2. �لحمد هلل رب �لعالمين، و�لصالة و�لسالم على محمد وعلى آ�له وصحبه أ�جمعين. وبعد:
ّ
ر�يت رجال فلبيني �لجنسية، كان قسيسا ومنصر�، ومن هللا عز وجل عليه بالهد�ية! فيا ترى كيف عمل بعد أ�ن شرح هللا صدره أ
لالسالم؟ بد� يدعو بني جلدته حتى أ�سلم على يديه أ�ربعة آ�الف شخص! وذلك خالل سنو�ت معدودة! يا ترى كم من شخص سوف أ إ
يسلم على يد أ�ربعة �ال الف هؤالء �الن، ويتدرج �لخير إ�لى يوم �لقيامة! فهنيئا له.
آ آ
قال صلى هللا عليه وسلم: «من دل على خير فله مثل أ�جر فاعله» [رو�ه مسلم]. قال �لنووي ـ رحمه هللا ـ: «دل بالقول، و�للسان،
و�الشارة، و�ل�ـتابة».
إ
أ�خي �لمسلم: �لدعوة إ�لى هللا عز وجل من أ�جل �لطاعات و�عظم �لقربات، وتحتاج من �لجميع إ�لى �لتفاني و�الخالص و�لجد
إ أ
و�لمثابرة لتبليغ هذ� �لدين و�لدفاع عنه و�لذب عن حياضه: {يا � ُّيها �ل ُمد ِث ُر (1) قم فانذرْ
ْ
ُ َ َأ ِ (2)} [سورة �لمدثر: 1-2] و إ�ذ� لم نقم َ َأ َ ْ َّ ّ
نحن أ�بناء �السالم بهذ� �لدين فيا ترى من سيقوم به؟!
إ
لقد أ�كرمك هللا عز وجل بنعمة �السالم، ويسر لك �المور وسهل لك �لطريق حتى تسلك أ�عظم طريق، قال �بن �لقيم: «فالدعوة
أ إ
إ�لى هللا تعالى هي وظيفة �لمرسلين و�تباعهم».
أ
أ�خي �لمسلم: من قدم كـتابا فهو د�عية، ومن أ�هدى شريطا فهو د�عية، ومن علم جاهال فهو د�عية، ومن دل على خير فهو د�عية،
ومن أ�لقى كلمة فهو د�عية... أ�بو�ب و�سعة وطريق سهلة ميسرة، فلله �لحمد و�لمنة وكلما فترت �لهمة و�نتابك �لضعف تذكر �الجور
أ
و�لثمر�ت �لعظيمة، لمن قام بامر �لدعوة إ�لى هللا، ومنها:
أ
أ�وال: متابعة �النبياء و�القتد�ء بهم: {قل َهـذ ِه س ِبي ِلي َأ� ْد ُعو ِإ� َلى �لل ِه َع َلى َبصير ٍة َأ� َن ْا َو َمن �ت َب َع ِني} [سورة يوسف: من �الية 801].
آ ِ َّ
ِ َ
ّ ُْ ِ َ أ
قال �لفر�ء: «حق على كل من �تبعه أ�ن يدعو إ�لى ما دعا إ�ليه، ويذكر بالقر�ن و�لموعظة».
آ
ُ َ ْ
ثانيا: �لمسارعة إ�لى �لخير�ت و�لرغبة في نيل �الجور حيث أ�ثنى هللا عز وجل على أ�هل �لدعوة: {و َمن َأ�حسن َق ْوال ِّم َّمن َد َعا ِإ� َلى �لل ِه}
َّ ً ْ َ أ
[سورة فصلت: من �الية 33].
آ
قال �لشوكاني: «فال شيء أ�حسن منه، وال أ�وضح من طريقه، وال أ�كـثر ثو�با من عمله».
ثالثا: �لسعي لنيل �الجور �لعظيمة و�لحسنات �ل�ـثيرة مع �لعمل �لقليل، فقد بشر �لنبي صلى هللا عليه وسلم بقوله: «من دل على
أ
خير فله مثل أ�جر فاعله» [رو�ه مسلم]، فاذ� دللت رجال على �السالم كان لك مثل أ�جر إ�سالمه وعمله وصالته وصيامه وال ينقص
إ إ
ذلك من أ�جره شيئا، و�ن دللت رجال على �لحج فلك مثل أ�جر حجه، وهذ� باب عظيم و�سع يدخله من وفقه هللا عز وجل.
