3. - ندوه للتدريب الذاتي-
القيادة الداخلية لالت�صال و كاريزما احل�ضور
مهارات االت�صال يف البيع، يف التعليم، يف العمل اجلماعي
– حماور الندوة –
1. الذكاء العاطفي ك�أ�سا�س للتوا�صل مع الذات وحتقيق القيادة الداخلية له
2. عالقة الذكاء العاطفي مبهارات االت�صال والتوا�صل مع الذات و مع الآخرين
3. الذكاء العاطفي هو �إدارة ال�ضمري واالنفعاالت وامل�شاعر...مهارات يف التما�سك
والرتوي واملواجهة والقيادة ال�شخ�صية
4. الذكاء العاطفي يقودنا �إىل التوا�صل بلغة امل�شاعر وال�ضمري، والثقة واخليال والإرادة
5. اخلطوات العملية يف تطوير الذكاء العاطفي وبالتايل القيادة الداخلية والكاريزما
6. عن طريق االت�صال القيادي املتكيف والثقة بالنف�س تقوى ر�ؤيتنا وح�ضورنا
552 الف�صل الثالث: الق�سم الأول: التوا�صل والذكاء العاطفي
4. - ندوه للتدريب الذاتي- القيادة الداخلية لالت�صال و كاريزما احل�ضور
تعريف الكاريزما: هو �شعور الثقة الذي ُي�شعر الآخرين ب�صعوبة الو�صول �إليك من دون �أن
يبذلوا اجلهد لذلك. الكاريزما هي اجلاذبية التي تنبع من داخل ال�شخ�صية.
• �سوف نتحدث يف هذه الورقة عن مكونات االت�صال والتوا�صل الإن�ساين املكون الأ�سا�سي
للكاريزما، و�أثر ذلك على �إظهارها من خالل فهم �أهمية تفعيل اخليال، و�إدراك الذات يف
معرفة نوازعها وموا�صفاتها ومميزاتها.
• وذلك من خالل حتويل قيم مهارات االت�صال �إىل مبادئ داخلية فينا،
• تعيننا على �أن نكون خميين يف احلياة، ال م�سيين على برنامج قد و�ضع لنا م�سبقا،
رّ رّ
• �سوف نتحدث يف هذه الورقة عن موا�صفات ال�شخ�صية االنفتاحية، وال�شفافية ال�شخ�صية،
• �سوف نتحدث عن �أثر الطاقة العاطفية للإن�سان يف حتفيزه للبحث عن احلقيقة التي متنحه
الرغبة يف:
• االت�صال التعليمي والتوا�صل املعريف
• تطوير تعامل املوظفني مع العمالء.
• تطوير تعامل املوظفني مع بع�ضهم البع�ض.
الذكاء العاطفي ك�أ�سا�س للتوا�صل، فيه الرتوي و�شمولية الر�ؤية ولغة امل�شاعر:
• العقل يتعقد وال�سلوك يتعقد،
• ومازال الإن�سان �سيد الكون �أنعرف ملاذا؟
• لأن الإن�سان ميتلك القدرة على التحكم مب�شاعره ولكن كيف؟
• الإن�سان لي�س غريزي الطبع كاحليوان لأنه ميلك اخليال وقدرة معرفة النف�س، وال�ضمري
والإرادة،
• فالإن�سان حر يف الأ�سا�س قادر على اختيار رد الفعل، لأنه ذو �إرادة،
• فهو قادر على �إخفاء م�شاعره، �إذ ي�ستطيع جتريد تعابري وجهه لإخفاء م�شاعره، �إذ ًا فالذكاء
العاطفي هو معرفة الذات وال�سيطرة على انفعاالتها.
عالقة الذكاء العاطفي مبهارات االت�صال والتوا�صل مع الذات و مع الآخرين
وحتقيق الثقة والكاريزما ال�شخ�صية:
هذه العالقة نابعة من ايجابية ت�أثري الذكاء العاطفي على التوا�صل، الذي كلما تقدم
�سحرال�شخ�صية وفرو�سية الذات 652
5. - ندوه للتدريب الذاتي- القيادة الداخلية لالت�صال و كاريزما احل�ضور
�ساهم يف تطوير:
• مهارات التوا�صل لأن التوا�صل لي�س جمرد مهارات يف الكالم واحلديث فقط،
• بل هو مهارات للتوا�صل مع الذات يمُكن الإن�سان من التعامل مع حمفزات االت�صال وفعله ورد
فعله،
• فاالت�صال هو مهارات بث امل�شاعر املنا�سبة يف احلديث والتوا�صل يف الوقت املنا�سب،
• والذكاء العاطفي هو تعلم الهدوء وال�سيطرة على القلق وامل�شاعر واالنفعاالت ال�سلبية،
• فهو الذي يحمينا من �أن نكون �ألعوبة بيد اخلجل، والقلق، واحلزن، والع�صبية واالنفعالية،
• لأن االنفعالية جتعل من اخليال كتلة متطايرة، تغ ّيب عنه احلقيقة،
• اخليال املتطاير يحجب عنا �شم�س ر�ؤية �أنف�سنا وغرينا بو�ضوح،
• لذا، فالذكاء العاطفي هو الذي ين�شط منطقة احلد�س واالنتباه،
• لأنه يعلمنا الثقة والهدوء وال�سيطرة على انفعاالتنا وم�شاعرنا وبالتايل الكاريزما،
• فالثقة ت�ساعدنا على اكت�شاف احلقيقة يف �أعماق �أعماقنا.
مثال: كم واحداً منا يتذكر �أحالمه بعد اال�ستيقاظ من النوم؟ نذكر ذلك لأن:
- قدرة تذكر االحالم يعني التوا�صل مع الذات وعي�ش الهدوء الداخلي وال�سالم الذاتي،
- لذا فين�صح لتقوية هذه امللكة (ملكة التوا�صل مع الذات) حماولة تذكر الأحالم يف اليوم
التايل والتحدث بها.
الذكاء العاطفي هو التقوية ال�شخ�صية للداخل الذي يعلمنا التكيف وحتقيق جودة مهارات •
االت�صال و التوا�صل مع الآخر.
• الذكاء العاطفي هو التعلم الداخلي لقبول الذات وتقديرها �أوال وال�سعي لتطويرها ثاني ًا،
ً
• �إنه امل�س�ؤول عن �أعلى مراحل توا�صل الإن�سان مع نف�سه �أوال ومع الآخرين ثاني ًا،
ً
• �إذ ًا الفرق يف جودة مهارات االت�صال والتوا�صل بني �شخ�ص و�آخر هو جناح �أحدهم يف
التوا�صل مع قدرات �شخ�صيته من الداخل، وف�شل �آخر مل تت�سنَ له فر�صة ذلك، فتجده
ً
(كردة فعل) يندب حظه ويلوم غريه والظروف املحيطة بدال من (الفعل)املتمثل يف مواجهة
نف�سه والتوا�صل معها،
752 الف�صل الثالث: الق�سم الأول: التوا�صل والذكاء العاطفي
6. - ندوه للتدريب الذاتي- القيادة الداخلية لالت�صال و كاريزما احل�ضور
• �إننا نتكلم هنا عن ق�ضية �صحو، وفكر، ومعرفة وقدرة على االعرتاف �أمام الذات، حتى ال نكون
�أ�سرى املعنويات والثقة ال�ضعيفة بالنف�س الناجتة عن البقاء م�سيين و�أ�سرى ردود الفعل فقط.
رّ
الذكاء العاطفي هو مهارة �إدارة ال�ضمري واالنفعاالت وامل�شاعر. هو مهارات يف التما�سك •
والرتوي واملواجهة،
• وذلك عرب تعزيزها مبهارات �إدارة الذات والعواطف واالنفعاالت،
ولكن ملاذا كل ذلك؟ وما الهدف منه! ...
• الهدف هو عدم �إبقاء العواطف واالنفعاالت مكبوتة �أو منفلتة، بل االعرتاف بها وفهمها
والتعبري عنها باتزان،
• وتقوميها على �أ�س�س املبادئ الإن�سانية للحرية ال�شخ�صية،بعيد ًا عن التلقائية والعفوية
ال�ساذجة، فالتلقائية والعفوية الأ�صلية جميلة لكن حني ت�ستند على املبادئ الإن�سانية
للتوا�صل،
ولكن ال�س�ؤال هنا هو كيف ندير عواطفنا وال نكبتها وكيف ن�سيطر عليها من
االنفالت ؟
-1عند مواجهتنا ملوقف ما علينا �إالّ �أن نعد �إىل الرقم خم�سني قبل �إخراج رد الفعل.
ُ
-2 علينا �أن نحدد نوع االنفعال ( غ�ضب، ي�أ�س، �إحباط... �إلخ).
-3 بعد حتديد نوعه علينا �أن نحلل �سببه... ملاذا؟
-4 �إذا كان �سبب االنفعال �شخ�ص ًا مقابال علينا �أن نفهم دوافعه بعلمية.
ً
-5 بعد حتديد �أ�سباب االنفعال ي�صبح من ال�سهل توجيه طاقة االنفعال �إىل �شيء �أكرث فائدة.
-6 �أو القيام بالرد على املقابل مبو�ضوعية ومتا�سك، �آخذين باالعتبار �سبب دوافعه.
