SlideShare a Scribd company logo
1 of 25
Download to read offline
119
‫وإشكاالت‬ ‫و‬ ‫قضايا‬ :‫الديداكتيك‬ ‫مفهوم‬
‫�صهود‬ ‫حممد‬
‫الرتبية‬ ‫علوم‬ ‫كلية‬
‫املغرب‬ - ‫الرباط‬ - ‫اخلام�س‬ ‫حممد‬ ‫جامعة‬
‫تقديم‬
‫النظري‬ ‫الرتاكم‬ ‫م�ستوى‬ ‫على‬ ‫�سواء‬ ‫حركية‬ ،‫الرتبية‬ ‫علوم‬ ‫�ضمن‬ ،‫الديداكتيك‬ ‫حقل‬ ‫يعرف‬
‫تروم‬ ‫أملية‬�‫ت‬ ‫وقفة‬ ‫تتطلب‬ ‫أ�سئلة‬� ‫الرتاكم‬ ‫هذا‬ ‫وي�ستدعي‬ .‫املعريف‬ ‫امل�ستوى‬ ‫وعلى‬ ‫إبي�ستمولوجي‬‫ل‬‫ا‬
‫إىل‬� ‫واملعجمية‬ ‫القامو�سية‬ ‫التحديدات‬ ‫ألة‬�‫س‬�‫م‬ ‫يتجاوز‬ ‫ما‬ ‫وهو‬ ،‫ذاته‬ ‫الديداكتيك‬ ‫مفهوم‬ ‫عن‬ ‫ؤل‬�‫الت�سا‬
‫عالقة‬ ‫يف‬ ‫النظرية‬ ‫وق�ضاياه‬ ‫ومنهجه‬ ‫مو�ضوعه‬ ‫وطبيعة‬ ‫وحدوده‬ ‫معريف‬ ‫كحقل‬ ‫هويته‬ ‫مالم�سة‬
.‫إن�سانية‬‫ل‬‫ا‬ ‫العلوم‬ ‫ومبختلف‬ ‫بل‬ ‫الرتبية‬ ‫علوم‬ ‫مبختلف‬
،‫الديداكتيك‬ ‫مفهوم‬ ‫يف‬ ‫م�ستويني‬ ‫بني‬ ‫والتمييز‬ ‫مقت�ضبة‬ ‫تاريخية‬ ‫أر�ضية‬� ‫تقدمي‬ ‫بعد‬ ،‫�سنحاول‬ ‫وهكذا‬
:‫آتي‬‫ل‬‫كا‬ ‫املعريف‬ ‫احلقل‬ ‫بهذا‬ ‫املرتبطة‬ ‫إ�شكاالت‬‫ل‬‫وا‬ ‫الق�ضايا‬ ‫بع�ض هذه‬ ‫نحلل‬ ‫أن‬�
‫للفعل؟‬ ‫منوذج‬ ‫أم‬� ‫علم‬ :‫الديداكتيك‬ 	.1
‫للرتبية؛‬ ‫والقابلية‬ ‫الديداكتيك‬ 	.2
‫اخلا�ص؛‬ ‫إب�ستمولوجي‬‫ل‬‫ا‬ ‫والتوجه‬ ‫العام‬ ‫البيداغوجي‬ ‫التوجه‬ ‫بني‬ ‫الديداكتيك‬ 	.3
.‫التب�سيط‬ ‫أزق‬�‫م‬ ‫وجتاوز‬ ‫الديداكتيكية‬ ‫املقاربة‬ 	.4
‫للرتبية‬ ‫القابلية‬ -‫الفيبريي‬ ‫الذهني‬ ‫النموذج‬ – ‫الفعل‬ ‫منوذج‬ – ‫العلم‬ -‫الديداكتيك‬ : ‫املفاتيح‬ ‫املفاهيم‬
.‫التعقيد‬ ‫براديغم‬ –
‫مقتضبة‬ ‫تاريخية‬ ‫أرضية‬
‫باعتبارها‬ ‫الديداكتيك‬ ‫لتطور‬ ‫الدقيق‬ ‫التاريخي‬ ‫الو�صف‬ ‫هو‬ ‫التاريخية‬ ‫أر�ضية‬‫ل‬‫ا‬ ‫هذه‬ ‫من‬ ‫لي�س هدفنا‬
‫بع�ض معامل‬ ‫تو�ضيح‬ ‫على‬ ،‫أ�سا�س‬‫ل‬‫ا‬ ‫حمطاتها‬ ‫ر�صد‬ ‫خالل‬ ‫من‬ ،‫العمل‬ ‫بل‬ ،‫مو�ضوعا‬ ‫أو‬� ‫مفهوما‬
.‫والهوية‬ ‫املفهوم‬ ‫م�ستوى‬ ‫على‬ ‫يعرفها‬ ‫التي‬ ‫إ�شكاالت‬‫ل‬‫ا‬ ‫وكذا‬ ،‫املعريف‬ ‫احلقل‬ ‫هذا‬ ‫هوية‬
2015 ‫يونيو‬ – ‫اجلديدة‬ ‫ال�سل�سلة‬ – 7  ‫العدد‬ ‫الرتبية‬ ‫علوم‬ ‫كلية‬ ‫جملة‬ ‫التدريس‬
120
‫كتابه‬ ‫كومينيو�س يف‬ ‫قبل‬ ‫من‬ ‫التعليم‬ ‫لفن‬ ‫كمرادف‬ ‫مرة‬ ‫أول‬� ‫الرتبية‬ ‫يف‬ ‫ديداكتيك‬ ‫كلمة‬ ‫ا�ستخدمت‬
‫الديداكتيكية‬ ‫امل�شاكل‬ ‫ربط‬ ‫والذي‬ ،1
1657 ‫�سنة‬ »Didactica Magna ‫الكربى‬ ‫«الديداكتيك‬
 ‫أ�س�س‬� Herbart‫هربارت‬ ‫ع�رش و�ضع‬ ‫التا�سع‬ ‫القرن‬ ‫وخالل‬ .2
‫الكون‬ ‫نظام‬ ‫يف‬ ‫إن�سان‬‫ل‬‫ا‬ ‫مب�صري‬
3
.‫علمية‬ ‫مرتكزات‬ ‫على‬ ‫بناء‬ ‫للتعلم‬ ‫ن�سق‬
1951 ‫�سنة‬ ‫اقرتح‬ ‫من‬ ‫أول‬� Hans Aebli‫أيبلي‬� ‫س‬�‫هان‬ ‫اعترب‬ ‫من‬ ‫الرتبية‬ ‫علوم‬ ‫منظري‬ ‫من‬ ‫وهناك‬
‫إىل‬� ‫نظر‬ ‫حيث‬ ،La didactique psychologique ‫ؤلفه‬�‫م‬ ‫يف‬ ‫الديداكتيك‬ ‫ملو�ضوع‬ ‫عمليا‬ ‫إطارا‬�
4
‫التكوينية‬ ‫ال�سيكولوجيا‬ ‫لنتائج‬ ‫تطبيقي‬ ‫كمجال‬ ‫الديداكتيك‬
‫داللة‬ ‫مع‬ ‫أحيانا‬�‫و‬ ]...[ ‫كــــ«نعت/�صفة‬ ‫الفرن�سية‬ ‫اللغة‬ ‫يف‬ »‫«ديداكتيك‬ ‫كلمة‬ ‫ا�ستعملت‬ ‫ولطاملا‬
‫آن‬‫ل‬‫ا‬ ‫أما‬� .‫أ�سا�سا‬� ‫للمعرفة‬ ‫تلقينيا‬ ‫نقال‬ ‫بالتدري�س باعتباره‬ ‫عالقة‬ ‫له‬ ‫ما‬ ‫كل‬ ‫لو�صف‬ ،‫قدحية‬ ‫إ�ضافية‬�
‫الطابع‬ ‫ذات‬ ‫املعرفية‬ ‫احلقول‬ ‫من‬ ‫حزمة‬ ‫إىل‬� ‫أقل‬‫ل‬‫ا‬ ‫على‬ ‫أو‬� ،‫علم‬ ‫إىل‬� ‫ي�شري‬ ‫إ�سما‬� ‫�صارت‬ ‫فقد‬
.5
«‫العلمي‬
‫ننعت‬ ‫�صفة‬ ‫جمرد‬ « ‫يعتربه‬ ‫أول‬‫ل‬‫ا‬ ‫اجتاهني؛‬ ‫إىل‬� ،‫الكلمة‬ ‫هذه‬ ‫ب�صدد‬ ،‫الدريج‬ ‫حممد‬ ‫أ�ستاذ‬‫ل‬‫ا‬ ‫وي�شري‬
‫الديداكتيك‬ ‫من‬ ‫«يجعل‬ ‫والثاين‬ ،»‫الدر�س‬ ‫حجرات‬ ‫داخل‬ ‫أ�سا�سا‬� ‫يحدث‬ ‫الذي‬ ‫التعليمي‬ ‫الن�شاط‬ ‫بها‬
.6
»‫الرتبية‬ ‫علوم‬ ‫من‬ ‫م�ستقال‬ ‫علما‬
‫ؤ�س�سي‬�‫امل‬ ‫اال�ستعمال‬ ‫يف‬ ‫كبري‬ ‫تزايد‬ ‫مع‬ ،‫أخرية‬‫ل‬‫ا‬ ‫الداللة‬ ‫تر�سيخ‬ ‫«ترافق‬ ‫ال�سبعينات‬ ‫بداية‬ ‫ومنذ‬
‫تعلن‬ ‫التي‬ ‫العلمية‬ ‫أعمال‬‫ل‬‫ل‬ -‫أقل‬‫ل‬‫ا‬ ‫على‬ ‫-كمي‬ ‫قوي‬ ‫تنامي‬ ‫على‬ ‫عالوة‬ ،‫للكلمة‬ )‫وزاري‬ ،‫(جامعي‬
.7
« ‫املعريف‬ ‫احلقل‬ ‫هذا‬ ‫إىل‬� ‫انتماءها‬
‫جمموعة‬ ‫به‬ ‫ترتبط‬ ‫جديد‬ ‫معريف‬ ‫ميدان‬ ‫وجود‬ Daniel Lacombe‫الكومب‬ ‫دانييل‬ ‫أثبت‬� ‫هكذا‬
 ‫التدري�س‬ ‫إ�شكاليات‬� ‫أن‬� ‫إىل‬� ‫ن�شري‬ ‫أن‬� ‫هنا‬ ‫والبد‬ .‫التدري�س‬ ‫إ�شكاليات‬� ‫حول‬ ‫تدور‬ ‫التخ�ص�صات‬ ‫من‬
‫التدري�س من‬ ‫إ�شكالية‬� ‫إىل‬� ‫تنظر‬ ‫كانت‬ ‫أخرية‬‫ل‬‫ا‬ ‫هذه‬ ‫أن‬� ‫إال‬� ،‫البيداغوجيا‬ ‫حلقل‬ ‫مو�ضوعا‬ ‫أي�ضا‬� ‫كانت‬
‫يف‬ ‫فيها‬ ‫النظر‬ ‫�سنعمق‬ ‫ق�ضية‬ ‫وتلك‬ .‫جتاوزه‬ ‫الديداكتيكي‬ ‫املنظور‬ ‫يحاول‬ ‫ما‬ ‫وهذا‬ ،‫عام‬ ‫منظور‬
.‫الدرا�سة‬ ‫هذه‬ ‫من‬ ‫املوالية‬ ‫الفقرات‬
8 .‫ص‬ ،2011 ‫مارس‬ ،47 ‫عدد‬ ،‫التربية‬ ‫علوم‬ ‫مجلة‬ ،»‫التدريس‬ ‫علم‬ ‫أو‬ ‫الديداكتيك‬ ‫تعريف‬ ‫إلى‬ ‫«عودة‬ ،‫الدريج‬ ‫محمد‬ 	1
2	 Decorte et all, Les fondements de l’action didactique, De Boeck, 1990, p. 328.
3	 Decorte et all, op. cit…p. 329.
.140 .‫ص‬ ،2006 ،‫البيضاء‬ ‫الدار‬ ،‫التربية‬ ‫لعلوم‬ ‫الموسوعي‬ ‫المعجم‬ ،‫أوزي‬ ‫أحمد‬ 	4
5	 Daniel Lacombe . « Didactique »,In Encyclopoedia Universalis, France, S. A. ,2002 , Corpus 7. p. 300
7-8 .‫ص‬ ،2011 ،‫الدريج‬ ‫محمد‬ 	6
7	 Daniel Lacombe .. ,op.cit., p. 300
121
‫وإشكاالت‬ ‫و‬ ‫قضايا‬ :‫الديداكتيك‬ ‫مفهوم‬
.‫للمفهوم‬ ‫مستويان‬ :‫الديداكتيك‬
‫باملفاهيم‬ ‫أو‬� ‫الديداكتيك‬ ‫مبفهوم‬ ‫أمر‬‫ل‬‫ا‬ ‫تعلق‬ ‫�سواء‬ ،‫للمفهوم‬ ‫م�ستويني‬ ‫بني‬ ‫البداية‬ ‫يف‬ ‫التمييز‬ ‫من‬ ‫البد‬
.‫والرتبية‬ ‫البيداغوجيا‬ ‫مثل‬ ‫به‬ ‫الوثيقة‬ ‫ال�صلة‬ ‫ذات‬
.‫الديداكتيكية‬ ‫أو‬� ‫البيداغوجية‬ ‫أو‬� ‫الرتبوية‬ ‫باملمار�سات‬ ‫وثيق‬ ‫ارتباط‬ ‫ذو‬ ‫أول‬‫ل‬‫ا‬ ‫امل�ستوى‬ 	.1
.‫ثانيا‬ ‫والديداكتيك‬ ‫أوال‬� ‫الرتبية‬ ‫مفهومي‬ ‫خالل‬ ‫من‬ ‫امل�ستوى‬ ‫هذا‬ ‫و�سنفح�ص‬
:‫بالرتبية‬ ‫اخلا�صة‬ ‫التالية‬ ‫التعاريف‬ ‫يف‬ ‫لنتمعن‬
––‫ذوات‬ ‫جمموعة‬ ‫أو‬� ‫ذات‬ ‫ممار�س على‬ ‫فعل‬ ‫هي‬ ‫«الرتبية‬ :G. Mialaret ‫مياالريه‬ ‫عند‬
‫الفعل‬ ‫هذا‬ ‫يهدف‬ ‫و‬ ،‫الذوات‬ ‫أو‬� ‫الذات‬ ‫هذه‬ ‫من‬ ‫ومطلوب‬ ‫بل‬ ‫عليه‬ ‫موافق‬ ‫هو‬ ‫مبا‬ ]...[
‫ؤالء‬�‫ه‬ ‫وي�صري‬ ‫جديدة‬ ‫حية‬ ‫طاقات‬ ‫لديها‬ ‫أ‬�‫ش‬�‫تن‬ ‫حتى‬ ‫الذات‬ ‫يف‬ ‫عميق‬ ‫تغيري‬ ‫إحداث‬� ‫إىل‬�
.8
»‫املمار�س عليهم‬ ‫الفعل‬ ‫لهذا‬ ‫حية‬ ‫عنا�رص‬ ‫أنف�سهم‬�
–– ‫ممار�س‬ ‫بفعل‬ ‫أمر‬‫ل‬‫ا‬ ‫تعلق‬ ‫كلما‬ ‫تربية‬ ‫عن‬ ‫«نتكلم‬Ch. Hadji ‫حجي‬ ‫�شارل‬ ‫وعند‬
‫االجتاه‬ ‫وتوجيهه‬ ‫املعنيني‬ ‫أ�شخا�ص‬‫ل‬‫ا‬ ‫�سلوك‬ ‫ت�شكيل‬ ‫بهدف‬ ‫أفراد‬� ‫جمموعة‬ ‫أو‬� ‫فرد‬ ‫على‬
.9
»‫املرغوب‬
‫إطار‬� ‫يف‬ ‫تدخل‬ ‫اجتماعية‬ ‫ممار�سة‬ ،‫أخرى‬� ‫بعبارة‬ ،‫وهي‬ ،‫فعل‬ ‫هي‬ ‫التعريفني‬ ‫هذين‬ ‫يف‬ ‫فالرتبية‬
‫التعريفني‬ ‫يف‬ ‫يحيل‬ ‫الرتبية‬ ‫فمفهوم‬ ‫إيجاز‬�‫وب‬ .‫االجتماعية‬ ‫بالتن�شئة‬ ‫عادة‬ ‫االجتماع‬ ‫علماء‬ ‫ي�سميه‬ ‫ما‬
.‫واقع‬ ‫على‬
:‫آتي‬‫ل‬‫ا‬ Colidray ‫كوليدراي‬ ‫تعريف‬ ‫من‬ ‫لننطلق‬ ،‫للديداكتيك‬ ‫بالن�سبة‬
––‫بع�ض التقنيات‬ ‫لتمييز‬ ‫الكلمة‬ ‫هذه‬ ‫ت�ستعمل‬ ‫ما‬ ‫كثريا‬ ‫و‬ ،‫التدري�س‬ ‫فن‬ ‫تعني‬ ‫الديداكتيك‬ «
‫إن‬�‫التدري�س ف‬ ‫يف‬ ‫لطريقة‬ ‫وكنعت‬ ،‫لغر�ض التدري�س‬ ‫إليها‬� ‫اللجوء‬ ‫يتم‬ ‫التي‬ ‫وبع�ض املواد‬
.10
»‫التوجيهية‬ ‫الطريقة‬ ‫باخل�صو�ص‬ ‫يعني‬ ‫امل�صطلح‬
‫والتطابق‬ .‫التدري�سية‬ ‫املمار�سة‬ ‫يق�صد‬ ‫فهو‬ ‫لذا‬ ،‫التدري�س‬ ‫وطريقة‬ ‫الفن‬ ‫على‬ ‫إذن‬� ‫التعريف‬ ‫هذا‬ ‫يحيل‬
.‫الرتبية‬ ‫جمال‬ ‫يف‬ ‫الواردة‬ ‫التعريفات‬ ‫مع‬ ‫وا�ضح‬ ‫هنا‬
‫لهذا‬ ‫التحليلية‬ ‫الدرا�سة‬ ‫على‬ ‫بل‬ ‫املمار�سة‬ ‫أو‬� ‫الواقع‬ ‫على‬ ‫يحيل‬ ‫ال‬ ‫إنه‬�‫ف‬ ‫الثاين‬ ‫امل�ستوى‬ ‫أما‬�  	.2
 ‫يدر�س‬ ‫الذي‬ ‫العلم‬ ‫على‬ ‫يحيل‬ ‫امل�ستوى‬ ‫هذا‬ ‫إن‬� ‫قل‬ ‫أو‬� ،)‫حتديدا‬ ‫الديداكتيكي‬ ‫و‬ ‫عامة‬ ‫(الرتبوي‬ ‫الواقع‬
8	 G. Mialaret, les sciences de l’éducation, Que sais-je? P. U. F. Paris, 1991, p.30
9	 Ch. Hadji, Penser et agir l’éducation, E. S. F. Paris, 1992, p. 31
44 .‫4891ص‬ ‫السنة‬ ،7 ‫العدد‬ ،‫التدريس‬ ‫مجلة‬ »‫الديداكتيك؟‬ ‫ماهي‬ « ،‫الدريج‬ ‫محمد‬ ‫عند‬ ‫ورد‬ 	10
2015 ‫يونيو‬ – ‫اجلديدة‬ ‫ال�سل�سلة‬ – 7  ‫العدد‬ ‫الرتبية‬ ‫علوم‬ ‫كلية‬ ‫جملة‬ ‫التدريس‬
122
:‫آتية‬‫ل‬‫ا‬ ‫التعاريف‬ ‫نورد‬ ‫ال�سياق‬ ‫هذا‬ ‫ويف‬ .‫الواقع‬ ‫هذا‬
:‫علوما‬ ‫باعتبارها‬ ‫الرتبية‬
––‫اللتني‬ ‫إيديولوجية‬‫ل‬‫وا‬ ‫العلموية‬ ‫ال�صفتني‬ ‫من‬ ‫االنفالت‬ ،‫اليوم‬ ،‫الرتبية‬ ‫علوم‬ ‫حتاول‬ «
‫توا�ضع‬‫بكل‬،‫تريد‬‫فهي‬.‫النافعة‬‫العلوم‬‫دائرة‬‫عن‬،‫تنق�ص‬‫أو‬� ‫تزيد‬‫قد‬‫ب�صورة‬،‫تبعدانها‬
11
».‫الرتبوي‬ ‫أن‬�‫ش‬�‫ال‬ ‫لفهم‬ ‫لنماذج‬ ‫منتجة‬ ‫تكون‬ ‫أن‬� ،‫وجدارة‬
‫ثالثة‬ ‫بني‬ ‫التمف�صل‬ ‫حتاول‬ ‫الرتبية‬ ‫علوم‬ ‫أن‬� ‫دوفوالي‬ ‫يو�ضح‬ ‫النموذج‬ ‫مفهوم‬ ‫مع‬ ‫وان�سجاما‬
:‫أقطاب‬�
––‫الفل�سفي‬ ‫التفكري‬ ‫وتفعيل‬ ‫الغايات‬ ‫حتديد‬ ‫على‬ ‫يحيل‬ ،Axiologique‫غائي/قيمي‬ ‫قطب‬
‫وال�سيا�سي؛‬
––‫(ال�سيكولوجيا‬ ‫إن�سانية‬‫ل‬‫ا‬ ‫العلوم‬ ‫تنتجها‬ ‫التي‬ ‫املعارف‬ ‫على‬ ‫يحيل‬ ،Scientifique‫علمي‬ ‫قطب‬
‫(مثل‬ ‫التجريبية‬ ‫العلوم‬  ‫بع�ض‬ ‫أي�ضا‬� ‫ولكن‬ )...‫واالقت�صاد‬ ‫والل�سانيات‬ ‫وال�سو�سيولوجيا‬
‫البيولوجيا)؛‬
––12
...‫املعدل‬ /‫املنظم‬ ‫والفعل‬ ‫أدوات‬‫ل‬‫ا‬ ‫على‬ ‫يحيل‬ ،Praxéologique‫أداتي‬�‫و‬ ‫عملي‬ ‫قطب‬
‫علمية‬ ‫دراسة‬ ‫باعتباره‬ ‫الديداكتيك‬
:‫آتية‬‫ل‬‫ا‬ ‫التعريفات‬ ‫أمل‬�‫لنت‬
––‫حتقيق‬ ‫ق�صد‬ ‫املتعلم‬ ‫يعي�شها‬ ‫التي‬ ‫التعلم‬ ‫و�ضعيات‬ ‫لنظام‬ ‫العلمية‬ ‫الدرا�سة‬ ‫هي‬ ‫الديداكتيك‬ «
‫؛‬13
»‫حركي‬ ‫أو‬� ‫عاطفي‬ ‫أو‬� ،‫معريف‬ ‫هدف‬
––‫إىل‬� ،)‫�رضوري‬ ‫علم‬ ‫(ولكنه‬ ‫للبيداغوجيا‬ ‫م�ساعدا‬ ‫علما‬ ‫باعتبارها‬ ،‫الديداكتيك‬ ‫تهدف‬ «
‫؛‬14
»]‫[البيداغوجي‬ ‫والتدخل‬ ‫والتنظيم‬ ‫والتجريب‬ ‫التخطيط‬
––‫تنظيم‬ ‫أ�شكال‬‫ل‬‫و‬ ‫التدري�س وتقنياته‬ ‫لطرق‬ ‫العلمية‬ ‫الدرا�سة‬ ]...[ ‫بالديداكتيك‬ ‫نق�صد‬ «
‫امل�سطرة‬ ‫أهداف‬‫ل‬‫ا‬ ‫بلوغ‬ ‫ق�صد‬ ،‫التعليمية‬ ‫ؤ�س�سة‬�‫امل‬ ‫يف‬ ‫التلميذ‬ ‫لها‬ ‫يخ�ضع‬ ‫التي‬ ‫التعلم‬ ‫مواقف‬
،‫لديه‬ ،‫وحتقيق‬ ،‫احل�سي-حركي‬ ‫أو‬� ‫الوجداين‬ ‫أو‬� ‫العقلي‬ ‫امل�ستوى‬ ‫على‬ ‫�سواء‬ ،‫ؤ�س�سيا‬�‫م‬
. 15
»‫والقيم‬ ‫واالجتاهات‬ ‫والقدرات‬ ‫والكفايات‬ ‫املعارف‬
11	 M. Develay , Ph. Meirieu, Emile, reviens vite, ils sont devenus fous. E. S. F. Paris, 1992, p. 45
12	 Ibid., p. 45
‫اإلنسانية‬ ‫والعلوم‬ ‫اآلداب‬ ‫كلية‬ ‫منشورات‬ ،‫النظامي‬ ‫التعليم‬ ‫وقضايا‬ ‫المعاصرة‬ ‫البيداغوجيا‬ ،‫المروني‬ ‫المكي‬ ‫عند‬ ‫ورد‬ ،Lavallée‫	الفالي‬13
95. ‫3991ص‬ ،‫والنشر‬ ‫للطباعة‬ ‫العربية‬ ‫أطالل‬ ،‫بالرباط‬
14	 D. Boumnich, Une pédagogie sans déchets, I. R. E. A. 1986, p. 27
.11 .‫ص‬ ،‫سابق‬ ‫مرجع‬ ،2011 ،‫الدريج‬ ‫محمد‬ 	15
123
‫وإشكاالت‬ ‫و‬ ‫قضايا‬ :‫الديداكتيك‬ ‫مفهوم‬
‫ألبري‬�‫و‬ .C Gagnon J ‫غانيون‬ .‫كـــــ‬ .‫جــــ‬ ‫من‬ ‫كل‬ ‫بها‬ ‫جاء‬ ‫التي‬ ‫التعريفات‬ ‫اعتبار‬ ‫ميكن‬ ‫أنه‬� ‫على‬
.‫بـــــــ‬ ‫و‬ Jacques Desautels‫ديزوطيل‬ .‫جـــــ‬ ‫أوردها‬� ‫والتي‬ ،Albert Morf‫مورف‬
‫املواد‬ ‫بديداكتيك‬ ‫ي�سمى‬ ‫ما‬ ‫مع‬ ‫تتما�شى‬ ‫التي‬ ‫التعريفات‬ ‫من‬ Peérre-Lean Trempe‫طرومب‬
:‫الدرا�سية‬
: .C. Gagnon J ‫غانيون‬ .‫كـــــــ‬ .‫جــــ‬ ‫تعريف‬ ‫فهذا‬
:‫تت�ضمن‬ ‫وديناميكية‬ ‫�شاملة‬ ‫إ�شكالية‬� ‫«الديداكتيك‬
––‫تعليمها؛‬ ‫وغايات‬ ‫طبيعة‬ ‫يف‬ ‫وكذا‬ ،‫الدرا�سية‬ ‫املادة‬ ‫طبيعة‬ ‫يف‬ ‫وتفكريا‬ ‫أمال‬�‫ت‬
–– ‫النف�س‬‫علم‬‫من‬‫لكل‬‫با�ستمرار‬‫وتتنوع‬‫تتجدد‬‫التي‬‫املعطيات‬‫من‬‫انطالقا‬‫فر�ضياتها‬‫�صياغة‬
‫ألخ؛‬�...‫االجتماع‬ ‫وعلم‬ ‫والبيداغوجيا‬
––16
».‫بتدري�س املادة‬ ‫املتعلق‬ ‫البيداغوجي‬ ‫للفعل‬ ‫وتطبيقية‬ ‫نظرية‬ ‫درا�سة‬
:Albert Morf ‫مورف‬ ‫ألبري‬� ‫تعريف‬ ‫وهذا‬
:‫قائال‬ ‫وي�ضيف‬ » ...‫املعارف‬ ‫تكوين‬ ‫جمال‬ ‫يف‬ ‫بوا�سطتها‬ ‫نتدخل‬ ‫التي‬ ‫ال�سرتاتيجيات‬ ‫«جمموع‬
‫إذ‬� .‫الرتبية‬ ‫من‬ ‫جزء‬ ‫�سوى‬ ‫ميثل‬ ‫ال‬ ،‫العادة‬ ‫يف‬ ‫ومعروفة‬ ‫حمددة‬ ‫مب�ضامني‬ ‫يتعلق‬ ‫الذي‬ ‫التعلم‬ ‫إن‬�«
‫الديداكتيك‬ ‫إىل‬� ‫أخرى‬� ‫جهة‬ ‫من‬ ‫نتطرق‬ ‫حني‬ ‫إننا‬� ‫ثم‬ .‫بتمامها‬ ‫ال�شخ�صية‬ ‫بتكوين‬ ‫أخرية‬‫ل‬‫ا‬ ‫هذه‬ ‫تتعلق‬
17
».‫التعلم‬ ‫غاية‬ ‫نغفل‬ ‫إننا‬�‫ف‬ ‫ال�سرتاتيجيات‬ ‫زاوية‬ ‫من‬
‫التي‬ ‫العلمية‬ ‫املمار�سة‬ ‫على‬ ‫حتيل‬ ‫أنها‬� ‫الديداكتيك‬ ‫أو‬� ‫للرتبية‬ ‫املقرتحة‬ ‫التعريفات‬ ‫هذه‬ ‫من‬ ‫ن�ستنتج‬
‫للمفاهيم‬ ‫منتجة‬ ‫تكون‬ ‫أن‬� ‫تريد‬ ،‫الديداكتيك‬ ‫ذلك‬ ‫يف‬ ‫مبا‬ ‫الرتبية‬ ‫علوم‬ ‫أي‬� ،‫فهي‬ ‫الواقع؛‬ ‫تدر�س هذا‬
‫إن‬�‫ف‬ ‫وبالتايل‬ ،‫والواقعية‬ ‫والعلمية‬ ‫الغائية‬ ‫أبعاده‬� ‫يف‬ ‫إدراكه‬�‫و‬ ‫الرتبوي‬ ‫أن‬�‫ش‬�‫ال‬ ‫با�ستيعاب‬ ‫الكفيلة‬
‫أمل‬�‫للت‬ ‫�شاملة‬ ‫إ�شكالية‬�‫و‬ ،‫التدري�س وطرقه‬ ‫ملحتويات‬ ‫أو‬� ‫التعلم‬ ‫لو�ضعيات‬ ‫علمية‬ ‫درا�سة‬ ‫الديداكتيك‬
...‫البيداغوجي‬ ‫والفعل‬ ‫الدرا�سية‬ ‫املادة‬ ‫طبيعة‬ ‫يف‬ ‫والتفكري‬
‫الواقع‬ ‫على‬ ‫يحيل‬ ‫الذي‬ ‫أول‬‫ل‬‫(ا‬ ‫امل�ستويني‬ ‫بني‬ ‫إب�ستمولوجية‬‫ل‬‫ا‬ ‫امل�سافة‬ ‫أن‬�‫ب‬ ‫للتذكري‬ ‫إذن‬� ‫نحتاج‬ ‫ال‬
،‫بداهته‬ ‫على‬ ،‫التمييز‬ ‫هذا‬ ‫ويكت�سي‬ .‫وظاهرة‬ ‫جلية‬ )‫العلمية‬ ‫املمار�سة‬ ‫على‬ ‫يحيل‬ ‫الذي‬ ‫والثاين‬
‫الرتبوي‬ ‫الواقع‬ ‫عن‬ ‫نتحدث‬ ‫(وهنا‬ ‫فالواقع‬ ‫إبي�ستمولوجية؛‬‫ل‬‫وا‬ ‫املنهجية‬ ‫الناحية‬ ‫من‬ ‫ق�صوى‬ ‫أهمية‬�
‫هذا‬ ‫إدراك‬‫ل‬‫و‬ .‫آة‬�‫املر‬ ‫يف‬ ‫كانعكا�س ال�صورة‬ ‫املحلل‬ ‫أو‬� ‫س‬�‫الدار‬ ‫ذهن‬ ‫ينعك�س يف‬ ‫ال‬ )‫الديداكتيكي‬ ‫أو‬�
‫والعلم‬ .‫الواقع‬ ‫لهذا‬ ‫متثل‬ ‫إىل‬� ‫الواقع‬ ‫معها‬ ‫ي�ستحيل‬ ‫فكرية‬ ‫آليات‬� ‫توظيف‬ ‫عرب‬ ‫منر‬ ‫ومتثله‬ ‫الواقع‬
‫مثل‬ ‫�صاف‬ ‫ب�شكل‬ ‫عك�س الواقع‬ ‫يدعي‬ ‫ال‬ ،‫االجتماعية‬ ‫العلوم‬ ‫يف‬ ‫خ�صو�صا‬ ،‫املعا�رص‬ ‫املنظور‬ ‫يف‬
16	Desautel Jacques, Trempe Péerre-Lean, «Qu’est ce que la didactique ?» In Didactique en sciences ex-
périmentales 61-62 .‫ص‬ ،1991 ،‫الجامعي‬ ‫األكاديمي‬ ‫الحوار‬ ‫منشورات‬ ،‫الديداكتيك‬ ‫إلى‬ ‫البيداغوجيا‬ ‫من‬ ،‫بناني‬ ‫رشيد‬ :‫.ترجمة‬
.63 .‫ص‬ ،‫المرجع‬ ‫نفس‬ 	17
2015 ‫يونيو‬ – ‫اجلديدة‬ ‫ال�سل�سلة‬ – 7  ‫العدد‬ ‫الرتبية‬ ‫علوم‬ ‫كلية‬ ‫جملة‬ ‫التدريس‬
124
‫خا�ص‬ ‫منهجي‬ ‫إطار‬� ‫و�ضمن‬ ،‫معني‬ ‫ذهني‬ ‫بناء‬ ‫خالل‬ ‫من‬ ‫الواقع‬ ‫يعك�س هذا‬ ‫أنه‬� ‫يعترب‬ ‫بل‬ ،‫آة‬�‫املر‬
.‫معينة‬ ‫معرفية‬ ‫�رشوط‬ ‫و�ضمن‬
‫كثري‬ ‫يف‬ Max Weber ‫ماك�س ڤيرب‬ ‫وظفه‬ ‫الذي‬ ،Type idéal‫الذهني‬ ‫النموذج‬ ‫مفهوم‬ ‫ويعترب‬
 ‫لي�س‬ .‫واالجتماعية‬ ‫إن�سانية‬‫ل‬‫ا‬ ‫للعلوم‬ ‫املعا�رص‬ ‫املنظور‬ ‫هذا‬ ‫عن‬ ‫تعبريا‬ ‫أكرث‬‫ل‬‫ا‬ ‫املفهوم‬ ،‫أبحاثه‬� ‫من‬
‫ويق�صد‬ .‫الواقع‬ ‫هذا‬ ‫عن‬ ‫تبتعد‬ ‫أو‬� ‫تقرتب‬ ‫قد‬ ‫�صورة‬ ‫فقط‬ ‫بل‬ ،‫واقعا‬ ‫إن�سانية‬� ‫لظاهرة‬ ‫الذهني‬ ‫النموذج‬
،‫الفر�ضيات‬‫�صياغة‬‫توجيه‬‫إىل‬� ‫يرمي‬‫ولكنه‬‫لي�س فر�ضية‬‫فهو‬،‫قيمة‬‫حكم‬‫تكوين‬«‫الذهني‬‫بالنموذج‬
‫تعبري‬ ‫أدوات‬�‫العر�ض ب‬ ‫هذا‬ ‫مد‬ ‫يق�صد‬ ‫ولكنه‬ ‫للواقع‬ ‫لي�س عر�ضا/ا�ستعرا�ضا‬ ‫فهو‬ ‫أخرى‬� ‫جهة‬ ‫ومن‬
،]...[‫نظر‬ ‫وجهات‬ ‫أو‬� ‫نظر‬ ‫وجهة‬ ‫بت�ضخيم‬ ‫الذهني‬ ‫النموذج‬ ‫على‬ ‫[...]نح�صل‬ ‫أنها‬�‫ش‬�‫ب‬ ‫متوافق‬
‫نظرية‬ ‫لوحة‬ ‫ت�شكيل‬ ‫أجل‬� ‫من‬ ]...[ ‫منف�صل‬ ‫ب�شكل‬ ‫املعطاة‬ ‫الظواهر‬ ‫من‬ ‫جمموعة‬ ‫بني‬ ‫وبالربط‬
18
».‫متجان�سة‬
‫فح�صا‬ ‫أو‬� ‫للنظرية‬ ‫بداية‬ ‫أو‬� ‫إرها�صا‬� ‫الذهني‬ ‫النموذج‬ ‫اعتبار‬ ‫ميكن‬ ‫أخرى‬� ‫جهة‬ ‫ومن‬ ‫جهة‬ ‫من‬ ‫هذا‬
‫والعنا�رص‬ ‫املكونات‬ ‫وتختزل‬ ‫تلخ�ص‬ ‫أنها‬� ‫حيث‬ ،‫النظريات‬ ‫بناء‬ ‫من‬ ‫متكن‬ « ‫عادة‬ ‫فالنماذج‬ ،‫لها‬
‫أداة‬� ‫أنها‬� ‫كما‬ ،‫الرتبوية‬ ‫للعملية‬ ‫نظرية‬ ‫بناء‬ ‫نحو‬ ‫خطوة‬ ‫تكون‬ ‫بذلك‬ ‫وهي‬ ،‫بينها‬ ‫القائمة‬ ‫والعالقات‬
:‫يف‬ ‫أ�سا�سا‬� ‫فتتحدد‬ ‫الرتبوية‬ ‫وظيفتها‬ ‫أما‬� ‫للتفكري؛‬
––‫و�صفه؛‬ ‫يحدث‬ ‫ما‬ ‫�رشح‬
––19
» ‫تربوية‬ ‫و�سيا�سات‬ ‫ا�سرتاتيجيات‬ ‫إىل‬� ‫إر�شاد‬‫ل‬‫ا‬
‫أن‬� ‫من‬ ،‫للواقع‬ ‫علمية‬ ‫درا�سة‬ ‫يكون‬ ‫أن‬� ‫إىل‬� ‫يطمح‬ ‫كان‬ ‫إذا‬� ،‫للديداكتيك‬ ‫المنا�ص‬ ‫أنه‬� ‫إذن‬� ‫وا�ضح‬
‫املنظور‬ ‫مع‬ ‫يلتقي‬ ‫ما‬ ‫وهو‬ ،»‫الرتبوي‬ ‫أن‬�‫ش‬�‫ال‬ ‫وا�ستيعاب‬ ‫لفهم‬ ‫نظرية‬ ‫«مناذج‬ ‫بناء‬ ‫على‬ ‫يرتكز‬
.‫جتلياته‬ ‫مبختلف‬ ‫الفيربي‬
‫الرتبوية‬ ‫تدر�س بع�ض املظاهر‬ )‫بحثي(ة‬ ‫/م�سلك‬ ‫�سريورة‬ ‫أو‬� ‫مقاربة‬ ،‫فالديداكتيك‬ ‫ذلك‬ ‫عن‬ ‫ف�ضال‬
‫املظاهر‬ ‫املعريف‬ ‫احلقل‬ ‫هذا‬ ‫يف‬ ‫الكومب‬ ‫دانييل‬ ‫ميز‬ ‫وقد‬ .‫دقيق‬ ‫بتخ�ص�ص‬ ‫أمر‬‫ل‬‫ا‬ ‫يتعلق‬ ‫مما‬ ‫أكرث‬�
:‫آتية‬‫ل‬‫ا‬
––،‫البيداغوجيا‬‫يف‬‫ؤ�س�سية‬�‫وامل‬‫العالئقية‬‫املظاهر‬‫مع‬]...[ ‫يتعار�ض‬‫(الذي‬‫املعريف‬‫املظهر‬«
‫للرتبية)؛‬ ‫العام‬ ‫املظهر‬ ‫مع‬ ‫أو‬�
––‫ال�سمعية‬ ‫والو�سائل‬ ‫إعالمياتية‬‫ل‬‫ا‬ ‫املواد‬ ‫يف‬ ‫ينح�رص‬ ‫ال‬ ‫(الذي‬ ‫التكنولوجي‬ ‫املظهر‬
‫الب�رصية)؛‬
18	 Max Weber , Essais sur la théorie de la science, Trad. J. Freund, 1969, p. 83
141 .‫ص‬ ،2001 ،‫التربية‬ ‫عالم‬ ،‫اكتسابها‬ ‫واسترتيجيات‬ ‫الكفايات‬ ،‫غريب‬ ‫الكريم‬ ‫عبد‬ 	19
125
‫وإشكاالت‬ ‫و‬ ‫قضايا‬ :‫الديداكتيك‬ ‫مفهوم‬
––‫ديداكتيك‬ ‫عن‬ ‫نتكلم‬ ‫ما‬ ‫أكرث‬� ‫درا�سية‬ ‫مادة‬ ‫ديداكتيك‬ ‫عن‬ ‫نتكلم‬ ‫(بحيث‬ ‫الن�سبي‬ ‫املظهر‬
20
.» )‫عامة‬
‫ي�سمى‬ ‫ما‬ ‫أو‬� ‫س‬�‫التدري‬ ‫مادة‬ ‫هو‬ ‫أول‬‫ل‬‫ا‬ ‫تخ�ص�صني؛‬ ،‫أقل‬‫ل‬‫ا‬ ‫على‬ ،‫الديداكتيكية‬ ‫الدرا�سة‬ ‫تفرت�ض‬
‫ي�ستخدم‬ ‫الذي‬ ‫بالتخ�ص�ص‬ ‫أمر‬‫ل‬‫ا‬ ‫ويتعلق‬ ،‫أداة‬�‫ك‬ ‫يتدخل‬ ‫الثاين‬ ‫والتخ�ص�ص‬ ،‫املو�ضوع‬ ‫باملادة‬
‫مثل‬ ]...[ ‫إ�شكالياتها‬� ‫أو‬� ‫تدري�سها‬ ‫أو‬� ‫املادة‬ ‫تعلم‬ ‫حول‬ ‫إح�صائية‬� ‫أو‬� ‫ميدانية‬ ‫أبحاث‬� ‫مبا�رشة‬ ‫يف‬ ‫مثال‬
21
.‫إح�صاء‬‫ل‬‫ا‬
‫باملنهج‬ ‫االلتزام‬ ،‫أ�سا�س‬‫ل‬‫با‬ ،‫منها‬ ‫دقيقة‬ ‫�رشوطا‬ « ‫تتطلب‬ ‫العلمية‬ ‫الدرا�سة‬ ‫أن‬� ‫الوا�ضح‬ ‫ومن‬
‫طريق‬ ‫عن‬ ‫�صحتها‬ ‫من‬ ‫أكد‬�‫للت‬ ‫ومتحي�صها‬ ‫و�صياغتها‬ ‫الفر�ضيات‬ ‫وو�ضع‬ ‫إ�شكالية‬‫ل‬‫ا‬ ‫طرح‬ ‫يف‬ ‫العلمي‬
‫التي‬ ‫التعلمية‬ ‫الو�ضعيات‬ ‫على‬ ‫الدرا�سة‬ ‫هذه‬ ‫تن�صب‬ ‫املو�ضوع‬ ‫حيث‬ ‫ومن‬ ،‫والتجريب‬ ‫االختبار‬
22
.»‫أ�سا�سي‬‫ل‬‫ا‬ ‫الدور‬ )‫(التلميذ‬ ‫املتعلم‬ ‫فيها‬ ‫يلعب‬
‫الذي‬ ‫واملنهج‬ ،‫جهة‬ ‫من‬ ‫مو�ضوعها‬ ‫هو‬ ‫ما‬ ‫علمية‬ ‫معرفة‬ ‫مييز‬ ‫ما‬ ‫أن‬� ‫القول‬ ‫ميكن‬ ،‫العموم‬ ‫على‬
‫�سريورة/م�سلك‬ ‫أو‬� ‫مقاربة‬ ‫باعتباره‬ ‫الديداكتيك‬ ‫إن‬�‫ف‬ ‫إطار‬‫ل‬‫ا‬ ‫هذا‬ ‫ويف‬ .‫أخرى‬� ‫جهة‬ ‫من‬ ‫عليه‬ ‫تعتمد‬
.‫اجلانبني‬ ‫هذين‬ ‫تذليل‬ ‫اجتاه‬ ‫يف‬ ‫ي�سري‬ )‫بحثي(ة‬
‫يف‬ ‫أمر‬‫ل‬‫ا‬ ‫أن‬� ‫على‬ ،‫م�ستويني‬ ‫بني‬ ‫فيه‬ ‫ميزنا‬ ‫فقط‬ ‫تو�ضيحي‬ ‫مبجهود‬ ‫القيام‬ ‫آن‬‫ل‬‫ا‬ ‫حد‬ ‫إىل‬� ‫حاولنا‬ ‫لقد‬
،‫الديداكتيك‬ ‫مفهوم‬ ‫حتليالت‬ ‫عرب‬ ،‫ن�صادف‬ ‫إذ‬� ،‫امل�ستويني‬ ‫هذين‬ ‫تو�ضيح‬ ‫من‬ ‫أكرب‬� ‫الديداكتيك‬ ‫حقل‬
‫ما‬ ‫والق�ضايا‬ ‫إ�شكاالت‬‫ل‬‫ا‬ ‫هذه‬ ‫ومن‬ .‫املعريف‬ ‫احلقل‬ ‫هذا‬ ‫ومو�ضوع‬ ‫بهوية‬ ‫عالقة‬ ‫ذات‬ ‫إ�شكاالت‬�
:‫أتي‬�‫ي‬ ‫فيما‬ ‫�سنناق�شه‬
‫للفعل؟‬ ‫نموذج‬ ‫أم‬ ‫علم‬ :‫الديداكتيك‬
،‫التدري�س‬ ‫لو�ضعية‬ ‫العلمية‬ ‫الـدرا�سة‬ ‫على‬ ‫الديـداكتيك‬ ‫يقت�صـر‬ ‫هل‬ :‫وهي‬ ‫أوىل‬‫ل‬‫ا‬ ‫إ�شكالية‬‫ل‬‫با‬ ‫أ‬�‫لنبد‬
‫نف�س ال�سياق‬ ‫ويف‬ ‫للتطبـيق؟‬ ‫منوذجـا‬ ‫أي‬� Modèle d’action ‫للفـعل‬ ‫منوذجا‬ ‫ليكون‬ ‫يطمح‬ ‫أنه‬� ‫أم‬�
