More Related Content
More from kotob arabia (20)
1416
- 3. ﻃﺒﻘﺎ ﻟﻘﻮﺍﻧﲔ ﺍﳌﻠﻜﻴﺔ ﺍﻟﻔﻜﺮﻳﺔ
א א א
. אא
א
)ﻋـﱪ ﺍﻻﻧﱰﻧـﺖ ﺃﻭ א אא
ﻟﻠﻤﻜﺘﺒــﺎﺕ ﺍﻻﻟﻜﱰﻭﻧﻴــﺔ ﺃﻭ ﺍﻷﻗــﺮﺍﺹ ﺍﳌﺪﳎــﺔ ﺃﻭ ﺍﻯ
א ﻭﺳﻴﻠﺔ ﺃﺧﺮﻯ (
א א .
. א א
- 4. ﺍﻟﻠﻬﻡ ﺍﻓﺘﺢ ﻋﻠﻴﻨﺎ ﺒﺎﻟﺤﻕ ، ﻭﺃﻨﺕ ﺨﻴﺭ ﺍﻟﻔﺎﺘﺤﻴﻥ
ﻴﻀﻡ ﻭﻏﻴﺭﻩ ﻤﻤﺎ ﻴﻔﺘﺢ ﺒﻪ ﺍﷲ ﺇﻟﻰ ﻜﺘﺎﺏ :
ﺍﷲ : ﺍﻟﺨﺎﻟﻕ ﻭﺍﻟﺨﻠﻕ
ﺍﻟﻘﺭﺁﻥ ﺍﻟﻌﻅﻴﻡ ﻫﻭ ﺨﺎﺘﻡ ﺍﻟﻜﺘﺏ ﻷﻨﻪ ﺠﺎﺀ ﺒﺎﻟﺘﺸﺭﻴﻊ
ﺍﻟﺩﻨﻴﻭﻯ ﻭﻟﻴﺱ ﺒﺎﻟﻌﺒﺎﺩﺍﺕ ﻜﻤﺎ ﺠﺎﺀ ﻓﻲ ﺍﻟﺘﻭﺭﺍﺓ ﻭﺍﻹﻨﺠﻴل ﻭﻫﻭ "
ﺍﻟﻘﺭﺁﻥ " ﺍﻟﻤﻔﺴﺭ ﻭﺍﻟﻤﺴﻴﻁﺭ ﻋﻠﻴﻬﻤﺎ ﻭﻋﻠﻰ ﻜل ﺍﻟﻜﺘﺏ ﺍﻟﺴﻤﺎﻭﻴﺔ
ﺍﻟﺘﻰ ﺴﺒﻘﺘﻪ .
ﻓﻠﻡ ﻴﺭﺩ ﺒﻬﺎ ﺸﺊ ﻴﺨﺹ ﺍﻟﻤﻭﺍﺭﻴﺙ ﺃﻭ ﻏﻴﺭﻫﺎ .
ﺍﻟﻜﺘﺏ ﺍﻷﺨﺭﻯ ﻟﻡ ﻴﺘﻌﻬﺩﻫﺎ ﺍﷲ ﺒﺎﻟﺤﻔﻅ
ﻗﺼﺔ ﺴﻠﻤﺎﻥ ﺍﻟﻔﺎﺭﺴﻰ ﻭﻜﻴﻑ ﺃﻨﻬﺎ ﻨﻤﻭﺫﺝ ﻟﻔﻁﺭﺓ
ﺍﻹﻨﺴﺎﻥ
- 5. : ﺍﻟﻔﺼل ﺍﻷﻭل
אאא
ِﻲ ﺍ َﺭ ِ ِﹶﻪ ﺎِ ِﹶ ﺍﱠ ِﻱ ِﻲ ﺍﻟ ﻫ
ﺽ ﺇﻟ ﻮ ﻟﺬ ﻓ ﺴﻤ ﺀ ﺇﻟﻪ ﻭﻓ ﻷ ﻭ
(٨٤)ِﻴﻢ ِﻴﻢ ﺍﻟ ﺍﻟ ﻫ
ﹾ ﻌﻠ ﻮ ﹾ ﺤ ﻜ ﻭ
א
- 6. ﺍﷲ ﻭﺍﳌﻼﺋﻜﺔ ﻭﺍﻟﻜﺘﺎﺏ
ﻜﺎﻥ ﺍﷲ :
ﻗﺒل ﺃﻥ ﻴﻜﻭﻥ ﻟﻠﻭﺠﻭﺩ ﻭﺠﻭﺩﺍ..
ﹰ
ﻭﻗﺒل ﻜل ﺸﺊ ﻭﺃﻯ ﺸﺊ .
ﻫﻭ ﺍﻟﻤﻭﺠﻭﺩ ﻗﺒل ﻜل ﻭﺠﻭﺩ .
ﻫﻭ ﺍﻟﺤﻰ ﻗﺒل ﺍﻟﺤﻴﺎﺓ .
ﻫﻭ ﺍﻟﺴﺭﻤﺩﻯ ﻓﻼ ﻴﺭﺘﺒﻁ ﻭﺠﻭﺩﻩ ﺒﺤﻴﺎﺓ ﺃﻭ ﻤﻭﺕ،
ﻭﺇﻥ ﺍﺭﺘﺒﻁﺕ ﺒﻪ ﻜل ﺍﻷﺸﻴﺎﺀ ﻤﻥ ﻭﺠﻭﺩ ﻭﻋﺩﻡ .. ﻤﻥ ﺤﻴﺎﺓ
ﻭﻤﻭﺕ، ﻓـﺎﷲ..
ﻫﻭ ﺴﺭ ﺍﻟﻭﺠﻭﺩ ﻷﻨﻪ ﺒﻘﺩﺭﺘﻪ ﺃﻭﺠﺩﻩ .
ﻭﻫﻭ ﺴﺭ ﺍﻟﻔﻨﺎﺀ ﻷﻨﻪ ﺒﺤﻜﻤﻪ ﺃﺤﺩﺜﻪ .
ﻭﻫﻭ ﺍﻟﻘﺎﺩﺭ ﺒﻼ ﺤﺩﻭﺩ ﻓﻲ ﺍﻟﻘﺩﺭﺓ .. ﻓﻼ ﻴﺼل
ﻟﻘﺩﺭﺘﻪ ﺴﻭﺍﻩ، ﻓﻤﻥ ﻏﻴﺭ ﺍﷲ ﻴﻘﻭل ﻟﻠﺸﻰﺀ : ﻜﻥ ﻓﻴﻜﻭﻥ ؟!
- 7. ﻫﻭ ﺍﷲ ﺍﻟﺫﻯ ﻟﻴﺱ ﻟﻨﺎ ﺭﺏ ﺴﻭﺍﻩ : ﻨﻌﺒﺩﻩ، ﻭﻨﻘﺩﺴﻪ،
ﻭﻨﺴﺘﻐﻔﺭﻩ، ﻭﻨﺴﺒﺢ ﻟﻪ، ﺘﻭﺴﻼ ﻟﺭﻀﺎﻩ، ﻭﻁﻠﺒﺎ ﻟﻤﻐﻔﺭﺘﻪ، ﻓﻤﺎ ﻤﻥ
ﺸﺊ ﺇﻻ ﻭﻴﺴﺒﺢ ﻟﻪ، ﻭﻻ ﻴﻐﻔﺭ ﺍﻟﺫﻨﻭﺏ ﺇﻻ ﻫﻭ .
ﻫﻭ ﺒﻴﺩﻩ ﺍﻷﻤﺭ ﻭﺇﻟﻴﻪ ﺍﻟﻤﺼﻴﺭ.. ﻴﺤﻴﻴﻨﺎ ﻭﻴﻤﻴﺘﻨﺎ.. ﺜﻡ
ﻴﺒﻌﺜﻨﺎ ﻟﻴﻭﻡ ﺍﻟﺤﺴﺎﺏ، ﻭﻤﺎ ﺒﻴﻥ ﺍﻟﺤﻴﺎﺓ ﻭﺍﻟﻤﻭﺕ ﻭﺍﻟﺒﻌﺙ، ﻫﻭ
ﻴﺘﻭﻻﻨﺎ.. ﻓﻬﻭ ﻴﻁﻌﻤﻨﺎ ﻭﻴﺴﻘﻴﻨﺎ، ﻭﻫﻭ ﻴﻀﺤﻜﻨﺎ ﻭﻴﺒﻜﻴﻨﺎ، ﻭﻫﻭ
ﻴﻤﺭﻀﻨﺎ ﻭﻴﺸﻔﻴﻨﺎ، ﻭﻫﻭ ﻴﺤﻤﻠﻨﺎ ﻓﻲ ﺍﻟﺒﺭ ﻭﺍﻟﺒﺤﺭ ﻭﺍﻟﺠﻭ، ﻭﻫﻭ
ﻴﺯﻭﺠﻨﺎ ﺫﻜﺭﺍﻨﺎ ﻭﺇﻨﺎﺜﻰ، ﻭﻴﻬﺒﻨﺎ ﺍﻷﻭﻻﺩ ﻭﺍﻟﺤﻔﺩﺓ، ﻭﻴﺠﻌل ﻤﻥ
ﻴﺸﺎﺀ ﻋﻘﻴﻤﺎ، ﻓﻜل ﺸﺊ ﻤﺜﺒﺕ ﻋﻨﺩﻩ ﻓﻲ ﺃﻡ ﺍﻟﻜﺘﺎﺏ، ﻭﻜل ﻟﻤﺎ
ﻴﺴﺭ ﻟﻪ، ﻓﻤﺎ ﻤﻥ ﺸﺊ ﺨﻠﻕ ﻋﺒﺜﹰ، ﻓﻜل ﺃﻤﺭ ﻋﻨﺩﻩ ﺒﻘﺩﺭ ﻤﻘﺩﻭﺭ .
ﺎ
ﻓﺴﺒﺤﺎﻨﻙ ﺭﺒﻨﺎ :
ﻋﻼ ﻗﺩﺭﻙ..
ﻭﻋﺯﺕ ﻤﻨﺯﻟﺘﻙ ..
ﻭﺘﻘﺩﺴﺕ ﺃﺴﻤﺎﺅﻙ ..
ﻭﺘﻭﻫﺞ ﺍﻟﻭﺠﻭﺩ ﺒﺎﻷﻨﻭﺍﺭ ﻤﻥ ﻓﻴﺽ ﺒﻬﺎﺌﻙ ..
ﻭﺘﻀﺎﺀﻟﺕ ﻋﻘﻭﻟﻨﺎ ﻋﻥ ﺇﺩﺭﺍﻙ ﺫﺍﺘﻙ، ﻷﻨﻬﺎ ﺃﻋﻅﻡ
ﻤﻥ ﻜل ﺍﻟﻌﻠﻡ ﺍﻟﺫﻯ ﻋﻠﻤﺘﻨﺎ، ﻓﻤﺎ ﻨﻜﻭﻥ ﻨﺤﻥ ﻤﻥ ﻋﻅﻤﺔ ﺍﻟﻜﻭﻥ
- 8. ﺍﻟﺫﻯ ﺨﻠﻘﺕ ﺇﻻ ﻫﺒﺎﺀﺍﺕ، ﻭﻤﺎ ﻤﻥ ﻋﻠﻡ ﻟﺩﻴﻨﺎ ﺇﻻ ﻭﻓﻭﻗﻪ ﻋﻠﻴﻡ ﻫﻭ
ﺃﻨﺕ.
ﺴﺒﺤﺎﻨﻙ..
ﺴﺒﺤﺎﻨﻙ..
ﺠل ﻭﻋﻼ ﺸﺄﻨﻙ..
ﻴﺎ ﺼﺎﺤﺏ ﺍﻻﺴﻡ ﺍﻷﻋﻅﻡ، ﻭﺍﻷﺴﻤﺎﺀ ﺍﻟﺤﺴﻨﻰ ﺍﻟﺘﻰ
ﺘﻌﻠﻤﻨﺎﻫﺎ ﻤﻥ ﺍﻷﻨﺒﻴﺎﺀ ﻭﺍﻟﺭﺴل، ﻭﺃﺤﺼﻴﺕ ﺒﺘﺴﻌﺔ ﻭﺘﺴﻌﻴﻥ
ﺍﺴﻤﺎ، ﻭﻟﻭ ﺃﻥ ﺍﷲ ﺍﻟﻌﻅﻴﻡ ﻗﺩ ﺃﺨﻔﻲ ﻋﻨﺎ ﺒﻌﻀﻬﺎ، ﻟﻴﺠﺘﻬﺩ
ﺍﻟﻤﺠﺘﻬﺩﻭﻥ ﻓﻲ ﺤﺏ ﺍﻟﻤﺤﺒﻭﺏ ﺍﻷﻋﻅﻡ، ﺨﺎﻟﻕ ﺍﻟﻭﺠﻭﺩ..
ﻭﻤﻘﺩﺭ ﻴﻭﻡ ﺍﻟﻘﻴﺎﻤﺔ، ﻴﻭﻡ ﻓﻨﺎﺀ ﻜل ﺸﺊ، ﺇﻻ ﻫﻭ ﺍﷲ ﺍﻟﺤﻰ ﺍﻟﻘﻴﻭﻡ
ﺍﻟﺴﺭﻤﺩﻯ ﺃﺒﺩ ﺃﺒﺩ ﺴﺒﺤﺎﻨﻪ.
.. ﻭﻫﺫﺍ ﺍﻹﺨﻔﺎﺀ ﻟﺒﻌﺽ ﺃﺴﻤﺎﺀ ﺍﷲ ﺘﻌﺎﻟﻰ، ﻴﺅﻜﺩﻩ ﻤﺎ
ﺭﻭﻯ ﻋﻥ ﺭﺴﻭل ﺍﷲ ﺃﻨﻪ ﻗﺎل ﻓﻲ ﺩﻋﺎﺌﻪ: " ﺍﻟﻠﻬﻡ ﺃﺴﺄﻟﻙ
ﺒﻜل ﺍﺴﻡ ﻫﻭ ﻟﻙ ﺴﻤﻴﺕ ﺒﻪ ﻨﻔﺴﻙ، ﺃﻭ ﺃﻨﺯﻟﺘﻪ ﻓﻲ ﻜﺘﺎﺒﻙ، ﺃﻭ
ﻋﻠﻤﺘﻪ ﺃﺤﺩﺍ ﻤﻥ ﺨﻠﻘﻙ، ﺃﻭ ﺍﺴﺘﺄﺜﺭﺕ ﺒﻪ ﻓﻲ ﻋﻠﻡ ﺍﻟﻐﻴﺏ
ﹰ
ﻋﻨﺩﻙ.. "
ﻭﺍﻟﺤﺠﺏ ﺃﻤﺭ ﻏﻴﺭ ﻤﺴﺘﻐﺭﺏ، ﻭﻟﻴﺱ ﺒﻐﺭﻴﺏ، ﻓﻠﻴﺱ
ﻟﻨﺎ ﻤﻥ ﻋﻠﻡ ﺇﻻ ﻤﺎ ﻋﻠﻤﻨﺎ ﺍﷲ، ﻭﻤﺎ ﻨﻌﻠﻤﻪ ﻤﻥ ﻋﻠﻡ ﺍﷲ ﺇﻻ ﻗﻠﻴل .
- 9. ﻭﻤﻥ ﺃﺴﻤﺎﺀ ﺍﷲ ﺍﻟﺤﺴﻨﻰ ﺍﻟﺘﻰ ﻨﺩﻋﻭﻩ ﺒﻬﺎ ﺴﺒﺤﺎﻨﻪ
ﻭﺘﻌﺎﻟﻰ، ﻭﻨﺘﺒﺘل ﺼﻔﺎﺘﻪ ﻭﻗﺩﺭﺘﻪ ﻤﻥ ﺨﻼل ﺘﺭﺩﻴﺩﻫﺎ :
ﻫﻭ ﺍﷲ ﻻ ﺇﻟﻪ ﺇﻻ ﻫﻭ ـ ﺍﻟﺭﺤﻤﻥ - ﺍﻟﺭﺤﻴﻡ - ﺍﻟﻤﻠﻙ
- ﺍﻟﻘﺩﻭﺱ - ﺍﻟﺴﻼﻡ - ﺍﻟﻤﺅﻤﻥ - ﺍﻟﻤﻬﻴﻤﻥ - ﺍﻟﻌﺯﻴﺯ -
ﺍﻟﺠﺒﺎﺭ - ﺍﻟﻤﺘﻜﺒﺭ - ﺍﻟﺨﺎﻟﻕ - ﺍﻟﺒﺎﺭﺉ - ﺍﻟﻤﺼﻭﺭ - ﺍﻟﻐﻔﺎﺭ
- ﺍﻟﻘﻬﺎﺭ - ﺍﻟﻭﻫﺎﺏ - ﺍﻟﺭﺯﺍﻕ - ﺍﻟﻔﺘﺎﺡ - ﺍﻟﻌﻠﻴﻡ - ﺍﻟﻘﺎﺒﺽ
- ﺍﻟﺒﺎﺴﻁ - ﺍﻟﺨﺎﻓﺽ - ﺍﻟﺭﺍﻓﻊ - ﺍﻟﻤﻌﺯ - ﺍﻟﻤﺫل - ﺍﻟﺴﻤﻴﻊ
- ﺍﻟﺒﺼﻴﺭ - ﺍﻟﺤﻜﻡ - ﺍﻟﻌﺩل - ﺍﻟﻠﻁﻴﻑ - ﺍﻟﺨﺒﻴﺭ - ﺍﻟﺤﻠﻴﻡ
- ﺍﻟﻌﻅﻴﻡ - ﺍﻟﻐﻔﻭﺭ- ﺍﻟﺸﻜﻭﺭ - ﺍﻟﻌﻠﻰ - ﺍﻟﻜﺒﻴﺭ - ﺍﻟﺤﻔﻴﻅ
- ﺍﻟﻤﻘﻴﺕ - ﺍﻟﺤﺴﻴﺏ - ﺍﻟﺠﻠﻴل - ﺍﻟﻜﺭﻴﻡ - ﺍﻟﺭﻗﻴﺏ -
ﺍﻟﻤﺠﻴﺏ - ﺍﻟﻭﺍﺴﻊ - ﺍﻟﺤﻜﻴﻡ - ﺍﻟﻭﺩﻭﺩ - ﺍﻟﻤﺠﻴﺩ - ﺍﻟﺒﺎﻋﺙ
- ﺍﻟﺸﻬﻴﺩ - ﺍﻟﺤﻕ - ﺍﻟﻭﻜﻴل - ﺍﻟﻘﻭﻯ - ﺍﻟﻤﺘﻴﻥ - ﺍﻟﻭﻟﻰ -
ﺍﻟﺤﻤﻴﺩ - ﺍﻟﻤﺤﺼﻰ - ﺍﻟﻤﺒﺩﺉ - ﺍﻟﻤﻌﻴﺩ - ﺍﻟﻤﺤﻴﻰ -
ﺍﻟﻤﻤﻴﺕ – ﺍﻟﺤﻰ ـ ﺍﻟﻘﻴﻭﻡ ـ ﺍﻟﻭﺍﺠﺩ - ﺍﻟﻤﺎﺠﺩ – ﺍﻟﻭﺍﺤﺩ ـ
ﺍﻟﺼﻤﺩ - ﺍﻟﻘﺎﺩﺭ - ﺍﻟﻤﻘﺘﺩﺭ - ﺍﻟﻤﻘﺩﻡ - ﺍﻟﻤﺅﺨﺭ - ﺍﻷﻭل -
ﺍﻵﺨﺭ - ﺍﻟﻅﺎﻫﺭ - ﺍﻟﺒﺎﻁﻥ - ﺍﻟﻭﺍل - ﺍﻟﻤﺘﻌﺎل - ﺍﻟﺒﺭ -
ﺍﻟﺘﻭﺍﺏ - ﺍﻟﻤﻨﺘﻘﻡ - ﺍﻟﻌﻔﻭ - ﺍﻟﺭﺅﻭﻑ - ﻤﺎﻟﻙ ﺍﻟﻤﻠﻙ - ﺫﻭ
ﺍﻟﺠﻼل ﻭﺍﻹﻜﺭﺍﻡ - ﺍﻟﻤﻘﺴﻁ - ﺍﻟﺠﺎﻤﻊ - ﺍﻟﻐﻨﻰ - ﺍﻟﻤﻐﻨﻰ -
- 10. ﺍﻟﻤﺎﻨﻊ - ﺍﻟﻀﺎﺭ – ﺍﻟﻨﺎﻓﻊ ـ ﺍﻟﻨﻭﺭ ـ ﺍﻟﻬﺎﺩﻯ ـ ﺍﻟﺒﺩﻴﻊ ـ
ﺍﻟﺒﺎﻗﻰ - ﺍﻟﻭﺍﺭﺙ - ﺍﻟﺭﺸﻴﺩ - ﺍﻟﺼﺒﻭﺭ.
ﻭﻷﻥ ﺍﷲ ﻤﻭﺠﻭﺩ، ﻓﻌﺭﺸﻪ ﻤﻭﺠﻭﺩ ﻤﻨﺫ ﺍﻷﺯل، ﻭﻷﻥ
ﺍﻟﻘﺭﺁﻥ ﺤﻕ ﻓﻬﻭ ﻜﻼﻡ ﺍﷲ، ﻓﻘﺩ ﻜﺎﻥ ﻋﺭﺸﻪ ﺴﺒﺤﺎﻨﻪ ﻭﺘﻌﺎﻟﻰ
ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻤﺎﺀ، ﻗﺎل ﺘﻌﺎﻟﻰ :
ﺒﺴﻡ ﺍﻟﻠﻪ ﺍﻟﺭﺤﻤﻥ ﺍﻟﺭ ِﻴﻡ
ِ ِ ﱠ ِ ِ ﺤ ِ
ﻭﻫﻭ ﺍﻟ ِﻱ ﺨﻠﻕ ﺍﻟﺴ ﺎ ﺍﺕ ﺍﻷﺭﺽ ِﻲ ﺴﺘﺔ ﺃ ﺎﻡ
ﱠﺫ ﹶ ﹶ ﹶ ﻤ ﻭ ِ ﻭ ﻓ ِ ﱠ ِ َﻴ ٍ
ﻭ ﹶﺎﻥ ﻋﺭ ﹸﻪ ﻋ ﹶﻰ ﺍﻟ ﺎﺀ ﻟﻴﺒﻠﻭﻜﻡ ﺃﻴﻜﻡ ﺃﺤﺴﻥ ﻋ ﻼ ﻟ ِﻥ ﻗﻠﺕ
ﻜ ﺸ ﻠ ﹾ ﻤ ِ ِ ﹸ ﹸ َ ﹸ َ ﻤ ﻭ ﹶ ﺌ ﹸ ﹾ ﹶ
ﺇﻨﻜﻡ ﻤﺒ ﻭ ﹸﻭﻥ ﻤﻥ ﺒﻌﺩ ﺍﻟﻤﻭﺕ ﻟﻴ ﹸﻭﻟﻥ ﺍﻟ ِﻴﻥ ﻜﻔ ﻭﺍ ﺇﻥ ﻫ ﹶﺍ ِﻻ
ِ ﱠ ﹸ ﻌ ﺜ ِ ِ ﹾ ِ ﹶ ﻘ ﹶ ﱠ ﺫ ﹶ ﹶ ﺭ ِ ﺫ ﺇ
ﺴﺤﺭ ﻤ ِﻴﻥ )٧( ﺴﻭﺭﺓ ﻫﻭﺩ
ِ ﺒ
ﻭﺤﻭل ﺍﻟﻌﺭﺵ ﻜﺎﻥ ﺍﻟﻤﻼﺌﻜﺔ ﻭﺴﻴﻅﻠﻭﻥ ﻤﺎ ﺃﻤﺭﻫﻡ ﺭﺏ
ﺍﻟﻌﺭﺵ ﺍﻟﻌﻅﻴﻡ، ﺤﺎﻓﻴﻥ ﻴﺴﺒﺤﻭﻥ ﺒﺤﻤﺩ ﺭﺒﻬﻡ ﻭﻴﻘﺩﺴﻭﻨﻪ، ﻓﻬﻡ
ﻋﺒﺎﺩ ﺍﻟﺭﺤﻤﻥ، ﺨﻠﻘﻬﻡ ﻤﻥ ﻨﻭﺭ، ﻻ ﻴﻌﺼﻭﻥ ﺍﷲ ﻤﺎ ﺃﻤﺭﻫﻡ
ﻭﻴﻔﻌﻠﻭﻥ ﻤﺎ ﻴﺅﻤﺭﻭﻥ ..
