‫الثر الخالد في الولد والوالد‬

               ‫من تأليفات المرحوم‬
‫آية ا السيّد عليّ بن الحسين العلوي‬
                       ‫قدّس سرّه‬

                      ‫تحت اشراف‬
                 ‫نجله عادل العلوي‬
             ‫دار الذخائر للمطبوعات‬
                        ‫قم ـ ايران‬
‫التمهيد‬
  ‫السلم دين ا الخالد قد أنزلت شريعته من السماء جاء لسعادة البشر وكماله‬
‫وايصاله الى مطلق الكمال والكمال المطلق بتهذيبه وتعليمه البيان وتعديل الغرائز‬
 ‫والقوى المكنونة في جبلته وتنظيم حياته الفردية والجتماعية على صعيد القسط‬
 ‫والموازنة بين ما أودع ا في طبعه وطبيعته وكونه وتحكيم السس التربوية في‬
   ‫بيته وعلقاته في اطار القوى الورع والخط المتبلور بالستقامة وعدم النحراف‬
   ‫والمنصب في اساليب الهداية والرشاد ، والهادف الى الخير الحسان والمتفتح‬
                                            ‫أزهاره بالكفار وبالنضال والجهاد .‬
‫فالسلم دين النسانيه ينظم بأحكامه وتشريعاته العادله وقوانينه القويمة وجميع‬
     ‫شئون الحياة في مختلف الحقول الفردية والجتماعية من الثقافة والسياسية‬
  ‫والقتصاد والخلق المجتمع وغير ذلك ، وأنه يطرح برامجه السامية متماشية مع‬
      ‫كل عصر وفي كل مواطن فيربى المم والشعوب تربية سامية صالحة وفي‬
‫مساره ل يعرضه الهبوط والسكون أذ يبتني صرحه الشامخ على الفطرة والسجايا‬
                                                                   ‫النسانية .‬
   ‫وما من صغيرة أو كبيرة ال وللسلم العظيم فيه حكم ودستور وتشريع رصين‬
 ‫فأنه يعلمنا كيف نعيش وكيف يكون النسان متقمصا برداء النسانية وينظم حياته‬
 ‫الفردية والجتماعية ومنها علقاته مع الخرين ، واليكم قرائنا العزاء نموذج حي‬
   ‫وصورة بارزة من تلك المفاهيم السامية والحقائق الناصعة ، وتلك علقة الباء‬
    ‫والبناء وبالعكس ومن ثم حقوقهم وما يجب عليهم كل اتجاه الخر ، بل ظلم‬
 ‫وتعدّي ول اجحاف وافراط بل في افق المحبة والمودّة وعالم الصفاء والصداقة‬
                     ‫وعدم توتر علقات البوة والبنوة فأنا جعلناكم أمة وسطا .‬
‫وأن علقة البوين والولد لهي محط أنظار علماء النفس والمجتمع ، بل وللفقهاء‬
‫مباحث قيمة تدور حول الوالدين والبناء في مسائل فقهية فرعية عديدة في كتاب‬
‫الحج والحدود والنكاح ، وأكثر أبواب الفقه ، ولو أردنا جمعها لدى ذلك الى كتاب‬
   ‫ضخم ، ولو أردنا تحقيقها والبحث حولها مسبغا جامعا لوصل بنا المرالى تأليف‬
                                                ‫عشرات من الكتب والرسائل .‬
  ‫وزبدة المخاض أن للولد على الوالدين حقوقا كما للوالدين على الولد حقوقا ،‬
   ‫كما هو معلوم ذلك في جميع الديان السماوية والنضمة الجتماعية والقوانين‬
                                                 ‫البشرية ـ وان كانت ناقص ـ .‬
    ‫وأمّا في الشريعة السلمية السماء ، فنري مايعجب الناضر ويدهش المحقق‬
     ‫وذلك في كيفية بناء العلقة ورصانتها وتحكيمها في المجتمع والسرة وحتى‬
                                                              ‫النسان نفسه .‬
         ‫والجدير بالذكراّن الوليه للب وأن عل دون الم ، ولكنّ المحبة والشفقة‬
  ‫والعطوفة للم أوّل ً ثّم الب ، وهناك لطائف وأسرار كثيرة في بيان علقة البوة‬
     ‫والبنوة من زاوية السلم العظيم يقف عليها مطالعنا الكريم في هذا السفر‬
                                                                       ‫الجليل .‬
     ‫اذ قد تصّدى والدي المرحوم سماحة العّلمه آية ا السيد على بن الحسين‬
 ‫العلوي تغمّده ا برحمته الواسعة وأسكنه فسيح جنانه باسلوب شيّق وقلم بارع‬
  ‫وتنسيق لطيف وتبويب ظريف لبيان وظائف الباء والبناء في كتابه القيّم ) الثر‬
     ‫الخالد في الولد والوالد( مستلهما ذلك من اليات القرانية والحاديث الشريفة‬
   ‫النبوية والولوية من الرسول الكرم والعترة الطاهرة )عليهم السلم( ، اذ خلّف‬
     ‫رسول ا )صلّى ا عليه واله( وترك لنا من بعده الثقلين ، كتاب ا وعترته‬
‫وهما الرّكنان الساسيان للسلم ، بل السلم ، كلّه بتشريع الرسول الكرم منجى‬
    ‫عالم البشرية من حضيض الجهل والشقاء الى وادي السعادة الخصبة بالعلم‬
                                                                     ‫واليمان .‬
 ‫جزى ا المؤلف خير الجزاء وأحسن العطاء وأجزل الثناء ، ووفقنا ا لما يحب‬
‫ويرضى وقد نقّحت الكتاب وأضفت عليه فصول وا من وراء القصد ، وما توفيقي‬
                                                      ‫ال ّ بالله العلّي العظيم .‬
‫عادل العلوي‬
‫ايران ـ قم المقدّسة ـ الحوزة العلمية‬




                                                                        ‫الهداء‬

                          ‫اليكم صاحب الزمان امامنا المنتظر الحجة الثاني عشر‬
                                        ‫أرواحنا فداه وعجّل ا فرجه الشريف .‬
                                                          ‫الى كلّ والد وما ولد .‬
                          ‫الى كّل الشباب الناهض المتعطّش لمعارف السلم .‬
                                       ‫الى طّلب السعادة وروّاد الحياة الرغيدة .‬
                                            ‫اليكم هذه الفصول قبسات من نور .‬
                                                                        ‫المؤلف‬
‫الئمة ا لطهار ولد الرسول الكرم‬
    ‫ل يشك أحد أن الئمة الثني عشر هم اولد رسول ا )صلّى ا عليه وآله‬
‫وسلم( من فاطمة سلم ا عليها . وقد صّرح هو )صلى ا عليه وآله( بذلك في‬
                                                     ‫مواطن عديدة من كلمه .‬
   ‫كما لشكّ ولريب أنّهم )عليهم السلم( من علي بن أبي طالب )عليه السلم(‬
                                                        ‫وفاطمه عليها السلم .‬
‫ولكن بما أن ائمتنا )عليهم السلم( لم يدعوا أمرا ال ّ و بينوه لنا لنكن على بصيرة‬
 ‫من أمرنا . لذا حدّثونا بهذا وبيّنوا لنا ان الئمّة محدّثون ايضا . يعنى يطلعهم ا‬
    ‫تعالى بواسطة حديث الملئكة معهم وذلك ليس على ا بعزيز . وهو جلّت‬
                                                                ‫عظمته القائل:‬
‫وما كان ا ليطلعكم على الغيب ولكن يجتبى من رسله من يشاء ) آل عمران ـ‬
                                                                     ‫971( .‬
‫1 ـ علي الشعري عن الحسن بن عبيد ا عن الحسن بن موسى الخشّاب ، عن‬
    ‫علي بن سماعه ، عن علي بن الحسن بن رباط ، عن ابنه أذينة ، عن زرارة :‬
     ‫قال : سمعت أبا جعفر )عليه السلم( يقول : الثنا عشر المام من آل محمد‬
  ‫صلوات ا عليهم كلّهم محدّث من ولد رسول ا )صلى ا عليه وآله وسلّم( ،‬
  ‫وولد علي بن أبي طالب )عليه السلم( فرسول ا صلى عليه وآله وعليّ )عليه‬
‫السلم( هما الوالدان الكافي ج 1 ، ص 844 ، باب ما جاء في الثني )ع( الحديث‬
                                                                       ‫41 .‬

                                                    ‫الولد والسعادة‬
 ‫النسان منذ نعومة اظافره يحب السعادة ويهرب من الشقاء ، فأنّه يسعى ويجد‬
     ‫بكلّ قواه لنيل السعادة والعيش الرغيد المفعم بالراحة والهناء ويحاول بكلّ‬
‫طاقاته أن يسعد نفسه أول ثمّ اسرته ومجتمعه والحق سعادة النسان والمجتمع‬
‫في نظام السلم الشامل الذي سنّه ا وأنزله والبشرية منذ ميلدها وحتى اليوم‬
 ‫وغدا لم تجد نظاما رصينا في قوانينه ومقاصده وطريقه كالدين السلمي القويم‬
                                                    ‫اذ هو دين ا والفطرة .‬
  ‫والسلم جاء لسعاد النسان وادارة دفة السفينة البشرية وسوقها نحو ساحلها‬
    ‫المأمون وشاطئها المامون شاطئ السعادة والعدالة والحرية وساحل الرفاه‬
   ‫والسلم والتقدم والزهار والوصول الى الكمال المطلق وتوحيد ا العظم .‬
 ‫والنصرحليف السلم شاءت العداء أم أبت وا متم نوره ولو كره المشركون ،‬
     ‫وقد أمرنا أن ندعو لسعادة أولدنا ونطلب من ا ذلك وهم أجنّة في بطون‬
                                                                   ‫أمهاتهم .‬
      ‫بحار النوار ج 5 ص 551 : باسناده عن كتاب علل الشرائع عن مولنا أمير‬
‫المؤمنين )عليه السلم( ، قال : تعتلج النطفتان في الرحم فأيهما كانت أكثر جاءت‬
‫تشبهها فأن كانت نطفة المرأة أكثر جاءت تشبه أخواله وان كانت نطفة الرجل أكثر‬
   ‫جاءت تشبه أعمامه وقال : تحول النطفة في الرحم أربعين فمن أراد أن يدعو‬
  ‫ا عزوجل ففي تلك الربعين قبل أن تخلق ثم يبعث ا عزوجل ملك الرحام‬
‫فيأخذها فيصعد بها الى ا عزوجل فيقف منه ماشاء ا فيقول : الهي أشقّي ام‬
    ‫سعيد ؟ فيوحى ا عزوجل من ذلك ما يشاء ، ويكتب الملك فيقول اللهم كم‬
‫رزقه وما أجله ؟ ثمّ يكتبه ويكتب كلّ شيء يصيبه في الدنيا بين عينيه ثمّ يرجع به‬
       ‫فيردّه في الرحم فذلك ا عزوجل :)) مااصاب مصيبة في الرض ول في‬
                                              ‫انفسكم ال ّفي قبل أن نبرأها (( .‬
‫نهج الفصاحة ص 062 حديث 7521 : عن رسول ا )صلى ا عليه وآله( قال :‬
‫ثلث من سعادة المرء المسلم في الدنيا الجار الصالح والمسكن الواسع والمركب‬
                                                                          ‫البهي .‬
      ‫ان ا تعالى وكّل بالرحم ملكا يقول : أي رب نطفة أي رب عقلة ، أي رب‬
  ‫مضغة ، فأذا أراد أن يقضي خلقها ، قال : أي رب شقي أو سعيد ذكر أو انثى ؟‬
                             ‫فما الرزق فما الجل ؟ فيكتب كذلك في بطن أمّه .‬

                                                        ‫العزيز في كل مكان‬

    ‫هناك اشياء عزيزة ، كالدرهم والدينار مثل ، فكثيرا ما يعـدو النسان بك قواه‬
  ‫ليصطادهما ، فل يقادان له ، ول يعتكفان بساحته ، واذا ضفر بهذين العزيزين ،‬
    ‫تراه يصرفهما بكل سهولة ورغبة في العزمنهما ، كأن لعزّة لهما على طول‬
 ‫الخط ... وهناك أشياء عزيزة أيضا ، لكن ل كالدرهم والدنيار ، وليجمعهما وجه‬
‫شبه ابدا . منها: الولد الرشيد ، المعين لبويه على حروف الزمان ، والخذ بايديهما‬
  ‫عند العجز والكبر ، فمثله النعمة الكبرى ، والجوهرة الثمينة ، بل انه هو النفس‬
   ‫العزيزة وأعّز منها . فيا أيها الولد كونوا للباء عونا وزينا حتى تعزوا في الدنيا‬
                                                                       ‫والخرة .‬
‫1 ـ قال المام الصادق )عليه السلم( : ثلثه اشياء في كل زمان عزيزة وهي‬
     ‫الخاء في ا تعالى ، والزوجة الصالحة الليفة تعينه في دين ا عزّوجل :‬
 ‫والولد الرشيد ، ومن وجد الثلثة فقد اصاب خير الدارين ، والحظ الوقر من الدنيا‬
   ‫والخرة . الخ ، جاء في كتاب مصباح الشريعه ، الباب الخامس والخمسون ص‬
                                                                              ‫63.‬
                                                                          ‫المقوم‬

   ‫لبد لكل شيء من مقوّم ، فالفرد ـ مثل ً ـ ل يقوّمه ال ّ النوع ، والنوع ليقوّمه الّ‬
‫الجنس والفصل وهكذا . وليوجد في الدنيا ما ل مقوّم له . هكذا شاءت ارادة ا‬
 ‫تعالى ، لذا نرى أن قوّام بعض الشياء ببعض بحيث لول المقوّم ـ بكسره الواو ـ‬
                                                   ‫لما وجد المقوّم ـ بفتح الواة ـ .‬
‫1 ـ من ذلك قيل ان سبعه أشياء لقوام لها ال ّ بسبعة منها : الولد بوالده ... معدن‬
                                                                ‫الجواهر ص 06 .‬

                                                                ‫عمارة ال د ّنيا‬
‫الدنيا تعمّر بأشياء اهمها التناسل وبقاء النسل وتتبعها امور لتنفك عنها لتلزمها مع‬
‫حياة الفراد مثل الصنايع والمهن والعمارة والعمل والكد والتجارة والفقر والغنى‬
                          ‫والحاجة والسلطان بمعنى ليتخذ بعضهم بعضا سخريا .‬
     ‫1 ـ قال احد العلماء : أن عمارة الدنيا منوطة بستة احوال : منها : الحنو على‬
   ‫الولد الذي لو زال من البشر لزال سبب التربية وكان في ذلك الهلك ... معدن‬
                                     ‫الجواهر باب ذكر ما جاء في ستة : ص 65 .‬
    ‫1 ـ قال رسول ا )صلى ا عليه وآله وسلّم( : ياابا ذر :أن ا يصلح بصلح‬
 ‫العبد ولده وولد ولده ، ويحفظه في دويرته والدور حوله ما دام فيهم .... بندهاي‬
                                              ‫كرانمايه بيغمبر ص 83 الحديث 87‬

                                                             ‫حرث الدنيا البنون‬
‫انّ ما يحرث النسان في هذه الحياة ينتج له في هذه وفي بعدها .‬
  ‫أما الذي ينتج في هذه ، فهو المال والولد . فاذا كان المال من حلل فهنيئا له ما‬
                                                                    ‫يستفيد منه .‬
     ‫وأما الذي ينتج له في تلك ، فهو العمل الصالح الذي قدّمه وزرعه في دنياه .‬
                ‫وعلى هذا يقول رسول ا )صلى ا عليه وآله وسلّم( لبي ذر :‬
   ‫1 ـ يا أباذر: حرث الخرة العمل الصالح . حرث الدنيا المال والبنون .... بندهاى‬
                                            ‫كرانمايه بيغمبر ص 13 الحديث 85 .‬

                                                                ‫لذة الولد‬
   ‫من الحالت النفسانية التى تعتري النسان هي اللذه ، واللذة لها شعب وموارد‬
‫كثيرة ل تعد ، ومن مواردها المهمة لذّة الوالد من الولد بقدّه وجماله وأدبه وكماله‬
                                         ‫ونطقه ومشيه وريحه وخلقه وما اشبه .‬
   ‫1 ـ لذا قيل : اطيب الروائح ريحان ، ريح جسد تحبه وريح ولد تمرّ به .... معدن‬
                                          ‫الجواهر باب ذكرما جاء في اثنين 92 .‬



                                                           ‫الولد نعمـة‬
    ‫يهنأّ النسان على نعم ا تبارك وتعالى ، وأي نعمه اكبر وأعظم من ولد يهبه‬
‫المولى الكريم جلّ جلله لبوين عطوفين حنينين ، يتّبعا انفسهما في نشأه ونموهّ‬
    ‫وتربيته ، ويخافا عليه من أصغر حادث يريّبه اويؤذيه الى أن يبلغ أشدّه . فياليته‬
   ‫يفطن ويبرّ بهما بعد تلك التي مضت ، وهو يسير الى الرشد ، والتهاني تتر على‬
                                                                          ‫أبويه .‬
 ‫1 ـ من أقوال امير المؤمنين صلوات ا وسلمه عليه ، قال : في رجل هنّاه بولد‬
  ‫شكرت الواهب وبورك لك في الموهوب وبلغ اشدّه ورزقت برّه ، جاء في كتاب‬
                                ‫درر الكلم ، حرف الشين بلفظ شكر ، ص 381 .‬

                                                                 ‫الولد ريحـانه‬
‫الريحان زرع من الخضروات معطّر ، تميل اليه النفس وترتاح من شمّهة الروح .‬
  ‫والولد غصن شبّهوه بشطب الريحان ، فالبوان لّما ينظران الى ولدهما يستشمّا‬
   ‫منه ما هو اعطر من الريحان في المعنة ونفوسهما ، وما الذّ من أن يكبر الولد‬
     ‫ويمشي أمام ابويه ـ لسيما اذا كان صالحا ـ فقد نقل أن رجل جاء الى البيت‬
‫الهاشمي يسئل عن رسول ا صلى ا عليه وسلّم ، وكان بعده وفاته صلى ا‬
    ‫عليه وآله وسلم والرجل ليعلم فلما علم حزن حزنا شديدا ، فقال له الحسين‬
  ‫)عليه السلم( روحي فداه ، معناه : أتريد أتنظر الى من يشبه الرسول صلى ا‬
  ‫عليه وآله ، خلقا وخلقا ومنطقا ، فجاء به الى أن أراه عليا الكبر )عليه السلم( ،‬
    ‫ففرح الرجل ، ثم سئله الحسين صلوات ا عليه ، ايها الرجل ما الذّ اللذائذ ؟ .‬
‫فقال :أن يكون عندك ولد كهذا فيمشي أمامك ، ثم قال الحسين )عليه السلم( ما‬
   ‫أشدّ الحزان فقال فقدك كهذا الولد ، الى آخره ... لعن ا الظالمين لكم ياآل‬
                      ‫محمّد صلوات ا وسلمه عليكم أجمعين الى يوم الدين .‬
    ‫1 ـ قال النبي العظم صلى ا عليه وسلم : الوالد ريحانة . وريحانتاي الحسن‬
      ‫والحسين عليهم صلوات ا تعالى ... غوالي الدرر حرف الواو ، ص 861 .‬

                                                      ‫النس بالولد‬
‫لشكّ و لريب في أن النسان يأنس ببعض الشياء المطبوعة ، حيث تتماشى مع‬
   ‫طبيعته ، كذلك لشك في أن المطبوعات تختلف وتتمايز عنده ، فبعضها تطابث‬
    ‫ذوقه مأة بالمأة ، وبعضها الخر أقل من الول ، وهكذا ، هذا كله من الغرائز‬
                                                       ‫الولية والفطرية للبشر .‬
  ‫ثم ان الناس يختلفون حسب اختلف أذواقهم ، فتري الشيء المحبوب عند هذا‬
‫لم يكن محبوبا عند الخرين ، والمرغوب عند الخر لم يرغب فيه بعضهم ، والمثل‬
                               ‫السائر يقول : لول اختلف الذواق لبارت السلع .‬
 ‫ومن الجدير بالذكر : أنّه مع اختلف اذواقهم ، وروحيّاتهم ، وأوضاعهم ، وبيآتهم ،‬
‫كلّهم وقد اتحدوا في أمر واحد ـ وحتى شاركهم به الحيوانات - وهو النس بالولد ـ‬
‫فالكبير والصغير ، والغني والفقير ، والبيض والسود ، والشريف والوضيع ، كل‬
                                        ‫يأنس بطفله ، ويراه ابدع المخلوقات .‬
     ‫يقال أنّه : قيل للغراب : جئنا بأجمل الفراخ ، فجاء بفرخه ، في حين أن فرخ‬
                       ‫الغراب من اقبح الفراخ ، فقسّ على هذا : فعلل وتفعلل‬
 ‫1 ـ أبو علي الشعري ، عن محمد بن سالم ، عن أحمد بن النضر ، عن عمرو بن‬
 ‫شمر ، عن جابر عن أبي عبدا )عليه السلم( ، قال : أتى رجل رسول ا صلى‬
   ‫ا عليه وآله وسلم ، فقال يا رسول ا أنّي راغب في الجهاد ، نشيط ، قال :‬
    ‫فقال له النبي صلي ا عليه وآله وسلم : فجاهد في سبيل ا فانك ان تقتل‬
  ‫تكن حيّا عند ا ترزق وان تمت فقد وقع أجرك على ا ، وان رجعت ، رجعت‬
‫من الذنوب كما ولدت ، قال : يا رسول ا ) صلى ا عليه وآله الكرام البرره ( ان‬
‫لي والدين كبيرين يزعمان أنهما يأنسان بي ، ويكرهان خروجي ، فقال رسول ا‬
 ‫صلى ا عليه وآله الطاهرين : فقر مع والديك ، فو الذي نفسي بيده لنسهما بك‬
 ‫يوما وليلة خير من جهاد سنة .... الكافي ج 2, ص 821 , باب البر , الحديث 01 .‬

                                                            ‫شباهـة الولد‬
  ‫لبد للولد أن يشبه أما العمام وأما الخوال ، ولهذا الشبه أسرار عجيبة والسلم‬
‫العظيم كاشف السرار ، ما من معضلة ال ّ ويحلّها السلم لنه جاء الكمال البشرية‬
  ‫، لذا ترى ) بونابرت نابليون ( يقول : ) ان أملي الوحيد في الحياة هي أن اعيش‬
   ‫حتى تتاح لي الفرصة لجمع الحكماء والمفكرين من اقطار العالم لضع معهم‬
   ‫دستورا متحد الشكل على اساس من تعاليم القرآن الرفيعة ، لن هذه التعاليم‬
 ‫هي التي يمكنها أن تقود الناس الى الخير والسعادة والرفاه ( . هذا هو السلم‬
                                            ‫وهذه شهادات اعاظم العالم له .‬
‫1 ـ وأمّا شبه الولد واخواله : فاذا سبق نطفة الرجل نطفة المرءة الى الرحم خرج‬
    ‫شبه الوالد الى أعمامه ، ومن نطفة الرجل يكون العظم والعصب . واذا سبق‬
‫نطفة المرءة نطفة الرجل الى الرحم خرج يشبه الى اخواله ، ومن نطفتها يكون‬
  ‫الشعر والجلد واللحم لنها صفراء رقيقة .... علل الشرئع ، العلّة الثالثة ، ص 1 .‬
                                                 ‫الجتـناب عن ولد ال ز ّنا‬
‫لينبغي للعاقل أن يخالط كل من عرض له ، وانما ينبغي لـه النتقاء ، فان الناس‬
‫صناديق مغلفة ، ليدري ما تحتويه ، وقد علّمتنا التجارب أنّ ما تضر هي اكثر بكثير‬
   ‫مما تنفع ، فيا ولدي عليك بالتأني فيما تختار ، وعليك بالتأمّل فيمن تترك ، وكن‬
             ‫على هون في مسيرك الصعب ، واعلم أن الحذر ينجي من الخظر .‬
 ‫1 ـ حدثنا محمد بن علي ماجيلويه ) رض ( قال : حدثنا محمد بن يحيى العطار ،‬
  ‫عن محمد بن أحمد ، عن سهل بن زياد ، عم محمد بن سنان ، عن عبيد ا بن‬
     ‫عبد ا الدهقان ، عن ورست ، عن أبي ابراهيم عليه صلوات رب العالمين ،‬
‫قال : قال رسول ا )صلى ا عليه وآله وسلّم( : خمسة يجتنبون على كل حال :‬
         ‫المجذوم . والبرص . والمجنون وولد الزنا ، والعرابي ... الخصال ، باب‬
                                             ‫الخمسه ، ص 332 ، الحديث 24 .‬

                                                     ‫شراكة ال ش ّيطان‬
‫لعن ا ابليس ، انّه ل يترك النسان في كل المجالت ، في العبادات والمعاملت‬
 ‫والمجاملت ، وفي الحوال والبدان ، فالكيّس كل الكيّس من اتقى شرّه وابتعد‬
   ‫عنه بالستعاذة منه بالله العظيم في كل وقت وآن ، حتى عند الصابة فانّه من‬
                          ‫اخطر المور ، وأثره من أسوء الثار ، فالحذار الحذار .‬
     ‫1 ـ قال رسول ا )صلى ا عليه وآله وسلّم( : انّ ا حرّم الجنّة على كل‬
‫فاحش بذئ ، قليل الحياء ، ليبالي ما قال وما قيل فيه ، أمّا أنّه ان تنسبه لم تجده‬
   ‫ال ّ لبغي او شرك الشيطان . قيل : يا رسول ا وفي الناس شيطانين ؟ . قال‬
 ‫)صلى ا عليه وآله وسلّم( : نعم ، أو ما تقرأ قول ا عزّوجلّ : ) وشاركهم في‬
 ‫الموال والولد ( . السراء آية 46 ... تحف العقول ، مواعظ النبي ) ص ( : ص‬
                                                                          ‫13 .‬
                                                 ‫تاثير الماكولت في الولد‬
‫أشياء ينبغي تعلّمها واستعمالها وهي مؤثّرة في الولد ، وأخرى ينبغي تعلّمها‬
  ‫والعمل بها فهي ايضا لها الثر الوضعي بالنسبة للولد ، بل الولد ، وكلهما اي‬
   ‫العمل والستعمال يؤثّران في الولد سواء كانوا في الصلب او في الرحم أو‬
‫مولودين صغارا أم كبارا . فاليك بعض ما فيها التأثير الحسن ان شاء ا تعالى .‬
 ‫1 ـ قال أمير المؤمنين )عليه السلم( في حديث الربعمائه : أكل السفرجل قوّة‬
‫للقلب الضّعيف ، ويطيب المعدة ، ويزيد في قوّة الفوآد ويشجع الجبان ، ويحسن‬
                                       ‫الولد ... المواعظ العددية ، ص 982 .‬
‫2 ـ وقال )عليه السلم( : حنكو اولدكم بالتمر ، هكذا فعل رسول ا )صلى ا‬
‫عليه وآله وسلّم( ) بالحسن وبالحسين عليهما السلم ( ... المواعظ العدديه ، باب‬
                                                      ‫الربعمائه ، ص 803 .‬
    ‫3 ـ قال أمير المؤمنين عليه صلوات رب العالمين : عن سيد الخلئق اجمعين‬
       ‫)صلى ا عليه وآله وسلّم( : وتوقوا على اولدكم لبن البغي من النساء ،‬
 ‫والمجنونة ، فان اللبن يعدي .... المواعظ العددية ، باب الربعمائة ، ص 191 .‬

   ‫4 ـ وقال )عليه السلم( : اختنوا اولدكم يوم السابع ليمنعكم حرو ل برد ....‬
                                                  ‫نفس المصدر ، ص 703 .‬

                                                                 ‫البـشـائـر‬
  ‫البشارة هي الخبر المسّر المفرح الذي يرتاح اليه النسان وكل ما كانت البشارة‬
  ‫من جليل او عظيم كانت هي الخرى أجل واعظم وذات قيمة كبيرة . ومن هنا‬
 ‫يعلم أن اكبر البشائر هي ما كانت من المصدر ال لهي ، والتي يبشربها الخلق‬
                                                                   ‫المتعال .‬
   ‫لكن ، مع ذلك كلّه ، ترى أن من البشائر ما يعكس فيها المطلوب فيبدل الفرح‬
      ‫بالحزن ، والسرور بالهم والغم ، وذلك كما كان في زمن الجاهلية الولى .‬
                                         ‫والقرآن الكريم يحدثنا بكل المرين .‬
‫1 ـ اذ قالت الملئكة يامريم ان ا يبشرك بكلمة منه ، اسمـه المسيح عيسى بن‬
  ‫مريم ، وجيها في الدنيا والخرة ومن المقربين * و يكلّم الناس في المهد وكهل‬
 ‫ومن الصالحين * قالت ربّ أنّى يكون لي ولد ولم يمسسني بشر ، قال كذلك ا‬
    ‫يخلق ما يشاء ، اذا قضى أمرا فانّما يقول له كنّ فيكون ) آل عمران ـ 74 ( .‬
‫2 ـ ويجعلون لله البنات سبحانه ، ولهم ما يشتهون * واذا بشر احدهم بالنثى ظل‬
 ‫وجهه مسوداّ وهو كظيم * يتوارى من القوم من سوء ما بشر به ، أيمسكه على‬
               ‫هون أم يدسّه في التراب ؟ أل ساء ما يحكمون ) النحل ـ 95 ( .‬
                                                       ‫وليمة المولود‬
   ‫كل انسان ل بد له من سرور يدخله عند اسباغ نعمة من ا تعالى عليه ، وأي‬
   ‫نعمة بعد اليمان بالله تعالى هي اعظم واكبر من نعمة ولد صالح يستعين به‬
   ‫الب على دينه ودنياه ، والولد هو السبـب المباشر الوحيد في بقاء نسل الب ،‬
     ‫وهو أقرب الرحام اليه ، وقد جاء في الكتاب العزيز آيات عديدة في الرحم‬
 ‫وصلتها ، فلجل هذا كلّه يفرح الوالد يوم له الولد ، وقد سن رسول ا صلى ا‬
     ‫عليه و آله وسلّم ما يعبر عن الفرح والسرور عند الوالدين ، ال وهي الواليمة‬
   ‫1 ـ حدثنا محمد بن علي ما جيلويه ) رض ( قال : حدثنا العمّى محمد بن أبي‬
‫القاسم ، عن أحمد بن أبي عبدا البرقي ، عن سجادة العابد واسمه الحسن بن‬
    ‫علي بن أبي عثمان ، عن موسى بن بكر ، قال ابو الحسن الول عليه الصلة‬
 ‫والسلم : قال رسول ا صلى ا عليه وآله وسلم : ل وليمة ال ّ في خمس : أ :‬
‫في عرس . ب: او غرس . ج: او عذار . د : او وكار . هـ : او ركاز . فأما العرس :‬
  ‫فالتزويج ، والغرس : النفاس بالولد : والعذار : الختان . والوكار : الرجل يشتري‬
      ‫الدار . والركاز : الذي يقدم من مكّة ... الخصال ، باب الخمسة ، ص 452 ،‬
                                       ‫الحديث 19 . ومثله الحديث 29 فراجع .‬
                                                        ‫تسمية الولد‬
‫احدى موارد التعارف هو السم ، وهو أهم من بقية اسباب التعارف ، فالناس أنه‬
 ‫لول السم لما احضرت المعاني الكلية والجزئيه باسهل مؤنة في الذهن ، مثل لو‬
‫كنت في بلد ما ، واردت احضار الفيل في ذهن صاحبك ، كبف يمكن تناوله من‬
  ‫غاباب الهند ، وكيف يمكنك ادخاله في ذهن صاحبك ، فتبين أن السم له اهمية‬
 ‫كبيرة جدا بالنسبة الى جميع الشياء والموجودات ، فمن هذا يلزم أن نسمي كل‬
       ‫شيء ليعرف وجوده الخارجي بوجوده اللفظي ، منه الجنين في بطن أمّه‬
                             ‫فيستحب أن يسمى كي يثبت في المة المرحومة ...‬
 ‫1 ـ قال أمير المؤمنين )عليه السلم( : سمّوا اولدكم ، فان لم تدروا أذكر هم أم‬
 ‫انثى فسموّهم بالسماء التي تكون للذكر والنثى ، فان اسقاطكم اذا لقوكم في‬
   ‫القيامة ولم تسمّوهم ، يقول لبيه ال سميتني و قد سمّى رسول ا صلى ا‬
‫عليه وآله وسلم محسنا قبل أن يولد ... ... المواعظ العددية ، باب الربعمائة ، ص‬
                                                                         ‫503 .‬
                                                   ‫الكنية من الدب‬
  ‫ان العرف قد جعل لكل موضوع علقات ، وجعل علمات للحترام بالنسبة الى‬
    ‫الخرين ، فمثل : جعل علمة احترام الوارد ، القيام أمامه واحترام الراجل أن‬
   ‫يبدأه الراكب بالسلم ، وهلّم جرّا علمات الحترام كثيرة وكثيرة جدا . وقد قرر‬
‫السلم العظيم ما ل ينافيه من أعراف الناس ، فقلّل وكثّر ، وجرح واعدل ، ونفى‬
‫وأثبت ، وأسس مالم يكن يدركه الناس من قبل ، وكل ذلك بأمر من السماء ، على‬
   ‫لسان خير البريّة محمد صلى ا عليه وآله وسلم ، وآله الميامين عليهم صلوات‬
 ‫الملك العل ّم . فمن تعاليهم السّامية ، الدب الرفيع ، حيث أن الرجل ينادي بكنيته‬
                                         ‫اجلل واعظاما له . فتمسّك بهم تسعد .‬
   ‫1 ـ علي بن ابراهيم ، عن ابيه ، عن النوفلي ، عن السكوني ، عن أبي عبد ا‬
‫)عليه السلم( ، قال : من السنّة والبر ان يكنّى الرجل بأسم أبيه ... الكافي ، ج 2 ،‬
                                              ‫ص 031 ، باب البر ، الحديث 61 .‬
                                                            ‫الولد الصالح‬
       ‫يخلف المرء في ثلثة احدهما الولد ، فان من لم يكن له ولد لذكر له بعد‬
‫الموت ، ولو أن هناك آثار أخرى تكون ذكرى له ، ولكن الولد اثر اكبر واكبر ل سيّما‬
‫ان كان من الصالحين ، فانه يحيى والده في كل حين ، ربي ل تذرني فردا وانت‬
 ‫خير الوارثين ، فعليه امرنا بطلب الولد كي يكون لنا ثمرا جنيّا ان شاء ا تعالى .‬
 ‫1 ـ قال أمير المؤمنين عليه افضل تحيات رب العالمين : عن النبي صلى ا عليه‬
   ‫وآله قال : اكاثر بكم المم غدا ... المواعظ العددية باب البعمائة ، ص 192 .‬
 ‫2 ـ هنالك دعا زكريّا ربّه ، قال ربّ هب لي من لدنك ذرّية طيّبة أنك سميع الدعاء‬
   ‫* فنادته الملئكة وهو قائم يصلي في المحراب ، ان ا يبشرك بيحيى مصدّقا‬
 ‫بكلمة من ا ، وسيّدا وحصورا ونبيّا من الصالحين * قال ربّ أنّى يكون لي غلم‬
‫وقد بلغني الكبر وامرأتي عاقرا ، قال كذلك ا يفعل ما يشاء ) آل عمران ـ 04 (‬
                                                                                   ‫.‬
                                                                      ‫الكمال‬
                              ‫لكل شيء زينة في الدنيا وزينة المرء كمال الدب .‬
‫مما يجب على الولد أن يكون مؤدبّا في كل حال وكل حين ، ل سيما وبالخصوص‬
‫عند والديه ، فان الدب عند الوالدين مما يزيد في توفيق النسان ، لذا ترى القرآن‬
                                                       ‫الكريم ينادي بأعلى صوته :‬
      ‫1 ـ وقضى ربّك ال ّ تعبدوا ال ّ ايّاه ، وبالوالدين احسانا امّا يبلغن عندك الكبر‬
  ‫احدهما او كلهما ، فل تقل لهما أف ول تنهرهما وقل لهما قول كريما واخفض‬
‫لهما جناح الذّل من الرحمة وقل رب ارحمهما كما ربيّاني صغيرا .... ) بني اسرائيل‬
                                                                           ‫ـ 32 ( .‬
    ‫2 ـ قال ـ اي ابو ولد الحناط ـ ثم قال ابو عبد ا عليه الصلة والسلم : وأمّا‬
  ‫قول ا تعالى ) امّا يبلغّن عندك الكبر احدهما او كلهما ، فل تقل لهما أف ول‬
‫تنهرهما وقل لهما قول كريما ( قال )عليه السلم( : ان اضجرالك فل تقل ليهما أف‬
     ‫، ول تنهرهما ان ضرباك . قال )عليه السلم( : ) وقل لهما قول كريما ( : قال‬
‫)عليه السلم( : ان ضرباك فقل لهما غفرا لكما ، فذلك منك قول كريم ... ذرايع‬
                                                  ‫البيان ، الفه الثامنة ، ص 471 .‬
‫3 ـ قال مجاهد معناه ان بلغا عندك من الكبر ما يبولن ويحدثان فل تتقذّرهما ،‬
   ‫وامط عنهما كما كانا يميطان عنك في حال الصغر، والمتبرم ويكثر قول أف ،‬
 ‫وهي كلمة تدل على الضجر ... مجمع البيان ج 6 ، ص 904 ، ذيل آية ) وقضى‬
                                              ‫ربك ( من سورة بني اسرائيل .‬

                                                     ‫افضل العمال للولد‬
 ‫العمال عليشطرين : اعمال ذات فضيلة ، واعمال ذات رذيلة . أما الرذائل فلسنا‬
  ‫هنا بصددها . وأما الفضائل : فهي من الكلّي المشك ، أي لها مراتب متعددة ،‬
 ‫فبعضها أفضل من البعض الخر . ان قلت : كيف نرتّب هذا الترتيب ؟ . قلنا هذا‬
 ‫ترتيب رتّبه المولى جلّ وعل شأنه ، وهو أعلم بالمصالح ، فكلما كانت المصلحة‬
‫فيها أتم وأكمل فهي افضل ، وهذا ما يحكم به العقل و النقل . وما بعد الحّق الّ‬
                                                                   ‫الضلل .‬
 ‫1 ـ حدثنا أبي )رض ( قال : حدثنا علي بن الحسين السعد آبادي ، عن احمد بن‬
 ‫أبي ا البرقي ، عن محمد بن احمد اليادي ، عن عبد ا بم محمد عن عمرو‬
  ‫بن شمر ، عن ابان بن محمد عن محمد بن علي عليهما السلم ، قال : ما من‬
  ‫عمل افضل يوم النحرمن دم مسفوك ، او مشى في بر الوالدين ، أو ذي رحم‬
  ‫قاطع يأخذ عليه بالفضل ويبدأه بالسلم ، او رجل اطعم من صالح نسكه ودعا‬
   ‫الى بقيّتها جيرانه من اليتامى واهل المسكنة والمملوك ، وتعاهد السراء . ...‬
                             ‫الخصال ، باب الخمسة ، ص 242 ، الحديث 68 .‬
                                                   ‫نصيحة الوالد لولده‬
      ‫ل ناصح كالب بالنسبة الى ولده ، ول يتصوّر أنّ هناك اب يبخل على ولده‬
‫بالنصيحة ، ومن المستحيل أن يخرج الولد من قلب ابيه مهما كلّف المر ، لذا ترى‬
                             ‫الباء يبالغون في نصح ابنائهم جزاهم ا خيرا .‬
‫1 ـ قال العباس بن عبد المطلب ل بنه : يا بني لتعلم العلـم لثلث خصال :‬
‫لتماري به ، ولترائي فيه ، ولتباهي به . ول تدعه لثلث خصال : لرغبة في الجهل ،‬
           ‫ولزهد في العلم ، ولستحياء في التعليم .... معدن الجواهر ص 63 .‬
  ‫2 ـ ومن كلم لقمان لبنه : ثلثة ل تعرفهم العند ثلثة : ل تعرف الحليم ال عند‬
‫الغضب ، والشجاع ال ّ عند الحرب ، ول اخاك ال ّ عند الحاجة ... معدن الجواهر ص‬
                                                                         ‫73 .‬
                                                       ‫نصح الباء للبناء‬
 ‫من المعلوم لزوم نصح البناء على الباء ولما كان التعبّد لله اولى من كل شيء‬
 ‫لزم على البناء ايضا نصح الباء في هذا المورد ، لذا ترى ابراهيم )عليه السلم(‬
  ‫ينصح آذر ـ سواء كان عمّه اوجدّه لمه كما جاء في التفسير ـ فكلهما يسمون‬
                                                               ‫أب عند العرب .‬
  ‫1ـ قال تعالى : اذ قال ل بيه يا أبت لم تعبد ما ل يسمع ول يبصر. ) 24 ـ مريم (‬
          ‫2ـ يا ابت اني قد جاءني من العلم ما لم يأتك فأتبعني . ) 34 ـ مريم (‬
                                     ‫3ـ يا ابت ل تعبد الشيطان . ) 44 ـ مريم (‬
            ‫4 ـ يا ابت اني اخاف أن يمسسك عذاب من الرحمن . ) 54 ـ مريم (‬
                                                                   ‫الطاعـة‬
    ‫لو نظرنا الى أبعاد الوالدين لرأيناها ابعد مما تتصور ، وذلك على لسان القرآن‬
                               ‫الكريم حيث قال : حاكيا عن اسماعيل ذبيح ا :‬
‫1ـ قال يا ابت افعل ما تؤمر . ) 201 ـ الصافات ( وهو ـ اي ابراهيم )عليه السلم(‬
                                                                   ‫يريد ذبحه .‬
   ‫2ـ عن الراوندي ، عن رسول ا )صلى ا عليه وآله وسلّم( : أنّه قال : ـ في‬
 ‫حديث الى أن قال ـ وان امراك ان تخرج من اهلك و مالك فاخرج ول تحزنهما ...‬
                                               ‫ذرايع البيان ، ص 002 ، تكمله .‬
    ‫3ـ وقال )صلى ا عليه وآله وسلّم( : طاعة ا طاعة الوالد ... غوالي الدرر،‬
                                                      ‫حرف الطاء ، ص 701 .‬
‫4ـ واخفض لهما جناح الذل من الرحمه ... ) بني اسرائل 42 ( .‬
 ‫5ـ وان جاهداك لتشرك بي ما ليس لك به علم فل تطعهما ... ) العنكبوت ـ 8 ( .‬
‫6ـ قال ) الصادق )عليه السلم( ( : ) واخفض لهما جناح الذل من الرحمه ( قال :‬
 ‫ل تمل عينيك من النظر اليهما ال ّ برأفة ورحمة ، ول ترفع صوتك فوق اصواتهما ،‬
 ‫ول يدك فوق ايديهما ، ول تقدّم قدّامهما ... مجمع البيان ، ج 6 ، ص 904 ، ذيل‬
                                   ‫آية ) وقضى ربك ( من سورة بني اسرائيل .‬
‫7 ـ محمد بن يحيى ، عن احمد بن محمد بن عيسى ، وعلي بن ابراهيم ، عن أبيه‬
 ‫جميعا ، عن الحسين بن محبوب ، عن أبي ول ّد الحنّاط ، قال : سألت أبا عبد ا‬
‫)عليه السلم( ، عن قول ا عزوجلّ : ) وبالوالدين احسانا ( ما هذا الحسان ؟ .‬
     ‫فقال عليه الصلة والسلم : الحسان أن تحسن صحبتهما وأن ل تكلفهما أن‬
   ‫يسألك شيئا مما ممّا يجتاجان اليه ، وان كانا مستغنيين ، أليس يقول عزوجلّ :‬
     ‫) لن تنالوا البر حتى تنفقوا مما تحبون ( قال : ثم قال أبو عبدا عليه أفضل‬
  ‫التحيات ، وأما قول ا عزوجلّ : ) اما يبلغن عندك الكبر احدهما أو كلهما فل‬
 ‫تقل لهما أف ول تنهرهما ( . قال سلم ا عليه: ان اضجراك فل تقل لهما أف ،‬
   ‫ول تنهرهما ان ضرباك . قال : ) وقل لهما قول كريما ( قال )عليه السلم( : ان‬
   ‫ضرباك فقل لهما : غفر ا لكما ، فذلك منك قول كريم قال : ) واخفض لهما‬
      ‫جناح الذل من الرحمة ( قال )عليه السلم( ل تمل عينيك من النظر اليهما الّ‬
   ‫برحمة ورقّة ول ترفع صوتك فوق اصواتهما ، ول يدك فوق ايديهما ، ول تقدم‬
                    ‫قدّامهما ... الكافي ، ج 2 ، ص 621 ، باب البر ، الحديث 1 .‬
 ‫8 ـ ابن محبوب ، عن خالد بن نافع التجلّي ، عن محمد بن مروان قال : سمعت‬
  ‫أبا عبد ا )عليه السلم( يقول : ان رجل أتى النبي صلى ا عليه وآله وسلّم ،‬
  ‫فقال : يا رسول ا أوصنى ! فقال )صلى ا عليه وآله وسلّم( : ل تشرك بالله‬
     ‫شيئا وان حرقت بالنار وعذبت ال ّ وقلبك مطمئن باليمان ، ووالديك فأطعهما‬
‫وبرّهما ، حيين ّ كانا أو ميتين ، وان أمراك أن تخرج من أهلك ومالك فافعل ، فان‬
            ‫ذلك من اليمان ... الكافي ، ج 2 ، ص 621 ، باب البر ، الحديث 2 .‬

