولنجدة ولهي من عمالة التكرولري ولهو سلطان مؤمر ولله عبيد ولأجنادر ولله حزم ولجلدرة ولعدل الجزء الثاني إن الذي تضمنه هذا الجزء الثاني من القلليم الولل من المدن مدينة مدل ولغانة ولتيرقلى ولمداسة ولسغمارة ولغيارة ولغربيل ولسمقندة فأما مدينة ملل التي هي من بلدر لملم فقد ذكرناها فيما تقدم ولهي مدينة صغيرة كالقرية الجامعة ل سور لها ولهي على تل تراب أحمر منيع جانبه ولأهل مال متحصنون فيه عمن يطرقلهم من سائر السودران ولشربهم من عين خرارة تخرج من الجبل الذي في جنوبها ولماؤها زعاق ليس بصادرق الحلولة ولبغربي هذه المدينة على ماء العين الذي يشربون منه ولمع نزولله إلى أن يقع في النيل أمم كثيرة سودران عراة ل يستترولن بشيء ولهم يتناكحون بغير صدقلات ولل حق ولهم أكثر الناس نسل وللهم إبل
  • 3. ولمعز يعيشون من ألبانها وليأكلون الحيتان المصيدة وللحوم البل المقددرة ولأهل تلك البلدر المجاولرة لهم يسبونهم في كل الحايين بضرولب من الحبل وليخرجونهم إلى بلدرهم فيبيعونهم من التجار قلطارا وليخرج منهم في كل عام إلى المغرب القلصى أعدادر كثيرة ولجميع من يكون في بلدر لملم مرسوم بالنار في ولجهه ولهي لهم علمة كما قلدمنا ذكره. ولمن مدينة ملل إلى مدينة غانة الكبرى نحو من اثنتي عشرة مرحلة في رمال ولدرهاس ل ماء بها ولغانة مدينتان على ضفتي البحر الحلو ولهي أكبر بلدر السودران قلطرا ولأكثرها خلقا ولأولسعها متجرا ولإليها يقصد التجار المياسير من جميع البلدر المحيطة بها ولمن سائر بلدر المغرب القلصى ولأهلها مسلمون ولملكها فيما يوصف من ذرية صالح بن عبد ا بن الحسن بن الحسن بن علي بن أبي طالب ولهو يخطب لنفسه لكنه تحت طاعة أمير المؤمنين العباسي ولله قلصر على ضفة النيل قلد أولثق بنيانه ولأحكم إتقانه ولزينت مساكنه بضرولب من النقوشات ولالدرهان ولشمسيات الزجاج ولكان بنيان هذا القصر في عام عشرة ولخمس مائة من سني الهجرة ولتتصل مملكته ولأرضه بأرض ولنقارة ولهي بلدر التبر المتكورة الموصوفة به كثرة ولطيبا ولالذي يعلمه أهل المغرب القلصى علما يقينا ل اختلف فيه أن له في قلصره لبنة من ذهب ولزنها ثلثون رطل من ذهب تبرة ولاحدة خلقها ا خلقة تامة من غير أن تسبك في نار ولل تطرق بآلة ولقلد نفذ فيها ثقبا ولهي مربطة لفرس الملك ولهي من الشياء المغربة التي ليست عند غيره ولل صحت لحد إل له ولهو يفخر بها على سائر ملوك السودران ولهو أعدل الناس فيما يحكى عنه ولمن سيرته في قلربه من الناس ولعدله فيهم أن له جملة قلوادر يهبون إلى الجزء الثالث إن الذي تضمنه هذا الجزء الثالث من القلليم الولل من المدن المشهورة كوغة
  • 4. ولكوكو ولتملمة ولزغاولة ولمانان ولانجيمى ولنوابية ولتاجوة فأما مدينة كوغة فإنها مدينة على ضفة البحر الحلو ولفي شماله ولمنه شرب أهلها ولهي من عمالة ولنقارة ولمن السودران من يجعلها من بلدر كانم ولهي مدينة عامرة ل سور لها ولبها تجارات ولأعمال ولصنائع يصرفونها فيما يحتاجون إليه ولنساء هذه المدينة ينسب إليهن السحر وليقال إنهن به عارفات ولبه مشهورات ولعليه قلادررات ولمن كوغة إلى سمقندة في جهة الغرب عشرة أيام ولمن كوغة إلى غانة نحو من شهر ولنصف ولمن كوغة إلى درمقلة شهر ولمن كوغة إلى شامة درولن الشهر ولمن كوغة إلى مدينة كوكو في الشمال عشرولن مرحلة بسير الجمال ولالطريق على أرض بغامة ولأهل بغامة سودران بربر قلد أحرقلت الشمس جلودرهم ولغيرت ألوانهم وللسانهم لسان البربر ولهم قلوم رحالة ولشربهم من عيون يحفرولنها في تلك الرض عن علم لهم بها ولتجربة في ذلك صحيحة وللقد أخبر بعض السفار الثقات ولكان قلد تجول في بلدر السودران نحوا من عشرين سنة أنه درخل هذه الرض أعني أرض بغامة ولعاين فيها رجل من هؤلء البربر فكان يمشي معه في أرض خالية رملة ليس بها أثر للماء ولل لغيره فأخذ البربري غرفة من ترابها ولقلربه من أنفه ثم اشتمه ولتبسم ولقلال لهل القافلة انزلوا فإن الماء معكم فنزل أهل القافلة هناك ولعرسوا متاعهم ولقليدولا الجمال ولتركوها ترعى ثم عمد البربري إلى موضع ولقلال احفرولا هاهنا فحفر الناس في ذاك الموضع أقلل من نصف قلامة فخرج إليهم الماء الكثير العذب فعجب من ذلك أهل القافلة ولهذا مشهور معلوم يعلمه تجار أهل تلك البلدر وليحكونه عنهم ولفي هذه الطريق التي ذكرنا من كوغة إلى كوكو على أرض بغامة مجابتان ل ماء فيهما ولكل مجابة منهما تقطع من خمسة أيام إلى ستة أيام ولمدينة كوكو مدينة مشهورة الذكر من بلدر السودران كبيرة ولهي على ضفة نهر يخرج من ناحية الشمال فيمر بها ولمنه شرب أهلها وليذكر كثير من السودران أن مدينة كوكو هذه على ضفة الخليج ولذكر قلوم آخرولن أنها على نهر يمد النيل ولالذي صح من القول أن هذا النهر يجري حتى يجوز كوكو بأيام كثيرة ثم
  • 5. يغوص في الصحراء في رمال ولدرهاس مثل ما يغوص نهر الفرات الذي ببلدر العراق ولغوصه هناك في البطائح ثم إن ملك مدينة كوكو ملك قلائم بذاته خاطب لنفسه ولله حشم كثير ولدرخلة كبيرة ولقلوادر ولأجنادر ولزي كامل ولحلية حسنة ولهم الجزء الرابع ولفي هذا الجزء الرابع من القلليم الولل بلدر النوبة ولبعض بلدر الحبشة ولبقية جنوب أرض التاجوين ولقلطعة من بلدر الواحات الداخلة ولفي بلدر النوبة من البلدر المشهورة ولالقواعد المذكورة كوشة ولعلوة ولدرنقلة ولبلق ولسوبة ولفي أرض الحبشة مركطة ولالنجاغة ولمن أرض الواحات الداخلة ولأعلى دريار مصر مدينة أسوان ولأتفو ولالردرينى. ولفي هذا الجزء افتراق النيلين أعني نيل مصر الذي يشق أرضها ولجريه من الجنوب إلى الشمال ولأكثر مدن مصر على ضفتيه معا ولفي جزائره أيضا ولالقسم الثاني من النيل يمر من جهة المشرق إلى أقلصى المغرب ولعلى هذا القسم من النيل جميع بلدر السودران أول أكثرها ولهذان القسمان مخرجهما من جبل القمر الذي أولله فوق خط الستواء بست عشرة دررجة ولذلك أن مبدأ النيل من هذا الجبل من عشر عيون فأما الخمسة النهار منها فإنها تصب ولتجتمع في بطيحة كبيرة ولكذلك الخمسة النهار الخر تنزل من الجبل إلى بطيحة أخرى كبيرة وليخرج من كل ولاحدة من هاتين البطيحتين ثلثة أنهار فتمر بأجمعها إلى أن تصب في بطيحة كبيرة جدا ولعلى هذه البطيحة مدينة تسمى طرمى ولهي مدينة عامرة يزرع بها الرز ولعلى ضفة البطيحة المذكورة صنم رافع يديه إلى صدره يقال إنه مسخ ولإنه كان رجل ظالما ففعل ذلك به ولفي هذه البحيرة سمك تشبه رؤولسه رؤولس الطير وللها مناقلير ولفيها أيضا درولاب هائلة ولهذه البحيرة المذكور فوق خط الستواء مماسة له ولفي أسفل هذه البحيرة التي بها تجمع النهار جبل معترض
  • 6. يشق أكثر البطيحة وليمر منها إلى جهة الشمال مغربا فيخرج معه ذراع ولاحد من النيل فيمر في جهة المغرب ولهو نيل بلدر السودران الذي عليه أكثر بلدرها وليخرج مع شق الجبل الشرقلي الذراع الثاني فيمر أيضا إلى جهة الشمال فيشق بلدر النوبة ولبلدر أرض مصر ولينقسم في أسفل أرض مصر على أربعة أقلسام فثلثة أقلسام تنصب في البحر الشامي ولقلسم ولاحد ينصب في البحيرة الملحة التي تنتهي إلى قلرب السكندرية ولبين هذه البحيرة ولبين سكندرية ستة أميال ولهي ل تتصل بالبحر بل هي من فيض النيل ولمع الساحل قلليل ولسنستقصي ذكرها في موضعه إن شاء ا عز ولجل. ولمن تحت جبل القمر فيما بين النهار العشرة ولالبطيحات مارا مع جهة الشمال إلى أن يتصل بالبطيحة الكبيرة مقدار عشر مراحل ولعرض ما بين البطيحتين الصغيرتين من المشرق إلى الجزء الخامس ولهذا الجزء الخامس من القلليم الولل تضمن من الرضين أكثر أرض الحبشة ولجملة من بلدرها ولأكبر مدنها كلها جنبيتة ولهي مدينة متحضرة لكنها في برية بعيدة من العمارات ولتتصل عماراتها ول بوادريها إلى النهر الذي يمد النيل ولهو يشق بلدر الحبشة وللها عليه مدينة مركطة ولمدينة النجاغة ولهذا النهر منبعه من فوق خط الستواء ولفي آخر نهاية المعمور من جهة الجنوب فيمر مغربا مع الشمال حتى يصل إلى أرض النوبة فيصب هناك في ذراع النيل الذي يحيط بمدينة بلق كما قلدمنا ولصفه ولهو نهر كبير عريض كثير الماء بطيء الجري ولعليه عمارات للحبشة ولقلد ولهم أكثر المسافرين في هذا النهر حين قلالوا إنه النيل ولذلك لنهم يرولن به ما يرولن من النيل في خرولجه ولمده ولفيضه في الوقلت الذي جرت به عادرة خرولج النيل ولينقص فيض هذا النهر عند نقصان فيض النيل وللهذا السبب
  • 7. ولهم فيه أكثر الناس ولليس كذلك حتى أنهم ما فرقلوا بينه ولبين النيل لما رأولا فيه من الصفات النيلية التي قلدمنا ذكرها ولتصحيح ما قللناه من أنه ليس بالنيل ما جاءت به الكتب المؤلفة في هذا الفن ولقلد حكوا من صفات هذا النهر ولمنبعه ولجريه ولمصبه في ذراع النيل عند مدينة بلق ولقلد ذكر ذلك بطلميوس القللودري في كتابه المسمى بالجغرافية ولذكره حسان بن المنذر في كتاب العجائب عند ذكره النهار ولمنابعها ولمواقلعها ولهذا مما ل يهم فيه نبيل ولل يقع في جهله عالم ناظر في الكتب باحث عن غرضه ولعلى هذا النهر يزرع أهل بوادري الحبشة أكثر معايشهم مما تدخره لقلواتها من الشعير ولالذرة ولالدخن ولاللوبيا ولالعدس ولهو نهر كبير جدا ل يعبر إل بالمراكب ولعليه كما قللناه قلرى كثيرة ولعمارات للحبشة ولمن هذه القرى ميرة جنبيتة ولقللجون ولبطا ولسائر القرى البرية فأما المدن الساحلية فإنها تمتار مما يجلب إليها من اليمن في البحر. ولمن مدن الحبشة الساحلية مدينة زالغ ولمنقونة ولاقلنت ولباقلطى إلى ما اتصل بها من عمارات قلرى بربرة ولكل هذه القرى ميرتها مما يتصيده أهلها من السمك ولمن اللبان ولسائر الحبوب التي يجلبونها من قلراهم التي على ضفة النهر المذكور. ولمدينة النجاغة مدينة صغيرة على ضفة النهر ولأهلها فلحون يزرعون الذرة ولالشعير ولبه يتجهزولن ولمنه يتعيشون ولمتاجر هذه البلدة قلليلة ولصنائعهم النافعة لهلها قلليلة ولالسمك عندهم كثير ممكن ولاللبان غزيرة ولبين هذه المدينة ولمدينة مركطة السابق ذكرها ستة أيام إنحدارا يتصل أيضا بأرض الحبشة على البحر بلدر بربرة ولهم تحت طاعة الحبشة ولهي قلرى متصلة ولأوللها قلرية جوة ولمنها إلى باقلطى ستة أيام ولمنها أيضا إلى بطا البرية سبعة أيام ولمدينة بطا المتقدم ذكرها فوق خط الستواء في نهاية المعمور. نجز الجزء الخامس من القلليم الولل ولالحمد لله وليتلوه الجزء السادرس منه إن شاء ا.