‫بحث‬ ‫أ�صل‬‫ل‬‫ا‬ ‫يف‬ ‫هي‬ ‫التي‬ ،‫أخرية‬‫ل‬‫ا‬ ‫هذه‬ ،‫والبيداغوجيا‬ ‫الديداكتيك‬ ‫بني‬ ‫العالقة‬ ‫إ�شكال‬� ‫طرح‬ ‫ميكن‬
‫إ�شكالية‬‫ ل‬‫وجهني‬ ‫ميثالن‬ ‫أنهما‬� ‫أو‬� ،‫مرتابطتان‬ ‫إ�شكاليتني‬‫ل‬‫ا‬ ‫إن‬� ‫تطبيقية؟‬ ‫مناذج‬ ‫أو‬� ‫للفعل‬ ‫مناذج‬ ‫عن‬
.‫بينهما‬ ‫بالربط‬ ‫إال‬� ‫حتليلهما‬ ‫ميكن‬ ‫ال‬ ‫لذا‬ ،‫واحدة‬
‫فل�سفية‬ ‫أ�سا�س نظرة‬� ‫على‬ ‫املبنيني‬ ‫والعمل‬ ‫التطبيق‬ ‫مفهوم‬ ‫على‬ ‫أ�سا�سا‬� ‫يرتكز‬ ‫البيداغوجي‬ ‫املنظور‬ ‫إن‬�
‫بيداغوجيا‬ ‫كل‬ ‫حتليل‬ ‫ميكن‬ ‫لذا‬ ،‫واملعرفة‬ ‫إن�سان‬‫ل‬‫وا‬ ‫واملجتمع‬ ‫الكون‬ ‫عن‬ ‫خا�ص‬ ‫ت�صور‬ ‫إىل‬� ‫ت�ستند‬
‫الالتوجيهية‬ ‫البيداغوجيا‬ ‫وهناك‬ ‫التحررية‬ ‫البيداغوجيا‬ ‫فهناك‬ .‫هذه‬ ‫الفل�سفية‬ ‫نظرتها‬ ‫على‬ ‫بناء‬
20	 D. Lacombe, « Didactique » 2002, op. cit., p. 301
21	 Ibid., p. 301
.10 .‫ص‬ ،2011 ،‫الدريج‬ ‫محمد‬ 	22
2015 ‫يونيو‬ – ‫اجلديدة‬ ‫ال�سل�سلة‬ – 7  ‫العدد‬ ‫الرتبية‬ ‫علوم‬ ‫كلية‬ ‫جملة‬ ‫التدريس‬
126
‫أ�س�سها‬� ‫ت�ستمد‬ ‫تربوية‬ ‫فل�سفات‬ ‫من‬ ‫م�ستوحاة‬ ‫بيداغوجيات‬ ‫وهي‬ .‫ألخ‬� ... ‫الالمدر�سية‬ ‫والبيداغوجيا‬
‫مبيل‬ ‫أمـر‬‫ل‬‫ا‬ ‫يتعـلق‬ ‫وهنا‬ .‫إطارها‬� ‫يف‬ ‫املتعلم‬ ‫تهيئ‬ ‫يتم‬ ،‫واملجتمع‬ ‫إن�سان‬‫ل‬‫وا‬ ‫للكون‬ ‫خا�صة‬ ‫نظرة‬ ‫من‬
.‫فعل‬ ‫حالة‬ ‫يف‬ ‫إذن‬� ‫إننا‬� ‫الواقع؛‬ ‫فيى‬ ‫أثـري‬�‫الت‬ ‫إىل‬� ‫البيداغوجيـات‬ ‫هذه‬
‫علمية‬ ‫زاوية‬ ‫من‬ ‫والبيداغوجي‬ ‫الرتبوي‬ ‫الواقع‬ ‫إىل‬� ‫النظر‬ ‫ي�ستهدف‬ ‫إنه‬�‫ف‬ ‫الديداكتيكي‬ ‫املنظور‬ ‫أما‬�
‫يف‬ ‫التـــدري�س وفهمه‬ ‫واقع‬ ‫حتليل‬ ‫على‬ ‫ينبني‬ ‫إنه‬�‫ف‬ ‫لذا‬ ،‫و�سريورتها‬ ‫تفاعلها‬ ‫يف‬ ‫عنا�رصه‬ ‫عن‬ ‫للك�شف‬
‫منحى‬ ‫ينحو‬ ،‫ال�صايف‬ ‫�شكله‬ ‫يف‬ ،‫فالعلم‬ . ‫واملجردة‬ ‫اخلال�صة‬ ‫املعــرفة‬ ‫إىل‬� ‫إذن‬� ‫ي�صبــو‬ ‫فهو‬ .‫البداية‬
:‫ال�سياق‬ ‫هذا‬ ‫يف‬ ‫الكومب‬ ‫ويقول‬ ‫واليومية؛‬ ‫امللمو�سة‬ ‫للق�ضايا‬ ‫حلول‬ ‫إيجاد‬� ‫ادعاء‬ ‫دون‬ ‫والتعليل‬ ‫الفهم‬
‫العامل‬ ‫تعا�سة‬ ،‫الربوليتاري‬ ‫تعا�سة‬ ‫ما؛‬ ‫تعا�سة‬ ‫الغربية‬ ‫جمتمعاتنا‬ ‫اكت�شفت‬ ‫كلما‬ ،‫قرنني‬ ‫من‬ ‫أزيد‬� ‫منذ‬ «
‫والنيات‬ ‫العلم‬ ‫على‬ ‫ونادت‬ ‫عليها‬ ‫الق�ضاء‬ ‫وقررت‬ ‫إال‬� ،‫ؤهل‬�‫امل‬ ‫غري‬ ‫املراهق‬ ‫أو‬� ‫الطفل‬ ‫تعا�سة‬ ،‫الثالث‬
‫إمالق‬‫ل‬‫ا‬ ‫على‬ ‫الق�ضاء‬ :‫مثل‬ ‫من‬ ‫إن�سانية‬‫ل‬‫التقنية-ا‬ ‫ال�صبغة‬ ‫ذات‬ ‫ال�شعارات‬ ‫توايل‬ ‫هنا‬ ‫ومن‬ .‫احل�سنة‬
‫الدعاة‬ ‫ي�ستطعه‬ ‫مل‬ ‫ما‬ ‫أن‬� ‫على‬ .‫الدرا�سي‬ ‫الف�شل‬ ‫وحماربة‬ ،‫التخلف‬ ‫على‬ ‫واالنت�صار‬ ،‫والعوز‬
،‫وال�صناعيني‬‫الفالحيني‬‫العمال‬‫ل�صالح‬‫به‬‫القيام‬Philanthropes‫احل�سنة‬‫النيات‬‫ذوو‬‫إن�سانيون‬‫ل‬‫ا‬
‫الباحثون‬ ‫ي�ستطيع‬ ‫ال‬ ،‫اجلنوب‬ ‫دول‬ ‫يف‬ ‫املفل�سني‬ ‫للفالحني‬ ‫حتقيقه‬ ‫والفالحة‬ ‫االقت�صاد‬ ‫خرباء‬ ‫وكذا‬
.‫�صعبة‬ ‫تربوية‬ ‫و�ضعية‬ ‫يف‬ ‫يوجدون‬ ‫الذين‬ ‫للتالميذ‬ ‫به‬ ‫القيام‬ ‫ؤهلون‬�‫امل‬ ‫واملدر�سون‬ ‫الديداكتيكيون‬
]...[ ‫�سيا�سية‬ ‫م�شاكل‬ ‫أوال‬� ‫هي‬ ‫امل�شاكل‬ ‫هذه‬ ‫كل‬ ‫أن‬� -‫ؤه‬�‫إخفا‬� ‫يقع‬ ‫ذلك‬ ‫أن‬� ‫ولو‬ -‫اليوم‬ ‫نعرف‬ ‫أننا‬‫ل‬
‫الـذي‬ ‫املفاهيم‬ ‫وبناء‬ ‫الظـواهر‬ ‫مالحظـة‬ ‫هو‬ ،‫الديداكتيك‬ ‫وخا�صة‬ ،‫العلم‬ ‫دور‬ ‫يبقى‬ ‫ذلك‬ ‫انتظار‬ ‫ويف‬
23
».‫الو�صف‬ ‫هذا‬ ‫مـن‬ ‫ميكننا‬
)‫(الفعل‬ ‫باملمار�سة‬ ‫خا�ص‬ ‫ومنطق‬ ‫واملجـردة‬ ‫اخلال�صـة‬ ‫املعرفة‬ ‫يتغيى‬ ‫بالعلم‬ ‫خا�ص‬ ‫منطق‬ ‫إذن‬� ‫هناك‬
‫على‬ .‫وحيثياته‬ ‫الواقع‬ ‫�رشوط‬ ‫تعقيد‬ ‫على‬ ‫يحيل‬ ‫الذي‬ ‫أخري‬‫ل‬‫ا‬ ‫املنطق‬ ‫هذا‬ ،‫الواقع‬ ‫يف‬ ‫أثري‬�‫الت‬ ‫يتغيى‬
‫بتنافر‬ ‫يتعلق‬ ‫ال‬ ‫كما‬ ،‫آخر‬� ‫دون‬ ‫منطق‬ ‫على‬ ‫معيارية‬ ‫أحكام‬� ‫أو‬� ‫بتفا�ضل‬ ‫الواقع‬ ‫يف‬ ‫يتعلق‬ ‫ال‬ ‫أمر‬‫ل‬‫ا‬ ‫أن‬�
‫جمال؛‬ ‫كل‬ ‫خل�صو�صية‬ ‫�رصف‬ ‫نظري‬ ‫حتديد‬ ‫فقط‬ ‫هو‬ ‫بل‬ ،‫بينهما‬ ‫وفا�صلة‬ ‫قاطعة‬ ‫بحدود‬ ‫أو‬� ،‫بينهما‬
‫التحليل‬ ‫أر�ضية‬� ‫هي‬ ‫هل‬ ،‫منها‬ ‫املنطلق‬ ‫أر�ضية‬‫ل‬‫با‬ ‫الوعي‬ ‫ممار�سة‬ ‫كل‬ ‫يف‬ ‫يقت�ضي‬ ‫أمر‬‫ل‬‫ا‬ ‫أن‬� ‫أي‬�
‫إليها؟‬� ‫املتو�صل‬ ‫النتائج‬ ‫لتطبيق‬ ‫حمددة‬ ‫معايري‬ ‫إيجاد‬� ‫أر�ضية‬� ‫أم‬� ‫للظواهر‬ ‫املو�ضوعي‬
‫إن‬�‫ف‬ ،‫والقيم‬ ‫واملهارات‬ ‫املعارف‬ ‫نقل‬ ‫كيفية‬ ‫يف‬ ‫ق�ضاياه‬ ‫يختزل‬ ‫البيداغوجي‬ ‫املنظور‬ ‫كان‬ ‫إذا‬�‫و‬
‫يف‬ ‫الفاعلة‬ ‫املعطيات‬ ‫كل‬ ‫تفاعل‬ ‫إىل‬� ‫ينظر‬ ‫بل‬ ‫االختزال‬ ‫هذا‬ ‫�سجني‬ ‫يبقى‬ ‫ال‬ ‫الديداكتيكي‬ ‫املنظور‬
.‫الرتبوية‬ ‫املمار�سة‬
‫مناذج‬ ‫لبناء‬ ‫و�سيلة‬ ‫تكون‬ ‫أن‬� ‫تريد‬ « ،M. Develay ‫دوفوالي‬ ‫يقول‬ ‫عموما،كما‬ ‫الرتبية‬ ‫علوم‬ ‫إن‬�
Vergnaud ‫فرينيو‬ ‫ويقول‬ 24
».‫الواقع‬ ‫هذا‬ ‫يف‬ ‫أثري‬�‫والت‬ ‫الرتبوي‬ ‫للواقع‬ ‫أح�سن‬� ‫فهم‬ ‫أجل‬� ‫من‬
23	 D. Lacombe, op. cit., p. 300
24	 M. Develay, Ph. Meirieu, Emile, reviens vite, ils sont devenus fous. op. cit., pp. 47-48
127
‫وإشكاالت‬ ‫و‬ ‫قضايا‬ :‫الديداكتيك‬ ‫مفهوم‬
‫معرفة‬ ‫يف‬ ‫تختزل‬ ‫ال‬ ‫فالديداكتيك‬ :‫اختزالية‬ ‫خطاطة‬ ‫كل‬ ‫عن‬ ‫االبتعاد‬ ‫«ينبغي‬ :‫ال�صدد‬ ‫هذا‬ ‫يف‬ .G
‫إنها‬� .‫إبي�ستمولوجيا‬‫ل‬‫ا‬ ‫يف‬ ‫وال‬ ‫التاريخ‬ ‫يف‬ ‫وال‬ ‫البيداغوجيا‬ ‫يف‬ ‫وال‬ ‫ال�سيكولوجيا‬ ‫يف‬ ‫وال‬ ‫درا�سية‬ ‫مادة‬
‫يوجد‬ « ‫فالديداكتيك‬ 25
».‫ومناهجها‬ ‫إ�شكالياتها‬�‫و‬ ‫هويتها‬ ‫فلها‬ ،‫فيه‬ ‫تختزل‬ ‫ال‬ ‫ولكنها‬ ‫ذلك‬ ‫تفرت�ض كل‬
‫على‬ ‫تركز‬ ‫التي‬ ‫الرتبية‬ ‫وعلوم‬ Le faire ‫الفعل‬ ‫على‬ ‫تركز‬ ‫التي‬ ‫البيداغوجيا‬ ‫بني‬ ‫الطرق‬ ‫مفرتق‬ ‫يف‬
،‫مو�ضوعها‬ ‫حول‬ ‫إجماع‬� ‫وجود‬ ‫عدم‬ ‫كون‬ ‫جهة‬ ‫يف�رس من‬ ‫ما‬ ‫هي‬ ‫الو�ضعية‬ ‫وهذه‬ .‫اخلال�صة‬ ‫املعرفة‬
26
.»‫متعار�ضة‬ ‫ملخاطر‬ ‫تعر�ضها‬ ‫أخرى‬� ‫جهة‬ ‫ومن‬
‫اجلانب‬‫هو‬‫هذا‬‫أن‬� ‫ي�ضيف‬،‫علمية‬‫درا�سة‬‫باعتباره‬‫الديداكتيك‬‫يعرف‬‫أن‬� ‫بعد‬،‫الدريج‬‫حممد‬‫جند‬‫لهذا‬
‫الديداكتيك‬ ‫ي�سعى‬ « ‫التطبيقي‬ ‫اجلانب‬ ‫يف‬ ‫ولكن‬ ،‫والنظريات‬ ‫النماذج‬ ‫�صياغة‬ ‫أي‬� ،‫فقط‬ ‫النظري‬
‫الرتبوي‬ ‫وامل�رشف‬ ‫ؤطر‬�‫املدر�س وامل‬ ‫من‬ ‫كال‬ ‫�ست�ساعد‬ ‫التي‬ ‫النتائج‬ ‫من‬ ‫متنوعة‬ ‫ح�صيلة‬ ‫إىل‬� ‫للتو�صل‬
‫التغلب‬ ‫يي�رس �سبل‬ ‫مما‬ ‫تعرت�ضهم‬ ‫التي‬ ‫بامل�شاكل‬ ‫والتب�رص‬ ‫عملهم‬ ‫طبيعة‬ ‫إدراك‬� ‫على‬ ... ‫وغريهم‬
27
»‫وجه‬ ‫أح�سن‬� ‫على‬ ‫التعليمية‬ ‫الرتبوية‬ ‫بواجباتهم‬ ‫قيامهم‬ ‫وي�سهل‬ ‫عليها‬
:‫بقوله‬ ‫للديداكتيك‬ ‫آتي‬‫ل‬‫ا‬ ‫التعريف‬ ‫ديزوطيل‬ ‫يولف‬ ‫نف�س ال�سياق‬ ‫يف‬
‫تي�سري‬‫إىل‬� ‫تهدف‬‫بيـداغوجـية‬‫ا�سرتاتيجيات‬‫وجتريب‬‫إعداد‬� ‫كمو�ضوع‬‫لنف�سه‬‫يتخذ‬‫تطبيقي‬‫علم‬‫إنه‬�«
28
».‫تربـوية‬ ‫م�شـاريع‬ ‫إجنـاز‬� ‫من‬ ‫أ�شـخا�ص‬‫ل‬‫ا‬ ‫متـكني‬
‫تروم‬ ‫علمية‬ ‫درا�سة‬ ‫يكون‬ ‫أن‬� ‫إىل‬� ‫أ‬�‫املبد‬ ‫حيث‬ ‫من‬ ‫ي�صبو‬ ‫كان‬ ‫إن‬�‫و‬ ،‫الديداكتيك‬ ‫أن‬� ‫إذن‬� ‫وا�ضح‬
‫خ�صو�صا‬ ،‫بالفعل‬ ‫مفارقة‬ ‫إنها‬� .29
‫أثري‬�‫الت‬ ‫حيث‬ ‫من‬ ‫البيداغوجيا‬ ‫من‬ ‫يقرتب‬ ‫إنه‬�‫ف‬ ،‫املجردة‬ ‫املعرفة‬
30
‫وال�سـيا�سـي‬ ‫«العـامل‬ :‫كـتابه‬ ‫فـي‬ Max weber‫مـاك�س فيـرب‬ ‫به‬ ‫قـام‬ ‫الـذي‬ ‫التمـييز‬ ‫ا�ستح�رضنا‬ ‫إذا‬�
‫ال�سيا�سي‬ ‫منطق‬ ‫وبني‬ ،‫اخلال�صة‬ ‫املعرفة‬ ‫يروم‬ ‫الذي‬ )‫الديداكتيكي‬ ‫لنا‬ ‫(بالن�سبة‬ ‫العامل‬ ‫منطق‬ ‫بني‬ «
‫الواقع‬ ‫يف‬ ‫أثري‬�‫الت‬ ‫نروم‬ ‫فحينما‬ .‫وتغيريه‬ ‫الواقع‬ ‫يف‬ ‫أثري‬�‫الت‬ ‫يروم‬ ‫الذي‬ )‫البيداغوجي‬ ‫لنا‬ ‫(بالن�سبة‬
‫ويف‬ ،‫ڤيرب‬ ‫ح�سب‬ ‫ال�سيا�سة‬ ‫دائرة‬ ‫إىل‬� ‫العلم‬ ‫دائرة‬ ‫من‬ ‫نخرج‬ ‫معينة‬ ‫ظواهر‬ ‫معاجلة‬ ‫أو‬� ‫وجهته‬ ‫وتغيري‬
‫امل�شهور‬ ‫االنتقاد‬ ‫ال�سياق‬ ‫هذا‬ ‫يف‬ ‫ويدخل‬ .‫البيداغوجيا‬ ‫إىل‬� ‫العلم‬ ‫أو‬� ‫الديداكتيك‬ ‫من‬ ‫نخرج‬ ،‫حالتنا‬
‫للمجتمعات‬ ‫علما‬ ‫كونها‬ ‫بني‬ ‫جتمع‬ ‫أن‬� ،‫نظره‬ ‫يف‬ ،‫تريد‬ ‫والتي‬ ‫للمارك�سية‬ ‫ماك�س فيرب‬ ‫وجهه‬ ‫الذي‬
.‫املجتمعات‬ ‫هذه‬ ‫واقع‬ ‫لتغيري‬ ‫�سيا�سة‬ ‫كونها‬ ‫وبني‬ ،‫جهة‬ ‫من‬ ‫�صريورتها‬ ‫منطق‬ ‫يدرك‬ ‫الب�رشية‬
‫منظورات‬‫أو‬� ‫جوانب‬‫لت�صبح‬‫تتجه‬‫للديداكتيك‬‫والتطبيقي‬‫التنظريي‬‫اجلانبني‬‫بني‬‫الثنائية‬‫هذه‬‫أن‬� ‫يبدو‬
‫تتكامل‬ ‫فهل‬ ‫كذلك‬ ‫كانت‬ ‫إذا‬�‫و‬ ‫متناغمة؟‬ ‫املنظورات‬ ‫هذه‬ ‫هل‬ :‫آتي‬‫ل‬‫ا‬ ‫ؤال‬�‫س‬�‫ال‬ ‫بالتايل‬ ‫فيطرح‬ ،‫ثالث‬
25	 A. Vergnioux, L. Cornu,La didactique en questions, C. N. R. P. 1992, p.42‫عند‬ ‫:ورد‬
26	 Ch. Hadji, Penser et agir l’éducation, op. cit, , p. 158
.11 .‫ص‬ ،‫سابق‬ ‫مرجع‬ ،2011 ،‫الدريج‬ ‫محمد‬ 	27
28	Desautel Jacques, Trempe Péerre-Lean, «Qu’est ce que la didactique ?» In Didactique en sciences
expérimentales 70 .‫ص‬ ،‫المرجع‬ ‫نفس‬ ‫بناني‬ ‫رشيد‬ :‫ترجمة‬
29	 .Ch. Hadji, Penser et agir l’éducation, .op. cit.,
30	 Max Weber, Le savant et le politique, plon, 1959, Traduction J. Frund.
2015 ‫يونيو‬ – ‫اجلديدة‬ ‫ال�سل�سلة‬ – 7  ‫العدد‬ ‫الرتبية‬ ‫علوم‬ ‫كلية‬ ‫جملة‬ ‫التدريس‬
128
31
‫املمار�سة؟‬ ‫م�ستوى‬ ‫على‬
‫للتربية‬ ‫والقابلية‬ ‫الديداكتيك‬
‫لي�سا‬ ‫أنهما‬� ‫كما‬ ،‫التدري�س‬ ‫لعلم‬ ‫مو�ضوعان‬ ‫للتعلم‬ ‫اجتماعي‬ ‫كمجال‬ ‫املدر�سة‬ ‫أو‬� ‫التعلم‬ ‫ي�شكل‬ ‫ال‬
‫املدر�سة‬ ‫أن‬� ‫التدري�س كما‬ ‫علم‬ ‫أ�سي�س نظرية‬�‫ت‬ ‫يف‬ ‫أ�سا�سي‬� ‫التعلم‬ ‫لكن‬ ،‫التدري�س‬ ‫علم‬ ‫جماالت‬ ‫من‬
32
.‫تعليمي‬ ‫ن�شاط‬ ‫لكل‬ ‫ومفيدة‬ ‫�رضورية‬
‫و�ضعيات‬ ‫�ضمن‬ ‫وذلك‬ ،‫عموما‬ ‫والرتبوي‬ ‫الديداكتيكي‬ ‫التدخل‬ ‫من‬ ‫التدري�س نوع‬ ‫أن‬� ‫البدهي‬ ‫من‬
‫و�سو�سيولوجية‬ ‫�سيكولوجية‬ ‫لنظريات‬ ‫بالنظر‬ ‫إال‬� ‫معنى‬ ‫من‬ ‫التدخل‬ ‫لهذا‬ ‫يكون‬ ‫ولن‬ .‫تعلمية‬ ‫تعليمية‬
‫التغيري‬ ‫إحداث‬� ‫يف‬ ‫أثر‬� ‫وذا‬ ‫فعالية‬ ‫ذا‬ ‫أمرا‬� ‫بل‬ ،‫ممكنا‬ ‫أمرا‬� ‫التدخل‬ ‫هذا‬ ‫من‬ ‫جتعل‬ ،‫ألخ‬�... ‫حمددة‬
‫ارتباط‬ ‫ذات‬ ‫جماالت‬ ‫ثالثة‬ ‫عن‬ ‫إ�شكالية‬‫ل‬‫ا‬ ‫هذه‬ ‫�ضمن‬ ‫و�سنتحدث‬ .‫املن�شود‬ ‫والديداكتيكي‬ ‫الرتبوي‬
.‫الغالب‬ ‫يف‬ ‫املغيب‬ ‫الثقايف‬ ‫والبعد‬ ‫الرتبية‬ ‫و�سو�سيولوجيا‬ ‫النمو‬ ‫�سيكولوجيا‬ ‫وهي‬ ‫بالديداكتيك؛‬ ‫وثيق‬
11.‫النمو‬ ‫سيكولوجيا‬ ‫ومجال‬ ‫التعلم‬
‫إ�شكالية‬� ‫ب�صدد‬ ‫متناف�سني‬ ‫منوذجني‬ ،‫إجماال‬� ،‫جند‬ ‫املجال‬ ‫هذا‬ ‫يف‬ ‫النظريات‬ ‫ا�ستقراء‬ ‫خالل‬ ‫من‬
‫عن‬ ‫ر‬َّ‫عبــ‬ُ‫ي‬ ‫بحيث‬ ‫متعار�ضة‬ ‫قبلية‬ ‫افرتا�ضات‬ ‫إىل‬� ‫النموذجان‬ ‫وي�ستند‬ .‫للفرد‬ ‫والعام‬ ‫العقلي‬ ‫النمو‬
‫وم�صطلح‬ ‫أول‬‫ل‬‫ا‬ ‫النموذج‬ ‫على‬ Cristal‫البلور‬ ‫م�صطلح‬ ‫يحيل‬ ‫وهكذا‬ ‫جمازية؛‬ ‫بكلمة‬ ‫منوذج‬ ‫كل‬
:‫الثاين‬ ‫النموذج‬ ‫على‬ 33
Flamme ‫ال�رشارة‬
‫يقود‬ ،‫وانتظامها‬ ‫اخلا�صة‬ ‫البنيات‬ ‫لثبات‬ ‫�صورة‬ ‫أنه‬� ‫ومبا‬ « ،‫البلور‬ ‫يف‬ ‫املتمثل‬ ‫أول‬‫ل‬‫ا‬ ‫فالنموذج‬
‫مبعنى‬ ‫الك�شف‬ ‫أنه‬� ‫على‬ ‫النمو‬ ‫تعريف‬ ‫فيتم‬ ،‫الفطرية‬ ‫واخلطاطات‬ ‫الداخلية‬ ‫احلقائق‬ ‫تف�ضيل‬ ‫إىل‬�
‫وكل‬ ،‫الفرد‬ ‫داخل‬ ‫من‬ ‫منبثقة‬ ‫بنية‬ ‫عن‬ ‫الك�شف‬ ‫�سوى‬ ‫للو�سط‬ ‫دور‬ ‫وال‬ ،‫الفوتوغرايف‬ ‫الت�صوير‬
‫على‬ ‫النموذج‬ ‫هذا‬ ‫ويحيل‬ ،34
)‫اجلينة‬ ‫أو‬� ‫الوراثي‬ ‫(الربنامج‬ ‫الداخلي‬ ‫الربنامج‬ ‫على‬ ‫متوقف‬ ‫�شيء‬
،‫أ�سـا�س‬‫ل‬‫ا‬ ‫هـي‬ ‫الــداخلـية‬ ‫والتمثالت‬ ‫الت�صورات‬ ‫معه‬ ‫تكون‬ ‫ب�شكل‬ ‫الداخلية‬ ‫البنيات‬ ‫وتفاعل‬ ‫انتظام‬
‫باعتباره‬ ،‫حتديدا‬ ‫أوالديداكتيك‬� ‫الرتبية‬ ‫تكون‬ ‫وبالتايل‬ ،‫الفطرية‬ ‫أ�شكـال‬‫ل‬‫ل‬ ‫أولـويـة‬‫ل‬‫ا‬ ‫تكـون‬ ‫وهنــا‬
‫ذي‬ ‫غري‬ ‫أمر‬� ‫أنه‬� ‫إما‬� ،‫البيداغوجي‬ ‫التغيري‬ ‫ي�ستهدف‬ ‫ق�صديا‬ ‫وعمال‬ ‫النمو‬ ‫إحداث‬‫ ل‬‫ديداكتيكيا‬ ‫تدخال‬
.‫الداخلية‬ ‫البنية‬ ‫عن‬ ‫الك�شف‬ ‫يف‬ ‫جدواه‬ ‫تكون‬ ‫أو‬� ‫منطقيا‬ ‫جدوى‬
‫التي‬ ‫وهي‬ Didactique praticienne ‫الممارسة‬ ‫ديداكتيك‬ :‫سمياه‬ ‫ما‬ ‫هي‬ ‫منظورات‬ ‫ثالثة‬ ‫على‬ ‫لوران‬ ‫وسوزان‬ ‫جونير‬ ‫فليب‬ ‫	يحيل‬31
Didactique‫المعيارية‬ ‫والديداكتيك‬ ،‫الديداكتيكي‬ ‫النقل‬ ‫يسمى‬ ‫ما‬ ‫إطار‬ ‫في‬ ‫بالمعرفة‬ ‫عالقته‬ ‫تكون‬ ‫حيث‬ ‫والممارس‬ ‫المدرس‬ ‫يباشرها‬
Didactique‫النقدية‬ ‫والديداكتيك‬ ،‫الوزارة‬ ‫عن‬ ‫الصادرة‬ ‫التربوية‬ ‫والتوجيهات‬ ‫الدراسية‬ ‫والمناهج‬ ‫بالبرامج‬ ‫ترتبط‬ ‫التي‬ normative
Philippe Jonnaert, Suzanne.‫والبحث‬ ‫للدراسة‬ ‫معرفيا‬ ‫حقال‬ ‫الجامعيون‬ ‫الباحثون‬ ‫يعتبرها‬ ‫التي‬ critique et prospective
Laurin. (Sous dir.) Les didactiques des disciplines. Un Débat contemporain, Presses de l’Université
.du Québc, 2001, p. 5
.17-18 .‫ص‬ ،‫سابق‬ ‫مرجع‬ ،2011 ،‫الدريج‬ ‫محمد‬ 	32
33	 Ch. Hadji, Penser et agir l’éducation, .op. cit., p.37
34	 Ibid., p. 37-38
129
‫وإشكاالت‬ ‫و‬ ‫قضايا‬ :‫الديداكتيك‬ ‫مفهوم‬
‫اخلارجية‬ ‫أ�شكال‬‫ل‬‫ل‬ ‫ال�شاملة‬ ‫للدميومة‬ ‫�صورة‬ ‫أنها‬� ‫ومبا‬ « ،‫ال�رشارة‬ ‫يف‬ ‫املتج�سد‬ ‫الثاين‬ ‫النمودج‬ ‫أما‬�‫و‬
.‫الذاتي‬ ‫التنظيم‬ ‫�سريورة‬ ‫تف�ضيل‬ ‫إىل‬� ‫مييل‬ ‫إنه‬�‫ف‬ ،‫متوا�صلة‬ ‫داخلية‬ ‫حركية‬ ‫وجود‬ ‫من‬ ‫الرغم‬ ‫على‬
‫هذا‬ ‫يعطي‬ 35
».‫خلفية‬ ‫تنظيمية‬ ‫خلطة‬ ‫ك�شف‬ ‫لي�س جمرد‬ ‫جديد‬ ‫نظام‬ ‫بخلق‬ ‫كفيلة‬ ‫التغريات‬ ‫وتكون‬
‫ومتثالت‬‫ت�صورات‬‫وجود‬‫من‬‫الرغم‬‫على‬،)‫(املحيط‬‫اخلارجية‬‫للعوامل‬‫ق�صوى‬‫أهمية‬� ‫إذن‬� ‫النموذج‬
‫ال‬ ،‫الداخلية‬ ‫البنيات‬ ‫يف‬ ‫الكامنة‬ ‫املمكنات‬ ‫إطار‬� ‫يف‬ ‫تدخل‬ ‫جديدة‬ ‫بنيات‬ ‫تظهر‬ ‫النمو‬ ‫فخالل‬ .‫داخلية‬
‫حيث‬ ،‫البيداغوجي‬ ‫للعمل‬ Piaget ‫بياجي‬ ‫منظور‬ ‫يدخل‬ ‫إطار‬‫ل‬‫ا‬ ‫هذا‬ ‫يف‬ .‫الفطرية‬ ‫أ�شكال‬‫ل‬‫ا‬ ‫إطار‬� ‫يف‬
‫بالبنيات‬ ‫للدفع‬ ‫املحيط‬ ‫مع‬ ‫الداخلية‬ ‫البنيات‬ ‫أ�سا�س تفاعل‬� ‫على‬ ‫يقوم‬ ‫معنى‬ ‫الديداكتيكي‬ ‫للتدخل‬ ‫يكون‬
.‫واملمكنات‬ ‫الذهنية‬ ‫البنيات‬ ‫بني‬ ‫اجلدلية‬ ‫من‬ ‫نوع‬ ‫إطار‬� ‫يف‬ ‫ال�سطح‬ ‫إىل‬� ‫واملمكنة‬ ‫الكامنة‬
‫فعلى‬ .Vygotsky ‫ڤيكوت�سكي‬ ‫الرو�سي‬ ‫الباحث‬ ‫هو‬ ‫أكرب‬� ‫بجالء‬ ‫املنظور‬ ‫هذا‬ ‫يج�سد‬ ‫من‬ ‫أن‬� ‫على‬
‫إثارة‬�‫بـ‬ ‫إال‬� ‫يت�ضح‬ ‫ال‬ ‫اختالفا‬ ‫بينهما‬ ‫أن‬� ‫إال‬� ‫بع�ض اجلوانب‬ ‫يف‬ ‫وڤيكوت�سكي‬ ‫بياجي‬ ‫التقاء‬ ‫من‬ ‫الرغم‬
.‫بعد‬ ‫فيما‬ ‫النقطة‬ ‫و�سنناق�ش هذه‬ .‫والتعلم‬ ‫النـمو‬ ‫إ�شكـالية‬�
22.‫التربية‬ ‫سوسيولوجيا‬ ‫ومجال‬ ‫المدرسة‬
‫نظر‬ ‫وجهة‬ ‫من‬ ‫الدرا�سيني‬ ‫النجاح‬ ‫أو‬� ‫الف�شل‬ ‫الرتبية‬ ‫�سو�سيولوجيا‬ ‫نظريات‬ ‫من‬ ‫كثري‬ ‫عاجلت‬
‫ومتنوعة‬ ‫متباينة‬ ‫وحتليالت‬ ‫اجتاهات‬ ‫اتخذت‬ ‫أبحاث‬�‫و‬ ‫لدرا�سات‬ ‫املجال‬ ‫وفتحت‬ ،‫�سو�سيولوجية‬
.‫تربوية‬ ‫اجتماعية‬ ‫ؤ�س�سة‬�‫م‬ ‫بو�صفها‬ ‫املدر�سة‬ ‫تناولت‬
‫وعلى‬ ،36
‫الرتبية‬ ‫�سو�سيولوجيا‬ ‫إطار‬� ‫يف‬ ‫أجنزت‬� ‫التي‬ -‫الكال�سيكية‬ ‫التجريبية‬ ‫الدرا�سات‬ ‫أجمعت‬�
37
.‫إجتماعي‬‫ل‬‫ا‬ ‫أ�صل‬‫ل‬‫ا‬ ‫مبتغري‬ ‫مرتبط‬ ‫الدرا�سي‬ ‫النجاح‬ ‫أن‬� ‫على‬ -‫بينها‬ ‫امللحوظة‬ ‫الفوارق‬ ‫من‬ ‫الرغم‬
‫تعيد‬ ‫البورجوازية‬ ‫الطبقة‬ ‫أن‬� .Bourdieu et J. C. Passeron P ‫وبا�رسون‬ ‫بورديو‬ ‫ويرى‬
‫البيداغوجي‬‫الفعل‬‫أن‬� ‫يعتربان‬‫فهما‬،‫املدر�سية‬‫الثقافة‬‫�صلب‬‫ت�شكل‬‫التي‬‫ثقافتها‬‫خالل‬‫من‬‫نف�سها‬‫إنتاج‬�
‫أن‬� ‫بحكم‬ ‫رمزي‬ ‫عنف‬ ‫وهو‬ ،‫ثقافيا‬ ‫م�سنودة‬ ‫تع�سفية‬ ‫�سلطة‬ ‫قبل‬ ‫من‬ ‫مفرو�ض‬ ‫رمزي‬ ‫عنف‬ ‫هو‬
،‫التع�سفية‬‫ال�سلطة‬‫أ�سا�س هذه‬� ‫تعترب‬‫اجتماعية‬‫لت�شكيلة‬‫املكونة‬‫والطبقات‬‫اجلماعات‬‫بني‬‫القوة‬‫عالقات‬
38
. ‫إق�صاء‬‫ل‬‫وا‬ ‫االنتقاء‬ ‫بوا�سطة‬ ‫معينة‬ ‫دالالت‬ ‫فر�ض تر�سيخ‬ ‫وبحكم‬
‫البيداغوجي‬ ‫التغيري‬ ‫حتدث‬ ‫أن‬� ‫ميكنها‬ ‫وال‬ ،‫قدري‬ ‫و�ضع‬ ‫ذات‬ ‫املدر�سة‬ ‫تكون‬ ‫املنظور‬ ‫هذا‬ ‫يف‬
‫بل‬ ،‫أ�صال‬� ‫ؤ‬�‫بالالتكاف‬ ‫املتميز‬ ‫الواقع‬ ‫معاك�سة‬ ‫على‬ ‫يقوى‬ ‫ال‬ ‫الديداكتيكي‬ ‫التدخل‬ ‫أن‬� ‫كما‬ ،‫املن�شود‬
‫وهكذا‬ .‫التعليمي‬ ‫ؤ‬�‫الالتكاف‬ -‫املنظور‬ ‫هذا‬ ‫ح�سب‬ – ‫الديداكتيكي‬ ‫يكر�س التدخل‬ ‫قد‬ ،‫ذلك‬ ‫من‬ ‫أكرث‬�
35	 Ibid. p. 38
La ‫اإلنتاج‬ ‫معاودة‬ « ‫و‬ ،‫الماضي‬ ‫القرن‬ ‫من‬ ‫الستينات‬ ‫في‬ ‫الصادرة‬ « Les héritiers ‫«الورثاء‬ ‫دراسة‬ ‫في‬ ‫وباسرون‬ ‫بورديو‬ ‫	استند‬36
‫االجتماعية‬ ‫السيطرة‬ ‫أدوات‬ ‫من‬ ‫أداة‬ ‫وهي‬ ،‫التربية‬ ‫أن‬ ‫واعتبرا‬ ،‫الماركسية‬ ‫النظرية‬ ‫إلى‬ ‫السبعينات‬ ‫بداية‬ ‫في‬ ‫الصادرة‬ ”reproduction
.‫المهيمنة‬ ‫االجتماعية‬ ‫الطبقة‬ ‫به‬ ‫تضطلع‬ ‫الذي‬ ‫الرمزي‬ ‫العنف‬ ‫على‬ ‫مؤسسة‬ ،‫واإليديولوجية‬
37	 M. Cherkaoui, Sociologie de l’éducation, Que sais-je ? P. U. F. Paris, 1989, p. 48
38	P. Bourdieu et J. C. Passero, La reproduction-Eléments pour une théorie d’enseignement. Les éditions
de Minuit, Paris, 1970, pp. 20-22.
2015 ‫يونيو‬ – ‫اجلديدة‬ ‫ال�سل�سلة‬ – 7  ‫العدد‬ ‫الرتبية‬ ‫علوم‬ ‫كلية‬ ‫جملة‬ ‫التدريس‬
130
‫املجتمعية‬ ‫البنية‬ ‫على‬ ‫املحافظ‬ ‫دور‬ ،‫عامة‬ ‫ب�صفة‬ ‫والرتبية‬ ،‫بالتخ�صي�ص‬ ‫الديداكتيكي‬ ‫التدخل‬ ‫يلعب‬
.‫والبيداغوجيا‬ ‫الرتبية‬ ‫فيها‬ ‫مبا‬
،‫ؤالء‬�‫ه‬ ‫مفهوم‬ ‫انتقد‬ ‫الذي‬ ،39
G. Snyders ‫�سيندر‬ ‫مثل‬ ‫آخرون‬� ‫كتاب‬ ‫انتقده‬ ‫ما‬ ‫بال�ضبط‬ ‫هذا‬
‫والقدري‬ ‫املب�سط‬ 40
C Baudelot. et R. Establet ‫إ�ستابليت‬� ‫وبودلو‬ ‫وبا�رسون‬ ‫بورديو‬ ‫أي‬�
‫ال�سيا�سية‬ ‫ال�شكلية‬ ‫نزعتها‬ ‫من‬ ‫فقط‬ ‫حتريرها‬ ‫هو‬ ،‫املدر�سية‬ ‫ؤ�س�سة‬�‫امل‬ ‫حتتاجه‬ ‫ما‬ ‫أن‬� ‫أبرز‬�‫و‬ ،‫للمدر�سة‬
.‫التعليمية‬
‫من‬ ‫مفهومني‬ »‫واملراقبة‬ ،‫الرموز‬ ،‫الطبقات‬ « ‫كتابه‬ ‫يف‬ .Bernstein B ‫برن�شتاين‬ ‫أبدع‬�‫و‬
Familles‫الو�ضع‬ ‫على‬ ‫منبنية‬ ‫عائالت‬ ‫�سماه‬ ‫أول‬� ‫�صنف‬ ‫العائالت؛‬ ‫من‬ ‫ل�صنفني‬ ‫حتديده‬ ‫خالل‬
‫أعــــــ�ضاء‬‫ ل‬‫الـــــرمزي‬ ‫بالــــــــو�ضع‬ ‫مرتبطــــــة‬ ‫القرارات‬ ‫فيها‬ ‫تكون‬ positionnelles
Orientées vers la ‫ال�شخ�ص‬ ‫نحو‬ ‫موجهة‬ ‫عـائالت‬ ‫�سماه‬ ‫ثــــــــان‬ ‫و�صنـــــف‬ ،‫العـــــــائلة‬
‫بني‬ ‫ما‬ ‫عالقة‬ ‫إيجاد‬� ‫حاول‬ ‫كما‬ 41
،‫للفرد‬ ‫الثقايف‬ ‫بالو�ضع‬ ‫القرارات‬ ‫فيها‬ ‫وترتبط‬ personne
‫ال�سلـوكات‬ ‫أمنـاط‬� ‫يف‬ ‫ؤثـر‬�‫وتـ‬ ‫النجاح‬ ‫تنعك�س على‬ ‫التـي‬ ‫الطبقية‬ ‫والبنيات‬ ‫املعريف‬ ‫التعبري‬ ‫أمناط‬�
42
‫للفــرد‬ ‫واالجتـماعية‬ ‫املـدر�سية‬
‫ومدار�س �سو�سيولوجية‬ ‫جدد‬ ‫كال�سيكيون‬ ‫اقت�صاديون‬ ‫تبناها‬ ‫نظريات‬ ‫تطورت‬ ‫ذلك‬ ‫على‬ ‫عالوة‬
.‫للفرد‬‫امل�ستقبلية‬‫املتغريات‬‫على‬‫بل‬‫االجتماعي‬‫الو�سط‬‫أو‬� ‫بالطبقة‬‫املرتبطة‬‫املتغريات‬‫على‬‫ال‬‫ركزت‬
‫عند‬ ‫تظهر‬ ‫التي‬ ‫املفارقات‬ ‫على‬ ‫الربهنة‬ ‫حاول‬ ‫الذي‬ Boudon ‫بودون‬ ‫إدراج‬� ‫ميكن‬ ‫إطار‬‫ل‬‫ا‬ ‫هذا‬ ‫يف‬
‫عدم‬ ‫أن‬� ‫يعترب‬ ‫فهو‬ ‫االجتماعي؛‬ ‫ؤ‬�‫التكاف‬ ‫بعدم‬ ‫التعليمية‬ ‫الفر�ص‬ ‫يف‬ ‫ؤ‬�‫التكاف‬ ‫لعدم‬ ‫املف�رسة‬ ‫النظريات‬
43
.‫امل�ستقبل‬ ‫بتطلعات‬ ‫مرتبطة‬ ‫فردية‬ ‫إرادات‬� ‫نتيجة‬ ‫هو‬ ‫التعليمية‬ ‫الفر�ص‬ ‫يف‬ ‫ؤ‬�‫التكاف‬
33.‫الثقافي‬ ‫البعد‬
‫حتيل‬ ‫الرتبية‬ ‫�سو�سيولوجيا‬ ‫ونظربات‬ ،‫اخلارجية‬ ‫العوامل‬ ‫على‬ ‫حتيل‬ ‫التعلم‬ ‫نظريات‬ ‫كانت‬ ‫لئن‬
‫نظرية‬ ‫تتيحه‬ ‫ما‬ ‫وهو‬ ،44
‫الثقايف/احل�ضاري‬ ‫البعد‬ ‫ي�ستح�رضان‬ ‫ال‬ ‫إنهما‬�‫ف‬ ‫االجتماعي‬ ‫ال�سياق‬ ‫على‬
Ecole, Classe et Lutte des Classes : Une Relecture Critique de Baudelot-Establet, :‫سنيدرز‬ ‫كتاب‬ ‫	يعتبر‬39
‫وحاول‬ ،‫المؤلفين‬ ‫للهؤالء‬ ‫نقدية‬ ‫قراءة‬ ‫عنوانه‬ ‫ذلك‬ ‫على‬ ‫يدل‬ ‫كما‬ .Bourdieu-Passeron et Illitch, Paris, P.U.F. Paris, 1976
