SlideShare a Scribd company logo
‫الشاه‬ ‫األمين‬ ‫محمد‬
‫وجراح‬ ‫بلسم‬
‫تأمــــالت‬
‫النشر‬ ‫و‬ ‫لإلتصال‬ ‫اليمامه‬ ‫منشورات‬
)‫(تأمالت‬ ‫وجراح‬ ‫بلسم‬ : ‫الكتاب‬ ‫إسم‬
‫الشاه‬ ‫األمين‬ ‫محمد‬ : ‫المؤلف‬
‫الثانية‬ : ‫الطبعة‬
‫النشر‬ ‫و‬ ‫لإلتصال‬ ‫اليمامه‬ : ‫الناشر‬
‫لبنان‬ _ ‫بيروت‬ _ ‫الفكر‬ ‫دار‬ : ‫التنفيذ‬
2010 : ‫النشر‬ ‫تاريخ‬
115 : ‫الصفحات‬
‫سم‬ 17X 24 : ‫الكتاب‬ ‫مقاس‬
16 : ‫الحرف‬ ‫مقاس‬
1048 : ‫موريتانيا‬ ‫في‬ ‫القانوني‬ ‫اإليداع‬
‫م.م.و.و.ث.ش.ر‬
2010 ‫اغسطس‬ 08: ‫بتاريخ‬
: ‫الدولي‬ ‫الترقيم‬
FLASHCOM : ‫الغالف‬ ‫تصميم‬
© ‫للمؤلف‬ ‫محفوظة‬ ‫الحقوق‬
1
2
‫للمؤلف‬ ‫أخرى‬ ‫كتب‬
)‫فقهية‬ ‫مقاربة‬( ‫التذكرة‬
)‫مقامــات‬( ‫تقاسيم‬
)‫نقدية‬ ‫مقاالت‬( ‫كاتبا‬ ‫كنت‬ ‫عندما‬
)‫مشاهدات‬( ‫الريح‬ ‫بساط‬
)‫شعر‬( ‫أماريج‬
3
www.shah-kitabat.net
‫مرة‬ ‫ألول‬ ‫تنشر‬ ‫مؤلفات‬
‫فقهية‬ ‫معالجات‬ ‫و‬ ‫محاضرات‬
‫سهل‬ ‫ممتنع‬ ‫بأسلوب‬ ‫شرعية‬ ‫إيضاحات‬
‫أدب‬ ‫و‬ ‫ثقافة‬
‫اإلنسان‬ ‫و‬ ‫والطبيعة‬ ‫الكون‬ ‫فى‬ ‫تأمالت‬
4
‫األولى‬ ‫الطبعة‬ ‫مقدمة‬
:‫وبعد‬ ‫طيبة‬ ‫تحية‬ ‫القارئ‬ ‫عزيزي‬
،‫وخواطر‬ ،‫واالجتماع‬ ،‫والفن‬ ،‫األدب‬ ‫في‬ ‫مقاالت‬ ‫مجموعة‬ ‫هذه‬
...‫واالنسان‬ ،‫والطبيعة‬ ،‫الكون‬ ‫في‬ ‫وتأمالت‬
‫مراحل‬ ‫وفي‬ ،‫متباينة‬ ‫فترات‬ ‫في‬ ‫كتبت‬ ‫مقاالت‬ ‫من‬ ‫مجموعة‬ ‫إنها‬
‫وظروف‬ ‫انفعاالت‬ ‫تأثير‬ ‫وتحت‬ ،‫متباينة‬ ‫واجتماعية‬ ‫سياسية‬
.‫متباينة‬ ‫نفسية‬
.‫متباينة‬ ‫مختلفة‬ ‫مواضع‬ – ‫تتناول‬ ‫أن‬ ‫وطبيعي‬ – ‫وتناولت‬
... ‫ويراعتي‬ ،‫وقناعتي‬ ،‫إيماني‬ ‫سوى‬ ‫بينها‬ ‫يجمع‬ ‫شيء‬ ‫ال‬
... ‫ضئيلة‬ ‫المجموعة‬ ‫لهذه‬ ‫واألدبية‬ ‫الفنية‬ ‫القيمة‬ ‫تكون‬ ‫قد‬
،‫وهزيلة‬
..‫أصال‬ ‫منعدمة‬ ‫تكون‬ ‫وقد‬
...‫بيانيا‬ ‫إعجازا‬ ‫تكون‬ ‫كي‬ ‫كتبت‬ ‫فما‬
‫المجتمع‬‫هذا‬‫تاريخ‬ ‫من‬‫معينة‬‫لفترة‬،‫وتوثيقا‬ ‫تسجيال‬ ‫أردتها‬ ‫وإنما‬
...‫اإلحتماالت‬ ‫على‬ ‫كل‬ ‫على‬ ‫والمفتوح‬ ،‫بالتناقضات‬ ‫المليء‬
‫العربي‬ ‫المجتمع‬ ‫هذا‬ ‫لمعرفة‬ ‫والمتعطش‬ ،‫بالدي‬ ‫لتاريخ‬ ‫فالدارس‬
‫فيها‬ ‫وجد‬ ‫ربما‬ ،‫المتميزة‬ ‫والتقاليد‬ ‫الخصوصيات‬ ‫ذي‬ ،‫األصيل‬
..‫المنشودة‬ ‫ضالته‬
،‫قاطع‬ ‫وشاهد‬ ‫ساطع‬ ‫دليل‬ ،‫وأخيرا‬ ‫أوال‬ ‫هي‬ »‫وجراح‬ ‫و«بسلم‬
.‫الرديء‬ ‫الواقع‬ ‫هادنت‬ ‫وال‬ ،‫المنظومة‬ ‫تزوجت‬ ‫ما‬ ‫أني‬ ‫على‬
..‫أنيب‬ ‫وإليه‬ ‫توكلت‬ ‫عليه‬ ،‫باهلل‬ ‫إال‬ ‫توفيقي‬ ‫وما‬
1992 ‫مايو‬ 10 ‫بتاريخ‬ ‫نواكشوط‬
‫الشاه‬ ‫األمين‬ ‫محمد‬
5
‫الثانية‬ ‫الطبعة‬ ‫مقدمة‬
:‫وبعد‬ ‫طيبة‬ ‫تحية‬ ‫القارئ‬ ‫عزيزي‬
.‫الكتاب‬ ‫هذا‬ ‫من‬ ‫األولى‬ ‫الطبعة‬ ‫نفدت‬ ‫قد‬ ‫ها‬
‫...سدى؟‬ ‫وذهبا‬ ،‫راحا‬ ‫بل‬ ،‫مرا‬ ‫الزمن‬ ‫من‬ ‫عقدان‬
:‫هو‬ ‫عاد‬ ‫ما‬ ‫نفسه‬ ‫الشاه‬ ‫و‬ ‫هو‬ ‫عاد‬ ‫ما‬ ‫الزمن‬ ‫لكأن‬ ‫حتى‬ ،‫تحوالت‬
،‫معولم‬ ‫واحد‬ ‫قطب‬ ‫في‬ ‫العالم‬ ‫واندمج‬ ،‫الشرقي‬ ‫المعسكر‬ ‫تالشى‬
.‫المجهول‬ ‫صوب‬ ‫متجها‬ ‫مسرعا‬ ،‫العينين‬ ‫مغمض‬ ‫الهثا‬ ‫يجري‬
‫الخطاب‬ ‫وانكمش‬ ،‫العربية‬ ‫الوحدة‬ ‫وأحالم‬ ‫آمال‬ ‫تبخرت‬
.‫حمدان‬ ‫بني‬ ‫خيول‬ ‫الصهيل‬ ‫عن‬ ‫وتوقفت‬ ،‫الوحدوي‬
.‫الوطن‬ ‫وأحالم‬ ‫الوطن‬ ‫عن‬ ‫بربك‬ ‫تسألني‬ ‫وال‬
‫مـــــــــرت‬ ‫الحزن‬ ‫من‬ ‫سنوات‬
‫والزيتون‬ ‫الصفصاف‬ ‫فيها‬ ‫مــــات‬ 				
‫الحــــب‬ ‫من‬ ‫استقلت‬ ‫فيها‬ ‫سنوات‬
‫اللحــــون‬ ‫شفاهي‬ ‫على‬ ‫وجفـــت‬ 				
‫اليــــــــأس‬ ‫اغتالنا‬ ‫فيها‬ ‫سنوات‬
‫واليانســـــون‬ ‫الكـــــــالم‬ ‫وعلم‬ 				
‫وشعوبـــــــــا‬ ‫قبائال‬ ‫فانقسمنا‬
‫العـــــرين‬ ‫وضاع‬ ‫الحمى‬ ‫واستبيح‬ 				
‫إلحساسي‬ ،‫هذه‬ ‫المجموعة‬ ‫طباعة‬ ‫أعيد‬ ‫ال‬ ‫أن‬ ‫هممت‬ ‫ولقد‬
...‫المرمى‬ ‫جدوائية‬ ‫وال‬ ،‫المسلك‬ ‫بسيزيفية‬
...‫وليتني‬ ‫وكدت‬ ‫أفعل‬ ‫ولم‬ ‫هممت‬
.‫فكان‬ ...‫أرى‬ ‫ال‬ ‫ما‬ ‫يرى‬ ‫من‬ ‫إلحاح‬ ،‫علي‬ ‫ألح‬ ‫بعضهم‬ ‫ولكن‬
‫دون‬ ‫بقيت‬ ‫وإن‬ ،‫الجديد‬ ‫ثوبها‬ ‫في‬ ‫القارئ‬ ‫عزيزي‬ ‫إليك‬ ‫خذها‬
.‫رتوش‬ ‫أو‬ ‫إضافات‬ ‫أو‬ ‫حذف‬
2010 ‫سبتمبر‬ 22 ‫بتاريخ‬ ‫نواكشوط‬
‫الشاه‬ ‫األمين‬ ‫محمد‬
6
‫الجــوى‬ ‫بأنــــات‬ ‫مألت‬ ‫قيثارتــي‬
‫فيضتـــــان‬ ‫من‬ ‫للمكبــــوت‬ ‫بد‬ ‫ال‬
‫مهجتــي‬ ‫خواطر‬ ‫شفتي‬ ‫إلى‬ ‫صعـدت‬
‫ولســــاني‬ ‫منطقـي‬ ‫عنـها‬ ‫ليبيـــن‬
‫والرضـــى‬ ‫القنـــاعة‬ ‫تعديت‬ ‫ما‬ ‫أنا‬
‫األشجـــــان‬ ‫قصــة‬ ‫هي‬ ‫لكنمـــــا‬
‫إقبال‬ ‫محمد‬
7
1
‫عاطفة‬ ‫وال‬ ‫فكر‬ ‫بال‬
8
..‫بالحرب‬ ‫تندد‬ ،‫السالم‬ ‫إلى‬ ‫تدعو‬ ‫شعارات‬ ‫حملت‬
‫يسقط‬ ،‫الحرب‬ ‫تسقط‬ ،‫السالم‬ ‫عاش‬ :‫أصيح‬ ‫الشوارع‬ ‫إلى‬ ‫نزلت‬
..‫الخالف‬
‫األحاسيس‬ ‫وصراع‬ ،‫رأسي‬ ‫في‬ ‫المتناقضة‬ ‫األفكار‬ ‫نزاع‬ ‫سئمت‬
..‫أعماقي‬ ‫في‬ ‫والعواطف‬
..‫أحشائي‬ ‫في‬ ‫رحاها‬ ‫تدور‬ ‫التي‬ ‫الساخنة‬ ‫المعارك‬ ‫أطيق‬ ‫عدت‬ ‫ما‬
..‫السالم‬ ‫سوى‬ ‫أريد‬ ‫ال‬ ،‫السالم‬ ‫أريد‬ ،‫السالم‬ ‫أريد‬
..‫مجحفة‬ ‫شروط‬ ‫وال‬ ‫فيه‬ ‫حيف‬ ‫ال‬ ،‫مشرفا‬ ..‫عادال‬ ‫سالما‬ ‫أريد‬
‫يضمن‬ ‫مشرف‬ ‫حل‬ ‫إلى‬ ‫رأسي‬ ‫في‬ ‫النزاع‬ ‫أطراف‬ ‫تتوصل‬ ‫أن‬ ‫أريد‬
..‫فكري‬ ‫من‬ ‫المتوسطة‬ ‫المنطقة‬ ‫في‬ ‫واإلستقرار‬ ‫األمن‬
‫جبان؟‬ -
‫انهزامي؟‬ -
‫قضية؟‬ ‫بال‬ -
‫أنا؟‬ -
..‫واالستقرار‬ ‫السالم‬ ‫يحب‬ ‫رجل‬ ،‫واقعي‬ ‫رجل‬ ‫لكني‬ ،‫سيدي‬ ‫يا‬ ‫أبدا‬
..‫طويال‬ ‫وصبرت‬ ،‫طويال‬ ‫هادنت‬
‫نفوذها‬ ‫وبسطت‬ ‫منافستها‬ ‫على‬ ‫تفوقها‬ ‫فكرة‬ ‫أعلنت‬ ‫كلما‬ ‫كنت‬
‫الفكرة‬ ،‫المنتظرة‬ ‫والفكرة‬ ،‫القائدة‬ ‫الفكرة‬ ‫حسبتها‬ ..‫رأسي‬ ‫في‬
..‫المخلصة‬
‫على‬ ‫أبايعها‬ ‫وجئت‬ ،‫والئي‬ ‫لها‬ ‫وأعلنت‬ ،‫النصر‬ ‫على‬ ‫وهنأتها‬
‫ماديا‬ ‫ومساعدتها‬ ‫بل‬ ،‫جانبها‬ ‫إلى‬ ‫المستميت‬ ‫والنضال‬ ‫معا‬ ‫المسير‬
..‫ومعنويا‬
‫لم‬ ‫خفية‬ ‫فألسباب‬ ‫لحظوي‬ ..‫محدود‬ ‫مؤقت‬ ‫أفكاري‬ ‫انتصار‬ ‫لكن‬
‫وتسيطر‬ ،‫المعارك‬ ‫ساحة‬ ‫على‬ ‫تقدما‬ ‫فكرة‬ ‫تسجل‬ ‫إن‬ ‫ما‬ ،‫أدركها‬
‫حالة‬ ‫إعالن‬ ‫طريق‬ ‫عن‬ ،‫األخرى‬ ‫األفكار‬ ‫وبنات‬ ‫األفكار‬ ‫على‬
،‫المنتصرة‬ ‫الفكرة‬ ‫تتهاوى‬ ‫حتى‬ ،‫التجول‬ ‫منع‬ ‫ونظام‬ ،‫الطوارئ‬
،‫وصالبة‬ ‫مناعة‬ ‫أشد‬ ‫جديدة‬ ‫فكرة‬ ‫وتظهر‬ ‫ذاتها‬ ‫تأكل‬ ‫وتبدأ‬
9
..‫المعارك‬ ‫ساحة‬ ‫في‬ ‫واستماتة‬
‫صدام‬ ‫حالة‬ ‫في‬ ‫بل‬ ..‫دائمة‬ ‫مواجهة‬ ‫حالة‬ ‫في‬ ‫تعيش‬ ‫أفكاري‬
..‫مستمر‬
‫هدير‬ ‫السكات‬ ،‫مضنية‬ ‫جهودا‬ ‫وبذلت‬ ،‫كافة‬ ‫المساعي‬ ‫أجريت‬
‫تخلفها‬ ‫التي‬ ‫الخسائر‬ ‫من‬ ‫والحد‬ ،‫رأسي‬ ‫في‬ ‫األفكار‬ ‫مدافع‬
..‫بالمواقف‬ ‫والتمسك‬ ‫فالتعنت‬ ،‫جدوى‬ ‫دون‬ ‫لكن‬ ،‫المعارك‬
..‫أفكاري‬ ‫شعار‬ ‫المستميت‬ ‫والنضال‬
‫بجهود‬ ‫واستعنت‬ ‫للتفكير‬ ‫ومهلة‬ ،‫النار‬ ‫إلطالق‬ ‫مؤقتا‬ ‫وقفا‬ ‫طلبت‬
‫وقف‬ ‫خرقت‬ ‫األفكار‬ ‫لكن‬ ،‫محايدة‬ ‫وعواطف‬ ..‫خارجية‬ ‫أفكار‬
..‫ثانية‬ ‫رأسي‬ ‫في‬ ‫يدوي‬ ‫المدافع‬ ‫هدير‬ ‫وعاد‬ ،‫النار‬ ‫إطالق‬
‫المنطقة‬ ،‫اتجهت‬ ‫أينما‬ ‫وخراب‬ ‫دمار‬ ،‫الحرب‬ ‫هذه‬ ‫أحتمل‬ ‫عدت‬ ‫ما‬
..‫هاتف‬ ‫وال‬ ‫ماء‬ ‫وال‬ ‫خبز‬ ‫بال‬ ‫غدت‬ ‫رأسي‬ ‫من‬ ‫الشرقية‬
‫والقتلى‬ ‫جسيمة‬ ‫الخسائر‬ ‫فإن‬ ،‫األولية‬ ‫اإلحصائيات‬ ‫وحسب‬
..‫كثيرون‬
‫أن‬ ‫بعد‬ ،‫رأسي‬ ‫من‬ ‫الغربية‬ ‫المناطق‬ ‫على‬ ‫يخيم‬ ‫الدامس‬ ‫الظالم‬
..‫غاز‬ ‫وال‬ ..‫كهرباء‬ ‫بال‬ ‫أضحت‬
‫من‬ ‫الجنوبية‬ ‫المناطق‬ ‫في‬ ‫والمستوصفات‬ ‫المستشفيات‬ ‫نسف‬ ‫تم‬
،‫واألمراض‬ ‫األوبئة‬ ‫فيها‬ ‫وانتشرت‬ ،‫نهائيا‬ ‫األطباء‬ ‫وغادرها‬ ،‫رأسي‬
..‫وتدهورا‬ ‫سوءا‬ ‫تزداد‬ ‫المنطقة‬ ‫أوضاع‬ ‫إن‬ ‫مأذونة‬ ‫مصادر‬ ‫وتقول‬
،‫يتدخل‬ ‫أن‬ ‫ورجوته‬ ،‫الدولية‬ ‫الطمأنينة‬ ‫مجلس‬ ‫إلى‬ ‫شكوى‬ ‫كتبت‬
..‫الهدنة‬ ‫ومراقبة‬ ‫السالم‬ ‫لحفظ‬ ‫المحايدة‬ ‫قواته‬ ‫إرسال‬ ‫منه‬ ‫طلبت‬
‫األممية‬ ‫والوكالة‬ ،‫للسكينة‬ ‫العالمية‬ ‫المنظمة‬ ‫إلى‬ ‫رسالة‬ ‫كتبت‬
‫أدري‬ ‫لست‬ ،‫جدوى‬ ‫دون‬ ‫لكن‬ ،‫المواقف‬ ‫على‬ ‫والثبوت‬ ‫لإلقتناع‬
‫أفكاري؟‬ ‫دهاها‬ ‫الذي‬ ‫وما‬ ،‫مالها‬
..‫ووئام‬ ‫انسجام‬ ‫في‬ ‫تعيش‬ ‫كانت‬
‫المستويات‬ ‫يشمل‬ ،‫مثالي‬ ‫ثنائي‬ ‫تعاون‬ ‫فكرتين‬ ‫كل‬ ‫بين‬ ‫كان‬
..‫كافة‬
‫والصداقة‬ ،‫الجوار‬ ‫وحسن‬ ،‫البناء‬ ‫الهادئ‬ ‫الحوار‬ ‫تحول‬ ‫وفجأة‬
..‫مستمر‬ ‫فقتال‬ ،‫تفاهم‬ ‫فسوء‬ ،‫تعارض‬ ‫إلى‬ ،‫الحميمة‬
،‫ومحبة‬ ‫سالم‬ ‫رسول‬ ،‫األفكار‬ ‫هذه‬ ‫بين‬ ‫وسيطا‬ ‫أنتقل‬ ‫رحت‬
..‫الحدود‬ ‫ورسم‬ ‫الدولية‬ ‫العالقات‬ ‫في‬ ‫خبراء‬ ‫وصحبتي‬
،‫الفرقاء‬ ‫أقوال‬ ‫إلى‬ ‫اإلستماع‬ ‫بعد‬ ‫فشلت‬ ‫لكني‬ ،‫النزاع‬ ‫في‬ ‫حكموني‬
.‫الحلول‬ ‫إيجاد‬ ‫وأعياني‬
‫الشرقية‬ ‫المناطق‬ ‫فزعماء‬ ،‫األفكار‬ ‫هذه‬ ‫أمر‬ ‫من‬ ‫بينة‬ ‫على‬ ‫عدت‬ ‫ما‬
،‫وممتلكاتنا‬ ‫أنفسنا‬ ‫عن‬ ‫دفاعا‬ ‫الحرب‬ ‫نعلن‬ ‫إنما‬ :‫قالوا‬ ‫رأسي‬ ‫من‬
‫أعدائنا‬ ‫على‬ ‫بالمثل‬ ‫نرد‬ ‫نحن‬ : ‫يقولون‬ ‫الغربية‬ ‫المنطقة‬ ‫وأهل‬
..‫المنون‬ ‫ريب‬ ‫بنا‬ ‫المتربصين‬
‫في‬ ‫المشتعلة‬ ‫الحرائق‬ ‫أما‬ ،‫والغربية‬ ‫الشرقية‬ ‫الجهتين‬ ‫عن‬ ‫هذا‬
‫فعل‬ ‫من‬ ‫فهو‬ ،‫التحتية‬ ‫البنى‬ ‫وإتالف‬ ،‫الشبكات‬ ‫وتعطل‬ ،‫الحقول‬
..‫الرسمي‬ ‫الفكر‬ ‫نظام‬ ‫على‬ ‫الخارجة‬ ،‫األفكار‬ ‫فصائل‬
..‫مقياس‬ ‫وال‬ ،‫لتصرفاتها‬ ‫ضابط‬ ‫وال‬ ،‫الفصائل‬ ‫هذه‬ ‫يحكم‬ ‫قانون‬ ‫ال‬
‫أضحت‬ ‫أن‬ ‫بعد‬ ،‫والمساعدة‬ ‫العون‬ ‫ألتمس‬ ،‫الجئا‬ ‫عواطفي‬ ‫إلى‬ ‫عدت‬
،‫الدامية‬ ‫المعارك‬ ‫بفعل‬ ‫يبابا‬ ‫قفرا‬ ‫رأسي‬ ‫من‬ ‫المتوسطة‬ ‫المناطق‬
‫ولها‬ ،‫تاريخها‬ ‫في‬ ‫حاسم‬ ‫بمنعطف‬ ‫تمر‬ ‫األخرى‬ ‫هي‬ ‫عواطفي‬ ‫لكن‬
‫محاولة‬ ‫في‬ ‫نجحت‬ ‫قد‬ ‫كانت‬ ‫وإن‬ ‫فعواطفي‬ ،‫الخاصة‬ ‫مشاكلها‬
‫فإنها‬ ،‫السالح‬ ‫منزوعة‬ ‫منطقة‬ ‫إعالنها‬ ‫بعد‬ ،‫والتساكن‬ ‫التعايش‬
..‫السلبية‬ ‫وآثاره‬ ‫الجفاف‬ ‫مخلفات‬ ‫من‬ ‫تعاني‬
،‫لماما‬ ‫إال‬ ‫يسقط‬ ‫الغيث‬ ‫عاد‬ ‫وما‬ ،‫المطر‬ ‫حبس‬ ‫عواطفي‬ ‫فعن‬
‫روابي‬ ‫بعض‬ ‫وتخضر‬ ،‫األرض‬ ‫وتعشوشب‬ ‫المطر‬ ‫يسقط‬ ‫إن‬ ‫واما‬
‫المحاصيل‬ ‫بسحق‬ ،‫والطيور‬ ‫الجوال‬ ‫الجراد‬ ‫يبادر‬ ‫حتى‬ ،‫العواطف‬
..‫األوان‬ ‫قبل‬
‫زحف‬ ‫أمام‬ ‫النباتي‬ ‫الغطاء‬ ‫فتراجع‬ ،‫غاباتها‬ ‫عواطفي‬ ‫أتلفت‬ ‫وقد‬
..‫الرمال‬
.‫العواطف‬ ‫وسكان‬ ‫الخبراء‬ ‫أقلق‬ ‫بشكل‬ ‫تتقدم‬ ‫الرمال‬
10
‫الفينة‬ ‫بين‬ ‫عواطفي‬ ‫تتعرض‬ ،‫وقساوتها‬ ‫الطبيعة‬ ‫شح‬ ‫جانب‬ ‫وإلى‬
.‫طبيعية‬ ‫لكوارث‬ ‫واألخرى‬
‫عشرين‬ ‫قوتها‬ ‫بلغت‬ ،‫عنيفة‬ ‫أرضية‬ ‫لهزة‬ ‫تعرضت‬ ‫سنتين‬ ‫فمنذ‬
..‫درجات‬ ‫تسع‬ ‫من‬ ‫المكون‬ ‫رشتر‬ ‫مقياس‬ ‫على‬ ‫درجة‬
..‫الهوجاء‬ ‫العاتية‬ ‫والمدجنات‬ ،‫الرملية‬ ‫الزوابع‬ ‫وتوالت‬
..‫الرعدية‬ ‫والصواعق‬ ..‫األعاصير‬ ‫دور‬ ‫جاء‬ ‫الفارطة‬ ‫السنة‬ ‫وفي‬
‫على‬ ‫اآلن‬ ‫توجد‬ ‫عواطفي‬ ‫إن‬ ‫الرصد‬ ‫وعلماء‬ ‫الخبراء‬ ‫ويقول‬
..‫باإلنفجار‬ ‫ينذر‬ ‫بركان‬
‫والكوارث‬ ‫والزالزل‬ ،‫الدمار‬ ‫بهاجس‬ ‫محكومون‬ ‫عواطفي‬ ‫سكان‬
‫فقدته‬ ‫ما‬ ‫تعوضني‬ ‫أو‬ ‫تحميني‬ ‫أن‬ ‫لعواطفي‬ ‫كان‬ ‫وما‬ ،‫الطبيعية‬
.‫األفكار‬ ‫عالم‬ ‫في‬
..‫الطريق‬ ‫ألتمس‬ ‫حائرا‬ ‫وقفت‬
:‫عالمين‬ ‫أمامي‬
..‫المستمرة‬ ‫وتطاحناته‬ ‫بحروبه‬ ‫لكن‬ ،‫وثرائه‬ ‫بخصبه‬ ‫الفكر‬ ‫عالم‬ -
..‫وخطورته‬
‫وأراضي‬ ‫جفاف‬ ‫ولكن‬ ،‫قنابل‬ ‫وال‬ ‫رصاص‬ ‫ال‬ ‫حيث‬ ‫العاوطف‬ ‫عالم‬ -
..‫طبيعية‬ ‫وكوارث‬ ..‫جرداء‬ ‫قاحلة‬
..‫النظر‬ ‫إعمال‬ ‫وبعد‬ ،‫واإلستشارة‬ ‫التفكير‬ ‫من‬ ‫كثير‬ ‫وبعد‬
..‫أخيرا‬ ‫قررت‬ ،‫واإلستخارة‬
..‫والعواطف‬ ‫الفكر‬ ‫بين‬ ‫وسطا‬ ‫منطقة‬ ‫بلغت‬ ‫حتى‬ ‫ذهبت‬
..‫الترحال‬ ‫عصا‬ ‫وألقيت‬
‫طريق‬ ‫عن‬ ،‫سلمي‬ ‫حل‬ ‫إلى‬ ‫أفكاري‬ ‫تتوصل‬ ‫حتى‬ ‫اإلنتظار‬ ‫وقررت‬
..‫والحوار‬ ‫الدبلوماسية‬
..‫الجافة‬ ‫واألحاسيس‬ ‫العواطف‬ ‫إلى‬ ‫الخصب‬ ‫يعود‬ ‫أو‬
‫وال‬ ‫فكر‬ ‫بال‬ ‫أعيش‬ ‫وأنا‬ ،‫الحين‬ ‫ذلك‬ ‫ومنذ‬ ،‫سادتي‬ ‫يا‬ ‫وهكذا‬
! ..‫عاطفة‬
11
12
2
‫والمبادئ‬ ‫المصالح‬
،‫مشكلة‬ :‫فيقول‬ ‫الخبر؟‬ ‫ما‬ ،‫فأسأله‬ ‫الوجه‬ ‫شاحب‬ ‫الهثا‬ ‫يصادفني‬
..‫كبرى‬ ‫مشكلة‬ ‫عندي‬
..‫فأبتسم‬ ،‫سيارته‬ ‫في‬ ‫عطب‬ ‫هو‬ ‫فإذا‬ ‫استفسره‬
..‫مشكلة‬ ‫عندي‬ ‫فيقول‬ ‫كذا‬ ‫أريد‬ ‫البواب‬ ‫أنادي‬ ،‫مكتبي‬ ‫وأدخل‬
‫يعدو‬ ‫ال‬ ‫األمر‬ ‫فإذا‬ ،‫المشكلة‬ ‫طبيعة‬ ‫عن‬ ‫السؤال‬ ‫في‬ ‫عليه‬ ‫ألح‬
.‫الثمن‬ ‫زهيد‬ ‫دواء‬ ‫وصفة‬
‫لمشكلة‬ ‫ضحية‬ ‫أنه‬ ‫العزيز‬ ‫صديقي‬ ‫يخبرني‬ ‫التحية‬ ‫وبعد‬
‫سيسافر‬ ‫أنه‬ ‫والمشكلة‬ ،‫موجود‬ ‫أني‬ ‫على‬ ‫هلل‬ ‫والحمد‬ ،‫عويصة‬
‫أو‬ ،‫عنقه‬ ‫ربطة‬ ‫ضاعت‬ ‫وقد‬ ،‫حذاء‬ ‫له‬ ‫وليس‬ ،‫الخارج‬ ‫إلى‬ ‫الليلة‬
‫!..فأضحك‬ ..‫مشكلة‬ ‫رأيه‬ ‫في‬ ‫وهذه‬ ،‫بجواربه‬ ‫األطفال‬ ‫عبث‬
‫في‬ ‫كذلك‬ ‫ليس‬ ‫مشكلة‬ ‫للناس‬ ‫يبدو‬ ‫ما‬ ‫ألن‬ ،‫أضحك‬ ‫نعم‬
..‫الحقيقة‬
..‫اليدين‬ ‫صفر‬ ،‫الوفاض‬ ‫خالي‬ ‫أصبح‬ ‫أن‬ ‫سادتي‬ ‫يا‬ ‫المشكلة‬ ‫فليست‬
‫على‬ ‫كالخشبة‬ ‫واقفا‬ ‫وأظل‬ ‫سيارتي‬ ‫تتعطل‬ ‫أن‬ ‫المشكلة‬ ‫وليست‬
..‫مقزما‬ ‫الرصيف‬
‫يا‬ ‫والمشاكل‬ ،‫وزنا‬ ‫أثقل‬ ‫والمشاكل‬ ،‫وطأ‬ ‫أشد‬ ‫فالمشاكل‬ ،‫كال‬
..‫ومصالحه‬ ‫الرجل‬ ‫مبادئ‬ ‫تتعارض‬ ‫أن‬ ‫هي‬ ،‫مثال‬ ‫ال‬ ‫حصرا‬ ‫سادتي‬
‫وزهده‬ ‫وعفته‬ ‫قناعته‬ ‫درجة‬ ‫كانت‬ ‫مهما‬ ‫منا‬ ،‫لكل‬ ‫أنه‬ ‫تعرف‬ ‫فأنت‬
..‫ونعيمها‬ ‫الحياة‬ ‫في‬
‫للوطن‬ ‫وتقديسه‬ ،‫العامة‬ ‫المصلحة‬ ‫خدمة‬ ‫في‬ ‫وتفانيه‬ ،‫وملذاتها‬
‫ومنافع‬ ،‫شخصية‬ ‫مصالح‬ ..،‫والثقافة‬ ‫بالفكر‬ ‫وولعه‬ ،‫والدولة‬
..‫عليها‬ ‫الحصول‬ ‫على‬ ‫حريص‬ ‫نفسه‬ ‫قرارة‬ ‫في‬ ‫هو‬ ،‫ومآرب‬
..‫وتلونه‬ ،‫وميكافيليته‬ ،‫انتهازيته‬ ‫درجة‬ ‫كانت‬ ‫مهما‬ ‫منا‬ ‫ولكل‬
..‫ذهنه‬ ‫في‬ ‫راسخة‬ ،‫ومثل‬ ‫ومبادئ‬ ‫قيم‬ ..‫وتزلفه‬ ،‫وماديته‬
‫تناقض‬ ‫في‬ ‫وأصبحا‬ ،‫والمصلحة‬ ‫المبدأ‬ ‫تعارض‬ ‫لو‬ ‫يحدث‬ ‫فماذا‬
‫صارخ..؟‬
‫سرا‬ ‫عنه‬ ‫ودافعت‬ ،‫طويال‬ ‫أجله‬ ‫من‬ ‫ناضلت‬ ‫بمبدأ‬ ‫تضحي‬ ‫هل‬
13
‫واعتنقته‬ ‫به‬ ‫آمنت‬ ‫مبدأ‬ ‫ونفيس..؟‬ ‫غال‬ ‫كل‬ ‫ودفعت‬ ،‫وعالنية‬
‫عن‬ ‫بعيدا‬ ،‫والتسكع‬ ‫بالتشرد‬ ‫وال‬ ،‫الدراسة‬ ‫عن‬ ‫بالفصل‬ ‫آبه‬ ‫غير‬
‫الوطن..؟‬ ‫عن‬ ‫بعيدا‬ ،‫والخالن‬ ،‫األصدقاء‬
،‫يكن‬ ‫لم‬ ‫شيئا‬ ‫وكأن‬ ،‫وضحاها‬ ‫عشية‬ ‫بين‬ ‫مبدئك‬ ‫عن‬ ‫أتتخلي‬
،‫فرص‬ ‫نهاز‬ ‫هدف..؟‬ ‫أو‬ ‫قضية‬ ‫بال‬ ‫رجال‬ ‫مبدأ..؟‬ ‫بال‬ ‫رجال‬ ‫لتصبح‬
‫قوتك‬ ‫حياتك؟‬ ‫ومصلحتك؟‬ ‫اإليمان..؟‬ ‫عديم‬ ‫متلون‬ ،‫مادي‬
‫وتندمج‬ ‫تتجاهله..؟‬ ‫أن‬ ‫يمكن‬ ‫هل‬ ‫المادي..؟‬ ‫كيانك‬ ‫اليومي..؟‬
‫الكلي..؟‬ ‫المجموع‬ ‫في‬
‫الحاجة‬ ‫فيك‬ ‫وأنشبت‬ ‫الحياة‬ ‫عركتك‬ ‫وقد‬ ‫فاعل‬ ‫أنت‬ ‫ذا‬ ‫ما‬
‫أظافرها..؟‬ ‫والفاقة‬
،‫اإلعراب‬ ‫من‬ ‫لك‬ ‫محل‬ ‫ال‬ ،‫هينا‬ ‫الناس‬ ‫على‬ ‫تعيش‬ ‫أنت‬ ‫أترضى‬
‫المتاع..؟‬ ‫سقط‬ ‫من‬ ‫وكأنك‬
‫ويشيدون..؟‬ ‫يبنون‬ ‫وأصدقاؤك‬ ‫جواال‬ ،‫متسكعا‬ ‫تعيش‬ ‫أن‬ ‫أترضى‬
‫البصل؟‬ ‫من‬ ‫كيلو‬ ‫نصف‬ ،‫مجتمعة‬ ‫كلها‬ ‫بالمبادئ‬ ‫تشتري‬ ‫أتراك‬
‫لإليجار..؟‬ ‫ثمنا‬ ‫واإللتزام‬ ‫الفكر‬ ‫يدفع‬ ‫وهل‬ ‫أدوية؟‬ ‫وصفة‬ ‫أم‬
‫والناس..؟‬
،‫والترحاب‬ ‫بالهش‬ ‫ويقابلونك‬ ،‫ويعظمونك‬ ‫يحترمونك‬ ‫هل‬
..‫العالية‬ ‫وأخالقك‬ ‫لنزاهتك‬ ..‫وإعظاما‬ ‫إجالال‬ ‫واقفين‬
‫النبيلة..؟‬ ‫وشمائلك‬
..‫فاعلين‬ ‫أظنهم‬ ‫وما‬ ‫يفعلوا‬ ‫لم‬ ‫إنهم‬
‫كنت‬ ‫ولو‬ ،‫المشاكل‬ ‫مشكلة‬ ‫هو‬ ‫المبادئ‬ ‫مع‬ ‫المصالح‬ ‫تعارض‬
‫هذه‬ ‫على‬ ،‫شافيا‬ ‫جوابا‬ ‫أو‬ ‫سديدا‬ ‫رأيا‬ ‫أملك‬ ‫القارئ‬ ‫عزيزي‬
‫لكني‬ ،‫ضنين‬ ‫غير‬ ‫لك‬ ‫لقدمته‬ ،‫المطروحة‬ ‫المحرجة‬ ‫األسئلة‬
‫ومصيبة‬ ‫بلية‬ ،‫والمبادئ‬ ‫المصالح‬ ‫فتعارض‬ ،‫الجواب‬ ‫أجد‬ ‫ال‬
..‫وامتحان‬
‫الذين‬ ‫المحظوظون‬ ‫سوى‬ ‫والتناقض‬ ‫التعارض‬ ‫هذا‬ ‫من‬ ‫ينجو‬ ‫ولن‬
! ..‫هم‬ ‫ما‬ ‫العناية..وقليل‬ ‫لهم‬ ‫سبقت‬
14
15
3
‫البنوك‬ ‫عشاق‬
‫أطراف‬ ‫نتجاذب‬ ‫جلسنا‬ ،‫المتيمين‬ ‫البنوك‬ ‫عشاق‬ ‫من‬ ‫جماعة‬ ‫كنا‬
..‫الحديث‬
،‫اليافع‬ ‫والفتى‬ ،‫الهرم‬ ‫الشيخ‬ ‫منا‬ :‫متفاوتة‬ ‫أعمارنا‬ ‫كانت‬
..‫العمر‬ ‫والمتوسط‬
،‫األبجديون‬ ‫األميون‬ ‫فمنا‬ :‫متباعدة‬ ‫متباينة‬ ‫مستوياتنا‬ ‫وكانت‬
،‫والمعرفة‬ ‫العلم‬ ‫في‬ ‫الراسخون‬ ،‫والمثقفون‬ ‫المتعلمون‬ ‫ومنا‬
..‫مختلفة‬ ‫اجتماعية‬ ‫طبقات‬ ‫من‬ ‫وكنا‬
‫من‬ ‫به‬ ‫وناهيك‬ ،‫األبناك‬ ‫عشق‬ :‫العشق‬ ‫سوى‬ ‫بيننا‬ ‫يجمع‬ ‫يكن‬ ‫لم‬
...‫وثيقة‬ ‫وصلة‬ ‫متين‬ ‫قوي‬ ‫رباط‬
،‫الوجدانية‬ ‫ومعاناته‬ ،‫العاطفية‬ ‫تجربته‬ ‫عن‬ ‫يتحدث‬ ‫كل‬ ‫كان‬
..‫القاه‬ ‫ما‬ .. ‫لرفاقه‬ ‫ويشكو‬ ،‫هواه‬ ‫لواعج‬ ‫ويبث‬
‫تجربة‬ ‫وأكثرنا‬ ‫عمرا‬ ‫أكبرنا‬ ‫وكان‬ ،‫سلفة‬ ‫أبي‬ ‫ابن‬ ‫منتحل‬ ‫قال‬
:‫وشوقا‬ ‫لوعة‬ ‫وأشدنا‬
‫الدواء‬ ،‫عياء‬ ‫داء‬ ‫األبناك‬ ‫عشق‬ ‫أن‬ ‫األصدقاء‬ ‫الرفاق‬ ‫أيها‬ ‫لتعلموا‬
،‫مشتهاة‬ ‫وعلة‬ ،‫مستلذ‬ ‫مقام‬ ‫البنوك‬ ‫وعشق‬ ،‫المعاناة‬ ‫قدر‬ ‫على‬ ‫منه‬
.. ‫اإلفاقة‬ ‫عليلها‬ ‫يتمنى‬ ‫وال‬ ‫والشفاء‬ ‫البرء‬ ‫سقيمها‬ ‫يود‬ ‫ال‬
،‫المصرفية‬ ‫المكاتب‬ ‫نحو‬ ‫النظر‬ ‫إدمان‬ ‫باألبناك‬ ‫الوله‬ ‫عالمات‬ ‫ومن‬
.. ‫فروعها‬ ‫جميع‬ ‫في‬ ‫الحسابات‬ ‫وفتح‬ ،‫إداراتها‬ ‫أمام‬ ‫والوقوف‬
‫لي‬ ‫تبدت‬ ‫عندما‬ ،‫الجامع‬ ‫إلى‬ ‫متجها‬ ‫كنت‬ ‫يوم‬ ‫أنس‬ ‫ال‬ ‫أنس‬ ‫وإن‬
‫وتغلغل‬ ‫قلبي‬ ‫بجماع‬ ‫أخذت‬ ،‫القوام‬ ‫ممشوقة‬ ‫الطول‬ ‫فارعة‬ ‫بنك‬
..‫أحشائي‬ ‫في‬ ‫حبها‬
‫ركاعا‬ ‫أصلي‬ ‫وانثنيت‬ ،‫عذاري‬ ‫وخلعت‬ ‫ومسبحتي‬ ‫جبتي‬ ‫فرميت‬
..‫إليها‬ ‫أتقرب‬ ‫بنكي‬ ‫محراب‬ ‫في‬
.‫بديعة‬ ‫شعرية‬ ‫ومقطوعات‬ ‫طنانة‬ ‫قصائد‬ ‫ألهمتني‬ ‫وقد‬
:‫الرفاق‬ ‫فتصايح‬
:‫سلفة‬ ‫أبى‬ ‫بن؟‬ ‫يا‬ ‫فوك‬ ‫فض‬ ‫ال‬ ‫أنشدنا‬
16
:‫يقول‬ ‫وأنشد‬ ‫منتحل‬ ‫فتأوه‬
‫مــردود‬ ‫اقترضت‬ ‫وما‬ ‫أخذت‬ ‫ما‬ ‫هل‬ 	
‫محــدود‬ ‫اليوم‬ ‫نأتك‬ ‫إذ‬ ‫تسلفيها‬ ‫أم‬ 			
‫وارتحلوا‬ ‫البنك‬ ‫قروض‬ ‫الصغار‬ ‫رد‬ 	
..‫مجحود‬ ‫القوم‬ ‫كبار‬ ‫عند‬ ‫والقرض‬ 			
:‫وقالوا‬ ‫الرفاق‬ ‫كبر‬ ‫إنشاده‬ ‫أنهى‬ ‫ولما‬
.. ‫العشاق‬ ‫لزعيم‬ ‫إنك‬ ‫تاهلل‬ 	-
:‫وقال‬ ‫شك‬ ‫أبى‬ ‫ابن‬ ‫متوسط‬ ‫تنحنح‬ ‫ثم‬
‫من‬ ‫منهن‬ ،‫الغواني‬ ‫مثل‬ ‫األبناك‬ ‫أن‬ ‫الرفاق‬ ‫أيها‬ ‫لتعلموا‬ 	-
،‫المواعيد‬ ‫وتفويت‬ ‫المماطلة‬ ‫طول‬ ‫بعد‬ ‫إال‬ ‫لوصلك‬ ‫التأنس‬
‫على‬ ‫وإصرارك‬ ،‫تفانيك‬ ‫و‬ ‫الحب‬ ‫في‬ .. ‫أخالصك‬ ‫من‬ ‫للتأكد‬
..‫ومرماك‬ ‫غايتك‬ ‫بلوغ‬
‫وصلها‬ ‫على‬ ‫متهافتا‬ ،‫ولهانا‬ ‫بها‬ ‫متيما‬ ‫رأتك‬ ‫إذا‬ ‫من‬ ‫ومنهن‬
‫وإخالصك‬ ‫حبك‬ ‫وقابلت‬ ،‫تروى‬ ‫أقصوصة‬ ‫وتركتك‬ ‫قلتك‬
‫كذلك‬ ،‫الرقيب‬ ‫المعشوقة‬ ‫تكره‬ ‫وكما‬ ،‫والهجران‬ ‫بالصد‬
‫وأهل‬ ‫الرقيب‬ ‫خوف‬ ‫يتستر‬ ‫أن‬ ‫وصالها‬ ‫أراد‬ ‫من‬ ‫فعلى‬ ،‫البنك‬
.‫شماله‬ ‫أخذت‬ ‫ما‬ ‫يمينه‬ ‫تعلم‬ ‫ال‬ ‫حتى‬ ،‫الطويلة‬ ‫واأللسنة‬ ‫الفضول‬
‫بد‬ ‫وال‬ ،‫المعشوقة‬ ‫لدى‬ ‫الوسيط‬ ‫أو‬ ‫الوجيه‬ ‫استخدام‬ ‫ويستحب‬
،‫سهل‬ ‫منيع‬ ‫من‬ ‫فكم‬ ،‫جذابا‬ ‫حاذقا‬ ‫أنيقا‬ ‫يكون‬ ‫بحيث‬ ‫تخيره‬ ‫من‬
..‫الوسيط‬ ‫بفضل‬ ‫يسر‬ ‫وعسير‬
:‫شهيرة‬ ‫معلقة‬ ‫في‬ ‫قلت‬ ‫وقد‬
‫طروب‬ ‫البنوك‬ ‫في‬ ‫قلب‬ ‫طحابك‬ 	
‫قريب‬ ‫جاء‬ ‫عصر‬ ‫الوساطة‬ ‫بعيد‬ 				
‫قرضها‬ ‫شط‬ ‫وقد‬ ‫بنكي‬ ‫تكلفني‬ 	
‫وتهـــريب‬ ‫بيننا‬ ‫إفالس‬ ‫وصار‬ 				
‫فإنني‬ ‫بالبنوك‬ ‫تسألوني‬ ‫فإن‬ 	
‫طبيـــب‬ ‫البنوك‬ ‫بأدواء‬ ‫خبير‬ 				
17
18
‫ماله‬ ‫قل‬ ‫أو‬ ‫المرء‬ ‫حظ‬ ‫غاب‬ ‫إذا‬ 	
‫نصيب‬ ‫قرضهن‬ ‫من‬ ‫له‬ ‫فليس‬ 				
‫علمنه‬ ‫حيث‬ ‫المال‬ ‫ثراء‬ ‫يردن‬ 	
‫عجيب‬ ‫عندهن‬ ‫العقار‬ ‫وشرخ‬ 				
‫وأصلح‬ ،‫جلسته‬ ‫في‬ ‫فاستوى‬ ،‫مشاريع‬ ‫أبى‬ ‫ابن‬ ‫خداع‬ ‫دور‬ ‫وجاء‬
:‫هادئ‬ ‫بصوت‬ ‫وقال‬ ‫عمامته‬ ‫من‬
‫يعلمه‬ ‫يكاد‬ ‫ال‬ ‫ما‬ ‫أسرارها‬ ‫من‬ ‫وعلمت‬ ‫البنوك‬ ‫عايشت‬ ‫لقد‬ 	-