ﻴﺎ ﺍﷲ ..
ﻤﺎ ﺃﺭﻭﻋﻬﺎ ﻤﻥ ﺼﻭﺭﺓ..
ﻭﻤﺎ ﺃﺒﺩﻋﻪ ﻤﻥ ﻭﺠﻭﺩ ﻤﺜﺎﻟﻰ ﻴﻠﻴﻕ ﺒﻤﻥ ﺃﻭﺠﻭﺩﻩ .
- 11. ﺴﻜﻭﻥ ﻨﻭﺭﺍﻨﻰ، ﻻ ﻴﺴﻤﻊ ﻓﻴﻪ ﺇﻻ ﺘﺴﺒﻴﺢ ﺍﻟﻤﻼﺌﻜﺔ..
ﺍﻟﻜل ﻨﻭﺭ .. ﻤﻥ ﻨﻭﺭ ﺍﻟﺭﻗﻴﺏ ﺍﻟﺤﺴﻴﺏ..
ﻓﻼ ﺸﻬﻭﺍﺕ..
ﻭﻻ ﺼﺭﺍﻋﺎﺕ!!..
ﻭﻻ ﺸﺎﻏل ﻟﻠﻤﻼﺌﻜﺔ ﻋﻥ ﻋﺒﺎﺩﺓ ﺍﻟﺨﺎﻟﻕ ﺍﻟﻌﻅﻴﻡ.. ﻓﻲ
ﺨﺸﻭﻉ ﺍﻟﻌﺎﺭﻓﻴﻥ ﺒﻘﺩﺭ ﺍﻟﻤﻌﺒﻭﺩ .
ﻫﻨﺎﻙ :
ﺤﻴﺙ ﻻ ﻨﻤﻠﻙ ﺍﻟﻭﺼﻭل..
ﻓﻘﻴﺩﻨﺎ ﺍﻟﻁﻴﻨﻰ ﻴﻜﺒل ﺍﻟﺭﻭﺡ، ﻭﻴﺠﻌﻠﻨﺎ ﻟﺼﻘﺎﺀ ﺍﻷﺭﺽ .
ﻫﻨﺎﻙ :
ﻓﻲ ﺍﻟﺴﻤﺎﻭﺍﺕ ﺍﻟﻌﻼ..
ﻓﻲ ﻅل ﺍﻟﻌﺭﺵ ﺍﻟﻜﺭﻴﻡ..
ﻴﻤﺎﺭﺱ ﺍﻟﻭﺠﻭﺩ ﺍﻟﻁﻬﻭﺭ، ﺤﻤﺩﺍ ﻭﺘﺴﺒﻴﺤﺎ ﻭﺘﻘﺩﻴﺴﺎ ﷲ
ﹰ ﹰ ﹰ
ﺍﻟﻭﺍﺤﺩ ﺍﻟﻘﻬﺎﺭ، ﻗﺎل ﺘﻌﺎﻟﻰ :
ﺒﺴﻡ ﺍﻟﻠﻪ ﺍﻟﺭﺤﻤﻥ ﺍﻟﺭ ِﻴﻡ
ِ ِ ﱠ ِ ِ ﺤ ِ
ﻭﺘ ﻯ ﺍﻟ ﻼ ِﻜﺔ ﺎ ﱢﻴﻥ ﻤﻥ ﺤﻭل ﺍﻟﻌﺭﺵ ﻴﺴﺒ ﻭﻥ
ﹶﺭ ﹾﻤ ﺌ ﹶ ﹶ ﺤ ﻓ ِ ِ ﹾ ِ ﺤ
ﺒﺤﻤﺩ ﺭﺒﻬﻡ ﻭﻗﻀﻲ ﺒﻴﻨﻬﻡ ِﺎﻟﺤﻕ ﻭ ِﻴل ﺍﻟﺤﻤﺩ ﻟﻠﻪ ﺭﺏ
ِ ِ ِ ﹸ ِ ﹶ ﺒ ﹾ ﱢ ﻗ َ ﹾ ِ ﱠ ِ
ﺍﻟ ﺎﻟ ِﻴﻥ )٥٧( ﺴﻭﺭﺓ ﺍﻟﺯﻤﺭ
ﹾﻌ ﹶﻤ
- 12. ﻫﻜﺫﺍ ﻜﺎﻥ ﺍﻟﺤﺎل ﺍﻷﻭل ﻨﻭﺭ ﻋﻠﻰ ﻨﻭﺭ.
ﻭﻫﻭ ﻋﺎﻟﻡ ﻤﺠﻬﻭل ﺒﺎﻟﻨﺴﺒﺔ ﻟﻠﺒﺸﺭ، ﻷﻨﻪ ﺃﻜﺭﻡ ﻤﻨﺎ ﺨﻠﻘﺎ.
ﹰ
ﻟﺫﺍ ﻻ ﻨﺩﺭﻜﻪ ﺒﺤﻭﺍﺴﻨﺎ. ﻭﻻ ﻨﺭﺍﻩ ﺒﺄﻋﻴﻨﻨﺎ. ﻭﺇﻥ ﻭﻀﻌﻨﺎﻩ ﻓﻲ
ﻋﻴﻭﻨﻨﺎ ﻷﻨﻨﺎ ﻨﺅﻤﻥ ﺒﻪ، ﻓﺎﻹﻴﻤﺎﻥ ﺒﺎﻟﻤﻼﺌﻜﺔ ﺠﺯﺀ ﻤﻥ ﺇﻴﻤﺎﻨﻨﺎ ﺒﺎﷲ
ﺍﻟﺨﺎﻟﻕ ﺍﻟﻘﺎﺩﺭ، ﻗﺎل ﺘﻌﺎﻟﻰ:
ﺒﺴﻡ ﺍﻟﻠﻪ ﺍﻟﺭﺤﻤﻥ ﺍﻟﺭ ِﻴﻡ
ِ ِ ﱠ ِ ِ ﺤ ِ
ﺸ ِ ﺍﻟﻠﻪ ﺃ ﱠﻪ ﻻ ِﻟ ِ ﻻ ﻫﻭ ﺍﻟ ﻼ ِﻜﺔ ﻭﺃﻭﹸﻭﺍ ﺍﻟﻌﻠﻡ
ﹶﻬﺩ ﱠ َ ﻨ ﺇ ﹶﻪ ﺇ ﻭ ﹾﻤ ﺌ ﹶ ﹸ ُﻟ ﹾ ِ ﹾ ِ
ﹶﺎﺌ ﺎ ِﺎﻟﻘﺴﻁ ﻻ ِﻟ ِ ﻻ ﻫﻭ ﺍﻟﻌ ِﻴﺯ ﺍﻟﺤ ِﻴﻡ )٨١( ﺴﻭﺭﺓ ﺁل
ﻗ ِ ﻤ ﺒ ﹾ ِ ِ ﺇ ﹶ ﻪ ﺇ ﹾ ﺯ ﹾ ﻜ
ﻋﻤﺭﺍﻥ
ﻭﻤﻥ ﺍﻟﻤﻼﺌﻜﺔ ﻤﻥ ﻟﻪ ﺠﻨﺎﺤﺎﻥ، ﻭﻤﻥ ﻟﻪ ﺜﻼﺙ ﻭﺭﺒﺎﻉ،
ﻭﻴﺯﻴﺩ ﺍﷲ ﻓﻲ ﺍﻟﺨﻠﻕ ﻤﺎ ﻴﺸﺎﺀ.
ﺒﺴﻡ ﺍﻟﻠﻪ ﺍﻟﺭﺤﻤﻥ ﺍﻟﺭ ِﻴﻡ
ِ ِ ﱠ ِ ِ ﺤ ِ
ﺍﻟﺤﻤﺩ ﻟﻠﻪ ﹶﺎﻁﺭ ﺍﻟﺴ ﺎ ﺍﺕ ﺍﻷﺭ ِ ﺎﻋل ﺍﻟ ﻼ ِﻜ ِ
ﹾ ِ ﱠ ِ ﻓ ِ ِ ﻤ ﻭ ِ ﻭ َ ﺽ ﺠ ِ ِ ﹾﻤ ﺌ ﹶﺔ
ﺭ ﻼ ُﻭ ِﻲ ﺃﺠ ِ ٍ ﻤﺜ ﹶﻰ ﻭ ﹸﻼﺙ ﻭﺭ ﺎﻉ ﻴ ِﻴﺩ ِﻲ ﺍﻟﺨﻠﻕ ﺎ
ﺴ ﺃ ﻟ َ ﻨﺤﺔ ﹾﻨ ﺜ ﹶ ﺒ ﺯ ﻓ ﹾ ﹶ ﹾ ِ ﻤ
ﻴ ﹶﺎﺀ ﺇﻥ ﺍﻟﻠﻪ ﻋ ﹶﻰ ﻜ ﱢ ﺸﻲ ٍ ﻗ ِﻴﺭ ٌ)١( ﺴﻭﺭﺓ ﻓﺎﻁﺭ
ﺸ ِ ﱠ ﻠ ﹸل ﹶ ﺀ ﹶﺩ
ﺃﻤﺎ ﻋﺎﻟﻡ ﺍﻟﻤﺎﺩﻴﺎﺕ ﻭﺍﻟﺫﻯ ﻨﺤﻥ ﻤﻨﻪ، ﻓﻠﻘﺩ ﺒﺩﺃ ﻤﻊ
ﺒﺩﺀ ﺍﻟﺨﺎﻟﻕ ﻓﻲ ﺨﻠﻕ ﺍﻟﺴﻤﺎﻭﺍﺕ ﻭﺍﻷﺭﺍﻀﻴﻥ.. ﻭﺭﺼﺩ ﻜل ﺫﻟﻙ
ﻤﻥ ﻗﺒل ﺒﺩﺌﻪ ﻓﻲ ﺍﻟﻠﻭﺡ ﺍﻟﻤﺤﻔﻭﻅ، ﺜﻡ ﺍﻜﺘﻤل ﺒﺨﻠﻕ ﺠﺩﻨﺎ ﺍﻷﻭل
- 13. ﺁﺩﻡ ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻟﺴﻼﻡ ﻤﻥ : ﺃﺩﺍﻡ ﺍﻷﺭﺽ، ﻭﻤﺎﺀ ﺍﻟﺴﻤﺎﺀ، ﻭﺭﻭﺡ
ﺍﷲ .
ﻭﺒﻌﺩ ﺨﻠﻕ ﺁﺩﻡ ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻟﺴﻼﻡ ﻭﺘﻨﺎﺴﻠﻪ، ﺒﺩﺃ ﺍﻟﺘﻜﻠﻴﻑ
ﻟﻠﻤﻼﺌﻜﺔ: ﻓﻤﻨﻬﻡ ﻤﻥ ﻜﻠﻑ ﺒﺎﻟﺭﺴﺎﻻﺕ ﻭﺍﻟﺭﺴل ﻜﺎﻟﻭﺤﻰ ﺍﻷﻤﻴﻥ
ﺠﺒﺭﻴل ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻟﺴﻼﻡ، ﻓﻬﻭ ﻤﻠﻙ ﻤﻥ ﺍﻟﻤﻼﺌﻜﺔ ﻴﺤﻤل ﻜﻼﻡ ﺍﷲ
ﻟﻤﻥ ﻴﺠﺘﺒﻰ ﺍﷲ ﻤﻥ ﻋﺒﺎﺩﻩ ﺍﻟﺼﺎﻟﺤﻴﻥ.
ﻭﻤﻥ ﺍﻟﻤﻼﺌﻜﺔ ﻤﻥ ﻜﻠﻑ ﺒﻘﺒﺽ ﺃﺭﻭﺍﺡ ﺍﻟﻌﺒﺎﺩ ﺒﺄﻤﺭ
ﻤﻥ ﺍﷲ ﻭﻫﻭ ﻤﻠﻙ ﺍﻟﻤﻭﺕ ﻋﺯﺭﺍﺌﻴل ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻟﺴﻼﻡ .
ﻭﻤﻥ ﺍﻟﻤﻼﺌﻜﺔ ﻤﻥ ﻜﻠﻔﻭﺍ ﺒﺎﻟﺭﻗﺎﺒﺔ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺒﺸﺭ،
ﻭﻤﻨﻬﻡ ﻤﻥ ﻴﻘﺎﺘﻠﻭﻥ ﻟﻴﻨﺼﺭﻭﺍ ﺠﻨﺩ ﺍﷲ، ﻭﻤﻨﻬﻡ ﻤﻥ ﻴﻁﻭﻓﻭﻥ
ﺤﻭل ﺒﻴﺕ ﺍﷲ ﺍﻟﺤﺭﺍﻡ، ﻭﻤﻊ ﻫﺫﺍ ﻜﻜﻠﻪ ﻓﺎﻨﻬﻡ ﻴﺴﺒﺤﻭﻥ ﷲ
ﻭﻴﻘﺩﺴﻭﻨﻪ ﻓﻲ ﻜﻠﻲ ﺤﻴﻥ.
ﻋﻠﻴﻜﻡ ﺴﻼﻡ ﺍﷲ ﻭﺭﻀﻭﺍﻨﻪ ﻴﺎ ﺃﻁﻬﺭ ﺨﻠﻕ ﺍﷲ.
ﺃﻤﺎ ﺍﻟﻜﺘﺎﺏ:
ﻓﺈﻥ ﺍﷲ ﺨﻠﻕ ﻟﻭﺤﺎ ﻤﺤﻔﻭﻅﺎ ﻤﻥ ﺩﺭﺓ ﺒﻴﻀﺎﺀ.
ﹰ ﹰ
ﺼﻔﺤﺎﺘﻬﺎ ﻴﺎ ﻗﻭﺘﺔ ﺤﻤﺭﺍﺀ.
ﻗﻠﻤﻪ ﻨﻭﺭ..
ﻭﻜﺘﺎﺒﻪ ﻨﻭﺭ..
- 14. ﷲ ﻓﻴﻪ ﻓﻲ ﻜل ﻴﻭﻡ ﺴﺘﻭﻥ ﻭﺜﻼﺜﻤﺎﺌﺔ ﻟﺤﻅﺔ: ﻴﺨﻠﻕ
ﻭﻴﺭﺯﻕ، ﻭﻴﻤﻴﺕ ﻭﻴﺤﻴﻰ، ﻭﻴﻌﺯ ﻭﻴﺫل، ﻭﻴﻔﻌل ﻤﺎ ﻴﺸﺎﺀ.
ﻫﻜﺫﺍ ﻨﻘل ﺍﺒﻥ ﻋﺒﺎﺱ ﻋﻠﻴﻬﻤﺎ ﺭﻀﻭﺍﻥ ﺍﷲ ﻋﻥ ﺭﺴﻭل
ﺍﷲ ﺼﻠﻰ ﺍﷲ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺴﻠﻡ، ﻭﻗﺩ ﺫﻜﺭ ﻫﺫﺍ ﻓﻲ ﺤﺩﻴﺙ ﺤﻭل ﺒﺩﺀ
ﺍﻟﺨﻠﻕ، ﻓﻬﻭ ﺇﺫﻥ ﻟﻴﺱ ﻟﻭﺤﺎ ﻜﺘﻠﻙ ﺍﻟﺘﻰ ﺃﻨﺯﻟﺕ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺭﺴل ﻤﻥ
ﹰ
ﻗﺒل. ﺒل ﻫﻭ ﻜﺘﺎﺏ ﻤﺒﻴﻥ - ﻜﻤﺎ ﻭﺭﺩ ﺫﻟﻙ ﻓﻲ ﺍﻟﻘﺭﺁﻥ ﺍﻟﻌﻅﻴﻡ -
ﻓﻴﻪ ﺫﻜﺭ ﻟﻜل ﺃﻤﻭﺭ ﺍﻟﻜﻭﻥ، ﻭﻜل ﺸﺄﻥ ﻤﻥ ﺸﺌﻭﻥ ﺍﻟﺤﻴﺎﺓ، ﻓﻬﻭ
ﺴﺠل ﻴﻨﻁﻕ ﺒﺎﻟﺤﻕ، ﻭﻻ ﻴﺘﺭﻙ ﺼﻐﻴﺭﺓ ﻭﻻ ﻜﺒﻴﺭﺓ ﺇﻻ ﺃﺤﺼﺎﻫﺎ
ﻭﻤﻥ ﻫﻨﺎ ﻴﺠﺏ ﺃﻥ ﻻ ﺘﺄﺨﺫ ﺍﻹﻨﺴﺎﻥ ﺤﻴﻥ ﻴﺭﺘﻜﺏ ﺨﻁﺎﻴﺎﻩ ﺒﻌﻴﺩﺍ
ﹰ
ﻋﻥ ﻴﺩ ﺍﻟﻘﺎﻨﻭﻥ ﺍﻟﺒﺸﺭﻯ ﻤﻅﻨﺔ ﺃﻨﻪ ﺒﻌﻴﺩ ﻋﻥ ﻋﻴﻥ ﺍﻟﺨﺎﻟﻕ،
ﻭﺤﺘﻰ ﻻ ﻴﺘﻌﺭﺽ ﻟﻴﻭﻡ ﺍﻟﻬﻭل ﻴﻭﻡ ﺍﻟﻤﻭﻗﻑ ﻟﻌﻅﻴﻡ، ﻴﻭﻡ
ﺍﻟﺤﺴﺎﺏ ﻟﻠﺨﺯﻯ ﻭﺍﻟﻤﻬﺎﻨﺔ ﺤﻴﻥ ﻴﺄﻤﺭ ﺍﻟﺨﺎﻟﻕ ﺍﻟﻘﻬﺎﺭ، ﺒﺄﻥ ﻴﻔﺘﺢ
ﺍﻟﻜﺘﺎﺏ، ﻭﻴﻘﺭﺃ ﺍﻟﻠﻭﺡ ﺍﻟﻤﺤﻔﻭﻅ.
ﺒﺴﻡ ﺍﻟﻠﻪ ﺍﻟﺭﺤﻤﻥ ﺍﻟﺭ ِﻴﻡ
ِ ِ ﱠ ِ ِ ﺤ ِ
ﻭﻭﻀﻊ ﺍﻟﻜ ﹶﺎﺏ ﻓﺘ ﻯ ﺍﻟﻤﺠﺭ ِﻴﻥ ﻤﺸﻔ ِﻴﻥ ﻤ ﺎ ِﻴﻪ
ِ ﹾ ِﺘ ﹶ ﹶﺭ ﹾ ِ ﻤ ﹾ ِﻘ ِ ﻤ ﻓ ِ
ﻭﻴ ﹸﻭﹸﻭﻥ ﺎ ﻭﻴﻠﺘ ﹶﺎ ﺎل ﻫ ﹶﺍ ﺍﻟﻜ ﹶﺎﺏ ﻻ ﻴ ﹶﺎﺩﺭ ﺼ ِﻴﺭﺓ ﻻ
ﻐ ِ ﻐ ﹰ ﻭ ﻘ ﻟ ﻴ ﹶ ﹶﻨ ﻤ ِ ﺫ ﹾ ِﺘ ِ
ﻜ ِﻴﺭﺓ ِﻻ ﺃﺤ ﺎ ﺎ ﻭﻭﺠ ﻭﺍ ﺎ ﻋﻤﹸﻭﺍ ﺎﻀ ﺍ ﻻ ﻴﻅﻠﻡ ﺭﺒﻙ
ﹶﺒ ﹰ ﺇ َ ﺼ ﻫ ﺩ ﻤ ِ ﻠ ﺤ ِﺭ ﻭ ﹾ ِ
)٩٤( ﺴﻭﺭﺓ ﺍﻟﻜﻬﻑ ﺃﺤ ﺍ
َ ﺩ
- 15. ﻴﺎ ﺴﺒﺤﺎﻥ ﺍﷲ :
ﻴﺘﻌﺠﺒﻭﻥ ﻭﻗﺩ ﺤﺫﺭ ﺍﻟﺨﺎﻟﻕ ﻤﺨﻠﻭﻗﺎﺘﻪ ﺒﺄﻨﻪ ﺴﺒﺤﺎﻨﻪ ﻻ
ﺘﺨﻔﻲ ﻋﻨﻪ ﺨﺎﻓﻴﺔ ﺘﺄﺨﺫﻫﻡ ﺍﻟﺸﻔﻘﺔ ﻭﺍﻟﺭﺤﻤﺔ ﺒﺄﻨﻔﺴﻬﻡ، ﻭﻟﻡ ﻴﺸﻔﻘﻭﺍ
ﻓﻲ ﺤﻴﺎﺘﻬﻡ ﻋﻠﻰ ﻏﻴﺭﻫﻡ ﻓﻴﺘﺭﺍﺤﻤﻭﺍ ﻭﻴﺭﺤﻤﻭﺍ. ﻭﻻ ﺤﻭل ﻭﻻ
ﻗﻭﺓ ﺇﻻ ﺒﺎﷲ ﺍﻟﻌﻠﻰ ﺍﻟﻌﻅﻴﻡ.