-7 عدم �أخذ الأ�شياء على حممل �شخ�صي.
الذكاء العاطفي يقودنا �إىل التوا�صل بلغة امل�شاعر وال�ضمري، والثقة واخليال والإرادة
�إنه لغة امل�شاعر املت�أملة:
• هدفنا القول هنا �أن تعلم لغة امل�شاعر وفهمها يقود �إىل الرتكيز الأف�ضل على الأهداف
االت�صالية،
�سحرال�شخ�صية وفرو�سية الذات 852
7. - ندوه للتدريب الذاتي- القيادة الداخلية لالت�صال و كاريزما احل�ضور
• لأن لغة امل�شاعر متنح االت�صال والتوا�صل املعنى واملحتوى والطاقة النف�سية الالزمة
ملواجهة �أي موقف،
• لغة امل�شاعر متنح الإن�سان قدرة ممار�سة ال�سلوك الالئق، فال�سلوك م�شاعر تت�شكل بالكلمات،
• لغة امل�شاعر جتعلنا ن�ستمع لل�صوت النابع من �ضمرينا ومن �ضمري الآخرين،
• لغة امل�شاعر ُت�سمعنا الر�سائل ال�صادرة من داخلنا �سواء كانت ر�سائل تهديدات �أو فر�ص،
• فاالعتماد على العقل املجرد وحده قد يدخلنا يف تردد، وهالمية �ضبابية جافة �أحيان ًا،
• �أما امل�شاعر( �أو القلب ) فهو الذي يديل ب�صوته ل�صالح ق�ضية منطقية واحدة فقط يف كل
موقف،
هناك �أربع نقاط علينا االنتباه لها وتفعيلها لتعزيز م�شاعرنا وهي كالتايل:
-1 تقوية ملكة البحث احلميد، والف�ضول البناء، وحب معرفة الأ�شياء املفيدة، وهي �س�ؤال
ملاذا؟
-2 تقوية ملكة احلد�س والتي تقوم �أ�سا�س ًا على تقوية االنتباه والف�ضول.
-3 فهم الآخر وم�شاعره لتفهمه و املثابرة على تعلم ملكة و�ضع �أنف�سنا مكان الآخرين.
-4التحكم يف �إطالق درجة االنفعالية وال�سيطرة على امل�شاعر بناء على منظومة املبادئ
الإن�سانية امل�شرتكة بني الب�شر.
اخلطوات العملية يف تطوير الذكاء العاطفي:
�أ- �إدراك الذات وفهمها(حتقيق الثقة بالنف�س)، حيث يتحقق ذلك:
بفهم طبيعة امل�شاعر واالنفعاالت عرب حوارات وقراءات ومتارين مثل:
-1 التدرب على فهم درجة قبولنا لأنف�سنا وقبول غرينا.
-2 التدرب على ر�ؤية �أنف�سنا يف �أعني الآخرين وقيا�س درجة التعبري عن ثقتنا ب�أنف�سنا.
-3 ر�صد �سلوكيات احل�سد و الغرية و عدم ال�صدق وغريها للتخل�ص منها.
• �إن �إ�ضافة املنحى العاطفي لل�سلوكيات اليومية والإدارية ومهارات الأداء، والتعامل مع
الآخرين،
• يعزز قدرة قراءة الب�شر لتجاربهم وجتارب بع�ضهم بع�ض ًا، فال ميكن لإن�سان وحده �أن يعتمد
على جتاربه فقط.
952 الف�صل الثالث: الق�سم الأول: التوا�صل والذكاء العاطفي
8. - ندوه للتدريب الذاتي- القيادة الداخلية لالت�صال و كاريزما احل�ضور
ب- �إدارة ال�ضغوط:
وهي كالتدريبات الريا�ضية والهدف منها:
• تقوية درجة الثبات التي ميكن �أن ي�صنعها الفرد بح�ضوره وحده �أو مع الآخرين،
• وذلك عرب تقوية القيادة الداخلية املرتكزة على املبادئ بدون االعتماد على املركز واجلاه،
• من خالل ال�سيطرة على التفكري الأحادي وال�سلبي، والتفكري ب�إيجابية و�شمولية،
• التدريبات واال�ستق�صاءات الالزمة يف املرحلة الثانية:
- التدرب على تفهم م�سائل القلق، واخلجل، والواقعية، والن�ضوج االت�صايل وال�سيطرة
عليها.
جـ- �إحياء ال�ضمري ودرجة الإميان باملبادئ الإن�سانية وهدف ذلك هو:
• التمييز بني احلق والباطل وتعميق درجة الإميان باحلق، و�صوال �إىل م�ساندته، والت�صريح
ً
به،
• وبالتايل حتديد نوع ال�شخ�صية االت�صالية يف داخلنا �سواء كانت �شخ�صية حتليلية،
�شخ�صية ملتزمة، �أو �شخ�صية ابتكارية، وعليه ي�صبح من ال�سهل حتديد نوع ال�شخ�صية
االت�صالية التي نتمتع بها من ناحية نقاط قوتها، وطبيعتها وحاجاتها واملناطق التي علينا
تقويتها.
• التدريبات واال�ستق�صاءات الالزمة يف املرحلة الثالثة:
- التدرب على توكيد منظومة القيم لدينا، ودرجة تقديرنا لذاتنا وللآخرين، والقدرة
على و�ضع النف�س مكان الآخرين، وفهم �أمناط ال�شخ�صيات الإدارية يف داخلنا.
�إن كل ما �سبق حول الذكاء العاطفي يهدف �إىل ما يلي:
التح�ضري لبناء ال�شخ�صية االت�صالية الكاريزمية... �أو ال�شخ�صية االت�صالية القيادية، •
التي ترى بعيد ًا، وتتمتع بقدرة كبرية للتوافق مع املتغريات والتكيف معها ال�ست�شراف •
امل�ستقبل، واكت�شاف الفر�ص وخو�ض التجارب من دون خوف وتقوية الرغبة يف �إزالة
العوائق والتعامل مع البدائل.
�سحرال�شخ�صية وفرو�سية الذات 062
9. - ندوه للتدريب الذاتي- القيادة الداخلية لالت�صال و كاريزما احل�ضور
الذكاء العاطفي هو امل�س�ؤول عن حتقيق املو�ضوعية يف االت�صال والتوا�صل:
هنالك �أ�سئلة هامة علينا �أن نبحثها حتى منتلك القدرة املو�ضوعية وال�شمولية
للتوا�صل مع احلا�ضر وامل�ستقبل.
- �أ�سئلة قد تقود �إجاباتها �إىل تطوير مهارات حت�س�س الواقع و�إطالق �أحكامنا عليه.
�س�ؤاالن علينا ح�سم تناق�ضاتهما يف داخلنا:
ً
ال�س�ؤال الأول: كيف ت�سري الدنيا حقيقة؟
ال�س�ؤال الثاين: باعتقادنا كيف يجب �أن تنا�سبنا الدنيا؟
• �إن الإجابة عن ال�س�ؤال الأول هي الأهم لأنه يحدد الطريقة التي نفكر بها،
• وهو امل�س�ؤول عن �إر�ساء مهارات الت�أقلم وامتالك املبادئ التي ت�سهل علينا التعامل مع
وجودنا،
لأنه يحدد طريق اال�ستقالل الذاتي، واحلرية يف االختيار، وامتالك الر�ؤية ومعرفة: مواهبنا،
ومهاراتنا، وقدراتنا، و�آرائنا، وحقائقنا، وقيمنا، وفل�سفتنا يف احلياة، واهتماماتنا، ور�ؤيتنا،
وحكمتنا، ومعتقداتنا.
مبعنى �آخر يحدد لنا الذكاء العاطفي:
• مناطق قوتنا، ومناطق �ضعفنا التي ت�ؤثر على �أدائنا االت�صايل وفعلنا يف احلياة
• �أما �إذا كنا من �أ�صحاب ال�س�ؤال الثاين فقد فقدنا قدرة البحث وال�س�ؤال،
• لأننا نكون حينها مثل الكمبيوتر مربجمني م�سبق ًا، وحمكومني بتوقع وبنظرة م�سبقة،
• مما يفقدنا املرونة يف احلركة لأننا �أ�سرى رد الفعل على توقعاتنا امل�سبقة،
• وهذا من �ش�أنه احلد من قدراتنا الإبداعية يف التوا�صل، �إننا نطرح هذه الت�سا�ؤالت يف
حماولة لإعادة برجمة �أنف�سنا وال�سيطرة عليها وتوجيهها،
• و �إالّ كنا غري واقعيني ورازحني حتت وط�أة الظروف واملحيط والتوقع امل�سبق،
• تاركني مبادراتنا خا�ضعة لتحكم الآخرين وبرجمتهم لها،
• بعيدين عن التوا�صل الذي مينحنا حق تقرير م�صرينا ك�أفراد.