                                                     ‫وصايا الباء للبناء‬
‫من حق الولد على الوالد أن يوصيه بما ينفعه ويرشده ويأدبّه ، كي ل يكون عضوا‬
  ‫فاسدا في المجتمع وعالة وكل ّ عليه ، ولكي يكون بعده احد الثلثة الذين يخلف‬
  ‫بهم المرء وهو الولد الصالح ، ولو صلح الولد لكان عامل مهمّا في جلب الرحمة‬
                                      ‫لوالديه بعد الموت ، وهذا هو المطلوب .‬
     ‫1 ـ اوصى حكيم ولده فقال : يا بني احذر خصلة واحده تسلم ، واتبع خصلة‬
   ‫واحدة تغنم : ل تدخل مداخل السؤ تتهم ، واشكر تدم لك النعم واعلم أن العز‬
    ‫في خصلة واحدة ، وهي طاعة ا ، والذل في خلصة واحدة ، وهي معصية‬
 ‫ا ، والغنا في خصلة واحدة وهو الرضا بقسم ا ، والفقر في خصلة واحدة ،‬
    ‫وهي استقلل نعم ا ، والناس يا بني يتفاضلون بشيء واحد وهو العقل ،‬
‫ويتميزون بشيء واحد وهو العلم ، ويفوزون بشيء واحد وهو العمل ، ويسودون‬
‫بشيء واحد وهو الحلم . فعليك يا بني في دينك بشيء واحد وهو الزدياد ، وفي‬
                    ‫دنياك بشيء واحد وهو القتصاد . معدن الجواهر ص 42 .‬
   ‫2 ـ قال لقمان ل بنه : يا بني أنهاك عن شيئين ، عن الكسل والضجر ، فانك اذا‬
 ‫كسلت لم تؤدي حقا ، واذا ضجرت لم تصبر على حق . معدن الجواهر ص 72 .‬
‫3 ـ أوصى حكيم ولده فقال : يا بني ان آردت الخلص فعليك بشيئين : ل تضع ما‬
   ‫عندك ال ّ في حقه ، ول تأخذ ما ليس لك ال ّ بحقه . تحصّن يا بني من الساعي‬
‫عليك بشيئين : بالمداراة وحسن المعاشرة ، فانك ل تعدم احد شيئين : اما صداقة‬
 ‫تحدث بينكما بؤمنك شره ، واما فرصة تظفرك به . معدن الجواهر ... باب ذكر ما‬
                                                    ‫جاء في اثنين ـ ص 92 .‬
  ‫4 ـ وصية أخرى : يا بني احفظ عنّي ثلثة : وقّر أباك تطل ايامك ، وقّر امك ترى‬
        ‫لبنيك بنينا ، ول تحد النظر الى والديك فتعقهما . معدن الجواهر ص 73 .‬
‫5 ـ واعلم يا بني : أن اليام ثلثة : أمس : يوم ماضي كأن لم يكن ، وغد : يوم‬
‫منتظر كأن قد أتى ، واليوم : مقيم بغنيمة ال كآيس لتزود الخيرات وتقطعه الفجرة‬
   ‫بالماني ، مع أنها ليست ايام ولكنها ساعات ، وليست ساعات ولكنها اوقات أقل‬
                                   ‫من ارتداد الطرف . معدن الجواهر ص 73 .‬
    ‫6 ـ واعلم ان الناس في الدنيا بين ثلثة احوال حسنات وسيئات ولذات ، وفي‬
        ‫الخرة بين ثلثة احوال درجات ودركات ومحاسبات ، فمن عمل في الدنيا‬
‫بالحسنات نال في الخرة الدرجات ، ومن ترك في الدنيا السيئآت نجى في الخرة‬
  ‫من الدركات ، ومن هجر في الدنيا اللـذات خلص في الخرة من المحاسبات ...‬
                         ‫معدن الجواهر ... باب ذكر ما جاء في ثلثة . ص 73 .‬
 ‫7 ـ واعلم يا بني : ان انصف الناس من جمع ثلثا : تواضعا عن رفعة وزهدا عن‬
 ‫قدرةِ ، وانصافا عن قوةٍ . وعليك بالقنوع ، ففيه ثلث خلل : صيانة النفس ، وعز‬
    ‫القدر ، وطرح مؤن الستكبار . ولتضع المعروف الى ثلثة : اللئيم فانه بمنزلة‬
      ‫السبخة ، والفاحش فانه يرى أن الذي صنعت اليه انما هو مخافة الفحشة ،‬
                     ‫والحمق فانه ل يعرف ما اسديت اليه ... ) نفس المصدر ( .‬
 ‫8 ـ واعلم أن الشكر ثلث منازل : هو لمن فوقك بالطاعة ، ولنظيرك بالمكافأة ،‬
                                    ‫ولمن دونك بالفضال ... ) نفس المصدر ( .‬
   ‫9 ـ ل تطلب حاجتك يا بني من ثلثة : ل من كذاب فانه يقربها بالقول ويباعدها‬
   ‫بالفعل ، ول من احمق فانه يريد أن ينفعك فيضرّك ، ول ممن له أكلة من جهة‬
                         ‫رجل فانه يؤثر اكلته على حاجتّك ... ) نفس المصدر ( .‬
     ‫01 ـ اياك يا بني والكذب ، فان المرء ل يكذب ال ّ من ثلثة اشياء : اما لمهانة‬
                     ‫نفسه ، او لسخافة رأيه او لغلبة جهله ... ) نفس المصدر ( .‬
       ‫11 ـ واحذر مشاورة ثلثة : الجاهل . والحاسد . وصاحب الهوى ... ) نفس‬
                                                                    ‫المصدر ( .‬
‫21 ـ واعلم أن ثلثة أفضل ما كان لغناء بهم عن ثلثة : احزم ما يكون الرجل ل‬
   ‫غنى به عن مشاورة ذوي الرأي ، وأعف ما تكون المرأة لغنى بها عن الزوج ،‬
              ‫واوفر ما تكون الدابّة ل غنى تها عن الوسط ... ) نفس المصدر ( .‬
‫31 ـ ثلث هن للكافر مثل ما هن للمسلم : من استشارك فانصح له ، ومن ائتمنك‬
‫على أمانة فأدها اليه ، ومن كان بينك وبينه رحم فصلها ... معدن الجواهر ص 83‬
                                                                               ‫.‬
   ‫41 ـ قال )عليه السلم( عند وفاته لولده الحسن )عليه السلم( : يا بني احفظ‬
  ‫عني اربعا : قال )عليه السلم( : و ما هن يا ابتي ؟ قال : اعلم أن اغنى الغنى‬
    ‫العقل ، واكبر الفقر الحمق ، واوحش الوحشة العجب ، واكرم الحسب حسن‬
                                                    ‫الخلق ... الجواهر ص 24 .‬
‫51 ـ اوصى حكيم ولده فقال : خذ يا بني بأربعة واترك اربعة . فقال : وما هن ؟‬
 ‫فقال : خذ حسن الحديث اذا حدثت ، وحسن الستماع اذا حدثت ، وأيسر المروئة‬
    ‫اذا خولفت ، وبحسن البشر اذا لقيت . واترك محادثة اللئيم ، ومنازعة اللجوج ،‬
                                          ‫ومما راه السفيه ، و مصاحبة الماقت .‬
 ‫وحذر اربع خصال فثمرتهن اربع مكروهات : اللجاجة والعجلة والعجب والشره ،‬
   ‫فأما اللجاجة فثمرتها الندامة ، وأما العجلة فثمرتها الحيره ، وأما العجب فثمرته‬
                                             ‫البغضة ، وأما الشره فثمرته الفقر .‬
  ‫وكن من اربعة على حذر : من الكريم اذا اهنته ، ومن العاقل اذا أهجته ، ومن‬
                                   ‫الحمق اذا مازجته ، ومن الفاجراذا صاحبته .‬
      ‫واحتفظ من اربع نفسك تأمن ما ينزل بغيرك : العجلة ، واللجاج ، والعجب ،‬
 ‫والتواني . واعلم انه من اعطى اربعة لم يمنع اربعا : من اعطى الشكر لم يحرم‬
    ‫المزيد ، ومن اعطى التوبة لم يحرم القبول ، ومن اعطى الستخارة لم يمنع‬
     ‫الخيرة ، ومن اعطى المشوره لم يمنع الصواب ... معدن الجواهر ص 54 .‬
‫61 ـ يا بني توق خمس خصال تأمن الندم : العجلة قبل القتدار، والتثبط مع‬
   ‫سقوط العذار ، واذاعة السّر قبل التمام ، والستعانة بالحسدة وأهل الفساد،‬
                       ‫والعمل بالهوى وميل الطباع ... معدن الجواهر ص 25 .‬
  ‫71 ـ قال لقمان : يا بني احثك على ست خصال ليس منها خصلة ال تقّربك الى‬
   ‫رضوان ا تعالى وتباعدك من سخطه : الوله ان تعبد ا ل تشرك به شيئا ،‬
  ‫الثانية الرضا بقدر ا تعالى فيما احببت او كرهت والثالثة تحب في ا وتبغض‬
‫في ا ، والرابعة تحب للناس ما تحب لنفسك ، والخامسة كظم الغيظ والحسان‬
‫الى من اساء اليك ، والسادسة ترك الهوى ومخالفة الردى ... معدن الجواهر ص‬
                                                                          ‫55 .‬
‫81 ـ ستة تحتاج الى سته اشياء : حسن الظن يحتاج الى القبول ، والحسب يحتاج‬
   ‫الى الدب ، والسرور يحتاج الى المن ، والقراتة تحتاج الى الصداقة ، والشرف‬
        ‫يحتاج الى التواضع ، والنجدة تحتاج الى الجد ... معدن الجواهر ص 55 .‬
‫91 ـ اوصى حكيم ولده فقال : يا بني اعلم ان اصعب ما على النسان ستة اشياء‬
   ‫: ان يعرف نفسه ، ويعلم عيبه ، ويكتم سره ، ويهجر هواه ، ويخالف شهوته ،‬
                             ‫ويمسك عن القول فيما ال يعنيه ... نفس المصدر .‬
 ‫02 ـ ست خصال ل يطيقها ال من كانت نفسه شريفة : الثبات عند حدوث النعمة‬
‫الكبيرة ، والصبر عند نزول الرزية العظيمة ، وجذب النفس الى العقل عند دواعي‬
    ‫الشهوة ، ومداومة كتمان السّر ، والصبر على الجوع ، واحتمال الجار ... نفس‬
                                                                      ‫المصدر .‬
‫12 ـ وأعلم أن النبل في ستة اشياء : مؤاخاه الكفاء ، ومـداراة العداء ، والحذر‬
  ‫من السقطة ، واليقظة من الورطة ، وتجرع الغصّة ، ومعالجة الفرصة ... نفس‬
                                                                      ‫المصدر .‬
    ‫22 ـ وأعلم ان السخي من كانت فيه ست خصال : أن يكون مسـرورا ببذله ،‬
 ‫متبرعا بعطائه ، ل يتبعه منّا ول أذى ، ول يطلب عليه عوضا من دنيا ، يرى أنّه لما‬
‫فعله مؤدّ له فرضا ، ويعتقد أن الذي يقبل عطاءه قاضي له حقا ... نفس المصدر‬
                                                                              ‫.‬
    ‫32 ـ فأما حق النعمة عليك فتشتمل على ست خصال : المعرفة بها ، وذكر ما‬
   ‫يناسي منها عندك ، ومعرفة موليها ، وأن ينسبها اليه ، وأن يحسن لباسها ، وأن‬
                                  ‫يقابل مسديها بالشكر عليها ... نفس المصدر .‬
   ‫42 ـ وأوصيك يا ولدي بست خصال فيها تمام العلم ونظام الدب : الولى : ألّ‬
     ‫تنازع من فوقك ، والثانية :ان ل تتعاطى ما ل تنال . الثالثة : أن ل تقول ما ل‬
    ‫تعلم , الرابعة : أن ل يخالف لسانك ما في قلبك . الخامسة أن ل يخالف فولك‬
‫فعلك ، السادسة : أن ل تدع المر اذا اقبل وان ل تطلبه اذا أدبر ... نفس المصدر .‬
     ‫52 ـ واحذر العجلة فان العرب كانت تسميها أمّ الندمات ، وذلك ان فيها ست‬
‫خصال : يقول صاحبها قبل أن يعلم ، ويجيب قبل ان يفهم . ويعزم فبل ان يفكر ،‬
  ‫ويقطع قبل ان يقدر ، ويحمد قبل أن يجرّب ، و يذ قبل ان يحمد وهذه الخلل ل‬
                  ‫تكون في أحد صحب الندامة وعدم السلمة ... نفس المصدر .‬
    ‫62 ـ واعلم ان ستة اشياء ينفين الحزن : استماع العلم ، ومحادثة الصدقاء ،‬
 ‫والمشي في الخضرة ، والجلوس على الماء الجاري ، والتأسّي بذوي المصائب ،‬
                                                 ‫وحمراليام ... نفس المصدر .‬
   ‫72 ـ وستة اشياء من مات فيها قابل نفسه : من أكل طعاما قد اكله مرارا فلم‬
    ‫يوافقه ، ومن أكل طعاما فوق ما تطيقه معدته ، ومن أكل قبل أن يستبرء ما‬
     ‫أكل ، ومن رأي بعض اخلط جسده قد هجم بهيجان ووجد لذلك دلئل فلم‬
   ‫يستدركها بالدوية المسكنة ، وأن اطال حبس الحاجه اذا هاجت به ، ومن اقام‬
                                      ‫بالمكان الوحش وحده ... نفس المصدر .‬
    ‫82 ـ واعلم أن من رضى بستة اشياء صفت له دنياه وصح له دينه : من رضى‬
  ‫ببلده ، ومنزله ، وزوجته ، ومعيشته ، وما قسم ا له من رزقه ، وما يقضيه ا‬
                           ‫عليه ان آلمه خالف أمله ... معدن الجواهر ص 75 .‬
‫باب ذكرما جاء في ستة .‬
‫92 ـ اوصى حكيم ولده فقال : اعلم يا بني أنه لخير في سبعة ال ّ بسبعة : ل خير‬
      ‫في قول ال ّ بفعل ، ول في منظر ال بمخبره ، ول في ملك ال ّ بجود ، ول في‬
    ‫صداقة ال ّ بوفاء ، ول في فقه ال ّ بورع ، ول في عمل ال ّ بنيّة ، ولفي حياة الّ‬
            ‫بصحةٍ وأمن ... معدن الجواهر ، ص 06 ، باب ذكرما جاء في سبعة .‬
    ‫03 ـ واعلم أن سبعة اشياء تؤدي الى فساد العقل : الكفاية التامة والتعظيم ،‬
 ‫والشرف ، واهمال الفكر ، والنفة في التعليم ، وشرب الخمر ، وملزمة النساء ،‬
                                       ‫ومهالطة الجهال ... نفس المصدر ص 16 .‬
         ‫13 ـ وسبعة اشياء يا ولدي ل تحسن بك أن تهملهن : زوجتك ما وافقتك ،‬
   ‫ومعيشتك ما كفتك ، ودارك ما وسعتك ، وثيابك ما سترتك ، و دابتك ما حملتك ،‬
                    ‫وصاحبك ما انصفك ، وجليسك ما فهم عنك ... نفس المصدر .‬
  ‫23 ـ وليس صديقك صديقك ال في سبعة اشياء : في اهلك ، و ولدك ، وعلتك ،‬
                         ‫ونكبتك ، وغيبتك ، وقلتك ، وبعد وفاتك ... نفس المصدر .‬
      ‫33 ـ اوصى حكيم ولده فقال : تحصّن يا بني من ثمان بثمان : بالعـدل في‬
‫المنطق من ملمة الجلساء ، وبالروية في القول من الخطاء ، وبحسن اللفظ من‬
    ‫البذاء ، وبالنصاف من العتداء ، وبلين الكنف من الجفاء وبالتودد من ضغائن‬
 ‫العداء ، وبالمقاربة من الستطالة ، الى آخره ... معدن الجواهر ، ص 56 ، باب‬
                                                            ‫ذكر ما جاء في ثمانية .‬
    ‫43 ـ واعلم ان من كان منه ثمانية كان له من ا ثمانية : من اتقى ا تعالى‬
   ‫وقاه ، ومن توكل عليه كفاه ، ومن اقرضه وفاه ، ومن سأله اعطاه ، ون عمل‬
    ‫بما يرضيه رضاه ، ومن صبر على محارمه حباه ، ومن انفق في سبيله جازاه .‬
                                      ‫الخيرة لتوجد في الصل ... نفس المصدر .‬
‫53 ـ وثمانية اشياء ل تنفع ال ّ بثمانية : ل العقل ال ّ بالورع ، ول الحفظ ال ّ بالعمل ،‬
 ‫ول شده البطش ال ّ بقوه القلب ، ول الجمال ال ّ بالحلوة ، ول السرور ال ّ بالمن ،‬
‫ول الحسب ال ّ بالدب ، ول الحفظ ال ّ بالكفاية ، ول المروّة ال بالتواضع ... نفس‬
                                                                      ‫المصدر .‬
 ‫63 ـ اوصى حكيم ولده فقال : اعلم يا بني أن العجب لتسعة اشياء : لمن عرف‬
‫ا تعالى ولم يطعه ، ولمن رجا ثوابه ولم يعمل ، ولمن خاف عقابه ولم يحترز ،‬
    ‫ولمن عرف شرف العلم ورضى لنفسه بالجهل ولمن صرف جميع همته الى‬
   ‫عماره الدنيا مع علمه بفراقه لها ، ولمن عرف الخرة وخرب مستقّره منها مع‬
 ‫علمه بانتقاله اليها ، ولمن جرفي ميدان امله وهو ل يعلم متى يعثر بأجله ، ولمن‬
 ‫غفل عن النظر في عواقبه وهو يعلم أنه ل يغفل عنه ، ولمن يهنيه في دار الدنيا‬
 ‫عيشه وهو ل يداري الى ما يصير أمره ... معدن الجواهر ، ص 96 ، باب ما جاء‬
                                                                   ‫في تسعة .‬
   ‫73 ـ يا بني عليك بتسع خلل تسد في الناس وهو : العلم ، و الدب ، والفقه ،‬
       ‫والعفة ، والمانة ، والوقار ، والحزم ، والحياء ، والكرم ، وهي عشرة من‬
                                                      ‫الصل ... نفس المصدر .‬
      ‫83 ـ يا بني صن بسعة بتسعة : صن عقلك بالعلم ، وجهلك بالحلم ، ودينك‬
        ‫بمهالفة الهوى ، ومروتك بالعفاف ، وعرضك بالكرم ، ومنزلتك بالتواضع ،‬
        ‫ومعيشتك بحسن التكسب ، ونهضتك بترك العجب ، ونعم ا تعالى عليك‬
                                                     ‫بالشكر ... نفس المصدر .‬
  ‫93 ـ واعلم يابني أن الحكماء ما ذموا شيئا ذمهم لتسع : الكذب والغضب الجزع‬
                 ‫والحسد ، والخيانة ، والبخل ، والعجلة ، و سوء الخلق والجهل ,‬
      ‫ولمدحوا شيئا مدحهم لتسع : الصدق ، والحلم ، والصبر، و الرضا بالقسم ،‬
             ‫والوفاء ، والكرم والتأيد ، وحسن الخلق ، والعلم ... نفس المصدر .‬
       ‫04 ـ واحذر يا بني مشاورة تسعة فان الرأي منهم عازب : البخيل الجبان ،‬
‫والحريص ، والحسود ، وذي الهوى ، والكثير القصود مع النساء ، ومعلم الصبيان ،‬
‫والمبتلي بامرأة سليطة . نقصت واحده وهي من الصل ... معدن الجواهر ، باب‬
                                             ‫ذكر ما جاء في تسعة ص 96 .‬
‫14 ـ اوصى حكيم ولده فقال : يا بني اوصيك بعشرة : ل تستكثر من عيب ، فانه‬
  ‫من اكثر من شيء عرف به ، ول تأسف على اثم ، فانه شيء وقيته واقلل مما‬
          ‫يشين ، تزدد يزين ، ومخاطبة السفلة فانهم يفرون ول يشكون ، تعاب‬
‫باستصحابهم ، ولتحمد على اصطناعهم ، ولتتجاوز بالمور حدودها ، واذا انكرت‬
 ‫امرك . فأمسك ، وجانب هواك فانه اضرما اتتعت ، واعمل بالحق فانه ل يضيق‬
 ‫معه شيء ولينعت فيه عاقل ، وليكن خوف بطانتك لك أشد من أنفسهم لك ...‬
                                      ‫معدن الجواهر باب العشرة ، ص 27 .‬
 ‫24 ـ واحفظ عني عشرة : اعلم ان الصدق قوة ، والكذب عجز ، والسر أمانة ،‬
‫والجوار قرابة ، والمعرفة صداقة ، والعمل تجربة ، والخلق عبادة ، الصمت زين ،‬
 ‫الشح فقر ، والسخاء غنى ... معدن الجواهر باب ذكر ما جاء عشره ، ص 27 .‬
 ‫34 ـ وفي ) الختصاص ( عن مولنا الصادق عليه افضل الصلة والسلم : عن‬
   ‫امير المؤمنين عليه صلوات ا ، في وصيه لبنه محمد بن الحنفية : واعلم أن‬
  ‫اللسان كلب عقور ، ان حليته عقر ، ورب كلمة سلبت نعمة . فاخزن لسانك كما‬
                    ‫تخزن ذهبك وورقك ... ذرايع البيان ص 9 ، المقالة الثانية .‬
     ‫44 ـ حدثني اب ) رض ( قال : حدثنا سعد عبدا قال : حدثني القاسم بن‬
  ‫محمد ، عن سليمان بن داود ، قال : حدثنى حماد بن عيسى ، عن ابي عبدا‬
‫)عليه السلم( قال : قال لقمان لبنه ، يابني لكل شيء علمة يعرف بها ، ويشهد‬
                                                                     ‫عليها .‬
                      ‫وأن للدين ثلث علمات : العلم ، واليمان ، والعمل به .‬
                        ‫ولليمان ثلث علمات : اليمان بالله ، وكتبه ، ورسله .‬
                    ‫وللعالم ثلث علمات : العلم بالله ، وبما يحب ، وبما يكره.‬
                         ‫وللعامل ثلث علمات : الصلوة ، والصيام ، والزكوة .‬
‫وللمتكلف ثلث علمات : ينازع من فوقه ، ويقول ما ل يعلم ، ويتعاطا فيما لينال .‬
     ‫للظالم ثلث علمات : يظلم من فوقه بالمعصية ، ومن دونه بالغلبة ، ويعين‬
                                                                      ‫الظلمة .‬
       ‫وللمنافق ثلث علمات : يخالف لسانه قلبه ، وقلبه فعله وعلنيته سريرته .‬
                       ‫وللئم ثلث علمات : يخون ، ويكذب ، ويخالف ما يقول .‬
      ‫وللمرائي ثلث علمات : يكسل اذا كان وحده ، وينشط اذا كان الناس عنده‬
                                               ‫ويتعرض في كل امر للمحمدة .‬
    ‫وللحاسد ثلث علمات : يغتاب اذا غاب ، ويتملّق اذا شهد ، ويشمت بالمصيبة .‬
‫وللمسرف ثلث علمات : يشتري ما ليس له ، ويلبس ما ليس له ، ويأكل ماليس له‬
                                                                              ‫.‬
‫وللكسلن ثلث علمات : يتوانى حتى يفرط ، ويفرط حتى يضيع ويضيع حتى يأثم‬
                                                                              ‫.‬
                             ‫وللغافل ثلث علمات : السهو ، واللهو ، والنسيان .‬
     ‫قال حماد بن عيسى : قال ابو عبدا )عليه السلم( : ولكل واحدة من هذه‬
  ‫العلمات شعب ، يبلغ العلم بها اكثر من الف باب ، والف باب ، والف باب . فكن‬
 ‫ياحماد طالبا للعلم في آناء الليل واطراف النهار ، فان اردت ان تقرّ عينك ، وتنال‬
‫خير الدنيا والخرة ، فاقطع الطمع مما في ايدي الناس ، وعد نفسك في الموتى ،‬
    ‫ول تحدثن نفسك انك فوق احد من الناس ، واخزن لسانك كما تخزن مالك ...‬
                                  ‫الخصال ، باب الثلثة ، ص 69 ، الحديث 311‬
‫54ـ حدثنا ابي ) رض ( قال : حدثنا سعد بن عبدا ، عن القاسم بن محمد ، عن‬
 ‫سليمان بن داود ، قال : حدثني حماد بن عيسى ، عن أبي عبدا )عليه السلم(‬
  ‫قال : قال امير المؤمنين عليه افضل الصلة والسلم : كان فيما وعظ به لقمان‬
  ‫ابنه أن قال له : يا بني ليعتبر من قصر يقينه ، وضعفت نيته في طلب الرزق ، ان‬
  ‫ا تبارك وتعالى خلقه في ثلثة احوال من أمره ، وآتاه رزقه ، ولم يكن له في‬
‫واحدة منها كسب ول حيلة . ان ا تبارك وتعالى سيرزقه في الحال الرابعة ، اما‬
  ‫اول ذلك فانه كان في رحم أمّه يرزقه هناك في قرار مكين ، حيث ل يؤذيه حرّ‬
 ‫ولبرد ، ثم اخرجه من ذلك واجري له رزقا من لبن امّه ، يكفيه به ويربيه وينعشه‬
    ‫من غير حول به ول قوة ، ثم فطم من ذلك ، فاجرى له رزقا من كسب ابويه‬
‫برأفه ورحمه له من قلوبهما ، ليملكان غير ذلك ، حتى أنهما يؤثرانه على انفسهما‬
      ‫في احوال كثيرة ، حتى اذا كبر وعقل و اكتسب لنفسه ضاق به أمره ، وظن‬
   ‫الضنون بربّه ، وجحد الحقوق في ماله ، وقتر على نفسه وعياله ، مخافة اقتار‬
‫رزق ، وسؤظن ، ويقين بالخلف من ا تبارك وتعالى في العاجل والجل ، فبئس‬
              ‫العبد هذا يا بني ... الخصال ، باب الثلثة ، ص 69 ، الحديث 411.‬
                                                               ‫جزاء الوالد‬
   ‫لما كان الوالد السبب المباشر في اتيان الولد الى عالم الوجود ، ـ والوجود من‬
‫اهّم نعم ا تعالى على النسان وليس هناك فضل ل يجازى ، كان على الولد ان‬
 ‫يجازن والده بأحسن ما يمكن ولو أن حق الوالد ل يؤدّي ول يمكن تأديته على ما‬
                                   ‫يفي حقه ولكن ل يترك الميسور بالمعسور .‬
    ‫1ـ قال رسول ا )صلى ا عليه وآله وسلّم( : ل يجزي ولد والده ال بشيء‬
‫واحد ، وهو أن يجده مملوكا فيشتريه ويعتقه ... معدن الجواهر ، باب ما جاء في‬
                                                              ‫واحد ، ص 12 .‬
 ‫2ـ قال الصادق )عليه السلم( ل حد اصحابه وقد ذكر المسير : أن المأمور له من‬
   ‫ذلك ثمانيه : منها سر سنتين بر والديك ... معدن الجواهر ، باب ذكر ما جاء في‬
                                                             ‫ثمانية ، ص 46 .‬
‫3ـ وفي الكافي مسندا عن سويد بن غفلة قال : قال أمير المؤمنين )عليه السلم(‬
‫: ان ابي آدم اذا كان في آخر يوم من ايام الدنيا ، واول يوم من أيام الخرة ، مثّل‬
 ‫، له ماله و ولده وعمله ـ الى أن قال ـ فيلتفت الى ولده ، فيقول : وا اني كنت‬
    ‫لكم محبا واني كنت عليكم محاميا فماذا لي عندكم ؟ . فيقولون : نؤدّيك الى‬
            ‫حفرتك نواريك فيها ... الخ تسلية الفوآد في احوال البرزخ ، ص 98 .‬
‫4ـ محمد بن يحيى ، عن احمد بن محمد ، عن محمد بن اسماعيل بن بزيع ، عن‬
  ‫حنان بن سدير ، عن ابيه ، قال : قلت البي جعفر عليه صلوات ا : هل يجزي‬
  ‫الولد والده ؟ فقال )عليه السلم( : ليس له جزاء ال ّ في خصلتين : يكون الوالد‬
‫مملوكا فيشتريه ابنه فيعتقه ، أو يكون عليه دين فيقضيه عنه ... الكافي ، ج 2 ص‬
                                                 ‫031 ، باب البر ، الحديث 91 .‬
                                                     ‫نهي ا عن المحارم‬
      ‫هناك امور نهي ا سبحانه وتعالى عن اتيانها ، فهي ممنوعة على العباد ،‬
   ‫والممنوع بلسان الشرع المقّدس يقال له حرام ، ولريب أن ا تعالى ل يحرم‬
 ‫على عباده امرا ال ّ مضّره عليهم ، كما ل يوجب عليهم امرا ال ّ وفيه مصلحة لهم ،‬
  ‫فمن ائتمر بأوامر ا تعالى فقد سعد في الدنيا والخره ، ومن عصى ـ والعياذ‬
        ‫بالله ـ فقد هلك وهوى ومما حرّم علينا ، هو ما جاء في الكتاب الكريم :‬
‫1 ـ حرّمت عليكم امّهاتكم وبناتكم واخواتكم وعماتكم وخالتكم وبنات الخ وبنات‬
     ‫الخت وامهاتكم اللتي ارضعتكم واخواتكم من الرضاعة ، وامّهات نسائكم ،‬
    ‫وربائبكم اللتي في حجوركم من نسائكم اللتي وخلتم بهّن ، فان لم تكونوا‬
‫دخلتم بهن فل جناح عليكم ، وحلئل ابنائكم الذين من اصلبكم ، وأن تجمعوا بين‬
             ‫الختين ال ّ ما قد سلف ، ان ا كان غفورا رحيما ) النساء ـ 32 ( .‬
                                                   ‫الدفاع الى الجنة‬
  ‫قد جعل ا تبارك وتعزز لكل شيء سببا ، فاحدى أسباب دخول الجنة هو دفع‬
 ‫بعض الشخاص وذلك لبعض العمال الذي قاموا بها في دار الدنيا ، وأهمّها البر‬
‫بالوالدين ، فانه السبـب الرئيسي في دخول الجنة . هكذا اقتضت حكمة ا تعالى‬
                                                                             ‫.‬
  ‫1ـ علي بن ابراهيم ، عن أبيه ، عن ابن أبي عمير ، عن سيف ، عن أبي عبدا‬
 ‫عليه صلوات ا ، قال سلم ا عليه : يأتي يوم القيامة شيء مثل الكبّة ، فيدفع‬
   ‫في ظهر المؤمن فيدخله الجنّة ، فيقال : هذا البر ... الكافي، ج 2 ، ص 621 ،‬
                                                                 ‫الحديث 3 ...‬
‫أقول : كلمه البر مطلقة ولكن بقرينة أنها جائت مع روايات البر بالوالدين يمكن‬
       ‫تقييدها بهما ، وان قلت بالعميّة : قلنا : فيكـن أشخص أفرادها الوالدين .‬
                                                                   ‫الخلود‬
 ‫كلنا يعلم ان هناك جنّة ونار ، وثواب وعقاب ، وكذلك ايضا كلنا يعلم أن من أهل‬
‫النار من يخلد فيها ، وان أهل الجنة من الخالدين فيها ابدا ، وقسم ثالث هم الذين‬
 ‫لم يخلّدوا في النار ، لهم مـدة معينّة يسكنونها ، ثم ينجون منها ، ويتنعمون بنعيم‬
‫الجنة ، وهذه الفرق الثالثة ليرون ما هم عليه ال ّ بأعمالهم التي قاموا بأتيانها في‬
  ‫دار الدنيا ، ولكن هناك قسم من الخالدين في الجنة بل عمل عملوه في الدنيا ،‬
‫وهم كما قاله الشيخ المفيد اعلى ا مقامه الشريف في شرح اعتقادات الصدوق‬
                                                                               ‫:‬
‫1ـ ) قال عليه الرحمه ( الجنة دار النعيم ليلحق من دخلها نصب ، ول يلحقهم فيها‬
‫لغوب ، جعلها ا دارا لمن عرفه وعبده ، ونعيمها دائم ل انقطاع له ، والساكنون‬
                                                              ‫فيها على أضراب :‬
‫فمنهم من اخلص لله تعالى ، فذلك الذي يدخلها على امان من عذاب ا تعالى .‬
    ‫ومنهم من خلط عمله الصالح بأعمال سيّئة ، كأن يسوف منها التوبة فاخترمته‬
 ‫المنيّة قبل ذلك ، فلحقه ضرب من العقاب في عاجله وآجله ، أو في عاجله دون‬
                                       ‫آجله ، ثم سكن الجنة بعد عفو او عقاب .‬
  ‫ومنهم من يتفضّل عليه بغير عمل سلفا منه في الدنيا ، وهم الوالدان المخلّدون‬
    ‫الذين جعل ا تعالى تصرّفهم لحوائج أهل الجنة ثوابا للعالمين ، وليس في‬
 ‫تصرفهم مشّاق عليهم ول كلفة ، لنهم مطبوعون اذ ذاك على المسارة بتصرفهم‬
                                                         ‫في حوائج أهل الدنيا .‬



                                                                   ‫تعدد الباء‬
‫يظهر أن النسان لم يكن له والد واحد فحسب ، وانّما الواحد هو الب الذي‬
  ‫يولده ، وبعده أب علّمك وأب زوجك ، وهناك والدآخر ذو قدر ورفعة ، يدلّنا عليه‬
                             ‫رسول ا )صلى ا عليه وآله وسلّم( حين يقول :‬
   ‫العلم خدين المؤمن ـ الى أن يقول ـ والرفق والده ، والبر أخوه ـ الى آخره ـ .‬
    ‫تحف العقول عن آل الرسول )ص ( . مواعظ النبي ا عليه وآله وسلّم . ص‬
                                                                        ‫23 .‬
                                                 ‫نكاح المرأه ذات الولد‬
 ‫ل شك أن كل يريد المرأة وان كانت ثيبا ، وان من بعض الثيبات ذوات أولد ، فهل‬
   ‫يصلح للرجل أن يقدم على مثلها ؟ ... كل ... يقول ارباب هذا الفن : ان النساء‬
    ‫على ثلث : الباكر ، وهي التي لم تر زوجا ، فان تزوجتها يكن حبّها جمتعه لك‬
‫وحدك . الثيب ، وهي على قسمين : من رأت زوجا ولم تلد منه ، فانك ان تزوجتها‬
 ‫يكن نصف حبها لك والنصف الخر بقى عند الناكح الول . ومن رأت زوجا وولدت‬
‫منه ، فانك ان ابتليت بها لم تصب من حبها ذرة ، فانه انقسم نصفين : نصف للناكح‬
  ‫والباقي لولده ، فما بقى لك شيئ ال ّ وامر الصادرة منها ، والطعن عليك ومدح‬
‫من قبلك ، وهذه الخيرة تسمى اللفوت ـ يعني تلتفت الى فراخها ـ وليس لك منها‬
                                            ‫ومن ولدها نصيب . فايّاك واحذر .‬
   ‫1 ـ حدثنا ابو الحسن محمد بن عمر البصري ، قال : حدثنا ابو الحسن على بن‬
    ‫الحسن بن البندار التميمي الطبري باسفرانين في الجامع قال : حدثنا ابو نصر‬
‫محمد بن يوسف الطوسي بطبران ، قال: حدثنا أبي ، قال : حدثنا علي بن حشرم‬
‫المروزي ، قال : حدثنا الفضل بن موسى السناني المروزي ن قال : قال ابو حنيفه‬
   ‫النعمان بن ثابت: افيدك حديثا طريفاُ لم تسمع اطرف منه ، قال : فقلت نعم ،‬
‫قال ابو حنيفة : اخبرني حماد بن أبي سليمان ، عن ابراهيم النخعي ، عن عبد ا‬
  ‫بن نجيبه ، عن زيد بن ثابت ، قال لي رسول ا )صلى ا عليه وآله وسلّم( : يا‬
‫زيد تزوجت ، قال : قلت ل ‍ قال صلى ا عليه و آله وسلّم تزوج تستعف مع عفتك‬
        ‫، ولتتزوجن خمسا ، قال زيد : من هن يا رسول ا )صلى ا عليه وآله‬
‫وسلّم( ؟ ... فقال رسول ا صلوات ا عليه وعلى اهل بيته الطاهرين : ل‬
   ‫تتزوجن ، شهبرة ، ول لهبرة ، ول نهبرة ، ول هيدرة ، ول نقوتا ... فقال زيد : يا‬
 ‫رسول ا )صلى ا عليه وآله وسلّم( ، ما عرفت مما قلت شيئا ، واني بأمرهـنّ‬
‫لجاهل ، فقال رسول ا )صلى ا عليه وآله وسلّم( : ألستم عربا ؟ أما الشهبرة‬
      ‫فالزرقاء البذية ... وأما اللهبرة فالطويلة المهزولة .... وأما النهبرة فالقصيرة‬
‫الذميمة ... وأما الهيدرة فالعجوز المدبرة ... وأما اللفوت فذات الولد من غيرك ...‬
                              ‫والخصال ، باب الخمسة ، ص 752 ، الحديث 89 .‬
                                                    ‫الفرار من الولد‬
    ‫الولد عزيز جدا بحيث نرى تعضهم يفديه روحه ، ولكن لكل شيء حّد ، ولكل‬
 ‫مسير ايقاف ، أما بالنسبة للدنيا فحدّ حب الولد الدين ، فاذا خير المؤمن بين ترك‬
‫الدين او الولد ، فل شك أنه يترك الولد ، و يحافظ على دينه . وأما بالنسبة للخرة‬
    ‫التي هي دار جزاء وبقاء فكل ينادي وانفساه ، فل والد يجزي عن ولده ، ول‬
 ‫مولود هو جاز عن والده شيئا ، والمر يومئذ لله تعالى ، فهناك ترى الغرار مما ل‬
    ‫يطاق مـن سنن المرسلين . ربنا ارحمنا برحمتك ، وأرنا شفعائنا في بحبوحـة‬
                              ‫جنتك ، وأهدنا وذرياتنا بهدايتك ، يا ارحم الراحمين .‬
  ‫1ـ حدثنا ابو الحسن محمد بن عمرو بن على بن عبدا البصري بايلق ، قال :‬
‫حدثنا أبي ، قال : حدثنا علي بن موسى الرضا )عليه السلم( ، قال : حدثنا موسى‬
‫بن جعفر )عليه السلم( ، قال : حدثنا جعفربن محمد )عليه السلم( ، قال : حدثنا‬
‫محمد بن علي )عليه السلم( قال : حد ثنا علي بن الحسين )عليه السلم( ، قال :‬
    ‫حدثنا الحسين بن علي )عليهم السلم( ، قال : كان علي ابن ابي طالب )عليه‬
      ‫السلم( بالكوفة في الجامع ، اذ قام اليه رجل من اهل الشام ، فسأله عن‬
‫مسأئل ، فكان فيما سئله أن قال أن قال اخبرني عن قول ا عزّوجلّ ) يوم يفر‬
‫المرء من اخيه وأمه وابيه وصاحبته وبنيه ( من هم ؟ فقال )عليه السلم( : قابيل‬
 ‫يقرمن هابيل ، والذي يفر من أمه موسى ، والذي يفر من ابيه ابراهيم على نبينا‬
  ‫وآله و)عليه السلم(، والذي يفر من صاحبته لوط )عليه السلم( ، و الذي يفرمن‬
‫ابنه نوح ، يفرمن ابنه كنعان . قال الصدوق رحمه ا تعالى انما يفر موسى من‬
‫أمّه خشية أن يكون قصّر فيما وجب عليه من حقّها . وابراهيم )عليه السلم( انما‬
     ‫يفرمن الب المربي المشرك لمن الب الوالد وهو تاريخ ... الخصال ، بـاب‬
                                           ‫الخمسة ، ص 952 ، الحديث 201 .‬
  ‫اقول : ان الفرار يشمل الجميع حسب ما يتصور لن القرآن الكريم وان كان له‬
‫شأن نزول ، او خصوصية مورد ، ال ّ أنه يعّم الموارد ويشمل الجميع . نعم يمكن‬
   ‫أن يكون أول من يفرهم هؤلء الذين عدّهم أمير المؤمنين علي عليه افضل‬
  ‫الصلة السلم . ودليلنا : ان لفظ ) المرء ( اسم جنس ، و ) الـ ( يفيد العموم .‬

                                                              ‫ال ل ّعن‬
 ‫اللعن هو الطرد من رحمة ا تعالى ، وأي شيء أمّر وأنكى من الطرد ، نعوذ‬
    ‫بالله من تلكم العمال التي توجب ذلك ، وهي كثير، منها واهمها ما جاء في‬
 ‫الحديث الشريف المتعلّق بالولد ووالديه ، والولد والوالدة والتفرقة بينهما ، فهذه‬
      ‫اشد موارد اللعن ، لعن ا آل اميّه كيف فرّقوا بين المهات وأبنائها . فهذه‬
  ‫المخدّرة أم القاسم ابن الحسن المجتبى )عليه السلم( ترى ولدها بين حوافر‬
 ‫الخيول . وهذه المصونة أم علي الكبر ابن الحسين الشهيد )عليه السلم( تراى‬
    ‫ولدها مقطّعا بالسيوف اربا اربا وقد فارق امّه . وهذه التقيه أم الرضيع ترى‬
   ‫ولدها يتلظى من العطش ثم عند طلب الماء يرمي بسه من حرمله لعنه ا‬
    ‫فبذبح من الوريد الى الوريد وهو على يدّ المظلوم أبي عبدا روحي فداه ،‬
  ‫وهكذا امّهات أخرى في كربلء تثكل وتفارق أولدها ، كل ذلك ليحكم يزيد بن‬
    ‫معاوية عليه وعلى آله لعائن أهل السموات والرضين ، لعائن ا والملئكة‬
                                                        ‫والناس اجمعين آمين .‬
  ‫1ـ قال رسول ا )صلى ا عليه وآله وسلّم( : لعن ا من فرّق بين الوالدة‬
                              ‫وولدها ... غوالى الدرر ، حرف اللم ، ص 341 .‬
‫2ـ قال ايضا )صلى ا عليه وآله وسلّم( : لعن ا من لعـن والديه ... المصدر‬
                                                                        ‫السابق .‬
                                                           ‫الممقوت‬
‫كل شيء في الدنيا يكون ممقوتا في بعض الوان والحالت ومن بعض الوجوه ،‬
  ‫كما يكون ممدوحا ومستحسنا في الحالت والوجوه المعاكسة للوجوه والحالت‬
                                                                ‫والوقات الول .‬
 ‫ومن الشياء المهمّة التى تؤخذ بنظر العتباء الكلّي هي الموال والولد ، وهذه‬
       ‫تارة تكون زينة الحياة الدنيا ، وأخرى تكون فتنة و امتحانا ، ثالثه تكون وزرا‬
          ‫ووبال ، حيث يمقته العقلء ، وحتى تمقت في بعض اليات والروايات .‬
 ‫1ـ ) قول النبي )صلى ا عليه وآله( ( يا أبا ذر : انّي قد دعوت ا جلّ جلله أن‬
   ‫يجعل رزق من يجبني الكفاف ، وأن يعطي من يبغضني كثرة المال والولد ...‬
                        ‫پندهاى گرانمايهء پيغمبر گرامى ، ص 03 ، الحديث 65 .‬



                                                                       ‫الوأد‬
 ‫)) واذا الموؤده سئلت * بأي ذنب قتلت (( ) التكوير ـ 8 ( كانت المظالم ـ في زمن‬
‫الجاهلية ـ علت فوق الهامات ، فل رادع ولمانع ، وكان من جملتها وأو البنات ، كي‬
  ‫ليؤسروا في الغزوات ، لن الغزو كان من شيمة العراب ، فهذه الطائفة تغزوا‬
  ‫تلك ، وذي القبيلة تغزوا ذي ، ونيران الحرب والجهل قد أحرق الطريّ واليابس ،‬
‫فأنجاهم ا برجل منهم ، هو أشرف الخلئق من الولين والخرين ، أبي القاسم‬
    ‫المين ، محمد الهاشمي العربي المكي المدني البطحي التهامي ، الذي قلب‬
   ‫صفحة الشرك ، والظلم ، والكفر ، والنفاق ، الى التوحيد ، والعدل ، واليمان ،‬
        ‫والسلم ، والسلم ، فلجهل ، ولغزو ، ولوأد فالعلم حل مكان الجهل ،‬
   ‫والستفرار حلّ مكان الغزو ، والدّلل والمحبّة حلّت مكان الوأد ، فجزاك ا يا‬
                                  ‫رسول ا عنّا خيرا ، صلّى عليك مليك السماء .‬
‫1 ـ الوشّاء عن أحمد بن عائد ، عن أبي خديجه عن أبي عبد ا عليه أفضل‬
    ‫السلم ، قال :جاء رجل الى النبي )صلّى ا عليه وآله وسلم( ، فقال:اني قد‬
    ‫ولدت بنتا ، وربيتها ، حتى اذا بلغت ، فألبستها ، وحلّيتها ، ثم جئت بها الى قليب‬
 ‫فدفعتها في جوفه ، وكان آخر ما سمعت منها ، وهي تقول : يا أبتاه !‍ فما كفّارة‬
‫ذلك ؟ قال صلى ا عليه وآله : ألك أمّ حيّة ؟ قال : ل قال ا عيله وآله وسلّم :‬
   ‫فلك خالة حيّة ، قال : نعم ، قال )صلى ا عليه وآله وسلّم( : فأبررها ، فانها‬
‫بمنزلة الم ، يكفّرعنك ما صنعت ، قال أبو خديجه : قلت لبي عبد ا صلوات ا‬
     ‫عليه :متى كان هذا ؟ فقال )عليه السلم( :كان في الجاهليّة ، وكانوا يقتلون‬
  ‫البنات مخافة أن يسبين ، فيلدون في قوم آخرين ..... الكافي ، ج 2 ، ص 031،‬
                                                            ‫باب البر ، الحديث 8 .‬

                                          ‫موجبات الرحمة على الوالد‬
   ‫ان النسان مهما كانت له حسنات ومهما عمل الخيرات فانه مع ذلك محتاج كل‬
   ‫الحتياج الى رحمة ا تعالى . ولينبغي ان يكتفي النسان بما قدّم ايام حياته‬
 ‫لخرته ، صحيح أنّ السراج يوضع أمام المرء ليرى طريقه ولكن الحتياج اكثرمما‬
‫يتصور ، فعليه ينبغي للرجل النبيه أن ليقصّر في تربية ولده كي ينشأ نشأة صالحة‬
    ‫حتى يكون بعده سببا لغفران ذنوب والديه بطلب المغفرة والدعاء ولينقطع‬
                                                              ‫الثواب بعد الوفاة .‬
    ‫1 ـ قال رسول ا )صلى ا عليه وآله( : سبعة اشياء يكتب للعبد ثوابها بعد‬
‫وفاته : منها : وخلّف ولدا صالحا يستغفر له بعد وفاته .. معدن الجواهر ، باب ذكر‬
                                                    ‫ما جاء في سبعة ، ص 95 .‬
   ‫2 ـ روي عن العالم )عليه السلم( أنه قال: ثمانية اشياء من كن فيه أدخله ا‬
  ‫تعالى الجنة ونشر عليه الرحمة : منها : وأحسن تربية ولده .... معدن الجواهر ،‬
                                             ‫باب ذكر ما جاء في ثمانية ص 46 .‬
‫3 ـ قال نبي الرحمة )صلى ا عليه وآله وسلّم( : رحم ا ولدا اعان ولده على‬
                                   ‫برّه ... غوالي الدرر ، حرف الراء ، ص 77 .‬
   ‫4 ـ وفي الخصال عن امير المؤمنين عليه الصلة والسلم قال : ما من الشيعة‬
‫عبد يقارف نهيناه عنه فيموت حتى يبتلى ببلية تمحص بها ذنوبه ، اما في مال واما‬
   ‫في ولد ، وامّا في نفسه ، حتى يلقى ا عزوجل وماله ذنب ، وانّه ليبقى عليه‬
‫الشيء من ذنوبه فيشدّد عليه عند موته ... تسليه الفوآد ، في سكرات الموت ، ص‬
                                                                        ‫74 .‬
 ‫5 ـ وعن الصادق )عليه السلم( ، عن آبائه عليهم السلم ، قال : قال رسول ا‬
‫)صلى ا عليه وآله وسلّم( : مرّ عيسى بن مريم بقبر يعذّب صاحبه ، ثم مرّ به من‬
‫قابل فاذا هو ليس يعذب ، فقال على نبينا وآله و)عليه السلم( : يا ربّ مررت بهذا‬
     ‫القبر عام أول فكان صاحبه يعّذب ، ثم مررت به العام فاذا هو ليس يعذّب ،‬
‫فأوحى ا عزّوجل اليه : يا روح ا أنه اردك له ولد صالح ، فأصلح طريقا ، وآوى‬
     ‫يتيما فغفرت له بما عمل ابنه .... تسلية الفوآد ، في احوال البرزخ ، ص 68 .‬
   ‫6 ـ في الخصال ابواب الستة ص 362 ، الحديث 9 . مسندا عن الصادق )عليه‬
    ‫السلم( قال: ست خصال ينتفع بها المؤمن بعد موته : ولد صالح يستغفر له ،‬
   ‫ومصحف يقرأ فيه ، وقليب يحفره ، وغرس يغرسه ، وصدقة ماء يجريه ، وسنة‬
 ‫حسنة يؤخذ بها من بعده .... تسلية الفوآد فيما يلحق الرجل بعد موته ص 431 .‬
‫7 ـ وفي البحار مسندا عن الصادق )عليه السلم( قال: ليس يتبع الرجل بعد موته‬
  ‫الى يوم القيامة من الجر ال ّ ثلث خصال : صدقة أجراها في حياته فهي تجري‬
‫بعد موته الى يوم القيامة صدقة موقوفة ل تورث ، أو سنة هدى سنّها فكان يعمل‬
     ‫بها وعمل بها في بعده غيره او ولد صالح يستغفرله .... تسلية الفوآد : نفس‬
                                                                    ‫المصدر .‬
‫8 ـ وعن الصادق )عليه السلم( ، قال : خير ما يخلفه الرجل بعده ثلثة : ولد باّر‬
‫يستغفر له ، وسنّة خير يقتدي به فيها ، وصدقة تجري من بعده ..... تسلية الفوآد ،‬
                                                              ‫نفس المصدر .‬
                                                    ‫سخط ا ورضاه‬
  ‫جاء في تاج العروس : السخط : ضد الرضا : وهو الكراهة للشيء وعدم الرضا‬
   ‫به . وقد سخط : كفرح . يسخط سخطا وتسخط ، اي كره وتكرّه ، والمسخوط‬
     ‫المكروه . وتقول كلما عملت له عمل تسخطه أي تكّرهه ولم يرضه . وهناك‬
  ‫اعمال تصدر من العبد لم يكن لله فيها رضا فيسخطها بل ويسخط العبد كذلك .‬
                                                      ‫منها الولد يسخط والديه‬
      ‫1 ـ عن الراوندي ، عن رسول ا )صلى ا عليه وآله وسلّم( أنّه قال : من‬
    ‫أسخط والديه فقد اسخط ا ، ومن اغضبهما فقد اغضب ا )) تعالى (( ...‬
                                               ‫ذرايع البيان ص 002 ، تكملة .‬
                                                            ‫جند العقل‬
   ‫انّ للعقل جنودا يحرسونه من الفات ، ويساعدونه في الملمّات ، ولقد منّ ا‬
 ‫تعالى على العقل بهذه الجنود المجنّدة كي لتبقى عليه حجة ، وله الحجة البالغة‬
‫تبارك ، وتعالى وفي هاتيك الجنود ـ وقد ذكرها المسعودي في كتابه اثبات الوصيّة‬
                                                                             ‫ـ‬
                                                       ‫1 ـ هو البر بالوالدين :‬
     ‫) اقول ( ثم بلغ عدد الجنود كما عدّها ) 18 ( جنديا كل منهم يكفي لن يقود‬
                                ‫النسان الى شاطئ الخير والسلمة والسعادة .‬
                                                                 ‫ال ش ّـكـر‬
  ‫من الواجب على كل ذي لبّ شكر المنعم وقد اوجبه العقل والنقل . أما العقل :‬
 ‫لشك ولريب أنه يحكم بوجوب الشكر عند اسدآل النعمة ، ومن لم يشكر المنعم‬
    ‫فقد ظلمه . وأما النقل : فقد جاء في الخبار الكثيرة ما يدل على وجود شكر‬
    ‫المنعم ، وأنّ هل جزاء الحسان ال ّ الحسان ، وأن من لم يشكر المخلوق لم‬
‫يشكر الخالق . ثم من يستحق الشكر بعد ا سبحانه وتعالى اكثر من الوالدين ،‬
‫فانهما السبب الظاهري في وجود النسان وأي نعمة هي أولى واكبر وأفضل من‬
  ‫نعمة الوجود وكان النسان معدما لول اقتضاء حكمه ا عزّو جل جعل البوين‬
   ‫جزء علة ايجاده ، فعليه يجب الشكر للوالدين كما يجب لله تعالى . وهو القائل‬
             ‫تعزّز وتقدس : أن اشكر لي ولوالديك الىّ المصير ) لقمان ـ 41 ( .‬
‫1 ـ حدثنا محمّد بن علي ما جيلويه ) رض( قال: حدّثني أبي عن احمد ين أبي عبد‬
   ‫ا البرقي ، عن السياري ، عن الحارث بن ولهاث ، عن ابيه ، عن أبي الحسن‬
‫الرضا )عليه السلم( قال: ان ا عزّ وجلّ أمر بثلثة ، مقرون بها ثلثة أخرى : أمر‬
        ‫بالصلة والزكوة فمن صلى ولم يزكّ لم تقبل منه صلة ، وأمر بالشكر له‬
 ‫وللوالدين فمن لم يشكر والديه لم يشكر ا ، وأمر باتقاء ا وصلة الرحم فمن‬
    ‫لم يصل رحمه لم يتق ا عزوجّل ... الخصال باب الثلثة ، ص 321 الحديث‬