.‫االستقاللية‬ ‫من‬ ‫بنوع‬ ‫لها‬ ‫واالعتراف‬ ‫المدرسة‬ ‫إلى‬ ‫الموجه‬ ‫النقد‬ ‫على‬ ‫الرد‬ ‫فيه‬
‫دور‬ ‫تحليل‬ ‫في‬ ‫الماركسية‬ ‫النظرية‬ .L’Ecole capitaliste en France, Paris, Maspero, 1971 :‫بودلو-إستابليت‬ ‫	استوحى‬40
‫المؤسسة‬ ‫هذه‬ ‫يطبع‬ ‫ما‬ ‫هو‬ ‫االنقسام‬ ‫وأن‬ ،‫الرأسمالي‬ ‫البلد‬ ،‫فرنسا‬ ‫في‬ ‫المدرسية‬ ‫المؤسسة‬ ‫مستوى‬ ‫في‬ ‫لوحدة‬ ‫وجود‬ ‫ال‬ ‫أن‬ ‫واعتبرا‬ .‫المدرسة‬
.‫إنتاجهما‬ ‫بإعادة‬ ‫المدرسية‬ ‫المؤسسة‬ ‫تقوم‬ ،‫بروليتارية‬ ‫والثانية‬ ‫مهيمنة‬ ‫بورجوازية‬ ‫إحداهما‬ ‫ثقافتين‬ ‫بين‬ ‫المدرسية‬
.M. Cherkaoui, Sociologie de l’éducation, 1989, op. cit., p. 64 	41
Ibid. p. 60 	42
Ibid., p. 60 	43
‫الدينية‬ ‫األقليات‬ ،‫نامية‬ ‫أو‬ ‫متقدمة‬ ،‫شرقية‬ ‫أو‬ ‫غربية‬ ‫كونها‬ ‫حسب‬ ‫المجتمعات‬ ‫بين‬ ‫االختالف‬ ‫على‬ ‫الحضاري‬ ‫الثقافي‬ ‫البعد‬ ‫بهذا‬ ‫	نحيل‬44
‫الفرد‬ ‫عالقة‬ ‫على‬ ‫انعكاسا‬ ‫لها‬ ‫أن‬ ‫شك‬ ‫ال‬ ‫متباينة‬ ‫خصوصيات‬ ‫ذات‬ ‫مجتمعات‬ ‫اإلنسانية‬ ‫المجتمعات‬ ‫من‬ ‫يجعل‬ ‫بعد‬ ‫وهو‬ ،...‫والثقافية‬
131
‫وإشكاالت‬ ‫و‬ ‫قضايا‬ :‫الديداكتيك‬ ‫مفهوم‬
‫ال�سياق‬ ‫يدمج‬ ‫أ�شمل‬� ‫س‬�‫أ�سا‬� ‫على‬ ‫تقوم‬ ‫املعرفة‬ ‫نظرية‬ ‫إن‬�‫ف‬ ،‫التعلم‬ ‫عك�س نظريات‬ ‫على‬ .‫املعرفة‬
‫أما‬� .‫التعلم‬ ‫يف‬ ‫وحجمه‬ ‫ودوره‬ ‫مكانته‬ ‫ال�سياق‬ ‫لهذا‬ ‫ويعطي‬ ،‫التعلم‬ ‫فيه‬ ‫يتم‬ ‫الذي‬ ‫الثقايف/احل�ضاري‬
‫أمرا‬� ‫املعرفة‬ ‫ح�صول‬ ‫وجتعل‬ ،‫احل�ضاري‬ /‫الثقايف‬ ‫ال�سياق‬ ‫دور‬ ،‫�ضمنيا‬ ،‫تنفي‬ ‫إنها‬�‫ف‬ ‫التعلم‬ ‫نظريات‬
.‫املبا�رش والقريب‬ ‫االجتماعي‬ ‫باملحيط‬ ‫مرتبطا‬ ‫أمرا‬� ‫أو‬� ‫خال�صا‬ ‫فرديا‬
‫غايات‬ ‫يف‬ ‫املتمثل‬ ‫القيمي‬ ‫البعد‬ ‫متف�صل‬ ‫يطرحها‬ ‫التي‬ ‫ال�صعوبة‬ ‫ا�ستح�ضار‬ ‫ينبغي‬ ‫إ�شكالية‬‫ل‬‫ا‬ ‫هذه‬ ‫�ضمن‬
‫التوازن‬ ‫عدم‬ ‫أن‬� ‫ذلك‬ ،‫أداتي‬‫ل‬‫والعملي/ا‬ ‫ال�سو�سيو�سيا�سي‬ ‫البعد‬ ‫مع‬ ‫...الخ‬ ‫املجتمع‬ ،‫الرتبية‬
‫من‬ ‫واحد‬ ‫جانب‬ ‫يف‬ ‫عموما‬ ‫الرتبية‬ ‫لدور‬ ‫اختزال‬ ‫عنه‬ ‫ينتج‬ ‫قد‬ ‫املكونات‬ ‫هذه‬ ‫بني‬ ‫التمف�صل‬ ‫يف‬
.‫اجلوانب‬
‫معنى‬ ‫ذا‬ ‫الرتبية‬ ‫جمال‬ ‫يف‬ ‫وال�سو�سيولوجي‬ ‫ال�سيكولوجي‬ ‫البحث‬ ‫يكون‬ ‫لن‬ ‫إ�شكال‬‫ل‬‫ا‬ ‫هذا‬ ‫�ضوء‬ ‫يف‬
‫للرتبية‬ ‫القابلية‬ ‫ألة‬�‫س‬�‫م‬ ‫أخذ‬�‫ت‬ ‫هكذا‬ .‫العام‬ ‫مفهومها‬ ‫يف‬ ‫الثقافية‬ ‫أبعاد‬‫ل‬‫ا‬ ‫ي�ستح�رض‬ ‫�سياق‬ ‫ظل‬ ‫يف‬ ‫إال‬�
‫تقنية‬ ‫ألة‬�‫س‬�‫م‬ ‫لي�س‬ ‫فالتعلم‬ .‫واحل�ضارة‬ ‫والثقافة‬ ‫املجتمع‬ ‫بخ�صو�صية‬ ‫املرتبطة‬ ‫أي‬� ،‫املحلية‬ ‫أبعادها‬�
‫�ضمن‬ ‫تتم‬ ‫عملية‬ ‫هو‬ ‫بل‬ ،‫فارغا‬ ‫�سيكولوجيا‬ ‫لي�س بناء‬ ‫أي�ضا‬� ‫وهو‬ ،‫منبهات‬ ‫وفق‬ ‫تتم‬ ‫ب�سيطة‬ ‫آلية‬� ‫أو‬�
‫يجدي‬ ‫لن‬ ‫وهكذا‬ ،‫خا�صة‬ ‫ب�سمات‬ ‫وت�سمها‬ ‫التعلم‬ ‫عملية‬ ‫تطبع‬ ‫وذهنية‬ ‫وثقافية‬ ‫اجتماعية‬ ‫�رشوط‬
‫إال‬� ‫أخرى‬� ‫جمتمعات‬ ‫يف‬ ‫أنتجت‬� ‫التي‬ ‫وال�سو�سيولوجية‬ ‫ال�سيكولوجية‬ ‫النظريات‬ ‫وترديد‬ ‫اجرتار‬
‫الثقافية‬ ‫و�سياقاتها‬ ‫�رشوطها‬ ‫�ضمن‬ ‫التعلم‬ ‫آليات‬� ‫يف‬ ‫واحلفر‬ ‫إبداع‬‫ل‬‫ا‬ ‫ت�ستلزم‬ ‫إ�ضاءات‬� ‫ت�شكل‬ ‫ما‬ ‫بقدر‬
.‫اخلا�صة‬ ‫واحل�ضارية‬
‫والبعد‬ ‫الرتبية‬ ‫و�سو�سيولوجيا‬ ‫النمو‬ ‫ب�سيكولوجيا‬ ‫الديداكتيك‬ ‫عالقة‬ ‫حتليل‬ ‫من‬ ‫أة‬�‫امل�ستقر‬ ‫اخلال�صة‬
‫و�سو�سيولوجية‬‫�سيكولوجية‬‫نظريات‬‫ظل‬‫يف‬‫إال‬� ‫الديداكتيكي‬‫للتدخل‬‫معنى‬‫هناك‬‫يكون‬‫لن‬‫أنه‬� ‫الثقايف‬
.‫وال�سو�سيولوجية‬ ‫ال�سيكولوجية‬ ‫وبع�ض النظريات‬ ‫الديداكتيك‬ ‫بني‬ ‫املفارقة‬ ‫هنا‬ ‫ومن‬ .‫معينة‬
‫والتوجه‬ ‫العام‬ ‫البيداغوجي‬ ‫التوجه‬ ‫بين‬ ‫الديداكتيك‬
.‫الخاص‬ ‫اإلبستمولوجي‬
‫البالد‬ ‫يف‬ ‫انبثقت‬ ‫عاما‬ ‫بيداغوجيا‬ ‫توجها‬ ‫باعتبارها‬ ‫أهداف‬‫ل‬‫ا‬ ‫بيداغوجيا‬ ‫أن‬� ‫املعروف‬ ‫من‬
‫النظري‬ ‫باملرتكز‬ ‫التذكري‬ ‫إىل‬� ‫نحتاج‬ ‫ال‬ ‫وقد‬ ،‫الفرانكفونية‬ ‫البالد‬ ‫إىل‬� ‫ومنها‬ ،‫االجنلو�ساك�سونية‬
‫لهذه‬ ‫والعملي‬ ‫أ�سا�س العام‬‫ل‬‫ا‬ ‫على‬ ‫عالوة‬ ‫ال�سلوكية‬ ‫املدر�سة‬ ‫يف‬ ‫املتمثل‬ ‫البيداغوجيا‬ ‫لهذه‬ ‫ال�سيكولوجي‬
 ‫أ�سا�س‬‫ل‬‫ا‬ ‫ال�سمة‬ ‫ڤيرب‬ ‫ماك�س‬ ‫اعتربها‬ ‫التي‬ ،rationnalisation ‫العقلنة‬ ‫يف‬ ‫واملتمثل‬ ‫البيداغوجيا‬
‫املجال‬ ‫يف‬ ‫جلية‬ ‫ب�صورة‬ ‫ات�ضحت‬ ‫والتي‬ ،‫احلديثة‬ ‫الع�صور‬ ‫بداية‬ ‫منذ‬ ‫الغربية‬ ‫املجتمعات‬ ‫ميزت‬ ‫التي‬
.‫االقت�صادي‬
.‫وغيرها‬ ‫السلوكات‬ ‫ومختلف‬ ‫والتمثالت‬ ‫التصورات‬ ‫وعلى‬ ‫بالمعرفة‬
2015 ‫يونيو‬ – ‫اجلديدة‬ ‫ال�سل�سلة‬ – 7  ‫العدد‬ ‫الرتبية‬ ‫علوم‬ ‫كلية‬ ‫جملة‬ ‫التدريس‬
132
،‫البيداغوجية‬‫املمار�سة‬‫م�ستوى‬‫على‬‫أو‬� ‫التنظري‬‫م�ستوى‬‫على‬‫إن‬� ،‫البيداغوجيا‬‫هذه‬‫�سريورة‬‫تزامنت‬
‫فيها‬ ‫تكون‬ ‫فكرية‬ ‫لريا�ضة‬ ‫أكرب‬‫ل‬‫ا‬ ‫الدور‬ ‫إعطاء‬� ‫�رضورة‬ ‫ترى‬ ‫عامة‬ ‫بيداغوجية‬ ‫نظرة‬ ‫تطور‬ ‫مع‬
‫جميع‬ ‫تخرتق‬ ‫قد‬ ‫وقدرات‬ ‫مهارات‬ ‫على‬ ‫اال�شتغال‬ ‫يتم‬ ‫أنه‬� ‫أي‬� ،‫ثانوي‬ ‫دور‬ ‫ذات‬ ‫املحتويات‬
‫هذه‬ ‫إبراز‬� ‫على‬ ‫م�ساعد‬ ‫عامل‬ ‫�سوى‬ ،‫الدرا�سية‬ ‫املواد‬ ‫أي‬� ،‫أخرية‬‫ل‬‫ا‬ ‫تكون‬ ‫ال‬ ‫بل‬ ،‫الدرا�سية‬ ‫املواد‬
.‫القدرات‬
:‫البيداغوجية‬ ‫بامل�صنفات‬ ‫�سمي‬ ‫ما‬ ‫إدراج‬� ‫ميكن‬ ‫ال�سياق‬ ‫هذا‬ ‫يف‬
––‫العقلي»؛‬ ‫،»املجال‬Bloom ‫بلوم‬
––‫ال�سو�سيووجداين»؛‬ ‫،»املجال‬Krathwool ‫كراثوول‬
––45
.)..»‫حركي‬ ‫احل�سي‬ ‫.،»املجال‬Simpson ‫�سمب�سون‬
‫حال‬ ‫اعترب‬ ‫بل‬ ‫فح�سب‬ ‫امل�صنفات‬ ‫لغة‬ ‫مع‬ ‫من�سجما‬ ‫يكن‬ ‫مل‬ ‫العام‬ ‫البيداغوجي‬ ‫املنظور‬ ‫هذا‬ ‫أن‬� ‫وال�شك‬
.‫املعرفية‬ ‫احلقول‬ ‫جميع‬ ‫تعرفه‬ ‫أ�صبحت‬� ‫والذي‬ ‫املعرفة‬ ‫انفجار‬ ‫مل�شكل‬ ‫أي�ضا‬�
‫حيث‬ ،‫أ�سمالية‬�‫الر‬ ‫البلدان‬ ‫يف‬ ‫العمل‬ ‫وتنظيم‬ ‫إنتاج‬‫ل‬‫ا‬ ‫نظام‬ ‫مع‬ ‫مت�ساوقا‬ ‫البيداغوجي‬ ‫التطور‬ ‫هذا‬ ‫كان‬
‫التكوين‬ ‫من‬ ‫خا�صا‬ ‫نوعا‬ ‫يتطلبان‬ ‫والتنظيم‬ ‫النظام‬ ‫هذا‬ ‫وكان‬ .‫أوجها‬� ‫بلغت‬ ‫قد‬ ‫الطايلورية‬ ‫كانت‬
‫فال‬ .‫ودقيقة‬ ‫حمددة‬ ‫أهداف‬� ‫وفق‬ ‫امل�صاغة‬ ‫وامل�ضبوطة‬ ‫الدقيقة‬ ‫إجنازات‬‫ل‬‫ا‬ ‫يف‬ ‫التحكم‬ ‫على‬ ‫يرتكز‬
... ‫ال�سلوكات‬ ،‫إجنازات‬‫ل‬‫ا‬ :‫مثل‬ ‫مفاهيم‬ ‫انت�شار‬ ‫التحوالت‬ ‫هذه‬ ‫مع‬ ‫ن�شـهد‬ ‫أن‬� ‫غرابة‬
‫االجتماعي‬‫للواقع‬‫واملالحظني‬‫ال�سو�سيولوجيني‬‫من‬‫عدد‬«،20‫القرن‬‫من‬‫ال�ستينات‬‫خالل‬،‫و�سجل‬
‫والتوا�صل‬‫التدبري‬‫يف‬‫جديدة‬‫طرق‬‫وبروز‬‫الطايلورية‬‫نهاية‬:‫حت�صل‬‫كانت‬‫التي‬‫املهنية‬‫الطفرة‬‫أهمية‬�
‫منوذج‬ ‫على‬ ‫مرتكز‬ ‫مهني‬ ‫تكوين‬ ‫بت�صور‬ ‫ذلك‬ ‫كل‬ ‫ي�سمح‬ ‫يعد‬ ‫ومل‬ .‫االقت�صادية‬ ‫التحوالت‬ ‫وت�سارع‬
‫عنوان‬ ‫هي‬ ‫التكيف‬ ‫كلمة‬ ‫أ�صبحت‬�‫و‬ ...‫التقنية‬ ‫إجنازات‬‫ل‬‫ا‬ ‫يف‬ ‫التحكم‬ ‫أجل‬� ‫من‬ ‫�صارم‬ ‫إ�رشاطي‬�
‫الرتكيز‬ ‫أ�صبح‬� ‫كما‬ ،‫أ�شمل‬� ‫أهداف‬� ‫وفق‬ ‫أ�شخا�ص‬‫ل‬‫ا‬ ‫تكوين‬ ‫ينبغي‬ ‫أنه‬� ‫على‬ ‫أكيد‬�‫الت‬ ‫أ‬�‫وبد‬ ،‫املرحلة‬
‫ي�سمى‬ ‫مما‬ ‫اال�ستفادة‬ ‫من‬ ‫ميكنهم‬ ‫عام‬ ‫أ�سا�سي‬� ‫تكوين‬ ‫على‬ ‫أ�شخا�ص‬‫ل‬‫ا‬ ‫يتوفر‬ ‫أن‬� ‫املهم‬ ‫من‬ ‫أنه‬� ‫على‬
‫ا�شتغاال‬ ‫باعتبارها‬ ‫القدرات‬ ‫عن‬ ‫احلديث‬ ‫أ‬�‫بد‬ ‫وهكذا‬ .‫امل�ستمر‬ ‫التكوين‬ ‫يتيحها‬ ‫التي‬ ‫الثانية‬ ‫الفر�صة‬
‫بالكفايات‬ ‫املقاربة‬ ‫إىل‬� ‫أهداف‬‫ل‬‫ا‬ ‫بيداغوجيا‬ ‫من‬ ‫التحول‬ ‫�صلب‬ ‫هو‬ ‫هذا‬ .46
»‫خمتلفة‬ ‫و�ضعيات‬ ‫يف‬ ‫ذهنيا‬
‫يف‬ ...‫والكفايات‬ ‫القدرات‬ ‫مفاهـيم‬ ‫أخـذت‬� ‫حـيث‬ ،‫أهداف‬‫ل‬‫ا‬ ‫لبيداغوجيا‬ ‫الثاين‬ ‫باجليل‬ ‫نعتت‬ ‫التي‬
.‫االنـت�شار‬
‫من‬ ‫الظهور‬ ‫إىل‬� ،‫العامة‬ ‫البيداغوجيا‬ ‫جتاهلته‬ ‫الذي‬ ‫الدرا�سي‬ ‫املحتوى‬ ‫إ�شكال‬� ،‫إ�شكال‬‫ل‬‫ا‬ ‫هذا‬ ‫يعود‬
‫لمصنفات‬ ‫العام‬ ‫المضمون‬ ‫على‬ ‫االطالع‬ ‫ويمكن‬ ،‫مجال‬ ‫لكل‬ ‫بالنسبة‬ ‫كثر‬ ‫مساهمين‬ ‫هناك‬ ‫أن‬ ‫على‬ ،‫المشهورة‬ ‫هي‬ ‫الثالثة‬ ‫النماذج‬ ‫	هذه‬45
C. Birzea Rendre opérationnel les objectifs péda�   : ‫لبيرزيا‬ ‫البيداغوجية‬ ‫األهداف‬ ‫أجرأة‬ ‫كتاب‬ ‫في‬ ‫المساهمين‬ ‫هؤالء‬
gogiques, P.U.F. 1979, pp. 200-209
M. Develay Ph. Meirieu, Emile, reviens vite, ils sont devenus fous. op. cit., p. 138 	46
133
‫وإشكاالت‬ ‫و‬ ‫قضايا‬ :‫الديداكتيك‬ ‫مفهوم‬
‫إ�شكالية‬‫ل‬‫ا‬ ‫بال�صيغة‬ ‫ال�صناعية‬ ‫املجتمعات‬ ‫يف‬ ‫والديداكتيكية‬ ‫البيداغوجية‬ ‫النقا�شات‬ ‫�سياق‬ ‫يف‬ ‫جديد‬
‫للتعلم؟‬ ‫وقابلة‬ ،‫حمتوى‬ ‫كل‬ ‫عن‬ ‫جمردة‬ ‫منطقية‬ ‫وعمليات‬ ‫مناهج‬ ‫توجد‬ ‫هل‬ :‫التالية‬
)‫املا�ضي‬ ‫القرن‬ ‫(من‬ ‫ال�سبعينات‬ ‫منذ‬ ‫جرت‬ ‫جتارب‬ ‫إىل‬� ‫إ�شارة‬‫ل‬‫ا‬ ‫من‬ ،‫إ�شكال‬‫ل‬‫ا‬ ‫هذا‬ ‫لتحليل‬ ،‫البد‬
.‫فرن�سا‬ ‫يف‬ ‫بع�ضها‬ ‫جرى‬ ،‫خا�صة‬ ‫�سياقات‬ ‫ويف‬ ‫أهداف‬‫ ل‬‫كانت‬ ‫إن‬�‫و‬ ،‫إ�شكال‬‫ل‬‫نف�س ا‬ ‫حول‬ ‫دارت‬
47
.....‫املعرفية‬ ‫ال�سياقات‬ ‫خارج‬ ‫خال�ص‬ ‫منهجي‬ ‫تعلم‬ ‫إيجاد‬� ‫إىل‬� ‫تطمح‬ ‫التجارب‬ ‫هذه‬ ‫كانت‬
‫الثالثينيات‬ ‫يف‬ ‫ڤيكوت�سكي‬ ‫طرحه‬ ‫فقد‬ ،‫ال�سبعينات‬ ‫لي�س وليد‬ ‫أنه‬� ‫كما‬ ،‫جديدا‬ ‫إ�شكاال‬� ‫س‬�‫لي‬ ‫أنه‬� ‫الواقع‬
‫معرفة‬ ‫�سياق‬ ‫يف‬ ‫إال‬� ‫وفكرية‬ ‫ومنهجية‬ ‫منطقية‬ ‫عمليات‬ ‫توجد‬ ‫ال‬ ‫أنه‬� ‫إىل‬� ‫وانتهى‬ ،‫الع�رشين‬ ‫القرن‬ ‫من‬
،‫فالتعلم‬ .‫به‬ ‫ارتبطت‬ ‫خا�صة‬ ‫مفاهيمية‬ ‫لغة‬ ‫املجال‬ ‫هذا‬ ‫يف‬ ‫أنتج‬� ‫وقد‬ .‫ما‬ ‫حمتوى‬ ‫إطار‬� ‫يف‬ ‫أي‬� ،‫ما‬
A p ‫�سيـاقياـ‬ ‫أو‬� ‫حمليا‬ ‫تعلما‬ ‫و�سماه‬ ،‫ما‬ ‫معرفة‬ ‫�سياق‬ ‫يف‬ ‫إال‬� ‫يكون‬ ‫أن‬� ‫ميكن‬ ‫ال‬ ،‫ڤيكوت�سكي‬ ‫يف نظر‬É
‫على‬ ‫وللرد‬ 48
.‫بــه‬ ‫املـرتـبط‬ ‫املعـريف‬ ‫ال�سـياق‬ ‫عن‬ ‫ف�صـله‬ ‫يـمكن‬ ‫ال‬ ‫أنــه‬� ‫أي‬� ،prentissage local
‫ؤكد‬�‫ي‬ ‫ممكن‬ ‫أمر‬� ‫املعرفية‬ ‫الو�ضعيات‬ ‫خمتلف‬ ‫يف‬ ‫توظف‬ ‫التي‬ ‫العامة‬ ‫القدرات‬ ‫تعلم‬ ‫أن‬� ‫يعتربون‬ ‫من‬
،‫املعرفية‬ ‫بع�ض احلقول‬ ‫فيها‬ ‫ت�شرتك‬ ‫قد‬ 49
Micro-expertises‫�صغرى‬ ‫قدرات‬ ‫هو‬ ‫يوجد‬ ‫ما‬ ‫أن‬�
‫يف‬ ،‫أمر‬‫ل‬‫ا‬ ‫أن‬� ‫إال‬� ،‫آخر‬� ‫إىل‬� ‫جمال‬ ‫من‬ ‫القدرات‬ ‫نقل‬ ‫ميكن‬ ‫ال�صغرى‬ ‫القدرات‬ ‫هذه‬ ‫تتوفر‬ ‫حينما‬ ‫إذ‬�
.‫�سابقا‬ ‫تو�ضيحه‬ ‫مت‬ ‫الذي‬ ‫باملفهوم‬ ‫عامة‬ ‫قدرات‬ ‫وجود‬ ‫يعني‬ ‫ال‬ ،‫نظره‬
‫االطالع‬‫يكفي‬.‫الفكرة‬‫هذه‬‫لتدعم‬،‫أ�سا�س‬‫ل‬‫با‬‫جتريبية‬‫وهي‬،‫املعا�رصة‬‫بع�ض التجارب‬‫جاءت‬‫وقد‬
‫املحتوى‬ ‫دور‬ ‫أكد‬�‫ليت‬ 50
‫دفوالي‬ ‫كتاب‬ ‫يف‬ »J. Francois ‫فران�سوا‬ ‫جان‬ « ‫با�سم‬ ‫امل�سماة‬ ‫التجربة‬ ‫على‬
.‫التعلم‬ ‫بناء‬ ‫يف‬
‫املعريف‬ ‫املحتوى‬ ‫أي‬� ،‫والتخ�ص�ص‬ ‫املادة‬ ‫منطق‬ ‫على‬ ‫يحيل‬ ‫الذي‬ ،‫االب�ستمولوجي‬ ‫التوجه‬ ‫إن‬�‫ف‬ ‫هكذا‬
‫مو�ضة‬ ‫نتيجة‬ ‫أنه‬� ‫أو‬� ‫مبح�ض ال�صدفة‬ ‫يكن‬ ‫مل‬ ‫الديداكتيك‬ ‫جمال‬ ‫يخرتق‬ ‫والذي‬ ،‫للمادة‬ ‫واملنهجي‬
‫ذلك‬ ‫من‬ ‫أكرث‬�‫و‬ ،‫وا�ضحة‬ ‫وفل�سفية‬ ‫علمية‬ ‫جذور‬ ‫ذو‬ ‫ومعريف‬ ‫نظري‬ ‫موقف‬ ‫إنه‬� ‫بل‬ ،‫ومعرفية‬ ‫علمية‬
.Ibid., p. 146 	47
»‫األدواتية‬ ‫التقوية‬ ‫«برنامج‬ ‫و‬ »Ateliers de raisonnement logique« »‫المنطقي‬ ‫التفكير‬ ‫«ورشات‬ ‫بـــ‬ ‫سمي‬ ‫ما‬ ‫ذلك‬ ‫على‬ ‫	كمثال‬
»Programme d’enrichissement instrumental«
Ibid., pp. 151 et 155 	48
‫توضيحه‬ ‫وسيتم‬ ).Zone proximal de développement (Z. P. D‫األقصى‬ ‫النمو‬ ‫بنطاق‬ ‫سمي‬ ‫ما‬ ‫السياق‬ ‫هذا‬ ‫في‬ ‫ڤيكوتسكي‬ ‫	طور‬
.‫الصفحات‬ ‫من‬ ‫يلي‬ ‫فيما‬
M. Develay Ph. Meirieu, Emile, reviens vite, ils sont devenus fous. op. cit, p. 152 	49
,.pp. 153, 154 . Ibid 	50
De l’apprentissage à l’enseignement 1992 : ‫كتاب‬ ‫في‬ ‫بتفصيل‬ ‫التجربة‬ ‫هذه‬ ‫دوفالي‬ ‫ناقش‬ ‫	وقد‬
‫الفصل‬ ‫أساتذة‬ ‫قرر‬ ‫والرياضيات‬ ‫الفرنسية‬ ‫اللغة‬ ‫مادتي‬ ‫في‬ ‫التعلم‬ ‫في‬ ‫مشاكل‬ ‫من‬ ‫عانى‬ ‫أن‬ ‫بعد‬ ،‫الذي‬ ‫الطفل‬ ‫اسم‬ ‫التجربة‬ ‫هذه‬ ‫	وتحمل‬
Participe passé ‫المفعول‬ ‫اسم‬ ‫ربط‬ ‫على‬ ،‫الفرنسية‬ ‫اللغة‬ ‫مادة‬ ‫في‬ ،‫قادر‬ ‫غير‬ ‫الطفل‬ ‫هذا‬ ‫كان‬ ‫فقد‬ ‫وضعيته؛‬ ‫بشأن‬ ‫للتداول‬ ‫االجتماع‬
‫التعدية‬ ‫يستوعب‬ ‫لم‬ ‫كما‬ .‫التقيتهم‬ ‫الذين‬ ‫األصدقاء‬ ‫/أعرف‬ Je connais les amis que tu as rencontrés :‫مثل‬ ‫من‬ ‫الجملة‬ ‫في‬
‫والخاصية‬ ‫البنية‬ ‫نفس‬ ‫من‬ ‫تمارين‬ ‫في‬ ‫توفق‬ ‫ولكنه‬ ،) a=c ‫فإن‬ b=c‫و‬ a=b ‫كانت‬ ‫إذا‬ ( :‫حالة‬ ‫مثل‬ ‫من‬ :‫الرياضيات‬ ‫في‬ Transitivité
Fau�‫الدخلة‬ ‫طائر‬ ‫تكاثر‬ ‫إلى‬ ‫يؤدي‬ Buses ‫السقاةو‬ ‫طائر‬ ‫تدمير‬ ‫(إن‬ :‫مثل‬ ‫الغذائية‬ ‫الدورة‬ ‫تنظيم‬ ‫وتهم‬ ،‫واألرض‬ ‫الحياة‬ ‫علوم‬ ‫مادة‬ ‫في‬‫ة‬
‫اإلضرار‬ ‫من‬ ،‫يقتنصها‬ ‫من‬ ‫غياب‬ ‫في‬ ،Pucerons ‫األرقة‬ ‫حشرة‬ ‫تتمكن‬ ‫وبذلك‬ ،Araignées‫العناكب‬ ‫بدورهم‬ ‫يقتلوا‬ ‫لن‬ ‫حيث‬ vettes
.‫بالتفاح‬
2015 ‫يونيو‬ – ‫اجلديدة‬ ‫ال�سل�سلة‬ – 7  ‫العدد‬ ‫الرتبية‬ ‫علوم‬ ‫كلية‬ ‫جملة‬ ‫التدريس‬
134
 ‫أ�سا�س‬‫ل‬‫با‬ ‫إبي�ستمولوجي‬� ‫موقف‬ ‫هو‬ ‫إذن‬� ‫الديداكتيكي‬ ‫فاملوقف‬ .‫جتريبيا‬ ‫أ�صيله‬�‫ت‬ ‫حماولة‬ ‫كانت‬ ‫فقد‬
.‫وجتريبيا‬ ‫نظريا‬ ‫أ�صل‬�‫مت‬ ‫موقف‬ ‫وهو‬ ،‫عاما‬ ‫بيداغوجيا‬ ‫ولي�س موقفا‬
‫إىل‬� ‫املوجه‬ ‫النقد‬ ‫عرب‬ ‫توا�صل‬ ‫بل‬ ‫احلد‬ ‫هذا‬ ‫عند‬ ‫يتوقف‬ ‫مل‬ ‫املحتوى‬ ‫إ�شكالية‬� ‫النقا�ش حول‬ ‫أن‬� ‫الواقع‬
‫يف‬ ،‫املحتويات‬ ‫أن‬�‫ب‬ ‫البع�ض يرى‬ ‫أن‬� ‫ذلك‬ ،‫نف�سه‬ ‫الدرا�سية‬ ‫باملواد‬ ‫اخلا�ص‬ ‫الديداكتيكي‬ ‫املنظور‬
51
Formater ‫املعلومات‬ ‫ال�ستقبال‬ ‫رقمي‬ ‫حامل‬ ‫تهييء‬ ‫ي�شبه‬ ‫مبا‬ ‫تقوم‬ ،‫احلالية‬ ‫التعلمية‬ ‫التجارب‬
.‫إبداع‬‫ل‬‫ا‬ ‫لهذا‬ ‫الكابح‬ ‫دور‬ ‫املحتويات‬ ‫تلعب‬ ‫وبذلك‬ ،‫إبداعية‬‫ل‬‫ا‬ ‫املتعلم‬ ‫إمكانيات‬� ‫من‬ ‫بذلك‬ ‫فتحد‬
‫املحتويات‬‫على‬‫تركيزها‬‫فرط‬‫من‬‫املدر�سية‬‫الثقافة‬‫أزمة‬� ‫عن‬‫آخر‬‫ل‬‫البع�ض ا‬‫يتحدث‬‫ذلك‬‫على‬‫عالوة‬
‫معينة‬ ‫�سياقات‬ ‫يف‬ ‫تنتج‬ ‫علوم‬ ‫هي‬ ‫مبا‬ ‫أكادمييا؛‬� ‫ؤ�س�سة‬�‫امل‬ ‫العلوم‬ ‫على‬ ‫م�رشوعيتها‬ ‫يف‬ ‫ت�ستند‬ ‫التي‬
‫التفكري‬ ‫يف‬ ‫أوال‬� ‫بجذورها‬ ‫املدر�سية‬ ‫الثقافة‬ ‫أزمة‬� ‫ت�رضب‬ .‫بها‬ ‫خا�صة‬ ‫وا�سرتاتيجيات‬ ‫أهداف‬� ‫ووفق‬
‫ال�صدد؛‬ ‫هذا‬ ‫يف‬ ‫اجتاهان‬ ‫يتبلور‬ ‫حيث‬ ،‫الدرا�سية‬ ‫املواد‬ ‫على‬ ‫املرتكز‬ ‫التعلم‬ ‫انتقد‬ ‫الذي‬ ‫البيداغوجي‬
‫ويدعو‬ ‫التوجه‬ ‫يعار�ض هذا‬ ‫آخر‬‫ل‬‫وا‬ ،‫الدرا�سية‬ ‫املواد‬ ‫إىل‬� ‫التدري�س ا�ستنادا‬ ‫تنظيم‬ ‫عن‬ ‫يدافع‬ ‫أحدهما‬�
‫املعارف‬ ‫مترير‬ ‫أزمة‬� ‫يف‬ ‫ثانيا‬ ‫وتتج�سد‬ ‫املتعلمني؛‬ ‫ومتطلبات‬ ‫التعلم‬ ‫�رضورات‬ ‫إىل‬� ‫اال�ستناد‬ ‫إىل‬�
‫يقع‬ ‫ذلك‬ ‫على‬ ‫عالوة‬ .‫ؤل‬�‫ت�سا‬ ‫مو�ضع‬ ‫املعرفة‬ ‫مو�ضوعات‬ ‫تغري‬ ‫عدم‬ ‫و�ضع‬ ‫عن‬ ‫بدورها‬ ‫الناجتة‬
‫بناء‬ ‫أن‬� ‫إىل‬� ‫للخلو�ص‬ ‫تقادمها‬ ‫و�رسعة‬ ‫احلالية‬ ‫املعارف‬ ‫فيه‬ ‫ت�سري‬ ‫الذي‬ ‫التعقيد‬ ‫خا�صية‬ ‫على‬ ‫إحلاح‬‫ل‬‫ا‬
‫يف‬ ‫أخريا‬� ‫وتتمثل‬ .‫بينها‬ ‫التقاطع‬ ‫يف‬ ‫بل‬ ‫الدرا�سية‬ ‫املواد‬ ‫إطار‬� ‫يف‬ ‫يتم‬ ‫أن‬� ‫ميكن‬ ‫ال‬ ‫امل�ستعر�ضة‬ ‫الكفايات‬
‫�صارت‬ ‫الدرا�سية‬ ‫املواد‬ ‫إىل‬� ‫ا�ستنادا‬ ‫امل�ستقبل‬ ‫مواطني‬ ‫باعتبارهم‬ ‫املتعلمني‬ ‫قدرات‬ ‫بناء‬ ‫إمكانية‬� ‫كون‬
52
.‫ونقد‬ ‫ؤل‬�‫ت�سا‬ ‫مو�ضع‬
‫ي�شري‬ ،Legendre‫لوجوندر‬ ‫إىل‬� ‫وا�ستنادا‬ ،‫إ�شكال‬‫ل‬‫ا‬ ‫لهذا‬ ‫حتليله‬ ‫�سياق‬ ‫يف‬ ‫الدريج‬ ‫حممد‬ ‫أن‬� ‫على‬
‫جمموع‬ ‫على‬ ‫نتائجها‬ ‫وخال�صة‬ ‫مبادئها‬ ‫تطبيق‬ ‫إىل‬� ‫ت�سعى‬ ‫التي‬ ‫العامة‬ ‫الديداكتيك‬ « ‫بني‬ ‫التمييز‬ ‫إىل‬�
‫مبختلف‬ ‫ارتباطها‬ ‫التدري�س يف‬ ‫عملية‬ ‫بتخطيط‬ ‫تهتم‬ ‫التي‬ ‫اخلا�صة‬ ‫والديداكتيك‬ ... ‫التعليمية‬ ‫املواد‬
53
»‫الدرا�سية‬ ‫املواد‬
:‫بعدين‬ ‫من‬ ‫انطالقا‬ ‫تتم‬ ‫إمنا‬� ‫التعليمية‬ ‫املادة‬ ‫درا�سة‬ « ‫أن‬� ‫إىل‬� ‫يخل�ص‬ ‫وبذلك‬
––‫ومناهج‬ ‫ومنطقها‬ ‫وبنيتها‬ ‫طبيعتها‬ ‫حيث‬ ‫من‬ ،‫ذاتها‬ ‫حد‬ ‫يف‬ ‫باملادة‬ ‫يتعلق‬ ‫إبي�ستمولوجي‬� ‫بعد‬
.‫درا�ستها‬
51	B. Donnadieu, M.Genthon, M. Vial, Les théories de l’apprentissage. Quel usage pour les cadres de
santé ? 1998, Inter Editions, Masson, Paris p.63.
52	Hervé Boillot, « La crise de la culture scolaire comme crise de l’institution scolaire et du système
d’enseignement.», In François Jacques-Francillon, Denis Kambouchner, (Sous dir.), La crise de la
culture scolaire. Origines, interprétations, perspectives. P. U. F. Paris, 2005, p. 160-161.
.18 .‫ص‬ ،2011 ،‫الدريج‬ ‫محمد‬ 	53
135
‫وإشكاالت‬ ‫و‬ ‫قضايا‬ :‫الديداكتيك‬ ‫مفهوم‬
––54
».‫تعلمها‬ ‫ومب�شاكل‬ ‫املادة‬ ‫هذه‬ ‫أ�سا�س بتعليم‬‫ل‬‫با‬ ‫مرتبط‬ ‫تربوي‬ ‫بعد‬
‫أنه‬‫ ل‬‫لي�س ب�سيطا‬ ‫العام‬ ‫والبيداغوجي‬ ‫اخلا�ص‬ ‫الديداكتيكي‬ ‫التوجه‬ ‫النقا�ش بني‬ ‫أن‬� ‫القول‬ ‫خال�صة‬
‫يكون‬ ‫ال‬ ‫املعرفة‬ ‫ودور‬ ‫املحتوى‬ ‫إ�شكالية‬�‫ب‬ ‫الديداكتيكي‬ ‫فاهتمام‬ ،‫بينهما‬ ‫فا�صل‬ ‫حد‬ ‫و�ضع‬ ‫ي�ستحيل‬
‫احلالة‬ ‫على‬ ‫ينطبق‬ ‫أمر‬‫ل‬‫ونف�س ا‬ ،‫املدر�س والتلميذ‬ ‫بني‬ ‫التفاعل‬ ‫االعتبار‬ ‫بعني‬ ‫أخذ‬‫ل‬‫ا‬ ‫دون‬ ‫معنى‬ ‫له‬
55
.‫املعاك�سة‬
‫عملية‬ ‫تعقيد‬ ‫على‬ ‫واالنفتاح‬ ‫التب�سيط‬ ‫أزق‬�‫م‬ ‫جتاوز‬ : ‫الديداكتيكية‬ ‫املقاربة‬ ‫إىل‬� ‫التعلم‬ ‫نظريات‬ ‫من‬
. ‫التعلم‬
‫النظريات‬ ‫من‬ ‫جمموعات‬ ‫أربع‬� ‫أو‬� ‫مقاربات‬ ‫أربع‬� ‫بني‬ ،‫التعلم‬ ‫نظريات‬ ‫يخ�ص‬ ‫فيما‬ ،‫التمييز‬ ‫ميكن‬
:‫الديداكتيكية‬ ‫املقاربة‬ ‫�ضمنها‬ ‫تدخل‬
11.‫السلوكية‬
‫درا�سة‬‫على‬‫ركزت‬‫وقد‬.‫املربمج‬‫والتعليم‬‫أهداف‬‫ل‬‫ا‬‫لبيداغوجيا‬‫ال�سيكولوجي‬‫النظري‬‫أ�صل‬‫ل‬‫ا‬‫وهي‬
‫ي�سمى‬ ‫ما‬ ‫إىل‬� ‫النظرية‬ ‫هذه‬ ‫وت�ستند‬ .‫املالحظ‬ ‫ال�سلوك‬ ‫وهي‬ ،‫الوا�ضحة‬ ‫مظاهره‬ ‫خالل‬ ‫من‬ ‫التعلم‬
‫واجتاهاتها‬ ‫تفريعاتها‬ ‫لها‬ ‫النظرية‬ ‫هذه‬ ‫أن‬� ‫من‬ ‫الرغم‬ ‫وعلى‬ .‫والتعزيز‬ ‫التكيف‬ ‫أي‬�‫ومبد‬ ‫إ�رشاط‬‫ل‬‫با‬
‫العــــالقة‬ ‫هــذه‬ ،‫وا�ستــجابة‬ ‫منبه‬ ‫بني‬ ‫للعالقة‬ ‫نتيجة‬ ‫التعلم‬ ‫تعترب‬ ‫أنها‬� ،‫إيجاز‬�‫ب‬ ،‫القول‬ ‫ميكن‬ ‫إنه‬�‫ف‬
.56
‫للمنـبه‬ ‫واملنـا�سب‬ ‫أجـدى‬‫ل‬‫ا‬ ‫ال�سلـوك‬ ‫باختـــيار‬ ‫حمـيطه‬ ‫مـع‬ ‫الفـرد‬ ‫تكيـف‬ ‫علـى‬ ‫تعــمل‬ ‫التي‬ ‫هي‬
،‫الغرب‬ ‫يف‬ ‫احلياة‬ ‫مناحي‬ ‫خمتلف‬ ‫غزت‬ ‫التي‬ ‫العقلنة‬ ‫�سياق‬ ‫يف‬ ‫ح�صل‬ ‫هذا‬ ‫أن‬� ‫نالحظ‬ ‫أن‬� ‫من‬ ‫البد‬
.‫والتعليمي‬ ‫الرتبوي‬ ‫املجال‬ ‫تدخل‬ ‫أن‬� ‫البد‬ ‫وكان‬
‫فقد‬ .‫التعلم‬ ‫ألة‬�‫س‬�‫مل‬ ‫كبريين‬ ‫وتب�سيط‬ ‫اختزال‬ ‫إىل‬� ‫انتهت‬ ‫النظرية‬ ‫هذه‬ ‫إن‬�‫ف‬ ،‫ذلك‬ ‫من‬ ‫الرغم‬ ‫وعلى‬
‫منفعال‬ ‫بل‬ ،‫حميطه‬ ‫مع‬ ‫متفاعل‬ ‫وغري‬ ،‫غائيته‬ ‫عن‬ ‫جمردا‬ ،‫النظرية‬ ‫هذه‬ ‫�ضمن‬ ،‫للفرد‬ ‫ينظر‬ ‫أ�صبح‬�
‫املعرفيني‬ ‫ال�سيكولوجيني‬ ‫جعلت‬ ‫التي‬ ‫الدوافع‬ ‫بني‬ ‫من‬ ‫هذا‬ ‫كان‬ ‫وقد‬ .‫اخلارجية‬ ‫للمنبهات‬ ‫آيل‬� ‫ب�شكل‬
.‫املعقدة‬ ‫�سريورته‬ ‫يف‬ ‫التعلم‬ ‫آليات‬� ‫عن‬ ‫الك�شف‬ ‫أمل‬� ‫يف‬ ‫اجتاهاتهم‬ ‫يطورون‬
22.‫المعرفية‬ ‫السيكولوجيا‬
‫عليه‬ ‫ا�صطلح‬ ‫ما‬ ‫�شفرة‬ ‫فك‬ ‫حاولوا‬ ‫إذ‬� ،‫ال�سلوكيون‬ ‫انتهى‬ ‫حيث‬ ‫من‬ ‫املعرفيون‬ ‫ال�سيكولوجيون‬ ‫أ‬�‫ابتد‬
،‫ال�سلوكية‬ ‫بها‬ ‫اهتمت‬ ‫التي‬ ‫الظاهرية‬ ‫بال�سلوكات‬ ‫االكتفاء‬ ‫عدم‬ ‫يعني‬ ‫ما‬ ‫وهو‬ ،‫ال�سوداء‬ ‫بالعلبة‬
.19 .‫ص‬ ،‫المرجع‬ ‫نفس‬ 	54
55	Philippe Jonnaert, Suzanne Laurin. (Sous dir.) Les didactiques des disciplines. Un Débat contempo-
rain, Presses de l’Université du Québc, 2001, p. 4.
56	 B. Donnadieu, M.Genthon, M. Vial, Les théories de l’apprentissage. Op. cit., , p. 41.
Didactique
Didactique
Didactique
Didactique
Didactique
Didactique
Didactique
Didactique