162 الف�صل الثالث: الق�سم الأول: التوا�صل والذكاء العاطفي
10. - ندوه للتدريب الذاتي- القيادة الداخلية لالت�صال و كاريزما احل�ضور
الذكاء العاطفي يقودنا �إىل املو�ضوعية، واملو�ضوعية تقود �إىل الر�ؤية، والر�ؤية تقود
�إىل االت�صال والتوا�صل الفعال:
ّ
• معتقداتنا عن �أنف�سنا تنتقل معنا يف رحلة احلياة،
• فهي �إما ت�ساعدنا على ال�سري، �أو تعيقنا وحتا�صرنا يف حلقة مفرغة،
• فطرح ال�س�ؤالني ال�سابقني والإجابة عنهما، هو الذي يحدد الطريقة التي نفكر بها،
• باعتقادكم كيف ي�ؤثر ذلك على مهارات االت�صال والتوا�صل مع الآخرين؟
• فهذه الأ�سئلة التي طرحناها هي مبثابة النظارة الواقعة خلف العينني.
• لنتخيل ذلك، نظارة خلف العينني. تتحكم يف الطريقة التي نرى بها،
• فهذه (النظارة) هي التي ت�ستقبل وتف�سر الأ�سئلة وما تراه العني (املنظور)
ف�إذا كنا من �أ�صحاب ال�س�ؤال الأول يف ر�ؤيتنا للعامل والهادف �إىل معرفة:
كيف ت�سري الدنيا يف احلقيقة املو�ضوعية؟ وعلى �أ�سا�س ذلك ماذا نريد منها؟ •
• �أ�صبحنا على مقربة �شديدة من املو�ضوعية ، والبحث عن احلقيقة واملبادرة البحثية
الن�شطة،
• وهذا تغيري داخلي يف النظرة يجعلنا على مقربة من مهارة الت�أقلم الإيجابي الفعال،
• �إنه لي�س تغيري ًا لل�سلوك �أو الطباع فقط بل تغيري لنمط وتوجه وتفكري نقلنا من حالة ال�شخ�ص
امل�س ّيـر �إىل حالة املخي، واملخي هو ال�شخ�ص امل�ستقل املبادر،
رّ رّ
• لقد بتنا نتحدث هنا عن تنمية م�ستوى متطور للقدرة العاطفية الداخلية للإن�سان،
• تنمية طاقة م�ستمدة جديدة من داخل الذات ولي�س من خارجها،
• جتعلنا متعففني عن ا�ستعارة الطاقة والقوة من عوامل خارجية �سطحية،
لأن ا�ستعارة قوة من العوامل اخلارجية �إ�ضعاف لال�ستقاللية وتقوية لالتكالية، امل�س�ؤولة عن •
خلق م�شاعر اخلوف والت�شكك من الآخر التي ت�ضعف قدراتنا العاطفية،
�إننا ن�سعى لبناء منظومة لقيمنا الداخلية قائمة على ر�ؤية الواقع بو�ضوح تقوي �ضمرينا، •
ً
و�صوال �إىل مرحلة ال�سمو يف املبادئ يف التعامل مع الآخر،
�سحرال�شخ�صية وفرو�سية الذات 262
11. - ندوه للتدريب الذاتي- القيادة الداخلية لالت�صال و كاريزما احل�ضور
• والتمييز بني احلق والباطل، وم�ساندة احلق والت�صريح به،
• واالنتقال �إىل ال�شخ�صية االبتكارية،
هكذا نك�سر دائرة الربود املغلقة مع الآخرين ونفتح دائرة التوا�صل واالت�صال، •
ليتطور االت�صال والتوا�صل مع �أنف�سنا ومع الآخر لأننا ا�ستطعنا ر�ؤية النمط االت�صايل للمقابل،
•
• �إذ ًا باملو�ضوعية والر�ؤية املتفح�صة نكون قد و�صلنا �إىل عتبة مكونات ال�شخ�صية املت�أقلمة
التي ال ترى الأ�شياء بالأ�سود والأبي�ض، بل بكل �ألوان الطيف،
• �إنها ال�شخ�صية التي ن�سعى لتحقيقها وتوكيدها (يف البيع، يف احلياة االجتماعية، وحياة العمل)،
• �إنها ال�شخ�صية املت�أقلمة مع التغيري واملن�سجمة مع حميطها، هي ال�شخ�صية الإيجابية الفاعلة،
• القادرة على �شق طريقها وت�سويق مهاراتها وخدماتها ومنتجاتها،
• فهي ال�شخ�صية التي تفهم ذاتها وتفهم الآخرين،
• وت�شكل لديهم االنطباع الناجح الذي هو �صورتك الفاعلة والإيجابية يف �أعينهم،
فاالنطباعات التي ي�شكلها عنك الآخرون هي مقيا�س جدي وحقيقي لأربع خ�صال:
*االعتداد * اللطف * التوا�ضع * الكفاءة
• فعندما ال يتوازن الإعتداد بالنف�س وي�صل �إىل الغرور: لن يحبك النا�س لتعاليك.
• وعندما ال يتوازن اللطف يتحول �إىل برود:ولن يحرتموك لق�سوتك مع الآخرين.
• وعندما ال يتوازن التوا�ضع: لن يعدلوا معك لأنك طيب القلب.
• وعند الركون �إىل الكفاءة فقط: لن يثقوا بكفاءتك �إذا مل يحبوك.
• فالنا�س تريد منك �شيئني، �إ�شباع حاجة عملية لديهم متمثلة يف الثقة بالكفاءة.
• و�إ�شباع حاجة نف�سية حت�س�سهم بالأمان متمثلة بالتوا�ضع واللطف،
• ففي درا�س ٍة �أجراها باحثون يف علوم ومهارات احلياة ا�ستنتجوا (كتاب �ضع �أف�ضل قدم لك
يف الأمام)
�إن الإنطباعات التي يبتغيها النا�س هي ح�سب الأهمية والت�سل�سل بالتايل:•
362 الف�صل الثالث: الق�سم الأول: التوا�صل والذكاء العاطفي
12. - ندوه للتدريب الذاتي- القيادة الداخلية لالت�صال و كاريزما احل�ضور
• الإح�سا�س بالأمان معنا.
• �أن نكون لطيفني مع الآخرين.
• �أن نتمتع مبظهر خارجي جيد و�أن نكون متوا�ضعني.
�أن نكون �إيجابيني يف التفكري. •
• �أن نتمتع بالأدب والكيا�سة.
• �أن نتمتع بالذكاء والفطنة يف التعامل مع خمتلف الأ�شياء.
• نذكر هذه االنطباعات ح�سب ت�سل�سل الأهمية، وت�أكيد ًا لأهمية هذا الت�سل�سل فقد وجد
الباحثون �أن:
- الإقناع العقلي ي�شكل %01 فقط من جممل عملية الإقناع.
- �أما ال%09 الباقية فهي مبنية على العواطف واالنطباعات.
• فال ت�ستغرب �إذا ما �أ�ساء �أحد فهمك فامل�شكلة تكمن يف انطباعاتهم عنك.
• ولي�س على ما تقول �أو تفعل فهذا ي�شكل فقط %01،
• نحن يف كل يوم نبيع: ن�سوق و نبيع مواهبنا، و�شخ�صياتنا، ومنتجاتنا، وعلمنا، وخربتنا،
• لذا ف�إعطاء االنطباع ال�صحيح والت�أقلم مع الآخر م�س�ألة حا�سمة،
• مثال: لنت�صور رجل مبيعات، مدر�س ًا �أو مدر�سة، موظف ًا �ضمن فريق... الخ
• فاتته وغفلت عنه النقاط التي تكلمنا عنها، حتم ًا �سيدخل يف دوامة عدم معرفة �إخفاقاته
رغم كل اجلهود التي يبذلها.
�إذاً كيف تلعب �إدارة الذات من خالل التوا�صل معها كمهارة من مهارات الذكاء
العاطفي دوراً يف تقوية الذات وبالتايل حتقيق مهارات االت�صال والتوا�صل القيادي:
- وما عالقة ذلك مبهارات االت�صال؟ هل نتيجة �أم �سبب؟ �إنها نتيجة طبع ًا... ملاذا؟
�إن ما حتدثنا عنه �سابق ًا من مهارات للت�أقلم، و�إدارة العواطف وامل�شاعر واالنطباعات، •
• هي امل�س�ؤولة لي�س عن بناء مهارات االت�صال فح�سب،
• بل عن مهارات ال�شخ�صية القيادية التي متتلك بالإ�ضافة �إىل مهارات االت�صال، قوة الت�أثري
ال�شخ�صي،
�سحرال�شخ�صية وفرو�سية الذات 462
13. - ندوه للتدريب الذاتي- القيادة الداخلية لالت�صال و كاريزما احل�ضور
• فعن طريق �إدارة الذات، امل�ستند �إىل معرفة الذات و�إدارة امل�شاعر واالنفعاالت نحقق:
• الثقة بالنف�س التي تزدهر ب�أ�صالة نابعة من معرفة طبيعتنا ومبادئنا من الداخل، حيث
منار�سها بقيمنا،
• لأن الثقة بالنف�س هي التي جتعلنا نعمل وننجز ونطور هويتنا ال�شخ�صية،
وجتعلنا قادرين على العطاء واملثابرة،•
• وقادرين على توجيه �أنف�سنا من الداخل،
• ثقتنا هي ح�صننا الذي يحمينا من ت�أثرنا بكيفية تفكري الآخرين ال�سلبي بنا،
• فتفكري الآخرين ال�سلبي بنا ي�صبح م�ؤ�شر ًا هام ًا لنا، لأنه يدلنا على نظرتهم لأنف�سهم
والطريقة التي يرون بها العامل ويرون بها عالقاتهم.