2
www.wathakker.net
3. ر�بعا: �لتسديد و�لتوفيق: أ� ّنه من ثمار �لدعوة �لو�ضحة قال تعالى: {و�ل ِذين جاه ُدو� ِفينا َل َن ْه ِد َي َّن ُهم ُس ُب َل َنا} [سورة �لعن�بوت: من
ْ
َ
َ َ
َّ َ َ
�الية 96]آ
قال �لبغوي: «�لذين جاهدو� �لمشركين لنصرة ديننا».
َ ّ
خامسا: رجاء صالح �لذرية: فان في ذلك قرة عين في �لدنيا و�الخرة، وهللا ال يضيع أ�جر من أ�حسن عمال قال تعالى: {و ْل َيخش
َ ْ آ إ
َّ ِ َ َ َ ُ ْ ْ َ ْ ِ ْ ُ ِ ً ِ َ ً َ ُ ْ َ َ ِ َ ْ َّ ُ ّ َ ْ ُ ُ ْ َ ال س ِديد�} [سورة �لنساء: 9]، ومن أ�عظم �لقول
ً َ
�لذين ل ْو ت َركو� ِمن خل ِفهم ذ ّر َّية ضعافا خافو� عل ْيهم فل َيتقو� �لله َول َيقولو� قوْ
ْ
�لسديد �لدعوة إ�لى هللا.
سادسا: من ثمار �لدعوة أ� ّننا نثقل مو�زين حسناتنا يوم �لعرض، قال صلى هللا عليه وسلم: «من دعا إ�لى هدى كان له من �الجور
أ
مثل من تبعه، ال ينقص من أ�جورهم شيئا» [رو�ه مسلم].
ّ
قال �لنووي: «.. و�ن من سن سنة حسنة، كان له مثل أ�جر كل من يعمل بها إ�لى يوم �لقيامة».
أ
َ َّ َ
سابعا: �لقيام بالدعوة إ�لى هللا من أ�سباب �لفوز و�لفالح في �لدنيا و�الخرة، قال تعالى: {و�ل َعص ِر (1) ِإ�ن �النسان َل ِفي ُخس ٍر (2) ِإ� َّال
ْ ْ ِإ َ ْ ْ آ
َ
�ل ِذين آ� َم ُنو� َو َع ِم ُلو� �لصا ِلحات َو َت َو�ص ْو� ِبالحق َو َت َو�ص ْو� ِبالص ْب ِر (3)} [سورة �لعصر].
َّ َ َ ْ َ ِّ َّ َ ِ َّ
َ
ثامنا: �لدعوة إ�لى هللا من �السباب �لجالبة للنصر على �العد�ء، قال تعالى: {يا َأ� ُّي َها �ل ِذين آ� َم ُنو� ِإ�ن َتنص ُرو� �لل َه َينص ُْركم َو ُي َث ِّبت
ْ
ْ َّ ُ ُ َّ َ أ أ
َأ� ْق َد�م ُ�م} [سورة محمد: 7]. ال ّنه بالدعوة يعبد هللا عز وجل بما شرع، وتز�ل �لمن�ر�ت، ويبث في �المة معاني �لعزة و�ل�ر�مة ْ
أ أ َ
لتسير في طريق �لنصر و�لتم�ين.
تاسعا: بالدعوة إ�لى هللا تنال �لمر�تب �لعال، قال �لشيخ عبد �لرحمن �لسعدي ـ رحمه هللا ـ: «وهذه �لمرتبة ـ أ�ي مرتبة �لدعوة ـ
تمامها للصديقين، �لذين عملو� على ت�ميل أ�نفسهم وت�ميل غيرهم، وحصلت لهم �لور�ثة �لتامة من �لرسل».
ّ
عاشر�: من ثمار �لدعوة: صالة هللا ومالئ�ـته و�هل �لسمو�ت و�الرض على معلم �لناس �لخير، الن ما يبلغه إ� ّنما هو �لعلم
أ ّ أ أ
إ ن هللا ومالئ�ـته و�هل �لسمو�ت و�الرض حتى �لموروث من قول هللا تعالى وقول رسوله �ل�ريم، قال صلى هللا عليه وسلم: «� ّ
أ أ
�لنملة في جحرها وحتى �لحوت ليصلون على معلم �لناس �لخير» [رو�ه �لترمذي].
ّ
ّ
�لحادي عشر: �لدعوة إ�لى هللا رفعة في �لدنيا و�الخرة، قال �بن �لقيم: « إ�ن أ�فضل منازل �لخلق عند هللا، منزلة �لرسالة و�لنبوة،
آ
فاهلل يصطفي من �لمالئ�ة رسال ومن �لناس».