                                                                    ‫البر والبار‬
  ‫من أفضل الطاعات البر ، ومن افضل البّر ، بّر الوالدين فمرحى لمن بّر والديه ،‬
  ‫وطوبى له ، فان الجنّة مأواه ، والنار بعيدة عنه ، وهو من السعداء ، وقد جرّبنا‬
   ‫من كان برا بوالديه في زماننا هذا ورأيناه يعيش في سعة الرزق وتغدو وتروح‬
  ‫عليه اليام وهو في بحبوحة النعيم ، سواء كان ثريا أم ل ، وسواء كان عامل أم‬
   ‫رب عمل ، والحكايات على هذه كثيرة وكثيرة جدا ، ليس المقام مقام السرد ،‬
   ‫لخوف الخروج عن صلب الموضوع ، لكن كيف ما تعامل ابويك يعاملك ابناؤك .‬
    ‫1 ـ حدّثنا محّمد بن الحسن بن احمد بن الوليد ) رض ( قال : حدثيا محمّد بن‬
‫الحسن الصفّار ، عن محمّد بن عبد الجبار ، عن عبد الرحمن بن أبي نجران ، عن‬
‫الحسن بن علي بن رباط ، عن أبي بكر الخضرمي ، عن بعض اصحابه ، عن ابي‬
   ‫عبد ا )عليه السلم( قال : بّروا آبائكم يبركم ابنائكم ، وعفوا عن الناس تعف‬
                        ‫نسائكم ... الخصال ص 44 ، باب الثنين ، الحديث 57 .‬
‫2 ـ حدّثنا ابي ) رض ( قال : حدّثني علي بن موسى بن جعفر بن أبي جعفر‬
   ‫الكميداني ، عن احمد بن احمد بن محمد بن عيسى عن محمّد بن أبي عمير ،‬
‫عن الحسين بن مصعب الهمداني قال : سمعت أبا عبد ا )عليه السلم( يقول :‬
        ‫ثلثة ل عذر لحد فيها : اداء المانة الى البر والفاجر ، والوفاء بالعهد للبر‬
   ‫والفاجر ، وبر الوالدين كانا أو فاجرين .... المصدر السابق ص 89 ، باب الثلثة‬
  ‫الحديث 811 ، وعن علي بن ابراهيم ، نفس المتن : الكافي ، ج 2 ، ص 921 ،‬
                                                          ‫باب البر الحديث 51 .‬
     ‫3 ـ حدثنا أبي ) رض ( قال: حدثنا عبد ا بن جعفرالحميري ، عن محمّد بن‬
‫الحسين بن ابي الخطاب ، عن الحسن بني محبوب ، عن عنبسة بن مصعب قال :‬
     ‫سمعت ابا عبد ا )عليه السلم( يقول : ثلث لم يجعل ا تعالى لحد من‬
‫الناس فهّن رخصة : بر الوالدين برّلن كانا اوفاجرين ، ووفاء بالعهد للبر والفاجر ،‬
‫واداء المانة الى البرووالفاجر .... المصدر السابق ص 101 ، باب الثلثة ، الحديث‬
                                                                       ‫921‬
    ‫4 ـ اخبرني الخليل بن احمد السجزي ، قال :اخبرنا ابو القاسم البغوي ، قال :‬
      ‫حدّثني على يعني ابن الجعد ، قال : اخبرنا شعبة ، قال : اخبرني الوليد بن‬
   ‫الغيران بن حريث ، قال : سمعت أباعمرو الشيباني ، قال : حدثني صاحب هذا‬
‫الدار ، واشار بيده الى دار عبد ا بن مسعود ، قال : سألت رسول ا )صلى ا‬
‫عليه وآله وسلّم( ، اي العمال احب الى ا عزوجل ؟ . قال صلى ا عليه وآله :‬
‫الصلوة لوقتها . قلت ثم أي شيء ؟ . قال صلى ا عليه وآله : بـر الوالدين . قلت‬
     ‫ثم أي شيء ؟ قال صلى ا عليه وآله : الجهاد في سبيل ا عزوجل . قال‬
    ‫فحدثني بهذا ، ولو استزدته لزادني .... الخصال ، باب الثلثة ص 921 الحديث‬
                                                                         ‫312 .‬
         ‫5 ـ قال منقذ البشر )صلى ا عليه وآله وسلّم( : برّ الوالدين يورث رضا‬
                                ‫الرحمن ... غوالي الدرر ، حرف الباء ، ص 51 .‬
‫6 ـ وقال )صلى ا عليه وآله وسلّم(: بر الوالدين يجزي عن الجهاد ..... نفس‬
                                                                      ‫المصدر ...‬
‫7 ـ وقال ايضا صلى ا وآله وسلّم : سيّد البرار يوم القيامة رجل برّ والديه بعد‬
                         ‫موتهما .... المصدر السابق ، حرف السين ، ص 09 .‬
                    ‫8 ـ وبرّا بوالديه ولم يكن جيّارا عصيّا .... ) مريم ـ آيه 41 (‬
                       ‫9 ـ ووصينا النسان بوالديه حسنا .... ) العنكبوت ـ 8 ( .‬
  ‫الحسين بن محمّد ، عن معلي بن محمّد ، عن الوشّاء ، عن منصور بن حازم ،‬
 ‫عن أبي عبد ا )عليه السلم( ، قال : قلت : أي العمال أفضل ؟ . قال صلوات‬
        ‫ا وسلمه عليه : الصلة لوقتها ، وبـرّ الوالدين ، والجهاد في سبيل ا‬
                    ‫عزوجلّ .... الكافي ، ج 2 ، ص 721 باب البر ، الحديث 4 .‬
‫11 ـ عده من اصحابنا ، عن احمد بن خالد ، عن ابيه ، عن عبد ا بن بحر ، عن‬
  ‫عبد ا ابن مسكان ، عمّن رواه ، عن أي عبد ا )عليه السلم( ، قال : قال ـ‬
       ‫وأنا عنده ـ لعبد الواحد النصاري في برّ الوالدين في قول ا عزوجلّ :‬
 ‫)) وبالوالدين احسانا (( ـ الى أن قال )عليه السلم( ـ )) ووصينا النسان بوالديه‬
 ‫) حسنا ( وان جاهداك لتشرك بي ما ليس لك به علم فل تطعهما (( فقال عليه‬
  ‫صلوات ا :انّ ذلك اعظم ))من (( يأمر بصلتهما وحقّهما على كل حال )) وان‬
    ‫جاهداك لتشرك بي ما ليس لك به علم (( ؟ . فقال )عليه السلم( : لبل أمر‬
‫بصلتهما وأن جاهداه على الشرك ما زاد حقّهما ال ّ عظما .... الكافي ، ج 2 ، ص‬
                                                   ‫721 ، باب البر ، الحديث 6 .‬
   ‫21 ـ محمّد بن يحيى ، عن أحمد بن محمّد بن عيسى ، عن على بن الحكم ،‬
‫وعدّه من اصحابنا ، عن احمد بن أبي عبد ا ، عن اسماعيل بن مهران ، جميعا‬
‫عن سيف بن عميرة ، عن عبد ا بن مسكان عن عمّار بن حيّان ، قال : خبّرت‬
  ‫أبا عبد ا )عليه السلم( ، ببر اسماعيل ابني بي ، فقال : لقد كنت أحبّه ، وقد‬
      ‫ازددت له حبّا ، ان رسول ا صلى ا عليه وآله وسلم ، أتته اخت له من‬
‫الرضاعة ، فلّما نظر اليها سرّبها ، وبسط ملحفته لها ، فأجلسها عليها ، ثم أقبل‬
    ‫يحدّثها ، ويضحك في وجهها ، ثم قامت وذهبت ، وجاء أخوها فلم يصنع به ما‬
 ‫صنع بها ، فقيل له : يا رسول ا )صلى ا عليه وآله وسلّم( صنعت بأخته ما لم‬
  ‫تصنع به وهو رجل؟ ‍ ! فقال )صلى ا عليه وآله وسلّم( : لنها كانت أبر بوالديها‬
                        ‫منه ... الكافي ، ج 2 ، ص 921 ، باب البر ، الحديث 21 .‬
   ‫31 ـ عنه )) اي محمّد بن يحيى (( عن علي بن الحكم ، عن سيف بن عميرة ،‬
        ‫عن أبي الصبّاح ، عن جابر ، قال : سمعت رجل يقول لبي عبد ا )عليه‬
        ‫السلم( : ان لي أوبوين مخالفين ؟ . فقال )عليه السلم( : برّهما كما تبر‬
      ‫المسلمين عن يتول ّنا .... الكافي ، ج 2 ، ص 921 ، باب البّر ، الحديث 41 .‬
   ‫41 ـ عنه ـ البرقي ـ عن محمّد بن علي ، عن عبد الرحمان بن محمّد السدي ،‬
  ‫عن حريب الغزال ، عن صدقة القتاب ، عن الحسن البصري ، قال : كنت مع أبي‬
 ‫جعفر )عليه السلم( بمنى ، وقد مات رجل من قريش فقال )عليه السلم( : يا أبا‬
       ‫سعد قم بنا الى جنازته ، فلّما دخلنا المقابر قال )عليه السلم( : أل اخبركم‬
‫بخمس خصال هي من البّر ، والبّر يدعوا الى الجنّة . قلت بلى . قال )عليه السلم(‬
      ‫: اخفاء المصيبة وكتمانها ، والصدقة تعطيها بيمينك ل تعلم بها شمالك ، وبـّر‬
     ‫الوالدين ، فانّ برّهما لله رضى ، والكثار من قول : ) لحول ول قوة ال ّ بالله‬
   ‫العلي العظيم ( فانّه من كنوز الجنّة ، والحبّ لمحمّد وآل محمّد )صلى ا عليه‬
‫وآله وسلّم( اجمعين .... المحاسن ، كتاب الشكال والقرائن ، ص 8 ، الحديث 72‬
                                                                               ‫.‬
                                                         ‫ب ر ّ الوالدين‬
   ‫ان ا تبارك وتعالى يرحم عباده ، وجعل لكل شيء شيئا ولنزول رحمته على‬
                              ‫عباده ايضا اسباب ، منها اشفاق الولد ابويهما ....‬
  ‫1 ـ قال سيدّنا الرسول الكرم )صلى ا عليه وآله وسلّم( : اربع خصال من كنّ‬
    ‫فيه ادخله ا تعالى جنّته ونشرعليه رحمته : منها : من اشفق على والديه ....‬
                           ‫معدن الجواهر باب ذكر ما جاء في اربعة ، ص 93 .‬
‫2 ـ وقال )صلى ا عليه وآله وسلّم( : من ألهم اربعة اشياء : من برّ والديه ،‬
‫أنسئ في أجله ، ووسع عليه في رزقه ، ومنع بعقله ، وسهل عليه في ساقته يريد‬
‫به الموت ، ولقّن حجته في قبره ... معدن الجواهر باب ذكر ما جاء في اربعة ص‬
                                                                            ‫04 .‬
  ‫3 ـ روى عن العالم )عليه السلم( أنه قال : ثمانية اشياء من كنّ فيه ادخله ا‬
 ‫تعالى الجنّة ونشر عليه الرحمة : منها : وبّر والديه معدن الجواهر باب ذكر ما في‬
                                                                ‫اربعة ص 46 .‬
       ‫4 ـ وقال )) رسول ا (( )صلى ا عليه وآله وسلّم( : تفتح ابواب السماء‬
 ‫بالرحمة في اربع مواضع : عند نزول المطر , وعند نظر الولد في وجه الوالدين .‬
   ‫وعند فتح باب الكعبة . وعند فتح باب الكعبة وعند النكاح ... سفينة البحار ، باب‬
                                                   ‫الزاء بعده الواو ، ص 165 .‬
   ‫5 ـ قال امير المؤمنين عليه الصلة والسلم : ا رحيم بعباده ومن رحمته أنه‬
‫خلق مائه رحمة ، وجعل منها رحمة واحدة في الخلق كلّهم ، فبها يتراحم الناس ،‬
   ‫وترحم الوالدة ولدها ، وتحنن المهات من الحيوانات على أولدها... الى آخره‬
                          ‫الحديث ... تسلية الفوآد فصل في الشفاعة ص 591 .‬

                                                             ‫الب ـ ّر بالم‬
  ‫مما يجب على الولد هو أن يبر بأبويه ولكن فرق بين الم والب ، فان حق الم‬
  ‫اكثر لنها حملت وارضعت وربت وسهرت الليال ، كل ذلك في سبيل راحة الولد ،‬
   ‫حتى كبر وشاب ، وصار يستلذ بلذة الوجود ، والن حن وقت اداء الحق ، فيجب‬
                                                             ‫البر بها اكثر فأكثر .‬
      ‫1 ـ قال رسول ا عليه وآله وسلّم : أمّك أمّك أمّك ! ثم أباك ! ثم القرب !‬
                              ‫فالقرب .... غوالي الدرر ، حرف اللف ، ص 31 .‬
  ‫2ـ قال )صلى ا عليه وآله وسلّم( ايضا : الجنّة تحت أقدام المهات .... المصدر‬
                                               ‫السابق ، حرف الجيم ، ص 24 .‬
‫3ـ عن عائشة ، قالت : قلت :)) يارسول ا )صلى ا عليه وآله وسلّم( (( فأي‬
    ‫الناس اعظم حقا على الرجل ؟ قال صلى ا عليه آله وسلّم : أمه ..... ذرايع‬
                    ‫البيان ، الفة الثامنة ، ص 791 ، نقلعن المستدرك للحاكم .‬
‫4 ـ علي بن ابراهيم ، عن ابيه ، عن ابن أبي عمير ، عن هشام بن سالم عن أبي‬
      ‫عبد ا عليه الصلة والسلم والتحيات والبركات ، قال : جاء رجل الى النبي‬
      ‫)صلى ا عليه وآله وسلّم( جاء رجل الى النبي )صلى ا عليه وآله وسلّم(‬
‫تسليما كثيرا كثيرا ، فقال يا رسول ا )صلى ا عليه وآله وسلّم( من أبر ؟ . قال‬
 ‫صلوات ا عليه وعلى آله : أمك ، قال: ثم من ؟ قال أمّك ، قال ثم من ؟ أمّك ،‬
    ‫قال : ثم من ؟ . قال صلى ا آله : أباك ... الكافي ، ج 2 ، 721 ، باب البر ،‬
                                                                   ‫الحديث 9 .‬
   ‫5ـ عدة من اصحا بنا ، عن احمد بن محمد بن خالد ، عن علي بن الحكم ، عن‬
  ‫معاوية بن وهب ، عن زكريا بن ابراهيم ، قال : كنت نصرانيا سلمت ، وحججت ،‬
 ‫فدخلت على أبي ا )عليه السلم( ، فقلت : أني النصرانية ، واني اسلمت ، فقال‬
‫)عليه السلم( :وأي شيء رأيت في السلم ؟ قلت : قول ا عزّوجلّ : )) ما كنت‬
   ‫تدري ما الكتاب ول اليمان ولكن جعلناه نورا نهدى به من نشاء (( فقال )عليه‬
 ‫السلم( : لقد هداك ا تعالى ، ثم قال )عليه السلم( : اللهم اهده ـ ثلثا ـ سل‬
‫عمّا شئت يا بني ، فقلت : ان أبي وأمي على النصرانية وأهل بيتي ، وأمي مكفوفة‬
     ‫البصر ، فأكون معهم ، وآكل في آنيتهم ؟ . فقال )عليه السلم( : يأكلون لحم‬
   ‫الخنزير ؟ . فقلت ل ، ول يمسّونه ن فقال )عليه السلم( : ل بأس ، فانظر أمك‬
   ‫فبّرها ، فاذا ماتت فل تكلها الى غيرك ، كن أنت الذي تقوم بشأنها ، و ل تخبرنّ‬
  ‫احدا أنك أتيتني ، حتى تأتيني بمنى ان شاء ا ، قال: فأتيته بمنى والناس حوله‬
    ‫كأنه معلّم صبيان ، هذا يسأله وهذا يسأله ، فلما قدمت الكوفة الصفت لمي ،‬
  ‫وكنت اطعمها ، وأفلي ثوبها ورأسها ، وأخدمها ، فقالت لي : يا بني ما كنت تصنع‬
  ‫بي هذا وانت على ديني فما الذي أرى منك منذ هاجرت فدخلت في الحنيفية ؟ .‬
‫فقلت : رجل من ولد نبينا أمرني بهذا ، فقالت هذا الرجل هو نبي ؟ فقلت : ل ، و‬
‫لكنه ابن نبّي ، فقالت : يا بني ان هذا نبيّ ، ان هذه وصايا النبياء ، فقلت :يا أمّه ،‬
   ‫انّه ليس يكون بعد نبينا نبي ، ولكنه ابنه ، فقالت :يا بنّي دينك خير دين ، أعرضه‬
       ‫عليّ ، فعرضته عليها ، فدخلت في السلم وعلمتها ، فصلّت الظهر والعصر‬
   ‫والمغرب والعشاء الخرة ، ثم عرض لها عارض في الليل ، فقالت :يا بنّي أعد‬
  ‫عليّ ما علمتني ، فأعدته عليها ، فأقرّت به و ماتت ، فلمّا اصبحت كان المسلمون‬
‫الذين غسّلوها ، وكنت أنا الذي صليت عليها ، ونزلت في قبرها .... الكافي ، ج 2 ،‬
                                                 ‫ص 821، باب البر ، الحديث 11 .‬
‫6ـ الحسين بن محمد ، عن معلّي بن محمد ، وعلي بن محمد ، عن صالح بن أبي‬
        ‫حمّاد ، جميعا عن الوشاء ، عن أحمد بن عائذ ، عن أبي خديجه سالم بن‬
‫مكروم ، عن معلي بن خنيس ، عن أبي عبد ا )عليه السلم( ، قال : جاء وسأل‬
      ‫النبي )صلى ا عليه وآله وسلّم( عن برّالوالدين ، فقال )صلى ا عليه وآله‬
  ‫وسلّم( : ابررأمك ، أبررأمك ، أبررأمك ، أبررأباك ، أبررأباك ، أبررأباك ، وبدأ بالم‬
                   ‫قبل الب .. .. الكافي ، ج 2 ، ص 031، باب البر ، الحديث 71 .‬
    ‫7ـ علي بن ابراهيم ، عن محمد بن عيسى ، عن يونس بن عبد الرحمن ، عن‬
      ‫عمرو بن شمر، عن جابر، قال : أتى رسول ا )صلى ا عليه وآله وسلّم(‬
  ‫فقال : اني رجل شاب نشيط ، وأحب الجهاد ، ولي والدة تكره ذلك ؟ . فقال له‬
    ‫النبي صلى ا عليه وآله سلم : ارجع فكن مع والدتك ، فو الذي بعثنى بالحق‬
  ‫)) نبيا (( لنسها بك ليلة خير من جهادك في سبيل ا سنة ... الكافي ، ج 2، ص‬
                                                      ‫031، باب البر، الحديث 02 .‬
                                                         ‫رضا الم وسخطها‬
‫ان في رضاء الم وسخطها آثار عجيبة رأيناها في زماننا هذا ـ القرن الرابع عشرـ‬
       ‫وآثارها بعضا تتعلق بالدنيا ، وبعضا تتعلق بالخرة ، تتعلق بالفقر والغنى ،‬
   ‫والتوفيق وعدمه ، وطول العمر و قصيره ، وبركة النسل وعدمه ، وسعة الصدر‬
‫وضيقه ، وهكذا الم تؤثّر في جميع مرافق الحياة من الخير والشّر ، والسعادة‬
                          ‫والشقاء ، الى ابعد الحدود ، والى ما شاء ا تعالى .‬
       ‫1ـ وحكي انّه كان في زمن النبي )صلى ا عليه وآله وسلّم( شاب يسمى‬
       ‫علقمة ، وكان كثير الجتهاد في طاعة ا ، في الصلة والصوم والصدقة ،‬
       ‫فمرض واشتد مرضه ، فأرسلت امرأته الى رسول ا )صلى ا عليه وآله‬
‫وسلّم( : ان زوجي علقمة في النزع فأردت أن اعلمك يارسول ا بحاله . فأرسل‬
 ‫النبي )صلى ا عليه وآله وسلّم( عمارا وصهيبا وبلل ، وقال )صلى ا عليه وآله‬
  ‫وسلّم( امضوا اليه ولقّنوه الشهادة ، فمضوا اليه ودخلوا عليه فوجدوه في النزاع‬
 ‫فجعلوا يلقنونه : ل اله ال ّ ا . ولسانه ل ينطق بها فارسلوا الى رسول ا صلى‬
 ‫عليه وآله وسلّم يخبرونه أنه ل ينطق لسانه بالشهادة . فقال )صلى ا عليه وآله‬
‫وسلّم( : هل من ابويه أحد حي ؟ . قيل رسول ا )صلى ا عليه وآله وسلّم( أم‬
    ‫كبير السنّ ، فأرسل اليها رسول ا صلى ا عليه منّي ! فانطلق بلل فسمع‬
‫علقمة من داخل الدار يقول : ل اله ال ّ ا . فدخل بلل فقال : يا هؤلء ان سخط‬
 ‫أم علقمة حجب لسانه عن الشهادة وان اضاها اطلق لسانه . ثم مات علقمة من‬
  ‫يومه ، فحضره رسول ا )صلى ا عليه وآله وسلّم( ، فأمر بغسله وكفنه ، ثم‬
  ‫صلّى عليه ، وحضر دفنه ، ثم قام )صلى ا عليه وآله وسلّم( على شفير قبره ،‬
     ‫وقال )صلى ا عليه وآله وسلّم( : يا معشر المهاجرين والنصار ، من فضّل‬
 ‫زوجته على أمّه فعليه لعنة ا والملئكة والناس اجمعين ، ل يقيل ا منه صرفا‬
  ‫ول عدل ، ال ّ أن يتوب لله عزوجلّ ، ويحسن اليها ويطلب رضاها فرضى ا في‬
 ‫رضاها ، وسخط ا في سخطها ... الى آخره .... ذرايع البيان ، الفة الثامنة ص‬
                                                                      ‫681 .‬
                                                   ‫معنى العاق والعقوق‬
‫لكل أمة لغة ، ولكل لغة الفاظ ، وقد وضعت ال لفاظ بأتقان ، اما اللفاظ العربية‬
‫، ولغتها فهي معجزة اللغات واللفاظ ، وقد اعجزت ارباب الفنّ باتقانها وتنسيقها ،‬
   ‫لسيما القرآن الكريم ، كلم ا المجيد ، معجزة الدهر الذي تعدد منه التحدي‬
‫بالنسبة الى جميع اهل اللسان ، فهو القائل : قل لئن اجتمعت النس والجن على‬
    ‫أن يأتو بمثل هذا القرآن ل يأتون بمثله ولو كان بعضهم لبعض ظهيرا.. ) بني‬
                                                              ‫اسرائيل ـ 88 ( .‬
     ‫أما لفظ العقول ومعناه : فقد جاء في المجمع ، في مادة ) عقق ( : أدني‬
   ‫العقوق )أف( عق الولد اباه ، يعق ، عقوقا ، من باب عقد : اذا آذاه وعصاه ،‬
       ‫وترك الحسان اليه وهو البر له . واصله من العق : وهو الشق والقطع .‬
‫1ـ وهو من المعاصي الكبيرة مما أوعد ا عليه ، والخبار به مصرّحة بأن العاق‬
 ‫ل يدخل الجنّة ، وحاله حال مدمن الخمر ، والمنان لفعل الخير .... ذرايع البيان ،‬
                                                             ‫ص 891، تكمله .‬
‫2ـ عن ) الجعفريات ( قال رسول ا صلى ا عليه وآله : من احزن والديه فقد‬
                                     ‫عقّهما ... ذرايع البيان ، ص 991، تكمله .‬
  ‫3ـ عن النبي )صلى ا عليه وآله وسلّم( : أنّه قال : ثلثة ل يحجبون عن النار :‬
 ‫العاق لوالديه . والمدمن من الخمر . والمنان بعطائه. قيل : يارسول ا صلوات‬
  ‫ا عليه وعلى آله الطيبين الطاهرين ، وما عقوق الوالدين ؟... قال صلى ا‬
 ‫عليه وعلى آله وسلّم : يأمران فل يطيعهما . ويسألنه فيحرمانهما . واذا هما لم‬
                        ‫يعظهما بحق ما يلزمهما .... نفس المصدر ، ص 002 .‬
                                                        ‫عاق الوالدين‬
 ‫ان موجبات عقاب ا تعالى لعبده كثيرة وهو اشدّ المعاقبين في موضع النكال‬
     ‫والنقمة ومن موارد عقابه الليم ـ أعاذنا منه ـ عدم اطاعة الوالدين وأذاهم‬
                              ‫وعقوقهم ومايشينهم ، فاتق النار ايها الولد البار .‬
   ‫1ـ قال سيدنا رسول ا )صلى ا عليه وآله وسلّم( : ثلثة ل يدخلون الجنة :‬
           ‫منهم : العاق . معدن الجواهر ، ص 13 ، باب ذكر ما جاء في ثلثة .‬
  ‫2ـ قال امير المؤمنين سلم ا عليه : من ظلم يتيما عقّ اولده ... درر الكلم ،‬
                                                      ‫حرف الميم ، ص 932 .‬
‫3ـ عن مولنا الصادق عليه افضل الصلة والسلم : ل يدخل الجنّة العاق لوالديه ،‬
‫والمدمن من الخمر ، والمنان بالفعال الخير اذا عمله ... ذرايع البيان ، ص 891 ،‬
                                                                       ‫تكلمه .‬
      ‫4ـ عن شيخنا المفيد باسناده عن أبي اسحق الهمداني ، عن أبيه ، عن سيّد‬
‫الموحدين أمير المؤمنين )عليه السلم( , )) قال (( قال رسول ا )صلى ا عليه‬
       ‫وآله وسلّم( : ثلثة من الذنوب تعجل عقوبتها ول تأخر الى الخره : عقوق‬
      ‫الوالدين . والبغي على الناس . وكفر الحسان ... ذرايع البيان ، ص 991 .‬
 ‫5ـ وفي رواية )) الكراجي (( : ملعون ملعون من ضرب والديه ، ملعون من عقّ‬
                            ‫والديه ، ملعون من قاطع رحمة ...المصدر السابق .‬
 ‫6ـ عن مولنا الباقر عليه الصلة والسلم : اياكم والعقوق فان الجنّة يوجد ريحها‬
         ‫من مسيرة مائه سنة ، وما يجدها عاق ولقاطع رحم ... نفس المصدر .‬
                                                                 ‫عق الوالدين‬
      ‫ل يتخيل أن العقوق الذي هو تعرض الى عقاب ا وعذابه يكون من جهة‬
   ‫الوالدين فحسب ، وانما هو من الجهتين ، يعني أنه كما يعق الوالدان ولدهما ،‬
     ‫كذلك الوالد يعق والديه اذا ظلماه وهو بر بهما ، فان ا تبارك وتعالى عدل‬
      ‫محض ، فلم يجعل حقا لحد على احد ال وجعل مثله للطرف الخر ، واليك‬
                                                ‫الحديث المتضمن هذا المعنى .‬
    ‫1 ـ حدثنا أبي )رض( قال : حدثنا علي بن ابراهيم بن هاشم ، عن أبيه ، عن‬
   ‫النوفلي ، عن السكوني ، عن جعفر بن محمد ، عن ابيه ، عن آبائه ، عن على‬
‫صلوات ا عليهم اجمعين قال : قال رسول ا صلى ا عليه وآله وسلم : يلزم‬
‫الوالدين من العقوق لولدهما ، اذا كان الولد صالحا ما يلزم لهما ... الخصال ، باب‬
                                                ‫الثنين ، ص 54 ، الحديث 77 .‬
                                                   ‫حقوق الوالدين‬
    ‫ذوي الحقوق كثيرون ، ولكن اكبر الحقوق واعظمها واولها حق ا سبحانه‬
‫وتعالى ، ورسوله عليه وآله الصله والسلم ، واولياءه عليهم صلوات ربّ الرباب ،‬
‫لن اعظم النعم واكبرها من هؤلء ، فالله تعالى حدّث عن نعمه و لحرج ) وان‬
    ‫تعدوا نعمة ا ل تحصوها ـ ابراهيم ـ 43 ( وأما الرسول صلى ا عليه وآله‬
   ‫وسلم ، فكم قاسى المحن واحتمل المصائب والذى في سبيل هداية وسعادة‬
 ‫البشر ، حتى قال )صلى ا عليه وآله وسلّم( : ما اوذى نبي مثل ما اوذيت . وأما‬
‫الولياء أئمة الخلق وهداة الحق المصطفين المتجبين صلوات ا عليهم اجمعين ،‬
 ‫فسل عنهم التأريخ والعلم والنسانية لترى اياديهم على كل ذي وجود من يومهم‬
‫الى آخر الدنيا ، بل وحتى في الخرة ونعيمها ، فاز من تمسّك بهم ونجى ، وخسر‬
‫من تركهم وهوى ، اللهم احينا حياتهم وامتنا مماتهم ، واحشرنا معهم بحقّهم عليك‬
                                       ‫وحقك عليهم آمين آمين يا رب العالمين .‬
  ‫1ـ قال رسول ا )صلى ا عليه وآله وسلّم( : حق علي على المسلمين كحق‬
                       ‫الوالد على ولده ... غوالي الدرر ، حرف الحاء ، ص 94 .‬
 ‫2 ـ وقال ))صلى ا عليه وآله وسلّم(( ايضا : انا وعلي ابوا هذه المة ... نفس‬
                                                                       ‫المصدر .‬
        ‫3 ـ علي بن ابراهيم ، عن محمد بن عيسى بن عبيد ، عن يونس بن عبد‬
  ‫الرحمن ، عن درست بن أبي منصور ، عن أبي الحسن موسى على آبائه وأبنائه‬
 ‫وعليه افضل التحيات والبركات من ا تعالى ، قال : سأل رجل رسول ا صلى‬
  ‫ا عليه وعلى آله البررة الكرام ؟ . ما حق الوالد على ولده ؟ قال صلوات ا‬
  ‫المتعال عليه وأله الطاهرين : ل يسمّيه باسمه ، ول يمشى بين يديه ، وليجلس‬
      ‫قبله ، ول يستسّب له .. ... الكافي ، ج 2 ، ص 721 ، باب البر ، الحديث 5 .‬
‫4 ـ عدة من اصحابنا ، عن احمد بن محمد بن خالد ، عن أبنه عن عبد ا بن بخر‬
 ‫، عن عبد ا بن مكان ، عنم رواه عن أبي عبد ا عليه الصلة والسلم ، قال :‬
   ‫قال ـ وأنا عنده ـ لعبد الواحد النصاري في برّ الوالدين في قول ا عزوجلّ :‬
   ‫) وبالوالدين احسانا ( ـ فظننّا أنها الية التي في بني اسرائيل ) وقضى ربك أن‬
  ‫لتعبدوا ال ّ اياه )) وبالوالدين احسانا (( فلما كان بعد سألته ؟. فقال : هي التي‬
‫في لقمان ) ووصيّنا النسان بوالديه )) حسنا (( ان جاهداك على أن تشرك بي ما‬
    ‫ليس لك به علم فل تطعهما ( فقال : ان ذلك أعظم )) من (( أن يأمر بصلتهما‬
 ‫وحقّهما على كل حال ) وان جاهداك لتشرك بي ما ليس لك به علم ( ؟ . فقال :‬
‫ل بل يأمر بصلتهما وان جاهداه على الشرك ماذا وحقّهما ال ّ عظما ... الكافي ج 2‬
                                             ‫، ص 721 ، باب البر ، الحديث 6 .‬

                                                           ‫اعالة الولد‬
   ‫ان موضوع العالة موضوع مهّم جدّا ، وقد درسه وتدارسه علماء القتصاد من‬
‫زمن غير قريب ، ولهم فيه الكلم الطويل من نفض وابرام ، ودفع ودخل ، فمنهم‬
    ‫من اوجب النفقة ـ اي اعالة الولد ـ وهو ما وافق الحكام السلمية ، وطبعا‬
‫بحدود حّددها الشرع الشريف ـ راجع كتاب النكاح في الفقه ـ ، وفهم من ل يوجبها‬
 ‫، بل يشكّلها ويعرفها بشكل ل طائل بحته مهما بحثنا ونبحث . وانا اذ أسلمنا وجهنا‬
  ‫لله تعالى ، ما لنا وأقوال المخلوق له جل وعل في امور قد شرّع لها نهجا قويما‬
                   ‫مستقيما ، كما قد أعضينا عن التفلسف فيما وجب علينا تعبدا .‬
 ‫1 ـ حدثنا محمد بن الحسن بن احمد الوليد ) رض( قال : حدثنا محمّد بن الحسن‬
  ‫الصفّار قال : حدثنا محمّد بن عيسى بن عبيد عن زكريا المؤمن ، رفعه الى ابي‬
‫عبد ا الصلة والسلم قال : من عال ابنتين او اختين او عمتين او خالتين حجبتاه‬
                         ‫من النار .. الخصال ص 03 ، باب الثنين ، الحديث 41 .‬



                                                    ‫النفقة على الوالد‬
    ‫من الواضع المهمّه في الشرع المقدّس ، هو موضوع النفقه ، وهذا الموضوع‬
 ‫الذي قد اقلق أدفعه المفكرين العصرييّن ، فانهم كلما يحاولون أن يجعلوا النفقه‬
‫كلّ على عاتقه ، ويقننوا بهذا الصدد قانونا يرون العيب والنقص باوزان في يرمون‬
‫اليه ، فان أيّ كفه يرجحونها بتقى الخرى موجوحه ، ويبان الخلل في دستورهم ،‬
‫فل مفّر ال ّ الى المشرّع الخالق ، ول مناص ال ّ ال لتجاء الى ما سنّه هو جلّت‬
                    ‫عظمته فلن تجد لسنة ا تبديل ، ولن تجد لسنته ا تحويل .‬
   ‫1 ـ حدثنا أبي ، ومحمد بن الحسن )رض( قال : حدّثنا محمد بن يحيى العطار ،‬
 ‫واحمد بن ادريس جميعا عن محمد بن احمد ، عن موسى بن عمر ، عن عبد ا‬
 ‫بن المغيرة ، عن حريز عن أبي عبد ا عليه الصلة والسلم ، قال ) حريز ( قلت‬
‫من الذي أجبر عليه وتلزمني نفقته : قال )عليه السلم( : الوالدين ، الولد ، والزوجة‬
                            ‫... الخصال ، باب الربعة ، ص 102 ، الحديث 901 .‬
   ‫2 ـ حدثنا محمد بن الحسن ) رض ( ، قال :حدثنا محمّد بن يحيى العطار ، عن‬
  ‫محمد بن احمد ، عن أبي اسحاق ابراهيم بن هاشم عن أبي طالب عبد ا بن‬
      ‫الصلت القمي ، عن عدة من اصحابنا يرفعونه الى أبي عبد ا عليه التحيّات‬
  ‫الزاكيات من ا ، أنه قال )عليه السلم( : خمسة ل يعطون من الزكوة ، الولد .‬
     ‫والوالدين . والمرأة . والمملوك . لنّه يجبر )) الرجل (( على النفقه عليهم ....‬
                               ‫الخصال ، باب الخمسة ، ص 432 ، الحديث 54 .‬
    ‫3 ـ يسئلونك ماذا ينفقون قل ما انفقتم من خير فللوالدين و القربين واليتامى‬
 ‫والمساكين وابن السبيل ، وما تفعلوا من خير فان ا به عليم ) البقرة ـ 512 ( .‬
                                                                        ‫الدعاء‬
‫لكل شيء ـ مهما صغر أو كبر ـ أثر ، والثار تتعلق بالدنيا والخرة ، ومما روئي منه‬
 ‫اعجب الثار هو الدعاء ، فقد جرّب أن بعض الدعية تشقّ طريقها الى الستجابة‬
        ‫كالسيف الصارم ، كيف ليكون كذلك والدعاء من البعض اقرب الى هدف‬
                                                                      ‫الستجابه .‬
    ‫1 ـ حفظ عنهم )عليهم السلم( : أن ستة ل تحجب لهم عن ا تعالى دعوة :‬
‫منهم الوالد البار لولده ، والولد الصالح لوالده .... معدن الجواهر ، باب ما جاء في‬
                                                                 ‫ستة ، ص 55 .‬
   ‫2 ـ حدثنا ابو الحسين محمّد بن علي بن الشاة ، قال : حدثنا ابو حامد احمد بن‬
   ‫الحسين ، قال : حدثنا ابو يزيد احمد بن خالد الخالدي ، عن محمد بن احمد بن‬
‫صالح التميمي ، قال : حدثنا أبي ، قال : حدثني انس بن محمد ابو مالك ، عن ابيه‬
       ‫عن جعفر بن محمد ، عن ابيه ، عن جدّه ، عن علي بن ابي طالب )عليهم‬
‫السلم( ، عن النبي )صلى ا عليه وسلّم( أنه قال : في وصيته له ، يا علي اربعة‬
 ‫ل ترّد لهم امام عادل ، ووالد لولده ، والرجل يدعو لخيه بظهر الغيب . والمظلوم‬
   ‫يقول ا جل جلله وعزتي وجللي ل نتصرّن لك ، ولو بعد حين .... الخصال ،‬
                                           ‫باب الربعة ، ص 751 ، الحديث 4 .‬
‫3 ـ عن )) الجعفريات (( قال رسول ا صلى ا عليه وآله وسلّم : اياكم ودعوة‬
  ‫الوالد ! فانها ترفع السحاب حتى ينظر ا اليها ، فيقول : الىّ حتى استجيب له ،‬
   ‫فايّاكم و دعوه الوالد فانها احد من السيف ... ذرايع البيان ، ص 991 ، تكملة .‬
 ‫4 ـ عن ))الجعفريات(( عن الراوندي بسند طويل ، عن سلمة بن وردان ، قالت :‬
  ‫سمعت أنس بن مالك يقول : ارتقى رسول ا صلى ا عليه وآله وسلّم المنبر‬
 ‫درجة ، فقال : آمين . ثم ارتقى الدرجـة الثانية ، فقال : آمين . ثم ارتقى الدرجة‬
   ‫الثالثة ، فقال : آمين . ثم استوى فجلس . فقال اصحابه على ما أمّنت يا رسول‬
   ‫ا )صلى ا عليه وآله وسلّم( ؟ فقال : أتاني جبرائيل فقال : رغم أنف امرئ‬
‫ذكرت عنده فلم يصل عليك ، فقلت آمين . فقال : رغم أنف امرئ ادرك ابويه فلم‬
 ‫يدخل الجنّة فقلت آمين . فقال : رغم انف امرئ ادرك شهر رمضان فلم يغفر له‬
                                ‫فقلت آمين .... ذرايع البيان ، ص 002 ، تكمله .‬
     ‫5 ـ قال سيد النام )صلى ا عليه وآله وسلّم( : ثلث دعوات ل ترد أ ـ دعوة‬
‫الوالد لولده . ب ـ ودعوة الصائم . ج ـ ودعوة المسافر.. غوالي الدرر ، حرف الثاء‬
                                                                    ‫، ص 03 .‬
        ‫6 ـ قال ايضا )صلى ا عليه وآله وسلّم( : دعاء الوالد لولده كدعاء النبي‬
                               ‫لمته .... المصدر السابق ، حرف الدال ص 06 .‬
                ‫7 ـ وقل رب ارحمهما كما ربياني صغيرا ... ) بني اسرائيل ـ 42 (‬
‫8 ـ قال صاحب مجمع البيان : معناه أدع لهما بالمغفرة والرحمة في حياتهما‬
  ‫وبعد مماتهما جزاء لتربيتهما ايّاك في صباك ، وهذا ان كانا مؤمنين ، وفي دللة‬
    ‫أنّ دعاء الولد لوالده الميّت مسموع وال ّ لم يكن للمر به معنى .... ج 6 ، ص‬
                           ‫014 ، ذيل آيه ) وقل رب ( من سوره بني اسؤائيل .‬
  ‫9 ـ محمد بن يحيى عن أحمد بن محمد ين عيسى ، عن معمّر بن خل ّد ، قال :‬
        ‫قلت لبي الحسن الرضا عليه وعلى آبائه وأبنائه الصلة والسلم والتحيات‬
   ‫والبركات الى يوم الدين ، آمين ، ادعو لوالديّ اذا كانا ل يعرفان الحق ؟ . قال‬
         ‫)عليه السلم( أدع لهما ، وتصدّق عنهما ، وان كانا حيين ل يعرفان الحق‬
      ‫فدارهما ، فان رسول ا )صلى ا عليه وآله وسلّم( ، قال : ان ا بعثنى‬
          ‫بالرحمه ل بالعقوق ... الكافي ج 2 ، ص 721 ، باب البر ، الحديث 8 .‬

                                                          ‫حقوق الوالدين‬
      ‫هل يمكن لعبد يؤدي حقوق ا كما هو حقّه ؟ كل ّ ثمّ كل ّ . ولمّا كان حق‬
  ‫الوالدين مشتق من حق ا تبارك وتقدّس كيف يمكن اداءه ! وبغض النظرعن‬
‫اداء الحق كلّه ، يظن أن ل يمكن اداء قسط ضئيل منه ، فالويل كل الويل للذين ل‬
                                          ‫يسعون في اداء هذا الحق العظيم .‬
‫1 ـ قال الصادق عليه وعلى آبائه وأبنائه الصلوة والسلم : بـرّ الوالدين من حسن‬
   ‫معرفة العبد بالله ، اذ لعبادة اسرع بلوغا لصاحبها الى رضا ا من بّرالوالدين‬
 ‫المؤمنين لوجه ا تعالى ، لن حق الوالدين مشتق من حق ا تعالى ، اذا كانا‬
     ‫على منهاج الدين والسنه ، ول يكونان يمنعان الولد من طاعة ا تعالى الى‬
   ‫طاعتهما )) معصيته خ ل (( ومن اليقين الى الشك ، ومن الزهد الى الدنيا ، ول‬
‫يدعو أنهّ الى خلف ذلك ، فاذا كانا كذلك ـ أي يدعوان الى خلف طاعة ا تعالى‬
  ‫ـ فمعصيتهما طاعتهما معصية ، قال ا تعالى وتقدّس : ) وان جاهداك لتشرك‬
  ‫بي ما ليس لك به علم فل تطعهما وصاحبهما في الدنيا معروفا واتّبع سبيل من‬
‫أناب الىّ ثم اليّ مرجعكم ( )) لقمان :51 ( . جاء في كتاب مصباح الشريعة ،‬
                                           ‫الباب الثاني والسبعون ، ص 84 .‬
  ‫2 ـ وأما في باب المصاحبة )) العشرة خ ل (( فقاربهما وارفق بهما واحتمل اذا‬
 ‫هما بحق )) بنحوخ ل (( ما احتمل عنك في حال صغرك ، ول تظيّق عليهما فيما‬
‫قد وسّع ا عليك من المأكول والملبوس ول تحّول وجهك ))بوجهك خ ل (( عنهما‬
  ‫، ول ترفع صوتك فوق صوتهما ، فان تعظيمهما من أمر ا ، وقل لهما باحسن‬
                         ‫القول ، والطف بهما فان ا ل يضيع اجر المحسنين .‬
   ‫3 ـ قال رسول النسانية صلى اله عليه وآله وسلّم : ياعلي ! رضا ا من رضا‬
                             ‫الوالدين .... غوالي الدرر ، حرف الياء ص 271 .‬
‫4 ـ قال )صلى ا عليه وآله وسلّم( : يا علي ! سخط ا في سخط الوالدين ....‬
                                                             ‫نفس المصدر .‬
                                                  ‫حق الولد على الوالد‬
 ‫كما أن للوالد حق على الولد ، كذلك للولد حق على الوالد ، ولو أن كلهما عرف‬
 ‫حق صاحبه وأدّاه ل زداد خيرهما وذهب عنهما ما يسوئهما ، ولشملتها رحمة ا‬
                              ‫تعالى في الدنيا والخرة ، وما المطلوب سواها .‬
    ‫1 ـ ثم من حق الولد على الوالد ما قاله أحد الحكماء : اعلم أن لولدك عليك‬
      ‫سبعة حقوق : تتخيّر أمة ، واسمه ، وظئره ) المرضعة ( ، وتعلّمه كتاب ا‬
   ‫عزوجلّ ، والخط ، والحساب ، والسباحة ..... معدن الجواهر ، باب ما جاء في‬
                                                           ‫سبعة ، ص 16 .‬
‫2 ـ قال رسول ا )صلى ا عليه وآله وسلّم( : حق الولد على الوالد أن يحسن‬
                               ‫اسمه .... غوالي الدرر ، حرف الحاء ، ص 94 .‬
                                                                 ‫الفريضه‬
     ‫من الفرائض ما ل مانع من مبادلتها بغيرها ، مثل خصال كفّارة الصوم مثل .‬
  ‫فالمكلّف ان عجز عن صوم شهرين متتابعين ، له أن يتدّلها بالعتق او الطعام .‬
‫ومنها مال مجال لتبديلها مع بقاء عنوانها الولى كما أن للفرائض درجات وأحجام ،‬
‫فمنها ما تكن صغيرة ومنها ما تكن اكبر ، ومن كبرائها برّ الوالدين التى ل تتبدل‬
                                                    ‫بغيرها من البرّ و الحسنات .‬
  ‫1 ـ من كلمات مولنا امير المؤمنين صلوات ا وسلمه عليه أنه قال بر الوالدين‬
                                          ‫اكبر فريضة جاء في كتاب درر الكلم .‬
     ‫2 ـ وقال تعالى : وبالوالدين احسانا ... النساء آ ية 63 ... والبقرة آيه 38 ..‬
                                          ‫والنعام آية 151 . والسراء آية 32 .‬
   ‫3ـ قال شيخنا العلمة المجلسي )) ره (( في ج 61 ص 41 من ) بحارالنوار (‬
‫نقلعن الكافي مسندا عن على بن ابراهيم وابن محبوب وأبي ولد الحنّاط ) رض‬
    ‫( أنه قال : سألت ابا عبد ا )عليه السلم( عن قول ا عزوجل ) وبالوالدين‬
 ‫احسانا ( ما هذا الحسان ؟ فقال )عليه السلم( : الحسان ، ان تحسن صحبتهما‬
‫وأن ل تكلّفهما أن يسألنك شيئا مما يحتاجان اليه ، وان كانا مستغنين عنه ، اليس‬
    ‫يقول ا تعالى ) لن تنالوا البرّ حتى تنفقوا مما تحبّون ... ذرايع البيان ، الفة‬
                                                            ‫الثامنة ، ص 271 .‬

                                                                 ‫العبادة‬
   ‫الكلم في العباده مفروغ عنه ، لن الباري جلّ جلله لم يكن يخلق الخلق الّ‬
‫لجلها ، وهو تبارك وتقدس القائل في محكم التنزيل : ) وما خلقت الجنّ والنس‬
     ‫ال ّ ليعبدون ( ) الذاريات ـ 65 ( . ولكن ما هي ؟ . ان مصاديق العبادة كثيرة‬
     ‫وكثيرة جدا بحيث ل يمكن عدّها وحصرها لنّه يمكن للنسان أن يجعل كل‬
‫اعماله صغيرة او كبيرة من عبادة ا جلّ جلله وعل ، لن العمال بالنيات . ومن‬
                            ‫العبادات المرموقة التي ل محيص منها حب البوين .‬
  ‫1ـ قال النبي صلوات ا عليه وعلى آله المعصومين : نظر الولد الى والديه حبّا‬
  ‫لهما عبادة .... غوالي الدرر ، حرف النون ، ص 651 . وتحف العقول ، مواعظ‬
                                   ‫النبي )صلى ا عليه وآله وسلّم( ص 231 .‬
‫2ـ من ل يحضرالفقيه : روي أنّ النظر الى الكعبه عبادة ، والنظر الى الوالدين‬
    ‫عبادة ، والنظر الى المصحف من قرائه عبادة والنظر الى وجه العالم عبادة ،‬
  ‫والنظر الى آل محمد صلوات ا عليهم عبادة ..... زندكاني سلطان علي وهلل‬
                                                           ‫بن علي ، ص 7 .‬
                                                                ‫احب النباء‬
   ‫الواقع أن حب الوالدين ل يختلف بالنسبة لولدهم ال ّ أنه هناك مزايا ذاتية في‬
   ‫بعض الولد وهي مما تؤهّلهم لن يكونوا اقرب الى قلب الوالدين ، او أن في‬
    ‫طباعهم حسنات توجب لهم حنان الوالدين اكثر ، وبغضّ النظرعن هذه المور‬
‫لفرق بين الولد صغيرهم وكبيرهم وذرهم وانثاهم كلّهم زينة في هذه الحياة .‬
‫1ـ قال لؤي بن غالب لمرأته : اي بنيك احب اليك ؟ قالت : احبّهم اليّ الذي اجتمع‬
           ‫فيه ثمان خصال : منها : ول يغيّر تبرّه عقوق .... معدن الجواهر 46 .‬

                                                           ‫درجات العقوق‬
 ‫العقوق ما يقابل البر ، وكما أن البرّ له درجات ، كذلك العقوق له درجات ، وهذه‬
   ‫الدرجات والمراتب تظهر عند البناء حين يعصون أبويهم ، أو يؤذونهم ـ والعياذ‬
    ‫بالله ـ فكل ما كان الذي أشدا ، تكون مرتبه العاق أمرا ، وهكذا الى أن تصل‬
    ‫النوبه الى عقوق ليس فوقه عقوق . وهذا ما قرؤّه المام الصادق جعفر بن‬
 ‫محمد صلوات ا عليهما وعلى آبائهما وأبنائهما الطيبين الطاهرين حيث جاء في‬
                                                                   ‫الحديث :‬
    ‫1 ـ حدّثنا محمّد بن الحسن بن احمد بن الوليد ) رض ( قال : حدثنا محمّد بن‬
  ‫الحسن الصفار ، عن العباس بن معروف ، عن أبي همّام اسماعيل بن همّام ،‬
  ‫عن محمّد بن سعيد بن غزوان ، عن اسماعيل بن مسلم السكوني ، عن جعفر‬
  ‫بن محمد ، عن ابيه عليهما السلم ، أن النبي )صلى ا عليه وآله وسلّم( قال :‬
  ‫فوق كل برّ برّ حتى يقتل الرجل في سبيل ا عزّوجلّ ، فاذا قتل في سبيل ا‬
‫فليس فوقه برّ وفوق كل عقوق عقوق ، حتى يقتل الرجل احد والديه ، فاذا قتل‬
      ‫احدهما فليس فوقه عقوق .... الخصال ص 9 ، باب الواحد ، الحديث 13 .‬
 ‫2 ـ حدّثنا أبي ) رض ( قال : حدّثنا محمد بن يحيى العطار قال : حدّثني ايوب بن‬
 ‫نوح عن محمد بن سنان ، عن موسى بن بكر الواسطى قال : قلت لبي الحسن‬
   ‫موسى بن جعفر عليهماالسلم : الرجل يقول لبنه او لبنته بأبي أنت وأمي ، أو‬
  ‫بأبوي . أتري بذلك بأسا ؟ فقال )عليه السلم( : ان كان ابواه حيين ، فأري ذلك‬
‫عقوقا ، وان كانا قد ماتا فل بأس . قال: ثم قال )عليه السلم( : كان جعفر )عليه‬
‫السلم( يقول : سعد أمرؤ لم يمت حتى يرى خلفه من بعده ، وقد وا أراني ا‬
              ‫خلفي من بعدي ... الخصال ، ص 22 ، باب الواحد ، الحديث 49 .‬
  ‫3 ـ حدثنا ابي ) رض ( قال : حدثنا احمد بن ادريس ، عن محمّد بن أحمد ، عن‬
‫محمد بن السندي عن علي بن الحكم ، عن محمد بن فضيل عن شريس الوابشي‬
  ‫، عن جابر ، عن أبي جعفر )عليه السلم( قال : قال رسول ا )صلى ا عليه‬
   ‫وآله وسلّم( : ان الجنّه ليوجد ريحها من مسيرة خمسمائه ، عام وليجدها عاق‬
    ‫ولديوث ، قيل يا رسول ا وما الديوث ؟ . قال )صلى ا عليه وآله وسلّم( :‬
          ‫تزني امرأته وهو يعلم .. الخصال ، باب الثنين ، ص 03 ، الحديث 51 .‬
‫4 ـ حدّثنا ابو احمد محمد بن جعفر البنداء ، قال : جعفر بن محمد بن نوح ، قال :‬
‫حدثنا محمد بن عمرو ، قال : حدثنا يزيد بن زريع ، قال : حدثنا بشر بن نمير ، عن‬
  ‫القاسم بن عبد الرحمن ، عن أبي امامة ، قال : قال رسول ا )صلى ا عليه‬
 ‫وآله وسلّم( : اربعة ل ينظرا اليهم يوم القيامة : عاق ، ومنّان ، ومكذب بالقدر ،‬
                ‫ومد من خمر... الخصال ، باب الربعه ، ص 261 ، الحديث 81 .‬
 ‫5 ـ حدثنا محمد بن الحسن بن احمد بن الوليد رضى ا عنه, قال : حدّثنا محمّد‬
  ‫بن الحسن الصفّار ، عن ايوب بن نوح وابراهيم بن هاشم جميعا عن محمد بن‬
 ‫ابي عمير ، عن بعض اصحابه عن ابي عبد ا )عليه السلم( ، قال : وجدنا في‬
       ‫كتاب علي )عليه السلم( أن الكبائر خمس : الشرك بالله عزّ وجلّ وعقوق‬
‫الوالدين . وأكل الربا بعد البيّنة . والفرارمن الزحف . والتعربّ بعد الهجرة ...‬
                                 ‫الخصال باب الخمسة ، ص 322 ، الحديث 61 .‬
 ‫6 ـ عن ابراهيم بن أبي البلد ، عن ابيه ، عن ابي عبد ا )عليه السلم( ، قال :‬
‫لوعلم ا شيئا أدني من ) اف ( لنهي عنه ، وهو من العقوق ، وهو أدني العقوق‬
 ‫، ومن العقوق ان ينظر الرجل الى والدين يحّد النظر اليهما ... ذرايع البيان ، ص‬
                                                                   ‫002 ، تكملة .‬
‫7 ـ روي أن موسى )عليه السلم( ، قال : يا ربّ اين صديقي فلن الشهيد ( . قال‬
   ‫جلّ وعل : )) هو (( في النار . قال )عليه السلم( : أو ليس قد وعدت الشهداء‬
‫الجنّة ؟ قال تعالى : بلى ، ولكن كان مصرّا على عقوق الوالدين ، وأنا ل أقبل مع‬
                                               ‫العقوق عمل ً ... المصدر السابق .‬
      ‫8 ـ قال نبي السلم المحبوب )صلى ا عليه وآله وسلّم( : بابان معجّلن‬
  ‫عقوبتهما في الدنيا : البغي ، والعقوق ... غوالي الدرر ، حرف الباء ، ص 41 .‬
   ‫9 ـ وقال )صلى ا عليه وآله وسلّم( ايضا : ثلث قد حرّم ا عليهم الجنّة : أ ـ‬
  ‫مدمن الخمر . ب ـ والعاق . ج ـ والديوث ... المصدر السابق ، حرف الثاء ، ص‬
                                                                             ‫03 .‬
   ‫01 ـ وقال )صلى ا عليه وآله وسلّم( : ثلثة ل يحجبون النار : أ ـ المنّان . ب ـ‬
                     ‫وعاق والديه .ج ـ ومدمن خمر ... المصدر السابق ص 23 .‬
  ‫11 ـ وقال )صلى ا عليه وآله وسلّم( : شر الولد : العاق لوالديه .... المصدر‬
                                               ‫السابق ، حرف الشين ، ص 49 .‬
 ‫قال أمير المؤمنين صلوات ا عليه وعلى ذراريه اجمعين : من أحزن والديه فقد‬
                         ‫عقّهما .... المواعظ العدديه ، باب الربعمائة ص 592 .‬
‫31 ـ وفي كتاب ) الكبائر ( للحافظ محمد بن احمد بن عثمان بن قايماز الذهبي ،‬
 ‫التركماني الفارقي الصل ، الدمشقي الشافعي ، المتوفي سنه 847 هـ ص 04‬
 ‫في الكبيرة الثامنة ، عن النبي )صلى ا عليه وآله وسلّم( : لوعلم ا شيئا أدني‬
‫من اللف لنهي عنه ، فليعمل العاق ما شاء أن يعمل فلن يدخل الجنّة فليعمل‬
  ‫البار ما شاء أن يعمل فلن يدخل النار ... ذرايع البيان ، الفه الثامنة ، ص 671 .‬
   ‫41 ـ وروي عن علي بن موسى الرضا عليه وعلى آبائه وابنائه الصلة والسلم‬
‫عن ابيه ، عن جدّه أبي عبد ا )عليهم السلم( ، قال : لوعلم ا لفظة أوجز في‬
  ‫ترك عقوق الوالدين من أف لتى به ... مجمع البيان ، ج 6 ، ص 904 ، ذيل آيه‬
                                       ‫) وقضى ربك ( من سورة بني اسرائيل .‬
‫51 ـ فيه ايضا : وفي رواية اخرى عنه ، قال )عليه السلم( : أدني العقوق أف ولو‬
                 ‫علم ا شيئا ايسر منه واهون منه لنهي عنه ... نفس المصدر .‬
‫61 ـ فيه ايضا : وفي خبر آخر فليعمل العاق ما يشاء أن يعمل فلن يدخل الجنّة ،‬
                          ‫فالمعنى : ل تؤذهما بقليل ول كثير .... نفس المصدر .‬

