1. ‫إن مما خص ال به نبي هذه المة محمدً صلى ال عليه وسلم وخص به رسال َه والنورَ الذي جاء به أنها‬
‫ت‬ ‫ا‬
‫رسال ٌ ودعو ٌ عامة للثقلين الجن والنس ، والعر ِ والعجم ،والسودِ والبيض ، والذك ِ والنثى ،‬
‫ر‬ ‫ب‬ ‫ة‬ ‫ة‬
‫والساد ِ والعبيد ،كما قال جل وعل : )يا أيها الناس إني رسول ال إليكم جميعً( ، وقال سبحانه : )وما‬
‫ا‬ ‫ة‬
‫أرسلناك إل كافة للناس بشيرً ونذيرً( ،)وما أرسلناك إل رحمة للعالمين( ، وقال صلى ال عليه وسلم :‬
‫ً‬ ‫ا‬ ‫ا‬
‫. ) )بعثت إلى الناس كافة وكانت النبياء تبعث إلى أقوامهم خاصة‬
‫أيها المسلمون: وبعد أن تقرر ما سبق فإن هذه المة مأمورة بما أمر بها نبيه فهي مأمورة بتبليغ الدين‬
‫إلى الناس كافة ،كما قال سبحانه )، وقال سبحانه)ولتكن منكم أمة يدعون إلى الخير ويأمرون بالمعروف‬
‫،]وينهون عن المنكر ( آل عمران]401‬
‫هي المكلفة بنشر هذا الدين الذي فيه سعادة البشرية ول نجاة ول مخلص للناس إل بالدخول في هذا الدين‬
‫والنضواء تحت لواءه والهتداء بتعاليمه وتشريعاته ، إننا لنشك لحظ ً واحدة أن دين السلم هو الدين‬
‫ة‬
‫الذي به تحل كل المشاكل العالمية القتصادية والجتماعية والثقافية والعسكرية ، وسوف نقف مع هذه‬
‫:العبادة العظيمة والمهمة الجسيمة ، والوظيفة الشريفة وقفات عدة‬
‫: الدعوة إلى ال وظيف ٌ من أشرف الوظائف ،ومهم ٌ من أعظم المهمات.‬
‫ة‬ ‫ة‬ ‫الوقفة الولى‬
‫كيف ل ؟وهي وظيفة النبياء والرسل ومهمة كل من أراد ال به خيرً ورفع ً وسعاد ً في الدنيا والخرة ،‬
‫ة‬ ‫ة‬ ‫ا‬
‫ول أعظم وصفاً ولأصدق قو ً من قول ربنا جل وعل حيث يقول:) ومن أحسن قولً ممن دعا إلى ال‬
‫ل‬
‫وعمل صالحً وقال إنني من المسلمين(فصلت ]33[ قال الحسن البصري عند هذه الية :" هو المؤمن‬
‫ا‬
‫أجاب ال في دعوته ودعا الناس إلى ما أجاب ال فيه من دعوته وعمل صالحً في إجابته ، فهذا حبيب‬
‫ا‬
‫ال هذا ولي ال "أ.هـ، فمقام الدعوة من أشرف المقامات ، فياخسارة من قامت حياته ، وذهبت أيامه ولم‬
‫يكن له نصيب من هذه العبادة العظيمة ، فيا عبدال تدارك أيامك واضرب بسهم في هذا الميدان المبارك‬
‫بعلمك أو بجهدك أو بمالك أو برأيك على قدر استطاعتك حتى تنال هذا الشرف العظيم .‬

