SlideShare a Scribd company logo
1 of 37
‫النسخة في صورتها النهائية‬

‫تدبا ر القا رآن‬
‫ّ ُّبَ رُّ‬
‫الحمكم ُ والحمكمة‬
‫كِ َمْ ُّبَ  ُ‬
‫ ُ‬
‫الباحث‬

‫د.أحمد بن عبد ا الفا ريح‬
‫أستاذ مساعد بقسم القا راءات – بجامعة أم القا رى‬

‫33:91:81 11‪a11/p‬‬
‫3102/11/91‬
‫تدبا ر القا رآن المكا ريم .. الحمكم والحمكمة‬

‫مقدمة:‬
‫الحمد لله رب العالمين ، والصل ة والسلم على أشا رف البنبياء‬
‫والما رسلين بنبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين‬
‫وبعد...‬
‫فإن ا أبنزل كتابه شا رعة للناس ومنهاجا ، يتلون آياته ،‬
‫ويفهمون معابنيها ، ويتدبا رون مدلولتها ، ثم يستجيبون لواما رها ،‬
‫ويقفون عند بنواهيها ، ولذلك فقد جعل لتلوته ثوابا وأجا را ،‬
‫ولحفظه فضل و ً ومنزلة رفيعة في الدبنيا والرخا ر ة، وكل ذلك ل‬
‫يخا رج عن بنطاق تدبا ره وفهمه والعمل به ، ومتابعته في كل ما‬
‫أما ر ، والبعد عما بنهى عنه وزجا ر ، ويؤكد أهمية ذلك بيان رخطا ر‬
‫مخالفة تعاليمه ، ولذلك بين النبي صلى ا عليه وسلم أن أول‬
‫ّ ُّبَ‬
‫و ً‬
‫من يلقى في النار يوم القيامة حامل القا رآن، الذي أرخذه رياء‬
‫وسمعة )1(.‬
‫ومن هنا بنعلم أن القا رآن إبنما أبنزل لحمكمة بالغة ، أل وهي‬
‫العمل به ، ول طا ريق إلى ذلك أل بتدبا ر آياته، والشتغال بمعا رفة‬
‫مضامينه، ومن ثم متابعة أواما ره ، والحذر من الوقوع في‬
‫بنواهيه أو القتا راب من زواجا ره ، وذلك تأويل قول ا تعالى‬
‫}كتاب أبنزلناه إليك مبارك ليدبا روا آياته وليتذكا ر ألوا اللباب{]سور ة ص:92[،‬
‫وكل ذلك يحصل بدون حفظه واستظهاره ، مع العلم أن من‬

‫1‬

‫)(‬

‫سيأتي تخا ريجه.‬
‫2‬
‫تدبا ر القا رآن المكا ريم .. الحمكم والحمكمة‬

‫أضاف إلى ما سبق من التدبا ر حفظ القا رآن فقد بلغ المنزلة‬
‫العالية الا رفيعة ، فمنزله في الجنة عند آرخا ر آية يقا رؤها)2( .‬

‫2‬

‫)(‬

‫رواه التا رمذي في سننه، كتاب فضائل القا رآن ، با رقم:4192 ، ص:‬

‫156. وقال حسن صحيح.‬
‫3‬
‫تدبا ر القا رآن المكا ريم .. الحمكم والحمكمة‬

‫تمهيد:‬
‫لقد جاءت بنصوص السنة النبوية آما ر ة بتلو ة كتاب ا‬
‫تعالى، وبيان ما يتا رتب على ذلك من ثواب جزيل، وفضل عظيم،‬
‫وفي الحديث:"من قا رأ حا رفا من كتاب ا فله به حسنة والحسنة‬
‫بعشا ر أمثالها، ل أقول )الم( حا رف، ولمكن )أ( حا رف، و)ل( حا رف،‬
‫و)م( حا رف")3(، ول يقف الما ر عند قا راء ة أحا رف وكلمات القا رآن‬
‫المكا ريم، فهو أما ر يستوي فيه البا ر والفاجا ر والمسلم والمكافا ر،‬
‫فقا راء ة القا رآن هي الخطو ة الولى، التي يبدأ بها المسلم، وتلك‬
‫الخطو ة تقوده للدرخول إلى معا رفة معابني ما يقا رؤه، وفهم‬
‫دللته وعضاته.‬
‫إن تلو ة القا رآن إبنما هي إقامة لحجة ا تعالى على الما رء‬
‫، حيث بلغه كتاب ا تعالى، ووقف على آياته وتوجيهاته، ول‬
‫تزال تلك الحجة قائمة عليه حتى يستجيب لما ر ا تعالى‬
‫المكامن في آياته، ولن يصل إلى دللت تلك اليات ويعا رف‬
‫مضامينها حتى يشغل عقله بتدبا ر تلك اليات، ويعمل ذهنه‬
‫ ُ‬
‫لستشا راف معابنيها، ومعا رفة أبعادها وما راميها، وتتبع حمكمة ا‬
‫تعالى في آياته وكلماته، ومن رخلل ذلك التأمل يشعا ر الما رء‬
‫بلذ ة التلو ة وجمال القا راء ة، ويقف على إبداع النظم وبلتغته،‬
‫وجمال التوجيه وبا راعته، وجمال المقاصد حسنها، فما يملك أن‬
‫ينقاد إلى أما ر ا سبحابنه وتعالى في كتابه، ويتضح مما مضى‬
‫3‬

‫)( المستدرك ، كتاب فضائل القا رآن المكا ريم ، أرخبار في فضائل القا رآن جملة.‬
‫4‬
‫تدبا ر القا رآن المكا ريم .. الحمكم والحمكمة‬

‫أن القا رآن ل تنفك تلو ة كلمات عن تدبا ر آياته، وتدبا ر اليات‬
‫يحمل النفس على الستجابة والبنقياد لما ر ا تعالى، وكل منها‬
‫يأرخذ بذيل سابقه، فالتلو ة تقود إلى التدبا ر، والتدبا ر يحمل على‬
‫التذكا ر والتعاض، والتذكا ر يحمل النفس على الستجابة‬
‫والبنقياد، وهنا يمكمن مقصود ا تعالى في إبنزال‬

‫كتاب}كتاب‬

‫أبنزلناه إليك مبارك ليدبا روا آياته وليتذكا ر ألوا اللباب{]سور ة ص:92[.‬

‫5‬
‫تدبا ر القا رآن المكا ريم .. الحمكم والحمكمة‬

‫مضامين البحث:‬
‫يدور البحث على تدبا ر قول ا‬

‫تعالى }كتاب أبنزلناه إليك مبارك‬

‫ليدبا روا آياته وليتذكا ر ألوا اللباب{]سور ة ص:92[، والوقوف على دللته‬
‫ومعابنيه ومضامينه، وقد حوت الية عد ة مباحث على النحو‬
‫التالي:‬
‫المبحث الول: وصف القا رآن }كتاب أبنزلناه إليك{.‬
‫المبحث الثابني: أثا ر القا رآن على تاليه }مبارك{.‬
‫المبحث الثالث: الحمكمة من إبنزاله }ليدبا روا آياته{.‬
‫المبحث الا رابع: بنتيجة التدبا ر }وليتذكا ر ألوا اللباب{.‬
‫المبحث الخامس: حال السلف مع تدبا ر القا رآن المكا ريم.‬
‫المبحث السادس: طا ريقة اكتساب ملمكة التدبا ر.‬
‫المبحث السابع: با ربنامج مقتا رح لتا ربية طلب الحلقات على‬
‫تدبا ر القا رآن المكا ريم.‬
‫المبحث الثامن : الموازبنة بين الحفظ والتدبا ر في حلقات‬
‫تحفيظ القا رآن المكا ريم.‬
‫الخاتمة ثم التوصيات ثم فها رس المصادر والما راجع.‬

‫6‬
‫تدبا ر القا رآن المكا ريم .. الحمكم والحمكمة‬

‫منهج البحث:‬
‫لما كان البحث يدور حول تدبا ر القا رآن المكا ريم، والنظا ر في‬
‫آياته ، والبنقياد لها ، جاءت آيات الذكا ر الحمكيم داعية إلى التدبا ر‬
‫والتأمل ، ومبينة الحمكمة من إبنزال القا رآن المكا ريم ، كان من‬
‫المناسب أن بنقف على آية من تلك اليات العظيمة ، وبنستل من‬
‫ثناياها العبا ر والفوائد ، وبنقتنص الحمكم والداب ، وما يتا رتب على‬
‫ذلك من تذكا ر وامتثال ، ولذلك وقفت من رخلل هذا البحث على‬
‫آية يظها ر أبنها من أشمل آيات القا رآن المكا ريم حثا على التدبا ر‬
‫والتأمل والتذكا ر ، فمطلعها يصف القا رآن ويعظم شأبنه ، ثم يذكا ر‬
‫مصدره ، والمبلغ له ، ثم يصفه بالبا ركة الشاملة ، ثم يبين‬
‫الحمكمة من إبنزاله ، ثم يوضح الهدف من تلك الحمكمة ، وتلك‬
‫الية هي قول ا تعالى‬

‫}كتاب أبنزلناه إليك مبارك ليدبا روا آياته وليتذكا ر‬

‫ألوا اللباب{]سور ة ص:92[، وقد استعا رضت أقوال المفسا رين ،‬
‫محاول و ً إظهار ما تحويه هذه الية من معابني عظيمة ، سالمكا‬
‫مسلك المتدبا رين ليات المكتاب العزيز، فوقفت على تفسيا ر‬
‫المفسا رين للية، وما الذي وصلوا إليه من رخلل تأمل ما تحويه‬
‫من فوائد وبنمكت تفسيا رية ، وأساليب بلتغية.‬

‫7‬
‫تدبا ر القا رآن المكا ريم .. الحمكم والحمكمة‬

‫المبحث الول: وصف القا رآن }كتاب أبنزلناه إليك{.‬
‫افتتحت هذه الية بوصف كتاب ا تعالى، وبيان مصدره‬
‫ومبلغه إلى العالمين، إذ إن عظم الما ر من عظم مصدره،‬
‫كِ ُّبَ كِ‬
‫كِ ُّبَ ُّبَ‬
‫ ُ ُّبَ هِغّ كِ كِ‬
‫وعظمة الخطاب بناشئة من عظمة المتحدث به، وهو رب‬
‫ُّبَ ُّبَ‬
‫ُّبَ ُّبَ‬
‫ُّبَ َمْ كِ كِ‬
‫العالمين سبحابنه وتعالى، وأهمية الا رسالة كامنة في منزلُّبَة‬
‫حاملها ومبلغها، وهو سيد البنبياء والما رسلين بنبينا محمد ‪،‬‬
‫وبذلك ثبت بأن هذا القا رآن "ذو الذكا ر والشا رف العظم")4( ولذلك‬
‫افتتحت الية بوصف هذا القا رآن العظيم فقال سبحابنه }كتاب{‬
‫{ٌ‬

‫وقد وصف ا هذا القا رآن هنا بأبنه كتاب مجموع بين دفتي‬
‫المصحف ، فأرخبا ر عنه بالحال التي هو عليها بين أيدي الناس ،‬
‫حيث جمع بين دفتي مصحف واحد ، فأصبح كتابا منشورا بين‬
‫الناس ؛ بعد أن كان مفا رقا على اللواح والجلود والعظام ، فلم‬
‫يصفه سبحابنه بأبنه وحي ، إذ من المتوقع أن يأتي أحد فيدعي‬
‫أن ذلك الوحي الذي أبنزله ا على عباده ليس هو هذا المكتاب‬
‫الذين بين أيدي الناس اليوم ، وبوصف القا رآن بأبنه كتاب قطع‬
‫لدابا ر أولئك المشمكمكين في مصداقية القا رآن المكا ريم وحفظ ا‬
‫تعالى له .‬
‫وارتفع لفظ }كتاب{ على إضمار مبتدأ أي هذا كتاب)5(، وقيل‬
‫{ٌ‬
‫هو كتاب ل يحاط بعظمته)6(، ولذلك جاء لفظ }كتاب{ منمكا را‬
‫{ٌ‬
‫4‬

‫)( بنظم الدرر: 183/6 .‬

‫5‬

‫)( تفسيا ر النسفي:16/4 ، البحا ر المحيط:973/7 ، الدر المصون:373/9-473 .‬

‫6‬

‫)( بنظم الدرر:183/6‬
‫8‬
‫تدبا ر القا رآن المكا ريم .. الحمكم والحمكمة‬

‫للتعظيم ، وقيل ارتفع على أبنه رخبا ر مبتدأ محذوف)7(، وابتدئ به‬
‫مع أبنه بنمكا ر ة وسوغ البتداء به وصفه بجملة }أبنزلناه{، ويجوز أن‬
‫يمكون الذي سوغ البتداء بالنمكا ر ة هو ما في المنمكا ر من التعظيم‬
‫، فالتعظيم المكامن في تنمكيا ر لفظ }كتاب{ هو الذي سوغ البتداء‬
‫بالنمكا ر ة ، وبناء عليه تمكون جملة }أبنزلناه{ رخبا ر أول و}مبارك{ رخبا ر‬
‫ثابني ، و}ليدبا روا{ متعلق بـ}أبنزلناه{)8(.‬
‫وقوله }أبنزلناه{ يعني القا رآن)9(، وصفه بأبنه أبنزله من عنده‬
‫سبحابنه وتعالى، وبنسب الفعل إليه بنون العظمة إشار ة إلى‬
‫عظمة القا رآن المنزل من عنده سبحابنه وتعالى)01(، وفي هذا‬
‫الجملة بيان لما ر مهم أل وهو أن النبي صلى ا عليه وسلم لم‬
‫يخطه بيمينه‬

‫}وما كنت تتلو من قبله من كتاب ول تخطه بيمينك{]العنمكبوت:‬

‫84[ فلم يمكتبه بقلمه ، ولم يأت به من عند بنفسه ، بل هو من‬
‫عند ا سبحابنه وتعالى ، ويؤكد ذلك سبحابنه وتعالى بقوله‬
‫}إليك{ فلم يصدر عنه ولمكنه أبنزل إليه.‬
‫وفي قوله تعالى:} إليك{ إيحاء بأن في إبنزاله على سيد‬
‫البنبياء والما رسلين بيان لعظمة هذا المكتاب )11(، فالمتحدث‬
‫بمضمون هذا المكتاب رب العالمين ، والمنزل له جبا ريل عليه‬
‫السلم سيد الملئمكة أجمعين ، ومبلغه محمد صلى ا عليه‬
‫7‬

