1. حقا ما أروعكما من شخصيتين ونسال ال الهداية للرئيس
نيلسون مانديل
عائض القرني يدعو الرئيس نيلسون منديل إلى السلم في
خطاب عجيب!
من : عائض القرني
إلى : الرئيس نيلسون مانديل
تحية طيبة أيها الرئيس العظيم: أنا أحد المليين في مشارق
الرض ومغاربها، الذين قرؤوا سيرتك، وعرفوا جهادك،
وُعجبوا بصمودك،
أ
وتع ّبوا من تضحيتك واستبسالك في سبيل مبدئك، ولجل حريتك
ج
ا
وحرية شعبك، حتى صرت نجم ً في أفق الحرية، وزعيم ً عالمي ً
ا ا
في مدرسة النضال، ومن ّرً عبقري ً في دستور حقوق النسان.
ا ظ ا
لقد أخذ الناس منك قصة الكفاح، واستفادوا منك رواية المجد
وأنشودة الصرار والتحدي،فصرت أنت أباً لكثير من
المستضعفين الذين ُلبوا حقوقهم، واض ُهدوا في ديارهم،
ط س
وحرمهم الستبدا ُ من العيش الكريم، فرأوا فيك مث ً حي ً،
ل ا د
وقدو ً حسن ً في الصبر والصرار والستمرار، ورفض الظلم،
ة ة
ومواصلة البذل والفداء، حتى ُنال الحقوق.
ت
2. أيها الرئيس العظيم:
إن السلم - دين ال الحق - دين عظيم، يحب العظماء، ويحترم
المبدعين، ويحيي الشرفاء، وأنت أحدهم.
إنه دي ُ المساواة؛ ساوى بين عمر العربي، وبلل الحبشي،
ن
وسلمان الفارسي، وصهيب الرومي،إنه دي ٌ يرفض الظلم،
ن
ويحرم الستبداد، و ُلغي فوارق اللون والجنس واللغة،
ي
يقول ال - عزوجل:
"إن أكرمكم عند ال أتقاكم".
أيها الرئيس العظيم:
إن السلم يحتفي بمثلك من العظماء؛ لنه دين يق ّر الفضيلة،
د
ويع ّم الصبر، ويح ّ على العدل، وينشد السلم، وينشر
ث ظ
الرحمة، ويدعو إلى الخاء.
أيها الرئيس العظيم:
لقد حصل َ على المجد الدنيوي، ونل َ الشرف
ت ت
العالمي، وأحرز َ وسام التضحية، ولبست تاج الحرية، فأضفْ
ت
إلى ذلك:
الظفر بطاعة ال وباليمان به، واتباع رسوله صلى ال عليه
وسلم ?،
ول يكون ذلك إل بالسلم، فأسلمْ تسلم، أسلمْ تنلْ الع ّ في الدنيا
ز
3. والخرة، والفوز في الولى والثانية، والنجاة من عذاب ال.
أسلمْ - أيها الرئيس العظيم - لتحييك الرض والسماء، ويرح َ
ّب
بك مليار ومائتا مليون مسلم، وتف ّح لك أبواب الجنة.
ت
أيها الرئيس العظيم:
إنك مكس ٌ للسلم، ورصي ٌ للمسلمين، وما أجملها أن تنطلق
د ب
من فمك كلمة الحق والعدل والسلم والحرية:
»ل إله إل ال محمد رسول ال«،
وهي أصدق جملة أنزلها ال على النسان، وهي س ّ سعادة
ر
النسان ونجاته وفرحه ونصره.
أيها الرئيس العظيم:
كلما قابل ُ في بلد السلم علماء وزعماء وأدباء وحكماء
ت
قالوا: ليت "نيلسون مانديل مسلم"، فأرجوك وآمل منك أن
تعلنها قويةً مدويةً خالد ً:
ة
»ل إله إل ال محمد رسول ال«،
حينها سوف يص ّق لك عبا ُ ال في القارات الست، وتحييك
د ف
مكة، وتفتح لك الكعبة أبوابها، وتشيد منابر المسلمين باسمك
الجميل.