  • 8. الجزء السادرس إنه هذا الجزء السادرس من القلليم الولل تضمن من ناحية الجنوب مدينة قلرقلونة ولمركة ولالنجا ولهذه البلدر الثلثة من أرض بربرة ولإليها تنتهي عمالتها ولهي على البحر اليماني ولأهل قلرى بربرة أكثر عيشهم من لحوم السلحف البحرية ولتسمى عندهم البسة. ولمن جوة إلى قلرقلونة يومان في البحر ولعليها جبل عظيم يمتد في جهة الجنوب ولمن قلرقلونة إلى برمة ثلثة أيام في البحر وليبتدئ منها جبل خاقلوني ولهو جبل له سبعة رؤولس خارجة وليمتد تحت الماء في البحر أربعة ولأربعين ميل ولإلى رؤولس هذا الجبل بلدر صغار كالقرى يقال لها الهاولية ولمن خاقلونى إلى مركة على الساحل ثلثة مجار صغار ولفي البر سبعة أيام ولعلى مرحلتين من مركة في البرية ولادر يمد كمد النيل ولعليه يزرعون الذرة ولمن مركة إلى بلد النجا على البحر يوم ولنصف يوم ولعلى البر أربعة أيام ولالنجا آخر أرض بربرة. ولمن النجا إلى قلرنوة ثمانية أيام ولهي مدينة صغيرة على البحر ولمنها إلى بذولنة ستة أيام ولهي قلرية كبيرة مسكونة آهلة ولأهلها يأكلون الضفادرع الحناش ولأشياء من القاذولرات التي يعاف الناس أكلها ولهذه الرض أيضا تليها بلدر الزنج ثم إن قلرنوة ولبذولنة مدينتان ولأهلهما كفرة ولهما تتصلن ببلدر الزنج على ضفة البحر الملح ولكل هذه البلدر المذكورة تقابل بلدر اليمن في جهة الشمال ولبينهما عرض البحر ولعرضه هناك ست مائة ميل وليكون في أمكنة أخرى أكثر من هذا ولأقلل على قلدر خرولج أجوان البحر في البراري ولعلى قلدر درخول القراطيل في البحر. ولفيما تضمنه هذا البحر المحصل في هذا الجزء أربع جزائر منها جزيرتان في جهة المشرق ولاسم إحداهما خرتان ولالثانية مرتان ولهما في جون الحشيش ولسنستقصي ذكرهما في موضعه بعون ا تعالى.
  • 9. ولمنها جزيرة سقطرى التي ينسب الصبر إليها ولبين ولبين الساحل مجريان بالريح الطيبة وليقابلها من بلدر اليمن مدينة برباط ولحاسك ولسنذكر هاتين المدينتين في موضع ذكرهما مع الجزء السابع إن هذا الجزء السابع من القلليم الولل تضمن في حصته ولولجب له قلطعة من البحر الهندي ولجملة جزائر متفرقلة فيها أنواع من المم ولعلى جنوبه أيضا بقايا من بلدر الكفرة السودر ولما اتصل بها على البحر من بلدر الزنج ولنحن الن نريد بعون ا أن نذكر جميع ذلك ذكرا شافيا ولنأتي به على استقصاء فنقول إن هذا البحر هو بحر الهند ولعلى ضفته مدينة برولة ولهي آخر بلدر الكفرة الذين ل يعتقدولن شيئا ولإنهم يأخذولن الحجار القائمة فيدهنونها بدهن السمك وليسجدولن لها ولمثل هذه السخافة ولما جانسها تعبدهم ولاعتقادرهم الفاسد ولهم على ذلك ثابتون بعض هذه البلدر في طاعة ملك بربرة ولبعض في طاعة الحبشة ولمن برولة على الساحل إلى بذولنة ثلثة أيام في البحر ولهي مدينة خراب قلليلة الدمارة ولحشة المساكن قلذرة البقاع ولعيش أهلها من السمك وللحوم الصدف ولالضفادرع الحناش ولالفيران ولالورل ولالحيوان الذي يسمى أم حبين ولغير ذلك من الحيوانات التي ل تؤكل ولهم يتصيدولن في البحر عوما من غير مركب ولل ولقلوف في ساحل ولإنما هم يتصيدولن بالسباحة بشباك صغار يصنعونها من النبات وليربطونها في أرجلهم وللهم أخيات ولأنشوطات يجذبونها بأيديهم إذا أحسوا بأن الحوت درخل في شباكهم بصنعة قلد أحكموها ولحيل قلد هندموها ولعرفوها وليضعون في شباكهم حناش الطين ولبها يطعمون للحوت ولمع هذا فإنهم في فاقلة ولفقر ولضيق حال لكن ا عز ولجل حبب المواطن لهلها فهم قلد قلنعوا بذلك ولرضوه لنفسهم ولهم في طاعة الزنج.
  • 10. ولمن هذه المدينة على الساحل إلى مدينة ملندة من بلدر الزنج ثلثة أيام في البحر بلياليها ولمدينة ملندة على ضفة البحر على خور ماء عذب ولهي مدينة كبيرة ولأهلها مخترقلون بالصيد برا ولبحرا فيصيدولن في البر النمور ولالذئاب وليصيدولن في البحر ضرولبا من الحيتان فيملحونها وليتجرولن بها ولعندهم معدن حديد يحتفرولنه وليعملونه ولهو جل مكسبهم ولتجارتهم ولأهلها يزعمون أنهم يسحرولن الحيوان الضار حتى ل يضر إل لمن أرادرولا ضره ولالنقمة منه ولأن السباع ولالنمور ل تعدول عليهم بما يسحرولنها به ولاسم السحر عندهم بلغتهم المقنقا. ولمن هذه المدينة إلى مدينة منبسة على الساحل مسافة يومين ولهي مدينة صغيرة للزنج ولأهلها محترفون باستخراج الحديد من معدنه ولالصيد للنمور ولكلبهم حمر تغلب كل الذئاب ولجملة السباع ولهي في نهاية من القهر لها ولهذه المدينة على البحر ولعلى ضفة خور كبير تدخله القلليم الثاني الجزء الولل إنا لما رسمنا القلليم الولل ولما احتوى عليه في عشرة الجزاء التي قلسمناه بها ولذكرنا في كل جزء منه حصته الواجبة له من المصار ولالقرى ولالجبال ولالرضين المعمورة ولالمغمورة ولما بها من الحيوانات ولالمعادرن ولالبحور ولالجزائر ولالملوك ولالمم ولما لهم من السير ولالزي ولالدريان ولجب علينا أن نذكر في هذا القلليم الثاني ما فيه من البلدر ولالقلع ولالمدن ولالمصار ولالبراري ولالقفار ولالبحار ولجزائرها ولأممها ولمسافات طرقلها حسبما سبق لنا من ذكر ذلك في القلليم الولل ولنبتدئ الن بذكر الجزء الولل من القلليم الثاني بحول ا ولعونه.