‫)( فتح القديا ر:494/4 ، روح المعابني:181/21 .‬

‫8‬

‫)( التحا ريا ر والنتويا ر:152/32 .‬

‫9‬

‫)( تفسيا ر النسفي:16/4‬

‫01‬

‫)( بنظم الدرر:183/6 ، فتح القديا ر:494/4 ، الدر المصون:373/9‬

‫11‬

‫)( بنظم الدرر: 183/6‬
‫9‬
‫تدبا ر القا رآن المكا ريم .. الحمكم والحمكمة‬

‫وسلم سيد البنبياء والما رسلين ، فحا ري بمكتاب ما ر على هذه‬
‫ّ‬
‫السلسلة العظيمة من أن يؤرخذ به ، وحا ري أن يجعل منهاج حيا ة‬
‫ ُ‬
‫.‬
‫المبحث الثابني: أثا ر القا رآن على تاليه }مبارك{:‬
‫المبارك: هو المنبثة فيه البا ركة وهي الخيا ر المكثيا ر ، وجميع‬
‫آيات القا رآن المكا ريم تحمل في طيها الخيا ر المكثيا ر ، فهي ما رشد ة‬
‫إلى كل رخيا ر ، وصارفة عن كل شا ر في العاجلة والجلة )21(،‬
‫"والبا ركة ثبوت الخيا ر اللهي في الشيء ، .. ولما كان الخيا ر‬
‫اللهي يصدر من حيث ل يحس على وجه ل يحصى ول يحصا ر‬
‫ ُ‬
‫ ُ ُّبَ رُّ‬
‫قيل لمكل ما يشاهد ُ منه زياد ة تغيا ر محسوسة هو مبارك، وفيه‬
‫ ُ ُّبَ ُّبَ‬
‫با ركة" )31(، ووصف ا القا رآن المكا ريم في موضع من كتاب بأبنه‬
‫مبارك فقال }وهذا ذكا ر مبارك أبنزلناه{]البنبياء:05[.‬
‫{ٌ‬
‫{ٌ‬
‫وقوله }مبارك{ صفة أرخا رى لمكتاب )41(، وقيل مبتدأ آرخا ر مبين‬
‫لما قبله على طا ريق الستئناف ، وقيل رخبا ر ثان للمبتدأ ، وقيل ل‬
‫يجوز أن يمكون صفة أرخا رى لمكتاب ؛ لما تقا رر من أبنه ل يجوز‬
‫تأرخيا ر الوصف الصا ريح عن تغيا ر الصا ريح، وأجازه بعض النحا ة ،‬
‫والتقديا ر: القا رآن كتاب أبنزلناه إليك يا محمد كثيا ر الخيا ر والبا ركة )51(،‬
‫21‬

‫)( التحا ريا ر والتنويا ر:152/32‬

‫31‬

‫)( مفا ردات ألفاظ القا رآن:911.‬

‫41‬

‫)( تفسيا ر النسفي:16/4 ، البحا ر المحيط:973/7‬

‫51‬

‫)( فتح القديا ر:494/4، روح المعابني"181/21 ، الدر المصون: 373/9-473‬
‫01‬
‫تدبر القرآن الكريم .. الحكم والحكمة‬

‫وقرئ }مباركا { منصوبا على الحال من مفعول }أنزلناه { )61(، فهي‬
‫حال لمزمة لن البركة ل تفارقه )71(، والمبارك "دائم الخير كثير‬
‫ ٌ‬
‫النفع ؛ ثابت كل ما فيه ثباتا ل يزول أبدا ول ينسخه كتاب ول‬
‫ ٌ‬
‫شيء" )81(، وقال ابن عطاء: "مبارك على من يسمعه منك‬
‫فيفهم المراد منه وفيه ويحفظ آدابه وشرائعه ومواعظه أولى‬
‫العقول السليمة الراجحة ")91(، فجعل البركة خاصة بمن امتثل‬
‫أمر ا واستجاب لمراده ، وقال اللوسي:"أي كثير المنافع‬
‫الدينية والدنيوية خبر ثان للمتبدأ أو صفة }كتاب {")02(،‬
‫قال ابن عطية:"وصفه بالبركة ... لنه يورث الجنة وينقذ من‬
‫النار ، ويحفظ المرء في حال الحياة الدنيا ويكون سبب رفعة‬
‫شأنه في الحياة الخرة" )12(، ومفاد كلمه أن من لم يستجب‬
‫لمر القرآن ويطوع نفسه لتعاليمه ، ولم ينفعه القرآن بأن أنقذه‬
‫من النار وأدخله الجنة لم ينتفع ببركة القرآن ، بمعنى أن قارئ‬
‫القرآن لن ينال من بركة القرآن إل بقدر ما يستجيب لمر القرآن‬
‫ويسير على هديه ، ويطبقه على واقع حياته ، فبركة القرآن ل‬
‫حدود لها ، ويغترف منها كل قارئ بحسب تطبيقه لتعاليمه.‬
‫61‬

‫)	( فتح القدير:494/4 ، البحر المحيط:973/7 ، روح المعاني: 181/21‬

‫71‬

‫)	( روح المعاني: 181/21 ، الدر المصون:473/9‬

‫81‬

‫)	( نظم الدرر:183/6‬

‫91‬

‫)	( حقائق التفسير:581/2‬

‫02‬

‫)	( روح المعاني: 181/21‬

‫12‬

‫)	( المحرر الوجيز:205/4‬
‫11‬
‫تدبر القرآن الكريم .. الحكم والحكمة‬

‫المبحث الثالث: الحكمة من إنزاله }ليدبروا آياته {.‬
‫َّ‬
‫التدبر: "هو التفكر والتأمل الذي يبلغ به صاحبه معرفة‬
‫المراد من المعاني، وإنما يكون ذلك في كل م قليل اللفظ كثير‬
‫المعاني التي أودعت فيها بحيث كلما امزداد المتدبر تدبرا‬
‫انكشفت له معان لم تكن بادية له بادئ النظر")22(،‬
‫وتدبر اليات يكون بالنظر في عواقبها وما تشير من دللت‬
‫وعبر، وما توصل إليه من المعاني الباطنة الخفية، والنكت‬
‫اللطيفة، والتي ل تحصل إل بطول التأمل والنظر في كتاب ا‬
‫تعالى، وبذلك تحصل الفائدة المرجوة من تلوة القرآن الكريم،‬
‫ومثل من يشتغل بحفظ الحروف والكلمات دون أن يغوص في‬
‫معانيها مدلولتها كمن لديه لقحة درور ل يحلبها، ومهرة نتوج ل‬
‫يستولدها، ومن كان على تلك الحالة كان جديرا بأن ل يستفيد‬
‫من كتاب ا الفائدة المرجوة)32(، قال الحسن:"تدبر آيات ا‬
‫اتباعها")42(، وأخرج سعيد بن منصور عن الحسين رضي ا عنه‬
‫أنه قال في قوله }ليدبروا آياته { "اتباعه بعمله" )52(.‬
‫لما أنزل ا كتابه على عباده وضمنه تعاليمه، أراد من‬
‫عباده أن يتخذوا هذا القرآن دستورا ومنهجا يسيرون عليه‬
‫ويرجعون إليه، ويحتكمون إلى تعاليمه وآياته، ولن يحصل ذلك‬
‫22‬

‫)	( التحرير والتنوير:252/32‬

‫32‬

‫)	( نظم الدرر:183/6‬

‫42‬

‫)	( الجامع لحكا م القرآن:621/8 .‬

‫52‬

‫)	( الدر المنثور: 875/5‬
‫21‬
‫تدبر القرآن الكريم .. الحكم والحكمة‬

‫إل بتدبر آياته وفهم عباراته، والوقوف على مقصود ا سبحانه‬
‫وتعالى من كتابه، ولما كان حصول المقصود من إنزال القرآن‬
‫الكريم ل يتم إل بالتدبر لهذا الكتاب الكريم أمر ا بذلك فقال‬
‫}ليدبروا آياته { "وأصله }ليتدبروا { فأدغمت التاء في الدال، متعلق‬
‫بـ}أنزلناه {)62(، ومعناه ليتفكروا فيها، فيقفوا على ما فيه ويعملوا‬
‫به ، وعن الحسن:"قد قرأ هذا القرآن عبيد وصبيان ل علم لهم‬
‫ ٌ‬
‫بتأويله، حفظوا حروفه وضيعوا حدوده")72(، قال الما م‬
‫الزمخشري:"تدبر اليات التفكر فيها والتأمل الذي يؤدي إلى‬
‫معرفة ما يدبر ظاهرها من التأويلت الصحيحة والمعاني‬
‫الحسنة، لن من اقتنع بظاهر المتلو لم يحل)82( منه بكثير‬
‫َ ُلْ )ُ‬
‫ ّ‬
‫طائل)92(.‬
‫ثم عقب بذكر الغاية من إنزال القرآن الكريم وهو التدبر)03(،‬
‫قال أبو عبد الرحمن السلمي:قال بعضهم: ل سبيل إلى فهم‬
‫كتاب ا إل بقراءته والتفكر والتيقظ والتذكر وحضور القلب‬
‫فيه)13(، وقال بعضهم: من أصابته بركة القراءة رمزق التدبر في‬
‫آياته ، ومن رمزق التدبر لم يحر م التذكر والتعاظ به)23(، قال‬
‫62‬

‫)	( نظم الدرر:183/6، فتح القدير:494/4‬

‫72‬

‫)	( محاسن التأويل:79/6.‬

‫82‬

‫)	( أي لم يستفد منه كبير فائدة.‬

‫92‬

‫)	( تفسير الزمخشري:09/4.‬

‫03‬

‫)	( نظم الدرر:183/6‬

‫13‬

‫)	( حقائق التفسير:581/2.‬

‫23‬

‫)	( حقائق التفسير:581/2‬
‫31‬
‫تدبر القرآن الكريم .. الحكم والحكمة‬

‫الما م الطبري:ليتدبروا حجج ا التي فيه، وما شرع فيه من‬
‫شرائعه، فيتعظوا ويعملوا به)33(.‬
‫وقوله }ليدبروا { متعلق بـ}أنزلناه {، ويجومز أن يكون متعلقا‬
‫َّ‬
‫بمحذوف يدل عليه، وأصله ليتدبروا بتاء بعد الياء،.. وبه قرأ علي‬
‫رضي ا عنه، والمراد أنزلناه ليتفكروا في آياته التي من جملتها‬
‫هذه الية المعربة عن أسرار التكوين والتشريع فيعرفوا ما يدبر‬
‫ويتبع ظاهرها من المعاني الفائقة والتأويلت اللئقة)43(،‬
‫ومضمون الية يشير إلى حكمة إنزال القرآن ، فلم ينزله ا‬
‫تعالى ليتباهى الناس ، ويتمارى به الحفاظ ، دون اعتناء‬
‫بمضمونه، واستخراج لمكنونه، وأخذ بمراده ومطلوبه، قال ابن‬
‫عطية:وظاهر هذه الية يعطي أن التدبر من أسباب إنزال‬
‫القرآن، فالترتيل إذا أفضل من الهذإ ّ إذ التدبر ل يكون إل مع‬
‫الترتيل)53(، فالتأني في التلوة له أثر كبير في حصول التدبر، إذ‬
‫كيف يتدبر آيات القرآن من ينظر إلى آخر السورة، أو يستهويه‬
‫الكم، ول يبالي بالكيف.‬
‫ُّ‬
‫وقد وردت في قوله تعالى } ليدبروا{ عدة قراءات :‬
‫القراءة الولى: }ليدبروا { وهي قراءة الجمهور بإدغا م التاء‬
‫َّ‬
‫في الدال )63(، وفيه بيان علة إنزال هذا الكتاب، وأن الهدف من‬
‫33‬

‫)	( تفسير الطبري:675/01.‬

‫43‬

‫)	( روح المعاني:181/21‬

‫53‬

‫)	( المحرر الوجيز:305/4‬

‫63‬

‫)	( النشر : 163/2‬
‫41‬
‫تدبر القرآن الكريم .. الحكم والحكمة‬

‫إنزاله هو تلوته و تدبره )73(، وتوجيه المر إلى عمو م الناس ل‬
‫يفيد بأن المر منصرف عنه صلى ا عليه وسلم بل إن المر‬
‫بالتدبر موجه إليه صلى ا عليه وسلم ابتداء إذ هو المبلغ لكل م‬
‫ ً‬
‫ا ، فهو داخل في المر ابتداء ، ولقد كان عليه الصلة والسل م‬
‫ ً‬
‫في غاية التدبر والتفكر لكتاب ا تعالى )83(، وفي قراءة‬
‫التشديد وإدغا م التاء في الدال إشارة إلى أنه لبد من تدبر‬
‫وتأمل كل ما يقرع السمع من آيات وكلمات، وتأمل ما ترمي إليه‬
‫من معاني ل تظهر بادئ المر، ول تنجلي معانيها إل بشيء من‬
‫الجهد والتأمل الذي يوحي إليه التشديد على الدال في قوله‬
‫)ُ‬
‫}ليدبروا {، ولما كان السياق للذكر، وأسند إلى خلصة الخلق –‬
‫)ُ‬
‫َّ‬
‫محمد صلى ا عليه وسلم بقوله }إليك {- وكان استحضار ما كان‬
‫عند النسان وغفل عنه ل يشق لظهوره، أظهر التاء حثا على‬
‫بذل الجهد في إعمال الفكر والمداومة على ذلك؛ فإنه يفضي‬
‫بعد المقدمات الظنية إلى أمور يقينية قطعية إما محسوسة أولها‬
‫شاهد في الحس فقال:}وليتذكر { )93(، قال الما م‬
‫الزجاج:المعنى هذا كتاب ليدبروا آياته، وليفكروا في آياته ،‬
‫وفي أدبار أمورهم أي عواقبها)04(.‬