..‫مكاتبها‬ ‫في‬ ‫ونشأت‬ ‫البنوك‬ ‫إدارات‬ ‫في‬ ‫تربيت‬ ‫ألني‬ ،‫غيري‬
‫منصبا‬ ،‫أظافري‬ ‫نعومة‬ ‫منذ‬ ‫ذهني‬ ‫وأعمال‬ ‫وكدي‬ ‫كان‬ ‫وقد‬
،‫وبنوكا‬ ‫بنوكا‬ ‫أحببت‬ ‫وقد‬ ،‫أخبارها‬ ‫عن‬ ‫والبحث‬ ‫األبناك‬ ‫على‬
..‫األمثال‬ ‫مضرب‬ ‫صارت‬ ،‫بنوكية‬ ‫مغامرات‬ ‫وعشت‬
‫أمام‬ ‫ماثلة‬ ،‫بذهني‬ ‫عالقة‬ ‫ظلت‬ ،‫األولى‬ ‫ببنكي‬ ‫عالقتي‬ ‫أن‬ ‫غير‬
‫اكتشفت‬ ‫أن‬ ‫بعد‬ ‫حبالي‬ ‫صرمت‬ ‫وقد‬ ،‫العهد‬ ‫تقادم‬ ‫رغم‬ ‫عيني‬
..‫أخرى‬ ‫ببنك‬ ‫عالقتي‬
،‫الركبان‬ ‫بها‬ ‫سارت‬ ‫شهيرة‬ ‫قصيدة‬ ‫من‬ ‫أقول‬ ‫األولى‬ ‫بنكي‬ ‫وفي‬
:‫الرواة‬ ‫ألسنة‬ ‫على‬ ‫وجرت‬
‫وما‬ ،‫قصيدته‬ ‫إنشاد‬ ‫يستطع‬ ‫ولم‬ ‫والنحيب‬ ‫بالبكاء‬ ‫خداع‬ ‫وأجهش‬
.‫والهيام‬ ‫الوجد‬ ‫ولوعة‬ ،‫الغرام‬ ‫فرط‬ ‫من‬ ‫عليه‬ ‫مغشيا‬ ‫وقع‬ ‫أن‬ ‫لبث‬
‫أحد‬ ‫توجه‬ ،‫غيبوبته‬ ‫من‬ ‫وأفاق‬ ‫الماء‬ ‫عليه‬ ‫سكبنا‬ ‫أن‬ ‫ولما‬
:‫بالسؤال‬ ‫نحوي‬ ‫الحاضرين‬
..‫ومعاناتك؟‬ ‫قصتك‬ ‫عن‬ ‫تتحدث‬ ‫ال‬ ‫مالك‬ ‫فتى‬ ‫يا‬ ‫وأنت‬ 	-
‫صاغية‬ ‫وآذاننا‬ ،‫لشكواك‬ ‫مفتوحة‬ ‫فصدورنا‬ ‫ولدي‬ ‫يا‬ ‫تكلم‬
..‫وبلواك‬ ‫لمصيبتك‬
:‫واطمئنانا‬ ‫ثقة‬ ‫حديثه‬ ‫مألني‬ ‫وقد‬ ‫فقلت‬
،‫حوراء‬ ‫صغيرة‬ ‫بنكا‬ ‫علقت‬ ،‫عذرة‬ ‫بنى‬ ‫من‬ ‫عاشق‬ ‫سادتي‬ ‫يا‬ ‫أنا‬ -
‫أنفع‬ ‫والتستر‬ ‫الكتمان‬ ‫إن‬ ،‫يقولون‬ ‫الصبابة‬ ‫أهل‬ ‫سمعت‬ ‫وكنت‬
:‫قال‬ ‫من‬ ‫در‬ ‫وهلل‬ ،‫نفسي‬ ‫عن‬ ‫حتى‬ ‫حبها‬ ‫فكتمت‬ ،‫اليائس‬ ‫للعاشق‬
19
‫السماء‬ ‫في‬ ‫مسكنها‬ ‫البنك‬ ‫هي‬ 	
‫جميــــال‬ ‫عزاء‬ ‫الفؤاد‬ ‫فعز‬ 				
‫الصعــود‬ ‫إليها‬ ‫تستطيع‬ ‫فلن‬ 	
‫النزوال‬ ‫إليك‬ ‫تستطيع‬ ‫ولن‬ 				
‫برامج‬ ‫نتابع‬ ،‫األصدقاء‬ ‫من‬ ‫بشلة‬ ‫محفوفا‬ ‫كنت‬ ‫وبينما‬ ‫ليلة‬ ‫وذات‬
‫وارتعشت‬ ‫لوني‬ ‫فاصفر‬ ،‫الحبيبة‬ ‫إشهار‬ ‫أمامي‬ ‫مر‬ ‫التلفزيون‬
..‫والقلق‬ ‫اإلستفهام‬ ‫عالمات‬ ‫شفاهي‬ ‫على‬ ‫وارتسمت‬ ،‫يداي‬
‫قد‬ ‫سري‬ ‫أن‬ ‫علمت‬ ‫ويتغامزون‬ ‫نحوي‬ ‫ينظرون‬ ‫القوم‬ ‫رأيت‬ ‫ولما‬
‫وشمرت‬ ‫رأسي‬ ‫عن‬ ‫سادتي‬ ‫يا‬ ‫فكشفت‬ ..‫شاع‬ ‫قد‬ ‫أمري‬ ‫وأن‬ ..‫ذاع‬
‫صعب‬ ‫جموحا‬ ‫قبلها‬ ‫كنت‬ ‫وقد‬ ،‫عناني‬ ‫إليها‬ ‫وألقيت‬ ،‫ذراعي‬ ‫عن‬
..‫اإلنقياد‬
‫العباس‬ ‫سنة‬ ‫على‬ ‫فأنا‬ ،‫يائس‬ ..‫طاهر‬ ..‫عفيف‬ ‫لبنكي‬ ‫حبي‬ ‫أن‬ ‫غير‬
‫العجال‬ ‫والنظرة‬ ،‫بالمنى‬ ‫أكتفي‬ ،‫وجميل‬ ‫وكثير‬ ..‫األحنف‬ ‫ابن‬
..‫وأوائله‬ ‫نلتقي‬ ‫ال‬ ،‫أواخره‬ ‫تنقضي‬ ‫وبالحول‬
‫صورة‬ ‫على‬ ‫وعينه‬ ،‫سلفة‬ ‫أبى‬ ‫ابن‬ ‫منتحل‬ ‫قاطعني‬ ‫وعندها‬
:‫بالحائط‬ »‫المعلقة‬ ‫«البنك‬
:‫فأنشدت‬
‫األرزاق‬ ‫بك‬ ‫صنعت‬ ‫ما‬ ‫تخفي‬ ‫ال‬ 	
‫ســراق‬ ‫فكلنا‬ ‫هواك‬ ‫واشرح‬ 				
‫الهوى‬ ‫له‬ ‫شكوت‬ ‫من‬ ‫يعينك‬ ‫عسى‬ 	
‫رفـاق‬ ‫فالمهربون‬ ‫حمله‬ ‫في‬ 				
‫طامع‬ ‫أول‬ ‫فلست‬ ‫تجزعن‬ ‫ال‬ 	
‫واألسواق‬ ‫الصفقات‬ ‫به‬ ‫فتكت‬ 				
‫كتفي‬ ‫على‬ ‫مشارع‬ ‫أبى‬ ‫ابن‬ ‫خداع‬ ‫ربت‬ ‫إنشادي‬ ‫من‬ ‫انتهيت‬ ‫ولما‬
:‫قائال‬
‫ولدي‬ ‫يا‬ ..‫بخ‬ ‫بخ‬ 	-
! ..‫للمحبوب‬ ‫فداء‬ ‫مات‬ ‫من‬ ‫شهيدا‬ ‫مات‬ ‫قد‬
20
4
‫الحياة‬ ‫مدرسة‬
21
‫لرئاسة‬ ‫مرشحين‬ ‫بين‬ ‫الساخة‬ ‫المواجهة‬ ‫تلك‬ ‫أذكر‬ ‫زلت‬ ‫ما‬
‫من‬ ‫كل‬ ‫حاول‬ ‫فقد‬ ..‫الغربية‬ ‫الدول‬ ‫إحدى‬ ‫في‬ ‫الجمهورية‬
‫الناخب‬ ‫الجمهور‬ ‫أمام‬ ‫والظهور‬ ،‫منافسه‬ ‫على‬ ‫القضاء‬ ‫المترشحين‬
،‫والجدل‬ ‫المنطق‬ ‫أسلحة‬ ‫شتى‬ ‫مستخدما‬ ،‫المناسب‬ ‫الرجل‬ ‫بمظهر‬
‫شأن‬ ‫من‬ ‫والحط‬ ‫مستواه‬ ‫من‬ ‫للرفع‬ ،‫واإلقناع‬ ‫البرهنة‬ ‫وأساليب‬
..‫منافسه‬
‫ودوراته‬ ،‫العليا‬ ‫شهاداته‬ ‫يعدد‬ ‫الرجلين‬ ‫أحد‬ ‫بدأ‬ ‫المواجهة‬ ‫وخالل‬
‫منافسه‬ ‫سؤال‬ ‫إلى‬ ‫وانتهى‬ ،‫العالمية‬ ‫المدارس‬ ‫أكبر‬ ‫في‬ ‫التدريبية‬
:‫البديهية‬ ‫على‬ ‫فأجاب‬ ،‫والعلمية‬ ‫الثقافية‬ ‫مؤهالته‬ ‫عن‬
..‫الحياة‬ ‫مدرسة‬ ‫خريج‬ ‫أنا‬ 	-
،‫المواطنين‬ ‫نفوس‬ ‫على‬ ‫العميق‬ ‫أثرها‬ ‫السحرية‬ ‫الكلمة‬ ‫لهذه‬ ‫وكان‬
‫كنت‬ ..‫الحياة‬ ‫مدرسة‬ ‫خريج‬ ،‫صاحبنا‬ ‫ونجح‬ ..‫البلد‬ ‫ذلك‬ ‫في‬
‫الحصول‬ ‫أن‬ ‫وأحسب‬ ،‫للجامعة‬ ‫بانتمائي‬ ‫أعتز‬ ‫جامعيا‬ ‫أزال‬ ‫ال‬ ‫وقتها‬
‫أجهل‬ ‫كنت‬ ..‫األمان‬ ‫بر‬ ‫إلى‬ ‫وصوال‬ ‫الجامعية‬ ‫الشهادات‬ ‫على‬
‫الحياة‬ ‫معترك‬ ‫ودخلت‬ ‫تخرجت‬ ‫حتى‬ ،‫الكلمة‬ ‫تلك‬ ‫وأبعاد‬ ‫معنى‬
‫كتفي‬ ‫وعلى‬ ‫شهاداتي‬ ‫متأبطا‬ ،‫اإلجتماعية‬ ‫والعالقات‬ ..‫المهنية‬
.‫والنظريات‬ .. ‫والمثل‬ ‫المبادئ‬ ‫من‬ ‫جملة‬ ‫أحمل‬
‫شيئا‬ ‫بأن‬ ‫شعرت‬ ‫حتى‬ ،‫الدوامة‬ ‫تلك‬ ‫دخلت‬ ‫إن‬ ‫ما‬ ‫أني‬ ‫غير‬
‫مضامين‬ ‫واستكناه‬ ..‫الحياة‬ ‫وطالسم‬ ‫رموز‬ ‫لفك‬ ‫ينقصني‬ ‫ما‬
‫أن‬ ‫بعد‬ ،‫اإلبتدائية‬ ‫الحياة‬ ‫مدرسة‬ ‫فدخلت‬ ..‫اليومية‬ ‫الخطابات‬
‫مدرسة‬ ‫من‬ ‫ويالها‬ ،‫منها‬ ‫المتخرجين‬ ‫وشاهدت‬ ‫تكوينها‬ ‫أعجبني‬
‫في‬ ‫صارم‬ ‫منهج‬ ‫وال‬ ،‫أختام‬ ‫وال‬ ‫مزوقة‬ ‫شهادات‬ ‫لها‬ ‫ليست‬ ،‫رائعة‬
‫إليه‬ ‫يأوي‬ ‫ثابت‬ ‫مقر‬ ‫حتى‬ ‫وال‬ ،‫قاعات‬ ‫أو‬ ‫مدرجات‬ ‫وال‬ ،‫التدريس‬
،‫عملية‬ ‫دروسها‬ ‫مجردة‬ ‫غير‬ ‫ملموسة‬ ‫مدرسة‬ ‫إنها‬ ..‫المنتسبون‬
.‫النظريات‬ ‫من‬ ‫أكثر‬ ‫والتجريب‬ ‫الممارسة‬ ‫تعتمد‬ ‫تطبيقية‬
‫هو‬ ‫ما‬ ‫يستعجل‬ ‫وال‬ ،‫فات‬ ‫ما‬ ‫على‬ ‫يأسى‬ ‫ال‬ ‫الحياة‬ ‫مدرسة‬ ‫خريج‬
،‫اإلحساس‬ ‫متحجر‬ ‫أو‬ ‫الذاكرة‬ ‫فاقد‬ ‫أو‬ ‫الطموح‬ ‫عديم‬ ‫ألنه‬ ‫ال‬ ،‫آت‬
‫فهو‬ ‫لذلك‬ ،‫كان‬ ‫مما‬ ‫أحسن‬ ‫باإلمكان‬ ‫ليس‬ ‫أن‬ ‫يرى‬ ‫لكونه‬ ‫وإنما‬
22
‫باسما‬ ‫ويصحو‬ ‫مريحا‬ ‫هادئا‬ ‫نوما‬ ‫جفنه‬ ‫ملء‬ ‫ينام‬ ،‫العين‬ ‫قرير‬
‫وال‬ ‫حاسد‬ ‫ال‬ ‫فهو‬ ،»‫«حسد‬ ‫كلمة‬ ‫قاموسه‬ ‫في‬ ‫ليس‬ ،‫المحيا‬ ‫طلق‬
‫كالسهم‬ ،‫منطلقا‬ ‫الشارع‬ ‫في‬ ‫يسير‬ ‫وهو‬ ‫بسيماه‬ ‫وتعرفه‬ ..‫محسود‬
،‫عنده‬ ‫فرق‬ ‫ال‬ ،‫سيارة‬ ‫متن‬ ‫على‬ ‫أو‬ ‫راجال‬ ‫ومبتغاه‬ ‫غايته‬ ‫حيث‬ ‫إلى‬
،‫هدفه‬ ‫حيث‬ ‫إلى‬ ‫يتجه‬ ‫وإنما‬ ..‫الوراء‬ ‫إلى‬ ‫ملتفتا‬ ‫وال‬ ‫معرجا‬ ‫ال‬
‫هو‬ ‫إذ‬ ،‫مشيته‬ ‫في‬ ‫يختال‬ ‫ال‬ ‫وهو‬ ،‫يريد‬ ‫ال‬ ‫وما‬ ‫يريد‬ ‫ما‬ ‫يعرف‬
‫وخريج‬ ..‫طوال‬ ‫الجبال‬ ‫يبلغ‬ ‫ولن‬ ‫األرض‬ ‫يخرق‬ ‫لن‬ ‫أنه‬ ‫مقتنع‬
،‫الحقيقي‬ ‫اإلجتماعي‬ ‫بزيه‬ ‫ويتزيا‬ ‫واقعه‬ ‫يعيش‬ ،‫الحياة‬ ‫مدرسة‬
‫أحالمه‬ ‫ويرسم‬ ‫مشاريعه‬ ‫ويخطط‬ ،‫لقدراته‬ ‫مطابقا‬ ‫طموحه‬ ‫جاعال‬
..‫اإلنجاز‬ ‫على‬ ‫وقدرته‬ ‫طاقته‬ ‫قدر‬ ‫على‬
‫فهو‬ ،‫بطبعه‬ ‫اجتماعي‬ ‫اإلنسان‬ ‫وأن‬ ،‫للناس‬ ‫الناس‬ ‫أن‬ ‫يعرف‬ ‫وهو‬
‫وهو‬ ،‫نفاق‬ ‫أو‬ ‫تزلف‬ ‫دون‬ ‫ولين‬ ‫برفق‬ ‫الناس‬ ‫يعامل‬ ‫متودد‬ ‫حنون‬
‫يعاملهم‬ ،‫الناس‬ ‫من‬ ‫شديدين‬ ‫ورعبا‬ ‫خوفا‬ ‫يخفي‬ ‫كله‬ ‫ذلك‬ ‫وراء‬
،‫نزعاتهم‬ ‫واختالف‬ ‫أهوائهم‬ ‫تضارب‬ ‫مدركا‬ ،‫وترقب‬ ‫بحذر‬
‫مدرسة‬ ‫وخريج‬ ..‫ضار‬ ‫ذئب‬ ‫اإلنسان‬ ‫وأن‬ ‫ألسنتهم‬ ‫وذالقة‬ ‫وذاتيتهم‬
‫يتشكلون‬ ‫الناس‬ ‫بان‬ ‫القائلة‬ ،‫اإلجتماعية‬ ‫بالهرمية‬ ‫يؤمن‬ ‫ال‬ ‫الحياة‬
‫في‬ ‫يسيرون‬ ‫الناس‬ ‫أن‬ ‫يرى‬ ‫فهو‬ ..‫بعض‬ ‫فوق‬ ‫بعضهم‬ ‫كالهرم‬
‫يسيرون‬ ‫لكنهم‬ ‫يتشابهون‬ ‫أو‬ ‫يلتقون‬ ‫ال‬ ‫قد‬ ،‫متوازية‬ ‫خطوط‬
‫ويتذكر‬ ‫دروسه‬ ‫يراجع‬ ‫الحياة‬ ‫مدرسة‬ ‫وخريج‬ ..‫جنب‬ ‫إلى‬ ‫جنبا‬
‫على‬ ‫وليدها‬ ‫«العيش»حاملة‬ ‫أو‬ ‫الكسكس‬ ‫بائعة‬ ‫رأى‬ ‫إذا‬ ‫مدرسته‬
‫انحنى‬ ‫إذا‬ ‫مدرسته‬ ‫ويتذكر‬ ،‫عرقا‬ ‫يتصبب‬ ‫وجبينها‬ ،‫ظهرها‬
‫والطوابير‬ ‫المحتشدين‬ ‫رأى‬ ‫وإذا‬ ..‫قدميه‬ ‫على‬ ‫األحذية‬ ‫ماسح‬
‫مدرسته‬ ‫تذكر‬ ..‫الباص‬ ‫أو‬ ‫األجرة‬ ‫سيارة‬ ‫منتظرة‬ ،‫األرصفة‬ ‫على‬
.‫ودروسه‬
‫أنتمي‬ ‫التي‬ ‫الرائعة‬ ‫الحياة‬ ‫مدرسة‬ ‫هي‬ ‫القارئ‬ ‫عزيزي‬ ‫تلك‬
‫هذه‬ ‫عن‬ ‫قادمة‬ ‫مناسبات‬ ‫في‬ ‫وسأحدثك‬ ..‫الوقت‬ ‫بعض‬ ‫منذ‬ ،‫إليها‬
‫أدري‬ ‫لست‬ ‫كدت‬ ‫وإن‬ ..‫علمتني‬ ‫وما‬ ،‫القيمة‬ ‫ودروسها‬ ‫المدرسة‬
..‫الراسبين‬ ‫من‬ ‫أكون‬ ‫أم‬ ‫سأنجح‬ ‫هل‬ ..‫سلفا‬
23
5
‫المنفوش‬
24
..‫بالده‬ ‫خدمة‬ ‫في‬ ‫النفوش‬ ‫قضاها‬ ‫سنة‬ ‫ثالثون‬
‫قطاع‬ ‫من‬ ‫المنفوش‬ ‫فيها‬ ‫تنقل‬ ،‫اإلداري‬ ‫العمل‬ ‫من‬ ‫سنة‬ ‫ثالثون‬
،‫قطاع‬ ‫إلى‬
‫واإلقتصادية‬ ‫اإلجتماعية‬ ‫التحوالت‬ ‫مختلف‬ ‫المنفوش‬ ‫عايش‬
..‫والسياسية‬
،‫األمطار‬ ‫وغزارة‬ ‫المخصبات‬ ‫والسنوات‬ ،‫الرخاء‬ ‫فترات‬ ‫شهد‬
..‫الريف‬ ‫وازدهار‬
..‫العجاف‬ ‫والسنوات‬ ‫والجدب‬ ‫والقحط‬ ‫الجفاف‬ ‫أيام‬ ‫حاضرا‬ ‫وكان‬
،‫الجديدين‬ ‫كر‬ ‫وال‬ ‫الخطوب‬ ‫تتابع‬ ‫يغيره‬ ‫ال‬ ،‫هو‬ ‫هو‬ ‫دائما‬ ‫كان‬
..‫الظروف‬ ‫قساوة‬ ‫وال‬
.‫أبدا‬ ‫مرتاحا‬ ..‫العين‬ ‫قرير‬ ،‫أبدا‬ ‫راضيا‬ ‫كان‬
‫أمينا‬ ‫خادما‬ ،‫الوطن‬ ‫داعي‬ ‫فيلبي‬ ‫سام‬ ‫لمنصب‬ ‫المنفوش‬ ‫يستدعي‬
..‫اإلخالص‬ ‫في‬ ‫متفانيا‬ ..‫مخلصا‬
‫بنفس‬ ‫فيسارع‬ ،‫ومردودية‬ ‫أهمية‬ ‫أقل‬ ‫أخرى‬ ‫لوظائف‬ ‫ويستدعى‬
..‫اإلندفاع‬ ‫ونفس‬ ‫الحماس‬
‫في‬ ‫متجوال‬ ،‫الطرقات‬ ‫في‬ ‫سائرا‬ ‫فتلقاه‬ ‫منصبه‬ ‫من‬ ‫يجرد‬ ‫ثم‬
‫وكأن‬ ،‫باسما‬ ‫الهوينى‬ ‫يمشي‬ ‫ناقما‬ ‫وال‬ ‫عاتبا‬ ‫ال‬ ،‫العامة‬ ‫األماكن‬
.‫يكن‬ ‫لم‬ ‫شيئا‬
..‫كان‬ ‫هكذا‬
‫وبذروها‬ ‫الجماهير‬ ‫وخيرات‬ ،‫العمومية‬ ‫باألموال‬ ‫زمالؤه‬ ‫تالعب‬
..‫تبذيرا‬
‫ركبوا‬ ،‫الفاخرة‬ ‫الشقق‬ ‫واشتروا‬ ،‫الشاهقة‬ ‫العمارات‬ ‫شيدوا‬
..‫والسهرات‬ ‫والوالئم‬ ‫الحفالت‬ ‫ونظموا‬ ،‫البراقة‬ ‫الفارهة‬ ‫السيارات‬
،‫النبيل‬ ‫والمجتمع‬ ‫الفاضلة‬ ‫بالقيم‬ ‫مؤمنا‬ ‫كان‬ ،‫المنفوش‬ ‫إال‬
،‫الصلبة‬ ‫الجدارات‬ ‫تكسير‬ ‫عزمه‬ ‫وصالبة‬ ‫إيمانه‬ ‫لشدة‬ ‫واستطاع‬
‫على‬ ‫والتسامي‬ ،‫والمعاكسة‬ ‫القوية‬ ‫التيارات‬ ‫وجه‬ ‫في‬ ‫والوقوف‬
..‫التافهة‬ ‫اليومية‬ ‫والتفاصيل‬ ‫الجزئيات‬
25
‫وكم‬ ..‫ومبدئه‬ ‫بوطنه‬ ‫للتضحية‬ ‫نفسه‬ ‫عن‬ ‫راودوه‬ ‫وكم‬
..‫عذلوه‬
‫باسم‬ ‫ورجوه‬ ،‫الواقع‬ ‫باسم‬ ‫وناشدوه‬ ‫جميعا‬ ‫ذووه‬ ‫تنادى‬
.‫المناخ‬ ‫مع‬ ‫ويتكيف‬ ‫الظروف‬ ‫مع‬ ‫يتأقلم‬ ‫أن‬ ‫السائدة‬ »‫«المنظومة‬
..‫بالنواجذ‬ ‫عليه‬ ‫عاضا‬ ‫مبدئه‬ ‫على‬ ‫قابضا‬ ‫ظل‬ ‫لكنه‬
:‫والعذل‬ ‫النصحاء‬ ‫أمام‬ ‫دوما‬ ‫يردد‬ ‫كان‬
‫لست‬ ،‫مهمة‬ ‫صاحب‬ ..‫موظف‬ ،‫مبدئي‬ ‫رجل‬ ‫سادتي‬ ‫يا‬ ‫أنا‬ 	-
‫لسلكت‬ ‫الثراء‬ ‫أريد‬ ‫كنت‬ ‫ولو‬ ..‫فاجرا‬ ‫وال‬ ‫ساداتي‬ ‫يا‬ ‫تاجرا‬
‫أحسن‬ ‫باإلمكان‬ ‫ليس‬ ‫إذ‬ ،‫ومرتاح‬ ‫راض‬ ‫إني‬ ‫ثم‬ ،‫زمان‬ ‫من‬ ‫طريقه‬
..‫كان‬ ‫مما‬
‫وعيروه‬ ..‫عنه‬ ‫وانفضوا‬ ‫القوم‬ ‫منه‬ ‫يئس‬ ‫حتى‬ ‫يقول‬ ‫كان‬ ‫هكذا‬
..‫والطموح‬ ‫الهمة‬ ‫وقلة‬ ..‫والعجز‬ ..‫الشخصية‬ ‫بضعف‬
‫والبيت‬ ‫األوالد‬ ‫له‬ ‫تاركة‬ ،‫وامق‬ ‫غير‬ ‫فراق‬ ‫وفارقته‬ ‫زوجته‬ ‫قلته‬
‫محيطه‬ ‫في‬ ،‫معزوال‬ ‫مهمشا‬ ‫المنفوش‬ ‫وأصبح‬ ..‫الحياة‬ ‫وضجيج‬
‫خطرا‬ ‫يرونه‬ ‫ومرؤوسوه‬ ،‫ورؤساؤه‬ ‫ومعاونوه‬ ‫فزمالؤه‬ ،‫المهني‬
..‫عنها‬ ‫اإلبتعاد‬ ‫يجب‬ ‫سوداء‬ ‫ومصيبة‬ ،‫داهما‬
‫وحبه‬ ..‫بالدولة‬ ‫إيمانه‬ ‫وعمق‬ ‫إرادته‬ ‫وقوة‬ ..‫صراحته‬ ‫ولشدة‬
‫المنفوش‬ ‫أصبح‬ ،‫الصغيرة‬ ‫المنفعيات‬ ‫على‬ ‫وتعاليه‬ ،‫للوطن‬
‫الموعود‬ ‫اليوم‬ ‫وجاء‬ ..‫الجميع‬ ‫عنه‬ ‫ويبتعد‬ ‫الجميع‬ ‫يخافه‬ ‫طاعونا‬
‫من‬ ‫وخرج‬ ‫المعاش‬ ‫على‬ ‫أحيل‬ ،‫التقاعد‬ ‫إلى‬ ‫المنفوش‬ ‫وأحيل‬
‫مفاتيح‬ ‫لخلفه‬ ‫وسلم‬ ،‫عليه‬ ‫وال‬ ..‫الله‬ ..‫أمه‬ ‫ولدته‬ ‫كيوم‬ ‫اإلدارة‬
..‫منزل‬ ‫وال‬ ‫سيارة‬ ‫بال‬ ‫ليبقى‬ ‫المنزل‬ ‫ومفاتيح‬ ‫السيارة‬
‫على‬ ‫مر‬ ‫كلما‬ ‫كان‬ ،‫وحيدا‬ ..‫بعيدا‬ ‫الصفيح‬ ‫مدينة‬ ‫إلى‬ ‫وانتقل‬
:‫متغامزين‬ ‫وتهامسوا‬ ‫ساخرين‬ ‫عليه‬ ‫ضحكوا‬ ‫قوم‬
..‫ويحييه‬ ‫يصافحه‬ ‫المنفوش‬ ‫إلى‬ ‫بعضهم‬ ‫سارع‬ ‫وربما‬
‫سماع‬ ‫وألفوا‬ ،‫الملتقيات‬ ‫يفتتح‬ ،‫التلفزيون‬ ‫في‬ ‫رؤيته‬ ‫تعودا‬ ‫فقد‬
.‫اإلذاعات‬ ‫في‬ ‫مدويا‬ ‫الجهوري‬ ‫صوته‬
26
‫متعاليا‬ ،‫التفكير‬ ‫سامي‬ ‫عظيما‬ ‫رجال‬ ‫فعال‬ ‫المنفوش‬ ‫كان‬ ‫وقد‬
‫الفقر‬ ‫بين‬ ‫تعارض‬ ‫ال‬ ‫بأن‬ ‫مقتنعا‬ ‫كان‬ ‫لكنه‬ ،‫الدناءات‬ ‫على‬
‫الباطل‬ ‫وأن‬ ،‫المشركون‬ ‫كره‬ ‫ولو‬ ‫حق‬ ‫الحق‬ ‫وأن‬ ،‫والعظمة‬
..‫المزيفون‬ ‫زيف‬ ‫ولو‬ ،‫باطل‬
‫وشامل‬ ‫دائم‬ ‫سالم‬ ‫وفي‬ ،‫نفسه‬ ‫مع‬ ‫تام‬ ‫انسجام‬ ‫في‬ ‫عاش‬ ‫لذلك‬
‫ال‬ ..‫ضميره‬ ‫مع‬ ‫جوار‬ ‫وحسن‬ ‫تعايش‬ ‫وفي‬ ‫ذاته‬ ‫مع‬ ‫ومصالحة‬
‫حتى‬ ‫وال‬ ‫المتنافسون‬ ‫يقلقه‬ ‫وال‬ ‫والمجد‬ ‫الظهور‬ ‫حب‬ ‫يؤرقه‬
..‫الوشاة‬
‫بالعروة‬ ‫متمسكا‬ ..‫الصحيح‬ ‫هو‬ ‫طريقه‬ ‫أن‬ ‫مقتنعا‬ ‫جفنه‬ ‫ملء‬ ‫ينام‬
..‫األصلح‬ ‫والمنهج‬ ‫الوثقى‬
‫ويا‬ ،‫ثمود‬ ‫في‬ ‫صالحا‬ ‫يا‬ ،‫وطنه‬ ‫في‬ ‫الغريب‬ ‫المنفوش‬ ‫أيها‬ ‫فيا‬
‫ورميت‬ ،‫والجوهر‬ ‫العرض‬ ‫بين‬ ‫ميزت‬ ‫من‬ ‫ويا‬ ،‫عاد‬ ‫في‬ ‫هودا‬
‫أنت‬ ،‫الكالب‬ ‫نباح‬ ‫رغم‬ ‫قافلتك‬ ‫وسارت‬ ،‫باللباب‬ ‫محتفظا‬ ‫القشور‬
..‫الحق‬ ‫والرجل‬ ..‫الحق‬ ‫والموظف‬ ،‫الحق‬ ‫المواطن‬ ‫أنت‬ ،‫سيدي‬ ‫يا‬
،‫بخيبتنا‬ ‫والمتمسكون‬ ،‫بنفشتنا‬ ‫المعتزون‬ ‫المنفوشون‬ ‫نحن‬ ‫وإننا‬
‫على‬ ‫سنبقى‬ ‫أننا‬ ‫على‬ ‫ونعاهدك‬ ،‫وإجالل‬ ‫إكبار‬ ‫تحية‬ ‫نحييك‬
‫وإنها‬ ،‫متمسكين‬ ‫واألمة‬ ‫الوطن‬ ‫وبأهداب‬ ،‫سائرين‬ ‫النفشة‬ ‫درب‬
! ...‫الفقر‬ ‫حتى‬ ‫لنفشة‬
27
6
‫باإلنتماء‬ ‫الشعور‬
..‫والعدالة‬ ‫واإلخاء‬ ‫الشرف‬ ‫شعارنا‬ ،‫موريتانيون‬ ‫كلنا‬
‫متساوون‬ ‫فنحن‬ ،‫فالحين‬ ‫أو‬ ‫طلبة‬ ،‫تجارا‬ ،‫والة‬ ،‫وزراء‬ ‫كنا‬ ‫وسواء‬
..‫المواطنة‬ ‫وواجبات‬ ‫حقوق‬ ‫في‬
،‫اإلجتماعية‬ ‫التشكيلة‬ ‫في‬ ‫وتموضعه‬ ‫موقعه‬ ‫حسب‬ ‫منا‬ ‫فلكل‬
..‫الوطن‬ ‫تجاه‬ ‫يؤديها‬ ‫وواجبات‬ ،‫فيها‬ ‫مراء‬ ‫ال‬ ‫طبيعية‬ ‫حقوق‬
..‫الصيني‬ ‫المشط‬ ‫كأسنان‬ ،‫متساوون‬ ‫والجنسية‬ ‫بالمواطنة‬ ‫فنحن‬
‫فنحن‬ ،‫باإلنتماء‬ ‫بالشعور‬ ‫يتعلق‬ ‫عندما‬ ‫تماما‬ ‫يختلف‬ ‫األمر‬ ‫أن‬ ‫غير‬
..‫الصارخ‬ ‫التناقض‬ ‫درجة‬ ‫يصل‬ ‫اختالفا‬ ‫ومختلفون‬ ‫متفاوتون‬
‫بالوطن‬ ‫فارتباطهم‬ ،‫إال‬ ‫ليس‬ ‫بالجنسية‬ ‫مواطنون‬ ‫منا‬ ‫فكثيرون‬
..‫الوالة‬ ‫أو‬ ‫العمد‬ ‫بأختام‬ ‫المختومة‬ ‫األوراق‬ ‫تلك‬ ‫يعدو‬ ‫ال‬ ‫شكلي‬
‫زي‬ ‫ارتداء‬ ‫عن‬ ‫وعجزوا‬ ،‫والمعرفة‬ ‫العلم‬ ‫قطار‬ ‫فاتهم‬ ‫قوم‬ ‫وهم‬
‫وظلوا‬ ،‫المجموعة‬ ‫في‬ ‫اإلندماج‬ ‫عن‬ ‫عجزوا‬ ‫كما‬ ،‫ولبوسه‬ ‫العصر‬
‫دائرة‬ ‫حتى‬ ‫يتجاوزوا‬ ‫لم‬ ‫أو‬ ،‫العائلة‬ ‫أو‬ ‫القبيلة‬ ‫دائرة‬ ‫في‬ ‫يعيشون‬
.‫الحضاري‬ ‫ووعيهم‬ ‫رؤيتهم‬ ‫في‬ ‫لنقص‬ ،‫األنا‬
‫العطايا‬ ‫لهم‬ ‫وتجزل‬ ،‫بالهبات‬ ‫قلوبهم‬ ‫الدولة‬ ‫تؤلف‬ ‫أن‬ ‫إما‬ ‫فهؤالء‬
..‫ناكصين‬ ‫أعقابهم‬ ‫على‬ ‫يرتدوا‬ ‫أن‬ ‫وإما‬ ،‫والصالت‬
‫أن‬ ‫بعد‬ ،‫منصب‬ ‫في‬ ‫األصهار‬ ‫أو‬ ‫األقارب‬ ‫أحد‬ ‫عين‬ ‫أن‬ ‫صادف‬ ‫فإذا‬
:‫وقالوا‬ ‫صفقوا‬ ،‫األمر‬ ‫أولي‬ ‫اختيار‬ ‫عليه‬ ‫وقع‬
‫قيد‬ ‫دون‬ ‫وانتماءهم‬ ‫والءهم‬ ‫وأعلنوا‬ ،‫الحق‬ ‫حصص‬ ‫اآلن‬ 	-
،‫له‬ ‫وضعت‬ ‫ما‬ ‫غير‬ ‫في‬ ‫الدولة‬ ‫أموال‬ ‫بذر‬ ‫إذا‬ ‫حتى‬ ،‫شرط‬ ‫أو‬
‫واستبدل‬ ‫مهامه‬ ‫من‬ ‫وجرد‬ ،‫الجادة‬ ‫دائرة‬ ‫عن‬ ‫وخرج‬ ‫اختلس‬ ‫أو‬
‫ويقتنصون‬ ‫ينتقدون‬ ‫رأيتهم‬ ..‫وقدرة‬ ،‫صالحا‬ ‫أكثر‬ ‫آخر‬ ‫بمواطن‬
:‫قائلين‬ ‫الدولة‬ ‫أجهزة‬ ‫في‬ ،‫الضعف‬ ‫نقاط‬
‫وقد‬ ‫والخراب‬ ‫اإلنهيار‬ ‫طريق‬ ‫في‬ ‫سائرة‬ ‫إال‬ ‫نراها‬ ‫ما‬ 	-
..‫اإلفالس‬ ‫حفرة‬ ‫شفى‬ ‫على‬ ‫البالد‬ ‫وأصبحت‬ ،‫اآلزفة‬ ‫أزفت‬
..‫بالباطل‬ ‫والتقول‬ ‫التخرص‬ ‫من‬ ‫ذلك‬ ‫غير‬ ‫إلى‬
‫ال‬ ‫وكنا‬ ،‫الدولة‬ ‫في‬ ‫مسؤوال‬ ،‫خالته‬ ‫ابن‬ ‫كان‬ ‫منهم‬ ‫فتى‬ ‫وأعرف‬
28
‫إال‬ ،‫بمصيرنا‬ ‫المساس‬ ‫ذات‬ ‫الكبرى‬ ‫القضايا‬ ‫من‬ ‫قضية‬ ‫نناقش‬ ‫نكاد‬
‫اإلتهامات‬ ‫يرد‬ ‫مدافعا‬ ‫رأسه‬ ‫ونصب‬ ،‫وجهه‬ ‫واحمر‬ ‫قيامته‬ ‫قامت‬
..‫اإلتجاهات‬ ‫مختلف‬ ‫في‬
‫هداما‬ ‫نقدا‬ ‫أو‬ ‫معارضة‬ ‫ليس‬ ‫نقاشنا‬ ‫أن‬ ‫أفهمه‬ ‫كنت‬ ‫ما‬ ‫وكثيرا‬
‫على‬ ‫وحضورا‬ ‫الكبرى‬ ‫األمور‬ ‫في‬ ‫مشاركة‬ ‫وإنما‬ ..‫أجوف‬
..‫والمواطنين‬ ‫للوطن‬ ‫حب‬ ‫هو‬ ‫بل‬ ،‫الوطنية‬ ‫الساحة‬
‫هذا‬ ‫أوتي‬ ‫ما‬ ‫مثل‬ ‫لي‬ ‫ليت‬ ‫يا‬ :‫نفسي‬ ‫في‬ ‫وأقول‬ ‫أغبطه‬ ‫وكنت‬
‫وإنه‬ – ‫حماه‬ ‫عن‬ ‫والذب‬ ،‫عليه‬ ‫والغيرة‬ ..‫الوطن‬ ‫حب‬ ‫من‬ ‫الفتى‬
..‫عظيم‬ ‫حظ‬ ‫لذو‬
‫وذنب‬ ‫ارتكبها‬ ‫لجريمة‬ ،‫منصبه‬ ‫من‬ ‫قريبه‬ ‫جرد‬ ‫إن‬ ‫ما‬ ‫أنه‬ ‫غير‬
‫أو‬ ‫لمسخ‬ ‫خضع‬ ‫وكأنما‬ ،‫كالحرباء‬ ‫تحول‬ ‫حتى‬ ،‫يداه‬ ‫جنبته‬
..‫دماغ‬ ‫غسل‬
..‫لغيابهم‬ ‫يتأثر‬ ‫وال‬ ‫عليهم‬ ‫يبكي‬ ‫وال‬ ،‫الوطن‬ ‫يحتاجهم‬ ‫ال‬ ‫فهؤالء‬
،‫األعمال‬ ‫رجل‬ ‫وعقلية‬ ،‫التاجر‬ ‫بمنطق‬ ‫الوطن‬ ‫يعاملون‬ ‫قوم‬ ‫ومنا‬
،‫اإلدارات‬ ‫من‬ ‫إدارة‬ ‫أو‬ ‫مؤسسة‬ ‫رأس‬ ‫على‬ ‫نصبتهم‬ ‫إن‬ ‫مواطنون‬ ‫فهم‬
،‫ويشكو‬ ‫يتأوه‬ ‫رأيته‬ ‫المنصب‬ ‫على‬ ‫الحصول‬ ‫أحدهم‬ ‫فات‬ ‫وإن‬
‫على‬ ‫الحصول‬ ‫كأنما‬ ‫الوحيد..أو‬ ‫المواطن‬ ‫هو‬ ‫وكأنما‬ ‫متظلما‬
..‫سام‬ ‫منصب‬ ‫على‬ ‫الحصول‬ ‫يعني‬ ‫شهادة‬
‫ليلقي‬ ،‫زمامه‬ ‫الشيطان‬ ‫وأمسك‬ ‫رأسه‬ ‫أحدهم‬ ‫ركب‬ ‫وربما‬
‫في‬ ،‫األمة‬ ‫وطمأنينة‬ ‫أمن‬ ‫مشوشا‬ ،‫العكرة‬ ‫المياه‬ ‫في‬ ‫صائدا‬ ‫شبكته‬
‫بالموضوعية‬ ‫يغلفها‬ ،‫وأنانية‬ ..‫شخصية‬ ‫عمقها‬ ‫في‬ ‫هي‬ ‫أغراض‬
..‫والوطنية‬
‫نعيش‬ ،‫جيوغرافية‬ ‫رقعة‬ ‫مجرد‬ ‫ليس‬ ‫الوطن‬ ‫إن‬ ،‫أقول‬ ‫والحق‬
..‫خيرات‬ ‫من‬ ‫علينا‬ ‫تدره‬ ‫وما‬ ‫مواردها‬ ‫على‬
‫في‬ ‫وقرارات‬ ‫مراسم‬ ‫على‬ ‫تحيل‬ ،‫بيضاء‬ ‫ورقة‬ ‫المواطنة‬ ‫وليست‬
‫وضباط‬ ‫الشرطة‬ ‫أختام‬ ‫تحمل‬ ‫صفراء‬ ‫بطاقة‬ ‫أو‬ ،‫الجنسية‬ ‫قانون‬
..‫المدنية‬ ‫الحالة‬
29
..‫باإلنتماء‬ ‫شعور‬ ‫والوطنية‬ ‫المواطنة‬ ‫إن‬
‫عندما‬ ‫بها‬ ‫أحس‬ ‫التي‬ ‫العارمة‬ ‫النشوة‬ ‫تلك‬ ‫هو‬ ‫باإلنتماء‬ ‫والشعور‬
..‫العمومية‬ ‫البنايات‬ ‫أمام‬ ‫خفاقا‬ ‫بالدي‬ ‫علم‬ ‫أرى‬
‫مكاني‬ ‫في‬ ‫فأتسمر‬ ‫يصيبني‬ ‫الشلل‬ ‫هو‬ ‫باإلنتماء‬ ‫والشعور‬
‫مرفوع‬ ‫وأقف‬ ‫لبالدي‬ ‫الوطني‬ ‫النشيد‬ ‫أسمع‬ ‫عندما‬ ‫كالخشبة‬
:‫وعنفوان‬ ‫براءة‬ ‫بكل‬ ‫مرددا‬ ‫الصدر‬ ‫بارز‬ ،‫الرأس‬
‫ناصــرا‬ ‫لإلله‬ ‫كن‬ 		
‫المناكــــرا‬ ‫وأنكر‬ 				
‫أحدثوا‬ ‫لقوم‬ ‫وكن‬ 		
... ‫مهاجرا‬ ‫أمره‬ ‫في‬ 				
.‫سيديا‬ ‫الشيخ‬ ‫ولد‬ ‫بابا‬ ‫الشيخ‬ ‫روح‬ ‫على‬ ‫مترحما‬ ‫طريقي‬ ‫وأتابع‬
‫تالمس‬ ‫عندما‬ ،‫يلفني‬ ‫الذي‬ ‫الدفء‬ ‫ذلك‬ ‫هو‬ ‫باإلنتماء‬ ‫والشعور‬
‫الجمهورية‬ ‫إذاعة‬ :‫مجلجال‬ ‫الصوت‬ ‫فينطلق‬ ‫المذياع‬ ‫أزرار‬ ‫يدي‬
.‫نواكشوط‬ ‫من‬ ‫الموريتانية‬ ‫اإلسالمية‬
‫أرى‬ ‫عندما‬ ‫شفتي‬ ‫على‬ ‫ترتسم‬ ‫اإلبتسامة‬ ‫هو‬ ،‫باإلنتماء‬ ‫والشعور‬
‫فأنثني‬ ،‫الفصول‬ ‫أمام‬ ‫متجمهرين‬ ‫اإلبتدائية‬ ‫المدرسة‬ ‫أطفال‬
..‫الغد‬ ‫بموريتانيا‬ ‫حالما‬
‫مكبح‬ ‫على‬ ‫بها‬ ‫أضغط‬ ‫الطاقة‬ ‫تلك‬ ‫هو‬ ،‫باإلنتماء‬ ‫والشعور‬
‫ملؤها‬ ‫بنظرات‬ ‫أالحقه‬ ‫العجوز‬ ‫الهرم‬ ‫الشيخ‬ ‫ليمر‬ ‫سيارتي‬
‫وقسمات‬ ..‫المحدودب‬ ‫ظهره‬ ‫انحناء‬ ‫عبر‬ ‫أقرأ‬ ،‫والحنان‬ ‫اإلجالل‬
...‫بالدي‬ ‫وتحوالت‬ ‫تاريخي‬ ،‫الشاحب‬ ‫وجهه‬
‫تحل‬ ‫ما‬ ‫عند‬ ‫بها‬ ‫أصاب‬ ،‫الحمى‬ ‫تلك‬ ‫هو‬ ‫باإلنتماء‬ ‫والشعور‬
‫واألنفس‬ ‫األموال‬ ‫في‬ ‫نقص‬ ‫أو‬ ‫جراد‬ ‫أو‬ ،‫جفاف‬ ‫كارثة‬ ‫ببالدي‬
..‫والثمرات‬
! ‫باإلنتماء‬ ‫الشعور‬ ‫هو‬ ‫سادتي‬ ‫يا‬ ‫باإلنتماء‬ ‫والشعور‬
..‫باإلنتماء‬ ‫الشعور‬ ‫إلى‬ ‫أحوجنا‬ ‫وما‬
30
7
‫الحظوظ‬
31
‫يعيش‬ ‫وكيف‬ ،‫الحياة‬ ‫هذه‬ ‫في‬ ‫أفكر‬ ‫نفسي‬ ‫إلى‬ ‫يوما‬ ‫خلوت‬
‫اختلفت‬ ‫وكيف‬ ،‫مستوياتهم‬ ‫وتباين‬ ،‫طبقاتهم‬ ‫اختالف‬ ‫على‬ ‫الناس‬
..‫والشعوب‬ ‫واألمم‬ ‫والنساء‬ ‫الرجال‬ ‫حظوظ‬
‫السماء‬ ‫وأرسل‬ ،‫معتدل‬ ‫ومناخ‬ ‫جميل‬ ‫بطقس‬ ‫اهلل‬ ‫حباها‬ ‫أمة‬ ‫فهذه‬
‫فتفتقت‬ ،‫سيال‬ ‫أنهارها‬ ‫وسالت‬ ‫روابيها‬ ‫فاخضرت‬ ..‫مدرارا‬ ‫عليها‬
‫ربها‬ ‫طبيعة‬ ‫إلى‬ ‫ناضرة‬ ‫فهي‬ ‫الوجوه‬ ‫أسارير‬ ‫وتفتحت‬ ،‫الورود‬
..‫ناظرة‬
،‫الصعبة‬ ‫العملة‬ ‫أكياس‬ ‫حاملين‬ ،‫عميق‬ ‫فج‬ ‫كل‬ ‫من‬ ‫السياح‬ ‫وانهال‬
..‫الدخل‬ ‫وارتفع‬ ‫اإلقتصاد‬ ‫فانتعش‬