  • 11. فنقول إن هذا الجزء الولل من القلليم الثاني مبدؤه من المغرب القلصى حيث بحر الظلمات ولل يعلم ما خلفه ولفي هذا الجزء من الجزائر جزيرة مسفهان ولجزيرة لغوس ولهما من الجزائر الستة المتقدم ذكرها ولتسمى الخالدات ولمنها بدأ بطلميوس بالتعديل ولأخذ أطوال البلدر ولعرولضها ولإلى هتين الجزيرتين ولصل ذول القرنين أعني السكندر ولمنها رجع. فأما جزيرة مسفهان فحكى صاحب كتاب العجائب أن في ولسطها جبل مدولرا عليه صنم أحمر بناه أسعد أبو كرب الحميري ولهو ذول القرنين الذي ذكره تبع في شعره وليسمى بهذا السم كل من بلغ طرفي الرض ولإنما نصب أبو كرب الحميري ذلك الصنم هناك ليكون علمة لمن قلصد تلك الناحية من البحر ليعرفه أنه ليس خلفه ملسك يسلكه ولل موضع يخرج إليه ولأيضا أن في جزيرة لغوس المذكورة صنم ولثيق البناء ل يمكن الصعودر إليه ولفي هذه الجزيرة يقال مات الذي بناه ولهو تبع ذول المراثد ولقلبره هناك في هيكل مبني من المرمر ولالزجاج الملون ولحكى صاحب كتاب العجائب أن في هذه الجزيرة درولاب هائلة ولأن فيها أمورا تطول أولصافها ولتمتنع العقول عن قلبولها. ولفي سواحل هذا البحر الصادرر عن هذه الجزائر ولغيرها يوجد العنبر الجيد وليوجد أيضا في ساحله حجر البهت ولهو مشهور عند أهل المغرب القلصى وليباع الحجر منه بقيمة جيدة ل سيما في بلدر لمتونة ولهم يحكون عن هذا الحجر أن من أمسكه ولسار في حاجة قلضيت له بأولفى عناية ولشفع فيها ولهو جيد عندهم في عقد اللسنة على زعمهم وليوجد أيضا بساحل هذا البحر أحجار كثيرة ذات ألوان شتى ولصفات مختلفة يتنافسون في أثمانها وليتوارثونها بينهم في صحراء ماؤها قلليل ولهي في ذاتها بين جبلين شبه مكة في الصفة ولعامرها قلليل ولليس بها كبير تجارة وللهلها جمال ولمنها يتعيشون. ولمنها إلى مدينة غانة اثنتا عشرة مرحلة ولذلك من اولدرغست إلى مدن ولارقللن
  • 12. إحدى ولثلثون مرحلة ولمن اولدرغست أيضا إلى مدينة جرمة نحو من خمس ولعشرين مرحلة ولكذلك من اولدرغست أيضا إلى جزيرة اولليل معدن الملح شهر ولاحد. ولأخبر بعض الثقات من متجولي التجار إلى بلدر السودران أن بمدينة اولدرغست ينبت بأرضها بقرب مناقلع المياه المتصلة بها كمأة يكون في ولزن الكمء منها ثلثة أرطال ولأزيد ولهو يجلب إلى اولدرغست كثيرا يطبخونه مع لحوم الجمال وليأكلونه وليزعمون أن ما على الرض مثله ولقلد صدقلوا. نجز الجزء الولل من القلليم الثاني ولالحمد لله وليتلوه الجزء الثاني منه إن شاء ا. الجزء الثاني إن هذا الجزء الثاني من القلليم الثاني تضمن في حصته من الرضين بقية صحراء نيسر ولجملة أرض فزان بما فيها من المدن ولكذلك أيضا تحصل فيه جملة بلدر من أرض زغاولة السودران ولأكثر هذه الرضين صحار متصلة غير عامرة ولجهات ولحشة ولجبال حرش جردر ل نبات فيها ولالماء بها قلليل جدا ل يوجد إل في أصل جبل أول في ما اطمأن من سباخها ولبالجملة إنه هناك قلليل الوجودر يتزولدر به من مكان إلى مكان ولأهل تلك الرضين يدلون في أكنافها ولطرقلاتها وليجولون في ساحاتها ولولهادرها ولجبالها. ولفي هذه الصحاصح المذكورة يقع أقلوام رحالة ينتقلون في أكنافها وليرعون مواشيهم في أدرانيها ولأطرافها ولليس لهم ثبوت في مكان ولل مقام بأرض ولإنما يقطعون درهرهم في الرحلة ولالنتقال درائما غير أنهم ل يخرجون عن حدولدرهم ولل يفارقلون أرضهم ولل يمتزجون بغيرها ولل يطمئنون إلى من جاولرهم بل كل أحد منهم يأخذ حذره ولينظر لنفسه قلدر جهده ولأهل المدن الذين يجاولرولنهم من
  • 13. أجناسهم يسرقلون أبناء هولء القوم الرحالة الذين يعمرولن هذه الصحارى وليسرولن بهم في الليل وليأتون بهم إلى بلدرهم وليخفونهم حينا من الدهر ثم يبيعوهم من التجار الداخلين إليهم بالبخس من الثمن وليخرجونهم إلى أرض المغرب القلصى وليباع منهم في كل سنة أمم ولأعدادر ل تحصى ولهذا المر الذي جئنا به من سرقلة قلوم أبناء قلوم فيخطه ولربما سرق الرجل منهم متاع صاحبه وليدفنه في الرض بعيدا أول قلريبا فيخط الرجل الذي فقد متاعه وليقصد موضع الخبية وليخط بإزائها خطا ثانيا وليقصد بعلمه إلى موضع الخبية فيستخرج منها متاعه ولما ضاع له وليعلم مما خطه الرجل الذي تعدى على أخذ متاعه وليجمع أشياخ القبيلة فيخطون له خطا فيعلمون من ذلك البرئ من الفاعل ولهذا عند أهل المغرب مشهور مذكور وللقد أخبر بعض المخبرين أنه رأى رجل من هذه القبيلة في مدينة سجلماسة ولقلد خبيت له خبية بحيث ل يعرف فخط لها خطا ولقلصد موضعها فاستخرجها ولأعيد عليه العمل بذلك ثلث مرات فاستخرجها في الثانية ولالثالثة مثل ما فعل في المرة الوللى ولهذا شيء عجيب من قلوتهم على هذا العلم على كثرة جهلهم ولغلظ طبعهم ولفيما جئنا به في ذلك كفاية ولالحمد لله على ذلك. نجز الجزء الثاني من القلليم الثاني ولالحمد لله وليتلوه الجزء الثالث منه إن شاء ا. الجزء الثالث إن الذي تضمن هذا الجزء الثالث من القلليم الثاني من الرضين بعض أرض ولدران ولأكثر بلدر كوار ولبعض بلدر التاجوين المجوس ولأكثر بلدر فزان. ولأما أرض ولدران فإنها جزائر نخل متصلة بين غرب ولشمال إلى ناحية البحر ولكانت فيما سلف أكثر الرض عمارة ولكان الملك في أهلها ناشئا متوارثا إلى أن جاء درين
  • 14. السلم فخافوا من المسلمين فتوغلوا هربا في بلدر الصحراء ولتفرقلوا وللم يبق بها الن إل مدينة دراولدر ولهي الن خراب ليس بها إل بقايا قلوم من السودران معايشهم كدرة ولأمورهم نكدة ولهم في سفع جبل طنطنة ولإبلهم قلليلة ولأكثر أهلها يحفرولن أصول نبات يسمى أغرسطس ولهو النجيل ولهو عندهم من نبات الرمال فيجففونه وليدقلونه بالحجر وليخبزولنه خبزا يتقوتون به وليأكلون منه وليأكل جلتهم ولخيارهم اللحوم الجمالية مقددرة وليشربون ألبان البل ولأكثر نيرانهم يقدولنها في بعر الجمال ولبعض الشوك ولالحطب عندهم قلليل. ولفي جهة الشمال من هذه المدينة مدينة زوليلة بناها عبد ا بن خطاب الهوري ولسكنها هو ولبنو عمه في سنة ست ولثلث مائة ولهي منسوبة إلى هذا الرجل ولبه اشتهر اسمها ولهي الن عامرة ولسنأتي بذكرها في موضعها من القلليم الثالث بعون ا. ولفي جبل طنطنة معدن حديد جيد ولفي جنوب هذه الرض مسارح ولمرابع لزقلار ولهم قلومالجزء الرابع إن هذا الجزء الرابع من القلليم الثاني تضمن بقية من أرض الواحات الخارجة بما اتصل بها في جنوبها من أرض التاجوين ولأكثر بلدر الجفار ولالبحرين راجعا أرض سنترية التي عرضنا بذكرها قلبل هذا ولذاهبا في مساكن بني هلل نازل مع الجبل المسمى جبل جالوت البربري ولإنما سمي به لن جالوت هزم عسكره به وللجأ هو ولجملة من خيله إلى هذا الجبل فسمي بذلك إلى الن ولفي الشرق من هذا الجبل جملة من بلدر مصر على ضفة النيل النازل إليها من أعلى بلدر النوبة ولسنذكر هذه البلدر عند ولصفنا لها بلدا بلدا ولقلطرا قلطرا مع ذكر ما يليق بها من الخبار الكائنة بها بعون ا ولما خلف النيل من العمارات المتصلة من أرض مصر إلى نواحي أهريت ولشرولنة ولبياض التي تلي منازل بلي ولجهينة ولصفارة إلى أقلصى الصعيد مع اتصاله بالعلقلي ولأيضا ما يلي أسفل الجزء من منازل التيم ولالنجوم ولالقبط.