More Related Content

What's hot

كتيب تقويم التعلم النشط 6
كتيب تقويم التعلم النشط 6كتيب تقويم التعلم النشط 6
كتيب تقويم التعلم النشط 6سهى عسيلان
 
استراتيجيات التعلم النشط 4
استراتيجيات التعلم النشط 4استراتيجيات التعلم النشط 4
استراتيجيات التعلم النشط 4سهى عسيلان
 
ppt التأمل المهني للتدريس الفعال
 ppt التأمل المهني للتدريس الفعال ppt التأمل المهني للتدريس الفعال
ppt التأمل المهني للتدريس الفعالOmayma Abdullah
 
ادارة الصف.ppt
ادارة الصف.pptادارة الصف.ppt
ادارة الصف.pptQueen200
 
استراتيجيات التدريس الحديثة
استراتيجيات التدريس الحديثةاستراتيجيات التدريس الحديثة
استراتيجيات التدريس الحديثةد. عاصم عمر
 
التقويم اهميته وادواته
التقويم اهميته وادواتهالتقويم اهميته وادواته
التقويم اهميته وادواتهMagdy Aly
 
مهارات معلم القرن الواحد و العشرين
مهارات معلم القرن الواحد و العشرينمهارات معلم القرن الواحد و العشرين
مهارات معلم القرن الواحد و العشرينSharifa Hajjat
 
نظريات التعلم واستراتيجيات التدريس و التعليم المبرمج.Pptx
نظريات التعلم واستراتيجيات التدريس و التعليم المبرمج.Pptxنظريات التعلم واستراتيجيات التدريس و التعليم المبرمج.Pptx
نظريات التعلم واستراتيجيات التدريس و التعليم المبرمج.PptxMunirah Alrowibah
 
عرض عن التعليم النشط
عرض عن التعليم النشطعرض عن التعليم النشط
عرض عن التعليم النشطksa
 
كتيب مدخل إلى التعلم النشط 2
كتيب مدخل إلى التعلم النشط 2كتيب مدخل إلى التعلم النشط 2
كتيب مدخل إلى التعلم النشط 2سهى عسيلان
 
الكفايات المهنية للمدرس
الكفايات المهنية للمدرسالكفايات المهنية للمدرس
الكفايات المهنية للمدرسمحمد الجمل
 
استمارة تقييم 1
استمارة تقييم 1استمارة تقييم 1
استمارة تقييم 1myoon
 
أكثر من 300 سؤال فى التربوي - امتحانات مسابقة التربية والتعليم - مصر فايف
أكثر من 300 سؤال فى التربوي - امتحانات مسابقة التربية والتعليم - مصر فايفأكثر من 300 سؤال فى التربوي - امتحانات مسابقة التربية والتعليم - مصر فايف
أكثر من 300 سؤال فى التربوي - امتحانات مسابقة التربية والتعليم - مصر فايفMohamed Zalata
 
التعلم النشط المبني على أنماط التعلم
 التعلم النشط المبني على أنماط التعلم التعلم النشط المبني على أنماط التعلم
التعلم النشط المبني على أنماط التعلمTeaching Skills
 
المحاضرة التاسعة التقويم
المحاضرة التاسعة التقويمالمحاضرة التاسعة التقويم
المحاضرة التاسعة التقويمIntesar Almugren
 
الموديولات التعيمية
الموديولات التعيميةالموديولات التعيمية
الموديولات التعيميةAhmed EL-Mabaredy
 
Negotiation skills exercises إختبار مهارات التفاوض
Negotiation skills exercises إختبار مهارات التفاوض Negotiation skills exercises إختبار مهارات التفاوض
Negotiation skills exercises إختبار مهارات التفاوض Ashraf Osman
 
التخطيط للتدريس
التخطيط للتدريسالتخطيط للتدريس
التخطيط للتدريسsayedmetwaly
 

What's hot (20)

كتيب تقويم التعلم النشط 6
كتيب تقويم التعلم النشط 6كتيب تقويم التعلم النشط 6
كتيب تقويم التعلم النشط 6
 
استراتيجيات التعلم النشط 4
استراتيجيات التعلم النشط 4استراتيجيات التعلم النشط 4
استراتيجيات التعلم النشط 4
 
ppt التأمل المهني للتدريس الفعال
 ppt التأمل المهني للتدريس الفعال ppt التأمل المهني للتدريس الفعال
ppt التأمل المهني للتدريس الفعال
 
ادارة الصف.ppt
ادارة الصف.pptادارة الصف.ppt
ادارة الصف.ppt
 
استراتيجيات التدريس الحديثة
استراتيجيات التدريس الحديثةاستراتيجيات التدريس الحديثة
استراتيجيات التدريس الحديثة
 
التقويم اهميته وادواته
التقويم اهميته وادواتهالتقويم اهميته وادواته
التقويم اهميته وادواته
 
مهارات معلم القرن الواحد و العشرين
مهارات معلم القرن الواحد و العشرينمهارات معلم القرن الواحد و العشرين
مهارات معلم القرن الواحد و العشرين
 
نظريات التعلم واستراتيجيات التدريس و التعليم المبرمج.Pptx
نظريات التعلم واستراتيجيات التدريس و التعليم المبرمج.Pptxنظريات التعلم واستراتيجيات التدريس و التعليم المبرمج.Pptx
نظريات التعلم واستراتيجيات التدريس و التعليم المبرمج.Pptx
 
عرض عن التعليم النشط
عرض عن التعليم النشطعرض عن التعليم النشط
عرض عن التعليم النشط
 
كتيب مدخل إلى التعلم النشط 2
كتيب مدخل إلى التعلم النشط 2كتيب مدخل إلى التعلم النشط 2
كتيب مدخل إلى التعلم النشط 2
 
كن مبادرا
كن مبادراكن مبادرا
كن مبادرا
 
الكفايات المهنية للمدرس
الكفايات المهنية للمدرسالكفايات المهنية للمدرس
الكفايات المهنية للمدرس
 
استمارة تقييم 1
استمارة تقييم 1استمارة تقييم 1
استمارة تقييم 1
 
حقيبة التعليم المتمايز
حقيبة التعليم المتمايزحقيبة التعليم المتمايز
حقيبة التعليم المتمايز
 
أكثر من 300 سؤال فى التربوي - امتحانات مسابقة التربية والتعليم - مصر فايف
أكثر من 300 سؤال فى التربوي - امتحانات مسابقة التربية والتعليم - مصر فايفأكثر من 300 سؤال فى التربوي - امتحانات مسابقة التربية والتعليم - مصر فايف
أكثر من 300 سؤال فى التربوي - امتحانات مسابقة التربية والتعليم - مصر فايف
 
التعلم النشط المبني على أنماط التعلم
 التعلم النشط المبني على أنماط التعلم التعلم النشط المبني على أنماط التعلم
التعلم النشط المبني على أنماط التعلم
 
المحاضرة التاسعة التقويم
المحاضرة التاسعة التقويمالمحاضرة التاسعة التقويم
المحاضرة التاسعة التقويم
 
الموديولات التعيمية
الموديولات التعيميةالموديولات التعيمية
الموديولات التعيمية
 
Negotiation skills exercises إختبار مهارات التفاوض
Negotiation skills exercises إختبار مهارات التفاوض Negotiation skills exercises إختبار مهارات التفاوض
Negotiation skills exercises إختبار مهارات التفاوض
 
التخطيط للتدريس
التخطيط للتدريسالتخطيط للتدريس
التخطيط للتدريس
 

Similar to Didactique

كتاب المفيد في التربية
كتاب المفيد في التربيةكتاب المفيد في التربية
كتاب المفيد في التربيةYounes Rajji
 
مدخل_إلى_الديداكتيك-1)االىالتمنكمخظمززظح
مدخل_إلى_الديداكتيك-1)االىالتمنكمخظمززظحمدخل_إلى_الديداكتيك-1)االىالتمنكمخظمززظح
مدخل_إلى_الديداكتيك-1)االىالتمنكمخظمززظحSihamid2
 