ﻭﻟﻜﻭﻥ ﺍﻟﻠﻭﺡ ﺍﻟﻤﺤﻔﻭﻅ ﻜﺘﺎﺏ ﻻ ﻴﻌﻠﻡ ﻤﺎ ﺒﻪ ﺇﻻ ﺍﷲ،
ﻭﻫﻭ ﺴﺒﺤﺎﻨﻪ ﻭﺘﻌﺎﻟﻰ ﻴﻌﻠﻡ ﺒﺒﻌﻀﻪ ﻤﻥ ﻴﺸﺎﺀ ﻤﻥ ﻋﺒﺎﺩﻩ، ﻓﺈﻨﻪ ﻟﻡ
ﻴﻐﺎﺩﺭ ﺼﻐﻴﺭﺓ ﻭﻻ ﻜﺒﻴﺭﺓ ﺇﻻ ﺫﻜﺭﺕ ﺒﻪ ﻭﺴﺠﻠﺕ ﺒﻴﻥ ﻀﻔﺘﻴﻪ،
ﻗﺎل ﺘﻌﺎﻟﻰ:
ﺒﺴﻡ ﺍﻟﻠﻪ ﺍﻟﺭﺤﻤﻥ ﺍﻟﺭ ِﻴﻡ
ِ ِ ﱠ ِ ِ ﺤ ِ
ﻭ ﺎ ﻤﻥ ﹶﺎﺌﺒﺔ ِﻲ ﺍﻟﺴ ﺎﺀ ﺍﻷﺭ ِ ِﻻ ِﻲ ﻜ ﹶﺎﺏ
ﻤ ِ ﻭ َ ﺽ ﺇ ﻓ ِﺘ ٍ ﻤ ِ ﻏ ِ ٍ ﻓ
ﻤ ِﻴﻥ )٥٧( ﺴﻭﺭﺓ ﺍﻟﻨﻤل
ﺒ ٍ
ﻭﻻ ﻋﺠﺏ:
ﻓﻬﻭ ﻜﺘﺎﺏ ﺍﻟﻜﻭﻥ ﻴﺭﺼﺩ ﺤﺭﻜﺘﻪ، ﻭﺤﻴﻥ ﻨﻘﻭل ﺍﻟﻜﻭﻥ
ﻓﺈﻥ ﺍﻷﻤﺭ ﻴﻜﻭﻥ ﺃﻋﻅﻡ ﻤﻥ ﻗﺩﺭﺘﻨﺎ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻔﻬﻡ ﻭﺍﻟﺘﺼﻭﺭ،
ﻓﺤﺩﻭﺩﻨﺎ ﺍﻟﻤﻌﺭﻓﻴﺔ ﺘﻘﻑ ﺒﻼ ﻤﺎ ﺯﺍﻟﺕ ﻗﺎﺼﺭﺓ ﻋﻥ ﺇﺩﺭﺍﻙ
ﻤﺸﺘﻤﻼﺕ ﻫﺫﺍ ﺍﻟﻜﻭﻥ ﺍﻟﻌﻅﻴﻡ ﺍﻟﺫﻯ ﻻ ﻴﻌﻠﻤﻪ ﺇﻻ ﺨﺎﻟﻘﻪ.
- 16. ﻭﻟﻭ ﻜﺎﻥ ﺍﻟﻌﻠﻡ ﺒﻬﺫﺍ ﺍﻟﻜﻭﻥ ﻗﺩ ﺘﺤﻘﻕ ﻟﻨﺎ ﻜﺎﻤﻼ.. ﻭﻫﻭ
ﺒﺎﻟﻘﻁﻊ ﻟﻥ ﻴﺘﺤﻘﻕ.. ﻭﺃﺴﺒﺎﺏ ﺫﻟﻙ ﺍﻻﻨﺘﻔﺎﺀ ﻋﻥ ﺍﻹﻨﺴﺎﻥ ﺴﻭﻑ
ﺘﺘﺒﻴﻥ ﻓﻲ ﻭﺭﻴﻘﺎﺕ ﻗﺎﺩﻤﺎﺕ ﺇﻥ ﺸﺎﺀ ﺍﷲ.
ﺃﻗﻭل ﻭﻋﻠﻰ ﺍﷲ ﺍﻟﺘﻭﻜل : ﺇﻥ ﺍﻟﻜﻭﻥ ﻤﺎ ﺯﺍل ﻤﺴﺘﻐﻠﻘﺎ
ﻟﻌﻰ ﺃﻓﻬﺎﻤﻨﺎ، ﻭﺇﻻ ﻷﺩﺭﻜﻨﺎ ﺤﺭﻜﺔ ﺍﻟﻜﻭﻥ
ﻤﻤﺎ ﻴﺤﻴﻁ ﺒﻨﺎ ﻤﻥ: ﺭﻴﺎﺡ ﻭﺴﺤﺎﺏ ﻭﺯﻟﺯﺍل، ﺃﻭ ﻓﻲ
ﺃﻨﻔﺴﻨﺎ ﻭﻫﻰ ﺍﻟﻠﺼﻴﻘﺔ ﺒﻨﺎ ﺃﻭ ﻓﻲ ﺃﺒﺩﺍﻨﻨﺎ ﻭﻫﻰ ﺍﻟﺘﻰ ﺘﺤﺭﻜﻨﺎ ﻭﻻ
ﻨﺯﺍل ﻨﺘﻭﻗﻊ ﻤﻥ ﺃﻤﺭﺍﻀﻬﺎ ﻭﻨﺤﺘﺎﺭ ﻟﺴﻘﻤﻬﺎ. ﻓﺎﻟﻤﻌﺭﻓﺔ ﺇﺫﻥ ﻓﻲ
ﻫﺠﺎﺌﻴﺘﻬﺎ ﺒﺎﻟﻨﺴﺒﺔ ﻟﻠﺒﺸﺭ ﻋﺎﺠﺯﺓ ﻀﺌﻴﻠﺔ، ﻭﻋﻜﺱ ﻫﺫﺍ ﺇﺫﺍ ﻗﺴﻨﺎ
ﺍﻟﻤﻌﺭﻓﺔ ﺍﻟﺸﺎﻤﻠﺔ ﺍﻟﺠﺎﻤﻌﺔ ﺍﻟﻤﺎﻨﻌﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﻠﻭﺡ ﺍﻟﻤﺤﻔﻭﻅ ﺍﻟﺫﻯ ﻟﻡ
ﻴﺘﺭﻙ ﺼﻐﻴﺭﺓ ﻭﻻ ﻜﺒﻴﺭﺓ ﺇﻻ ﺃﺤﺼﺎﻫﺎ. ﺒل ﻭﻗﻨﻥ ﺤﺭﻜﺘﻬﺎ،
ﻭﺭﺼﺩ ﻋﻤﺭﻫﺎ ﻭﻗﺩﺭ ﺃﺭﺯﺍﻗﻬﺎ، ﻭﺒﺩﺌﻬﺎ ﻭﺍﻨﺘﻬﺎﺌﻬﺎ.
ﻗﺎل ﺘﻌﺎﻟﻰ :
ﺒﺴﻡ ﺍﻟﻠﻪ ﺍﻟﺭﺤﻤﻥ ﺍﻟﺭ ِﻴﻡ
ِ ِ ﱠ ِ ِ ﺤ ِ
ﺎ ﺃ ﺎﺏ ﻤﻥ ﻤ ِﻴﺒﺔ ﻓﻲ ﺍﻷﺭ ِ ﻻ ِﻲ ﺃﻨﻔﺴﻜﻡ
ﻤ َﺼ ِ ﺼ َ ِ ٍ ﺽ ﻭ ﻓ َ ﹾ ﹸ ِ ﹸ
ِﻻ ِﻲ ﻜ ﹶﺎﺏ ﻤﻥ ﻗﺒ ِ ﺃﻥ ﻨﺒﺭﺃ ﺎ ﺇﻥ ﺫ ِ ﻋ ﹶﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻴ ِﻴﺭ)٢٢(
ﺇ ﻓ ِﺘ ٍ ِ ﹶ ل َ ﹶ َ ﻫ ِ ﹶﻟﻙ ﻠ ﱠ ِ ﺴ
ﺴﻭﺭﺓ ﺍﻟﺤﺩﻴﺩ
- 17. ﺤﻘﺎ ﻫﻭ ﻋﻠﻰ ﺍﷲ ﻴﺴﻴﺭ ﻏﺎﻴﺔ ﺍﻟﻴﺴﺭ، ﻤﻌﻠﻭﻡ ﻟﻪ
ﺴﺒﺤﺎﻨﻪ، ﻤﺭﺼﻭﺩ ﻓﻲ ﻜﺘﺎﺏ ﻋﻠﻤﻪ ﺍﻟﺫﻯ ﻴﻨﻁﻕ ﺒﺎﻟﺤﻕ، ﻭﻴﻌﻠﻡ
ﺍﻟﺴﺭ ﻭﻤﺎ ﻴﺨﻔﻲ.
ﻴﺎ ﻟﻌﻅﻤﺔ ﺍﻟﻭﺍﻗﻊ..
ﻭﻴﺎ ﻟﺤﻜﻤﺔ ﺍﻟﺨﺎﻟﻕ ﻭﻗﺩﺭﺘﻪ.
ﻓﻘﻁ ﻴﺎ ﺃﺒﻨﺎﺀ ﺁﺩﻡ، ﻟﻭ ﻨﻔﻀﺘﻡ ﻋﻨﻜﻡ ﻏﻁﺎﺀ ﻜﺒﺭ
ﺍﻟﺠﺎﻫﻠﻴﻥ، ﻷﺩﺭﻜﺘﻡ ﺭﺤﻤﺔ ﺍﻟﺨﺎﻟﻕ ﺍﻟﺫﻯ ﻟﻭ ﺸﺎﺀ ﻟﻬﺩﺍﻜﻡ
ﺃﺠﻤﻌﻴﻥ. ﻓﻁﺭﻴﻕ ﺍﻻﺨﺘﻴﺎﺭ ﻗﺎﺌﻡ.
ﻓﺎﻟﺨﻴﺭ ﻭﺍﻀﺢ..
ﻭﺍﻟﺸﺭ ﻭﺍﻀﺢ..
ﻭﻜل ﻓﻲ ﻜﺘﺎﺏ ﻤﺒﻴﻥ..
ﻗﺭﺁﻥ ﺭﺏ ﺍﻟﻌﺎﻟﻤﻴﻥ..
ﻟﻜﻨﻜﻡ ﺘﺤﻴﺩﻭﻥ..
ﺍﻟﺤﻕ ﺃﻤﺎﻤﻜﻡ ﻭﺃﻨﺘﻡ ﻻ ﺘﺒﺼﺭﻭﻥ..
ﻴﺄﺨﺫﻜﻡ ﻜﺒﺭ ﻜﺎﺫﺏ، ﻭﺘﻜﺒﺭ ﺍﻟﻭﺍﻫﻤﻴﻥ ﺍﻟﻐﻴﺭ ﺍﻟﻌﺎﺭﻓﻴﻥ
ﺒﻘﺩﺭﻫﻡ ﻭﻗﺩﺭﺘﻬﻡ ﺒﺎﻟﻘﻴﺎﺱ ﻟﻘﺩﺭﺍﺕ ﺍﻵﺨﺭﻴﻥ ﻤﻥ ﺨﻠﻕ ﺍﷲ.
- 18. ﻟﻜﻥ ﻫﺫﺍ ﺠﻤﻴﻌﻪ ﻓﻲ ﻜﺘﺎﺏ ﺍﷲ ﻤﻌﺭﻭﻑ، ﻭﻓﻲ ﻋﻠﻡ ﺍﷲ
ﻤﺭﺼﻭﺩ. ﻭﻟﻴﺱ ﻟﻨﺎ ﺇﻻ ﺃﻥ ﻨﻭﻀﺢ ﻭﺍﻷﻤﺭ ﻤﻔﻭﺽ ﷲ، ﻓﻼ
ﺤﻭل ﻭﻻ ﻗﻭﺓ ﺇﻻ ﺒﺎﷲ ﺍﻟﻌﻠﻰ ﺍﻟﻌﻅﻴﻡ، ﻗﺎل ﺘﻌﺎﻟﻰ:
ﺒﺴﻡ ﺍﻟﻠﻪ ﺍﻟﺭﺤﻤﻥ ﺍﻟﺭ ِﻴﻡ
ِ ِ ﱠ ِ ِ ﺤ ِ
ﻭﻋﻨﺩﻩ ﻤ ﹶﺎﺘﺢ ﺍﻟﻐﻴﺏ ﻻ ﻴﻌﻠﻤ ﺎ ِﻻ ﻫﻭ ﻌﻠﻡ ﺎ ِﻲ
ِ ﹾ ﻔ ِ ﹾ ﹶ ِ ﹶ ﻬ ﺇ ﻭﻴ ﹶ ﻤ ﻓ
ﺍﻟﺒﺭ ﺍﻟﺒﺤﺭ ﻭ ﺎ ﺘﺴﻘﻁ ﻤﻥ ﻗ ٍ ِﻻ ﻴﻌﻠﻤ ﺎ ﻻ ﺤﺒﺔ ِﻲ
ﹾ ﻭ ﹾ ِ ﻤ ﹶ ﹸ ﹸ ِ ﻭﺭ ﹶ ﺔ ﺇ ﹶ ﻬ ﻭ ٍ ﻓ
ﻅﻠ ﺎﺕ ﺍﻷﺭ ِ ﻻ ﺭﻁﺏ ﻻ ﺎﺒﺱ ِﻻ ِﻲ ﻜ ﹶﺎﺏ ﻤ ِﻴﻥ)٩٥(
ﹸﹸﻤ ِ َ ﺽ ﻭ ﹾ ٍ ﻭ ﻴ ِ ٍ ﺇ ﻓ ِﺘ ٍ ﺒ ٍ
ﺴﻭﺭﺓ ﺍﻷﻨﻌﺎﻡ
ﺇﺫﻥ ﻭﺩﻭﻥ ﺃﻥ ﻨﻤﺎﺭﻯ، ﺃﻭ ﻨﺠﺘﻬﺩ ﻓﻴﻤﺎ ﻟﻴﺱ ﻟﻨﺎ ﺒﻪ ﻋﻠﻡ
ﻓﻨﺯل ﻭﻨﻬﻭﻯ )ﻫﺫﺍ ﻫﻭ ﺍﻟﻠﻭﺡ ﺍﻟﻤﺤﻔﻭﻅ(. ﻫﺫﺍ ﻫﻭ ﺍﻟﺭﺼﺩ
ﺍﻟﻤﺭﺼﻭﺩ ﻭﺍﻟﻜﺘﺎﺏ ﺍﻟﻤﺒﻴﻥ، ﻭﺍﻟﺫﻯ ﺒﻪ ﺤﺴﺎﺏ ﻟﻜل ﺃﻤﺭ ﺃﻤﺭﻩ
ﺍﷲ ﻤﻘﻀﻴﺎ.
ﻭﻜﺎﻥ ﺒﺩﺀ ﺍﻟﻨﺸﺄﺓ ﻜﺘﺎﺏ.
- 19. ﺍﻟﻔﺼﻞ ﺍﻟﺜﺎﱐ
אאא
ﻫ ﺍﱠ ِﻱ ﹶ ﺍﻟ ﺎ ﺍ ِ ﺍ َﺭ ِ ﻲ ِ ِ ﹶﺎ ٍ ﹶﺎﻥ
ﻭ ﻮ ﻟﺬ ﺧﻠﻖ ﺴﻤ ﻭ ﺕ ﻭ ﻷ ﺽ ﻓ ﺳﺘﺔ ﺃﻳ ﻡ ﻭﻛ ﹶ
ﺮﺷﻪ ﹶﻰ ﺍﻟ ﺎِ ِﺒﹸﻠ ﻛﻢ ﹶﻜﻢ ﹶﺣ ﻦ ﻼ ﹶِﻦ ﻗﹾﻠﺖ
ﻋ ﻋﻠ ﹾﻤ ﺀ ﻟﻴ ﻮ ﹸ ﺃﻳ ﹸ ﺃ ﺴ ﻋﻤ ﻭﻟﺌ ﹸ
ِﻜﻢ ﺒ ﻮﹸﻮ ﹶ ِﻦ ﻌ ِ ﺍﻟ ﻮ ِ ﹶ ﹸﻮﹶﻦ ﺍﱠ ِﻳ ﹶ ﹶ ﻭﺍ
ﺇﻧ ﹸ ﻣ ﻌ ﺛ ﻥ ﻣ ﺑ ﺪ ﹾﻤ ﺕ ﻟﻴﻘ ﻟ ﻟﺬ ﻦ ﻛﻔﺮ
ِﻥ ﹶﺍ ِﻻ ِﺤ ﻣِﻴﻦ .
ﺇ ﹾ ﻫﺬ ﺇ ﺳ ﺮ ﺒ
ٌ)٧( ﺴﻭﺭﺓ ﻫﻭﺩ
- 20. ﻭﻜﺎﻥ ﺍﻟﻤﺎﺀ ﺴﺎﺒﻘﺎ
ﹰ
.. ﺃﺜﺒﺕ ﺍﷲ ﻜل ﺸﻰ ﻓﻲ ﺍﻟﻠﻭﺡ ﺍﻟﻤﺤﻔﻭﻅ ﻤﻥ
ﺍﻟﻤﺨﻠﻭﻗﺎﺕ ﻭﺍﻟﺨﻼﺌﻕ، ﻭﻟﻡ ﻴﻌﻠﻡ ﺒﻬﺫﺍ ﺇﻨﺱ ﻭﻻ ﺠﺎﻥ ..
ﻓﻠﻘﺩ ﺃﻤﺭ ﺼﺎﺤﺏ ﺍﻷﻤﺭ ﺍﻟﻘﻠﻡ ﻓﻜﺘﺏ ﻓﻲ ﺍﻟﻠﻭﺡ، ﺜﻡ
ﺤﻔﻅ ﻤﺤﺠﻭﺒﺎ ﻋﻥ ﻋل ﻤﻜل ﺍﻟﻤﺨﻠﻭﻗﺎﺕ، ﻭﻫﻜﺫﺍ ﺒﺩﺃﺕ ﺍﻟﺤﻴﺎﺓ
ﹰ
ﺒﻜﺘﺎﺏ ﻤﺒﻴﻥ ﻻ ﻴﻌﻠﻡ ﺒﺄﻤﺭﻩ ﺇﻻ ﺭﺏ ﺍﻟﻌﺎﻟﻤﻴﻥ، ﻗﺎل ﺘﻌﺎﻟﻰ:
ﺒﺴﻡ ﺍﻟﻠﻪ ﺍﻟﺭﺤﻤﻥ ﺍﻟﺭ ِﻴﻡ
ِ ِ ﱠ ِ ِ ﺤ ِ
ﺎ ﺃﺸﻬﺩﺘﻬﻡ ﺨﻠﻕ ﺍﻟﺴ ﺎ ﺍﺕ ﺍﻷﺭ ِ ﻭ ﹶﺎ ﺨﻠﻕ
ﻤ َ ﹾ ﹸ ﹶ ﹾ ﹶ ﻤ ﻭ ِ ﻭ َ ﺽ ﻟ ﹶ ﹾ ﹶ
َﻨﻔﺴﻬﻡ ﻭ ﺎ ﹸﻨﺕ ﻤﺘ ِﺫ ﺍﻟﻤﻀﱢﻴﻥ ﻋﻀ ﺍ )١٥( ﺴﻭﺭﺓ ﺍﻟﻜﻬﻑ
ﺃ ﹸ ِ ِ ﻤ ﻜ ﹸ ﱠﺨ ﹶ ﹾ ِ ﻠ ﺩ
ﻫﺫﺍ ﺘﺄﻜﻴﺩ ﺇﻟﻬﻰ ﺒﺄﻨﻪ :
ﻻ ﺍﻟﺴﺎﺒﻘﻭﻥ ﺍﻷﻭﻟﻭﻥ ﻤﻤﻥ ﺨﻠﻘﻬﻡ ﺍﷲ ﻭﺴﻤﻌﻨﺎ ﻋﻨﻬﻡ،
ﺃﻭﻟﻡ ﻨﺴﻤﻊ.
ﻭﻻ ﺍﻟﻼﺤﻘﻭﻥ ﺒﺎﻟﻘﻁﻊ ﻭﺍﻟﻴﻘﻴﻥ.
ﻻ ﺃﻭﻟﺌﻙ ﻭﻻ ﻫﺅﻻﺀ ﺃﺸﻬﺩﻫﻡ ﺍﷲ ﺨﻠﻕ ﺍﻟﺴﻤﺎﻭﺍﺕ
ﺒﻬﻡ ﻭﺍﻟﺤﺎل ﻜﺫﻟﻙ ﺃﻥ ﻴﺸﻬﺩﻭﺍ ﺨﻠﻕ ﻭﺍﻷﺭﺽ.. ﻓﻜﻴﻑ
ﺃﻨﻔﺴﻬﻡ؟!!.
ﻟﺫﻟﻙ ﻜﺎﻥ ﺍﻟﺒﺎﺤﺙ ﻓﻲ ﻫﺫﺍ ﺍﻷﻤﺭ ﻜﻤﻥ ﻴﻠﻘﻰ ﺒﻨﻔﺴﻪ ﻓﻲ
ﺒﺤﺭ ﻟﺠﻰ، ﻋﻠﻴﻪ ﺃﻥ ﻴﺘﺩﺭﺏ ﻟﻪ ﻜل ﺍﻟﺘﺩﺭﻴﺏ، ﻭﺃﻥ ﻴﺄﺨﺫ ﻜل
- 21. ﻤﻘﻭﻟﺔ ﺇﻨﺴﺎﻨﻴﺔ ﺴﺒﻘﺕ ﺒﺎﻟﻜﺜﻴﺭ ﻤﻥ ﺍﻟﻔﺤﺹ ﻭﺍﻟﺘﻤﺤﻴﺹ ﻭﺍﻟﻘﻴﺎﺱ،
ﻭﻗﺒل ﻫﺫﺍ ﻭﺫﺍﻙ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺒﺎﺤﺙ ﺃﻥ ﻴﺴﺘﻌﻴﻥ ﺒﺎﷲ ﺍﻟﺫﻯ ﻨﺴﺄﻟﻪ ﻫﻭ
ﺴﺒﺤﺎﻨﻪ ﺍﻟﻌﻭﻥ ﻭﺍﻟﺼﻭﺍﺏ ﻭﻨﻭﺭ ﺍﻟﺒﺼﻴﺭﺓ ﻭﺠﻼﺅﻫﺎ.. ﻓﺒﻴﺩﻩ
ﺍﻷﻤﺭ ﻭﻫﻭ ﻋﻠﻰ ﻜل ﺸﺊ ﻗﺩﻴﺭ.