‫تعرف‬ ‫ال‬ ،‫جرداء‬ ‫غبراء‬ ‫قاحلة‬ ‫وأراضيها‬ ،‫خلب‬ ‫بروقها‬ ‫أمة‬ ‫وهذه‬
..‫العليل‬ ‫النسيم‬ ‫وال‬ ‫المطر‬
‫السموم‬ ‫وريح‬ ،‫ونهارا‬ ‫ليال‬ ‫آفاقها‬ ‫في‬ ‫تعول‬ ‫الرملية‬ ‫فالزوابع‬
‫األسود‬ ‫الغراب‬ ‫إال‬ ‫الطير‬ ‫من‬ ‫عرفت‬ ‫ما‬ ،‫وأصيال‬ ‫بكرة‬ ‫تصفعها‬
‫وشحبت‬ ‫الوجوه‬ ‫فاغبرت‬ ،‫الجارح‬ ‫والصقر‬ ،‫النحيس‬ ‫والبوم‬
..‫القترة‬ ‫إرهاق‬ ‫من‬ ‫األعين‬ ‫وجحظت‬
‫واضطربت‬ ‫الموازين‬ ‫فاختلت‬ ،‫اإلقتصاد‬ ‫وتدهور‬ ‫الدخل‬ ‫وقل‬
.‫التوقعات‬
‫فيتحرك‬ ،‫األسود‬ ‫الذهب‬ ‫أنهار‬ ‫تحتها‬ ‫من‬ ‫تجري‬ ‫أمة‬ ‫وهذه‬
،‫للفرد‬ ‫السنوي‬ ‫الدخل‬ ‫ليرتفع‬ ،‫التحتية‬ ‫البنى‬ ‫وتتعزز‬ ‫العمران‬
‫من‬ ‫أوتي‬ ‫ما‬ ‫على‬ ‫ربه‬ ‫شاكرا‬ ‫مغتبطا‬ ‫ويصحو‬ ‫ينام‬ ‫فمواطنها‬
.. ‫العيش‬ ‫في‬ ‫بحبوحة‬
‫من‬ ‫حصله‬ ‫ما‬ ‫ورغم‬ ‫ذهنه‬ ‫وتوقد‬ ‫ذكائه‬ ‫شدة‬ ‫رغم‬ ‫رجل‬ ‫وهذا‬
‫والمعاهد‬ ‫المدارس‬ ‫وأكبر‬ ‫أشهر‬ ‫من‬ ‫انتزعها‬ ،‫عليا‬ ‫شهادات‬
‫وظل‬ ،‫المناصب‬ ‫سلم‬ ‫في‬ ‫الصعود‬ ‫يستطع‬ ‫لم‬ ..‫الدولية‬ ‫والجامعات‬
،‫األمور‬ ‫مجريات‬ ‫عن‬ ‫بعيدا‬ ،‫الوزارة‬ ‫أو‬ ‫الشركة‬ ‫حضيض‬ ‫في‬
،‫واألضواء‬ ‫المسرح‬ ‫عن‬ ‫بعيدا‬ ،‫القرار‬ ‫اتخاذ‬ ‫مراكز‬ ‫عن‬ ‫بعيدا‬
..‫الحياة‬ ‫هامش‬ ‫على‬
32
‫منذ‬ ‫عرف‬ ،‫واللتيا‬ ‫بالتي‬ ‫إال‬ ‫اإلعدادية‬ ‫يتجاوز‬ ‫لم‬ ‫كنود‬ ‫وهذا‬
،‫بالده‬ ‫تاريخ‬ ‫جاهال‬ ..‫اإلطالع‬ ‫وعدم‬ ..‫والمجون‬ ‫باإلنحالل‬ ‫صباه‬
،‫ومعانيها‬ ‫الحياة‬ ‫عن‬ ‫لديه‬ ‫تصور‬ ‫ال‬ ..‫أمته‬ ‫بحضارة‬ ‫عليم‬ ‫غير‬
.‫ونواميسه‬ ‫الكون‬ ‫عن‬ ‫وال‬
‫وفعله‬ ‫الفصل‬ ‫وقوله‬ ،‫والنهي‬ ‫األمر‬ ‫صاحب‬ ‫دائما‬ ‫ظل‬ ‫الكنود‬ ‫هذا‬
..‫والندب‬ ‫السنة‬
..‫أعلى‬ ‫إلى‬ ‫ارتقى‬ ‫كلما‬ ،‫وفضائحه‬ ‫حماقاته‬ ‫زادت‬ ‫وكلما‬
،‫الرشيق‬ ‫والقوام‬ ‫المتأللئ‬ ‫الوجه‬ ‫ذات‬ ،‫الحسناء‬ ‫العانس‬ ‫وهذه‬
،‫طبعها‬ ‫ودماثة‬ ‫وعفافها‬ ،‫الحميدة‬ ‫أخالقها‬ ‫رغم‬ ‫الوردي‬ ‫والخد‬
‫انتباه‬ ‫لفت‬ ‫تستطع‬ ‫لم‬ ،‫منبتها‬ ‫وطيب‬ ‫قناعتها‬ ‫ورغم‬ ‫ظلها‬ ‫وخفة‬
‫في‬ ‫األعين‬ ‫خائنة‬ ‫تصارع‬ ‫وظلت‬ ،‫الحالل‬ ‫ينشدون‬ ‫ممن‬ ‫الرجال‬
..‫يأتي‬ ‫ال‬ ‫والحالل‬ ،‫الحالل‬ ‫انتظار‬
،‫عينيها‬ ‫وجحوظ‬ ‫لونها‬ ‫شحوب‬ ‫رغم‬ ،‫اللعوب‬ ‫الماجنة‬ ‫وهذه‬
‫وفضائحها‬ ‫سوابقها‬ ‫ورغم‬ ،‫المشينة‬ ‫اإلجتماعية‬ ‫صورتها‬ ‫ورغم‬
‫كله‬ ‫بزوج‬ ‫وتنعم‬ ،‫مستقرة‬ ‫منزلية‬ ‫حياة‬ ‫تعيش‬ ،‫المتكررة‬
..‫وحنان‬ ‫وكرم‬ ‫طيبوبة‬
..‫واألقدار‬ ‫والصدف‬ ‫الحظوظ‬ ‫في‬ ‫ففكرت‬
..‫والفرص‬ ‫الظروف‬ ‫في‬ ‫وفكرت‬
..‫أفكر‬ ‫وطفقت‬
‫عجزت‬ ‫أن‬ ‫بعد‬ ،‫مفرغة‬ ‫حلقة‬ ‫في‬ ‫أدور‬ ‫نفسي‬ ‫وجدت‬ ‫حين‬ ‫وبعد‬
.‫منطقية‬ ‫بنتيجة‬ ‫الخروج‬ ‫عن‬
‫ومقياسه‬ ‫المنطق‬ ‫قانون‬ ‫أن‬ ‫هو‬ ،‫بسيط‬ ‫لسبب‬ ‫بها‬ ‫ألخرج‬ ‫كنت‬ ‫وما‬
‫وغير‬ ،‫منطقية‬ ‫ال‬ ‫بطبيعتها‬ ‫هي‬ ‫التي‬ ‫الخظوظ‬ ‫على‬ ‫ينطبقان‬ ‫ال‬
..‫معقولة‬
..‫ميتافيزيقية‬ ‫طبيعة‬ ‫ذات‬ ‫كانت‬ ‫ربما‬ ‫بل‬
‫فينا‬ ‫يؤثر‬ ‫واقعي‬ ‫شيء‬ ‫الحظوظ‬ ‫بأن‬ ‫أومن‬ ‫بدأت‬ ..‫فشيئا‬ ‫وشيئا‬
..‫منطقيته‬ ‫وال‬ ‫وغموضه‬ ‫تجريده‬ ‫رغم‬
33
‫مدعاة‬ ‫يكون‬ ‫قد‬ ‫وانتظارها‬ ‫بالحظوظ‬ ‫الشديد‬ ‫اإليمان‬ ‫أن‬ ‫غير‬
..‫واإلخفاق‬ ‫للفشل‬
..‫واإلكتشاف‬ ‫الوصول‬ ‫إلى‬ ‫تواقة‬ ‫وذاتا‬ ..‫متألقا‬ ‫شهابا‬ ‫عاش‬ ‫فمن‬
..‫القمم‬ ‫أعلى‬ ‫إلى‬ ‫ارتقى‬ ..‫المشاريع‬ ‫ورسم‬ ‫الفرص‬ ‫واقتناص‬
..‫الواصلين‬ ‫من‬ ‫حتما‬ ‫فإنه‬ ‫حينا‬ ‫تعثر‬ ‫وإن‬
‫رسب‬ ‫المرسوم‬ ‫والواقع‬ ‫للظروف‬ ‫راكعا‬ ‫خانعا‬ ‫رأسه‬ ‫طأطأ‬ ‫ومن‬
..‫الحفر‬ ‫في‬ ‫وعاش‬ ‫والهامشية‬ ‫الخمود‬ ‫قيعان‬ ‫في‬
..‫الحياة‬ ‫في‬ ‫ناجح‬ ‫أو‬ ‫مخفق‬ ‫إال‬ ‫الناس‬ ‫وما‬
34
35
8
‫عملية‬ ‫دروس‬
‫دروسنا‬ ‫نتلقى‬ ،‫وطالبها‬ ‫الحياة‬ ‫مدرسة‬ ‫تالمذة‬ ‫من‬ ‫فريقا‬ ‫كنا‬
‫وتباين‬ ‫ألواننا‬ ‫واختالف‬ ‫أعمارنا‬ ‫تفاوت‬ ‫ورغم‬ ..‫جنب‬ ‫إلى‬ ‫جنبا‬
‫نعيش‬ ‫وجلعتنا‬ ،‫وثيق‬ ‫برباط‬ ‫الحياة‬ ‫مدرسة‬ ‫ربطتنا‬ ‫فقد‬ ،‫أشكالنا‬
..‫تامين‬ ‫وانسجام‬ ‫إخاء‬ ‫في‬
.‫قاسية‬ ‫دروسنا‬ ‫كانت‬
..‫ورتيبا‬ ‫ممال‬ ‫بعضها‬ ‫وكان‬
‫يكره‬ ‫قارئا‬ ‫عهدتك‬ ‫فقد‬ ،‫مجرياتها‬ ‫عليك‬ ‫قاصا‬ ‫كنت‬ ‫وما‬
! ..‫نفسها‬ ‫االفالطونية‬ ‫ليشل‬ ‫يمتد‬ ‫قد‬ ‫كرها‬ ‫السيزيفية‬
‫الحصة‬ ‫مجريات‬ ‫لك‬ ‫سأقدم‬ ،‫المثالية‬ ‫عن‬ ‫وابتعادك‬ ‫ولواقعيتك‬
‫باألمس‬ ‫علينا‬ ‫دخل‬ ‫فقد‬ ،‫الموريتانية‬ ‫الواقعية‬ ‫مادة‬ ‫من‬ ‫األولى‬
:‫نفسه‬ ‫قدم‬ ‫أن‬ ‫وبعد‬ ‫بيننا‬ ‫لقاء‬ ‫أول‬ ‫في‬ ‫المادة‬ ‫أستاذ‬
،‫الموريتانية‬ ‫الواقعية‬ ‫مادة‬ ‫أستاذ‬ ‫متلون‬ ‫ابن‬ ‫نهاز‬ ‫األستاذ‬ 	-
،‫الحديثة‬ ‫الموريتانية‬ ‫األخالق‬ ‫في‬ ‫دولة‬ ‫دكتوراه‬ ‫على‬ ‫حاصل‬
‫بكبرياء‬ ‫يدخن‬ ‫وقف‬ ،‫الماكيافيلية‬ ‫معهد‬ ‫في‬ ‫تدريبية‬ ‫دورات‬ ‫مع‬
..‫بادين‬ ‫وصلف‬
..‫النادر‬ ‫واإلطار‬ ..‫النابه‬ ‫الحبر‬ ‫لهذا‬ ‫وإجالال‬ ‫إكبارا‬ ‫فوقفنا‬
‫كتب‬ ‫أو‬ ‫أوراق‬ ‫أية‬ ‫يحمل‬ ‫ال‬ ‫كونه‬ ‫وإعجابي‬ ‫عجبي‬ ‫أثار‬ ‫وقد‬
‫بالجلوس‬ ‫أستاذنا‬ ‫فأومأ‬ ،‫األساتذة‬ ‫بعض‬ ‫حال‬ ‫هي‬ ‫كما‬ ،‫ملفات‬ ‫أو‬
:‫قائال‬ ‫الحصة‬ ‫وافتتح‬
‫المجتمع‬ ‫في‬ ‫والشخصية‬ ‫الثقافة‬ ‫هو‬ ‫اليوم‬ ‫درس‬ ‫موضوع‬ 	-
‫التنظير‬ ‫أكره‬ ‫أني‬ ‫إلى‬ ‫انتباهكم‬ ‫ألفت‬ ‫أن‬ ‫وأحب‬ ،‫الموريتاني‬
‫فمهمتي‬ ،‫اجتماعيا‬ ‫مصلحا‬ ‫لست‬ ‫أني‬ ‫طالما‬ ،‫المبتذلة‬ ‫والمثاليات‬
‫راضية‬ ‫عيشة‬ ‫العيش‬ ‫من‬ ‫تمكنكم‬ ،‫كافية‬ ‫بمعلومات‬ ‫تزويدكم‬
‫بركة‬ ‫على‬ ‫فلنبدأ‬ ،‫واإلحباط‬ ‫الهامشية‬ ‫عن‬ ‫بعيدا‬ ،‫مجتمعكم‬ ‫في‬
..‫اهلل‬
:‫الثقافة‬
‫يتجاوز‬ ‫قد‬ ‫فتعريفها‬ ،‫المجرد‬ ‫المفهوم‬ ‫أعرف‬ ‫أن‬ ‫هنا‬ ‫أريد‬ ‫ال‬
36
..‫التجريد‬ ‫وأكره‬ ‫اإلختصار‬ ‫أحب‬ ‫وأنا‬ ‫المائة‬
‫عياني‬ ‫فهو‬ ،‫المثقف‬ ‫عن‬ ‫أتحدث‬ ‫فسوف‬ ‫كذلك‬ ‫األمر‬ ‫دام‬ ‫وما‬
.‫مشخص‬
:‫نكتب‬ ‫ونحن‬ ‫يملي‬ ‫ومضى‬
،‫اللسان‬ ‫طويل‬ ‫ثرثارا‬ ‫تكون‬ ‫أن‬ ‫موريتانيا‬ ‫مثقفا‬ ‫تكون‬ ‫كي‬ ‫يكفي‬
‫ظهر‬ ‫عن‬ ‫تحفظ‬ ‫وأن‬ ،‫واد‬ ‫كل‬ ‫في‬ ‫وتجادل‬ ‫ناد‬ ‫كل‬ ‫في‬ ‫تخطب‬
‫األسماء‬ ‫تكون‬ ‫أن‬ ‫بأس‬ ‫وال‬ ،‫والمفكرين‬ ‫الفالسفة‬ ‫بعض‬ ‫أسماء‬ ‫قلب‬
،‫مثال‬ ..‫لوك‬ ‫وجون‬ ،‫هيوم‬ ‫ودافيد‬ ‫كهوبز‬ ،‫رنان‬ ‫جرس‬ ‫ذات‬
‫هوبز‬ ‫يقول‬ ،‫ال‬ ،‫ال‬ ‫قلت‬ ‫صائبة‬ ‫فكرة‬ ‫أو‬ ‫سديدا‬ ‫رأيا‬ ‫سمعت‬ ‫فإذا‬
‫واحفظ‬ ،‫مزركشة‬ ‫وعبارات‬ ،‫مزوقة‬ ‫لغة‬ ‫في‬ ‫كذا‬ ‫ولوك‬ ‫كذا‬
‫دائما‬ ‫يكون‬ ‫أن‬ ‫المستحسن‬ ‫ومن‬ ،‫لإلعراب‬ ‫اللغة‬ ‫شواذ‬ ‫من‬ ‫أبياتا‬
..‫ملونة‬ ‫جرائد‬ ‫أو‬ ‫مزوق‬ ،‫كتاب‬ ‫بحوزتك‬
.‫الثقافة‬ ‫عن‬ ‫ذلكم‬
‫فأنا‬ ‫كثيرا‬ ‫أنظر‬ ‫لن‬ ،‫الشخصية‬ ‫هو‬ ‫والذي‬ ‫الثاني‬ ‫الموضوع‬ ‫وعن‬
‫انطوائيا‬ ‫فكن‬ ‫الشخصية‬ ‫أردت‬ ‫فإذا‬ ‫لذلك‬ ،‫أسلفت‬ ‫كما‬ ‫عملي‬
‫غليظ‬ ‫فظا‬ ‫وكن‬ ،‫العبوسة‬ ‫عن‬ ‫وجهك‬ ‫أسارير‬ ‫ودرب‬ ،‫منقبضا‬
‫تدوسه‬ ‫بمن‬ ‫مكترث‬ ‫غير‬ ،‫الشوارع‬ ‫في‬ ‫بالمارة‬ ‫رحيم‬ ‫غير‬ ‫القلب‬
..‫قدمك‬
‫أحدا‬ ‫سمعت‬ ‫فإذا‬ ‫إربا‬ ،‫اآلخرين‬ ‫حطم‬ ‫شخصيتك‬ ‫تبرز‬ ‫ولكي‬
‫سحقت‬ ‫إذا‬ ‫حتى‬ ،‫أشر‬ ‫كذاب‬ ‫هو‬ ‫بل‬ :‫قل‬ ‫مثقف‬ ‫فالنا‬ ‫إن‬ ‫يقول‬
‫في‬ ‫وحدك‬ ‫وبقيت‬ ‫والنمو‬ ،‫البقاء‬ ‫لشخصيتك‬ ‫ضمنت‬ ،‫الجميع‬
..‫الساحة‬
‫عشيرتك‬ ‫ففي‬ ،‫األقرب‬ ‫ثم‬ ‫فاألقرب‬ ‫بمنصب‬ ‫عليك‬ ‫اهلل‬ ‫من‬ ‫وإذا‬
‫النوائب‬ ‫عند‬ ‫نصرتك‬ ‫فهم‬ ‫بهم‬ ‫فابدأ‬ ،‫محتدك‬ ‫وتليد‬ ‫مجدكم‬
..‫تبذيرا‬ ‫وبذر‬ ،‫ثابت‬ ‫العم‬ ‫وابن‬ ‫متحول‬ ‫فالمنصب‬ ،‫العول‬ ‫وعليهم‬
.‫اآلخرين‬ ‫على‬ ‫نعم‬ ‫من‬ ‫أسديته‬ ‫ما‬ ‫واذكر‬ ،‫إنجازاتك‬ ‫عن‬ ‫وتحدث‬
‫يزودني‬ ‫أن‬ ‫ورجوته‬ ‫وقفت‬ ‫حتى‬ ‫محاضرته‬ ‫ينهي‬ ‫األستاذ‬ ‫كاد‬ ‫وما‬
37
38
:‫فأجاب‬ ‫شعبية‬ ‫ذا‬ ‫مرموقا‬ ‫صحفيا‬ ‫أصبح‬ ‫كي‬ ‫الوصايا‬ ‫ببعض‬
‫فاحذر‬ ،‫الجمهور‬ ‫لدى‬ ‫ومتألقا‬ ‫ناجحا‬ ‫صحفيا‬ ‫تكون‬ ‫لكي‬ 	-
‫فإنه‬ ‫التفكير‬ ‫عن‬ ‫وابتعد‬ ،‫وجهك‬ ‫يسود‬ ‫ال‬ ‫والحركي‬ ‫الشمس‬
‫ال‬ ‫حتى‬ ‫الكتابة‬ ‫عن‬ ‫وابتعد‬ ..‫الوجه‬ ‫شحوب‬ ‫إلى‬ ‫يؤدي‬ ،‫مهلكة‬
..‫دماغك‬ ‫وتنشف‬ ‫أعصابك‬ ‫ترهق‬
‫تألقت‬ ‫فكلما‬ ،‫والمراهيم‬ ‫المساحيق‬ ‫وضاعف‬ ،‫هندامك‬ ‫وتعهد‬
‫صحفي‬ ‫فأنت‬ ،‫احترامك‬ ‫وزاد‬ ‫ارتقيت‬ ‫كلما‬ ‫بريقك‬ ‫وزاد‬
‫والفكر‬ ‫بالكتابة‬ ‫ال‬ ..‫الوجه‬ ‫ورطوبة‬ ‫والمساحيق‬ ‫والزي‬ ‫باللون‬
..‫واإللتزام‬
..‫الحديث‬ ‫براق‬ – ‫الوجه‬ ‫براق‬ – ‫الزي‬ ‫براق‬ :‫ولدي‬ ‫يا‬ ‫براقا‬ ‫وكن‬
! ..‫ولدي‬ ‫يا‬ ‫براقا‬ ‫كن‬
9
‫كيشوت‬ ‫دون‬
39
40
..‫أظافره‬ ‫نعومة‬ ‫ومنذ‬ ،‫شعاره‬ ‫والشهرة‬ ‫المجد‬ ‫عن‬ ‫البحث‬ ‫ظل‬
.‫وترعرع‬ ‫تربى‬ ‫الفروسية‬ ‫أحالم‬ ‫وعلى‬ ،‫نشأ‬ ‫المجد‬ ‫حب‬ ‫على‬
‫غايته‬ ‫وبلوغ‬ ‫أحالمه‬ ‫تحقيق‬ ‫يحاول‬ ،‫صغيرا‬ ‫كان‬ ‫مذ‬ ‫زال‬ ‫وما‬
.‫ومرماه‬
‫ليصبح‬ ‫يرتقي‬ ‫أن‬ ‫يريد‬ ،‫مغوارا‬ ‫فارسا‬ ‫يصبح‬ ‫أن‬ ‫وأمنيته‬ ‫غايته‬
،‫الهاللي‬ ‫زيد‬ ‫أبى‬ ‫أو‬ ،‫كليب‬ ‫أو‬ ، ‫يزن‬ ‫ذي‬ ‫كابن‬ ‫أسطوريا‬ ‫بطال‬
‫دويا‬ ‫الدنيا‬ ‫في‬ ‫يترك‬ ‫أن‬ ‫يريد‬ ،‫المتاع‬ ‫سقط‬ ‫من‬ ‫يعد‬ ‫أن‬ ‫سئم‬
..‫حل‬ ‫أينما‬ ‫وهتافات‬ ،‫وزغاريد‬ ،‫وغبارا‬ ،‫وضجيجا‬
»‫«الفرقليط‬ ‫أو‬ ‫النيتشوي‬ »‫«السوبرمان‬ ‫يكون‬ ‫أن‬ ‫يريد‬
..‫الشيعة‬ »‫«مهدي‬ ‫أو‬ ،‫الزرادشتي‬
،‫ثراء‬ ‫أو‬ ‫ثقافة‬ ،‫مادة‬ ‫أو‬ ‫فكر‬ ‫إما‬ ‫الدنيا‬ ‫إن‬ ‫يقولون‬ ‫سمعهم‬
..‫اإلعدادية‬ ‫تجاوز‬ ‫يستطع‬ ‫لم‬ ‫لكن‬ ‫الثقافة‬ ‫مع‬ ‫فحاول‬
،‫ومرات‬ ‫مرات‬ ‫حاول‬ ،‫النهر‬ ‫في‬ ‫كالصخر‬ ‫راسبا‬ ‫ومكث‬ ‫رسب‬
..‫سهال‬ ‫يكن‬ ‫لم‬ ‫األمر‬ ‫لكن‬
..‫واستماتة‬ ،‫خارقا‬ ‫وذكاء‬ ‫خاصة‬ ‫ملكة‬ ‫تتطلب‬ ‫فالثقافة‬
‫يفكر‬ ‫وبدأ‬ ،‫للثقافة‬ ‫خلقه‬ ‫ما‬ ‫اهلل‬ ‫أن‬ ‫وأدرك‬ ،‫التعليم‬ ‫عن‬ ‫فعدل‬
،‫كاسدة‬ ‫فالتجارة‬ ،‫المنال‬ ‫صعب‬ ‫بدوره‬ ‫المال‬ ‫لكن‬ ،‫المال‬ ‫في‬
..‫فاسدة‬ ‫مضطربة‬ ‫والسوق‬
‫لك‬ ‫بد‬ ‫ال‬ ‫المال‬ ‫تمتلك‬ ‫لكي‬ :‫يقولون‬ ‫الدراية‬ ‫أهل‬ ‫سمع‬ ‫وقد‬
..‫المال‬ ‫رأس‬ ‫يفتقد‬ ‫وهو‬ ،‫رأسه‬ ‫من‬
‫مادام‬ ‫ثريا‬ ‫يكون‬ ‫لن‬ ،‫ثريا‬ ‫يكون‬ ‫لن‬ ‫أنه‬ ‫وأيقن‬ ،‫المال‬ ‫طريق‬ ‫ترك‬
..‫حيا‬
‫والمجد‬ ،‫المجد‬ ‫هي‬ ‫وغايته‬ ،‫يضيعه‬ ‫وقت‬ ‫لديه‬ ‫يكن‬ ‫ولم‬ ‫فكر‬
..‫دمائه‬ ‫في‬ ‫مشتعلة‬ ‫ونارا‬ ،‫يؤرقه‬ ‫هاجسا‬ ‫المجد‬ ‫أصبح‬ ،‫سريعا‬
،‫والشهرة‬ ‫المجد‬ ‫في‬ ‫يفكر‬ ‫وحده‬ ‫جالسا‬ ‫كان‬ ‫وبينما‬ ‫ليلة‬ ‫وذات‬
‫حسبها‬ ‫ما‬ ‫فكرة‬ ‫إليه‬ ‫هبطت‬ ،‫للوصول‬ ‫الطرق‬ ‫أسرع‬ ‫وفي‬ ‫والتألق‬
..‫سماوية‬ ‫إال‬
،‫إلهام‬ ‫أو‬ ‫وحي‬ ‫هي‬ ‫وكأنما‬ ،‫مالئكية‬ ‫مجنحة‬ ‫بيضاء‬ ‫فكرة‬ ‫كانت‬
،‫وجدتها‬ ‫صائحا‬ ‫الشارع‬ ‫إلى‬ ‫خرج‬ ‫واعية‬ ‫ال‬ ‫وبطريقة‬ ‫وفجأة‬
..‫أرخميدس‬ ‫فعل‬ ‫كما‬ ‫تماما‬ ،‫وجدتها‬
‫من‬ ‫اقتالعها‬ ‫حاول‬ ،‫تململ‬ ،‫الشمال‬ ‫وذات‬ ‫اليمين‬ ‫ذات‬ ‫الفكرة‬ ‫قلب‬
‫فاتني‬ ‫كيف‬ ‫إلهي‬ ‫يا‬ :‫قائال‬ ‫تأوه‬ ،‫تريم‬ ‫ال‬ ‫راسخة‬ ‫هي‬ ‫فإذا‬ ‫رأسه‬
! ..‫نساء‬ ‫زير‬ ،‫السنين‬ ‫هذه‬ ‫كل‬ ‫األمر‬
‫في‬ ‫ملكا‬ ‫نفسي‬ ‫أتوج‬ ،‫والتصابي‬ ،‫والحنين‬ ‫الوجد‬ ‫طريق‬ ‫وعن‬
..‫والغرام‬ ‫الهيام‬ ‫عالم‬
..‫الصبابة‬ ‫عرش‬ ‫على‬ ‫أتربع‬
‫اللهم‬ ،‫عليها‬ ‫غبار‬ ‫ال‬ ‫وسامة‬ ‫فإذا‬ ،‫قسماته‬ ‫فاحصا‬ ‫المرآة‬ ‫في‬ ‫حدق‬
..‫الالفحة‬ ..‫الالسعة‬ ‫شمسها‬ ‫وصدأ‬ ‫العاصمة‬ ‫غبار‬ ‫كان‬ ‫إذا‬
‫متشابها‬ ‫كله‬ ‫أصبح‬ ‫وكيف‬ ،‫الحب‬ ‫عن‬ ‫نزار‬ ‫قاله‬ ‫ما‬ ‫تذكر‬
‫مسكنا‬ ‫الجنس‬ ‫يعد‬ ‫لم‬ ‫وكيف‬ ،‫الغابات‬ ‫في‬ ‫األوراق‬ ‫كتشابه‬
..‫واألزمات‬ ‫لألعصاب‬
‫فهي‬ ،‫للعزم‬ ‫المثبطة‬ ‫الخواطر‬ ‫هذه‬ ‫كل‬ ‫طرد‬ ‫ما‬ ‫سرعان‬ ‫لكن‬
..‫رجيم‬ ‫مارد‬ ‫شيطان‬ ‫من‬ ‫وسوسة‬
‫في‬ ‫يقفون‬ ‫الذين‬ ‫والحساد‬ ،‫األعداء‬ ‫عمل‬ ‫من‬ ‫سحرا‬ ‫تكون‬ ‫ربما‬ ‫أو‬
..‫منه‬ ‫المجد‬ ‫انتزاع‬ ‫ويحاولون‬ ‫طريقه‬
‫لهم‬ ‫سأقف‬ ‫لكني‬ ،‫األقزام‬ ‫هؤالء‬ ‫أشكو‬ ‫ربي‬ ‫يا‬ ‫إليك‬ : ‫تأوه‬
..‫صاعين‬ ‫الصاع‬ ‫لهم‬ ‫أكيل‬ ،‫وإصرار‬ ‫بحزم‬ ‫وأواجههم‬ ‫بالمرصاد‬
‫تتخذ‬ ،‫فاليوم‬ ‫واألعداء‬ ‫الحساد‬ ‫مع‬ ‫بمعركته‬ ‫التفكير‬ ‫يطل‬ ‫لم‬
..‫ملكا‬ ‫يتوج‬ ‫واليوم‬ ،‫جديدا‬ ‫منعطفا‬ ‫حياته‬
،‫سوء‬ ‫غير‬ ‫من‬ ‫بيضاء‬ ‫هي‬ ‫فإذا‬ ،‫دراعته‬ ‫على‬ ‫فاحصة‬ ‫نظرة‬ ‫ألقى‬
‫أطارية‬ ‫أياد‬ ‫وعلكتها‬ ‫التطريز‬ ‫في‬ ‫ماهرة‬ ‫كيدماغية‬ ‫أياد‬ ‫طرزتها‬
‫ليظهر‬ ،‫رويدا‬ ‫رويدا‬ ‫أكمامه‬ ‫رفع‬ ..‫والتعليك‬ ‫الكي‬ ‫في‬ ‫ماهرة‬
..‫السماوي‬ ‫األزرق‬ ‫لوران‬ ‫سان‬ ‫قميص‬
‫من‬ ‫بأخرى‬ ‫أعقبها‬ )‫(كردان‬ ‫طيب‬ ‫من‬ ‫قارورة‬ ‫رأسه‬ ‫على‬ ‫سكب‬
41
42
..‫بوكار‬ ‫جاك‬ ‫طيب‬
،‫الجديدتين‬ ‫اإليطاليتين‬ ‫نعليه‬ ‫خشخشة‬ ‫قدميه‬ ‫تحت‬ ‫يسمع‬ ‫وكان‬
‫المناسبة‬ ‫البسمة‬ ‫على‬ ‫يتدرب‬ ‫أحالمه‬ ‫في‬ ‫مستغرقا‬ ‫نفسه‬ ‫يتأمل‬
..‫المناسبة‬ ‫والعبارة‬
‫مفتاح‬ ‫يناوله‬ ‫وهو‬ ،‫الواقع‬ ‫إلى‬ ‫أعاده‬ ‫التأجير‬ ‫وكالة‬ ‫موظف‬ ‫لكن‬
..‫السيارة‬
..‫سيارة‬ ‫من‬ ‫لها‬ ‫ويا‬
،‫بيضاء‬ ..‫القيادة‬ ‫سلسة‬ ،‫سخية‬ ،‫الفطام‬ ‫تبلغ‬ ‫لم‬ ‫توروس‬ ‫رينو‬
.‫أجله‬ ‫من‬ ‫خلقت‬ ‫وكأنما‬ ،‫تام‬ ‫وانسجام‬ ‫تفاعل‬ ‫وبينها‬ ‫بينه‬ ‫كان‬
.‫والتألق‬ ‫المجد‬ ‫إلى‬ ‫طريقه‬ ‫أخذ‬
‫مشويا‬ ‫ديكا‬ ‫لها‬ ‫فاشترى‬ ،‫السبخة‬ ‫إلى‬ ‫متجهة‬ )‫(سكينة‬ ‫ركبت‬
..‫معا‬ ‫الشاي‬ ‫وشربا‬
‫خمس‬ ،‫التسجيل‬ ‫جهاز‬ ‫من‬ ‫المنبعثة‬ ‫اللحنية‬ ‫بالموسيقى‬ ‫انتشيا‬
..‫السنين‬ ‫آالف‬ ‫تساوي‬ ‫الحياة‬ ‫نعيم‬ ‫من‬ ‫دقائق‬
‫تراني..؟‬ ‫كيف‬ -
..‫األصيل‬ ‫األحمر‬ ‫الشاي‬ ‫من‬ ‫كأسا‬ ‫تناوله‬ ‫وهي‬ )‫(مريم‬ ‫تسأله‬
:‫قال‬ ..‫والحنان‬ ‫الرقة‬ ‫تصطنع‬ ‫مفتعلة‬ ‫وبنبرة‬
،‫وأملي‬ ،‫حلمي‬ ‫أنت‬ ،‫الخضراء‬ ‫وعصفورتي‬ ،‫قدري‬ ‫أنت‬ 	-
..‫وجودي‬ ‫ومبرر‬
..‫له‬ ‫والنعيم‬ ‫القلبي‬ ‫الغرام‬ ‫أنت‬
..‫الحياة‬ ‫أنت‬ ،‫الهوى‬ ‫أنت‬
،‫رويدا‬ ..‫رويدا‬ ‫تقترب‬ ‫يحسها‬ ‫وهو‬ ‫داخله‬ ‫في‬ ‫يضحك‬ ‫كان‬
..‫الحب‬ ‫وحرارة‬ ،‫الحياة‬ ‫دفء‬ ‫عن‬ ‫باحثة‬ ..‫أحضانه‬ ‫في‬ ‫مرتمية‬
)‫(السالكه‬
..‫واإلستقرار‬ ‫الزواج‬ ‫هو‬ ‫يهمها‬ ‫ما‬
‫ولها‬ ،‫الجفون‬ ‫همس‬ ‫وال‬ ..‫المحبين‬ ‫وال‬ ‫الحب‬ ‫تعرف‬ ‫ال‬ ‫السالكه‬
..‫الغزل‬ ‫ضد‬ ‫مناعة‬
..‫واإلغراء‬
‫المصداقية‬ ‫يعطي‬ ‫حتى‬ ،‫متدينا‬ ..‫تقليديا‬ ‫جادا‬ ‫يبدو‬ ‫أن‬ ‫عليه‬ ‫كان‬
‫عن‬ ‫تحدث‬ ،‫األمل‬ ‫باب‬ ‫أمامها‬ ‫فتح‬ ‫لكن‬ ‫يدها‬ ‫يطلب‬ ‫لم‬ ،‫يقول‬ ‫لما‬
..‫وحيد‬ ‫وأنه‬ ،‫يشبهه‬ ‫إنسان‬ ‫عن‬ ‫يبحث‬ ‫أنه‬ ‫وكيف‬ ،‫الزواج‬
..‫غرابة‬ ‫أشد‬ ‫والمرأة‬ ،‫غريب‬ ‫المعاصر‬ ‫الرجل‬ ‫وأن‬
..‫متطابقة‬ ‫بل‬ ،‫متقاربة‬ ‫نظرهما‬ ‫وجهات‬ ‫كانت‬
..‫األمر‬ ‫بإتمام‬ ‫كفيل‬ ‫الحديث‬ ‫وسحر‬ ،‫اآلراء‬ ‫تتطابق‬ ‫أن‬ ‫والمهم‬
‫عن‬ ‫الدائم‬ ‫حديثها‬ ‫هو‬ ،‫ويثيره‬ ‫ويزعجه‬ )‫(كلثم‬ ‫من‬ ‫يقلقه‬ ‫ما‬
..‫المتحررات‬ ‫صديقاتها‬
..‫واللهات‬ ،‫للمتحررين‬ ‫الالذع‬ ‫ونقدها‬
..‫فالن‬ ‫مع‬ ‫ركبت‬ ‫ألنها‬ ‫فالنة‬ ‫تعيب‬ ‫فهي‬
..‫متأخرة‬ ‫منزلها‬ ‫دخلت‬ ‫أو‬
..‫محافظة‬ ‫مختلفة‬ ‫بأنها‬ ‫إقناعه‬ ‫تحاول‬ )‫(كلثم‬
،‫والتدين‬ ‫البراءة‬ ‫تتفمص‬ ،‫خداعة‬ ‫بأنها‬ ‫يحدثه‬ ‫ما‬ ‫شيئا‬ ‫لكن‬
..‫مغايرة‬ ‫مختلفة‬ ‫أخرى‬ ‫شخصية‬ ‫وتخفى‬
)‫(هند‬
‫أسيلة‬ ‫القوام‬ ‫ممشوقة‬ ‫فهي‬ ..‫الفتيات‬ ‫باقي‬ ‫عن‬ ‫تماما‬ ‫مختلفة‬
..‫الحديث‬ ‫ساحرة‬ ..‫الثنايا‬ ‫رقيقة‬ ،‫القد‬
..‫نفسيا‬ ‫مختلفة‬ ‫أيضا‬ ‫لكنها‬ ‫مميزة‬ ‫صفات‬ ‫وهي‬
..‫وعنوة‬ ،‫غصبا‬ ‫تنتزعه‬ ‫لمن‬ ‫إال‬ ‫تأنس‬ ‫ال‬ ‫فهي‬
،‫أنوثتها‬ ‫بسحر‬ ‫تسبيهن‬ ،‫نسائهن‬ ‫من‬ ‫قهرا‬ ‫الرجال‬ ‫تأخذ‬ ‫هند‬
‫صورة‬ ‫جيبه‬ ‫من‬ ‫سقطت‬ ‫حتى‬ ‫تحايل‬ ،‫المغناطيسي‬ ‫وجمالها‬
‫باألسى‬ ‫وتظاهر‬ ،‫األزلية‬ ‫ومنافستها‬ ..‫اللدود‬ ‫عدوتها‬ ‫وهي‬ ،‫ليلى‬
‫ما‬ ‫سرعان‬ ‫هندا‬ ‫لكن‬ ..‫الصورة‬ ‫يلتقط‬ ‫وهو‬ ،‫اإلحراج‬ ‫واصطنع‬
..‫يده‬ ‫من‬ ‫التقطتها‬
‫كان‬ ‫فيما‬ ،‫بإمعان‬ ..‫فيها‬ ‫وتحدق‬ ‫الصورة‬ ‫في‬ ‫تتفرس‬ ‫كانت‬
..‫هند‬ ‫نفسية‬ ‫تحليل‬ ‫في‬ ‫غارقا‬
43
44
..‫هند‬ ‫غيورة‬
..‫كبريائها‬ ‫في‬ ‫انتصب‬ ‫قد‬ ‫خنجرا‬ ‫كأن‬
..‫أنوثتها‬ ‫يجلد‬ ،‫سوطا‬ ‫كأن‬ ‫أو‬
..‫المجلس‬ ‫طيلة‬ ،‫الذهن‬ ‫شاردة‬ ‫كانت‬
..‫تودعه‬ ‫وخرجت‬
‫وأمطرها‬ ،‫سيارته‬ ‫إلى‬ ‫مستند‬ ‫وهو‬ ،‫فيها‬ ‫حدق‬ ‫منزلها‬ ‫وأمام‬
..‫متوسال‬ ‫يصارحها‬ ‫عاد‬ ‫ثم‬ ،‫المحموم‬ ‫الغزل‬ ‫من‬ ‫بوابل‬
:‫المالبورو‬ ‫سجارة‬ ‫تشعل‬ ‫وهي‬ ‫قالت‬
‫والصورة؟‬ 	-
:‫قال‬
..‫رمادا‬ ‫وأذرها‬ ،‫أحرقها‬ 	-
:‫وعصبية‬ ‫بنرفزة‬ ‫قالت‬
:‫لي‬ ‫تعطيها‬ ‫بل‬ 	-
:‫والظفر‬ ‫النصر‬ ‫أحس‬ ‫وقد‬ ‫قال‬
‫بشروط‬ 	-
:‫مستسلمة‬ ‫قالت‬
..‫تريد‬ ‫ما‬ ‫لك‬ 	-
..‫طربا‬ ‫أعماقه‬ ‫في‬ ‫يرقص‬ ‫نشوان‬ ‫طريقه‬ ‫وتابع‬
)‫(تكبر‬ ‫تذكر‬ ‫وفجأة‬
..‫معه‬ ‫لحياتها‬ ‫تخطط‬ ‫وهي‬ ..‫عليها‬ ‫يشفق‬ ‫تكبر..كان‬ ‫مسكينة‬
..‫المستقبلية‬ ‫مشاريعها‬ ‫عن‬ ‫وتتحدث‬
:‫وتضيف‬ ،‫فاره‬ ‫وخادم‬ ،‫العاصمة‬ ‫في‬ ‫شقة‬
‫والدتك‬ ‫مع‬ ‫بقيت‬ ‫شئت‬ ‫وإن‬ 	-
‫يسمعها‬ ‫عندما‬ ‫خاصة‬ ‫تكبر‬ ‫مع‬ ‫إال‬ ،‫حياته‬ ‫في‬ ‫الشفقة‬ ‫يعرف‬ ‫لم‬
..‫والذكريات‬ ‫واإلخالص‬ ‫الحب‬ ‫عن‬ ‫تتحدث‬
‫زاحمه‬ ‫صالونها‬ ‫وفي‬ ،‫المنعنع‬ ‫الشاي‬ ‫لشرب‬ )‫(ليلى‬ ‫على‬ ‫عرج‬
‫عن‬ ‫يحدثها‬ ‫وبدأ‬ ‫صمد‬ ‫ولكن‬ ،‫والضيق‬ ‫اإلنقباض‬ ‫فاعتراه‬ ‫القوم‬
45
‫وآلن‬ ‫ببولموندو‬ ‫لقائه‬ ‫عن‬ ‫حدثها‬ :‫دالة‬ ‫وتفاصيل‬ ‫كثيرة‬ ‫أشياء‬
..‫دلون‬
‫شرطيا‬ ‫صفع‬ ‫وكيف‬ ،‫نيويورك‬ ‫في‬ ‫اللصوص‬ ‫مع‬ ‫ومواجهته‬
..‫أرضا‬ ‫فطرحه‬ ..‫الشانزليزه‬ ‫أمام‬
‫وشواطئها‬ ،‫بالماص‬ ‫الص‬ ‫عن‬ ‫حدثها‬ ،‫خصبا‬ ‫يومها‬ ‫خياله‬ ‫كان‬
..‫للتو‬ ‫منها‬ ‫عائد‬ ‫أنه‬ ‫وكيف‬ ‫الجميلة‬
..‫روخا‬ ‫باربا‬ ،‫كاتالينا‬ ‫سانتا‬ ‫البارك‬ ‫مثل‬ ‫أسماء‬ ‫وردد‬
‫سيارته‬ ‫من‬ ‫ضاع‬ ‫والذي‬ ،‫باسمه‬ ‫المسجل‬ ‫الشريط‬ ‫عن‬ ‫حدثها‬
..‫باألمس‬
‫ألف‬ ‫عشرين‬ ‫جيبه‬ ‫من‬ ‫أخرج‬ ‫يتراجعون‬ ‫ال‬ ‫القوم‬ ‫رأى‬ ‫ولما‬
..‫معدنيا‬ ‫وماء‬ ‫سجائر‬ ‫علبة‬ ‫ليشتري‬ ‫للخادم‬ ‫بها‬ ‫رمى‬ ،‫أوقية‬
،‫عينيه‬ ‫في‬ ‫واإلستسالم‬ ‫الهزيمة‬ ‫وقرأ‬ ‫المنافسين‬ ‫أحد‬ ‫فتراجع‬
..‫ألفا‬ ‫أربعين‬ ‫أخرج‬ ‫أحدهم‬ ‫لكن‬ ،‫الرمادي‬ ‫دخانه‬ ‫نفثات‬ ‫وفي‬
‫منهزما‬ ‫وخرج‬ ‫ليلى‬ ‫فودع‬ ،‫نجالء‬ ‫طعنة‬ ‫له‬ ‫بالنسبة‬ ‫كانت‬
..‫الوجدان‬ ‫مهشم‬ ،‫الكبرياء‬ ‫مجروح‬
..‫السبخة‬ ‫إلى‬ ‫فاتجه‬ )‫(منصورة‬ ‫مع‬ ‫موعده‬ ‫تذكر‬
‫ينتبه‬ ‫فلم‬ ،‫البطولة‬ ‫وأحالم‬ ‫بالمجد‬ ‫التفكير‬ ‫في‬ ‫غارقا‬ ‫كان‬
‫وصراخا‬ ‫أصواتا‬ ‫سمع‬ ،‫عنيفا‬ ‫صداما‬ ‫وكان‬ ،‫األحمر‬ ‫للضوء‬
..‫البرق‬ ‫لمحة‬ ‫في‬ ‫ذلك‬ ‫كل‬ ،‫وعويال‬ ‫وصواعق‬ ،‫وضجيجا‬
،‫الساقين‬ ‫مكسر‬ ،‫األنف‬ ‫مهشم‬ ‫نفسه‬ ‫وجد‬ ‫عينيه‬ ‫فتح‬ ‫وعندما‬
..‫الوطني‬ ‫بالمستشفى‬ ‫عتيق‬ ‫سرير‬ ‫على‬ ‫ملقى‬
‫تأجير‬ ‫وكالة‬ ‫ومحامي‬ ،‫المسكينة‬ ‫الوالدة‬ ‫سوى‬ ‫أمامه‬ ‫يكن‬ ‫لم‬
..‫المرور‬ ‫شرطة‬ ‫وضابط‬ ،‫السيارات‬
..‫ملكا‬ ‫عاد‬ ‫ما‬ ‫وأنه‬ ،‫غلب‬ ‫قد‬ ‫وأنه‬ ،‫انهزم‬ ‫قد‬ ‫أنه‬ ‫أيقن‬
‫وكيلوباترا‬ ،‫والقيصر‬ ..‫وهرقل‬ ،‫عباد‬ ‫بن‬ ‫المعتمد‬ ‫تذكر‬
..‫وزنوبيا‬
! ..‫التاريخ‬ ‫دخل‬ ‫قد‬ ‫ألنه‬ ..‫وابتسم‬
46
10
‫الحضاري‬ ‫السلوك‬
Balsam
Balsam
Balsam
Balsam
Balsam
Balsam
Balsam
Balsam
Balsam
Balsam
Balsam
Balsam
Balsam
Balsam
Balsam
Balsam
Balsam
Balsam
Balsam
Balsam
Balsam
Balsam
Balsam
Balsam
Balsam
Balsam
Balsam
Balsam
Balsam
Balsam
Balsam
Balsam
Balsam
Balsam
Balsam
Balsam
Balsam
Balsam
Balsam
Balsam
Balsam
Balsam
Balsam
Balsam
Balsam
Balsam
Balsam
Balsam
Balsam
Balsam
Balsam
Balsam
Balsam
Balsam
Balsam
Balsam
Balsam
Balsam
Balsam
Balsam
Balsam
Balsam
Balsam
Balsam
Balsam
Balsam
Balsam
Balsam
Balsam
Balsam
Balsam
Balsam
Balsam