االت�صال القيادي النابع من مهارات �إدارة الذات يقوى ر�ؤيتنا، حيث تنه�ض الر�ؤية من
جراء التايل:
• تن�شيط ال�ضمري وتثقيف اخليال والوعي بالذات، و تقوية الإرادة (مكونات االت�صال الداخلية)،
• الر�ؤية هي القيادة التي تتمثل �أحيان ًا يف بناء ال�شركات لرتاثها امل�ؤ�س�سي القائم على التحليل
الدقيق للم�شكالت ، والقدرة على قيا�س درجة �أهمية الفر�ص املتاحة واالنتباه �إىل الأخطار،
• الر�ؤية هي التي حتدد مهماتنا وواجباتنا و�أدوارنا التي �أوكلناها لأنف�سنا للقيام بها،
• فمهماتنا تعزيز ملنطقة ت�أثرينا ونقاط قوتنا على ح�ساب منطقة قلقنا و �ضعفنا،
• وبالتايل ت�ضمن ثبات دعائم احلياة املتمثلة يف: درجة �أمانك الداخلي، و�صدق توجهاتك،
وحكمتك، وقوتك يف االختيار،
• مهماتنا نابعة من �ضمرينا ومركز ت�أثرينا املعزز واملرفد مببادئ احلياة الإن�سانية امل�شرتكة
بني الب�شر،
• مكت�سبني بذلك ملكة الر�ؤية بالذهن، والناجتة من تعادل ال�شق الأمين والأي�سر من الدماغ
يف التفاعل،
• هذا النمط القيادي لل�شخ�صية االت�صالية الذي ن�سعى له يجعلنا،
• ن�ستدل على �أولوياتنا ونحددها لتحقيق الريادية وروح املبادرة،
562 الف�صل الثالث: الق�سم الأول: التوا�صل والذكاء العاطفي
14. - ندوه للتدريب الذاتي- القيادة الداخلية لالت�صال و كاريزما احل�ضور
• علينا �أن نكون نتاج تفكرينا امل�ستقل عن �ضغوط ومتطلبات غري نابعة من داخلنا،
• لأننا امتلكنا املو�ضوعية والر�ؤية امل�ستقلة وحرية اخليار ور�ؤية امل�ستقبل،
• فالظروف مل تعد حتددنا، ولن ن�صبح �صانعيها،
• فال �شيء ي�ستطيع اعتقال عقلنا وخيالنا،
• حيث نحن من يدربه ويطوره وينميه ل�صنع ما نريد،
• بالريادية لن ن�صبح �أ�سرى الفعل ورد الفعل ومنطقة الو�سط بينهما،
• فالو�سط هنا �أ�صبح عالي ًا مثل ر�أ�س املثلث، يتو�سط خط قاعدة املثلث ولكنه مرتفع عنه،
• الو�سط القابع على ر�أ�س املثلث هو الريادية، واال�ستقاللية، وحرية االختيار لأنه التوازن ال�شامخ،
• لأنه القدرة على اخللق والتجدد يف العمل واحلياة،
• االت�صال هو الوعي الداخلي وعمقه يف التحكم بردة الفعل،
• لأنه يجعلنا نتحرك يف منطقة خربتنا، وفعاليتها، وطاقاتها،
• الريادية يف التوا�صل ت�صنع الظروف وال تنتظرها لت�صنعه.
ال�شخ�صيةالقيادية االت�صالية هي ال�شخ�صية الريادية التي تطور عالقاتها مع
الآخرين لأنها حتقق:
ّ
-1 املجموعية والتعاونية التكافلية اخلالقة يف العمل والإجناز،
-2 لأن �أمام التعاونية اخلالقة ق�ضية ومواجهة، وعلى اجلميع �أن ي�سعى حللها،
-3 وهذا يتطلب فهم الآخر ودوافعه، والعمل على حتييد مناطق اخلالف معه،
هذه املكت�سبات قادرة على اكت�شاف الرغبة وامل�صادر املعرفية التي تطور عالقاتنا مع •
الآخرين،
• وحتقق لنا مهارات متجددة يف االت�صال املتكيف امل�س�ؤولة عن �إقامة العالقات املتينة
الواعية،
• العالقات التي تنتج وتتقدم، العالقات التي تتبادل املنفعة،
• االت�صال القيادي املتكيف هو الذي يقوي الإن�سان،
• فال ي�صبح قا�سي ًا فيك�سر، وال لين ًا فيع�صر،
�سحرال�شخ�صية وفرو�سية الذات 662
15. - ندوه للتدريب الذاتي- القيادة الداخلية لالت�صال و كاريزما احل�ضور
االت�صال والتوا�صل قيادة لأنها تقوي مكونات ال�شخ�صية التالية:
• �إنها تقوي العقل: فتعليمه مينحك احلرية والر�ؤية و�إدارة ذاتك وعالقاتك.
• ويقوي العاطفة: عرب التوا�صل وتبادل الإجناز واملنفعة ففيها عمق الوعي والأهداف
والطاقة.
• ويعزز الروح: با�ستنها�ض قدرة الت�أمل والرتكيز واال�ستماع و�إدراك الذات وال�صفاء الذي
يجعلك تتفهم الآخرين وت�سري معهم بعالقات الك�سب امل�شرتك.
• انه يقوي اجل�سم: عرب املبادرة واحلركة، ففي حتريك الإرادة حتريك للج�سم، وحتفيز له،
فالروح واجل�سم بحاجة دائمة �إىل حتديات لتحفيزهما.
هذه هي الكفاءة الداخلية واخلارجية التي يحققها االت�صال القيادي املتكيف:
• كفاءة تخل�ص الإن�سان من احل�سد، والغرية، وطريق تخل�صه من اال�ستغاثة واال�ستالب،
• وكفاءة تخل�صه من اال�ست�سالم وحتوير الكلمات،
• وكفاءة تخل�صه من �شعور ال�ضحية، والعدوانية، والغرور،
• وكفاءة ل�سلوك طريق ال�شجاعة وحتديد املكان واملكانة، وحتقيق االمتالء والقناعة،
• االت�صال القيادي املتكيف هو طريق الر�ضا وال�شفافية وال�صدق،
• للو�صول �إىل �أنقى مراحل الن�ضج، وحل النـزاعات.
االت�صال القيادي متكيف لأنه:
• يعلم الإن�سان التحكم يف القلق و �إدارة �ضغوطه واال�ستماع ب�شكل �أف�ضل،
• يعلم اخلجول �أن يعرب عن نف�سه و يطرد خجله باعرتافه بحقه الوا�ضح،
• يعلم املحبط كيف يتعامل مع الف�شل �إذا كان قدر ًا، ويعلمه �أالّ يخاف من �أخطائه،
• يعلم املت�شائم كيف يكون �إيجابي ًا متحم�س ًا متحفز ًا.
االت�صال القيادي املتكيف:
• يعلمنا انتقاء التوقيت املنا�سب للتحدث،
• يعلمنا الواقعية والتخل�ص من �صيغ املبالغة والتهويل،
• يعلمنا كيف ن�س�أل ونفهم اجلواب،
762 الف�صل الثالث: الق�سم الأول: التوا�صل والذكاء العاطفي
16. - ندوه للتدريب الذاتي- القيادة الداخلية لالت�صال و كاريزما احل�ضور
• يعلمنا كيف نبت�سم ونحافظ على ال�شكل وامل�ضمون،
• االت�صال املتكيف يحقق لنا النظرة ال�شمولية للأ�شياء ويعلمنا االبتعاد عن االنتقائية،
• لي�صبح تعاملنا مع الآخرين غري م�ستند على درجة مهاراتهم وخرباتهم،
• بل بالكيفية التي يت�صرفون بها يف �سلوكهم االجتماعي الواعي،
• وطريقة مواجهتهم للأحداث املبنية على كفاءتهم الداخلية النابعة من ثقتهم ب�أنف�سهم
وقدرتهم على تفهم الآخرين وو�ضع �أنف�سهم مكانهم .
• االت�صال املتكيف يعلمنا �أن نتوا�صل مع الآخرين بناء على درجة حبهم احلميد لأنف�سهم
ً
وللآخرين وقدرتهم على ال�سيطرة على انفعاالتهم وقدرتهم على الرتكيز، وتوظيف قوة
حد�سهم وانتباههم يف تعزيز درجة ن�ضجهم.
االت�صال القيادي املتكيف يعلمنا �أن نرى الآخرين ونتوا�صل معهم بناء على:
ً
• كفاءتهم يف �إدارة الذات، والعواطف، وممار�سة القيادة الداخلية للذات واملتمثلة يف:
- مهارات احلوار واال�ستماع للآخر واالنفتاح عليه،
- مهارات الت�أمل وال�صفاء و�سكينة الذات، و�إزالة القلق، والتمتع بروح الإيجابية
واال�سرتخاء،
- القدرة على التعامل مع ال�شخ�صيات واملواقف ال�سلبية،
- هذه املواهب والقدرات وامللكات هي التي جتعل �سحر ال�شخ�صية نابع ًا من �إ�شعاعها
وبريقها الداخلي الدائم لتحقيق الكاريزما ال�شخ�صية.