COURS TRANSPOSITION DIDACTIQUE DIDACTIQUE GENERALE.pptx
COURS TRANSPOSITION DIDACTIQUE DIDACTIQUE GENERALE.pptxCOURS TRANSPOSITION DIDACTIQUE DIDACTIQUE GENERALE.pptx
COURS TRANSPOSITION DIDACTIQUE DIDACTIQUE GENERALE.pptxAbdelghani BABORI
 
5410 تصميم المناهج sudah print
5410 تصميم المناهج sudah print5410 تصميم المناهج sudah print
5410 تصميم المناهج sudah printIwel Nagan
 
Résumé ibdaa p3
Résumé ibdaa p3Résumé ibdaa p3
Résumé ibdaa p3Yacin Ahmed
 
الوضعيات التعليمية التعلمية
الوضعيات التعليمية التعلميةالوضعيات التعليمية التعلمية
الوضعيات التعليمية التعلميةPaul Hani
 
عرض نظريات التعلم والأداء
عرض نظريات التعلم والأداءعرض نظريات التعلم والأداء
عرض نظريات التعلم والأداءasma .t
 
النظرية الأساسية Basic theory
النظرية الأساسية Basic theoryالنظرية الأساسية Basic theory
النظرية الأساسية Basic theoryطيبة الزنيدي
 
المخطط الأوّلي للبحث يخضع للكثير من التعديلات أثناء مراحل البحث المختلفة
المخطط الأوّلي للبحث يخضع للكثير من التعديلات أثناء مراحل البحث المختلفةالمخطط الأوّلي للبحث يخضع للكثير من التعديلات أثناء مراحل البحث المختلفة
المخطط الأوّلي للبحث يخضع للكثير من التعديلات أثناء مراحل البحث المختلفةHassan Kourani
 
المخطط التمهيديّ للبحث يخضع للكثير من التعديلات أثناء مختلف مراحل البحث
المخطط التمهيديّ للبحث يخضع للكثير من التعديلات أثناء مختلف مراحل البحثالمخطط التمهيديّ للبحث يخضع للكثير من التعديلات أثناء مختلف مراحل البحث
المخطط التمهيديّ للبحث يخضع للكثير من التعديلات أثناء مختلف مراحل البحثHassan Kourani
 
تنظيم العملية التعليمية
تنظيم العملية التعليميةتنظيم العملية التعليمية
تنظيم العملية التعليميةwej-sh
 
الوحدة الأولى - مقرر المناهج
الوحدة الأولى - مقرر المناهجالوحدة الأولى - مقرر المناهج
الوحدة الأولى - مقرر المناهجmnahjj
 
مكونات المثلث الديداكتيكي
مكونات المثلث الديداكتيكيمكونات المثلث الديداكتيكي
مكونات المثلث الديداكتيكيBrahim Ait Moulay
 
بين البيداغوجيا والديداكتيك.pptx
بين البيداغوجيا والديداكتيك.pptxبين البيداغوجيا والديداكتيك.pptx
بين البيداغوجيا والديداكتيك.pptxAdelElano
 
ماقل ودل في التربية.pdf
ماقل ودل في التربية.pdfماقل ودل في التربية.pdf
ماقل ودل في التربية.pdfMohamedEsseouaby
 
67882 المنهج1
67882 المنهج167882 المنهج1
67882 المنهج1Iwel Nagan
 

Similar to Didactique (20)

كتاب المفيد في التربية
كتاب المفيد في التربيةكتاب المفيد في التربية
كتاب المفيد في التربية
 
مدخل_إلى_الديداكتيك-1)االىالتمنكمخظمززظح
مدخل_إلى_الديداكتيك-1)االىالتمنكمخظمززظحمدخل_إلى_الديداكتيك-1)االىالتمنكمخظمززظح
مدخل_إلى_الديداكتيك-1)االىالتمنكمخظمززظح
 
COURS TRANSPOSITION DIDACTIQUE DIDACTIQUE GENERALE.pptx
COURS TRANSPOSITION DIDACTIQUE DIDACTIQUE GENERALE.pptxCOURS TRANSPOSITION DIDACTIQUE DIDACTIQUE GENERALE.pptx
COURS TRANSPOSITION DIDACTIQUE DIDACTIQUE GENERALE.pptx
 
5410 تصميم المناهج sudah print
5410 تصميم المناهج sudah print5410 تصميم المناهج sudah print
5410 تصميم المناهج sudah print
 
Résumé ibdaa p3
Résumé ibdaa p3Résumé ibdaa p3
Résumé ibdaa p3
 
108
108108
108
 
الوضعيات التعليمية التعلمية
الوضعيات التعليمية التعلميةالوضعيات التعليمية التعلمية
الوضعيات التعليمية التعلمية
 
عرض نظريات التعلم والأداء
عرض نظريات التعلم والأداءعرض نظريات التعلم والأداء
عرض نظريات التعلم والأداء
 
النظرية الأساسية Basic theory
النظرية الأساسية Basic theoryالنظرية الأساسية Basic theory
النظرية الأساسية Basic theory
 
المخطط الأوّلي للبحث يخضع للكثير من التعديلات أثناء مراحل البحث المختلفة
المخطط الأوّلي للبحث يخضع للكثير من التعديلات أثناء مراحل البحث المختلفةالمخطط الأوّلي للبحث يخضع للكثير من التعديلات أثناء مراحل البحث المختلفة
المخطط الأوّلي للبحث يخضع للكثير من التعديلات أثناء مراحل البحث المختلفة
 
المخطط التمهيديّ للبحث يخضع للكثير من التعديلات أثناء مختلف مراحل البحث
المخطط التمهيديّ للبحث يخضع للكثير من التعديلات أثناء مختلف مراحل البحثالمخطط التمهيديّ للبحث يخضع للكثير من التعديلات أثناء مختلف مراحل البحث
المخطط التمهيديّ للبحث يخضع للكثير من التعديلات أثناء مختلف مراحل البحث
 
تنظيم العملية التعليمية
تنظيم العملية التعليميةتنظيم العملية التعليمية
تنظيم العملية التعليمية
 
التفكير المنظومي
التفكير المنظوميالتفكير المنظومي
التفكير المنظومي
 
الوحدة الأولى - مقرر المناهج
الوحدة الأولى - مقرر المناهجالوحدة الأولى - مقرر المناهج
الوحدة الأولى - مقرر المناهج
 
مكونات المثلث الديداكتيكي
مكونات المثلث الديداكتيكيمكونات المثلث الديداكتيكي
مكونات المثلث الديداكتيكي
 
بين البيداغوجيا والديداكتيك.pptx
بين البيداغوجيا والديداكتيك.pptxبين البيداغوجيا والديداكتيك.pptx
بين البيداغوجيا والديداكتيك.pptx
 
ماقل ودل في التربية.pdf
ماقل ودل في التربية.pdfماقل ودل في التربية.pdf
ماقل ودل في التربية.pdf
 