                                                             ‫ح ي ّيان او مييتان‬
 ‫يظن البعض من البناء أن الوالدين ان توفيّا اتقضت العلقة بينه وبينهما فل حقّ‬
 ‫ول حقوق ول عقوق ، لكن يجب أن ينبّه هؤلء بأن العلقة التى صاغتها السماء‬
‫غير قابلة للنفصام فهي باقيه حتى البد ، وحتى البوين كالقلوة المطوّقة للجيد ،‬
‫فل خلص ول مناص ، ويجب البر بهما واداء حقّهما حييّن كانا أوميّتين ، ويمكن أن‬
    ‫يقال ان حفّهما وهما متوفّيان آكد من حقهما في أيام حياتهما لنهما بعد هذه‬
       ‫الحياة تقصر أيديهما عن العمل فيستحقّا النجدة بالخير والخيرات من الحج‬
   ‫والصلوات ، والصوم والصدقات ، والصلة المتتاليات ومن ثم يدعوان للنسان ،‬
                                                ‫وعلى ا الستجابة والغفران .‬
  ‫1 ـ عنه )) اي عدة من اصحابنا (( عن محمّد بن علي ، عن الحكم بن مسكين ،‬
    ‫عن محمد بن مروان ، قال : قال أبو عبد ا عليه أفضل الصلة والسلم : ما‬
   ‫يمنع الرجل منكم أن يبّر والديه حيين وميّتين ؟ يصلّى عنهما ، ويتصدّق عنهما ،‬
  ‫ويحج عنهما ، ويصوم عنهما ، فيكون الذي صنع لهما ، وله مثل ذلك ، فيزيده ا‬
‫عزوجلّ ببرّه وصلته خيرا كثيرا ... الكافي ، ج 2 ، ص 721 ، باب البر ، الحديث 7 .‬
‫2 ـ الحسين بن محمّد ، عن معلي بن محمّد ، عن الحسن بن علي عن عبد ا‬
  ‫بن سنان ، عن محمّد بن مسلم ، عن أبي جعفر عليه الصله والسلم ، قال :ان‬
   ‫العبد ليكون بارا بوالديه في حياتهما ، ثم يموتان فل يقضى عنهما ويوفّهما ، ول‬
  ‫يستغفر لهما ، فيكتبه ا عاقا ، وانّه ليكون عاقا لهما في حيا تهما غير بار بهما ،‬
  ‫فاذا ماتا قضى دينهما ، واستغفر لهما ، فيكتبه ا عزّوجلّ بارا .... الكافي ج 2 ،‬
                                                ‫ص 031 ، باب البر ، الحديث 12 .‬

                                                                            ‫الجنة‬
‫لو فكّرنا قليل ً وامعنا النظر لرأينا الجنّة هي غاية الغايات ، وهي ل تحصل ال ّ بأمور‬
 ‫، وأهمّها خدمة الوالدين ورضاهما ، فانّ الجنّة تحت اقدام المهات ، فل يسعنا الّ‬
     ‫أن نخدم والدينا ، سواء في حياتهم او بعد وفاتهم ، وان كانت طريقة الخدمة‬
       ‫تختلف عند الحياة وبعد الممات ، ال ّ اننا مسؤلون في كلتا الحالتين ، فالنهيئ‬
     ‫أنفسا ، ولنستمع الى ما جاء من كبرائنا ، اهل بيت العصمة ، وموضع الرسالة‬
                               ‫محمّد وآله الطاهرين ، صلوات ا عليهم اجمعين .‬
      ‫1ـ حدثنا محمد بن علي ماجيلويه ) رض ( قال : حدّثني عمّي محمد بن أبي‬
  ‫القاسم ، عن احمدعن محمد بن خالد ، عن الحسن بن محبوب عن عبد ا بن‬
‫سنان ، عن ابي حمزة الثمالي ، عن أبي جعفر )عليه السلم( ، قال : اربع من كنّ‬
   ‫فيه ، بني ا له بيتا في الجنة : من آوى اليتيم ، ورحم الضعيف ، واشفق على‬
  ‫والديه ، ورفق بمملوكه .. الخصال ، باب الربعة ، ص 081 ، الحديث 35 . وفي‬
   ‫المحاسن البرقي عن ابن محبوب ، كتاب الشكال والقرائن ، الحديث 32 ص 7‬
 ‫2 ـ حدّثنا احمد بن علي بن ابراهيم بن هاشم ، عن ابيه ، عن جدّه ، عن عبدا‬
 ‫بن ميمون ، عن جعفر بن محمد ، عن ابيه عليهما السلم ، قال : قال رسول ا‬
     ‫صلى ا وآله وسلّم : اربع من كنّ فيه ، نشرا عليه كنفه وادخله الجنة في‬
       ‫رحمته : حسن خلق يعيش به في الناس ، ورفق بالمكروب ، وشفقة على‬
‫الوالدين ، واحسان الى المملوك ... الخصال باب الربعة ، الحديث 75 ص 181 .‬
‫3 ـ وقد ورد عن الرسول العظم محمد )صلى ا عليه وآله وسلّم( من اصبح‬
  ‫مرضيا لبويه ، اصبح له بابان مفتوحان الى الجنّة ، ومن أمسى فمثل ذلك ، وان‬
         ‫ظلما ، وان ظلما ، وان ظلما .... ذرايع البيان ، الفة الثامنة ، ص 871 .‬

                                                                     ‫النار‬
‫نعوذ بالله من النار ومن غضب الجبار ، ان المعاصي كثيرة ، وبعضها كبيرة ، ومن‬
     ‫اكبرها سخط الوالدين ، فانه داء وبيل ، من ابتلى ل ينجيه ملك مقرّب ، فهذا‬
   ‫رسول ا )صلى ا عليه وآله وسلّم( يحذّرنا من سخط الوالدين وينذرنا النار‬
‫وغضب الجبار . اللهم أرض عنا والدنيا بمحمّد وآله الطهار صلواتك عليهم أجمعين‬
                                                                             ‫.‬
    ‫1ـ وقد ورد عن الرسول العظم محمّد صل ا عليه وآله وسلّم : ومن اصبح‬
   ‫مسخطا لبويه ، صبح له بابان مفتوحان الى النار ، ومن أمسى مثل ذلك ، وان‬
      ‫كان واحدا فواحد ، وان ظلما ، وان ظلما ، وان ظلما .... ذرايع البيان الفة‬
                                                           ‫الثامنة ، ص 871 .‬
‫وقال للرسول : قل لها ان قدرت على المسير الى رسول ا صلى ا عليه وآله ،‬
  ‫وال ّ فقرّي في المنزل حتى يأبيك ، فجاء اليها الرسول فأخبرها بقول رسول ا‬
  ‫)صلى ا عليه وآله وسلّم( . فقالت : نفسي له الغداء ، انا احق بأتيانه فتو كأن‬
   ‫على عصى ، واتت الى رسول ا )صلى ا عليه وآله وسلّم( ، فسلّمت ، فرّد‬
‫عليها السلم ، وقال لها : يا أم علقمة اصدقيني ، وان كذبتيني جاء الوحي من ا‬
   ‫تعالى ، كيف كان حال ولدك علقمة ؟ قالت : يا رسول ا صلى ا عليه وآله‬
‫وسلم ، كثير الصلة وكثير الصيام ، وكثير الصدقة . قال رسول ا )صلى ا عليه‬
   ‫وسلّم( : فما حالك ؟ . قال : يا رسول ا )صلى ا عليه وآله وسلّم( انا عليه‬
‫ساخطة . قال )صلى ا عليه وآله وسلّم( : ولم ؟ قالت : يا رسول ا يؤثر على‬
     ‫زوجته ويعصيني فقال رسول ا )صلى ا عليه وآله وسلّم( : ان سخط أم‬
  ‫علقمة حجب لسان علقمة عن الشهادة ثم قال )صلى ا عليه وآله وسلّم( : يا‬
‫بلل انطق واجمع لي حطبا كثيرا ! قالت : يارسول ا صلى وما تصنع به ؟ قال‬
‫)صلى ا عليه وآله وسلّم( : احرقه بالنار بين يديك قالت : يارسول ا )صلى ا‬
  ‫عليه وآله وسلّم( ولدي ل يحتمل قلبي أن تحرقه بالنار بين يدي . قال )صلى ا‬
 ‫عليه وآله وسلّم( : يا أم علقمة عذاب ا اشّد وأبقى ، فان سرّك أن يغفر ا له‬
  ‫فارضى عنه فوالذي نفسي بيده ل ينتفع علقمة بصلته ول بصدقته ما دمت عليه‬
 ‫ساخطة فقالت : يا رسول ا )صلى ا عليه وآله وسلّم( : اني اشهد ا تعالى‬
   ‫وملئكته ومن حضرني من المسلمين : اني قد رضيت عن ولدي علقمة . فقال‬
‫رسول ا )صلى ا عليه وآله وسلّم( : انطلق يا بلل اليه فانظر هل يستطيع أن‬
       ‫يقول: ل اله ال ّ ا . أم ل ، فلعلّ أم علقمة تكلمت بما ليس في قلبها حياء‬

                                                      ‫الج ن ّة من النار‬
 ‫الوقاية خير من العلج ، والحمية رأس السلمة ، فمن توقّى واحتمى سلم . هذه‬
      ‫احاديث من الرسول والل صلوات ا وسلمه وبركاته عليه وعليهم اجمعين‬
     ‫أمامكم فتوقّوا بها ، واحتموا بمباديها ، فانها خير وقايه للمتقين ، وامنع حماية‬
 ‫للمحتمين . قد اوضحوا لنا الطريق واناروه وعلّمونا ما لم نكن نعلم ، فها ، طرق‬
‫الجنّة ، وذي مهاوي النار ـ والعياذ بالله ـ ومما علّمونا هو خدمة البوين فانها وقاية‬
‫وحمية ، وجنّة من النار . اللهم اجعل محبتنا لبائنا الكرام جنّة لنا من النار ، بمحمّد‬
                         ‫وعترته الطيبين الطهار ، صلواتك عليهم اجمعين ، آمين .‬
 ‫1ـ محمد بن يحيى عن احمد بن محمّد بن عيسى عن علي بن الحكم عن سيف‬
‫بن عميره ، عن عبد ا بن مسكان ، عن ابراهيم عن شعيب قال : قلت لبي عبد‬
‫ا عليه أفضل السلم : انّ أبي قد كبر جدا وضعف ، فنحن نحمله اذا أراد الحاجة‬
‫، فقال : ان استطعت أن تلى ذلك منه فافعل ، ولقّمه بيدك ، فانه جنّة لك غدا ...‬
                                 ‫الكافي ج 2 ، ص 921 ، باب البر ، الحديث 31 .‬
                                                                  ‫كفران النعمة‬
‫النسان كفور ، لم يقم وزنا لنعم ا تعالى ، في حين انّ نعمه جلّت عظمته‬
‫لتعد ول تحصى ، واكثر من ذلك أنّه يكفر ، وهذا يكون سببا لقطع الرّحمة ، وقلّة‬
  ‫البركة ، وعدم رضى المولى جلّ جلله ، والى آخر ما ينشأ من هذه الفضية من‬
 ‫مآسي ، ومحن يشيب لها الطفال و اعظم الكفران ، أن الفجرة من بني النسان‬
‫نسبوا الى ا ما ل ينبغي ، طالع ما قاله رسول ا )صلى ا عليه وآله وسلّم( .‬
  ‫1 ـ يا ابا ذر : ان ا جلّ ثناءه لمّا خلق الرض ، وخلق ما فيها من الشّجر ، لم‬
    ‫تكن في الرض شجرة يأتيها بنوا آدم ال ّ اصابوا منها منفعة ، فلم تزل الرض‬
  ‫والشجر كذلك ، حتى تكلّم فجرة بني آدم بالكلمة العظيمة ، قولهم : ) اتخذ ا‬
‫ولدا ( فلمّا قالوها اقشعرّت الرض ، وذهبت منفعة الشجار .... بندهاى كرانمايه‬
                                                   ‫بيغمبر ص 04 ، الحديث 28 .‬
                                                                ‫المضر‬
     ‫أعاذنا ا تعالى من أن نكون من المضرّين أو المتضررين ، فالنسان ان لم‬
 ‫يحفظه ا تعالى من شرور نفسه المّارة بالسوء ، سيكون والعياذ بالله امّا والد‬
 ‫سوء ، أو ولد سوء ، وكلهما مما يبعثان على شقاءه في الدنيا والخرة ، اجارنا‬
                          ‫ا تعالى وأبنائنا من سوء السريرة وعقوق الوالدين .‬
       ‫1 ـ من اقوال سيّد الوصيين أمير المؤمنين )عليه السلم( قال : والد السوء‬
    ‫يعّرالسلف ويفسد الخلف . هذا بالنسبة الى الوالد ، وأمّا بالنسبه اليالولد : قال‬
‫)عليه السلم( : ولد السوء يهدم السلف ويشين الشرف . وقال )عليه السلم( أيضا‬
               ‫: ولد عقوق محنة وشوم .... درر الكلم ، حرف الواو ، ص 782 .‬

                                                    ‫ل ضرر ول ضرار‬
‫من القواعد المسلّمة التي سنّها رسول ا )صلى ا عليه وآله وسلّم( هي قاعدة‬
‫لضرر ولضرار ، وهذه كانت في قصة سمره بن جندب مع أحد النصار الذي كان‬
     ‫قد باعه دارا فيها نخلة ، وكان يأتيها سمرة كل يوم فاستثقل النصاري المر ،‬
   ‫فشكا الى النبي )صلى ا عليه وآله وسلّم( ، فبعث النبي )صلى ا عليه وآله‬
‫وسلّم( الى سمرة واحضره ، فقال له : بعه النخلة ، فأبي سمره ، واخيرا أمر‬
 ‫رسول ا )صلى ا عليه وآله وسلّم( بقلع النخلة واعطائها ايّاه ، وقال : لضرر‬
‫ول ضرار في السلم وفيما نحن فيه احدي مصاديق الضرروالضرار ، فقال العلي‬
                                                              ‫القدير جلّت قدرته :‬
 ‫1 ـ والوالدات يرضعن اولدهنّ حولين كاملين لمن اراد أنّ يتمّ الرضاعة ، وعلى‬
 ‫المولود له رزقهنّ وكسوتهن بالمعروف ل تكلّف نفس ال ّ وسعها ، ل تضارّوالدرة‬
‫بولدها ، ول مولود له بولده ، وعلى الوارث مثل ذلك ، فان ارادا فصال عن تراض‬
‫منهما وتشاور فل جناح عليهما ، وان اردتم أن تسترضعوا اولدكم فل جناح عليكم‬
‫اذا سلّمتم ما آتيتم بالمعروف واتقوا ا واعلموا أنّ ا بما تعملون بصير ) البقرة‬
                                                                        ‫ـ 332 ( .‬
                                                     ‫الهرب بعد الطلب‬
   ‫لقد خلق النسان هلوعا ، يحرص على سلمته مهما كلّف المر ، و يبخل بماله‬
‫مهما قلّ أو كثر ، وتهزمه أصغر صعوبة ، ويخيفه أقلّ شين وليس له صبر ولتصبّر‬
  ‫على مكاره الدهر ، حتى ولو كان يضّره في دينه أودنياه ، وهذا ديدنه من قديم‬
  ‫الزمان ، يمتنع عن الخير ، ويجزع من الشرّ ، فما صلح من هذا النوع ال ّ القليل ،‬
 ‫اولئك الذين هداهم ا تعالى فاهتدوا ، وهدوا الى صراط السويّ ، والباقون ل‬
    ‫يعبئون بقول ولفعل ، ها هو القرآن الكريم يحدثنا عن بعضهم ، وهم الذين‬
 ‫طلبوا من نبيّ لهم أن يبعث لهم ملكا يقاتلون معه في سبيل ا تعالى محتجين‬
    ‫بطردهم عن ديارهم ، وابنائهم ، ولكن لمّا حصص الحق و حان وقت العمل‬
                                         ‫تولّوا ال ّ قليل منهم ، فهربوا بعد الطلب .‬
   ‫1ـ ألم ترالى المل من بني اسرائيل من بعد موسى اذ قالوا النبّي لهم ابعث لنا‬
 ‫ملكا نقاتل في سبيل ا ، وقد أخرجنا من ديارنا وأبنائنا ، فلما كتب عليهم القتال‬
                ‫تولّوا ال ّ قليل منهم ، وا عليم بالظالمين ..... ) البقرة ـ 642 ( .‬

                                                                    ‫اولد ابليس‬
‫هكذا اقتضت حكمة ا سبحانه وتعالى أن يكون المولّدون ثلثة ، وكل يولد‬
   ‫حسب ما بقتضيه طبيعتة الولية ، ثم انه يمكن لولدهم أن يختاروا غير ما هم‬
‫عليه ، فمثل ابليس ليلد ال الكافر ، ولكن آمن أحد اولده واسمه هام بن هنم بن‬
                                  ‫لقيس بن ابليس وهذا خلف ما تقتضيه ذاته .‬
     ‫1ـ حدّثنا محمّد بن الحسن بن احمد بن الوليد ) رض ( قال : حدّثنا محمّد بن‬
          ‫الحسن الصفار ، قال : حدّثنا احمد بن محمّد بن عيسى ، عن محمد بن‬
  ‫اسماعيل ، عن الحسن بن طريف عن آبي عبد الرحمن ، عن معاويه بن عمّار ،‬
        ‫عن أبي عبد ا )عليه السلم( قال : الباء ثلثه : 1ـ آدم : ولد مؤمنا . 2ـ‬
 ‫والجان : ولد مؤمنا وكافرا . 3ـ وابليس : ولد كافرا . وليس فنهم نتاج ، انمّا يبيض‬
‫ويفرح ، وولده ذكور ، ليس فيهم اناث .... الخصال باب الثلثة ، ص 021، الحديث‬
                                                                         ‫681 .‬
                                                                   ‫الذل‬
 ‫هناك أمور كثيرة تسبب ذل النسان ، كالجهل والحمق وحقاره النفس وما اشبه .‬
‫ومن هذه المور تتعلق بشخص النسان ، يعني يتمكن دفعها ان اراد ، ومنها ما ل‬
       ‫تتعلق بشخصه ، وانما هي مرتبطه بالقضاء والقدر مثل اليتم والفقر وعدم‬
 ‫الشخصيه وما اشبه ، وقد اخبرنا بذلك صادق آل محمّد صلوات ا وسلمه عليهم‬
                                                                      ‫أجمعين .‬
‫1ـ حدّثنا احمد بن محمّد بن الهيثم العجلي ) رض ( قال : حدثنا ابو العباس احمد‬
  ‫بن يحيى بن زكريا القطان ، قال : حدّثنا بكر بن عبد ا بن حبيت ، قال : حدثنا‬
 ‫تميم بن بهلون ، عن ابيه ، عن عبيد ا بن الفضل الهاشمي ، قال : قال ابو عبد‬
‫ا )عليه السلم( ثلثة من علزهم ذل : ـ الوالد . والسلطان . والغريم ... الخصال‬
                                          ‫باب الثلثة ، ص 551، الحديث 172 .‬

                                                                 ‫توابع المرء‬
‫لبدّ للنسان من الرّحيل ، فانّ هذه الحياة ليست مقاما للمقام ، كل من عليها فان‬
  ‫، أمّا ، فاذا يبقى وماذا يأخذ ؟ يقول الناس ما ترك ، وتقول الملئكة ما قدم ؟ .‬
     ‫أمّا ما تركه فهو للوارث يتنعّم ، به وأما الذي يأخذه وهو تابع وباق اليه : هي‬
           ‫ثلث : قالها المام ابو عبد ا جعفر بن محمّد الصادق عليه السلم .‬
    ‫1 ـ حدثنا أبي ) رض ( قال : حدثنا عبد ا بن جعفر الحميري ، عن احمد بن‬
‫محمد بن عيسى ، عن الحسن بن محبوب ، عن على بن رئاب ، عن الحلبي ، عن‬
      ‫أبي عبد ا عليه السلم قال : ليس تبيع الرجل بعد موته من الجر ال ّ ثلث‬
   ‫خصال : صدقة اجراها في حياته فهي تجري تعد موته الى يوم القيمة وصدقة‬
  ‫موقوفة ال ّ تورّث ، اود هدى سنّها فكان يعمل بها وعمل بها من بعده غيره ، او‬
  ‫ولد صالح يستغفرله ... الخصال ، باب الثلثة ، ص 911، الحديث 481 . اقول :‬
   ‫هنيئا لمن رزقه ا هذه فانه ل ينالها ال ّ ذو حط عظيم ، فيا ليتنا لم نحرم منها‬
                                                       ‫منها ان شاء ا تعالى .‬
                                                          ‫نقص العيش‬
‫هناك أسباب تنقص العيش ، وتنهك الجسم ، وتتعب القلب ، و تضل العقل ، أجارنا‬
    ‫ا تعالى منها جميعا ، وقد نبّهنا عليها أئمتنا سادات البشر صلوات ا وتحيّأته‬
‫عليهم اجمعين كي نحذر منها جهد امكاننا حتى ل نبتلى في الحياة فتفوتنا السعادة‬
                                                                   ‫لسمح ا .‬
‫1 ـ حدّثنا أبي ) رض ( قال : حدّثنا محمّد بن يحيى العطار ، عن محمد بن احمد ،‬
        ‫قال : حدثني ابو عبد ا الرازي عن سجادة ، عن درست ، عن أبي خالد‬
 ‫السجتاني ، عن أبي عبد ا عليه صلوات ا ، قال : خمس خصال ـ الى أن قال‬
‫عليه السلم ـ من فقد واحدة منهنّ لم يزل ناقص العيش ، زائل العقل ، مشغول‬
   ‫القلب .فأولها صحة البدن . والثانية المن . والثالثه السعة في الرزق . والرابعة‬
       ‫النيس الموافق ، قلت : وما النيس الموافق ؟ قال عليه السلم : الزوجة‬
         ‫الصالحة ، والولد الصالح ، والخليط الصالح ، والخامسة وهي تجمع هذه‬
    ‫الخصال ، الدعة اي الراحة السعه في الحياة ... الخصال ، باب الخمسة ، ص‬
‫132 ، الحديث 43 . وقد تقلنا هذا الحديث في فصل تقص العيش لجهة اخرى‬
                                                                         ‫فيه .‬
                                                ‫التمتع بالولد بعد الموت‬
‫لماذا نحب الولد ؟ لنا نتمتع به ، ويمكن أن يدوم هذا التمتع والتمتع ويتصل سلكه‬
   ‫الى الخرة ، الى بعد هذا التمتع المنقطع ، والتمتع هناك دائم وال لتذاذ باقي ،‬
  ‫لكن بشرط أن يربي الب الولد حسب ما يرتضيه ا جلّ وعل ذكره ، فان تعب‬
  ‫عليه ورباّه تربية صالحة ، يكون الولد له رحمة ، وان تركه في الوسط المنحرف‬
 ‫المنجرف فضل عن الصواب ، فانه يتحمل التبعة ويكون الولد عليه نقمة ـ والعياذ‬
        ‫بالله ـ ربنا اصلحنا وذرياتنا واجعلنا مسلمين لك انك على كل شيء قدير .‬
      ‫1ـ حدثنا أبي ) رض ( قال : حد ثنا سعد بن عبد ا ، قال : حدثنا محمد بن‬
    ‫عيسى بن عبيد ، عن محمد بن شعيب الصيرفي ، عن الهيثم أبي كهمس، عن‬
  ‫ابيعبد ا عليه السلم ، قال : ست خصال ينتفع بها المؤمن بعد موته ولد صالح‬
  ‫يستعفر له . ومصحف يقرء فيه وقليب ) بئر ( يحفره . وغرس يغرسه . وصدقه‬
    ‫ماء يجريه . وسنّة حسنة يؤخذ بها بعده .... الخصال ، باب الستة ، ص 362 ،‬
                                                                    ‫الحيث 9 .‬

                                                                 ‫ال ر ّعاية‬
   ‫الرعاية أمر يحسنّه العقل والنقل ، ومن حسنات المرء أن يكون مراعيا لمن له‬
   ‫أدني صلة به ، فان الرعاية دليل العظمة وجللة القدر ، فمن يكون عظيما في‬
       ‫نفسه ، جليل القدر ، ل تفوته وعاية المحقّين ، من اليتام والمستضعفين .‬
 ‫1 ـ فقد قال أمير المؤمنين ، وقائد العز المحجّلين عليه السلم : من رعى اليتام‬
                          ‫رعىّ في يتيمه . جاء في كتاب درر الكلم ، ص 552 .‬
                                                                  ‫القوال‬
   ‫توجد اقوال كثيرة من النبياء والئمه عليهم السلم مما يخص الولد والوالد ول‬
‫تخلو من حكمة ثابتة او سنة عادلة او فلسفة متقنة او منطق سليم وما اشبه فعلينا‬
 ‫وعلى من يأتي بعدنا الستفادة والستزاده منها فان العلم حياة القلوب . 1ـ قال‬
‫بعض الحكماء : رأيا امور الناس على خمسة اوجه : منها : القضاء والقدر وهو‬
   ‫على خمسة اقسام الهل والولد والمال و السلطان والعمر .... معدن الجواهر‬
                                                                       ‫ص 15 .‬
‫2 ـ قيل أنس المرء في خمسة اشياء : منه : الولد البار ... معدن الجواهر ص 15‬
                                                                                ‫.‬
                                                                ‫الكبائر‬
   ‫ان المعاصي ـ كما قسمت في الشرع ـ على ضربين : الكبائر والصغائر ، وقال‬
    ‫بعض العلم انه ل توجد صغائر فكل معصية بالنسبة : هي ما ذكرعفابها في‬
       ‫القرآن , وقد عدّها أئمتنا )عليهم السلم( بأعداد مختلفة ويمكن الجمع بين‬
  ‫اقوالهم عليهم السلم بأن نقول : كانوا )عليهم السلم( يراعون الزمان والمكان‬
        ‫والسائل في اجوبتهم وال فكل المعاصي كبيرة بالنسبة الى الصغر منها ،‬
                                                                ‫والموارد تختلف .‬
       ‫1 ـ ففي مود قال المام الصادق عليه السلم : الكبائر سبع فينا أنزلت ومنّا‬
                      ‫استحلّت :منها :عقوق الوالدين ... معدن الجواهر ص 95 .‬
‫2 ـ روي عن النبي )صلى ا عليه وآله وسلم( قال : الكبائر تسعة : منها : وعقوق‬
                                            ‫الوالدين ... معدن الجواهر ص 66 .‬
 ‫3 ـ وأرسل ـ اي في عيون اخبار الرضا )عليه السلم( ـ عن رسول ا )صلى ا‬
‫عليه وآله وسلّم( : أل اخبركم بأكبر الكبائر : الشراك بالله وعقوق الوالدين ، وقول‬
 ‫الزور ـ أي الكذب ـ ... مكاسب الشيخ النصاري قدّس سره ، الكذب ، ص 061 ،‬
   ‫الطبعة الجديدة ... وقال في التعليقة : راجع احياء العلوم للغزالي ، الجزء 3 .‬
                ‫ص 531 ، سطر 21، وفي المصدر : أل انبئكم ، بدل أل اخبركم .‬
     ‫4 ـ وفيه )) اي كتاب الجعفريات (( عنه )صلى ا عليه وأله وسلّم( : من اكبر‬
 ‫الكبائر : الشرك بالله ، وعقوق الوالدين ... ذرايع البيان ، تكملة الفة الثامنة ، ص‬
                                                                          ‫002 .‬
‫الجبن‬
 ‫من الصفات الرذيلة صفة الجبن ، وهي من اخس الرذائل ، وأن تمكّنت ـ والعياذ‬
  ‫بالله ـ من النسان ، تجعله يهرت من كل شيء ، حتى ممّا له الخير ، وحتى من‬
‫أعز الناس عليه وهو الب مثل ً ، فيا أبنائنا نوصيكم أن ل تكونوا جبناء ، فتهربوا من‬
 ‫المسؤلية ، ول تكونوا متهوّرين فتعثوا في الرض الفساد ، فخيرالمور اواسطها ،‬
         ‫واختار الوسط وكونوا شجعان ل تهربوا من الطاعة ول تركبوا المعصية .‬
 ‫1ـ حدّثنا محمد بن الحسن ) رض ( قال : حدّثنا سعد بن عبد ا ، عن محمد بن‬
‫عيسى بن عبيد ، عن القاسم بن يوسف أخي احمد بن يوسف بن القاسم الكاتب‬
     ‫عن حنان بن سدير الصيرفي ، عن سدير الصيرفي قال : قال ابو جعفر)عليه‬
    ‫الصلة والسلم( : ل تقارن ول تواخي اربعة : الحمق ، والمبخيل ، والجبان ،‬
‫والكذّاب / أما الحمق فانه يريد ان ينفعك فيضرك . وأما البخيل فانه يأخذ منك ول‬
  ‫يعطيك . وأما الجبان فانه يهرب عنك وعن والديه . وأما الحمق فانّه يصدق ول‬
                    ‫يصدق .... الخصال ، باب الربعة ، ص 891 ، الحديث 001 .‬
                                                       ‫سنن عبد المطلب‬
‫ان ا في خلقه شئون . كان قبل البعثة رجال عظماء ، يدينون لله تعالى بأحسن‬
‫وجه ، والناس تائهون في وديان الجهالة والضللة ، وهؤلء المتدينون قد تمسّكوا‬
    ‫بالعروة الوثقى ، أي تمسّكوا بارادة السماء وا سبحانه وتعالى هداهم الى‬
      ‫اصوب الطرق والحبها ، فسنّواسننا كبيرة وعظيمة بين الناس ، فأمضاها رب‬
  ‫الرباب تعالى وتقدّس ، وبقيت حتى البعصة وبعدها والى يوم القيامة ، ما كان‬
      ‫لله ينمو . هكذا و ال ّ فل . فمن هؤلء العظماء جدّنا شيخ بني هاشم ، عبد‬
                             ‫المطلـب رضوان ا تعالى عليه ، وجزاه عنّا خيرا .‬
  ‫1 ـ حدثنا محمد بن علي بن الشاة ، قال : حدثنا ابو حامد ، قال حدثنا ابو يزيد ،‬
    ‫قال : حدثنا محمد بن احمد بن صالح التميمي ، عن ابيه قال : حدثنا أنس بن‬
‫محمد ابو مالك ، عن ابيه ، عن جعفر بن محمد عن ابيه ، عن جدّه ، عن علي بن‬
 ‫أبي طالب )عليه السلم( ، عن النبي )صلى ا عليه وآله وسلّم( ، أنه قال )صلى‬
‫ا عليه وآله وسلّم( : في وصيته له ، يا علي ان عبد المطلب سنّ في الجاهليه‬
  ‫خمس سنن أجراها ا له في السلم أ ـ حرّم نساء الباء ، على البناء فأنزل‬
   ‫ا عزّوجلّ ) ولتنكحوا ما نكح آبائكم من النساء ( ب ـ و وجد كنزا فأخرج منه‬
  ‫الخمس وتصدّق به فأنزل ا عزوجلّ ) واعلموا أن ما غنمتم من شيئ فان لله‬
       ‫خمسه ... الى آخره . ج ـ ولمّا حفر زمزم سمّاها سقاية الحاج ، فأنزل ا‬
  ‫عزّوجلّ ) اجعلتم سقاية الحاج و عماره المسجد كمن آمن بالله واليوم الخر ...‬
 ‫اليه . د ـ وسنّ في القتل مائة من البل ، فأجري ا عزوجل ذلك في السلم .‬
  ‫هـ ولم يكن الطواف عدد عند قريش ، فسنّ فيهم عبد المطلب سبعة اشواط ،‬
      ‫فأجري ا تعالى ذلك في السلم ... يا علي ان عبد المطلب كان ل يقسم‬
 ‫بالزلم ، ول يعبد الصنام ، وليأكل ما ذبح على النصب ويقول : أنا على دين أبي‬
      ‫ابراهيم على نبينا وآله وعليه السلم ... الخصال ، باب الخمسة ، ص 452 ،‬
                                                                   ‫الحديث 09 .‬
  ‫2 ـ قال سيد الموحّدين وقائد الغزّ المحجّلين امير المؤمنين فداه روحي وارواح‬
   ‫العالمين صلوات ا وسلمه عليه وعلى ابنائه الطاهرين الى يوم الدين : عقّوا‬
 ‫عن اولد كم يوم السابع وتصدقوا بوزن شعرهم فضّة على مسلم ، وكذلك فعل‬
   ‫رسول ا )صلى ا عليه وآله وسلّم( بالحسن والحسين عليهما السلم وسائر‬
         ‫ولده )عليهم السلم( ... المواعظ العددية ، باب الربعمائة ، ص 492 .‬

                                                                  ‫ذبح الولد‬
  ‫من العجيب الذي ل يكاد يصدّق ـ لو ل اليمان ـ أن نبيّا من اولى العزم يرى في‬
      ‫المنام أنه يذبح ولده ، ثم يقصد تصديق منامه ، وتلّه للجبين ، وناديناه ان يا‬
‫ابراهيم قد صدّقت الرؤيا . وهكذا سيّد قريش عبد المطلب رضوان ا تعالى عليه‬
 ‫ينذر ذبح ولده العاشر وهو عبد ا أبو النبي )صلى ا عليه وآله وسلّم( ، فيفدي‬
     ‫بمائة من البل كما أفدي اسماعيل بذبح عظيم فبهذه وذلك يدفع عنها الذبح‬
           ‫ويبقى الفحر مدي الزمان حتى يقول ا عليه وآله : أنا ابن الذبيحين .‬
‫1 ـ حدثنا احمد بن الحسن القطّان ، قال : اخبرنا احمد بن محمد سعيد الكوفي ،‬
 ‫قال : علي بن الحسن بن علي بن فضال ، عن ابيه قال : سألت ابا الحسن علي‬
‫بن موسى الرضا )عليه الصلة والسلم( عن معنى قول النبي )صلى ا عليه وآله‬
 ‫وسلم( انا ابن الذبيحين ، قال )عليه السلم( : يعني اسماعيل بن ابراهيم الخليل‬
  ‫)عليه السلم( ، وعبد ا بن عبد المطلب . أما اسماعيل فهو الغلم الحليم الذي‬
  ‫بشّر ا به ابراهيم ، فلما ابلغ معه السعي ، قال يابني اني أرى في المنام أني‬
 ‫اذبحك ، فانظر ماذا ترى ، قال يا أبت افعل ما تؤمر ، ولم يقل له يا ابت افعل ما‬
  ‫رأيت ، ستجدني ان شاء ا من الصابرين ، فلّما عزم على ذبحه فداه ا بذبح‬
      ‫عظيم ، بكبش املح يأكل في سواد ، ويشرب في سواد ، وينظر في سواد ،‬
‫ويمشي في سواد ، ويبول ويبعر في سواد ، وكان يرتع قبل ذلك في رياض الجنة‬
‫اربعين عاما ، وما خرج من رحم انثى ، وانّما قال ا جلّ وعزّ له كن فكان ليفدي‬
  ‫به اسماعيل ، فكلما يذبح بمنى فهو فديه ل سماعيل الى يوم القيامة ، فهذا احد‬
   ‫الذبيحين . وأمّا الخر ، فان عبد المطلب كان تعلق بحلقة باب الكعبة ودعا ا‬
  ‫عزوجلّ أن يرزقه عشرة بنين ، ونذرا عزوجلّ ان يذبح واحدا منهم متى اجاب‬
      ‫ا دعوته ، فلما بلغوا عشرة )) اولد (( قال قد وفي ا لي ، فلوفّين لله‬
   ‫عزوجل ، فأدخل ولده الكعبة ، واسهم بيتهم ، فخرج سهم عبج ا أبي رسول‬
   ‫ا )صلى ا عليه وآله وسلم( ، وكان احبّ ولده اليه ، ثم اجالها ثانيه ، فخرج‬
‫سهم عبد ا ، ثم اجالها ثالثه ، فخرج سهم عبد ا ، فأخذه وحبسه ، وعزم على‬
     ‫ذبحه فاجتمعت قريش وقنعته من ذلك ، واجتمع نساء عبد المطلب يبكين و‬
‫يصحن ، فقالت له ابنته عاتكه ، يا ابتاه اعذر فيما بينك وبين ا عزّ و جلّ في قتل‬
  ‫ابنك ، قال فكيف اعذر يا بنيّة فانك مباركة ؟ . قالت اعمد الى تلك السوائم التى‬
  ‫لك في الحرم ، فاضرب باقداح على ابنك وعلى البل ، واعط ربك حتى يرضى ،‬
 ‫فبعث عبد المطلب الى ابله ، فأحضرها وعزل منها عشرا ، وضرب بالسهام فخرج‬
  ‫سهم عبد ا ، فما زال يزيد عشرا عشرا حتى بلغت مائة ، فضرب فخرج السهم‬
‫على البل ، فكبرت قريش تكبيرة ارتجت لها جبال تهامة ، فقال عبد المطلب ل ،‬
  ‫حتى اضرب بالقداح ثلث مرّاة ، فضرب ثلثا ، كل ذلك يخرج السهم على البل ،‬
   ‫فلمّا كان في الثالثة ، اجتذبه الزبير وابو طالب واخوانه من تحت رجليه فحملوه‬
     ‫وقد انسلخت جلده خدّه الذي كان على الرض ، واقبلوا يرفعونه ، ويقبّلونه ،‬
 ‫ويمسحون عنه التراب ، وأمر عبد المطلب ان تنجر البل بالخروره ، ول يميع احد‬
     ‫منها ، وكانت مائة . وكانت لعبد المطلب خمس سنن اجراها ا عزوجل في‬
   ‫السلم : حرّم نساء الباء على البناء ، وسن الديه في القتل من البل ، وكان‬
   ‫يطوف بالبيت سبفة اشواط ، ووجد كنز فاخرج منه الخمس ، وسمي زمزم كما‬
   ‫حفرها سفايه الحاج . ولو ان عبد المطلب كان حجه ، وأنّ عزمه على ذبح ابنه‬
 ‫عبد ا شبيه بعزم ابراهيم علينبينا وآله وعليه على ذبح ابنيه اسماعيل لما افتخر‬
‫النبي )صلى ا عليه وآله وسلّم( بالنتساب اليهما لجل أنهما الذبيحان ، في قوله‬
     ‫)صلى ا عليه وآله وسلم( انا ابن الذبيحين ، والعلة التى من اجلها رفع ا‬
‫عزوجلّ الذبح عن اسماعيل هي العلّة التى من اجلها رفع ا الذبح عن عبد ا ،‬
  ‫وهي كون النبي صلى ا وآله وسلّم والئمّة عليهم السلم في صلبيهما فببركة‬
‫النبي والئمّة عليهم السلم رفع ا الذبح عنهما ، فلم تجر السنه في الناس بقتل‬
‫اولدهم ولو ل ذلك لوجب عليالناس كل اضحى التقرّب الى ا تعالى ذكره بقتل‬
       ‫اولدهم ، وكلّما يتقّرب الناس به الى ا عزّوجّل من اضحيى فهو فداه ل‬
       ‫سماعيل الى يوم القيمة ... الخصال ، باب الثنين ، ص 54 ، الحديث 87 .‬
 ‫2 ـ حدثنا احمد بن هارون الفاصي ، وجعفر بن محمّد بن مسرور ) رض ( قال :‬
   ‫حدّثنا محمد بن جعفر بن بطة ، عن محمّد بن حسن الصفار ، عن العباس بن‬
    ‫معروف عن حماد بن عيسى ، عن حريز ، عمن اخره ، عن أبي جعفر )عليه‬
    ‫السلم( قال : أول من سوهم عليه مريم بنت عمران ، وهو قول ا عزوجل‬
‫) وما كنت لديهم اذ يلقون اقلمهم ايهم يكفل مريم ) آل عمران ـ 44 ( ، والسهام‬
     ‫ستة ثم استهموا في يونس لما ركب مع القوم ، فوقفت السفينة في اللجّة ،‬
‫فاستهموا فوقع السهم على يونس ثلث مرّات ، قال : فمضى يونس الى صدر‬
‫السفينة ، فاذا الحوت فاتح فاه ، فرمي بنفسه .ثم كان عبد المطلب ولد له تفسعة‬
‫فنذر في العاشر ، ان يرزقه ا تعالى غلما أن يذبحه ، قال )عليه السلم( : فلمّا‬
    ‫ولد عبد لم يكن يقدر أن يذبحه رسول ا )صلى ا عليه وآله وسلّم( صلبه ،‬
‫فجاء بعشر من البل وساهم عليها وعلى عبد ا ، فخرج السهام علي عبد ا ،‬
    ‫فزاد عشرا ، فلم يزل السهام يخرج على عبد ا ويزيد عشرا ، فلما )) لن ((‬
   ‫بلغت مائة خرجت السهام على البل ، فقال عبد المطلب ما انصفت ربي فأعاد‬
‫السهام ثلثا فخرجت على البل ، فقال الن علمت أن ربي قد رضى ، فنحرها ...‬
                               ‫الخصال ، باب الثلثة ، ص 421 ، الحديث 891 .‬
                                                               ‫المصائب‬
  ‫الدنيا دار محفوفة باليلء والمصائب ، فل يسلم نزّالها ، ول بد لكل انسان عاش‬
                     ‫وجه البسيطه أن يصاب بها ، فمن صبر ضفر، ومن لجّ كفر .‬
 ‫1ـ قال الحسن بن على عليهما السلم : مصائب الدنيا اربع منها موت الوالد وهو‬
‫قاصم الظهر ، وموت الولد وهو صدع الفوآد ... معدن الجواهر ، باب ذكرماء في‬
                                                              ‫اربعة ، ص 24 .‬

                                                              ‫الفقدان‬
  ‫لشك ول ريب أن الولد قطعة من الكبد ، فهو اذ يمشي على الرض يتحرك كبد‬
   ‫والديه بتحرك قدميه ، وما من ابوين ال ّ ويعقدان آمال ً على ولدهما ، متى يجنيا‬
‫ثمره ، ويرو أثره . فالله ا من ساعة يدنوا اليه هادم اللذات ومفرّق الجماعات ،‬
    ‫الملك المقرب عند الملك العل ّم ، فسسترّد المانه ، وعندها تشب النيران في‬
       ‫قلوب الهل و الحبة والخوان ، فتحرق كبد البوين بلهب الفقد والفرقة .‬
‫1 ـ قال أمير المؤمنين عليه صلوة رب العالمين ، فقد الولد محرّق الكبد . جاء في‬
                                             ‫درر الكلم حرف الفاء ، ص 902 .‬
‫2 ـ حدثنا ابو احمد محمد بن جعفر البنداد ، قال : حدثنا أبو العباس الحمادي ،‬
‫قال : حدثنا محمد بن علي الصايغ ، قال : حدّثنا عمرو بن سهلو بن زنجله الرازي ،‬
    ‫قال : حدثنا الوليد بن مسلم ، عن الوزاعي ، عن أبي سلم السود ، عن ابي‬
  ‫سالم راعي رسول ا )صلى ا عليه وآله وسلّم( أنه قال : سمعت رسول ا‬
    ‫)صلى ا عليه وآله وسلّم( يقول خمس ما أثقلهنّ في الميزان : سبحان ا .‬
        ‫والحمد لله ول اله ال ّ ا . وا اكبر . والولد الصالح يتوفّى لمسلم فيصبر‬
                   ‫ويحتسب .... الخصال ، باب الخمسة ، ص 712 ، الحديث 1 .‬
   ‫3 ـ ) أقول ( كان خمسة من المشركين قد استهزؤا بالنبي )صلى ا عليه وآله‬
    ‫وسلّم( ، فأنزل ا تعالى بلء عليهم في آن واحد ، و نزلت اليه الكريمه ) انّا‬
‫كفيناك المستهزئين ( . حدثنا احمد بن الحسن القطّان ، قال : حدثنا ابوالقاسم عبد‬
 ‫الرحمن بن محمد الحسني ، قال : حدّثنا ابو العباس محمد بن على الخراساني ،‬
      ‫قال : حدثنا ابو سعيد سهل بن صالح العياشي ، عن ابيه ، وابراهيم بن عبد‬
   ‫الرحمن البلي ، قال حدثنا موسى بن جعفر بن محمد بن علي بن الحسين بن‬
   ‫علي بن أبي طالب عليهم الصلة والسلم ، قال : حدثني أبي جعفربن محمد ،‬
      ‫قال : حدثني أبي محمد بي علي قال : حدثنى أبي علي بن الحسين ، قال :‬
 ‫حدثني أبي الحسين بن على عليهم السلم جميعا ، أن أمير المؤمنين عليه أفضل‬
‫الصلة والسلم ، قال : ليهودي من يهود الشام ـ الى أنّ قال ـ وأما السود بن عبد‬
‫يغوث .... الى آخر في القصّه ..... قال مصنّف الكتاب ـ يعني الخصال ـ ويقال في‬
 ‫خبر آخر في السود قول آخر ، يقال أن النبي )صلى ا عليه وآله وسلم( كان قد‬
‫دعا عليه ان يعمي ا بصره ، وأن يثكله ولده ، فلّما كان في ذلك اليوم ـ اي يوم‬
 ‫نزول البلء على النفرات الخمس ـ جاء حتى صار الى كدا ـ وهو جبل في اسفل‬
   ‫مكة عن طريق اليمن ـ فأتاه جبرئيل )عليه السلم( بورقة خضراء ، فضرب بها‬
   ‫وجهه فعمي ، وبقى حتى اشكله ا عزّوجلّ ولده يوم بدر ، ثم مات ) عليه ما‬
                                                       ‫يستحق من العذاب ( .‬
                                                                     ‫التعزية‬
‫لبد من تعزية من يصاب بمصيبة ، وأي مصيبة أدهي وأشد من فقد الولد فلقلبه‬
‫ا وعظّم ا تعالى اجره ، وأجزل ثوابه ، وأجمل صبره ، وأخذ بيده يوم ل ينفع‬
                                  ‫مال ول بنون ، ان شاء ا تعالى وتقّدس .‬
  ‫1ـ عزّى أمير المؤمنين )عليه الصلة والسلم( من ربّ النام رجل مات له ولد :‬
‫ورزق ولد فقال )عليه السلم( : عظم ا اجرك فيما اباد ، و بارك لك فيما افاد .‬
                        ‫جاء في كتاب درر الكلم ، في حرف العين ص 502 .‬
                                                       ‫الحتساب‬
   ‫ينبغي بل يجب على كل مسلم فطن أن يعلم أن كل ما عنده هو من عند ا‬
  ‫تعالى ، وأنّ ا حق في كل ما ملّكه وسلّطه عليه ما دام في قيد الحياة ، فل‬
‫يبخل بمال ول ولد ول أهل ول نفس ، ويعطي ، وان كان الجميع ، في سبيل ا‬
    ‫ول تأخذه في ا شح نفس ، اوغلّ يد ، فان العبد وما في يده كان اموله .‬
    ‫1ـ قال رسول ا صلى عليه وآله وسلّم بوما : أيها الناس مالرقوب فيكم؟ .‬
     ‫قالوا : الرجل يموت ولم يترك ولدا . فقال )صلى ا عليه وآله وسلم( : بل‬
‫الرقوب حق الرقوب رجل مات ولم يقدّم من ولده احدا يحتسبه عند ا تعالى ،‬
               ‫وان كانوا كثيرا بعده ... تحف العقول ، مواعظ النبي ، ص 33 .‬

                                                             ‫قانون الوراثة‬
    ‫ان حكم قانون الوراثة يجري في الباء والبناء بمعنى أنّه اذا كان في الوالد‬
 ‫طبيعة أوعيب يرثه الولد ، ولو كان بعد عدة أظهر ، وقد جّرب هذا المعنى وثبت‬
                                                                     ‫علميا .‬
 ‫لذا كان أئّمتنا عليهم السلم يخبرون عن أفراد أشياء وأمرون شيعتهم بانتظارها‬
                                                            ‫فيهم اولدهم .‬
‫وهكذا يكون العكس ، بعنى أنه ينسب لشخص أمر ول يكون فيه ولكن كان في‬
                                                          ‫أبيه او أحد آبائه .‬
‫1 ـ محمد بن اسماعيل ، عن الفضل بن شاذان ، عن حمّاد بن عيسى عن‬
‫ابراهيم بن عمر اليماني ، عن أبي عبد ا )عليه السلم( قال : اذا قلنا في رجل‬
  ‫قول فلم يكن فيه ، وكان في ولده أو ولد ولده ، فل تنكروا ذلك فان ا تعالى‬
‫يفعل ما شاء ، الكافي ج 1 ، باب في انه اذا قيل في الرجل ، ص 054 ، الحديث‬
                                                                         ‫2.‬
  ‫2 ـ الحسين بن علي ، عن معلي بن محمد ، عن الوشاء ، عن احمد بن عائذ ،‬
 ‫عن أبي خديجة قال : سمعت أبا عبد ا )عليه السلم( يقول : قد يقوك الرجل‬
  ‫بعدل او بجور ، وينسب اليه ، ولم يكن قام به . فيكون ذلك ابنه او ابن ابنه من‬
      ‫بعده . فهو هو . الكافي ج 1 ، باب في انه اذا قيل في الرجل ، ص 054 ،‬
                                                                  ‫الحديث 3 .‬

                                                            ‫السلطة المال ي ّة‬
     ‫ان سلطة الب على الولد مما ل يتنازع فيه اثنان ، ولمّا كان الب هو السبب‬
 ‫المباشر ظاهرا في كينونه ابنه كان له حق التصرّف في امواله ومع عدم علمه ،‬
                                                 ‫لذا جاء في شرايع السلم :‬
  ‫1 ـ في قطع يد السارق : أن ل يكون والداُ من ولده ، ويقطع يد الولد لو سرق‬
                                                                  ‫من الوالد .‬
                                                             ‫ارث الوالدين‬
 ‫كما أنّ الوالدين يوثان البناء ، كذلك البناء تورث ـ في بعض الحايين ـ الوالدين‬
             ‫والمشرّع الجليل جلّت عظمته لم يهمل حقّا لحد مهما صغرأ وكبر .‬
‫1ـ قال تعالى في محكم كتابه الكريم : يوصيكم ا في اولدكم للذكر مثل حضّ‬
‫النثيين فان كن نساء فوق اثنتين فلهّن ثلثا ما ترك ، وان كانت واحدة فلها النصف‬
   ‫ولبويه لكل واحد منهما السدس مما ترك ان كان له ولد ، فان لم يكن له ولد‬
 ‫وورثه ابواه فلمّه الثلث ، فان كان له اخوة فلمه السدس من بعد وصية يوصى‬
‫بها او دين ، آباؤكم وأبناؤكم ل تدرون ايهّم أقرب لكم نفعا ، فريضة من ا انّ‬
                                          ‫ا كان عليما حكيما ) النساء ـ 11 ( .‬
                                                              ‫الرث للولد‬
‫ل بد للباء توربث أبنائهم . أما المال فليس بمهم والمهم الدب والحكمة والمعرفة‬
                                  ‫وما اشبه . والخير كل الخير في توريث العلم .‬
   ‫1ـ قال ابو ذرجمهر : ما ورّثت الباء البناء خيرا من ثلثة اشياء : الدب النافع ،‬
                ‫والخوان الصالحون ، والثناء الجميل ... معدن الجواهر ص 63 .‬
‫2 ـ من كلمات اميرالمؤمنين )عليه الصلة والسلم( : اين من جمع فأكثر ، اعتقب ،‬
       ‫واعتقد ونظر ، بزعمه للولد ... في كتاب درر الكلم في حرف اللف ، بألف‬
                                                                    ‫الستفهام .‬
   ‫3 ـ وقال تعالى بالنسبة للمال : للرجال نصيب مما ترك الوالدان والقربون ....‬
                                                              ‫) النساء آيه 7 ( .‬
‫4ـ وقال تعالى : يوصيكم ا في أولكم للذكر مثل حضّ النثيين .... ) النساء آية‬
                                                                         ‫11 ( .‬
‫5ـ وقال القدير جلّت قدرته : ولكل جعلنا موالي مما ترك الوالدان والقربون .... )‬
                                                            ‫النساء الية 33 ( .‬

                                                                  ‫ارث النثى‬

‫ان النسان يوّرث والتوريث له افراد متنوعة ، فبعض يورث العلم والدب ، وبعض‬
   ‫يورث الشرّفي الورثه كما رأيناه بأم اعيننا في زماننا هذا ، فان قبل اعوام مات‬
  ‫احدهم و اوصا ابنه الكبر بأنه يبعد عن العلماء فانهم يتجيّلون عليه وعلى اخوته‬
‫ويأخذون بعض اموالهم باسم الحقوق الشرعية ، وهو مات ولم يؤدى فلسا واحدا‬
     ‫لولده هكذا زرع التباغض و التباعد في قلوب اولده بالنسبة للعلماء ولهل‬
   ‫الدين ولكن ربك بامرصاد فما مضت الليالي واليام ال ّ وقضى على ولده الكبر‬
‫بالسرطان وتشتب التاقون هداهم ا تعالى . اما بالنسبه لتوريث المال فقد حدّد‬
       ‫ا تعالى للذكور والناث كل حسب ما تقتضيه المصلحة العامة والخاصة .‬
 ‫1 ـ قال عزّ من قائل : للرجال نصيب مما ترك الوالدان والقربون وللنساء نصيب‬
  ‫مما ترك الوالدان والقربون مما قلّ منه او كثر نصيبا مفروضا .... النساء آية 7 .‬
 ‫2 ـ وقال تبارك وتعالى يوصيكم ا في اولدكم للذكر مثل حظ النثيين فان كن‬
    ‫نساء فوق اثنتين فلهنّ ثلثا ما ترك وان كانت واحدة فلها النصف ول بويه لكل‬
 ‫واحد منها السدس مما ترك ان كان له ولد فان لم يكن له ولد وورثه ابواه فلمه‬
   ‫الثلث فان كان له اخوة فل ّمه السدس من بعد وصيّة يوصي بها اودين ، آباؤكم‬
       ‫وابناؤكم لتدرون أيهم اقرب لكم نفعا ، فريضة من ا ، ان ا كان عليما‬
                                                    ‫حكيما .... ) النساء ـ 11 ( .‬