‫73‬

‫)	( نظم الدرر:183/6 ، البحر المحيط:973/7 ، جامع البيان:675/01‬

‫83‬

‫)	( نظم الدرر:183/6‬

‫93‬

‫)	( نظم الدرر:283/6‬

‫04‬

‫)	( معاني القرآن وإعرابه: 923/4.‬
‫51‬
‫تدبر القرآن الكريم .. الحكم والحكمة‬

‫القراءة الثانية: }لتدبروا { وقرأ أبو جعفر )14( وشيبة بالتاء‬
‫َ َ َّ )ُ‬
‫الفوقية على الخطاب للنبي صلى ا عليه وسلم وأتباعه‬
‫وأصحابه بحذف إحدى التاءين )24(، وهي رواية عن عاصم)34(،‬
‫ورويت هذه القراءة عن عاصم والكسائي)44(، وهي قراءة‬
‫علي رضي ا عنه )54(، ورويت عن العشى)64(، والصل لتتدبروا‬
‫بتاءين، فحذف إحداهما تخفيفا)74(، وفي هذه القراءة توجيه‬
‫اشتراك المة بالتوجيه الرباني بأن تتدبر كتاب ربها سبحانه‬
‫وتعالى، فهي مقصودة بالتدبر مخاطبة به، قال الما م‬
‫الشوكاني:وفي الية دليل على أن ا إنما أنزل القرآن للتدبر‬
‫والتفكر في معانيه، ل لمجرد التلوة بدون تدبر)84(، قال الما م‬
‫القرطبي:وفي هذا دليل على وجوب معرفة معاني القرآن‬
‫ودليل على أن الترتيل أفضل من الهذ، إذ ل يصح التدبر مع‬
‫إ ّ‬
‫الهذ)94(، ولعله يريد أن التدبر ل يتأتى مع التلوة السريعة ، قال‬
‫14‬

‫)	( النشر: 163/2‬

‫24‬

‫)	( تفسير النسفي: 16/4 ، جامع البيان:675/01 ، البحر المحيط:973/7 ،‬
‫إعراب القراءات الشواذ:593/2‬

‫34‬

‫)	( المبسوط: 913 ، مزاد المسير:333/6‬

‫44‬

‫)	( جامع البيان:496‬

‫54‬

‫)	( مختصر في شواذ القرآن ،:031.‬

‫64‬

‫)	( التذكرة ، لبن غلبون:425/2 .‬

‫74‬

‫)	( فتح القدير:494/4 ، التحرير والتنوير:252/32 ، الدر المصون:473/9‬

‫84‬

‫)	( فتح القدير:494/4‬

‫94‬

‫)	( تفسير القرطبي )الجامع لحكا م القرآن للقرطبي	(:621/81‬
‫61‬
‫تدبر القرآن الكريم .. الحكم والحكمة‬

‫الما م الشنقيطي:أما كون تدبر آياته من حكم إنزاله فقد أشار‬
‫ِ‬
‫إليه في بعض اليات، بالتخصيص على تدبره ، وتوبيخ من لم‬
‫يتدبره ، كقوله‬

‫}أفل يتدبرون القرآن أ م على قلوب أقفالها {، وقوله }أفل‬

‫يتدبرون القرآن ولو كان من عند غير ا لوجدوا فيه اختلفا كثيرا {، }أفلم‬

‫يدبروا القول أ م جاءهم ما لم يأت آباءهم الولي {)05(.‬

‫05‬

‫)	( أضواء البيان:43/7‬
‫71‬
‫تدبر القرآن الكريم .. الحكم والحكمة‬

‫المبحث الرابع: نتيجة التدبر }وليتذكر ألوا اللباب {.‬
‫لقد بين المولى سبحانه وتعالى الحكمة البالغة من إنزال‬
‫كتابه ، وأنه إنما أنزله ليتدبره المؤمنون ، ويعتبروا بما فيه من‬
‫اليات والذكر الحكيم ، فتورثهم ذكرى ، وخوفا وخشية ، فثمرة‬
‫التدبر هي التذكر ، والستجابة لمر ا سبحانه وتعالى ، ولذلك‬
‫أعقب التدبر حصول أثره ، فليس بعد التدبر إل حصول الذكرى‬
‫لولي اللباب ، ولذلك قال }وليتذكر ألوا اللباب { أي وليتعظ بالقرآن‬
‫أولوا العقول )15(، واللباب جمع لب ، واللب هو العقل‬
‫الخالص من الشوائب، وسمي بذلك لكونه خالص ما في‬
‫)ُ‬
‫ ٍ‬
‫النسان من معانيه ، وقيل هو ما مزكى في العقل ، فكل لب‬
‫عقل وليس كل عقل لبا، ولهذا علق ا تعالى الحكا م التي ل‬
‫ ٌ‬
‫يدركها إل العقول الزكية بأولي اللباب )25(، قال اللوسي:أي‬
‫وليتعظ به ذوو العقول الزاكية الخالصة من الشوائب أو‬
‫ليستحضروا ما هو كالمركومز في عقولهم لفرط تمكنهم من‬
‫معرفته لما نصب عليه من الدلئل فإن إرسال الرسل وإنزال‬
‫الكتب لبيان ما ل يعرفه إل من جهة الشرع كوجوب الصلوات‬
‫الخمس، والرشاد إلى ما يستقل العقل بإدراكه كوجود الصانع‬
‫جل جلله وعم نواله)35(، قال ابن جرير:وليعتبر ألوا العقول‬
‫والحجا ما في الكتاب من اليات، فيرتدعوا عما هم عليه‬
‫15‬

‫)	( تفسير النسفي: 16/4 ، فتح القدير:494/4‬

‫25‬

‫)	( مفردات ألفاظ القرآن:337 ، فتح القدير:494/4.‬

‫35‬

‫)	( روح المعاني:181/21-281‬
‫81‬
‫تدبر القرآن الكريم .. الحكم والحكمة‬

‫مقيمين من الضللة، وينتهوا إلى ما دلهم عليه من الرشاد‬
‫وسبيل الصواب)45(، قال الحسن البصري:وا ما تدبره بحفظ‬
‫حروفه وإضاعة حدوده حتى إن أحدهم ليقول قرأت القرآن كله‬
‫فما أسقطت منه حرفا وقد وا أسقطه كله، ما يرى للقرآن‬
‫عليه أثر في خلق ول عمل، وا ما هو بحفظ حروفه وإضاعة‬
‫حدوده ، وا ما هؤلء بالحكماء ول الومزعة، ل كثر ا في‬
‫َّ‬
‫الناس مثل هؤلء )55(، وخلصة كل م الئمة أن ا إنما أنزل‬
‫كتابه ليفهم مضمونه ، ويطبق على واقع حال المسلم ، فليس‬
‫الهدف من إنزال القرآن الترنم بتلوته والتمايل عند قراءته ،‬
‫والتغني بآياته ، والتفنن بقراءات ورواياته ، وإظهار روعة الداء ،‬
‫وجودة التجويد ، واستعراض البراعة في قوة حفظه ، والتباهي‬
‫بجميع ذلك ؛ مع إغفال جانب الفهم والتدبر والتفَكر في آياته ،‬
‫َّ ُّ ِ‬
‫والنصراف عن تلقف معاني وتوجيهاته بالعمل والتطبيق ،‬
‫ولذلك فقد خص ا التذكر وقصره على أولي اللباب ، وذلك‬
‫َّ‬
‫هو القصد والمراد من إنزال القرآن على سيد النبياء‬
‫والمرسلين ، فإن ا تعالى أعقب الخبار بإنزال القرآن على‬
‫محمد صلى ا عليه وسلم بأمر مهم لبد أن يرافق النزال‬
‫ويحصل معه ، وهو التدبر ومن ثم التذكر والعتبار والنقياد ،‬
‫والملحظ أن ا أعقب الخبار بإنزال القرآن المر بالتدبر‬
‫مباشرة ، ولم يذكر الحلقة التي تصل بين إنزال القرآن والتدبر‬
‫45‬

‫)	( جامع البيان:675/01‬

‫55‬

‫)	( تفسر ابن كثير:43/4، محاسن التأويل:79/6 .‬
‫91‬
‫تدبر القرآن الكريم .. الحكم والحكمة‬

‫وهي التلوة ، حيث لم يقل )كتاب أنزلناه إليك ليقرؤوا ويتدبروا‬
‫آياته ..	(، وفي ذلك إشارة إلى أهمية المبادرة إلى التدبر الذي‬
‫يعقبه التذكر والعتبار ، وذلك يؤكد أهمية استحضار جانب التدبر‬
‫أثناء القراءة ، بل يجب على المسلم أن يهيئ نفسه لتدبر القرآن‬
‫قبل أن يشرع بتلوته.‬

‫02‬
‫تدبر القرآن الكريم .. الحكم والحكمة‬

‫المبحث الخامس: حال السلف مع تدبر القرآن الكريم:‬
‫للسلف مع تدبر القرآن الكريم أحوال وأخبار ، ومن ذلك ما‬
‫روي عن مسروق قال: قال لي رجل من أهل مكة ؛ هذا مقام‬
‫أخيك تميم الداري ، لقد رأيته ذات ليلة حتى أصبح أو قرب أن‬
‫أ َ َبُ أ َ‬
‫يصبح يقرأ بآية من القرآن يركع فيها ويسجد‬

‫ويبكي }أم حسب‬

‫الذين اجترحوا السيئات أن نجعلهم كالذين آمنوا وعملوا الصالحات سواء‬

‫محياهم ومماتهم ساء ما يحكمون{]الجاثية :12[)65(، وعن ابن عباس‬
‫رضي ا عنه قال: لن أقرأ في ليلة سورة أتدبرها وأفكر فيها‬
‫ِّ‬
‫أحب ألي من أن أقرأ القرآن)75(، قال الليث ويلغنا أن رجال ق ً قال‬
‫لبن مسعود رضي ا عنه قرأت المفصل في ركعة ، فقال له‬
‫ابن مسعود رضي ا عنه: هذ ًا كهذ الشعر ، أو نثر ًا كنثر الدقل‬
‫ِّ‬
‫َّ‬
‫)85(، وصلى الربيع بن خثيم فقرأ بآية حتى أصبح‬

‫}أم حسب الذين‬

‫اجترحوا السيآن أن نجعلهم كالذين آمنوا وعملوا الصالحات{]الجاثية:12[‬
‫فجعل يرددها حتى أصبح )95(، وردد النبي صلى ا عليه وسلم آية }إن‬
‫تعذبهم فإنهم عبادك وإن تغفر لهم فإنك أنت العزيز الحكيم{]المائدة:811[‬

‫)06( ، وعن سعيد بن عبيد قال رأيت سعيد بن جبير وهو يؤمهم‬
‫في رمضان يردد هذه الية‬

‫}إذ اللغالل في أعناقهم{]لغافر:17[ و}يا أيها‬

‫65‬

‫)	( فضائل القرآن للمستغفري:161/1 .‬

‫75‬

‫)	( كتاب فضائل القرآن للمستغفري:161/1.‬

‫85‬

‫)	( كتاب فضائل القرآن للمستغفري:261/1.‬

‫95‬

‫)	( رواه ابن أبي شيبة رقم الثر:1738 .‬

‫06‬

‫)	( سنن ابن ماجة ، باب ما جاء في القراءة في صالة الليل، حديث رقم‬
‫0531‬
‫12‬
‫تدبر القرآن الكريم .. الحكم والحكمة‬

‫النسان ما لغرك بربك الكريم{]النفطار:6[ يرددها مرتين أو ثالثا )16(،‬
‫وروي عن محمد بن كعب القرظي رضي ا عنه يقول :لن‬
‫أقرأ }إذا زلزلت{و}القارعة{ ليلة أرددهما وأتفكر فيهما أحب إليَّ‬
‫من أن أبيت أهذ القرآن )26(، وقال عبد ا بن مسعود رضي‬
‫ُّ‬
‫ا عنه:ل تهذوا القرآن كهذ الشعر ول تنثروه نثر الدقل وقفوا‬
‫عند عجائبه وحركوا به القلوب)36(، وسئل مجاهد عن رجلين‬
‫قرأن أحدهما البقرة وقرأ الخر البقرة وآل عمران فكان‬
‫ركوعهما وسجودهما وجلوسهما سواء أيهما أفضل ، قال الذي‬
‫قرأ البقرة، ثم قرأ مجاهد‬

‫}وقرآنا فرقناه لتقرأه على الناس على مكث‬

‫ونزلناه تنزيال{]السراء:601[، والثار في شأن السلف مع تدبر القرآن‬
‫ق ً‬
‫الكريم كثيرة ، نكتفي بهذه اللماحة اليسيرة.‬

‫16‬

‫)	( ابن أبي شيبة برقم:9638‬

‫26‬

‫)	( ابن أبي شيبة برقم:2378‬

‫36‬

‫)	( ابن أبي شيبة برقم:3378‬
‫22‬
‫تدبر القرآن الكريم .. الحكم والحكمة‬

‫المبحث السادس: طريقة اكتساب ملكة التدبر:‬
‫تدبر القرآن الكريم أمر مبذول لكل من قرأ آياته ، ويمنحه‬
‫ ٌ‬
‫المولى سبحانه وتعالى لكل من أشتغل به ، وأعمل ذهنه فيه ،‬
‫وقد بين ا أن القرآن ألغلبه مفهوم المعنى ، واضح الدللة،‬
‫فقال: }منه آيات محكمات هن أم الكتاب{]آل عمران:7[، فال يستعصي‬
‫على الفهام ، ول تكل في فهمه الذهان ، ول تقف أمام مراده‬
‫العقول ، بل هو ظاهر المعنى ، واضح المراد ، ولذلك أنزله ا‬
‫بلسان قومه ليسهل عليهم فهمه ، وليكون في متناول الجميع ،‬
‫فيفهمه العامي قبل العالم ، ويدركه الصغير والكبير ، فإذا فهم‬
‫المعنى والمراد حصل التدبر والتأمل.‬
‫وبما أن القرآن الكريم قريب من الفهام ، يسهل تدبره ،‬
‫ويمكن إعمال الذهن فيه ، فقد أمر ا عباده بتدبره ، ومحاولة‬
‫فهم مراميه ومقاصده ، ومن المعلوم أن ا ل يأمر عباده إل‬
‫بما يقدرون عليه ، ويسهل انقيادهم إليه ، ويمكنهم القيام به ،‬
‫ومن لغير الصواب أن يؤمر العاجز بما ل يقدر عليه ، فتبين بما‬
‫مضى أن ا أمر عباده بما يمكنهم الستجابة له والقيام به ،‬
‫وقد أمرهم بتدبر القرآن والتذكر بما فيه من وعد ووعيد ، وأمر‬
‫ونهي وزجر شديد ، ومن عجيب شأن تدبر القرآن الكريم أن‬
‫لفظه يحتمل ما فيه معاني ودللت إذا لم تعارض مقاصد الدين‬
‫وأصوله ، ولم يعارضه صريح تفسير المصطفى صلى ا عليه‬

