1. الحال
أحوالها - صاحبها - عاملها - تقدمها وتأخرها - حذف عاملها
وصف يؤتى به لبيان هيئة صاحبه حين وقوع الفعل غالبا مثل )قابلت والدتك مسرورة( فـ)مسرورة( هي
ً
ً
الحال، و)والدتك( هي صاحبة الحال، و)قابل( هي عامل الحال.
(َ
ويسمى هذا النوع من الحال الذي ل يفهم إل بذكره ))حال مؤسسة(( وهو أغلب ما يقع في الكل،م، وهناك
ً
نوع آخر يفهم معناه مما قبله وإنما يذكر للتوكيد فيسمى حال مؤكدة، وهو إما أن يؤكد عامل الحال
ً
ىّ
مثل} (َأرسلناك للناس رسول{،}فتبسم ضاحكا{، وإما أن يؤكد صاحب الحال مثل}ولو شاء ربك لمن من في
(َ (َ انْ (َ (َ كُّ (َ (َ (َ (َ انْ لِ
لِ ً
(َ لوُ ً (َ (َ (َ مَّ (َ
و(َ انْ (َ انْ (َ لِ اّ
األرض كلهم جميعا{، وإما أن يؤكد مضمون الجملة قبله مثل )أنت أخي محقا( وتكون الجملة هنا اسمية
ً
(َ انْ لِ لوُكُّ لوُ انْ (َ لِ ً
ركناها معرفتان جامدتان.
هذا وقد تأتي الحال جامدة موصوفة مثل: )عرفته رجل شهما( فتكون غير مقصودة لذاتها وإنما المقصود
ً
ً
صفتها التي بعدها فيسمونها حال موطئة.
ً
ولهم اصطل ح آخر هو الحال السببية فيطلقونه على الحال التي ل تبين هيئة صاحبها اللفظي، وإنما تبين
هيئة ما يرتبط بصاحبها بضمير مثل )قرأت الكتاب مخروما أوله(.
ً لوُ
وإليك أحوال الحال نفسها ثم أحوال صاحبها ثم أحوال عاملها:
أ- الحال غالبا نكرة مشتقة ألنها بمعنى الصفة.
(َ
ً
1
2
1- وقد تأتي معرفة سماعا وقياسا وذلك إذا كانت بمعنى النكرة مثل:)قابلت األمير وحدي( فـ)وحدي( وإن
(َ
ً
ً
انْ
كانت معرفة لفظا هي نكرة معنى ألنها ترادف )منفردا(. ومن ذلك ما ورد عنهم مثل: )جاؤوا الجماء الغفير(
(َ
لوُ
ً
(َ
ً
بمعنى )جماعة كثيرة(، )رجع عوده على بدئه( بمعنى )عائدا من طريقه دون توقف(، )ادخلوا األول فاألول(
(َ (َ (َ
ً
(َ
بمعنى )مترتبين(، )جاء القو،م قضهم بقضيضهم( بمعنى )جميعا(، )حاولوا إرضائي جهدهم( بمعنى )جاهدين(.
ً
مَّ
ومن ذلك األحوال التي وردت سماعا مركبة تركيب )خمسة عشر( على معنى العطف بين الجزأين مثل
(َ
ً
)ذهبوا شذر مذر( بمعنى )متفرقين مشتتين(، )هو جاري بيت بي (َ( بمعنى )ملصقا(، و)لقينا العدو كفة كفة(
(َ مَّ (َ (َ مَّ (َ
ً
(َ ت
(َ (َ
بمعنى )مواجهين إياهم(.
(َ
أو ركب وأصله اإلضافة مثل )ذهبوا أيدي سبا أو أيادي سبا( بمعنى )مشتتين(، و)فعلته بادي يدأة، بادئ
(َ
(َ (َ
(َ
لِ
(َ لوُ اّ (َ
بداء(.
2- وتأتي جامدة في حالت سبع:
انْ
األولى: أن تؤول بمشتق، ويطرد ذلك فيما يدل على تشبيه مثل: )يعدو أخوك غزال( أي )مشبها غزال(، أو
ً (َ
ً
ً (َ
(َ
لوُ
ترتيب مثل: )خرجوا رجل رجل( أي )مرتبين(، أو مفاعلة مثل )كلمته وجها لوجه( أي متقابلين.
(َ
ً
(َ
ً (َ
ً
الثانية: أن تدل على سعر مثل ) اشتريت اللبن رطل بمئة قرش، يبيع أخوك الجوخ مترا بدينار(.
ً
(َ
ً
(َ
2. الثالثة: أ ن تدل على عدد مثل )قضيت مدة الجندية ثلث سنين(
َ
َ
الرابعة: أ ن تكو ن موصوفة بمشتق أو بما في معناه مثل: )رافقته فتى نبيل(، }إنا أنزلناه قرنآنا عربيا{.