أنت صبرت في الزنزانة سبع ً وعشرين سنة حتى كسرت القيد،
ا
4. ة
وانتصرتَ على الظلم وسحقت الطاغوت، فسطرْ بإسلمك ملحم ً
ّ
من اليمان، وقص ً من الشجاعة، وصور ً رائع ً من صور
ة ة ة
البطولة.
أيها الرئيس العظيم:
وال لقد وجدنا في السلم - نحن المسلمين - قيمة النسان
وكرامته،
وذقنا حلوة اليمان ولذة الطاعة، ومتعة العبودية ل، وشرف
السجود له، ومجد اتباع رسوله، ولنك عزيز علينا، أثير في
نفوسنا - لتاريخك المشرق - فنحب أن تشاركنا هذه الحياة
السعيدة في ظل السلم، والفرصة الغامر َ في رحاب الدين
ة
الخالد.
أيها الرئيس العظيم:
إن ال ُثل العليا التي تدعو لها سوف تجدها مجتمعة في
م
السلم، والرحمة التي يخفق قلبك بها سوف تلمسها في
السلم، والعدل الذي تدعو إليه سوف تسعد به في السلم.
إن السلم يحب الصابرين وأنت صابر، ويحترم الذكياء وأنت
ذكي، ويب ّل العقلء السوياء وأنت عاقل سوي، ويحتفي
ج
بالشجعان وأنت شجاع.
أيها الرئيس العظيم:
5. لقد عشت معك أياماً جميلة عبر مذاكرتك " رحلتي الطويلة من
أجل الحرية"، فوجدت ما بهرني من عظمتك وصبرك
وبسالتك، فقلت: ليت هذا النسان الفاضل اللمعي مسلم، ووال
أ
ل أجد دين ً يستأهلك وتستأهله غير السلم، ول أعرف مبدً
ا
يكرم مثلك إل السلم؛ لنه دين الفطرة، يشرح الصدر، ويخاطب
العقل، ويه ّب النفس، ويزكي الخلق، ويك ّم النسان، ويعمر
ر ذ
الكون.
أيها الرئيس العظيم:
أنا أخاطبك من مكة، من جوار الكعبة؛ حيث نزل القرآن و ُعث
ب
محمد صلى ال عليه وسلم ، وأشرقت شمس الرسالة، و ُسر
ك
الصنم، و ُ ّم الطاغوت، وُعلنت حقوق النسان، وُلغي
أ أ حط
الستبداد، و ُشر العدل والسلم.
ن
يقول ربنا وربك - جل في عله
' فمن يرد ال أن يهديه يشرح صدره للسلم ' -
أيها الرئيس العظيم:
إن الحياة قصيرة متعبة فما بالك إذا كانت حياة مثلك من
العظماء؛
إذ قضيت ما يقارب النصف من عمرك مظلوم ً مسجون ً، وهناك
ا ا
حياة البد والخلود في حياة النعيم التي ينالها المؤمنون بال
6. المتبعون لرسله، وأرجو أن ل تفوتك هذه السعادة والفوز، وكما
يقول الفيلسوف الشهير ديكارت:
» إن الحياة مسرحية رأينا المشهد الول؛ مشهد الظالم
والمظلوم، والغالب والمغلوب، والقوي والضعيف، فأين المشهد
الثاني الذي يكون فيه العدل؟! «،
فأجابه علماء المسلمين بقولهم:
» المشهد الثاني هو يوم الحساب في الخرة، يوم ُنصب
ت
محكمة العدل إذ ل حاكم إل ال؛ ليوفي ك ّ نف ٍ بما كسبت،
ل س
ويحكم بين عباده فيما كانوا فيه يختلفون « .
وفي الختام أسعد بأن أهديك كتابي: "ل تحزن" لعلك تجد فيه
إجماع العلماء والحكماء العباقرة على أن السعادة في السلم.
أسأل ال العظيم رب العرش الكريم أن يشرح صدرك - أيها
الرئيس - للسلم.
وتقبل تحيات المسلمين رجا ً ونسا ً وشيوخ ً وأطفا ً في كل
ل ا ء ل
أصقاع الرض.
وتقبلوا تحياتي...
د. عائض عبدا القرني