ﻭﺤﺘﻰ ﻻ ﻴﻐﻠﻕ ﺒﺎﺏ ﺍﻻﺠﺘﻬﺎﺩ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻤﺠﺘﻬﺩﻴﻥ،
ﻭﺘﺼﺒﺢ ﻋﻤﻠﻴﺔ ﺍﻟﺨﻠﻕ ﻟﻠﺒﺸﺭ ﻜﺎﻟﻁﻠﺴﻡ، ﺃﻭ ﻜﺎﻟﺴﺭﺍﺏ ﻻ ﺘﺼل
ﺒﻤﻥ ﻴﺭﺘﺎﺩﻫﺎ ﺇﻻ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻀﻴﺎﻉ ﻭﺍﻟﻬﻼﻙ، ﻗﺎل ﺍﻟﻤﻭﻟﻰ ﻋﺯ ﻤﻥ
ﻗﺎﺌل ﻓﻲ ﻜﺘﺎﺒﻪ ﺍﻟﻤﻨﺯل ﺁﻴﺎﺕ ﻜﺜﻴﺭﺓ ﻋﻥ ﺍﻟﺨﻠﻕ ﻭﺘﺘﺎﺒﻌﻪ ﻓﻲ
ﺇﻴﻀﺎﺡ ﻤﺠﻤل، ﻭﺩﻭﻥ ﺩﺨﻭل ﻓﻲ ﺘﻔﺼﻴﻼﺕ ﻨﻘﻭل: ﻭﺇﺫﺍ ﻜﺎﻨﺕ
ﻫﻨﺎﻟﻙ ﻤﻼﺤﻅﺔ ﺘﻘﺎل ﻓﻬﻰ ﺃﻥ ﺍﻟﻤﻭﻟﻰ ﻋﺯ ﻭﺠل ﻟﻡ ﻴﺫﻜﺭ ﻓﻲ
ﺍﻟﻘﺭﺁﻥ ﺍﻟﻜﺭﻴﻡ ﺸﻴﺌﺎ ﻋﻥ ﺘﺎﺭﻴﺦ ﺍﻟﻨﺸﺄﺓ، ﺘﻤﺎﻤﺎ ﻜﻤﺎ ﻟﻡ ﻴﺫﻜﺭ ﺸﻴﺌﺎ
ﹰ ﹰ
ﻗﻁﻌﻴﺎ ﻋﻥ ﺴﻨﺔ ﺍﻟﻨﻬﺎﻴﺔ ﺃﻭ ﺍﻟﻘﻴﺎﻤﺔ، ﻭﺭﻏﻡ ﻫﺫﺍ ﺍﻟﺤﺴﻡ ﺍﻟﺭﺒﺎﻨﻰ
ﹰ
ﺤﺎﻭل ﺍﻟﻤﺠﺘﻬﺩﻭﻥ ﺃﻥ ﻴﺼﻠﻭﺍ ﺇﻟﻰ ﺘﺤﺩﻴﺩ ﻋﻤﺭ ﺍﻟﻜﻭﻥ ﻭﺼﻭﻻ
ﺇﻟﻰ ﺒﺩﺀ ﺍﻟﺨﻠﻕ ﻋﻥ ﻁﺭﻴﻕ ﺍﻟﺘﺨﻤﻴﻥ، ﻭﺃﺤﻴﺎﻨﺎ ﻋﻥ ﻁﺭﻴﻕ
ﹰ
ﺍﻻﺴﺘﺸﻬﺎﺩ ﺒﻤﺎ ﻫﻭ ﻓﻲ ﻏﻴﺭ ﻤﻭﺍﻀﻌﻪ.. ﻟﺘﺄﻜﻴﺩ ﻨﺘﻴﺠﺔ ﻤﺴﺒﻘﺔ
ﻭﻀﻌﻬﺎ ﺍﻟﺒﺎﺤﺙ ﻗﻴل ﺃﻥ ﻴﺒﺩﺃ ﺒﺤﺜﻪ ﺍﻟﺫﻯ ﻴﻨﺘﻬﻰ ﺒﻪ ﺇﻟﻰ ﺘﺼﻭﻴﺭ
ﺍﻷﻤﺭ ﻋﻠﻰ ﺃﻨﻪ ﻭﺼﻭل ﺇﻟﻰ ﺫﺭﻯ ﻟﻥ ﻴﺼل ﺇﻟﻴﻬﺎ ﺃﺤﺩ ﺒﻌﺩﻩ،
ﻭﻫﻰ ﻤﻨﺯﻟﻘﺎﺕ ﺨﻁﺭﺓ، ﻷﻥ ﺍﻷﻤﺭ ﻴﻨﺘﻬﻰ ﺒﺄﺒﺤﺎﺜﻬﻡ ﺩﺍﺌﻤﺎ ﺇﻟﻰ
- 22. ﺍﻹﻫﻤﺎل ﻭﺍﻟﻨﺴﻴﺎﻥ، ﻷﻥ ﻤﺎ ﺒﻨﻰ ﻋﻠﻰ ﺨﻁﺄ ﻓﻬﻭﻯ ﺨﻁﺄ. ﻭﻤﻤﺎ
ﻴﺅﻜﺩ ﻫﺫﺍ ﺃﻨﻪ ﺘﺘﻜﺸﻑ ﻟﻺﻨﺴﺎﻨﻴﺔ ﻜل ﻴﻭﻡ ﺤﻘﺎﺌﻕ ﺠﺩﻴﺩﺓ ﻋﻥ
ﺍﻟﻜﻭﻥ ﻜﺎﻨﺕ ﺨﺎﻓﻴﻪ ﻋﻠﻰ ﻤﻥ ﺴﺒﻘﻭﻨﺎ، ﻓﺎﻻﺠﺘﻬﺎﺩ ﺍﻹﻨﺴﺎﻨﻰ
ﺍﺠﺘﻬﺎﺩ ﻤﺤﺩﻭﺩ ﻭﻭﻗﺘﻰ ﻴﻘﺘﺭﻥ ﺒﺎﻟﺯﻤﺎﻥ، ﻭﻟﻜل ﺯﻥ ﺃﺤﻭﺍﻟﻪ ﻓﻼ
ﺜﺒﺎﺕ ﻟﺤﻘﻴﻘﺔ ﺇﻻ ﻓﻲ ﺍﻟﻘﺭﺁﻥ ﺍﻟﻤﺒﻴﻥ. ﻜﺘﺎﺏ ﺍﷲ ﺍﻟﺫﻯ ﺃﻨﺯﻟﻪ ﻋﻠﻰ
ﻨﺒﻴﻪ ﺍﻷﻤﻴﻥ ﻤﺤﻤﺩ ﺒﻥ ﻋﺒﺩ ﺍﷲ ﻋﻠﻴﻪ ﺃﻓﻀل ﺼﻼﺓ ﻭﺴﻼﻡ.
ﻓﺎﻟﻘﺭﺁﻥ ﺍﻟﻜﺭﻴﻡ ﻫﻭ ﻜﺘﺎﺏ ﺍﻟﺒﺸﺭﻴﺔ ﻭﻫﺩﺍﻫﺎ ﺤﺘﻰ ﻴﻭﻡ
ﺍﻟﻘﻴﺎﻤﺔ..
ﻭﺇﺫﺍ ﺃﺭﺩﺕ ﻋﺭﺽ ﻴﺅﻜﺩ ﺍﻨﺘﻔﺎﺀ ﺍﻟﻴﻘﻴﻥ ﻓﻲ ﺍﻷﺤﻜﺎﻡ
ﻭﺍﻟﻨﻅﺭﻴﺎﺕ ﺍﻹﻨﺴﺎﻨﻴﺔ ﻓﺄﻤﺎﻤﻙ ﺍﻵﻥ ﻤﺎ ﺃﺜﺎﺭﻩ ﺍﻟﻌﻠﻤﺎﺀ ﺤﻭل
ﻨﻘﺹ ﻋﻨﺼﺭ ﺨﺎﻤﺱ ﻤﻥ ﻋﻨﺎﺼﺭ ﺍﻟﺠﺎﺫﺒﻴﺔ ﻏﺎﺏ ﻋﻥ )ﻨﻴﻭﺘﻥ(
ﺤﻴﻥ ﻭﻀﻊ ﻨﻅﺭﻴﺘﻪ ﻋﻥ ﺍﻟﺠﺎﺫﺒﻴﺔ.
ﻭﻨﻅﺭﻴﺔ )ﻨﻴﻭﺘﻥ( ﻫﺫﻩ ﻅﻠﺕ ﻜﻤﺴﻠﻤﺔ ﻤﻥ ﺍﻟﻤﺴﻠﻤﺎﺕ ﻓﻲ
ﻨﻅﺭ ﺍﻟﺒﺎﺤﺜﻴﻥ ﻭﺍﻟﻌﻠﻤﺎﺀ ﻓﻲ ﺫﻟﻙ ﺍﻟﻤﺠﺎل ﻷﻜﺜﺭ ﻤﻥ ﺜﻼﺜﻤﺎﺌﺔ
ﻋﺎﻡ. ﺒﻨﻭ ﺨﻼﻟﻬﺎ ﺃﺒﺤﺎﺜﻬﻡ ﻭﺃﻁﻠﻘﻭﺍ ﺃﻗﻤﺎﺭﻫﻡ ﺍﻟﺼﻨﺎﻋﻴﺔ ﻓﻲ
ﻅﻠﻬﺎ.. ﺜﻡ ﻫﺎ ﻫﻡ ﺃﻭﻻﺀ ﺍﻵﻥ ﻴﻘﻔﻭﻥ ﺃﻤﺎﻡ ﻤﺎ ﺃﺭﺍﺩ ﺍﻟﻤﻭﻟﻰ ﺃﻥ
ﻴﻅﻬﺭﻩ ﻤﻨﺩﻫﺸﻴﻥ ﻭﻤﺘﺸﻜﻜﻴﻥ ﻓﻴﻤﺎ ﻜﺎﻨﻭﺍ ﻴﺭﻭﻨﻪ ﻴﻘﻴﻨﺎ )ﻓﻬﻭ(
ﺴﺒﺤﺎﻨﻪ ﻴﺨﻠﻕ ﻤﺎ ﻻ ﺘﻌﻠﻤﻭﻥ.
- 23. ﻭﻫﻨﺎﻟﻙ ﺘﺭﺍﺠﻊ ﻭﺍﻨﺘﻜﺎﺱ ﻋﻥ ﺍﻟﻌﻘﻴﺩﺓ ﺍﻟﺸﻴﻭﻋﻴﺔ
ﻭﻨﻅﺭﻴﺎﺘﻬﺎ ﺍﻻﻗﺘﺼﺎﺩﻴﺔ ﻭﺍﻻﺠﺘﻤﺎﻋﻴﺔ ﻓﺒﻌﺩ ﻋﺸﺭﺍﺕ ﺍﻟﺴﻨﻴﻥ ﻤﻥ
ﺍﻻﻋﺘﻨﺎﻕ ﺍﻟﺫﻯ ﻜﺎﻥ ﻴﺼل ﻟﺤﺩ ﺍﻟﻴﻘﻴﻥ ﻟﺩﻯ ﺍﻟﺸﻴﻭﻋﻴﻴﻥ، ﻨﺠﺩ
ﻗﺎﺩﺘﻬﻡ ﻭﻤﻔﻜﺭﻭﻫﻡ ﻴﺘﺭﺍﺠﻌﻭﻥ ﻋﻥ ﺘﻠﻙ ﺍﻟﻌﻘﻴﺩﺓ، ﺒل ﻴﺭﻭﻥ ﺃﻨﻬﺎ
ﺘﺴﺒﺒﺕ ﻓﻲ ﺇﺤﺩﺍﺙ ﺍﻟﻜﺜﻴﺭ ﻤﻥ ﺍﻟﺨﻠل ﻓﻲ ﻤﺠﺘﻤﻌﺎﺘﻬﻡ، ﻭﺃﻴﺩ ﻫﺫﺍ
ﺘﻠﻙ ﺍﻟﺜﻭﺭﺍﺕ ﺍﻟﺸﻌﺒﻴﺔ ﺍﻟﺘﻰ ﺍﻨﻁﻠﻘﺕ ﺒﻌﺩ ﻁﻭل ﻜﺒﺕ ﻭﻤﻌﺎﻨﺎﺓ
ﺘﻌﺒﺭ ﻋﻥ ﻜﺭﺍﻫﻴﺔ ﺍﻟﺒﺸﺭ ﺍﻟﻌﻤﻴﻘﺔ ﻟﺘﻠﻙ ﺍﻟﻨﻅﺭﻴﺔ. ﺍﻟﺘﻰ ﺘﺨل
ﺒﺎﻟﻁﺒﻴﻌﺔ ﺍﻟﺒﺸﺭﻴﺔ ﻭﻤﺎ ﻓﻁﺭﻩ ﺍﷲ ﻋﻠﻴﻪ.
ﻭﻨﺤﻥ ﻜﻤﺴﻠﻤﻴﻥ ﻻ ﻨﻔﺯﻉ ﺃﻭ ﻨﻬﺘﺯ ﻟﻤﺜل ﻫﺫﻩ ﺍﻟﺘﻌﺩﻴﻼﺕ
ﺃﻭ ﺍﻟﺘﺭﺍﺠﻌﺎﺕ، ﻷﻥ ﺍﻟﻤﻭﻟﻰ ﻋﺯ ﻭﺠل ﻭﻀﻊ ﻟﻠﺒﺸﺭﻴﺔ ﺍﻷﺴﺱ
ﻭﺘﺭﻙ ﻟﻬﻡ ﺍﻻﺠﺘﻬﺎﺩ، ﻓﺒﺎﺏ ﺍﻻﺠﺘﻬﺎﺩ ﻓﻲ ﺍﻹﺴﻼﻡ ﻤﻭﺠﻭﺩ.
ﻭﺒﺎﺏ ﺍﻟﻌﻠﻡ ﻓﻲ ﺍﻹﺴﻼﻡ ﻤﺭﻏﻭﺏ، ﻭﻻ ﺜﺒﺎﺕ ﻓﻲ ﻫﺫﺍ
ﺍﻟﻌﺎﻟﻡ ﻤﻥ ﺤﻭﻟﻨﺎ ﻷﻨﻪ ﻻ ﻴﻭﺠﺩ ﻋﻠﻡ ﻜﺎﻤل ﻭﻻ ﺍﺠﺘﻬﺎﺩ ﻴﺼل ﺇﻟﻰ
ﺤﺩ ﺍﻟﻤﻌﺭﻓﺔ ﺍﻟﻴﻘﻴﻨﻴﺔ، ﻓﻼ ﻜﻤﺎل ﺇﻻ ﻟﻌﻠﻡ ﺍﷲ، ﻭﻻ ﻜﻤﺎل ﺇﻻ
ﻜﻤﺎﻟﻪ )ﻫﻭ( ﺴﺒﺤﺎﻨﻪ ﻭﺘﻌﺎﻟﻰ، )ﻓﻬﻭ( ﺍﻟﺤﻘﻴﻘﺔ ﺍﻷﺯﻟﻴﺔ ﺍﻟﺘﻰ ﻟﻥ
ﺘﺯﻭل، ﺘﻘﺩﺴﺕ ﺃﺴﻤﺎﺅﻩ ﻭﻋﺠﺯﺕ ﻋﻥ ﺇﺩﺭﺍﻙ ﻜﻴﻨﻭﻨﺘﻪ ﻋﻘﻭﻟﻨﺎ،
ﻭﻋﻥ ﺘﺩﺒﺭ ﻜﻤﺎل ﻋﻠﻤﻪ ﺃﻓﻬﺎﻤﻨﺎ:
ﻟﻪ ﺍﻷﻤﺭ..
- 24. ﺒﻴﺩﻩ ﻤﻔﺎﺘﻴﺢ ﻜل ﺸﺊ
ﻴﻬﺩﻯ ﻤﻥ ﻴﺸﺎﺀ
ﻭﻴﻀل ﻤﻥ ﻴﺸﺎﺀ
ﻭ)ﻫﻭ( ﻋﻠﻰ ﻜل ﺸﺊ ﻗﺩﻴﺭ
ﻭﺇﺫﺍ ﻜﺎﻥ ﺍﻟﺨﺎﻟﻕ ﻗﺩ ﺃﺨﻔﻲ ﻋﻥ ﺨﻠﻘﻪ ﺘﺎﺭﻴﺦ ﺍﻟﻨﺸﺄﺓ،
ﻜﻤﺎ ﺃﺨﻔﻲ ﻋﻥ ﻋﻠﻤﻬﻡ ﻨﻬﺎﻴﺔ ﺍﻟﻌﺎﻟﻡ، ﻓﻬﻭ ﺴﺒﺤﺎﻨﻪ ﻭﺘﻌﺎﻟﻰ ﻗﺩ
ﺃﻓﺼﺢ ﻓﻲ ﻜﺘﺎﺒﻪ ﺍﻟﻤﺒﻴﻥ، ﻭﻗﺭﺃﻨﻪ ﺍﻟﻜﺭﻴﻡ ﻋﻥ ﻋﺩﺩ ﺍﻷﻴﺎﻡ ﺍﻟﺘﻰ ﺘﻡ
ﻓﻴﻬﺎ ﺨﻠﻕ ﺍﻟﻜﻭﻥ ﻭﻤﻭﺠﻭﺩﺍﺘﻪ، ﻓﻲ ﻗﻭﻟﻪ ﻋﺯ ﻤﻥ ﻗﺎﺌل:
ﺒﺴﻡ ﺍﻟﻠﻪ ﺍﻟﺭﺤﻤﻥ ﺍﻟﺭ ِﻴﻡ
ِ ِ ﱠ ِ ِ ﺤ ِ
ﺇﻥ ﺭﺒﻜﻡ ﺍﻟﱠﻪ ﺍﻟ ِﻱ ﺨﻠﻕ ﺍﻟﺴ ﺎ ﺍﺕ ﺍﻷﺭ ِ ﻲ
ِ ﹸ ﻠ ﱠﺫ ﹶ ﹶ ﹶ ﻤ ﻭ ِ ﻭ َ ﺽ ﻓ
ﺴﺘﺔ ﺃ ﺎﻡ ﺜ ﺍﺴﺘ ﻯ ﻋ ﹶﻰ ﺍﻟﻌﺭﺵ ﻴﻐ ِﻲ ﺍﻟﻠﻴل ﺍﻟﻨ ﺎﺭ ﻴﻁﹸﺒﻪ
ِ ﱠ ِ َﻴ ٍ ﹸﻡ ﹶﻭ ﻠ ﹾ ِ ﹾﺸ ﱠ َ ﱠﻬ ﹾﻠ
ﺤ ِﻴ ﹰﺎ ﺍﻟﺸﻤﺱ ﺍﻟﻘ ﺍﻟﻨ ﻭﻡ ﻤﺴﺨ ﺍﺕ ِﺄﻤ ِ ِ َﻻ ﻟﻪ
ﺜ ﺜ ﻭ ﱠ ﻭ ﹾ ﹶﻤﺭ ﻭ ﱡﺠ ﱠﺭ ٍ ﺒ َ ﺭﻩ ﺃ ﹶ
ﺍﻟﺨﻠﻕ ﺍﻷﻤﺭ ﺘ ﺎﺭﻙ ﺍﻟﻠﻪ ﺭﺏ ﺍﻟ ﺎﻟ ِﻴﻥ)٤٥( ﺴﻭﺭﺓ ﺍﻷﻋﺭﺍﻑ
ﹾ ﹶ ﹾ ﹸ ﻭ َ ﹶﺒ ﱠ ﹾﻌ ﹶﻤ
ﺇﺫﻥ ﻓﻬﺫﺍ ﺍﻟﻜﻭﻥ ﺠﻤﻴﻌﻪ..
ﻭﻫﺫﻩ ﺍﻟﻤﺨﻠﻭﻗﺎﺕ ﻜﻠﻬﺎ..
ﻤﺎ ﻅﻬﺭ ﻤﻨﻬﺎ ﻟﻌﻴﻭﻨﻨﺎ..
ﻭﻤﺎ ﺨﻔﻲ ﻤﻨﻬﺎ ﻋﻥ ﺃﺒﺼﺎﺭﻨﺎ..
ﻗﺩ ﺨﻠﻘﺕ ﻓﻲ ﺴﺘﺔ ﺃﻴﺎﻡ!!
- 25. ﻭﻫﺫﺍ ﺍﻟﻭﻗﺕ ﺍﻟﻘﻠﻴل ﺍﻟﻀﺌﻴل ﺍﻟﺫﻯ ﺍﺴﺘﻐﺭﻗﺘﻪ ﻋﻤﻠﻴﺔ
ﺍﻟﺨﻠﻕ ﺒﺎﻟﻘﻴﺎﺱ ﻟﻀﺨﺎﻤﺘﻬﺎ، ﻟﻴﺱ ﺒﻘﻠﻴل ﻋﻠﻰ ﺍﷲ ﺍﻟﺫﻯ ﻟﻭ ﺸﺎﺀ
ﺴﺒﺤﺎﻨﻪ ﻭﺘﻌﺎﻟﻰ ﻟﻘﺎل ﻟﻜل ﻫﺫﺍ ﻭﺫﺍﻙ ﻤﻤﺎ ﺫﻜﺭﻨﺎ ﻭﻤﻤﺎ ﻟﻡ ﻨﺫﻜﺭ
ﻟﻘﻠﺔ ﻤﻌﺭﻓﺘﻨﺎ: )ﻜﻥ ﻓﻴﻜﻭﻥ( ﻓﻲ ﻁﺭﻓﻪ ﻋﻴﻥ، ﺒل ﻓﻴﻤﺎ ﻫﻭ ﺃﻗل
ﻤﻨﻬﺎ ﻤﻤﺎ ﻻ ﻨﺴﺘﻁﻴﻊ ﺍﻟﺘﻌﺒﻴﺭ ﻋﻨﻪ، ﻤﻥ ﻗﺼﺭ ﻓﻲ ﺍﻟﻭﻗﺕ ﻴﻔﻭﻕ
ﺍﻟﻁﺭﻓﺔ ﻗﻠﺔ، ﻭﻴﻘل ﻋﻥ ﺍﻟﻘﻠﺔ ﺒﻜﺜﻴﺭ: ﺇﺫﻥ ﻓﺎﻷﻴﺎﻡ ﺍﻟﺴﺘﺔ ﻜﺜﻴﺭﺓ
ﻜﺜﻴﺭﺓ.
ﻓﻼ ﻴﻌﺠﺯ ﺍﷲ ﺸﺊ .
ﻭﻻ ﻴﻌﺯ ﻋﻨﻪ ﺸﺊ .
ﻓﻘﺩﺭﺘﻪ ﺴﺒﺤﺎﻨﻪ ﺒﻼ ﺤﺩﻭﺩ..
ﻟﻜﻥ ﻓﻲ ﺍﺠﺘﻬﺎﺩﻯ ـ ﻤﻊ ﻋﺠﺯ ﻋﻠﻤﻰ ﻭﻤﻌﺭﻓﺘﻰ
ﺍﻟﻤﺤﺩﻭﺩﺓ ـ ﺃﻥ ﺍﷲ ﺤﻴﻥ ﺃﻁﺎل ﻓﻲ ﺍﻟﺯﻤﻥ، ﻭﺃﻋﻁﻰ ﻟﻠﺨﻠﻕ
ﺃﻴﺎﻤﺎ ﺴﺘﺔ، ﺇﻨﻤﺎ ﺃﺭﺍﺩ )ﻫﻭ( ﺴﺒﺤﺎﻨﻪ ﺒﻔﻴﺽ ﻤﻥ ﻜﺭﻤﻪ ﺃﻥ ﻴﻀﻔﻲ
ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻤﺨﻠﻭﻗﺎﺕ ﺍﻟﻘﻴﻤﺔ ﻭﺍﻟﺘﻘﺩﻴﺭ، ﻓﺄﻋﻁﺎﻫﺎ ﻤﻥ ﺍﻟﻭﻗﺕ ﻤﺎ
ﺃﻋﻁﻰ، ﻭﺃﻴﻀﺎ ﻷﻨﻪ ﺴﺒﺤﺎﻨﻪ ﺃﺭﺍﺩ ﺃﻥ ﻴﻜﺭﻡ ﺍﻟﻭﻗﺕ، ﻭﻴﺒﻴﻥ
ﻗﻴﻤﺘﻪ ﻟﻠﺤﻴﺎﺓ ﺍﻟﺩﻨﻴﺎ.