،(ً ،(ً ّيِ اّ َ نآْ َ نآْ رُ رُ نآْ ،(ً َ َ ّيِ ًاّ
الخامسة: أ ن تدل على طور فيه تفضيل مثل )المشمش ربا أطيب منه شرابا(.
،(ً
رُ ًاّ َ
السادسة: أ ن تكو ن نوعا لصاحبها مثل: )هذا مالك ورقا(.
ّيِ ،(ً
،(ً
َ
السابعة: أ ن تكو ن أصل لصاحبها أو فرعا له مثل: )خذ سوارك فضة وأعطني ذهبي خاتما(.
،(ً
،(ً َ
،(ً
َ
،(ً
َ
يضيف بعضهم إلى شرطي التنكير والشتقاق في الحال شرطين نآخرين: أحدهما أ ن تكو ن نفس صاحبها في
المعنى كالمثلة المتقدمة فل يجيزو ن مثل )قابلتك والدتك سرورا( ل ن السرور غير الوالدة. وهذا شرط
،(ً
مفهوم بالبداهة، والثاني أ ن تكو ن صفة منتقلة كالمثلة المتقدمة، فالسرور والترتيب وشبه الغزال وغيرها
من الحال ت ليست ثابتة في أصحابها بل منتقلة، وهذا الشرط غالب ل مطرد فقد ورد في الندرة أحوال هي
صفا ت ثابتة مثل )خلق ال الزرافة يديها أطول من رجليها(،}و رُلق اإلنسا ن ضعيفا{.
َخ ّيِ َ ّيِ نآْ رُ َ ّيِ ،(ً
َ
نآْ
هذا ولبد من التنبيه إلى أ ن معنى )فضلة( الواردة في تعريف كثير من النحاة للحال، حين يقولو ن: )الحال
َّ
وصف فضلة( هو أنها ل مسندة ول مسند إليها، وإل فكثيرا ما تأتي الحال أساسا في الغرض من الجملة، ل
،(ً
،(ً
يستغنى عنها أبدا مثل قوله تعالى:}ل تقربوا الصلة وأنتم سكار{ى{وقوله:}وما خلقنا السماء والرض وما
َّ َ َ َ نآْ َ َ
َ َ َ نآْ
َّ َ ََ نآْ رُ نآْ رُ َ
َ نآْ َ رُ
،(ً
بينهما لعبين{.
ّيِ ّيِ َ
َ نآْ َ رُ
وكما أتت الحال اسما تأتي جملة فعلية أو اسمية مثل )ذهبوا يهرولو ن، حضر ت كتابي بيدي، سافر والليل
رُ
رُ َ نآْ ّيِ
َ
،(ً نآْ
مظلم، نجحنا وإنا لخائفو ن( ، وحنيئذ لبد لجملة الحال من رابط يربطها بصاحب الحال، والرابط إما الضمير
َّ
وحده كما في المثالين الولين، وإما الواو وحدها كمافي المثال الثالث وتسمى واو الحال. وإما الضمير
والواو معا كما في المثال الرابع.
،(ً
وتقع أيضا شبه جملة: ظرفا مثل )انظر أخاك بين الفرسا ن( أو جارا ومجرورا مثل )هذا السمك في
،(ً
،(ً
َ
َ
،(ً
،(ً
الحوض(.
ويجعلو ن الحال الحقيقية في ذلك متعلق الظروف أو الجار والمجرور وهو ))كائنا(( المقدرة.
،(ً
وتتعدد الحال وصاحبها واحد فتقول: )مضيت مسرعا، فرحا، نشيطا، أملي كبير(. وتتعدد ويتعدد صاحبها
،(ً
،(ً
،(ً
،(ً
وحينئذ تكو ن الحال الولى للصاحب الثاني والحال الثانية للصاحب الول، تقول: )صادفت أخاك واقفا
َ
َ
رُ
مسرعا( فـ)واقفا( حال من )أخاك( و)مسرعا( حال من ضمير المتكلم، هذا إذا خيف اللبس، فإ ن أمن اللبس
ّيِ رُ
ّيِ
،(ً
َ
،(ً
،(ً
،(ً
قدمت أيا شئت فتقول: )كلمت هندا واقفا جالسة = جالسة واقفا( و)رأيت أخويك راكبين واقفا = واقفا
،(ً
نآْ
َ َ نآْ
،(ً
،(ً
،(ً
َ ،(ً
راكبين(.