2. ‫: العلم وأثره في الدعوة‬ ‫الوقفة الثانية‬
‫ال سبحانه أمر بالدعوة إلى ال وأوجبها على هذه المة على كل من قدر وعلى حسب مقدار العلم الذي‬
‫مع النسان ،قال سبحانه )قل هذه سبيلي أدعوا إلى ال على بصيرة أنا ومن اتبعني (يوسف ]601[،‬
‫فالبصيرة : العلم ،و قال سبحانه )ادع إلى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة وجادلهم بالتي هي‬
‫أحسن (النحل ]521[ فالعلم يتضمن العلم بما تدعوا إليه والعلم بحال الداعي وكلما كان العلم أغزر كانت‬
‫الدعوة أقوى وأنفذ ، ولكن ل يقعدن بك هذا المر وتقول أنا لست من أهل العلم ، فنقول لك : ادع على‬
‫قدر العلم الذي معك كما قال صلى ال عليه وسلم )بلغوا عني ولو آية ( ، وكن دلي ً على الخير ،‬
‫ل‬
‫ومساهمً بمالك ، ورأيك وجهدك فأنت بإذن ال من الدعاة إليه، واعلم أن أجرك عظيم كما جاء في‬
‫ا‬
‫صحيح مسلم َنْ َ ِي ُ َيْ َ َ َ ّ َ ُولَ ا ِ َّى ا ُ عَيْ ِ َ َّ َ َا َ: ) َنْ َ َا َِى ُ ًى َا َ ل ُ ِنْ‬
‫ّ صل ّ َل ه وسلم ق ل م دع إل هد ك ن َه م‬ ‫ل‬ ‫ع أب هر رة أن رس ل‬
‫لْ ر م ل ُج ر م تبعه ل ي قص ذلك م ُج ره ش ئ وم دع إل ضللة ك ن عل ه م لْ م م ل‬
‫ا َجْ ِ ِثْ ُ أ ُو ِ َنْ َ ِ َ ُ َ َنْ ُ ُ َِ َ ِنْ أ ُو ِ ِمْ َيْ ًا َ َنْ َ َا َِى َ ََ ٍ َا َ ََيْ ِ ِنْ ا ِثْ ِ ِثْ ُ‬
‫آ َا ِ َنْ َ ِ َ ُ َ َنْ ُ ُ َِ َ ِنْ آ َا ِ ِمْ َيْ ًا(‬
‫ث م م تبعه ل ي قص ذلك م ث مه ش ئ‬
‫وقال صلى ال عليه وسلم )لن يهدي ال بك رج ً واحدً خير لك من حمر النعم (قال ابن القيم " وهذا‬
‫ا‬ ‫ل‬
‫يدل على فضل العلم والتعليم وشرف منزلة أهله بحيث إذا اهتدى رجل واحد بالعالم كان ذلك خيرً له من‬
‫ا‬
‫حمر النعم وهي خيارها وأشرفها عند أهلها فما الظن بمن يهتدي به كل يوم طوائف من الناس " أ.هـ‬
‫وفقنا ال وإياكم لهذه النعمة العظيمة.‬
‫: الحكمة في الدعوة إلى ال هي كما قال ابن القيم –رحمه ال – معلقاً على قول ال‬ ‫الوقفة الثالثة‬
‫)ادع إلى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة(:"جعل سبحانه مراتب الدعوة بحسب مراتب الخلق ،‬
‫فالمستجيب القابل الذكي الذي ل يعاند الحق ول يأباه يدعى بطريق الحكمة ، والقابل الذي عنده نوع غفلة‬
‫وتأخر يدعى بالموعظة الحسنة وهي المر والنهي المقرون بالرغبة والرهبة ، المعاند الجاحد يجادل‬
‫بالتي هي أحسن"أ.هـ‬

3. ‫: ل تنس إخلص النية فهي الساس في الدعوة كما قال جل وعل )ادع إلى سبيل‬ ‫الوقفة الرابعة‬
‫ربك ( ل إلى سبيل أحد غيره ، وقال في الية الخرى)قل هذه سبيلي أدعوا إلى ال( ل إلى نفسي أو إلى‬
‫مطمع من مطامع الدنيا، ومن خلصت نيته بارك ال له في جهده ووقته وظهر أثر ذلك عليه .‬
‫الخامسة: شعارك في الدعوة إلى ال )إن أريد إل الصلح ما استطعت( ، وأيضً )إن عليك‬
‫ا‬ ‫الوقفة‬
‫إل البلغ ( ، وقوله)ليس عليك هداهم ولكن ال يهدي من يشاء ( ، وقوله )وإن تولوا فإنما عليك البلغ‬
‫وال بصير بالعباد (‬
‫فيا من تدعوا إلى ال ل تذهب نفسك حسرات ولكن احذر من التقصير في الدعوة إلى ال والعلم والعمل ،‬
‫فإن لم تجد الثمرة فل تترك هذا الطريق فإن الهداية وإدخال اليمان إلى القلوب ليس إليك وإنما إلى ال‬
‫)إنك لتهدي من أحببت ولكن ال يهدي من يشاء( ، والنبي يأتي يوم القيامة ومعه الرجل والرجلن‬
‫والنبي ليس معه أحد .‬
‫: أن مهمة الدعوة إلى ال يستطيع كل إنسان أن يقوم بها كل على حسب جهده‬ ‫الوقفة السادسة‬
‫وقدرته كما سبق ولكن مهمتنا نحن أن نرسخها في قلوب الجيال وفي نفوس الناشئة وفي عقول الناس‬
‫وتكون من أولى إهتماماتهم فيا أيها المدرس الناصح وأيها المربون والمربيات والمعلمون والمعلمات ويا‬
‫أئمة المساجد يا طلب العلم أيها الموظفون ل تتركوا هذه الوظيفة وهذه المهمة لحظة واحدة من لحظات‬
‫حياتكم فبها سعادتكم وعزكم ونصر دينكم وظهوره على كل الديان ، وهنا أقف وقفة عتاب ووقفة تعجب‬
‫مع ذلكم الكاتب في جريدة الوطن هداه ال الذي كتب مقالً جرح أفئدتنا وآلم نفوسنا لما عاب على إخواننا‬
‫المدرسين نصحهم وإرشادهم في المدارس وقال إننا لسنا في مكان للدعوة إلى ال فنقول يا مسلم ياعبدال‬
‫نحن بغير الدعوة إلى ال وبغير الدين ل وزن لنا بين الناس ول عز لنا إل بهذا الدين فوجب أن نكون كلنا‬
‫دعاة إليه ،ول خير فينا إذا لم نكن كذلك فال ال أيها العلميون اعتزوا بدينكم وانشروه وساهموا في‬

4. ‫الدعوة إليه وحث الناس على القيام بهذه العبادة العظيمة وفقنا ال وإياكم لكل ما يحبه ويرضاه .‬
‫وصلى ال وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وس‬