1. ادارة الوقت
ل يشك أحد بأن الوقت هو الحياة , فعمر السنسان عبارة عن أيام , كما قال الحسن
البصري : "يا ابن آدم, إسنما أسنت أيام, إذا ذهب يوم ذهب بعضك". واليام ما هي
إل لساعات ودقائق لهذا على المرء أن يتفكر أين يذهب يومه , واللسلم اهتم
بإدارة الوقت الخاص إضافة إلى إدارة وقت العمل وحثه على اغتنامه وعدم
إضاعته, فهو من المور التي يسأل عنها السنسان يوم القيامة فعن أبي برزة
:اللسلمي قال
قال رلسول الل صلى الل عليه ولسلم: "ل تزول قدم عبد يوم القيامة حتى يسأل
سُ هّ هّ
عن أربع خصال : عن عمر,ه فيم أفنا,ه, وعن شبابه فيم أبل,ه, و عن ماله من أين
اكتسبه وفيما أسنفقه, وعن علمه ماذا عمل فيه
2. والسل م نظم حياة المسلم ووقته فقد نظم نومه واستيقاظه, وأداءه
للشعائر, وانطلقه إلى ميدان الحياة, ليجعل عمله كله عبادة ل عز وجل
يقو م على أساس الشعائر كلها وعلى أساس من ذكر ال الملمز م له
وإذا أردسنا أن سنقدر أعمار هذ,ه المة فقد روي عن أبي هريرة قال: قال رلسول ا ّلَص ِ
هَّ
:َ :َ سُ :َ َرْ :َ :َ :َ :َ :َ :َ :َ سُ سُ لل
صلى الل عليه ولسلم:" أعمار أمتي ما بين الستين إلى السبعين وأقلهم من يجوز
بّ ّلَص ِ :َهُّ سُ :َ َرْ :َ سُ سُ :َ بّ بّ ّلَص ِ سُ هَّ هَّ :َ َرْ ّلَص ِ :َهَّ :َهَّ
ذلك " , فإذا أخذسنا بفرضية أن العمر لسبعون لسنة , اعلم رحمك الل بأن كل خمس :َ ّلَص ِ :َ
دقائق تقضيها يوميا تقدر من إجمالي عمرك بـ ةثلةثة أشهر تقريبا , وأن كل
ً ً
لساعة تقضيها يوميا تقدر بــ ةثل ث لسنوات من إجمالي عمرك
ً
وبناء على هذ,ه الفرضية فوقت السنسان يتوزع يوميا على ما يلي
ً
ةثمان لساعات عمل لسبع لساعات سنوم
3. لساعة بالهاتف لساعتان بالسيارة
سنصف لساعة قضاء الحاجة لساعة وسنصف أكل
لساعة بين الصحاب والصدقاء لساعة السترخاء
بهذا يكون إجمالي الوقت المستهلك يوميا 22 لساعة بما يعادل 66 لسنة
ً
من إجمالي السبعين لسنة
فما تبقى من عمرك هو 4 لسنوات تقريبا فما أسنت فاعله ؟
ً
4. قد يتساءل المرء ما المقصود بهذ,ه الحصائية ؟! هل ل سننام أم ل سنأكل
أو ل سنركب السيارة ول سنجلس مع الصحاب؟
ليس هذا المقصود !! ولكن هذا هو يومك فاعرف قيمة وقتك أول , وعليك
ً
بتجديد النية في أعمالك كلها لكي ل تحرم الجر ةثاسنيا , فإذا أردت أن تأكل فجدد
ً
سنيتك بأن إطعامك لطفالك لك فيها أجر " في كل كبد رطبة أجر
إذا علمت ذلك فعليك الستثمار وقتك اللستثمار المثل بحيث ل تضيعه وحاول أن
تقدر المر كما ينبغي فتسأل سنفسك لم ؟ وكيف ؟ ومتى ؟ وأين ؟ وسنظم وقتك لكي
ل تفقد الكثير منه بدون فائدة وتأتي يوم ل ينفع مال ول بنون وتقول ليتني فعلت