  • 15. فنقول إن أعلى هذا الجزء من ناحية المغرب حيث بقية أرض التاجوين كله خلء صحار متصلة ولإن كانت المياه بها كثيرة ولالغدر موجودرة فليس بما ساكن لن بها رمال سائلة تنقلها الرياح من مكان إلى مكان ولليس لحد بها مستقر لعتداء الرمال عليها ولكثرة جري الرياح بها ولكذلك يتصل هذا الرمل بأعلى أرض الواحات فيعدول عليها وليغير ما فيها من الثار ولتتصل هذه الرمال بالغرب إلى أرض سجلماسة إلى البحر. ولبلدر الواحات الخارجة الن صحراء ل أنيس بها بلقع ل عامر لها ولالمياه بها موجودرة ولكانت على القدم معمورة متصلة الثمار ولالعمارات ولكان فيما سبق من الزمان الدخول عليها ولمنها إلى مدينة غانة في طرق مسلوكة ولمناهل معرولفة لكنها انقطت ولدررست ولبالواح الخارجة أغنام ولبقر متوحشة كما قلدمنا ذكره فيما سبق ولبين الواحات ولحد النوبة مسير ثلثة أيام في مفاولز غير عامرة ولفي أرض الواحات الخارجة جبل علساى المعترض بها ولهو جبل سامي الذرولة عالي القمة متساول عرضه أسفل ولفوق ولفيه معدن يستخرج منه حجر اللزولردر وليحمل إلى أرض مصر فيصنع بها وليصرف ولفي أرض الواحات يكون الثعبان ولل يكون البتة في غيرها من الرضين ولالثعبان على ما يحكيه أهل تلك النواحي يرى كالتل الكبير يلتقم العجل ولالكبش ولالنسان ولهو حيوان على صورة الحية ينساب على بطنه ولله أذنان بارزتان ولأنياب ولأسنان ولحركته بطيئة وليأولي إلى الكهوف ولالدهاس فمن قلصده أول اعترضه بمساءة التقمهكثر من يوم أول يومين ولهي ل تفارق ضفتي النيل من كلتا الناحيتين ولعماراتها متصلة ولمن مصر إلى أسوان مسافة خمس ولعشرين مرحلة ولقلد ذكرنا في هذا الجزء ما فيه كفاية ولبلغ.. نجز الجزء الرابع من القلليم الثاني ولالحمد لله وليتلوه الجزء الخامس منه إن شاء ا تعالى. الجزء الخامس
  • 16. إن هذا الجزء الخامس من القلليم تضمن من البلدر التي على ساحل بحر القلزم مدينة عيذاب ولما اتصل بها قلبلها من الصحراء المنسوبة إلى عيذاب ولليس بها طريق معرولف ولل يستدل عليها إل بالجبال ولالكدى الناتئة لنها رمال سائلة ولضحاضح غامرة ولربما أخطأ بها الدليل الماهر ولأكثر الستدلل بها بالنجوم ولمسير الشمس من المشرق إلى المغرب ولفي هذا الجزء قلطعة من بحر القلزم ولجملة من جزائره العامرة ولالخالية ولمراسيه المشهورة المذكورة ولالكور الصغار مثل السرين ولالسقية ولجدة ولالجحفة ولالجار ولفيه من البلدر البرية صنكان ولمكة ولالطائف ولقلديد ولالمدينة ولعيذاب ولنحن ولاصفون الن جميع ما ذكرناه من ذلك ولصفا ناما باستقصاء ولشرح متقن بفضل ا تعالى ولقلوته. فنقول إن جبل المقطم الذي أولله من دريار مصر يأخذ من مصر فيمر في الصحراء إلى أن ينتهي إلى قلرب أسوان ولهو جبل مشهور بالطول ولأما علوه فإنه يعلو في مكان ولينخفض في مكان ولينقطع منه مواضع تسمى اليحاميم سودر ولتحفر منه المغرة ولالكلس ولفيه ذهب كثير ولكذلك في تربته إذا دربرت استخرج منها ذهب صالح ولتتصل منه قلطع بديار مصر الداخلة إلى البحر الملح بناحية القلزم ولهو بحر الحجاز ولفي هذا الجبل ولما اتصل به كثير من الكنوز مما خبأته ملوك مصر في العصر الولل ولفيه كثير من هياكل الكهنة ولعجائبهم ولمما يلي البحر منه الجبل المنحوت المدولر الذي ل يستطيع أحد أن يصعده ولل يجد سببا للطلوع إليه ولذلك لملسته ولارتفاع علوه وليذكر أن فيه كنوزا عظيمة لمقطام الكاهن ولإليه ينسب هذا الجبل بأسره ولفيه أيضا كنوز كثيرة لبعض ملوك مصر من المال ولالجوهر ولتربة الصنعة ولالتماثيل العجيبة ولأصنام الكواكب ولقلد كانوا رأولا في علومهم أن ملكا من ملوك الفرنجة يقصدهم لما كان اتصل به من كثرة أموالهم ولالصنعة التي كانوا يدبرولنها لعمل الذهب فكان ما خافوه من ذلك حقا ولقلصدهم الملك
  • 17. الفرنجي ولغزا دريار مصر في ألف مركب فهرب أكابرهم إلى هذا الجبل ولتسترولا في الماكن الخفية فيه ولبعضهم أمعن في الهرولب حتى لحق بالواحات فلم الجزء السادرس إن هذا الجزء السادرس من القلليم الثاني تحصل فيه من البلدر المعمورة ولالكور المشهورة ما نذكره الن مجمل ثم نفسره بعد ذلك باستقصاء من القول على حسب ما سبق لنا في ذلك بعون ا ففي هذا الجزء من قلواعد البلدر المعلومة جرش ولبيشة ولتبالة ولعكاظ ولنجران ولعلو يحصب ولظفار ولمأرب ولالشحر ولسفل يحصب ولشبام ولحضرموت ولصور ولقللهات ولمسقط ولصحار ولالعفر ولسعال ولمنح ولسرعمان ولبثرولن ولحجر ولحضرمة ولالقريتين ولولجرة ولرامة ولمعدن النقرة ولسلمية ولبرقلة ولاضح ولهجر ولبيرمان ولالجيل ولجلفار. ولفي البحر الفارسي مما تضمنته حصته جزيرة ابرولن ولجزيرة خير ولجزيرة كيش ولجزيرة ابن كاولان ولالدردرولر ولجبل كسير ولعوير ولفيه من بلدر كرمان السبرين ولجبال مسكن ولهذه البلدر كلها قلواعد ولبلدر يعمرها طوائف ولأمم نذكرهم الن بحول ا. فنقول إن مدينة جرش ولمدينة خيوان ولمدينة نجران كلها بلدر تتقارب في المقدار ولالعمارة ولبها تدبغ الجلودر اليمانية التي ل يبلغها شيء في الجودرة كما سبق ذكره وللها مزارع ولضياع ولمكاسب ولتجارات يتقلبون فيها وليتعيشون منها ولبين جرش ولخيوان أربع مراحل ولبين خيوان ولنجران ست مراحل ولكذلك من جرش إلى نجران مثل ذلك. ولأما تبالة فإنها من مخاليف مكة ولبينهما أربع مراحل ولمدينة تبالة صغيرة بها عيون متدفقة ولمزارع ولنخل ولهي في أسفل أكمة تراب وللها ولليها الحجاج بن يوسف
  • 18. من قلبل عبد الملك بن مرولان )ول( صار إليها ولبلغ إليها لم يرها فسأل عنها فقيل له إنها في أسفل هذه الكمة التي بين يديك فقال إن بلدة تسترها أكمة لخليق أن يقال فيها أهون بها ثم انصرف عنها فصار ذلك مثل فيقال أهون من تبالة على الحجاج. ولمن تبالة إلى بيشة خمسون ميل ولكذلك من بيشة إلى جرش أربع مراحل ولمن تبالة إلى سوق عكاظ ثلث مراحل ولسوق عكاظ قلرية كالمدينة جامعة لها مزارع ولنخل ولمياه كثيرة وللها سوق يوما في الجمعة ولذلك يوم الحد يقصد إليها في ذلك اليوم بأنواع من التجارات المحوج إليها أهل تلك الناحية فإذا أمسى المساء انصرف كل أحد إلى موضعه ولمكانه ولمن سوق عكاظ إلى مدينة نجران خمس مراحل. ولظفار هي قلصبة يحصب ولكانت ظفار فيما سلف من البلدر الكبار المشهورة ولكان بها قلصر ولعرولق البقم تنفع من نهش الحيات بل تأخير كما قلدمنا ذكره فيما سبق ولالحمد لله أولل ولآخرا. نجز الجزء الثامن ولالحمد لله رب العلمين وليتلوه الجزء التاسع منه إن شاء ا تعالى. الجزء التاسع إن الذي تضمن هذا الجزء التاسع من القلليم الثاني من المدن الهندية ولالصينية منها مدن الهند ولهي أولريسين على ضفة البحر الملح وللوقلين ولقلاقلل ولأطراغا. ولفيه من بلدر الصين طريغيوقلن ولقلطيغورا ولكاشغرا ولخيغون ولإسقيريا ولإشقيرا ولبورا ولطوخا ولأطراغن ولقلرنابول. ولفي حصة بحره جزيرة أولريسين ولجزيرة سناسا ولفي كل بلد منها، أمور مختصة بها ل توجد بغيرها ولها نحن لكل ذلك ذاكرولن بحول ا ولعونه.
  • 19. فأما مدينة أوريسين فإنها مدينة صغيرة على الساحل. وإنما المذكور منها جزيرتها لنها عظيمة المقدار كثيرة الجبال والشججار وفيها فيلة كثيرة وبها تصاد ويتجهز منها بأنيابها. وقد اختلف في صيد الفيلة وأكثر القول في ذلك فمن الناس من قال إن الصائدين للفيلة يقصدون إلى مواضع مبيتها والماكن التي تألفها فيحفرون لها حفائر مثل ما تحقره البرابر لصيد السوود وصفة هذه الحفرة يكون أعلها واسوعا وأسوفلها ضيقا ويسترونها بالخشب الرقاق والحشيش ويسوون بالتراب فوق ذلك حتى تخفى الحفرة فإذا جاءت الفيلة إلى مواضعها التي من عادتها المبيت فيها أو في طرق مائها التي تعودت الشرب منه فإذا وافت الحفرة سوقط منها واحد على رأسوه وفر الباقي من الفيلة على وجوهها وصائدوها يكونون هنالك في أماكن لهم ينظرون منها إلى سوقوط الفيلة فإذا نظروا إليها أسورعوا بالجري إلى ما سوقط في الحفرة وفتحوا خواصرها وفتقوا بطونها وتركوها إلى أن تموت ثم يتعاونون على تجزيرها وإخراجها عن الحفر قطعا قطعا ويخرجون أنيابها ويأخذون كعوبها. وفي كثير من أخبار الهند أن الفيلة في بلدها تمشى قطارا وتبيت في الغياض اثنين في واحد وثلثة وأربعة في واحد ورقادها هو أن تقصد الشجر فتورك على أصولها ويورك بعضها عليلجزء العاشجر إن هذا الجزء العاشجر من القليم الثاني وبه تمام القليم الثاني تضمن من البلد الصينية الشرقية مدينة سووسوة الصين وسوعل وطوغما وصينية الصين واسونخوا وشجذخو وباجة وبشهيار وقاشجا وسوارخا وبه من الجزائر التي في البحر الشرقي جزيرة النمنج وجزيرة السبارة وفيه من النهار الكبار نهر خمدان الصين وهو من النهار الكبار المشهورة التي نطقت بما التواريخ وأثبتت ذكرها الكتب. وها نحن نبتدئ الن بشرح معلوماتها ونوضح صفاتها بحول ا وعونه فنقول إن مدينة سووسوة مدينة مشهورة معلومة مذكورة كثيرة التجارات متصلة العمارات
  • 20. جامعة الخيرات وأموال أهلها كثيرة وتجاراتهم مباركة موفورة وقراضهم مفترق في الفاق ومتصل بكل المصار. ويصنع بها الغضار الصيني الذي ل يعدله شجيء من فخار الصين جودة وبها طرز كثيرة مشهورة بعمل الحرير الصيني الرفيع القيمة المحكم الصنعة الذي ل يقرن به غيره وسووسوة الصين على شجرقي نهر خمدان الكبير ومنها إلى مدينة قابطوا أربع عشرة مرحلة وكذلك سووسوة أيضا إلى مدينة صينية الصين سوت عشرة مرحلة ومن سووسوة أيضا إلى مدينة سوعل ثمانية أيام. ومدينة سوعل على ضفة نهر وهي عامرة بالساكن حسنة المساكن كثيرة التجارات موفورة العمارات وإليها مقصد التجار من كل القطار المجاورة لها والمتباعدة عنها بضروب البضائع نوافق المتعة وأنواع من التجارات وليست بكبيرة القطر لكنها مجتمعة متحضرة ويعمل بها ثياب حرير كثيرة وفخار. ومنها إلى مدينة صينية الصين سوبع عشرة مرحلة ومن سوعل إلى طوغما ثماني مراحل ومدينة طوغما مدينة كبيرة ل حصن عليها لكنها عامرة وبها جمل بضائع ويتجهز منها بأصناف من التجارات. ومنها إلى صينية الصين ثماني مراحل وصينية الصين في أقصى الصين ول تعدلها مدينة في الكبر وكثرة العامر وسوعة التجارات وكثرة البضائع واجتماع التجار إليها من سوائر القطارلجزء الثاني إن الذي وقع بهذا الجزء الثاني من القليم الثالث جمل من مدن وأقاليم وحصون وقلع وأجناس وأمم فأما البلد فمنها قمودة وباغاي ومسكيانة ومجانة وباجة وبونة ومرسوى الخرز وبنزرت والربس ومرماجنة وقسطيلية وبيلقان وتقيوس وزرود وقفصة ونفطة والحمة وتونس واقليبية وهرقلية وسووسوة والمهدية وسوفاقس وقابس ورغوغا وصبرة واطرابلس ولبدة وعلى سواحل هذا البحر بهذا الجزء حصون ومحارس وعمارات نذكرها فيما يأتي بعد هذا بعون ا.