                                                             ‫ختامه مسك‬
  ‫هذا ما وجدته لوالدي قدس سره من كتابه ) الثر الخالد ( ، وقد طبعته على ما‬
      ‫وجدته ، وقد طبعه بيده بالتايب ـ ولكي يكون ختامه مسك ارتأيت ان اختمه‬
      ‫بدعائين من الصحيفة السجادية لمولنا وامامنا المام علي بن الحسين زين‬
‫العابدين )عليه السلم( ، ولكي تعم الفائدة ، نقلتها من كتاب ) في ظلل الصحيفة‬
   ‫السجادية ( للكاتب الشهير الشيخ محمد جواد مغنية ) قدّس سره ( ثم أردفتهما‬
 ‫بلمحة من حياة السيد الوالد من كتاب ) الكوكب الدّري في حياة السيد العلوي ( .‬
  ‫أملي من القراء الكرام ان يذكروه بالدعاء وبفاتحة وسورة مباركة من كتاب ا‬
     ‫الكريم ، ولهم من ا الجر و الثواب ، ومن أسرته ألف شكر ، ودمتم بخير .‬

الأثر الخالد في الولد والوالد.doc

  • 1.
    ‫الثر الخالد فيالولد والوالد‬ ‫من تأليفات المرحوم‬ ‫آية ا السيّد عليّ بن الحسين العلوي‬ ‫قدّس سرّه‬ ‫تحت اشراف‬ ‫نجله عادل العلوي‬ ‫دار الذخائر للمطبوعات‬ ‫قم ـ ايران‬
  • 2.
    ‫التمهيد‬ ‫السلمدين ا الخالد قد أنزلت شريعته من السماء جاء لسعادة البشر وكماله‬ ‫وايصاله الى مطلق الكمال والكمال المطلق بتهذيبه وتعليمه البيان وتعديل الغرائز‬ ‫والقوى المكنونة في جبلته وتنظيم حياته الفردية والجتماعية على صعيد القسط‬ ‫والموازنة بين ما أودع ا في طبعه وطبيعته وكونه وتحكيم السس التربوية في‬ ‫بيته وعلقاته في اطار القوى الورع والخط المتبلور بالستقامة وعدم النحراف‬ ‫والمنصب في اساليب الهداية والرشاد ، والهادف الى الخير الحسان والمتفتح‬ ‫أزهاره بالكفار وبالنضال والجهاد .‬ ‫فالسلم دين النسانيه ينظم بأحكامه وتشريعاته العادله وقوانينه القويمة وجميع‬ ‫شئون الحياة في مختلف الحقول الفردية والجتماعية من الثقافة والسياسية‬ ‫والقتصاد والخلق المجتمع وغير ذلك ، وأنه يطرح برامجه السامية متماشية مع‬ ‫كل عصر وفي كل مواطن فيربى المم والشعوب تربية سامية صالحة وفي‬ ‫مساره ل يعرضه الهبوط والسكون أذ يبتني صرحه الشامخ على الفطرة والسجايا‬ ‫النسانية .‬ ‫وما من صغيرة أو كبيرة ال وللسلم العظيم فيه حكم ودستور وتشريع رصين‬ ‫فأنه يعلمنا كيف نعيش وكيف يكون النسان متقمصا برداء النسانية وينظم حياته‬ ‫الفردية والجتماعية ومنها علقاته مع الخرين ، واليكم قرائنا العزاء نموذج حي‬ ‫وصورة بارزة من تلك المفاهيم السامية والحقائق الناصعة ، وتلك علقة الباء‬ ‫والبناء وبالعكس ومن ثم حقوقهم وما يجب عليهم كل اتجاه الخر ، بل ظلم‬ ‫وتعدّي ول اجحاف وافراط بل في افق المحبة والمودّة وعالم الصفاء والصداقة‬ ‫وعدم توتر علقات البوة والبنوة فأنا جعلناكم أمة وسطا .‬ ‫وأن علقة البوين والولد لهي محط أنظار علماء النفس والمجتمع ، بل وللفقهاء‬ ‫مباحث قيمة تدور حول الوالدين والبناء في مسائل فقهية فرعية عديدة في كتاب‬
  • 3.
    ‫الحج والحدود والنكاح، وأكثر أبواب الفقه ، ولو أردنا جمعها لدى ذلك الى كتاب‬ ‫ضخم ، ولو أردنا تحقيقها والبحث حولها مسبغا جامعا لوصل بنا المرالى تأليف‬ ‫عشرات من الكتب والرسائل .‬ ‫وزبدة المخاض أن للولد على الوالدين حقوقا كما للوالدين على الولد حقوقا ،‬ ‫كما هو معلوم ذلك في جميع الديان السماوية والنضمة الجتماعية والقوانين‬ ‫البشرية ـ وان كانت ناقص ـ .‬ ‫وأمّا في الشريعة السلمية السماء ، فنري مايعجب الناضر ويدهش المحقق‬ ‫وذلك في كيفية بناء العلقة ورصانتها وتحكيمها في المجتمع والسرة وحتى‬ ‫النسان نفسه .‬ ‫والجدير بالذكراّن الوليه للب وأن عل دون الم ، ولكنّ المحبة والشفقة‬ ‫والعطوفة للم أوّل ً ثّم الب ، وهناك لطائف وأسرار كثيرة في بيان علقة البوة‬ ‫والبنوة من زاوية السلم العظيم يقف عليها مطالعنا الكريم في هذا السفر‬ ‫الجليل .‬ ‫اذ قد تصّدى والدي المرحوم سماحة العّلمه آية ا السيد على بن الحسين‬ ‫العلوي تغمّده ا برحمته الواسعة وأسكنه فسيح جنانه باسلوب شيّق وقلم بارع‬ ‫وتنسيق لطيف وتبويب ظريف لبيان وظائف الباء والبناء في كتابه القيّم ) الثر‬ ‫الخالد في الولد والوالد( مستلهما ذلك من اليات القرانية والحاديث الشريفة‬ ‫النبوية والولوية من الرسول الكرم والعترة الطاهرة )عليهم السلم( ، اذ خلّف‬ ‫رسول ا )صلّى ا عليه واله( وترك لنا من بعده الثقلين ، كتاب ا وعترته‬ ‫وهما الرّكنان الساسيان للسلم ، بل السلم ، كلّه بتشريع الرسول الكرم منجى‬ ‫عالم البشرية من حضيض الجهل والشقاء الى وادي السعادة الخصبة بالعلم‬ ‫واليمان .‬ ‫جزى ا المؤلف خير الجزاء وأحسن العطاء وأجزل الثناء ، ووفقنا ا لما يحب‬ ‫ويرضى وقد نقّحت الكتاب وأضفت عليه فصول وا من وراء القصد ، وما توفيقي‬ ‫ال ّ بالله العلّي العظيم .‬
  • 4.
    ‫عادل العلوي‬ ‫ايران ـقم المقدّسة ـ الحوزة العلمية‬ ‫الهداء‬ ‫اليكم صاحب الزمان امامنا المنتظر الحجة الثاني عشر‬ ‫أرواحنا فداه وعجّل ا فرجه الشريف .‬ ‫الى كلّ والد وما ولد .‬ ‫الى كّل الشباب الناهض المتعطّش لمعارف السلم .‬ ‫الى طّلب السعادة وروّاد الحياة الرغيدة .‬ ‫اليكم هذه الفصول قبسات من نور .‬ ‫المؤلف‬
  • 5.
    ‫الئمة ا لطهارولد الرسول الكرم‬ ‫ل يشك أحد أن الئمة الثني عشر هم اولد رسول ا )صلّى ا عليه وآله‬ ‫وسلم( من فاطمة سلم ا عليها . وقد صّرح هو )صلى ا عليه وآله( بذلك في‬ ‫مواطن عديدة من كلمه .‬ ‫كما لشكّ ولريب أنّهم )عليهم السلم( من علي بن أبي طالب )عليه السلم(‬ ‫وفاطمه عليها السلم .‬ ‫ولكن بما أن ائمتنا )عليهم السلم( لم يدعوا أمرا ال ّ و بينوه لنا لنكن على بصيرة‬ ‫من أمرنا . لذا حدّثونا بهذا وبيّنوا لنا ان الئمّة محدّثون ايضا . يعنى يطلعهم ا‬ ‫تعالى بواسطة حديث الملئكة معهم وذلك ليس على ا بعزيز . وهو جلّت‬ ‫عظمته القائل:‬
  • 6.
    ‫وما كان اليطلعكم على الغيب ولكن يجتبى من رسله من يشاء ) آل عمران ـ‬ ‫971( .‬ ‫1 ـ علي الشعري عن الحسن بن عبيد ا عن الحسن بن موسى الخشّاب ، عن‬ ‫علي بن سماعه ، عن علي بن الحسن بن رباط ، عن ابنه أذينة ، عن زرارة :‬ ‫قال : سمعت أبا جعفر )عليه السلم( يقول : الثنا عشر المام من آل محمد‬ ‫صلوات ا عليهم كلّهم محدّث من ولد رسول ا )صلى ا عليه وآله وسلّم( ،‬ ‫وولد علي بن أبي طالب )عليه السلم( فرسول ا صلى عليه وآله وعليّ )عليه‬ ‫السلم( هما الوالدان الكافي ج 1 ، ص 844 ، باب ما جاء في الثني )ع( الحديث‬ ‫41 .‬ ‫الولد والسعادة‬ ‫النسان منذ نعومة اظافره يحب السعادة ويهرب من الشقاء ، فأنّه يسعى ويجد‬ ‫بكلّ قواه لنيل السعادة والعيش الرغيد المفعم بالراحة والهناء ويحاول بكلّ‬ ‫طاقاته أن يسعد نفسه أول ثمّ اسرته ومجتمعه والحق سعادة النسان والمجتمع‬ ‫في نظام السلم الشامل الذي سنّه ا وأنزله والبشرية منذ ميلدها وحتى اليوم‬ ‫وغدا لم تجد نظاما رصينا في قوانينه ومقاصده وطريقه كالدين السلمي القويم‬ ‫اذ هو دين ا والفطرة .‬ ‫والسلم جاء لسعاد النسان وادارة دفة السفينة البشرية وسوقها نحو ساحلها‬ ‫المأمون وشاطئها المامون شاطئ السعادة والعدالة والحرية وساحل الرفاه‬ ‫والسلم والتقدم والزهار والوصول الى الكمال المطلق وتوحيد ا العظم .‬ ‫والنصرحليف السلم شاءت العداء أم أبت وا متم نوره ولو كره المشركون ،‬ ‫وقد أمرنا أن ندعو لسعادة أولدنا ونطلب من ا ذلك وهم أجنّة في بطون‬ ‫أمهاتهم .‬ ‫بحار النوار ج 5 ص 551 : باسناده عن كتاب علل الشرائع عن مولنا أمير‬ ‫المؤمنين )عليه السلم( ، قال : تعتلج النطفتان في الرحم فأيهما كانت أكثر جاءت‬
  • 7.
    ‫تشبهها فأن كانتنطفة المرأة أكثر جاءت تشبه أخواله وان كانت نطفة الرجل أكثر‬ ‫جاءت تشبه أعمامه وقال : تحول النطفة في الرحم أربعين فمن أراد أن يدعو‬ ‫ا عزوجل ففي تلك الربعين قبل أن تخلق ثم يبعث ا عزوجل ملك الرحام‬ ‫فيأخذها فيصعد بها الى ا عزوجل فيقف منه ماشاء ا فيقول : الهي أشقّي ام‬ ‫سعيد ؟ فيوحى ا عزوجل من ذلك ما يشاء ، ويكتب الملك فيقول اللهم كم‬ ‫رزقه وما أجله ؟ ثمّ يكتبه ويكتب كلّ شيء يصيبه في الدنيا بين عينيه ثمّ يرجع به‬ ‫فيردّه في الرحم فذلك ا عزوجل :)) مااصاب مصيبة في الرض ول في‬ ‫انفسكم ال ّفي قبل أن نبرأها (( .‬ ‫نهج الفصاحة ص 062 حديث 7521 : عن رسول ا )صلى ا عليه وآله( قال :‬ ‫ثلث من سعادة المرء المسلم في الدنيا الجار الصالح والمسكن الواسع والمركب‬ ‫البهي .‬ ‫ان ا تعالى وكّل بالرحم ملكا يقول : أي رب نطفة أي رب عقلة ، أي رب‬ ‫مضغة ، فأذا أراد أن يقضي خلقها ، قال : أي رب شقي أو سعيد ذكر أو انثى ؟‬ ‫فما الرزق فما الجل ؟ فيكتب كذلك في بطن أمّه .‬ ‫العزيز في كل مكان‬ ‫هناك اشياء عزيزة ، كالدرهم والدينار مثل ، فكثيرا ما يعـدو النسان بك قواه‬ ‫ليصطادهما ، فل يقادان له ، ول يعتكفان بساحته ، واذا ضفر بهذين العزيزين ،‬ ‫تراه يصرفهما بكل سهولة ورغبة في العزمنهما ، كأن لعزّة لهما على طول‬ ‫الخط ... وهناك أشياء عزيزة أيضا ، لكن ل كالدرهم والدنيار ، وليجمعهما وجه‬ ‫شبه ابدا . منها: الولد الرشيد ، المعين لبويه على حروف الزمان ، والخذ بايديهما‬ ‫عند العجز والكبر ، فمثله النعمة الكبرى ، والجوهرة الثمينة ، بل انه هو النفس‬ ‫العزيزة وأعّز منها . فيا أيها الولد كونوا للباء عونا وزينا حتى تعزوا في الدنيا‬ ‫والخرة .‬
  • 8.
    ‫1 ـ قالالمام الصادق )عليه السلم( : ثلثه اشياء في كل زمان عزيزة وهي‬ ‫الخاء في ا تعالى ، والزوجة الصالحة الليفة تعينه في دين ا عزّوجل :‬ ‫والولد الرشيد ، ومن وجد الثلثة فقد اصاب خير الدارين ، والحظ الوقر من الدنيا‬ ‫والخرة . الخ ، جاء في كتاب مصباح الشريعه ، الباب الخامس والخمسون ص‬ ‫63.‬ ‫المقوم‬ ‫لبد لكل شيء من مقوّم ، فالفرد ـ مثل ً ـ ل يقوّمه ال ّ النوع ، والنوع ليقوّمه الّ‬ ‫الجنس والفصل وهكذا . وليوجد في الدنيا ما ل مقوّم له . هكذا شاءت ارادة ا‬ ‫تعالى ، لذا نرى أن قوّام بعض الشياء ببعض بحيث لول المقوّم ـ بكسره الواو ـ‬ ‫لما وجد المقوّم ـ بفتح الواة ـ .‬ ‫1 ـ من ذلك قيل ان سبعه أشياء لقوام لها ال ّ بسبعة منها : الولد بوالده ... معدن‬ ‫الجواهر ص 06 .‬ ‫عمارة ال د ّنيا‬ ‫الدنيا تعمّر بأشياء اهمها التناسل وبقاء النسل وتتبعها امور لتنفك عنها لتلزمها مع‬ ‫حياة الفراد مثل الصنايع والمهن والعمارة والعمل والكد والتجارة والفقر والغنى‬ ‫والحاجة والسلطان بمعنى ليتخذ بعضهم بعضا سخريا .‬ ‫1 ـ قال احد العلماء : أن عمارة الدنيا منوطة بستة احوال : منها : الحنو على‬ ‫الولد الذي لو زال من البشر لزال سبب التربية وكان في ذلك الهلك ... معدن‬ ‫الجواهر باب ذكر ما جاء في ستة : ص 65 .‬ ‫1 ـ قال رسول ا )صلى ا عليه وآله وسلّم( : ياابا ذر :أن ا يصلح بصلح‬ ‫العبد ولده وولد ولده ، ويحفظه في دويرته والدور حوله ما دام فيهم .... بندهاي‬ ‫كرانمايه بيغمبر ص 83 الحديث 87‬ ‫حرث الدنيا البنون‬
  • 9.
    ‫انّ ما يحرثالنسان في هذه الحياة ينتج له في هذه وفي بعدها .‬ ‫أما الذي ينتج في هذه ، فهو المال والولد . فاذا كان المال من حلل فهنيئا له ما‬ ‫يستفيد منه .‬ ‫وأما الذي ينتج له في تلك ، فهو العمل الصالح الذي قدّمه وزرعه في دنياه .‬ ‫وعلى هذا يقول رسول ا )صلى ا عليه وآله وسلّم( لبي ذر :‬ ‫1 ـ يا أباذر: حرث الخرة العمل الصالح . حرث الدنيا المال والبنون .... بندهاى‬ ‫كرانمايه بيغمبر ص 13 الحديث 85 .‬ ‫لذة الولد‬ ‫من الحالت النفسانية التى تعتري النسان هي اللذه ، واللذة لها شعب وموارد‬ ‫كثيرة ل تعد ، ومن مواردها المهمة لذّة الوالد من الولد بقدّه وجماله وأدبه وكماله‬ ‫ونطقه ومشيه وريحه وخلقه وما اشبه .‬ ‫1 ـ لذا قيل : اطيب الروائح ريحان ، ريح جسد تحبه وريح ولد تمرّ به .... معدن‬ ‫الجواهر باب ذكرما جاء في اثنين 92 .‬ ‫الولد نعمـة‬ ‫يهنأّ النسان على نعم ا تبارك وتعالى ، وأي نعمه اكبر وأعظم من ولد يهبه‬ ‫المولى الكريم جلّ جلله لبوين عطوفين حنينين ، يتّبعا انفسهما في نشأه ونموهّ‬ ‫وتربيته ، ويخافا عليه من أصغر حادث يريّبه اويؤذيه الى أن يبلغ أشدّه . فياليته‬ ‫يفطن ويبرّ بهما بعد تلك التي مضت ، وهو يسير الى الرشد ، والتهاني تتر على‬ ‫أبويه .‬ ‫1 ـ من أقوال امير المؤمنين صلوات ا وسلمه عليه ، قال : في رجل هنّاه بولد‬ ‫شكرت الواهب وبورك لك في الموهوب وبلغ اشدّه ورزقت برّه ، جاء في كتاب‬ ‫درر الكلم ، حرف الشين بلفظ شكر ، ص 381 .‬ ‫الولد ريحـانه‬
  • 10.
    ‫الريحان زرع منالخضروات معطّر ، تميل اليه النفس وترتاح من شمّهة الروح .‬ ‫والولد غصن شبّهوه بشطب الريحان ، فالبوان لّما ينظران الى ولدهما يستشمّا‬ ‫منه ما هو اعطر من الريحان في المعنة ونفوسهما ، وما الذّ من أن يكبر الولد‬ ‫ويمشي أمام ابويه ـ لسيما اذا كان صالحا ـ فقد نقل أن رجل جاء الى البيت‬ ‫الهاشمي يسئل عن رسول ا صلى ا عليه وسلّم ، وكان بعده وفاته صلى ا‬ ‫عليه وآله وسلم والرجل ليعلم فلما علم حزن حزنا شديدا ، فقال له الحسين‬ ‫)عليه السلم( روحي فداه ، معناه : أتريد أتنظر الى من يشبه الرسول صلى ا‬ ‫عليه وآله ، خلقا وخلقا ومنطقا ، فجاء به الى أن أراه عليا الكبر )عليه السلم( ،‬ ‫ففرح الرجل ، ثم سئله الحسين صلوات ا عليه ، ايها الرجل ما الذّ اللذائذ ؟ .‬ ‫فقال :أن يكون عندك ولد كهذا فيمشي أمامك ، ثم قال الحسين )عليه السلم( ما‬ ‫أشدّ الحزان فقال فقدك كهذا الولد ، الى آخره ... لعن ا الظالمين لكم ياآل‬ ‫محمّد صلوات ا وسلمه عليكم أجمعين الى يوم الدين .‬ ‫1 ـ قال النبي العظم صلى ا عليه وسلم : الوالد ريحانة . وريحانتاي الحسن‬ ‫والحسين عليهم صلوات ا تعالى ... غوالي الدرر حرف الواو ، ص 861 .‬ ‫النس بالولد‬ ‫لشكّ و لريب في أن النسان يأنس ببعض الشياء المطبوعة ، حيث تتماشى مع‬ ‫طبيعته ، كذلك لشك في أن المطبوعات تختلف وتتمايز عنده ، فبعضها تطابث‬ ‫ذوقه مأة بالمأة ، وبعضها الخر أقل من الول ، وهكذا ، هذا كله من الغرائز‬ ‫الولية والفطرية للبشر .‬ ‫ثم ان الناس يختلفون حسب اختلف أذواقهم ، فتري الشيء المحبوب عند هذا‬ ‫لم يكن محبوبا عند الخرين ، والمرغوب عند الخر لم يرغب فيه بعضهم ، والمثل‬ ‫السائر يقول : لول اختلف الذواق لبارت السلع .‬ ‫ومن الجدير بالذكر : أنّه مع اختلف اذواقهم ، وروحيّاتهم ، وأوضاعهم ، وبيآتهم ،‬ ‫كلّهم وقد اتحدوا في أمر واحد ـ وحتى شاركهم به الحيوانات - وهو النس بالولد ـ‬
  • 11.
    ‫فالكبير والصغير ،والغني والفقير ، والبيض والسود ، والشريف والوضيع ، كل‬ ‫يأنس بطفله ، ويراه ابدع المخلوقات .‬ ‫يقال أنّه : قيل للغراب : جئنا بأجمل الفراخ ، فجاء بفرخه ، في حين أن فرخ‬ ‫الغراب من اقبح الفراخ ، فقسّ على هذا : فعلل وتفعلل‬ ‫1 ـ أبو علي الشعري ، عن محمد بن سالم ، عن أحمد بن النضر ، عن عمرو بن‬ ‫شمر ، عن جابر عن أبي عبدا )عليه السلم( ، قال : أتى رجل رسول ا صلى‬ ‫ا عليه وآله وسلم ، فقال يا رسول ا أنّي راغب في الجهاد ، نشيط ، قال :‬ ‫فقال له النبي صلي ا عليه وآله وسلم : فجاهد في سبيل ا فانك ان تقتل‬ ‫تكن حيّا عند ا ترزق وان تمت فقد وقع أجرك على ا ، وان رجعت ، رجعت‬ ‫من الذنوب كما ولدت ، قال : يا رسول ا ) صلى ا عليه وآله الكرام البرره ( ان‬ ‫لي والدين كبيرين يزعمان أنهما يأنسان بي ، ويكرهان خروجي ، فقال رسول ا‬ ‫صلى ا عليه وآله الطاهرين : فقر مع والديك ، فو الذي نفسي بيده لنسهما بك‬ ‫يوما وليلة خير من جهاد سنة .... الكافي ج 2, ص 821 , باب البر , الحديث 01 .‬ ‫شباهـة الولد‬ ‫لبد للولد أن يشبه أما العمام وأما الخوال ، ولهذا الشبه أسرار عجيبة والسلم‬ ‫العظيم كاشف السرار ، ما من معضلة ال ّ ويحلّها السلم لنه جاء الكمال البشرية‬ ‫، لذا ترى ) بونابرت نابليون ( يقول : ) ان أملي الوحيد في الحياة هي أن اعيش‬ ‫حتى تتاح لي الفرصة لجمع الحكماء والمفكرين من اقطار العالم لضع معهم‬ ‫دستورا متحد الشكل على اساس من تعاليم القرآن الرفيعة ، لن هذه التعاليم‬ ‫هي التي يمكنها أن تقود الناس الى الخير والسعادة والرفاه ( . هذا هو السلم‬ ‫وهذه شهادات اعاظم العالم له .‬ ‫1 ـ وأمّا شبه الولد واخواله : فاذا سبق نطفة الرجل نطفة المرءة الى الرحم خرج‬ ‫شبه الوالد الى أعمامه ، ومن نطفة الرجل يكون العظم والعصب . واذا سبق‬
  • 12.
    ‫نطفة المرءة نطفةالرجل الى الرحم خرج يشبه الى اخواله ، ومن نطفتها يكون‬ ‫الشعر والجلد واللحم لنها صفراء رقيقة .... علل الشرئع ، العلّة الثالثة ، ص 1 .‬ ‫الجتـناب عن ولد ال ز ّنا‬ ‫لينبغي للعاقل أن يخالط كل من عرض له ، وانما ينبغي لـه النتقاء ، فان الناس‬ ‫صناديق مغلفة ، ليدري ما تحتويه ، وقد علّمتنا التجارب أنّ ما تضر هي اكثر بكثير‬ ‫مما تنفع ، فيا ولدي عليك بالتأني فيما تختار ، وعليك بالتأمّل فيمن تترك ، وكن‬ ‫على هون في مسيرك الصعب ، واعلم أن الحذر ينجي من الخظر .‬ ‫1 ـ حدثنا محمد بن علي ماجيلويه ) رض ( قال : حدثنا محمد بن يحيى العطار ،‬ ‫عن محمد بن أحمد ، عن سهل بن زياد ، عم محمد بن سنان ، عن عبيد ا بن‬ ‫عبد ا الدهقان ، عن ورست ، عن أبي ابراهيم عليه صلوات رب العالمين ،‬ ‫قال : قال رسول ا )صلى ا عليه وآله وسلّم( : خمسة يجتنبون على كل حال :‬ ‫المجذوم . والبرص . والمجنون وولد الزنا ، والعرابي ... الخصال ، باب‬ ‫الخمسه ، ص 332 ، الحديث 24 .‬ ‫شراكة ال ش ّيطان‬ ‫لعن ا ابليس ، انّه ل يترك النسان في كل المجالت ، في العبادات والمعاملت‬ ‫والمجاملت ، وفي الحوال والبدان ، فالكيّس كل الكيّس من اتقى شرّه وابتعد‬ ‫عنه بالستعاذة منه بالله العظيم في كل وقت وآن ، حتى عند الصابة فانّه من‬ ‫اخطر المور ، وأثره من أسوء الثار ، فالحذار الحذار .‬ ‫1 ـ قال رسول ا )صلى ا عليه وآله وسلّم( : انّ ا حرّم الجنّة على كل‬ ‫فاحش بذئ ، قليل الحياء ، ليبالي ما قال وما قيل فيه ، أمّا أنّه ان تنسبه لم تجده‬ ‫ال ّ لبغي او شرك الشيطان . قيل : يا رسول ا وفي الناس شيطانين ؟ . قال‬ ‫)صلى ا عليه وآله وسلّم( : نعم ، أو ما تقرأ قول ا عزّوجلّ : ) وشاركهم في‬ ‫الموال والولد ( . السراء آية 46 ... تحف العقول ، مواعظ النبي ) ص ( : ص‬ ‫13 .‬ ‫تاثير الماكولت في الولد‬
  • 13.
    ‫أشياء ينبغي تعلّمهاواستعمالها وهي مؤثّرة في الولد ، وأخرى ينبغي تعلّمها‬ ‫والعمل بها فهي ايضا لها الثر الوضعي بالنسبة للولد ، بل الولد ، وكلهما اي‬ ‫العمل والستعمال يؤثّران في الولد سواء كانوا في الصلب او في الرحم أو‬ ‫مولودين صغارا أم كبارا . فاليك بعض ما فيها التأثير الحسن ان شاء ا تعالى .‬ ‫1 ـ قال أمير المؤمنين )عليه السلم( في حديث الربعمائه : أكل السفرجل قوّة‬ ‫للقلب الضّعيف ، ويطيب المعدة ، ويزيد في قوّة الفوآد ويشجع الجبان ، ويحسن‬ ‫الولد ... المواعظ العددية ، ص 982 .‬ ‫2 ـ وقال )عليه السلم( : حنكو اولدكم بالتمر ، هكذا فعل رسول ا )صلى ا‬ ‫عليه وآله وسلّم( ) بالحسن وبالحسين عليهما السلم ( ... المواعظ العدديه ، باب‬ ‫الربعمائه ، ص 803 .‬ ‫3 ـ قال أمير المؤمنين عليه صلوات رب العالمين : عن سيد الخلئق اجمعين‬ ‫)صلى ا عليه وآله وسلّم( : وتوقوا على اولدكم لبن البغي من النساء ،‬ ‫والمجنونة ، فان اللبن يعدي .... المواعظ العددية ، باب الربعمائة ، ص 191 .‬ ‫4 ـ وقال )عليه السلم( : اختنوا اولدكم يوم السابع ليمنعكم حرو ل برد ....‬ ‫نفس المصدر ، ص 703 .‬ ‫البـشـائـر‬ ‫البشارة هي الخبر المسّر المفرح الذي يرتاح اليه النسان وكل ما كانت البشارة‬ ‫من جليل او عظيم كانت هي الخرى أجل واعظم وذات قيمة كبيرة . ومن هنا‬ ‫يعلم أن اكبر البشائر هي ما كانت من المصدر ال لهي ، والتي يبشربها الخلق‬ ‫المتعال .‬ ‫لكن ، مع ذلك كلّه ، ترى أن من البشائر ما يعكس فيها المطلوب فيبدل الفرح‬ ‫بالحزن ، والسرور بالهم والغم ، وذلك كما كان في زمن الجاهلية الولى .‬ ‫والقرآن الكريم يحدثنا بكل المرين .‬
  • 14.
    ‫1 ـ اذقالت الملئكة يامريم ان ا يبشرك بكلمة منه ، اسمـه المسيح عيسى بن‬ ‫مريم ، وجيها في الدنيا والخرة ومن المقربين * و يكلّم الناس في المهد وكهل‬ ‫ومن الصالحين * قالت ربّ أنّى يكون لي ولد ولم يمسسني بشر ، قال كذلك ا‬ ‫يخلق ما يشاء ، اذا قضى أمرا فانّما يقول له كنّ فيكون ) آل عمران ـ 74 ( .‬ ‫2 ـ ويجعلون لله البنات سبحانه ، ولهم ما يشتهون * واذا بشر احدهم بالنثى ظل‬ ‫وجهه مسوداّ وهو كظيم * يتوارى من القوم من سوء ما بشر به ، أيمسكه على‬ ‫هون أم يدسّه في التراب ؟ أل ساء ما يحكمون ) النحل ـ 95 ( .‬ ‫وليمة المولود‬ ‫كل انسان ل بد له من سرور يدخله عند اسباغ نعمة من ا تعالى عليه ، وأي‬ ‫نعمة بعد اليمان بالله تعالى هي اعظم واكبر من نعمة ولد صالح يستعين به‬ ‫الب على دينه ودنياه ، والولد هو السبـب المباشر الوحيد في بقاء نسل الب ،‬ ‫وهو أقرب الرحام اليه ، وقد جاء في الكتاب العزيز آيات عديدة في الرحم‬ ‫وصلتها ، فلجل هذا كلّه يفرح الوالد يوم له الولد ، وقد سن رسول ا صلى ا‬ ‫عليه و آله وسلّم ما يعبر عن الفرح والسرور عند الوالدين ، ال وهي الواليمة‬ ‫1 ـ حدثنا محمد بن علي ما جيلويه ) رض ( قال : حدثنا العمّى محمد بن أبي‬ ‫القاسم ، عن أحمد بن أبي عبدا البرقي ، عن سجادة العابد واسمه الحسن بن‬ ‫علي بن أبي عثمان ، عن موسى بن بكر ، قال ابو الحسن الول عليه الصلة‬ ‫والسلم : قال رسول ا صلى ا عليه وآله وسلم : ل وليمة ال ّ في خمس : أ :‬ ‫في عرس . ب: او غرس . ج: او عذار . د : او وكار . هـ : او ركاز . فأما العرس :‬ ‫فالتزويج ، والغرس : النفاس بالولد : والعذار : الختان . والوكار : الرجل يشتري‬ ‫الدار . والركاز : الذي يقدم من مكّة ... الخصال ، باب الخمسة ، ص 452 ،‬ ‫الحديث 19 . ومثله الحديث 29 فراجع .‬ ‫تسمية الولد‬ ‫احدى موارد التعارف هو السم ، وهو أهم من بقية اسباب التعارف ، فالناس أنه‬ ‫لول السم لما احضرت المعاني الكلية والجزئيه باسهل مؤنة في الذهن ، مثل لو‬
  • 15.
    ‫كنت في بلدما ، واردت احضار الفيل في ذهن صاحبك ، كبف يمكن تناوله من‬ ‫غاباب الهند ، وكيف يمكنك ادخاله في ذهن صاحبك ، فتبين أن السم له اهمية‬ ‫كبيرة جدا بالنسبة الى جميع الشياء والموجودات ، فمن هذا يلزم أن نسمي كل‬ ‫شيء ليعرف وجوده الخارجي بوجوده اللفظي ، منه الجنين في بطن أمّه‬ ‫فيستحب أن يسمى كي يثبت في المة المرحومة ...‬ ‫1 ـ قال أمير المؤمنين )عليه السلم( : سمّوا اولدكم ، فان لم تدروا أذكر هم أم‬ ‫انثى فسموّهم بالسماء التي تكون للذكر والنثى ، فان اسقاطكم اذا لقوكم في‬ ‫القيامة ولم تسمّوهم ، يقول لبيه ال سميتني و قد سمّى رسول ا صلى ا‬ ‫عليه وآله وسلم محسنا قبل أن يولد ... ... المواعظ العددية ، باب الربعمائة ، ص‬ ‫503 .‬ ‫الكنية من الدب‬ ‫ان العرف قد جعل لكل موضوع علقات ، وجعل علمات للحترام بالنسبة الى‬ ‫الخرين ، فمثل : جعل علمة احترام الوارد ، القيام أمامه واحترام الراجل أن‬ ‫يبدأه الراكب بالسلم ، وهلّم جرّا علمات الحترام كثيرة وكثيرة جدا . وقد قرر‬ ‫السلم العظيم ما ل ينافيه من أعراف الناس ، فقلّل وكثّر ، وجرح واعدل ، ونفى‬ ‫وأثبت ، وأسس مالم يكن يدركه الناس من قبل ، وكل ذلك بأمر من السماء ، على‬ ‫لسان خير البريّة محمد صلى ا عليه وآله وسلم ، وآله الميامين عليهم صلوات‬ ‫الملك العل ّم . فمن تعاليهم السّامية ، الدب الرفيع ، حيث أن الرجل ينادي بكنيته‬ ‫اجلل واعظاما له . فتمسّك بهم تسعد .‬ ‫1 ـ علي بن ابراهيم ، عن ابيه ، عن النوفلي ، عن السكوني ، عن أبي عبد ا‬ ‫)عليه السلم( ، قال : من السنّة والبر ان يكنّى الرجل بأسم أبيه ... الكافي ، ج 2 ،‬ ‫ص 031 ، باب البر ، الحديث 61 .‬ ‫الولد الصالح‬ ‫يخلف المرء في ثلثة احدهما الولد ، فان من لم يكن له ولد لذكر له بعد‬ ‫الموت ، ولو أن هناك آثار أخرى تكون ذكرى له ، ولكن الولد اثر اكبر واكبر ل سيّما‬
  • 16.
    ‫ان كان منالصالحين ، فانه يحيى والده في كل حين ، ربي ل تذرني فردا وانت‬ ‫خير الوارثين ، فعليه امرنا بطلب الولد كي يكون لنا ثمرا جنيّا ان شاء ا تعالى .‬ ‫1 ـ قال أمير المؤمنين عليه افضل تحيات رب العالمين : عن النبي صلى ا عليه‬ ‫وآله قال : اكاثر بكم المم غدا ... المواعظ العددية باب البعمائة ، ص 192 .‬ ‫2 ـ هنالك دعا زكريّا ربّه ، قال ربّ هب لي من لدنك ذرّية طيّبة أنك سميع الدعاء‬ ‫* فنادته الملئكة وهو قائم يصلي في المحراب ، ان ا يبشرك بيحيى مصدّقا‬ ‫بكلمة من ا ، وسيّدا وحصورا ونبيّا من الصالحين * قال ربّ أنّى يكون لي غلم‬ ‫وقد بلغني الكبر وامرأتي عاقرا ، قال كذلك ا يفعل ما يشاء ) آل عمران ـ 04 (‬ ‫.‬ ‫الكمال‬ ‫لكل شيء زينة في الدنيا وزينة المرء كمال الدب .‬ ‫مما يجب على الولد أن يكون مؤدبّا في كل حال وكل حين ، ل سيما وبالخصوص‬ ‫عند والديه ، فان الدب عند الوالدين مما يزيد في توفيق النسان ، لذا ترى القرآن‬ ‫الكريم ينادي بأعلى صوته :‬ ‫1 ـ وقضى ربّك ال ّ تعبدوا ال ّ ايّاه ، وبالوالدين احسانا امّا يبلغن عندك الكبر‬ ‫احدهما او كلهما ، فل تقل لهما أف ول تنهرهما وقل لهما قول كريما واخفض‬ ‫لهما جناح الذّل من الرحمة وقل رب ارحمهما كما ربيّاني صغيرا .... ) بني اسرائيل‬ ‫ـ 32 ( .‬ ‫2 ـ قال ـ اي ابو ولد الحناط ـ ثم قال ابو عبد ا عليه الصلة والسلم : وأمّا‬ ‫قول ا تعالى ) امّا يبلغّن عندك الكبر احدهما او كلهما ، فل تقل لهما أف ول‬ ‫تنهرهما وقل لهما قول كريما ( قال )عليه السلم( : ان اضجرالك فل تقل ليهما أف‬ ‫، ول تنهرهما ان ضرباك . قال )عليه السلم( : ) وقل لهما قول كريما ( : قال‬ ‫)عليه السلم( : ان ضرباك فقل لهما غفرا لكما ، فذلك منك قول كريم ... ذرايع‬ ‫البيان ، الفه الثامنة ، ص 471 .‬
  • 17.
    ‫3 ـ قالمجاهد معناه ان بلغا عندك من الكبر ما يبولن ويحدثان فل تتقذّرهما ،‬ ‫وامط عنهما كما كانا يميطان عنك في حال الصغر، والمتبرم ويكثر قول أف ،‬ ‫وهي كلمة تدل على الضجر ... مجمع البيان ج 6 ، ص 904 ، ذيل آية ) وقضى‬ ‫ربك ( من سورة بني اسرائيل .‬ ‫افضل العمال للولد‬ ‫العمال عليشطرين : اعمال ذات فضيلة ، واعمال ذات رذيلة . أما الرذائل فلسنا‬ ‫هنا بصددها . وأما الفضائل : فهي من الكلّي المشك ، أي لها مراتب متعددة ،‬ ‫فبعضها أفضل من البعض الخر . ان قلت : كيف نرتّب هذا الترتيب ؟ . قلنا هذا‬ ‫ترتيب رتّبه المولى جلّ وعل شأنه ، وهو أعلم بالمصالح ، فكلما كانت المصلحة‬ ‫فيها أتم وأكمل فهي افضل ، وهذا ما يحكم به العقل و النقل . وما بعد الحّق الّ‬ ‫الضلل .‬ ‫1 ـ حدثنا أبي )رض ( قال : حدثنا علي بن الحسين السعد آبادي ، عن احمد بن‬ ‫أبي ا البرقي ، عن محمد بن احمد اليادي ، عن عبد ا بم محمد عن عمرو‬ ‫بن شمر ، عن ابان بن محمد عن محمد بن علي عليهما السلم ، قال : ما من‬ ‫عمل افضل يوم النحرمن دم مسفوك ، او مشى في بر الوالدين ، أو ذي رحم‬ ‫قاطع يأخذ عليه بالفضل ويبدأه بالسلم ، او رجل اطعم من صالح نسكه ودعا‬ ‫الى بقيّتها جيرانه من اليتامى واهل المسكنة والمملوك ، وتعاهد السراء . ...‬ ‫الخصال ، باب الخمسة ، ص 242 ، الحديث 68 .‬ ‫نصيحة الوالد لولده‬ ‫ل ناصح كالب بالنسبة الى ولده ، ول يتصوّر أنّ هناك اب يبخل على ولده‬ ‫بالنصيحة ، ومن المستحيل أن يخرج الولد من قلب ابيه مهما كلّف المر ، لذا ترى‬ ‫الباء يبالغون في نصح ابنائهم جزاهم ا خيرا .‬
  • 18.
    ‫1 ـ قالالعباس بن عبد المطلب ل بنه : يا بني لتعلم العلـم لثلث خصال :‬ ‫لتماري به ، ولترائي فيه ، ولتباهي به . ول تدعه لثلث خصال : لرغبة في الجهل ،‬ ‫ولزهد في العلم ، ولستحياء في التعليم .... معدن الجواهر ص 63 .‬ ‫2 ـ ومن كلم لقمان لبنه : ثلثة ل تعرفهم العند ثلثة : ل تعرف الحليم ال عند‬ ‫الغضب ، والشجاع ال ّ عند الحرب ، ول اخاك ال ّ عند الحاجة ... معدن الجواهر ص‬ ‫73 .‬ ‫نصح الباء للبناء‬ ‫من المعلوم لزوم نصح البناء على الباء ولما كان التعبّد لله اولى من كل شيء‬ ‫لزم على البناء ايضا نصح الباء في هذا المورد ، لذا ترى ابراهيم )عليه السلم(‬ ‫ينصح آذر ـ سواء كان عمّه اوجدّه لمه كما جاء في التفسير ـ فكلهما يسمون‬ ‫أب عند العرب .‬ ‫1ـ قال تعالى : اذ قال ل بيه يا أبت لم تعبد ما ل يسمع ول يبصر. ) 24 ـ مريم (‬ ‫2ـ يا ابت اني قد جاءني من العلم ما لم يأتك فأتبعني . ) 34 ـ مريم (‬ ‫3ـ يا ابت ل تعبد الشيطان . ) 44 ـ مريم (‬ ‫4 ـ يا ابت اني اخاف أن يمسسك عذاب من الرحمن . ) 54 ـ مريم (‬ ‫الطاعـة‬ ‫لو نظرنا الى أبعاد الوالدين لرأيناها ابعد مما تتصور ، وذلك على لسان القرآن‬ ‫الكريم حيث قال : حاكيا عن اسماعيل ذبيح ا :‬ ‫1ـ قال يا ابت افعل ما تؤمر . ) 201 ـ الصافات ( وهو ـ اي ابراهيم )عليه السلم(‬ ‫يريد ذبحه .‬ ‫2ـ عن الراوندي ، عن رسول ا )صلى ا عليه وآله وسلّم( : أنّه قال : ـ في‬ ‫حديث الى أن قال ـ وان امراك ان تخرج من اهلك و مالك فاخرج ول تحزنهما ...‬ ‫ذرايع البيان ، ص 002 ، تكمله .‬ ‫3ـ وقال )صلى ا عليه وآله وسلّم( : طاعة ا طاعة الوالد ... غوالي الدرر،‬ ‫حرف الطاء ، ص 701 .‬
  • 19.
    ‫4ـ واخفض لهماجناح الذل من الرحمه ... ) بني اسرائل 42 ( .‬ ‫5ـ وان جاهداك لتشرك بي ما ليس لك به علم فل تطعهما ... ) العنكبوت ـ 8 ( .‬ ‫6ـ قال ) الصادق )عليه السلم( ( : ) واخفض لهما جناح الذل من الرحمه ( قال :‬ ‫ل تمل عينيك من النظر اليهما ال ّ برأفة ورحمة ، ول ترفع صوتك فوق اصواتهما ،‬ ‫ول يدك فوق ايديهما ، ول تقدّم قدّامهما ... مجمع البيان ، ج 6 ، ص 904 ، ذيل‬ ‫آية ) وقضى ربك ( من سورة بني اسرائيل .‬ ‫7 ـ محمد بن يحيى ، عن احمد بن محمد بن عيسى ، وعلي بن ابراهيم ، عن أبيه‬ ‫جميعا ، عن الحسين بن محبوب ، عن أبي ول ّد الحنّاط ، قال : سألت أبا عبد ا‬ ‫)عليه السلم( ، عن قول ا عزوجلّ : ) وبالوالدين احسانا ( ما هذا الحسان ؟ .‬ ‫فقال عليه الصلة والسلم : الحسان أن تحسن صحبتهما وأن ل تكلفهما أن‬ ‫يسألك شيئا مما ممّا يجتاجان اليه ، وان كانا مستغنيين ، أليس يقول عزوجلّ :‬ ‫) لن تنالوا البر حتى تنفقوا مما تحبون ( قال : ثم قال أبو عبدا عليه أفضل‬ ‫التحيات ، وأما قول ا عزوجلّ : ) اما يبلغن عندك الكبر احدهما أو كلهما فل‬ ‫تقل لهما أف ول تنهرهما ( . قال سلم ا عليه: ان اضجراك فل تقل لهما أف ،‬ ‫ول تنهرهما ان ضرباك . قال : ) وقل لهما قول كريما ( قال )عليه السلم( : ان‬ ‫ضرباك فقل لهما : غفر ا لكما ، فذلك منك قول كريم قال : ) واخفض لهما‬ ‫جناح الذل من الرحمة ( قال )عليه السلم( ل تمل عينيك من النظر اليهما الّ‬ ‫برحمة ورقّة ول ترفع صوتك فوق اصواتهما ، ول يدك فوق ايديهما ، ول تقدم‬ ‫قدّامهما ... الكافي ، ج 2 ، ص 621 ، باب البر ، الحديث 1 .‬ ‫8 ـ ابن محبوب ، عن خالد بن نافع التجلّي ، عن محمد بن مروان قال : سمعت‬ ‫أبا عبد ا )عليه السلم( يقول : ان رجل أتى النبي صلى ا عليه وآله وسلّم ،‬ ‫فقال : يا رسول ا أوصنى ! فقال )صلى ا عليه وآله وسلّم( : ل تشرك بالله‬ ‫شيئا وان حرقت بالنار وعذبت ال ّ وقلبك مطمئن باليمان ، ووالديك فأطعهما‬
  • 20.
    ‫وبرّهما ، حيينّ كانا أو ميتين ، وان أمراك أن تخرج من أهلك ومالك فافعل ، فان‬ ‫ذلك من اليمان ... الكافي ، ج 2 ، ص 621 ، باب البر ، الحديث 2 .‬ ‫وصايا الباء للبناء‬ ‫من حق الولد على الوالد أن يوصيه بما ينفعه ويرشده ويأدبّه ، كي ل يكون عضوا‬ ‫فاسدا في المجتمع وعالة وكل ّ عليه ، ولكي يكون بعده احد الثلثة الذين يخلف‬ ‫بهم المرء وهو الولد الصالح ، ولو صلح الولد لكان عامل مهمّا في جلب الرحمة‬ ‫لوالديه بعد الموت ، وهذا هو المطلوب .‬ ‫1 ـ اوصى حكيم ولده فقال : يا بني احذر خصلة واحده تسلم ، واتبع خصلة‬ ‫واحدة تغنم : ل تدخل مداخل السؤ تتهم ، واشكر تدم لك النعم واعلم أن العز‬ ‫في خصلة واحدة ، وهي طاعة ا ، والذل في خلصة واحدة ، وهي معصية‬ ‫ا ، والغنا في خصلة واحدة وهو الرضا بقسم ا ، والفقر في خصلة واحدة ،‬ ‫وهي استقلل نعم ا ، والناس يا بني يتفاضلون بشيء واحد وهو العقل ،‬ ‫ويتميزون بشيء واحد وهو العلم ، ويفوزون بشيء واحد وهو العمل ، ويسودون‬ ‫بشيء واحد وهو الحلم . فعليك يا بني في دينك بشيء واحد وهو الزدياد ، وفي‬ ‫دنياك بشيء واحد وهو القتصاد . معدن الجواهر ص 42 .‬ ‫2 ـ قال لقمان ل بنه : يا بني أنهاك عن شيئين ، عن الكسل والضجر ، فانك اذا‬ ‫كسلت لم تؤدي حقا ، واذا ضجرت لم تصبر على حق . معدن الجواهر ص 72 .‬ ‫3 ـ أوصى حكيم ولده فقال : يا بني ان آردت الخلص فعليك بشيئين : ل تضع ما‬ ‫عندك ال ّ في حقه ، ول تأخذ ما ليس لك ال ّ بحقه . تحصّن يا بني من الساعي‬ ‫عليك بشيئين : بالمداراة وحسن المعاشرة ، فانك ل تعدم احد شيئين : اما صداقة‬ ‫تحدث بينكما بؤمنك شره ، واما فرصة تظفرك به . معدن الجواهر ... باب ذكر ما‬ ‫جاء في اثنين ـ ص 92 .‬ ‫4 ـ وصية أخرى : يا بني احفظ عنّي ثلثة : وقّر أباك تطل ايامك ، وقّر امك ترى‬ ‫لبنيك بنينا ، ول تحد النظر الى والديك فتعقهما . معدن الجواهر ص 73 .‬
  • 21.
    ‫5 ـ واعلميا بني : أن اليام ثلثة : أمس : يوم ماضي كأن لم يكن ، وغد : يوم‬ ‫منتظر كأن قد أتى ، واليوم : مقيم بغنيمة ال كآيس لتزود الخيرات وتقطعه الفجرة‬ ‫بالماني ، مع أنها ليست ايام ولكنها ساعات ، وليست ساعات ولكنها اوقات أقل‬ ‫من ارتداد الطرف . معدن الجواهر ص 73 .‬ ‫6 ـ واعلم ان الناس في الدنيا بين ثلثة احوال حسنات وسيئات ولذات ، وفي‬ ‫الخرة بين ثلثة احوال درجات ودركات ومحاسبات ، فمن عمل في الدنيا‬ ‫بالحسنات نال في الخرة الدرجات ، ومن ترك في الدنيا السيئآت نجى في الخرة‬ ‫من الدركات ، ومن هجر في الدنيا اللـذات خلص في الخرة من المحاسبات ...‬ ‫معدن الجواهر ... باب ذكر ما جاء في ثلثة . ص 73 .‬ ‫7 ـ واعلم يا بني : ان انصف الناس من جمع ثلثا : تواضعا عن رفعة وزهدا عن‬ ‫قدرةِ ، وانصافا عن قوةٍ . وعليك بالقنوع ، ففيه ثلث خلل : صيانة النفس ، وعز‬ ‫القدر ، وطرح مؤن الستكبار . ولتضع المعروف الى ثلثة : اللئيم فانه بمنزلة‬ ‫السبخة ، والفاحش فانه يرى أن الذي صنعت اليه انما هو مخافة الفحشة ،‬ ‫والحمق فانه ل يعرف ما اسديت اليه ... ) نفس المصدر ( .‬ ‫8 ـ واعلم أن الشكر ثلث منازل : هو لمن فوقك بالطاعة ، ولنظيرك بالمكافأة ،‬ ‫ولمن دونك بالفضال ... ) نفس المصدر ( .‬ ‫9 ـ ل تطلب حاجتك يا بني من ثلثة : ل من كذاب فانه يقربها بالقول ويباعدها‬ ‫بالفعل ، ول من احمق فانه يريد أن ينفعك فيضرّك ، ول ممن له أكلة من جهة‬ ‫رجل فانه يؤثر اكلته على حاجتّك ... ) نفس المصدر ( .‬ ‫01 ـ اياك يا بني والكذب ، فان المرء ل يكذب ال ّ من ثلثة اشياء : اما لمهانة‬ ‫نفسه ، او لسخافة رأيه او لغلبة جهله ... ) نفس المصدر ( .‬ ‫11 ـ واحذر مشاورة ثلثة : الجاهل . والحاسد . وصاحب الهوى ... ) نفس‬ ‫المصدر ( .‬
  • 22.