نآْ
،(ً
ب- صاحب الحال وهو ما تكو ن الحال صفة له في المعنى مبينة لهيئته معرفة غالبا، وقد يقع نكرة قياسا
،(ً
في الحوال التالية:
َ
1- إذا تأخر عن الحال مثل )جاءني شاكيا رجل(، ولول التقدم لمكا ن الوصف نعتا ل حال كما في قولنا
،(ً
،(ً
،(ً
َ
َ
)جاءني رجل شاك(.
ٌ (ٍ
َ
3. ْ ٌ
2- أ ن يدل على عموم، واذلك إاذا سبق بنفي أو نهي أو استفهام مثل: )ما في القاعة أحد واقفا. ل يقابل أحد
.ً
وَ
ذِ
وَ
أحدا مسيئا. هل فيهم رجل محقا(؟(.
.ً
.ً
.ً
3- أ ن يدل على خصوص، واذلك حين توصف النكرة أو تضاف مثل: )جاء رجل عالم زائرا، زارني أستااذ
سُ
.ً
وَ
وَ
أدب محاضرا(.
.ً
4- أ ن تكو ن الحال جملة مقرونة بالواو، مثل )أقبل راكب ويداه مرفوعتا ن(.
وَ
وَ
هذا وصاحب الحال يكو ن فاعال مثل )حضر األمير راكبا(، أو نائب فاعل مثل: )أمسك اللص مختبئا(، أو مبتدأ
.ً وَ
سُ
.ً وَ
وَ
.ً
.ً
)أخوك مستقيما أخي( أو خبرا )هذا األستااذ مقبال(، أو مفعول به مثل )قرأ ت الكتاب مطبوعا( أو مفعول
.ً وَ
ْ
.ً
.ً
.ً
وَ
.ً وَ
وَ
ْ
مطلقا مثل: )قرأ ت القراءة واضحة( أو مفعول فيه مثل )أسير النهار باردا(، أو مفعول معه مثل )سر
.ً
.ً وَ
وَ
وَ
.ً
.ً وَ
وَ وَ
ْ
.ً
والشاطئ ظليال( أو مفعول ألجله مثل )تصدقي حب الرحمة خالصا(، أو مجرورا مثل )آمنت بال خالقا(، أو
.ً
.ً
.ً وَ
َّ
ُّ
.ً وَ
.ً وَ
وَ
مضافا إليه مثل )أعجبني بيانك خطيبا( إل أ ن المضاف إليه ل تأتي منه الحال إل في موضعين:
ْ
.ً
.ً
1- إاذا كا ن المضاف شبه فعل ))مصدرا أو مشتقا(( مضافا إلى معموله مثل }إليه مرجعكم جميعا{. )أخوك
ذِ وَ ْ ذِ وَ ْ ذِ سُ سُ ْ وَ ذِ .ً وَ
.ً
.ً
.ً
ذِ
راكب الفرس مسرجة( وهذا في الحقيقة يرد إلى ما سبق أل ن المضاف إليه فاعل في المعنى أو مفعول به.
وَ
وَ
ّ
.ً
ذِ
2- إاذا صح وضع المضاف إليه موضع المضاف في الجملة بأ ن كانالمضاف جزءا من المضاف إليه مثل
.ً
وَ
)سلم ال صدوركم متآخين(، أو كا ن بمعنى الجزء )يعجبني بيا ن أحمد خطيبا(، والمضاف إليه في الجملتين
.ً
وَ
ذِ
وَ
َّ
يصح أ ن يحل محل المضاف فنقول )سلمكم ال متآخين، يعجبني أحمد خطيبا( فيصبح صاحب الحال فاعال أو
.ً وَ
.ً
وَ
َّ
وَ
مفعول.
.ً
وعلى هذا ل يصح أ ن نقول )سافر أخو الطالبة حزينة(، أل ن المضاف إليه ل يصح وضعه موضع المضاف
فال تقول )سافر ت الطالبة حزينة(، أل ن الذي سافر أخوها ل هي.
جـ- عامل الحال:ما عمل في صاحبها من فعل أو شبه فعل أو ما فيه معنى الفعل: فـ)جاء أخوك راكبا( عامل
.ً
وَ وَ
الحال الذي نصبها هو عامل صاحبها )أخوك( الذي رفعه، وهو فعل )جاء(. وأشباه الفعل هنا المصدر
وَ
وَ
والمشتقا ت مثل )سرني رجوعك سالما، ما قارئ رفيقك نشيطا( فناصب )سالما( هو المصدر )رجوع( الذي
.ً
.ً
ٌ سُ
.ً
جر الضمير صاحب الحال لفظا ورفعه محال على أنه فاعله، وناصب الحال )نشيطا( هو شبه الفعل )قارئ(
.ً
وَ
.ً
.ً
الذي رفع صاحب الحال )رفيقك(.