More Related Content

Similar to Balsam

ثورة 90 يوم استعدادا لرمضان
ثورة 90 يوم استعدادا لرمضانثورة 90 يوم استعدادا لرمضان
ثورة 90 يوم استعدادا لرمضان
anmyamas
 
ثورة الـ 90 يوما
  ثورة الـ 90 يوما   ثورة الـ 90 يوما
ثورة الـ 90 يوما
hassanhameed
 
หนังสือปฏิวัติตนเองภายใน 90 วัน
หนังสือปฏิวัติตนเองภายใน 90 วันหนังสือปฏิวัติตนเองภายใน 90 วัน
หนังสือปฏิวัติตนเองภายใน 90 วันMuhammadrusdee Almaarify
 
دئ وتوجيهات عامة للثورة السورية للشيخ معاذ الخطيب قبيل انعقاد اجتماع هيئة الم...
دئ وتوجيهات عامة للثورة السورية للشيخ معاذ الخطيب قبيل انعقاد اجتماع هيئة الم...دئ وتوجيهات عامة للثورة السورية للشيخ معاذ الخطيب قبيل انعقاد اجتماع هيئة الم...
دئ وتوجيهات عامة للثورة السورية للشيخ معاذ الخطيب قبيل انعقاد اجتماع هيئة الم...Abed Demashqi
 
محمد فى عيـونهــم
محمد فى عيـونهــممحمد فى عيـونهــم
محمد فى عيـونهــم
ahmad bassiouny
 
كيف ينظر علماء الغرب الى الرسول صلى الله عليه و سلم
كيف ينظر علماء الغرب الى الرسول صلى الله عليه و سلمكيف ينظر علماء الغرب الى الرسول صلى الله عليه و سلم
كيف ينظر علماء الغرب الى الرسول صلى الله عليه و سلمAmel Hope
 
أبدية الرؤية
أبدية الرؤيةأبدية الرؤية
أبدية الرؤية
dremadhussein
 
د راغب السرجاني المقاطـعة
د راغب السرجاني المقاطـعةد راغب السرجاني المقاطـعة
د راغب السرجاني المقاطـعةbasheer777
 
♠كنا نحلم بلغة أخرى ذيميتريس سوتاكيس.pdf
♠كنا نحلم بلغة أخرى ذيميتريس سوتاكيس.pdf♠كنا نحلم بلغة أخرى ذيميتريس سوتاكيس.pdf
♠كنا نحلم بلغة أخرى ذيميتريس سوتاكيس.pdf
khatab719
 
الفجر 205
الفجر 205الفجر 205
الفجر 205
JOURNAL EL FEJR
 
رسالة المؤتمر6
رسالة المؤتمر6رسالة المؤتمر6
رسالة المؤتمر6
GreenLife1978
 
قوة الاستمرار في لماذا ننتمي لحركة فتح
قوة الاستمرار في لماذا ننتمي لحركة فتحقوة الاستمرار في لماذا ننتمي لحركة فتح
قوة الاستمرار في لماذا ننتمي لحركة فتح
Baker AbuBaker
 
لماذا يخافون الاسلام؟
لماذا يخافون الاسلام؟لماذا يخافون الاسلام؟
لماذا يخافون الاسلام؟
abdelkrim abdellaoui
 
افراح الروح
افراح الروحافراح الروح
افراح الروح
mfmoody
 
فض الاشتباك مع العلمانية
فض الاشتباك مع العلمانيةفض الاشتباك مع العلمانية
فض الاشتباك مع العلمانية
Ahmad Alkhouly
 
تنظير التغيير
تنظير التغييرتنظير التغيير
تنظير التغيير
Loay Qabajeh
 
القيامة
القيامةالقيامة
القيامةAmel Hope
 
الحياة ارادة.pdf
الحياة ارادة.pdfالحياة ارادة.pdf
الحياة ارادة.pdf
DarMobd2
 
الفجر تحاور الشّاعر عبد اللطيف علوي
الفجر تحاور الشّاعر عبد اللطيف علويالفجر تحاور الشّاعر عبد اللطيف علوي
الفجر تحاور الشّاعر عبد اللطيف علوي
Abdellatif Aloui
 
الذئب التائه نصوص مسرحية أحمد سراج
الذئب التائه نصوص مسرحية أحمد سراجالذئب التائه نصوص مسرحية أحمد سراج
الذئب التائه نصوص مسرحية أحمد سراج
ahmed serag
 

Similar to Balsam (20)

ثورة 90 يوم استعدادا لرمضان
ثورة 90 يوم استعدادا لرمضانثورة 90 يوم استعدادا لرمضان
ثورة 90 يوم استعدادا لرمضان
 
ثورة الـ 90 يوما
  ثورة الـ 90 يوما   ثورة الـ 90 يوما
ثورة الـ 90 يوما
 
หนังสือปฏิวัติตนเองภายใน 90 วัน
หนังสือปฏิวัติตนเองภายใน 90 วันหนังสือปฏิวัติตนเองภายใน 90 วัน
หนังสือปฏิวัติตนเองภายใน 90 วัน
 
دئ وتوجيهات عامة للثورة السورية للشيخ معاذ الخطيب قبيل انعقاد اجتماع هيئة الم...
دئ وتوجيهات عامة للثورة السورية للشيخ معاذ الخطيب قبيل انعقاد اجتماع هيئة الم...دئ وتوجيهات عامة للثورة السورية للشيخ معاذ الخطيب قبيل انعقاد اجتماع هيئة الم...
دئ وتوجيهات عامة للثورة السورية للشيخ معاذ الخطيب قبيل انعقاد اجتماع هيئة الم...
 