    ‫21 ـ واعلمأن ثلثة أفضل ما كان لغناء بهم عن ثلثة : احزم ما يكون الرجل ل‬ ‫غنى به عن مشاورة ذوي الرأي ، وأعف ما تكون المرأة لغنى بها عن الزوج ،‬ ‫واوفر ما تكون الدابّة ل غنى تها عن الوسط ... ) نفس المصدر ( .‬ ‫31 ـ ثلث هن للكافر مثل ما هن للمسلم : من استشارك فانصح له ، ومن ائتمنك‬ ‫على أمانة فأدها اليه ، ومن كان بينك وبينه رحم فصلها ... معدن الجواهر ص 83‬ ‫.‬ ‫41 ـ قال )عليه السلم( عند وفاته لولده الحسن )عليه السلم( : يا بني احفظ‬ ‫عني اربعا : قال )عليه السلم( : و ما هن يا ابتي ؟ قال : اعلم أن اغنى الغنى‬ ‫العقل ، واكبر الفقر الحمق ، واوحش الوحشة العجب ، واكرم الحسب حسن‬ ‫الخلق ... الجواهر ص 24 .‬ ‫51 ـ اوصى حكيم ولده فقال : خذ يا بني بأربعة واترك اربعة . فقال : وما هن ؟‬ ‫فقال : خذ حسن الحديث اذا حدثت ، وحسن الستماع اذا حدثت ، وأيسر المروئة‬ ‫اذا خولفت ، وبحسن البشر اذا لقيت . واترك محادثة اللئيم ، ومنازعة اللجوج ،‬ ‫ومما راه السفيه ، و مصاحبة الماقت .‬ ‫وحذر اربع خصال فثمرتهن اربع مكروهات : اللجاجة والعجلة والعجب والشره ،‬ ‫فأما اللجاجة فثمرتها الندامة ، وأما العجلة فثمرتها الحيره ، وأما العجب فثمرته‬ ‫البغضة ، وأما الشره فثمرته الفقر .‬ ‫وكن من اربعة على حذر : من الكريم اذا اهنته ، ومن العاقل اذا أهجته ، ومن‬ ‫الحمق اذا مازجته ، ومن الفاجراذا صاحبته .‬ ‫واحتفظ من اربع نفسك تأمن ما ينزل بغيرك : العجلة ، واللجاج ، والعجب ،‬ ‫والتواني . واعلم انه من اعطى اربعة لم يمنع اربعا : من اعطى الشكر لم يحرم‬ ‫المزيد ، ومن اعطى التوبة لم يحرم القبول ، ومن اعطى الستخارة لم يمنع‬ ‫الخيرة ، ومن اعطى المشوره لم يمنع الصواب ... معدن الجواهر ص 54 .‬
  • 23.
    ‫61 ـ يابني توق خمس خصال تأمن الندم : العجلة قبل القتدار، والتثبط مع‬ ‫سقوط العذار ، واذاعة السّر قبل التمام ، والستعانة بالحسدة وأهل الفساد،‬ ‫والعمل بالهوى وميل الطباع ... معدن الجواهر ص 25 .‬ ‫71 ـ قال لقمان : يا بني احثك على ست خصال ليس منها خصلة ال تقّربك الى‬ ‫رضوان ا تعالى وتباعدك من سخطه : الوله ان تعبد ا ل تشرك به شيئا ،‬ ‫الثانية الرضا بقدر ا تعالى فيما احببت او كرهت والثالثة تحب في ا وتبغض‬ ‫في ا ، والرابعة تحب للناس ما تحب لنفسك ، والخامسة كظم الغيظ والحسان‬ ‫الى من اساء اليك ، والسادسة ترك الهوى ومخالفة الردى ... معدن الجواهر ص‬ ‫55 .‬ ‫81 ـ ستة تحتاج الى سته اشياء : حسن الظن يحتاج الى القبول ، والحسب يحتاج‬ ‫الى الدب ، والسرور يحتاج الى المن ، والقراتة تحتاج الى الصداقة ، والشرف‬ ‫يحتاج الى التواضع ، والنجدة تحتاج الى الجد ... معدن الجواهر ص 55 .‬ ‫91 ـ اوصى حكيم ولده فقال : يا بني اعلم ان اصعب ما على النسان ستة اشياء‬ ‫: ان يعرف نفسه ، ويعلم عيبه ، ويكتم سره ، ويهجر هواه ، ويخالف شهوته ،‬ ‫ويمسك عن القول فيما ال يعنيه ... نفس المصدر .‬ ‫02 ـ ست خصال ل يطيقها ال من كانت نفسه شريفة : الثبات عند حدوث النعمة‬ ‫الكبيرة ، والصبر عند نزول الرزية العظيمة ، وجذب النفس الى العقل عند دواعي‬ ‫الشهوة ، ومداومة كتمان السّر ، والصبر على الجوع ، واحتمال الجار ... نفس‬ ‫المصدر .‬ ‫12 ـ وأعلم أن النبل في ستة اشياء : مؤاخاه الكفاء ، ومـداراة العداء ، والحذر‬ ‫من السقطة ، واليقظة من الورطة ، وتجرع الغصّة ، ومعالجة الفرصة ... نفس‬ ‫المصدر .‬ ‫22 ـ وأعلم ان السخي من كانت فيه ست خصال : أن يكون مسـرورا ببذله ،‬ ‫متبرعا بعطائه ، ل يتبعه منّا ول أذى ، ول يطلب عليه عوضا من دنيا ، يرى أنّه لما‬
  • 24.
    ‫فعله مؤدّ لهفرضا ، ويعتقد أن الذي يقبل عطاءه قاضي له حقا ... نفس المصدر‬ ‫.‬ ‫32 ـ فأما حق النعمة عليك فتشتمل على ست خصال : المعرفة بها ، وذكر ما‬ ‫يناسي منها عندك ، ومعرفة موليها ، وأن ينسبها اليه ، وأن يحسن لباسها ، وأن‬ ‫يقابل مسديها بالشكر عليها ... نفس المصدر .‬ ‫42 ـ وأوصيك يا ولدي بست خصال فيها تمام العلم ونظام الدب : الولى : ألّ‬ ‫تنازع من فوقك ، والثانية :ان ل تتعاطى ما ل تنال . الثالثة : أن ل تقول ما ل‬ ‫تعلم , الرابعة : أن ل يخالف لسانك ما في قلبك . الخامسة أن ل يخالف فولك‬ ‫فعلك ، السادسة : أن ل تدع المر اذا اقبل وان ل تطلبه اذا أدبر ... نفس المصدر .‬ ‫52 ـ واحذر العجلة فان العرب كانت تسميها أمّ الندمات ، وذلك ان فيها ست‬ ‫خصال : يقول صاحبها قبل أن يعلم ، ويجيب قبل ان يفهم . ويعزم فبل ان يفكر ،‬ ‫ويقطع قبل ان يقدر ، ويحمد قبل أن يجرّب ، و يذ قبل ان يحمد وهذه الخلل ل‬ ‫تكون في أحد صحب الندامة وعدم السلمة ... نفس المصدر .‬ ‫62 ـ واعلم ان ستة اشياء ينفين الحزن : استماع العلم ، ومحادثة الصدقاء ،‬ ‫والمشي في الخضرة ، والجلوس على الماء الجاري ، والتأسّي بذوي المصائب ،‬ ‫وحمراليام ... نفس المصدر .‬ ‫72 ـ وستة اشياء من مات فيها قابل نفسه : من أكل طعاما قد اكله مرارا فلم‬ ‫يوافقه ، ومن أكل طعاما فوق ما تطيقه معدته ، ومن أكل قبل أن يستبرء ما‬ ‫أكل ، ومن رأي بعض اخلط جسده قد هجم بهيجان ووجد لذلك دلئل فلم‬ ‫يستدركها بالدوية المسكنة ، وأن اطال حبس الحاجه اذا هاجت به ، ومن اقام‬ ‫بالمكان الوحش وحده ... نفس المصدر .‬ ‫82 ـ واعلم أن من رضى بستة اشياء صفت له دنياه وصح له دينه : من رضى‬ ‫ببلده ، ومنزله ، وزوجته ، ومعيشته ، وما قسم ا له من رزقه ، وما يقضيه ا‬ ‫عليه ان آلمه خالف أمله ... معدن الجواهر ص 75 .‬
  • 25.
    ‫باب ذكرما جاءفي ستة .‬ ‫92 ـ اوصى حكيم ولده فقال : اعلم يا بني أنه لخير في سبعة ال ّ بسبعة : ل خير‬ ‫في قول ال ّ بفعل ، ول في منظر ال بمخبره ، ول في ملك ال ّ بجود ، ول في‬ ‫صداقة ال ّ بوفاء ، ول في فقه ال ّ بورع ، ول في عمل ال ّ بنيّة ، ولفي حياة الّ‬ ‫بصحةٍ وأمن ... معدن الجواهر ، ص 06 ، باب ذكرما جاء في سبعة .‬ ‫03 ـ واعلم أن سبعة اشياء تؤدي الى فساد العقل : الكفاية التامة والتعظيم ،‬ ‫والشرف ، واهمال الفكر ، والنفة في التعليم ، وشرب الخمر ، وملزمة النساء ،‬ ‫ومهالطة الجهال ... نفس المصدر ص 16 .‬ ‫13 ـ وسبعة اشياء يا ولدي ل تحسن بك أن تهملهن : زوجتك ما وافقتك ،‬ ‫ومعيشتك ما كفتك ، ودارك ما وسعتك ، وثيابك ما سترتك ، و دابتك ما حملتك ،‬ ‫وصاحبك ما انصفك ، وجليسك ما فهم عنك ... نفس المصدر .‬ ‫23 ـ وليس صديقك صديقك ال في سبعة اشياء : في اهلك ، و ولدك ، وعلتك ،‬ ‫ونكبتك ، وغيبتك ، وقلتك ، وبعد وفاتك ... نفس المصدر .‬ ‫33 ـ اوصى حكيم ولده فقال : تحصّن يا بني من ثمان بثمان : بالعـدل في‬ ‫المنطق من ملمة الجلساء ، وبالروية في القول من الخطاء ، وبحسن اللفظ من‬ ‫البذاء ، وبالنصاف من العتداء ، وبلين الكنف من الجفاء وبالتودد من ضغائن‬ ‫العداء ، وبالمقاربة من الستطالة ، الى آخره ... معدن الجواهر ، ص 56 ، باب‬ ‫ذكر ما جاء في ثمانية .‬ ‫43 ـ واعلم ان من كان منه ثمانية كان له من ا ثمانية : من اتقى ا تعالى‬ ‫وقاه ، ومن توكل عليه كفاه ، ومن اقرضه وفاه ، ومن سأله اعطاه ، ون عمل‬ ‫بما يرضيه رضاه ، ومن صبر على محارمه حباه ، ومن انفق في سبيله جازاه .‬ ‫الخيرة لتوجد في الصل ... نفس المصدر .‬ ‫53 ـ وثمانية اشياء ل تنفع ال ّ بثمانية : ل العقل ال ّ بالورع ، ول الحفظ ال ّ بالعمل ،‬ ‫ول شده البطش ال ّ بقوه القلب ، ول الجمال ال ّ بالحلوة ، ول السرور ال ّ بالمن ،‬
  • 26.
    ‫ول الحسب الّ بالدب ، ول الحفظ ال ّ بالكفاية ، ول المروّة ال بالتواضع ... نفس‬ ‫المصدر .‬ ‫63 ـ اوصى حكيم ولده فقال : اعلم يا بني أن العجب لتسعة اشياء : لمن عرف‬ ‫ا تعالى ولم يطعه ، ولمن رجا ثوابه ولم يعمل ، ولمن خاف عقابه ولم يحترز ،‬ ‫ولمن عرف شرف العلم ورضى لنفسه بالجهل ولمن صرف جميع همته الى‬ ‫عماره الدنيا مع علمه بفراقه لها ، ولمن عرف الخرة وخرب مستقّره منها مع‬ ‫علمه بانتقاله اليها ، ولمن جرفي ميدان امله وهو ل يعلم متى يعثر بأجله ، ولمن‬ ‫غفل عن النظر في عواقبه وهو يعلم أنه ل يغفل عنه ، ولمن يهنيه في دار الدنيا‬ ‫عيشه وهو ل يداري الى ما يصير أمره ... معدن الجواهر ، ص 96 ، باب ما جاء‬ ‫في تسعة .‬ ‫73 ـ يا بني عليك بتسع خلل تسد في الناس وهو : العلم ، و الدب ، والفقه ،‬ ‫والعفة ، والمانة ، والوقار ، والحزم ، والحياء ، والكرم ، وهي عشرة من‬ ‫الصل ... نفس المصدر .‬ ‫83 ـ يا بني صن بسعة بتسعة : صن عقلك بالعلم ، وجهلك بالحلم ، ودينك‬ ‫بمهالفة الهوى ، ومروتك بالعفاف ، وعرضك بالكرم ، ومنزلتك بالتواضع ،‬ ‫ومعيشتك بحسن التكسب ، ونهضتك بترك العجب ، ونعم ا تعالى عليك‬ ‫بالشكر ... نفس المصدر .‬ ‫93 ـ واعلم يابني أن الحكماء ما ذموا شيئا ذمهم لتسع : الكذب والغضب الجزع‬ ‫والحسد ، والخيانة ، والبخل ، والعجلة ، و سوء الخلق والجهل ,‬ ‫ولمدحوا شيئا مدحهم لتسع : الصدق ، والحلم ، والصبر، و الرضا بالقسم ،‬ ‫والوفاء ، والكرم والتأيد ، وحسن الخلق ، والعلم ... نفس المصدر .‬ ‫04 ـ واحذر يا بني مشاورة تسعة فان الرأي منهم عازب : البخيل الجبان ،‬ ‫والحريص ، والحسود ، وذي الهوى ، والكثير القصود مع النساء ، ومعلم الصبيان ،‬
  • 27.
    ‫والمبتلي بامرأة سليطة. نقصت واحده وهي من الصل ... معدن الجواهر ، باب‬ ‫ذكر ما جاء في تسعة ص 96 .‬ ‫14 ـ اوصى حكيم ولده فقال : يا بني اوصيك بعشرة : ل تستكثر من عيب ، فانه‬ ‫من اكثر من شيء عرف به ، ول تأسف على اثم ، فانه شيء وقيته واقلل مما‬ ‫يشين ، تزدد يزين ، ومخاطبة السفلة فانهم يفرون ول يشكون ، تعاب‬ ‫باستصحابهم ، ولتحمد على اصطناعهم ، ولتتجاوز بالمور حدودها ، واذا انكرت‬ ‫امرك . فأمسك ، وجانب هواك فانه اضرما اتتعت ، واعمل بالحق فانه ل يضيق‬ ‫معه شيء ولينعت فيه عاقل ، وليكن خوف بطانتك لك أشد من أنفسهم لك ...‬ ‫معدن الجواهر باب العشرة ، ص 27 .‬ ‫24 ـ واحفظ عني عشرة : اعلم ان الصدق قوة ، والكذب عجز ، والسر أمانة ،‬ ‫والجوار قرابة ، والمعرفة صداقة ، والعمل تجربة ، والخلق عبادة ، الصمت زين ،‬ ‫الشح فقر ، والسخاء غنى ... معدن الجواهر باب ذكر ما جاء عشره ، ص 27 .‬ ‫34 ـ وفي ) الختصاص ( عن مولنا الصادق عليه افضل الصلة والسلم : عن‬ ‫امير المؤمنين عليه صلوات ا ، في وصيه لبنه محمد بن الحنفية : واعلم أن‬ ‫اللسان كلب عقور ، ان حليته عقر ، ورب كلمة سلبت نعمة . فاخزن لسانك كما‬ ‫تخزن ذهبك وورقك ... ذرايع البيان ص 9 ، المقالة الثانية .‬ ‫44 ـ حدثني اب ) رض ( قال : حدثنا سعد عبدا قال : حدثني القاسم بن‬ ‫محمد ، عن سليمان بن داود ، قال : حدثنى حماد بن عيسى ، عن ابي عبدا‬ ‫)عليه السلم( قال : قال لقمان لبنه ، يابني لكل شيء علمة يعرف بها ، ويشهد‬ ‫عليها .‬ ‫وأن للدين ثلث علمات : العلم ، واليمان ، والعمل به .‬ ‫ولليمان ثلث علمات : اليمان بالله ، وكتبه ، ورسله .‬ ‫وللعالم ثلث علمات : العلم بالله ، وبما يحب ، وبما يكره.‬ ‫وللعامل ثلث علمات : الصلوة ، والصيام ، والزكوة .‬
  • 28.
    ‫وللمتكلف ثلث علمات: ينازع من فوقه ، ويقول ما ل يعلم ، ويتعاطا فيما لينال .‬ ‫للظالم ثلث علمات : يظلم من فوقه بالمعصية ، ومن دونه بالغلبة ، ويعين‬ ‫الظلمة .‬ ‫وللمنافق ثلث علمات : يخالف لسانه قلبه ، وقلبه فعله وعلنيته سريرته .‬ ‫وللئم ثلث علمات : يخون ، ويكذب ، ويخالف ما يقول .‬ ‫وللمرائي ثلث علمات : يكسل اذا كان وحده ، وينشط اذا كان الناس عنده‬ ‫ويتعرض في كل امر للمحمدة .‬ ‫وللحاسد ثلث علمات : يغتاب اذا غاب ، ويتملّق اذا شهد ، ويشمت بالمصيبة .‬ ‫وللمسرف ثلث علمات : يشتري ما ليس له ، ويلبس ما ليس له ، ويأكل ماليس له‬ ‫.‬ ‫وللكسلن ثلث علمات : يتوانى حتى يفرط ، ويفرط حتى يضيع ويضيع حتى يأثم‬ ‫.‬ ‫وللغافل ثلث علمات : السهو ، واللهو ، والنسيان .‬ ‫قال حماد بن عيسى : قال ابو عبدا )عليه السلم( : ولكل واحدة من هذه‬ ‫العلمات شعب ، يبلغ العلم بها اكثر من الف باب ، والف باب ، والف باب . فكن‬ ‫ياحماد طالبا للعلم في آناء الليل واطراف النهار ، فان اردت ان تقرّ عينك ، وتنال‬ ‫خير الدنيا والخرة ، فاقطع الطمع مما في ايدي الناس ، وعد نفسك في الموتى ،‬ ‫ول تحدثن نفسك انك فوق احد من الناس ، واخزن لسانك كما تخزن مالك ...‬ ‫الخصال ، باب الثلثة ، ص 69 ، الحديث 311‬ ‫54ـ حدثنا ابي ) رض ( قال : حدثنا سعد بن عبدا ، عن القاسم بن محمد ، عن‬ ‫سليمان بن داود ، قال : حدثني حماد بن عيسى ، عن أبي عبدا )عليه السلم(‬ ‫قال : قال امير المؤمنين عليه افضل الصلة والسلم : كان فيما وعظ به لقمان‬ ‫ابنه أن قال له : يا بني ليعتبر من قصر يقينه ، وضعفت نيته في طلب الرزق ، ان‬ ‫ا تبارك وتعالى خلقه في ثلثة احوال من أمره ، وآتاه رزقه ، ولم يكن له في‬
  • 29.
    ‫واحدة منها كسبول حيلة . ان ا تبارك وتعالى سيرزقه في الحال الرابعة ، اما‬ ‫اول ذلك فانه كان في رحم أمّه يرزقه هناك في قرار مكين ، حيث ل يؤذيه حرّ‬ ‫ولبرد ، ثم اخرجه من ذلك واجري له رزقا من لبن امّه ، يكفيه به ويربيه وينعشه‬ ‫من غير حول به ول قوة ، ثم فطم من ذلك ، فاجرى له رزقا من كسب ابويه‬ ‫برأفه ورحمه له من قلوبهما ، ليملكان غير ذلك ، حتى أنهما يؤثرانه على انفسهما‬ ‫في احوال كثيرة ، حتى اذا كبر وعقل و اكتسب لنفسه ضاق به أمره ، وظن‬ ‫الضنون بربّه ، وجحد الحقوق في ماله ، وقتر على نفسه وعياله ، مخافة اقتار‬ ‫رزق ، وسؤظن ، ويقين بالخلف من ا تبارك وتعالى في العاجل والجل ، فبئس‬ ‫العبد هذا يا بني ... الخصال ، باب الثلثة ، ص 69 ، الحديث 411.‬ ‫جزاء الوالد‬ ‫لما كان الوالد السبب المباشر في اتيان الولد الى عالم الوجود ، ـ والوجود من‬ ‫اهّم نعم ا تعالى على النسان وليس هناك فضل ل يجازى ، كان على الولد ان‬ ‫يجازن والده بأحسن ما يمكن ولو أن حق الوالد ل يؤدّي ول يمكن تأديته على ما‬ ‫يفي حقه ولكن ل يترك الميسور بالمعسور .‬ ‫1ـ قال رسول ا )صلى ا عليه وآله وسلّم( : ل يجزي ولد والده ال بشيء‬ ‫واحد ، وهو أن يجده مملوكا فيشتريه ويعتقه ... معدن الجواهر ، باب ما جاء في‬ ‫واحد ، ص 12 .‬ ‫2ـ قال الصادق )عليه السلم( ل حد اصحابه وقد ذكر المسير : أن المأمور له من‬ ‫ذلك ثمانيه : منها سر سنتين بر والديك ... معدن الجواهر ، باب ذكر ما جاء في‬ ‫ثمانية ، ص 46 .‬ ‫3ـ وفي الكافي مسندا عن سويد بن غفلة قال : قال أمير المؤمنين )عليه السلم(‬ ‫: ان ابي آدم اذا كان في آخر يوم من ايام الدنيا ، واول يوم من أيام الخرة ، مثّل‬ ‫، له ماله و ولده وعمله ـ الى أن قال ـ فيلتفت الى ولده ، فيقول : وا اني كنت‬ ‫لكم محبا واني كنت عليكم محاميا فماذا لي عندكم ؟ . فيقولون : نؤدّيك الى‬ ‫حفرتك نواريك فيها ... الخ تسلية الفوآد في احوال البرزخ ، ص 98 .‬
  • 30.
    ‫4ـ محمد بنيحيى ، عن احمد بن محمد ، عن محمد بن اسماعيل بن بزيع ، عن‬ ‫حنان بن سدير ، عن ابيه ، قال : قلت البي جعفر عليه صلوات ا : هل يجزي‬ ‫الولد والده ؟ فقال )عليه السلم( : ليس له جزاء ال ّ في خصلتين : يكون الوالد‬ ‫مملوكا فيشتريه ابنه فيعتقه ، أو يكون عليه دين فيقضيه عنه ... الكافي ، ج 2 ص‬ ‫031 ، باب البر ، الحديث 91 .‬ ‫نهي ا عن المحارم‬ ‫هناك امور نهي ا سبحانه وتعالى عن اتيانها ، فهي ممنوعة على العباد ،‬ ‫والممنوع بلسان الشرع المقّدس يقال له حرام ، ولريب أن ا تعالى ل يحرم‬ ‫على عباده امرا ال ّ مضّره عليهم ، كما ل يوجب عليهم امرا ال ّ وفيه مصلحة لهم ،‬ ‫فمن ائتمر بأوامر ا تعالى فقد سعد في الدنيا والخره ، ومن عصى ـ والعياذ‬ ‫بالله ـ فقد هلك وهوى ومما حرّم علينا ، هو ما جاء في الكتاب الكريم :‬ ‫1 ـ حرّمت عليكم امّهاتكم وبناتكم واخواتكم وعماتكم وخالتكم وبنات الخ وبنات‬ ‫الخت وامهاتكم اللتي ارضعتكم واخواتكم من الرضاعة ، وامّهات نسائكم ،‬ ‫وربائبكم اللتي في حجوركم من نسائكم اللتي وخلتم بهّن ، فان لم تكونوا‬ ‫دخلتم بهن فل جناح عليكم ، وحلئل ابنائكم الذين من اصلبكم ، وأن تجمعوا بين‬ ‫الختين ال ّ ما قد سلف ، ان ا كان غفورا رحيما ) النساء ـ 32 ( .‬ ‫الدفاع الى الجنة‬ ‫قد جعل ا تبارك وتعزز لكل شيء سببا ، فاحدى أسباب دخول الجنة هو دفع‬ ‫بعض الشخاص وذلك لبعض العمال الذي قاموا بها في دار الدنيا ، وأهمّها البر‬ ‫بالوالدين ، فانه السبـب الرئيسي في دخول الجنة . هكذا اقتضت حكمة ا تعالى‬ ‫.‬ ‫1ـ علي بن ابراهيم ، عن أبيه ، عن ابن أبي عمير ، عن سيف ، عن أبي عبدا‬ ‫عليه صلوات ا ، قال سلم ا عليه : يأتي يوم القيامة شيء مثل الكبّة ، فيدفع‬ ‫في ظهر المؤمن فيدخله الجنّة ، فيقال : هذا البر ... الكافي، ج 2 ، ص 621 ،‬ ‫الحديث 3 ...‬
  • 31.
    ‫أقول : كلمهالبر مطلقة ولكن بقرينة أنها جائت مع روايات البر بالوالدين يمكن‬ ‫تقييدها بهما ، وان قلت بالعميّة : قلنا : فيكـن أشخص أفرادها الوالدين .‬ ‫الخلود‬ ‫كلنا يعلم ان هناك جنّة ونار ، وثواب وعقاب ، وكذلك ايضا كلنا يعلم أن من أهل‬ ‫النار من يخلد فيها ، وان أهل الجنة من الخالدين فيها ابدا ، وقسم ثالث هم الذين‬ ‫لم يخلّدوا في النار ، لهم مـدة معينّة يسكنونها ، ثم ينجون منها ، ويتنعمون بنعيم‬ ‫الجنة ، وهذه الفرق الثالثة ليرون ما هم عليه ال ّ بأعمالهم التي قاموا بأتيانها في‬ ‫دار الدنيا ، ولكن هناك قسم من الخالدين في الجنة بل عمل عملوه في الدنيا ،‬ ‫وهم كما قاله الشيخ المفيد اعلى ا مقامه الشريف في شرح اعتقادات الصدوق‬ ‫:‬ ‫1ـ ) قال عليه الرحمه ( الجنة دار النعيم ليلحق من دخلها نصب ، ول يلحقهم فيها‬ ‫لغوب ، جعلها ا دارا لمن عرفه وعبده ، ونعيمها دائم ل انقطاع له ، والساكنون‬ ‫فيها على أضراب :‬ ‫فمنهم من اخلص لله تعالى ، فذلك الذي يدخلها على امان من عذاب ا تعالى .‬ ‫ومنهم من خلط عمله الصالح بأعمال سيّئة ، كأن يسوف منها التوبة فاخترمته‬ ‫المنيّة قبل ذلك ، فلحقه ضرب من العقاب في عاجله وآجله ، أو في عاجله دون‬ ‫آجله ، ثم سكن الجنة بعد عفو او عقاب .‬ ‫ومنهم من يتفضّل عليه بغير عمل سلفا منه في الدنيا ، وهم الوالدان المخلّدون‬ ‫الذين جعل ا تعالى تصرّفهم لحوائج أهل الجنة ثوابا للعالمين ، وليس في‬ ‫تصرفهم مشّاق عليهم ول كلفة ، لنهم مطبوعون اذ ذاك على المسارة بتصرفهم‬ ‫في حوائج أهل الدنيا .‬ ‫تعدد الباء‬
  • 32.
    ‫يظهر أن النسانلم يكن له والد واحد فحسب ، وانّما الواحد هو الب الذي‬ ‫يولده ، وبعده أب علّمك وأب زوجك ، وهناك والدآخر ذو قدر ورفعة ، يدلّنا عليه‬ ‫رسول ا )صلى ا عليه وآله وسلّم( حين يقول :‬ ‫العلم خدين المؤمن ـ الى أن يقول ـ والرفق والده ، والبر أخوه ـ الى آخره ـ .‬ ‫تحف العقول عن آل الرسول )ص ( . مواعظ النبي ا عليه وآله وسلّم . ص‬ ‫23 .‬ ‫نكاح المرأه ذات الولد‬ ‫ل شك أن كل يريد المرأة وان كانت ثيبا ، وان من بعض الثيبات ذوات أولد ، فهل‬ ‫يصلح للرجل أن يقدم على مثلها ؟ ... كل ... يقول ارباب هذا الفن : ان النساء‬ ‫على ثلث : الباكر ، وهي التي لم تر زوجا ، فان تزوجتها يكن حبّها جمتعه لك‬ ‫وحدك . الثيب ، وهي على قسمين : من رأت زوجا ولم تلد منه ، فانك ان تزوجتها‬ ‫يكن نصف حبها لك والنصف الخر بقى عند الناكح الول . ومن رأت زوجا وولدت‬ ‫منه ، فانك ان ابتليت بها لم تصب من حبها ذرة ، فانه انقسم نصفين : نصف للناكح‬ ‫والباقي لولده ، فما بقى لك شيئ ال ّ وامر الصادرة منها ، والطعن عليك ومدح‬ ‫من قبلك ، وهذه الخيرة تسمى اللفوت ـ يعني تلتفت الى فراخها ـ وليس لك منها‬ ‫ومن ولدها نصيب . فايّاك واحذر .‬ ‫1 ـ حدثنا ابو الحسن محمد بن عمر البصري ، قال : حدثنا ابو الحسن على بن‬ ‫الحسن بن البندار التميمي الطبري باسفرانين في الجامع قال : حدثنا ابو نصر‬ ‫محمد بن يوسف الطوسي بطبران ، قال: حدثنا أبي ، قال : حدثنا علي بن حشرم‬ ‫المروزي ، قال : حدثنا الفضل بن موسى السناني المروزي ن قال : قال ابو حنيفه‬ ‫النعمان بن ثابت: افيدك حديثا طريفاُ لم تسمع اطرف منه ، قال : فقلت نعم ،‬ ‫قال ابو حنيفة : اخبرني حماد بن أبي سليمان ، عن ابراهيم النخعي ، عن عبد ا‬ ‫بن نجيبه ، عن زيد بن ثابت ، قال لي رسول ا )صلى ا عليه وآله وسلّم( : يا‬ ‫زيد تزوجت ، قال : قلت ل ‍ قال صلى ا عليه و آله وسلّم تزوج تستعف مع عفتك‬ ‫، ولتتزوجن خمسا ، قال زيد : من هن يا رسول ا )صلى ا عليه وآله‬
  • 33.
    ‫وسلّم( ؟ ...فقال رسول ا صلوات ا عليه وعلى اهل بيته الطاهرين : ل‬ ‫تتزوجن ، شهبرة ، ول لهبرة ، ول نهبرة ، ول هيدرة ، ول نقوتا ... فقال زيد : يا‬ ‫رسول ا )صلى ا عليه وآله وسلّم( ، ما عرفت مما قلت شيئا ، واني بأمرهـنّ‬ ‫لجاهل ، فقال رسول ا )صلى ا عليه وآله وسلّم( : ألستم عربا ؟ أما الشهبرة‬ ‫فالزرقاء البذية ... وأما اللهبرة فالطويلة المهزولة .... وأما النهبرة فالقصيرة‬ ‫الذميمة ... وأما الهيدرة فالعجوز المدبرة ... وأما اللفوت فذات الولد من غيرك ...‬ ‫والخصال ، باب الخمسة ، ص 752 ، الحديث 89 .‬ ‫الفرار من الولد‬ ‫الولد عزيز جدا بحيث نرى تعضهم يفديه روحه ، ولكن لكل شيء حّد ، ولكل‬ ‫مسير ايقاف ، أما بالنسبة للدنيا فحدّ حب الولد الدين ، فاذا خير المؤمن بين ترك‬ ‫الدين او الولد ، فل شك أنه يترك الولد ، و يحافظ على دينه . وأما بالنسبة للخرة‬ ‫التي هي دار جزاء وبقاء فكل ينادي وانفساه ، فل والد يجزي عن ولده ، ول‬ ‫مولود هو جاز عن والده شيئا ، والمر يومئذ لله تعالى ، فهناك ترى الغرار مما ل‬ ‫يطاق مـن سنن المرسلين . ربنا ارحمنا برحمتك ، وأرنا شفعائنا في بحبوحـة‬ ‫جنتك ، وأهدنا وذرياتنا بهدايتك ، يا ارحم الراحمين .‬ ‫1ـ حدثنا ابو الحسن محمد بن عمرو بن على بن عبدا البصري بايلق ، قال :‬ ‫حدثنا أبي ، قال : حدثنا علي بن موسى الرضا )عليه السلم( ، قال : حدثنا موسى‬ ‫بن جعفر )عليه السلم( ، قال : حدثنا جعفربن محمد )عليه السلم( ، قال : حدثنا‬ ‫محمد بن علي )عليه السلم( قال : حد ثنا علي بن الحسين )عليه السلم( ، قال :‬ ‫حدثنا الحسين بن علي )عليهم السلم( ، قال : كان علي ابن ابي طالب )عليه‬ ‫السلم( بالكوفة في الجامع ، اذ قام اليه رجل من اهل الشام ، فسأله عن‬ ‫مسأئل ، فكان فيما سئله أن قال أن قال اخبرني عن قول ا عزّوجلّ ) يوم يفر‬ ‫المرء من اخيه وأمه وابيه وصاحبته وبنيه ( من هم ؟ فقال )عليه السلم( : قابيل‬ ‫يقرمن هابيل ، والذي يفر من أمه موسى ، والذي يفر من ابيه ابراهيم على نبينا‬ ‫وآله و)عليه السلم(، والذي يفر من صاحبته لوط )عليه السلم( ، و الذي يفرمن‬
  • 34.
    ‫ابنه نوح ،يفرمن ابنه كنعان . قال الصدوق رحمه ا تعالى انما يفر موسى من‬ ‫أمّه خشية أن يكون قصّر فيما وجب عليه من حقّها . وابراهيم )عليه السلم( انما‬ ‫يفرمن الب المربي المشرك لمن الب الوالد وهو تاريخ ... الخصال ، بـاب‬ ‫الخمسة ، ص 952 ، الحديث 201 .‬ ‫اقول : ان الفرار يشمل الجميع حسب ما يتصور لن القرآن الكريم وان كان له‬ ‫شأن نزول ، او خصوصية مورد ، ال ّ أنه يعّم الموارد ويشمل الجميع . نعم يمكن‬ ‫أن يكون أول من يفرهم هؤلء الذين عدّهم أمير المؤمنين علي عليه افضل‬ ‫الصلة السلم . ودليلنا : ان لفظ ) المرء ( اسم جنس ، و ) الـ ( يفيد العموم .‬ ‫ال ل ّعن‬ ‫اللعن هو الطرد من رحمة ا تعالى ، وأي شيء أمّر وأنكى من الطرد ، نعوذ‬ ‫بالله من تلكم العمال التي توجب ذلك ، وهي كثير، منها واهمها ما جاء في‬ ‫الحديث الشريف المتعلّق بالولد ووالديه ، والولد والوالدة والتفرقة بينهما ، فهذه‬ ‫اشد موارد اللعن ، لعن ا آل اميّه كيف فرّقوا بين المهات وأبنائها . فهذه‬ ‫المخدّرة أم القاسم ابن الحسن المجتبى )عليه السلم( ترى ولدها بين حوافر‬ ‫الخيول . وهذه المصونة أم علي الكبر ابن الحسين الشهيد )عليه السلم( تراى‬ ‫ولدها مقطّعا بالسيوف اربا اربا وقد فارق امّه . وهذه التقيه أم الرضيع ترى‬ ‫ولدها يتلظى من العطش ثم عند طلب الماء يرمي بسه من حرمله لعنه ا‬ ‫فبذبح من الوريد الى الوريد وهو على يدّ المظلوم أبي عبدا روحي فداه ،‬ ‫وهكذا امّهات أخرى في كربلء تثكل وتفارق أولدها ، كل ذلك ليحكم يزيد بن‬ ‫معاوية عليه وعلى آله لعائن أهل السموات والرضين ، لعائن ا والملئكة‬ ‫والناس اجمعين آمين .‬ ‫1ـ قال رسول ا )صلى ا عليه وآله وسلّم( : لعن ا من فرّق بين الوالدة‬ ‫وولدها ... غوالى الدرر ، حرف اللم ، ص 341 .‬
  • 35.
    ‫2ـ قال ايضا)صلى ا عليه وآله وسلّم( : لعن ا من لعـن والديه ... المصدر‬ ‫السابق .‬ ‫الممقوت‬ ‫كل شيء في الدنيا يكون ممقوتا في بعض الوان والحالت ومن بعض الوجوه ،‬ ‫كما يكون ممدوحا ومستحسنا في الحالت والوجوه المعاكسة للوجوه والحالت‬ ‫والوقات الول .‬ ‫ومن الشياء المهمّة التى تؤخذ بنظر العتباء الكلّي هي الموال والولد ، وهذه‬ ‫تارة تكون زينة الحياة الدنيا ، وأخرى تكون فتنة و امتحانا ، ثالثه تكون وزرا‬ ‫ووبال ، حيث يمقته العقلء ، وحتى تمقت في بعض اليات والروايات .‬ ‫1ـ ) قول النبي )صلى ا عليه وآله( ( يا أبا ذر : انّي قد دعوت ا جلّ جلله أن‬ ‫يجعل رزق من يجبني الكفاف ، وأن يعطي من يبغضني كثرة المال والولد ...‬ ‫پندهاى گرانمايهء پيغمبر گرامى ، ص 03 ، الحديث 65 .‬ ‫الوأد‬ ‫)) واذا الموؤده سئلت * بأي ذنب قتلت (( ) التكوير ـ 8 ( كانت المظالم ـ في زمن‬ ‫الجاهلية ـ علت فوق الهامات ، فل رادع ولمانع ، وكان من جملتها وأو البنات ، كي‬ ‫ليؤسروا في الغزوات ، لن الغزو كان من شيمة العراب ، فهذه الطائفة تغزوا‬ ‫تلك ، وذي القبيلة تغزوا ذي ، ونيران الحرب والجهل قد أحرق الطريّ واليابس ،‬ ‫فأنجاهم ا برجل منهم ، هو أشرف الخلئق من الولين والخرين ، أبي القاسم‬ ‫المين ، محمد الهاشمي العربي المكي المدني البطحي التهامي ، الذي قلب‬ ‫صفحة الشرك ، والظلم ، والكفر ، والنفاق ، الى التوحيد ، والعدل ، واليمان ،‬ ‫والسلم ، والسلم ، فلجهل ، ولغزو ، ولوأد فالعلم حل مكان الجهل ،‬ ‫والستفرار حلّ مكان الغزو ، والدّلل والمحبّة حلّت مكان الوأد ، فجزاك ا يا‬ ‫رسول ا عنّا خيرا ، صلّى عليك مليك السماء .‬
  • 36.
    ‫1 ـ الوشّاءعن أحمد بن عائد ، عن أبي خديجه عن أبي عبد ا عليه أفضل‬ ‫السلم ، قال :جاء رجل الى النبي )صلّى ا عليه وآله وسلم( ، فقال:اني قد‬ ‫ولدت بنتا ، وربيتها ، حتى اذا بلغت ، فألبستها ، وحلّيتها ، ثم جئت بها الى قليب‬ ‫فدفعتها في جوفه ، وكان آخر ما سمعت منها ، وهي تقول : يا أبتاه !‍ فما كفّارة‬ ‫ذلك ؟ قال صلى ا عليه وآله : ألك أمّ حيّة ؟ قال : ل قال ا عيله وآله وسلّم :‬ ‫فلك خالة حيّة ، قال : نعم ، قال )صلى ا عليه وآله وسلّم( : فأبررها ، فانها‬ ‫بمنزلة الم ، يكفّرعنك ما صنعت ، قال أبو خديجه : قلت لبي عبد ا صلوات ا‬ ‫عليه :متى كان هذا ؟ فقال )عليه السلم( :كان في الجاهليّة ، وكانوا يقتلون‬ ‫البنات مخافة أن يسبين ، فيلدون في قوم آخرين ..... الكافي ، ج 2 ، ص 031،‬ ‫باب البر ، الحديث 8 .‬ ‫موجبات الرحمة على الوالد‬ ‫ان النسان مهما كانت له حسنات ومهما عمل الخيرات فانه مع ذلك محتاج كل‬ ‫الحتياج الى رحمة ا تعالى . ولينبغي ان يكتفي النسان بما قدّم ايام حياته‬ ‫لخرته ، صحيح أنّ السراج يوضع أمام المرء ليرى طريقه ولكن الحتياج اكثرمما‬ ‫يتصور ، فعليه ينبغي للرجل النبيه أن ليقصّر في تربية ولده كي ينشأ نشأة صالحة‬ ‫حتى يكون بعده سببا لغفران ذنوب والديه بطلب المغفرة والدعاء ولينقطع‬ ‫الثواب بعد الوفاة .‬ ‫1 ـ قال رسول ا )صلى ا عليه وآله( : سبعة اشياء يكتب للعبد ثوابها بعد‬ ‫وفاته : منها : وخلّف ولدا صالحا يستغفر له بعد وفاته .. معدن الجواهر ، باب ذكر‬ ‫ما جاء في سبعة ، ص 95 .‬ ‫2 ـ روي عن العالم )عليه السلم( أنه قال: ثمانية اشياء من كن فيه أدخله ا‬ ‫تعالى الجنة ونشر عليه الرحمة : منها : وأحسن تربية ولده .... معدن الجواهر ،‬ ‫باب ذكر ما جاء في ثمانية ص 46 .‬
  • 37.
    ‫3 ـ قالنبي الرحمة )صلى ا عليه وآله وسلّم( : رحم ا ولدا اعان ولده على‬ ‫برّه ... غوالي الدرر ، حرف الراء ، ص 77 .‬ ‫4 ـ وفي الخصال عن امير المؤمنين عليه الصلة والسلم قال : ما من الشيعة‬ ‫عبد يقارف نهيناه عنه فيموت حتى يبتلى ببلية تمحص بها ذنوبه ، اما في مال واما‬ ‫في ولد ، وامّا في نفسه ، حتى يلقى ا عزوجل وماله ذنب ، وانّه ليبقى عليه‬ ‫الشيء من ذنوبه فيشدّد عليه عند موته ... تسليه الفوآد ، في سكرات الموت ، ص‬ ‫74 .‬ ‫5 ـ وعن الصادق )عليه السلم( ، عن آبائه عليهم السلم ، قال : قال رسول ا‬ ‫)صلى ا عليه وآله وسلّم( : مرّ عيسى بن مريم بقبر يعذّب صاحبه ، ثم مرّ به من‬ ‫قابل فاذا هو ليس يعذب ، فقال على نبينا وآله و)عليه السلم( : يا ربّ مررت بهذا‬ ‫القبر عام أول فكان صاحبه يعّذب ، ثم مررت به العام فاذا هو ليس يعذّب ،‬ ‫فأوحى ا عزّوجل اليه : يا روح ا أنه اردك له ولد صالح ، فأصلح طريقا ، وآوى‬ ‫يتيما فغفرت له بما عمل ابنه .... تسلية الفوآد ، في احوال البرزخ ، ص 68 .‬ ‫6 ـ في الخصال ابواب الستة ص 362 ، الحديث 9 . مسندا عن الصادق )عليه‬ ‫السلم( قال: ست خصال ينتفع بها المؤمن بعد موته : ولد صالح يستغفر له ،‬ ‫ومصحف يقرأ فيه ، وقليب يحفره ، وغرس يغرسه ، وصدقة ماء يجريه ، وسنة‬ ‫حسنة يؤخذ بها من بعده .... تسلية الفوآد فيما يلحق الرجل بعد موته ص 431 .‬ ‫7 ـ وفي البحار مسندا عن الصادق )عليه السلم( قال: ليس يتبع الرجل بعد موته‬ ‫الى يوم القيامة من الجر ال ّ ثلث خصال : صدقة أجراها في حياته فهي تجري‬ ‫بعد موته الى يوم القيامة صدقة موقوفة ل تورث ، أو سنة هدى سنّها فكان يعمل‬ ‫بها وعمل بها في بعده غيره او ولد صالح يستغفرله .... تسلية الفوآد : نفس‬ ‫المصدر .‬
  • 38.
    ‫8 ـ وعنالصادق )عليه السلم( ، قال : خير ما يخلفه الرجل بعده ثلثة : ولد باّر‬ ‫يستغفر له ، وسنّة خير يقتدي به فيها ، وصدقة تجري من بعده ..... تسلية الفوآد ،‬ ‫نفس المصدر .‬ ‫سخط ا ورضاه‬ ‫جاء في تاج العروس : السخط : ضد الرضا : وهو الكراهة للشيء وعدم الرضا‬ ‫به . وقد سخط : كفرح . يسخط سخطا وتسخط ، اي كره وتكرّه ، والمسخوط‬ ‫المكروه . وتقول كلما عملت له عمل تسخطه أي تكّرهه ولم يرضه . وهناك‬ ‫اعمال تصدر من العبد لم يكن لله فيها رضا فيسخطها بل ويسخط العبد كذلك .‬ ‫منها الولد يسخط والديه‬ ‫1 ـ عن الراوندي ، عن رسول ا )صلى ا عليه وآله وسلّم( أنّه قال : من‬ ‫أسخط والديه فقد اسخط ا ، ومن اغضبهما فقد اغضب ا )) تعالى (( ...‬ ‫ذرايع البيان ص 002 ، تكملة .‬ ‫جند العقل‬ ‫انّ للعقل جنودا يحرسونه من الفات ، ويساعدونه في الملمّات ، ولقد منّ ا‬ ‫تعالى على العقل بهذه الجنود المجنّدة كي لتبقى عليه حجة ، وله الحجة البالغة‬ ‫تبارك ، وتعالى وفي هاتيك الجنود ـ وقد ذكرها المسعودي في كتابه اثبات الوصيّة‬ ‫ـ‬ ‫1 ـ هو البر بالوالدين :‬ ‫) اقول ( ثم بلغ عدد الجنود كما عدّها ) 18 ( جنديا كل منهم يكفي لن يقود‬ ‫النسان الى شاطئ الخير والسلمة والسعادة .‬ ‫ال ش ّـكـر‬ ‫من الواجب على كل ذي لبّ شكر المنعم وقد اوجبه العقل والنقل . أما العقل :‬ ‫لشك ولريب أنه يحكم بوجوب الشكر عند اسدآل النعمة ، ومن لم يشكر المنعم‬ ‫فقد ظلمه . وأما النقل : فقد جاء في الخبار الكثيرة ما يدل على وجود شكر‬ ‫المنعم ، وأنّ هل جزاء الحسان ال ّ الحسان ، وأن من لم يشكر المخلوق لم‬
  • 39.
    ‫يشكر الخالق .ثم من يستحق الشكر بعد ا سبحانه وتعالى اكثر من الوالدين ،‬ ‫فانهما السبب الظاهري في وجود النسان وأي نعمة هي أولى واكبر وأفضل من‬ ‫نعمة الوجود وكان النسان معدما لول اقتضاء حكمه ا عزّو جل جعل البوين‬ ‫جزء علة ايجاده ، فعليه يجب الشكر للوالدين كما يجب لله تعالى . وهو القائل‬ ‫تعزّز وتقدس : أن اشكر لي ولوالديك الىّ المصير ) لقمان ـ 41 ( .‬ ‫1 ـ حدثنا محمّد بن علي ما جيلويه ) رض( قال: حدّثني أبي عن احمد ين أبي عبد‬ ‫ا البرقي ، عن السياري ، عن الحارث بن ولهاث ، عن ابيه ، عن أبي الحسن‬ ‫الرضا )عليه السلم( قال: ان ا عزّ وجلّ أمر بثلثة ، مقرون بها ثلثة أخرى : أمر‬ ‫بالصلة والزكوة فمن صلى ولم يزكّ لم تقبل منه صلة ، وأمر بالشكر له‬ ‫وللوالدين فمن لم يشكر والديه لم يشكر ا ، وأمر باتقاء ا وصلة الرحم فمن‬ ‫لم يصل رحمه لم يتق ا عزوجّل ... الخصال باب الثلثة ، ص 321 الحديث‬ ‫البر والبار‬ ‫من أفضل الطاعات البر ، ومن افضل البّر ، بّر الوالدين فمرحى لمن بّر والديه ،‬ ‫وطوبى له ، فان الجنّة مأواه ، والنار بعيدة عنه ، وهو من السعداء ، وقد جرّبنا‬ ‫من كان برا بوالديه في زماننا هذا ورأيناه يعيش في سعة الرزق وتغدو وتروح‬ ‫عليه اليام وهو في بحبوحة النعيم ، سواء كان ثريا أم ل ، وسواء كان عامل أم‬ ‫رب عمل ، والحكايات على هذه كثيرة وكثيرة جدا ، ليس المقام مقام السرد ،‬ ‫لخوف الخروج عن صلب الموضوع ، لكن كيف ما تعامل ابويك يعاملك ابناؤك .‬ ‫1 ـ حدّثنا محّمد بن الحسن بن احمد بن الوليد ) رض ( قال : حدثيا محمّد بن‬ ‫الحسن الصفّار ، عن محمّد بن عبد الجبار ، عن عبد الرحمن بن أبي نجران ، عن‬ ‫الحسن بن علي بن رباط ، عن أبي بكر الخضرمي ، عن بعض اصحابه ، عن ابي‬ ‫عبد ا )عليه السلم( قال : بّروا آبائكم يبركم ابنائكم ، وعفوا عن الناس تعف‬ ‫نسائكم ... الخصال ص 44 ، باب الثنين ، الحديث 57 .‬
  • 40.
    ‫2 ـ حدّثناابي ) رض ( قال : حدّثني علي بن موسى بن جعفر بن أبي جعفر‬ ‫الكميداني ، عن احمد بن احمد بن محمد بن عيسى عن محمّد بن أبي عمير ،‬ ‫عن الحسين بن مصعب الهمداني قال : سمعت أبا عبد ا )عليه السلم( يقول :‬ ‫ثلثة ل عذر لحد فيها : اداء المانة الى البر والفاجر ، والوفاء بالعهد للبر‬ ‫والفاجر ، وبر الوالدين كانا أو فاجرين .... المصدر السابق ص 89 ، باب الثلثة‬ ‫الحديث 811 ، وعن علي بن ابراهيم ، نفس المتن : الكافي ، ج 2 ، ص 921 ،‬ ‫باب البر الحديث 51 .‬ ‫3 ـ حدثنا أبي ) رض ( قال: حدثنا عبد ا بن جعفرالحميري ، عن محمّد بن‬ ‫الحسين بن ابي الخطاب ، عن الحسن بني محبوب ، عن عنبسة بن مصعب قال :‬ ‫سمعت ابا عبد ا )عليه السلم( يقول : ثلث لم يجعل ا تعالى لحد من‬ ‫الناس فهّن رخصة : بر الوالدين برّلن كانا اوفاجرين ، ووفاء بالعهد للبر والفاجر ،‬ ‫واداء المانة الى البرووالفاجر .... المصدر السابق ص 101 ، باب الثلثة ، الحديث‬ ‫921‬ ‫4 ـ اخبرني الخليل بن احمد السجزي ، قال :اخبرنا ابو القاسم البغوي ، قال :‬ ‫حدّثني على يعني ابن الجعد ، قال : اخبرنا شعبة ، قال : اخبرني الوليد بن‬ ‫الغيران بن حريث ، قال : سمعت أباعمرو الشيباني ، قال : حدثني صاحب هذا‬ ‫الدار ، واشار بيده الى دار عبد ا بن مسعود ، قال : سألت رسول ا )صلى ا‬ ‫عليه وآله وسلّم( ، اي العمال احب الى ا عزوجل ؟ . قال صلى ا عليه وآله :‬ ‫الصلوة لوقتها . قلت ثم أي شيء ؟ . قال صلى ا عليه وآله : بـر الوالدين . قلت‬ ‫ثم أي شيء ؟ قال صلى ا عليه وآله : الجهاد في سبيل ا عزوجل . قال‬ ‫فحدثني بهذا ، ولو استزدته لزادني .... الخصال ، باب الثلثة ص 921 الحديث‬ ‫312 .‬ ‫5 ـ قال منقذ البشر )صلى ا عليه وآله وسلّم( : برّ الوالدين يورث رضا‬ ‫الرحمن ... غوالي الدرر ، حرف الباء ، ص 51 .‬
  • 41.