- 26. ﻭﻟﻴﻭﻀﺢ ﺍﷲ ﺘﻌﺎﻟﻰ ﻟﺨﻼﺌﻘﻪ ﻓﻲ ﺍﻷﺭﺽ ﻤﻥ ﺃﺼﺤﺎﺏ
ﺍﻟﻌﻘﻭل ﻭﻤﺤﺒﻰ ﺍﻟﺠﺩل، ﺃﻨﻪ ﻟﻡ ﻴﺨﻠﻕ ﻤﺎ ﺨﻠﻕ ﻟﻌﺒﺎ ﻭﻻ ﻋﺒﺜﺎ ﻗﺎل
ﹰ ﹰ
ﺘﻌﺎﻟﻰ :
ﺒﺴﻡ ﺍﻟﻠﻪ ﺍﻟﺭﺤﻤﻥ ﺍﻟﺭ ِﻴﻡ
ِ ِ ﱠ ِ ِ ﺤ ِ
ﻭ ﺎ ﺨﻠﻘ ﹶﺎ ﺍﻟﺴ ﺎﺀ ﺍﻷﺭ ﻭ ﺎ ﺒﻴﻨﻬ ﺎ ﻻﻋ ِﻴﻥ
ِﺒ ﻤ ﻭ َ ﺽ ﻤ ﹶ ﻤ ﻤ ﹶ ﹶ ﹾﻨ
)٦١( ﺴﻭﺭﺓ ﺍﻷﻨﺒﻴﺎﺀ
ﻟﻬﺫﺍ ﺃﻋﻁﻰ ﺴﺒﺤﺎﻨﻪ ﻭﺘﻌﺎﻟﻰ ﻤﻥ ﺍﻟﻭﻗﺕ ﻤﺎ ﺃﻋﻁﻰ.
ﻭﻫﺫﺍ ﻜﺭﻡ ﻤﺎ ﺒﻌﺩﻩ ﻜﺭﻡ.
ﻭﺘﻜﺭﻴﻡ ﻟﻠﻭﻗﺕ ﻭﻟﻠﻤﺨﻠﻭﻗﺎﺕ ﻟﻴﺱ ﻤﺜﻠﻪ ﺘﻜﺭﻴﻡ.
ﻭﺭﺤﻤﺔ ﻤﻨﻪ ﻤﺎ ﺒﻌﺩﻫﺎ ﺭﺤﻤﺔ.
ﺇﺫﻥ ﺃﻟﻴﺱ ﻤﻥ ﺃﺒﺴﻁ ﻗﻭﺍﻋﺩ ﺍﻟﻌﺭﻓﺎﻥ، ﻭﺁﺩﺍﺏ ﺍﻟﺴﻠﻭﻙ:
ﺃﻥ ﻨﺴﺒﺢ ﷲ؟..
ﻭﺃﻥ ﻨﺴﺠﺩ ﻟﻪ؟..
ﺘﻘﺩﻴﺭﺍ ﻟﺼﻨﻴﻌﻪ
ﹰ
ﻭﺤﺴﻥ ﺼﻨﻌﺘﻪ
ﻻ ﺃﻥ: ﻨﺘﻤﺭﺩ، ﻭﻨﺘﻨﻜﺭ .
ﻟﻜﻨﻬﺎ ﺤﻜﻤﺔ ﺍﷲ .
ﻭﷲ ﻓﻲ ﺨﻠﻘﻪ ﺸﺌﻭﻥ .
- 27. ﻭﺍﷲ ﻴﻬﺩﻯ ﻤﻥ ﻴﺸﺎﺀ ﺇﻟﻰ ﺼﺭﺍﻁ ﻤﺴﺘﻘﻴﻡ .
..ﻓﺒﻌﺽ ﺃﺒﻨﺎﺀ ﺃﺩﻡ ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻟﺴﻼﻡ ﻴﺘﻤﺭﺩﻭﻥ، ﻭﻴﻨﻜﺭﻭﻥ،
ﺒل ﻭﻴﻜﻔﺭﻭﻥ ﺒﺎﷲ، ﻗﻠﻭﺍ ﺃﻭ ﻜﺜﺭﻭﺍ ﻋﺩﺩﺍ، ﻴﺤﺭﻀﻬﻡ ﺇﺒﻠﻴﺱ ﻭﻤﻥ
ﻴﻠﻭﺫ ﺒﻪ، ﻋﻠﻴﻪ ﻟﻌﻨﺔ ﺍﷲ ﻭﻏﻀﺒﻪ،ﺃﻤﺎ ﺍﻟﺒﻘﻴﺔ ﺍﻟﺒﺎﻗﻴﺔ ﻤﻥ
ﺍﻟﻤﺨﻠﻭﻗﺎﺕ، ﻓﻤﺎ ﻤﻥ ﻤﺨﻠﻭﻕ ﻤﻨﻬﺎ ﺇﻻ ﻭﻴﺴﺒﺢ ﺒﺤﻤﺩ ﺍﷲ، ﻗﺎل
ﺘﻌﺎﻟﻰ :
ﺒﺴﻡ ﺍﻟﻠﻪ ﺍﻟﺭﺤﻤﻥ ﺍﻟﺭ ِﻴﻡ
ِ ِ ﱠ ِ ِ ﺤ ِ
ﺘﺴ ﺢ ﻟﻪ ﺍﻟ ﺎ ﺍﺕ ﺍﻟ ﺒﻊ ﺍﻷﺭﺽ ﻭﻤﻥ ِﻴﻬﻥ
ﹸ ﺒ ﹶ ﺴﻤ ﻭ ﹸ ﺴ ﻭ َ ﻓ ِ
ﻭﺇﻥ ﻤﻥ ﺸﻲﺀ ِﻻ ﻴﺴ ﺢ ﺒﺤﻤﺩﻩ ﻟ ِﻥ ﻻ ﺘﻔﻘ ﻭﻥ ﺘﺴ ِﻴﺤﻬﻡ
ِ ِﹶ ٍ ﺇ ﺒ ِ ِ ِ ﻭ ﹶﻜ ﹶ ﹾ ﹶﻬ ﹶ ﺒ
ﺇ ﱠﻪ ﹶﺎﻥ ﺤ ِﻴ ﺎ ﻏ ﹸﻭ ﺍ)٤٤( ﺴﻭﺭﺓ ﺍﻹﺴﺭﺍﺀ
ِﻨ ﻜ ﻠ ﻤ ﹶﻔ ﺭ
ﺒﻌﺩ ﻫﺫﺍ ﻭﻀﺢ ﺍﻟﺨﺎﻟﻕ ﺘﺴﻠﺴل ﺍﻟﺨﻠﻕ ﻓﻲ ﻗﻭﻟﻪ ﺘﻌﺎﻟﻰ،
ﻭﻗﻭﻟﻪ ﺍﻟﺤﻕ :
ﺒﺴﻡ ﺍﻟﻠﻪ ﺍﻟﺭﺤﻤﻥ ﺍﻟﺭ ِﻴﻡ
ِ ِ ﱠ ِ ِ ﺤ ِ
ﻗل ﺃﺌﻨﻜﻡ ﻟﺘﻜﻔ ﻭﻥ ِﺎﻟ ِﻱ ﺨﻠﻕ ﺍﻷﺭﺽ ِﻲ ﻴﻭﻤﻴﻥ
ﹸ ْ َ ِ ﱠ ﹸ ﹶ ﹶ ﹾ ﹸﺭ ﺒ ﱠﺫ ﹶ ﹶ ﹶ ﻓ ِ
ﻭﺘﺠﻌﹸﻭﻥ ﻟﻪ َﻨ ﺍ ﺍ ﺫ ِ ﺭﺏ ﺍﻟ ﺎﻟ ِﻴﻥ )٩( ل ِﻴ ﺎ
ﻭﺠ ﻌ َ ﻓ ﻬ ﹶ ﻠ ﹶ ﺃ ﺩ ﺩ ﹶﻟﻙ ﹾﻌ ﹶﻤ
ﻭ ِ ِ ﹶ ِ ﻬ ﺒ ﻓ ﻬ ﻭ ﹶ ﺭ ﻓ ﻬ َ ﹾﻭ ﹶﻬ ﻓ َ ﺒﻌﺔ
ﺭ ﺍﺴﻲ ﻤﻥ ﻓﻭﻗ ﺎ ﻭ ﺎﺭﻙ ِﻴ ﺎ ﻗﺩ ِ ﻴ ﺎ ﺃﻗ ﺍﺘ ﺎ ِﻲ ﺃﺭ ِ
ﺃ ﺎﻡ ﺴ ﺍﺀ ِﻠ ﺎﺌ ِﻴﻥ َ)٠١( ﺜ ﺍﺴﺘ ﻯ ﺇ ﹶﻰ ﺍﻟﺴ ﺎﺀ ﻭﻫﻲ
ﻤ ِ ِ ﹸﻡ ﹶ ﻭ ِ ﻟ َﻴ ٍ ﻭ ﻟ ﺴ ِﻠ
ﺩ ﹶﺎﻥ ﻓ ﹶﺎل ﻟ ﺎ ِ ﻸﺭ ِ ﺍﺌﺘ ﺎ ﻁﻭ ﺎ ﺃﻭ ﻜﺭ ﺎ ﹶﺎﻟ ﹶﺎ ﺃﺘﻴ ﹶﺎ
ﺨ ﹶﻘ َ ﹶﻬ ﻭﻟ َ ﺽ ِ ْ ِﻴ ﹶ ﻋ َ ﹶ ﻫ ﻗ ﹶﺘ َ ﹶ ﻨ
- 28. ﹶﺎﺌ ِﻴﻥ )١١( ﻓﻘ ﺎﻫ ﺴﺒﻊ ﺴ ﺎ ﺍﺕ ِﻲ ﻴﻭﻤﻴﻥ ﻭﺃﻭ ﻰ ِﻲ
ﹶ ﹶﻀ ﻥ ﻤ ﻭ ٍ ﻓ َ ِ ﺤ ﻓ ﻁ ِﻌ
ﻜ ﱢ ﺴ ﺎﺀ ﺃﻤﺭ ﺎ ﻭﺯﻴ ﱠﺎ ﺍﻟﺴ ﺎﺀ ﺍﻟﺩﻨ ﺎ ﺒﻤ ﺎ ِﻴﺢ ﻭﺤﻔ ﹰﺎ ﺫﻟﻙ
ﻤ ﹾﻴ ِ ﺼ ﺒ ِ ﹾ ﻅ ﹶ ِ ﹸل ﻤ ٍ َ ﻫ ﻨ
ﺘﻘ ِﻴﺭ ﺍﻟﻌ ِﻴﺯ ﺍﻟﻌ ِﻴﻡ )٢١( ﺴﻭﺭﺓ ﻓﺼﻠﺕ
ﹶ ﹾﺩ ﹾ ﺯ ِ ﹾ ﻠ ِ
.. ﻭﻟﻘﺩ ﻭﺭﺩ ﺨﻠﻕ ﺍﻟﺴﻤﺎﻭﺍﺕ ﺩﺍﺌﻤﺎ ﻓﻲ ﺍﻵﻴﺎﺕ ﺍﻟﻘﺭﺁﻨﻴﺔ
ﺴﺎﺒﻘﺎ ﻟﺨﻠﻕ ﺍﻷﺭﺽ، ﻤﻤﺎ ﻴﻘﻁﻊ ﺒﺼﺤﺔ ﻭﻋﺩﻡ ﺠﺩﻭﻯ ﺍﻻﺠﺘﻬﺎﺩ
ﹰ
ﻓﻴﻪ، ﻭﺍﻟﺘﻘﺩﻴﻡ ﻫﻨﺎ ﻟﻸﺭﺽ ﻓﻲ ﺍﻻﻨﺘﻬﺎﺀ ﻤﻥ ﺨﻠﻕ ﻜل ﻤﻘﻭﻤﺎﺕ
ﺍﻟﺤﻴﺎﺓ ﻋﻠﻴﻬﺎ، ﺃﻤﺎ ﺍﺴﺘﻜﻤﺎل ﺨﻠﻕ ﺍﻟﺴﻤﺎﻭﺍﺕ ﻓﻠﻘﺩ ﺘﻡ ﺒﻌﺩ ﺫﻟﻙ ﻓﻲ
ﻗﻭﻟﻪ ﺘﻌﺎﻟﻰ ) ﺜ ﺍﺴﺘ ﻯ ﺇ ﹶﻰ ﺍﻟﺴ ﺎﺀ ﻭﻫﻲ ﺩ ﹶﺎﻥ ( ﺃﻯ ﺃﻥ
ﻤ ِ ِ ﺨ ﹸﻡ ﹶ ﻭ ِ ﻟ
ﺍﻟﺴﻤﺎﺀ ﻜﺎﻨﺕ ﻤﻭﺠﻭﺩﺓ.
ﻭﻟﻜﻥ ﺍﻟﺨﺎﻟﻕ ﺴﺒﺤﺎﻨﻪ ﻭﺘﻌﺎﻟﻰ ﻟﻡ ﻴﻜﻥ ﻋﻅﻤﺕ ﻗﺩﺭﺘﻪ،
ﻗﺩ ﺃﺭﺍﺩ ﻟﻬﺎ ﺃﻥ ﺘﻜﺘﻤل ﻗﺎل ﺘﻌﺎﻟﻰ:
ﺒﺴﻡ ﺍﻟﻠﻪ ﺍﻟﺭﺤﻤﻥ ﺍﻟﺭ ِﻴﻡ
ِ ِ ﱠ ِ ِ ﺤ ِ
ﻭﻫﻭ ﺍﻟ ِﻱ ﺨﻠﻕ ﺍﻟﺴ ﺎ ﺍﺕ ﺍﻷﺭﺽ ِﻲ ﺴﺘﺔ ﺃ ﺎﻡ
ﱠﺫ ﹶ ﹶ ﹶ ﻤ ﻭ ِ ﻭ َ ﻓ ِ ﱠ ِ َﻴ ٍ
ﻭ ﹶﺎﻥ ﻋﺭ ﹸﻪ ﻋ ﹶﻰ ﺍﻟ ﺎﺀ ﻟﻴﺒﻠﻭﻜﻡ ﺃﻴﻜﻡ ﺃﺤﺴﻥ ﻋ ﻼ ﻟ ِﻥ ﻗﻠﺕ
ﻜ ﺸ ﻠ ﹾ ﻤ ِ ِ ﹸ ﹸ َ ﹸ َ ﻤ ﻭ ﹶ ﺌ ﹸ ﹾ ﹶ
ﺇﻨﻜﻡ ﻤﺒ ﻭ ﹸﻭﻥ ﻤﻥ ﺒﻌﺩ ﺍﻟﻤﻭﺕ ﻟﻴ ﹸﻭﻟﻥ ﺍﻟ ِﻴﻥ ﻜﻔ ﻭﺍ ﺇﻥ ﻫ ﹶﺍ ِﻻ
ِ ﱠ ﹸ ﻌ ﺜ ِ ِ ﹾ ِ ﹶ ﻘ ﹶ ﱠ ﺫ ﹶ ﹶ ﺭ ِ ﺫ ﺇ
ﺴﺤﺭ ﻤ ِﻴﻥ ٌ)٧( ﺴﻭﺭﺓ ﻫﻭﺩ
ِ ﺒ
ﻭﺇﺫﺍ ﻜﺎﻨﺕ ﺍﻟﺴﻤﺎﺀ ﻗﺩ ﺴﺒﻘﺕ ﺍﻷﺭﺽ، ﻓﻼﺒﺩ ﻭﺃﻥ
ﻴﻜﻭﻥ ﺍﻟﻤﺎﺀ ﻫﻭ ﺍﻟﺨﻠﻕ ﺍﻟﺴﺎﺒﻕ ﻓﻲ ﺍﻟﻨﺸﺄﺓ ﻋﻥ ﻜل ﺍﻟﻤﺨﻠﻭﻗﺎﺕ
- 29. ﻤﻥ ﺴﻤﺎﻭﺍﺕ ﻭﺃﺭﺍﻀﻴﻥ ﻭﻤﺎ ﻋﻠﻴﻬﻥ، ﻭﻫﺫﺍ ﻴﺘﻔﻕ ﺘﻤﺎﻡ ﺍﻻﺘﻔﺎﻕ
ﻤﻊ ﻜﻭﻥ ﻤﺼﺩﺭ ﺍﻟﻤﺎﺀ ﻭﺘﺴﺎﻗﻁﻪ ﻴﺠﺊ ﻤﻥ ﺍﻟﺴﻤﺎﻭﺍﺕ ﻻ
ﺍﻷﺭﺽ ﻭﺃﻴﻀﺎ ﻤﻥ ﺜﺒﻭﺕ ﻭﺠﻭﺩ ﻋﻨﺼﺭ )ﺍﻟﻤﺎﺀ( ﻓﻲ ﻜل
ﹰ
ﺍﻟﻤﻭﺠﻭﺩﺍﺕ ﻭﻫﻭ ﻤﺎ ﺠﺎﺀ ﻓﻲ ﺍﻟﻜﺘﺎﺏ ﺍﻟﻤﺒﻴﻥ، ﻗﺎل ﺘﻌﺎﻟﻰ:
ﺒﺴﻡ ﺍﻟﻠﻪ ﺍﻟﺭﺤﻤﻥ ﺍﻟﺭ ِﻴﻡ
ِ ِ ﱠ ِ ِ ﺤ ِ
ﺃ ﻟﻡ ﻴ ﻯ ﺍﻟ ِﻴﻥ ﻜﻔ ﻭﺍ ﺃﻥ ﺍﻟﺴ ﺎ ﺍﺕ ﺍﻷﺭ ﹶﺎﻨ ﹶﺎ
َﻭ ﹶ ﺭ ﱠﺫ ﹶ ﹶﺭ َ ﻤ ﻭ ِ ﻭ َ ﺽ ﻜ ﹶﺘ
ﺭﺘ ﹰﺎ ﻓﻔﺘﻘ ﹶﺎﻫ ﺎ ﻭﺠﻌﻠ ﹶﺎ ﻤﻥ ﺍﻟ ﺎﺀ ﻜ ﱠ ﺸﻲ ٍ ﺤﻲ ﺃ ﹶﻼ ﻴﺅﻤ ﹸﻭﻥ
ﹾﻘ ﹶ ﹶ ﹶ ﹾﻨ ﻤ ﹾﻨ ِ ﹾﻤ ِ ﹸل ﹶ ﺀ َ ﻓ ِ ْ ﻨ
)٠٣( ﺴﻭﺭﺓ ﺍﻷﻨﺒﻴﺎﺀ
ﻭﺍﻟﻤﺎﺀ ﻓﻲ ﺃﺼل ﻨﺸﺄﺘﻪ ﻁﻬﻭﺭ، ﻭﻫﻭ ﻤﺎ ﻴﻠﻴﻕ ﻟﻌﺭﺵ
ﺍﻟﺭﺤﻤﻥ ﻤﻭﻁﺌﺎ ﻭﻤﺴﺘﻘﺭﺍ، ﺘﻌﺎﻟﻰ ﺍﷲ ﺨﻴﺭ ﺍﻟﺨﺎﻟﻘﻴﻥ ﻗﺎل :
ﺒﺴﻡ ﺍﻟﻠﻪ ﺍﻟﺭﺤﻤﻥ ﺍﻟﺭ ِﻴﻡ
ِ ِ ﱠ ِ ِ ﺤ ِ
ﻭﻫﻭ ﺍﻟ ِﻱ ﺃﺭ ل ﺍﻟﺭ ﺎﺡ ﺒﺸ ﺍ ﺒﻴﻥ ﻴﺩﻱ ﺭﺤﻤﺘﻪ
ﱠﺫ َ ﺴ َ ﻴ ﹾﺭ ِ ِ
ﻭَﻨﺯﻟ ﹶﺎ ﻤﻥ ﺍﻟﺴ ﺎﺀ ﺎﺀ ﻁ ﻭ ﺍ)٨٤( ﺴﻭﺭﺓ ﺍﻟﻔﺭﻗﺎﻥ
ﺃ ﹾﻨ ِ ﻤ ِ ﻤ ﹶﻬ ﺭ
ﻜﻤﺎ ﺃﻥ ﺍﻟﻤﺎﺀ ﻓﻴﻤﺎ ﺴﺒﻕ ﺍﻻﺴﺘﺸﻬﺎﺩ ﺒﻪ ﻤﻥ ﺍﻟﻘﺭﺁﻥ
ﺍﻟﻌﻅﻴﻡ ﻴﺘﻜﻭﻥ ﻤﻨﻪ ﻜل ﺸﺊ ﺤﻰ ﻓﻬﻭ ﻋﻨﺼﺭ ﻀﺭﻭﺭﻯ ﻟﺒﺩﺀ
ﺍﻟﺨﻠﻕ. ﻓﺎﻟﻤﺎﺀ ﺃﺴﺎﺱ ﻜل ﺍﻟﻜﺎﺌﻨﺎﺕ ﻤﻥ ﺩﻭﺍﺏ ﻭﻨﺒﺎﺕ ﻭﺠﻤﺎﺩ
ﻓﻬﻭ ﺍﻟﺤﻴﺎﺓ، ﺒل ﻟﻘﺩ ﺸﺒﻬﺕ ﺒﻪ ﺍﻟﺤﻴﺎﺓ ﺫﺍﺘﻬﺎ ﻓﻲ ﻗﻭﻟﻪ ﺘﻌﺎﻟﻰ :
- 30. ﺒﺴﻡ ﺍﻟﻠﻪ ﺍﻟﺭﺤﻤﻥ ﺍﻟﺭ ِﻴﻡ
ِ ِ ﱠ ِ ِ ﺤ ِ
ﺇﻨ ﺎ ﻤﺜل ﺍﻟﺤ ﺎﺓ ﺍﻟﺩﻨ ﺎ ﻜ ﺎﺀ ﺃﻨﺯﻟ ﹶﺎﻩ ﻤﻥ ﺍﻟﺴ ﺎﺀ
ِ ﱠﻤ ﹶ ُ ﹾ ﻴ ِ ﹾﻴ ﹶﻤ ٍ َ ﹾ ﹾﻨ ِ ﻤ ِ
ﹶﺎﺨﺘﻠﻁ ﺒﻪ ﻨ ﺎﺕ ﺍﻷﺭ ِ ﻤ ﺎ ﻴﺄﻜل ﺍﻟ ﱠﺎﺱ ﺍﻷﻨ ﺎﻡ ﺤ ﱠﻰ ﺇ ﹶﺍ
ﻓ ﹾ ﹶ ﹶ ﹶ ِ ِ ﹶﺒ ﹸ َ ﺽ ِﻤ ْ ﹸ ُ ﻨ ﻭ َ ﹾﻌ ﺘ ِﺫ
ﺃﺨﺫﺕ ﺍﻷﺭﺽ ﺯﺨﺭﻓ ﺎ ﺍﺯﻴﻨﺕ ﻭﻅﻥ ﺃﻫﻠ ﺎ ﺃﻨﻬﻡ ﹶﺎﺩ ﻭ
َ ﹶ ﹶ ﹾ َ ﹾ ﹶﻬ ﻭ ﹶ ﹾ ﹶ َ ﹸﻬ َ ﱠ ﻗ ِ ﺭ ﻥ
ﻋﻠﻴ ﺎ ﺃ ﹶﺎ ﺎ ﺃﻤﺭ ﹶﺎ ﻟﻴﻼ ﺃﻭ ﻨ ﺎ ﺍ ﻓ ﻠ ﹶﺎ ﺎ ﺤ ِﻴ ﺍ ﻜﺄﻥ ﻟﻡ ﺘﻐ
ﹶ ﻬ َﺘ ﻫ َ ﻨ ﹶ َ ﹶﻬ ﺭ ﹶﺠﻌ ﹾﻨ ﻫ ﺼ ﺩ ﹶ َ ﹶ ﹶ ﹾﻥ