‫32‬
‫تدبر القرآن الكريم .. الحكم والحكمة‬

‫وسلم ، ومع ذلك فهو لغني بالهدايات التي من الممكن‬
‫استنباطها من آياته وكلماته.‬
‫لقد اعتنى العلماء بتدبر القرآن الكريم فألفوا فيه المؤلفات‬
‫، وقعدوا لتدبره القواعد ، ومن تلك المؤلفات :‬
‫1. مفاتيح تدبر القرآن الكريم للدكتور خالد بن عبد‬
‫الكريم الالحم.‬
‫2. تدبر القرآن تأليف سلمان بن عمر السنيدي.‬
‫3. تفهيم القرآن العظيم تأليف محمد فاروق الزين.‬
‫4. قواعد تدبر القرآن لعبد الرحمن حبنكة الميداني.‬
‫ولغيرها كثير ، وقد اختلفت مناهجها وأساليبها في تناول‬
‫جانب التدبر، فمنها من وقف على مضامين السور ونظر إلى‬
‫معانيها ، وما يدور عليه مضمونها ، ومنها ما وقف على تحديد‬
‫الطار العام للتدبر ، وكيفية اكتساب مهارة التدبر لكتاب ا‬
‫تعالى ، فمدار تلك الكتب على الجانب التطبيقي والنظري.‬
‫المبحث السابع: برنامج مقترح لتربية طالب الحلقات على‬
‫تدبر القرآن الكريم:‬
‫من أهم ثمرات هذا البحث المختصر ، ومن أهم الفوائد‬
‫التي نجنيها من تدبر هذه الية ؛ هو أن نقوم بتربية أبنائنا على‬
‫تدبر آيات القرآن الكريم ، وسأقترح برنامجا وأسلوبا لتربية طالب‬
‫حلقات تحفيظ القرآن الكريم على تدبر آيات كتاب ا تعالى،‬
‫وذلك من خالل الخطوات التالية:‬
‫42‬
‫تدبر القرآن الكريم .. الحكم والحكمة‬

‫1. بيان أهمية تدبر القرآن الكريم.‬
‫2. تحديد يوم خاص بتدبر القرآن يطلق عليه يوم‬
‫التدبر، يتولى المدرس تفسير آيات يسيرة واستثارة‬
‫أذهان الطالب لتدبرها.‬
‫3. تحديد مقدار معين ل يتجاوز عشر آيات ليقوم الطالب‬
‫بتدبره.‬
‫4. يفضل حث الطالب على قراءة تفسير اليات قبل‬
‫الحضور إلى الحلقة.‬
‫5. تقسيم الطالب إلى مجموعات كل مجموعة تتكون‬
‫من 3-5 طالب.‬
‫6. تقوم كل مجموعة بقراءة اليات ومحاولة استخالص‬
‫ما فيها من دروس وهدايات ومعاني ودللت.‬
‫7. يشرف المعلمون والمعلمات على مجموعات الطالب‬
‫أثناء فترة التدبر ، وذلك من خالل توجيههم التوجيه‬
‫الصحيح للوصول إلى التدبر الصحيح لكتاب ا تعالى.‬
‫8. تكليف شخص من كل مجموعة بعرض وبيان فائدة‬
‫أو أكثر من فوائد تدبر اليات.‬
‫9. الشادة بالمجموعة المتميزة في تأملها واستخالص‬
‫الفوائد من اليات.‬
‫01. حث الطالب على نقل هذه الفوائد إلى من وراءهم‬
‫من أهل وأسرة.‬

‫52‬
‫تدبر القرآن الكريم .. الحكم والحكمة‬

‫11. بيان كيفية الستفادة من تدبر اليات ، وكيفية تطبيقها‬
‫على أرض الواقع.‬

‫62‬
‫تدبر القرآن الكريم .. الحكم والحكمة‬

‫المبحث السابع:‬
‫الموازنة بين الحفظ والتدبر في حلقات تحفيظ القرآن الكريم:‬

‫إن المتأمل لدور حلقات تحفيظ القرآن الكريم يالحظ أنه‬
‫قائم فقط على متابعة حفظ الطالب لليات عن ظهر قلب، مع‬
‫أن المقصود الهم هو تربية النشء على تعاليم القرآن ،‬
‫وحثهم على فهم معانيه ، والستفادة من هداياته وعظاته.‬
‫لقد جاءت النصوص الشرعية محذرة من القتصار على‬
‫حفظ اللفظ ، بعيد ًا عن فهم المعاني السامية التي تحملها‬
‫اليات ، مبينة مغبة ذلك على الفرد والمجتمع ، فمن لم تربي‬
‫ق ً‬
‫معاني اليات قلبه ولم تكسبه الخشوع والخشية ، فإنها حتما‬
‫ستحمله على التعالم والتعالي واللغترار بحفظ رسم القرآن ،‬
‫دون فهم لما يحويه نظمه أو تحمله كلماته ، وقد جاءت الثار‬
‫ ٍ‬
‫مبينة بعض معالم من اقتصر على حفظ رسمه دون فهم دللة‬
‫نظمه ، ومنتقدة قصورهم في ذلك ، فقال حذيفة رضي ا‬
‫عنه يصف أولئك:إن من أقرأ الناس منافقا ل يترك واو ًا ول ألفا‬
‫يلفته بلسانه كما تلتفت البقرة الخال بلسانها ل يتجاوز ترقوته‬
‫)46(، وأن ذلك الحفظ لم يعمق اليمان في قلوبهم ولذلك تراهم‬
‫يمرقون من الدين كما يمرق السهم من الرمية)56(، فهم على‬
‫شفا جرف هار ، يعبدون ا على حرف ، وسرعان ما ينكصون‬
‫ ٍ‬
‫ ٍ‬
‫46‬

‫)	( ابن أبي شيبة برقم:6378‬

‫56‬

‫)	( صحيح البخاري ، كتاب استتابة المرتدين والمعاندين وقتالهم ، باب قتل‬
‫الخوارج والملحدين بعد إقامة الحجة عليهم ، حديث رقم:1396 ص:9721 .‬
‫72‬
‫تدبر القرآن الكريم .. الحكم والحكمة‬

‫على أعقابهم ، وقال عليه الصالة والسالم مبينا بعض عالماتهم‬
‫التي توحي بإيمان عميق ، وتمسك بالدين راسخ ، ولكنهم في‬
‫الحقيقة على خالف ذلك بسبب خلو قلوبهم وعقولهم من الفهم‬
‫والمعرفة بكتاب ا تعالى تحقرون صالتكم إلى صالتهم‬
‫وصيامكم إلى صيامهم  ، فهم يقيمون حروفه ويضيعون‬
‫حدوده ، وبالتالي تتضح أهمية اجتماع المرين الحفظ والفهم‬
‫الناشيء عن تدبر كتاب ا تعالي ، ثم العمل بما حفظ ،‬
‫لذا فإن من أهم الوجبات على المؤسسات التي تتولى‬
‫الشراف على حلقات تحفيظ القرآن الكريم أن تراعي الجانبين‬
‫وتوازن بين الطرفين .‬
‫يترتب على ما مضى من بيان خطورة القتصار على الحفظ‬
‫بعيد ًا عن الفهم ، أهمية تغليب جانب الفهم على جانب الحفظ ،‬
‫وأن الحافظ لن يحوز فضل حفظ كتاب ا تعالى إل باستقامته‬
‫على ما أمر ا به في كتابه ، وذلك أنه إن خالف مدلول معانيه‬
‫فسيكون حجة عليه يوم القيامة ، وإن استقام عليه نال أعلى‬
‫الفضائل وارتقى أعلى الرتب ، ولذلك قال في الحديثيقال‬
‫لصاحب القرآن اقرأ وارتق ورتل كما كنت ترتل في الدنيا فإن‬
‫منزلتك عند آخر آية تقرؤها )66(، فقال صاحب القرآن ولم يقل‬
‫حافظ أو قارئ القرآن ، ومن المعلوم أن الصاحب هو المالزم‬
‫المتأثر بصاحبه من كثرة صحبته ، وقد ثبت عنه صلى ا عليه‬
‫66‬

‫)	( سنن أبي داود ، كتاب الصالة ، باب استحباب الترتيل في القراءة ، حديث‬
‫رقم:‬
‫82‬
‫تدبر القرآن الكريم .. الحكم والحكمة‬

‫وسلم أن أول من تسعر بهم النار يوم القيامة ثالثة ، قارئ‬
‫القرآن والمجاهد والعالم ، وأول أولئك الثالثة قارئ القرآن‬
‫الذي ل يعمل به )76(، وقد ذكر المصطفى صلى ا عليه وسلم‬
‫أن شفاعة القرآن الكريم لصحابه )86(، وفي ذلك إيضاح وبيان‬
‫لسمات أهل القرآن وأنهم هم الذين يعملون به في الدنيا ،‬
‫وليس الذين يحفظونه في صدورهم فحسب ، و الدليل على‬
‫ذلك أن ا وبخ الذين ل يتدبرونه ولم يوبخ الذين ل يحفظونه‬
‫عن ظهر قلب ، فقال‬
‫42[ ، وقال‬

‫}أفال يتدبرون القرآن أم على قلوب‬

‫أقفالها{]سورة محمد:‬

‫}أفال يتدبرون القرآن ولو كان من عند لغير ا لوجدوا فيه اختالفا‬

‫كثير ًا{]النساء:28[ ، وقال }أفلم يدبروا القول ...{]المؤمنون/86[ ، ولم يرد في‬
‫القرآن الكريم ما يدل على المر بالحفظ ، بل لم يرد المر بذلك‬
‫في السنة النبوية – على حد علمي -، وإنما ورد النهي عن‬
‫ِّ‬
‫نسيان آيات القرآن الكريم على قول من قال إن المراد هو‬
‫حفظ القرآن في آية سورة طه في قول ا‬

‫تعالى }كذلك أتتك‬

‫آياتنا فنسيتها وكذلك اليوم تنسى{]طه:621[ ، ووردت روايات ضعفية في‬
‫ذلك منثورة في كتب السنة.‬

‫76‬

‫)	( صحيح مسلم ، كتاب المارة ، باب من قاتل للرياء والسمعة استحق النار،‬
‫حديث رقم:5091 ص:058‬

‫86‬

‫)	( صحيح مسلم ، كتاب صالة المسافرين وقصرها ، باب فضل قراءة القرآن‬
‫وسورة البقرة ، رقم الحديث: 408‬
‫92‬
‫تدبر القرآن الكريم .. الحكم والحكمة‬

‫خاتمة البحث:‬
‫في ختام هذا البحث الذي يدور حول قضية تدبر القرآن‬
‫الكريم ، وما له من أهمية بالغة ، أمر بها المولى سبحانه‬
‫وتعالى نبيه محمد ًا صلى ا عليه وسلم ، ووجه عباده لتدبر‬
‫القرآن الكريم ، وما يترتب على ذلك من فهم معانيه ، وأخذها‬
‫والعمل بما تحويه من معاني وتوجيهات ، وكيف أن ا سبحانه‬
‫وتعالى أشار إلى أهمية التدبر ببيان الحكمة من إنزال القرآن‬
‫الكريم ، وأن جوهر القرآن ومكنونه ل يظهر إل لمن تأمله‬
‫وتدبره ، وتفكر فيه ، وأثار آياته ليعلم مكنونها ومضامينها ، ولن‬
‫يصل إلى تلك المعاني السامية إل من أدام النظر في آيات‬
‫القرآن الكريم ، وأشبعها تأمال ق ً وتدبر ًا ، وأولئك الذين أثنى ا‬
‫عليهم بقوله‬

‫}إنما المؤمنون الذين إذا ذكر ا وجلت قلوبهم ، وإذا تليت‬

‫عليهم آياته زادتهم إيمانا وعلى ربهم يتوكلون{]النفال:2[، وبناء على ذلك‬
‫ق ً‬
‫لبد أن نصحح مسار تعليم القرآن الكريم ، من خالل الجمع بين‬
‫الحفظ والتدبر للقرآن الكريم ، وتربية النشء على فهم معاني‬
‫اليات ، والنقياد لها ، وتطبيقها والعمل بها ، ليصبح الجيل قرآنا‬
‫يمشي على الرض ، يقرأ ويستجيب ، وبذلك يحوز الجيل على‬
‫المرين القرآن واليمان معا.‬
‫وصلى ا وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه‬
‫أجمعين.‬

‫03‬
‫تدبر القرآن الكريم .. الحكم والحكمة‬

‫التوصيات:‬
‫في نهاية هذا البحث المركز خلصت إلى النتائج التالية:‬
‫1. أن توجيها الكتاب والسنة حثت على تدبر القرآن الكريم‬
‫ليصبح عمال م ً محسوسا ، وأخالاقا وااقعية.‬
‫2. أن حفظ القرآن الكريم مطلب سام ، وهدف رفيع ، ولكن‬
‫ ٍ‬
‫ل غنى للحافظ عن التدبر والعمل بكتاب ا تعالى.‬
‫3. كثير من الجهات التي تعنى بتعليم القرآن الكريم تستفرغ‬
‫جهدها في تحفيظ القرآن وتصحيح التالوة ، وذلك جزء‬
‫مهم من عملية تعليم القرآن الكريم ، ولكنهم أغفلوا تنمية‬
‫جانب التدبر والعمل بالقرآن الكريم.‬
‫4. كثير من المؤسسات وااقعها ل يخدم أو يحقق أهدافها ، إذ‬
‫إن التربية على تعاليم القرآن الكريم هو الهدف الهم‬
‫والسمى التي تنشده ، ولكن وااقعها يملي عليها أهدافا‬
‫أخرى ولذلك تالحظ أن مخرجاتها ل تتوافق مع تلك‬
‫الهداف.‬
‫5. نحن بحاجة إلى أن نعيد النظر في طرق تعليمنا للقرآن‬
‫الكريم ، فالبد من وضع مناهج للمتعلمين تحفزهم على‬
‫تدبر القرآن الكريم وفهم معاني ، بل تكسبهم ملكة التدبر‬
‫لكتاب ا تعالى.‬