نظرية أوزوبل
نظرية أوزوبلنظرية أوزوبل
نظرية أوزوبل
 
العرض
العرضالعرض
العرض
 
67882 المنهج1
67882 المنهج167882 المنهج1
67882 المنهج1
 

Didactique

  • 1. 119 ‫وإشكاالت‬ ‫و‬ ‫قضايا‬ :‫الديداكتيك‬ ‫مفهوم‬ ‫�صهود‬ ‫حممد‬ ‫الرتبية‬ ‫علوم‬ ‫كلية‬ ‫املغرب‬ - ‫الرباط‬ - ‫اخلام�س‬ ‫حممد‬ ‫جامعة‬ ‫تقديم‬ ‫النظري‬ ‫الرتاكم‬ ‫م�ستوى‬ ‫على‬ ‫�سواء‬ ‫حركية‬ ،‫الرتبية‬ ‫علوم‬ ‫�ضمن‬ ،‫الديداكتيك‬ ‫حقل‬ ‫يعرف‬ ‫تروم‬ ‫أملية‬�‫ت‬ ‫وقفة‬ ‫تتطلب‬ ‫أ�سئلة‬� ‫الرتاكم‬ ‫هذا‬ ‫وي�ستدعي‬ .‫املعريف‬ ‫امل�ستوى‬ ‫وعلى‬ ‫إبي�ستمولوجي‬‫ل‬‫ا‬ ‫إىل‬� ‫واملعجمية‬ ‫القامو�سية‬ ‫التحديدات‬ ‫ألة‬�‫س‬�‫م‬ ‫يتجاوز‬ ‫ما‬ ‫وهو‬ ،‫ذاته‬ ‫الديداكتيك‬ ‫مفهوم‬ ‫عن‬ ‫ؤل‬�‫الت�سا‬ ‫عالقة‬ ‫يف‬ ‫النظرية‬ ‫وق�ضاياه‬ ‫ومنهجه‬ ‫مو�ضوعه‬ ‫وطبيعة‬ ‫وحدوده‬ ‫معريف‬ ‫كحقل‬ ‫هويته‬ ‫مالم�سة‬ .‫إن�سانية‬‫ل‬‫ا‬ ‫العلوم‬ ‫ومبختلف‬ ‫بل‬ ‫الرتبية‬ ‫علوم‬ ‫مبختلف‬ ،‫الديداكتيك‬ ‫مفهوم‬ ‫يف‬ ‫م�ستويني‬ ‫بني‬ ‫والتمييز‬ ‫مقت�ضبة‬ ‫تاريخية‬ ‫أر�ضية‬� ‫تقدمي‬ ‫بعد‬ ،‫�سنحاول‬ ‫وهكذا‬ :‫آتي‬‫ل‬‫كا‬ ‫املعريف‬ ‫احلقل‬ ‫بهذا‬ ‫املرتبطة‬ ‫إ�شكاالت‬‫ل‬‫وا‬ ‫الق�ضايا‬ ‫بع�ض هذه‬ ‫نحلل‬ ‫أن‬� ‫للفعل؟‬ ‫منوذج‬ ‫أم‬� ‫علم‬ :‫الديداكتيك‬ .1 ‫للرتبية؛‬ ‫والقابلية‬ ‫الديداكتيك‬ .2 ‫اخلا�ص؛‬ ‫إب�ستمولوجي‬‫ل‬‫ا‬ ‫والتوجه‬ ‫العام‬ ‫البيداغوجي‬ ‫التوجه‬ ‫بني‬ ‫الديداكتيك‬ .3 .‫التب�سيط‬ ‫أزق‬�‫م‬ ‫وجتاوز‬ ‫الديداكتيكية‬ ‫املقاربة‬ .4 ‫للرتبية‬ ‫القابلية‬ -‫الفيبريي‬ ‫الذهني‬ ‫النموذج‬ – ‫الفعل‬ ‫منوذج‬ – ‫العلم‬ -‫الديداكتيك‬ : ‫املفاتيح‬ ‫املفاهيم‬ .‫التعقيد‬ ‫براديغم‬ – ‫مقتضبة‬ ‫تاريخية‬ ‫أرضية‬ ‫باعتبارها‬ ‫الديداكتيك‬ ‫لتطور‬ ‫الدقيق‬ ‫التاريخي‬ ‫الو�صف‬ ‫هو‬ ‫التاريخية‬ ‫أر�ضية‬‫ل‬‫ا‬ ‫هذه‬ ‫من‬ ‫لي�س هدفنا‬ ‫بع�ض معامل‬ ‫تو�ضيح‬ ‫على‬ ،‫أ�سا�س‬‫ل‬‫ا‬ ‫حمطاتها‬ ‫ر�صد‬ ‫خالل‬ ‫من‬ ،‫العمل‬ ‫بل‬ ،‫مو�ضوعا‬ ‫أو‬� ‫مفهوما‬ .‫والهوية‬ ‫املفهوم‬ ‫م�ستوى‬ ‫على‬ ‫يعرفها‬ ‫التي‬ ‫إ�شكاالت‬‫ل‬‫ا‬ ‫وكذا‬ ،‫املعريف‬ ‫احلقل‬ ‫هذا‬ ‫هوية‬
  • 2. 2015 ‫يونيو‬ – ‫اجلديدة‬ ‫ال�سل�سلة‬ – 7 ‫العدد‬ ‫الرتبية‬ ‫علوم‬ ‫كلية‬ ‫جملة‬ ‫التدريس‬ 120 ‫كتابه‬ ‫كومينيو�س يف‬ ‫قبل‬ ‫من‬ ‫التعليم‬ ‫لفن‬ ‫كمرادف‬ ‫مرة‬ ‫أول‬� ‫الرتبية‬ ‫يف‬ ‫ديداكتيك‬ ‫كلمة‬ ‫ا�ستخدمت‬ ‫الديداكتيكية‬ ‫امل�شاكل‬ ‫ربط‬ ‫والذي‬ ،1 1657 ‫�سنة‬ »Didactica Magna ‫الكربى‬ ‫«الديداكتيك‬ ‫أ�س�س‬� Herbart‫هربارت‬ ‫ع�رش و�ضع‬ ‫التا�سع‬ ‫القرن‬ ‫وخالل‬ .2 ‫الكون‬ ‫نظام‬ ‫يف‬ ‫إن�سان‬‫ل‬‫ا‬ ‫مب�صري‬ 3 .‫علمية‬ ‫مرتكزات‬ ‫على‬ ‫بناء‬ ‫للتعلم‬ ‫ن�سق‬ 1951 ‫�سنة‬ ‫اقرتح‬ ‫من‬ ‫أول‬� Hans Aebli‫أيبلي‬� ‫س‬�‫هان‬ ‫اعترب‬ ‫من‬ ‫الرتبية‬ ‫علوم‬ ‫منظري‬ ‫من‬ ‫وهناك‬ ‫إىل‬� ‫نظر‬ ‫حيث‬ ،La didactique psychologique ‫ؤلفه‬�‫م‬ ‫يف‬ ‫الديداكتيك‬ ‫ملو�ضوع‬ ‫عمليا‬ ‫إطارا‬� 4 ‫التكوينية‬ ‫ال�سيكولوجيا‬ ‫لنتائج‬ ‫تطبيقي‬ ‫كمجال‬ ‫الديداكتيك‬ ‫داللة‬ ‫مع‬ ‫أحيانا‬�‫و‬ ]...[ ‫كــــ«نعت/�صفة‬ ‫الفرن�سية‬ ‫اللغة‬ ‫يف‬ »‫«ديداكتيك‬ ‫كلمة‬ ‫ا�ستعملت‬ ‫ولطاملا‬ ‫آن‬‫ل‬‫ا‬ ‫أما‬� .‫أ�سا�سا‬� ‫للمعرفة‬ ‫تلقينيا‬ ‫نقال‬ ‫بالتدري�س باعتباره‬ ‫عالقة‬ ‫له‬ ‫ما‬ ‫كل‬ ‫لو�صف‬ ،‫قدحية‬ ‫إ�ضافية‬� ‫الطابع‬ ‫ذات‬ ‫املعرفية‬ ‫احلقول‬ ‫من‬ ‫حزمة‬ ‫إىل‬� ‫أقل‬‫ل‬‫ا‬ ‫على‬ ‫أو‬� ،‫علم‬ ‫إىل‬� ‫ي�شري‬ ‫إ�سما‬� ‫�صارت‬ ‫فقد‬ .5 «‫العلمي‬ ‫ننعت‬ ‫�صفة‬ ‫جمرد‬ « ‫يعتربه‬ ‫أول‬‫ل‬‫ا‬ ‫اجتاهني؛‬ ‫إىل‬� ،‫الكلمة‬ ‫هذه‬ ‫ب�صدد‬ ،‫الدريج‬ ‫حممد‬ ‫أ�ستاذ‬‫ل‬‫ا‬ ‫وي�شري‬ ‫الديداكتيك‬ ‫من‬ ‫«يجعل‬ ‫والثاين‬ ،»‫الدر�س‬ ‫حجرات‬ ‫داخل‬ ‫أ�سا�سا‬� ‫يحدث‬ ‫الذي‬ ‫التعليمي‬ ‫الن�شاط‬ ‫بها‬ .6 »‫الرتبية‬ ‫علوم‬ ‫من‬ ‫م�ستقال‬ ‫علما‬ ‫ؤ�س�سي‬�‫امل‬ ‫اال�ستعمال‬ ‫يف‬ ‫كبري‬ ‫تزايد‬ ‫مع‬ ،‫أخرية‬‫ل‬‫ا‬ ‫الداللة‬ ‫تر�سيخ‬ ‫«ترافق‬ ‫ال�سبعينات‬ ‫بداية‬ ‫ومنذ‬ ‫تعلن‬ ‫التي‬ ‫العلمية‬ ‫أعمال‬‫ل‬‫ل‬ -‫أقل‬‫ل‬‫ا‬ ‫على‬ ‫-كمي‬ ‫قوي‬ ‫تنامي‬ ‫على‬ ‫عالوة‬ ،‫للكلمة‬ )‫وزاري‬ ،‫(جامعي‬ .7 « ‫املعريف‬ ‫احلقل‬ ‫هذا‬ ‫إىل‬� ‫انتماءها‬ ‫جمموعة‬ ‫به‬ ‫ترتبط‬ ‫جديد‬ ‫معريف‬ ‫ميدان‬ ‫وجود‬ Daniel Lacombe‫الكومب‬ ‫دانييل‬ ‫أثبت‬� ‫هكذا‬ ‫التدري�س‬ ‫إ�شكاليات‬� ‫أن‬� ‫إىل‬� ‫ن�شري‬ ‫أن‬� ‫هنا‬ ‫والبد‬ .‫التدري�س‬ ‫إ�شكاليات‬� ‫حول‬ ‫تدور‬ ‫التخ�ص�صات‬ ‫من‬ ‫التدري�س من‬ ‫إ�شكالية‬� ‫إىل‬� ‫تنظر‬ ‫كانت‬ ‫أخرية‬‫ل‬‫ا‬ ‫هذه‬ ‫أن‬� ‫إال‬� ،‫البيداغوجيا‬ ‫حلقل‬ ‫مو�ضوعا‬ ‫أي�ضا‬� ‫كانت‬ ‫يف‬ ‫فيها‬ ‫النظر‬ ‫�سنعمق‬ ‫ق�ضية‬ ‫وتلك‬ .‫جتاوزه‬ ‫الديداكتيكي‬ ‫املنظور‬ ‫يحاول‬ ‫ما‬ ‫وهذا‬ ،‫عام‬ ‫منظور‬ .‫الدرا�سة‬ ‫هذه‬ ‫من‬ ‫املوالية‬ ‫الفقرات‬ 8 .‫ص‬ ،2011 ‫مارس‬ ،47 ‫عدد‬ ،‫التربية‬ ‫علوم‬ ‫مجلة‬ ،»‫التدريس‬ ‫علم‬ ‫أو‬ ‫الديداكتيك‬ ‫تعريف‬ ‫إلى‬ ‫«عودة‬ ،‫الدريج‬ ‫محمد‬ 1 2 Decorte et all, Les fondements de l’action didactique, De Boeck, 1990, p. 328. 3 Decorte et all, op. cit…p. 329. .140 .‫ص‬ ،2006 ،‫البيضاء‬ ‫الدار‬ ،‫التربية‬ ‫لعلوم‬ ‫الموسوعي‬ ‫المعجم‬ ،‫أوزي‬ ‫أحمد‬ 4 5 Daniel Lacombe . « Didactique »,In Encyclopoedia Universalis, France, S. A. ,2002 , Corpus 7. p. 300 7-8 .‫ص‬ ،2011 ،‫الدريج‬ ‫محمد‬ 6 7 Daniel Lacombe .. ,op.cit., p. 300
  • 3. 121 ‫وإشكاالت‬ ‫و‬ ‫قضايا‬ :‫الديداكتيك‬ ‫مفهوم‬ .‫للمفهوم‬ ‫مستويان‬ :‫الديداكتيك‬ ‫باملفاهيم‬ ‫أو‬� ‫الديداكتيك‬ ‫مبفهوم‬ ‫أمر‬‫ل‬‫ا‬ ‫تعلق‬ ‫�سواء‬ ،‫للمفهوم‬ ‫م�ستويني‬ ‫بني‬ ‫البداية‬ ‫يف‬ ‫التمييز‬ ‫من‬ ‫البد‬ .‫والرتبية‬ ‫البيداغوجيا‬ ‫مثل‬ ‫به‬ ‫الوثيقة‬ ‫ال�صلة‬ ‫ذات‬ .‫الديداكتيكية‬ ‫أو‬� ‫البيداغوجية‬ ‫أو‬� ‫الرتبوية‬ ‫باملمار�سات‬ ‫وثيق‬ ‫ارتباط‬ ‫ذو‬ ‫أول‬‫ل‬‫ا‬ ‫امل�ستوى‬ .1 .‫ثانيا‬ ‫والديداكتيك‬ ‫أوال‬� ‫الرتبية‬ ‫مفهومي‬ ‫خالل‬ ‫من‬ ‫امل�ستوى‬ ‫هذا‬ ‫و�سنفح�ص‬ :‫بالرتبية‬ ‫اخلا�صة‬ ‫التالية‬ ‫التعاريف‬ ‫يف‬ ‫لنتمعن‬ ––‫ذوات‬ ‫جمموعة‬ ‫أو‬� ‫ذات‬ ‫ممار�س على‬ ‫فعل‬ ‫هي‬ ‫«الرتبية‬ :G. Mialaret ‫مياالريه‬ ‫عند‬ ‫الفعل‬ ‫هذا‬ ‫يهدف‬ ‫و‬ ،‫الذوات‬ ‫أو‬� ‫الذات‬ ‫هذه‬ ‫من‬ ‫ومطلوب‬ ‫بل‬ ‫عليه‬ ‫موافق‬ ‫هو‬ ‫مبا‬ ]...[ ‫ؤالء‬�‫ه‬ ‫وي�صري‬ ‫جديدة‬ ‫حية‬ ‫طاقات‬ ‫لديها‬ ‫أ‬�‫ش‬�‫تن‬ ‫حتى‬ ‫الذات‬ ‫يف‬ ‫عميق‬ ‫تغيري‬ ‫إحداث‬� ‫إىل‬� .8 »‫املمار�س عليهم‬ ‫الفعل‬ ‫لهذا‬ ‫حية‬ ‫عنا�رص‬ ‫أنف�سهم‬� –– ‫ممار�س‬ ‫بفعل‬ ‫أمر‬‫ل‬‫ا‬ ‫تعلق‬ ‫كلما‬ ‫تربية‬ ‫عن‬ ‫«نتكلم‬Ch. Hadji ‫حجي‬ ‫�شارل‬ ‫وعند‬ ‫االجتاه‬ ‫وتوجيهه‬ ‫املعنيني‬ ‫أ�شخا�ص‬‫ل‬‫ا‬ ‫�سلوك‬ ‫ت�شكيل‬ ‫بهدف‬ ‫أفراد‬� ‫جمموعة‬ ‫أو‬� ‫فرد‬ ‫على‬ .9 »‫املرغوب‬ ‫إطار‬� ‫يف‬ ‫تدخل‬ ‫اجتماعية‬ ‫ممار�سة‬ ،‫أخرى‬� ‫بعبارة‬ ،‫وهي‬ ،‫فعل‬ ‫هي‬ ‫التعريفني‬ ‫هذين‬ ‫يف‬ ‫فالرتبية‬ ‫التعريفني‬ ‫يف‬ ‫يحيل‬ ‫الرتبية‬ ‫فمفهوم‬ ‫إيجاز‬�‫وب‬ .‫االجتماعية‬ ‫بالتن�شئة‬ ‫عادة‬ ‫االجتماع‬ ‫علماء‬ ‫ي�سميه‬ ‫ما‬ .‫واقع‬ ‫على‬ :‫آتي‬‫ل‬‫ا‬ Colidray ‫كوليدراي‬ ‫تعريف‬ ‫من‬ ‫لننطلق‬ ،‫للديداكتيك‬ ‫بالن�سبة‬ ––‫بع�ض التقنيات‬ ‫لتمييز‬ ‫الكلمة‬ ‫هذه‬ ‫ت�ستعمل‬ ‫ما‬ ‫كثريا‬ ‫و‬ ،‫التدري�س‬ ‫فن‬ ‫تعني‬ ‫الديداكتيك‬ « ‫إن‬�‫التدري�س ف‬ ‫يف‬ ‫لطريقة‬ ‫وكنعت‬ ،‫لغر�ض التدري�س‬ ‫إليها‬� ‫اللجوء‬ ‫يتم‬ ‫التي‬ ‫وبع�ض املواد‬ .10 »‫التوجيهية‬ ‫الطريقة‬ ‫باخل�صو�ص‬ ‫يعني‬ ‫امل�صطلح‬ ‫والتطابق‬ .‫التدري�سية‬ ‫املمار�سة‬ ‫يق�صد‬ ‫فهو‬ ‫لذا‬ ،‫التدري�س‬ ‫وطريقة‬ ‫الفن‬ ‫على‬ ‫إذن‬� ‫التعريف‬ ‫هذا‬ ‫يحيل‬ .‫الرتبية‬ ‫جمال‬ ‫يف‬ ‫الواردة‬ ‫التعريفات‬ ‫مع‬ ‫وا�ضح‬ ‫هنا‬ ‫لهذا‬ ‫التحليلية‬ ‫الدرا�سة‬ ‫على‬ ‫بل‬ ‫املمار�سة‬ ‫أو‬� ‫الواقع‬ ‫على‬ ‫يحيل‬ ‫ال‬ ‫إنه‬�‫ف‬ ‫الثاين‬ ‫امل�ستوى‬ ‫أما‬� .2 ‫يدر�س‬ ‫الذي‬ ‫العلم‬ ‫على‬ ‫يحيل‬ ‫امل�ستوى‬ ‫هذا‬ ‫إن‬� ‫قل‬ ‫أو‬� ،)‫حتديدا‬ ‫الديداكتيكي‬ ‫و‬ ‫عامة‬ ‫(الرتبوي‬ ‫الواقع‬ 8 G. Mialaret, les sciences de l’éducation, Que sais-je? P. U. F. Paris, 1991, p.30 9 Ch. Hadji, Penser et agir l’éducation, E. S. F. Paris, 1992, p. 31 44 .‫4891ص‬ ‫السنة‬ ،7 ‫العدد‬ ،‫التدريس‬ ‫مجلة‬ »‫الديداكتيك؟‬ ‫ماهي‬ « ،‫الدريج‬ ‫محمد‬ ‫عند‬ ‫ورد‬ 10
  • 4. 2015 ‫يونيو‬ – ‫اجلديدة‬ ‫ال�سل�سلة‬ – 7 ‫العدد‬ ‫الرتبية‬ ‫علوم‬ ‫كلية‬ ‫جملة‬ ‫التدريس‬ 122 :‫آتية‬‫ل‬‫ا‬ ‫التعاريف‬ ‫نورد‬ ‫ال�سياق‬ ‫هذا‬ ‫ويف‬ .‫الواقع‬ ‫هذا‬ :‫علوما‬ ‫باعتبارها‬ ‫الرتبية‬ ––‫اللتني‬ ‫إيديولوجية‬‫ل‬‫وا‬ ‫العلموية‬ ‫ال�صفتني‬ ‫من‬ ‫االنفالت‬ ،‫اليوم‬ ،‫الرتبية‬ ‫علوم‬ ‫حتاول‬ « ‫توا�ضع‬‫بكل‬،‫تريد‬‫فهي‬.‫النافعة‬‫العلوم‬‫دائرة‬‫عن‬،‫تنق�ص‬‫أو‬� ‫تزيد‬‫قد‬‫ب�صورة‬،‫تبعدانها‬ 11 ».‫الرتبوي‬ ‫أن‬�‫ش‬�‫ال‬ ‫لفهم‬ ‫لنماذج‬ ‫منتجة‬ ‫تكون‬ ‫أن‬� ،‫وجدارة‬ ‫ثالثة‬ ‫بني‬ ‫التمف�صل‬ ‫حتاول‬ ‫الرتبية‬ ‫علوم‬ ‫أن‬� ‫دوفوالي‬ ‫يو�ضح‬ ‫النموذج‬ ‫مفهوم‬ ‫مع‬ ‫وان�سجاما‬ :‫أقطاب‬� ––‫الفل�سفي‬ ‫التفكري‬ ‫وتفعيل‬ ‫الغايات‬ ‫حتديد‬ ‫على‬ ‫يحيل‬ ،Axiologique‫غائي/قيمي‬ ‫قطب‬ ‫وال�سيا�سي؛‬ ––‫(ال�سيكولوجيا‬ ‫إن�سانية‬‫ل‬‫ا‬ ‫العلوم‬ ‫تنتجها‬ ‫التي‬ ‫املعارف‬ ‫على‬ ‫يحيل‬ ،Scientifique‫علمي‬ ‫قطب‬ ‫(مثل‬ ‫التجريبية‬ ‫العلوم‬ ‫بع�ض‬ ‫أي�ضا‬� ‫ولكن‬ )...‫واالقت�صاد‬ ‫والل�سانيات‬ ‫وال�سو�سيولوجيا‬ ‫البيولوجيا)؛‬ ––12 ...‫املعدل‬ /‫املنظم‬ ‫والفعل‬ ‫أدوات‬‫ل‬‫ا‬ ‫على‬ ‫يحيل‬ ،Praxéologique‫أداتي‬�‫و‬ ‫عملي‬ ‫قطب‬ ‫علمية‬ ‫دراسة‬ ‫باعتباره‬ ‫الديداكتيك‬ :‫آتية‬‫ل‬‫ا‬ ‫التعريفات‬ ‫أمل‬�‫لنت‬ ––‫حتقيق‬ ‫ق�صد‬ ‫املتعلم‬ ‫يعي�شها‬ ‫التي‬ ‫التعلم‬ ‫و�ضعيات‬ ‫لنظام‬ ‫العلمية‬ ‫الدرا�سة‬ ‫هي‬ ‫الديداكتيك‬ « ‫؛‬13 »‫حركي‬ ‫أو‬� ‫عاطفي‬ ‫أو‬� ،‫معريف‬ ‫هدف‬ ––‫إىل‬� ،)‫�رضوري‬ ‫علم‬ ‫(ولكنه‬ ‫للبيداغوجيا‬ ‫م�ساعدا‬ ‫علما‬ ‫باعتبارها‬ ،‫الديداكتيك‬ ‫تهدف‬ « ‫؛‬14 »]‫[البيداغوجي‬ ‫والتدخل‬ ‫والتنظيم‬ ‫والتجريب‬ ‫التخطيط‬ ––‫تنظيم‬ ‫أ�شكال‬‫ل‬‫و‬ ‫التدري�س وتقنياته‬ ‫لطرق‬ ‫العلمية‬ ‫الدرا�سة‬ ]...[ ‫بالديداكتيك‬ ‫نق�صد‬ « ‫امل�سطرة‬ ‫أهداف‬‫ل‬‫ا‬ ‫بلوغ‬ ‫ق�صد‬ ،‫التعليمية‬ ‫ؤ�س�سة‬�‫امل‬ ‫يف‬ ‫التلميذ‬ ‫لها‬ ‫يخ�ضع‬ ‫التي‬ ‫التعلم‬ ‫مواقف‬ ،‫لديه‬ ،‫وحتقيق‬ ،‫احل�سي-حركي‬ ‫أو‬� ‫الوجداين‬ ‫أو‬� ‫العقلي‬ ‫امل�ستوى‬ ‫على‬ ‫�سواء‬ ،‫ؤ�س�سيا‬�‫م‬ . 15 »‫والقيم‬ ‫واالجتاهات‬ ‫والقدرات‬ ‫والكفايات‬ ‫املعارف‬ 11 M. Develay , Ph. Meirieu, Emile, reviens vite, ils sont devenus fous. E. S. F. Paris, 1992, p. 45 12 Ibid., p. 45 ‫اإلنسانية‬ ‫والعلوم‬ ‫اآلداب‬ ‫كلية‬ ‫منشورات‬ ،‫النظامي‬ ‫التعليم‬ ‫وقضايا‬ ‫المعاصرة‬ ‫البيداغوجيا‬ ،‫المروني‬ ‫المكي‬ ‫عند‬ ‫ورد‬ ،Lavallée‫ الفالي‬13 95. ‫3991ص‬ ،‫والنشر‬ ‫للطباعة‬ ‫العربية‬ ‫أطالل‬ ،‫بالرباط‬ 14 D. Boumnich, Une pédagogie sans déchets, I. R. E. A. 1986, p. 27 .11 .‫ص‬ ،‫سابق‬ ‫مرجع‬ ،2011 ،‫الدريج‬ ‫محمد‬ 15
  • 5. 123 ‫وإشكاالت‬ ‫و‬ ‫قضايا‬ :‫الديداكتيك‬ ‫مفهوم‬ ‫ألبري‬�‫و‬ .C Gagnon J ‫غانيون‬ .‫كـــــ‬ .‫جــــ‬ ‫من‬ ‫كل‬ ‫بها‬ ‫جاء‬ ‫التي‬ ‫التعريفات‬ ‫اعتبار‬ ‫ميكن‬ ‫أنه‬� ‫على‬ .‫بـــــــ‬ ‫و‬ Jacques Desautels‫ديزوطيل‬ .‫جـــــ‬ ‫أوردها‬� ‫والتي‬ ،Albert Morf‫مورف‬ ‫املواد‬ ‫بديداكتيك‬ ‫ي�سمى‬ ‫ما‬ ‫مع‬ ‫تتما�شى‬ ‫التي‬ ‫التعريفات‬ ‫من‬ Peérre-Lean Trempe‫طرومب‬ :‫الدرا�سية‬ : .C. Gagnon J ‫غانيون‬ .‫كـــــــ‬ .‫جــــ‬ ‫تعريف‬ ‫فهذا‬ :‫تت�ضمن‬ ‫وديناميكية‬ ‫�شاملة‬ ‫إ�شكالية‬� ‫«الديداكتيك‬ ––‫تعليمها؛‬ ‫وغايات‬ ‫طبيعة‬ ‫يف‬ ‫وكذا‬ ،‫الدرا�سية‬ ‫املادة‬ ‫طبيعة‬ ‫يف‬ ‫وتفكريا‬ ‫أمال‬�‫ت‬ –– ‫النف�س‬‫علم‬‫من‬‫لكل‬‫با�ستمرار‬‫وتتنوع‬‫تتجدد‬‫التي‬‫املعطيات‬‫من‬‫انطالقا‬‫فر�ضياتها‬‫�صياغة‬ ‫ألخ؛‬�...‫االجتماع‬ ‫وعلم‬ ‫والبيداغوجيا‬ ––16 ».‫بتدري�س املادة‬ ‫املتعلق‬ ‫البيداغوجي‬ ‫للفعل‬ ‫وتطبيقية‬ ‫نظرية‬ ‫درا�سة‬ :Albert Morf ‫مورف‬ ‫ألبري‬� ‫تعريف‬ ‫وهذا‬ :‫قائال‬ ‫وي�ضيف‬ » ...‫املعارف‬ ‫تكوين‬ ‫جمال‬ ‫يف‬ ‫بوا�سطتها‬ ‫نتدخل‬ ‫التي‬ ‫ال�سرتاتيجيات‬ ‫«جمموع‬ ‫إذ‬� .‫الرتبية‬ ‫من‬ ‫جزء‬ ‫�سوى‬ ‫ميثل‬ ‫ال‬ ،‫العادة‬ ‫يف‬ ‫ومعروفة‬ ‫حمددة‬ ‫مب�ضامني‬ ‫يتعلق‬ ‫الذي‬ ‫التعلم‬ ‫إن‬�« ‫الديداكتيك‬ ‫إىل‬� ‫أخرى‬� ‫جهة‬ ‫من‬ ‫نتطرق‬ ‫حني‬ ‫إننا‬� ‫ثم‬ .‫بتمامها‬ ‫ال�شخ�صية‬ ‫بتكوين‬ ‫أخرية‬‫ل‬‫ا‬ ‫هذه‬ ‫تتعلق‬ 17 ».‫التعلم‬ ‫غاية‬ ‫نغفل‬ ‫إننا‬�‫ف‬ ‫ال�سرتاتيجيات‬ ‫زاوية‬ ‫من‬ ‫التي‬ ‫العلمية‬ ‫املمار�سة‬ ‫على‬ ‫حتيل‬ ‫أنها‬� ‫الديداكتيك‬ ‫أو‬� ‫للرتبية‬ ‫املقرتحة‬ ‫التعريفات‬ ‫هذه‬ ‫من‬ ‫ن�ستنتج‬ ‫للمفاهيم‬ ‫منتجة‬ ‫تكون‬ ‫أن‬� ‫تريد‬ ،‫الديداكتيك‬ ‫ذلك‬ ‫يف‬ ‫مبا‬ ‫الرتبية‬ ‫علوم‬ ‫أي‬� ،‫فهي‬ ‫الواقع؛‬ ‫تدر�س هذا‬ ‫إن‬�‫ف‬ ‫وبالتايل‬ ،‫والواقعية‬ ‫والعلمية‬ ‫الغائية‬ ‫أبعاده‬� ‫يف‬ ‫إدراكه‬�‫و‬ ‫الرتبوي‬ ‫أن‬�‫ش‬�‫ال‬ ‫با�ستيعاب‬ ‫الكفيلة‬ ‫أمل‬�‫للت‬ ‫�شاملة‬ ‫إ�شكالية‬�‫و‬ ،‫التدري�س وطرقه‬ ‫ملحتويات‬ ‫أو‬� ‫التعلم‬ ‫لو�ضعيات‬ ‫علمية‬ ‫درا�سة‬ ‫الديداكتيك‬ ...‫البيداغوجي‬ ‫والفعل‬ ‫الدرا�سية‬ ‫املادة‬ ‫طبيعة‬ ‫يف‬ ‫والتفكري‬ ‫الواقع‬ ‫على‬ ‫يحيل‬ ‫الذي‬ ‫أول‬‫ل‬‫(ا‬ ‫امل�ستويني‬ ‫بني‬ ‫إب�ستمولوجية‬‫ل‬‫ا‬ ‫امل�سافة‬ ‫أن‬�‫ب‬ ‫للتذكري‬ ‫إذن‬� ‫نحتاج‬ ‫ال‬ ،‫بداهته‬ ‫على‬ ،‫التمييز‬ ‫هذا‬ ‫ويكت�سي‬ .‫وظاهرة‬ ‫جلية‬ )‫العلمية‬ ‫املمار�سة‬ ‫على‬ ‫يحيل‬ ‫الذي‬ ‫والثاين‬ ‫الرتبوي‬ ‫الواقع‬ ‫عن‬ ‫نتحدث‬ ‫(وهنا‬ ‫فالواقع‬ ‫إبي�ستمولوجية؛‬‫ل‬‫وا‬ ‫املنهجية‬ ‫الناحية‬ ‫من‬ ‫ق�صوى‬ ‫أهمية‬� ‫هذا‬ ‫إدراك‬‫ل‬‫و‬ .‫آة‬�‫املر‬ ‫يف‬ ‫كانعكا�س ال�صورة‬ ‫املحلل‬ ‫أو‬� ‫س‬�‫الدار‬ ‫ذهن‬ ‫ينعك�س يف‬ ‫ال‬ )‫الديداكتيكي‬ ‫أو‬� ‫والعلم‬ .‫الواقع‬ ‫لهذا‬ ‫متثل‬ ‫إىل‬� ‫الواقع‬ ‫معها‬ ‫ي�ستحيل‬ ‫فكرية‬ ‫آليات‬� ‫توظيف‬ ‫عرب‬ ‫منر‬ ‫ومتثله‬ ‫الواقع‬ ‫مثل‬ ‫�صاف‬ ‫ب�شكل‬ ‫عك�س الواقع‬ ‫يدعي‬ ‫ال‬ ،‫االجتماعية‬ ‫العلوم‬ ‫يف‬ ‫خ�صو�صا‬ ،‫املعا�رص‬ ‫املنظور‬ ‫يف‬ 16 Desautel Jacques, Trempe Péerre-Lean, «Qu’est ce que la didactique ?» In Didactique en sciences ex- périmentales 61-62 .‫ص‬ ،1991 ،‫الجامعي‬ ‫األكاديمي‬ ‫الحوار‬ ‫منشورات‬ ،‫الديداكتيك‬ ‫إلى‬ ‫البيداغوجيا‬ ‫من‬ ،‫بناني‬ ‫رشيد‬ :‫.ترجمة‬ .63 .‫ص‬ ،‫المرجع‬ ‫نفس‬ 17
  • 6. 2015 ‫يونيو‬ – ‫اجلديدة‬ ‫ال�سل�سلة‬ – 7 ‫العدد‬ ‫الرتبية‬ ‫علوم‬ ‫كلية‬ ‫جملة‬ ‫التدريس‬ 124 ‫خا�ص‬ ‫منهجي‬ ‫إطار‬� ‫و�ضمن‬ ،‫معني‬ ‫ذهني‬ ‫بناء‬ ‫خالل‬ ‫من‬ ‫الواقع‬ ‫يعك�س هذا‬ ‫أنه‬� ‫يعترب‬ ‫بل‬ ،‫آة‬�‫املر‬ .‫معينة‬ ‫معرفية‬ ‫�رشوط‬ ‫و�ضمن‬ ‫كثري‬ ‫يف‬ Max Weber ‫ماك�س ڤيرب‬ ‫وظفه‬ ‫الذي‬ ،Type idéal‫الذهني‬ ‫النموذج‬ ‫مفهوم‬ ‫ويعترب‬ ‫لي�س‬ .‫واالجتماعية‬ ‫إن�سانية‬‫ل‬‫ا‬ ‫للعلوم‬ ‫املعا�رص‬ ‫املنظور‬ ‫هذا‬ ‫عن‬ ‫تعبريا‬ ‫أكرث‬‫ل‬‫ا‬ ‫املفهوم‬ ،‫أبحاثه‬� ‫من‬ ‫ويق�صد‬ .‫الواقع‬ ‫هذا‬ ‫عن‬ ‫تبتعد‬ ‫أو‬� ‫تقرتب‬ ‫قد‬ ‫�صورة‬ ‫فقط‬ ‫بل‬ ،‫واقعا‬ ‫إن�سانية‬� ‫لظاهرة‬ ‫الذهني‬ ‫النموذج‬ ،‫الفر�ضيات‬‫�صياغة‬‫توجيه‬‫إىل‬� ‫يرمي‬‫ولكنه‬‫لي�س فر�ضية‬‫فهو‬،‫قيمة‬‫حكم‬‫تكوين‬«‫الذهني‬‫بالنموذج‬ ‫تعبري‬ ‫أدوات‬�‫العر�ض ب‬ ‫هذا‬ ‫مد‬ ‫يق�صد‬ ‫ولكنه‬ ‫للواقع‬ ‫لي�س عر�ضا/ا�ستعرا�ضا‬ ‫فهو‬ ‫أخرى‬� ‫جهة‬ ‫ومن‬ ،]...[‫نظر‬ ‫وجهات‬ ‫أو‬� ‫نظر‬ ‫وجهة‬ ‫بت�ضخيم‬ ‫الذهني‬ ‫النموذج‬ ‫على‬ ‫[...]نح�صل‬ ‫أنها‬�‫ش‬�‫ب‬ ‫متوافق‬ ‫نظرية‬ ‫لوحة‬ ‫ت�شكيل‬ ‫أجل‬� ‫من‬ ]...[ ‫منف�صل‬ ‫ب�شكل‬ ‫املعطاة‬ ‫الظواهر‬ ‫من‬ ‫جمموعة‬ ‫بني‬ ‫وبالربط‬ 18 ».‫متجان�سة‬ ‫فح�صا‬ ‫أو‬� ‫للنظرية‬ ‫بداية‬ ‫أو‬� ‫إرها�صا‬� ‫الذهني‬ ‫النموذج‬ ‫اعتبار‬ ‫ميكن‬ ‫أخرى‬� ‫جهة‬ ‫ومن‬ ‫جهة‬ ‫من‬ ‫هذا‬ ‫والعنا�رص‬ ‫املكونات‬ ‫وتختزل‬ ‫تلخ�ص‬ ‫أنها‬� ‫حيث‬ ،‫النظريات‬ ‫بناء‬ ‫من‬ ‫متكن‬ « ‫عادة‬ ‫فالنماذج‬ ،‫لها‬ ‫أداة‬� ‫أنها‬� ‫كما‬ ،‫الرتبوية‬ ‫للعملية‬ ‫نظرية‬ ‫بناء‬ ‫نحو‬ ‫خطوة‬ ‫تكون‬ ‫بذلك‬ ‫وهي‬ ،‫بينها‬ ‫القائمة‬ ‫والعالقات‬ :‫يف‬ ‫أ�سا�سا‬� ‫فتتحدد‬ ‫الرتبوية‬ ‫وظيفتها‬ ‫أما‬� ‫للتفكري؛‬ ––‫و�صفه؛‬ ‫يحدث‬ ‫ما‬ ‫�رشح‬ ––19 » ‫تربوية‬ ‫و�سيا�سات‬ ‫ا�سرتاتيجيات‬ ‫إىل‬� ‫إر�شاد‬‫ل‬‫ا‬ ‫أن‬� ‫من‬ ،‫للواقع‬ ‫علمية‬ ‫درا�سة‬ ‫يكون‬ ‫أن‬� ‫إىل‬� ‫يطمح‬ ‫كان‬ ‫إذا‬� ،‫للديداكتيك‬ ‫المنا�ص‬ ‫أنه‬� ‫إذن‬� ‫وا�ضح‬ ‫املنظور‬ ‫مع‬ ‫يلتقي‬ ‫ما‬ ‫وهو‬ ،»‫الرتبوي‬ ‫أن‬�‫ش‬�‫ال‬ ‫وا�ستيعاب‬ ‫لفهم‬ ‫نظرية‬ ‫«مناذج‬ ‫بناء‬ ‫على‬ ‫يرتكز‬ .‫جتلياته‬ ‫مبختلف‬ ‫الفيربي‬ ‫الرتبوية‬ ‫تدر�س بع�ض املظاهر‬ )‫بحثي(ة‬ ‫/م�سلك‬ ‫�سريورة‬ ‫أو‬� ‫مقاربة‬ ،‫فالديداكتيك‬ ‫ذلك‬ ‫عن‬ ‫ف�ضال‬ ‫املظاهر‬ ‫املعريف‬ ‫احلقل‬ ‫هذا‬ ‫يف‬ ‫الكومب‬ ‫دانييل‬ ‫ميز‬ ‫وقد‬ .‫دقيق‬ ‫بتخ�ص�ص‬ ‫أمر‬‫ل‬‫ا‬ ‫يتعلق‬ ‫مما‬ ‫أكرث‬� :‫آتية‬‫ل‬‫ا‬ ––،‫البيداغوجيا‬‫يف‬‫ؤ�س�سية‬�‫وامل‬‫العالئقية‬‫املظاهر‬‫مع‬]...[ ‫يتعار�ض‬‫(الذي‬‫املعريف‬‫املظهر‬« ‫للرتبية)؛‬ ‫العام‬ ‫املظهر‬ ‫مع‬ ‫أو‬� ––‫ال�سمعية‬ ‫والو�سائل‬ ‫إعالمياتية‬‫ل‬‫ا‬ ‫املواد‬ ‫يف‬ ‫ينح�رص‬ ‫ال‬ ‫(الذي‬ ‫التكنولوجي‬ ‫املظهر‬ ‫الب�رصية)؛‬ 18 Max Weber , Essais sur la théorie de la science, Trad. J. Freund, 1969, p. 83 141 .‫ص‬ ،2001 ،‫التربية‬ ‫عالم‬ ،‫اكتسابها‬ ‫واسترتيجيات‬ ‫الكفايات‬ ،‫غريب‬ ‫الكريم‬ ‫عبد‬ 19
  • 7. 125 ‫وإشكاالت‬ ‫و‬ ‫قضايا‬ :‫الديداكتيك‬ ‫مفهوم‬ ––‫ديداكتيك‬ ‫عن‬ ‫نتكلم‬ ‫ما‬ ‫أكرث‬� ‫درا�سية‬ ‫مادة‬ ‫ديداكتيك‬ ‫عن‬ ‫نتكلم‬ ‫(بحيث‬ ‫الن�سبي‬ ‫املظهر‬ 20 .» )‫عامة‬ ‫ي�سمى‬ ‫ما‬ ‫أو‬� ‫س‬�‫التدري‬ ‫مادة‬ ‫هو‬ ‫أول‬‫ل‬‫ا‬ ‫تخ�ص�صني؛‬ ،‫أقل‬‫ل‬‫ا‬ ‫على‬ ،‫الديداكتيكية‬ ‫الدرا�سة‬ ‫تفرت�ض‬ ‫ي�ستخدم‬ ‫الذي‬ ‫بالتخ�ص�ص‬ ‫أمر‬‫ل‬‫ا‬ ‫ويتعلق‬ ،‫أداة‬�‫ك‬ ‫يتدخل‬ ‫الثاين‬ ‫والتخ�ص�ص‬ ،‫املو�ضوع‬ ‫باملادة‬ ‫مثل‬ ]...[ ‫إ�شكالياتها‬� ‫أو‬� ‫تدري�سها‬ ‫أو‬� ‫املادة‬ ‫تعلم‬ ‫حول‬ ‫إح�صائية‬� ‫أو‬� ‫ميدانية‬ ‫أبحاث‬� ‫مبا�رشة‬ ‫يف‬ ‫مثال‬ 21 .‫إح�صاء‬‫ل‬‫ا‬ ‫باملنهج‬ ‫االلتزام‬ ،‫أ�سا�س‬‫ل‬‫با‬ ،‫منها‬ ‫دقيقة‬ ‫�رشوطا‬ « ‫تتطلب‬ ‫العلمية‬ ‫الدرا�سة‬ ‫أن‬� ‫الوا�ضح‬ ‫ومن‬ ‫طريق‬ ‫عن‬ ‫�صحتها‬ ‫من‬ ‫أكد‬�‫للت‬ ‫ومتحي�صها‬ ‫و�صياغتها‬ ‫الفر�ضيات‬ ‫وو�ضع‬ ‫إ�شكالية‬‫ل‬‫ا‬ ‫طرح‬ ‫يف‬ ‫العلمي‬ ‫التي‬ ‫التعلمية‬ ‫الو�ضعيات‬ ‫على‬ ‫الدرا�سة‬ ‫هذه‬ ‫تن�صب‬ ‫املو�ضوع‬ ‫حيث‬ ‫ومن‬ ،‫والتجريب‬ ‫االختبار‬ 22 .»‫أ�سا�سي‬‫ل‬‫ا‬ ‫الدور‬ )‫(التلميذ‬ ‫املتعلم‬ ‫فيها‬ ‫يلعب‬ ‫الذي‬ ‫واملنهج‬ ،‫جهة‬ ‫من‬ ‫مو�ضوعها‬ ‫هو‬ ‫ما‬ ‫علمية‬ ‫معرفة‬ ‫مييز‬ ‫ما‬ ‫أن‬� ‫القول‬ ‫ميكن‬ ،‫العموم‬ ‫على‬ ‫�سريورة/م�سلك‬ ‫أو‬� ‫مقاربة‬ ‫باعتباره‬ ‫الديداكتيك‬ ‫إن‬�‫ف‬ ‫إطار‬‫ل‬‫ا‬ ‫هذا‬ ‫ويف‬ .‫أخرى‬� ‫جهة‬ ‫من‬ ‫عليه‬ ‫تعتمد‬ .‫اجلانبني‬ ‫هذين‬ ‫تذليل‬ ‫اجتاه‬ ‫يف‬ ‫ي�سري‬ )‫بحثي(ة‬ ‫يف‬ ‫أمر‬‫ل‬‫ا‬ ‫أن‬� ‫على‬ ،‫م�ستويني‬ ‫بني‬ ‫فيه‬ ‫ميزنا‬ ‫فقط‬ ‫تو�ضيحي‬ ‫مبجهود‬ ‫القيام‬ ‫آن‬‫ل‬‫ا‬ ‫حد‬ ‫إىل‬� ‫حاولنا‬ ‫لقد‬ ،‫الديداكتيك‬ ‫مفهوم‬ ‫حتليالت‬ ‫عرب‬ ،‫ن�صادف‬ ‫إذ‬� ،‫امل�ستويني‬ ‫هذين‬ ‫تو�ضيح‬ ‫من‬ ‫أكرب‬� ‫الديداكتيك‬ ‫حقل‬ ‫ما‬ ‫والق�ضايا‬ ‫إ�شكاالت‬‫ل‬‫ا‬ ‫هذه‬ ‫ومن‬ .‫املعريف‬ ‫احلقل‬ ‫هذا‬ ‫ومو�ضوع‬ ‫بهوية‬ ‫عالقة‬ ‫ذات‬ ‫إ�شكاالت‬� :‫أتي‬�‫ي‬ ‫فيما‬ ‫�سنناق�شه‬ ‫للفعل؟‬ ‫نموذج‬ ‫أم‬ ‫علم‬ :‫الديداكتيك‬ ،‫التدري�س‬ ‫لو�ضعية‬ ‫العلمية‬ ‫الـدرا�سة‬ ‫على‬ ‫الديـداكتيك‬ ‫يقت�صـر‬ ‫هل‬ :‫وهي‬ ‫أوىل‬‫ل‬‫ا‬ ‫إ�شكالية‬‫ل‬‫با‬ ‫أ‬�‫لنبد‬ ‫نف�س ال�سياق‬ ‫ويف‬ ‫للتطبـيق؟‬ ‫منوذجـا‬ ‫أي‬� Modèle d’action ‫للفـعل‬ ‫منوذجا‬ ‫ليكون‬ ‫يطمح‬ ‫أنه‬� ‫أم‬� ‫بحث‬ ‫أ�صل‬‫ل‬‫ا‬ ‫يف‬ ‫هي‬ ‫التي‬ ،‫أخرية‬‫ل‬‫ا‬ ‫هذه‬ ،‫والبيداغوجيا‬ ‫الديداكتيك‬ ‫بني‬ ‫العالقة‬ ‫إ�شكال‬� ‫طرح‬ ‫ميكن‬ ‫إ�شكالية‬‫ ل‬‫وجهني‬ ‫ميثالن‬ ‫أنهما‬� ‫أو‬� ،‫مرتابطتان‬ ‫إ�شكاليتني‬‫ل‬‫ا‬ ‫إن‬� ‫تطبيقية؟‬ ‫مناذج‬ ‫أو‬� ‫للفعل‬ ‫مناذج‬ ‫عن‬ .‫بينهما‬ ‫بالربط‬ ‫إال‬� ‫حتليلهما‬ ‫ميكن‬ ‫ال‬ ‫لذا‬ ،‫واحدة‬ ‫فل�سفية‬ ‫أ�سا�س نظرة‬� ‫على‬ ‫املبنيني‬ ‫والعمل‬ ‫التطبيق‬ ‫مفهوم‬ ‫على‬ ‫أ�سا�سا‬� ‫يرتكز‬ ‫البيداغوجي‬ ‫املنظور‬ ‫إن‬� ‫بيداغوجيا‬ ‫كل‬ ‫حتليل‬ ‫ميكن‬ ‫لذا‬ ،‫واملعرفة‬ ‫إن�سان‬‫ل‬‫وا‬ ‫واملجتمع‬ ‫الكون‬ ‫عن‬ ‫خا�ص‬ ‫ت�صور‬ ‫إىل‬� ‫ت�ستند‬ ‫الالتوجيهية‬ ‫البيداغوجيا‬ ‫وهناك‬ ‫التحررية‬ ‫البيداغوجيا‬ ‫فهناك‬ .‫هذه‬ ‫الفل�سفية‬ ‫نظرتها‬ ‫على‬ ‫بناء‬ 20 D. Lacombe, « Didactique » 2002, op. cit., p. 301 21 Ibid., p. 301 .10 .‫ص‬ ،2011 ،‫الدريج‬ ‫محمد‬ 22