ِﺎﻷﻤ ِ ﻜﺫ ِ ﻨﻔ ل ﺍﻵ ﺎﺕ ِﻘﻭ ٍ ﻴﺘﻔﻜ ﻭﻥ)٤٢( ﺴﻭﺭﺓ
ﺒ َ ﺱ ﹶ ﹶ ﻟﻙ ﹸ ﹶ ﺼ ُ ﻴ ِ ﻟ ﹶ ﻡ ﹶ ﹶ ﱠ ﺭ
ﻴﻭﻨﺱ
ﻭﻟﻨﻘﺭﺃ ﻤﻌﺎ ﻓﻲ ﺘﺄﻤل ﻫﺫﻩ ﺍﻵﻴﺎﺕ ﺍﻟﻜﺭﻴﻤﺎﺕ ﻟﻨﺩﺭﻙ
ﹰ
ﺃﻫﻤﻴﺔ ﺍﻟﻤﺎﺀ ﻭﺩﻭﺭﻩ ﺍﻟﺫﻯ ﺍﺨﺘﺼﻪ ﺍﷲ ﺒﻪ ﻤﻥ ﺩﻭﻥ ﻜل
ﺍﻟﻤﺨﻠﻭﻗﺎﺕ، ﻭﻜﺭﻤﻪ ﻭﺃﻀﻔﻲ ﺴﺒﺤﺎﻨﻪ ﻭﺘﻌﺎﻟﻰ ﻋﻠﻴﻪ ﻤﻥ
ﺍﻟﺼﻔﺎﺕ ﻓﺠﻌﻠﻪ ﺴﺒﻴﻼ ﻟﻠﻁﻬﺭ ﻭﺍﻟﺘﻁﻬﺭ ﻭﺒﺎﻟﺘﺎﻟﻰ ﺠﻌل ﺍﻟﻤﺎﺀ
ﹰ
ﻤﻤﻬﺩﺍ ﻟﻠﻤﻐﻔﺭﺓ ﺒﻁﺭﺩ ﺍﻟﻨﺠﺱ ﻭﺍﻷﺩﺭﺍﻥ ﻋﻥ ﺍﻷﺠﺴﺎﺩ ﺍﻟﺨﺎﻁﺌﺔ،
ﹰ
ﻭﺫﻟﻙ ﻓﻲ ﻗﻭل ﺍﻟﺤﻕ ﺴﺒﺤﺎﻨﻪ ﺍﻟﻌﻠﻰ ﺍﻟﻐﻔﺎﺭ :
ﺒﺴﻡ ﺍﻟﻠﻪ ﺍﻟﺭﺤﻤﻥ ﺍﻟﺭ ِﻴﻡ
ِ ِ ﱠ ِ ِ ﺤ ِ
ﺇﺫ ﻴﻐ ﱢﻴﻜﻡ ﺍﻟﻨ ﺎﺱ ﺃ ﻨ ﹰ ﻤﻨﻪ ﻭﻴﻨ ل ﻋﻠﻴﻜﻡ ﻤﻥ
ِ ﹾ ﹶﺸ ﹸ ﱡﻌ َ ﻤ ﹶﺔ ِ ﹾ ﹶﺯ ُ ﹶ ﹸ ِ
ﺍﻟﺴ ﺎﺀ ﺎﺀ ِﻴﻁﻬ ﻜﻡ ﺒﻪ ﻭﻴﺫﻫﺏ ﻨﻜﻡ ﺭﺠﺯ ﺍﻟﺸﻴ ﹶﺎﻥ ِ ﺭ ِﻁ
ﻤ ِ ﻤ ﻟ ﹶ ﺭ ﹸ ِ ِ ﹾ ِ ﻋ ﹸ ِ ﱠ ﻁ ِ ﻭﻟﻴ ﺒ ﹶ
ﻋ ﹶﻰ ﻗﹸﻭﺒﻜﻡ ﻴﺜﺒﺕ ﺒﻪ ﺍﻷﻗ ﺍﻡ )١١( ﺴﻭﺭﺓ ﺍﻷﻨﻔﺎل
ﻠ ﹸ ﻠ ِ ﹸ ﻭ ﹶ ﹶ ِ ِ َ ﹾﺩ
- 31. ﻭﻫﺫﺍ ﻫﻭ ﺍﻟﺤﺎل ﺒﺎﻟﻨﺴﺒﺔ ﻟﺨﻠﻕ ﺍﻹﻨﺴﺎﻥ، ﻓﻠﻘﺩ ﺩﺨل
ﺍﻟﻤﺎﺀ ﻓﻲ ﺨﻠﻕ ﺃﻭل ﺍﻟﺒﺸﺭ ﺁﺩﻡ ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻟﺴﻼﻡ - ﺍﻟﺫﻯ ﺨﻠﻕ ﻤﻥ
ﻁﻴﻥ، ﻭﺍﻟﻁﻴﻥ ﺍﻟﺫﻯ ﺨﻠﻕ ﻤﻨﻪ ﺁﺩﻡ ﻫﻭ ﺨﻠﻴﻁ ﻤﻥ ﺃﺩﻴﻡ ﺍﻷﺭﺽ
ﺃﻀﻴﻑ ﺇﻟﻴﻪ ﺍﻟﻤﺎﺀ، ﻫﺫﺍ ﺍﻟﻤﺎﺀ ﺼﺎﺭ ﺒﻌﺩ ﺫﻟﻙ ﻋﻨﺼﺭﺍ ﺃﺴﺎﺴﻴﺎ
ﹰ ﹰ
ﻓﻲ ﺘﻨﺎﺴل ﺁﺩﻡ ﻭﺃﺒﻨﺎﺌﻪ ﻤﻥ ﺒﻌﺩﻩ، ﻗﺎل ﺘﻌﺎﻟﻰ:
ﺒﺴﻡ ﺍﻟﻠﻪ ﺍﻟﺭﺤﻤﻥ ﺍﻟﺭ ِﻴﻡ
ِ ِ ﱠ ِ ِ ﺤ ِ
ﺫ ِ ﺎﻟﻡ ﺍﻟﻐﻴﺏ ﺍﻟﺸ ﺎﺩﺓ ﺍﻟﻌ ِﻴﺯ ﺍﻟﺭ ِﻴﻡ ُ)٦( ﺍﻟ ِﻱ
ﱠﺫ ﹶﻟﻙ ﻋ ِ ﹾ ﹶ ِ ﻭ ﱠﻬ ِ ﹾ ﺯ ﺤ
ﺃﺤ ﻜ ﱠ ﺸﻲ ٍ ﺨﻠﻘﻪ ﺃ ﺨﻠﻕ ﺍﻟ ِﻨ ﺎﻥ ﻤﻥ ِﻴﻥ)٧( ﺜ
ﹸﻡ َ ﺴﻥ ﹸل ﹶ ﺀ ﹶ ﹶ ﹶ ﻭﺒﺩَ ﹶ ﹾ ﹶ ﹾﺈ ﺴ ِ ِ ﻁ ٍ
ل ﻨﺴﻠﻪ ﻤﻥ ﺴ ﹶﺎﻟﺔ ﻤﻥ ﺎﺀ ﻤ ِﻴﻥ)٨( ﺜ ﺴ ﺍﻩ ﻨﻔﺦ ِﻴﻪ
ﹸﻡ ﻭ ﻭ ﹶ ﹶ ﹶ ﻓ ِ ﺠﻌ َ ﹶ ﹶ ِ ﻠ ﹶ ٍ ِ ﻤ ٍ ﻬ ٍ
ﻤﻥ ﻭﺤﻪ ل ﻟﻜﻡ ﺍﻟﺴﻤﻊ ﺍﻟﺄﺒ ﺎﺭ ﺍﻟﺄﻓ ِ ﺓ ﻗ ِﻴ ﹰﺎ ﺎ
ِ ﺭ ِ ِ ﻭﺠﻌ َ ﹶ ﹸ ﻭ ﹾ َ ﺼ ﻭ ﹾ َ ﹾﺌﺩ ﹶ ﹶﻠ ﻠ ﻤ
ﺘﺸ ﹸﺭﻭﻥ )٩( ﺴﻭﺭﺓ ﺍﻟﺴﺠﺩﺓ
ﹶ ﹾﻜ
ﻭﻗﺎل ﺘﻌﺎﻟﻰ:
ﺒﺴﻡ ﺍﻟﻠﻪ ﺍﻟﺭﺤﻤﻥ ﺍﻟﺭ ِﻴﻡ
ِ ِ ﱠ ِ ِ ﺤ ِ
ﻓﻠ ﻨﻅﺭ ﺍ ِﻨ ﺎﻥ ﻤﻡ ﺨ ِﻕ )٥( ﺨ ِﻕ ﻤﻥ ﺎﺀ ﺍﻓﻕ)٦(
ﹸﻠ ﹶ ِ ﻤ ٍ ﺩ ِ ٍ ﹶ ﹾﻴ ﹸ ﻹ ﺴ ِ ﹸﻠ ﹶ
ﻴﺨﺭﺝ ﻤﻥ ﺒﻴﻥ ﺍﻟﺼﻠﺏ ﺍﻟﺘ ﺍﺌﺏ)٧( ﺴﻭﺭﺓ ﺍﻟﻁﺎﺭﻕ
ﹾ ِ ِ ﹾ ِ ﻭ ﱠﺭ ِ ِ
ﺒﺴﻡ ﺍﻟﻠﻪ ﺍﻟﺭﺤﻤﻥ ﺍﻟﺭ ِﻴﻡ
ِ ِ ﱠ ِ ِ ﺤ ِ
ﻭﻫﻭ ﺍﻟ ِﻱ ﺨﻠﻕ ﻤﻥ ﺍﻟ ﺎﺀ ﺒﺸ ﺍ ﻓ ﻠﻪ ﻨﺴ ﺎ ﻭﺼﻬ ﺍ
ﱠ ﺫ ﹶ ﹶ ﹶ ِ ﹾ ﻤ ِ ﹶ ﺭ ﹶﺠ ﻌ ﹶ ﹶ ﺒ ِ ﺭ
ﻭ ﹶﺎﻥ ﺭﺒﻙ ﻗ ِﻴ ﺍ)٤٥( ﺴﻭﺭﺓ ﺍﻟﻔﺭﻗﺎﻥ
ﻜ ﹶ ﺩ ﺭ
- 32. ﻓﺈﺫﺍ ﻤﺎ ﻜﺎﻥ ﺍﻟﻤﺎﺀ ﻫﺎﻤﹰ، ﺒل ﻭﻋﻠﻴﻪ ﺘﻘﻭﻡ ﺍﻟﺤﻴﺎﺓ ﺒﺄﻤﺭ
ﺎ
ﺍﷲ ﻭﺘﺴﺘﻤﺭ، ﻓﻬﻭ ﻜﺫﻟﻙ ﺒﺎﻟﻨﺴﺒﺔ ﻟﻸﺭﺽ ﺍﻟﺘﻰ ﺘﺘﺸﻭﻕ ﺇﻟﻴﻪ ﻓﻲ
ﻟﻬﻔﺔ ﻟﺘﻌﻁﻰ ﺯﺭﻋﻬﺎ ﻭﺜﻤﺭﻫﺎ ﻭﺨﻴﺭﺍﺘﻬﺎ
ﺒﺴﻡ ﺍﻟﻠﻪ ﺍﻟﺭﺤﻤﻥ ﺍﻟﺭ ِﻴﻡ
ِ ِ ﱠ ِ ِ ﺤ ِ
ﻭﺘ ﻯ ﺍﻷﺭ ﺎﻤﺩﺓ ﻓﺈ ﹶﺍ َﻨﺯﻟ ﹶﺎ ﻋﻠﻴ ﺎ ﺍﻟ ﺎﺀ ﺍﻫﺘﺯﺕ
َ ﺽ ﻫ ِ ﹰ ﹶ ِ ﺫ ﺃ ﹾﻨ ﹶ ﻬ ﹾ ﻤ ﹶ ﹾ ﹶﺭ
)٥( ﺴﻭﺭﺓ ﺍﻟﺤﺞ ﻭﺭﺒﺕ ﻭﺃﻨﺒﺘﺕ ﻤﻥ ﻜ ﱢ ﺯﻭﺝ ﺒ ِﻴﺞ
ﹾ َﹾ ﹶ ﹾ ِ ﹸل ٍ ﻬ ٍ
ﻴﺎ ﺴﺒﺤﺎﻥ ﺍﷲ. ﻴﺎ ﺴﺒﺤﺎﻥ ﺍﻟﺨﺎﻟﻕ ﺍﻟﻌﻅﻴﻡ.
ﻴﺎ ﺴﺒﺤﺎﻥ ﺍﻟﻘﺎﺩﺭ: ﻴﺤﻴﻰ ﺍﻟﻌﻅﺎﻡ ﻭﻫﻰ ﺭﻤﻴﻡ..
ﻭﻴﺤﻴﻰ ﺍﻷﺭﺽ ﻭﻫﻰ ﻤﻭﺍﺕ.. ﻴﺤﻴﻴﻬﺎ ﺒﻤﺎﺫﺍ ؟ ﺒﺎﻟﻤﺎﺀ
ﺍﻟﻁﻬﻭﺭ ﻴﻨﺯﻟﻪ ﻭ )ﻫﻭ( ﺍﻟﻘﺎﺩﺭ ﻤﻥ ﺍﻟﺴﻤﺎﺀ ﺒﺄﻤﺭﻩ ﻭﺒﻤﺸﻴﺌﺘﻪ ﻭﻓﻲ
ﻗﻤﺔ ﻤﺎ ﻴﻘﻨﻁ ﺍﻹﻨﺴﺎﻥ ﻭﻴﻴﺄﺱ ﻟﺸﺩﺓ ﺍﻟﺠﻔﺎﻑ ﻭﺘﺄﻜﻴﺩ ﺍﻷﺤﻭﺍل
ﺍﻟﻤﻨﺎﺨﻴﺔ ﻋﻠﻰ ﺍﺴﺘﺤﺎﻟﺔ ﺍﻟﻤﻁﺭ.
ﻓﺈﺫﺍ ﻤﺎ ﺃﺼﺒﺢ ﺍﻟﺤﺎل ﻜﺫﻟﻙ:
ﺇﺫ ﺒﺭﺤﻤﺔ ﺭﺒﻙ ﺘﺩﺭﻙ ﺍﻷﺭﺽ ﺍﻟﻤﻴﺘﺔ ﻓﺘﺤﻴﻴﻬﺎ ﻭﺘﺭﻭﻴﻬﺎ
ﻭﺘﺠﻌﻠﻬﺎ ﺘﻬﺘﺯ ﻁﺭﺒﺎ ﻭﻓﺭﺤﺎ ﻭﺸﻜﺭﺍ ﻟﻤﻥ ﺃﻋﻁﻰ ﺍﻟﻤﻨﺎﻥ ﺍﻟﺫﻯ ﻻ
ﹰ ﹰ ﹰ
ﻴﻤﻥ ﻋﻠﻴﻪ..
ﺒل ﻭﻤﻥ ﺭﺤﻤﺘﻪ ﺍﻟﺘﻰ ﻓﺎﻗﺕ ﻜل ﺍﻟﺤﺩﻭﺩ، ﺃﻥ ﺃﻭﺤﻰ ﺇﻟﻰ
ﺍﻟﻤﺎﺀ ﺃﻥ ﻴﺘﺴﺭﺏ ﺇﻟﻰ ﺒﺎﻁﻥ ﺍﻷﺭﺽ ﻟﻴﺘﻔﺠﺭ ﺒﻌﺩ ﺫﻟﻙ ﻋﻴﻭﻨﺎ
ﹰ
- 33. ﺘﻔﻴﺽ ﺒﺎﻟﺭﺤﻤﺔ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺒﺸﺭ ﻭﺍﻟﺤﻴﻭﺍﻥ ﻭﺍﻟﻨﺒﺎﺕ ﻤﻥ ﺍﻟﻌﻁﺵ،
ﻗﺎل ﺘﻌﺎﻟﻰ:
ﺒﺴﻡ ﺍﻟﻠﻪ ﺍﻟﺭﺤﻤﻥ ﺍﻟﺭ ِﻴﻡ
ِ ِ ﱠ ِ ِ ﺤ ِ
ﺃﻟﻡ ﺘ ﻯ ﺃﻥ ﺍﻟﻠﻪ ﺃﻨ ل ﻤﻥ ﺍﻟﺴ ﺎﺀ ﺎﺀ ﻓ ﻠﻜﻪ ﻴ ﹶﺎ ِﻴﻊ
َ ﹶ ﹶﺭ َ ﱠ َ ﹾﺯ َ ِ ﻤ ِ ﻤ ﹶﺴ ﹶ ﹶ ﻨ ﺒ
ِﻲ ﺍﻟﺄﺭﺽ ﺜ ﻴﺨﺭﺝ ﺒﻪ ﺯﺭ ﺎ ﻤﺨﺘﻠ ﹰﺎ ﺃﻟ ﺍ ﹸﻪ )١٢( ﺴﻭﺭﺓ
ﻓ ﹾ َ ِ ﹸﻡ ﹾ ِ ِ ِ ﻋ ﹾ ﹶ ِﻔ َ ﹾﻭ ﻨ
ﺍﻟﺯﻤﺭ
ﺒﺴﻡ ﺍﻟﻠﻪ ﺍﻟﺭﺤﻤﻥ ﺍﻟﺭ ِﻴﻡ
ِ ِ ﱠ ِ ِ ﺤ ِ
ﻭﺇﻥ ﻤﻨ ﺎ ﻟ ﺎ ﻴﺸﻘﻕ ﻓﻴﺨﺭﺝ ﻤﻨﻪ ﺍﻟ ﺎﺀ ﻭﺇﻥ ﻤﻨ ﺎ ﻟ ﺎ
ِ ِﹾﻬ ﹶﻤ ﱠ ﱠ ﹸ ﹶ ﹾ ِ ﹾ ﹾﻤ ِ ِ ﹾﻬ ﹶﻤ
ﻴﻬﺒﻁ ﻤﻥ ﺨﺸ ِ ﺍﻟﻠﻪ ﻭ ﺎ ﺍﻟﻠﻪ ﺒ ﹶﺎﻓل ﻋ ﺎ ﺘﻌﻤﹸﻭﻥ)٤٧(
ِ ﹸ ِ ﹶ ﹾﻴﺔ ﱠ ِ ﻤ ﱠ ِ ﻐ ِ ٍ ﻤ ﹶ ﻠ
ﺴﻭﺭﺓ ﺍﻟﺒﻘﺭﺓ
ﻭﻫﻜﺫﺍ، ﻭﻟﻜﻭﻥ ﺍﻟﻤﺎﺀ ﻋﻨﺼﺭ ﺍﻟﺤﻴﺎﺓ، ﻭﻷﻫﻤﻴﺘﻪ ﻟﻠﺤﻴﺎﺓ،
ﻭﺤﺘﻰ ﻴﺘﺩﺒﺭ ﺃﺼﺤﺎﺏ ﺍﻟﺒﺼﺭ ﻭﺍﻟﺒﺼﻴﺭﺓ ﺃﻤﺭﻫﻡ ﻭﻗﺩﺭﺓ ﺍﻟﺨﺎﻟﻕ،
ﺠﻌل ﺴﺒﺤﺎﻨﻪ ﻭﺘﻌﺎﻟﻰ ﺍﻟﻤﺎﺀ ﻤﻥ ﻓﻭﻗﻨﺎ ﻭﻤﻥ ﺘﺤﺘﻨﺎ،ﻭﺃﻴﻀﺎ
ﹰ
ﺤﻭﻟﻨﺎ، ﺒل ﻭﻓﻲ ﺼﻠﺏ ﺃﺒﺩﺍﻨﻨﺎ. ﺃﻓﻼ ﺘﺘﺩﺒﺭﻭﻥ؟!!.
ﻓﺈﺫﺍ ﻤﺎ ﻜﺎﻥ ﺃﺼل ﺨﻠﻘﻙ ﺃﻴﻬﺎ ﺍﻹﻨﺴﺎﻥ ﻁﻬﺭﺍ ً:
ﻓﻠﻤﺎﺫﺍ ﺘﺒﺤﺙ ﻋﻥ ﺍﻟﻨﺠﺱ، ﻭﺘﻐﻭﺹ ﺒﺈﺭﺍﺩﺘﻙ ﻓﻲ
ﺍﻟﻭﺴﺦ؟!
ﻭﺘﺯل ﻭﺘﻌﺼﻰ، ﻭﺘﺘﺭﻙ ﺍﻟﺨﻴﺭ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺸﺭ؟!!.
- 34. ﻭﺃﻤﺎﻡ ﺃﺒﻭﺍﺏ ﺍﻟﺭﺤﻤﺔ ﺍﻟﺘﻰ ﻓﺘﺤﻬﺎ ﺃﻤﺎﻤﻙ ﺍﻟﺭﺤﻤﻥ ﺒﻔﺘﺢ
ﺒﺎﺏ ﺍﻟﻤﻐﻔﺭﺓ ﻟﻠﺘﺎﺌﺒﻴﻥ ﻻ ﺘﺼﺏ ﺍﻟﻤﺎﺀ ﺼﺒﺎ ﻟﺘﻐﺴل ﺍﻟﺭﻭﺡ
ﹰ
ﻭﺍﻟﺒﺩﻥ .
ﻭﻟﻙ ﻴﺎ ﺍﷲ ﻓﻲ ﺨﻠﻘﻙ ﺸﺌﻭﻥ .
- 35. ﺍﻟﻔﺼﻞ ﺍﻟﺜﺎﻟﺚ
אאא
ﺍﻟﱠﻪ ﺍﱠ ِﻱ ﹶ ﺒ ﺎ ﺍ ٍ ِ ﻦ ﺍ َﺭ ِ ِﺜﹶﻬﻦ ﻝ
ﻠ ﻟﺬ ﺧﻠﻖ ﺳ ﻊ ﺳﻤ ﻭ ﺕ ﻭﻣ ﻷ ﺽ ﻣ ﹾﻠ ﻳﺘﻨﺰ ﹸ
ﺍ َﻣﺮ ﻴﻬ ِ ﻌﹶ ﻮﺍ ﹶ ﱠ ﺍﻟﱠ ﹶﻰ ﻛ ﱢ ﻲٍ ﹶ ِﻳ ﹶﻥ
ﻷ ﺑ ﻨ ﻦ ﻟﺘ ﻠﻤ ﺃﻥ ﻠﻪ ﻋﻠ ﹸﻞ ﺷ ﺀ ﻗﺪ ﺮ ﻭﺃ ﱠ
ﺍﻟﱠ ﹶﺪ ﹶ ﺎ ﹶ ِﻜ ﱢ ﻲٍ ِ ﹾﻠ ﺎ)٢١(
ﻠﻪ ﻗ ﺃﺣ ﻁ ﺑ ﹸﻞ ﺷ ﺀ ﻋ ﻤ
ﺴﻭﺭﺓ ﺍﻟﻁﻼﻕ
- 36. ﻫﻥ ﺴﺒﻊ ﻤﻥ ﺍﻷﺭﻀﻴﻥ
ﻭﻫﻜﺫﺍ ﻨﺠﺩ ﺘﺴﻠﺴل ﺍﻟﺨﻠﻕ ﻜﻤﺎ ﺃﺭﺍﺩ ﺍﻟﺨﺎﻟﻕ ﻟﻠﺒﺸﺭ، ﺃﻥ
ﻴﻌﺭﻓﻭﺍ ﻤﻤﺎ ﻴﺤﻴﻁ ﺒﻬﻡ ﻜﺎﻥ:
ﺍﻟﻤﺎﺀ..