‫13‬
‫تدبر القرآن الكريم .. الحكم والحكمة‬

‫نسأل ا العظيم بمنه وكرمه أن يوفقنا‬
‫لما يحبه ويرضاه‬
‫وصلى ا وسلم على نبينا محمد وعلى‬
‫آله وصحبه أجمعين.‬

‫23‬
‫تدبر القرآن الكريم .. الحكم والحكمة‬

‫فهرس المصادر والمراجع:‬
‫1. القرآن الكريم.‬
‫2. المستدرك ، للمام الحافظ أبي عبد ا الحاكم النيسابوري ، دار المعرفة ،‬
‫بيروت – لبنان ، إشراف د.يوسف عبد الرحمن المرعشلي.‬
‫3. سنن الترمذي للمام الحافظ محمد بن عيسى بن سورة الترمذي المتوفى‬
‫سنة 972هـ، حكم على أحاديثه العالمة المحدث محمد ناصر الدين‬
‫اللباني، عناية أبو عبيدة مشهور بن حسن آل سليمان، مكتبة دار المعرفة،‬
‫الرياض، الطبعة الولى بدون تاريخ.‬
‫4. تفسير النسفي ، تأليف المام عبد ا بن أحمد النسفي ت 017هـ، تحقيق‬
‫الشيخ مروان الشغار، دار النفائس، ط الولى 6141هـ - 6991م .‬
‫5. تفسير البحر المحيط، لمحمد بن يوسف الشهير بأبي حيان الندلسي‬
‫المتوفى سنة 547هـ، حققه جمع من العلماء، دار الكتب العلمية، بيروت –‬
‫لبنان ، الطبعة الولى 3141هـ - 3991م[.‬
‫6. الدر المصون في علوم الكتاب المكنون، تأليف أحمد بن يوسف المعروف‬
‫بالسمين الحلبي المتوفى سنة 657هـ ، تحقيق د.أحمد محمد الخراط، دار‬
‫القلم، دمشق، الطبعة الولى 4141هـ - 3991م.‬
‫7. نظم الدرر في تناسب اليات والسور، للمام برهان الدين أبي الحسن‬
‫إبراهيم بن عمر البقاعي المتوفى سنة 588هـ، تخريج عبد الرزاق غالب‬
‫المهدي، توزيع مكتبة الباز – مكة ، ط الولى 5141هـ -5991م.‬
‫8. فتح القدير الجامع بين فني الرواية والدراية من علم التفسير، للمام محمد‬
‫بن علي بن محمد الشوكاني المتوفى عام 0521هـ، طبعة دار الفكر ودار‬
‫الكلم الطيب، بيروت – لبنان، الطبعة الولى عام 4141هـ- 4991م[.‬
‫9. روح المعاني ، تأليف العالمة أبي الفضل شهاب الدين السيد محمود‬
‫اللوسي البغدادي المتوفى سنة 721هـ، ضبطه وصححه علي عبد الباري‬
‫عطية، دار الكتب العلمية، بيروت – لبنان، الطبعة الولى عام 5141هـ-‬
‫4991م.‬
‫01. التحرير والتنوير ، تأليف العالمة الشيخ محمد الطاهر ابن عاشور، الدار‬
‫التونسية للنشر، 4891م[.‬
‫33‬
‫تدبر القرآن الكريم .. الحكم والحكمة‬

‫11. المحرر الوجيز في تفسير الكتاب العزيز للقاضي أبي محمد عبد الحق بن‬
‫غالب بن عطية الندلسي المتوفى سنة 645هـ، تحقيق عبد السالم عبد‬
‫الشافي محمد، دار الكتب العلمية، بيروت، الطبعة الولى 3141هـ-‬
‫3991م.‬
‫21. الجامع لحكام القرآن،للمام أبو عبد ا محمد بن أحمد النصاري‬
‫القرطبي، دار الكتب العلمية، بيروت – لبنان، الطبعة عام 3141هـ -‬
‫3991م.‬
‫31. محاسن التأويل،تأليف المام محمد جمال الدين القاسمي المتوفى سنة‬
‫2231هـ، تحقيق الستاذ محمد فؤاد عبد البااقي، اعتنى به وصححه الشيخ‬
‫هشام سمير البخاري، مؤسسة التاريخ العربي، بيروت- لبنان، الطبعة‬
‫الولى 5141هـ - 4991م.‬
‫41. الكشاف عن حقائق غوامض التنزيل وعيون الاقاويل في وجوه التأويل،‬
‫للمام محمود بن عمر الزمخشري المتوفى 825هـ، دار الكتاب العربي،‬
‫ترتيب وضبط مصطفى حسين أحمد، بدون طبعة.‬
‫51. حقائق التفسير ،المام أبي عبد الرحمن محمد بن الحسين بن موسى‬
‫الزدي السلمي المتوفى 214هـ، تحقيق سيد عمران، دار الكتب العلمية،‬
‫بيروت – لبنان، الطبعة الولى 1241هـ - 1002م.‬
‫61. جامع البيان في تأويل القرآن، لبي جعفر محمد بن جرير الطبري 013هـ،‬
‫دار الكتب العلمية، بيروت- لبنان، الطبعة الولى 2141هـ - 2991م.‬
‫71. معاني القرآن وإعرابه ، تأليف أبي إسحاق إبراهيم السري الزجاج، شرح‬
‫وتحقيق د.عبد الجليل شلبي، عالم الكتب ، بيروت – لبنان، الطبعة الولى‬
‫8041هـ - 8891م.‬
‫81. إعراب القراءات الشواذ ، لبي البقاء العكبري المتوفى 616هـ ، دراسة‬
‫وتحقيق محمد السيد أعمد عزوز، عالم الكتب، الطبعة الولى 7141هـ -‬
‫6991م.‬
‫91. المبسوط في القراءات العشر، لبي بكر أحمد بن الحسين بن مهران‬
‫الصبهاني، المتوفى 183هـ، تحقيق سبيع حمزة حاكمي، دار القبلة بجدة‬
‫ومؤسسة علوم القرآن ببيروت، الطبعة الثانية، 8041هـ -8891م.‬

‫43‬
‫تدبر القرآن الكريم .. الحكم والحكمة‬

‫02. زاد المسير في علم التفسير، للمام جمال الدين عبد الرحمن بن علي بن‬
‫محمد الجوزي، دار الفكر، بيروت – لبنان، الطبعة الولى، 7041هـ-‬
‫7891م‬
‫12. جامع البيان في القراءات السبع المشهورة ، تأليف المام الحافظ أبي‬
‫عمرو عثمان بن سعيد الداني المتوفى سنة 444هـ، تحقيق محمد صدوق‬
‫الجزائري، دار الكتب العلمية، بيروت، الطبعة الولى 5002م‬
‫22. مختصر في شواذ القرآن ، من كتاب البديع لبن خالويه ، عني‬
‫بنشره:ج.برجشتراسر ، دار الهجرة ، طبعة بدون.‬
‫32. التذكرة في القراءات الثمان، للمام أبي الحسن طاهر بن عبد المنعم بن‬
‫غلبون المقرئ الحلبي ت:993هـ، تحقيق ودراسة د.أيمن سويد ، طبعة‬
‫الجمعية الخيرية لتحفيظ القرآن الكريم بجدة، الطبعة الولى 2141 -‬
‫1991م[ .‬
‫42. أضواء البيان في إيضاح القرآن بالقرآن ، للشيخ العالمة محمد المين‬
‫الشنقيطي، المتوفى سنة 3931هـ، أشرف على إخراجه الشيخ بكر بن عبد‬
‫ا أبو زيد رحمه ا ، دار عالم الفوائد ، الطبعة الولى 6241هـ[‬
‫52. فضائل القرآن ، للحافظ أبي العباس جعفر بن محمد المستغفري ت:‬
‫234هـ، تحقيق وتخريج الدكتور أحمد بن فارس السلوم ، دار ابن حزم‬
‫بيروت، الطبعة الولى 7241هـ -6002م‬‫62. الكتاب المصنف في الحاديث والاثار للمام أبي بكر عبد ا بن محمد بن‬
‫أبي شيبة الكوفي العبسي المتوفى سنة 532هـ، ضبطه وصححه محمد‬
‫بعد السالم شاهين ، مكتبة دار الباز -مكة ، الطبعة الولى 6141هـ -‬
‫5991م[‬
‫72. سنن ابن ماجة تصنيف أبي عبد ا محمد بن يزيد القزويني )902-372هـ(‬
‫اعتنى به أبو عبيدة مشهور بن حسن آل سليمان ، مكتبة المعارف ، الرياض‬
‫، الطبعة الولى بدون تاريخ[.‬
‫82. صحيح البخاري، للمام محمد بن إسماعيل البخاري )491-652هـ( اعتنى‬
‫به الستاذ محمد فؤاد عبد البااقي ، دار ابن حزم –بيروت ، لبنان ، الطبعة‬
‫الولى 4241-3002م[‬

‫53‬
‫تدبر القرآن الكريم .. الحكم والحكمة‬

‫92. صحيح مسلم ،للمام أبي الحسين مسلم بن الحجاج القشيري النيسابوري )‬
‫402-162هـ(، دار ابن حزم-بيروت –لبنان، الطبعة الولى 3214هـ -‬
‫2002م [‬
‫03. ]تأليف العالمة الراغب الصفهاني، تحقيق صفوان عدنان داوودي ، دار‬
‫القلم -دمشق ، ودار الدار الشامية -بيروت ، الطبعة الولى 2141هـ -‬
‫2991م[‬
‫13. ]النشر في القراءات العشر، تأليف الحافظ أبي الخير محمد بن محمد‬
‫الدمشقي المعروف بابن الجزري المتوفى سنة 338هـ، دارك الكتاب‬
‫العربي ، أشرف على تصحيحه ومراجعته الشيخ على بن محمد الضباع،‬
‫الطبعة بدون[،‬
‫23. ]تفسير القرآن العظيم، للمام أبي الفداء إسماعيل بن كثير القرشي‬
‫الدمشقي، دار الريان، دار الحديث – القاهرة، الطبعة الولى 8041هـ -‬
‫8891م[.‬

‫63‬
‫تدبر القرآن الكريم .. الحكم والحكمة‬

‫فهرس الموضوعات:‬
‫المقدمة‬

‫2‬

‫التمهيد‬

‫3‬

‫مضامين البحث‬

‫4‬

‫منهج البحث‬

‫5‬

‫المبحث الول: وصف القرآن‬

‫}كتاب أنزلناه إليك{‬

‫6‬

‫}مبارك{‬

‫8‬

‫}ليدبروا آياته{‬
‫َّ‬

‫01‬

‫المبحث الثاني: أاثر القرآن على تاليه‬
‫المبحث الثالث: الحكمة من إنزاله‬
‫المبحث الرابع: نتيجة التدبر‬

‫}وليتذكر ألوا اللباب{‬

‫51‬

‫المبحث الخامس: حال السلف مع تدبر القرآن الكريم‬

‫71‬

‫المبحث السادس: طريقة اكتساب ملكة التدبر‬

‫91‬

‫المبحث السابع: برنامج مقترح لتربية طالب الحلقات على‬
‫تدبر القرآن الكريم‬
‫المبحث الثامن: الموازنة بين الحفظ والتدبر في حلقات‬
‫تحفيظ القرآن الكريم‬

‫02‬
‫12‬

‫خاتمة البحث‬

‫42‬

‫التوصيات‬

‫52‬

‫فهرس المصادر والمراجع‬

‫62‬

‫73‬

More Related Content

What's hot

أسئلة العقيدة الطحاوية مع الأجابات
أسئلة العقيدة الطحاوية مع الأجاباتأسئلة العقيدة الطحاوية مع الأجابات
أسئلة العقيدة الطحاوية مع الأجاباتalakeeda
 
تمام المنة في شرح اصول السنة
تمام المنة في شرح اصول  السنةتمام المنة في شرح اصول  السنة
تمام المنة في شرح اصول السنةalakeeda
 
ملخص لكتاب شرح العقيدة الواسطية أسئلة و الأجابات
ملخص لكتاب  شرح العقيدة الواسطية  أسئلة و الأجاباتملخص لكتاب  شرح العقيدة الواسطية  أسئلة و الأجابات
ملخص لكتاب شرح العقيدة الواسطية أسئلة و الأجاباتalakeeda
 
لمعة الاعتقاد
لمعة الاعتقادلمعة الاعتقاد
لمعة الاعتقادalakeeda
 
المنير في احكام التجويد
المنير في احكام التجويدالمنير في احكام التجويد
المنير في احكام التجويدسمير بسيوني
 
كيف تحفظ القرآن من دون معلم
كيف تحفظ القرآن من دون معلم كيف تحفظ القرآن من دون معلم
كيف تحفظ القرآن من دون معلم F El Mohdar
 
نصائح إبداعية: كيف تحفظ القرآن من دون معلم
نصائح إبداعية: كيف تحفظ القرآن من دون معلمنصائح إبداعية: كيف تحفظ القرآن من دون معلم
نصائح إبداعية: كيف تحفظ القرآن من دون معلمF El Mohdar
 
كيف تحفظ القرآن
كيف تحفظ القرآنكيف تحفظ القرآن
كيف تحفظ القرآنIslamiculture
 
التدمرية
التدمريةالتدمرية
التدمريةalakeeda
 
إبراز المعاني بالأداء القرآني
إبراز المعاني بالأداء القرآنيإبراز المعاني بالأداء القرآني
إبراز المعاني بالأداء القرآنيسمير بسيوني
 
الدرس الثاني
الدرس الثانيالدرس الثاني
الدرس الثانيom7bebanny
 
كيف احفظ القرآن بدون معلم
كيف احفظ القرآن بدون معلمكيف احفظ القرآن بدون معلم
كيف احفظ القرآن بدون معلمmoath Al-Baltan
 