    ‫6 ـ وقال)صلى ا عليه وآله وسلّم(: بر الوالدين يجزي عن الجهاد ..... نفس‬ ‫المصدر ...‬ ‫7 ـ وقال ايضا صلى ا وآله وسلّم : سيّد البرار يوم القيامة رجل برّ والديه بعد‬ ‫موتهما .... المصدر السابق ، حرف السين ، ص 09 .‬ ‫8 ـ وبرّا بوالديه ولم يكن جيّارا عصيّا .... ) مريم ـ آيه 41 (‬ ‫9 ـ ووصينا النسان بوالديه حسنا .... ) العنكبوت ـ 8 ( .‬ ‫الحسين بن محمّد ، عن معلي بن محمّد ، عن الوشّاء ، عن منصور بن حازم ،‬ ‫عن أبي عبد ا )عليه السلم( ، قال : قلت : أي العمال أفضل ؟ . قال صلوات‬ ‫ا وسلمه عليه : الصلة لوقتها ، وبـرّ الوالدين ، والجهاد في سبيل ا‬ ‫عزوجلّ .... الكافي ، ج 2 ، ص 721 باب البر ، الحديث 4 .‬ ‫11 ـ عده من اصحابنا ، عن احمد بن خالد ، عن ابيه ، عن عبد ا بن بحر ، عن‬ ‫عبد ا ابن مسكان ، عمّن رواه ، عن أي عبد ا )عليه السلم( ، قال : قال ـ‬ ‫وأنا عنده ـ لعبد الواحد النصاري في برّ الوالدين في قول ا عزوجلّ :‬ ‫)) وبالوالدين احسانا (( ـ الى أن قال )عليه السلم( ـ )) ووصينا النسان بوالديه‬ ‫) حسنا ( وان جاهداك لتشرك بي ما ليس لك به علم فل تطعهما (( فقال عليه‬ ‫صلوات ا :انّ ذلك اعظم ))من (( يأمر بصلتهما وحقّهما على كل حال )) وان‬ ‫جاهداك لتشرك بي ما ليس لك به علم (( ؟ . فقال )عليه السلم( : لبل أمر‬ ‫بصلتهما وأن جاهداه على الشرك ما زاد حقّهما ال ّ عظما .... الكافي ، ج 2 ، ص‬ ‫721 ، باب البر ، الحديث 6 .‬ ‫21 ـ محمّد بن يحيى ، عن أحمد بن محمّد بن عيسى ، عن على بن الحكم ،‬ ‫وعدّه من اصحابنا ، عن احمد بن أبي عبد ا ، عن اسماعيل بن مهران ، جميعا‬ ‫عن سيف بن عميرة ، عن عبد ا بن مسكان عن عمّار بن حيّان ، قال : خبّرت‬ ‫أبا عبد ا )عليه السلم( ، ببر اسماعيل ابني بي ، فقال : لقد كنت أحبّه ، وقد‬ ‫ازددت له حبّا ، ان رسول ا صلى ا عليه وآله وسلم ، أتته اخت له من‬
  • 42.
    ‫الرضاعة ، فلّمانظر اليها سرّبها ، وبسط ملحفته لها ، فأجلسها عليها ، ثم أقبل‬ ‫يحدّثها ، ويضحك في وجهها ، ثم قامت وذهبت ، وجاء أخوها فلم يصنع به ما‬ ‫صنع بها ، فقيل له : يا رسول ا )صلى ا عليه وآله وسلّم( صنعت بأخته ما لم‬ ‫تصنع به وهو رجل؟ ‍ ! فقال )صلى ا عليه وآله وسلّم( : لنها كانت أبر بوالديها‬ ‫منه ... الكافي ، ج 2 ، ص 921 ، باب البر ، الحديث 21 .‬ ‫31 ـ عنه )) اي محمّد بن يحيى (( عن علي بن الحكم ، عن سيف بن عميرة ،‬ ‫عن أبي الصبّاح ، عن جابر ، قال : سمعت رجل يقول لبي عبد ا )عليه‬ ‫السلم( : ان لي أوبوين مخالفين ؟ . فقال )عليه السلم( : برّهما كما تبر‬ ‫المسلمين عن يتول ّنا .... الكافي ، ج 2 ، ص 921 ، باب البّر ، الحديث 41 .‬ ‫41 ـ عنه ـ البرقي ـ عن محمّد بن علي ، عن عبد الرحمان بن محمّد السدي ،‬ ‫عن حريب الغزال ، عن صدقة القتاب ، عن الحسن البصري ، قال : كنت مع أبي‬ ‫جعفر )عليه السلم( بمنى ، وقد مات رجل من قريش فقال )عليه السلم( : يا أبا‬ ‫سعد قم بنا الى جنازته ، فلّما دخلنا المقابر قال )عليه السلم( : أل اخبركم‬ ‫بخمس خصال هي من البّر ، والبّر يدعوا الى الجنّة . قلت بلى . قال )عليه السلم(‬ ‫: اخفاء المصيبة وكتمانها ، والصدقة تعطيها بيمينك ل تعلم بها شمالك ، وبـّر‬ ‫الوالدين ، فانّ برّهما لله رضى ، والكثار من قول : ) لحول ول قوة ال ّ بالله‬ ‫العلي العظيم ( فانّه من كنوز الجنّة ، والحبّ لمحمّد وآل محمّد )صلى ا عليه‬ ‫وآله وسلّم( اجمعين .... المحاسن ، كتاب الشكال والقرائن ، ص 8 ، الحديث 72‬ ‫.‬ ‫ب ر ّ الوالدين‬ ‫ان ا تبارك وتعالى يرحم عباده ، وجعل لكل شيء شيئا ولنزول رحمته على‬ ‫عباده ايضا اسباب ، منها اشفاق الولد ابويهما ....‬ ‫1 ـ قال سيدّنا الرسول الكرم )صلى ا عليه وآله وسلّم( : اربع خصال من كنّ‬ ‫فيه ادخله ا تعالى جنّته ونشرعليه رحمته : منها : من اشفق على والديه ....‬ ‫معدن الجواهر باب ذكر ما جاء في اربعة ، ص 93 .‬
  • 43.
    ‫2 ـ وقال)صلى ا عليه وآله وسلّم( : من ألهم اربعة اشياء : من برّ والديه ،‬ ‫أنسئ في أجله ، ووسع عليه في رزقه ، ومنع بعقله ، وسهل عليه في ساقته يريد‬ ‫به الموت ، ولقّن حجته في قبره ... معدن الجواهر باب ذكر ما جاء في اربعة ص‬ ‫04 .‬ ‫3 ـ روى عن العالم )عليه السلم( أنه قال : ثمانية اشياء من كنّ فيه ادخله ا‬ ‫تعالى الجنّة ونشر عليه الرحمة : منها : وبّر والديه معدن الجواهر باب ذكر ما في‬ ‫اربعة ص 46 .‬ ‫4 ـ وقال )) رسول ا (( )صلى ا عليه وآله وسلّم( : تفتح ابواب السماء‬ ‫بالرحمة في اربع مواضع : عند نزول المطر , وعند نظر الولد في وجه الوالدين .‬ ‫وعند فتح باب الكعبة . وعند فتح باب الكعبة وعند النكاح ... سفينة البحار ، باب‬ ‫الزاء بعده الواو ، ص 165 .‬ ‫5 ـ قال امير المؤمنين عليه الصلة والسلم : ا رحيم بعباده ومن رحمته أنه‬ ‫خلق مائه رحمة ، وجعل منها رحمة واحدة في الخلق كلّهم ، فبها يتراحم الناس ،‬ ‫وترحم الوالدة ولدها ، وتحنن المهات من الحيوانات على أولدها... الى آخره‬ ‫الحديث ... تسلية الفوآد فصل في الشفاعة ص 591 .‬ ‫الب ـ ّر بالم‬ ‫مما يجب على الولد هو أن يبر بأبويه ولكن فرق بين الم والب ، فان حق الم‬ ‫اكثر لنها حملت وارضعت وربت وسهرت الليال ، كل ذلك في سبيل راحة الولد ،‬ ‫حتى كبر وشاب ، وصار يستلذ بلذة الوجود ، والن حن وقت اداء الحق ، فيجب‬ ‫البر بها اكثر فأكثر .‬ ‫1 ـ قال رسول ا عليه وآله وسلّم : أمّك أمّك أمّك ! ثم أباك ! ثم القرب !‬ ‫فالقرب .... غوالي الدرر ، حرف اللف ، ص 31 .‬ ‫2ـ قال )صلى ا عليه وآله وسلّم( ايضا : الجنّة تحت أقدام المهات .... المصدر‬ ‫السابق ، حرف الجيم ، ص 24 .‬
  • 44.
    ‫3ـ عن عائشة، قالت : قلت :)) يارسول ا )صلى ا عليه وآله وسلّم( (( فأي‬ ‫الناس اعظم حقا على الرجل ؟ قال صلى ا عليه آله وسلّم : أمه ..... ذرايع‬ ‫البيان ، الفة الثامنة ، ص 791 ، نقلعن المستدرك للحاكم .‬ ‫4 ـ علي بن ابراهيم ، عن ابيه ، عن ابن أبي عمير ، عن هشام بن سالم عن أبي‬ ‫عبد ا عليه الصلة والسلم والتحيات والبركات ، قال : جاء رجل الى النبي‬ ‫)صلى ا عليه وآله وسلّم( جاء رجل الى النبي )صلى ا عليه وآله وسلّم(‬ ‫تسليما كثيرا كثيرا ، فقال يا رسول ا )صلى ا عليه وآله وسلّم( من أبر ؟ . قال‬ ‫صلوات ا عليه وعلى آله : أمك ، قال: ثم من ؟ قال أمّك ، قال ثم من ؟ أمّك ،‬ ‫قال : ثم من ؟ . قال صلى ا آله : أباك ... الكافي ، ج 2 ، 721 ، باب البر ،‬ ‫الحديث 9 .‬ ‫5ـ عدة من اصحا بنا ، عن احمد بن محمد بن خالد ، عن علي بن الحكم ، عن‬ ‫معاوية بن وهب ، عن زكريا بن ابراهيم ، قال : كنت نصرانيا سلمت ، وحججت ،‬ ‫فدخلت على أبي ا )عليه السلم( ، فقلت : أني النصرانية ، واني اسلمت ، فقال‬ ‫)عليه السلم( :وأي شيء رأيت في السلم ؟ قلت : قول ا عزّوجلّ : )) ما كنت‬ ‫تدري ما الكتاب ول اليمان ولكن جعلناه نورا نهدى به من نشاء (( فقال )عليه‬ ‫السلم( : لقد هداك ا تعالى ، ثم قال )عليه السلم( : اللهم اهده ـ ثلثا ـ سل‬ ‫عمّا شئت يا بني ، فقلت : ان أبي وأمي على النصرانية وأهل بيتي ، وأمي مكفوفة‬ ‫البصر ، فأكون معهم ، وآكل في آنيتهم ؟ . فقال )عليه السلم( : يأكلون لحم‬ ‫الخنزير ؟ . فقلت ل ، ول يمسّونه ن فقال )عليه السلم( : ل بأس ، فانظر أمك‬ ‫فبّرها ، فاذا ماتت فل تكلها الى غيرك ، كن أنت الذي تقوم بشأنها ، و ل تخبرنّ‬ ‫احدا أنك أتيتني ، حتى تأتيني بمنى ان شاء ا ، قال: فأتيته بمنى والناس حوله‬ ‫كأنه معلّم صبيان ، هذا يسأله وهذا يسأله ، فلما قدمت الكوفة الصفت لمي ،‬ ‫وكنت اطعمها ، وأفلي ثوبها ورأسها ، وأخدمها ، فقالت لي : يا بني ما كنت تصنع‬ ‫بي هذا وانت على ديني فما الذي أرى منك منذ هاجرت فدخلت في الحنيفية ؟ .‬
  • 45.
    ‫فقلت : رجلمن ولد نبينا أمرني بهذا ، فقالت هذا الرجل هو نبي ؟ فقلت : ل ، و‬ ‫لكنه ابن نبّي ، فقالت : يا بني ان هذا نبيّ ، ان هذه وصايا النبياء ، فقلت :يا أمّه ،‬ ‫انّه ليس يكون بعد نبينا نبي ، ولكنه ابنه ، فقالت :يا بنّي دينك خير دين ، أعرضه‬ ‫عليّ ، فعرضته عليها ، فدخلت في السلم وعلمتها ، فصلّت الظهر والعصر‬ ‫والمغرب والعشاء الخرة ، ثم عرض لها عارض في الليل ، فقالت :يا بنّي أعد‬ ‫عليّ ما علمتني ، فأعدته عليها ، فأقرّت به و ماتت ، فلمّا اصبحت كان المسلمون‬ ‫الذين غسّلوها ، وكنت أنا الذي صليت عليها ، ونزلت في قبرها .... الكافي ، ج 2 ،‬ ‫ص 821، باب البر ، الحديث 11 .‬ ‫6ـ الحسين بن محمد ، عن معلّي بن محمد ، وعلي بن محمد ، عن صالح بن أبي‬ ‫حمّاد ، جميعا عن الوشاء ، عن أحمد بن عائذ ، عن أبي خديجه سالم بن‬ ‫مكروم ، عن معلي بن خنيس ، عن أبي عبد ا )عليه السلم( ، قال : جاء وسأل‬ ‫النبي )صلى ا عليه وآله وسلّم( عن برّالوالدين ، فقال )صلى ا عليه وآله‬ ‫وسلّم( : ابررأمك ، أبررأمك ، أبررأمك ، أبررأباك ، أبررأباك ، أبررأباك ، وبدأ بالم‬ ‫قبل الب .. .. الكافي ، ج 2 ، ص 031، باب البر ، الحديث 71 .‬ ‫7ـ علي بن ابراهيم ، عن محمد بن عيسى ، عن يونس بن عبد الرحمن ، عن‬ ‫عمرو بن شمر، عن جابر، قال : أتى رسول ا )صلى ا عليه وآله وسلّم(‬ ‫فقال : اني رجل شاب نشيط ، وأحب الجهاد ، ولي والدة تكره ذلك ؟ . فقال له‬ ‫النبي صلى ا عليه وآله سلم : ارجع فكن مع والدتك ، فو الذي بعثنى بالحق‬ ‫)) نبيا (( لنسها بك ليلة خير من جهادك في سبيل ا سنة ... الكافي ، ج 2، ص‬ ‫031، باب البر، الحديث 02 .‬ ‫رضا الم وسخطها‬ ‫ان في رضاء الم وسخطها آثار عجيبة رأيناها في زماننا هذا ـ القرن الرابع عشرـ‬ ‫وآثارها بعضا تتعلق بالدنيا ، وبعضا تتعلق بالخرة ، تتعلق بالفقر والغنى ،‬ ‫والتوفيق وعدمه ، وطول العمر و قصيره ، وبركة النسل وعدمه ، وسعة الصدر‬
  • 46.
    ‫وضيقه ، وهكذاالم تؤثّر في جميع مرافق الحياة من الخير والشّر ، والسعادة‬ ‫والشقاء ، الى ابعد الحدود ، والى ما شاء ا تعالى .‬ ‫1ـ وحكي انّه كان في زمن النبي )صلى ا عليه وآله وسلّم( شاب يسمى‬ ‫علقمة ، وكان كثير الجتهاد في طاعة ا ، في الصلة والصوم والصدقة ،‬ ‫فمرض واشتد مرضه ، فأرسلت امرأته الى رسول ا )صلى ا عليه وآله‬ ‫وسلّم( : ان زوجي علقمة في النزع فأردت أن اعلمك يارسول ا بحاله . فأرسل‬ ‫النبي )صلى ا عليه وآله وسلّم( عمارا وصهيبا وبلل ، وقال )صلى ا عليه وآله‬ ‫وسلّم( امضوا اليه ولقّنوه الشهادة ، فمضوا اليه ودخلوا عليه فوجدوه في النزاع‬ ‫فجعلوا يلقنونه : ل اله ال ّ ا . ولسانه ل ينطق بها فارسلوا الى رسول ا صلى‬ ‫عليه وآله وسلّم يخبرونه أنه ل ينطق لسانه بالشهادة . فقال )صلى ا عليه وآله‬ ‫وسلّم( : هل من ابويه أحد حي ؟ . قيل رسول ا )صلى ا عليه وآله وسلّم( أم‬ ‫كبير السنّ ، فأرسل اليها رسول ا صلى ا عليه منّي ! فانطلق بلل فسمع‬ ‫علقمة من داخل الدار يقول : ل اله ال ّ ا . فدخل بلل فقال : يا هؤلء ان سخط‬ ‫أم علقمة حجب لسانه عن الشهادة وان اضاها اطلق لسانه . ثم مات علقمة من‬ ‫يومه ، فحضره رسول ا )صلى ا عليه وآله وسلّم( ، فأمر بغسله وكفنه ، ثم‬ ‫صلّى عليه ، وحضر دفنه ، ثم قام )صلى ا عليه وآله وسلّم( على شفير قبره ،‬ ‫وقال )صلى ا عليه وآله وسلّم( : يا معشر المهاجرين والنصار ، من فضّل‬ ‫زوجته على أمّه فعليه لعنة ا والملئكة والناس اجمعين ، ل يقيل ا منه صرفا‬ ‫ول عدل ، ال ّ أن يتوب لله عزوجلّ ، ويحسن اليها ويطلب رضاها فرضى ا في‬ ‫رضاها ، وسخط ا في سخطها ... الى آخره .... ذرايع البيان ، الفة الثامنة ص‬ ‫681 .‬ ‫معنى العاق والعقوق‬ ‫لكل أمة لغة ، ولكل لغة الفاظ ، وقد وضعت ال لفاظ بأتقان ، اما اللفاظ العربية‬ ‫، ولغتها فهي معجزة اللغات واللفاظ ، وقد اعجزت ارباب الفنّ باتقانها وتنسيقها ،‬ ‫لسيما القرآن الكريم ، كلم ا المجيد ، معجزة الدهر الذي تعدد منه التحدي‬
  • 47.
    ‫بالنسبة الى جميعاهل اللسان ، فهو القائل : قل لئن اجتمعت النس والجن على‬ ‫أن يأتو بمثل هذا القرآن ل يأتون بمثله ولو كان بعضهم لبعض ظهيرا.. ) بني‬ ‫اسرائيل ـ 88 ( .‬ ‫أما لفظ العقول ومعناه : فقد جاء في المجمع ، في مادة ) عقق ( : أدني‬ ‫العقوق )أف( عق الولد اباه ، يعق ، عقوقا ، من باب عقد : اذا آذاه وعصاه ،‬ ‫وترك الحسان اليه وهو البر له . واصله من العق : وهو الشق والقطع .‬ ‫1ـ وهو من المعاصي الكبيرة مما أوعد ا عليه ، والخبار به مصرّحة بأن العاق‬ ‫ل يدخل الجنّة ، وحاله حال مدمن الخمر ، والمنان لفعل الخير .... ذرايع البيان ،‬ ‫ص 891، تكمله .‬ ‫2ـ عن ) الجعفريات ( قال رسول ا صلى ا عليه وآله : من احزن والديه فقد‬ ‫عقّهما ... ذرايع البيان ، ص 991، تكمله .‬ ‫3ـ عن النبي )صلى ا عليه وآله وسلّم( : أنّه قال : ثلثة ل يحجبون عن النار :‬ ‫العاق لوالديه . والمدمن من الخمر . والمنان بعطائه. قيل : يارسول ا صلوات‬ ‫ا عليه وعلى آله الطيبين الطاهرين ، وما عقوق الوالدين ؟... قال صلى ا‬ ‫عليه وعلى آله وسلّم : يأمران فل يطيعهما . ويسألنه فيحرمانهما . واذا هما لم‬ ‫يعظهما بحق ما يلزمهما .... نفس المصدر ، ص 002 .‬ ‫عاق الوالدين‬ ‫ان موجبات عقاب ا تعالى لعبده كثيرة وهو اشدّ المعاقبين في موضع النكال‬ ‫والنقمة ومن موارد عقابه الليم ـ أعاذنا منه ـ عدم اطاعة الوالدين وأذاهم‬ ‫وعقوقهم ومايشينهم ، فاتق النار ايها الولد البار .‬ ‫1ـ قال سيدنا رسول ا )صلى ا عليه وآله وسلّم( : ثلثة ل يدخلون الجنة :‬ ‫منهم : العاق . معدن الجواهر ، ص 13 ، باب ذكر ما جاء في ثلثة .‬ ‫2ـ قال امير المؤمنين سلم ا عليه : من ظلم يتيما عقّ اولده ... درر الكلم ،‬ ‫حرف الميم ، ص 932 .‬
  • 48.
    ‫3ـ عن مولناالصادق عليه افضل الصلة والسلم : ل يدخل الجنّة العاق لوالديه ،‬ ‫والمدمن من الخمر ، والمنان بالفعال الخير اذا عمله ... ذرايع البيان ، ص 891 ،‬ ‫تكلمه .‬ ‫4ـ عن شيخنا المفيد باسناده عن أبي اسحق الهمداني ، عن أبيه ، عن سيّد‬ ‫الموحدين أمير المؤمنين )عليه السلم( , )) قال (( قال رسول ا )صلى ا عليه‬ ‫وآله وسلّم( : ثلثة من الذنوب تعجل عقوبتها ول تأخر الى الخره : عقوق‬ ‫الوالدين . والبغي على الناس . وكفر الحسان ... ذرايع البيان ، ص 991 .‬ ‫5ـ وفي رواية )) الكراجي (( : ملعون ملعون من ضرب والديه ، ملعون من عقّ‬ ‫والديه ، ملعون من قاطع رحمة ...المصدر السابق .‬ ‫6ـ عن مولنا الباقر عليه الصلة والسلم : اياكم والعقوق فان الجنّة يوجد ريحها‬ ‫من مسيرة مائه سنة ، وما يجدها عاق ولقاطع رحم ... نفس المصدر .‬ ‫عق الوالدين‬ ‫ل يتخيل أن العقوق الذي هو تعرض الى عقاب ا وعذابه يكون من جهة‬ ‫الوالدين فحسب ، وانما هو من الجهتين ، يعني أنه كما يعق الوالدان ولدهما ،‬ ‫كذلك الوالد يعق والديه اذا ظلماه وهو بر بهما ، فان ا تبارك وتعالى عدل‬ ‫محض ، فلم يجعل حقا لحد على احد ال وجعل مثله للطرف الخر ، واليك‬ ‫الحديث المتضمن هذا المعنى .‬ ‫1 ـ حدثنا أبي )رض( قال : حدثنا علي بن ابراهيم بن هاشم ، عن أبيه ، عن‬ ‫النوفلي ، عن السكوني ، عن جعفر بن محمد ، عن ابيه ، عن آبائه ، عن على‬ ‫صلوات ا عليهم اجمعين قال : قال رسول ا صلى ا عليه وآله وسلم : يلزم‬ ‫الوالدين من العقوق لولدهما ، اذا كان الولد صالحا ما يلزم لهما ... الخصال ، باب‬ ‫الثنين ، ص 54 ، الحديث 77 .‬ ‫حقوق الوالدين‬ ‫ذوي الحقوق كثيرون ، ولكن اكبر الحقوق واعظمها واولها حق ا سبحانه‬ ‫وتعالى ، ورسوله عليه وآله الصله والسلم ، واولياءه عليهم صلوات ربّ الرباب ،‬
  • 49.
    ‫لن اعظم النعمواكبرها من هؤلء ، فالله تعالى حدّث عن نعمه و لحرج ) وان‬ ‫تعدوا نعمة ا ل تحصوها ـ ابراهيم ـ 43 ( وأما الرسول صلى ا عليه وآله‬ ‫وسلم ، فكم قاسى المحن واحتمل المصائب والذى في سبيل هداية وسعادة‬ ‫البشر ، حتى قال )صلى ا عليه وآله وسلّم( : ما اوذى نبي مثل ما اوذيت . وأما‬ ‫الولياء أئمة الخلق وهداة الحق المصطفين المتجبين صلوات ا عليهم اجمعين ،‬ ‫فسل عنهم التأريخ والعلم والنسانية لترى اياديهم على كل ذي وجود من يومهم‬ ‫الى آخر الدنيا ، بل وحتى في الخرة ونعيمها ، فاز من تمسّك بهم ونجى ، وخسر‬ ‫من تركهم وهوى ، اللهم احينا حياتهم وامتنا مماتهم ، واحشرنا معهم بحقّهم عليك‬ ‫وحقك عليهم آمين آمين يا رب العالمين .‬ ‫1ـ قال رسول ا )صلى ا عليه وآله وسلّم( : حق علي على المسلمين كحق‬ ‫الوالد على ولده ... غوالي الدرر ، حرف الحاء ، ص 94 .‬ ‫2 ـ وقال ))صلى ا عليه وآله وسلّم(( ايضا : انا وعلي ابوا هذه المة ... نفس‬ ‫المصدر .‬ ‫3 ـ علي بن ابراهيم ، عن محمد بن عيسى بن عبيد ، عن يونس بن عبد‬ ‫الرحمن ، عن درست بن أبي منصور ، عن أبي الحسن موسى على آبائه وأبنائه‬ ‫وعليه افضل التحيات والبركات من ا تعالى ، قال : سأل رجل رسول ا صلى‬ ‫ا عليه وعلى آله البررة الكرام ؟ . ما حق الوالد على ولده ؟ قال صلوات ا‬ ‫المتعال عليه وأله الطاهرين : ل يسمّيه باسمه ، ول يمشى بين يديه ، وليجلس‬ ‫قبله ، ول يستسّب له .. ... الكافي ، ج 2 ، ص 721 ، باب البر ، الحديث 5 .‬ ‫4 ـ عدة من اصحابنا ، عن احمد بن محمد بن خالد ، عن أبنه عن عبد ا بن بخر‬ ‫، عن عبد ا بن مكان ، عنم رواه عن أبي عبد ا عليه الصلة والسلم ، قال :‬ ‫قال ـ وأنا عنده ـ لعبد الواحد النصاري في برّ الوالدين في قول ا عزوجلّ :‬ ‫) وبالوالدين احسانا ( ـ فظننّا أنها الية التي في بني اسرائيل ) وقضى ربك أن‬ ‫لتعبدوا ال ّ اياه )) وبالوالدين احسانا (( فلما كان بعد سألته ؟. فقال : هي التي‬
  • 50.
    ‫في لقمان )ووصيّنا النسان بوالديه )) حسنا (( ان جاهداك على أن تشرك بي ما‬ ‫ليس لك به علم فل تطعهما ( فقال : ان ذلك أعظم )) من (( أن يأمر بصلتهما‬ ‫وحقّهما على كل حال ) وان جاهداك لتشرك بي ما ليس لك به علم ( ؟ . فقال :‬ ‫ل بل يأمر بصلتهما وان جاهداه على الشرك ماذا وحقّهما ال ّ عظما ... الكافي ج 2‬ ‫، ص 721 ، باب البر ، الحديث 6 .‬ ‫اعالة الولد‬ ‫ان موضوع العالة موضوع مهّم جدّا ، وقد درسه وتدارسه علماء القتصاد من‬ ‫زمن غير قريب ، ولهم فيه الكلم الطويل من نفض وابرام ، ودفع ودخل ، فمنهم‬ ‫من اوجب النفقة ـ اي اعالة الولد ـ وهو ما وافق الحكام السلمية ، وطبعا‬ ‫بحدود حّددها الشرع الشريف ـ راجع كتاب النكاح في الفقه ـ ، وفهم من ل يوجبها‬ ‫، بل يشكّلها ويعرفها بشكل ل طائل بحته مهما بحثنا ونبحث . وانا اذ أسلمنا وجهنا‬ ‫لله تعالى ، ما لنا وأقوال المخلوق له جل وعل في امور قد شرّع لها نهجا قويما‬ ‫مستقيما ، كما قد أعضينا عن التفلسف فيما وجب علينا تعبدا .‬ ‫1 ـ حدثنا محمد بن الحسن بن احمد الوليد ) رض( قال : حدثنا محمّد بن الحسن‬ ‫الصفّار قال : حدثنا محمّد بن عيسى بن عبيد عن زكريا المؤمن ، رفعه الى ابي‬ ‫عبد ا الصلة والسلم قال : من عال ابنتين او اختين او عمتين او خالتين حجبتاه‬ ‫من النار .. الخصال ص 03 ، باب الثنين ، الحديث 41 .‬ ‫النفقة على الوالد‬ ‫من الواضع المهمّه في الشرع المقدّس ، هو موضوع النفقه ، وهذا الموضوع‬ ‫الذي قد اقلق أدفعه المفكرين العصرييّن ، فانهم كلما يحاولون أن يجعلوا النفقه‬ ‫كلّ على عاتقه ، ويقننوا بهذا الصدد قانونا يرون العيب والنقص باوزان في يرمون‬ ‫اليه ، فان أيّ كفه يرجحونها بتقى الخرى موجوحه ، ويبان الخلل في دستورهم ،‬
  • 51.
    ‫فل مفّر الّ الى المشرّع الخالق ، ول مناص ال ّ ال لتجاء الى ما سنّه هو جلّت‬ ‫عظمته فلن تجد لسنة ا تبديل ، ولن تجد لسنته ا تحويل .‬ ‫1 ـ حدثنا أبي ، ومحمد بن الحسن )رض( قال : حدّثنا محمد بن يحيى العطار ،‬ ‫واحمد بن ادريس جميعا عن محمد بن احمد ، عن موسى بن عمر ، عن عبد ا‬ ‫بن المغيرة ، عن حريز عن أبي عبد ا عليه الصلة والسلم ، قال ) حريز ( قلت‬ ‫من الذي أجبر عليه وتلزمني نفقته : قال )عليه السلم( : الوالدين ، الولد ، والزوجة‬ ‫... الخصال ، باب الربعة ، ص 102 ، الحديث 901 .‬ ‫2 ـ حدثنا محمد بن الحسن ) رض ( ، قال :حدثنا محمّد بن يحيى العطار ، عن‬ ‫محمد بن احمد ، عن أبي اسحاق ابراهيم بن هاشم عن أبي طالب عبد ا بن‬ ‫الصلت القمي ، عن عدة من اصحابنا يرفعونه الى أبي عبد ا عليه التحيّات‬ ‫الزاكيات من ا ، أنه قال )عليه السلم( : خمسة ل يعطون من الزكوة ، الولد .‬ ‫والوالدين . والمرأة . والمملوك . لنّه يجبر )) الرجل (( على النفقه عليهم ....‬ ‫الخصال ، باب الخمسة ، ص 432 ، الحديث 54 .‬ ‫3 ـ يسئلونك ماذا ينفقون قل ما انفقتم من خير فللوالدين و القربين واليتامى‬ ‫والمساكين وابن السبيل ، وما تفعلوا من خير فان ا به عليم ) البقرة ـ 512 ( .‬ ‫الدعاء‬ ‫لكل شيء ـ مهما صغر أو كبر ـ أثر ، والثار تتعلق بالدنيا والخرة ، ومما روئي منه‬ ‫اعجب الثار هو الدعاء ، فقد جرّب أن بعض الدعية تشقّ طريقها الى الستجابة‬ ‫كالسيف الصارم ، كيف ليكون كذلك والدعاء من البعض اقرب الى هدف‬ ‫الستجابه .‬ ‫1 ـ حفظ عنهم )عليهم السلم( : أن ستة ل تحجب لهم عن ا تعالى دعوة :‬ ‫منهم الوالد البار لولده ، والولد الصالح لوالده .... معدن الجواهر ، باب ما جاء في‬ ‫ستة ، ص 55 .‬ ‫2 ـ حدثنا ابو الحسين محمّد بن علي بن الشاة ، قال : حدثنا ابو حامد احمد بن‬ ‫الحسين ، قال : حدثنا ابو يزيد احمد بن خالد الخالدي ، عن محمد بن احمد بن‬
  • 52.
    ‫صالح التميمي ،قال : حدثنا أبي ، قال : حدثني انس بن محمد ابو مالك ، عن ابيه‬ ‫عن جعفر بن محمد ، عن ابيه ، عن جدّه ، عن علي بن ابي طالب )عليهم‬ ‫السلم( ، عن النبي )صلى ا عليه وسلّم( أنه قال : في وصيته له ، يا علي اربعة‬ ‫ل ترّد لهم امام عادل ، ووالد لولده ، والرجل يدعو لخيه بظهر الغيب . والمظلوم‬ ‫يقول ا جل جلله وعزتي وجللي ل نتصرّن لك ، ولو بعد حين .... الخصال ،‬ ‫باب الربعة ، ص 751 ، الحديث 4 .‬ ‫3 ـ عن )) الجعفريات (( قال رسول ا صلى ا عليه وآله وسلّم : اياكم ودعوة‬ ‫الوالد ! فانها ترفع السحاب حتى ينظر ا اليها ، فيقول : الىّ حتى استجيب له ،‬ ‫فايّاكم و دعوه الوالد فانها احد من السيف ... ذرايع البيان ، ص 991 ، تكملة .‬ ‫4 ـ عن ))الجعفريات(( عن الراوندي بسند طويل ، عن سلمة بن وردان ، قالت :‬ ‫سمعت أنس بن مالك يقول : ارتقى رسول ا صلى ا عليه وآله وسلّم المنبر‬ ‫درجة ، فقال : آمين . ثم ارتقى الدرجـة الثانية ، فقال : آمين . ثم ارتقى الدرجة‬ ‫الثالثة ، فقال : آمين . ثم استوى فجلس . فقال اصحابه على ما أمّنت يا رسول‬ ‫ا )صلى ا عليه وآله وسلّم( ؟ فقال : أتاني جبرائيل فقال : رغم أنف امرئ‬ ‫ذكرت عنده فلم يصل عليك ، فقلت آمين . فقال : رغم أنف امرئ ادرك ابويه فلم‬ ‫يدخل الجنّة فقلت آمين . فقال : رغم انف امرئ ادرك شهر رمضان فلم يغفر له‬ ‫فقلت آمين .... ذرايع البيان ، ص 002 ، تكمله .‬ ‫5 ـ قال سيد النام )صلى ا عليه وآله وسلّم( : ثلث دعوات ل ترد أ ـ دعوة‬ ‫الوالد لولده . ب ـ ودعوة الصائم . ج ـ ودعوة المسافر.. غوالي الدرر ، حرف الثاء‬ ‫، ص 03 .‬ ‫6 ـ قال ايضا )صلى ا عليه وآله وسلّم( : دعاء الوالد لولده كدعاء النبي‬ ‫لمته .... المصدر السابق ، حرف الدال ص 06 .‬ ‫7 ـ وقل رب ارحمهما كما ربياني صغيرا ... ) بني اسرائيل ـ 42 (‬
  • 53.
    ‫8 ـ قالصاحب مجمع البيان : معناه أدع لهما بالمغفرة والرحمة في حياتهما‬ ‫وبعد مماتهما جزاء لتربيتهما ايّاك في صباك ، وهذا ان كانا مؤمنين ، وفي دللة‬ ‫أنّ دعاء الولد لوالده الميّت مسموع وال ّ لم يكن للمر به معنى .... ج 6 ، ص‬ ‫014 ، ذيل آيه ) وقل رب ( من سوره بني اسؤائيل .‬ ‫9 ـ محمد بن يحيى عن أحمد بن محمد ين عيسى ، عن معمّر بن خل ّد ، قال :‬ ‫قلت لبي الحسن الرضا عليه وعلى آبائه وأبنائه الصلة والسلم والتحيات‬ ‫والبركات الى يوم الدين ، آمين ، ادعو لوالديّ اذا كانا ل يعرفان الحق ؟ . قال‬ ‫)عليه السلم( أدع لهما ، وتصدّق عنهما ، وان كانا حيين ل يعرفان الحق‬ ‫فدارهما ، فان رسول ا )صلى ا عليه وآله وسلّم( ، قال : ان ا بعثنى‬ ‫بالرحمه ل بالعقوق ... الكافي ج 2 ، ص 721 ، باب البر ، الحديث 8 .‬ ‫حقوق الوالدين‬ ‫هل يمكن لعبد يؤدي حقوق ا كما هو حقّه ؟ كل ّ ثمّ كل ّ . ولمّا كان حق‬ ‫الوالدين مشتق من حق ا تبارك وتقدّس كيف يمكن اداءه ! وبغض النظرعن‬ ‫اداء الحق كلّه ، يظن أن ل يمكن اداء قسط ضئيل منه ، فالويل كل الويل للذين ل‬ ‫يسعون في اداء هذا الحق العظيم .‬ ‫1 ـ قال الصادق عليه وعلى آبائه وأبنائه الصلوة والسلم : بـرّ الوالدين من حسن‬ ‫معرفة العبد بالله ، اذ لعبادة اسرع بلوغا لصاحبها الى رضا ا من بّرالوالدين‬ ‫المؤمنين لوجه ا تعالى ، لن حق الوالدين مشتق من حق ا تعالى ، اذا كانا‬ ‫على منهاج الدين والسنه ، ول يكونان يمنعان الولد من طاعة ا تعالى الى‬ ‫طاعتهما )) معصيته خ ل (( ومن اليقين الى الشك ، ومن الزهد الى الدنيا ، ول‬ ‫يدعو أنهّ الى خلف ذلك ، فاذا كانا كذلك ـ أي يدعوان الى خلف طاعة ا تعالى‬ ‫ـ فمعصيتهما طاعتهما معصية ، قال ا تعالى وتقدّس : ) وان جاهداك لتشرك‬ ‫بي ما ليس لك به علم فل تطعهما وصاحبهما في الدنيا معروفا واتّبع سبيل من‬
  • 54.
    ‫أناب الىّ ثماليّ مرجعكم ( )) لقمان :51 ( . جاء في كتاب مصباح الشريعة ،‬ ‫الباب الثاني والسبعون ، ص 84 .‬ ‫2 ـ وأما في باب المصاحبة )) العشرة خ ل (( فقاربهما وارفق بهما واحتمل اذا‬ ‫هما بحق )) بنحوخ ل (( ما احتمل عنك في حال صغرك ، ول تظيّق عليهما فيما‬ ‫قد وسّع ا عليك من المأكول والملبوس ول تحّول وجهك ))بوجهك خ ل (( عنهما‬ ‫، ول ترفع صوتك فوق صوتهما ، فان تعظيمهما من أمر ا ، وقل لهما باحسن‬ ‫القول ، والطف بهما فان ا ل يضيع اجر المحسنين .‬ ‫3 ـ قال رسول النسانية صلى اله عليه وآله وسلّم : ياعلي ! رضا ا من رضا‬ ‫الوالدين .... غوالي الدرر ، حرف الياء ص 271 .‬ ‫4 ـ قال )صلى ا عليه وآله وسلّم( : يا علي ! سخط ا في سخط الوالدين ....‬ ‫نفس المصدر .‬ ‫حق الولد على الوالد‬ ‫كما أن للوالد حق على الولد ، كذلك للولد حق على الوالد ، ولو أن كلهما عرف‬ ‫حق صاحبه وأدّاه ل زداد خيرهما وذهب عنهما ما يسوئهما ، ولشملتها رحمة ا‬ ‫تعالى في الدنيا والخرة ، وما المطلوب سواها .‬ ‫1 ـ ثم من حق الولد على الوالد ما قاله أحد الحكماء : اعلم أن لولدك عليك‬ ‫سبعة حقوق : تتخيّر أمة ، واسمه ، وظئره ) المرضعة ( ، وتعلّمه كتاب ا‬ ‫عزوجلّ ، والخط ، والحساب ، والسباحة ..... معدن الجواهر ، باب ما جاء في‬ ‫سبعة ، ص 16 .‬ ‫2 ـ قال رسول ا )صلى ا عليه وآله وسلّم( : حق الولد على الوالد أن يحسن‬ ‫اسمه .... غوالي الدرر ، حرف الحاء ، ص 94 .‬ ‫الفريضه‬ ‫من الفرائض ما ل مانع من مبادلتها بغيرها ، مثل خصال كفّارة الصوم مثل .‬ ‫فالمكلّف ان عجز عن صوم شهرين متتابعين ، له أن يتدّلها بالعتق او الطعام .‬ ‫ومنها مال مجال لتبديلها مع بقاء عنوانها الولى كما أن للفرائض درجات وأحجام ،‬
  • 55.
    ‫فمنها ما تكنصغيرة ومنها ما تكن اكبر ، ومن كبرائها برّ الوالدين التى ل تتبدل‬ ‫بغيرها من البرّ و الحسنات .‬ ‫1 ـ من كلمات مولنا امير المؤمنين صلوات ا وسلمه عليه أنه قال بر الوالدين‬ ‫اكبر فريضة جاء في كتاب درر الكلم .‬ ‫2 ـ وقال تعالى : وبالوالدين احسانا ... النساء آ ية 63 ... والبقرة آيه 38 ..‬ ‫والنعام آية 151 . والسراء آية 32 .‬ ‫3ـ قال شيخنا العلمة المجلسي )) ره (( في ج 61 ص 41 من ) بحارالنوار (‬ ‫نقلعن الكافي مسندا عن على بن ابراهيم وابن محبوب وأبي ولد الحنّاط ) رض‬ ‫( أنه قال : سألت ابا عبد ا )عليه السلم( عن قول ا عزوجل ) وبالوالدين‬ ‫احسانا ( ما هذا الحسان ؟ فقال )عليه السلم( : الحسان ، ان تحسن صحبتهما‬ ‫وأن ل تكلّفهما أن يسألنك شيئا مما يحتاجان اليه ، وان كانا مستغنين عنه ، اليس‬ ‫يقول ا تعالى ) لن تنالوا البرّ حتى تنفقوا مما تحبّون ... ذرايع البيان ، الفة‬ ‫الثامنة ، ص 271 .‬ ‫العبادة‬ ‫الكلم في العباده مفروغ عنه ، لن الباري جلّ جلله لم يكن يخلق الخلق الّ‬ ‫لجلها ، وهو تبارك وتقدس القائل في محكم التنزيل : ) وما خلقت الجنّ والنس‬ ‫ال ّ ليعبدون ( ) الذاريات ـ 65 ( . ولكن ما هي ؟ . ان مصاديق العبادة كثيرة‬ ‫وكثيرة جدا بحيث ل يمكن عدّها وحصرها لنّه يمكن للنسان أن يجعل كل‬ ‫اعماله صغيرة او كبيرة من عبادة ا جلّ جلله وعل ، لن العمال بالنيات . ومن‬ ‫العبادات المرموقة التي ل محيص منها حب البوين .‬ ‫1ـ قال النبي صلوات ا عليه وعلى آله المعصومين : نظر الولد الى والديه حبّا‬ ‫لهما عبادة .... غوالي الدرر ، حرف النون ، ص 651 . وتحف العقول ، مواعظ‬ ‫النبي )صلى ا عليه وآله وسلّم( ص 231 .‬
  • 56.
    ‫2ـ من ليحضرالفقيه : روي أنّ النظر الى الكعبه عبادة ، والنظر الى الوالدين‬ ‫عبادة ، والنظر الى المصحف من قرائه عبادة والنظر الى وجه العالم عبادة ،‬ ‫والنظر الى آل محمد صلوات ا عليهم عبادة ..... زندكاني سلطان علي وهلل‬ ‫بن علي ، ص 7 .‬ ‫احب النباء‬ ‫الواقع أن حب الوالدين ل يختلف بالنسبة لولدهم ال ّ أنه هناك مزايا ذاتية في‬ ‫بعض الولد وهي مما تؤهّلهم لن يكونوا اقرب الى قلب الوالدين ، او أن في‬ ‫طباعهم حسنات توجب لهم حنان الوالدين اكثر ، وبغضّ النظرعن هذه المور‬ ‫لفرق بين الولد صغيرهم وكبيرهم وذرهم وانثاهم كلّهم زينة في هذه الحياة .‬ ‫1ـ قال لؤي بن غالب لمرأته : اي بنيك احب اليك ؟ قالت : احبّهم اليّ الذي اجتمع‬ ‫فيه ثمان خصال : منها : ول يغيّر تبرّه عقوق .... معدن الجواهر 46 .‬ ‫درجات العقوق‬ ‫العقوق ما يقابل البر ، وكما أن البرّ له درجات ، كذلك العقوق له درجات ، وهذه‬ ‫الدرجات والمراتب تظهر عند البناء حين يعصون أبويهم ، أو يؤذونهم ـ والعياذ‬ ‫بالله ـ فكل ما كان الذي أشدا ، تكون مرتبه العاق أمرا ، وهكذا الى أن تصل‬ ‫النوبه الى عقوق ليس فوقه عقوق . وهذا ما قرؤّه المام الصادق جعفر بن‬ ‫محمد صلوات ا عليهما وعلى آبائهما وأبنائهما الطيبين الطاهرين حيث جاء في‬ ‫الحديث :‬ ‫1 ـ حدّثنا محمّد بن الحسن بن احمد بن الوليد ) رض ( قال : حدثنا محمّد بن‬ ‫الحسن الصفار ، عن العباس بن معروف ، عن أبي همّام اسماعيل بن همّام ،‬ ‫عن محمّد بن سعيد بن غزوان ، عن اسماعيل بن مسلم السكوني ، عن جعفر‬ ‫بن محمد ، عن ابيه عليهما السلم ، أن النبي )صلى ا عليه وآله وسلّم( قال :‬ ‫فوق كل برّ برّ حتى يقتل الرجل في سبيل ا عزّوجلّ ، فاذا قتل في سبيل ا‬
  • 57.
    ‫فليس فوقه برّوفوق كل عقوق عقوق ، حتى يقتل الرجل احد والديه ، فاذا قتل‬ ‫احدهما فليس فوقه عقوق .... الخصال ص 9 ، باب الواحد ، الحديث 13 .‬ ‫2 ـ حدّثنا أبي ) رض ( قال : حدّثنا محمد بن يحيى العطار قال : حدّثني ايوب بن‬ ‫نوح عن محمد بن سنان ، عن موسى بن بكر الواسطى قال : قلت لبي الحسن‬ ‫موسى بن جعفر عليهماالسلم : الرجل يقول لبنه او لبنته بأبي أنت وأمي ، أو‬ ‫بأبوي . أتري بذلك بأسا ؟ فقال )عليه السلم( : ان كان ابواه حيين ، فأري ذلك‬ ‫عقوقا ، وان كانا قد ماتا فل بأس . قال: ثم قال )عليه السلم( : كان جعفر )عليه‬ ‫السلم( يقول : سعد أمرؤ لم يمت حتى يرى خلفه من بعده ، وقد وا أراني ا‬ ‫خلفي من بعدي ... الخصال ، ص 22 ، باب الواحد ، الحديث 49 .‬ ‫3 ـ حدثنا ابي ) رض ( قال : حدثنا احمد بن ادريس ، عن محمّد بن أحمد ، عن‬ ‫محمد بن السندي عن علي بن الحكم ، عن محمد بن فضيل عن شريس الوابشي‬ ‫، عن جابر ، عن أبي جعفر )عليه السلم( قال : قال رسول ا )صلى ا عليه‬ ‫وآله وسلّم( : ان الجنّه ليوجد ريحها من مسيرة خمسمائه ، عام وليجدها عاق‬ ‫ولديوث ، قيل يا رسول ا وما الديوث ؟ . قال )صلى ا عليه وآله وسلّم( :‬ ‫تزني امرأته وهو يعلم .. الخصال ، باب الثنين ، ص 03 ، الحديث 51 .‬ ‫4 ـ حدّثنا ابو احمد محمد بن جعفر البنداء ، قال : جعفر بن محمد بن نوح ، قال :‬ ‫حدثنا محمد بن عمرو ، قال : حدثنا يزيد بن زريع ، قال : حدثنا بشر بن نمير ، عن‬ ‫القاسم بن عبد الرحمن ، عن أبي امامة ، قال : قال رسول ا )صلى ا عليه‬ ‫وآله وسلّم( : اربعة ل ينظرا اليهم يوم القيامة : عاق ، ومنّان ، ومكذب بالقدر ،‬ ‫ومد من خمر... الخصال ، باب الربعه ، ص 261 ، الحديث 81 .‬ ‫5 ـ حدثنا محمد بن الحسن بن احمد بن الوليد رضى ا عنه, قال : حدّثنا محمّد‬ ‫بن الحسن الصفّار ، عن ايوب بن نوح وابراهيم بن هاشم جميعا عن محمد بن‬ ‫ابي عمير ، عن بعض اصحابه عن ابي عبد ا )عليه السلم( ، قال : وجدنا في‬ ‫كتاب علي )عليه السلم( أن الكبائر خمس : الشرك بالله عزّ وجلّ وعقوق‬
  • 58.
    ‫الوالدين . وأكلالربا بعد البيّنة . والفرارمن الزحف . والتعربّ بعد الهجرة ...‬ ‫الخصال باب الخمسة ، ص 322 ، الحديث 61 .‬ ‫6 ـ عن ابراهيم بن أبي البلد ، عن ابيه ، عن ابي عبد ا )عليه السلم( ، قال :‬ ‫لوعلم ا شيئا أدني من ) اف ( لنهي عنه ، وهو من العقوق ، وهو أدني العقوق‬ ‫، ومن العقوق ان ينظر الرجل الى والدين يحّد النظر اليهما ... ذرايع البيان ، ص‬ ‫002 ، تكملة .‬ ‫7 ـ روي أن موسى )عليه السلم( ، قال : يا ربّ اين صديقي فلن الشهيد ( . قال‬ ‫جلّ وعل : )) هو (( في النار . قال )عليه السلم( : أو ليس قد وعدت الشهداء‬ ‫الجنّة ؟ قال تعالى : بلى ، ولكن كان مصرّا على عقوق الوالدين ، وأنا ل أقبل مع‬ ‫العقوق عمل ً ... المصدر السابق .‬ ‫8 ـ قال نبي السلم المحبوب )صلى ا عليه وآله وسلّم( : بابان معجّلن‬ ‫عقوبتهما في الدنيا : البغي ، والعقوق ... غوالي الدرر ، حرف الباء ، ص 41 .‬ ‫9 ـ وقال )صلى ا عليه وآله وسلّم( ايضا : ثلث قد حرّم ا عليهم الجنّة : أ ـ‬ ‫مدمن الخمر . ب ـ والعاق . ج ـ والديوث ... المصدر السابق ، حرف الثاء ، ص‬ ‫03 .‬ ‫01 ـ وقال )صلى ا عليه وآله وسلّم( : ثلثة ل يحجبون النار : أ ـ المنّان . ب ـ‬ ‫وعاق والديه .ج ـ ومدمن خمر ... المصدر السابق ص 23 .‬ ‫11 ـ وقال )صلى ا عليه وآله وسلّم( : شر الولد : العاق لوالديه .... المصدر‬ ‫السابق ، حرف الشين ، ص 49 .‬ ‫قال أمير المؤمنين صلوات ا عليه وعلى ذراريه اجمعين : من أحزن والديه فقد‬ ‫عقّهما .... المواعظ العدديه ، باب الربعمائة ص 592 .‬ ‫31 ـ وفي كتاب ) الكبائر ( للحافظ محمد بن احمد بن عثمان بن قايماز الذهبي ،‬ ‫التركماني الفارقي الصل ، الدمشقي الشافعي ، المتوفي سنه 847 هـ ص 04‬ ‫في الكبيرة الثامنة ، عن النبي )صلى ا عليه وآله وسلّم( : لوعلم ا شيئا أدني‬
  • 59.
    ‫من اللف لنهيعنه ، فليعمل العاق ما شاء أن يعمل فلن يدخل الجنّة فليعمل‬ ‫البار ما شاء أن يعمل فلن يدخل النار ... ذرايع البيان ، الفه الثامنة ، ص 671 .‬ ‫41 ـ وروي عن علي بن موسى الرضا عليه وعلى آبائه وابنائه الصلة والسلم‬ ‫عن ابيه ، عن جدّه أبي عبد ا )عليهم السلم( ، قال : لوعلم ا لفظة أوجز في‬ ‫ترك عقوق الوالدين من أف لتى به ... مجمع البيان ، ج 6 ، ص 904 ، ذيل آيه‬ ‫) وقضى ربك ( من سورة بني اسرائيل .‬ ‫51 ـ فيه ايضا : وفي رواية اخرى عنه ، قال )عليه السلم( : أدني العقوق أف ولو‬ ‫علم ا شيئا ايسر منه واهون منه لنهي عنه ... نفس المصدر .‬ ‫61 ـ فيه ايضا : وفي خبر آخر فليعمل العاق ما يشاء أن يعمل فلن يدخل الجنّة ،‬ ‫فالمعنى : ل تؤذهما بقليل ول كثير .... نفس المصدر .‬ ‫ح ي ّيان او مييتان‬ ‫يظن البعض من البناء أن الوالدين ان توفيّا اتقضت العلقة بينه وبينهما فل حقّ‬ ‫ول حقوق ول عقوق ، لكن يجب أن ينبّه هؤلء بأن العلقة التى صاغتها السماء‬ ‫غير قابلة للنفصام فهي باقيه حتى البد ، وحتى البوين كالقلوة المطوّقة للجيد ،‬ ‫فل خلص ول مناص ، ويجب البر بهما واداء حقّهما حييّن كانا أوميّتين ، ويمكن أن‬ ‫يقال ان حفّهما وهما متوفّيان آكد من حقهما في أيام حياتهما لنهما بعد هذه‬ ‫الحياة تقصر أيديهما عن العمل فيستحقّا النجدة بالخير والخيرات من الحج‬ ‫والصلوات ، والصوم والصدقات ، والصلة المتتاليات ومن ثم يدعوان للنسان ،‬ ‫وعلى ا الستجابة والغفران .‬ ‫1 ـ عنه )) اي عدة من اصحابنا (( عن محمّد بن علي ، عن الحكم بن مسكين ،‬ ‫عن محمد بن مروان ، قال : قال أبو عبد ا عليه أفضل الصلة والسلم : ما‬ ‫يمنع الرجل منكم أن يبّر والديه حيين وميّتين ؟ يصلّى عنهما ، ويتصدّق عنهما ،‬ ‫ويحج عنهما ، ويصوم عنهما ، فيكون الذي صنع لهما ، وله مثل ذلك ، فيزيده ا‬ ‫عزوجلّ ببرّه وصلته خيرا كثيرا ... الكافي ، ج 2 ، ص 721 ، باب البر ، الحديث 7 .‬
  • 60.