محمد فى عيـونهــم
محمد فى عيـونهــممحمد فى عيـونهــم
محمد فى عيـونهــم
 
كيف ينظر علماء الغرب الى الرسول صلى الله عليه و سلم
كيف ينظر علماء الغرب الى الرسول صلى الله عليه و سلمكيف ينظر علماء الغرب الى الرسول صلى الله عليه و سلم
كيف ينظر علماء الغرب الى الرسول صلى الله عليه و سلم
 
أبدية الرؤية
أبدية الرؤيةأبدية الرؤية
أبدية الرؤية
 
د راغب السرجاني المقاطـعة
د راغب السرجاني المقاطـعةد راغب السرجاني المقاطـعة
د راغب السرجاني المقاطـعة
 
♠كنا نحلم بلغة أخرى ذيميتريس سوتاكيس.pdf
♠كنا نحلم بلغة أخرى ذيميتريس سوتاكيس.pdf♠كنا نحلم بلغة أخرى ذيميتريس سوتاكيس.pdf
♠كنا نحلم بلغة أخرى ذيميتريس سوتاكيس.pdf
 
الفجر 205
الفجر 205الفجر 205
الفجر 205
 
رسالة المؤتمر6
رسالة المؤتمر6رسالة المؤتمر6
رسالة المؤتمر6
 
قوة الاستمرار في لماذا ننتمي لحركة فتح
قوة الاستمرار في لماذا ننتمي لحركة فتحقوة الاستمرار في لماذا ننتمي لحركة فتح
قوة الاستمرار في لماذا ننتمي لحركة فتح
 
لماذا يخافون الاسلام؟
لماذا يخافون الاسلام؟لماذا يخافون الاسلام؟
لماذا يخافون الاسلام؟
 
افراح الروح
افراح الروحافراح الروح
افراح الروح
 
فض الاشتباك مع العلمانية
فض الاشتباك مع العلمانيةفض الاشتباك مع العلمانية
فض الاشتباك مع العلمانية
 
تنظير التغيير
تنظير التغييرتنظير التغيير
تنظير التغيير
 
القيامة
القيامةالقيامة
القيامة
 
الحياة ارادة.pdf
الحياة ارادة.pdfالحياة ارادة.pdf
الحياة ارادة.pdf
 
الفجر تحاور الشّاعر عبد اللطيف علوي
الفجر تحاور الشّاعر عبد اللطيف علويالفجر تحاور الشّاعر عبد اللطيف علوي
الفجر تحاور الشّاعر عبد اللطيف علوي
 
الذئب التائه نصوص مسرحية أحمد سراج
الذئب التائه نصوص مسرحية أحمد سراجالذئب التائه نصوص مسرحية أحمد سراج
الذئب التائه نصوص مسرحية أحمد سراج
 

Recently uploaded

687065تاىىز458-الخط-الزمني-و-الخريطة.pptx
687065تاىىز458-الخط-الزمني-و-الخريطة.pptx687065تاىىز458-الخط-الزمني-و-الخريطة.pptx
687065تاىىز458-الخط-الزمني-و-الخريطة.pptx
ninapro343
 
تدريب ف دوره على برنامج 3 1 d max
تدريب  ف  دوره  على   برنامج  3 1 d  maxتدريب  ف  دوره  على   برنامج  3 1 d  max
تدريب ف دوره على برنامج 3 1 d max
maymohamed29
 
تدريب ف دوره على برنامج 3 2 d max
تدريب  ف  دوره  على  برنامج  3  2  d  maxتدريب  ف  دوره  على  برنامج  3  2  d  max
تدريب ف دوره على برنامج 3 2 d max
maymohamed29
 
مقدمة عن لغة بايثون.pdf-اهم لغات البرمجة
مقدمة عن لغة بايثون.pdf-اهم لغات البرمجةمقدمة عن لغة بايثون.pdf-اهم لغات البرمجة
مقدمة عن لغة بايثون.pdf-اهم لغات البرمجة
elmadrasah
 
تطور-الحركة-الوطنية-في-السودان-1919-–-1924-the-evolution-of-the-national-move...
تطور-الحركة-الوطنية-في-السودان-1919-–-1924-the-evolution-of-the-national-move...تطور-الحركة-الوطنية-في-السودان-1919-–-1924-the-evolution-of-the-national-move...
تطور-الحركة-الوطنية-في-السودان-1919-–-1924-the-evolution-of-the-national-move...
Gamal Mansour
 
مفهوم النخب_c2a9ebf68281ad450b0aec32b2014d05.pptx
مفهوم النخب_c2a9ebf68281ad450b0aec32b2014d05.pptxمفهوم النخب_c2a9ebf68281ad450b0aec32b2014d05.pptx
مفهوم النخب_c2a9ebf68281ad450b0aec32b2014d05.pptx
movies4u7
 
تعلم البرمجة للأطفال- مفتاح المستقبل الرقمي.pdf
تعلم البرمجة للأطفال- مفتاح المستقبل الرقمي.pdfتعلم البرمجة للأطفال- مفتاح المستقبل الرقمي.pdf
تعلم البرمجة للأطفال- مفتاح المستقبل الرقمي.pdf
elmadrasah8
 
ورشة تحليل الممارسات المهنية (قطب الإنسانيات).pptx
ورشة تحليل الممارسات المهنية (قطب الإنسانيات).pptxورشة تحليل الممارسات المهنية (قطب الإنسانيات).pptx
ورشة تحليل الممارسات المهنية (قطب الإنسانيات).pptx
akrimo1978
 
DOC-20240602-W ggdcvgccccbbA0000..pdf
DOC-20240602-W     ggdcvgccccbbA0000..pdfDOC-20240602-W     ggdcvgccccbbA0000..pdf
DOC-20240602-W ggdcvgccccbbA0000..pdf
Gamal Mansour
 

Recently uploaded (9)

687065تاىىز458-الخط-الزمني-و-الخريطة.pptx
687065تاىىز458-الخط-الزمني-و-الخريطة.pptx687065تاىىز458-الخط-الزمني-و-الخريطة.pptx
687065تاىىز458-الخط-الزمني-و-الخريطة.pptx
 
تدريب ف دوره على برنامج 3 1 d max
تدريب  ف  دوره  على   برنامج  3 1 d  maxتدريب  ف  دوره  على   برنامج  3 1 d  max
تدريب ف دوره على برنامج 3 1 d max
 
تدريب ف دوره على برنامج 3 2 d max
تدريب  ف  دوره  على  برنامج  3  2  d  maxتدريب  ف  دوره  على  برنامج  3  2  d  max
تدريب ف دوره على برنامج 3 2 d max
 
مقدمة عن لغة بايثون.pdf-اهم لغات البرمجة
مقدمة عن لغة بايثون.pdf-اهم لغات البرمجةمقدمة عن لغة بايثون.pdf-اهم لغات البرمجة
مقدمة عن لغة بايثون.pdf-اهم لغات البرمجة
 
تطور-الحركة-الوطنية-في-السودان-1919-–-1924-the-evolution-of-the-national-move...
تطور-الحركة-الوطنية-في-السودان-1919-–-1924-the-evolution-of-the-national-move...تطور-الحركة-الوطنية-في-السودان-1919-–-1924-the-evolution-of-the-national-move...
تطور-الحركة-الوطنية-في-السودان-1919-–-1924-the-evolution-of-the-national-move...
 
مفهوم النخب_c2a9ebf68281ad450b0aec32b2014d05.pptx
مفهوم النخب_c2a9ebf68281ad450b0aec32b2014d05.pptxمفهوم النخب_c2a9ebf68281ad450b0aec32b2014d05.pptx
مفهوم النخب_c2a9ebf68281ad450b0aec32b2014d05.pptx
 
تعلم البرمجة للأطفال- مفتاح المستقبل الرقمي.pdf
تعلم البرمجة للأطفال- مفتاح المستقبل الرقمي.pdfتعلم البرمجة للأطفال- مفتاح المستقبل الرقمي.pdf
تعلم البرمجة للأطفال- مفتاح المستقبل الرقمي.pdf
 
ورشة تحليل الممارسات المهنية (قطب الإنسانيات).pptx
ورشة تحليل الممارسات المهنية (قطب الإنسانيات).pptxورشة تحليل الممارسات المهنية (قطب الإنسانيات).pptx
ورشة تحليل الممارسات المهنية (قطب الإنسانيات).pptx
 
DOC-20240602-W ggdcvgccccbbA0000..pdf
DOC-20240602-W     ggdcvgccccbbA0000..pdfDOC-20240602-W     ggdcvgccccbbA0000..pdf
DOC-20240602-W ggdcvgccccbbA0000..pdf
 