ﻓﺎﻟﺴﻤﺎﺀ.. ﻭﻫﻰ ﺒﻌﺩ ﻟﻡ ﺘﺯل ﺩﺨﺎﻥ..
ﻓﺎﻷﺭﺽ..
ﻓﺎﻟﺴﻤﺎﻭﺍﺕ ﺍﻟﺴﺒﻊ ﻭﻤﺎ ﺤﻭﻟﻬﺎ ﻭﻤﺎ ﻓﻴﻬﻥ.
ﺜﻡ ﺍﻷﺭﺽ ﻭﻤﺎ ﻋﻠﻴﻬﺎ..
ﻭﻫﺫﺍ ﺍﻟﺘﺴﻠﺴل ﻓﻲ ﺘﺘﺎﺒﻌﻪ ﻫﻭ ﺍﻷﻗﺭﺏ ﻭﺍﻷﻟﺼﻕ ﻜﻤﺎ
ﺠﺎﺀ ﻓﻲ ﺍﻟﻘﺭﺁﻥ ﺍﻟﻌﻅﻴﻡ ﻭﺍﻟﺴﻨﺔ ﺍﻟﻤﺸﺭﻓﺔ، ﺃﻤﺎ ﺍﻟﻘﺭﺁﻥ ﻓﻘﻭﻟﻪ
ﺘﻌﺎﻟﻰ:
ﺒﺴﻡ ﺍﻟﻠﻪ ﺍﻟﺭﺤﻤﻥ ﺍﻟﺭ ِﻴﻡ
ِ ِ ﱠ ِ ِ ﺤ ِ
ﺃﺃﻨﺘﻡ ﺃﺸﺩ ﺨﻠ ﹰﺎ ﺃﻡ ﺍﻟﺴ ﺎﺀ ﺒ ﹶﺎ ﺎ)٧٢( ﻓ ﺴﻤﻜ ﺎ
ﺭ ﹶﻊ ﹶﻬ ََ ﹾ ﹸ َ ﹶ ﹶ ﹾﻘ َ ﻤ ﻨ ﻫ
ﻓﺴ ﺍ ﺎ)٨٢( ﺃﻏﻁﺵ ﻟﻴﻠ ﺎ ﺃﺨ ﻀ ﺎ ﺎ)٩٢( ﺍﻷﺭ
ﻭ َ ﺽ ﻭ َ ﹾ ﹶ ﹶ ﹶ ﹶ ﻬ ﻭ َ ﹾ ﺭ ﺝ ﺤ ﻫ ﹶ ﻭ ﻫ
ﺒﻌﺩ ﺫ ِ ﺩ ﺎ ﺎ)٠٣( ﺃﺨ ﻤﻨ ﺎ ﺎ ﻫﺎ ﻭﻤﺭ ﺎ ﺎ)١٣(
ﻋ ﻫ َ ﹾﺭﺝ ِ ﹾﻬ ﻤ ﺀ ﹶﻟﻙ ﺤ ﻫ
ﺴﻭﺭﺓ ﺍﻟﺠ ﺎل ﺃﺭ ﺎ ﺎ)٢٣( ﻤ ﹶﺎ ﺎ ﻟﻜﻡ ﻭﻷﻨ ﺎﻤﻜﻡ )٣٣(
ﺘ ﻋ ﹶ ﹸ َ ﹾﻌ ِ ﹸ ﻭ ﹾ ِﺒ َ َ ﺴ ﻫ
ﺍﻟﻨﺎﺯﻋﺎﺕ
- 37. ﻭﺃﻤﺎ ﺍﻟﺴﻨﺔ ﻓﻬﻭ ﻤﺎ ﺭﻭﻯ ﻋﻥ ﻋﻤﺭﺍﻥ ﺒﻥ ﺤﺼﻴﻥ ﻋﻥ
ﺍﻟﻨﺒﻰ ﺼﻠﻰ ﺍﷲ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺴﻠﻡ، ﺃﻨﻪ ﺠﺎﺀ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻨﺒﻰ ﻭﻓﺩ ﻤﻥ ﺃﻫل
ﺍﻟﻴﻤﻥ ﻭﺴﺄﻟﻭﺍ ﻋﻥ ﺃﻤﺭ ﺍﻟﺨﺎﻟﻕ، ﻗﺎل ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻟﺼﻼﺓ ﻭﺍﻟﺴﻼﻡ:
" ﻜﺎﻥ ﺍﷲ، ﻭﻟﻡ ﻴﻜﻥ ﺸﺊ ﻗﺒﻠﻪ، ﻭﻜﺎﻥ ﻋﺭﺸﻪ ﻋﻠﻰ
ﺍﻟﻤﺎﺀ، ﺜﻡ ﺨﻠﻕ ﺍﻟﺴﻤﺎﻭﺍﺕ ﻭﺍﻷﺭﺽ، ﻭﻜﺘﺏ ﻓﻲ ﺍﻟﺫﻜﺭ ﻜل
ﺸﺊ"
) ﺼﺩﻗﺕ ﻴﺎ ﺭﺴﻭل ﺍﷲ (
ﺃﻤﺎ ﻤﺎ ﺠﺎﺀ ﻭﺫﻜﺭ ﻋﻥ ﺍﻟﺼﺤﺎﺒﺔ ﻤﻥ ﺃﻗﻭﺍل ﻨﺴﺒﻭﻫﺎ، ﺃﻭ
ﻋﻠﻰ ﺍﻷﺼﻭﺏ ﻨﺴﺒﻬﺎ ﻜﺘﺎﺏ ﻤﻐﺭﻀﻭﻥ ﺇﻟﻴﻬﻡ، ﻭﺇﻟﻰ ﺭﺴﻭل ﺍﷲ
ﺼﻠﻰ ﺍﷲ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺴﻠﻡ، ﻓﺈﻨﻬﺎ ﻓﻲ ﻤﺠﻤﻠﻬﺎ ﺘﺩﻭﺭ ﺤﻭل ﺫﻜﺭ ﺍﻷﻴﺎﻡ
ﺍﻟﺘﻰ ﺨﻠﻕ ﺍﷲ ﺴﺒﺤﺎﻨﻪ ﻭﺘﻌﺎﻟﻰ ﻓﻴﻬﺎ ﺍﻟﺨﻼﺌﻕ، ﻭﺘﺴﻤﻴﺔ ﻜل ﻴﻭﻡ
ﻻ ﻴﻘﺭﻫﺎ ﻗﻠﺏ ﻭﻻ ﻤﻥ ﺘﻠﻙ ﺍﻷﻴﺎﻡ، ﻓﻬﻰ ﺃﻗﻭﺍل ﻤﺩﺴﻭﺴﺔ
ﻴﺴﺘﺭﻴﺢ ﻟﺫﻜﺭﻫﺎ ﻋﻘل ﻤﺤﺏ ﻟﺭﺴﻭل ﺍﷲ ﻋﻠﻴﻪ ﺃﻓﻀل ﺍﻟﺼﻠﻭﺍﺕ
ﻭﺃﺫﻜﻰ ﺍﻟﺘﺴﻠﻴﻤﺎﺕ.
ﻓﻤﺎﺫﺍ ﻴﻔﻴﺩ ﺍﻟﺨﻼﺌﻕ ﺃﻥ ﻴﻜﻭﻥ ﺒﺩﺀ ﺍﻟﺨﻠﻕ ﻜﺎﻥ ﻴﻭﻡ
ﺠﻤﻌﺔ ﺃﻭ ﺴﺒﺕ ﺃﻭ ﻏﻴﺭﻫﻤﺎ ﻤﻥ ﺍﻷﻴﺎﻡ؟؟
ﻭﻓﻲ ﻤﺎﺫﺍ ﺘﺠﺩﻯ ﻤﺜل ﻫﺫﻩ ﺍﻟﻤﻌﺭﻓﺔ؟
- 38. ﻭﻫل ﻜﺎﻨﺕ ﺴﺘﻀﻴﻑ ﺸﻴﺌﺎ، ﺃﻭ ﺘﻔﺘﺢ ﺴﺒﻴﻼ ﺠﺩﻴﺩﺍ ﺃﻤﺎﻡ
ﹰ ﹰ
ﺍﺠﺘﻬﺎﺩﺍﺕ ﺍﻟﺒﺸﺭ؟
ﻻ ﺃﻋﺘﻘﺩ ﺃﻥ ﻫﺫﻩ ﺍﻟﻤﻌﺭﻓﺔ ﻜﺎﻨﺕ ﺴﺘﻔﻴﺩ ﺃﻭ ﺘﻀﻴﻑ، ﺒل
ﺃﻋﺘﻘﺩ ﺃﻥ ﺫﻜﺭ ﺫﻟﻙ ﻜﺎﻥ ﺴﻴﺼﺭﻑ ﺍﻟﻜﺜﻴﺭﻴﻥ ﻤﻥ ﺍﻟﻐﻼﺓ ﻨﺤﻭ
ﺍﻻﻨﺸﻐﺎل ﺒﺎﻟﺘﻔﻀﻴل ﻭﺍﻟﻤﻔﺎﻀﻠﺔ ﺒﻴﻥ ﺍﻷﻴﺎﻡ، ﻭﻜل ﻤﻨﻬﻡ ﻴﻔﻀل
ﺃﻴﺎﻤﻪ ﺤﺴﺏ ﻫﻭﺍﻩ، ﻭﻴﺭﺘﻔﻊ ﺍﻟﺼﻭﺕ، ﻭﺘﺼﺨﺏ ﺍﻟﺤﻨﺎﺠﺭ،
ﻭﻴﺜﻭﺭ ﺍﻟﺨﻼﻑ ﺤﻭل ﻗﻀﻴﺔ ﻓﺭﻋﻴﺔ، ﻭﻟﺫﻟﻙ، ﻭﻷﻥ ﺍﻟﺨﺎﻟﻕ ﺃﻋﻠﻡ
ﻭﺃﻋﺭﻑ ﺒﻌﺒﺎﺩﻩ، ﻟﻡ ﺘﻨﺴﺏ ﺃﻴﺎﻡ ﺍﻟﺨﻠﻕ ﻟﻤﺴﻤﻴﺎﺘﻬﺎ، ﻭﻟﻡ ﻴﺫﻜﺭ ﻓﻲ
ﺍﻟﻘﺭﺁﻥ ﺸﺊ ﻤﻥ ﻫﺫﺍ، ﺭﺤﻤﺔ ﺒﺎﻟﺒﺸﺭﻴﺔ ﻤﻥ ﺠﺩل ﻋﻘﻴﻡ، ﻭﻜﺎﻥ
ﺍﻹﻨﺴﺎﻥ ﺃﻜﺜﺭ ﺸﺊ ﺠﺩﻻ.
ﻭﻴﺭﻏﻡ ﻜل ﺫﻟﻙ، ﻓﻠﻘﺩ ﻭﻗﻊ ﻫﺫﺍ ﺍﻟﺠﺩل ﺒﺎﻟﻔﻌل ﺒﻴﻥ
ﺍﻷﺠﻴﺎل ﺍﻟﺴﺎﺒﻘﺔ ﻤﻥ ﻋﻠﻤﺎﺀ ﺍﻟﻤﺴﻠﻤﻴﻥ ﻭﻏﻴﺭﻫﻡ، ﻭﺍﻨﺸﻐﻠﻭﺍ ﺒﻪ
ﺍﻨﺸﻐﺎﻻ ﻋﻅﻴﻤﹰ، ﻭﺃﻟﻔﻭﺍ ﺤﻭﻟﻪ ﺍﻟﻜﺘﺏ، ﻭﺃﻨﻔﻘﻭﺍ ﻓﻴﻪ ﺍﻟﺠﻬﺩ
ﺎ ﹰ
ﺍﻟﺠﻬﻴﺩ. ﻓﻤﺎﺫﺍ ﻜﺎﻨﺕ ﺍﻟﻨﺘﻴﺠﺔ..؟؟
ﺒﺎﻟﻘﻁﻊ ﻻ ﺸﺊ ..
ﻓﻤﺎﺫﺍ ﺃﻓﺎﺩﻭﺍ ..؟
ﻭﻫﺎ ﻫﻰ ﺫﻯ ﺍﻷﻴﺎﻡ ﻗﺩ ﺘﻭﺍﻟﺕ ﻭﺍﻟﺴﻨﻴﻥ ﻭﻗﺩ ﻤﺭﺕ،
ﻭﺍﻟﻘﺭﻭﻥ ﻭﻗﺩ ﻋﺩﺩﺕ، ﻟﺘﺅﻜﺩ ﻟﻠﺒﺸﺭ ﺃﻨﻪ
- 39. ﻻ ﺍﻗﺘﺭﺍﻥ ﺒﻴﻥ ﺃﺴﻤﺎﺀ ﺍﻷﻴﺎﻡ ﻭﺍﻟﻤﺨﻠﻭﻗﺎﺕ. ﻓﻼ ﺍﻟﺸﻤﺱ
ﺘﺸﺭﻕ ﺃﻴﺎﻡ ﺍﻟﺴﺒﺕ ﻭﻻ ﺘﺸﺭﻕ ﺃﻴﺎﻡ ﺍﻵﺤﺎﺩ، ﻭﻻ ﺍﻷﺭﺽ ﺘﺩﻭﺭ
ﻓﻲ ﺃﻴﺎﻡ ﻭﺘﻜﻑ ﻓﻲ ﺃﺨﺭﻯ، ﻭﻻ ﺍﻟﻘﻤﺭ ﻭﻻ ﺍﻟﺴﺤﺏ ﻭﻻ ﺍﻟﺭﺯﻕ
ﻭﻻ ﺍﻟﺤﻴﺎﺓ ﻭﺍﻟﻤﻭﺕ ﻭﻻ ﺸﺊ ﻤﻥ ﺃﻭﻟﺌﻙ ﻭﻫﺅﻻﺀ ﻟﻪ ﺍﻗﺘﺭﺍﻥ
ﻤﺅﻜﺩ ﺒﺎﺴﻡ ﻴﻭﻡ ﻤﺤﺩﺩ ﻤﻥ ﺍﻷﻴﺎﻡ ﻴﺯﺩﻫﺭ ﻓﻴﻪ ﺃﻭ ﻴﻨﻁﻔﺊ، ﻴﻨﻤﻭ
ﺃﻭ ﻴﻨﻘﺭﺽ، ﻓﺠﻤﻴﻌﻬﺎ ﺃﺯﻤﺎﻥ ﺍﷲ.
ﻭﻟﻭ ﻜﺎﻥ ﻫﻨﺎﻟﻙ ﺨﻴﺭ ﻓﻲ ﺍﻻﻗﺘﺭﺍﻥ ﺒﻴﻥ ﺍﻟﺨﻼﺌﻕ
ﻭﺃﺴﻤﺎﺀ ﺍﻷﻴﺎﻡ ﻟﺫﻜﺭﺕ ﺃﺴﻤﺎﺅﻫﺎ، ﻤﺜﻠﻤﺎ ﺤﺩﺙ ﻤﻥ ﺘﻨﺒﻴﻪ ﻟﻴﻭﻡ
ﺍﻟﺠﻤﻌﺔ. ﻴﻭﻡ ﺍﻟﺠﻤﺎﻋﺔ ﻷﻤﺔ ﻻ ﺇﻟﻪ ﺇﻻ ﺍﷲ ﻤﺤﻤﺩ ﺭﺴﻭل ﺍﷲ ﻓﻲ
ﺍﻟﻘﺭﺁﻥ ﺍﻟﻤﺒﻴﻥ:
ﺒﺴﻡ ﺍﻟﻠﻪ ﺍﻟﺭﺤﻤﻥ ﺍﻟﺭ ِﻴﻡ
ِ ِ ﱠ ِ ِ ﺤ ِ
ﺎ ﺃﻴ ﺎ ﺍﻟ ِﻴﻥ ﺁﻤ ﹸﻭﺍ ﺇ ﹶﺍ ﹸﻭ ِﻱ ِﻠ ﻼﺓ ﻤﻥ ﻴﻭﻡ
ﻴ َ ﻬ ﱠﺫ ﻨ ِﺫ ﻨ ﺩ ﻟ ﺼ ِ ِ ِ
ﺍﻟﺠﻤﻌﺔ ﹶﺎﺴﻌﻭﺍ ﺇ ﹶﻰ ﺫﻜﺭ ﺍﻟﻠﻪ ﻭﺫ ﻭﺍ ﺍﻟﺒﻴﻊ ﺫﻟﻜﻡ ﺨﻴﺭ ﻟﻜﻡ ﺇﻥ
ﹾ ِ ﻓ ِ ﻟ ِ ﹾ ِ ﱠ ِ ﹶ ﺭ ﹾ ﹶ ِ ﹸ ﹶ ﹶ ﹸ ِ
ﹸﻨﺘﻡ ﺘﻌﻠ ﻭﻥ )٩( ﺴﻭﺭﺓ ﺍﻟﺠﻤﻌﺔ
ﻜ ﹸ ﹶ ﹶﻤ
ﻭﻟﻘﺩ ﺠﺎﺀ ﺫﻜﺭ ﻴﻭﻡ ﺍﻟﺠﻤﻌﺔ ﻜﻤﺎ ﻗﺭﺃﺘﻡ، ﻤﻥ ﺃﺠل ﺍﻟﺘﻨﺒﻴﻪ
ﺇﻟﻰ ﺃﻫﻤﻴﺔ ﺼﻼﺓ ﺍﻟﺠﻤﺎﻋﺔ ﻭﺇﻗﺎﻤﺘﻬﺎ، ﻭﺍﻻﻫﺘﻤﺎﻡ ﺒﻬﺎ ﻟﻠﺤﻅﺘﻬﺎ
ﻭﺘﺭﻙ ﻤﺎ ﻋﺩﺍﻫﺎ ﻤﻥ ﺃﻤﻭﺭ ﺍﻟﺩﻨﻴﺎ ﻭﻤﺸﺎﻏﻠﻬﺎ.
- 40. ﻭﻜﻤﺎ ﺠﺎﺀ ﺫﻜﺭ ﺍﻟﺠﻤﻌﺔ، ﺠﺎﺀ ﺫﻜﺭ ﺍﻟﺴﺒﺕ ﻟﻠﻴﻬﻭﺩ ﻓﻲ
ﺍﻟﻘﺭﺁﻥ ﺍﻟﻌﻅﻴﻡ، ﻭﺠﺎﺀ ﺃﻴﻀﺎ ﺫﻜﺭﻩ ﻤﻘﺘﺭﻨﺎ ﺒﻌﺒﺎﺩﺘﻬﻡ ﻭﻋﺎﺩﺍﺘﻬﻡ،
ﹰ ﹰ
ﻭﻟﻡ ﻴﺭﺩ ﺫﻜﺭ ﻟﻬﺫﺍ ﺍﻟﻴﻭﻡ ﺃﻭ ﺫﺍﻙ ﻤﻘﺘﺭﻨﺎ ﺒﻌﻤﻠﻴﺔ ﺨﻠﻕ ﺍﻟﺴﻤﻭﺍﺕ
ﹰ
ﻭﺍﻷﺭﺍﻀﻴﻥ ﻭﻤﺎ ﻋﻠﻴﻬﻤﺎ ﻭﺒﻴﻨﻬﻤﺎ.
ﺒﺴﻡ ﺍﻟﻠﻪ ﺍﻟﺭﺤﻤﻥ ﺍﻟﺭ ِﻴﻡ
ِ ِ ﱠ ِ ِ ﺤ ِ
ﺍﺴﺄﻟﻬﻡ ﻋﻥ ﺍﻟﻘﺭ ِ ﺍﻟ ِﻲ ﹶﺎﻨﺕ ﺎ ِ ﺓ ﺍﻟﺒﺤﺭ ﺇﺫ
ﻭ َ ﹾ ﹾ ﹶ ﻴﺔ ﱠﺘ ﻜ ﹶ ﹾ ﺤ ﻀﺭ ﹶ ﹾ ِ ِ ﹾ
ﻴﻌ ﻭﻥ ِﻲ ﺍﻟﺴﺒﺕ ﺇﺫ ﺘﺄ ِﻴﻬﻡ ِﻴ ﹶﺎﻨﻬﻡ ﻴﻭﻡ ﺴﺒﺘﻬﻡ ﺸﺭ ﺎ ﻭﻴﻭﻡ
ِ ِ ﹾ ﹶ ْﺘ ِ ﺤ ﺘ ﹸ ِ ِ ﹸ ﻋ ﺩ ﻓ
ﻻ ﻴﺴﺒ ﹸﻭﻥ ﻻ ﺘﺄ ِﻴﻬﻡ ﻜﺫ ِ ﻨﺒﹸﻭﻫﻡ ﺒ ﺎ ﹶﺎ ﹸﻭﺍ ﻴﻔﺴ ﹸﻭﻥ )٣٦١(
ِ ﺘ ﹶ ْﺘ ِ ﹶ ﹶﻟﻙ ﹶ ﻠ ِ ﻤ ﻜ ﻨ ﹾ ﻘ
ﺴﻭﺭﺓ ﺍﻷﻋﺭﺍﻑ
ﻓﺎﻟﺜﺎﺒﺕ - ﻭﺜﺒﻭﺘﻪ ﻤﻥ ﺍﻹﺨﺒﺎﺭ ﺍﻟﺭﺒﺎﻨﻰ ﺍﻟﺫﻯ ﺠﺎﺀ ﻓﻲ
ﺍﻟﻘﺭﺁﻥ ﺍﻟﻤﺒﻴﻥ - ﺃﻥ ﺍﻷﺭﺽ ﻗﺩ ﺍﺴﺘﻐﺭﻗﺕ ﻤﻥ ﺍﻟﻭﻗﺕ ﻤﺎ
ﻜﺭﻤﻬﺎ ﺍﷲ ﺒﻪ، ﻭﺃﻋﻁﺎﻩ ﻟﻬﺎ ﻟﺘﺘﻤﻴﺯ ﻋﻥ ﻏﻴﺭﻫﺎ ﻤﻥ ﺍﻟﻤﺨﻠﻭﻗﺎﺕ
ﻜﺎﻟﺸﻤﺱ ﻭﺍﻟﻘﻤﺭ ﻭﺍﻟﻨﺠﻭﻡ ﻭﻏﻴﺭﻫﺎ ﻤﻥ ﺍﻟﻤﺨﻠﻭﻗﺎﺕ ﺍﻟﻌﻼ ﺭﻏﻡ
ﻀﺨﺎﻤﺔ ﺘﻠﻙ ﺍﻟﻤﺨﻠﻭﻗﺎﺕ ﺨﻠﻘﺕ ﻤﺠﺘﻤﻌﻪ ﻓﻲ ﻴﻭﻤﻴﻥ، ﺒﻴﻨﻤﺎ
ﺍﺨﺘﺼﺕ ﺍﻷﺭﺽ ﻭﺤﺩﻫﺎ ﺒﺄﻴﺎﻡ ﺃﺭﺒﻌﺔ.