القول الأصدق في بيان ما خالف فيه الأصبهاني الأزرق
القول الأصدق في بيان ما خالف فيه الأصبهاني الأزرقالقول الأصدق في بيان ما خالف فيه الأصبهاني الأزرق
القول الأصدق في بيان ما خالف فيه الأصبهاني الأزرقسمير بسيوني
 
الفوائد المستفاده من كتاب التوحيد
الفوائد المستفاده من كتاب التوحيدالفوائد المستفاده من كتاب التوحيد
الفوائد المستفاده من كتاب التوحيدalakeeda
 
لمعة الاعتقاد س و ج
لمعة الاعتقاد س و جلمعة الاعتقاد س و ج
لمعة الاعتقاد س و جalakeeda
 
كتاب إعلام القارئ والسماع بتحريرات الإمام نافع
كتاب إعلام القارئ والسماع بتحريرات الإمام نافع كتاب إعلام القارئ والسماع بتحريرات الإمام نافع
كتاب إعلام القارئ والسماع بتحريرات الإمام نافع سمير بسيوني
 

What's hot (18)

أسئلة العقيدة الطحاوية مع الأجابات
أسئلة العقيدة الطحاوية مع الأجاباتأسئلة العقيدة الطحاوية مع الأجابات
أسئلة العقيدة الطحاوية مع الأجابات
 
تمام المنة في شرح اصول السنة
تمام المنة في شرح اصول  السنةتمام المنة في شرح اصول  السنة
تمام المنة في شرح اصول السنة
 
القرأن
القرأنالقرأن
القرأن
 
ملخص لكتاب شرح العقيدة الواسطية أسئلة و الأجابات
ملخص لكتاب  شرح العقيدة الواسطية  أسئلة و الأجاباتملخص لكتاب  شرح العقيدة الواسطية  أسئلة و الأجابات
ملخص لكتاب شرح العقيدة الواسطية أسئلة و الأجابات
 
لمعة الاعتقاد
لمعة الاعتقادلمعة الاعتقاد
لمعة الاعتقاد
 
المنير في احكام التجويد
المنير في احكام التجويدالمنير في احكام التجويد
المنير في احكام التجويد
 
كيف تحفظ القرآن من دون معلم
كيف تحفظ القرآن من دون معلم كيف تحفظ القرآن من دون معلم
كيف تحفظ القرآن من دون معلم
 
نصائح إبداعية: كيف تحفظ القرآن من دون معلم
نصائح إبداعية: كيف تحفظ القرآن من دون معلمنصائح إبداعية: كيف تحفظ القرآن من دون معلم
نصائح إبداعية: كيف تحفظ القرآن من دون معلم
 
كيف تحفظ القرآن
كيف تحفظ القرآنكيف تحفظ القرآن
كيف تحفظ القرآن
 
Innovative advise
Innovative adviseInnovative advise
Innovative advise
 
التدمرية
التدمريةالتدمرية
التدمرية
 
إبراز المعاني بالأداء القرآني
إبراز المعاني بالأداء القرآنيإبراز المعاني بالأداء القرآني
إبراز المعاني بالأداء القرآني
 
الدرس الثاني
الدرس الثانيالدرس الثاني
الدرس الثاني
 
كيف احفظ القرآن بدون معلم
كيف احفظ القرآن بدون معلمكيف احفظ القرآن بدون معلم
كيف احفظ القرآن بدون معلم
 
القول الأصدق في بيان ما خالف فيه الأصبهاني الأزرق
القول الأصدق في بيان ما خالف فيه الأصبهاني الأزرقالقول الأصدق في بيان ما خالف فيه الأصبهاني الأزرق
القول الأصدق في بيان ما خالف فيه الأصبهاني الأزرق
 
الفوائد المستفاده من كتاب التوحيد
الفوائد المستفاده من كتاب التوحيدالفوائد المستفاده من كتاب التوحيد
الفوائد المستفاده من كتاب التوحيد
 
لمعة الاعتقاد س و ج
لمعة الاعتقاد س و جلمعة الاعتقاد س و ج
لمعة الاعتقاد س و ج
 
كتاب إعلام القارئ والسماع بتحريرات الإمام نافع
كتاب إعلام القارئ والسماع بتحريرات الإمام نافع كتاب إعلام القارئ والسماع بتحريرات الإمام نافع
كتاب إعلام القارئ والسماع بتحريرات الإمام نافع
 

Similar to تدبر القرآن الحُكمُ والحِكْمَةُ

الكامل في تفاصيل حديث النبي في رجم ماعز لو سترته كان خيرا لك وبيان أن ذلك كان...
الكامل في تفاصيل حديث النبي في رجم ماعز لو سترته كان خيرا لك وبيان أن ذلك كان...الكامل في تفاصيل حديث النبي في رجم ماعز لو سترته كان خيرا لك وبيان أن ذلك كان...
الكامل في تفاصيل حديث النبي في رجم ماعز لو سترته كان خيرا لك وبيان أن ذلك كان...MaymonSalim
 
كتاب رقم ( 359 ) من سلسلة الكامل / الكامل في
كتاب رقم ( 359 ) من سلسلة الكامل / الكامل فيكتاب رقم ( 359 ) من سلسلة الكامل / الكامل في
كتاب رقم ( 359 ) من سلسلة الكامل / الكامل فيAhmedNaser92
 
فتح السميع المجيب من قراءة حمزة بن حبيب الجزء الأول
فتح السميع المجيب من قراءة حمزة بن حبيب الجزء الأولفتح السميع المجيب من قراءة حمزة بن حبيب الجزء الأول
فتح السميع المجيب من قراءة حمزة بن حبيب الجزء الأولسمير بسيوني
 
الإعلام في أحكام الإدغام نظمًا وشرحا
الإعلام في أحكام الإدغام نظمًا وشرحاالإعلام في أحكام الإدغام نظمًا وشرحا
الإعلام في أحكام الإدغام نظمًا وشرحاسمير بسيوني
 
BERINTERAKSI DENGAN AL-QURAN.pptx
BERINTERAKSI DENGAN AL-QURAN.pptxBERINTERAKSI DENGAN AL-QURAN.pptx
BERINTERAKSI DENGAN AL-QURAN.pptxAulaSyahid1
 
Tafsir Munir Jilid 01 (Syech Imam Nawawi Albantani )Banten
Tafsir Munir  Jilid 01 (Syech Imam Nawawi Albantani  )BantenTafsir Munir  Jilid 01 (Syech Imam Nawawi Albantani  )Banten
Tafsir Munir Jilid 01 (Syech Imam Nawawi Albantani )Bantenomwito
 
Pengantar Studi Al Quran dan Hadits 1.docx
Pengantar Studi Al Quran dan Hadits 1.docxPengantar Studi Al Quran dan Hadits 1.docx
Pengantar Studi Al Quran dan Hadits 1.docxGilangSamudraKusuma
 
كتاب رقم ( 261 ) من سلسلة الكامل
كتاب رقم ( 261 ) من سلسلة الكاملكتاب رقم ( 261 ) من سلسلة الكامل
كتاب رقم ( 261 ) من سلسلة الكاملAhmedNaser92
 
الكامل في أحاديث نظر المؤمنين إلي وجه الله في الآخرة وبيان أنه ثبت من رواية ع...
الكامل في أحاديث نظر المؤمنين إلي وجه الله في الآخرة وبيان أنه ثبت من رواية ع...الكامل في أحاديث نظر المؤمنين إلي وجه الله في الآخرة وبيان أنه ثبت من رواية ع...
الكامل في أحاديث نظر المؤمنين إلي وجه الله في الآخرة وبيان أنه ثبت من رواية ع...MaymonSalim
 
كتاب رقم ( 325 ) من سلسلة الكامل
كتاب رقم ( 325 ) من سلسلة الكاملكتاب رقم ( 325 ) من سلسلة الكامل
كتاب رقم ( 325 ) من سلسلة الكاملAhmedNaser92
 
الكامل في أحاديث كان النبي يصلي حتي تتورم قدماه وما ورد في استحباب الإكثار وا...
الكامل في أحاديث كان النبي يصلي حتي تتورم قدماه وما ورد في استحباب الإكثار وا...الكامل في أحاديث كان النبي يصلي حتي تتورم قدماه وما ورد في استحباب الإكثار وا...
الكامل في أحاديث كان النبي يصلي حتي تتورم قدماه وما ورد في استحباب الإكثار وا...MaymonSalim
 
ثمانية متون في العقيدة والتوحيد
ثمانية متون في العقيدة والتوحيدثمانية متون في العقيدة والتوحيد
ثمانية متون في العقيدة والتوحيدAbdel-Rahman Al-Khattab
 
كتاب رقم ( 248 ) من سلسلة الكامل
كتاب رقم ( 248 ) من سلسلة الكاملكتاب رقم ( 248 ) من سلسلة الكامل
كتاب رقم ( 248 ) من سلسلة الكاملAhmedNaser92
 
الكامل في أحاديث فضائل التسمية بمحمد وبيان جواز التسمي بمحمد والتكني بأبي الق...
الكامل في أحاديث فضائل التسمية بمحمد وبيان جواز التسمي بمحمد والتكني بأبي الق...الكامل في أحاديث فضائل التسمية بمحمد وبيان جواز التسمي بمحمد والتكني بأبي الق...
الكامل في أحاديث فضائل التسمية بمحمد وبيان جواز التسمي بمحمد والتكني بأبي الق...MaymonSalim
 
الوجيز في تجويد الكتاب العزيز
الوجيز في تجويد الكتاب العزيزالوجيز في تجويد الكتاب العزيز
الوجيز في تجويد الكتاب العزيزسمير بسيوني
 
كتاب رقم ( 260 ) من سلسلة الكامل
كتاب رقم ( 260 ) من سلسلة الكاملكتاب رقم ( 260 ) من سلسلة الكامل
كتاب رقم ( 260 ) من سلسلة الكاملAhmedNaser92
 

Similar to تدبر القرآن الحُكمُ والحِكْمَةُ (20)

الكامل في تفاصيل حديث النبي في رجم ماعز لو سترته كان خيرا لك وبيان أن ذلك كان...
الكامل في تفاصيل حديث النبي في رجم ماعز لو سترته كان خيرا لك وبيان أن ذلك كان...الكامل في تفاصيل حديث النبي في رجم ماعز لو سترته كان خيرا لك وبيان أن ذلك كان...
الكامل في تفاصيل حديث النبي في رجم ماعز لو سترته كان خيرا لك وبيان أن ذلك كان...
 
كتاب رقم ( 359 ) من سلسلة الكامل / الكامل في
كتاب رقم ( 359 ) من سلسلة الكامل / الكامل فيكتاب رقم ( 359 ) من سلسلة الكامل / الكامل في
كتاب رقم ( 359 ) من سلسلة الكامل / الكامل في
 
Ar tafser sorat_al_fateha
Ar tafser sorat_al_fatehaAr tafser sorat_al_fateha
Ar tafser sorat_al_fateha
 
المجلد: 2 ، العدد: 1 ، مجلة الأهواز لدراسات علم اللغة
المجلد: 2 ، العدد: 1 ، مجلة الأهواز لدراسات علم اللغةالمجلد: 2 ، العدد: 1 ، مجلة الأهواز لدراسات علم اللغة
المجلد: 2 ، العدد: 1 ، مجلة الأهواز لدراسات علم اللغة
 
فتح السميع المجيب من قراءة حمزة بن حبيب الجزء الأول
فتح السميع المجيب من قراءة حمزة بن حبيب الجزء الأولفتح السميع المجيب من قراءة حمزة بن حبيب الجزء الأول
فتح السميع المجيب من قراءة حمزة بن حبيب الجزء الأول
 
الإعلام في أحكام الإدغام نظمًا وشرحا
الإعلام في أحكام الإدغام نظمًا وشرحاالإعلام في أحكام الإدغام نظمًا وشرحا
الإعلام في أحكام الإدغام نظمًا وشرحا
 
BERINTERAKSI DENGAN AL-QURAN.pptx
BERINTERAKSI DENGAN AL-QURAN.pptxBERINTERAKSI DENGAN AL-QURAN.pptx
BERINTERAKSI DENGAN AL-QURAN.pptx
 
Tafsir Munir Jilid 01 (Syech Imam Nawawi Albantani )Banten
Tafsir Munir  Jilid 01 (Syech Imam Nawawi Albantani  )BantenTafsir Munir  Jilid 01 (Syech Imam Nawawi Albantani  )Banten
Tafsir Munir Jilid 01 (Syech Imam Nawawi Albantani )Banten
 
Pengantar Studi Al Quran dan Hadits 1.docx
Pengantar Studi Al Quran dan Hadits 1.docxPengantar Studi Al Quran dan Hadits 1.docx
Pengantar Studi Al Quran dan Hadits 1.docx
 
هكذا عاشوا مع القرآن قصص ومواقف
هكذا عاشوا مع القرآن قصص ومواقفهكذا عاشوا مع القرآن قصص ومواقف
هكذا عاشوا مع القرآن قصص ومواقف
 
Ar hakza asho ma quran
Ar hakza asho ma quranAr hakza asho ma quran
Ar hakza asho ma quran
 
كتاب رقم ( 261 ) من سلسلة الكامل
كتاب رقم ( 261 ) من سلسلة الكاملكتاب رقم ( 261 ) من سلسلة الكامل
كتاب رقم ( 261 ) من سلسلة الكامل
 
الكامل في أحاديث نظر المؤمنين إلي وجه الله في الآخرة وبيان أنه ثبت من رواية ع...
الكامل في أحاديث نظر المؤمنين إلي وجه الله في الآخرة وبيان أنه ثبت من رواية ع...الكامل في أحاديث نظر المؤمنين إلي وجه الله في الآخرة وبيان أنه ثبت من رواية ع...
الكامل في أحاديث نظر المؤمنين إلي وجه الله في الآخرة وبيان أنه ثبت من رواية ع...
 
كتاب رقم ( 325 ) من سلسلة الكامل
كتاب رقم ( 325 ) من سلسلة الكاملكتاب رقم ( 325 ) من سلسلة الكامل
كتاب رقم ( 325 ) من سلسلة الكامل
 
الكامل في أحاديث كان النبي يصلي حتي تتورم قدماه وما ورد في استحباب الإكثار وا...
الكامل في أحاديث كان النبي يصلي حتي تتورم قدماه وما ورد في استحباب الإكثار وا...الكامل في أحاديث كان النبي يصلي حتي تتورم قدماه وما ورد في استحباب الإكثار وا...
الكامل في أحاديث كان النبي يصلي حتي تتورم قدماه وما ورد في استحباب الإكثار وا...
 