  • 8. 2015 ‫يونيو‬ – ‫اجلديدة‬ ‫ال�سل�سلة‬ – 7 ‫العدد‬ ‫الرتبية‬ ‫علوم‬ ‫كلية‬ ‫جملة‬ ‫التدريس‬ 126 ‫أ�س�سها‬� ‫ت�ستمد‬ ‫تربوية‬ ‫فل�سفات‬ ‫من‬ ‫م�ستوحاة‬ ‫بيداغوجيات‬ ‫وهي‬ .‫ألخ‬� ... ‫الالمدر�سية‬ ‫والبيداغوجيا‬ ‫مبيل‬ ‫أمـر‬‫ل‬‫ا‬ ‫يتعـلق‬ ‫وهنا‬ .‫إطارها‬� ‫يف‬ ‫املتعلم‬ ‫تهيئ‬ ‫يتم‬ ،‫واملجتمع‬ ‫إن�سان‬‫ل‬‫وا‬ ‫للكون‬ ‫خا�صة‬ ‫نظرة‬ ‫من‬ .‫فعل‬ ‫حالة‬ ‫يف‬ ‫إذن‬� ‫إننا‬� ‫الواقع؛‬ ‫فيى‬ ‫أثـري‬�‫الت‬ ‫إىل‬� ‫البيداغوجيـات‬ ‫هذه‬ ‫علمية‬ ‫زاوية‬ ‫من‬ ‫والبيداغوجي‬ ‫الرتبوي‬ ‫الواقع‬ ‫إىل‬� ‫النظر‬ ‫ي�ستهدف‬ ‫إنه‬�‫ف‬ ‫الديداكتيكي‬ ‫املنظور‬ ‫أما‬� ‫يف‬ ‫التـــدري�س وفهمه‬ ‫واقع‬ ‫حتليل‬ ‫على‬ ‫ينبني‬ ‫إنه‬�‫ف‬ ‫لذا‬ ،‫و�سريورتها‬ ‫تفاعلها‬ ‫يف‬ ‫عنا�رصه‬ ‫عن‬ ‫للك�شف‬ ‫منحى‬ ‫ينحو‬ ،‫ال�صايف‬ ‫�شكله‬ ‫يف‬ ،‫فالعلم‬ . ‫واملجردة‬ ‫اخلال�صة‬ ‫املعــرفة‬ ‫إىل‬� ‫إذن‬� ‫ي�صبــو‬ ‫فهو‬ .‫البداية‬ :‫ال�سياق‬ ‫هذا‬ ‫يف‬ ‫الكومب‬ ‫ويقول‬ ‫واليومية؛‬ ‫امللمو�سة‬ ‫للق�ضايا‬ ‫حلول‬ ‫إيجاد‬� ‫ادعاء‬ ‫دون‬ ‫والتعليل‬ ‫الفهم‬ ‫العامل‬ ‫تعا�سة‬ ،‫الربوليتاري‬ ‫تعا�سة‬ ‫ما؛‬ ‫تعا�سة‬ ‫الغربية‬ ‫جمتمعاتنا‬ ‫اكت�شفت‬ ‫كلما‬ ،‫قرنني‬ ‫من‬ ‫أزيد‬� ‫منذ‬ « ‫والنيات‬ ‫العلم‬ ‫على‬ ‫ونادت‬ ‫عليها‬ ‫الق�ضاء‬ ‫وقررت‬ ‫إال‬� ،‫ؤهل‬�‫امل‬ ‫غري‬ ‫املراهق‬ ‫أو‬� ‫الطفل‬ ‫تعا�سة‬ ،‫الثالث‬ ‫إمالق‬‫ل‬‫ا‬ ‫على‬ ‫الق�ضاء‬ :‫مثل‬ ‫من‬ ‫إن�سانية‬‫ل‬‫التقنية-ا‬ ‫ال�صبغة‬ ‫ذات‬ ‫ال�شعارات‬ ‫توايل‬ ‫هنا‬ ‫ومن‬ .‫احل�سنة‬ ‫الدعاة‬ ‫ي�ستطعه‬ ‫مل‬ ‫ما‬ ‫أن‬� ‫على‬ .‫الدرا�سي‬ ‫الف�شل‬ ‫وحماربة‬ ،‫التخلف‬ ‫على‬ ‫واالنت�صار‬ ،‫والعوز‬ ،‫وال�صناعيني‬‫الفالحيني‬‫العمال‬‫ل�صالح‬‫به‬‫القيام‬Philanthropes‫احل�سنة‬‫النيات‬‫ذوو‬‫إن�سانيون‬‫ل‬‫ا‬ ‫الباحثون‬ ‫ي�ستطيع‬ ‫ال‬ ،‫اجلنوب‬ ‫دول‬ ‫يف‬ ‫املفل�سني‬ ‫للفالحني‬ ‫حتقيقه‬ ‫والفالحة‬ ‫االقت�صاد‬ ‫خرباء‬ ‫وكذا‬ .‫�صعبة‬ ‫تربوية‬ ‫و�ضعية‬ ‫يف‬ ‫يوجدون‬ ‫الذين‬ ‫للتالميذ‬ ‫به‬ ‫القيام‬ ‫ؤهلون‬�‫امل‬ ‫واملدر�سون‬ ‫الديداكتيكيون‬ ]...[ ‫�سيا�سية‬ ‫م�شاكل‬ ‫أوال‬� ‫هي‬ ‫امل�شاكل‬ ‫هذه‬ ‫كل‬ ‫أن‬� -‫ؤه‬�‫إخفا‬� ‫يقع‬ ‫ذلك‬ ‫أن‬� ‫ولو‬ -‫اليوم‬ ‫نعرف‬ ‫أننا‬‫ل‬ ‫الـذي‬ ‫املفاهيم‬ ‫وبناء‬ ‫الظـواهر‬ ‫مالحظـة‬ ‫هو‬ ،‫الديداكتيك‬ ‫وخا�صة‬ ،‫العلم‬ ‫دور‬ ‫يبقى‬ ‫ذلك‬ ‫انتظار‬ ‫ويف‬ 23 ».‫الو�صف‬ ‫هذا‬ ‫مـن‬ ‫ميكننا‬ )‫(الفعل‬ ‫باملمار�سة‬ ‫خا�ص‬ ‫ومنطق‬ ‫واملجـردة‬ ‫اخلال�صـة‬ ‫املعرفة‬ ‫يتغيى‬ ‫بالعلم‬ ‫خا�ص‬ ‫منطق‬ ‫إذن‬� ‫هناك‬ ‫على‬ .‫وحيثياته‬ ‫الواقع‬ ‫�رشوط‬ ‫تعقيد‬ ‫على‬ ‫يحيل‬ ‫الذي‬ ‫أخري‬‫ل‬‫ا‬ ‫املنطق‬ ‫هذا‬ ،‫الواقع‬ ‫يف‬ ‫أثري‬�‫الت‬ ‫يتغيى‬ ‫بتنافر‬ ‫يتعلق‬ ‫ال‬ ‫كما‬ ،‫آخر‬� ‫دون‬ ‫منطق‬ ‫على‬ ‫معيارية‬ ‫أحكام‬� ‫أو‬� ‫بتفا�ضل‬ ‫الواقع‬ ‫يف‬ ‫يتعلق‬ ‫ال‬ ‫أمر‬‫ل‬‫ا‬ ‫أن‬� ‫جمال؛‬ ‫كل‬ ‫خل�صو�صية‬ ‫�رصف‬ ‫نظري‬ ‫حتديد‬ ‫فقط‬ ‫هو‬ ‫بل‬ ،‫بينهما‬ ‫وفا�صلة‬ ‫قاطعة‬ ‫بحدود‬ ‫أو‬� ،‫بينهما‬ ‫التحليل‬ ‫أر�ضية‬� ‫هي‬ ‫هل‬ ،‫منها‬ ‫املنطلق‬ ‫أر�ضية‬‫ل‬‫با‬ ‫الوعي‬ ‫ممار�سة‬ ‫كل‬ ‫يف‬ ‫يقت�ضي‬ ‫أمر‬‫ل‬‫ا‬ ‫أن‬� ‫أي‬� ‫إليها؟‬� ‫املتو�صل‬ ‫النتائج‬ ‫لتطبيق‬ ‫حمددة‬ ‫معايري‬ ‫إيجاد‬� ‫أر�ضية‬� ‫أم‬� ‫للظواهر‬ ‫املو�ضوعي‬ ‫إن‬�‫ف‬ ،‫والقيم‬ ‫واملهارات‬ ‫املعارف‬ ‫نقل‬ ‫كيفية‬ ‫يف‬ ‫ق�ضاياه‬ ‫يختزل‬ ‫البيداغوجي‬ ‫املنظور‬ ‫كان‬ ‫إذا‬�‫و‬ ‫يف‬ ‫الفاعلة‬ ‫املعطيات‬ ‫كل‬ ‫تفاعل‬ ‫إىل‬� ‫ينظر‬ ‫بل‬ ‫االختزال‬ ‫هذا‬ ‫�سجني‬ ‫يبقى‬ ‫ال‬ ‫الديداكتيكي‬ ‫املنظور‬ .‫الرتبوية‬ ‫املمار�سة‬ ‫مناذج‬ ‫لبناء‬ ‫و�سيلة‬ ‫تكون‬ ‫أن‬� ‫تريد‬ « ،M. Develay ‫دوفوالي‬ ‫يقول‬ ‫عموما،كما‬ ‫الرتبية‬ ‫علوم‬ ‫إن‬� Vergnaud ‫فرينيو‬ ‫ويقول‬ 24 ».‫الواقع‬ ‫هذا‬ ‫يف‬ ‫أثري‬�‫والت‬ ‫الرتبوي‬ ‫للواقع‬ ‫أح�سن‬� ‫فهم‬ ‫أجل‬� ‫من‬ 23 D. Lacombe, op. cit., p. 300 24 M. Develay, Ph. Meirieu, Emile, reviens vite, ils sont devenus fous. op. cit., pp. 47-48
  • 9. 127 ‫وإشكاالت‬ ‫و‬ ‫قضايا‬ :‫الديداكتيك‬ ‫مفهوم‬ ‫معرفة‬ ‫يف‬ ‫تختزل‬ ‫ال‬ ‫فالديداكتيك‬ :‫اختزالية‬ ‫خطاطة‬ ‫كل‬ ‫عن‬ ‫االبتعاد‬ ‫«ينبغي‬ :‫ال�صدد‬ ‫هذا‬ ‫يف‬ .G ‫إنها‬� .‫إبي�ستمولوجيا‬‫ل‬‫ا‬ ‫يف‬ ‫وال‬ ‫التاريخ‬ ‫يف‬ ‫وال‬ ‫البيداغوجيا‬ ‫يف‬ ‫وال‬ ‫ال�سيكولوجيا‬ ‫يف‬ ‫وال‬ ‫درا�سية‬ ‫مادة‬ ‫يوجد‬ « ‫فالديداكتيك‬ 25 ».‫ومناهجها‬ ‫إ�شكالياتها‬�‫و‬ ‫هويتها‬ ‫فلها‬ ،‫فيه‬ ‫تختزل‬ ‫ال‬ ‫ولكنها‬ ‫ذلك‬ ‫تفرت�ض كل‬ ‫على‬ ‫تركز‬ ‫التي‬ ‫الرتبية‬ ‫وعلوم‬ Le faire ‫الفعل‬ ‫على‬ ‫تركز‬ ‫التي‬ ‫البيداغوجيا‬ ‫بني‬ ‫الطرق‬ ‫مفرتق‬ ‫يف‬ ،‫مو�ضوعها‬ ‫حول‬ ‫إجماع‬� ‫وجود‬ ‫عدم‬ ‫كون‬ ‫جهة‬ ‫يف�رس من‬ ‫ما‬ ‫هي‬ ‫الو�ضعية‬ ‫وهذه‬ .‫اخلال�صة‬ ‫املعرفة‬ 26 .»‫متعار�ضة‬ ‫ملخاطر‬ ‫تعر�ضها‬ ‫أخرى‬� ‫جهة‬ ‫ومن‬ ‫اجلانب‬‫هو‬‫هذا‬‫أن‬� ‫ي�ضيف‬،‫علمية‬‫درا�سة‬‫باعتباره‬‫الديداكتيك‬‫يعرف‬‫أن‬� ‫بعد‬،‫الدريج‬‫حممد‬‫جند‬‫لهذا‬ ‫الديداكتيك‬ ‫ي�سعى‬ « ‫التطبيقي‬ ‫اجلانب‬ ‫يف‬ ‫ولكن‬ ،‫والنظريات‬ ‫النماذج‬ ‫�صياغة‬ ‫أي‬� ،‫فقط‬ ‫النظري‬ ‫الرتبوي‬ ‫وامل�رشف‬ ‫ؤطر‬�‫املدر�س وامل‬ ‫من‬ ‫كال‬ ‫�ست�ساعد‬ ‫التي‬ ‫النتائج‬ ‫من‬ ‫متنوعة‬ ‫ح�صيلة‬ ‫إىل‬� ‫للتو�صل‬ ‫التغلب‬ ‫يي�رس �سبل‬ ‫مما‬ ‫تعرت�ضهم‬ ‫التي‬ ‫بامل�شاكل‬ ‫والتب�رص‬ ‫عملهم‬ ‫طبيعة‬ ‫إدراك‬� ‫على‬ ... ‫وغريهم‬ 27 »‫وجه‬ ‫أح�سن‬� ‫على‬ ‫التعليمية‬ ‫الرتبوية‬ ‫بواجباتهم‬ ‫قيامهم‬ ‫وي�سهل‬ ‫عليها‬ :‫بقوله‬ ‫للديداكتيك‬ ‫آتي‬‫ل‬‫ا‬ ‫التعريف‬ ‫ديزوطيل‬ ‫يولف‬ ‫نف�س ال�سياق‬ ‫يف‬ ‫تي�سري‬‫إىل‬� ‫تهدف‬‫بيـداغوجـية‬‫ا�سرتاتيجيات‬‫وجتريب‬‫إعداد‬� ‫كمو�ضوع‬‫لنف�سه‬‫يتخذ‬‫تطبيقي‬‫علم‬‫إنه‬�« 28 ».‫تربـوية‬ ‫م�شـاريع‬ ‫إجنـاز‬� ‫من‬ ‫أ�شـخا�ص‬‫ل‬‫ا‬ ‫متـكني‬ ‫تروم‬ ‫علمية‬ ‫درا�سة‬ ‫يكون‬ ‫أن‬� ‫إىل‬� ‫أ‬�‫املبد‬ ‫حيث‬ ‫من‬ ‫ي�صبو‬ ‫كان‬ ‫إن‬�‫و‬ ،‫الديداكتيك‬ ‫أن‬� ‫إذن‬� ‫وا�ضح‬ ‫خ�صو�صا‬ ،‫بالفعل‬ ‫مفارقة‬ ‫إنها‬� .29 ‫أثري‬�‫الت‬ ‫حيث‬ ‫من‬ ‫البيداغوجيا‬ ‫من‬ ‫يقرتب‬ ‫إنه‬�‫ف‬ ،‫املجردة‬ ‫املعرفة‬ 30 ‫وال�سـيا�سـي‬ ‫«العـامل‬ :‫كـتابه‬ ‫فـي‬ Max weber‫مـاك�س فيـرب‬ ‫به‬ ‫قـام‬ ‫الـذي‬ ‫التمـييز‬ ‫ا�ستح�رضنا‬ ‫إذا‬� ‫ال�سيا�سي‬ ‫منطق‬ ‫وبني‬ ،‫اخلال�صة‬ ‫املعرفة‬ ‫يروم‬ ‫الذي‬ )‫الديداكتيكي‬ ‫لنا‬ ‫(بالن�سبة‬ ‫العامل‬ ‫منطق‬ ‫بني‬ « ‫الواقع‬ ‫يف‬ ‫أثري‬�‫الت‬ ‫نروم‬ ‫فحينما‬ .‫وتغيريه‬ ‫الواقع‬ ‫يف‬ ‫أثري‬�‫الت‬ ‫يروم‬ ‫الذي‬ )‫البيداغوجي‬ ‫لنا‬ ‫(بالن�سبة‬ ‫ويف‬ ،‫ڤيرب‬ ‫ح�سب‬ ‫ال�سيا�سة‬ ‫دائرة‬ ‫إىل‬� ‫العلم‬ ‫دائرة‬ ‫من‬ ‫نخرج‬ ‫معينة‬ ‫ظواهر‬ ‫معاجلة‬ ‫أو‬� ‫وجهته‬ ‫وتغيري‬ ‫امل�شهور‬ ‫االنتقاد‬ ‫ال�سياق‬ ‫هذا‬ ‫يف‬ ‫ويدخل‬ .‫البيداغوجيا‬ ‫إىل‬� ‫العلم‬ ‫أو‬� ‫الديداكتيك‬ ‫من‬ ‫نخرج‬ ،‫حالتنا‬ ‫للمجتمعات‬ ‫علما‬ ‫كونها‬ ‫بني‬ ‫جتمع‬ ‫أن‬� ،‫نظره‬ ‫يف‬ ،‫تريد‬ ‫والتي‬ ‫للمارك�سية‬ ‫ماك�س فيرب‬ ‫وجهه‬ ‫الذي‬ .‫املجتمعات‬ ‫هذه‬ ‫واقع‬ ‫لتغيري‬ ‫�سيا�سة‬ ‫كونها‬ ‫وبني‬ ،‫جهة‬ ‫من‬ ‫�صريورتها‬ ‫منطق‬ ‫يدرك‬ ‫الب�رشية‬ ‫منظورات‬‫أو‬� ‫جوانب‬‫لت�صبح‬‫تتجه‬‫للديداكتيك‬‫والتطبيقي‬‫التنظريي‬‫اجلانبني‬‫بني‬‫الثنائية‬‫هذه‬‫أن‬� ‫يبدو‬ ‫تتكامل‬ ‫فهل‬ ‫كذلك‬ ‫كانت‬ ‫إذا‬�‫و‬ ‫متناغمة؟‬ ‫املنظورات‬ ‫هذه‬ ‫هل‬ :‫آتي‬‫ل‬‫ا‬ ‫ؤال‬�‫س‬�‫ال‬ ‫بالتايل‬ ‫فيطرح‬ ،‫ثالث‬ 25 A. Vergnioux, L. Cornu,La didactique en questions, C. N. R. P. 1992, p.42‫عند‬ ‫:ورد‬ 26 Ch. Hadji, Penser et agir l’éducation, op. cit, , p. 158 .11 .‫ص‬ ،‫سابق‬ ‫مرجع‬ ،2011 ،‫الدريج‬ ‫محمد‬ 27 28 Desautel Jacques, Trempe Péerre-Lean, «Qu’est ce que la didactique ?» In Didactique en sciences expérimentales 70 .‫ص‬ ،‫المرجع‬ ‫نفس‬ ‫بناني‬ ‫رشيد‬ :‫ترجمة‬ 29 .Ch. Hadji, Penser et agir l’éducation, .op. cit., 30 Max Weber, Le savant et le politique, plon, 1959, Traduction J. Frund.
  • 10. 2015 ‫يونيو‬ – ‫اجلديدة‬ ‫ال�سل�سلة‬ – 7 ‫العدد‬ ‫الرتبية‬ ‫علوم‬ ‫كلية‬ ‫جملة‬ ‫التدريس‬ 128 31 ‫املمار�سة؟‬ ‫م�ستوى‬ ‫على‬ ‫للتربية‬ ‫والقابلية‬ ‫الديداكتيك‬ ‫لي�سا‬ ‫أنهما‬� ‫كما‬ ،‫التدري�س‬ ‫لعلم‬ ‫مو�ضوعان‬ ‫للتعلم‬ ‫اجتماعي‬ ‫كمجال‬ ‫املدر�سة‬ ‫أو‬� ‫التعلم‬ ‫ي�شكل‬ ‫ال‬ ‫املدر�سة‬ ‫أن‬� ‫التدري�س كما‬ ‫علم‬ ‫أ�سي�س نظرية‬�‫ت‬ ‫يف‬ ‫أ�سا�سي‬� ‫التعلم‬ ‫لكن‬ ،‫التدري�س‬ ‫علم‬ ‫جماالت‬ ‫من‬ 32 .‫تعليمي‬ ‫ن�شاط‬ ‫لكل‬ ‫ومفيدة‬ ‫�رضورية‬ ‫و�ضعيات‬ ‫�ضمن‬ ‫وذلك‬ ،‫عموما‬ ‫والرتبوي‬ ‫الديداكتيكي‬ ‫التدخل‬ ‫من‬ ‫التدري�س نوع‬ ‫أن‬� ‫البدهي‬ ‫من‬ ‫و�سو�سيولوجية‬ ‫�سيكولوجية‬ ‫لنظريات‬ ‫بالنظر‬ ‫إال‬� ‫معنى‬ ‫من‬ ‫التدخل‬ ‫لهذا‬ ‫يكون‬ ‫ولن‬ .‫تعلمية‬ ‫تعليمية‬ ‫التغيري‬ ‫إحداث‬� ‫يف‬ ‫أثر‬� ‫وذا‬ ‫فعالية‬ ‫ذا‬ ‫أمرا‬� ‫بل‬ ،‫ممكنا‬ ‫أمرا‬� ‫التدخل‬ ‫هذا‬ ‫من‬ ‫جتعل‬ ،‫ألخ‬�... ‫حمددة‬ ‫ارتباط‬ ‫ذات‬ ‫جماالت‬ ‫ثالثة‬ ‫عن‬ ‫إ�شكالية‬‫ل‬‫ا‬ ‫هذه‬ ‫�ضمن‬ ‫و�سنتحدث‬ .‫املن�شود‬ ‫والديداكتيكي‬ ‫الرتبوي‬ .‫الغالب‬ ‫يف‬ ‫املغيب‬ ‫الثقايف‬ ‫والبعد‬ ‫الرتبية‬ ‫و�سو�سيولوجيا‬ ‫النمو‬ ‫�سيكولوجيا‬ ‫وهي‬ ‫بالديداكتيك؛‬ ‫وثيق‬ 11.‫النمو‬ ‫سيكولوجيا‬ ‫ومجال‬ ‫التعلم‬ ‫إ�شكالية‬� ‫ب�صدد‬ ‫متناف�سني‬ ‫منوذجني‬ ،‫إجماال‬� ،‫جند‬ ‫املجال‬ ‫هذا‬ ‫يف‬ ‫النظريات‬ ‫ا�ستقراء‬ ‫خالل‬ ‫من‬ ‫عن‬ ‫ر‬َّ‫عبــ‬ُ‫ي‬ ‫بحيث‬ ‫متعار�ضة‬ ‫قبلية‬ ‫افرتا�ضات‬ ‫إىل‬� ‫النموذجان‬ ‫وي�ستند‬ .‫للفرد‬ ‫والعام‬ ‫العقلي‬ ‫النمو‬ ‫وم�صطلح‬ ‫أول‬‫ل‬‫ا‬ ‫النموذج‬ ‫على‬ Cristal‫البلور‬ ‫م�صطلح‬ ‫يحيل‬ ‫وهكذا‬ ‫جمازية؛‬ ‫بكلمة‬ ‫منوذج‬ ‫كل‬ :‫الثاين‬ ‫النموذج‬ ‫على‬ 33 Flamme ‫ال�رشارة‬ ‫يقود‬ ،‫وانتظامها‬ ‫اخلا�صة‬ ‫البنيات‬ ‫لثبات‬ ‫�صورة‬ ‫أنه‬� ‫ومبا‬ « ،‫البلور‬ ‫يف‬ ‫املتمثل‬ ‫أول‬‫ل‬‫ا‬ ‫فالنموذج‬ ‫مبعنى‬ ‫الك�شف‬ ‫أنه‬� ‫على‬ ‫النمو‬ ‫تعريف‬ ‫فيتم‬ ،‫الفطرية‬ ‫واخلطاطات‬ ‫الداخلية‬ ‫احلقائق‬ ‫تف�ضيل‬ ‫إىل‬� ‫وكل‬ ،‫الفرد‬ ‫داخل‬ ‫من‬ ‫منبثقة‬ ‫بنية‬ ‫عن‬ ‫الك�شف‬ ‫�سوى‬ ‫للو�سط‬ ‫دور‬ ‫وال‬ ،‫الفوتوغرايف‬ ‫الت�صوير‬ ‫على‬ ‫النموذج‬ ‫هذا‬ ‫ويحيل‬ ،34 )‫اجلينة‬ ‫أو‬� ‫الوراثي‬ ‫(الربنامج‬ ‫الداخلي‬ ‫الربنامج‬ ‫على‬ ‫متوقف‬ ‫�شيء‬ ،‫أ�سـا�س‬‫ل‬‫ا‬ ‫هـي‬ ‫الــداخلـية‬ ‫والتمثالت‬ ‫الت�صورات‬ ‫معه‬ ‫تكون‬ ‫ب�شكل‬ ‫الداخلية‬ ‫البنيات‬ ‫وتفاعل‬ ‫انتظام‬ ‫باعتباره‬ ،‫حتديدا‬ ‫أوالديداكتيك‬� ‫الرتبية‬ ‫تكون‬ ‫وبالتايل‬ ،‫الفطرية‬ ‫أ�شكـال‬‫ل‬‫ل‬ ‫أولـويـة‬‫ل‬‫ا‬ ‫تكـون‬ ‫وهنــا‬ ‫ذي‬ ‫غري‬ ‫أمر‬� ‫أنه‬� ‫إما‬� ،‫البيداغوجي‬ ‫التغيري‬ ‫ي�ستهدف‬ ‫ق�صديا‬ ‫وعمال‬ ‫النمو‬ ‫إحداث‬‫ ل‬‫ديداكتيكيا‬ ‫تدخال‬ .‫الداخلية‬ ‫البنية‬ ‫عن‬ ‫الك�شف‬ ‫يف‬ ‫جدواه‬ ‫تكون‬ ‫أو‬� ‫منطقيا‬ ‫جدوى‬ ‫التي‬ ‫وهي‬ Didactique praticienne ‫الممارسة‬ ‫ديداكتيك‬ :‫سمياه‬ ‫ما‬ ‫هي‬ ‫منظورات‬ ‫ثالثة‬ ‫على‬ ‫لوران‬ ‫وسوزان‬ ‫جونير‬ ‫فليب‬ ‫ يحيل‬31 Didactique‫المعيارية‬ ‫والديداكتيك‬ ،‫الديداكتيكي‬ ‫النقل‬ ‫يسمى‬ ‫ما‬ ‫إطار‬ ‫في‬ ‫بالمعرفة‬ ‫عالقته‬ ‫تكون‬ ‫حيث‬ ‫والممارس‬ ‫المدرس‬ ‫يباشرها‬ Didactique‫النقدية‬ ‫والديداكتيك‬ ،‫الوزارة‬ ‫عن‬ ‫الصادرة‬ ‫التربوية‬ ‫والتوجيهات‬ ‫الدراسية‬ ‫والمناهج‬ ‫بالبرامج‬ ‫ترتبط‬ ‫التي‬ normative Philippe Jonnaert, Suzanne.‫والبحث‬ ‫للدراسة‬ ‫معرفيا‬ ‫حقال‬ ‫الجامعيون‬ ‫الباحثون‬ ‫يعتبرها‬ ‫التي‬ critique et prospective Laurin. (Sous dir.) Les didactiques des disciplines. Un Débat contemporain, Presses de l’Université .du Québc, 2001, p. 5 .17-18 .‫ص‬ ،‫سابق‬ ‫مرجع‬ ،2011 ،‫الدريج‬ ‫محمد‬ 32 33 Ch. Hadji, Penser et agir l’éducation, .op. cit., p.37 34 Ibid., p. 37-38
  • 11. 129 ‫وإشكاالت‬ ‫و‬ ‫قضايا‬ :‫الديداكتيك‬ ‫مفهوم‬ ‫اخلارجية‬ ‫أ�شكال‬‫ل‬‫ل‬ ‫ال�شاملة‬ ‫للدميومة‬ ‫�صورة‬ ‫أنها‬� ‫ومبا‬ « ،‫ال�رشارة‬ ‫يف‬ ‫املتج�سد‬ ‫الثاين‬ ‫النمودج‬ ‫أما‬�‫و‬ .‫الذاتي‬ ‫التنظيم‬ ‫�سريورة‬ ‫تف�ضيل‬ ‫إىل‬� ‫مييل‬ ‫إنه‬�‫ف‬ ،‫متوا�صلة‬ ‫داخلية‬ ‫حركية‬ ‫وجود‬ ‫من‬ ‫الرغم‬ ‫على‬ ‫هذا‬ ‫يعطي‬ 35 ».‫خلفية‬ ‫تنظيمية‬ ‫خلطة‬ ‫ك�شف‬ ‫لي�س جمرد‬ ‫جديد‬ ‫نظام‬ ‫بخلق‬ ‫كفيلة‬ ‫التغريات‬ ‫وتكون‬ ‫ومتثالت‬‫ت�صورات‬‫وجود‬‫من‬‫الرغم‬‫على‬،)‫(املحيط‬‫اخلارجية‬‫للعوامل‬‫ق�صوى‬‫أهمية‬� ‫إذن‬� ‫النموذج‬ ‫ال‬ ،‫الداخلية‬ ‫البنيات‬ ‫يف‬ ‫الكامنة‬ ‫املمكنات‬ ‫إطار‬� ‫يف‬ ‫تدخل‬ ‫جديدة‬ ‫بنيات‬ ‫تظهر‬ ‫النمو‬ ‫فخالل‬ .‫داخلية‬ ‫حيث‬ ،‫البيداغوجي‬ ‫للعمل‬ Piaget ‫بياجي‬ ‫منظور‬ ‫يدخل‬ ‫إطار‬‫ل‬‫ا‬ ‫هذا‬ ‫يف‬ .‫الفطرية‬ ‫أ�شكال‬‫ل‬‫ا‬ ‫إطار‬� ‫يف‬ ‫بالبنيات‬ ‫للدفع‬ ‫املحيط‬ ‫مع‬ ‫الداخلية‬ ‫البنيات‬ ‫أ�سا�س تفاعل‬� ‫على‬ ‫يقوم‬ ‫معنى‬ ‫الديداكتيكي‬ ‫للتدخل‬ ‫يكون‬ .‫واملمكنات‬ ‫الذهنية‬ ‫البنيات‬ ‫بني‬ ‫اجلدلية‬ ‫من‬ ‫نوع‬ ‫إطار‬� ‫يف‬ ‫ال�سطح‬ ‫إىل‬� ‫واملمكنة‬ ‫الكامنة‬ ‫فعلى‬ .Vygotsky ‫ڤيكوت�سكي‬ ‫الرو�سي‬ ‫الباحث‬ ‫هو‬ ‫أكرب‬� ‫بجالء‬ ‫املنظور‬ ‫هذا‬ ‫يج�سد‬ ‫من‬ ‫أن‬� ‫على‬ ‫إثارة‬�‫بـ‬ ‫إال‬� ‫يت�ضح‬ ‫ال‬ ‫اختالفا‬ ‫بينهما‬ ‫أن‬� ‫إال‬� ‫بع�ض اجلوانب‬ ‫يف‬ ‫وڤيكوت�سكي‬ ‫بياجي‬ ‫التقاء‬ ‫من‬ ‫الرغم‬ .‫بعد‬ ‫فيما‬ ‫النقطة‬ ‫و�سنناق�ش هذه‬ .‫والتعلم‬ ‫النـمو‬ ‫إ�شكـالية‬� 22.‫التربية‬ ‫سوسيولوجيا‬ ‫ومجال‬ ‫المدرسة‬ ‫نظر‬ ‫وجهة‬ ‫من‬ ‫الدرا�سيني‬ ‫النجاح‬ ‫أو‬� ‫الف�شل‬ ‫الرتبية‬ ‫�سو�سيولوجيا‬ ‫نظريات‬ ‫من‬ ‫كثري‬ ‫عاجلت‬ ‫ومتنوعة‬ ‫متباينة‬ ‫وحتليالت‬ ‫اجتاهات‬ ‫اتخذت‬ ‫أبحاث‬�‫و‬ ‫لدرا�سات‬ ‫املجال‬ ‫وفتحت‬ ،‫�سو�سيولوجية‬ .‫تربوية‬ ‫اجتماعية‬ ‫ؤ�س�سة‬�‫م‬ ‫بو�صفها‬ ‫املدر�سة‬ ‫تناولت‬ ‫وعلى‬ ،36 ‫الرتبية‬ ‫�سو�سيولوجيا‬ ‫إطار‬� ‫يف‬ ‫أجنزت‬� ‫التي‬ -‫الكال�سيكية‬ ‫التجريبية‬ ‫الدرا�سات‬ ‫أجمعت‬� 37 .‫إجتماعي‬‫ل‬‫ا‬ ‫أ�صل‬‫ل‬‫ا‬ ‫مبتغري‬ ‫مرتبط‬ ‫الدرا�سي‬ ‫النجاح‬ ‫أن‬� ‫على‬ -‫بينها‬ ‫امللحوظة‬ ‫الفوارق‬ ‫من‬ ‫الرغم‬ ‫تعيد‬ ‫البورجوازية‬ ‫الطبقة‬ ‫أن‬� .Bourdieu et J. C. Passeron P ‫وبا�رسون‬ ‫بورديو‬ ‫ويرى‬ ‫البيداغوجي‬‫الفعل‬‫أن‬� ‫يعتربان‬‫فهما‬،‫املدر�سية‬‫الثقافة‬‫�صلب‬‫ت�شكل‬‫التي‬‫ثقافتها‬‫خالل‬‫من‬‫نف�سها‬‫إنتاج‬� ‫أن‬� ‫بحكم‬ ‫رمزي‬ ‫عنف‬ ‫وهو‬ ،‫ثقافيا‬ ‫م�سنودة‬ ‫تع�سفية‬ ‫�سلطة‬ ‫قبل‬ ‫من‬ ‫مفرو�ض‬ ‫رمزي‬ ‫عنف‬ ‫هو‬ ،‫التع�سفية‬‫ال�سلطة‬‫أ�سا�س هذه‬� ‫تعترب‬‫اجتماعية‬‫لت�شكيلة‬‫املكونة‬‫والطبقات‬‫اجلماعات‬‫بني‬‫القوة‬‫عالقات‬ 38 . ‫إق�صاء‬‫ل‬‫وا‬ ‫االنتقاء‬ ‫بوا�سطة‬ ‫معينة‬ ‫دالالت‬ ‫فر�ض تر�سيخ‬ ‫وبحكم‬ ‫البيداغوجي‬ ‫التغيري‬ ‫حتدث‬ ‫أن‬� ‫ميكنها‬ ‫وال‬ ،‫قدري‬ ‫و�ضع‬ ‫ذات‬ ‫املدر�سة‬ ‫تكون‬ ‫املنظور‬ ‫هذا‬ ‫يف‬ ‫بل‬ ،‫أ�صال‬� ‫ؤ‬�‫بالالتكاف‬ ‫املتميز‬ ‫الواقع‬ ‫معاك�سة‬ ‫على‬ ‫يقوى‬ ‫ال‬ ‫الديداكتيكي‬ ‫التدخل‬ ‫أن‬� ‫كما‬ ،‫املن�شود‬ ‫وهكذا‬ .‫التعليمي‬ ‫ؤ‬�‫الالتكاف‬ -‫املنظور‬ ‫هذا‬ ‫ح�سب‬ – ‫الديداكتيكي‬ ‫يكر�س التدخل‬ ‫قد‬ ،‫ذلك‬ ‫من‬ ‫أكرث‬� 35 Ibid. p. 38 La ‫اإلنتاج‬ ‫معاودة‬ « ‫و‬ ،‫الماضي‬ ‫القرن‬ ‫من‬ ‫الستينات‬ ‫في‬ ‫الصادرة‬ « Les héritiers ‫«الورثاء‬ ‫دراسة‬ ‫في‬ ‫وباسرون‬ ‫بورديو‬ ‫ استند‬36 ‫االجتماعية‬ ‫السيطرة‬ ‫أدوات‬ ‫من‬ ‫أداة‬ ‫وهي‬ ،‫التربية‬ ‫أن‬ ‫واعتبرا‬ ،‫الماركسية‬ ‫النظرية‬ ‫إلى‬ ‫السبعينات‬ ‫بداية‬ ‫في‬ ‫الصادرة‬ ”reproduction .‫المهيمنة‬ ‫االجتماعية‬ ‫الطبقة‬ ‫به‬ ‫تضطلع‬ ‫الذي‬ ‫الرمزي‬ ‫العنف‬ ‫على‬ ‫مؤسسة‬ ،‫واإليديولوجية‬ 37 M. Cherkaoui, Sociologie de l’éducation, Que sais-je ? P. U. F. Paris, 1989, p. 48 38 P. Bourdieu et J. C. Passero, La reproduction-Eléments pour une théorie d’enseignement. Les éditions de Minuit, Paris, 1970, pp. 20-22.
  • 12. 2015 ‫يونيو‬ – ‫اجلديدة‬ ‫ال�سل�سلة‬ – 7 ‫العدد‬ ‫الرتبية‬ ‫علوم‬ ‫كلية‬ ‫جملة‬ ‫التدريس‬ 130 ‫املجتمعية‬ ‫البنية‬ ‫على‬ ‫املحافظ‬ ‫دور‬ ،‫عامة‬ ‫ب�صفة‬ ‫والرتبية‬ ،‫بالتخ�صي�ص‬ ‫الديداكتيكي‬ ‫التدخل‬ ‫يلعب‬ .‫والبيداغوجيا‬ ‫الرتبية‬ ‫فيها‬ ‫مبا‬ ،‫ؤالء‬�‫ه‬ ‫مفهوم‬ ‫انتقد‬ ‫الذي‬ ،39 G. Snyders ‫�سيندر‬ ‫مثل‬ ‫آخرون‬� ‫كتاب‬ ‫انتقده‬ ‫ما‬ ‫بال�ضبط‬ ‫هذا‬ ‫والقدري‬ ‫املب�سط‬ 40 C Baudelot. et R. Establet ‫إ�ستابليت‬� ‫وبودلو‬ ‫وبا�رسون‬ ‫بورديو‬ ‫أي‬� ‫ال�سيا�سية‬ ‫ال�شكلية‬ ‫نزعتها‬ ‫من‬ ‫فقط‬ ‫حتريرها‬ ‫هو‬ ،‫املدر�سية‬ ‫ؤ�س�سة‬�‫امل‬ ‫حتتاجه‬ ‫ما‬ ‫أن‬� ‫أبرز‬�‫و‬ ،‫للمدر�سة‬ .‫التعليمية‬ ‫من‬ ‫مفهومني‬ »‫واملراقبة‬ ،‫الرموز‬ ،‫الطبقات‬ « ‫كتابه‬ ‫يف‬ .Bernstein B ‫برن�شتاين‬ ‫أبدع‬�‫و‬ Familles‫الو�ضع‬ ‫على‬ ‫منبنية‬ ‫عائالت‬ ‫�سماه‬ ‫أول‬� ‫�صنف‬ ‫العائالت؛‬ ‫من‬ ‫ل�صنفني‬ ‫حتديده‬ ‫خالل‬ ‫أعــــــ�ضاء‬‫ ل‬‫الـــــرمزي‬ ‫بالــــــــو�ضع‬ ‫مرتبطــــــة‬ ‫القرارات‬ ‫فيها‬ ‫تكون‬ positionnelles Orientées vers la ‫ال�شخ�ص‬ ‫نحو‬ ‫موجهة‬ ‫عـائالت‬ ‫�سماه‬ ‫ثــــــــان‬ ‫و�صنـــــف‬ ،‫العـــــــائلة‬ ‫بني‬ ‫ما‬ ‫عالقة‬ ‫إيجاد‬� ‫حاول‬ ‫كما‬ 41 ،‫للفرد‬ ‫الثقايف‬ ‫بالو�ضع‬ ‫القرارات‬ ‫فيها‬ ‫وترتبط‬ personne ‫ال�سلـوكات‬ ‫أمنـاط‬� ‫يف‬ ‫ؤثـر‬�‫وتـ‬ ‫النجاح‬ ‫تنعك�س على‬ ‫التـي‬ ‫الطبقية‬ ‫والبنيات‬ ‫املعريف‬ ‫التعبري‬ ‫أمناط‬� 42 ‫للفــرد‬ ‫واالجتـماعية‬ ‫املـدر�سية‬ ‫ومدار�س �سو�سيولوجية‬ ‫جدد‬ ‫كال�سيكيون‬ ‫اقت�صاديون‬ ‫تبناها‬ ‫نظريات‬ ‫تطورت‬ ‫ذلك‬ ‫على‬ ‫عالوة‬ .‫للفرد‬‫امل�ستقبلية‬‫املتغريات‬‫على‬‫بل‬‫االجتماعي‬‫الو�سط‬‫أو‬� ‫بالطبقة‬‫املرتبطة‬‫املتغريات‬‫على‬‫ال‬‫ركزت‬ ‫عند‬ ‫تظهر‬ ‫التي‬ ‫املفارقات‬ ‫على‬ ‫الربهنة‬ ‫حاول‬ ‫الذي‬ Boudon ‫بودون‬ ‫إدراج‬� ‫ميكن‬ ‫إطار‬‫ل‬‫ا‬ ‫هذا‬ ‫يف‬ ‫عدم‬ ‫أن‬� ‫يعترب‬ ‫فهو‬ ‫االجتماعي؛‬ ‫ؤ‬�‫التكاف‬ ‫بعدم‬ ‫التعليمية‬ ‫الفر�ص‬ ‫يف‬ ‫ؤ‬�‫التكاف‬ ‫لعدم‬ ‫املف�رسة‬ ‫النظريات‬ 43 .‫امل�ستقبل‬ ‫بتطلعات‬ ‫مرتبطة‬ ‫فردية‬ ‫إرادات‬� ‫نتيجة‬ ‫هو‬ ‫التعليمية‬ ‫الفر�ص‬ ‫يف‬ ‫ؤ‬�‫التكاف‬ 33.‫الثقافي‬ ‫البعد‬ ‫حتيل‬ ‫الرتبية‬ ‫�سو�سيولوجيا‬ ‫ونظربات‬ ،‫اخلارجية‬ ‫العوامل‬ ‫على‬ ‫حتيل‬ ‫التعلم‬ ‫نظريات‬ ‫كانت‬ ‫لئن‬ ‫نظرية‬ ‫تتيحه‬ ‫ما‬ ‫وهو‬ ،44 ‫الثقايف/احل�ضاري‬ ‫البعد‬ ‫ي�ستح�رضان‬ ‫ال‬ ‫إنهما‬�‫ف‬ ‫االجتماعي‬ ‫ال�سياق‬ ‫على‬ Ecole, Classe et Lutte des Classes : Une Relecture Critique de Baudelot-Establet, :‫سنيدرز‬ ‫كتاب‬ ‫ يعتبر‬39 ‫وحاول‬ ،‫المؤلفين‬ ‫للهؤالء‬ ‫نقدية‬ ‫قراءة‬ ‫عنوانه‬ ‫ذلك‬ ‫على‬ ‫يدل‬ ‫كما‬ .Bourdieu-Passeron et Illitch, Paris, P.U.F. Paris, 1976 .‫االستقاللية‬ ‫من‬ ‫بنوع‬ ‫لها‬ ‫واالعتراف‬ ‫المدرسة‬ ‫إلى‬ ‫الموجه‬ ‫النقد‬ ‫على‬ ‫الرد‬ ‫فيه‬ ‫دور‬ ‫تحليل‬ ‫في‬ ‫الماركسية‬ ‫النظرية‬ .L’Ecole capitaliste en France, Paris, Maspero, 1971 :‫بودلو-إستابليت‬ ‫ استوحى‬40 ‫المؤسسة‬ ‫هذه‬ ‫يطبع‬ ‫ما‬ ‫هو‬ ‫االنقسام‬ ‫وأن‬ ،‫الرأسمالي‬ ‫البلد‬ ،‫فرنسا‬ ‫في‬ ‫المدرسية‬ ‫المؤسسة‬ ‫مستوى‬ ‫في‬ ‫لوحدة‬ ‫وجود‬ ‫ال‬ ‫أن‬ ‫واعتبرا‬ .‫المدرسة‬ .‫إنتاجهما‬ ‫بإعادة‬ ‫المدرسية‬ ‫المؤسسة‬ ‫تقوم‬ ،‫بروليتارية‬ ‫والثانية‬ ‫مهيمنة‬ ‫بورجوازية‬ ‫إحداهما‬ ‫ثقافتين‬ ‫بين‬ ‫المدرسية‬ .M. Cherkaoui, Sociologie de l’éducation, 1989, op. cit., p. 64 41 Ibid. p. 60 42 Ibid., p. 60 43 ‫الدينية‬ ‫األقليات‬ ،‫نامية‬ ‫أو‬ ‫متقدمة‬ ،‫شرقية‬ ‫أو‬ ‫غربية‬ ‫كونها‬ ‫حسب‬ ‫المجتمعات‬ ‫بين‬ ‫االختالف‬ ‫على‬ ‫الحضاري‬ ‫الثقافي‬ ‫البعد‬ ‫بهذا‬ ‫ نحيل‬44 ‫الفرد‬ ‫عالقة‬ ‫على‬ ‫انعكاسا‬ ‫لها‬ ‫أن‬ ‫شك‬ ‫ال‬ ‫متباينة‬ ‫خصوصيات‬ ‫ذات‬ ‫مجتمعات‬ ‫اإلنسانية‬ ‫المجتمعات‬ ‫من‬ ‫يجعل‬ ‫بعد‬ ‫وهو‬ ،...‫والثقافية‬