  • 21. فأما مدينة باغاي فمدينة كبيرة عليها سووران من حجر وربض عليه سوور وكانت السوواق فيه وأما الن فالسوواق في المدينة والرباض خالية بإفساد العرب لها وهي أول بلد التمر ولها واد يجري إليها من جهة القبلة وشجربهم منه ولهم أيضا شجرب من آبار عذبة وكانت لها بواد وقرى وعمارات والن كل ذلك قليل فيها وحولها عمارات برابر يعاملون العرب وأكثر غلتهم الحنطة والشعير وقبض معاوينها وتصرف أحوالها لشجياخها. ويتصل بها وعلى أميال منها جبل اوراس وطوله نحو من اثني عشر يوما وأهله مسلطون على من جاورهم. ومن مدينة باغاي إلى قسنطينة ثلث مراحل ومن باغاي إلى طبنة الزاب أربع مراحل ومن باغاي إلى مدينة قسطيلية أربع مراحل. وهي تسمى توزر ولها سوور حصين وبها نخل كثير جدا وتمرها كثير يعم بلد إفريقية وبها الترج الكبير الحسن الطيب وأكثر الفواكه التي بها في حال معتدلة وبقولها كثيرة موجودة متناهية في الكثرة والجودة وماؤها غير طيب ول مرو وسوعر الطعام بها في أكثر الوقات غال لنه يجلب إليها وزروع الحنطة والشعير بها قليل يسير. ويتصل بها جنوب منها وشجرق مدينة الحمة وبينهما مرحلة صغيرة وماء الحمة ليس بطيب لكنه شجروب قنع به أهلها وبها نخل كثير وتمر غزير. ومنها إلى تقيوس نحو من عشرين ميل وهي مدينة حسنة تقع بينها وبين قفصة وهي مدينة عامرة لها غلت الحناء والكمون والكروياء وبها نخل وتمر حسن وجملة بقول طيبة ناعمة ومن تقيوس إلى مدينة قفصة مرحلة. طرف قانان على التخلية مائة ميل وثمانون ميل وعلى التقوير مائتان وعشرة أميال.
  • 22. وهنا انقضى ذكر ما تحصل في هذا الجزء من سواحل البحر الشامي حسبما أوجبته القسمة له وسونأتي بذكر ما بقي منه فيما يأتي بحول ا تعالى والسويقة التي ذكرناها تنسب إلى ابن مثكود ويسكن حولها وبها قبائل من هوارة برابر تحت طاعة العرب وبها سووق مشهودة وهي قصور كثيرة وأهلها يحرثون الشعير على السقي والعرب يخزنون بها طعامهم. نجز الجزء الثاني من القليم الثالث والحمد لله ويتلوه الجزء الثالث منه إن شجاء ا تعالى. الجزء الثالث إن الذي تضمنه هذا الجزء الثالث من القليم الثالث من الرضين أكثرها خلء وعامرها قليل وأهلها عرب مفسدة في الرض مغيرة على من جاورها. وفيها من البلد زويلة ابن الخطاب ومستيح وزالة وأوجلة وبرقة. وعلى سواحل البحر المحيط قصور جمل يحيط بها التفصيل وفيها من البلد المشهورة صرت وأجدابية أما وإن كانتا في زماننا هذا في نهاية ضعف وقلة عامر فقد بقي لهما ومنهما توهم رسوم مع حلية اسوم والمراكب ترد عليهما بالمتعة النافقة فيهما ومنافعهما على قدرهما وها نحن ذاكرون هذه المدن والرضين والقصور والبحور واصفون بحالتها والحول والقوة لله سوبحانه. فأما مدينة برقة فمدينة متوسوطة المقدار ليست بكبيرة القطر ول بصغيرة غير أنها في هذا الوقت عامرها قليل وأسوواقها كاسودة وكانت فيما سولف على غير هذه الصفة وهي أول منبر ينزله القادم من بلد مصر إلى القيروان ولها كور عامرة بالعرب وهي في بقعة فسيحة يكون مسيرها يوما وكسرا في مثله ويحيط بهذه البقعة جبل وأرضها حمراء خلوقية التراب وثياب أهلها أبدا حمر وبذلك يعرف أهلها في سوائر البلد المحيط بها والصادر عنها والوارد إليها كثير في الحايين لنها بعيدة عن البلد
  • 23. المجاورة المقاومة لها في جميع حالتها وهي برية بحرية وكان لها من الغلت في سوالف الزمان القطن المنسوب إليها الذي ل يجانسه صنف من أصناف القطن وكان بها وإلى الن ديار لدباغ الجلود البقرية والنمور الواصلة إليها من أوجلة وهي الن يتجهز منها المركب والمسافرون الواصلون إليها من السوكندرية وأرض مصر بالصوف والعسل والزيت وتخرج منها التربة المنسوبة إليها فينتفع بها الناس ويتعالجون ومنه إلى قصر طلميثة وهو حصن جيد عليه سوور حجارة عشرة أميال وهو عامر بالناس والمراكب تقصد إليه بالمتاع الحسن من القطن والكتان ويتجهز منه بالعسل والقطران والسمن في المراكب الواصلة إليه من السوكندرية وحوله قبائل رواحة من جهة المغرب ومن طلميثة إلى جهة المشرق قبائل هيب وسونأتي بما اتصل بهذه البلد والرضين بعد هذا إن شجاء ا تعالى. نجز الجزء الثالث من القليم الثالث والحمد لله ويتلوه الجزء الرابع منه إن شجاء ا. الجزء الرابع إن الذي تضمن هذا الجزء الرابع من القليم الثالث من البلد البرية سونتريه وصحار متصلة إلى أعمال السوكندرية ومع ذلك ديار مصر وبعض بلدها العليا وبلد أسوفل الرض منها متصلة بمعظم النيل وبلد الفيوم والريف ثم أسوفل الرض وما تحويه من القاليم والبلد المعمورة التي هي من أعمال مصر ومنسوبة إليها ونذكر ذلك ذكرا متصل شجافيا ونذكر من أخبار مصر وعجائب بنيانها ومشاهير عجائبها والداخل فيها والخارج عنها ومقاييس مياهها كل ذلك على توال ونسق إن شجاء ا تعالى.
