الصراع بين ايران ودولة الامارات على جزر الخليج العربي
1. الصراع بين ايران ودولة المارات على جزر الخليج العربي
هل الخليج فارسي ام عربي ؟
هل هوية السكان هناك فرس ام عرب ؟
هل كانوا قبل السلم من الفرس ام من الدم العربي ؟
ما هو موقف هئية المم المتحدة من هذه القضية ؟
ما هو موقف الشاه سابقا من هذه القضية ؟
ما هو موقف النظام الديني اليراني الن ؟
تمهيد
منذ سنوات والنزاع بين دولة المارات وإيران على الجزر الثلث طنب الكبرى وطنب الصغرى
وأبوموسى يشد الباحثين من مختلف أنحاء العالم لعدة أسباب : فمنهم من يرى فيه انعكاساً
لتقلبات السياسة الدولية ، ومنهم من يعتقد أنه ترجمة لنزاع تاريخي بين العرب واليرانيين .
وهناك أيض ً من يرى أن موضوع الجزر ما هو إل ردة فعل لعوامل السياسة الداخلية في كل من
ا
إيران والعالم العربي . لكن الواقع أن مسألة الجزر تسترعى الهتمام لنها من النزاعات
الحدودية القليلة الموثقة توثيقاً جيدً . فكل الدولتين : المارات العربية المتحدة وإيران تستند
ا
إلى مصادر رئيسية هي عبارة عن مخطوطات ورسائل وخرائط يعود بعضها إلى أكثر من مئة
سنة مما يجعل دراسة الموضوع وكأنه رحلة عبر تاريخ منطقة الخليج يكتشف المرء خللها
وقائع إقليمية ودولية كان لها تأثيرها في صنع تاريخ تلك المنطقة المهمة من العالم .
بشهادة مؤرخ عماني—
ما أن تبحر السفن القادمة من بحر عمان بوابة مضيق هرمز حتى تلوح أطواد داكنة اللون
وكأنها عمل قة تنتصب وسط زرقة الماء وهرير المواج وإذا اقتربت وجدت مجموعة من
الجزر تنتشر في قلب الخليج العربي .
وأهم هذه الجزر طنب الكبرى وطنب الصغرى وأبو موسى . لذلك كانت دائم ً محط أنظار
ا
مختلف الطراف التي لعبت دورً في منطقة الخليج كالبرتغالين والنجليز ثم محاولة اللمان
ا
للتغلغل إليها وأخيراً اصرار إيران على احتللها وسيطرتها عليها خصوص ً منذ 2991م. وتكمن
ا
أهميتها في موقعها الستراتيجي.
عروبة الجزر
القواسم والجزر :
منذ أكثر من ماءتى عام ، كان القواسم يسيطرون على الساحلين الغربي والشرقي القريبين من
مدخل الخليج الغربي منذ 3671م تمت لهم السيطرة على جزيرة قشم ومدينة لنجد ولفت
وشناص على الساحل الشرقي، وكان شيوخ العرب القواسم يمارسون نشاط ً ملحوظ ً على هذه
ا ا
الجزر وتوجد وثائق تاريخية كثيرة تثبت ذلك .
جزر الخليج العربي
يضم الخليج العربي عددً كبيراً من الجزر والتي شكلت دائماً محور صراع مستمر بين المارات
ا
العربية وإيران وأهم الجزر هى :
صرى – قشم – هنجام – أبوموسى - طنب الكبرى - وطنب الصغرى .
2. وبالرغم من ضألة مساحة هذه الجزر إل أن أهميتها تتركز في وقوعها بالقرب من بوابة
الخليج العربي quot; مضيق هرمزquot; .
استطاعت إيران في النصف الثاني من القرن التاسع عشر احتلل جزر قشم –وصرى - وهنجام
- وذلك بالضافة إلي إحتلل إقليم عربستان أى quot; دار العرب quot; ، الرابض على الساحل الشرقى
للخليج العربي .
ولكن يبدو أن هم إيران كان يتركز في السيطرة على الجزر الثلث طنب الكبرى وطنب الصغرى
وأبوموسى . والواقع أن إيران كانت وما تزال تصر على أن الجزر إيرانية ، لكنها لم تقدم حتى
الن أية وثيقة تاريخية أو قانونية تثبت أحقيتها بملكية الجزر ، سوىبعض الحجج الواهية مثل
انها توجد ضمن الخليج الفارسى .
جزيرة أبو موسى
بالضافة لهميتها كمحطة بحرية استراتيجية قبالة معبر مضيق هرمز .. فهى جزيرة مستطيلة
الشكل طولها 7 كم وعرضها 5و 4 كم ومساحتها 53 كم 2 .
تتبع إمارة الشارقة وتبعد عنها حوالى 57 كم وتبعد عن ميناء لنجد اليراني 59 كم،
وعن مضيقهرمز 061 كم .