Balsam

  • 1.
  • 2. ‫الشاه‬ ‫األمين‬ ‫محمد‬ ‫وجراح‬ ‫بلسم‬ ‫تأمــــالت‬ ‫النشر‬ ‫و‬ ‫لإلتصال‬ ‫اليمامه‬ ‫منشورات‬
  • 3. )‫(تأمالت‬ ‫وجراح‬ ‫بلسم‬ : ‫الكتاب‬ ‫إسم‬ ‫الشاه‬ ‫األمين‬ ‫محمد‬ : ‫المؤلف‬ ‫الثانية‬ : ‫الطبعة‬ ‫النشر‬ ‫و‬ ‫لإلتصال‬ ‫اليمامه‬ : ‫الناشر‬ ‫لبنان‬ _ ‫بيروت‬ _ ‫الفكر‬ ‫دار‬ : ‫التنفيذ‬ 2010 : ‫النشر‬ ‫تاريخ‬ 115 : ‫الصفحات‬ ‫سم‬ 17X 24 : ‫الكتاب‬ ‫مقاس‬ 16 : ‫الحرف‬ ‫مقاس‬ 1048 : ‫موريتانيا‬ ‫في‬ ‫القانوني‬ ‫اإليداع‬ ‫م.م.و.و.ث.ش.ر‬ 2010 ‫اغسطس‬ 08: ‫بتاريخ‬ : ‫الدولي‬ ‫الترقيم‬ FLASHCOM : ‫الغالف‬ ‫تصميم‬ © ‫للمؤلف‬ ‫محفوظة‬ ‫الحقوق‬ 1
  • 4. 2 ‫للمؤلف‬ ‫أخرى‬ ‫كتب‬ )‫فقهية‬ ‫مقاربة‬( ‫التذكرة‬ )‫مقامــات‬( ‫تقاسيم‬ )‫نقدية‬ ‫مقاالت‬( ‫كاتبا‬ ‫كنت‬ ‫عندما‬ )‫مشاهدات‬( ‫الريح‬ ‫بساط‬ )‫شعر‬( ‫أماريج‬
  • 5. 3 www.shah-kitabat.net ‫مرة‬ ‫ألول‬ ‫تنشر‬ ‫مؤلفات‬ ‫فقهية‬ ‫معالجات‬ ‫و‬ ‫محاضرات‬ ‫سهل‬ ‫ممتنع‬ ‫بأسلوب‬ ‫شرعية‬ ‫إيضاحات‬ ‫أدب‬ ‫و‬ ‫ثقافة‬ ‫اإلنسان‬ ‫و‬ ‫والطبيعة‬ ‫الكون‬ ‫فى‬ ‫تأمالت‬
  • 6. 4 ‫األولى‬ ‫الطبعة‬ ‫مقدمة‬ :‫وبعد‬ ‫طيبة‬ ‫تحية‬ ‫القارئ‬ ‫عزيزي‬ ،‫وخواطر‬ ،‫واالجتماع‬ ،‫والفن‬ ،‫األدب‬ ‫في‬ ‫مقاالت‬ ‫مجموعة‬ ‫هذه‬ ...‫واالنسان‬ ،‫والطبيعة‬ ،‫الكون‬ ‫في‬ ‫وتأمالت‬ ‫مراحل‬ ‫وفي‬ ،‫متباينة‬ ‫فترات‬ ‫في‬ ‫كتبت‬ ‫مقاالت‬ ‫من‬ ‫مجموعة‬ ‫إنها‬ ‫وظروف‬ ‫انفعاالت‬ ‫تأثير‬ ‫وتحت‬ ،‫متباينة‬ ‫واجتماعية‬ ‫سياسية‬ .‫متباينة‬ ‫نفسية‬ .‫متباينة‬ ‫مختلفة‬ ‫مواضع‬ – ‫تتناول‬ ‫أن‬ ‫وطبيعي‬ – ‫وتناولت‬ ... ‫ويراعتي‬ ،‫وقناعتي‬ ،‫إيماني‬ ‫سوى‬ ‫بينها‬ ‫يجمع‬ ‫شيء‬ ‫ال‬ ... ‫ضئيلة‬ ‫المجموعة‬ ‫لهذه‬ ‫واألدبية‬ ‫الفنية‬ ‫القيمة‬ ‫تكون‬ ‫قد‬ ،‫وهزيلة‬ ..‫أصال‬ ‫منعدمة‬ ‫تكون‬ ‫وقد‬ ...‫بيانيا‬ ‫إعجازا‬ ‫تكون‬ ‫كي‬ ‫كتبت‬ ‫فما‬ ‫المجتمع‬‫هذا‬‫تاريخ‬ ‫من‬‫معينة‬‫لفترة‬،‫وتوثيقا‬ ‫تسجيال‬ ‫أردتها‬ ‫وإنما‬ ...‫اإلحتماالت‬ ‫على‬ ‫كل‬ ‫على‬ ‫والمفتوح‬ ،‫بالتناقضات‬ ‫المليء‬ ‫العربي‬ ‫المجتمع‬ ‫هذا‬ ‫لمعرفة‬ ‫والمتعطش‬ ،‫بالدي‬ ‫لتاريخ‬ ‫فالدارس‬ ‫فيها‬ ‫وجد‬ ‫ربما‬ ،‫المتميزة‬ ‫والتقاليد‬ ‫الخصوصيات‬ ‫ذي‬ ،‫األصيل‬ ..‫المنشودة‬ ‫ضالته‬ ،‫قاطع‬ ‫وشاهد‬ ‫ساطع‬ ‫دليل‬ ،‫وأخيرا‬ ‫أوال‬ ‫هي‬ »‫وجراح‬ ‫و«بسلم‬ .‫الرديء‬ ‫الواقع‬ ‫هادنت‬ ‫وال‬ ،‫المنظومة‬ ‫تزوجت‬ ‫ما‬ ‫أني‬ ‫على‬ ..‫أنيب‬ ‫وإليه‬ ‫توكلت‬ ‫عليه‬ ،‫باهلل‬ ‫إال‬ ‫توفيقي‬ ‫وما‬ 1992 ‫مايو‬ 10 ‫بتاريخ‬ ‫نواكشوط‬ ‫الشاه‬ ‫األمين‬ ‫محمد‬
  • 7. 5 ‫الثانية‬ ‫الطبعة‬ ‫مقدمة‬ :‫وبعد‬ ‫طيبة‬ ‫تحية‬ ‫القارئ‬ ‫عزيزي‬ .‫الكتاب‬ ‫هذا‬ ‫من‬ ‫األولى‬ ‫الطبعة‬ ‫نفدت‬ ‫قد‬ ‫ها‬ ‫...سدى؟‬ ‫وذهبا‬ ،‫راحا‬ ‫بل‬ ،‫مرا‬ ‫الزمن‬ ‫من‬ ‫عقدان‬ :‫هو‬ ‫عاد‬ ‫ما‬ ‫نفسه‬ ‫الشاه‬ ‫و‬ ‫هو‬ ‫عاد‬ ‫ما‬ ‫الزمن‬ ‫لكأن‬ ‫حتى‬ ،‫تحوالت‬ ،‫معولم‬ ‫واحد‬ ‫قطب‬ ‫في‬ ‫العالم‬ ‫واندمج‬ ،‫الشرقي‬ ‫المعسكر‬ ‫تالشى‬ .‫المجهول‬ ‫صوب‬ ‫متجها‬ ‫مسرعا‬ ،‫العينين‬ ‫مغمض‬ ‫الهثا‬ ‫يجري‬ ‫الخطاب‬ ‫وانكمش‬ ،‫العربية‬ ‫الوحدة‬ ‫وأحالم‬ ‫آمال‬ ‫تبخرت‬ .‫حمدان‬ ‫بني‬ ‫خيول‬ ‫الصهيل‬ ‫عن‬ ‫وتوقفت‬ ،‫الوحدوي‬ .‫الوطن‬ ‫وأحالم‬ ‫الوطن‬ ‫عن‬ ‫بربك‬ ‫تسألني‬ ‫وال‬ ‫مـــــــــرت‬ ‫الحزن‬ ‫من‬ ‫سنوات‬ ‫والزيتون‬ ‫الصفصاف‬ ‫فيها‬ ‫مــــات‬ ‫الحــــب‬ ‫من‬ ‫استقلت‬ ‫فيها‬ ‫سنوات‬ ‫اللحــــون‬ ‫شفاهي‬ ‫على‬ ‫وجفـــت‬ ‫اليــــــــأس‬ ‫اغتالنا‬ ‫فيها‬ ‫سنوات‬ ‫واليانســـــون‬ ‫الكـــــــالم‬ ‫وعلم‬ ‫وشعوبـــــــــا‬ ‫قبائال‬ ‫فانقسمنا‬ ‫العـــــرين‬ ‫وضاع‬ ‫الحمى‬ ‫واستبيح‬ ‫إلحساسي‬ ،‫هذه‬ ‫المجموعة‬ ‫طباعة‬ ‫أعيد‬ ‫ال‬ ‫أن‬ ‫هممت‬ ‫ولقد‬ ...‫المرمى‬ ‫جدوائية‬ ‫وال‬ ،‫المسلك‬ ‫بسيزيفية‬ ...‫وليتني‬ ‫وكدت‬ ‫أفعل‬ ‫ولم‬ ‫هممت‬ .‫فكان‬ ...‫أرى‬ ‫ال‬ ‫ما‬ ‫يرى‬ ‫من‬ ‫إلحاح‬ ،‫علي‬ ‫ألح‬ ‫بعضهم‬ ‫ولكن‬ ‫دون‬ ‫بقيت‬ ‫وإن‬ ،‫الجديد‬ ‫ثوبها‬ ‫في‬ ‫القارئ‬ ‫عزيزي‬ ‫إليك‬ ‫خذها‬ .‫رتوش‬ ‫أو‬ ‫إضافات‬ ‫أو‬ ‫حذف‬ 2010 ‫سبتمبر‬ 22 ‫بتاريخ‬ ‫نواكشوط‬ ‫الشاه‬ ‫األمين‬ ‫محمد‬
  • 8. 6 ‫الجــوى‬ ‫بأنــــات‬ ‫مألت‬ ‫قيثارتــي‬ ‫فيضتـــــان‬ ‫من‬ ‫للمكبــــوت‬ ‫بد‬ ‫ال‬ ‫مهجتــي‬ ‫خواطر‬ ‫شفتي‬ ‫إلى‬ ‫صعـدت‬ ‫ولســــاني‬ ‫منطقـي‬ ‫عنـها‬ ‫ليبيـــن‬ ‫والرضـــى‬ ‫القنـــاعة‬ ‫تعديت‬ ‫ما‬ ‫أنا‬ ‫األشجـــــان‬ ‫قصــة‬ ‫هي‬ ‫لكنمـــــا‬ ‫إقبال‬ ‫محمد‬
  • 10. 8 ..‫بالحرب‬ ‫تندد‬ ،‫السالم‬ ‫إلى‬ ‫تدعو‬ ‫شعارات‬ ‫حملت‬ ‫يسقط‬ ،‫الحرب‬ ‫تسقط‬ ،‫السالم‬ ‫عاش‬ :‫أصيح‬ ‫الشوارع‬ ‫إلى‬ ‫نزلت‬ ..‫الخالف‬ ‫األحاسيس‬ ‫وصراع‬ ،‫رأسي‬ ‫في‬ ‫المتناقضة‬ ‫األفكار‬ ‫نزاع‬ ‫سئمت‬ ..‫أعماقي‬ ‫في‬ ‫والعواطف‬ ..‫أحشائي‬ ‫في‬ ‫رحاها‬ ‫تدور‬ ‫التي‬ ‫الساخنة‬ ‫المعارك‬ ‫أطيق‬ ‫عدت‬ ‫ما‬ ..‫السالم‬ ‫سوى‬ ‫أريد‬ ‫ال‬ ،‫السالم‬ ‫أريد‬ ،‫السالم‬ ‫أريد‬ ..‫مجحفة‬ ‫شروط‬ ‫وال‬ ‫فيه‬ ‫حيف‬ ‫ال‬ ،‫مشرفا‬ ..‫عادال‬ ‫سالما‬ ‫أريد‬ ‫يضمن‬ ‫مشرف‬ ‫حل‬ ‫إلى‬ ‫رأسي‬ ‫في‬ ‫النزاع‬ ‫أطراف‬ ‫تتوصل‬ ‫أن‬ ‫أريد‬ ..‫فكري‬ ‫من‬ ‫المتوسطة‬ ‫المنطقة‬ ‫في‬ ‫واإلستقرار‬ ‫األمن‬ ‫جبان؟‬ - ‫انهزامي؟‬ - ‫قضية؟‬ ‫بال‬ - ‫أنا؟‬ - ..‫واالستقرار‬ ‫السالم‬ ‫يحب‬ ‫رجل‬ ،‫واقعي‬ ‫رجل‬ ‫لكني‬ ،‫سيدي‬ ‫يا‬ ‫أبدا‬ ..‫طويال‬ ‫وصبرت‬ ،‫طويال‬ ‫هادنت‬ ‫نفوذها‬ ‫وبسطت‬ ‫منافستها‬ ‫على‬ ‫تفوقها‬ ‫فكرة‬ ‫أعلنت‬ ‫كلما‬ ‫كنت‬ ‫الفكرة‬ ،‫المنتظرة‬ ‫والفكرة‬ ،‫القائدة‬ ‫الفكرة‬ ‫حسبتها‬ ..‫رأسي‬ ‫في‬ ..‫المخلصة‬ ‫على‬ ‫أبايعها‬ ‫وجئت‬ ،‫والئي‬ ‫لها‬ ‫وأعلنت‬ ،‫النصر‬ ‫على‬ ‫وهنأتها‬ ‫ماديا‬ ‫ومساعدتها‬ ‫بل‬ ،‫جانبها‬ ‫إلى‬ ‫المستميت‬ ‫والنضال‬ ‫معا‬ ‫المسير‬ ..‫ومعنويا‬ ‫لم‬ ‫خفية‬ ‫فألسباب‬ ‫لحظوي‬ ..‫محدود‬ ‫مؤقت‬ ‫أفكاري‬ ‫انتصار‬ ‫لكن‬ ‫وتسيطر‬ ،‫المعارك‬ ‫ساحة‬ ‫على‬ ‫تقدما‬ ‫فكرة‬ ‫تسجل‬ ‫إن‬ ‫ما‬ ،‫أدركها‬ ‫حالة‬ ‫إعالن‬ ‫طريق‬ ‫عن‬ ،‫األخرى‬ ‫األفكار‬ ‫وبنات‬ ‫األفكار‬ ‫على‬ ،‫المنتصرة‬ ‫الفكرة‬ ‫تتهاوى‬ ‫حتى‬ ،‫التجول‬ ‫منع‬ ‫ونظام‬ ،‫الطوارئ‬ ،‫وصالبة‬ ‫مناعة‬ ‫أشد‬ ‫جديدة‬ ‫فكرة‬ ‫وتظهر‬ ‫ذاتها‬ ‫تأكل‬ ‫وتبدأ‬
  • 11. 9 ..‫المعارك‬ ‫ساحة‬ ‫في‬ ‫واستماتة‬ ‫صدام‬ ‫حالة‬ ‫في‬ ‫بل‬ ..‫دائمة‬ ‫مواجهة‬ ‫حالة‬ ‫في‬ ‫تعيش‬ ‫أفكاري‬ ..‫مستمر‬ ‫هدير‬ ‫السكات‬ ،‫مضنية‬ ‫جهودا‬ ‫وبذلت‬ ،‫كافة‬ ‫المساعي‬ ‫أجريت‬ ‫تخلفها‬ ‫التي‬ ‫الخسائر‬ ‫من‬ ‫والحد‬ ،‫رأسي‬ ‫في‬ ‫األفكار‬ ‫مدافع‬ ..‫بالمواقف‬ ‫والتمسك‬ ‫فالتعنت‬ ،‫جدوى‬ ‫دون‬ ‫لكن‬ ،‫المعارك‬ ..‫أفكاري‬ ‫شعار‬ ‫المستميت‬ ‫والنضال‬ ‫بجهود‬ ‫واستعنت‬ ‫للتفكير‬ ‫ومهلة‬ ،‫النار‬ ‫إلطالق‬ ‫مؤقتا‬ ‫وقفا‬ ‫طلبت‬ ‫وقف‬ ‫خرقت‬ ‫األفكار‬ ‫لكن‬ ،‫محايدة‬ ‫وعواطف‬ ..‫خارجية‬ ‫أفكار‬ ..‫ثانية‬ ‫رأسي‬ ‫في‬ ‫يدوي‬ ‫المدافع‬ ‫هدير‬ ‫وعاد‬ ،‫النار‬ ‫إطالق‬ ‫المنطقة‬ ،‫اتجهت‬ ‫أينما‬ ‫وخراب‬ ‫دمار‬ ،‫الحرب‬ ‫هذه‬ ‫أحتمل‬ ‫عدت‬ ‫ما‬ ..‫هاتف‬ ‫وال‬ ‫ماء‬ ‫وال‬ ‫خبز‬ ‫بال‬ ‫غدت‬ ‫رأسي‬ ‫من‬ ‫الشرقية‬ ‫والقتلى‬ ‫جسيمة‬ ‫الخسائر‬ ‫فإن‬ ،‫األولية‬ ‫اإلحصائيات‬ ‫وحسب‬ ..‫كثيرون‬ ‫أن‬ ‫بعد‬ ،‫رأسي‬ ‫من‬ ‫الغربية‬ ‫المناطق‬ ‫على‬ ‫يخيم‬ ‫الدامس‬ ‫الظالم‬ ..‫غاز‬ ‫وال‬ ..‫كهرباء‬ ‫بال‬ ‫أضحت‬ ‫من‬ ‫الجنوبية‬ ‫المناطق‬ ‫في‬ ‫والمستوصفات‬ ‫المستشفيات‬ ‫نسف‬ ‫تم‬ ،‫واألمراض‬ ‫األوبئة‬ ‫فيها‬ ‫وانتشرت‬ ،‫نهائيا‬ ‫األطباء‬ ‫وغادرها‬ ،‫رأسي‬ ..‫وتدهورا‬ ‫سوءا‬ ‫تزداد‬ ‫المنطقة‬ ‫أوضاع‬ ‫إن‬ ‫مأذونة‬ ‫مصادر‬ ‫وتقول‬ ،‫يتدخل‬ ‫أن‬ ‫ورجوته‬ ،‫الدولية‬ ‫الطمأنينة‬ ‫مجلس‬ ‫إلى‬ ‫شكوى‬ ‫كتبت‬ ..‫الهدنة‬ ‫ومراقبة‬ ‫السالم‬ ‫لحفظ‬ ‫المحايدة‬ ‫قواته‬ ‫إرسال‬ ‫منه‬ ‫طلبت‬ ‫األممية‬ ‫والوكالة‬ ،‫للسكينة‬ ‫العالمية‬ ‫المنظمة‬ ‫إلى‬ ‫رسالة‬ ‫كتبت‬ ‫أدري‬ ‫لست‬ ،‫جدوى‬ ‫دون‬ ‫لكن‬ ،‫المواقف‬ ‫على‬ ‫والثبوت‬ ‫لإلقتناع‬ ‫أفكاري؟‬ ‫دهاها‬ ‫الذي‬ ‫وما‬ ،‫مالها‬ ..‫ووئام‬ ‫انسجام‬ ‫في‬ ‫تعيش‬ ‫كانت‬ ‫المستويات‬ ‫يشمل‬ ،‫مثالي‬ ‫ثنائي‬ ‫تعاون‬ ‫فكرتين‬ ‫كل‬ ‫بين‬ ‫كان‬ ..‫كافة‬
  • 12. ‫والصداقة‬ ،‫الجوار‬ ‫وحسن‬ ،‫البناء‬ ‫الهادئ‬ ‫الحوار‬ ‫تحول‬ ‫وفجأة‬ ..‫مستمر‬ ‫فقتال‬ ،‫تفاهم‬ ‫فسوء‬ ،‫تعارض‬ ‫إلى‬ ،‫الحميمة‬ ،‫ومحبة‬ ‫سالم‬ ‫رسول‬ ،‫األفكار‬ ‫هذه‬ ‫بين‬ ‫وسيطا‬ ‫أنتقل‬ ‫رحت‬ ..‫الحدود‬ ‫ورسم‬ ‫الدولية‬ ‫العالقات‬ ‫في‬ ‫خبراء‬ ‫وصحبتي‬ ،‫الفرقاء‬ ‫أقوال‬ ‫إلى‬ ‫اإلستماع‬ ‫بعد‬ ‫فشلت‬ ‫لكني‬ ،‫النزاع‬ ‫في‬ ‫حكموني‬ .‫الحلول‬ ‫إيجاد‬ ‫وأعياني‬ ‫الشرقية‬ ‫المناطق‬ ‫فزعماء‬ ،‫األفكار‬ ‫هذه‬ ‫أمر‬ ‫من‬ ‫بينة‬ ‫على‬ ‫عدت‬ ‫ما‬ ،‫وممتلكاتنا‬ ‫أنفسنا‬ ‫عن‬ ‫دفاعا‬ ‫الحرب‬ ‫نعلن‬ ‫إنما‬ :‫قالوا‬ ‫رأسي‬ ‫من‬ ‫أعدائنا‬ ‫على‬ ‫بالمثل‬ ‫نرد‬ ‫نحن‬ : ‫يقولون‬ ‫الغربية‬ ‫المنطقة‬ ‫وأهل‬ ..‫المنون‬ ‫ريب‬ ‫بنا‬ ‫المتربصين‬ ‫في‬ ‫المشتعلة‬ ‫الحرائق‬ ‫أما‬ ،‫والغربية‬ ‫الشرقية‬ ‫الجهتين‬ ‫عن‬ ‫هذا‬ ‫فعل‬ ‫من‬ ‫فهو‬ ،‫التحتية‬ ‫البنى‬ ‫وإتالف‬ ،‫الشبكات‬ ‫وتعطل‬ ،‫الحقول‬ ..‫الرسمي‬ ‫الفكر‬ ‫نظام‬ ‫على‬ ‫الخارجة‬ ،‫األفكار‬ ‫فصائل‬ ..‫مقياس‬ ‫وال‬ ،‫لتصرفاتها‬ ‫ضابط‬ ‫وال‬ ،‫الفصائل‬ ‫هذه‬ ‫يحكم‬ ‫قانون‬ ‫ال‬ ‫أضحت‬ ‫أن‬ ‫بعد‬ ،‫والمساعدة‬ ‫العون‬ ‫ألتمس‬ ،‫الجئا‬ ‫عواطفي‬ ‫إلى‬ ‫عدت‬ ،‫الدامية‬ ‫المعارك‬ ‫بفعل‬ ‫يبابا‬ ‫قفرا‬ ‫رأسي‬ ‫من‬ ‫المتوسطة‬ ‫المناطق‬ ‫ولها‬ ،‫تاريخها‬ ‫في‬ ‫حاسم‬ ‫بمنعطف‬ ‫تمر‬ ‫األخرى‬ ‫هي‬ ‫عواطفي‬ ‫لكن‬ ‫محاولة‬ ‫في‬ ‫نجحت‬ ‫قد‬ ‫كانت‬ ‫وإن‬ ‫فعواطفي‬ ،‫الخاصة‬ ‫مشاكلها‬ ‫فإنها‬ ،‫السالح‬ ‫منزوعة‬ ‫منطقة‬ ‫إعالنها‬ ‫بعد‬ ،‫والتساكن‬ ‫التعايش‬ ..‫السلبية‬ ‫وآثاره‬ ‫الجفاف‬ ‫مخلفات‬ ‫من‬ ‫تعاني‬ ،‫لماما‬ ‫إال‬ ‫يسقط‬ ‫الغيث‬ ‫عاد‬ ‫وما‬ ،‫المطر‬ ‫حبس‬ ‫عواطفي‬ ‫فعن‬ ‫روابي‬ ‫بعض‬ ‫وتخضر‬ ،‫األرض‬ ‫وتعشوشب‬ ‫المطر‬ ‫يسقط‬ ‫إن‬ ‫واما‬ ‫المحاصيل‬ ‫بسحق‬ ،‫والطيور‬ ‫الجوال‬ ‫الجراد‬ ‫يبادر‬ ‫حتى‬ ،‫العواطف‬ ..‫األوان‬ ‫قبل‬ ‫زحف‬ ‫أمام‬ ‫النباتي‬ ‫الغطاء‬ ‫فتراجع‬ ،‫غاباتها‬ ‫عواطفي‬ ‫أتلفت‬ ‫وقد‬ ..‫الرمال‬ .‫العواطف‬ ‫وسكان‬ ‫الخبراء‬ ‫أقلق‬ ‫بشكل‬ ‫تتقدم‬ ‫الرمال‬ 10
  • 13. ‫الفينة‬ ‫بين‬ ‫عواطفي‬ ‫تتعرض‬ ،‫وقساوتها‬ ‫الطبيعة‬ ‫شح‬ ‫جانب‬ ‫وإلى‬ .‫طبيعية‬ ‫لكوارث‬ ‫واألخرى‬ ‫عشرين‬ ‫قوتها‬ ‫بلغت‬ ،‫عنيفة‬ ‫أرضية‬ ‫لهزة‬ ‫تعرضت‬ ‫سنتين‬ ‫فمنذ‬ ..‫درجات‬ ‫تسع‬ ‫من‬ ‫المكون‬ ‫رشتر‬ ‫مقياس‬ ‫على‬ ‫درجة‬ ..‫الهوجاء‬ ‫العاتية‬ ‫والمدجنات‬ ،‫الرملية‬ ‫الزوابع‬ ‫وتوالت‬ ..‫الرعدية‬ ‫والصواعق‬ ..‫األعاصير‬ ‫دور‬ ‫جاء‬ ‫الفارطة‬ ‫السنة‬ ‫وفي‬ ‫على‬ ‫اآلن‬ ‫توجد‬ ‫عواطفي‬ ‫إن‬ ‫الرصد‬ ‫وعلماء‬ ‫الخبراء‬ ‫ويقول‬ ..‫باإلنفجار‬ ‫ينذر‬ ‫بركان‬ ‫والكوارث‬ ‫والزالزل‬ ،‫الدمار‬ ‫بهاجس‬ ‫محكومون‬ ‫عواطفي‬ ‫سكان‬ ‫فقدته‬ ‫ما‬ ‫تعوضني‬ ‫أو‬ ‫تحميني‬ ‫أن‬ ‫لعواطفي‬ ‫كان‬ ‫وما‬ ،‫الطبيعية‬ .‫األفكار‬ ‫عالم‬ ‫في‬ ..‫الطريق‬ ‫ألتمس‬ ‫حائرا‬ ‫وقفت‬ :‫عالمين‬ ‫أمامي‬ ..‫المستمرة‬ ‫وتطاحناته‬ ‫بحروبه‬ ‫لكن‬ ،‫وثرائه‬ ‫بخصبه‬ ‫الفكر‬ ‫عالم‬ - ..‫وخطورته‬ ‫وأراضي‬ ‫جفاف‬ ‫ولكن‬ ،‫قنابل‬ ‫وال‬ ‫رصاص‬ ‫ال‬ ‫حيث‬ ‫العاوطف‬ ‫عالم‬ - ..‫طبيعية‬ ‫وكوارث‬ ..‫جرداء‬ ‫قاحلة‬ ..‫النظر‬ ‫إعمال‬ ‫وبعد‬ ،‫واإلستشارة‬ ‫التفكير‬ ‫من‬ ‫كثير‬ ‫وبعد‬ ..‫أخيرا‬ ‫قررت‬ ،‫واإلستخارة‬ ..‫والعواطف‬ ‫الفكر‬ ‫بين‬ ‫وسطا‬ ‫منطقة‬ ‫بلغت‬ ‫حتى‬ ‫ذهبت‬ ..‫الترحال‬ ‫عصا‬ ‫وألقيت‬ ‫طريق‬ ‫عن‬ ،‫سلمي‬ ‫حل‬ ‫إلى‬ ‫أفكاري‬ ‫تتوصل‬ ‫حتى‬ ‫اإلنتظار‬ ‫وقررت‬ ..‫والحوار‬ ‫الدبلوماسية‬ ..‫الجافة‬ ‫واألحاسيس‬ ‫العواطف‬ ‫إلى‬ ‫الخصب‬ ‫يعود‬ ‫أو‬ ‫وال‬ ‫فكر‬ ‫بال‬ ‫أعيش‬ ‫وأنا‬ ،‫الحين‬ ‫ذلك‬ ‫ومنذ‬ ،‫سادتي‬ ‫يا‬ ‫وهكذا‬ ! ..‫عاطفة‬ 11
  • 15. ،‫مشكلة‬ :‫فيقول‬ ‫الخبر؟‬ ‫ما‬ ،‫فأسأله‬ ‫الوجه‬ ‫شاحب‬ ‫الهثا‬ ‫يصادفني‬ ..‫كبرى‬ ‫مشكلة‬ ‫عندي‬ ..‫فأبتسم‬ ،‫سيارته‬ ‫في‬ ‫عطب‬ ‫هو‬ ‫فإذا‬ ‫استفسره‬ ..‫مشكلة‬ ‫عندي‬ ‫فيقول‬ ‫كذا‬ ‫أريد‬ ‫البواب‬ ‫أنادي‬ ،‫مكتبي‬ ‫وأدخل‬ ‫يعدو‬ ‫ال‬ ‫األمر‬ ‫فإذا‬ ،‫المشكلة‬ ‫طبيعة‬ ‫عن‬ ‫السؤال‬ ‫في‬ ‫عليه‬ ‫ألح‬ .‫الثمن‬ ‫زهيد‬ ‫دواء‬ ‫وصفة‬ ‫لمشكلة‬ ‫ضحية‬ ‫أنه‬ ‫العزيز‬ ‫صديقي‬ ‫يخبرني‬ ‫التحية‬ ‫وبعد‬ ‫سيسافر‬ ‫أنه‬ ‫والمشكلة‬ ،‫موجود‬ ‫أني‬ ‫على‬ ‫هلل‬ ‫والحمد‬ ،‫عويصة‬ ‫أو‬ ،‫عنقه‬ ‫ربطة‬ ‫ضاعت‬ ‫وقد‬ ،‫حذاء‬ ‫له‬ ‫وليس‬ ،‫الخارج‬ ‫إلى‬ ‫الليلة‬ ‫!..فأضحك‬ ..‫مشكلة‬ ‫رأيه‬ ‫في‬ ‫وهذه‬ ،‫بجواربه‬ ‫األطفال‬ ‫عبث‬ ‫في‬ ‫كذلك‬ ‫ليس‬ ‫مشكلة‬ ‫للناس‬ ‫يبدو‬ ‫ما‬ ‫ألن‬ ،‫أضحك‬ ‫نعم‬ ..‫الحقيقة‬ ..‫اليدين‬ ‫صفر‬ ،‫الوفاض‬ ‫خالي‬ ‫أصبح‬ ‫أن‬ ‫سادتي‬ ‫يا‬ ‫المشكلة‬ ‫فليست‬ ‫على‬ ‫كالخشبة‬ ‫واقفا‬ ‫وأظل‬ ‫سيارتي‬ ‫تتعطل‬ ‫أن‬ ‫المشكلة‬ ‫وليست‬ ..‫مقزما‬ ‫الرصيف‬ ‫يا‬ ‫والمشاكل‬ ،‫وزنا‬ ‫أثقل‬ ‫والمشاكل‬ ،‫وطأ‬ ‫أشد‬ ‫فالمشاكل‬ ،‫كال‬ ..‫ومصالحه‬ ‫الرجل‬ ‫مبادئ‬ ‫تتعارض‬ ‫أن‬ ‫هي‬ ،‫مثال‬ ‫ال‬ ‫حصرا‬ ‫سادتي‬ ‫وزهده‬ ‫وعفته‬ ‫قناعته‬ ‫درجة‬ ‫كانت‬ ‫مهما‬ ‫منا‬ ،‫لكل‬ ‫أنه‬ ‫تعرف‬ ‫فأنت‬ ..‫ونعيمها‬ ‫الحياة‬ ‫في‬ ‫للوطن‬ ‫وتقديسه‬ ،‫العامة‬ ‫المصلحة‬ ‫خدمة‬ ‫في‬ ‫وتفانيه‬ ،‫وملذاتها‬ ‫ومنافع‬ ،‫شخصية‬ ‫مصالح‬ ..،‫والثقافة‬ ‫بالفكر‬ ‫وولعه‬ ،‫والدولة‬ ..‫عليها‬ ‫الحصول‬ ‫على‬ ‫حريص‬ ‫نفسه‬ ‫قرارة‬ ‫في‬ ‫هو‬ ،‫ومآرب‬ ..‫وتلونه‬ ،‫وميكافيليته‬ ،‫انتهازيته‬ ‫درجة‬ ‫كانت‬ ‫مهما‬ ‫منا‬ ‫ولكل‬ ..‫ذهنه‬ ‫في‬ ‫راسخة‬ ،‫ومثل‬ ‫ومبادئ‬ ‫قيم‬ ..‫وتزلفه‬ ،‫وماديته‬ ‫تناقض‬ ‫في‬ ‫وأصبحا‬ ،‫والمصلحة‬ ‫المبدأ‬ ‫تعارض‬ ‫لو‬ ‫يحدث‬ ‫فماذا‬ ‫صارخ..؟‬ ‫سرا‬ ‫عنه‬ ‫ودافعت‬ ،‫طويال‬ ‫أجله‬ ‫من‬ ‫ناضلت‬ ‫بمبدأ‬ ‫تضحي‬ ‫هل‬ 13
  • 16. ‫واعتنقته‬ ‫به‬ ‫آمنت‬ ‫مبدأ‬ ‫ونفيس..؟‬ ‫غال‬ ‫كل‬ ‫ودفعت‬ ،‫وعالنية‬ ‫عن‬ ‫بعيدا‬ ،‫والتسكع‬ ‫بالتشرد‬ ‫وال‬ ،‫الدراسة‬ ‫عن‬ ‫بالفصل‬ ‫آبه‬ ‫غير‬ ‫الوطن..؟‬ ‫عن‬ ‫بعيدا‬ ،‫والخالن‬ ،‫األصدقاء‬ ،‫يكن‬ ‫لم‬ ‫شيئا‬ ‫وكأن‬ ،‫وضحاها‬ ‫عشية‬ ‫بين‬ ‫مبدئك‬ ‫عن‬ ‫أتتخلي‬ ،‫فرص‬ ‫نهاز‬ ‫هدف..؟‬ ‫أو‬ ‫قضية‬ ‫بال‬ ‫رجال‬ ‫مبدأ..؟‬ ‫بال‬ ‫رجال‬ ‫لتصبح‬ ‫قوتك‬ ‫حياتك؟‬ ‫ومصلحتك؟‬ ‫اإليمان..؟‬ ‫عديم‬ ‫متلون‬ ،‫مادي‬ ‫وتندمج‬ ‫تتجاهله..؟‬ ‫أن‬ ‫يمكن‬ ‫هل‬ ‫المادي..؟‬ ‫كيانك‬ ‫اليومي..؟‬ ‫الكلي..؟‬ ‫المجموع‬ ‫في‬ ‫الحاجة‬ ‫فيك‬ ‫وأنشبت‬ ‫الحياة‬ ‫عركتك‬ ‫وقد‬ ‫فاعل‬ ‫أنت‬ ‫ذا‬ ‫ما‬ ‫أظافرها..؟‬ ‫والفاقة‬ ،‫اإلعراب‬ ‫من‬ ‫لك‬ ‫محل‬ ‫ال‬ ،‫هينا‬ ‫الناس‬ ‫على‬ ‫تعيش‬ ‫أنت‬ ‫أترضى‬ ‫المتاع..؟‬ ‫سقط‬ ‫من‬ ‫وكأنك‬ ‫ويشيدون..؟‬ ‫يبنون‬ ‫وأصدقاؤك‬ ‫جواال‬ ،‫متسكعا‬ ‫تعيش‬ ‫أن‬ ‫أترضى‬ ‫البصل؟‬ ‫من‬ ‫كيلو‬ ‫نصف‬ ،‫مجتمعة‬ ‫كلها‬ ‫بالمبادئ‬ ‫تشتري‬ ‫أتراك‬ ‫لإليجار..؟‬ ‫ثمنا‬ ‫واإللتزام‬ ‫الفكر‬ ‫يدفع‬ ‫وهل‬ ‫أدوية؟‬ ‫وصفة‬ ‫أم‬ ‫والناس..؟‬ ،‫والترحاب‬ ‫بالهش‬ ‫ويقابلونك‬ ،‫ويعظمونك‬ ‫يحترمونك‬ ‫هل‬ ..‫العالية‬ ‫وأخالقك‬ ‫لنزاهتك‬ ..‫وإعظاما‬ ‫إجالال‬ ‫واقفين‬ ‫النبيلة..؟‬ ‫وشمائلك‬ ..‫فاعلين‬ ‫أظنهم‬ ‫وما‬ ‫يفعلوا‬ ‫لم‬ ‫إنهم‬ ‫كنت‬ ‫ولو‬ ،‫المشاكل‬ ‫مشكلة‬ ‫هو‬ ‫المبادئ‬ ‫مع‬ ‫المصالح‬ ‫تعارض‬ ‫هذه‬ ‫على‬ ،‫شافيا‬ ‫جوابا‬ ‫أو‬ ‫سديدا‬ ‫رأيا‬ ‫أملك‬ ‫القارئ‬ ‫عزيزي‬ ‫لكني‬ ،‫ضنين‬ ‫غير‬ ‫لك‬ ‫لقدمته‬ ،‫المطروحة‬ ‫المحرجة‬ ‫األسئلة‬ ‫ومصيبة‬ ‫بلية‬ ،‫والمبادئ‬ ‫المصالح‬ ‫فتعارض‬ ،‫الجواب‬ ‫أجد‬ ‫ال‬ ..‫وامتحان‬ ‫الذين‬ ‫المحظوظون‬ ‫سوى‬ ‫والتناقض‬ ‫التعارض‬ ‫هذا‬ ‫من‬ ‫ينجو‬ ‫ولن‬ ! ..‫هم‬ ‫ما‬ ‫العناية..وقليل‬ ‫لهم‬ ‫سبقت‬ 14
  • 18. ‫أطراف‬ ‫نتجاذب‬ ‫جلسنا‬ ،‫المتيمين‬ ‫البنوك‬ ‫عشاق‬ ‫من‬ ‫جماعة‬ ‫كنا‬ ..‫الحديث‬ ،‫اليافع‬ ‫والفتى‬ ،‫الهرم‬ ‫الشيخ‬ ‫منا‬ :‫متفاوتة‬ ‫أعمارنا‬ ‫كانت‬ ..‫العمر‬ ‫والمتوسط‬ ،‫األبجديون‬ ‫األميون‬ ‫فمنا‬ :‫متباعدة‬ ‫متباينة‬ ‫مستوياتنا‬ ‫وكانت‬ ،‫والمعرفة‬ ‫العلم‬ ‫في‬ ‫الراسخون‬ ،‫والمثقفون‬ ‫المتعلمون‬ ‫ومنا‬ ..‫مختلفة‬ ‫اجتماعية‬ ‫طبقات‬ ‫من‬ ‫وكنا‬ ‫من‬ ‫به‬ ‫وناهيك‬ ،‫األبناك‬ ‫عشق‬ :‫العشق‬ ‫سوى‬ ‫بيننا‬ ‫يجمع‬ ‫يكن‬ ‫لم‬ ...‫وثيقة‬ ‫وصلة‬ ‫متين‬ ‫قوي‬ ‫رباط‬ ،‫الوجدانية‬ ‫ومعاناته‬ ،‫العاطفية‬ ‫تجربته‬ ‫عن‬ ‫يتحدث‬ ‫كل‬ ‫كان‬ ..‫القاه‬ ‫ما‬ .. ‫لرفاقه‬ ‫ويشكو‬ ،‫هواه‬ ‫لواعج‬ ‫ويبث‬ ‫تجربة‬ ‫وأكثرنا‬ ‫عمرا‬ ‫أكبرنا‬ ‫وكان‬ ،‫سلفة‬ ‫أبي‬ ‫ابن‬ ‫منتحل‬ ‫قال‬ :‫وشوقا‬ ‫لوعة‬ ‫وأشدنا‬ ‫الدواء‬ ،‫عياء‬ ‫داء‬ ‫األبناك‬ ‫عشق‬ ‫أن‬ ‫األصدقاء‬ ‫الرفاق‬ ‫أيها‬ ‫لتعلموا‬ ،‫مشتهاة‬ ‫وعلة‬ ،‫مستلذ‬ ‫مقام‬ ‫البنوك‬ ‫وعشق‬ ،‫المعاناة‬ ‫قدر‬ ‫على‬ ‫منه‬ .. ‫اإلفاقة‬ ‫عليلها‬ ‫يتمنى‬ ‫وال‬ ‫والشفاء‬ ‫البرء‬ ‫سقيمها‬ ‫يود‬ ‫ال‬ ،‫المصرفية‬ ‫المكاتب‬ ‫نحو‬ ‫النظر‬ ‫إدمان‬ ‫باألبناك‬ ‫الوله‬ ‫عالمات‬ ‫ومن‬ .. ‫فروعها‬ ‫جميع‬ ‫في‬ ‫الحسابات‬ ‫وفتح‬ ،‫إداراتها‬ ‫أمام‬ ‫والوقوف‬ ‫لي‬ ‫تبدت‬ ‫عندما‬ ،‫الجامع‬ ‫إلى‬ ‫متجها‬ ‫كنت‬ ‫يوم‬ ‫أنس‬ ‫ال‬ ‫أنس‬ ‫وإن‬ ‫وتغلغل‬ ‫قلبي‬ ‫بجماع‬ ‫أخذت‬ ،‫القوام‬ ‫ممشوقة‬ ‫الطول‬ ‫فارعة‬ ‫بنك‬ ..‫أحشائي‬ ‫في‬ ‫حبها‬ ‫ركاعا‬ ‫أصلي‬ ‫وانثنيت‬ ،‫عذاري‬ ‫وخلعت‬ ‫ومسبحتي‬ ‫جبتي‬ ‫فرميت‬ ..‫إليها‬ ‫أتقرب‬ ‫بنكي‬ ‫محراب‬ ‫في‬ .‫بديعة‬ ‫شعرية‬ ‫ومقطوعات‬ ‫طنانة‬ ‫قصائد‬ ‫ألهمتني‬ ‫وقد‬ :‫الرفاق‬ ‫فتصايح‬ :‫سلفة‬ ‫أبى‬ ‫بن؟‬ ‫يا‬ ‫فوك‬ ‫فض‬ ‫ال‬ ‫أنشدنا‬ 16
  • 19. :‫يقول‬ ‫وأنشد‬ ‫منتحل‬ ‫فتأوه‬ ‫مــردود‬ ‫اقترضت‬ ‫وما‬ ‫أخذت‬ ‫ما‬ ‫هل‬ ‫محــدود‬ ‫اليوم‬ ‫نأتك‬ ‫إذ‬ ‫تسلفيها‬ ‫أم‬ ‫وارتحلوا‬ ‫البنك‬ ‫قروض‬ ‫الصغار‬ ‫رد‬ ..‫مجحود‬ ‫القوم‬ ‫كبار‬ ‫عند‬ ‫والقرض‬ :‫وقالوا‬ ‫الرفاق‬ ‫كبر‬ ‫إنشاده‬ ‫أنهى‬ ‫ولما‬ .. ‫العشاق‬ ‫لزعيم‬ ‫إنك‬ ‫تاهلل‬ - :‫وقال‬ ‫شك‬ ‫أبى‬ ‫ابن‬ ‫متوسط‬ ‫تنحنح‬ ‫ثم‬ ‫من‬ ‫منهن‬ ،‫الغواني‬ ‫مثل‬ ‫األبناك‬ ‫أن‬ ‫الرفاق‬ ‫أيها‬ ‫لتعلموا‬ - ،‫المواعيد‬ ‫وتفويت‬ ‫المماطلة‬ ‫طول‬ ‫بعد‬ ‫إال‬ ‫لوصلك‬ ‫التأنس‬ ‫على‬ ‫وإصرارك‬ ،‫تفانيك‬ ‫و‬ ‫الحب‬ ‫في‬ .. ‫أخالصك‬ ‫من‬ ‫للتأكد‬ ..‫ومرماك‬ ‫غايتك‬ ‫بلوغ‬ ‫وصلها‬ ‫على‬ ‫متهافتا‬ ،‫ولهانا‬ ‫بها‬ ‫متيما‬ ‫رأتك‬ ‫إذا‬ ‫من‬ ‫ومنهن‬ ‫وإخالصك‬ ‫حبك‬ ‫وقابلت‬ ،‫تروى‬ ‫أقصوصة‬ ‫وتركتك‬ ‫قلتك‬ ‫كذلك‬ ،‫الرقيب‬ ‫المعشوقة‬ ‫تكره‬ ‫وكما‬ ،‫والهجران‬ ‫بالصد‬ ‫وأهل‬ ‫الرقيب‬ ‫خوف‬ ‫يتستر‬ ‫أن‬ ‫وصالها‬ ‫أراد‬ ‫من‬ ‫فعلى‬ ،‫البنك‬ .‫شماله‬ ‫أخذت‬ ‫ما‬ ‫يمينه‬ ‫تعلم‬ ‫ال‬ ‫حتى‬ ،‫الطويلة‬ ‫واأللسنة‬ ‫الفضول‬ ‫بد‬ ‫وال‬ ،‫المعشوقة‬ ‫لدى‬ ‫الوسيط‬ ‫أو‬ ‫الوجيه‬ ‫استخدام‬ ‫ويستحب‬ ،‫سهل‬ ‫منيع‬ ‫من‬ ‫فكم‬ ،‫جذابا‬ ‫حاذقا‬ ‫أنيقا‬ ‫يكون‬ ‫بحيث‬ ‫تخيره‬ ‫من‬ ..‫الوسيط‬ ‫بفضل‬ ‫يسر‬ ‫وعسير‬ :‫شهيرة‬ ‫معلقة‬ ‫في‬ ‫قلت‬ ‫وقد‬ ‫طروب‬ ‫البنوك‬ ‫في‬ ‫قلب‬ ‫طحابك‬ ‫قريب‬ ‫جاء‬ ‫عصر‬ ‫الوساطة‬ ‫بعيد‬ ‫قرضها‬ ‫شط‬ ‫وقد‬ ‫بنكي‬ ‫تكلفني‬ ‫وتهـــريب‬ ‫بيننا‬ ‫إفالس‬ ‫وصار‬ ‫فإنني‬ ‫بالبنوك‬ ‫تسألوني‬ ‫فإن‬ ‫طبيـــب‬ ‫البنوك‬ ‫بأدواء‬ ‫خبير‬ 17