�سحرال�شخ�صية وفرو�سية الذات 862
18. انه�ض
و�صادق روحك وم�صرف �أملك
واودع به خطواتك وكبواتك
فر�صيدك منها هو ما يقدّر ثمنك
072
19. - حما�ضرة ت�أ�سي�سية-
الفرق بني اال�ستماع وال�سمع هوة، توقعنا يف املجهول مع الآخر
�إذا كان الكالم من ف�ضة فال�سكوت واال�ستماع من ذهب
املحاور التمهيدية:
1. احلوار هو قراءة للآخر
2. قواعد للتكيف مع حوار الآخر
3. اخلروج من ك�سل اال�ستماع
4. مهارات احلياة االجتماعية
5. تطوير الهوية االت�صالية ال�شخ�صية
الذكاء العاطفي واال�ستماع:
• م�شكلة الإن�سان الأوىل: �أنه ي�سمع، ولكنه ال يحب �أن ي�ستمع (ين�صت), و�إن حاول فهو ال
يعرف كيف ي�ستمع، لأنه �أ�سري �سمع �إزعاجاته الداخلية، من هنا نقول �إنّ معوقات الإن�سان
لال�ستماع (للإن�صات) هي داخلية بالأ�سا�س وعليه �أن يتفهمها ليت�سنى له �إزالتها، عرب
التدرب على مهارات الذكاء العاطفي ك�أ�سا�س لتعلم مهارة اال�ستماع (الإن�صات).
• لأن يف ا�ستطاعة الإن�سان �سماع (ولي�س ا�ستماع) 008 كلمة يف الدقيقة ي�صيبه الك�سل
لال�ستماع جيد ًا، معتقد ًا �أنّ هذه القدرة ال�سمعية �ستجعله يتذكر معظم الأ�شياء الحق ًا.
ولكن ما يح�صل �أنه ين�سى مبعدل 05 % مما ي�سمعه بعد دقائق.
• ي�ستحوذ اال�ستماع على 04 % من عمليات االت�صال والتوا�صل الإن�ساين، �سواء با�ستماعه
للأ�شياء مبا�شرة �أو بالتحرك لعمل �شيء ب�سبب ما قد ا�ستمع له.
• درجة ا�ستيعاب الب�شر عن طريق اال�ستماع ت�صل �إىل 02 %، و05 % بالر�ؤية واال�ستماع
172 الف�صل الثالث: الق�سم الثاين: اال�ستماع مهارة حتقق كاريزما احل�ضور
20. - حما�ضرة ت�أ�سي�سية- الفرق بني اال�ستماع وال�سمع هوة، توقعنا يف املجهول مع الآخر
مع ًا و07 % بالقول، و %09 بالقول والفعل.
- �سرعة تفكري الإن�سان �أكرث ب�أربعة �أ�ضعاف من قدرته على الكالم، لذا ف�سرعة التفكري
هذه تفقده الرتكيز وحتول ا�ستماعه �إىل �سمع، لأن طاقة التفكري العالية هذه جتعل اخليال
منفلت ًا ومتطاير ًا و�سارح ًا، فال�سرحان �أ�سهل من اال�ستماع، ففي اال�ستماع جهد وتركيز.
- �إن �سرعة تفكري الإن�سان، وقدرته العالية يف �سماع 008 كلمة/ دقيقة، تفوق قدرته على
الكالم والبالغة 031 - 061 كلمة/ دقيقة، وهذا من �ش�أنه �إ�ضعاف قدرات اال�ستماع
ومهاراته، فبع�ض القدرات الإن�سانية ال تعمل بال�ضرورة ل�صاحله بل تعمل �ضده �إذا مل تتم
ال�سيطرة عليها. اال�ستماع الن�شط هو حت�س�س الأغنية مبو�سيقاها وكلماتها وهو ال�سيطرة
بعينها.
- امل�شكلة االت�صالية الثانية للإن�سان: �أنه ي�ضع نف�سه يف �أغلب الأحيان يف موقع املر�سل ال�سلبي
فهو غري قادر على اال�ستقبال الن�شط، وذلك ب�سبب عجزه و�ضعفه يف امتالك مهارات
اال�ستماع، �أما ال�سبب الثاين يف ذلك فهو �سكونه يف ذاته، وانغالقه على نف�سه، مما ي�ؤدي �إىل
فقدانه قدرة و�ضع نف�سه مكان الآخرين من دون �إعارة �أي انتباه حقيقي عميق ملتطلباتهم
واحتياجاتهم يف احلديث، فال يبادر �إىل توجيه �أي نوع من �أنواع ال�س�ؤال واال�ستف�سار والبحث
يف اهتماماتهم ووجهة نظرهم. �إذ ًا امل�شكلة الثانية باخت�صار هي عدم املبادرة يف البحث
واال�ستك�شاف للفهم والتفهم واال�ستفهام، مما ُيفقد هذا النوع من املر�سلني �أي عن�صر من
عنا�صر حت�س�س احتياجات الآخرين وبالتايل اال�ستماع لهم.
ال�شيفرة العاطفية والآخر
ملاذا ذكرنا كل تلك املقدمات؟ من �أوائل الأ�شياء التي تتعلمها يف �إتقان مهارات االت�صال
والتوا�صل مع الآخرين هو فك وحل رمزية الكلمات و�شيفرتها العاطفية املتبادلة من خالل
احلوار بني النا�س. تبادل الكالم يحمل مب�ضمونه هدف وحتليل وفك ل�شيفرات الكلمات يف
خ�ضم عمليات تبادل الأدوار بني املر�سل وامل�ستقبل ، فاملر�سل يخلق الفكرة �أو اجلملة الكالمية
وبدون وجود م�ستقبل ال يتحقق عن�صر امل�شاركة واحلوار.
�إذ ًا (الآخر) هو مو�ضوع االت�صال والتوا�صل وهو امل�س�ألة الأ�سا�سية حليويتها, وبدونها ينقطع
احلوار والتوا�صل. (الآخر) هو �صدى الآخر، فيا ترى ماذا يحمل (الآخر) يف طياته من
�سحرال�شخ�صية وفرو�سية الذات 272
21. - حما�ضرة ت�أ�سي�سية- الفرق بني اال�ستماع وال�سمع هوة، توقعنا يف املجهول مع الآخر
م�ضامني وطرق تفكري تن�سجم مع م�ضامني ذاك الآخر، ليتحول حوارهم �إىل نتاج يعود عليهم
وعلى الآخرين بالنفع.
لتحقيق هذا التفاعل هناك مهارات وملكات علينا �إتقانها لنت�ألق بهذه املهمة. حتى نكون مقنعني،
علينا �أوال �أن ن�ستمع للآخر جيد ًا، �أن ن�ستمع �إىل �صوت قلبه وعقله، لأن القلب (امل�شاعر) هو
ً
الدافع لإخراج حلن الكلمات واملعاين، والعقل هو الذي يخرج امل�ضمون والر�سالة.
احلوار هو الآخر, والآخر هو احلوار الذي يخاطب القلب والعقل، فالقلب هو البوابة والعقل هو
الف�ضاء، ف�إذا تكلمت من دون حوار، ووجهت الكالم واملعاين كن�شرة الأخبار �ضاع الكالم يف
ً
الف�ضاء، لأنه باخت�صار عجز عن خماطبة القلب �أوال.
احلوار هو قراءة للآخر واجل�سد:
احلوار هو �س�ؤال وا�ستف�سار، هو تفهم وا�ستفهام عند �أطراف احلوار، وهو احلق الطبيعي العادل
للإن�سان الذي منح للإن�سان منذ بدء اخلليقة. فمهما حاولت وعملت لتجاهل هذه احلقيقة فلن
تنجح ب�أ�صالة. فقد �أكدت وانطلقت كل املبادئ الإن�سانية �إىل �ضرورة ممار�سة وو�ضع نف�سك
مكان الآخر لت�ستطيع �أن تفهمه وتتفهمه والعك�س �صحيح.
لكل فعل رد فعل، ولفعل احلوار والكالم ردات �أفعال على القلب والعقل والروح والعاطفة
وامل�شاعر، ردات فعل يظهرها اجل�سد يف �إمياءاته. للج�سد لغة وتعبريات واحلوار معه �أي�ض ًا حوار
الآخر علينا �أن نقر�أه فاملثل يقول «العيون مغارف الكالم» ك�إ�شارة �إىل �أهمية لغة اجل�سد.
