1. الفكر السلمي والبعد المقاصدي
الطالب:
الدخلوي علل
شعبة
الدراسات السلمية
الحاجة الى المقاصد:
اذا كانت المقاصد" أرواح العمال" كما يقول الشاطبي رحمه ا فان
العجب كل العجب أن يعيش الناس بل مقاصد أي بل أرواح
فالفقه بل مقاصد فقه بل روح والفقيه بل مقاصد فقيه بل روح ان لم
نقل ليس بفقيه والمتدين بل مقاصد متدين بل روح والدعاة الى السلم
بل مقاصد هم اصحاب دعوة بل روح
فأنى نتفقه حقيقة ونتدين حقيقة وندعو الى السلم حقيقة؟! . مدخل
الى مقاصد الشريعة . ص: 71
وتأسيسا على كلم الدكتور الريسوني نقول: والفكر السلمي بل مقاصد
فكر بل روح والمفكر السلمي بل مقاصد مفكر بل روح ان لم نقل ليس
بمفكر اسلمي
" ففائدة المقاصد لتنحصر فقط في الجتهاد والمجتهدين بل يمكن
تحصيلها لكل من تشبع بها أو تزود بنصيب منها وتكون فائدته بقدر علمه
وفهمه لمقاصد الشريعة وبقدر اعتماده عليها في فكره ونظره
فالمقاصد بأسسها زمراميها وبكلياتها مع جزئياتها وبأقسامها ومراتبها
وبمسالكها ووسائلها تشكل منهجا متميزا للفكر والنظر والتحليل
والتقويم
واذا الفكر السلمي القديم ـ متمثل في الدرجة الولى في علم الكلم
وما تولد عنه من تشبعات ووتأثيرات ـ قد غفل عن المقاصد مضمونا
ومنهجا فان الفكر السلمي الحديث مدعو ـ حال واستقبالـ للستفادة
من المقاصد ومن المنهج المقاصدي". الفكر المقاصدي قواعده
وفوائده. ص: 011
البعاد المقاصدية للفكر السلمي:
الفكر السلمي المتشبع بالمقاصد هو فكر ذو أبعاد مقاصدية متعددة،
فهو:
ـ 1 فكر تعليلي يستثمر آلية التعليل المقاصدية كي يعلل الفكر والواقع
البشريين تعليل سببيا وتعليل مآليا، بمعنى أنه ينظر في العوامل الكامنة
وراء إنتاج الفكار ونشوء الظواهر، كما ينظر في مقاصد المفكرين
والمآلت المتوقعة لحركة المجتمع،
ـ 2 فكر مقصدي لن مقاصده هي المقاصد الكلية لرسالت النبياء جميعا
والمتمثلة أساسا في التنوير المأخوذ من قوله تعالى: » كتاب أنزلناه إليك
2. لتخرج الناس من الظلمات إلى النور« ، وكذا الحسم في الخلفات ورفع
الشكالت وهي المأخوذة من قوله تعالى: » وما أنزلنا عليك الكتاب إل
لتبين لهم الذي اختلفوا فيه« ،
ـ 3 فكر منهجي في تحليله للفكر والواقع من حيث اعتماده للترتيب
الشرعي للحكام والمصالح والقيم، ومن حيث اعتماده لنسقية المقاصد
المتمثلة في تناسق جزئياتها مع كلياتها،
ـ 4 فكر عملي من حيث إنه يؤول في النهاية إلى اقتراح الفكر المناسب
الصحيح القابل لن يتجسد في الواقع
5 ـ فكر حضاري، حيث إنه ينبني على تصور شمولي للمصالح التي ينبغي
أن تتأسس عليها حضارة النسان، وهي الضروريات ) دفع الخطار(
والحاجيات ) رفع المشاق وتيسير الحياة( والتحسينيات ) صبغ الحياة
بصبغة جمالية(. فالجمع بين المصالح أولى من الترجيح، حيث يعمد
المفكر إلى الجمع بين الهداف المقاصدية ما أمكنه ذلك في مرحلة
أولى، ثم يحاول أن يوفق بينها في مرحلة ثانية ما أمكنه ذلك، ثم بعد
الجمع بين الفكار والمقترحات ينتهي إلى الترجيح فيما بين بعضها
البعض، واعتماد بعضها في نهاية المطاف.
ومن هنا نخلص الى ان مقاصد الشريعة ليست مجرد حصيلة معرفية
تشبع نهمنا في فهم الشريعة وأهدافها ومرامها بل هي الى هذا تنشئ
نمطا في الفهم والتصور للمور وتعطي منهجا في النظر والتفكير هو
السبيل الى تطور الفكر السلمي وخروجه من مرحلة الجمود والتقهقر
المراجع:
مدخل الى مقاصد الشريعة للريسوني
الفكر المقاصدي قواعده وفوائده للريسوني
مقالة للدكتور زيد بوشعرا