يرتبط تاريخ الجزيرة بتاريخ القواسم . على سطح الجزيرة تنتشر مجموعة من التلل المنفردة
منها جبل محرومة وتل العماميل وبلد غالى، أعلى منطقة فيها في الوسط ، ارتفاعها 063 قدم،
وعمق المياه الساحلية حوالى 57 قدم.
بها حوالى 02 بئر للمياه العذبة وعدد سكانها حوالى 0001 غالبيتهم من العرب ، يهتمون
بالرعى وصيد السماك .
وكانت الجزيرة يقصدها شيوخ الشارقة خلل موسم الصيف للصيد والقنص حيث الرانب
والحيوانات البرية الخرى لخصوبة تربتها ووجود العل كما درج أبناء المارات المولعون
برياضة صيد الصقور العريقة على التوجه إلي جزيرة أبو موسى لصيد الصقور .
كما ان الجزيرة صالحة لرسو السفن لمباهها العميقة . كما أنها تقع في قلب مضيق هرمز
لمراقبة السفن التي تنقل البترول عبر الممر المائي الذي تمر به ناقلة نفط كل أثنتى عشرة
دقيقة وازدادت أهميتها منذ عام 2591 م. عندما أعطى حق استثمار رواسب أكسيد الحديد
وكذلك عندما اكتشف النفط في مباهها عام 3791 م ، ومع دخول قوات الشاه إلي الجزيرة عام
1791 م سرعان ما ذهب الجنود اليرانيون وقد كان بها دائرة جمركية ومدرسة ابتدائية
ومسجد كبير ومشروعات للماء والكهرباء ، ودار للمعلمين وساحة رياضية ال أن اليرانيون
3. سرعان ما تعرضت الجزيرة بجهودهم لتغيير شامل فتم فتح مصرف quot;ملى إيرانquot; ومراكز
حراسة ومركز شرطة وتبعها سيطرة إيرانية كاملة على الميناء .
جزيرة طنب الكبرى
وهي تابعة لمارة رأس الخيمة تقع على بعد 5 كم جنوب غرب جزيرة قشم وعلى بعد 87 كم
شمال غرب جزيرة الحمراء شمال شرق جزيرة أبو موسى وتبعد 05 كم عنها . هى دائرية
الشكل طولها 5و 3 كم ومساحتها 9 كم 2 تقريب ً قليلة الرتفاع . أعلى منطقة بها 561 قدم ً .
ا ا
وهى قبة صخرية غنية بالمعادن خصوص ً التراب الحمر.. فيها بغض المراعى والمياه العذبة
ا
بها حوالى 0007 نسمة من العرب معظمها من الصيادين .. فيها مدرستان ومركز شرطة
ومركز صحي وفنار للسفن .
وقد خضعت طنب الكبرى عبر العصور للفاتحين المتوالين الذين حكموا منطقة الخليج العربي
من يونان ورومان وفرس ومغول وبرتغالين وانكليز.
حكم الجزيرة القواسم منذ عام 0571 م على القل ، سكانها ينتمون إلي نفس القبائل العربية
التي تسكن البر المقابل وكانت مقصداً للسفن و الزوارق العابرة بين المحيط الهندي والخليج
العربي تتزود بالماء العذب منها حيث أنها موجودة بكثرة فيها .
ولقد تغير الوضع بعد الحتلل وقد عمدت زوارق الحراسة اليرانية في الجزيرة أكثر من مرة
لحتجاز الصيادين وقطع شباكهم ، وقد اتبعت إيران سياسة تضيق الخناق والتجويع لقطع كل
شريان عربي في الجزيرة ومحيطها .
وقد أنشأت سلطات الحتلل في طنب الكبرى محطة رادار وحولتها مع طنب الصغرى إلي
مراكز عسكرية للمراقبة والتفتيش .
جزيرة طنب الصغرى
تقع شمال طنب الكبرى ، وتبعد حوالي 21 كم ومسافة 09 كم عن الساحل العربي . وهي
جزيرة صغيرة مثلثة الشكل طولها 2 كم وعرضها 1 كم وتتكون من تلل صخرية داكنة اللون
تقع في طرفها الشمالي، وأقصى ارتفاع فيها 611 قدم وهي خالية من السكان ، تكثر فيها
الطيور البحرية .
ومن الجدير بالذكر أن كل الدلئل الجغرافية والتاريخية والقانونية تدحض ادعاءات إيران في
ملكيتها للجزر الثلث وتؤكد عروبتها وملكية القواسم لها .
4. بداية أطماع إيران
في الخليج العربي
كان اليرانيون يتوقعون وبشتى الطرق إحياء مجد المبراطورية الفارسية القديمة . فقد توجه
أنظارها للخليج العربي وعام 5481 م طالبت بملكيتها للجزر خاصة البحرين . وكانت مطالبها
غير محددة بل شاملة للجزر في الخليج العربي.