قواعد للتكيف مع حوار الآخر:
ب�إثارة االنتباه (ولي�س اال�ستعرا�ض) يتحقق الت�أثري واحل�ضور �سواء كنا مر�سلني �أو م�ستقبلني
للكالم، فحينما ن�شرع بطرح مو�ضوعنا علينا �إثارة اهتمام الآخرين ، و�إذا كنا م�ستمعني علينا
�أي�ض ًا االنتباه لفهم منطلقات الآخر. �إننا ن�سعى �إىل حتقيق النتائج يف التوا�صل ، ن�سعى �إىل
التغيري والتجديد , ن�سعى �إىل جعل الآخر منتبه ًا �إىل ر�سالتنا ، ليكون قادر ًا على اال�ستماع
لهم�س قلبنا وعقلنا بو�ضوح وتركيز، �آخذين بعني االعتبار اهتماماته واحتياجاته ودرجة التقبل
ومنا�سبة ذلك له، ليجد دوره يف ر�سالتنا من خالل فائدة يقدمها وي�شارك بها. �إن فهم الآخر
372 الف�صل الثالث: الق�سم الثاين: اال�ستماع مهارة حتقق كاريزما احل�ضور
22. - حما�ضرة ت�أ�سي�سية- الفرق بني اال�ستماع وال�سمع هوة، توقعنا يف املجهول مع الآخر
م�س�ألة غاية يف الأهمية لأنها حتقق الثقة بني من ي�ستمع �إلينا، �أو ن�ستمع له.
علينا �أن نكون جازمني واثقني من �أهداف ر�سالتنا والدعوة �إىل حتقيقها. هذه هي �أ�سا�سيات
�صياغة طرحنا، لذا علينا �أن نكون حمددين يف كالمنا، و�أن يتمتع حديثنا مب�صداقية تقا�س
وتتـنا�سب مع متطلبات واحتياجات امل�ستمع، ليمتلك احلديث واقعية وارتباط ًا بهدف.
ً ً
علينا �أن ن�سعى لأخذ موافقة الآخر للحوار معه �سواء كان مر�سال �أو م�ستقبال لر�سالتنا، وذلك
لننجح يف حتفيزه وموافقته على �إبداء ن ّية للقيام ب�شيء رد ًا على ر�سالتنا. لذا يجب �أن يتمتع
كالمنا ب�شفافية وو�ضوح وتركيز، ليكون مب�سط ًا، ي�سهل على م�ستمعينا تذكره الحق ًا. ولزيادة
فاعلية كالمنا يجب �أن تتمتع ر�سالتنا بقوة وذكاء ال�سهم املتجه �إىل هدفه وذلك من خالل �إثارة
�إهتمام الآخر وبحث ًا عن امل�شرتك معه و�صوال �إىل ممار�سة خطوة عملية لتبنى الفكرة اجلديدة،
ً
و�إبالغ الآخرين عنها.
اخلروج من ك�سل اال�ستماع:
ملاذا مييل الإن�سان فينا للك�سل يف اال�ستماع وعدم الرتكيز؟ يعتقد الإن�سان ويفرت�ض �أنه قادر
على �سماع �أكرب كمية من احلديث، لأنه وح�سب الدرا�سات تبني كما ذكرنا �أن الإن�سان ي�ستطيع
�سماع ولي�س اال�ستماع �إىل 008 كلمة يف الدقيقة، لكنه ال يتذكر منها يف �أح�سن الأحوال �أكرث من
05 % منها بعد خم�س دقائق.
مهارة التوا�صل الإن�ساين قادرة على بناء عالقات طويلة املدى، وكلمات ال�سر يف ذلك هو
توظيف القلب والعقل، فكلمات ال�سر هذه تقدم �شيفرات فهم الآخر واحلوار الثنائي واملعاين
وتف�سريها وقدرة االنفتاح واال�ستماع للأهداف، كما تقدم مهارات لأن نفهم ون�ستفهم بال�س�ؤال
والبحث، اللتقاط ردود الفعل يف وجه وج�سد الآخر، لإثارة اهتمامه، والتناغم والتكيف مع دوره،
وم�شاركته الثقة وحتا�شي التفوق عليه، حتى يكون كالمنا مقا�س ًا يف دقته وواقعيته �أوال، وثاني ًا
ً
ً
حتى يكون قابال للتذكر فالنا�س يتذكرون فقط %05 من الكالم الذي �سمعوه بعد خم�س دقائق
حتى ولو كان ذلك منيمة. �إنّ عدم قدرة النا�س على التذكر من ال�سمع، هو امل�سبب الرئي�سي يف
حتوير الكالم وحتريفه، حيث يعترب هو امل�صدر احليوي لل�شائعات.
�سحرال�شخ�صية وفرو�سية الذات 472
23. - حما�ضرة ت�أ�سي�سية- الفرق بني اال�ستماع وال�سمع هوة، توقعنا يف املجهول مع الآخر
مهارات احلياة االجتماعية التوا�صلية:
�إن تطوير مهارات االت�صال حتتاج �إىل تطوير مهارات احلياة االجتماعية التوا�صلية، لأنها
ملكات ح�سية و�شعورية تعزز مقولة �أنّ الإن�سان هو يف الأ�سا�س كائن اجتماعي. ولر�صد هذه
املهارات االجتماعية علينا معرفة نقاط قوتها و�ضعفها يف كل فرد، لتعزيز مناطق القوة، وتقوية
مناطق ال�ضعف.
وتتمثل هذه امللكات بقدرة ال�شخ�ص على حب الآخرين وتقدير الذات، و�إىل كيفية ر�ؤيته لنف�سه
كذات ات�صالية ور�ؤية الآخرين له، و�إىل قدرته على تفهم الآخرين من خالل متكنه من و�ضع
نف�سه مكانهم لفهم منطلقاتهم، ومدى الدرجة التي يعرب بها عن ثقته بنف�سه.
�إن اكت�ساب ملكات اجلودة االت�صالية االجتماعية لل�شخ�ص تفر�ض عليه امتالك قدرات متكنه
من رفع قوة حد�سه كونها امل�س�ؤولة عن م�ستوى ودرجة قوة االنتباه، كما تفر�ض على ال�شخ�ص
امتالك مقومات تقوية الطاقة النف�سية عرب تعلم حتديد درجة هادفيته يف احلياة، وقدرة
التحكم يف ذكائه العاطفي والفطري ال�شعوري امل�س�ؤول عن متكينه من ممار�سة االهتمام وتفهم
الآخرين. �إن فهم ال�شخ�ص لدرجة واقعيته وقلقه وقدرته على التكيف هي من العوامل امل�ؤثرة
على قدرته على اال�ستماع الن�شط، وما يعزز كل النقاط ال�سابقة هو حتديد نوع ال�شخ�صية
االت�صالية التي يتمتع بها، ونوعية القيم التي يحملها ويعرب عنها، لأنها م�س�ؤولة عن نظرة هذا
ال�شخ�ص للعمل واحلياة وقدرته على االختيار واملبادرة.
مهارات �إدارة العواطف واالنفعاالت الطريق �إىل �إدارة الذات و�إحكام قب�ضة الوعي :
�إن مهارات االت�صال وكلمات ال�سر فيها بحاجة �إىل عمل مدرو�س لفك �شيفرتها يف الذات
الإن�سانية وحتويلها �إىل ملكات يف اجلودة االت�صالية ال�شخ�صية بعد تقويتها ومعرفة مكامن
قوتها والأ�سباب التي �أدت �إىل �إ�ضعافها. �إن عدم �إ�ضافة البعد العاطفي �إىل بعد العقل والتحليل
واملنطق ، وا�ستخدام طاقة امل�شاعر يف تلم�س الأ�شياء والأ�شخا�ص لن ميكن �أحد ًا من ك�سر دائرة
الربود املغلقة بني النا�س وبالتايل بني بناء منظومة الثقة والق ّيم امل�شرتكة فيما بينهم. �إن يف
�إدارة العواطف واالنفعاالت تكمن احلكمة يف عدم �إبقاء امل�شاعر مكبوته وذلك عرب حتديد
نوعها و�أ�سبابها لال�ستفادة من طاقتها يف �شيء �أكرث �إنتاجية. �إن يف ذلك فك �شيفرة العامل
572 الف�صل الثالث: الق�سم الثاين: اال�ستماع مهارة حتقق كاريزما احل�ضور
24. - حما�ضرة ت�أ�سي�سية- الفرق بني اال�ستماع وال�سمع هوة، توقعنا يف املجهول مع الآخر
الداخلي فينا ، امل�س�ؤول عن فك �شيفرة االت�صال معنا والتوا�صل مع الآخرين. �إن بناء القدرة
على اال�ستماع �إىل �صوتنا الداخلي ور�سائله �سواء كانت تهديدات �أو فر�ص ًا هو مهارة ال يحققها �إال
مهاراتنا ومواهبنا يف الت�أمل والو�صول �إىل حالة ال�صفاء واال�سرتخاء. �إنها فر�صة �سماع القلب
ودوره يف الإدالء بدلوه ال�صريح. �إنها القيادة الداخلية للإن�سان التي تقوي ت�أثريه وح�ضوره من
دون حتى االعتماد على املن�صب �أو النفوذ، لأنها تعتمد على االلتزام الأخالقي وقيم الإن�سان
التي متيز بني احلق والباطل. �إن تفهم لغة امل�شاعر يقود �إىل حتديد الأهداف وزيادة الطاقة
النف�سية للإن�سان. هذا ما يجعل تفكرينا �إيجابي ًا حيث ي�ؤثر على كلماتنا وت�صرفاتنا وعاداتنا
لت�صبح املهارات االت�صالية جزء ًا من كياننا، �إنه جهد جميل وفعال لتطوير الذات وتقويتها
لتحقيق مهارات الت�أقلم مع �أنواع خمتلفة وكثرية من الظروف والب�شر، لذا �شكلت درجة الإقناع
العقلي بني الإن�سان والإن�سان 01 % فقط، �أما الإقناع العاطفي فقد ا�ستحوذ على 09 % منها،
هذا هو ال�سبب الذي ي�ضع الأمان واللطف يف مقدمة الأ�سا�سيات التي يحتاجها الب�شر للتوا�صل
فيما بينهم.