ﺒﺴﻡ ﺍﻟﻠﻪ ﺍﻟﺭﺤﻤﻥ ﺍﻟﺭ ِﻴﻡ
ِ ِ ﱠ ِ ِ ﺤ ِ
ﻗل ﺃﺌﻨﻜﻡ ﻟﺘﻜﻔ ﻭﻥ ِﺎﻟ ِﻱ ﺨﻠﻕ ﺍﻷﺭ ِ ﻲ ﻴﻭﻤﻴﻥ
ﹸ ْ َ ِ ﱠ ﹸ ﹶ ﹶ ﹾ ﹸﺭ ﺒ ﱠﺫ ﹶ ﹶ ﹶ َ ﺽ ﻓ ِ
ﻭﺘﺠﻌﹸﻭﻥ ﻟﻪ َﻨ ﺍ ﺍ ﺫ ِ ﺭﺏ ﺍﻟ ﺎﻟ ِﻴﻥ َ)٩( ل ِﻴ ﺎ
ﻭﺠ ﻌ َ ﻓ ﻬ ﹶ ﻠ ﹶ ﺃ ﺩ ﺩ ﹶﻟﻙ ﹾﻌ ﹶﻤ
- 41. ﻭ ِ ِ ﹶ ِ ﻬ ﺒ ﻓ ﻬ ﻭ ﹶ ﺭ ﻓ ﻬ َ ﹾﻭ ﹶﻬ ﻓ َ ﺒﻌﺔ
ﺭ ﺍﺴﻲ ﻤﻥ ﻓﻭﻗ ﺎ ﻭ ﺎﺭﻙ ِﻴ ﺎ ﻗﺩ ِ ﻴ ﺎ ﺃﻗ ﺍﺘ ﺎ ِﻲ ﺃﺭ ِ
ﺃ ﺎﻡ ﺴ ﺍﺀ ِﻠﺴﺎﺌ ِﻴﻥ )٠١( ﺴﻭﺭﺓ ﻓﺼﻠﺕ
َﻴ ٍ ﻭ ﻟ ِ ﻠ
ﺃﺭﺒﻌﺔ ﺃﻴﺎﻡ ﻤﻥ ﻭﻗﺕ ﺍﻟﺨﺎﻟﻕ ﺍﻟﻌﻅﻴﻡ، ﻭﺍﻟﻴﻭﻡ ﻤﻨﻬﺎ
ﻜﺄﻟﻑ ﺴﻨﺔ ﻤﻤﺎ ﺘﻌﺭﻑ ﻓﻲ ﺤﺴﺎﺏ ﺍﻷﻭﻗﺎﺕ ﻭﺍﻷﺯﻤﺎﻥ.
ﻴﺎ ﻟﻜﺭﻡ ﺍﻟﺨﺎﻟﻕ..
ﻭﻴﺎ ﻟﻌﻅﻴﻡ ﺤﻜﻤﺘﻪ..
ﻓﺈﻨﻪ ﻴﻌﻠﻡ - ﺴﺒﺤﺎﻨﻪ ﻋﻼﻡ ﺍﻟﻐﻴﻭﺏ - ﺃﻥ ﻫﺫﻩ ﺍﻷﺭﺽ
ﺴﻭﻑ ﻴﺭﺜﻬﺎ ﺼﺎﻟﺤﻭﻥ ﻭﻋﺼﺎﻩ .
ﻭﺃﻨﻪ ﺴﺒﺤﺎﻨﻪ ﻭﺘﻌﺎﻟﻰ ﺴﻴﺨﻠﻕ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﺒﺸﺭﺍ ﻴﻤﻠﻙ ﺍﻟﻌﻘل
ﹰ
ﻭﻴﻤﻠﻙ ﺍﻟﺨﻴﺎﺭ ﻭﺍﻻﺨﺘﻴﺎﺭ ﻤﻥ ﺩﻭﻥ ﺒﺎﻗﻰ ﺍﻟﻤﺨﻠﻭﻗﺎﺕ.
ﺇﺫﻥ ﻓﻠﺘﻜﻥ ﺃﺭﻀﻪ ﺘﻤﻭﺝ ﺒﺎﻟﻤﺅﺸﺭﺍﺕ ﺍﻟﺘﻰ ﺘﺩل ﻭﺘﺭﺸﺩ
ﻭﺘﻨﻡ ﻋﻨﺩ ﻗﺩﺭﺓ ﺍﻟﺨﺎﻟﻕ ﻟﻴﺘﺩﺒﺭ ﺍﻹﻨﺴﺎﻥ ﺃﻤﺭﻫﺎ، ﻭﻴﺘﺄﻤل ﺸﺄﻨﻬﺎ،
ﺜﻡ ﻴﺨﺭ ﺭﺍﻜﻌﺎ ﻭﻗﺩ ﺘﻜﺸﻑ ﻟﻪ ﻀﻌﻔﻪ ﻭﻫﺒﺎﺀ ﺤﺠﻤﻪ ﻭﻋﺠﺯ
ﹰ
ﻗﺩﺭﺍﺘﻪ ﺃﻤﺎﻡ ﻋﻅﻤﺔ ﺨﺎﻟﻘﻪ ﻭﺨﺎﻟﻕ ﻜل ﺸﺊ.
ﻴﻭﻤﺎﻥ ﻜﺎﻤﻼﻥ ﻟﻜﻰ ﺘﻜﻭﻥ ﺍﻷﺭﺽ ﺃﺭﻀﹰ، ﻭﻟﺘﻜﻥ ﻟﻨﺎ
ﺎ
ﻫﻨﺎ ﻭﻗﻔﺔ ﻴﺴﻴﺭﺓ ﻤﻊ ﻤﻥ ﻴﻘﻭﻟﻭﻥ ﺇﻥ ﺍﻷﺭﺽ ﻨﺸﺄﺕ ﺃﻭل ﻤﺎ
ﻨﺸﺄﺕ ﻓﻭﻕ ﻅﻬﺭ ﺍﻟﺤﻭﺕ ﻭﺃﻥ ﺫﻟﻙ ﻤﺴﺘﻘﻰ ﻤﻥ ﻗﻭل ﺍﷲ ﺘﻌﺎﻟﻰ:
) ﻥ ﺍﻟﻘﻠ ِ ﻭ ﺎ ﻴﺴﻁ ﻭﻥ ( ﻭﻻ ﺃﺩﺭﻯ ﻟﻤﺎﺫﺍ ﺘﻜﻭﻥ ﺍﻟﻨﻭﻥ ﻫﻨﺎ
ﻭ ﹾ ﹶ ﹶﻡ ﻤ ﹸ ﺭ
- 42. ﺴﺒﺤﺎﻨﻪ ﻗﺎل ﻜﻤﺎ ﻗﺴﻡ ﺤﺭﻑ ﺘﻜﻭﻥ ﻭﻻ ﺼﻭﺘﺎ
ﻭﺘﻌﺎﻟﻰ:)ﺃ.ل.ﻡ.(؟..
ﻭﻫل ﻴﺤﺴﺏ ﺍﻟﺫﻴﻥ ﻗﺎﻟﻭﺍ ﻫﺫﺍ ﺃﻨﻬﻡ ﺃﻤﺎﻡ ﺇﻨﺸﺎﺀ ﺒﺸﺭﻯ
ﻴﺨﻀﻊ ﻟﻨﻅﺭﻴﺘﻬﻡ ﺍﻟﺘﻰ ﺘﻘﻭل : ﺇﻥ ﺍﻟﻤﺎﺩﺓ ﻻ ﺘﻔﻨﻰ ﻭﻻ ﺘﺴﺘﺤﺩﺙ
ﻤﻥ ﻋﺩﻡ ؟!..
ﺇﻥ ﺍﻟﺨﻠﻕ ﻫﻨﺎ ﻴﺤﺩﺜﻪ ﺍﻟﺨﺎﻟﻕ.
ﺍﻟﺨﻠﻕ ﻫﻨﺎ ﺒﻴﺩ )ﻤﺎﻟﻙ ﺍﻟﻤﻠﻙ( .
ﻭﺒﺄﻤﺭ ﻤﻥ ﻴﻘﻭل ﺴﺒﺤﺎﻨﻪ ﻟﻠﺸﻰﺀ ) ﻜﻥ ﻓﻴﻜﻭﻥ (..
ﺇﺫﻥ ﻓﺎﻟﻌﻘل ﻭﺍﻟﻘﻠﺏ ﻤﻌﺎ ﻴﻘﻭﻻﻥ: ﺇﻥ ﺨﻠﻕ ﺍﻟﻤﻭﺠﻭﺩﺍﺕ
ﹰ
ﻜﺎﻥ ﺒﺎﻷﻤﺭ ﺍﻟﻤﺒﺎﺸﺭ ﻤﻥ ﺍﷲ ﺒﺎﻟﻨﺸﺄﺓ ﻭﺍﻟﺘﻜﻭﻥ ﻭﺍﻟﻜﻴﻨﻭﻨﺔ ..
ﻴﺎ ﻗﺎﺩﺭ ..
ﻭﻗﺩﺭﺘﻙ ﺒﻼ ﺤﺩﻭﺩ ..
ﻴﺎ ﺁﻤﺭ..
ﻭﺃﻤﺭﻙ ﻏﻴﺭ ﻤﺭﺩﻭﺩ ..
ﻗﻠﺕ ﻟﻸﺭﺽ ﺒﺩﺀﺍ ﻜﻭﻨﻰ ﻓﻲ ﻴﻭﻤﻴﻥ: ﻓﻜﺎﻨﺕ.
ﹰ
ﺜﻡ ﻨﻅﺭﺕ ﺇﻟﻴﻬﺎ: ﺠﻬﻤﺔ ﻻ ﺍﺴﺘﻭﺍﺀ ﻓﻴﻬﺎ، ﻗﺎﺤﻠﺔ ﻻ ﺤﻴﺎﺓ
ﻋﻠﻴﻬﺎ، ﻤﻬﺘﺯﺓ ﻭﺴﻁ ﺍﻟﻜﻭﻥ ﻻﺜﺒﺎﺕ ﻟﺩﻭﺭﺍﻨﻬﺎ، ﻓﻜﺎﻥ ﺃﻤﺭﻙ
ﺍﻹﻟﻬﻰ ﺒﺄﻥ : ﺠﻌﻠﺕ ﻓﻴﻬﺎ ﺍﻟﺠﺒﺎل ﺭﻭﺍﺴﻰ ﻤﻥ ﻓﻭﻗﻬﺎ، ﻭﻤﻬﺩﺕ
- 43. ﺃﺭﻀﻬﺎ، ﻭﺒﺎﺭﻜﺕ ﻓﻴﻬﺎ ﻟﻜﻰ ﺘﻜﻭﻥ ﺠﻭﺍﺩﻩ ﺒﺎﻟﺨﻴﺭﺍﺕ ﻭﺍﻟﻨﻌﻡ ﻟﻤﻥ
ﺴﻭﻑ ﺘﺨﻠﻕ ﻓﻠﻌﻠﻬﻡ ﻴﺸﻜﺭﻭﻥ .
ﻭﻤﻥ ﻋﻅﻴﻡ ﻜﺭﻤﻙ ﺃﻥ ﻗﺩﺭﺕ ﻓﻴﻬﺎ ﺃﺭﺯﺍﻕ ﻤﻥ
ﺴﺘﺨﻠﻘﻬﻡ ﻓﻭﻗﻬﺎ ﻤﻥ ﻜﺎﺌﻨﺎﺕ، ﻭﻟﻡ ﻻ ﻭﺃﻨﺕ ﻴﺎ ﺭﺏ: ﺍﻟﺭﺅﻭﻑ
ﺍﻟﺭﺯﺍﻕ ؟.. ﻭﻫﻡ ﺠﻤﻴﻌﺎ ﻤﻬﻤﺎ ﻋﻅﻡ ﺃﻤﺭﻫﻡ، ﺃﻭ ﺼﻐﺭ ﺤﺠﻤﻬﻡ،
ﹰ
ﻤﺎ ﻤﻥ ﺸﺊ ﻤﻨﻬﻡ ﺇﻻ ﻭﻴﺴﺒﺢ ﻟﻙ. ﻭﻴﻘﺩﺴﻙ ﻓﻲ ﻜل ﺤﻴﻥ ..
ﺴﺒﺤﺎﻨﻙ .
ﻭﻫﻜﺫﺍ.. ﻨﺠﺩ ﺃﻥ ﺤﻴﺎﺓ ﺍﻷﺭﺽ ﻭﻤﻥ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﻤﻜﻔﻭﻟﺔ
ﻤﻘﺩﺭﺓ ﻤﻥ ﺍﻟﺨﻠﻕ ﺠل ﺸﺄﻨﻪ ﺃﺒﺩ ﺍﻟﺩﻫﺭ .
ﺃﻯ ﺃﻥ ﺍﻟﺭﺯﻕ ﺒﻴﺩ ﺍﷲ ﻗﺩﺭﻩ.
ﻭﻓﻲ ﺍﻟﻠﻭﺡ ﺍﻟﻤﺤﻔﻭﻅ ﺫﻜﺭﻩ.
ﻟﻴﺱ ﻟﻺﻨﺴﺎﻥ ﻭﺤﺩﻩ.
ﺒل ﻟﻜل ﺍﻟﻤﻭﺠﻭﺩﺍﺕ: ﻤﻥ ﺠﺒﺎل، ﻭﺃﺭﺽ، ﻭﻤﺎﺀ،
ﻭﻨﺒﺎﺕ، ﻭﺤﻴﻭﺍﻥ ﻭﻏﻴﺭ ﺫﻟﻙ ﻤﻤﺎ ﻨﻌﻠﻡ، ﻭﻤﻤﺎ ﻻ ﻴﻌﻠﻡ ﺒﻭﺠﻭﺩﻩ
ﺇﻻ ﺍﷲ.
ﺇﺫﺍ ﻓﻤﺎ ﺒﺎل ﺍﻹﻨﺴﺎﻥ؟..
ﹰ
ﻤﺎ ﺒﺎل ﺍﻟﻌﺎﻗل ﺍﻟﻭﺤﻴﺩ..
- 44. ﻤﺎ ﺒﺎل ﻤﻥ ﺃﻋﻁﺎﻩ ﺼﺎﺤﺏ ﺍﻷﻤﺭ، ﺍﻟﺤﺭﻴﺔ ﻭﺍﻟﺴﻴﺎﺩﺓ
ﻋﻠﻰ ﺍﻷﺭﺽ.
ﻭﺠﻌل ﻟﻪ ﻋﻴﻨﻴﻥ، ﻭﻟﺴﺎﻨﺎ ﻭﺸﻔﺘﻴﻥ، ﻭﻫﺩﺍﻩ ﺍﻟﻨﺠﺩﻴﻥ، ﻤﺎ
ﹰ
ﺒﺎﻟﻪ ﻴﺭﻴﺩ ﺃﻥ ﻴﺘﺄﻟﻪ ﻭﺃﻥ ﻴﺩﻋﻰ ﻤﺎ ﻟﻴﺱ ﻓﻲ ﻗﺩﺭﺘﻪ ﻭﻻ ﻤﻥ
ﺸﺄﻨﻪ. ﻓﻴﻅﻥ ﺃﻤﺭ ﺭﺯﻗﻪ ﺒﻴﺩﻩ، ﺃﻭ ﺒﻴﺩ ﻫﺫﺍ، ﺃﻭ ﺒﺄﻤﺭ ﺫﺍﻙ. ﺃﻭ ﺍﻨﻪ
ﻭﻫﻭ ﺍﻹﻨﺴﺎﻥ ﺍﻟﻀﻌﻴﻑ ﺍﻟﻘﻨﻭﻁ ﻴﺴﺘﻁﻴﻊ ﺃﻭ ﻴﺴﺘﻁﺎﻉ ﺒﻪ ﺸﺊ ﻤﻥ
ﺫﻟﻙ، ﻭﻴﻨﺴﻰ ﺃﻥ ﻫﻨﺎﻟﻙ ﺩﺍﺌﻤﺎ ﻤﺎ ﻴﺠﺏ ﺃﻥ ﻴﺘﺠﻪ ﺇﻟﻴﻪ ﻟﻴﺫﻜﺭ
ﻭﻴﻔﻴﻕ ﻭﻴﻘﺭﺃ ﻭﻴﺴﺘﻨﻴﺭ ﺇﺫﺍ ﻤﺎ ﺃﻟﻤﺕ ﺒﻪ ﺍﻟﺸﻜﻭﻙ ﻭﺍﻟﻭﺴﺎﻭﺱ ﺃﻻ
ﻭﻫﻭ ﻜﺘﺎﺏ ﺍﷲ ﺍﻟﺨﺎﺘﻡ :
ﺒﺴﻡ ﺍﻟﻠﻪ ﺍﻟﺭﺤﻤﻥ ﺍﻟﺭ ِﻴﻡ
ِ ِ ﱠ ِ ِ ﺤ ِ
ﺇﻥ ﺍﻟﻠﻪ ﻫﻭ ﺍﻟﺭ ﺍﻕ ﹸﻭ ﺍﻟﻘﻭﺓ ﺍﻟﻤ ِﻴﻥ )٨٥(
ِ ﱠ ﺯ ﹸ ﺫ ﹾ ﹸ ِ ﹾ ﺘ
ﺴﻭﺭﺓ ﺍﻟﺫﺍﺭﻴﺎﺕ
ﻓﻬل ﺃﻨﺕ ﻴﺎ ﺇﻨﺴﺎﻥ ﻜﺫﻟﻙ؟..
ﻫل ﺃﻨﺕ ﺭﺯﺍﻕ، ﺃﻨﺕ ﻓﻲ ﻏﺎﻴﺔ ﺍﻟﺤﺎﺠﺔ ﻟﺭﺯﻕ ﺭﺒﻙ؟
ﻫل ﺃﻨﺕ ﺫﻭ ﻗﻭﺓ ﻤﺘﻴﻥ، ﻭﺃﻨﺕ ﺇﺫﺍ ﻤﺎ ﺘﻭﻗﻔﺕ ﺭﻴﺢ ﺩﺍﺨل
ﺃﺤﺸﺎﺌﻙ ﺒﻜﻴﺕ ﻭﻀﻴﻌﺕ ﻭﻋﺠﺯﺕ ﻭﺼﺭﺕ ﺒﻼ ﺤﻭل ﻭﻻ ﻗﻭﺓ.
ﻷﻥ ﺍﻟﺤﻘﻴﻘﺔ ﺍﻷﺯﻟﻴﺔ ﺘﻘﻭل:
ﺇﻨﻪ ﻻ ﺤﻭل.. ﺇﻻ ﺒﺤﻭل ﺍﷲ.
- 45. ﻭﺃﻨﻪ ﻻ ﻗﻭﺓ ﺇﻻ ﻤﻥ ﻗﻭﺓ ﺍﷲ.
ﻓﻠﺘﻬﺩﺃ ﻨﻔﻭﺱ ﺍﻟﺒﺸﺭ.
ﻭﻻ ﻫﺩﻭﺀ ﻟﻠﻨﻔﺱ ﺇﻻ ﺒﺎﻟﺘﺄﻤل ﻓﻲ ﻫﺫﺍ ﺍﻟﺨﻠﻕ ﺍﻟﺫﻯ ﺨﻠﻘﻪ
ﺍﷲ.
ﻭﻟﺘﻁﻤﺌﻥ ﻴﺎ ﺇﻨﺴﺎﻥ، ﻓﻼ ﺘﻌﺒﺩ ﺇﻻ ﺍﻟﻭﺍﺤﺩ ﺍﻟﻘﻬﺎﺭ، ﺍﻟﺫﻯ
ﻗﺩﺭ ﺍﻟﺭﺯﻕ، ﻴﻨﺱ ﺸﻴﺌﺎ ﻷﻨﻪ ﺴﺒﺤﺎﻨﻪ ﻻ ﻴﻨﺴﻰ، ﻓﺎﻟﻨﺴﻴﺎﻥ ﻨﻌﻤﺔ
ﻤﻨﻪ ﻫﻭ ﺴﺒﺤﺎﻨﻪ ﺍﺨﺘﺼﻙ ﺒﻬﺎ ﺃﻨﺕ، ﻷﻨﻪ ﺴﺒﺤﺎﻨﻪ ﺃﻋﻠﻡ ﺒﻀﻌﻔﻙ
ﺍﻟﺒﺸﺭﻯ، ﻻ ﺘﺴﺘﻁﻴﻊ ﺃﻥ ﺘﻌﻴﺵ ﻤﺎ ﻜﺎﻥ ﻭﻤﺎ ﻫﻭ ﻜﺎﺌﻥ ﻭﻤﺎ
ﺴﻭﻑ ﻴﻜﻭﻥ، ﺒل ﻋﻠﻴﻙ ﺃﻥ ﺘﻨﺴﻰ ﺍﻟﻜﺜﻴﺭ ﻟﺘﺴﺘﻁﻴﻊ ﺃﻥ ﺘﺴﺘﻭﻋﺏ
ﺍﻟﺠﺩﻴﺩ، ﻭﻟﻜﻰ ﺘﺴﺘﻤﺭ ﻓﻲ ﺍﻟﺤﻴﺎﺓ.
ﻓﺘﺄﻤل ﻤﺎ ﺤﻭﻟﻙ، ﻭﺘﻌﻤﻕ ﻓﻲ ﺍﻟﺘﺄﻤل ﻭﺃﻨﺕ ﺘﻤﻌﻥ ﺍﻟﻨﻅﺭ
ﻓﻲ ﻜل ﻤﺎ ﻴﺤﻴﻁ ﺒﻙ.. ﻟﺘﺩﺭﻙ ﻋﻅﻤﺔ ﺍﻟﺨﺎﻟﻕ ﻭﻭﺤﺩﺍﻨﻴﺘﻪ، ﻭﻓﻜﺭ
ﻁﻭﻴﻼ ﻓﻲ ﺤﻜﻤﺘﻪ ﺴﺒﺤﺎﻨﻪ ﻭﺘﻌﺎﻟﻰ ﺍﻟﺘﻰ ﺒﻨﻰ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﺃﻤﺭ ﺍﷲ
ﻟﻸﺭﺽ ﺒﺄﻥ ﺘﻜﻭﻥ ﻓﻲ ﻴﻭﻤﻴﻥ، ﺜﻡ ﺘﺜﻤﺭ ﻭﺘﻌﻁﻰ ﻭﺘﺼﻭﻥ ﻓﻲ
ﻴﻭﻤﻴﻥ ﺁﺨﺭﻴﻥ، ﺤﺘﻰ ﻻ ﺘﻜﻥ ﻋﺠﻭﻻ ﺠﻬﻭﻻ.
ﹰ ﹰ
ﻭﻟﺘﻜﺘﺴﺏ ﺍﻟﻴﻘﻴﻥ ﺒﺄﻨﻪ ﻤﺎ ﻤﻥ ﺩﺍﺒﺔ ﻋﻠﻰ ﺍﻷﺭﺽ ﺇﻻ
ﻋﻠﻰ ﺍﷲ ﺭﺯﻗﻬﺎ.
ﻭﺃﻥ ﻤﻥ ﻴﻁﻌﻤﻙ ﻻ ﻴﻁﻌﻡ