ّ
�لثاني عشر: من ثمار �لدعوة �ستمر�ر ثو�ب �لد�عي بعد موته، قال صلى هللا عليه وسلم: «من سن سنة حسنة، فله أ�جرها ما
عمل بها في حياته وبعد مماته حتى تترك» [رو�ه �لطبر�ني]. وقال صلى هللا عليه وسلم: « إ�ذ� مات �بن آ�دم �نقطع عمله إ�ال من
3 ثالث»، وذكر منها: «�و علم ينتفع به».
أ
www.wathakker.net
4. ُ َ ْ
�لثالثة عشر: محبة هللا عز وجل لمن قام بدينه وبلغ رسالته، قال �لحسن عند قوله تعالى: {و َمن َأ�حسن َق ْوال ِّم َّمن َد َعا ِإ� َلى �لل ِه
َّ ً ْ َ
َ َ
َو َع ِمل صا ِلحا َو َقال ِإ� َّن ِني ِمن �ل ُمس ِل ِمين} [سورة فصلت: 33]
ْ ْ َ َ ً َ
قال: «هو �لمؤمن، أ�جاب هللا في دعوته، ودعا �لناس إ�لى ما أ�جاب هللا فيه من دعوته، وعمل صالحا في إ�جابته، فهذ� حبيب
ّ
هللا، هذ� ولي هللا».
�لر�بع عشر: من ثمار �لدعوة �لمحبوبة �لتي تسر �لنفس وتشرح �لصدر، وتعين على �الستمر�ر ومجابهة �لشد�ئد، دعاء �لنبي صلى
هللا عليه وسلم بالنضارة لمبلغ مقالته: «نضر هللا �مرء سمع مقالتي فبلغها» [رو�ه �بن ماجة] . فهنيئا لمن أ�دركه هذ� �لدعاء، ونال
ً
منه نصيبا.
�لخامس عشر: دعاء �لنبي صلى هللا عليه وسلم بالرحمة لمبلغ حديثه من أ�عظم ما يعين على �لسير قدما: «رحم هللا �مرء سمع
ً
مني حديثا فحفظه حتى يبلغه غيره..» [رو�ه أ�حمد]. و�ليوم توفرت شروط �لتبليغ، فال�ـتاب و�لشريط �السالمي يحوي كل ذلك؛
إ
ّ
ليبلغ �لمدعو على أ�كمل وجه و�حسن حال، و�ذكر أ�ن رجال أ�سلم وذكر أ� ّنه أ�تى إ�لى هذه �لبالد و�قام سنو�ت ثم غادر إ�لى بلده
أ أ أ
ولم يدعه إ�لى دين هللا أ�حد من �لناس، حتى تيسرت له فرصة عمل أ�خرى، ورجع بعد سنة مع شركة تعمل في صيانة �لشقق
ّ
�لمفروشة. قال: فوجدت يوما مطوية صغيرة وضعت على طاولة �لمطبخ بعد خروج �لمستاجر، فاذ� بها معلومات عن �السالم،
إ إ أ
ف�انت نقطة �لبحث عن �السالم و�لسؤ�ل عنه، حتى أ�سلمت و�سلم أ�بي و�مي وزوجتي، و�حاول أ�ن تسلم بقية �لعائلة �الن،
آ أ أ أ إ
ف�يف هي فرحة �لد�عية �لذي وضع هذه �لمطوية يوم �لقيامة، إ�ذ� أ�قبلت هذه �لعائلة وغيرها وكانت في صحائفه وحسناته؟
َ ُ َ َ َ
�لسادس عشر: �لدعوة إ�لى هللا صدقة من �لصدقات، قال تعالى: {�ل ِذين ُي ْؤ ِم ُنون ِبال َغ ْيب َو ُي ِقيمون �لصالة َو ِم َّما َر َز ْق َناهم ُينف ُقون}
ُْ ِ َّ َ ْ ِ َّ
[سورة �لبقرة:3].
قال �لحسن: «من أ�عظم �لنفقة نفقة �لعلم».
أ�سال هللا عز وجل أ�ن يجعلنا من �لدعاة إ�لى دينه، و�ن يرزقنا جميعا �الخالص في �لقول و�لعمل.
إ أ أ
إ�عد�د د�ر �لقاسم
�لممل�ة �لعربية �لسعودية_ص ب 3736 �لرياض 24411
هاتف: 0002904/ فاكس: 0513304
�لبريد �الل�ـتروني:
sales@dar-alqassem.com
�لموقع على �النترنت:
www.dar-alqassem.com
4
www.wathakker.net