�إذ ًا ملهارة �إدارة العواطف واالنفعاالت الأثر الأكرب يف فهم �أنف�سنا وم�شاعرنا حيث تقودنا هذه
املهارة �إىل حتديد الأهداف وزيادة القوة النف�سية للإن�سان الأمر الذي يجعل تفكرينا �إيجابي ًا
وبالتايل ي�ؤثر على كلماتنا وت�صرفاتنا وعاداتنا، ففهم النف�س ي�ؤدي بال�ضرورة �إىل فهم احلياة
وفهم الآخرين وبالتايل التعاطف معهم للو�صول �إىل الإقناع العاطفي .
تطوير الهوية االت�صالية ال�شخ�صية:
تقدير الآخرين وحبهم النابع من حب الذات وتقديرها هو �أ�سا�س تطوير الهوية، وال�سري يف
تطويره يعترب مهمة �شاقة جننح �أن نتنا�ساها �أو نن�ساها �أحيان ًا، و�إذا حاولنا حت�س�س ثغراتها
�أو مكامن قوتها �أو �ضعفها هربت منا قدرتنا على م�سك ال�صورة الكاملة لها. فبناء �أو تطوير
الهوية االت�صالية ال�شخ�صية حتتاج �إىل مواجهة �شمولية لتحقيقها وذلك لأثرها احلا�سم على
بناء اجلودة االت�صالية ال�شخ�صية للب�شر.
ً
من منا مل يعانِ يف م�سرية تطوره من م�شاكل اخلجل مثال، و كيف انعك�ست هذه امل�شاكل على
جودة التعبري لدينا، وجودة ممار�سة ال�شفافية وال�صراحة يف احلديث وتبادل املعلومات، كم
�سحرال�شخ�صية وفرو�سية الذات 672
25. - حما�ضرة ت�أ�سي�سية- الفرق بني اال�ستماع وال�سمع هوة، توقعنا يف املجهول مع الآخر
منا يدرك �أو ال يدرك ما �أثر الت�صالح مع الذات على جودة النطق لدينا. كلها ظروف قد جعلت
جودة ات�صال معظمنا �أقل ارتياح ًا �أمام الآخرين . فللظروف املدر�سية، واالجتماعية والعملية
�أثر كبري على ت�صرفاتنا االت�صالية، وما نهدف �إليه جميعنا هو ال�سيطرة على كل ردات الفعل
التي تنتابنا من جراء معاناتنا من ظروف اخلجل املختلفة التي واجهناها، وال�سيطرة على
الت�أثريات الظاهرة للخجل كاحمرار الوجه مثال، والت�أت�أة �أحيان ًا، والتعرق �أوالتلعثم.
ً
ً ً
من ت�أثريات اخلجل مثال تظهر ال�شخ�صية العنيدة �أو العدائية، �أو امل�ستلبة �أو امل�ست�سلمة �أ�شكاال
خمتلفة للخجل ولت�أثرياته على �أدائنا االت�صايل، ال ُيحل �إالّ ب�إتقان مهارات �إدارة العواطف
واالنفعاالت، التي هي املقدمة الأ�سا�سية وال�ضرورية لبناء وتطوير الهوية االت�صالية ال�شخ�صية
لنا. تعتمد الهوية ال�شخ�صية على ثالثة مرتكزات لتحقيقها، املرتكز الأول الأ�سا�سي هو �صورتك
الذاتية عن نف�سك، من داخل الغرفة ال�سوداء يف داخلك (غرفة حتمي�ض الأفالم «غرفة حتليل
الكالم يف داخلنا»).
يف هذه الغرفة يوجدالت�سجيل الكامل مل�سرية حياتك و�صورتها يف ذهنك، و ما يعنينا منها
هو و�ضع �أيدينا على بع�ض املعوقات التي ت�شو�ش �صورتنا عن ذاتنا. املرتكز الثاين هو م�ستوى
الثقة بالنف�س الذي نتمتع به والنابع من ت�أثره ب�صورتنا الذاتية عن �أنف�سنا، واملرتكز الثالث هو
م�ستوى ت�ألق معنوياتنا امل�ستند على م�ستوى ثقتنا ب�أنف�سنا وامل�س�ؤول عن دافعيتنا للإجناز.
مهارات االت�صال والتوا�صل مع الآخرين هي انعكا�س ل�صورة عواطفنا وانفعاالتنا الداخلية
و�إدارتنا لها، هي �صورة هويتنا ال�شخ�صية، هي ال�صورة التي من خاللها نتعلم مهارات احلياة
والتوا�صل.
�إذا اتفقنا �أن تطورنا ال�شخ�صي يف مناحي احلياة ال ي�سري من اخلارج للداخل، بل هو انعكا�س
الداخل للخارج، نقول �إن م�س�ؤولية رفد اخلارج بالإ�شعاع، واملعلومات، والقدرات، واملواهب،
وامللكات هي من م�س�ؤولية خزانات الإن�سان الداخلية التي �سنذكرها يف الأ�سطر القادمة
لنتعرف على طريقة ملئها واملحافظة على من�سوب معني المتالئها.
772 الف�صل الثالث: الق�سم الثاين: اال�ستماع مهارة حتقق كاريزما احل�ضور
29. - ندوه للتدريب الذاتي-
مهارات اال�ستماع بالقلب وفهم الآخر
اال�ستماع احلر و�إ�شكالية اال�ستماع املقيد
مقدمة:
حينما ن�ستعني مبقولة «فاقد ال�شيء ال يعطيه» نقول: �إن فاقد احلب ال يعطي احلب، وفاقد حريته
ال يعطي حرية للآخرين، بل على العك�س فمن هو مقيد بفقدانه لعنا�صر العطاء وامل�شاركة، ال
ي�ستطيع التحرر من كوابح متنعه مرغم ًا وتعيقه يف تفهم الآخرين والتفاعل �إيجابي ًا معهم،
وذلك لإقامة العالقات املنتجة التي تعزز املهارات التوا�صلية للحياة وبالتايل تطور مهارات
احلياة العامة يف العمل والأ�سرة وال�صداقة واملجتمع.
مهارات اال�ستماع بني الطب ال�شعبي والطب احلديث:
ونق�صد بذلك �أن مهارات الطب ال�شعبي قد اعتمدت على جتربة ال�صح واخلط�أ يف �إتقان
املهارات الالزمة ل�شفاء الإن�سان. قد يقول البع�ض وما عالقة ذلك مبهارات اال�ستماع غري
املدربة والتي نطلق عليها (ال�سمع).نقول �إن مهارات اال�ستماع غري املدربة والتي نطلق عليها
(ال�سمع) قد اعتمدت يف تطورها (�سلب ًا �أم �إيجاب ًا) التجربة واخلط�أ يف التعلم والتدرب
عليها. لقد تعلمنا كثري ًا من مهارات االت�صال والتوا�صل منذ ن�ش�أتنا وحتى الآن، لقد تعلمنا
يف مدار�سنا القراءة والكتابة، واحلفظ �أحيان ًا واحلوار �أحيان ًا �أخرى، و ُترك (ال�سمع) لي�أخذ
جمراه يف داخلنا كمهارة غري مدربة تعتمد ال�صدفة يف تهذيب وتلميع جزء من �أطرافها دون
االهتمام بها كمو�ضوع كلي ومهارة يجب �أن تعامل ب�شكل م�ستقل وجدي للغاية.
اال�ستماع اجليد هو �أ�سا�س مهارات االت�صال، لأنها �أحد العوامل الهامة امل�س�ؤولة عن م�ستوى
ممار�ستنا ملهاراتنا احلياتية املختلفة، �سواء كانت مهارات يف طريقة تفكرينا، �أو مهارات
182 الف�صل الثالث: الق�سم الثاين: اال�ستماع مهارة حتقق كاريزما احل�ضور
30. - ندوه للتدريب الذاتي-مهارات اال�ستماع بالقلب وفهم الآخر
نوعية م�س�ؤولة عن تقدمنا يف الدنيا واحلياة وامل�ستقبل. من املقاعد الدرا�سية وحتى الآن ونحن
نعاين من م�شكلة اال�ستماع الأحادي واملتمثل يف �سماع �صوتنا الداخلي فقط، ال�شيء الذي �أدى
�إىل انغالق الذات على الذات وال�شخ�ص على نف�سه. �إن عدم قدرتنا على اال�ستماع للأ�صوات
املحيطة بنا �سواء كانت فر�ص ًا �أم �إخفاقات قد �أ�ضعفت قدرة الكثريين منا يف ممار�سة مهارة
هامة وهي م�شاركة املعلومات واخلربات مع الآخرين، مما �أ�سهم يف �إ�ضعاف جودة ونوعية
التح�صيل العلمي والثقايف، حيث فقدت العالقات الفكرية جوهرها وحمتواها، و�أ�صبح التوا�صل
�سماعي ًا ال �إ�ستماعي ًا.