    ‫2 ـ الحسينبن محمّد ، عن معلي بن محمّد ، عن الحسن بن علي عن عبد ا‬ ‫بن سنان ، عن محمّد بن مسلم ، عن أبي جعفر عليه الصله والسلم ، قال :ان‬ ‫العبد ليكون بارا بوالديه في حياتهما ، ثم يموتان فل يقضى عنهما ويوفّهما ، ول‬ ‫يستغفر لهما ، فيكتبه ا عاقا ، وانّه ليكون عاقا لهما في حيا تهما غير بار بهما ،‬ ‫فاذا ماتا قضى دينهما ، واستغفر لهما ، فيكتبه ا عزّوجلّ بارا .... الكافي ج 2 ،‬ ‫ص 031 ، باب البر ، الحديث 12 .‬ ‫الجنة‬ ‫لو فكّرنا قليل ً وامعنا النظر لرأينا الجنّة هي غاية الغايات ، وهي ل تحصل ال ّ بأمور‬ ‫، وأهمّها خدمة الوالدين ورضاهما ، فانّ الجنّة تحت اقدام المهات ، فل يسعنا الّ‬ ‫أن نخدم والدينا ، سواء في حياتهم او بعد وفاتهم ، وان كانت طريقة الخدمة‬ ‫تختلف عند الحياة وبعد الممات ، ال ّ اننا مسؤلون في كلتا الحالتين ، فالنهيئ‬ ‫أنفسا ، ولنستمع الى ما جاء من كبرائنا ، اهل بيت العصمة ، وموضع الرسالة‬ ‫محمّد وآله الطاهرين ، صلوات ا عليهم اجمعين .‬ ‫1ـ حدثنا محمد بن علي ماجيلويه ) رض ( قال : حدّثني عمّي محمد بن أبي‬ ‫القاسم ، عن احمدعن محمد بن خالد ، عن الحسن بن محبوب عن عبد ا بن‬ ‫سنان ، عن ابي حمزة الثمالي ، عن أبي جعفر )عليه السلم( ، قال : اربع من كنّ‬ ‫فيه ، بني ا له بيتا في الجنة : من آوى اليتيم ، ورحم الضعيف ، واشفق على‬ ‫والديه ، ورفق بمملوكه .. الخصال ، باب الربعة ، ص 081 ، الحديث 35 . وفي‬ ‫المحاسن البرقي عن ابن محبوب ، كتاب الشكال والقرائن ، الحديث 32 ص 7‬ ‫2 ـ حدّثنا احمد بن علي بن ابراهيم بن هاشم ، عن ابيه ، عن جدّه ، عن عبدا‬ ‫بن ميمون ، عن جعفر بن محمد ، عن ابيه عليهما السلم ، قال : قال رسول ا‬ ‫صلى ا وآله وسلّم : اربع من كنّ فيه ، نشرا عليه كنفه وادخله الجنة في‬ ‫رحمته : حسن خلق يعيش به في الناس ، ورفق بالمكروب ، وشفقة على‬ ‫الوالدين ، واحسان الى المملوك ... الخصال باب الربعة ، الحديث 75 ص 181 .‬
  • 61.
    ‫3 ـ وقدورد عن الرسول العظم محمد )صلى ا عليه وآله وسلّم( من اصبح‬ ‫مرضيا لبويه ، اصبح له بابان مفتوحان الى الجنّة ، ومن أمسى فمثل ذلك ، وان‬ ‫ظلما ، وان ظلما ، وان ظلما .... ذرايع البيان ، الفة الثامنة ، ص 871 .‬ ‫النار‬ ‫نعوذ بالله من النار ومن غضب الجبار ، ان المعاصي كثيرة ، وبعضها كبيرة ، ومن‬ ‫اكبرها سخط الوالدين ، فانه داء وبيل ، من ابتلى ل ينجيه ملك مقرّب ، فهذا‬ ‫رسول ا )صلى ا عليه وآله وسلّم( يحذّرنا من سخط الوالدين وينذرنا النار‬ ‫وغضب الجبار . اللهم أرض عنا والدنيا بمحمّد وآله الطهار صلواتك عليهم أجمعين‬ ‫.‬ ‫1ـ وقد ورد عن الرسول العظم محمّد صل ا عليه وآله وسلّم : ومن اصبح‬ ‫مسخطا لبويه ، صبح له بابان مفتوحان الى النار ، ومن أمسى مثل ذلك ، وان‬ ‫كان واحدا فواحد ، وان ظلما ، وان ظلما ، وان ظلما .... ذرايع البيان الفة‬ ‫الثامنة ، ص 871 .‬ ‫وقال للرسول : قل لها ان قدرت على المسير الى رسول ا صلى ا عليه وآله ،‬ ‫وال ّ فقرّي في المنزل حتى يأبيك ، فجاء اليها الرسول فأخبرها بقول رسول ا‬ ‫)صلى ا عليه وآله وسلّم( . فقالت : نفسي له الغداء ، انا احق بأتيانه فتو كأن‬ ‫على عصى ، واتت الى رسول ا )صلى ا عليه وآله وسلّم( ، فسلّمت ، فرّد‬ ‫عليها السلم ، وقال لها : يا أم علقمة اصدقيني ، وان كذبتيني جاء الوحي من ا‬ ‫تعالى ، كيف كان حال ولدك علقمة ؟ قالت : يا رسول ا صلى ا عليه وآله‬ ‫وسلم ، كثير الصلة وكثير الصيام ، وكثير الصدقة . قال رسول ا )صلى ا عليه‬ ‫وسلّم( : فما حالك ؟ . قال : يا رسول ا )صلى ا عليه وآله وسلّم( انا عليه‬ ‫ساخطة . قال )صلى ا عليه وآله وسلّم( : ولم ؟ قالت : يا رسول ا يؤثر على‬ ‫زوجته ويعصيني فقال رسول ا )صلى ا عليه وآله وسلّم( : ان سخط أم‬ ‫علقمة حجب لسان علقمة عن الشهادة ثم قال )صلى ا عليه وآله وسلّم( : يا‬
  • 62.
    ‫بلل انطق واجمعلي حطبا كثيرا ! قالت : يارسول ا صلى وما تصنع به ؟ قال‬ ‫)صلى ا عليه وآله وسلّم( : احرقه بالنار بين يديك قالت : يارسول ا )صلى ا‬ ‫عليه وآله وسلّم( ولدي ل يحتمل قلبي أن تحرقه بالنار بين يدي . قال )صلى ا‬ ‫عليه وآله وسلّم( : يا أم علقمة عذاب ا اشّد وأبقى ، فان سرّك أن يغفر ا له‬ ‫فارضى عنه فوالذي نفسي بيده ل ينتفع علقمة بصلته ول بصدقته ما دمت عليه‬ ‫ساخطة فقالت : يا رسول ا )صلى ا عليه وآله وسلّم( : اني اشهد ا تعالى‬ ‫وملئكته ومن حضرني من المسلمين : اني قد رضيت عن ولدي علقمة . فقال‬ ‫رسول ا )صلى ا عليه وآله وسلّم( : انطلق يا بلل اليه فانظر هل يستطيع أن‬ ‫يقول: ل اله ال ّ ا . أم ل ، فلعلّ أم علقمة تكلمت بما ليس في قلبها حياء‬ ‫الج ن ّة من النار‬ ‫الوقاية خير من العلج ، والحمية رأس السلمة ، فمن توقّى واحتمى سلم . هذه‬ ‫احاديث من الرسول والل صلوات ا وسلمه وبركاته عليه وعليهم اجمعين‬ ‫أمامكم فتوقّوا بها ، واحتموا بمباديها ، فانها خير وقايه للمتقين ، وامنع حماية‬ ‫للمحتمين . قد اوضحوا لنا الطريق واناروه وعلّمونا ما لم نكن نعلم ، فها ، طرق‬ ‫الجنّة ، وذي مهاوي النار ـ والعياذ بالله ـ ومما علّمونا هو خدمة البوين فانها وقاية‬ ‫وحمية ، وجنّة من النار . اللهم اجعل محبتنا لبائنا الكرام جنّة لنا من النار ، بمحمّد‬ ‫وعترته الطيبين الطهار ، صلواتك عليهم اجمعين ، آمين .‬ ‫1ـ محمد بن يحيى عن احمد بن محمّد بن عيسى عن علي بن الحكم عن سيف‬ ‫بن عميره ، عن عبد ا بن مسكان ، عن ابراهيم عن شعيب قال : قلت لبي عبد‬ ‫ا عليه أفضل السلم : انّ أبي قد كبر جدا وضعف ، فنحن نحمله اذا أراد الحاجة‬ ‫، فقال : ان استطعت أن تلى ذلك منه فافعل ، ولقّمه بيدك ، فانه جنّة لك غدا ...‬ ‫الكافي ج 2 ، ص 921 ، باب البر ، الحديث 31 .‬ ‫كفران النعمة‬
  • 63.
    ‫النسان كفور ،لم يقم وزنا لنعم ا تعالى ، في حين انّ نعمه جلّت عظمته‬ ‫لتعد ول تحصى ، واكثر من ذلك أنّه يكفر ، وهذا يكون سببا لقطع الرّحمة ، وقلّة‬ ‫البركة ، وعدم رضى المولى جلّ جلله ، والى آخر ما ينشأ من هذه الفضية من‬ ‫مآسي ، ومحن يشيب لها الطفال و اعظم الكفران ، أن الفجرة من بني النسان‬ ‫نسبوا الى ا ما ل ينبغي ، طالع ما قاله رسول ا )صلى ا عليه وآله وسلّم( .‬ ‫1 ـ يا ابا ذر : ان ا جلّ ثناءه لمّا خلق الرض ، وخلق ما فيها من الشّجر ، لم‬ ‫تكن في الرض شجرة يأتيها بنوا آدم ال ّ اصابوا منها منفعة ، فلم تزل الرض‬ ‫والشجر كذلك ، حتى تكلّم فجرة بني آدم بالكلمة العظيمة ، قولهم : ) اتخذ ا‬ ‫ولدا ( فلمّا قالوها اقشعرّت الرض ، وذهبت منفعة الشجار .... بندهاى كرانمايه‬ ‫بيغمبر ص 04 ، الحديث 28 .‬ ‫المضر‬ ‫أعاذنا ا تعالى من أن نكون من المضرّين أو المتضررين ، فالنسان ان لم‬ ‫يحفظه ا تعالى من شرور نفسه المّارة بالسوء ، سيكون والعياذ بالله امّا والد‬ ‫سوء ، أو ولد سوء ، وكلهما مما يبعثان على شقاءه في الدنيا والخرة ، اجارنا‬ ‫ا تعالى وأبنائنا من سوء السريرة وعقوق الوالدين .‬ ‫1 ـ من اقوال سيّد الوصيين أمير المؤمنين )عليه السلم( قال : والد السوء‬ ‫يعّرالسلف ويفسد الخلف . هذا بالنسبة الى الوالد ، وأمّا بالنسبه اليالولد : قال‬ ‫)عليه السلم( : ولد السوء يهدم السلف ويشين الشرف . وقال )عليه السلم( أيضا‬ ‫: ولد عقوق محنة وشوم .... درر الكلم ، حرف الواو ، ص 782 .‬ ‫ل ضرر ول ضرار‬ ‫من القواعد المسلّمة التي سنّها رسول ا )صلى ا عليه وآله وسلّم( هي قاعدة‬ ‫لضرر ولضرار ، وهذه كانت في قصة سمره بن جندب مع أحد النصار الذي كان‬ ‫قد باعه دارا فيها نخلة ، وكان يأتيها سمرة كل يوم فاستثقل النصاري المر ،‬ ‫فشكا الى النبي )صلى ا عليه وآله وسلّم( ، فبعث النبي )صلى ا عليه وآله‬
  • 64.
    ‫وسلّم( الى سمرةواحضره ، فقال له : بعه النخلة ، فأبي سمره ، واخيرا أمر‬ ‫رسول ا )صلى ا عليه وآله وسلّم( بقلع النخلة واعطائها ايّاه ، وقال : لضرر‬ ‫ول ضرار في السلم وفيما نحن فيه احدي مصاديق الضرروالضرار ، فقال العلي‬ ‫القدير جلّت قدرته :‬ ‫1 ـ والوالدات يرضعن اولدهنّ حولين كاملين لمن اراد أنّ يتمّ الرضاعة ، وعلى‬ ‫المولود له رزقهنّ وكسوتهن بالمعروف ل تكلّف نفس ال ّ وسعها ، ل تضارّوالدرة‬ ‫بولدها ، ول مولود له بولده ، وعلى الوارث مثل ذلك ، فان ارادا فصال عن تراض‬ ‫منهما وتشاور فل جناح عليهما ، وان اردتم أن تسترضعوا اولدكم فل جناح عليكم‬ ‫اذا سلّمتم ما آتيتم بالمعروف واتقوا ا واعلموا أنّ ا بما تعملون بصير ) البقرة‬ ‫ـ 332 ( .‬ ‫الهرب بعد الطلب‬ ‫لقد خلق النسان هلوعا ، يحرص على سلمته مهما كلّف المر ، و يبخل بماله‬ ‫مهما قلّ أو كثر ، وتهزمه أصغر صعوبة ، ويخيفه أقلّ شين وليس له صبر ولتصبّر‬ ‫على مكاره الدهر ، حتى ولو كان يضّره في دينه أودنياه ، وهذا ديدنه من قديم‬ ‫الزمان ، يمتنع عن الخير ، ويجزع من الشرّ ، فما صلح من هذا النوع ال ّ القليل ،‬ ‫اولئك الذين هداهم ا تعالى فاهتدوا ، وهدوا الى صراط السويّ ، والباقون ل‬ ‫يعبئون بقول ولفعل ، ها هو القرآن الكريم يحدثنا عن بعضهم ، وهم الذين‬ ‫طلبوا من نبيّ لهم أن يبعث لهم ملكا يقاتلون معه في سبيل ا تعالى محتجين‬ ‫بطردهم عن ديارهم ، وابنائهم ، ولكن لمّا حصص الحق و حان وقت العمل‬ ‫تولّوا ال ّ قليل منهم ، فهربوا بعد الطلب .‬ ‫1ـ ألم ترالى المل من بني اسرائيل من بعد موسى اذ قالوا النبّي لهم ابعث لنا‬ ‫ملكا نقاتل في سبيل ا ، وقد أخرجنا من ديارنا وأبنائنا ، فلما كتب عليهم القتال‬ ‫تولّوا ال ّ قليل منهم ، وا عليم بالظالمين ..... ) البقرة ـ 642 ( .‬ ‫اولد ابليس‬
  • 65.
    ‫هكذا اقتضت حكمةا سبحانه وتعالى أن يكون المولّدون ثلثة ، وكل يولد‬ ‫حسب ما بقتضيه طبيعتة الولية ، ثم انه يمكن لولدهم أن يختاروا غير ما هم‬ ‫عليه ، فمثل ابليس ليلد ال الكافر ، ولكن آمن أحد اولده واسمه هام بن هنم بن‬ ‫لقيس بن ابليس وهذا خلف ما تقتضيه ذاته .‬ ‫1ـ حدّثنا محمّد بن الحسن بن احمد بن الوليد ) رض ( قال : حدّثنا محمّد بن‬ ‫الحسن الصفار ، قال : حدّثنا احمد بن محمّد بن عيسى ، عن محمد بن‬ ‫اسماعيل ، عن الحسن بن طريف عن آبي عبد الرحمن ، عن معاويه بن عمّار ،‬ ‫عن أبي عبد ا )عليه السلم( قال : الباء ثلثه : 1ـ آدم : ولد مؤمنا . 2ـ‬ ‫والجان : ولد مؤمنا وكافرا . 3ـ وابليس : ولد كافرا . وليس فنهم نتاج ، انمّا يبيض‬ ‫ويفرح ، وولده ذكور ، ليس فيهم اناث .... الخصال باب الثلثة ، ص 021، الحديث‬ ‫681 .‬ ‫الذل‬ ‫هناك أمور كثيرة تسبب ذل النسان ، كالجهل والحمق وحقاره النفس وما اشبه .‬ ‫ومن هذه المور تتعلق بشخص النسان ، يعني يتمكن دفعها ان اراد ، ومنها ما ل‬ ‫تتعلق بشخصه ، وانما هي مرتبطه بالقضاء والقدر مثل اليتم والفقر وعدم‬ ‫الشخصيه وما اشبه ، وقد اخبرنا بذلك صادق آل محمّد صلوات ا وسلمه عليهم‬ ‫أجمعين .‬ ‫1ـ حدّثنا احمد بن محمّد بن الهيثم العجلي ) رض ( قال : حدثنا ابو العباس احمد‬ ‫بن يحيى بن زكريا القطان ، قال : حدّثنا بكر بن عبد ا بن حبيت ، قال : حدثنا‬ ‫تميم بن بهلون ، عن ابيه ، عن عبيد ا بن الفضل الهاشمي ، قال : قال ابو عبد‬ ‫ا )عليه السلم( ثلثة من علزهم ذل : ـ الوالد . والسلطان . والغريم ... الخصال‬ ‫باب الثلثة ، ص 551، الحديث 172 .‬ ‫توابع المرء‬
  • 66.
    ‫لبدّ للنسان منالرّحيل ، فانّ هذه الحياة ليست مقاما للمقام ، كل من عليها فان‬ ‫، أمّا ، فاذا يبقى وماذا يأخذ ؟ يقول الناس ما ترك ، وتقول الملئكة ما قدم ؟ .‬ ‫أمّا ما تركه فهو للوارث يتنعّم ، به وأما الذي يأخذه وهو تابع وباق اليه : هي‬ ‫ثلث : قالها المام ابو عبد ا جعفر بن محمّد الصادق عليه السلم .‬ ‫1 ـ حدثنا أبي ) رض ( قال : حدثنا عبد ا بن جعفر الحميري ، عن احمد بن‬ ‫محمد بن عيسى ، عن الحسن بن محبوب ، عن على بن رئاب ، عن الحلبي ، عن‬ ‫أبي عبد ا عليه السلم قال : ليس تبيع الرجل بعد موته من الجر ال ّ ثلث‬ ‫خصال : صدقة اجراها في حياته فهي تجري تعد موته الى يوم القيمة وصدقة‬ ‫موقوفة ال ّ تورّث ، اود هدى سنّها فكان يعمل بها وعمل بها من بعده غيره ، او‬ ‫ولد صالح يستغفرله ... الخصال ، باب الثلثة ، ص 911، الحديث 481 . اقول :‬ ‫هنيئا لمن رزقه ا هذه فانه ل ينالها ال ّ ذو حط عظيم ، فيا ليتنا لم نحرم منها‬ ‫منها ان شاء ا تعالى .‬ ‫نقص العيش‬ ‫هناك أسباب تنقص العيش ، وتنهك الجسم ، وتتعب القلب ، و تضل العقل ، أجارنا‬ ‫ا تعالى منها جميعا ، وقد نبّهنا عليها أئمتنا سادات البشر صلوات ا وتحيّأته‬ ‫عليهم اجمعين كي نحذر منها جهد امكاننا حتى ل نبتلى في الحياة فتفوتنا السعادة‬ ‫لسمح ا .‬ ‫1 ـ حدّثنا أبي ) رض ( قال : حدّثنا محمّد بن يحيى العطار ، عن محمد بن احمد ،‬ ‫قال : حدثني ابو عبد ا الرازي عن سجادة ، عن درست ، عن أبي خالد‬ ‫السجتاني ، عن أبي عبد ا عليه صلوات ا ، قال : خمس خصال ـ الى أن قال‬ ‫عليه السلم ـ من فقد واحدة منهنّ لم يزل ناقص العيش ، زائل العقل ، مشغول‬ ‫القلب .فأولها صحة البدن . والثانية المن . والثالثه السعة في الرزق . والرابعة‬ ‫النيس الموافق ، قلت : وما النيس الموافق ؟ قال عليه السلم : الزوجة‬ ‫الصالحة ، والولد الصالح ، والخليط الصالح ، والخامسة وهي تجمع هذه‬ ‫الخصال ، الدعة اي الراحة السعه في الحياة ... الخصال ، باب الخمسة ، ص‬
  • 67.
    ‫132 ، الحديث43 . وقد تقلنا هذا الحديث في فصل تقص العيش لجهة اخرى‬ ‫فيه .‬ ‫التمتع بالولد بعد الموت‬ ‫لماذا نحب الولد ؟ لنا نتمتع به ، ويمكن أن يدوم هذا التمتع والتمتع ويتصل سلكه‬ ‫الى الخرة ، الى بعد هذا التمتع المنقطع ، والتمتع هناك دائم وال لتذاذ باقي ،‬ ‫لكن بشرط أن يربي الب الولد حسب ما يرتضيه ا جلّ وعل ذكره ، فان تعب‬ ‫عليه ورباّه تربية صالحة ، يكون الولد له رحمة ، وان تركه في الوسط المنحرف‬ ‫المنجرف فضل عن الصواب ، فانه يتحمل التبعة ويكون الولد عليه نقمة ـ والعياذ‬ ‫بالله ـ ربنا اصلحنا وذرياتنا واجعلنا مسلمين لك انك على كل شيء قدير .‬ ‫1ـ حدثنا أبي ) رض ( قال : حد ثنا سعد بن عبد ا ، قال : حدثنا محمد بن‬ ‫عيسى بن عبيد ، عن محمد بن شعيب الصيرفي ، عن الهيثم أبي كهمس، عن‬ ‫ابيعبد ا عليه السلم ، قال : ست خصال ينتفع بها المؤمن بعد موته ولد صالح‬ ‫يستعفر له . ومصحف يقرء فيه وقليب ) بئر ( يحفره . وغرس يغرسه . وصدقه‬ ‫ماء يجريه . وسنّة حسنة يؤخذ بها بعده .... الخصال ، باب الستة ، ص 362 ،‬ ‫الحيث 9 .‬ ‫ال ر ّعاية‬ ‫الرعاية أمر يحسنّه العقل والنقل ، ومن حسنات المرء أن يكون مراعيا لمن له‬ ‫أدني صلة به ، فان الرعاية دليل العظمة وجللة القدر ، فمن يكون عظيما في‬ ‫نفسه ، جليل القدر ، ل تفوته وعاية المحقّين ، من اليتام والمستضعفين .‬ ‫1 ـ فقد قال أمير المؤمنين ، وقائد العز المحجّلين عليه السلم : من رعى اليتام‬ ‫رعىّ في يتيمه . جاء في كتاب درر الكلم ، ص 552 .‬ ‫القوال‬ ‫توجد اقوال كثيرة من النبياء والئمه عليهم السلم مما يخص الولد والوالد ول‬ ‫تخلو من حكمة ثابتة او سنة عادلة او فلسفة متقنة او منطق سليم وما اشبه فعلينا‬ ‫وعلى من يأتي بعدنا الستفادة والستزاده منها فان العلم حياة القلوب . 1ـ قال‬
  • 68.
    ‫بعض الحكماء :رأيا امور الناس على خمسة اوجه : منها : القضاء والقدر وهو‬ ‫على خمسة اقسام الهل والولد والمال و السلطان والعمر .... معدن الجواهر‬ ‫ص 15 .‬ ‫2 ـ قيل أنس المرء في خمسة اشياء : منه : الولد البار ... معدن الجواهر ص 15‬ ‫.‬ ‫الكبائر‬ ‫ان المعاصي ـ كما قسمت في الشرع ـ على ضربين : الكبائر والصغائر ، وقال‬ ‫بعض العلم انه ل توجد صغائر فكل معصية بالنسبة : هي ما ذكرعفابها في‬ ‫القرآن , وقد عدّها أئمتنا )عليهم السلم( بأعداد مختلفة ويمكن الجمع بين‬ ‫اقوالهم عليهم السلم بأن نقول : كانوا )عليهم السلم( يراعون الزمان والمكان‬ ‫والسائل في اجوبتهم وال فكل المعاصي كبيرة بالنسبة الى الصغر منها ،‬ ‫والموارد تختلف .‬ ‫1 ـ ففي مود قال المام الصادق عليه السلم : الكبائر سبع فينا أنزلت ومنّا‬ ‫استحلّت :منها :عقوق الوالدين ... معدن الجواهر ص 95 .‬ ‫2 ـ روي عن النبي )صلى ا عليه وآله وسلم( قال : الكبائر تسعة : منها : وعقوق‬ ‫الوالدين ... معدن الجواهر ص 66 .‬ ‫3 ـ وأرسل ـ اي في عيون اخبار الرضا )عليه السلم( ـ عن رسول ا )صلى ا‬ ‫عليه وآله وسلّم( : أل اخبركم بأكبر الكبائر : الشراك بالله وعقوق الوالدين ، وقول‬ ‫الزور ـ أي الكذب ـ ... مكاسب الشيخ النصاري قدّس سره ، الكذب ، ص 061 ،‬ ‫الطبعة الجديدة ... وقال في التعليقة : راجع احياء العلوم للغزالي ، الجزء 3 .‬ ‫ص 531 ، سطر 21، وفي المصدر : أل انبئكم ، بدل أل اخبركم .‬ ‫4 ـ وفيه )) اي كتاب الجعفريات (( عنه )صلى ا عليه وأله وسلّم( : من اكبر‬ ‫الكبائر : الشرك بالله ، وعقوق الوالدين ... ذرايع البيان ، تكملة الفة الثامنة ، ص‬ ‫002 .‬
  • 69.
    ‫الجبن‬ ‫من الصفاتالرذيلة صفة الجبن ، وهي من اخس الرذائل ، وأن تمكّنت ـ والعياذ‬ ‫بالله ـ من النسان ، تجعله يهرت من كل شيء ، حتى ممّا له الخير ، وحتى من‬ ‫أعز الناس عليه وهو الب مثل ً ، فيا أبنائنا نوصيكم أن ل تكونوا جبناء ، فتهربوا من‬ ‫المسؤلية ، ول تكونوا متهوّرين فتعثوا في الرض الفساد ، فخيرالمور اواسطها ،‬ ‫واختار الوسط وكونوا شجعان ل تهربوا من الطاعة ول تركبوا المعصية .‬ ‫1ـ حدّثنا محمد بن الحسن ) رض ( قال : حدّثنا سعد بن عبد ا ، عن محمد بن‬ ‫عيسى بن عبيد ، عن القاسم بن يوسف أخي احمد بن يوسف بن القاسم الكاتب‬ ‫عن حنان بن سدير الصيرفي ، عن سدير الصيرفي قال : قال ابو جعفر)عليه‬ ‫الصلة والسلم( : ل تقارن ول تواخي اربعة : الحمق ، والمبخيل ، والجبان ،‬ ‫والكذّاب / أما الحمق فانه يريد ان ينفعك فيضرك . وأما البخيل فانه يأخذ منك ول‬ ‫يعطيك . وأما الجبان فانه يهرب عنك وعن والديه . وأما الحمق فانّه يصدق ول‬ ‫يصدق .... الخصال ، باب الربعة ، ص 891 ، الحديث 001 .‬ ‫سنن عبد المطلب‬ ‫ان ا في خلقه شئون . كان قبل البعثة رجال عظماء ، يدينون لله تعالى بأحسن‬ ‫وجه ، والناس تائهون في وديان الجهالة والضللة ، وهؤلء المتدينون قد تمسّكوا‬ ‫بالعروة الوثقى ، أي تمسّكوا بارادة السماء وا سبحانه وتعالى هداهم الى‬ ‫اصوب الطرق والحبها ، فسنّواسننا كبيرة وعظيمة بين الناس ، فأمضاها رب‬ ‫الرباب تعالى وتقدّس ، وبقيت حتى البعصة وبعدها والى يوم القيامة ، ما كان‬ ‫لله ينمو . هكذا و ال ّ فل . فمن هؤلء العظماء جدّنا شيخ بني هاشم ، عبد‬ ‫المطلـب رضوان ا تعالى عليه ، وجزاه عنّا خيرا .‬ ‫1 ـ حدثنا محمد بن علي بن الشاة ، قال : حدثنا ابو حامد ، قال حدثنا ابو يزيد ،‬ ‫قال : حدثنا محمد بن احمد بن صالح التميمي ، عن ابيه قال : حدثنا أنس بن‬ ‫محمد ابو مالك ، عن ابيه ، عن جعفر بن محمد عن ابيه ، عن جدّه ، عن علي بن‬ ‫أبي طالب )عليه السلم( ، عن النبي )صلى ا عليه وآله وسلّم( ، أنه قال )صلى‬
  • 70.
    ‫ا عليه وآلهوسلّم( : في وصيته له ، يا علي ان عبد المطلب سنّ في الجاهليه‬ ‫خمس سنن أجراها ا له في السلم أ ـ حرّم نساء الباء ، على البناء فأنزل‬ ‫ا عزّوجلّ ) ولتنكحوا ما نكح آبائكم من النساء ( ب ـ و وجد كنزا فأخرج منه‬ ‫الخمس وتصدّق به فأنزل ا عزوجلّ ) واعلموا أن ما غنمتم من شيئ فان لله‬ ‫خمسه ... الى آخره . ج ـ ولمّا حفر زمزم سمّاها سقاية الحاج ، فأنزل ا‬ ‫عزّوجلّ ) اجعلتم سقاية الحاج و عماره المسجد كمن آمن بالله واليوم الخر ...‬ ‫اليه . د ـ وسنّ في القتل مائة من البل ، فأجري ا عزوجل ذلك في السلم .‬ ‫هـ ولم يكن الطواف عدد عند قريش ، فسنّ فيهم عبد المطلب سبعة اشواط ،‬ ‫فأجري ا تعالى ذلك في السلم ... يا علي ان عبد المطلب كان ل يقسم‬ ‫بالزلم ، ول يعبد الصنام ، وليأكل ما ذبح على النصب ويقول : أنا على دين أبي‬ ‫ابراهيم على نبينا وآله وعليه السلم ... الخصال ، باب الخمسة ، ص 452 ،‬ ‫الحديث 09 .‬ ‫2 ـ قال سيد الموحّدين وقائد الغزّ المحجّلين امير المؤمنين فداه روحي وارواح‬ ‫العالمين صلوات ا وسلمه عليه وعلى ابنائه الطاهرين الى يوم الدين : عقّوا‬ ‫عن اولد كم يوم السابع وتصدقوا بوزن شعرهم فضّة على مسلم ، وكذلك فعل‬ ‫رسول ا )صلى ا عليه وآله وسلّم( بالحسن والحسين عليهما السلم وسائر‬ ‫ولده )عليهم السلم( ... المواعظ العددية ، باب الربعمائة ، ص 492 .‬ ‫ذبح الولد‬ ‫من العجيب الذي ل يكاد يصدّق ـ لو ل اليمان ـ أن نبيّا من اولى العزم يرى في‬ ‫المنام أنه يذبح ولده ، ثم يقصد تصديق منامه ، وتلّه للجبين ، وناديناه ان يا‬ ‫ابراهيم قد صدّقت الرؤيا . وهكذا سيّد قريش عبد المطلب رضوان ا تعالى عليه‬ ‫ينذر ذبح ولده العاشر وهو عبد ا أبو النبي )صلى ا عليه وآله وسلّم( ، فيفدي‬ ‫بمائة من البل كما أفدي اسماعيل بذبح عظيم فبهذه وذلك يدفع عنها الذبح‬ ‫ويبقى الفحر مدي الزمان حتى يقول ا عليه وآله : أنا ابن الذبيحين .‬
  • 71.
    ‫1 ـ حدثنااحمد بن الحسن القطّان ، قال : اخبرنا احمد بن محمد سعيد الكوفي ،‬ ‫قال : علي بن الحسن بن علي بن فضال ، عن ابيه قال : سألت ابا الحسن علي‬ ‫بن موسى الرضا )عليه الصلة والسلم( عن معنى قول النبي )صلى ا عليه وآله‬ ‫وسلم( انا ابن الذبيحين ، قال )عليه السلم( : يعني اسماعيل بن ابراهيم الخليل‬ ‫)عليه السلم( ، وعبد ا بن عبد المطلب . أما اسماعيل فهو الغلم الحليم الذي‬ ‫بشّر ا به ابراهيم ، فلما ابلغ معه السعي ، قال يابني اني أرى في المنام أني‬ ‫اذبحك ، فانظر ماذا ترى ، قال يا أبت افعل ما تؤمر ، ولم يقل له يا ابت افعل ما‬ ‫رأيت ، ستجدني ان شاء ا من الصابرين ، فلّما عزم على ذبحه فداه ا بذبح‬ ‫عظيم ، بكبش املح يأكل في سواد ، ويشرب في سواد ، وينظر في سواد ،‬ ‫ويمشي في سواد ، ويبول ويبعر في سواد ، وكان يرتع قبل ذلك في رياض الجنة‬ ‫اربعين عاما ، وما خرج من رحم انثى ، وانّما قال ا جلّ وعزّ له كن فكان ليفدي‬ ‫به اسماعيل ، فكلما يذبح بمنى فهو فديه ل سماعيل الى يوم القيامة ، فهذا احد‬ ‫الذبيحين . وأمّا الخر ، فان عبد المطلب كان تعلق بحلقة باب الكعبة ودعا ا‬ ‫عزوجلّ أن يرزقه عشرة بنين ، ونذرا عزوجلّ ان يذبح واحدا منهم متى اجاب‬ ‫ا دعوته ، فلما بلغوا عشرة )) اولد (( قال قد وفي ا لي ، فلوفّين لله‬ ‫عزوجل ، فأدخل ولده الكعبة ، واسهم بيتهم ، فخرج سهم عبج ا أبي رسول‬ ‫ا )صلى ا عليه وآله وسلم( ، وكان احبّ ولده اليه ، ثم اجالها ثانيه ، فخرج‬ ‫سهم عبد ا ، ثم اجالها ثالثه ، فخرج سهم عبد ا ، فأخذه وحبسه ، وعزم على‬ ‫ذبحه فاجتمعت قريش وقنعته من ذلك ، واجتمع نساء عبد المطلب يبكين و‬ ‫يصحن ، فقالت له ابنته عاتكه ، يا ابتاه اعذر فيما بينك وبين ا عزّ و جلّ في قتل‬ ‫ابنك ، قال فكيف اعذر يا بنيّة فانك مباركة ؟ . قالت اعمد الى تلك السوائم التى‬ ‫لك في الحرم ، فاضرب باقداح على ابنك وعلى البل ، واعط ربك حتى يرضى ،‬ ‫فبعث عبد المطلب الى ابله ، فأحضرها وعزل منها عشرا ، وضرب بالسهام فخرج‬ ‫سهم عبد ا ، فما زال يزيد عشرا عشرا حتى بلغت مائة ، فضرب فخرج السهم‬
  • 72.
    ‫على البل ،فكبرت قريش تكبيرة ارتجت لها جبال تهامة ، فقال عبد المطلب ل ،‬ ‫حتى اضرب بالقداح ثلث مرّاة ، فضرب ثلثا ، كل ذلك يخرج السهم على البل ،‬ ‫فلمّا كان في الثالثة ، اجتذبه الزبير وابو طالب واخوانه من تحت رجليه فحملوه‬ ‫وقد انسلخت جلده خدّه الذي كان على الرض ، واقبلوا يرفعونه ، ويقبّلونه ،‬ ‫ويمسحون عنه التراب ، وأمر عبد المطلب ان تنجر البل بالخروره ، ول يميع احد‬ ‫منها ، وكانت مائة . وكانت لعبد المطلب خمس سنن اجراها ا عزوجل في‬ ‫السلم : حرّم نساء الباء على البناء ، وسن الديه في القتل من البل ، وكان‬ ‫يطوف بالبيت سبفة اشواط ، ووجد كنز فاخرج منه الخمس ، وسمي زمزم كما‬ ‫حفرها سفايه الحاج . ولو ان عبد المطلب كان حجه ، وأنّ عزمه على ذبح ابنه‬ ‫عبد ا شبيه بعزم ابراهيم علينبينا وآله وعليه على ذبح ابنيه اسماعيل لما افتخر‬ ‫النبي )صلى ا عليه وآله وسلّم( بالنتساب اليهما لجل أنهما الذبيحان ، في قوله‬ ‫)صلى ا عليه وآله وسلم( انا ابن الذبيحين ، والعلة التى من اجلها رفع ا‬ ‫عزوجلّ الذبح عن اسماعيل هي العلّة التى من اجلها رفع ا الذبح عن عبد ا ،‬ ‫وهي كون النبي صلى ا وآله وسلّم والئمّة عليهم السلم في صلبيهما فببركة‬ ‫النبي والئمّة عليهم السلم رفع ا الذبح عنهما ، فلم تجر السنه في الناس بقتل‬ ‫اولدهم ولو ل ذلك لوجب عليالناس كل اضحى التقرّب الى ا تعالى ذكره بقتل‬ ‫اولدهم ، وكلّما يتقّرب الناس به الى ا عزّوجّل من اضحيى فهو فداه ل‬ ‫سماعيل الى يوم القيمة ... الخصال ، باب الثنين ، ص 54 ، الحديث 87 .‬ ‫2 ـ حدثنا احمد بن هارون الفاصي ، وجعفر بن محمّد بن مسرور ) رض ( قال :‬ ‫حدّثنا محمد بن جعفر بن بطة ، عن محمّد بن حسن الصفار ، عن العباس بن‬ ‫معروف عن حماد بن عيسى ، عن حريز ، عمن اخره ، عن أبي جعفر )عليه‬ ‫السلم( قال : أول من سوهم عليه مريم بنت عمران ، وهو قول ا عزوجل‬ ‫) وما كنت لديهم اذ يلقون اقلمهم ايهم يكفل مريم ) آل عمران ـ 44 ( ، والسهام‬ ‫ستة ثم استهموا في يونس لما ركب مع القوم ، فوقفت السفينة في اللجّة ،‬
  • 73.
    ‫فاستهموا فوقع السهمعلى يونس ثلث مرّات ، قال : فمضى يونس الى صدر‬ ‫السفينة ، فاذا الحوت فاتح فاه ، فرمي بنفسه .ثم كان عبد المطلب ولد له تفسعة‬ ‫فنذر في العاشر ، ان يرزقه ا تعالى غلما أن يذبحه ، قال )عليه السلم( : فلمّا‬ ‫ولد عبد لم يكن يقدر أن يذبحه رسول ا )صلى ا عليه وآله وسلّم( صلبه ،‬ ‫فجاء بعشر من البل وساهم عليها وعلى عبد ا ، فخرج السهام علي عبد ا ،‬ ‫فزاد عشرا ، فلم يزل السهام يخرج على عبد ا ويزيد عشرا ، فلما )) لن ((‬ ‫بلغت مائة خرجت السهام على البل ، فقال عبد المطلب ما انصفت ربي فأعاد‬ ‫السهام ثلثا فخرجت على البل ، فقال الن علمت أن ربي قد رضى ، فنحرها ...‬ ‫الخصال ، باب الثلثة ، ص 421 ، الحديث 891 .‬ ‫المصائب‬ ‫الدنيا دار محفوفة باليلء والمصائب ، فل يسلم نزّالها ، ول بد لكل انسان عاش‬ ‫وجه البسيطه أن يصاب بها ، فمن صبر ضفر، ومن لجّ كفر .‬ ‫1ـ قال الحسن بن على عليهما السلم : مصائب الدنيا اربع منها موت الوالد وهو‬ ‫قاصم الظهر ، وموت الولد وهو صدع الفوآد ... معدن الجواهر ، باب ذكرماء في‬ ‫اربعة ، ص 24 .‬ ‫الفقدان‬ ‫لشك ول ريب أن الولد قطعة من الكبد ، فهو اذ يمشي على الرض يتحرك كبد‬ ‫والديه بتحرك قدميه ، وما من ابوين ال ّ ويعقدان آمال ً على ولدهما ، متى يجنيا‬ ‫ثمره ، ويرو أثره . فالله ا من ساعة يدنوا اليه هادم اللذات ومفرّق الجماعات ،‬ ‫الملك المقرب عند الملك العل ّم ، فسسترّد المانه ، وعندها تشب النيران في‬ ‫قلوب الهل و الحبة والخوان ، فتحرق كبد البوين بلهب الفقد والفرقة .‬ ‫1 ـ قال أمير المؤمنين عليه صلوة رب العالمين ، فقد الولد محرّق الكبد . جاء في‬ ‫درر الكلم حرف الفاء ، ص 902 .‬
  • 74.
    ‫2 ـ حدثناابو احمد محمد بن جعفر البنداد ، قال : حدثنا أبو العباس الحمادي ،‬ ‫قال : حدثنا محمد بن علي الصايغ ، قال : حدّثنا عمرو بن سهلو بن زنجله الرازي ،‬ ‫قال : حدثنا الوليد بن مسلم ، عن الوزاعي ، عن أبي سلم السود ، عن ابي‬ ‫سالم راعي رسول ا )صلى ا عليه وآله وسلّم( أنه قال : سمعت رسول ا‬ ‫)صلى ا عليه وآله وسلّم( يقول خمس ما أثقلهنّ في الميزان : سبحان ا .‬ ‫والحمد لله ول اله ال ّ ا . وا اكبر . والولد الصالح يتوفّى لمسلم فيصبر‬ ‫ويحتسب .... الخصال ، باب الخمسة ، ص 712 ، الحديث 1 .‬ ‫3 ـ ) أقول ( كان خمسة من المشركين قد استهزؤا بالنبي )صلى ا عليه وآله‬ ‫وسلّم( ، فأنزل ا تعالى بلء عليهم في آن واحد ، و نزلت اليه الكريمه ) انّا‬ ‫كفيناك المستهزئين ( . حدثنا احمد بن الحسن القطّان ، قال : حدثنا ابوالقاسم عبد‬ ‫الرحمن بن محمد الحسني ، قال : حدّثنا ابو العباس محمد بن على الخراساني ،‬ ‫قال : حدثنا ابو سعيد سهل بن صالح العياشي ، عن ابيه ، وابراهيم بن عبد‬ ‫الرحمن البلي ، قال حدثنا موسى بن جعفر بن محمد بن علي بن الحسين بن‬ ‫علي بن أبي طالب عليهم الصلة والسلم ، قال : حدثني أبي جعفربن محمد ،‬ ‫قال : حدثني أبي محمد بي علي قال : حدثنى أبي علي بن الحسين ، قال :‬ ‫حدثني أبي الحسين بن على عليهم السلم جميعا ، أن أمير المؤمنين عليه أفضل‬ ‫الصلة والسلم ، قال : ليهودي من يهود الشام ـ الى أنّ قال ـ وأما السود بن عبد‬ ‫يغوث .... الى آخر في القصّه ..... قال مصنّف الكتاب ـ يعني الخصال ـ ويقال في‬ ‫خبر آخر في السود قول آخر ، يقال أن النبي )صلى ا عليه وآله وسلم( كان قد‬ ‫دعا عليه ان يعمي ا بصره ، وأن يثكله ولده ، فلّما كان في ذلك اليوم ـ اي يوم‬ ‫نزول البلء على النفرات الخمس ـ جاء حتى صار الى كدا ـ وهو جبل في اسفل‬ ‫مكة عن طريق اليمن ـ فأتاه جبرئيل )عليه السلم( بورقة خضراء ، فضرب بها‬ ‫وجهه فعمي ، وبقى حتى اشكله ا عزّوجلّ ولده يوم بدر ، ثم مات ) عليه ما‬ ‫يستحق من العذاب ( .‬ ‫التعزية‬
  • 75.
    ‫لبد من تعزيةمن يصاب بمصيبة ، وأي مصيبة أدهي وأشد من فقد الولد فلقلبه‬ ‫ا وعظّم ا تعالى اجره ، وأجزل ثوابه ، وأجمل صبره ، وأخذ بيده يوم ل ينفع‬ ‫مال ول بنون ، ان شاء ا تعالى وتقّدس .‬ ‫1ـ عزّى أمير المؤمنين )عليه الصلة والسلم( من ربّ النام رجل مات له ولد :‬ ‫ورزق ولد فقال )عليه السلم( : عظم ا اجرك فيما اباد ، و بارك لك فيما افاد .‬ ‫جاء في كتاب درر الكلم ، في حرف العين ص 502 .‬ ‫الحتساب‬ ‫ينبغي بل يجب على كل مسلم فطن أن يعلم أن كل ما عنده هو من عند ا‬ ‫تعالى ، وأنّ ا حق في كل ما ملّكه وسلّطه عليه ما دام في قيد الحياة ، فل‬ ‫يبخل بمال ول ولد ول أهل ول نفس ، ويعطي ، وان كان الجميع ، في سبيل ا‬ ‫ول تأخذه في ا شح نفس ، اوغلّ يد ، فان العبد وما في يده كان اموله .‬ ‫1ـ قال رسول ا صلى عليه وآله وسلّم بوما : أيها الناس مالرقوب فيكم؟ .‬ ‫قالوا : الرجل يموت ولم يترك ولدا . فقال )صلى ا عليه وآله وسلم( : بل‬ ‫الرقوب حق الرقوب رجل مات ولم يقدّم من ولده احدا يحتسبه عند ا تعالى ،‬ ‫وان كانوا كثيرا بعده ... تحف العقول ، مواعظ النبي ، ص 33 .‬ ‫قانون الوراثة‬ ‫ان حكم قانون الوراثة يجري في الباء والبناء بمعنى أنّه اذا كان في الوالد‬ ‫طبيعة أوعيب يرثه الولد ، ولو كان بعد عدة أظهر ، وقد جّرب هذا المعنى وثبت‬ ‫علميا .‬ ‫لذا كان أئّمتنا عليهم السلم يخبرون عن أفراد أشياء وأمرون شيعتهم بانتظارها‬ ‫فيهم اولدهم .‬ ‫وهكذا يكون العكس ، بعنى أنه ينسب لشخص أمر ول يكون فيه ولكن كان في‬ ‫أبيه او أحد آبائه .‬
  • 76.
    ‫1 ـ محمدبن اسماعيل ، عن الفضل بن شاذان ، عن حمّاد بن عيسى عن‬ ‫ابراهيم بن عمر اليماني ، عن أبي عبد ا )عليه السلم( قال : اذا قلنا في رجل‬ ‫قول فلم يكن فيه ، وكان في ولده أو ولد ولده ، فل تنكروا ذلك فان ا تعالى‬ ‫يفعل ما شاء ، الكافي ج 1 ، باب في انه اذا قيل في الرجل ، ص 054 ، الحديث‬ ‫2.‬ ‫2 ـ الحسين بن علي ، عن معلي بن محمد ، عن الوشاء ، عن احمد بن عائذ ،‬ ‫عن أبي خديجة قال : سمعت أبا عبد ا )عليه السلم( يقول : قد يقوك الرجل‬ ‫بعدل او بجور ، وينسب اليه ، ولم يكن قام به . فيكون ذلك ابنه او ابن ابنه من‬ ‫بعده . فهو هو . الكافي ج 1 ، باب في انه اذا قيل في الرجل ، ص 054 ،‬ ‫الحديث 3 .‬ ‫السلطة المال ي ّة‬ ‫ان سلطة الب على الولد مما ل يتنازع فيه اثنان ، ولمّا كان الب هو السبب‬ ‫المباشر ظاهرا في كينونه ابنه كان له حق التصرّف في امواله ومع عدم علمه ،‬ ‫لذا جاء في شرايع السلم :‬ ‫1 ـ في قطع يد السارق : أن ل يكون والداُ من ولده ، ويقطع يد الولد لو سرق‬ ‫من الوالد .‬ ‫ارث الوالدين‬ ‫كما أنّ الوالدين يوثان البناء ، كذلك البناء تورث ـ في بعض الحايين ـ الوالدين‬ ‫والمشرّع الجليل جلّت عظمته لم يهمل حقّا لحد مهما صغرأ وكبر .‬ ‫1ـ قال تعالى في محكم كتابه الكريم : يوصيكم ا في اولدكم للذكر مثل حضّ‬ ‫النثيين فان كن نساء فوق اثنتين فلهّن ثلثا ما ترك ، وان كانت واحدة فلها النصف‬ ‫ولبويه لكل واحد منهما السدس مما ترك ان كان له ولد ، فان لم يكن له ولد‬ ‫وورثه ابواه فلمّه الثلث ، فان كان له اخوة فلمه السدس من بعد وصية يوصى‬
  • 77.
    ‫بها او دين، آباؤكم وأبناؤكم ل تدرون ايهّم أقرب لكم نفعا ، فريضة من ا انّ‬ ‫ا كان عليما حكيما ) النساء ـ 11 ( .‬ ‫الرث للولد‬ ‫ل بد للباء توربث أبنائهم . أما المال فليس بمهم والمهم الدب والحكمة والمعرفة‬ ‫وما اشبه . والخير كل الخير في توريث العلم .‬ ‫1ـ قال ابو ذرجمهر : ما ورّثت الباء البناء خيرا من ثلثة اشياء : الدب النافع ،‬ ‫والخوان الصالحون ، والثناء الجميل ... معدن الجواهر ص 63 .‬ ‫2 ـ من كلمات اميرالمؤمنين )عليه الصلة والسلم( : اين من جمع فأكثر ، اعتقب ،‬ ‫واعتقد ونظر ، بزعمه للولد ... في كتاب درر الكلم في حرف اللف ، بألف‬ ‫الستفهام .‬ ‫3 ـ وقال تعالى بالنسبة للمال : للرجال نصيب مما ترك الوالدان والقربون ....‬ ‫) النساء آيه 7 ( .‬ ‫4ـ وقال تعالى : يوصيكم ا في أولكم للذكر مثل حضّ النثيين .... ) النساء آية‬ ‫11 ( .‬ ‫5ـ وقال القدير جلّت قدرته : ولكل جعلنا موالي مما ترك الوالدان والقربون .... )‬ ‫النساء الية 33 ( .‬ ‫ارث النثى‬ ‫ان النسان يوّرث والتوريث له افراد متنوعة ، فبعض يورث العلم والدب ، وبعض‬ ‫يورث الشرّفي الورثه كما رأيناه بأم اعيننا في زماننا هذا ، فان قبل اعوام مات‬ ‫احدهم و اوصا ابنه الكبر بأنه يبعد عن العلماء فانهم يتجيّلون عليه وعلى اخوته‬ ‫ويأخذون بعض اموالهم باسم الحقوق الشرعية ، وهو مات ولم يؤدى فلسا واحدا‬ ‫لولده هكذا زرع التباغض و التباعد في قلوب اولده بالنسبة للعلماء ولهل‬ ‫الدين ولكن ربك بامرصاد فما مضت الليالي واليام ال ّ وقضى على ولده الكبر‬
  • 78.
    ‫بالسرطان وتشتب التاقونهداهم ا تعالى . اما بالنسبه لتوريث المال فقد حدّد‬ ‫ا تعالى للذكور والناث كل حسب ما تقتضيه المصلحة العامة والخاصة .‬ ‫1 ـ قال عزّ من قائل : للرجال نصيب مما ترك الوالدان والقربون وللنساء نصيب‬ ‫مما ترك الوالدان والقربون مما قلّ منه او كثر نصيبا مفروضا .... النساء آية 7 .‬ ‫2 ـ وقال تبارك وتعالى يوصيكم ا في اولدكم للذكر مثل حظ النثيين فان كن‬ ‫نساء فوق اثنتين فلهنّ ثلثا ما ترك وان كانت واحدة فلها النصف ول بويه لكل‬ ‫واحد منها السدس مما ترك ان كان له ولد فان لم يكن له ولد وورثه ابواه فلمه‬ ‫الثلث فان كان له اخوة فل ّمه السدس من بعد وصيّة يوصي بها اودين ، آباؤكم‬ ‫وابناؤكم لتدرون أيهم اقرب لكم نفعا ، فريضة من ا ، ان ا كان عليما‬ ‫حكيما .... ) النساء ـ 11 ( .‬ ‫ختامه مسك‬ ‫هذا ما وجدته لوالدي قدس سره من كتابه ) الثر الخالد ( ، وقد طبعته على ما‬ ‫وجدته ، وقد طبعه بيده بالتايب ـ ولكي يكون ختامه مسك ارتأيت ان اختمه‬ ‫بدعائين من الصحيفة السجادية لمولنا وامامنا المام علي بن الحسين زين‬ ‫العابدين )عليه السلم( ، ولكي تعم الفائدة ، نقلتها من كتاب ) في ظلل الصحيفة‬ ‫السجادية ( للكاتب الشهير الشيخ محمد جواد مغنية ) قدّس سره ( ثم أردفتهما‬ ‫بلمحة من حياة السيد الوالد من كتاب ) الكوكب الدّري في حياة السيد العلوي ( .‬ ‫أملي من القراء الكرام ان يذكروه بالدعاء وبفاتحة وسورة مباركة من كتاب ا‬ ‫الكريم ، ولهم من ا الجر و الثواب ، ومن أسرته ألف شكر ، ودمتم بخير .‬