.ً
أما ما فيه معنى الفعل فكأسماء اإلشارة:}فتلك بيوتهم خاوية بما ظلموا{ وأدوا ت التشبيه )كأنك خطيبا
وَ
وَ ذِ ْ وَ سُ سُ سُ سُ ْ ذِ وَ .ً ذِ وَ وَ سُ
ذِ ذِ
وَ
وَ
سحبا ن وائل(، وأسماء األفعال مثل )بدار مسرعا(، وأدوا ت الستفهام والتمني والترجي والتنبيه والنداء مثل
ذِ
.ً
ذِ
سُ وَ
وَ
سُ
)) كيف أنت جنديا، ليتك منصفا تصير قاضيا، ها أنت اذا غاضبا، يا خالد منقذا جاره(.
.ً وَ
سُ
.ً
.ً
.ً
.ً
وَ
د- مرتبة الحال بعد صاحبها وبعد عاملها، تقول )جاء أخوك ضاحكا( ويجوز تقدمها على أحدهما أو عليهما
وَ
.ً
وَ
فتقول: )جاء ضاحكا أخوك، ضاحكا جاء أخوك(. ولهذا الجواز قيود:
.ً وَ
.ً وَ
وَ
1- تتأخر عن صاحبها وجوبا إاذا كانت محصورة مثل: )ما جئت إل ضاحكا( كما تقدم هي وجوبا إاذا حصر
سُ ذِ
.ً
سُ
.ً
.ً ذِ
وَ
صاحبها مثل: )ما جاء ضاحكا إل أنت(، وإاذا كا ن صاحبها مضافا إليه مثل: )أعجبني موقف أخيك معارضا(،
.ً
وَ
.ً
.ً
وَ
وإاذا كا ن مجرورا عند األكثرين مثل: )مرر ت بها مسرورة(.
.ً
4. 2- وتتأخر عن عاملها وجوبا إذا لم يكن فعال متصرفا ، أ و كان اسم تفضيل مثل )صه جالسا ، بئس الطالب
،ً
ْ
،ً وَ
،ً
،ً
عاصيا ، أخوك خيركم ناطقا(
،ً
،ً وَ
وكذلك إن كان عاملها مقترنا بما له الصدارة مثل ل م البتداء أ و ل م القسم: )ألنت مصيب موافقا ، لتسرني
ُّ
،ً
وَ
،ً
مطيعا ، ألبقين صابرا( أ و كان صلة لـ)الـ( أ و لحرف مصدري ، أ و مصدرا مؤ ول بالفعل والحرف المصدري
،ً
،ً
وَ
،ً
،ً وَ
،ً وَ
مثل: )أنت المحبوب منصفا. يعجبني أن تقف محاميا ، يسوؤني انقالبك خائبا(.
،ً
ُ
،ً
وَ
،ً
ُ
وَ
والحال المؤكدة لعاملها والجملة المقترنة بوا و الحال ل تتقدمان عاملهما مثل: } ولم ى مدبرا{ ، )حضرت ويدي
وَىَّ ُ ْ ارِ ،ً
فارغة(.
هـ- حذف عاملها: يجوز حذف عاملها إن دل عليه دليل كجوابك سائال: )كيف أصبحت؟( بقولك:
،ً
)مسر ورا( ، ولكنهم التزموا حذف عامل الحال وجوبا في المواضع الخمسة التية:
،ً
،ً
1- أن تدل الحال علم ى تدرج في زيادة أ و نقص وتقترن بالفاء مثل: )يكافأ المجد بعشرة دنانير فصاعدا ،
،ً
ُّ
ُ
ارِ
وَ
فنازل ، فأكثر ، فألقل...( والتقدير فذهب العدد صاعدا ، نازل إلخ...
،ً
،ً
وَ ىَّ
،ً وَ
2- أن تغني الحال علم ى الخبر كما جاء في ص 332 مثل: )أكلي الحلوى والقفا( والتقدير أكلي الحلوى إذا
ارِ
وَ
،ً
وَ
وَ
وَ
أ وجد والقفا.
،ً
ُ
3- أن تكون الحال مؤكدة مضمون الجملة لقبلها: )أنت صديقي مخلصا( والتقدير: )أعرفك مخلصا(.
،ً
وَ
،ً
وَ
4- بعد استفها م توبيخي: )ألقاعدا ولقد نفر الناس؟!( والتقدير: )أتمكث لقاعدا ولقد نفر الناس؟!(.
،ً
وَ
وَ ،ً
5- أن يرد عامل الحال محذ وفا سماعا ، ومثلوا لذلك بقولهم: )هنيئا له( مقدرين: )ثبت له الشيء هنيئا(.
،ً
ُ
،ً
،ً
،ً
وَ
الحسن سعد الشريف
شعبة:٥