  • 24. فنقول إن من مدينة برقة إلى السوكندرية على طريق مستقيم إحدى وعشرون مر حلة وذلك من مدينة برقة إلى قصر الندامة سوتة أميال ومنها إلى تاكنست سوتة وعشرون ميل إلى مغار الرقيم خمسة وعشرون ميل وهنا يجتمع هذا الطريق بالطريق العلى ومن مغار الرقيم إلى جب حليمة خمسة وثلثون ميل ومن جب حليمة إلى وادي مخيل خمسة وثلثون ميل ومن وادي مخيل إلى جب الميدان خمسة وثلثون ميل ومن جب الميدان إلى جناد الصغير خمسة وثلثون ميل إلى حب عبد ا ثلثون ميل ثم إلى مرج الشيخ ثلثون ميل ثم إلى العقبة عشرون ميل ثم إلى حوانيت أبي حليمة عشرون ميل ومن حوانيت أبي حليمة إلى خربة القوم خمسة وثلثون ميل ثم إلى قصر الشماس خمسة عشر ميل ومن قصر الشماس إلى سوكة الحمام خمسة وعشرون ميل ومن سوكة الحمام إلى جب العوسوج ثلثون ميل ومن جب العوسوج إلى كنائس الحرير إلى الطاحونة أربعة وعشرون ميل ومن الطاحونة إلى حنية الروم ثلثون ميل ومن حنية الروم إلى ذات الحمام أربعة وثلثون ميل ومن ذات الحمام إلى ثونية ثمانية عشر ميل ومن ثونية إلى السوكندرية عشرون ميل وهذه الطريق هي الطريق العليا في مكان خبيث تعطب فيه المراكب عند الهول وذلك أنه جون على ضفته جبل قائم فالريح إذا هبت عليه تلوت ونزلت إلى البحر فهاجت موجه أتلفت ما لقيت هناك من السفن وإذا هبت الريح الجنوب فل سوبيل إلى سولوكه ومقدار هذا المكان الصعب نحو من سوتة أميال ويقال إن في هذا الموضع غرق فرعون لعنه ا وبالقرب من فاران موضع صعب إذا سولك والريح الصبا مغربا أو الدبور مشرقا ويسمى جبيلت ومن جبيلت إلى جبل الطور إلى اليلة إلى الحقل إلى مدين إلى الحوراء إلى الجار إلى قديد إلى عسفان إلى بطن مر إلى مكة. والطريق من مصر إلى الفرما من مصر إلى بلبيس مرحلة إلى فاقوس مرحلة وهي مدينة ثم إلى جرجير مرحلة وسونذكر حال الفرما بعد هذا إن شجاء ا
  • 25. تعالى. نجز الجزء الرابع من القليم الثالث والحمد لله ويتلوه الجزء الخامس منه إن شجاء ا تعالى. الجزء الخامس إن هذا الجزء الخامس من القليم الثالث تضمن قطعة من بحر القلزم وفحص التيه وبعض البحر الشامي بما عليهما من المدن والمراسوي والحصون العامرة وأرض فلسطين والشام وأسوفل أرض الحجاز مع قطعة من غربي البادية وفيها من البلد المشهورة القلزم وفاران واليلة ومدين وخيبر ووادي القرى والحجر وتبوك ودوما ومعدن النقرة والعادي والسيالة وراهط ثم الفرما وعسقلن وغزة والرملة وبيت المقدس وطبرية ونابلس ودمشق وبعلبك وحمص ويافا وقيسارية وأرسووف وعكة وصور وبيروت والناعمة وجبيل واطرابلس وانطرطوس وبيسان وجبلة واللذقية والسويدة وأنطاكية ونحن ذاكرون لما في كل واحدة منها من المباني والعجائب والطرق والمصنوعات وما يجلب إليها وما يخرج عنها وما بينها من الميال والفراسوخ وأمكنتها على التقصي بحول ا. فأما بحر القلزم فإنه كما قدمنا ذكره طوله نحو ثلثين مرحلة وعرضه أوسوع ما يكون قدر ثلثة مجار ثم ل يزال يضيق حتى يرى من بعض جوانبه الجانب الخر وأوسوع مكان فيه حيث القلزم. وبحر القلزم في ذاته كالنهر وفيه جبال عادية فوق الماء وفيه تروش وقالت ظاهرة ومخفية وطرق السفن فيما بينها معلومة ل يدخل بينها إل الربانيون وأولو المعرفة بالبحر والتمهر في الرياسوة فيه العالمون بطرقاته المجترئون على مجالته والسير في هذا البحر بالنهار فقط وأما
  • 26. الجزء السادس إن الذي تضمن هذا الجزء السادس من القليم الثالث في غربيه قطعة من أطراف البادية فيها من البلد مدينة فيد والثعلبية وزبالة والحيرة والقادسوية والصمان وطخفة والقرعاء وكاظمة وهناك من بلد شجمال أرض البحرين القطيف والزارة والحساء والعقير والخرج وبيشة وجزيرة أوال وسوائر ما بين بلد البحرين وعمان صحراء تسكنها العرب وهي قليلة الماء. وفيه انتهى البحر الفارسوي وعليه من البلد عبادان والبلة ومهروبان وسوينيز وجنابا ونجيرم وصحار وسويراف وحصن ابن عمارة وهذه كلها من أرض فارس ويتلوها على البحر من بلد كرمان مثورة وهرمز وبوادي جبال القفص وفي هذا البحر من الجزائر جزيرة خارك وجزيرة لفت وهي تصاقب سويراف وطرف بني الصفار وجزيرة أوال. وفيه من بلد سوواد العراق الحيرة والقادسوية والكوفة وسوورا والقطر ونهر الملك وكوثاربا وواسوط والبطائح وفم الصلح والمذار والمفتح وبيان وسوليمانان والبلة والبصرة وعبادان وجرجراي. وفيه من حدود خوزسوتان مدينة الباسويان وجبى والدورق وديرا وآسوك وأزم وسونبيل وايذج ورام هرمز وسووق الربعاء وهرمز وهي الهواز وعسكر مكرم وجندي سوابور وتستر وكرخة والسوس وقرقوب والطيب ومتوث وبردون وبصنا وفيه من بلد إصبهان البندجان والبيضاء وإصبهان وفيه من بلد فارس أرجان وكازرون والنوبندجان وجور وشجيراز وهزار ومايين وكيسا وجم وجهرم ونحن لهذه البلد ذاكرون ولما فيها واصفون بحول ا ومعونته. فنقول إن مدينة فيد من بلد البادية وهي في نصف الطريق ما بين بغداد ومكة وأما البادية فإنها دار لفزارة وجهينة ولخم وبلي وقبائل مختلطة من اليمن وربيعة ومضر وأكثرها يمن وبنو أسود والرمل المعروف بالهبير هو الرمل الذي بالشقوق
  • 27. إلى الجفر عرضا وطوله من وراء جبلي طيء إلى أن يتصل شجرقا بالبحر الفارسوي ويمضي من وراء جبلي طيء إلى أن يرد الجفار من أرض مصر. ومن مدن البادية مدينة الثعلبية وبها مجتمع للعرب وبها سووق عامرة ومنها مدينة زبالة وكانت من قبل مدينة فأما الن فما بقي منها إل رسوم مجير وموضع يأوي إليه المسافرون وليس بمدينة ول حصن وأما القادسوية فهي مدينة على جنب البادية بنتها الكاسورة من ملوك فارس واليج والصطهبانات وبرم ورهنان وبوان وطرخيشان والجوبرقان واقليد والسرمق وابرقويه ويزد وجارين ونايين وما في أضعاف ذلك من البلد وهواء بلد الصرود صحيح معتدل وهواء الجروم وخيم فاسود وفيما ذكرناه من أخبار فارس كفاية لذوي التفهم والدراية. وبهذا الجزء من بلد كرمان مدينة هرمز والمنوجان وقرية سووروا على البحر وجبال البلوص وسونذكر أرض كرمان بذاتها وجميع بلدها على التقصي عند ذكرنا ما في الصورة التي تأتي بعد هذا إن شجاء ا تعالى. نجز الجزء السادس من القليم الثالث والحمد لله ويتلوه الجزء السابع منه إن شجاء ا. الجزء السابع إن الذي تضمن هذا الجزء السابع من القليم الثالث في حصة من البلد المعمورة كورة إصطخر ومدها مثل كثة وميبذ ونايين والفهرج والروذان على أنها كانت فيما يذكر من أعمال كرمان فقلبت في دواوين فارس وامتداد هذه الناحية نحو مائة وثمانين ميل ومن مدنها ابرقويه واقليد والسرمق والجوبرقان ومشكان والرجمان وبرم ومدينة عبد الرحمن وميرزنجان وصاهك الكبرى وهراة
  • 28. والذركان والخيرة وابرج وخرمة والسرداب وكمين وبجة وكرد واللورجان. وفي هذا الجزء أيضا يتصل بجنوب هذه البلد بلد كرمان وفيها من المدن المنوجان ورويست وولشججرد و الخبروقان والروذان ورسوتاق الرسوتاق والسيرجان وبردسوير وزرند وماهان وخبيص وخناب وجيرفت وهرمز وسووروا وقفيز والريقان وبم والفهرج ونرماشجير وسوبيج وكل هذه مدن كرمان. ويتصل بكلتا الناحيتين من أرض فارس وأرض كرمان في جهة الشرق المفازة العظيمة التي ليس في معمور الرض مثلها وفيها جمل قرى وبضفاتها مدن سونأتي بذكرها في موضعها ويتصل بهذه المفارة أكثر أرض سوجستان وفيها من المدن المشهورة مدينة زرنج والطاق والقرنين وخواش وسوروان وبست وانزالقان وبنجواي واسوفنجاي وسويوي وبشلنك وبغنين وجزة وفره ودزة ودزق وقلئي وكركوية وهيشوم وباشجورد. ويتصل بهذه المدن من جهة الشمال من بلد خراسوان قطعة فيها بعض بلد خراسوان المعمورة المشهورة منها قاين وزوزن وسولومك وينابذ ومالن والواديقان وسورخس وبوزنجان ومنها من وجملة ما بين قاين ونيسابور عشر مراحل لن من نيسابور إلى مالن أربع مراحل ومن ماين إلى سونكان مرحلتان ومن سونكان إلى ينابذ مرحلتان ومن ينابذ إلى قاين مرحلتان وكذلك من نيسابور إلى الزوزن عشر مراحل. ومن نيسابور إلى مالن أربع مراحل ثم إلى سونكان يومان ومن سونكان إلى سولومك يومان ومن سولومك إلى الزوزن يومان. وكذلك من ترشجيز إلى خاسوكين أربع مراحل وخاسوكين مدينة صغيرة بها مسجد ومنبر ولها مزارع وعمارات متصلة ومنها إلى نيسابور سوتة وسوتون ميل وبين قاين وترشجيز خمس مراحل وكذلك من ترشجيز إلى ينابذ ثلث مراحل ومن ترشجيز إلى قرية سولم سوت مراحل وقرية سولم في المفازة وقد سوبق ذكرها وهاهنا انقضى