ثمانية متون في العقيدة والتوحيد
ثمانية متون في العقيدة والتوحيدثمانية متون في العقيدة والتوحيد
ثمانية متون في العقيدة والتوحيد
 
كتاب رقم ( 248 ) من سلسلة الكامل
كتاب رقم ( 248 ) من سلسلة الكاملكتاب رقم ( 248 ) من سلسلة الكامل
كتاب رقم ( 248 ) من سلسلة الكامل
 
الكامل في أحاديث فضائل التسمية بمحمد وبيان جواز التسمي بمحمد والتكني بأبي الق...
الكامل في أحاديث فضائل التسمية بمحمد وبيان جواز التسمي بمحمد والتكني بأبي الق...الكامل في أحاديث فضائل التسمية بمحمد وبيان جواز التسمي بمحمد والتكني بأبي الق...
الكامل في أحاديث فضائل التسمية بمحمد وبيان جواز التسمي بمحمد والتكني بأبي الق...
 
الوجيز في تجويد الكتاب العزيز
الوجيز في تجويد الكتاب العزيزالوجيز في تجويد الكتاب العزيز
الوجيز في تجويد الكتاب العزيز
 
كتاب رقم ( 260 ) من سلسلة الكامل
كتاب رقم ( 260 ) من سلسلة الكاملكتاب رقم ( 260 ) من سلسلة الكامل
كتاب رقم ( 260 ) من سلسلة الكامل
 