  • 20. 18 ‫ماله‬ ‫قل‬ ‫أو‬ ‫المرء‬ ‫حظ‬ ‫غاب‬ ‫إذا‬ ‫نصيب‬ ‫قرضهن‬ ‫من‬ ‫له‬ ‫فليس‬ ‫علمنه‬ ‫حيث‬ ‫المال‬ ‫ثراء‬ ‫يردن‬ ‫عجيب‬ ‫عندهن‬ ‫العقار‬ ‫وشرخ‬ ‫وأصلح‬ ،‫جلسته‬ ‫في‬ ‫فاستوى‬ ،‫مشاريع‬ ‫أبى‬ ‫ابن‬ ‫خداع‬ ‫دور‬ ‫وجاء‬ :‫هادئ‬ ‫بصوت‬ ‫وقال‬ ‫عمامته‬ ‫من‬ ‫يعلمه‬ ‫يكاد‬ ‫ال‬ ‫ما‬ ‫أسرارها‬ ‫من‬ ‫وعلمت‬ ‫البنوك‬ ‫عايشت‬ ‫لقد‬ - ..‫مكاتبها‬ ‫في‬ ‫ونشأت‬ ‫البنوك‬ ‫إدارات‬ ‫في‬ ‫تربيت‬ ‫ألني‬ ،‫غيري‬ ‫منصبا‬ ،‫أظافري‬ ‫نعومة‬ ‫منذ‬ ‫ذهني‬ ‫وأعمال‬ ‫وكدي‬ ‫كان‬ ‫وقد‬ ،‫وبنوكا‬ ‫بنوكا‬ ‫أحببت‬ ‫وقد‬ ،‫أخبارها‬ ‫عن‬ ‫والبحث‬ ‫األبناك‬ ‫على‬ ..‫األمثال‬ ‫مضرب‬ ‫صارت‬ ،‫بنوكية‬ ‫مغامرات‬ ‫وعشت‬ ‫أمام‬ ‫ماثلة‬ ،‫بذهني‬ ‫عالقة‬ ‫ظلت‬ ،‫األولى‬ ‫ببنكي‬ ‫عالقتي‬ ‫أن‬ ‫غير‬ ‫اكتشفت‬ ‫أن‬ ‫بعد‬ ‫حبالي‬ ‫صرمت‬ ‫وقد‬ ،‫العهد‬ ‫تقادم‬ ‫رغم‬ ‫عيني‬ ..‫أخرى‬ ‫ببنك‬ ‫عالقتي‬ ،‫الركبان‬ ‫بها‬ ‫سارت‬ ‫شهيرة‬ ‫قصيدة‬ ‫من‬ ‫أقول‬ ‫األولى‬ ‫بنكي‬ ‫وفي‬ :‫الرواة‬ ‫ألسنة‬ ‫على‬ ‫وجرت‬ ‫وما‬ ،‫قصيدته‬ ‫إنشاد‬ ‫يستطع‬ ‫ولم‬ ‫والنحيب‬ ‫بالبكاء‬ ‫خداع‬ ‫وأجهش‬ .‫والهيام‬ ‫الوجد‬ ‫ولوعة‬ ،‫الغرام‬ ‫فرط‬ ‫من‬ ‫عليه‬ ‫مغشيا‬ ‫وقع‬ ‫أن‬ ‫لبث‬ ‫أحد‬ ‫توجه‬ ،‫غيبوبته‬ ‫من‬ ‫وأفاق‬ ‫الماء‬ ‫عليه‬ ‫سكبنا‬ ‫أن‬ ‫ولما‬ :‫بالسؤال‬ ‫نحوي‬ ‫الحاضرين‬ ..‫ومعاناتك؟‬ ‫قصتك‬ ‫عن‬ ‫تتحدث‬ ‫ال‬ ‫مالك‬ ‫فتى‬ ‫يا‬ ‫وأنت‬ - ‫صاغية‬ ‫وآذاننا‬ ،‫لشكواك‬ ‫مفتوحة‬ ‫فصدورنا‬ ‫ولدي‬ ‫يا‬ ‫تكلم‬ ..‫وبلواك‬ ‫لمصيبتك‬ :‫واطمئنانا‬ ‫ثقة‬ ‫حديثه‬ ‫مألني‬ ‫وقد‬ ‫فقلت‬ ،‫حوراء‬ ‫صغيرة‬ ‫بنكا‬ ‫علقت‬ ،‫عذرة‬ ‫بنى‬ ‫من‬ ‫عاشق‬ ‫سادتي‬ ‫يا‬ ‫أنا‬ - ‫أنفع‬ ‫والتستر‬ ‫الكتمان‬ ‫إن‬ ،‫يقولون‬ ‫الصبابة‬ ‫أهل‬ ‫سمعت‬ ‫وكنت‬ :‫قال‬ ‫من‬ ‫در‬ ‫وهلل‬ ،‫نفسي‬ ‫عن‬ ‫حتى‬ ‫حبها‬ ‫فكتمت‬ ،‫اليائس‬ ‫للعاشق‬
  • 21. 19 ‫السماء‬ ‫في‬ ‫مسكنها‬ ‫البنك‬ ‫هي‬ ‫جميــــال‬ ‫عزاء‬ ‫الفؤاد‬ ‫فعز‬ ‫الصعــود‬ ‫إليها‬ ‫تستطيع‬ ‫فلن‬ ‫النزوال‬ ‫إليك‬ ‫تستطيع‬ ‫ولن‬ ‫برامج‬ ‫نتابع‬ ،‫األصدقاء‬ ‫من‬ ‫بشلة‬ ‫محفوفا‬ ‫كنت‬ ‫وبينما‬ ‫ليلة‬ ‫وذات‬ ‫وارتعشت‬ ‫لوني‬ ‫فاصفر‬ ،‫الحبيبة‬ ‫إشهار‬ ‫أمامي‬ ‫مر‬ ‫التلفزيون‬ ..‫والقلق‬ ‫اإلستفهام‬ ‫عالمات‬ ‫شفاهي‬ ‫على‬ ‫وارتسمت‬ ،‫يداي‬ ‫قد‬ ‫سري‬ ‫أن‬ ‫علمت‬ ‫ويتغامزون‬ ‫نحوي‬ ‫ينظرون‬ ‫القوم‬ ‫رأيت‬ ‫ولما‬ ‫وشمرت‬ ‫رأسي‬ ‫عن‬ ‫سادتي‬ ‫يا‬ ‫فكشفت‬ ..‫شاع‬ ‫قد‬ ‫أمري‬ ‫وأن‬ ..‫ذاع‬ ‫صعب‬ ‫جموحا‬ ‫قبلها‬ ‫كنت‬ ‫وقد‬ ،‫عناني‬ ‫إليها‬ ‫وألقيت‬ ،‫ذراعي‬ ‫عن‬ ..‫اإلنقياد‬ ‫العباس‬ ‫سنة‬ ‫على‬ ‫فأنا‬ ،‫يائس‬ ..‫طاهر‬ ..‫عفيف‬ ‫لبنكي‬ ‫حبي‬ ‫أن‬ ‫غير‬ ‫العجال‬ ‫والنظرة‬ ،‫بالمنى‬ ‫أكتفي‬ ،‫وجميل‬ ‫وكثير‬ ..‫األحنف‬ ‫ابن‬ ..‫وأوائله‬ ‫نلتقي‬ ‫ال‬ ،‫أواخره‬ ‫تنقضي‬ ‫وبالحول‬ ‫صورة‬ ‫على‬ ‫وعينه‬ ،‫سلفة‬ ‫أبى‬ ‫ابن‬ ‫منتحل‬ ‫قاطعني‬ ‫وعندها‬ :‫بالحائط‬ »‫المعلقة‬ ‫«البنك‬ :‫فأنشدت‬ ‫األرزاق‬ ‫بك‬ ‫صنعت‬ ‫ما‬ ‫تخفي‬ ‫ال‬ ‫ســراق‬ ‫فكلنا‬ ‫هواك‬ ‫واشرح‬ ‫الهوى‬ ‫له‬ ‫شكوت‬ ‫من‬ ‫يعينك‬ ‫عسى‬ ‫رفـاق‬ ‫فالمهربون‬ ‫حمله‬ ‫في‬ ‫طامع‬ ‫أول‬ ‫فلست‬ ‫تجزعن‬ ‫ال‬ ‫واألسواق‬ ‫الصفقات‬ ‫به‬ ‫فتكت‬ ‫كتفي‬ ‫على‬ ‫مشارع‬ ‫أبى‬ ‫ابن‬ ‫خداع‬ ‫ربت‬ ‫إنشادي‬ ‫من‬ ‫انتهيت‬ ‫ولما‬ :‫قائال‬ ‫ولدي‬ ‫يا‬ ..‫بخ‬ ‫بخ‬ - ! ..‫للمحبوب‬ ‫فداء‬ ‫مات‬ ‫من‬ ‫شهيدا‬ ‫مات‬ ‫قد‬
  • 23. 21 ‫لرئاسة‬ ‫مرشحين‬ ‫بين‬ ‫الساخة‬ ‫المواجهة‬ ‫تلك‬ ‫أذكر‬ ‫زلت‬ ‫ما‬ ‫من‬ ‫كل‬ ‫حاول‬ ‫فقد‬ ..‫الغربية‬ ‫الدول‬ ‫إحدى‬ ‫في‬ ‫الجمهورية‬ ‫الناخب‬ ‫الجمهور‬ ‫أمام‬ ‫والظهور‬ ،‫منافسه‬ ‫على‬ ‫القضاء‬ ‫المترشحين‬ ،‫والجدل‬ ‫المنطق‬ ‫أسلحة‬ ‫شتى‬ ‫مستخدما‬ ،‫المناسب‬ ‫الرجل‬ ‫بمظهر‬ ‫شأن‬ ‫من‬ ‫والحط‬ ‫مستواه‬ ‫من‬ ‫للرفع‬ ،‫واإلقناع‬ ‫البرهنة‬ ‫وأساليب‬ ..‫منافسه‬ ‫ودوراته‬ ،‫العليا‬ ‫شهاداته‬ ‫يعدد‬ ‫الرجلين‬ ‫أحد‬ ‫بدأ‬ ‫المواجهة‬ ‫وخالل‬ ‫منافسه‬ ‫سؤال‬ ‫إلى‬ ‫وانتهى‬ ،‫العالمية‬ ‫المدارس‬ ‫أكبر‬ ‫في‬ ‫التدريبية‬ :‫البديهية‬ ‫على‬ ‫فأجاب‬ ،‫والعلمية‬ ‫الثقافية‬ ‫مؤهالته‬ ‫عن‬ ..‫الحياة‬ ‫مدرسة‬ ‫خريج‬ ‫أنا‬ - ،‫المواطنين‬ ‫نفوس‬ ‫على‬ ‫العميق‬ ‫أثرها‬ ‫السحرية‬ ‫الكلمة‬ ‫لهذه‬ ‫وكان‬ ‫كنت‬ ..‫الحياة‬ ‫مدرسة‬ ‫خريج‬ ،‫صاحبنا‬ ‫ونجح‬ ..‫البلد‬ ‫ذلك‬ ‫في‬ ‫الحصول‬ ‫أن‬ ‫وأحسب‬ ،‫للجامعة‬ ‫بانتمائي‬ ‫أعتز‬ ‫جامعيا‬ ‫أزال‬ ‫ال‬ ‫وقتها‬ ‫أجهل‬ ‫كنت‬ ..‫األمان‬ ‫بر‬ ‫إلى‬ ‫وصوال‬ ‫الجامعية‬ ‫الشهادات‬ ‫على‬ ‫الحياة‬ ‫معترك‬ ‫ودخلت‬ ‫تخرجت‬ ‫حتى‬ ،‫الكلمة‬ ‫تلك‬ ‫وأبعاد‬ ‫معنى‬ ‫كتفي‬ ‫وعلى‬ ‫شهاداتي‬ ‫متأبطا‬ ،‫اإلجتماعية‬ ‫والعالقات‬ ..‫المهنية‬ .‫والنظريات‬ .. ‫والمثل‬ ‫المبادئ‬ ‫من‬ ‫جملة‬ ‫أحمل‬ ‫شيئا‬ ‫بأن‬ ‫شعرت‬ ‫حتى‬ ،‫الدوامة‬ ‫تلك‬ ‫دخلت‬ ‫إن‬ ‫ما‬ ‫أني‬ ‫غير‬ ‫مضامين‬ ‫واستكناه‬ ..‫الحياة‬ ‫وطالسم‬ ‫رموز‬ ‫لفك‬ ‫ينقصني‬ ‫ما‬ ‫أن‬ ‫بعد‬ ،‫اإلبتدائية‬ ‫الحياة‬ ‫مدرسة‬ ‫فدخلت‬ ..‫اليومية‬ ‫الخطابات‬ ‫مدرسة‬ ‫من‬ ‫ويالها‬ ،‫منها‬ ‫المتخرجين‬ ‫وشاهدت‬ ‫تكوينها‬ ‫أعجبني‬ ‫في‬ ‫صارم‬ ‫منهج‬ ‫وال‬ ،‫أختام‬ ‫وال‬ ‫مزوقة‬ ‫شهادات‬ ‫لها‬ ‫ليست‬ ،‫رائعة‬ ‫إليه‬ ‫يأوي‬ ‫ثابت‬ ‫مقر‬ ‫حتى‬ ‫وال‬ ،‫قاعات‬ ‫أو‬ ‫مدرجات‬ ‫وال‬ ،‫التدريس‬ ،‫عملية‬ ‫دروسها‬ ‫مجردة‬ ‫غير‬ ‫ملموسة‬ ‫مدرسة‬ ‫إنها‬ ..‫المنتسبون‬ .‫النظريات‬ ‫من‬ ‫أكثر‬ ‫والتجريب‬ ‫الممارسة‬ ‫تعتمد‬ ‫تطبيقية‬ ‫هو‬ ‫ما‬ ‫يستعجل‬ ‫وال‬ ،‫فات‬ ‫ما‬ ‫على‬ ‫يأسى‬ ‫ال‬ ‫الحياة‬ ‫مدرسة‬ ‫خريج‬ ،‫اإلحساس‬ ‫متحجر‬ ‫أو‬ ‫الذاكرة‬ ‫فاقد‬ ‫أو‬ ‫الطموح‬ ‫عديم‬ ‫ألنه‬ ‫ال‬ ،‫آت‬ ‫فهو‬ ‫لذلك‬ ،‫كان‬ ‫مما‬ ‫أحسن‬ ‫باإلمكان‬ ‫ليس‬ ‫أن‬ ‫يرى‬ ‫لكونه‬ ‫وإنما‬
  • 24. 22 ‫باسما‬ ‫ويصحو‬ ‫مريحا‬ ‫هادئا‬ ‫نوما‬ ‫جفنه‬ ‫ملء‬ ‫ينام‬ ،‫العين‬ ‫قرير‬ ‫وال‬ ‫حاسد‬ ‫ال‬ ‫فهو‬ ،»‫«حسد‬ ‫كلمة‬ ‫قاموسه‬ ‫في‬ ‫ليس‬ ،‫المحيا‬ ‫طلق‬ ‫كالسهم‬ ،‫منطلقا‬ ‫الشارع‬ ‫في‬ ‫يسير‬ ‫وهو‬ ‫بسيماه‬ ‫وتعرفه‬ ..‫محسود‬ ،‫عنده‬ ‫فرق‬ ‫ال‬ ،‫سيارة‬ ‫متن‬ ‫على‬ ‫أو‬ ‫راجال‬ ‫ومبتغاه‬ ‫غايته‬ ‫حيث‬ ‫إلى‬ ،‫هدفه‬ ‫حيث‬ ‫إلى‬ ‫يتجه‬ ‫وإنما‬ ..‫الوراء‬ ‫إلى‬ ‫ملتفتا‬ ‫وال‬ ‫معرجا‬ ‫ال‬ ‫هو‬ ‫إذ‬ ،‫مشيته‬ ‫في‬ ‫يختال‬ ‫ال‬ ‫وهو‬ ،‫يريد‬ ‫ال‬ ‫وما‬ ‫يريد‬ ‫ما‬ ‫يعرف‬ ‫وخريج‬ ..‫طوال‬ ‫الجبال‬ ‫يبلغ‬ ‫ولن‬ ‫األرض‬ ‫يخرق‬ ‫لن‬ ‫أنه‬ ‫مقتنع‬ ،‫الحقيقي‬ ‫اإلجتماعي‬ ‫بزيه‬ ‫ويتزيا‬ ‫واقعه‬ ‫يعيش‬ ،‫الحياة‬ ‫مدرسة‬ ‫أحالمه‬ ‫ويرسم‬ ‫مشاريعه‬ ‫ويخطط‬ ،‫لقدراته‬ ‫مطابقا‬ ‫طموحه‬ ‫جاعال‬ ..‫اإلنجاز‬ ‫على‬ ‫وقدرته‬ ‫طاقته‬ ‫قدر‬ ‫على‬ ‫فهو‬ ،‫بطبعه‬ ‫اجتماعي‬ ‫اإلنسان‬ ‫وأن‬ ،‫للناس‬ ‫الناس‬ ‫أن‬ ‫يعرف‬ ‫وهو‬ ‫وهو‬ ،‫نفاق‬ ‫أو‬ ‫تزلف‬ ‫دون‬ ‫ولين‬ ‫برفق‬ ‫الناس‬ ‫يعامل‬ ‫متودد‬ ‫حنون‬ ‫يعاملهم‬ ،‫الناس‬ ‫من‬ ‫شديدين‬ ‫ورعبا‬ ‫خوفا‬ ‫يخفي‬ ‫كله‬ ‫ذلك‬ ‫وراء‬ ،‫نزعاتهم‬ ‫واختالف‬ ‫أهوائهم‬ ‫تضارب‬ ‫مدركا‬ ،‫وترقب‬ ‫بحذر‬ ‫مدرسة‬ ‫وخريج‬ ..‫ضار‬ ‫ذئب‬ ‫اإلنسان‬ ‫وأن‬ ‫ألسنتهم‬ ‫وذالقة‬ ‫وذاتيتهم‬ ‫يتشكلون‬ ‫الناس‬ ‫بان‬ ‫القائلة‬ ،‫اإلجتماعية‬ ‫بالهرمية‬ ‫يؤمن‬ ‫ال‬ ‫الحياة‬ ‫في‬ ‫يسيرون‬ ‫الناس‬ ‫أن‬ ‫يرى‬ ‫فهو‬ ..‫بعض‬ ‫فوق‬ ‫بعضهم‬ ‫كالهرم‬ ‫يسيرون‬ ‫لكنهم‬ ‫يتشابهون‬ ‫أو‬ ‫يلتقون‬ ‫ال‬ ‫قد‬ ،‫متوازية‬ ‫خطوط‬ ‫ويتذكر‬ ‫دروسه‬ ‫يراجع‬ ‫الحياة‬ ‫مدرسة‬ ‫وخريج‬ ..‫جنب‬ ‫إلى‬ ‫جنبا‬ ‫على‬ ‫وليدها‬ ‫«العيش»حاملة‬ ‫أو‬ ‫الكسكس‬ ‫بائعة‬ ‫رأى‬ ‫إذا‬ ‫مدرسته‬ ‫انحنى‬ ‫إذا‬ ‫مدرسته‬ ‫ويتذكر‬ ،‫عرقا‬ ‫يتصبب‬ ‫وجبينها‬ ،‫ظهرها‬ ‫والطوابير‬ ‫المحتشدين‬ ‫رأى‬ ‫وإذا‬ ..‫قدميه‬ ‫على‬ ‫األحذية‬ ‫ماسح‬ ‫مدرسته‬ ‫تذكر‬ ..‫الباص‬ ‫أو‬ ‫األجرة‬ ‫سيارة‬ ‫منتظرة‬ ،‫األرصفة‬ ‫على‬ .‫ودروسه‬ ‫أنتمي‬ ‫التي‬ ‫الرائعة‬ ‫الحياة‬ ‫مدرسة‬ ‫هي‬ ‫القارئ‬ ‫عزيزي‬ ‫تلك‬ ‫هذه‬ ‫عن‬ ‫قادمة‬ ‫مناسبات‬ ‫في‬ ‫وسأحدثك‬ ..‫الوقت‬ ‫بعض‬ ‫منذ‬ ،‫إليها‬ ‫أدري‬ ‫لست‬ ‫كدت‬ ‫وإن‬ ..‫علمتني‬ ‫وما‬ ،‫القيمة‬ ‫ودروسها‬ ‫المدرسة‬ ..‫الراسبين‬ ‫من‬ ‫أكون‬ ‫أم‬ ‫سأنجح‬ ‫هل‬ ..‫سلفا‬
  • 26. 24 ..‫بالده‬ ‫خدمة‬ ‫في‬ ‫النفوش‬ ‫قضاها‬ ‫سنة‬ ‫ثالثون‬ ‫قطاع‬ ‫من‬ ‫المنفوش‬ ‫فيها‬ ‫تنقل‬ ،‫اإلداري‬ ‫العمل‬ ‫من‬ ‫سنة‬ ‫ثالثون‬ ،‫قطاع‬ ‫إلى‬ ‫واإلقتصادية‬ ‫اإلجتماعية‬ ‫التحوالت‬ ‫مختلف‬ ‫المنفوش‬ ‫عايش‬ ..‫والسياسية‬ ،‫األمطار‬ ‫وغزارة‬ ‫المخصبات‬ ‫والسنوات‬ ،‫الرخاء‬ ‫فترات‬ ‫شهد‬ ..‫الريف‬ ‫وازدهار‬ ..‫العجاف‬ ‫والسنوات‬ ‫والجدب‬ ‫والقحط‬ ‫الجفاف‬ ‫أيام‬ ‫حاضرا‬ ‫وكان‬ ،‫الجديدين‬ ‫كر‬ ‫وال‬ ‫الخطوب‬ ‫تتابع‬ ‫يغيره‬ ‫ال‬ ،‫هو‬ ‫هو‬ ‫دائما‬ ‫كان‬ ..‫الظروف‬ ‫قساوة‬ ‫وال‬ .‫أبدا‬ ‫مرتاحا‬ ..‫العين‬ ‫قرير‬ ،‫أبدا‬ ‫راضيا‬ ‫كان‬ ‫أمينا‬ ‫خادما‬ ،‫الوطن‬ ‫داعي‬ ‫فيلبي‬ ‫سام‬ ‫لمنصب‬ ‫المنفوش‬ ‫يستدعي‬ ..‫اإلخالص‬ ‫في‬ ‫متفانيا‬ ..‫مخلصا‬ ‫بنفس‬ ‫فيسارع‬ ،‫ومردودية‬ ‫أهمية‬ ‫أقل‬ ‫أخرى‬ ‫لوظائف‬ ‫ويستدعى‬ ..‫اإلندفاع‬ ‫ونفس‬ ‫الحماس‬ ‫في‬ ‫متجوال‬ ،‫الطرقات‬ ‫في‬ ‫سائرا‬ ‫فتلقاه‬ ‫منصبه‬ ‫من‬ ‫يجرد‬ ‫ثم‬ ‫وكأن‬ ،‫باسما‬ ‫الهوينى‬ ‫يمشي‬ ‫ناقما‬ ‫وال‬ ‫عاتبا‬ ‫ال‬ ،‫العامة‬ ‫األماكن‬ .‫يكن‬ ‫لم‬ ‫شيئا‬ ..‫كان‬ ‫هكذا‬ ‫وبذروها‬ ‫الجماهير‬ ‫وخيرات‬ ،‫العمومية‬ ‫باألموال‬ ‫زمالؤه‬ ‫تالعب‬ ..‫تبذيرا‬ ‫ركبوا‬ ،‫الفاخرة‬ ‫الشقق‬ ‫واشتروا‬ ،‫الشاهقة‬ ‫العمارات‬ ‫شيدوا‬ ..‫والسهرات‬ ‫والوالئم‬ ‫الحفالت‬ ‫ونظموا‬ ،‫البراقة‬ ‫الفارهة‬ ‫السيارات‬ ،‫النبيل‬ ‫والمجتمع‬ ‫الفاضلة‬ ‫بالقيم‬ ‫مؤمنا‬ ‫كان‬ ،‫المنفوش‬ ‫إال‬ ،‫الصلبة‬ ‫الجدارات‬ ‫تكسير‬ ‫عزمه‬ ‫وصالبة‬ ‫إيمانه‬ ‫لشدة‬ ‫واستطاع‬ ‫على‬ ‫والتسامي‬ ،‫والمعاكسة‬ ‫القوية‬ ‫التيارات‬ ‫وجه‬ ‫في‬ ‫والوقوف‬ ..‫التافهة‬ ‫اليومية‬ ‫والتفاصيل‬ ‫الجزئيات‬
  • 27. 25 ‫وكم‬ ..‫ومبدئه‬ ‫بوطنه‬ ‫للتضحية‬ ‫نفسه‬ ‫عن‬ ‫راودوه‬ ‫وكم‬ ..‫عذلوه‬ ‫باسم‬ ‫ورجوه‬ ،‫الواقع‬ ‫باسم‬ ‫وناشدوه‬ ‫جميعا‬ ‫ذووه‬ ‫تنادى‬ .‫المناخ‬ ‫مع‬ ‫ويتكيف‬ ‫الظروف‬ ‫مع‬ ‫يتأقلم‬ ‫أن‬ ‫السائدة‬ »‫«المنظومة‬ ..‫بالنواجذ‬ ‫عليه‬ ‫عاضا‬ ‫مبدئه‬ ‫على‬ ‫قابضا‬ ‫ظل‬ ‫لكنه‬ :‫والعذل‬ ‫النصحاء‬ ‫أمام‬ ‫دوما‬ ‫يردد‬ ‫كان‬ ‫لست‬ ،‫مهمة‬ ‫صاحب‬ ..‫موظف‬ ،‫مبدئي‬ ‫رجل‬ ‫سادتي‬ ‫يا‬ ‫أنا‬ - ‫لسلكت‬ ‫الثراء‬ ‫أريد‬ ‫كنت‬ ‫ولو‬ ..‫فاجرا‬ ‫وال‬ ‫ساداتي‬ ‫يا‬ ‫تاجرا‬ ‫أحسن‬ ‫باإلمكان‬ ‫ليس‬ ‫إذ‬ ،‫ومرتاح‬ ‫راض‬ ‫إني‬ ‫ثم‬ ،‫زمان‬ ‫من‬ ‫طريقه‬ ..‫كان‬ ‫مما‬ ‫وعيروه‬ ..‫عنه‬ ‫وانفضوا‬ ‫القوم‬ ‫منه‬ ‫يئس‬ ‫حتى‬ ‫يقول‬ ‫كان‬ ‫هكذا‬ ..‫والطموح‬ ‫الهمة‬ ‫وقلة‬ ..‫والعجز‬ ..‫الشخصية‬ ‫بضعف‬ ‫والبيت‬ ‫األوالد‬ ‫له‬ ‫تاركة‬ ،‫وامق‬ ‫غير‬ ‫فراق‬ ‫وفارقته‬ ‫زوجته‬ ‫قلته‬ ‫محيطه‬ ‫في‬ ،‫معزوال‬ ‫مهمشا‬ ‫المنفوش‬ ‫وأصبح‬ ..‫الحياة‬ ‫وضجيج‬ ‫خطرا‬ ‫يرونه‬ ‫ومرؤوسوه‬ ،‫ورؤساؤه‬ ‫ومعاونوه‬ ‫فزمالؤه‬ ،‫المهني‬ ..‫عنها‬ ‫اإلبتعاد‬ ‫يجب‬ ‫سوداء‬ ‫ومصيبة‬ ،‫داهما‬ ‫وحبه‬ ..‫بالدولة‬ ‫إيمانه‬ ‫وعمق‬ ‫إرادته‬ ‫وقوة‬ ..‫صراحته‬ ‫ولشدة‬ ‫المنفوش‬ ‫أصبح‬ ،‫الصغيرة‬ ‫المنفعيات‬ ‫على‬ ‫وتعاليه‬ ،‫للوطن‬ ‫الموعود‬ ‫اليوم‬ ‫وجاء‬ ..‫الجميع‬ ‫عنه‬ ‫ويبتعد‬ ‫الجميع‬ ‫يخافه‬ ‫طاعونا‬ ‫من‬ ‫وخرج‬ ‫المعاش‬ ‫على‬ ‫أحيل‬ ،‫التقاعد‬ ‫إلى‬ ‫المنفوش‬ ‫وأحيل‬ ‫مفاتيح‬ ‫لخلفه‬ ‫وسلم‬ ،‫عليه‬ ‫وال‬ ..‫الله‬ ..‫أمه‬ ‫ولدته‬ ‫كيوم‬ ‫اإلدارة‬ ..‫منزل‬ ‫وال‬ ‫سيارة‬ ‫بال‬ ‫ليبقى‬ ‫المنزل‬ ‫ومفاتيح‬ ‫السيارة‬ ‫على‬ ‫مر‬ ‫كلما‬ ‫كان‬ ،‫وحيدا‬ ..‫بعيدا‬ ‫الصفيح‬ ‫مدينة‬ ‫إلى‬ ‫وانتقل‬ :‫متغامزين‬ ‫وتهامسوا‬ ‫ساخرين‬ ‫عليه‬ ‫ضحكوا‬ ‫قوم‬ ..‫ويحييه‬ ‫يصافحه‬ ‫المنفوش‬ ‫إلى‬ ‫بعضهم‬ ‫سارع‬ ‫وربما‬ ‫سماع‬ ‫وألفوا‬ ،‫الملتقيات‬ ‫يفتتح‬ ،‫التلفزيون‬ ‫في‬ ‫رؤيته‬ ‫تعودا‬ ‫فقد‬ .‫اإلذاعات‬ ‫في‬ ‫مدويا‬ ‫الجهوري‬ ‫صوته‬
  • 28. 26 ‫متعاليا‬ ،‫التفكير‬ ‫سامي‬ ‫عظيما‬ ‫رجال‬ ‫فعال‬ ‫المنفوش‬ ‫كان‬ ‫وقد‬ ‫الفقر‬ ‫بين‬ ‫تعارض‬ ‫ال‬ ‫بأن‬ ‫مقتنعا‬ ‫كان‬ ‫لكنه‬ ،‫الدناءات‬ ‫على‬ ‫الباطل‬ ‫وأن‬ ،‫المشركون‬ ‫كره‬ ‫ولو‬ ‫حق‬ ‫الحق‬ ‫وأن‬ ،‫والعظمة‬ ..‫المزيفون‬ ‫زيف‬ ‫ولو‬ ،‫باطل‬ ‫وشامل‬ ‫دائم‬ ‫سالم‬ ‫وفي‬ ،‫نفسه‬ ‫مع‬ ‫تام‬ ‫انسجام‬ ‫في‬ ‫عاش‬ ‫لذلك‬ ‫ال‬ ..‫ضميره‬ ‫مع‬ ‫جوار‬ ‫وحسن‬ ‫تعايش‬ ‫وفي‬ ‫ذاته‬ ‫مع‬ ‫ومصالحة‬ ‫حتى‬ ‫وال‬ ‫المتنافسون‬ ‫يقلقه‬ ‫وال‬ ‫والمجد‬ ‫الظهور‬ ‫حب‬ ‫يؤرقه‬ ..‫الوشاة‬ ‫بالعروة‬ ‫متمسكا‬ ..‫الصحيح‬ ‫هو‬ ‫طريقه‬ ‫أن‬ ‫مقتنعا‬ ‫جفنه‬ ‫ملء‬ ‫ينام‬ ..‫األصلح‬ ‫والمنهج‬ ‫الوثقى‬ ‫ويا‬ ،‫ثمود‬ ‫في‬ ‫صالحا‬ ‫يا‬ ،‫وطنه‬ ‫في‬ ‫الغريب‬ ‫المنفوش‬ ‫أيها‬ ‫فيا‬ ‫ورميت‬ ،‫والجوهر‬ ‫العرض‬ ‫بين‬ ‫ميزت‬ ‫من‬ ‫ويا‬ ،‫عاد‬ ‫في‬ ‫هودا‬ ‫أنت‬ ،‫الكالب‬ ‫نباح‬ ‫رغم‬ ‫قافلتك‬ ‫وسارت‬ ،‫باللباب‬ ‫محتفظا‬ ‫القشور‬ ..‫الحق‬ ‫والرجل‬ ..‫الحق‬ ‫والموظف‬ ،‫الحق‬ ‫المواطن‬ ‫أنت‬ ،‫سيدي‬ ‫يا‬ ،‫بخيبتنا‬ ‫والمتمسكون‬ ،‫بنفشتنا‬ ‫المعتزون‬ ‫المنفوشون‬ ‫نحن‬ ‫وإننا‬ ‫على‬ ‫سنبقى‬ ‫أننا‬ ‫على‬ ‫ونعاهدك‬ ،‫وإجالل‬ ‫إكبار‬ ‫تحية‬ ‫نحييك‬ ‫وإنها‬ ،‫متمسكين‬ ‫واألمة‬ ‫الوطن‬ ‫وبأهداب‬ ،‫سائرين‬ ‫النفشة‬ ‫درب‬ ! ...‫الفقر‬ ‫حتى‬ ‫لنفشة‬
  • 30. ..‫والعدالة‬ ‫واإلخاء‬ ‫الشرف‬ ‫شعارنا‬ ،‫موريتانيون‬ ‫كلنا‬ ‫متساوون‬ ‫فنحن‬ ،‫فالحين‬ ‫أو‬ ‫طلبة‬ ،‫تجارا‬ ،‫والة‬ ،‫وزراء‬ ‫كنا‬ ‫وسواء‬ ..‫المواطنة‬ ‫وواجبات‬ ‫حقوق‬ ‫في‬ ،‫اإلجتماعية‬ ‫التشكيلة‬ ‫في‬ ‫وتموضعه‬ ‫موقعه‬ ‫حسب‬ ‫منا‬ ‫فلكل‬ ..‫الوطن‬ ‫تجاه‬ ‫يؤديها‬ ‫وواجبات‬ ،‫فيها‬ ‫مراء‬ ‫ال‬ ‫طبيعية‬ ‫حقوق‬ ..‫الصيني‬ ‫المشط‬ ‫كأسنان‬ ،‫متساوون‬ ‫والجنسية‬ ‫بالمواطنة‬ ‫فنحن‬ ‫فنحن‬ ،‫باإلنتماء‬ ‫بالشعور‬ ‫يتعلق‬ ‫عندما‬ ‫تماما‬ ‫يختلف‬ ‫األمر‬ ‫أن‬ ‫غير‬ ..‫الصارخ‬ ‫التناقض‬ ‫درجة‬ ‫يصل‬ ‫اختالفا‬ ‫ومختلفون‬ ‫متفاوتون‬ ‫بالوطن‬ ‫فارتباطهم‬ ،‫إال‬ ‫ليس‬ ‫بالجنسية‬ ‫مواطنون‬ ‫منا‬ ‫فكثيرون‬ ..‫الوالة‬ ‫أو‬ ‫العمد‬ ‫بأختام‬ ‫المختومة‬ ‫األوراق‬ ‫تلك‬ ‫يعدو‬ ‫ال‬ ‫شكلي‬ ‫زي‬ ‫ارتداء‬ ‫عن‬ ‫وعجزوا‬ ،‫والمعرفة‬ ‫العلم‬ ‫قطار‬ ‫فاتهم‬ ‫قوم‬ ‫وهم‬ ‫وظلوا‬ ،‫المجموعة‬ ‫في‬ ‫اإلندماج‬ ‫عن‬ ‫عجزوا‬ ‫كما‬ ،‫ولبوسه‬ ‫العصر‬ ‫دائرة‬ ‫حتى‬ ‫يتجاوزوا‬ ‫لم‬ ‫أو‬ ،‫العائلة‬ ‫أو‬ ‫القبيلة‬ ‫دائرة‬ ‫في‬ ‫يعيشون‬ .‫الحضاري‬ ‫ووعيهم‬ ‫رؤيتهم‬ ‫في‬ ‫لنقص‬ ،‫األنا‬ ‫العطايا‬ ‫لهم‬ ‫وتجزل‬ ،‫بالهبات‬ ‫قلوبهم‬ ‫الدولة‬ ‫تؤلف‬ ‫أن‬ ‫إما‬ ‫فهؤالء‬ ..‫ناكصين‬ ‫أعقابهم‬ ‫على‬ ‫يرتدوا‬ ‫أن‬ ‫وإما‬ ،‫والصالت‬ ‫أن‬ ‫بعد‬ ،‫منصب‬ ‫في‬ ‫األصهار‬ ‫أو‬ ‫األقارب‬ ‫أحد‬ ‫عين‬ ‫أن‬ ‫صادف‬ ‫فإذا‬ :‫وقالوا‬ ‫صفقوا‬ ،‫األمر‬ ‫أولي‬ ‫اختيار‬ ‫عليه‬ ‫وقع‬ ‫قيد‬ ‫دون‬ ‫وانتماءهم‬ ‫والءهم‬ ‫وأعلنوا‬ ،‫الحق‬ ‫حصص‬ ‫اآلن‬ - ،‫له‬ ‫وضعت‬ ‫ما‬ ‫غير‬ ‫في‬ ‫الدولة‬ ‫أموال‬ ‫بذر‬ ‫إذا‬ ‫حتى‬ ،‫شرط‬ ‫أو‬ ‫واستبدل‬ ‫مهامه‬ ‫من‬ ‫وجرد‬ ،‫الجادة‬ ‫دائرة‬ ‫عن‬ ‫وخرج‬ ‫اختلس‬ ‫أو‬ ‫ويقتنصون‬ ‫ينتقدون‬ ‫رأيتهم‬ ..‫وقدرة‬ ،‫صالحا‬ ‫أكثر‬ ‫آخر‬ ‫بمواطن‬ :‫قائلين‬ ‫الدولة‬ ‫أجهزة‬ ‫في‬ ،‫الضعف‬ ‫نقاط‬ ‫وقد‬ ‫والخراب‬ ‫اإلنهيار‬ ‫طريق‬ ‫في‬ ‫سائرة‬ ‫إال‬ ‫نراها‬ ‫ما‬ - ..‫اإلفالس‬ ‫حفرة‬ ‫شفى‬ ‫على‬ ‫البالد‬ ‫وأصبحت‬ ،‫اآلزفة‬ ‫أزفت‬ ..‫بالباطل‬ ‫والتقول‬ ‫التخرص‬ ‫من‬ ‫ذلك‬ ‫غير‬ ‫إلى‬ ‫ال‬ ‫وكنا‬ ،‫الدولة‬ ‫في‬ ‫مسؤوال‬ ،‫خالته‬ ‫ابن‬ ‫كان‬ ‫منهم‬ ‫فتى‬ ‫وأعرف‬ 28
  • 31. ‫إال‬ ،‫بمصيرنا‬ ‫المساس‬ ‫ذات‬ ‫الكبرى‬ ‫القضايا‬ ‫من‬ ‫قضية‬ ‫نناقش‬ ‫نكاد‬ ‫اإلتهامات‬ ‫يرد‬ ‫مدافعا‬ ‫رأسه‬ ‫ونصب‬ ،‫وجهه‬ ‫واحمر‬ ‫قيامته‬ ‫قامت‬ ..‫اإلتجاهات‬ ‫مختلف‬ ‫في‬ ‫هداما‬ ‫نقدا‬ ‫أو‬ ‫معارضة‬ ‫ليس‬ ‫نقاشنا‬ ‫أن‬ ‫أفهمه‬ ‫كنت‬ ‫ما‬ ‫وكثيرا‬ ‫على‬ ‫وحضورا‬ ‫الكبرى‬ ‫األمور‬ ‫في‬ ‫مشاركة‬ ‫وإنما‬ ..‫أجوف‬ ..‫والمواطنين‬ ‫للوطن‬ ‫حب‬ ‫هو‬ ‫بل‬ ،‫الوطنية‬ ‫الساحة‬ ‫هذا‬ ‫أوتي‬ ‫ما‬ ‫مثل‬ ‫لي‬ ‫ليت‬ ‫يا‬ :‫نفسي‬ ‫في‬ ‫وأقول‬ ‫أغبطه‬ ‫وكنت‬ ‫وإنه‬ – ‫حماه‬ ‫عن‬ ‫والذب‬ ،‫عليه‬ ‫والغيرة‬ ..‫الوطن‬ ‫حب‬ ‫من‬ ‫الفتى‬ ..‫عظيم‬ ‫حظ‬ ‫لذو‬ ‫وذنب‬ ‫ارتكبها‬ ‫لجريمة‬ ،‫منصبه‬ ‫من‬ ‫قريبه‬ ‫جرد‬ ‫إن‬ ‫ما‬ ‫أنه‬ ‫غير‬ ‫أو‬ ‫لمسخ‬ ‫خضع‬ ‫وكأنما‬ ،‫كالحرباء‬ ‫تحول‬ ‫حتى‬ ،‫يداه‬ ‫جنبته‬ ..‫دماغ‬ ‫غسل‬ ..‫لغيابهم‬ ‫يتأثر‬ ‫وال‬ ‫عليهم‬ ‫يبكي‬ ‫وال‬ ،‫الوطن‬ ‫يحتاجهم‬ ‫ال‬ ‫فهؤالء‬ ،‫األعمال‬ ‫رجل‬ ‫وعقلية‬ ،‫التاجر‬ ‫بمنطق‬ ‫الوطن‬ ‫يعاملون‬ ‫قوم‬ ‫ومنا‬ ،‫اإلدارات‬ ‫من‬ ‫إدارة‬ ‫أو‬ ‫مؤسسة‬ ‫رأس‬ ‫على‬ ‫نصبتهم‬ ‫إن‬ ‫مواطنون‬ ‫فهم‬ ،‫ويشكو‬ ‫يتأوه‬ ‫رأيته‬ ‫المنصب‬ ‫على‬ ‫الحصول‬ ‫أحدهم‬ ‫فات‬ ‫وإن‬ ‫على‬ ‫الحصول‬ ‫كأنما‬ ‫الوحيد..أو‬ ‫المواطن‬ ‫هو‬ ‫وكأنما‬ ‫متظلما‬ ..‫سام‬ ‫منصب‬ ‫على‬ ‫الحصول‬ ‫يعني‬ ‫شهادة‬ ‫ليلقي‬ ،‫زمامه‬ ‫الشيطان‬ ‫وأمسك‬ ‫رأسه‬ ‫أحدهم‬ ‫ركب‬ ‫وربما‬ ‫في‬ ،‫األمة‬ ‫وطمأنينة‬ ‫أمن‬ ‫مشوشا‬ ،‫العكرة‬ ‫المياه‬ ‫في‬ ‫صائدا‬ ‫شبكته‬ ‫بالموضوعية‬ ‫يغلفها‬ ،‫وأنانية‬ ..‫شخصية‬ ‫عمقها‬ ‫في‬ ‫هي‬ ‫أغراض‬ ..‫والوطنية‬ ‫نعيش‬ ،‫جيوغرافية‬ ‫رقعة‬ ‫مجرد‬ ‫ليس‬ ‫الوطن‬ ‫إن‬ ،‫أقول‬ ‫والحق‬ ..‫خيرات‬ ‫من‬ ‫علينا‬ ‫تدره‬ ‫وما‬ ‫مواردها‬ ‫على‬ ‫في‬ ‫وقرارات‬ ‫مراسم‬ ‫على‬ ‫تحيل‬ ،‫بيضاء‬ ‫ورقة‬ ‫المواطنة‬ ‫وليست‬ ‫وضباط‬ ‫الشرطة‬ ‫أختام‬ ‫تحمل‬ ‫صفراء‬ ‫بطاقة‬ ‫أو‬ ،‫الجنسية‬ ‫قانون‬ ..‫المدنية‬ ‫الحالة‬ 29
  • 32. ..‫باإلنتماء‬ ‫شعور‬ ‫والوطنية‬ ‫المواطنة‬ ‫إن‬ ‫عندما‬ ‫بها‬ ‫أحس‬ ‫التي‬ ‫العارمة‬ ‫النشوة‬ ‫تلك‬ ‫هو‬ ‫باإلنتماء‬ ‫والشعور‬ ..‫العمومية‬ ‫البنايات‬ ‫أمام‬ ‫خفاقا‬ ‫بالدي‬ ‫علم‬ ‫أرى‬ ‫مكاني‬ ‫في‬ ‫فأتسمر‬ ‫يصيبني‬ ‫الشلل‬ ‫هو‬ ‫باإلنتماء‬ ‫والشعور‬ ‫مرفوع‬ ‫وأقف‬ ‫لبالدي‬ ‫الوطني‬ ‫النشيد‬ ‫أسمع‬ ‫عندما‬ ‫كالخشبة‬ :‫وعنفوان‬ ‫براءة‬ ‫بكل‬ ‫مرددا‬ ‫الصدر‬ ‫بارز‬ ،‫الرأس‬ ‫ناصــرا‬ ‫لإلله‬ ‫كن‬ ‫المناكــــرا‬ ‫وأنكر‬ ‫أحدثوا‬ ‫لقوم‬ ‫وكن‬ ... ‫مهاجرا‬ ‫أمره‬ ‫في‬ .‫سيديا‬ ‫الشيخ‬ ‫ولد‬ ‫بابا‬ ‫الشيخ‬ ‫روح‬ ‫على‬ ‫مترحما‬ ‫طريقي‬ ‫وأتابع‬ ‫تالمس‬ ‫عندما‬ ،‫يلفني‬ ‫الذي‬ ‫الدفء‬ ‫ذلك‬ ‫هو‬ ‫باإلنتماء‬ ‫والشعور‬ ‫الجمهورية‬ ‫إذاعة‬ :‫مجلجال‬ ‫الصوت‬ ‫فينطلق‬ ‫المذياع‬ ‫أزرار‬ ‫يدي‬ .‫نواكشوط‬ ‫من‬ ‫الموريتانية‬ ‫اإلسالمية‬ ‫أرى‬ ‫عندما‬ ‫شفتي‬ ‫على‬ ‫ترتسم‬ ‫اإلبتسامة‬ ‫هو‬ ،‫باإلنتماء‬ ‫والشعور‬ ‫فأنثني‬ ،‫الفصول‬ ‫أمام‬ ‫متجمهرين‬ ‫اإلبتدائية‬ ‫المدرسة‬ ‫أطفال‬ ..‫الغد‬ ‫بموريتانيا‬ ‫حالما‬ ‫مكبح‬ ‫على‬ ‫بها‬ ‫أضغط‬ ‫الطاقة‬ ‫تلك‬ ‫هو‬ ،‫باإلنتماء‬ ‫والشعور‬ ‫ملؤها‬ ‫بنظرات‬ ‫أالحقه‬ ‫العجوز‬ ‫الهرم‬ ‫الشيخ‬ ‫ليمر‬ ‫سيارتي‬ ‫وقسمات‬ ..‫المحدودب‬ ‫ظهره‬ ‫انحناء‬ ‫عبر‬ ‫أقرأ‬ ،‫والحنان‬ ‫اإلجالل‬ ...‫بالدي‬ ‫وتحوالت‬ ‫تاريخي‬ ،‫الشاحب‬ ‫وجهه‬ ‫تحل‬ ‫ما‬ ‫عند‬ ‫بها‬ ‫أصاب‬ ،‫الحمى‬ ‫تلك‬ ‫هو‬ ‫باإلنتماء‬ ‫والشعور‬ ‫واألنفس‬ ‫األموال‬ ‫في‬ ‫نقص‬ ‫أو‬ ‫جراد‬ ‫أو‬ ،‫جفاف‬ ‫كارثة‬ ‫ببالدي‬ ..‫والثمرات‬ ! ‫باإلنتماء‬ ‫الشعور‬ ‫هو‬ ‫سادتي‬ ‫يا‬ ‫باإلنتماء‬ ‫والشعور‬ ..‫باإلنتماء‬ ‫الشعور‬ ‫إلى‬ ‫أحوجنا‬ ‫وما‬ 30