وليتني قلت
إسنك مساءل عن هذا الوقت واعلم غفر الل لي ولك
5. !!! فإن لم يكن لك فهو عليك
وأن المغزى من خلق الخلق هو عبادة الل
وهذا هو الهدف الحقيقي والرئيس الذي يجب أن يكون في حياتك
وعلى جوارحك أن تتحرك وتعمل لتحقيق هذا الهدف
وأن باقي العمال يفترض أن تصب في صالح هذا المر
قال ابن القيم رحمه الل يبين هذ,ه الحقيقة بقوله : "وقت السنسان هو عمر,ه في
الحقيقة, وهو مادة حياته البدية في النعيم المقيم, ومادة معيشته الضنك في
العذاب الليم, وهو يمر مر السحاب, فمن كان وقته لل وبالل فهو حياته وعمر,ه,
هَّ
وغير ذلك ليس محسوبا من حياته... . فإذا قطع وقته في الغفلة والسهو والماسني
ً
الباطلة وكان خير ما قطعه به النوم والبطالة, فموت هذا خير من حياته
6. ويقول ابن الجوزي : "ينبغي للسنسان أن يعرف شرف زماسنه وقدر وقته, فل
,يضيع منه لحظة في غير قربة, ويقدم فيه الفضل فالفضل من القول والعمل
ولتكن سنيته في الخير قائمة من غير فتور بما ل يعجز عنه البدن من العمل
وفي هذا يذكر الل تعالى موقفين للسنسان يندم فيهما على ضياع وقته حيث ل
ينفع الندم
أولهما: لساعة الحتضار
حين يستدبر السنسان الدسنيا ويستقبل الخرة ويتمنى لو منح مهلة من الزمن
ليصلح ما أفسد ويتدارك ما فات
يا أيها الذين آمنوا ل تلهكم أموالكم ول أولدكم عن ذكر الل ومن يفعل ذلك
فأولئك هم الخالسرون وأسنفقوا مما رزقناكم من قبل أن يأتي أحدكم الموت فيقول
رب لول أخرتني إلى أجل قريب فأصدق وأكن من الصالحين
7. :ويكون الجواب على هذ,ه المنية
ولن يؤخر الل سنفسا إذا جاء أجلها والل خبير بما تعملون
ةثاسنيهما: في الخرة
حيث توفى كل سنفس ما عملت وتجزى بما كسبت
ويدخل أهل الجنة الجنة, وأهل النار النار, هنالك يتمنى أهل النار لو يعودون مرة
أخرى على الحياة ليبدؤوا من جديد عمل صالحا
والذين كفروا لهم سنار جهنم ل يقضى عليهم فيموتوا ول يخفف عنهم من عذابها
كذلك سنجزي كل كفور وهم يصطرخون فيها ربنا أخرجنا سنعمل صالحا غير الذي
كنا سنعمل أو لم سنعمركم ما يتذكر فيه من تذكر وجاءكم النذير فذوقوا فما للظالمين
من سنصير
وإذا عرفنا ذلك يا معشر المسلمين, فلنحرص على اللستفادة الكاملة من الوقت,
فإن إضاعة الوقت علمة من علمات المقت
8. وما أحسن ما قاله الحسن البصري: أدركت أقواما كاسنوا على أوقاتهم أشد منكم
حرصا على دراهمكم ودسناسنيركم, فلنحرص على الوقت ولنحافظ عليه
ولنستفيد منه كله فيما ينفعنا في الدين والدسنيا وفيما يعود على المة بالخير
والسعادة والنماء الروحي والمادي
فعندما تفكر في تمضية وقتك , فكر بما يعود عليك بالنفع في آخرتك لن معظم
وقتك ذاهب بالحسبة السابقة