النوتة ال�سماعية:
باتت العادات اال�ستمتاعية «�سمعية»، كمن يعزف على �آلة مو�سيقية معتمد ًا على قدرته يف تذكر
بع�ض النوتات يف عقله، فال�سماعي �أق�صد العازف ال�سماعي ال يتقن وال يعرف قراءة النوتة
املو�سيقية.
ما عالقة النوتة مبهارات اال�ستماع:
يف االت�صال الإن�ساين علينا �أن نتذكر �أن ال�شخ�ص املقابل لنا (املر�سل)، بداخله نوتة مو�سيقية
تخرج منها �أحلان وكلمات علينا اال�ستماع لها، لذا فعلينا �أالّ نقع يف براكني خط�أ ال�سماعي،
حيث يبد�أ با�ستقبال املعلومات مف�سر ًا معناها، وجودتها، وم�صداقيتها، و�صالحيتها ح�سب
نوتته املو�سيقية اخلا�صة (ي�سمع على هواه)، فيبد�أ مبا�شرة يف مرحلة تقييم ما �إذا كانت هذه
املعلومات ت�شكل ن�شاز ًا مع نوتته اخلا�صة �أم ال، منتقال �إىل مرحلة احلكم ال�سريع عليها فيما
ً
�إذا كانت �صاحلة �أو غري �صاحلة، هذه املمار�سة ن�ستطيع التقاطها عندما يقوم هذا امل�ستَقبل
ال�سماعي كرد فعل على تقدمي الن�صح للمتكلم (حتت �شعار مداخلة لإغناء احلديث) يف �أن
كالمه ووجهة نظره �إما خاطئة �أو يجب �أن ت�سري وتوجه بطريقة خمتلفة (لأنها مل تنا�سب نوتته
املو�سيقية الداخلية).
• عند حماولتنا «اال�ستماع» للآخر, ملاذا ننجح �أحيان ًا اىل حتوير ما �سمعناه، �أو ننتقي منه ما
يعجبنا، و�أن نفرت�ض �شيئ ًا غري موجود به، �أو نقوم ب�إ�سقاط وجهة نظرنا عليه، مقرتحني
وجود االختالف فيما بيننا.
�سحرال�شخ�صية وفرو�سية الذات 282
31. - ندوه للتدريب الذاتي-مهارات اال�ستماع بالقلب وفهم الآخر
• لنتذكر كيف ن�ستمع �إىل �أبنائنا.
يف كثري من الأحيان نعتقد خاطئني �أننا مركز الكون، فنحن من منلك النوتة، ونحن من
ّ
يعرف �إىل �أين �سيقود الكالم ومراد �صاحبه و�أهدافه اخلفية، نخطئه، نن�صحه، نحكم
ً
على عدم جودة و�صالحية وجهة نظره.. �إلخ و�صوال �إىل نوع من �أنواع املفارقات التي ت�سمى
(بحوار الطر�شان).
اال�ستماع اجليد هو احرتام للذات واحرتام للآخر:
�أمل نقابل �أنا�س ًا يف حياتنا يقاطعوننا دون �أي معنى؟ هدفهم هو قول ق�صة �شبيهة بالتي حتدثنا
�أو ما زلنا نتحدث عنها، معتقدين �أن ق�صتهم �أكرث حكمة و�إثارة من ق�صتنا. �أمل نقاطع نحن
�آخرين بطريقة تع�سفية معتقدين �أننا منلك كالم ًا �أهم من كالمهم، ووجهة نظر �أكرث حكمة
من وجهة نظرهم؟ لنتذكر لقد كان دافعنا الأ�سا�سي هو فر�ض ح�ضورنا �أو خوفنا من ن�سيان
ق�صتنا، �أو خوفنا من فوات التوقيت املنا�سب لروايتها. �أيهما �أهم رواية ق�صتنا �أم �إعطاء
املتحدث حقه يف تكملة ق�صته؟ من قال �إن كالمنا �أكرث �أهمية من كالمه. �أال ينم ذلك عن قلة
ّ
احرتام للمتكلم؟ �أال يعترب ذلك اعتداء على حقه؟ �أال يعترب ذلك قلة احرتام لأنف�سنا.
لنتذكر كيف كان يح�صل ذلك حينما كنا طالب ًا مع �أ�ساتذتنا، مع �أهالينا عندما نود التعبري عن
م�شاعرنا ووجهة نظرنا.
لنتذكر كيف ن�سمع �أبناءنا الآن ون�سقط عليهم فهمنا ومنطقنا البعيد كل البعد عن فهم
حاجاتهم وماذا يريدون �أن ي�سمعوا .
لنتذكر كيف ت�سري الأمور بني املدير واملوظف، وبني املوظف وزميله وبني املوظف والعميل، وبني
الزوج والزوجة، وبني الأب والأم من جهة والأبناء من جهة �أخرى.
�أدوية لعدم ن�سيان الأجوبة املفقودة والكلمات الطائرة:
ي�ضيع الوقت، وتهدر الطاقة، وتت�أخر الإجنازات، وتف�شل االجتماعات، وذلك من �أجل البحث
عن الأجوبة. الأجوبة هي املعلومات، واملعلومات كثرية وقد تكون بني �أيدينا، �إال �أن �ضغوط
العمل واحلياة كبرية، فالأنفا�س فاقدة لأوك�سجني الرتوي والتفهم، فكيف �ستجد هذه املعلومات
382 الف�صل الثالث: الق�سم الثاين: اال�ستماع مهارة حتقق كاريزما احل�ضور
32. - ندوه للتدريب الذاتي-مهارات اال�ستماع بالقلب وفهم الآخر
(الأجوبة) طريقها �إىل وعينا يف هذه البيئة التي تفتقد لأوك�سجني التفهم والرتكيز فهي حتم ًا
�ستذبل وتتبخر وتذوب.
�إن داء الن�سيان �أ�صبح من ظواهر الع�صر، حيث يبحث الكثريون عن �أدوية ملعاجلته، لقد حتدثنا
يف املقال ال�سابق (الفرق بني اال�ستماع وال�سمع هوة) �أن اال�ستماع ي�ضعف نتيجة م�ؤثرات بيولوجية
ّ
وف�سيولوجية نابعة من تكويننا الإن�ساين، فاخليال الإن�ساين غري املدرب مثال ي�شتت قدرة النا�س
على الرتكيز واال�ستماع. قدرة الإن�سان ال�سمعية البيولوجية العالية جتعله يراهن ويركن على
�أنه �سيتذكر الحق ًا وطبع ًا ويف �أغلب الأحيان ال يتذكر. �أن عالج الن�سيان والفهم والتفهم بحاجة
�إىل ا�سرتخاء اجل�سم وراحته، و�إىل انتباه يف �ضبط اخليال واالنفعاالت وال�سيطرة عليها. �إن
اال�ستيعاب بحاجة �إىل تدريب للتحكم يف اخليال والتحكم يف ف�سيولوجيا وبيولوجيا اجل�سم،
وتنظيم عملية تدفق املعلومات ومراحلها من ناحية جودتها، وحاجتها.
ح�ضارة، �سكينة، ا�ستماع:
هدفنا هنا يرتكز على �أهمية و�ضرورة امتالك الإن�سان ملهارات اال�ستماع فهي مقومات تعتمد
على م�ؤهالت فردية، مهارات اال�ستماع ق�ضية خطرية فقد تعتمد عليها �إزدهار ح�ضارات،
وتقدم تكنولوجيا، و�إرتقاء ب�شر، فبدونها ال تقدم وال تطور وال تقوية للفرد والإن�سان.
من ال يت�أقلم يعجز عن اال�ستماع، بني مهارات قيادة املركبات ال�صغرية والكبرية:
ال�سرعة التي تتمتع بها حركة عامل اليوم، باتت يف تناق�ض مهم مع الرتكيبة واحلركة التي
تتمتع بها �سرعة حركة الطبيعة، ف�أي �سرعة زائدة عن �سرعة حركة الطبيعة تعني و�ضع
الإن�سان حتت ال�ضغوط والت�شتت وقلة الرتكيز. العمل املتوا�صل ي�سبب �ضغوط ًا نف�سية، �إ�ضافة
�إىل �ضغوط �سرعة الإجناز، و �ضغوط زيادة املبيعات، و�ضغوط زيادة الدخل الذي مل يعد
يكفي لأنه (الدخل) يف �سباق مع �سرعة اال�ستهالك. �ضمن هذا ال�سباق كيف نتوقع من الفرد
�أن ميتلك مهارات اال�ستماع؟ خا�صة و�أنه مل يتدرب عليها �أو يتعلمها يوم ًا، فهذا الفرد مل
يتقن حتى الآن التدرب على قيادة نف�سه وبالتايل الرزوح حتت �ضغط م�شاعره وعواطفه التي
تتحكم يف �أدائه و�أن�شطته. �إن املهارات املطلوبة من الفرد الآن هي مهارات كثرية وقد تكون
زائدة متكنه من قيادة �شاحنة ف�ضائية ملمار�سة احلياة، �إال �أن حقيقة �إحتياجاتنا و�إمكانيتنا
�سحرال�شخ�صية وفرو�سية الذات 482