  • 34. ‫يعيش‬ ‫وكيف‬ ،‫الحياة‬ ‫هذه‬ ‫في‬ ‫أفكر‬ ‫نفسي‬ ‫إلى‬ ‫يوما‬ ‫خلوت‬ ‫اختلفت‬ ‫وكيف‬ ،‫مستوياتهم‬ ‫وتباين‬ ،‫طبقاتهم‬ ‫اختالف‬ ‫على‬ ‫الناس‬ ..‫والشعوب‬ ‫واألمم‬ ‫والنساء‬ ‫الرجال‬ ‫حظوظ‬ ‫السماء‬ ‫وأرسل‬ ،‫معتدل‬ ‫ومناخ‬ ‫جميل‬ ‫بطقس‬ ‫اهلل‬ ‫حباها‬ ‫أمة‬ ‫فهذه‬ ‫فتفتقت‬ ،‫سيال‬ ‫أنهارها‬ ‫وسالت‬ ‫روابيها‬ ‫فاخضرت‬ ..‫مدرارا‬ ‫عليها‬ ‫ربها‬ ‫طبيعة‬ ‫إلى‬ ‫ناضرة‬ ‫فهي‬ ‫الوجوه‬ ‫أسارير‬ ‫وتفتحت‬ ،‫الورود‬ ..‫ناظرة‬ ،‫الصعبة‬ ‫العملة‬ ‫أكياس‬ ‫حاملين‬ ،‫عميق‬ ‫فج‬ ‫كل‬ ‫من‬ ‫السياح‬ ‫وانهال‬ ..‫الدخل‬ ‫وارتفع‬ ‫اإلقتصاد‬ ‫فانتعش‬ ‫تعرف‬ ‫ال‬ ،‫جرداء‬ ‫غبراء‬ ‫قاحلة‬ ‫وأراضيها‬ ،‫خلب‬ ‫بروقها‬ ‫أمة‬ ‫وهذه‬ ..‫العليل‬ ‫النسيم‬ ‫وال‬ ‫المطر‬ ‫السموم‬ ‫وريح‬ ،‫ونهارا‬ ‫ليال‬ ‫آفاقها‬ ‫في‬ ‫تعول‬ ‫الرملية‬ ‫فالزوابع‬ ‫األسود‬ ‫الغراب‬ ‫إال‬ ‫الطير‬ ‫من‬ ‫عرفت‬ ‫ما‬ ،‫وأصيال‬ ‫بكرة‬ ‫تصفعها‬ ‫وشحبت‬ ‫الوجوه‬ ‫فاغبرت‬ ،‫الجارح‬ ‫والصقر‬ ،‫النحيس‬ ‫والبوم‬ ..‫القترة‬ ‫إرهاق‬ ‫من‬ ‫األعين‬ ‫وجحظت‬ ‫واضطربت‬ ‫الموازين‬ ‫فاختلت‬ ،‫اإلقتصاد‬ ‫وتدهور‬ ‫الدخل‬ ‫وقل‬ .‫التوقعات‬ ‫فيتحرك‬ ،‫األسود‬ ‫الذهب‬ ‫أنهار‬ ‫تحتها‬ ‫من‬ ‫تجري‬ ‫أمة‬ ‫وهذه‬ ،‫للفرد‬ ‫السنوي‬ ‫الدخل‬ ‫ليرتفع‬ ،‫التحتية‬ ‫البنى‬ ‫وتتعزز‬ ‫العمران‬ ‫من‬ ‫أوتي‬ ‫ما‬ ‫على‬ ‫ربه‬ ‫شاكرا‬ ‫مغتبطا‬ ‫ويصحو‬ ‫ينام‬ ‫فمواطنها‬ .. ‫العيش‬ ‫في‬ ‫بحبوحة‬ ‫من‬ ‫حصله‬ ‫ما‬ ‫ورغم‬ ‫ذهنه‬ ‫وتوقد‬ ‫ذكائه‬ ‫شدة‬ ‫رغم‬ ‫رجل‬ ‫وهذا‬ ‫والمعاهد‬ ‫المدارس‬ ‫وأكبر‬ ‫أشهر‬ ‫من‬ ‫انتزعها‬ ،‫عليا‬ ‫شهادات‬ ‫وظل‬ ،‫المناصب‬ ‫سلم‬ ‫في‬ ‫الصعود‬ ‫يستطع‬ ‫لم‬ ..‫الدولية‬ ‫والجامعات‬ ،‫األمور‬ ‫مجريات‬ ‫عن‬ ‫بعيدا‬ ،‫الوزارة‬ ‫أو‬ ‫الشركة‬ ‫حضيض‬ ‫في‬ ،‫واألضواء‬ ‫المسرح‬ ‫عن‬ ‫بعيدا‬ ،‫القرار‬ ‫اتخاذ‬ ‫مراكز‬ ‫عن‬ ‫بعيدا‬ ..‫الحياة‬ ‫هامش‬ ‫على‬ 32
  • 35. ‫منذ‬ ‫عرف‬ ،‫واللتيا‬ ‫بالتي‬ ‫إال‬ ‫اإلعدادية‬ ‫يتجاوز‬ ‫لم‬ ‫كنود‬ ‫وهذا‬ ،‫بالده‬ ‫تاريخ‬ ‫جاهال‬ ..‫اإلطالع‬ ‫وعدم‬ ..‫والمجون‬ ‫باإلنحالل‬ ‫صباه‬ ،‫ومعانيها‬ ‫الحياة‬ ‫عن‬ ‫لديه‬ ‫تصور‬ ‫ال‬ ..‫أمته‬ ‫بحضارة‬ ‫عليم‬ ‫غير‬ .‫ونواميسه‬ ‫الكون‬ ‫عن‬ ‫وال‬ ‫وفعله‬ ‫الفصل‬ ‫وقوله‬ ،‫والنهي‬ ‫األمر‬ ‫صاحب‬ ‫دائما‬ ‫ظل‬ ‫الكنود‬ ‫هذا‬ ..‫والندب‬ ‫السنة‬ ..‫أعلى‬ ‫إلى‬ ‫ارتقى‬ ‫كلما‬ ،‫وفضائحه‬ ‫حماقاته‬ ‫زادت‬ ‫وكلما‬ ،‫الرشيق‬ ‫والقوام‬ ‫المتأللئ‬ ‫الوجه‬ ‫ذات‬ ،‫الحسناء‬ ‫العانس‬ ‫وهذه‬ ،‫طبعها‬ ‫ودماثة‬ ‫وعفافها‬ ،‫الحميدة‬ ‫أخالقها‬ ‫رغم‬ ‫الوردي‬ ‫والخد‬ ‫انتباه‬ ‫لفت‬ ‫تستطع‬ ‫لم‬ ،‫منبتها‬ ‫وطيب‬ ‫قناعتها‬ ‫ورغم‬ ‫ظلها‬ ‫وخفة‬ ‫في‬ ‫األعين‬ ‫خائنة‬ ‫تصارع‬ ‫وظلت‬ ،‫الحالل‬ ‫ينشدون‬ ‫ممن‬ ‫الرجال‬ ..‫يأتي‬ ‫ال‬ ‫والحالل‬ ،‫الحالل‬ ‫انتظار‬ ،‫عينيها‬ ‫وجحوظ‬ ‫لونها‬ ‫شحوب‬ ‫رغم‬ ،‫اللعوب‬ ‫الماجنة‬ ‫وهذه‬ ‫وفضائحها‬ ‫سوابقها‬ ‫ورغم‬ ،‫المشينة‬ ‫اإلجتماعية‬ ‫صورتها‬ ‫ورغم‬ ‫كله‬ ‫بزوج‬ ‫وتنعم‬ ،‫مستقرة‬ ‫منزلية‬ ‫حياة‬ ‫تعيش‬ ،‫المتكررة‬ ..‫وحنان‬ ‫وكرم‬ ‫طيبوبة‬ ..‫واألقدار‬ ‫والصدف‬ ‫الحظوظ‬ ‫في‬ ‫ففكرت‬ ..‫والفرص‬ ‫الظروف‬ ‫في‬ ‫وفكرت‬ ..‫أفكر‬ ‫وطفقت‬ ‫عجزت‬ ‫أن‬ ‫بعد‬ ،‫مفرغة‬ ‫حلقة‬ ‫في‬ ‫أدور‬ ‫نفسي‬ ‫وجدت‬ ‫حين‬ ‫وبعد‬ .‫منطقية‬ ‫بنتيجة‬ ‫الخروج‬ ‫عن‬ ‫ومقياسه‬ ‫المنطق‬ ‫قانون‬ ‫أن‬ ‫هو‬ ،‫بسيط‬ ‫لسبب‬ ‫بها‬ ‫ألخرج‬ ‫كنت‬ ‫وما‬ ‫وغير‬ ،‫منطقية‬ ‫ال‬ ‫بطبيعتها‬ ‫هي‬ ‫التي‬ ‫الخظوظ‬ ‫على‬ ‫ينطبقان‬ ‫ال‬ ..‫معقولة‬ ..‫ميتافيزيقية‬ ‫طبيعة‬ ‫ذات‬ ‫كانت‬ ‫ربما‬ ‫بل‬ ‫فينا‬ ‫يؤثر‬ ‫واقعي‬ ‫شيء‬ ‫الحظوظ‬ ‫بأن‬ ‫أومن‬ ‫بدأت‬ ..‫فشيئا‬ ‫وشيئا‬ ..‫منطقيته‬ ‫وال‬ ‫وغموضه‬ ‫تجريده‬ ‫رغم‬ 33
  • 36. ‫مدعاة‬ ‫يكون‬ ‫قد‬ ‫وانتظارها‬ ‫بالحظوظ‬ ‫الشديد‬ ‫اإليمان‬ ‫أن‬ ‫غير‬ ..‫واإلخفاق‬ ‫للفشل‬ ..‫واإلكتشاف‬ ‫الوصول‬ ‫إلى‬ ‫تواقة‬ ‫وذاتا‬ ..‫متألقا‬ ‫شهابا‬ ‫عاش‬ ‫فمن‬ ..‫القمم‬ ‫أعلى‬ ‫إلى‬ ‫ارتقى‬ ..‫المشاريع‬ ‫ورسم‬ ‫الفرص‬ ‫واقتناص‬ ..‫الواصلين‬ ‫من‬ ‫حتما‬ ‫فإنه‬ ‫حينا‬ ‫تعثر‬ ‫وإن‬ ‫رسب‬ ‫المرسوم‬ ‫والواقع‬ ‫للظروف‬ ‫راكعا‬ ‫خانعا‬ ‫رأسه‬ ‫طأطأ‬ ‫ومن‬ ..‫الحفر‬ ‫في‬ ‫وعاش‬ ‫والهامشية‬ ‫الخمود‬ ‫قيعان‬ ‫في‬ ..‫الحياة‬ ‫في‬ ‫ناجح‬ ‫أو‬ ‫مخفق‬ ‫إال‬ ‫الناس‬ ‫وما‬ 34
  • 38. ‫دروسنا‬ ‫نتلقى‬ ،‫وطالبها‬ ‫الحياة‬ ‫مدرسة‬ ‫تالمذة‬ ‫من‬ ‫فريقا‬ ‫كنا‬ ‫وتباين‬ ‫ألواننا‬ ‫واختالف‬ ‫أعمارنا‬ ‫تفاوت‬ ‫ورغم‬ ..‫جنب‬ ‫إلى‬ ‫جنبا‬ ‫نعيش‬ ‫وجلعتنا‬ ،‫وثيق‬ ‫برباط‬ ‫الحياة‬ ‫مدرسة‬ ‫ربطتنا‬ ‫فقد‬ ،‫أشكالنا‬ ..‫تامين‬ ‫وانسجام‬ ‫إخاء‬ ‫في‬ .‫قاسية‬ ‫دروسنا‬ ‫كانت‬ ..‫ورتيبا‬ ‫ممال‬ ‫بعضها‬ ‫وكان‬ ‫يكره‬ ‫قارئا‬ ‫عهدتك‬ ‫فقد‬ ،‫مجرياتها‬ ‫عليك‬ ‫قاصا‬ ‫كنت‬ ‫وما‬ ! ..‫نفسها‬ ‫االفالطونية‬ ‫ليشل‬ ‫يمتد‬ ‫قد‬ ‫كرها‬ ‫السيزيفية‬ ‫الحصة‬ ‫مجريات‬ ‫لك‬ ‫سأقدم‬ ،‫المثالية‬ ‫عن‬ ‫وابتعادك‬ ‫ولواقعيتك‬ ‫باألمس‬ ‫علينا‬ ‫دخل‬ ‫فقد‬ ،‫الموريتانية‬ ‫الواقعية‬ ‫مادة‬ ‫من‬ ‫األولى‬ :‫نفسه‬ ‫قدم‬ ‫أن‬ ‫وبعد‬ ‫بيننا‬ ‫لقاء‬ ‫أول‬ ‫في‬ ‫المادة‬ ‫أستاذ‬ ،‫الموريتانية‬ ‫الواقعية‬ ‫مادة‬ ‫أستاذ‬ ‫متلون‬ ‫ابن‬ ‫نهاز‬ ‫األستاذ‬ - ،‫الحديثة‬ ‫الموريتانية‬ ‫األخالق‬ ‫في‬ ‫دولة‬ ‫دكتوراه‬ ‫على‬ ‫حاصل‬ ‫بكبرياء‬ ‫يدخن‬ ‫وقف‬ ،‫الماكيافيلية‬ ‫معهد‬ ‫في‬ ‫تدريبية‬ ‫دورات‬ ‫مع‬ ..‫بادين‬ ‫وصلف‬ ..‫النادر‬ ‫واإلطار‬ ..‫النابه‬ ‫الحبر‬ ‫لهذا‬ ‫وإجالال‬ ‫إكبارا‬ ‫فوقفنا‬ ‫كتب‬ ‫أو‬ ‫أوراق‬ ‫أية‬ ‫يحمل‬ ‫ال‬ ‫كونه‬ ‫وإعجابي‬ ‫عجبي‬ ‫أثار‬ ‫وقد‬ ‫بالجلوس‬ ‫أستاذنا‬ ‫فأومأ‬ ،‫األساتذة‬ ‫بعض‬ ‫حال‬ ‫هي‬ ‫كما‬ ،‫ملفات‬ ‫أو‬ :‫قائال‬ ‫الحصة‬ ‫وافتتح‬ ‫المجتمع‬ ‫في‬ ‫والشخصية‬ ‫الثقافة‬ ‫هو‬ ‫اليوم‬ ‫درس‬ ‫موضوع‬ - ‫التنظير‬ ‫أكره‬ ‫أني‬ ‫إلى‬ ‫انتباهكم‬ ‫ألفت‬ ‫أن‬ ‫وأحب‬ ،‫الموريتاني‬ ‫فمهمتي‬ ،‫اجتماعيا‬ ‫مصلحا‬ ‫لست‬ ‫أني‬ ‫طالما‬ ،‫المبتذلة‬ ‫والمثاليات‬ ‫راضية‬ ‫عيشة‬ ‫العيش‬ ‫من‬ ‫تمكنكم‬ ،‫كافية‬ ‫بمعلومات‬ ‫تزويدكم‬ ‫بركة‬ ‫على‬ ‫فلنبدأ‬ ،‫واإلحباط‬ ‫الهامشية‬ ‫عن‬ ‫بعيدا‬ ،‫مجتمعكم‬ ‫في‬ ..‫اهلل‬ :‫الثقافة‬ ‫يتجاوز‬ ‫قد‬ ‫فتعريفها‬ ،‫المجرد‬ ‫المفهوم‬ ‫أعرف‬ ‫أن‬ ‫هنا‬ ‫أريد‬ ‫ال‬ 36
  • 39. ..‫التجريد‬ ‫وأكره‬ ‫اإلختصار‬ ‫أحب‬ ‫وأنا‬ ‫المائة‬ ‫عياني‬ ‫فهو‬ ،‫المثقف‬ ‫عن‬ ‫أتحدث‬ ‫فسوف‬ ‫كذلك‬ ‫األمر‬ ‫دام‬ ‫وما‬ .‫مشخص‬ :‫نكتب‬ ‫ونحن‬ ‫يملي‬ ‫ومضى‬ ،‫اللسان‬ ‫طويل‬ ‫ثرثارا‬ ‫تكون‬ ‫أن‬ ‫موريتانيا‬ ‫مثقفا‬ ‫تكون‬ ‫كي‬ ‫يكفي‬ ‫ظهر‬ ‫عن‬ ‫تحفظ‬ ‫وأن‬ ،‫واد‬ ‫كل‬ ‫في‬ ‫وتجادل‬ ‫ناد‬ ‫كل‬ ‫في‬ ‫تخطب‬ ‫األسماء‬ ‫تكون‬ ‫أن‬ ‫بأس‬ ‫وال‬ ،‫والمفكرين‬ ‫الفالسفة‬ ‫بعض‬ ‫أسماء‬ ‫قلب‬ ،‫مثال‬ ..‫لوك‬ ‫وجون‬ ،‫هيوم‬ ‫ودافيد‬ ‫كهوبز‬ ،‫رنان‬ ‫جرس‬ ‫ذات‬ ‫هوبز‬ ‫يقول‬ ،‫ال‬ ،‫ال‬ ‫قلت‬ ‫صائبة‬ ‫فكرة‬ ‫أو‬ ‫سديدا‬ ‫رأيا‬ ‫سمعت‬ ‫فإذا‬ ‫واحفظ‬ ،‫مزركشة‬ ‫وعبارات‬ ،‫مزوقة‬ ‫لغة‬ ‫في‬ ‫كذا‬ ‫ولوك‬ ‫كذا‬ ‫دائما‬ ‫يكون‬ ‫أن‬ ‫المستحسن‬ ‫ومن‬ ،‫لإلعراب‬ ‫اللغة‬ ‫شواذ‬ ‫من‬ ‫أبياتا‬ ..‫ملونة‬ ‫جرائد‬ ‫أو‬ ‫مزوق‬ ،‫كتاب‬ ‫بحوزتك‬ .‫الثقافة‬ ‫عن‬ ‫ذلكم‬ ‫فأنا‬ ‫كثيرا‬ ‫أنظر‬ ‫لن‬ ،‫الشخصية‬ ‫هو‬ ‫والذي‬ ‫الثاني‬ ‫الموضوع‬ ‫وعن‬ ‫انطوائيا‬ ‫فكن‬ ‫الشخصية‬ ‫أردت‬ ‫فإذا‬ ‫لذلك‬ ،‫أسلفت‬ ‫كما‬ ‫عملي‬ ‫غليظ‬ ‫فظا‬ ‫وكن‬ ،‫العبوسة‬ ‫عن‬ ‫وجهك‬ ‫أسارير‬ ‫ودرب‬ ،‫منقبضا‬ ‫تدوسه‬ ‫بمن‬ ‫مكترث‬ ‫غير‬ ،‫الشوارع‬ ‫في‬ ‫بالمارة‬ ‫رحيم‬ ‫غير‬ ‫القلب‬ ..‫قدمك‬ ‫أحدا‬ ‫سمعت‬ ‫فإذا‬ ‫إربا‬ ،‫اآلخرين‬ ‫حطم‬ ‫شخصيتك‬ ‫تبرز‬ ‫ولكي‬ ‫سحقت‬ ‫إذا‬ ‫حتى‬ ،‫أشر‬ ‫كذاب‬ ‫هو‬ ‫بل‬ :‫قل‬ ‫مثقف‬ ‫فالنا‬ ‫إن‬ ‫يقول‬ ‫في‬ ‫وحدك‬ ‫وبقيت‬ ‫والنمو‬ ،‫البقاء‬ ‫لشخصيتك‬ ‫ضمنت‬ ،‫الجميع‬ ..‫الساحة‬ ‫عشيرتك‬ ‫ففي‬ ،‫األقرب‬ ‫ثم‬ ‫فاألقرب‬ ‫بمنصب‬ ‫عليك‬ ‫اهلل‬ ‫من‬ ‫وإذا‬ ‫النوائب‬ ‫عند‬ ‫نصرتك‬ ‫فهم‬ ‫بهم‬ ‫فابدأ‬ ،‫محتدك‬ ‫وتليد‬ ‫مجدكم‬ ..‫تبذيرا‬ ‫وبذر‬ ،‫ثابت‬ ‫العم‬ ‫وابن‬ ‫متحول‬ ‫فالمنصب‬ ،‫العول‬ ‫وعليهم‬ .‫اآلخرين‬ ‫على‬ ‫نعم‬ ‫من‬ ‫أسديته‬ ‫ما‬ ‫واذكر‬ ،‫إنجازاتك‬ ‫عن‬ ‫وتحدث‬ ‫يزودني‬ ‫أن‬ ‫ورجوته‬ ‫وقفت‬ ‫حتى‬ ‫محاضرته‬ ‫ينهي‬ ‫األستاذ‬ ‫كاد‬ ‫وما‬ 37
  • 40. 38 :‫فأجاب‬ ‫شعبية‬ ‫ذا‬ ‫مرموقا‬ ‫صحفيا‬ ‫أصبح‬ ‫كي‬ ‫الوصايا‬ ‫ببعض‬ ‫فاحذر‬ ،‫الجمهور‬ ‫لدى‬ ‫ومتألقا‬ ‫ناجحا‬ ‫صحفيا‬ ‫تكون‬ ‫لكي‬ - ‫فإنه‬ ‫التفكير‬ ‫عن‬ ‫وابتعد‬ ،‫وجهك‬ ‫يسود‬ ‫ال‬ ‫والحركي‬ ‫الشمس‬ ‫ال‬ ‫حتى‬ ‫الكتابة‬ ‫عن‬ ‫وابتعد‬ ..‫الوجه‬ ‫شحوب‬ ‫إلى‬ ‫يؤدي‬ ،‫مهلكة‬ ..‫دماغك‬ ‫وتنشف‬ ‫أعصابك‬ ‫ترهق‬ ‫تألقت‬ ‫فكلما‬ ،‫والمراهيم‬ ‫المساحيق‬ ‫وضاعف‬ ،‫هندامك‬ ‫وتعهد‬ ‫صحفي‬ ‫فأنت‬ ،‫احترامك‬ ‫وزاد‬ ‫ارتقيت‬ ‫كلما‬ ‫بريقك‬ ‫وزاد‬ ‫والفكر‬ ‫بالكتابة‬ ‫ال‬ ..‫الوجه‬ ‫ورطوبة‬ ‫والمساحيق‬ ‫والزي‬ ‫باللون‬ ..‫واإللتزام‬ ..‫الحديث‬ ‫براق‬ – ‫الوجه‬ ‫براق‬ – ‫الزي‬ ‫براق‬ :‫ولدي‬ ‫يا‬ ‫براقا‬ ‫وكن‬ ! ..‫ولدي‬ ‫يا‬ ‫براقا‬ ‫كن‬
  • 42. 40 ..‫أظافره‬ ‫نعومة‬ ‫ومنذ‬ ،‫شعاره‬ ‫والشهرة‬ ‫المجد‬ ‫عن‬ ‫البحث‬ ‫ظل‬ .‫وترعرع‬ ‫تربى‬ ‫الفروسية‬ ‫أحالم‬ ‫وعلى‬ ،‫نشأ‬ ‫المجد‬ ‫حب‬ ‫على‬ ‫غايته‬ ‫وبلوغ‬ ‫أحالمه‬ ‫تحقيق‬ ‫يحاول‬ ،‫صغيرا‬ ‫كان‬ ‫مذ‬ ‫زال‬ ‫وما‬ .‫ومرماه‬ ‫ليصبح‬ ‫يرتقي‬ ‫أن‬ ‫يريد‬ ،‫مغوارا‬ ‫فارسا‬ ‫يصبح‬ ‫أن‬ ‫وأمنيته‬ ‫غايته‬ ،‫الهاللي‬ ‫زيد‬ ‫أبى‬ ‫أو‬ ،‫كليب‬ ‫أو‬ ، ‫يزن‬ ‫ذي‬ ‫كابن‬ ‫أسطوريا‬ ‫بطال‬ ‫دويا‬ ‫الدنيا‬ ‫في‬ ‫يترك‬ ‫أن‬ ‫يريد‬ ،‫المتاع‬ ‫سقط‬ ‫من‬ ‫يعد‬ ‫أن‬ ‫سئم‬ ..‫حل‬ ‫أينما‬ ‫وهتافات‬ ،‫وزغاريد‬ ،‫وغبارا‬ ،‫وضجيجا‬ »‫«الفرقليط‬ ‫أو‬ ‫النيتشوي‬ »‫«السوبرمان‬ ‫يكون‬ ‫أن‬ ‫يريد‬ ..‫الشيعة‬ »‫«مهدي‬ ‫أو‬ ،‫الزرادشتي‬ ،‫ثراء‬ ‫أو‬ ‫ثقافة‬ ،‫مادة‬ ‫أو‬ ‫فكر‬ ‫إما‬ ‫الدنيا‬ ‫إن‬ ‫يقولون‬ ‫سمعهم‬ ..‫اإلعدادية‬ ‫تجاوز‬ ‫يستطع‬ ‫لم‬ ‫لكن‬ ‫الثقافة‬ ‫مع‬ ‫فحاول‬ ،‫ومرات‬ ‫مرات‬ ‫حاول‬ ،‫النهر‬ ‫في‬ ‫كالصخر‬ ‫راسبا‬ ‫ومكث‬ ‫رسب‬ ..‫سهال‬ ‫يكن‬ ‫لم‬ ‫األمر‬ ‫لكن‬ ..‫واستماتة‬ ،‫خارقا‬ ‫وذكاء‬ ‫خاصة‬ ‫ملكة‬ ‫تتطلب‬ ‫فالثقافة‬ ‫يفكر‬ ‫وبدأ‬ ،‫للثقافة‬ ‫خلقه‬ ‫ما‬ ‫اهلل‬ ‫أن‬ ‫وأدرك‬ ،‫التعليم‬ ‫عن‬ ‫فعدل‬ ،‫كاسدة‬ ‫فالتجارة‬ ،‫المنال‬ ‫صعب‬ ‫بدوره‬ ‫المال‬ ‫لكن‬ ،‫المال‬ ‫في‬ ..‫فاسدة‬ ‫مضطربة‬ ‫والسوق‬ ‫لك‬ ‫بد‬ ‫ال‬ ‫المال‬ ‫تمتلك‬ ‫لكي‬ :‫يقولون‬ ‫الدراية‬ ‫أهل‬ ‫سمع‬ ‫وقد‬ ..‫المال‬ ‫رأس‬ ‫يفتقد‬ ‫وهو‬ ،‫رأسه‬ ‫من‬ ‫مادام‬ ‫ثريا‬ ‫يكون‬ ‫لن‬ ،‫ثريا‬ ‫يكون‬ ‫لن‬ ‫أنه‬ ‫وأيقن‬ ،‫المال‬ ‫طريق‬ ‫ترك‬ ..‫حيا‬ ‫والمجد‬ ،‫المجد‬ ‫هي‬ ‫وغايته‬ ،‫يضيعه‬ ‫وقت‬ ‫لديه‬ ‫يكن‬ ‫ولم‬ ‫فكر‬ ..‫دمائه‬ ‫في‬ ‫مشتعلة‬ ‫ونارا‬ ،‫يؤرقه‬ ‫هاجسا‬ ‫المجد‬ ‫أصبح‬ ،‫سريعا‬ ،‫والشهرة‬ ‫المجد‬ ‫في‬ ‫يفكر‬ ‫وحده‬ ‫جالسا‬ ‫كان‬ ‫وبينما‬ ‫ليلة‬ ‫وذات‬ ‫حسبها‬ ‫ما‬ ‫فكرة‬ ‫إليه‬ ‫هبطت‬ ،‫للوصول‬ ‫الطرق‬ ‫أسرع‬ ‫وفي‬ ‫والتألق‬ ..‫سماوية‬ ‫إال‬
  • 43. ،‫إلهام‬ ‫أو‬ ‫وحي‬ ‫هي‬ ‫وكأنما‬ ،‫مالئكية‬ ‫مجنحة‬ ‫بيضاء‬ ‫فكرة‬ ‫كانت‬ ،‫وجدتها‬ ‫صائحا‬ ‫الشارع‬ ‫إلى‬ ‫خرج‬ ‫واعية‬ ‫ال‬ ‫وبطريقة‬ ‫وفجأة‬ ..‫أرخميدس‬ ‫فعل‬ ‫كما‬ ‫تماما‬ ،‫وجدتها‬ ‫من‬ ‫اقتالعها‬ ‫حاول‬ ،‫تململ‬ ،‫الشمال‬ ‫وذات‬ ‫اليمين‬ ‫ذات‬ ‫الفكرة‬ ‫قلب‬ ‫فاتني‬ ‫كيف‬ ‫إلهي‬ ‫يا‬ :‫قائال‬ ‫تأوه‬ ،‫تريم‬ ‫ال‬ ‫راسخة‬ ‫هي‬ ‫فإذا‬ ‫رأسه‬ ! ..‫نساء‬ ‫زير‬ ،‫السنين‬ ‫هذه‬ ‫كل‬ ‫األمر‬ ‫في‬ ‫ملكا‬ ‫نفسي‬ ‫أتوج‬ ،‫والتصابي‬ ،‫والحنين‬ ‫الوجد‬ ‫طريق‬ ‫وعن‬ ..‫والغرام‬ ‫الهيام‬ ‫عالم‬ ..‫الصبابة‬ ‫عرش‬ ‫على‬ ‫أتربع‬ ‫اللهم‬ ،‫عليها‬ ‫غبار‬ ‫ال‬ ‫وسامة‬ ‫فإذا‬ ،‫قسماته‬ ‫فاحصا‬ ‫المرآة‬ ‫في‬ ‫حدق‬ ..‫الالفحة‬ ..‫الالسعة‬ ‫شمسها‬ ‫وصدأ‬ ‫العاصمة‬ ‫غبار‬ ‫كان‬ ‫إذا‬ ‫متشابها‬ ‫كله‬ ‫أصبح‬ ‫وكيف‬ ،‫الحب‬ ‫عن‬ ‫نزار‬ ‫قاله‬ ‫ما‬ ‫تذكر‬ ‫مسكنا‬ ‫الجنس‬ ‫يعد‬ ‫لم‬ ‫وكيف‬ ،‫الغابات‬ ‫في‬ ‫األوراق‬ ‫كتشابه‬ ..‫واألزمات‬ ‫لألعصاب‬ ‫فهي‬ ،‫للعزم‬ ‫المثبطة‬ ‫الخواطر‬ ‫هذه‬ ‫كل‬ ‫طرد‬ ‫ما‬ ‫سرعان‬ ‫لكن‬ ..‫رجيم‬ ‫مارد‬ ‫شيطان‬ ‫من‬ ‫وسوسة‬ ‫في‬ ‫يقفون‬ ‫الذين‬ ‫والحساد‬ ،‫األعداء‬ ‫عمل‬ ‫من‬ ‫سحرا‬ ‫تكون‬ ‫ربما‬ ‫أو‬ ..‫منه‬ ‫المجد‬ ‫انتزاع‬ ‫ويحاولون‬ ‫طريقه‬ ‫لهم‬ ‫سأقف‬ ‫لكني‬ ،‫األقزام‬ ‫هؤالء‬ ‫أشكو‬ ‫ربي‬ ‫يا‬ ‫إليك‬ : ‫تأوه‬ ..‫صاعين‬ ‫الصاع‬ ‫لهم‬ ‫أكيل‬ ،‫وإصرار‬ ‫بحزم‬ ‫وأواجههم‬ ‫بالمرصاد‬ ‫تتخذ‬ ،‫فاليوم‬ ‫واألعداء‬ ‫الحساد‬ ‫مع‬ ‫بمعركته‬ ‫التفكير‬ ‫يطل‬ ‫لم‬ ..‫ملكا‬ ‫يتوج‬ ‫واليوم‬ ،‫جديدا‬ ‫منعطفا‬ ‫حياته‬ ،‫سوء‬ ‫غير‬ ‫من‬ ‫بيضاء‬ ‫هي‬ ‫فإذا‬ ،‫دراعته‬ ‫على‬ ‫فاحصة‬ ‫نظرة‬ ‫ألقى‬ ‫أطارية‬ ‫أياد‬ ‫وعلكتها‬ ‫التطريز‬ ‫في‬ ‫ماهرة‬ ‫كيدماغية‬ ‫أياد‬ ‫طرزتها‬ ‫ليظهر‬ ،‫رويدا‬ ‫رويدا‬ ‫أكمامه‬ ‫رفع‬ ..‫والتعليك‬ ‫الكي‬ ‫في‬ ‫ماهرة‬ ..‫السماوي‬ ‫األزرق‬ ‫لوران‬ ‫سان‬ ‫قميص‬ ‫من‬ ‫بأخرى‬ ‫أعقبها‬ )‫(كردان‬ ‫طيب‬ ‫من‬ ‫قارورة‬ ‫رأسه‬ ‫على‬ ‫سكب‬ 41
  • 44. 42 ..‫بوكار‬ ‫جاك‬ ‫طيب‬ ،‫الجديدتين‬ ‫اإليطاليتين‬ ‫نعليه‬ ‫خشخشة‬ ‫قدميه‬ ‫تحت‬ ‫يسمع‬ ‫وكان‬ ‫المناسبة‬ ‫البسمة‬ ‫على‬ ‫يتدرب‬ ‫أحالمه‬ ‫في‬ ‫مستغرقا‬ ‫نفسه‬ ‫يتأمل‬ ..‫المناسبة‬ ‫والعبارة‬ ‫مفتاح‬ ‫يناوله‬ ‫وهو‬ ،‫الواقع‬ ‫إلى‬ ‫أعاده‬ ‫التأجير‬ ‫وكالة‬ ‫موظف‬ ‫لكن‬ ..‫السيارة‬ ..‫سيارة‬ ‫من‬ ‫لها‬ ‫ويا‬ ،‫بيضاء‬ ..‫القيادة‬ ‫سلسة‬ ،‫سخية‬ ،‫الفطام‬ ‫تبلغ‬ ‫لم‬ ‫توروس‬ ‫رينو‬ .‫أجله‬ ‫من‬ ‫خلقت‬ ‫وكأنما‬ ،‫تام‬ ‫وانسجام‬ ‫تفاعل‬ ‫وبينها‬ ‫بينه‬ ‫كان‬ .‫والتألق‬ ‫المجد‬ ‫إلى‬ ‫طريقه‬ ‫أخذ‬ ‫مشويا‬ ‫ديكا‬ ‫لها‬ ‫فاشترى‬ ،‫السبخة‬ ‫إلى‬ ‫متجهة‬ )‫(سكينة‬ ‫ركبت‬ ..‫معا‬ ‫الشاي‬ ‫وشربا‬ ‫خمس‬ ،‫التسجيل‬ ‫جهاز‬ ‫من‬ ‫المنبعثة‬ ‫اللحنية‬ ‫بالموسيقى‬ ‫انتشيا‬ ..‫السنين‬ ‫آالف‬ ‫تساوي‬ ‫الحياة‬ ‫نعيم‬ ‫من‬ ‫دقائق‬ ‫تراني..؟‬ ‫كيف‬ - ..‫األصيل‬ ‫األحمر‬ ‫الشاي‬ ‫من‬ ‫كأسا‬ ‫تناوله‬ ‫وهي‬ )‫(مريم‬ ‫تسأله‬ :‫قال‬ ..‫والحنان‬ ‫الرقة‬ ‫تصطنع‬ ‫مفتعلة‬ ‫وبنبرة‬ ،‫وأملي‬ ،‫حلمي‬ ‫أنت‬ ،‫الخضراء‬ ‫وعصفورتي‬ ،‫قدري‬ ‫أنت‬ - ..‫وجودي‬ ‫ومبرر‬ ..‫له‬ ‫والنعيم‬ ‫القلبي‬ ‫الغرام‬ ‫أنت‬ ..‫الحياة‬ ‫أنت‬ ،‫الهوى‬ ‫أنت‬ ،‫رويدا‬ ..‫رويدا‬ ‫تقترب‬ ‫يحسها‬ ‫وهو‬ ‫داخله‬ ‫في‬ ‫يضحك‬ ‫كان‬ ..‫الحب‬ ‫وحرارة‬ ،‫الحياة‬ ‫دفء‬ ‫عن‬ ‫باحثة‬ ..‫أحضانه‬ ‫في‬ ‫مرتمية‬ )‫(السالكه‬ ..‫واإلستقرار‬ ‫الزواج‬ ‫هو‬ ‫يهمها‬ ‫ما‬ ‫ولها‬ ،‫الجفون‬ ‫همس‬ ‫وال‬ ..‫المحبين‬ ‫وال‬ ‫الحب‬ ‫تعرف‬ ‫ال‬ ‫السالكه‬ ..‫الغزل‬ ‫ضد‬ ‫مناعة‬
  • 45. ..‫واإلغراء‬ ‫المصداقية‬ ‫يعطي‬ ‫حتى‬ ،‫متدينا‬ ..‫تقليديا‬ ‫جادا‬ ‫يبدو‬ ‫أن‬ ‫عليه‬ ‫كان‬ ‫عن‬ ‫تحدث‬ ،‫األمل‬ ‫باب‬ ‫أمامها‬ ‫فتح‬ ‫لكن‬ ‫يدها‬ ‫يطلب‬ ‫لم‬ ،‫يقول‬ ‫لما‬ ..‫وحيد‬ ‫وأنه‬ ،‫يشبهه‬ ‫إنسان‬ ‫عن‬ ‫يبحث‬ ‫أنه‬ ‫وكيف‬ ،‫الزواج‬ ..‫غرابة‬ ‫أشد‬ ‫والمرأة‬ ،‫غريب‬ ‫المعاصر‬ ‫الرجل‬ ‫وأن‬ ..‫متطابقة‬ ‫بل‬ ،‫متقاربة‬ ‫نظرهما‬ ‫وجهات‬ ‫كانت‬ ..‫األمر‬ ‫بإتمام‬ ‫كفيل‬ ‫الحديث‬ ‫وسحر‬ ،‫اآلراء‬ ‫تتطابق‬ ‫أن‬ ‫والمهم‬ ‫عن‬ ‫الدائم‬ ‫حديثها‬ ‫هو‬ ،‫ويثيره‬ ‫ويزعجه‬ )‫(كلثم‬ ‫من‬ ‫يقلقه‬ ‫ما‬ ..‫المتحررات‬ ‫صديقاتها‬ ..‫واللهات‬ ،‫للمتحررين‬ ‫الالذع‬ ‫ونقدها‬ ..‫فالن‬ ‫مع‬ ‫ركبت‬ ‫ألنها‬ ‫فالنة‬ ‫تعيب‬ ‫فهي‬ ..‫متأخرة‬ ‫منزلها‬ ‫دخلت‬ ‫أو‬ ..‫محافظة‬ ‫مختلفة‬ ‫بأنها‬ ‫إقناعه‬ ‫تحاول‬ )‫(كلثم‬ ،‫والتدين‬ ‫البراءة‬ ‫تتفمص‬ ،‫خداعة‬ ‫بأنها‬ ‫يحدثه‬ ‫ما‬ ‫شيئا‬ ‫لكن‬ ..‫مغايرة‬ ‫مختلفة‬ ‫أخرى‬ ‫شخصية‬ ‫وتخفى‬ )‫(هند‬ ‫أسيلة‬ ‫القوام‬ ‫ممشوقة‬ ‫فهي‬ ..‫الفتيات‬ ‫باقي‬ ‫عن‬ ‫تماما‬ ‫مختلفة‬ ..‫الحديث‬ ‫ساحرة‬ ..‫الثنايا‬ ‫رقيقة‬ ،‫القد‬ ..‫نفسيا‬ ‫مختلفة‬ ‫أيضا‬ ‫لكنها‬ ‫مميزة‬ ‫صفات‬ ‫وهي‬ ..‫وعنوة‬ ،‫غصبا‬ ‫تنتزعه‬ ‫لمن‬ ‫إال‬ ‫تأنس‬ ‫ال‬ ‫فهي‬ ،‫أنوثتها‬ ‫بسحر‬ ‫تسبيهن‬ ،‫نسائهن‬ ‫من‬ ‫قهرا‬ ‫الرجال‬ ‫تأخذ‬ ‫هند‬ ‫صورة‬ ‫جيبه‬ ‫من‬ ‫سقطت‬ ‫حتى‬ ‫تحايل‬ ،‫المغناطيسي‬ ‫وجمالها‬ ‫باألسى‬ ‫وتظاهر‬ ،‫األزلية‬ ‫ومنافستها‬ ..‫اللدود‬ ‫عدوتها‬ ‫وهي‬ ،‫ليلى‬ ‫ما‬ ‫سرعان‬ ‫هندا‬ ‫لكن‬ ..‫الصورة‬ ‫يلتقط‬ ‫وهو‬ ،‫اإلحراج‬ ‫واصطنع‬ ..‫يده‬ ‫من‬ ‫التقطتها‬ ‫كان‬ ‫فيما‬ ،‫بإمعان‬ ..‫فيها‬ ‫وتحدق‬ ‫الصورة‬ ‫في‬ ‫تتفرس‬ ‫كانت‬ ..‫هند‬ ‫نفسية‬ ‫تحليل‬ ‫في‬ ‫غارقا‬ 43
  • 46. 44 ..‫هند‬ ‫غيورة‬ ..‫كبريائها‬ ‫في‬ ‫انتصب‬ ‫قد‬ ‫خنجرا‬ ‫كأن‬ ..‫أنوثتها‬ ‫يجلد‬ ،‫سوطا‬ ‫كأن‬ ‫أو‬ ..‫المجلس‬ ‫طيلة‬ ،‫الذهن‬ ‫شاردة‬ ‫كانت‬ ..‫تودعه‬ ‫وخرجت‬ ‫وأمطرها‬ ،‫سيارته‬ ‫إلى‬ ‫مستند‬ ‫وهو‬ ،‫فيها‬ ‫حدق‬ ‫منزلها‬ ‫وأمام‬ ..‫متوسال‬ ‫يصارحها‬ ‫عاد‬ ‫ثم‬ ،‫المحموم‬ ‫الغزل‬ ‫من‬ ‫بوابل‬ :‫المالبورو‬ ‫سجارة‬ ‫تشعل‬ ‫وهي‬ ‫قالت‬ ‫والصورة؟‬ - :‫قال‬ ..‫رمادا‬ ‫وأذرها‬ ،‫أحرقها‬ - :‫وعصبية‬ ‫بنرفزة‬ ‫قالت‬ :‫لي‬ ‫تعطيها‬ ‫بل‬ - :‫والظفر‬ ‫النصر‬ ‫أحس‬ ‫وقد‬ ‫قال‬ ‫بشروط‬ - :‫مستسلمة‬ ‫قالت‬ ..‫تريد‬ ‫ما‬ ‫لك‬ - ..‫طربا‬ ‫أعماقه‬ ‫في‬ ‫يرقص‬ ‫نشوان‬ ‫طريقه‬ ‫وتابع‬ )‫(تكبر‬ ‫تذكر‬ ‫وفجأة‬ ..‫معه‬ ‫لحياتها‬ ‫تخطط‬ ‫وهي‬ ..‫عليها‬ ‫يشفق‬ ‫تكبر..كان‬ ‫مسكينة‬ ..‫المستقبلية‬ ‫مشاريعها‬ ‫عن‬ ‫وتتحدث‬ :‫وتضيف‬ ،‫فاره‬ ‫وخادم‬ ،‫العاصمة‬ ‫في‬ ‫شقة‬ ‫والدتك‬ ‫مع‬ ‫بقيت‬ ‫شئت‬ ‫وإن‬ - ‫يسمعها‬ ‫عندما‬ ‫خاصة‬ ‫تكبر‬ ‫مع‬ ‫إال‬ ،‫حياته‬ ‫في‬ ‫الشفقة‬ ‫يعرف‬ ‫لم‬ ..‫والذكريات‬ ‫واإلخالص‬ ‫الحب‬ ‫عن‬ ‫تتحدث‬ ‫زاحمه‬ ‫صالونها‬ ‫وفي‬ ،‫المنعنع‬ ‫الشاي‬ ‫لشرب‬ )‫(ليلى‬ ‫على‬ ‫عرج‬ ‫عن‬ ‫يحدثها‬ ‫وبدأ‬ ‫صمد‬ ‫ولكن‬ ،‫والضيق‬ ‫اإلنقباض‬ ‫فاعتراه‬ ‫القوم‬
  • 47. 45 ‫وآلن‬ ‫ببولموندو‬ ‫لقائه‬ ‫عن‬ ‫حدثها‬ :‫دالة‬ ‫وتفاصيل‬ ‫كثيرة‬ ‫أشياء‬ ..‫دلون‬ ‫شرطيا‬ ‫صفع‬ ‫وكيف‬ ،‫نيويورك‬ ‫في‬ ‫اللصوص‬ ‫مع‬ ‫ومواجهته‬ ..‫أرضا‬ ‫فطرحه‬ ..‫الشانزليزه‬ ‫أمام‬ ‫وشواطئها‬ ،‫بالماص‬ ‫الص‬ ‫عن‬ ‫حدثها‬ ،‫خصبا‬ ‫يومها‬ ‫خياله‬ ‫كان‬ ..‫للتو‬ ‫منها‬ ‫عائد‬ ‫أنه‬ ‫وكيف‬ ‫الجميلة‬ ..‫روخا‬ ‫باربا‬ ،‫كاتالينا‬ ‫سانتا‬ ‫البارك‬ ‫مثل‬ ‫أسماء‬ ‫وردد‬ ‫سيارته‬ ‫من‬ ‫ضاع‬ ‫والذي‬ ،‫باسمه‬ ‫المسجل‬ ‫الشريط‬ ‫عن‬ ‫حدثها‬ ..‫باألمس‬ ‫ألف‬ ‫عشرين‬ ‫جيبه‬ ‫من‬ ‫أخرج‬ ‫يتراجعون‬ ‫ال‬ ‫القوم‬ ‫رأى‬ ‫ولما‬ ..‫معدنيا‬ ‫وماء‬ ‫سجائر‬ ‫علبة‬ ‫ليشتري‬ ‫للخادم‬ ‫بها‬ ‫رمى‬ ،‫أوقية‬ ،‫عينيه‬ ‫في‬ ‫واإلستسالم‬ ‫الهزيمة‬ ‫وقرأ‬ ‫المنافسين‬ ‫أحد‬ ‫فتراجع‬ ..‫ألفا‬ ‫أربعين‬ ‫أخرج‬ ‫أحدهم‬ ‫لكن‬ ،‫الرمادي‬ ‫دخانه‬ ‫نفثات‬ ‫وفي‬ ‫منهزما‬ ‫وخرج‬ ‫ليلى‬ ‫فودع‬ ،‫نجالء‬ ‫طعنة‬ ‫له‬ ‫بالنسبة‬ ‫كانت‬ ..‫الوجدان‬ ‫مهشم‬ ،‫الكبرياء‬ ‫مجروح‬ ..‫السبخة‬ ‫إلى‬ ‫فاتجه‬ )‫(منصورة‬ ‫مع‬ ‫موعده‬ ‫تذكر‬ ‫ينتبه‬ ‫فلم‬ ،‫البطولة‬ ‫وأحالم‬ ‫بالمجد‬ ‫التفكير‬ ‫في‬ ‫غارقا‬ ‫كان‬ ‫وصراخا‬ ‫أصواتا‬ ‫سمع‬ ،‫عنيفا‬ ‫صداما‬ ‫وكان‬ ،‫األحمر‬ ‫للضوء‬ ..‫البرق‬ ‫لمحة‬ ‫في‬ ‫ذلك‬ ‫كل‬ ،‫وعويال‬ ‫وصواعق‬ ،‫وضجيجا‬ ،‫الساقين‬ ‫مكسر‬ ،‫األنف‬ ‫مهشم‬ ‫نفسه‬ ‫وجد‬ ‫عينيه‬ ‫فتح‬ ‫وعندما‬ ..‫الوطني‬ ‫بالمستشفى‬ ‫عتيق‬ ‫سرير‬ ‫على‬ ‫ملقى‬ ‫تأجير‬ ‫وكالة‬ ‫ومحامي‬ ،‫المسكينة‬ ‫الوالدة‬ ‫سوى‬ ‫أمامه‬ ‫يكن‬ ‫لم‬ ..‫المرور‬ ‫شرطة‬ ‫وضابط‬ ،‫السيارات‬ ..‫ملكا‬ ‫عاد‬ ‫ما‬ ‫وأنه‬ ،‫غلب‬ ‫قد‬ ‫وأنه‬ ،‫انهزم‬ ‫قد‬ ‫أنه‬ ‫أيقن‬ ‫وكيلوباترا‬ ،‫والقيصر‬ ..‫وهرقل‬ ،‫عباد‬ ‫بن‬ ‫المعتمد‬ ‫تذكر‬ ..‫وزنوبيا‬ ! ..‫التاريخ‬ ‫دخل‬ ‫قد‬ ‫ألنه‬ ..‫وابتسم‬