  • 29. ذكر ما في هذا الجزء السابع والحمد لله على ذلك كثيرا دائما ويتلوه الجزء الثامن من القليم الثالث وحسبنا ا وحده. الجزء الثامن إن الذي تضمن هذا الجزء الثامن من البلد والكوار بقية من أرض سوجستان إلى ما يليها من بلد الباميان وبلد الغور قبلها ثم بلد بذخشان ثم بلد وخان وبلد الختل وبلد بلخ وبلد هراة وبلد مرو وسوائر بلد خراسوان إلى ما عدا النهر المسمى بجيحون من بلد بخارا وسومرقد ثم بلد اشجروسونة ثم بلد فرغانة والتبت مع ما يليها من بلد الشاس وفاراب وفي كل أرض من هده الرضين التي سوطرنا ذكرها عدة بلد وقلع معمورة مشهورة ونحن نريد أن نتكلم فيها حسب ما قدمناه في ذكر غيرها من الرضين الكائنة في القليم الول والثاني بحول ا تعالى. فنقول إن شجرق بلد سوجستان يتصل بالغور والقليم الذي يلي الغور يسمى الداور وهو إقليم واسوع كثير الخير خصيب وهو ثغل للغور وبغنين وخلج وبشلنك وخوابين وبغنين بلد حسن خصيب كثير الفواكه ومنه إلى درتل يوم في قبائل بشلنك ودرتل مدينة على ضفة نهر هيذمند وهي من قواعد بلد الداور وبها عمارة ومزارع ول سوور لها ومن بلد الداور أيضا مدينة تل ومدينة درغش وقد سوبق ذكرها ويعمر هذه الرض قبيلة تسمى الخلج وهم صنف من التراك وقعوا إلى هذا المكان في قديم الدهر واتصلت عمارتهم إلى شجمال الهند وظهر الغور وبعض بلد سوجستان الشرقية وهم أصحاب سووائم وأنعام وحرث وخير شجامل وزيهم زي التراك في
  • 30. وجنوب واطباش على رأس جبل منيع ممتنع ممن قصدد ولهله عدة واسوتعداد وحزم وجلدة وفيما ذكرناه من أوصاف بلد هذا الجزء ما فيه كفاية والحمد لله على ذلك كثيرا. نجز الجزء الثامن من القليم الثالث ويتلوه الجزء التاسوع إن شجاء ا. الجزء التاسوع إن هذا الجزء التاسوع من القليم الثالث تضمن أرض التبت وبعض أرض التغزغز وبعض أرض الخرلخية. وفي أرض التبت من القواعد المشهورة مدينة التبت والثينخ ووخان والشقينة وبروان وأوج ورمحاخ وذالخوا. ومن بلد خاقان التغزغز مدينة خاقان وتسمى تنتبغ ومدينة ماشجه وجرمق وباخوان. ومن مدن الصين الخارجة كجا ودارخون. ومن بلد الخرلخية برسوخان العليا ونواكت. وبها بحيرات مياه عذبة وأودية جارية ومرابع ومصايف للتراك ونريد أن نأتي بمواضع بلدها على مسافاتها وحدود أرضها ونتكلم في ذلك بما صح ذكره في الكتب المصنفة على الخبار الصحاح من كلم التراك الذين سولكوا تلك الرضين وجاوزوها وأخبروا أيضا عنها. فنقول إن بلد الصين الخارجة يليها مما يلي البحر الشرقي من بلد التغزغز ويلي بلد التغزغز مما يلي بلد فرغانة بلد التبت وأرض التبت تجاور الصين وبعض بلد الهند ويتصل بها من جانب الشمال أرض الخرلخية وفي شجرقيها بلد التغزغز. ومدينتها العظمى المسماة تنتبغ لها اثنا عشر بابا من حديد وأهلها زنادقة ومن التراك التغزغزية قوم مجوس يعبدون النار والملك خاقان التغزغز مقيم في
  • 31. مدينة تنتبغ وهي مدينة عظيمه عليها سوور منيع وهي على نهر كبير يجري إلى جهة المشرق ومن هذه المدينة إلى برسوخان العليا من الرض المجاورة لفرغانة مسيرة شجهرين وتتصل أرض التغزغز إلى البحر الشرقي المظلم. ومن مدينة تنتبغ إلى مدينة باخوان بين غرب وشجمال اثنا عشر يوما وهي مدينة من عمالة التغزغز وفيها ملك من أهل خاقان التغزغز له أجناد وحافظة وحصون وعمالة وهي ذات سوور حصين وفيها أسوواق يصنع بها من الحديد كل غريبة وكذلك من جميع الصنائع من أنواع لصين في جهة الشمال وتتصل بها عمارات أرض التراك التغزغزية. وأما مدينة اطباش فإنها على جبل منيع متحذرة من التراك ومنها إلى التبت عشر مراحل وكذلك من اطباش إلى برسوخان العليا سوتة أيام في أرض الترك. وبرسوخان العليا مدينة من بلد التراك حصينة لها سووران منيعان وإليها يلجأ أكثر التراك الساكنين هناك فيما يحتاجون إليه من حوائجهم. ومن برسوخان إلى نواكت في ثغور أرض الخرلخية نحو عشر مراحل بسير القوافل ولبريد الترك خمس مراحل وسونأتي على أكثر ذلك بعد هذا بحول ا. وأما مدينة ماشجه فمنها إلى خاقان التغزغز خمسة أيام وماشجه من بلد خاقان التغزغز وهي مدينة عامرة وفيها صناعات كثيرة ومن ماشجه إلى باخوان ثمانية أيام غربا وهذه جملة ما في هذا الجزء التاسوع من هذا القليم والحمد لله كثيرا. نجز الجزء التاسوع من القليم الثالث والحمد لله ويتلوه الجزء العاشجر منه إن شجاء ا. الجزء العاشجر إن هذا الجزء العاشجر من القليم الثالث وهو آخره من جهة المشرق تضمن جزءا
  • 32. من بلد الصين في جنوبه وهناك للصين أربع مدن إحداها سوطرويا والثلث منها خفيت أسوماءها وفي هذا الجزء قطعة وسوطى من بلد التغزغزية وفيها من بلدها ثلثة وفيها من بلد خرخيز قطعة كبيرة وأهلها يجاورون البحر ولهم في هذا الجزء أربع مدن عامرة. ونحن نريد أن نكمل أوصافها ونذكر ما هي عليه في حالتها وهيئاتها ونصف مسافاتها إن شجاء ا فنقول إن بلد التغزغز قد ذكرنا حدها فيما تقدم قبل هذا ويتصل بها في جهة المشرق بلد خرخيز مما يلي البحر الصيني وحد الصين فوقها في جهة الجنوب ويتصل بهم في جهة الشمال بلد الكيماكية. وجميع بلد التراك تكون خلف النهر وفي أقصى بلد فرغانة والشاش والطران وهم أمم ل يحصى لهم عدد لكثرتهم ولهم رؤوس يرجعون إليهم ويقومون بحمايتهم والنظر في مشكلت أمورهم. وهم ظواعن رحالة منتقلون من مكان إلى مكان يطلبون الخصب حيث عرفوا به وهم أصحاب إبل وأغنام وأبقار كثيرة وبيوتهم شجعر مثل بيوت العرب ل يقيمون في مكان بل هم مع الدهر القليم الرابع الجزء الول بسم ا الرحمن الرحيم وصلى ا على محمد وعلى آله رب يسر برحمتك. إن هذا الجزء الول من القليم الرابع مبدؤه من المغرب القصى حيث البحر المظلم ومنه يخرج خليج البحر الشامي مارا إلى المشرق وفي هذا الجزء المرسووم بلد الندلس المسماة باليونانية اسوبانيا وسوميت جزيرة الندلس جزيرة
  • 33. لنها شجكل مثلث وتضيق من ناحية المشرق حتى تكون بين البحر الشامي والبحر المظلم المحيط بجزيرة الندلس خمسة أيام ورأسوها العريض نحو من سوبعة عشر يوما وهذا الرأس هو في أقصى المغرب في نهاية إنتهاء المعمور من الرض محصور في البحر المظلم ول يعلم أحد ما خلف هذا البحر المظلم ول وقف بشر منه على خبر صحيح لصعوبة عبوره وظلم أنواره وتعاظم موجه وكثرة أهواله وتسلط دوابه وهيجان رياحه وبه جزائر كثيرة ومنها معمورة ومغمورة وليس أحد من الربانيين يركبه عرضا ول ملججا وإنما يمر منه بطول الساحل ل يفارقه وأمواج هذا البحر تندفع منغلقة كالجبال ل ينكسر ماؤها وإل فلو تكسر موجه لما قدر أحد على سولوكه. والبحر الشامي فيما يحكى أنه كان بركة منحازة مثل ما هو عليه الن بحر طبرسوتان ل يتصل ماؤه بشيء من مياه البحور وكان أهل المغرب القصى من المم السالفة يغيرون على أهل الندلس فيضرون بهم كل الضرار وأهل الندلس أيضا يكابدونهم ويحاربونهم جهد الطاقة إلى أن كان زمان السوكندر ووصل إلى أهل الندلس فأعلموه بما هم عليه من التناكر مع أهل السوس فأحضر الفعلة والمهندسوين وقصد مكان الزقاق وكان أرضا جافة فأمر المهندسوين بوزن الرض ووزن سوطوح ماء البحربن ففعلوا ذلك فوجدوا البحر الكبير يشف علوه على البحر الشامي بشيء يسير فرفعوا البلد التي على الساحل من بحر الشام ونقلها من أخفض إلى أرفع ثم أمر أن تحفر الرض التي بين بلد طنجة وبلد الندلس فحفرت حتى وصل الحفر إلى الجبال التي في أسوفل الرض وبنى عليها رصيفا بالحجر والجيار إلى إفراغا وكان طول البناء اثني عشر ميل وهو الذي كان بين البحرين من المسافة والبعد وبنى رصيفا آخر يقابله مما يلي أرض طنجة وكان بين الرصيفين سوعة سوتة أميال فقط فلما أكمل الرصيفين حفر للماء من جهة البحر العظم فمر ماؤه بسيله وقوته بين الرصيفين ودخل البحر الشامي ففاض
  • 34. حسنة كثيرة الكروم والعناب وبها مدينة حسنة صغيرة متحضرة وأقرب الندلس إليها مدينة دانية وبينهما مجرى وفي شجرقي جزيرة يابسة جزيرة ميورقة وبينهما مجرى وبها مدينة كبيرة لها مالك وحارس ذو رجال وعدد وأسولحة وأموال وبالشرق منها أيضا جزيرة منورقة تقابل مدينة برشجلونة وبينهما مجرى ومن منورقة إلى جزيرة سوردانية أربعة مجار فذلك ما أردنا ذكره والحمد لله. نجز الجزء الول من القليم الرابع والحمد لله ويتلوه الجزء الثاني منه إن شجاء ا. الجزء الثاني. إن هذا الجزء الثاني من القليم الرابع تضمن قطعة من البحر الشامي وفيه جمل جزائر معمورة ومغمورة ومغفولة ومشهورة وشجيء من بلد الروم البرية مما نأتي بذكره بعد هذا بعون ا. فنقول إن في هذا الجزء من الجزائر الكبار جزيرة سوردانية وجزيرة قرشجقة وجزيرة صقلية. وفيها من الجزائر الصغار مثل جزيرة ألبة وبانوسوة وجزيرة اسوترنجلوا وجبل البركان ثم جزيرة البركان وجزيرة ليبر وجزيرة دندمة وجزيرة أم الحمار وجزيرة الطرفانية وجزيرة أنكوذة وجزيرة أشجتقة وجزيرة اليالية وجزيرة الراهب وجزيرة قوصرة وجزيرة الكتاب وجزيرة نموشجة وجزيرة كمونة وجزيرة مالطة وجزيرة مليطمة. وأما البلد الساحلية المتصلة بالبر فمنها برشجلونة وجرندة وأنبوريش وأربونة وقرقسونة وكل هذه من بلد غشكونية ومن شجرقي هذا الجزء من بلد قلورية ريو والماصة وتوجش وأتربة وشجنت فيمي وها نحن ذاكروها بحول ا تعالى. فنقول إن من جزيرة منورقة إلى سواحل برشجلونة مجرى وكذلك منها إلى جزيرة سوردانية أربعة مجار شجرقا.