  • 13. 131 ‫وإشكاالت‬ ‫و‬ ‫قضايا‬ :‫الديداكتيك‬ ‫مفهوم‬ ‫ال�سياق‬ ‫يدمج‬ ‫أ�شمل‬� ‫س‬�‫أ�سا‬� ‫على‬ ‫تقوم‬ ‫املعرفة‬ ‫نظرية‬ ‫إن‬�‫ف‬ ،‫التعلم‬ ‫عك�س نظريات‬ ‫على‬ .‫املعرفة‬ ‫أما‬� .‫التعلم‬ ‫يف‬ ‫وحجمه‬ ‫ودوره‬ ‫مكانته‬ ‫ال�سياق‬ ‫لهذا‬ ‫ويعطي‬ ،‫التعلم‬ ‫فيه‬ ‫يتم‬ ‫الذي‬ ‫الثقايف/احل�ضاري‬ ‫أمرا‬� ‫املعرفة‬ ‫ح�صول‬ ‫وجتعل‬ ،‫احل�ضاري‬ /‫الثقايف‬ ‫ال�سياق‬ ‫دور‬ ،‫�ضمنيا‬ ،‫تنفي‬ ‫إنها‬�‫ف‬ ‫التعلم‬ ‫نظريات‬ .‫املبا�رش والقريب‬ ‫االجتماعي‬ ‫باملحيط‬ ‫مرتبطا‬ ‫أمرا‬� ‫أو‬� ‫خال�صا‬ ‫فرديا‬ ‫غايات‬ ‫يف‬ ‫املتمثل‬ ‫القيمي‬ ‫البعد‬ ‫متف�صل‬ ‫يطرحها‬ ‫التي‬ ‫ال�صعوبة‬ ‫ا�ستح�ضار‬ ‫ينبغي‬ ‫إ�شكالية‬‫ل‬‫ا‬ ‫هذه‬ ‫�ضمن‬ ‫التوازن‬ ‫عدم‬ ‫أن‬� ‫ذلك‬ ،‫أداتي‬‫ل‬‫والعملي/ا‬ ‫ال�سو�سيو�سيا�سي‬ ‫البعد‬ ‫مع‬ ‫...الخ‬ ‫املجتمع‬ ،‫الرتبية‬ ‫من‬ ‫واحد‬ ‫جانب‬ ‫يف‬ ‫عموما‬ ‫الرتبية‬ ‫لدور‬ ‫اختزال‬ ‫عنه‬ ‫ينتج‬ ‫قد‬ ‫املكونات‬ ‫هذه‬ ‫بني‬ ‫التمف�صل‬ ‫يف‬ .‫اجلوانب‬ ‫معنى‬ ‫ذا‬ ‫الرتبية‬ ‫جمال‬ ‫يف‬ ‫وال�سو�سيولوجي‬ ‫ال�سيكولوجي‬ ‫البحث‬ ‫يكون‬ ‫لن‬ ‫إ�شكال‬‫ل‬‫ا‬ ‫هذا‬ ‫�ضوء‬ ‫يف‬ ‫للرتبية‬ ‫القابلية‬ ‫ألة‬�‫س‬�‫م‬ ‫أخذ‬�‫ت‬ ‫هكذا‬ .‫العام‬ ‫مفهومها‬ ‫يف‬ ‫الثقافية‬ ‫أبعاد‬‫ل‬‫ا‬ ‫ي�ستح�رض‬ ‫�سياق‬ ‫ظل‬ ‫يف‬ ‫إال‬� ‫تقنية‬ ‫ألة‬�‫س‬�‫م‬ ‫لي�س‬ ‫فالتعلم‬ .‫واحل�ضارة‬ ‫والثقافة‬ ‫املجتمع‬ ‫بخ�صو�صية‬ ‫املرتبطة‬ ‫أي‬� ،‫املحلية‬ ‫أبعادها‬� ‫�ضمن‬ ‫تتم‬ ‫عملية‬ ‫هو‬ ‫بل‬ ،‫فارغا‬ ‫�سيكولوجيا‬ ‫لي�س بناء‬ ‫أي�ضا‬� ‫وهو‬ ،‫منبهات‬ ‫وفق‬ ‫تتم‬ ‫ب�سيطة‬ ‫آلية‬� ‫أو‬� ‫يجدي‬ ‫لن‬ ‫وهكذا‬ ،‫خا�صة‬ ‫ب�سمات‬ ‫وت�سمها‬ ‫التعلم‬ ‫عملية‬ ‫تطبع‬ ‫وذهنية‬ ‫وثقافية‬ ‫اجتماعية‬ ‫�رشوط‬ ‫إال‬� ‫أخرى‬� ‫جمتمعات‬ ‫يف‬ ‫أنتجت‬� ‫التي‬ ‫وال�سو�سيولوجية‬ ‫ال�سيكولوجية‬ ‫النظريات‬ ‫وترديد‬ ‫اجرتار‬ ‫الثقافية‬ ‫و�سياقاتها‬ ‫�رشوطها‬ ‫�ضمن‬ ‫التعلم‬ ‫آليات‬� ‫يف‬ ‫واحلفر‬ ‫إبداع‬‫ل‬‫ا‬ ‫ت�ستلزم‬ ‫إ�ضاءات‬� ‫ت�شكل‬ ‫ما‬ ‫بقدر‬ .‫اخلا�صة‬ ‫واحل�ضارية‬ ‫والبعد‬ ‫الرتبية‬ ‫و�سو�سيولوجيا‬ ‫النمو‬ ‫ب�سيكولوجيا‬ ‫الديداكتيك‬ ‫عالقة‬ ‫حتليل‬ ‫من‬ ‫أة‬�‫امل�ستقر‬ ‫اخلال�صة‬ ‫و�سو�سيولوجية‬‫�سيكولوجية‬‫نظريات‬‫ظل‬‫يف‬‫إال‬� ‫الديداكتيكي‬‫للتدخل‬‫معنى‬‫هناك‬‫يكون‬‫لن‬‫أنه‬� ‫الثقايف‬ .‫وال�سو�سيولوجية‬ ‫ال�سيكولوجية‬ ‫وبع�ض النظريات‬ ‫الديداكتيك‬ ‫بني‬ ‫املفارقة‬ ‫هنا‬ ‫ومن‬ .‫معينة‬ ‫والتوجه‬ ‫العام‬ ‫البيداغوجي‬ ‫التوجه‬ ‫بين‬ ‫الديداكتيك‬ .‫الخاص‬ ‫اإلبستمولوجي‬ ‫البالد‬ ‫يف‬ ‫انبثقت‬ ‫عاما‬ ‫بيداغوجيا‬ ‫توجها‬ ‫باعتبارها‬ ‫أهداف‬‫ل‬‫ا‬ ‫بيداغوجيا‬ ‫أن‬� ‫املعروف‬ ‫من‬ ‫النظري‬ ‫باملرتكز‬ ‫التذكري‬ ‫إىل‬� ‫نحتاج‬ ‫ال‬ ‫وقد‬ ،‫الفرانكفونية‬ ‫البالد‬ ‫إىل‬� ‫ومنها‬ ،‫االجنلو�ساك�سونية‬ ‫لهذه‬ ‫والعملي‬ ‫أ�سا�س العام‬‫ل‬‫ا‬ ‫على‬ ‫عالوة‬ ‫ال�سلوكية‬ ‫املدر�سة‬ ‫يف‬ ‫املتمثل‬ ‫البيداغوجيا‬ ‫لهذه‬ ‫ال�سيكولوجي‬ ‫أ�سا�س‬‫ل‬‫ا‬ ‫ال�سمة‬ ‫ڤيرب‬ ‫ماك�س‬ ‫اعتربها‬ ‫التي‬ ،rationnalisation ‫العقلنة‬ ‫يف‬ ‫واملتمثل‬ ‫البيداغوجيا‬ ‫املجال‬ ‫يف‬ ‫جلية‬ ‫ب�صورة‬ ‫ات�ضحت‬ ‫والتي‬ ،‫احلديثة‬ ‫الع�صور‬ ‫بداية‬ ‫منذ‬ ‫الغربية‬ ‫املجتمعات‬ ‫ميزت‬ ‫التي‬ .‫االقت�صادي‬ .‫وغيرها‬ ‫السلوكات‬ ‫ومختلف‬ ‫والتمثالت‬ ‫التصورات‬ ‫وعلى‬ ‫بالمعرفة‬
  • 14. 2015 ‫يونيو‬ – ‫اجلديدة‬ ‫ال�سل�سلة‬ – 7 ‫العدد‬ ‫الرتبية‬ ‫علوم‬ ‫كلية‬ ‫جملة‬ ‫التدريس‬ 132 ،‫البيداغوجية‬‫املمار�سة‬‫م�ستوى‬‫على‬‫أو‬� ‫التنظري‬‫م�ستوى‬‫على‬‫إن‬� ،‫البيداغوجيا‬‫هذه‬‫�سريورة‬‫تزامنت‬ ‫فيها‬ ‫تكون‬ ‫فكرية‬ ‫لريا�ضة‬ ‫أكرب‬‫ل‬‫ا‬ ‫الدور‬ ‫إعطاء‬� ‫�رضورة‬ ‫ترى‬ ‫عامة‬ ‫بيداغوجية‬ ‫نظرة‬ ‫تطور‬ ‫مع‬ ‫جميع‬ ‫تخرتق‬ ‫قد‬ ‫وقدرات‬ ‫مهارات‬ ‫على‬ ‫اال�شتغال‬ ‫يتم‬ ‫أنه‬� ‫أي‬� ،‫ثانوي‬ ‫دور‬ ‫ذات‬ ‫املحتويات‬ ‫هذه‬ ‫إبراز‬� ‫على‬ ‫م�ساعد‬ ‫عامل‬ ‫�سوى‬ ،‫الدرا�سية‬ ‫املواد‬ ‫أي‬� ،‫أخرية‬‫ل‬‫ا‬ ‫تكون‬ ‫ال‬ ‫بل‬ ،‫الدرا�سية‬ ‫املواد‬ .‫القدرات‬ :‫البيداغوجية‬ ‫بامل�صنفات‬ ‫�سمي‬ ‫ما‬ ‫إدراج‬� ‫ميكن‬ ‫ال�سياق‬ ‫هذا‬ ‫يف‬ ––‫العقلي»؛‬ ‫،»املجال‬Bloom ‫بلوم‬ ––‫ال�سو�سيووجداين»؛‬ ‫،»املجال‬Krathwool ‫كراثوول‬ ––45 .)..»‫حركي‬ ‫احل�سي‬ ‫.،»املجال‬Simpson ‫�سمب�سون‬ ‫حال‬ ‫اعترب‬ ‫بل‬ ‫فح�سب‬ ‫امل�صنفات‬ ‫لغة‬ ‫مع‬ ‫من�سجما‬ ‫يكن‬ ‫مل‬ ‫العام‬ ‫البيداغوجي‬ ‫املنظور‬ ‫هذا‬ ‫أن‬� ‫وال�شك‬ .‫املعرفية‬ ‫احلقول‬ ‫جميع‬ ‫تعرفه‬ ‫أ�صبحت‬� ‫والذي‬ ‫املعرفة‬ ‫انفجار‬ ‫مل�شكل‬ ‫أي�ضا‬� ‫حيث‬ ،‫أ�سمالية‬�‫الر‬ ‫البلدان‬ ‫يف‬ ‫العمل‬ ‫وتنظيم‬ ‫إنتاج‬‫ل‬‫ا‬ ‫نظام‬ ‫مع‬ ‫مت�ساوقا‬ ‫البيداغوجي‬ ‫التطور‬ ‫هذا‬ ‫كان‬ ‫التكوين‬ ‫من‬ ‫خا�صا‬ ‫نوعا‬ ‫يتطلبان‬ ‫والتنظيم‬ ‫النظام‬ ‫هذا‬ ‫وكان‬ .‫أوجها‬� ‫بلغت‬ ‫قد‬ ‫الطايلورية‬ ‫كانت‬ ‫فال‬ .‫ودقيقة‬ ‫حمددة‬ ‫أهداف‬� ‫وفق‬ ‫امل�صاغة‬ ‫وامل�ضبوطة‬ ‫الدقيقة‬ ‫إجنازات‬‫ل‬‫ا‬ ‫يف‬ ‫التحكم‬ ‫على‬ ‫يرتكز‬ ... ‫ال�سلوكات‬ ،‫إجنازات‬‫ل‬‫ا‬ :‫مثل‬ ‫مفاهيم‬ ‫انت�شار‬ ‫التحوالت‬ ‫هذه‬ ‫مع‬ ‫ن�شـهد‬ ‫أن‬� ‫غرابة‬ ‫االجتماعي‬‫للواقع‬‫واملالحظني‬‫ال�سو�سيولوجيني‬‫من‬‫عدد‬«،20‫القرن‬‫من‬‫ال�ستينات‬‫خالل‬،‫و�سجل‬ ‫والتوا�صل‬‫التدبري‬‫يف‬‫جديدة‬‫طرق‬‫وبروز‬‫الطايلورية‬‫نهاية‬:‫حت�صل‬‫كانت‬‫التي‬‫املهنية‬‫الطفرة‬‫أهمية‬� ‫منوذج‬ ‫على‬ ‫مرتكز‬ ‫مهني‬ ‫تكوين‬ ‫بت�صور‬ ‫ذلك‬ ‫كل‬ ‫ي�سمح‬ ‫يعد‬ ‫ومل‬ .‫االقت�صادية‬ ‫التحوالت‬ ‫وت�سارع‬ ‫عنوان‬ ‫هي‬ ‫التكيف‬ ‫كلمة‬ ‫أ�صبحت‬�‫و‬ ...‫التقنية‬ ‫إجنازات‬‫ل‬‫ا‬ ‫يف‬ ‫التحكم‬ ‫أجل‬� ‫من‬ ‫�صارم‬ ‫إ�رشاطي‬� ‫الرتكيز‬ ‫أ�صبح‬� ‫كما‬ ،‫أ�شمل‬� ‫أهداف‬� ‫وفق‬ ‫أ�شخا�ص‬‫ل‬‫ا‬ ‫تكوين‬ ‫ينبغي‬ ‫أنه‬� ‫على‬ ‫أكيد‬�‫الت‬ ‫أ‬�‫وبد‬ ،‫املرحلة‬ ‫ي�سمى‬ ‫مما‬ ‫اال�ستفادة‬ ‫من‬ ‫ميكنهم‬ ‫عام‬ ‫أ�سا�سي‬� ‫تكوين‬ ‫على‬ ‫أ�شخا�ص‬‫ل‬‫ا‬ ‫يتوفر‬ ‫أن‬� ‫املهم‬ ‫من‬ ‫أنه‬� ‫على‬ ‫ا�شتغاال‬ ‫باعتبارها‬ ‫القدرات‬ ‫عن‬ ‫احلديث‬ ‫أ‬�‫بد‬ ‫وهكذا‬ .‫امل�ستمر‬ ‫التكوين‬ ‫يتيحها‬ ‫التي‬ ‫الثانية‬ ‫الفر�صة‬ ‫بالكفايات‬ ‫املقاربة‬ ‫إىل‬� ‫أهداف‬‫ل‬‫ا‬ ‫بيداغوجيا‬ ‫من‬ ‫التحول‬ ‫�صلب‬ ‫هو‬ ‫هذا‬ .46 »‫خمتلفة‬ ‫و�ضعيات‬ ‫يف‬ ‫ذهنيا‬ ‫يف‬ ...‫والكفايات‬ ‫القدرات‬ ‫مفاهـيم‬ ‫أخـذت‬� ‫حـيث‬ ،‫أهداف‬‫ل‬‫ا‬ ‫لبيداغوجيا‬ ‫الثاين‬ ‫باجليل‬ ‫نعتت‬ ‫التي‬ .‫االنـت�شار‬ ‫من‬ ‫الظهور‬ ‫إىل‬� ،‫العامة‬ ‫البيداغوجيا‬ ‫جتاهلته‬ ‫الذي‬ ‫الدرا�سي‬ ‫املحتوى‬ ‫إ�شكال‬� ،‫إ�شكال‬‫ل‬‫ا‬ ‫هذا‬ ‫يعود‬ ‫لمصنفات‬ ‫العام‬ ‫المضمون‬ ‫على‬ ‫االطالع‬ ‫ويمكن‬ ،‫مجال‬ ‫لكل‬ ‫بالنسبة‬ ‫كثر‬ ‫مساهمين‬ ‫هناك‬ ‫أن‬ ‫على‬ ،‫المشهورة‬ ‫هي‬ ‫الثالثة‬ ‫النماذج‬ ‫ هذه‬45 C. Birzea Rendre opérationnel les objectifs péda� : ‫لبيرزيا‬ ‫البيداغوجية‬ ‫األهداف‬ ‫أجرأة‬ ‫كتاب‬ ‫في‬ ‫المساهمين‬ ‫هؤالء‬ gogiques, P.U.F. 1979, pp. 200-209 M. Develay Ph. Meirieu, Emile, reviens vite, ils sont devenus fous. op. cit., p. 138 46
  • 15. 133 ‫وإشكاالت‬ ‫و‬ ‫قضايا‬ :‫الديداكتيك‬ ‫مفهوم‬ ‫إ�شكالية‬‫ل‬‫ا‬ ‫بال�صيغة‬ ‫ال�صناعية‬ ‫املجتمعات‬ ‫يف‬ ‫والديداكتيكية‬ ‫البيداغوجية‬ ‫النقا�شات‬ ‫�سياق‬ ‫يف‬ ‫جديد‬ ‫للتعلم؟‬ ‫وقابلة‬ ،‫حمتوى‬ ‫كل‬ ‫عن‬ ‫جمردة‬ ‫منطقية‬ ‫وعمليات‬ ‫مناهج‬ ‫توجد‬ ‫هل‬ :‫التالية‬ )‫املا�ضي‬ ‫القرن‬ ‫(من‬ ‫ال�سبعينات‬ ‫منذ‬ ‫جرت‬ ‫جتارب‬ ‫إىل‬� ‫إ�شارة‬‫ل‬‫ا‬ ‫من‬ ،‫إ�شكال‬‫ل‬‫ا‬ ‫هذا‬ ‫لتحليل‬ ،‫البد‬ .‫فرن�سا‬ ‫يف‬ ‫بع�ضها‬ ‫جرى‬ ،‫خا�صة‬ ‫�سياقات‬ ‫ويف‬ ‫أهداف‬‫ ل‬‫كانت‬ ‫إن‬�‫و‬ ،‫إ�شكال‬‫ل‬‫نف�س ا‬ ‫حول‬ ‫دارت‬ 47 .....‫املعرفية‬ ‫ال�سياقات‬ ‫خارج‬ ‫خال�ص‬ ‫منهجي‬ ‫تعلم‬ ‫إيجاد‬� ‫إىل‬� ‫تطمح‬ ‫التجارب‬ ‫هذه‬ ‫كانت‬ ‫الثالثينيات‬ ‫يف‬ ‫ڤيكوت�سكي‬ ‫طرحه‬ ‫فقد‬ ،‫ال�سبعينات‬ ‫لي�س وليد‬ ‫أنه‬� ‫كما‬ ،‫جديدا‬ ‫إ�شكاال‬� ‫س‬�‫لي‬ ‫أنه‬� ‫الواقع‬ ‫معرفة‬ ‫�سياق‬ ‫يف‬ ‫إال‬� ‫وفكرية‬ ‫ومنهجية‬ ‫منطقية‬ ‫عمليات‬ ‫توجد‬ ‫ال‬ ‫أنه‬� ‫إىل‬� ‫وانتهى‬ ،‫الع�رشين‬ ‫القرن‬ ‫من‬ ،‫فالتعلم‬ .‫به‬ ‫ارتبطت‬ ‫خا�صة‬ ‫مفاهيمية‬ ‫لغة‬ ‫املجال‬ ‫هذا‬ ‫يف‬ ‫أنتج‬� ‫وقد‬ .‫ما‬ ‫حمتوى‬ ‫إطار‬� ‫يف‬ ‫أي‬� ،‫ما‬ A p ‫�سيـاقياـ‬ ‫أو‬� ‫حمليا‬ ‫تعلما‬ ‫و�سماه‬ ،‫ما‬ ‫معرفة‬ ‫�سياق‬ ‫يف‬ ‫إال‬� ‫يكون‬ ‫أن‬� ‫ميكن‬ ‫ال‬ ،‫ڤيكوت�سكي‬ ‫يف نظر‬É ‫على‬ ‫وللرد‬ 48 .‫بــه‬ ‫املـرتـبط‬ ‫املعـريف‬ ‫ال�سـياق‬ ‫عن‬ ‫ف�صـله‬ ‫يـمكن‬ ‫ال‬ ‫أنــه‬� ‫أي‬� ،prentissage local ‫ؤكد‬�‫ي‬ ‫ممكن‬ ‫أمر‬� ‫املعرفية‬ ‫الو�ضعيات‬ ‫خمتلف‬ ‫يف‬ ‫توظف‬ ‫التي‬ ‫العامة‬ ‫القدرات‬ ‫تعلم‬ ‫أن‬� ‫يعتربون‬ ‫من‬ ،‫املعرفية‬ ‫بع�ض احلقول‬ ‫فيها‬ ‫ت�شرتك‬ ‫قد‬ 49 Micro-expertises‫�صغرى‬ ‫قدرات‬ ‫هو‬ ‫يوجد‬ ‫ما‬ ‫أن‬� ‫يف‬ ،‫أمر‬‫ل‬‫ا‬ ‫أن‬� ‫إال‬� ،‫آخر‬� ‫إىل‬� ‫جمال‬ ‫من‬ ‫القدرات‬ ‫نقل‬ ‫ميكن‬ ‫ال�صغرى‬ ‫القدرات‬ ‫هذه‬ ‫تتوفر‬ ‫حينما‬ ‫إذ‬� .‫�سابقا‬ ‫تو�ضيحه‬ ‫مت‬ ‫الذي‬ ‫باملفهوم‬ ‫عامة‬ ‫قدرات‬ ‫وجود‬ ‫يعني‬ ‫ال‬ ،‫نظره‬ ‫االطالع‬‫يكفي‬.‫الفكرة‬‫هذه‬‫لتدعم‬،‫أ�سا�س‬‫ل‬‫با‬‫جتريبية‬‫وهي‬،‫املعا�رصة‬‫بع�ض التجارب‬‫جاءت‬‫وقد‬ ‫املحتوى‬ ‫دور‬ ‫أكد‬�‫ليت‬ 50 ‫دفوالي‬ ‫كتاب‬ ‫يف‬ »J. Francois ‫فران�سوا‬ ‫جان‬ « ‫با�سم‬ ‫امل�سماة‬ ‫التجربة‬ ‫على‬ .‫التعلم‬ ‫بناء‬ ‫يف‬ ‫املعريف‬ ‫املحتوى‬ ‫أي‬� ،‫والتخ�ص�ص‬ ‫املادة‬ ‫منطق‬ ‫على‬ ‫يحيل‬ ‫الذي‬ ،‫االب�ستمولوجي‬ ‫التوجه‬ ‫إن‬�‫ف‬ ‫هكذا‬ ‫مو�ضة‬ ‫نتيجة‬ ‫أنه‬� ‫أو‬� ‫مبح�ض ال�صدفة‬ ‫يكن‬ ‫مل‬ ‫الديداكتيك‬ ‫جمال‬ ‫يخرتق‬ ‫والذي‬ ،‫للمادة‬ ‫واملنهجي‬ ‫ذلك‬ ‫من‬ ‫أكرث‬�‫و‬ ،‫وا�ضحة‬ ‫وفل�سفية‬ ‫علمية‬ ‫جذور‬ ‫ذو‬ ‫ومعريف‬ ‫نظري‬ ‫موقف‬ ‫إنه‬� ‫بل‬ ،‫ومعرفية‬ ‫علمية‬ .Ibid., p. 146 47 »‫األدواتية‬ ‫التقوية‬ ‫«برنامج‬ ‫و‬ »Ateliers de raisonnement logique« »‫المنطقي‬ ‫التفكير‬ ‫«ورشات‬ ‫بـــ‬ ‫سمي‬ ‫ما‬ ‫ذلك‬ ‫على‬ ‫ كمثال‬ »Programme d’enrichissement instrumental« Ibid., pp. 151 et 155 48 ‫توضيحه‬ ‫وسيتم‬ ).Zone proximal de développement (Z. P. D‫األقصى‬ ‫النمو‬ ‫بنطاق‬ ‫سمي‬ ‫ما‬ ‫السياق‬ ‫هذا‬ ‫في‬ ‫ڤيكوتسكي‬ ‫ طور‬ .‫الصفحات‬ ‫من‬ ‫يلي‬ ‫فيما‬ M. Develay Ph. Meirieu, Emile, reviens vite, ils sont devenus fous. op. cit, p. 152 49 ,.pp. 153, 154 . Ibid 50 De l’apprentissage à l’enseignement 1992 : ‫كتاب‬ ‫في‬ ‫بتفصيل‬ ‫التجربة‬ ‫هذه‬ ‫دوفالي‬ ‫ناقش‬ ‫ وقد‬ ‫الفصل‬ ‫أساتذة‬ ‫قرر‬ ‫والرياضيات‬ ‫الفرنسية‬ ‫اللغة‬ ‫مادتي‬ ‫في‬ ‫التعلم‬ ‫في‬ ‫مشاكل‬ ‫من‬ ‫عانى‬ ‫أن‬ ‫بعد‬ ،‫الذي‬ ‫الطفل‬ ‫اسم‬ ‫التجربة‬ ‫هذه‬ ‫ وتحمل‬ Participe passé ‫المفعول‬ ‫اسم‬ ‫ربط‬ ‫على‬ ،‫الفرنسية‬ ‫اللغة‬ ‫مادة‬ ‫في‬ ،‫قادر‬ ‫غير‬ ‫الطفل‬ ‫هذا‬ ‫كان‬ ‫فقد‬ ‫وضعيته؛‬ ‫بشأن‬ ‫للتداول‬ ‫االجتماع‬ ‫التعدية‬ ‫يستوعب‬ ‫لم‬ ‫كما‬ .‫التقيتهم‬ ‫الذين‬ ‫األصدقاء‬ ‫/أعرف‬ Je connais les amis que tu as rencontrés :‫مثل‬ ‫من‬ ‫الجملة‬ ‫في‬ ‫والخاصية‬ ‫البنية‬ ‫نفس‬ ‫من‬ ‫تمارين‬ ‫في‬ ‫توفق‬ ‫ولكنه‬ ،) a=c ‫فإن‬ b=c‫و‬ a=b ‫كانت‬ ‫إذا‬ ( :‫حالة‬ ‫مثل‬ ‫من‬ :‫الرياضيات‬ ‫في‬ Transitivité Fau�‫الدخلة‬ ‫طائر‬ ‫تكاثر‬ ‫إلى‬ ‫يؤدي‬ Buses ‫السقاةو‬ ‫طائر‬ ‫تدمير‬ ‫(إن‬ :‫مثل‬ ‫الغذائية‬ ‫الدورة‬ ‫تنظيم‬ ‫وتهم‬ ،‫واألرض‬ ‫الحياة‬ ‫علوم‬ ‫مادة‬ ‫في‬‫ة‬ ‫اإلضرار‬ ‫من‬ ،‫يقتنصها‬ ‫من‬ ‫غياب‬ ‫في‬ ،Pucerons ‫األرقة‬ ‫حشرة‬ ‫تتمكن‬ ‫وبذلك‬ ،Araignées‫العناكب‬ ‫بدورهم‬ ‫يقتلوا‬ ‫لن‬ ‫حيث‬ vettes .‫بالتفاح‬
  • 16. 2015 ‫يونيو‬ – ‫اجلديدة‬ ‫ال�سل�سلة‬ – 7 ‫العدد‬ ‫الرتبية‬ ‫علوم‬ ‫كلية‬ ‫جملة‬ ‫التدريس‬ 134 ‫أ�سا�س‬‫ل‬‫با‬ ‫إبي�ستمولوجي‬� ‫موقف‬ ‫هو‬ ‫إذن‬� ‫الديداكتيكي‬ ‫فاملوقف‬ .‫جتريبيا‬ ‫أ�صيله‬�‫ت‬ ‫حماولة‬ ‫كانت‬ ‫فقد‬ .‫وجتريبيا‬ ‫نظريا‬ ‫أ�صل‬�‫مت‬ ‫موقف‬ ‫وهو‬ ،‫عاما‬ ‫بيداغوجيا‬ ‫ولي�س موقفا‬ ‫إىل‬� ‫املوجه‬ ‫النقد‬ ‫عرب‬ ‫توا�صل‬ ‫بل‬ ‫احلد‬ ‫هذا‬ ‫عند‬ ‫يتوقف‬ ‫مل‬ ‫املحتوى‬ ‫إ�شكالية‬� ‫النقا�ش حول‬ ‫أن‬� ‫الواقع‬ ‫يف‬ ،‫املحتويات‬ ‫أن‬�‫ب‬ ‫البع�ض يرى‬ ‫أن‬� ‫ذلك‬ ،‫نف�سه‬ ‫الدرا�سية‬ ‫باملواد‬ ‫اخلا�ص‬ ‫الديداكتيكي‬ ‫املنظور‬ 51 Formater ‫املعلومات‬ ‫ال�ستقبال‬ ‫رقمي‬ ‫حامل‬ ‫تهييء‬ ‫ي�شبه‬ ‫مبا‬ ‫تقوم‬ ،‫احلالية‬ ‫التعلمية‬ ‫التجارب‬ .‫إبداع‬‫ل‬‫ا‬ ‫لهذا‬ ‫الكابح‬ ‫دور‬ ‫املحتويات‬ ‫تلعب‬ ‫وبذلك‬ ،‫إبداعية‬‫ل‬‫ا‬ ‫املتعلم‬ ‫إمكانيات‬� ‫من‬ ‫بذلك‬ ‫فتحد‬ ‫املحتويات‬‫على‬‫تركيزها‬‫فرط‬‫من‬‫املدر�سية‬‫الثقافة‬‫أزمة‬� ‫عن‬‫آخر‬‫ل‬‫البع�ض ا‬‫يتحدث‬‫ذلك‬‫على‬‫عالوة‬ ‫معينة‬ ‫�سياقات‬ ‫يف‬ ‫تنتج‬ ‫علوم‬ ‫هي‬ ‫مبا‬ ‫أكادمييا؛‬� ‫ؤ�س�سة‬�‫امل‬ ‫العلوم‬ ‫على‬ ‫م�رشوعيتها‬ ‫يف‬ ‫ت�ستند‬ ‫التي‬ ‫التفكري‬ ‫يف‬ ‫أوال‬� ‫بجذورها‬ ‫املدر�سية‬ ‫الثقافة‬ ‫أزمة‬� ‫ت�رضب‬ .‫بها‬ ‫خا�صة‬ ‫وا�سرتاتيجيات‬ ‫أهداف‬� ‫ووفق‬ ‫ال�صدد؛‬ ‫هذا‬ ‫يف‬ ‫اجتاهان‬ ‫يتبلور‬ ‫حيث‬ ،‫الدرا�سية‬ ‫املواد‬ ‫على‬ ‫املرتكز‬ ‫التعلم‬ ‫انتقد‬ ‫الذي‬ ‫البيداغوجي‬ ‫ويدعو‬ ‫التوجه‬ ‫يعار�ض هذا‬ ‫آخر‬‫ل‬‫وا‬ ،‫الدرا�سية‬ ‫املواد‬ ‫إىل‬� ‫التدري�س ا�ستنادا‬ ‫تنظيم‬ ‫عن‬ ‫يدافع‬ ‫أحدهما‬� ‫املعارف‬ ‫مترير‬ ‫أزمة‬� ‫يف‬ ‫ثانيا‬ ‫وتتج�سد‬ ‫املتعلمني؛‬ ‫ومتطلبات‬ ‫التعلم‬ ‫�رضورات‬ ‫إىل‬� ‫اال�ستناد‬ ‫إىل‬� ‫يقع‬ ‫ذلك‬ ‫على‬ ‫عالوة‬ .‫ؤل‬�‫ت�سا‬ ‫مو�ضع‬ ‫املعرفة‬ ‫مو�ضوعات‬ ‫تغري‬ ‫عدم‬ ‫و�ضع‬ ‫عن‬ ‫بدورها‬ ‫الناجتة‬ ‫بناء‬ ‫أن‬� ‫إىل‬� ‫للخلو�ص‬ ‫تقادمها‬ ‫و�رسعة‬ ‫احلالية‬ ‫املعارف‬ ‫فيه‬ ‫ت�سري‬ ‫الذي‬ ‫التعقيد‬ ‫خا�صية‬ ‫على‬ ‫إحلاح‬‫ل‬‫ا‬ ‫يف‬ ‫أخريا‬� ‫وتتمثل‬ .‫بينها‬ ‫التقاطع‬ ‫يف‬ ‫بل‬ ‫الدرا�سية‬ ‫املواد‬ ‫إطار‬� ‫يف‬ ‫يتم‬ ‫أن‬� ‫ميكن‬ ‫ال‬ ‫امل�ستعر�ضة‬ ‫الكفايات‬ ‫�صارت‬ ‫الدرا�سية‬ ‫املواد‬ ‫إىل‬� ‫ا�ستنادا‬ ‫امل�ستقبل‬ ‫مواطني‬ ‫باعتبارهم‬ ‫املتعلمني‬ ‫قدرات‬ ‫بناء‬ ‫إمكانية‬� ‫كون‬ 52 .‫ونقد‬ ‫ؤل‬�‫ت�سا‬ ‫مو�ضع‬ ‫ي�شري‬ ،Legendre‫لوجوندر‬ ‫إىل‬� ‫وا�ستنادا‬ ،‫إ�شكال‬‫ل‬‫ا‬ ‫لهذا‬ ‫حتليله‬ ‫�سياق‬ ‫يف‬ ‫الدريج‬ ‫حممد‬ ‫أن‬� ‫على‬ ‫جمموع‬ ‫على‬ ‫نتائجها‬ ‫وخال�صة‬ ‫مبادئها‬ ‫تطبيق‬ ‫إىل‬� ‫ت�سعى‬ ‫التي‬ ‫العامة‬ ‫الديداكتيك‬ « ‫بني‬ ‫التمييز‬ ‫إىل‬� ‫مبختلف‬ ‫ارتباطها‬ ‫التدري�س يف‬ ‫عملية‬ ‫بتخطيط‬ ‫تهتم‬ ‫التي‬ ‫اخلا�صة‬ ‫والديداكتيك‬ ... ‫التعليمية‬ ‫املواد‬ 53 »‫الدرا�سية‬ ‫املواد‬ :‫بعدين‬ ‫من‬ ‫انطالقا‬ ‫تتم‬ ‫إمنا‬� ‫التعليمية‬ ‫املادة‬ ‫درا�سة‬ « ‫أن‬� ‫إىل‬� ‫يخل�ص‬ ‫وبذلك‬ ––‫ومناهج‬ ‫ومنطقها‬ ‫وبنيتها‬ ‫طبيعتها‬ ‫حيث‬ ‫من‬ ،‫ذاتها‬ ‫حد‬ ‫يف‬ ‫باملادة‬ ‫يتعلق‬ ‫إبي�ستمولوجي‬� ‫بعد‬ .‫درا�ستها‬ 51 B. Donnadieu, M.Genthon, M. Vial, Les théories de l’apprentissage. Quel usage pour les cadres de santé ? 1998, Inter Editions, Masson, Paris p.63. 52 Hervé Boillot, « La crise de la culture scolaire comme crise de l’institution scolaire et du système d’enseignement.», In François Jacques-Francillon, Denis Kambouchner, (Sous dir.), La crise de la culture scolaire. Origines, interprétations, perspectives. P. U. F. Paris, 2005, p. 160-161. .18 .‫ص‬ ،2011 ،‫الدريج‬ ‫محمد‬ 53
  • 17. 135 ‫وإشكاالت‬ ‫و‬ ‫قضايا‬ :‫الديداكتيك‬ ‫مفهوم‬ ––54 ».‫تعلمها‬ ‫ومب�شاكل‬ ‫املادة‬ ‫هذه‬ ‫أ�سا�س بتعليم‬‫ل‬‫با‬ ‫مرتبط‬ ‫تربوي‬ ‫بعد‬ ‫أنه‬‫ ل‬‫لي�س ب�سيطا‬ ‫العام‬ ‫والبيداغوجي‬ ‫اخلا�ص‬ ‫الديداكتيكي‬ ‫التوجه‬ ‫النقا�ش بني‬ ‫أن‬� ‫القول‬ ‫خال�صة‬ ‫يكون‬ ‫ال‬ ‫املعرفة‬ ‫ودور‬ ‫املحتوى‬ ‫إ�شكالية‬�‫ب‬ ‫الديداكتيكي‬ ‫فاهتمام‬ ،‫بينهما‬ ‫فا�صل‬ ‫حد‬ ‫و�ضع‬ ‫ي�ستحيل‬ ‫احلالة‬ ‫على‬ ‫ينطبق‬ ‫أمر‬‫ل‬‫ونف�س ا‬ ،‫املدر�س والتلميذ‬ ‫بني‬ ‫التفاعل‬ ‫االعتبار‬ ‫بعني‬ ‫أخذ‬‫ل‬‫ا‬ ‫دون‬ ‫معنى‬ ‫له‬ 55 .‫املعاك�سة‬ ‫عملية‬ ‫تعقيد‬ ‫على‬ ‫واالنفتاح‬ ‫التب�سيط‬ ‫أزق‬�‫م‬ ‫جتاوز‬ : ‫الديداكتيكية‬ ‫املقاربة‬ ‫إىل‬� ‫التعلم‬ ‫نظريات‬ ‫من‬ . ‫التعلم‬ ‫النظريات‬ ‫من‬ ‫جمموعات‬ ‫أربع‬� ‫أو‬� ‫مقاربات‬ ‫أربع‬� ‫بني‬ ،‫التعلم‬ ‫نظريات‬ ‫يخ�ص‬ ‫فيما‬ ،‫التمييز‬ ‫ميكن‬ :‫الديداكتيكية‬ ‫املقاربة‬ ‫�ضمنها‬ ‫تدخل‬ 11.‫السلوكية‬ ‫درا�سة‬‫على‬‫ركزت‬‫وقد‬.‫املربمج‬‫والتعليم‬‫أهداف‬‫ل‬‫ا‬‫لبيداغوجيا‬‫ال�سيكولوجي‬‫النظري‬‫أ�صل‬‫ل‬‫ا‬‫وهي‬ ‫ي�سمى‬ ‫ما‬ ‫إىل‬� ‫النظرية‬ ‫هذه‬ ‫وت�ستند‬ .‫املالحظ‬ ‫ال�سلوك‬ ‫وهي‬ ،‫الوا�ضحة‬ ‫مظاهره‬ ‫خالل‬ ‫من‬ ‫التعلم‬ ‫واجتاهاتها‬ ‫تفريعاتها‬ ‫لها‬ ‫النظرية‬ ‫هذه‬ ‫أن‬� ‫من‬ ‫الرغم‬ ‫وعلى‬ .‫والتعزيز‬ ‫التكيف‬ ‫أي‬�‫ومبد‬ ‫إ�رشاط‬‫ل‬‫با‬ ‫العــــالقة‬ ‫هــذه‬ ،‫وا�ستــجابة‬ ‫منبه‬ ‫بني‬ ‫للعالقة‬ ‫نتيجة‬ ‫التعلم‬ ‫تعترب‬ ‫أنها‬� ،‫إيجاز‬�‫ب‬ ،‫القول‬ ‫ميكن‬ ‫إنه‬�‫ف‬ .56 ‫للمنـبه‬ ‫واملنـا�سب‬ ‫أجـدى‬‫ل‬‫ا‬ ‫ال�سلـوك‬ ‫باختـــيار‬ ‫حمـيطه‬ ‫مـع‬ ‫الفـرد‬ ‫تكيـف‬ ‫علـى‬ ‫تعــمل‬ ‫التي‬ ‫هي‬ ،‫الغرب‬ ‫يف‬ ‫احلياة‬ ‫مناحي‬ ‫خمتلف‬ ‫غزت‬ ‫التي‬ ‫العقلنة‬ ‫�سياق‬ ‫يف‬ ‫ح�صل‬ ‫هذا‬ ‫أن‬� ‫نالحظ‬ ‫أن‬� ‫من‬ ‫البد‬ .‫والتعليمي‬ ‫الرتبوي‬ ‫املجال‬ ‫تدخل‬ ‫أن‬� ‫البد‬ ‫وكان‬ ‫فقد‬ .‫التعلم‬ ‫ألة‬�‫س‬�‫مل‬ ‫كبريين‬ ‫وتب�سيط‬ ‫اختزال‬ ‫إىل‬� ‫انتهت‬ ‫النظرية‬ ‫هذه‬ ‫إن‬�‫ف‬ ،‫ذلك‬ ‫من‬ ‫الرغم‬ ‫وعلى‬ ‫منفعال‬ ‫بل‬ ،‫حميطه‬ ‫مع‬ ‫متفاعل‬ ‫وغري‬ ،‫غائيته‬ ‫عن‬ ‫جمردا‬ ،‫النظرية‬ ‫هذه‬ ‫�ضمن‬ ،‫للفرد‬ ‫ينظر‬ ‫أ�صبح‬� ‫املعرفيني‬ ‫ال�سيكولوجيني‬ ‫جعلت‬ ‫التي‬ ‫الدوافع‬ ‫بني‬ ‫من‬ ‫هذا‬ ‫كان‬ ‫وقد‬ .‫اخلارجية‬ ‫للمنبهات‬ ‫آيل‬� ‫ب�شكل‬ .‫املعقدة‬ ‫�سريورته‬ ‫يف‬ ‫التعلم‬ ‫آليات‬� ‫عن‬ ‫الك�شف‬ ‫أمل‬� ‫يف‬ ‫اجتاهاتهم‬ ‫يطورون‬ 22.‫المعرفية‬ ‫السيكولوجيا‬ ‫عليه‬ ‫ا�صطلح‬ ‫ما‬ ‫�شفرة‬ ‫فك‬ ‫حاولوا‬ ‫إذ‬� ،‫ال�سلوكيون‬ ‫انتهى‬ ‫حيث‬ ‫من‬ ‫املعرفيون‬ ‫ال�سيكولوجيون‬ ‫أ‬�‫ابتد‬ ،‫ال�سلوكية‬ ‫بها‬ ‫اهتمت‬ ‫التي‬ ‫الظاهرية‬ ‫بال�سلوكات‬ ‫االكتفاء‬ ‫عدم‬ ‫يعني‬ ‫ما‬ ‫وهو‬ ،‫ال�سوداء‬ ‫بالعلبة‬ .19 .‫ص‬ ،‫المرجع‬ ‫نفس‬ 54 55 Philippe Jonnaert, Suzanne Laurin. (Sous dir.) Les didactiques des disciplines. Un Débat contempo- rain, Presses de l’Université du Québc, 2001, p. 4. 56 B. Donnadieu, M.Genthon, M. Vial, Les théories de l’apprentissage. Op. cit., , p. 41.