وفي عام 4581 أرغمت إيران الشيخ سيف بن نهيان حاكم منطقة بندر عباس على مغادرتها
وإثر ذلك قام سلطان ُمان بإعداد حملة بحرية وقدم الشيخ سعيد بن طحنون شيخ أبوظبي
ع
حملة بحرية لمساعدة جيش سلطان عمان إلى بندر عباس ، ونتيجة للخلفات والمكيدة
اليرانية استولت على ميناء لنجه 7881 م على الساحل الشرقي للخليج العربي وكان يحكمها
شيوخ القواسم وكذلك المناطق المجاورة لها .
كما توجهت قوة من المشاة والمدفعية لتستولي على جزيرة quot;صريquot; كما نزلت إلي طنب لرفع
العلم اليراني وتشتت القواسم إلى الشارقة ورأس الخيمة .
بداية التحرش اليراني بالجزر العربية الثلث :
جزيرة أبو موسى : بعد الحتلل اليراني لمارة لنجه بدأ اليرانيون يضيقون الخناق على
التجار العرب وخشيت بريطانيا من طمع إيران في الجزيرة فأوعزت القواسم برفع علمهم على
الجزيرة وكان ذلك 3091 وعام 4091 م أنزلت إيران علم القواسم وتحركت سفينة إيرانية
باتجاه جزر طنب وأبو موسى ورفع العلم اليراني .
طنب الكبرى والصغرى: عام 4091 م رفعت الجمارك الفارسية المتواجدة فيquot; لنجه وصريquot;
العلم الفارسي فوق جزيرة طنب وقد احتجت القوات البريطانية وأمرت بإنزال العلم الفارسي
ورفع العلم العربية 4091/6/4م . ولكن لم تستسلم إيران ولجأت للذرائع الواهية لتمنع
سيطرة القواسم على جزيرتي طنب .
نزاع حول الجزر في فترة ما بين الحربين العالميتين :
بسبب تشدد بريطانيا في رفضها للدعاءات الفارسية بملكية الجزر العربية هدأت مطالبة
الفرس لفترة ثم افتعلت مشاكل داخل المياه القليمية للمارات وتعرضت للسفن العربية وقد
حذر الوزير البريطاني في طهران الفرس عام 8191 م من تكرار إعتداءتهم .
وفي عام 0291 م استقلت رأس الخيمة عن الشارقة فسارعت الحكومة الهندية 1291م إلى
العتراف بهذا الستقلل واعتبرت جزيرتي طنب من أملك شيخ رأس الخيمة وبقيت أبو
موسى تابعة للشارقة.
5. وقد منحت بريطانيا 1291 م امتيازً للحفر في أبو موسى واحتجت إيران ورأت عرض مطالبها
ا
المتعلقة بجزر) البحرين – طنب الكبرى والصغرى- وأبو موسى( على عصبة المم .
ويبدو أن أكسيد الحديد كان سبب ً في إلحاح إيران على المطالبة بمكلية الجزيرة quot;أبو
ا
موسىquot;ورغم تهديدات بريطانيا لها إل أنها لم تأخذ بها عين العتبار وأرسل بعثة جيولوجية
لخذ الكسيد الحمر 5291م من جزيرة أبو موسى لفحصه.
احتلل جزيرة هنجام
وذلك من خلل حملة عسكرية إيرانية مايو 8291م واحتلتها واضطر الشيخ أحمد بن عبد ال
بن جمعه إلي الهروب للجوء للمارات . وهذه الجزيرة مقابل السواحل الجنوبية quot;قشم quot; معظم
سكانها من قبائل بنى ياس . وكانت هذه الجزيرة تابعة من قبل لبندر عباس .
وفي عام 9291 م أوضح وزير البلط اليراني أن جزيرة طنب أكثر أهمية ليران من أبو
موسى لقربها من ساحلهم .
مفوضات إيران –بريطانيا حول جزيرة طنب
حيث أعلن وزير الخارجية اليرانية عام 3391م أن جزيرة طنب من أراضيها وممتلكاتها
قانوني ً وفعلي ً ولكن لم يقدم إثباتات صريحة.
ا ا
وفي مارس 4391 م وصل إلى الجزيرة زورق إيراني وحاولوا تقديم مكافأة كبيرة لشيخ رأس
الخيمة ليتنازل عن الجزر ثم وصل زورق آخر في إبريل وظلت المسألة بين الرسائل
والمقترحات بين الحكام والحكومة البريطانية وإيران .
وبعد عام 5391م هدأت مطالبة إيران بالجزر. وطبعاً من مصلحة بريطانيا أن تبقي الجزر على
وضعها لن تسليمها ليران يعنى قوة أجنبية في منطقة الخليج ومعها الروس .
بدأ الصراع حول الجزر بين عامي 8491 – 1791 م وما أن أعلنت بريطانيا انسحابها من
الخليج 1791م حتى بادرت إيران اقتناص الفرصة بالضافة لنقسام إمارات الخليج إلي دويلت
مجزأة وانشغال الدول العربية بمشاكلها الداخلية أو مواجهة إسرائيل فانقضت إيران في نوفمبر
1791 م على جزء من المارات العربية