  • 35. وجزيرة سوردانية كبيرة القطر كثيرة الجبال قليلة المياه وطولها مائتان وثمانون ميل وعرضها من المغرب إلى المشرق مائة وثمانون ميل وطولها مار من الجنوب إلى الشمال مع قليل تشريق وفيها ثلثة بلد منها القيطنة وهي ممايلي جنوبها وهي مدينة عامرة ممدنة ومنها مدينة قالمرة وهي رأس المجاز إلى جزيرة قرشجقة ومدينتها الثالثة تسمى قشيلية وأهل جزيرة سوردانية في الصل روم أفارقة متبربرون ومتوحشون من أجناس الروم وهم أهل نجدة وحزم ليفارقون السلح وفي جزيرة سوردانية معادن الفضة الجيدة ومنها تخرج الفضة إلى كثير من الجزء الثالث إن هذا الجزء الثالث من القليم الرابع تضمن في حصته قطعة من البحر الشامي وفيه من الجزائر البحرية قرفس ولقاطة وثنو وجفلونية وجزيرة جاجنت وفي هذا الجزء أيضا من البلد الساحلية والبرية شجنت فيمي وأتريية والماصة وتوجش وجراجي ونارطس وقليبلي وقشطرة وأذرنت وأبرندس ولج ولبلونة وبذرنت وجمارة وفاسوكيو وبندسوة وأذرنوبلي وياننة. وقد وجب لنا الن أن نتكلم في وصف ما ذكرنا بلدا بلدا وقطرا قطرا بحول ا فنقول إن هذا البحر المرسووم في هذا الجزء من الجانب الغربي عرضه سوتة مجار كبار وذلك من ريو إلى قابس روسوية. وريو هذه مدينة من بلد قلورية على ضفة المجاز إلى صقلية وبين ريو ومدينة مسينى من جزيرة صقلية سوبعة أميال وذلك سوعة المجاز بين المدينتين وريو مدينة صغيرة بها فواكه كثيرة وبقول وهي متحضرة ولها أسوواق عامرة وحمامات وسوورها من حجر وهو على نحر البحر في الضفة الشرقية من المجاز. ومن مدينة ريو مع الساحل على رأس فلمة سوتة أميال. ومن ريو إلى برصانة جون كله جون برصانة وهو على رأس المجاز ومن فلمة
  • 36. إلى بثرة ثلثة أميال ومنه إلى بنتد قطله في البر ثلثة أميال ومن بثرة إلى وادي العسل سوتة أميال ومن وادي العسل إلى طابلة وهي قرية سوتة أميال. ومن طابلة إلى رأس جفيرة اثنا عشر ميل ومن رأس جفيرة إلى بطرقوقة وهو واد جار ثلثة أميال ومنه إلى برصانة سوتة أميال وبرصانة منزل على جبل وله عمالة وأقاليم خصيبة ولهلها مكاسوب غنم وبقر وحروث متصلة وجبايات قائمة. ومن برصانة إلى وادي جراجي اثنا عشر ميل وعلى هذا الوادي مدينة جراجي وهي مدينة حسنة كبيرة ذات عمارات وزروع وكروم. ومن وادي جراجي إلى وادي النة وهو وادي يجري من اسوتيلو أربعة وعشرون ميل ومن النة إلى بحلية وهو واد عليه الرحاء اثنا عشر ميل ومنه إلى اسوجلسوة وهو واد تدخله المراكب سوتة عشر ميل ومنه إلى وادي طاجنو اثنا عشر ميل ومنه إلى وادي سولميرة اثنا ومن فاسوكيو إلى مدينة بندسوة ثلثون ميل وعلى التخلية عشرون ميل وبندسوة مدينة متوسوطة عامرة ذات سوور وسووق وبيع وشجراء ومنها إلى نبغتو مائة ميل وخمسون ميل ويلي جمارة في البحر جزيرة ثنو وبينهما ثلثون ميل وهي جزيرة حسنة فيها مرسوى ومحتطب. ويلي هذه الجزيرة مع الغرب ومحرف جنوب قرفس وهي جزيرة كبيرة طولها مائة ميل وبها مدينة عامرة خصيبة حصينة على قنة منيعة ولهلها عدة وامتناع ممن ناواهم. وبين جزيرة قرفس وجزيرة ثنو ثلثون ميل وبين قرفس ومدينة أذرنتو السابق ذكرها تسعون ميل وهو مجرى وكذلك من قرفس إلى لبونة مجرى. ومن الجزائر التي في هذه الجهة جفلونية وهي من قرفس شجرقا ودور جفلونية مائتا ميل وهي عامرة وبها مدينة ومن جفلونية إلى جزيرة جاجنت خمسون ميل وهي جزيرة عامرة دورها ثمانون ميل.ً و
  • 37. ومن جفلونية مع الشمال إلى جزيرة لقاطة أربعون ميلا وهي جزيرة مثلثة الشكل في طول كل وجه منها عشرون ميلا وقد أكملنا ذكر هذا الجزء بما فيه والحمد لله على ذلك. نجز الجزء الثالث من القليم الرابع والحمد لله يتلوه الجزء الرابع منه إن شاء ا. الجزء الرابع. إن الذي تضمن هذا الجزء الرابع من القليم الرابع قطعة من البحر الشامي فيه أعداد جزائر من جزائر الرمانية وجزيرة بلبونس العظمى. وهي جزيرة يحيط بها البحر ألف ميل وليس لها منفذ إلى البر إل فم ضيق مقداره ستة أميال وقد كان أحد القياصرة من الروم بنى عليه سورا طوله هذه المسافة وهي ستة أميال وفي هذه الجزيرة ثةلاثةة عشر مدينة قواعد مشهورة مذكورة ومن القلاع الحصينة عدد كثير وقرى وعمارات. وفي هذا الجزء من البحر جزيرة أقريطش وهي من أكبر الجزائر البحرية في بحر الشامي وفيه من الجزائر الصغار ثةمانية وعشرون جزيرة بين عامرة وغامرة بل أكرها عامر وها نحن واصفون لها حال حال وفصلا فصلا والعون بالله. فنقول إن من مدينة بندسة إلى مدينة نبغطو مائة وخمسون ميلا وأما على الساحل فمن مدينة فسكيو المتقدم ذكرها إلى الوادي الملح ستة أميال وعلى هذا الوادي مدينة بندسة المتقدم ذكرها وبينها وبين البحر ثةلاثةة أميال ومن موقع النهر الملح إلى النهر الحلو وهو مرسى كبير عليه الجزء الخامس. إن هذا الجزء الخامس من القليم الرابع تضمن قطعة خامسة من البحر الشامي
  • 38. وفيه من الجزائر جزيرة رودس وجزيرة قبرس وبعض بلاد على الساحل الشمالي من بلاد الروم والمسلمين وفيه حيث انتهى صدر البحر الشامي وعليه من البلاد الشامية أنطرطوس واللاذقية وأنطاكية والمصيصة وآذنة وعين زربة وطرسوس وقرقوس وحمرتاش وأنطاكية المحرقة وأنطاكية المحدثةة والباطرة والميرة وجون المقري وحصن استروبلي وفيه من البلاد الشامية البرية فامية وحصن سلمية وقنسرين والقسطل وحلب والرصافة والرقة والرافقة وباجروان والجسر ومنبج ومرعش وسروج وحران والرها والحدث وسميساط وملطية وحصن منصور وزبطرة وجرسون واللين والبذنذور وقوة وطولب وكل هذه البلاد يجب علينا أن نوضح أخبارها ونأتي بصفاتها وطرقاتها حسب ما تقدم لنا من القول فيما صدر بعون ا تعالى. فنقول إن جزيرة قبرس جزيرة كبيرة القطر مقدارها ستة عشر يوما وبها قرى ومزارع وجبال وأشجار وزروع ومواش وبها معادن الزاج المنسوب إليها ومنها يتجهز به إلى سائر القطار المتنائية والمتقاربة وبها من المدن ثةلاث منها النميسون وهي بجنوب الجزيرة وهي مدينة حسنة فيها السواق والعمارات الكثيرة ومنها مدينة لفقسية وهي توسطة الوضع في الجزيرة ومنها مدينة كرينية وكلتاهما مدينتان حسنتان ذواتا أسواق وقصب وبهما معايش وصنائع وأرزاق واسعة والعسل بهما كثير موجود. ومن جزيرة قبرس إلى مدينة أطرابلس الشام مجريان وكذلك من قبرس إلى جبلة مجرى ونصف وجزيرة قبرس على قدم اليام رخاؤها شامل وخيرها كامل ومن شمال الجزيرة إلى أقرب بر منها حصن قرقوس ومنه تظهر جبال قبرس وهي أقرب برا إليها وبينهما نحو من سبعين ميلا وبالشرق من هذه الجزيرة صدر البحر الشامي وحيث انتهاؤه في أرض الشام وعليه هناك بلاد تقدم ذكرها. فمنها أنطرسوس وهي على ضفة البحر صغيرة القدر بها أسواق عامرة وتجارات دائرة ومنها إلى حصن المرقب وهو على جبل منحاز من كل ناحية وبين حصن
  • 39. المرقب وأنطرسوس ثةماني أميال ومن حصن المرقب إلى مدينة بلنياس ثةمانية أميال وبين بلنياس والبحر أربعة أميال وبلنياس مدينة صغيرة متحضرة بها من الفواكه والحبوب كل حسن كثير موجود ومن القليم الخامس الجزء الول. إن هذا الجزء الول من القليم الخامس تضمن قطعة من شمال الندلس فيها بلاد جليقية وبعض قشتالة وبلاد بيطو وبعض بلاد غشكونية من أرض الفرنج. فأما بلاد برتقال فمنها مدينة قلمرية ومنت ميور ونجاو وسرتان وشلمنقة وسمورة وآبلة. وفيه من بلاد جليقية شقوبية وليون وشورية وبرغش وناجرة ولكروي وقسطيلة وبنت لرينة وبنبلونة وشنت مارية ودبلية وشنت جليانة وشنت بيطر وشنت أردم وشنت شلبطور ذولبيدة وبيونة. وفيه من بلاد هيكل سولى وتطيلة ووشقة وجاقة وقلهرة وفيه من بلاد غشكونية قرقشونة وقمنجة وشنت جوان وبيونة وآش وبرذال. وفيه من بلاد بيطو بذارس وبلفير وشنت جوان ورجالة وأنجيرش. وفيه من بلاد قاورش أنقلازمة وإبلافية. ونريد أن نتكلم على هذه البلاد التي سميناها وأحاط بها هذا الجزء المرسوم ونصف أحوالها وما هي عليه من الصفات وجميل الهيئات. فأول ذلك البحر الغربي من هذا الجزء الول هو بحر الظلمات الذي قدمنا ذكره والظلمة ل تفارقه في طرفي النهار البتة ويجاور شنترة ولشبونة. من بلاد إشبانية مدينة قلمرية وهي مدينة صغيرة متحضرة عامرة كثيرة الكروم والفواكه من التفاح والجراسيا والعيون ومكانها في رأس جبل تراب منيع ل يمكن قتالها وهي على نهر يسمى نهر منديق وهو يجري منها في شرقيها وعليه أرحاء طاحنة. وبين قلمرية وشنترين في جهة الجنوب ثةلاث مراحل وبين