يستدل المسيحيين علي ألوهية المسيح بإطلاق لفظ ابن الله علي المسيح في الانجيل (الكتاب المقدس)
لكن هذا الدليل باطل لوجوه
أولها: أن المسيح كما أطلق عليه لفظ ابن الله (30 مرة) أطلق عليه أيضا لفظ ابن داود (15 مرة) ولفظ ابن الانسان (أكثر من 80 مرة) كما سيرد لاحقا
ثانيها: سلسلة نسب المسيح التي تنسبه إلي داود ثم إلي يعقوب بن إسحاق بن إبراهيم مذكورة في سفر متي وسفر لوقا كما سيرد فإن كان المسيح يرجع نسبه إلي الأنبياء المذكورين الذين هم من نسل الإنسان آدم عليه السلام فلا شك إذن في أنه ابن الانسان كما أطلق عليه وظاهر أن ابن الانسان لا يكون إلا إنسانا وليس ابن الله.
ثالثها: لفظ الابن في قولهم (ابن الله) لا يصح أن يكون بمعناه الحقيقي لأن المعني الحقيقي للفظ الابن باتفاق جميع لغات أهل العالم هو المتولد من نطفة الأبوين وهو محال ههنا فلابد من الحمل علي المعني المجازي المناسب لشأن المسيح أي بمعني الإنسان الصالح البار كونه نبي من الأنبياء
والدليل علي ذلك المعني المجازي قول قائد المئة الوارد في سفري مرقس ولوقا ففي سفر مرقس : (قال حقا كان هذا الانسان ابن الله) وفي سفر لوقا : (فلما رأي قائد المئة ما كان مجد الله قائلا بالحقيقة كان هذا الانسان بارا).
فوقع لفظ البار عند لوقا مكان لفظ ابن الله عند مرقس فعلي فرض صحة اللفظين ففيهما دليل علي جواز إطلاق لفظ ابن الله علي الإنسان الصالح البار وبخاصة أنه ورد في الموضعين وصف قائد المئة للمسيح بأنه إنسان.
رابعها: أطلق لفظ ابن الله علي غير المسيح من الصالحين كما ورد إطلاق لفظ ابن إبليس علي فاعلي الشر كما سيرد.
ولم يقل أحد بأن إطلاق لفظ ابن الله علي أفرام,إسرائيل,سليمان,داود,آدم وغيرهم بأنهم أبناء الله حقيقة وإنما حملوا الأمر علي أنه مجازي وأنهم أناس صالحون.
خامسها : الذين عايشوا المسيح وكانوا حوله لم يقولوا عليه إله ولم يعبدوه بل قالوا نبي كما سيرد.
سادسا وأخيرا: هناك مواضع يسجد فيها بعض الناس ليسوع وهذا سجود تعظيم وليس سجود عبادة فقد سجد إخوة يوسف له فهل كان ذلك عبادة وكذلك سجد له أبوه وتكرر السجود لغير الله في مواطن كثيرة من الكتاب المقدس لكنه كما ذكرت سجود تعظيم لم يقصدوا به العبادة وانما تعظيم لنبي الله.