تدبر القرآن الحُكمُ والحِكْمَةُ

  • 1. ‫النسخة في صورتها النهائية‬ ‫تدبا ر القا رآن‬ ‫ّ ُّبَ رُّ‬ ‫الحمكم ُ والحمكمة‬ ‫كِ َمْ ُّبَ ُ‬ ‫ ُ‬ ‫الباحث‬ ‫د.أحمد بن عبد ا الفا ريح‬ ‫أستاذ مساعد بقسم القا راءات – بجامعة أم القا رى‬ ‫33:91:81 11‪a11/p‬‬ ‫3102/11/91‬
  • 2. ‫تدبا ر القا رآن المكا ريم .. الحمكم والحمكمة‬ ‫مقدمة:‬ ‫الحمد لله رب العالمين ، والصل ة والسلم على أشا رف البنبياء‬ ‫والما رسلين بنبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين‬ ‫وبعد...‬ ‫فإن ا أبنزل كتابه شا رعة للناس ومنهاجا ، يتلون آياته ،‬ ‫ويفهمون معابنيها ، ويتدبا رون مدلولتها ، ثم يستجيبون لواما رها ،‬ ‫ويقفون عند بنواهيها ، ولذلك فقد جعل لتلوته ثوابا وأجا را ،‬ ‫ولحفظه فضل و ً ومنزلة رفيعة في الدبنيا والرخا ر ة، وكل ذلك ل‬ ‫يخا رج عن بنطاق تدبا ره وفهمه والعمل به ، ومتابعته في كل ما‬ ‫أما ر ، والبعد عما بنهى عنه وزجا ر ، ويؤكد أهمية ذلك بيان رخطا ر‬ ‫مخالفة تعاليمه ، ولذلك بين النبي صلى ا عليه وسلم أن أول‬ ‫ّ ُّبَ‬ ‫و ً‬ ‫من يلقى في النار يوم القيامة حامل القا رآن، الذي أرخذه رياء‬ ‫وسمعة )1(.‬ ‫ومن هنا بنعلم أن القا رآن إبنما أبنزل لحمكمة بالغة ، أل وهي‬ ‫العمل به ، ول طا ريق إلى ذلك أل بتدبا ر آياته، والشتغال بمعا رفة‬ ‫مضامينه، ومن ثم متابعة أواما ره ، والحذر من الوقوع في‬ ‫بنواهيه أو القتا راب من زواجا ره ، وذلك تأويل قول ا تعالى‬ ‫}كتاب أبنزلناه إليك مبارك ليدبا روا آياته وليتذكا ر ألوا اللباب{]سور ة ص:92[،‬ ‫وكل ذلك يحصل بدون حفظه واستظهاره ، مع العلم أن من‬ ‫1‬ ‫)(‬ ‫سيأتي تخا ريجه.‬ ‫2‬
  • 3. ‫تدبا ر القا رآن المكا ريم .. الحمكم والحمكمة‬ ‫أضاف إلى ما سبق من التدبا ر حفظ القا رآن فقد بلغ المنزلة‬ ‫العالية الا رفيعة ، فمنزله في الجنة عند آرخا ر آية يقا رؤها)2( .‬ ‫2‬ ‫)(‬ ‫رواه التا رمذي في سننه، كتاب فضائل القا رآن ، با رقم:4192 ، ص:‬ ‫156. وقال حسن صحيح.‬ ‫3‬
  • 4. ‫تدبا ر القا رآن المكا ريم .. الحمكم والحمكمة‬ ‫تمهيد:‬ ‫لقد جاءت بنصوص السنة النبوية آما ر ة بتلو ة كتاب ا‬ ‫تعالى، وبيان ما يتا رتب على ذلك من ثواب جزيل، وفضل عظيم،‬ ‫وفي الحديث:"من قا رأ حا رفا من كتاب ا فله به حسنة والحسنة‬ ‫بعشا ر أمثالها، ل أقول )الم( حا رف، ولمكن )أ( حا رف، و)ل( حا رف،‬ ‫و)م( حا رف")3(، ول يقف الما ر عند قا راء ة أحا رف وكلمات القا رآن‬ ‫المكا ريم، فهو أما ر يستوي فيه البا ر والفاجا ر والمسلم والمكافا ر،‬ ‫فقا راء ة القا رآن هي الخطو ة الولى، التي يبدأ بها المسلم، وتلك‬ ‫الخطو ة تقوده للدرخول إلى معا رفة معابني ما يقا رؤه، وفهم‬ ‫دللته وعضاته.‬ ‫إن تلو ة القا رآن إبنما هي إقامة لحجة ا تعالى على الما رء‬ ‫، حيث بلغه كتاب ا تعالى، ووقف على آياته وتوجيهاته، ول‬ ‫تزال تلك الحجة قائمة عليه حتى يستجيب لما ر ا تعالى‬ ‫المكامن في آياته، ولن يصل إلى دللت تلك اليات ويعا رف‬ ‫مضامينها حتى يشغل عقله بتدبا ر تلك اليات، ويعمل ذهنه‬ ‫ ُ‬ ‫لستشا راف معابنيها، ومعا رفة أبعادها وما راميها، وتتبع حمكمة ا‬ ‫تعالى في آياته وكلماته، ومن رخلل ذلك التأمل يشعا ر الما رء‬ ‫بلذ ة التلو ة وجمال القا راء ة، ويقف على إبداع النظم وبلتغته،‬ ‫وجمال التوجيه وبا راعته، وجمال المقاصد حسنها، فما يملك أن‬ ‫ينقاد إلى أما ر ا سبحابنه وتعالى في كتابه، ويتضح مما مضى‬ ‫3‬ ‫)( المستدرك ، كتاب فضائل القا رآن المكا ريم ، أرخبار في فضائل القا رآن جملة.‬ ‫4‬
  • 5. ‫تدبا ر القا رآن المكا ريم .. الحمكم والحمكمة‬ ‫أن القا رآن ل تنفك تلو ة كلمات عن تدبا ر آياته، وتدبا ر اليات‬ ‫يحمل النفس على الستجابة والبنقياد لما ر ا تعالى، وكل منها‬ ‫يأرخذ بذيل سابقه، فالتلو ة تقود إلى التدبا ر، والتدبا ر يحمل على‬ ‫التذكا ر والتعاض، والتذكا ر يحمل النفس على الستجابة‬ ‫والبنقياد، وهنا يمكمن مقصود ا تعالى في إبنزال‬ ‫كتاب}كتاب‬ ‫أبنزلناه إليك مبارك ليدبا روا آياته وليتذكا ر ألوا اللباب{]سور ة ص:92[.‬ ‫5‬
  • 6. ‫تدبا ر القا رآن المكا ريم .. الحمكم والحمكمة‬ ‫مضامين البحث:‬ ‫يدور البحث على تدبا ر قول ا‬ ‫تعالى }كتاب أبنزلناه إليك مبارك‬ ‫ليدبا روا آياته وليتذكا ر ألوا اللباب{]سور ة ص:92[، والوقوف على دللته‬ ‫ومعابنيه ومضامينه، وقد حوت الية عد ة مباحث على النحو‬ ‫التالي:‬ ‫المبحث الول: وصف القا رآن }كتاب أبنزلناه إليك{.‬ ‫المبحث الثابني: أثا ر القا رآن على تاليه }مبارك{.‬ ‫المبحث الثالث: الحمكمة من إبنزاله }ليدبا روا آياته{.‬ ‫المبحث الا رابع: بنتيجة التدبا ر }وليتذكا ر ألوا اللباب{.‬ ‫المبحث الخامس: حال السلف مع تدبا ر القا رآن المكا ريم.‬ ‫المبحث السادس: طا ريقة اكتساب ملمكة التدبا ر.‬ ‫المبحث السابع: با ربنامج مقتا رح لتا ربية طلب الحلقات على‬ ‫تدبا ر القا رآن المكا ريم.‬ ‫المبحث الثامن : الموازبنة بين الحفظ والتدبا ر في حلقات‬ ‫تحفيظ القا رآن المكا ريم.‬ ‫الخاتمة ثم التوصيات ثم فها رس المصادر والما راجع.‬ ‫6‬
  • 7. ‫تدبا ر القا رآن المكا ريم .. الحمكم والحمكمة‬ ‫منهج البحث:‬ ‫لما كان البحث يدور حول تدبا ر القا رآن المكا ريم، والنظا ر في‬ ‫آياته ، والبنقياد لها ، جاءت آيات الذكا ر الحمكيم داعية إلى التدبا ر‬ ‫والتأمل ، ومبينة الحمكمة من إبنزال القا رآن المكا ريم ، كان من‬ ‫المناسب أن بنقف على آية من تلك اليات العظيمة ، وبنستل من‬ ‫ثناياها العبا ر والفوائد ، وبنقتنص الحمكم والداب ، وما يتا رتب على‬ ‫ذلك من تذكا ر وامتثال ، ولذلك وقفت من رخلل هذا البحث على‬ ‫آية يظها ر أبنها من أشمل آيات القا رآن المكا ريم حثا على التدبا ر‬ ‫والتأمل والتذكا ر ، فمطلعها يصف القا رآن ويعظم شأبنه ، ثم يذكا ر‬ ‫مصدره ، والمبلغ له ، ثم يصفه بالبا ركة الشاملة ، ثم يبين‬ ‫الحمكمة من إبنزاله ، ثم يوضح الهدف من تلك الحمكمة ، وتلك‬ ‫الية هي قول ا تعالى‬ ‫}كتاب أبنزلناه إليك مبارك ليدبا روا آياته وليتذكا ر‬ ‫ألوا اللباب{]سور ة ص:92[، وقد استعا رضت أقوال المفسا رين ،‬ ‫محاول و ً إظهار ما تحويه هذه الية من معابني عظيمة ، سالمكا‬ ‫مسلك المتدبا رين ليات المكتاب العزيز، فوقفت على تفسيا ر‬ ‫المفسا رين للية، وما الذي وصلوا إليه من رخلل تأمل ما تحويه‬ ‫من فوائد وبنمكت تفسيا رية ، وأساليب بلتغية.‬ ‫7‬
  • 8. ‫تدبا ر القا رآن المكا ريم .. الحمكم والحمكمة‬ ‫المبحث الول: وصف القا رآن }كتاب أبنزلناه إليك{.‬ ‫افتتحت هذه الية بوصف كتاب ا تعالى، وبيان مصدره‬ ‫ومبلغه إلى العالمين، إذ إن عظم الما ر من عظم مصدره،‬ ‫كِ ُّبَ كِ‬ ‫كِ ُّبَ ُّبَ‬ ‫ ُ ُّبَ هِغّ كِ كِ‬ ‫وعظمة الخطاب بناشئة من عظمة المتحدث به، وهو رب‬ ‫ُّبَ ُّبَ‬ ‫ُّبَ ُّبَ‬ ‫ُّبَ َمْ كِ كِ‬ ‫العالمين سبحابنه وتعالى، وأهمية الا رسالة كامنة في منزلُّبَة‬ ‫حاملها ومبلغها، وهو سيد البنبياء والما رسلين بنبينا محمد ‪،‬‬ ‫وبذلك ثبت بأن هذا القا رآن "ذو الذكا ر والشا رف العظم")4( ولذلك‬ ‫افتتحت الية بوصف هذا القا رآن العظيم فقال سبحابنه }كتاب{‬ ‫{ٌ‬ ‫وقد وصف ا هذا القا رآن هنا بأبنه كتاب مجموع بين دفتي‬ ‫المصحف ، فأرخبا ر عنه بالحال التي هو عليها بين أيدي الناس ،‬ ‫حيث جمع بين دفتي مصحف واحد ، فأصبح كتابا منشورا بين‬ ‫الناس ؛ بعد أن كان مفا رقا على اللواح والجلود والعظام ، فلم‬ ‫يصفه سبحابنه بأبنه وحي ، إذ من المتوقع أن يأتي أحد فيدعي‬ ‫أن ذلك الوحي الذي أبنزله ا على عباده ليس هو هذا المكتاب‬ ‫الذين بين أيدي الناس اليوم ، وبوصف القا رآن بأبنه كتاب قطع‬ ‫لدابا ر أولئك المشمكمكين في مصداقية القا رآن المكا ريم وحفظ ا‬ ‫تعالى له .‬ ‫وارتفع لفظ }كتاب{ على إضمار مبتدأ أي هذا كتاب)5(، وقيل‬ ‫{ٌ‬ ‫هو كتاب ل يحاط بعظمته)6(، ولذلك جاء لفظ }كتاب{ منمكا را‬ ‫{ٌ‬ ‫4‬ ‫)( بنظم الدرر: 183/6 .‬ ‫5‬ ‫)( تفسيا ر النسفي:16/4 ، البحا ر المحيط:973/7 ، الدر المصون:373/9-473 .‬ ‫6‬ ‫)( بنظم الدرر:183/6‬ ‫8‬
  • 9. ‫تدبا ر القا رآن المكا ريم .. الحمكم والحمكمة‬ ‫للتعظيم ، وقيل ارتفع على أبنه رخبا ر مبتدأ محذوف)7(، وابتدئ به‬ ‫مع أبنه بنمكا ر ة وسوغ البتداء به وصفه بجملة }أبنزلناه{، ويجوز أن‬ ‫يمكون الذي سوغ البتداء بالنمكا ر ة هو ما في المنمكا ر من التعظيم‬ ‫، فالتعظيم المكامن في تنمكيا ر لفظ }كتاب{ هو الذي سوغ البتداء‬ ‫بالنمكا ر ة ، وبناء عليه تمكون جملة }أبنزلناه{ رخبا ر أول و}مبارك{ رخبا ر‬ ‫ثابني ، و}ليدبا روا{ متعلق بـ}أبنزلناه{)8(.‬ ‫وقوله }أبنزلناه{ يعني القا رآن)9(، وصفه بأبنه أبنزله من عنده‬ ‫سبحابنه وتعالى، وبنسب الفعل إليه بنون العظمة إشار ة إلى‬ ‫عظمة القا رآن المنزل من عنده سبحابنه وتعالى)01(، وفي هذا‬ ‫الجملة بيان لما ر مهم أل وهو أن النبي صلى ا عليه وسلم لم‬ ‫يخطه بيمينه‬ ‫}وما كنت تتلو من قبله من كتاب ول تخطه بيمينك{]العنمكبوت:‬ ‫84[ فلم يمكتبه بقلمه ، ولم يأت به من عند بنفسه ، بل هو من‬ ‫عند ا سبحابنه وتعالى ، ويؤكد ذلك سبحابنه وتعالى بقوله‬ ‫}إليك{ فلم يصدر عنه ولمكنه أبنزل إليه.‬ ‫وفي قوله تعالى:} إليك{ إيحاء بأن في إبنزاله على سيد‬ ‫البنبياء والما رسلين بيان لعظمة هذا المكتاب )11(، فالمتحدث‬ ‫بمضمون هذا المكتاب رب العالمين ، والمنزل له جبا ريل عليه‬ ‫السلم سيد الملئمكة أجمعين ، ومبلغه محمد صلى ا عليه‬ ‫7‬ ‫)( فتح القديا ر:494/4 ، روح المعابني:181/21 .‬ ‫8‬ ‫)( التحا ريا ر والنتويا ر:152/32 .‬ ‫9‬ ‫)( تفسيا ر النسفي:16/4‬ ‫01‬ ‫)( بنظم الدرر:183/6 ، فتح القديا ر:494/4 ، الدر المصون:373/9‬ ‫11‬ ‫)( بنظم الدرر: 183/6‬ ‫9‬
  • 10. ‫تدبا ر القا رآن المكا ريم .. الحمكم والحمكمة‬ ‫وسلم سيد البنبياء والما رسلين ، فحا ري بمكتاب ما ر على هذه‬ ‫ّ‬ ‫السلسلة العظيمة من أن يؤرخذ به ، وحا ري أن يجعل منهاج حيا ة‬ ‫ ُ‬ ‫.‬ ‫المبحث الثابني: أثا ر القا رآن على تاليه }مبارك{:‬ ‫المبارك: هو المنبثة فيه البا ركة وهي الخيا ر المكثيا ر ، وجميع‬ ‫آيات القا رآن المكا ريم تحمل في طيها الخيا ر المكثيا ر ، فهي ما رشد ة‬ ‫إلى كل رخيا ر ، وصارفة عن كل شا ر في العاجلة والجلة )21(،‬ ‫"والبا ركة ثبوت الخيا ر اللهي في الشيء ، .. ولما كان الخيا ر‬ ‫اللهي يصدر من حيث ل يحس على وجه ل يحصى ول يحصا ر‬ ‫ ُ‬ ‫ ُ ُّبَ رُّ‬ ‫قيل لمكل ما يشاهد ُ منه زياد ة تغيا ر محسوسة هو مبارك، وفيه‬ ‫ ُ ُّبَ ُّبَ‬ ‫با ركة" )31(، ووصف ا القا رآن المكا ريم في موضع من كتاب بأبنه‬ ‫مبارك فقال }وهذا ذكا ر مبارك أبنزلناه{]البنبياء:05[.‬ ‫{ٌ‬ ‫{ٌ‬ ‫وقوله }مبارك{ صفة أرخا رى لمكتاب )41(، وقيل مبتدأ آرخا ر مبين‬ ‫لما قبله على طا ريق الستئناف ، وقيل رخبا ر ثان للمبتدأ ، وقيل ل‬ ‫يجوز أن يمكون صفة أرخا رى لمكتاب ؛ لما تقا رر من أبنه ل يجوز‬ ‫تأرخيا ر الوصف الصا ريح عن تغيا ر الصا ريح، وأجازه بعض النحا ة ،‬ ‫والتقديا ر: القا رآن كتاب أبنزلناه إليك يا محمد كثيا ر الخيا ر والبا ركة )51(،‬ ‫21‬ ‫)( التحا ريا ر والتنويا ر:152/32‬ ‫31‬ ‫)( مفا ردات ألفاظ القا رآن:911.‬ ‫41‬ ‫)( تفسيا ر النسفي:16/4 ، البحا ر المحيط:973/7‬ ‫51‬ ‫)( فتح القديا ر:494/4، روح المعابني"181/21 ، الدر المصون: 373/9-473‬ ‫01‬
  • 11. ‫تدبر القرآن الكريم .. الحكم والحكمة‬ ‫وقرئ }مباركا { منصوبا على الحال من مفعول }أنزلناه { )61(، فهي‬ ‫حال لمزمة لن البركة ل تفارقه )71(، والمبارك "دائم الخير كثير‬ ‫ ٌ‬ ‫النفع ؛ ثابت كل ما فيه ثباتا ل يزول أبدا ول ينسخه كتاب ول‬ ‫ ٌ‬ ‫شيء" )81(، وقال ابن عطاء: "مبارك على من يسمعه منك‬ ‫فيفهم المراد منه وفيه ويحفظ آدابه وشرائعه ومواعظه أولى‬ ‫العقول السليمة الراجحة ")91(، فجعل البركة خاصة بمن امتثل‬ ‫أمر ا واستجاب لمراده ، وقال اللوسي:"أي كثير المنافع‬ ‫الدينية والدنيوية خبر ثان للمتبدأ أو صفة }كتاب {")02(،‬ ‫قال ابن عطية:"وصفه بالبركة ... لنه يورث الجنة وينقذ من‬ ‫النار ، ويحفظ المرء في حال الحياة الدنيا ويكون سبب رفعة‬ ‫شأنه في الحياة الخرة" )12(، ومفاد كلمه أن من لم يستجب‬ ‫لمر القرآن ويطوع نفسه لتعاليمه ، ولم ينفعه القرآن بأن أنقذه‬ ‫من النار وأدخله الجنة لم ينتفع ببركة القرآن ، بمعنى أن قارئ‬ ‫القرآن لن ينال من بركة القرآن إل بقدر ما يستجيب لمر القرآن‬ ‫ويسير على هديه ، ويطبقه على واقع حياته ، فبركة القرآن ل‬ ‫حدود لها ، ويغترف منها كل قارئ بحسب تطبيقه لتعاليمه.‬ ‫61‬ ‫) ( فتح القدير:494/4 ، البحر المحيط:973/7 ، روح المعاني: 181/21‬ ‫71‬ ‫) ( روح المعاني: 181/21 ، الدر المصون:473/9‬ ‫81‬ ‫) ( نظم الدرر:183/6‬ ‫91‬ ‫) ( حقائق التفسير:581/2‬ ‫02‬ ‫) ( روح المعاني: 181/21‬ ‫12‬ ‫) ( المحرر الوجيز:205/4‬ ‫11‬
  • 12. ‫تدبر القرآن الكريم .. الحكم والحكمة‬ ‫المبحث الثالث: الحكمة من إنزاله }ليدبروا آياته {.‬ ‫َّ‬ ‫التدبر: "هو التفكر والتأمل الذي يبلغ به صاحبه معرفة‬ ‫المراد من المعاني، وإنما يكون ذلك في كل م قليل اللفظ كثير‬ ‫المعاني التي أودعت فيها بحيث كلما امزداد المتدبر تدبرا‬ ‫انكشفت له معان لم تكن بادية له بادئ النظر")22(،‬ ‫وتدبر اليات يكون بالنظر في عواقبها وما تشير من دللت‬ ‫وعبر، وما توصل إليه من المعاني الباطنة الخفية، والنكت‬ ‫اللطيفة، والتي ل تحصل إل بطول التأمل والنظر في كتاب ا‬ ‫تعالى، وبذلك تحصل الفائدة المرجوة من تلوة القرآن الكريم،‬ ‫ومثل من يشتغل بحفظ الحروف والكلمات دون أن يغوص في‬ ‫معانيها مدلولتها كمن لديه لقحة درور ل يحلبها، ومهرة نتوج ل‬ ‫يستولدها، ومن كان على تلك الحالة كان جديرا بأن ل يستفيد‬ ‫من كتاب ا الفائدة المرجوة)32(، قال الحسن:"تدبر آيات ا‬ ‫اتباعها")42(، وأخرج سعيد بن منصور عن الحسين رضي ا عنه‬ ‫أنه قال في قوله }ليدبروا آياته { "اتباعه بعمله" )52(.‬ ‫لما أنزل ا كتابه على عباده وضمنه تعاليمه، أراد من‬ ‫عباده أن يتخذوا هذا القرآن دستورا ومنهجا يسيرون عليه‬ ‫ويرجعون إليه، ويحتكمون إلى تعاليمه وآياته، ولن يحصل ذلك‬ ‫22‬ ‫) ( التحرير والتنوير:252/32‬ ‫32‬ ‫) ( نظم الدرر:183/6‬ ‫42‬ ‫) ( الجامع لحكا م القرآن:621/8 .‬ ‫52‬ ‫) ( الدر المنثور: 875/5‬ ‫21‬
  • 13. ‫تدبر القرآن الكريم .. الحكم والحكمة‬ ‫إل بتدبر آياته وفهم عباراته، والوقوف على مقصود ا سبحانه‬ ‫وتعالى من كتابه، ولما كان حصول المقصود من إنزال القرآن‬ ‫الكريم ل يتم إل بالتدبر لهذا الكتاب الكريم أمر ا بذلك فقال‬ ‫}ليدبروا آياته { "وأصله }ليتدبروا { فأدغمت التاء في الدال، متعلق‬ ‫بـ}أنزلناه {)62(، ومعناه ليتفكروا فيها، فيقفوا على ما فيه ويعملوا‬ ‫به ، وعن الحسن:"قد قرأ هذا القرآن عبيد وصبيان ل علم لهم‬ ‫ ٌ‬ ‫بتأويله، حفظوا حروفه وضيعوا حدوده")72(، قال الما م‬ ‫الزمخشري:"تدبر اليات التفكر فيها والتأمل الذي يؤدي إلى‬ ‫معرفة ما يدبر ظاهرها من التأويلت الصحيحة والمعاني‬ ‫الحسنة، لن من اقتنع بظاهر المتلو لم يحل)82( منه بكثير‬ ‫َ ُلْ )ُ‬ ‫ ّ‬ ‫طائل)92(.‬ ‫ثم عقب بذكر الغاية من إنزال القرآن الكريم وهو التدبر)03(،‬ ‫قال أبو عبد الرحمن السلمي:قال بعضهم: ل سبيل إلى فهم‬ ‫كتاب ا إل بقراءته والتفكر والتيقظ والتذكر وحضور القلب‬ ‫فيه)13(، وقال بعضهم: من أصابته بركة القراءة رمزق التدبر في‬ ‫آياته ، ومن رمزق التدبر لم يحر م التذكر والتعاظ به)23(، قال‬ ‫62‬ ‫) ( نظم الدرر:183/6، فتح القدير:494/4‬ ‫72‬ ‫) ( محاسن التأويل:79/6.‬ ‫82‬ ‫) ( أي لم يستفد منه كبير فائدة.‬ ‫92‬ ‫) ( تفسير الزمخشري:09/4.‬ ‫03‬ ‫) ( نظم الدرر:183/6‬ ‫13‬ ‫) ( حقائق التفسير:581/2.‬ ‫23‬ ‫) ( حقائق التفسير:581/2‬ ‫31‬
  • 14. ‫تدبر القرآن الكريم .. الحكم والحكمة‬ ‫الما م الطبري:ليتدبروا حجج ا التي فيه، وما شرع فيه من‬ ‫شرائعه، فيتعظوا ويعملوا به)33(.‬ ‫وقوله }ليدبروا { متعلق بـ}أنزلناه {، ويجومز أن يكون متعلقا‬ ‫َّ‬ ‫بمحذوف يدل عليه، وأصله ليتدبروا بتاء بعد الياء،.. وبه قرأ علي‬ ‫رضي ا عنه، والمراد أنزلناه ليتفكروا في آياته التي من جملتها‬ ‫هذه الية المعربة عن أسرار التكوين والتشريع فيعرفوا ما يدبر‬ ‫ويتبع ظاهرها من المعاني الفائقة والتأويلت اللئقة)43(،‬ ‫ومضمون الية يشير إلى حكمة إنزال القرآن ، فلم ينزله ا‬ ‫تعالى ليتباهى الناس ، ويتمارى به الحفاظ ، دون اعتناء‬ ‫بمضمونه، واستخراج لمكنونه، وأخذ بمراده ومطلوبه، قال ابن‬ ‫عطية:وظاهر هذه الية يعطي أن التدبر من أسباب إنزال‬ ‫القرآن، فالترتيل إذا أفضل من الهذإ ّ إذ التدبر ل يكون إل مع‬ ‫الترتيل)53(، فالتأني في التلوة له أثر كبير في حصول التدبر، إذ‬ ‫كيف يتدبر آيات القرآن من ينظر إلى آخر السورة، أو يستهويه‬ ‫الكم، ول يبالي بالكيف.‬ ‫ُّ‬ ‫وقد وردت في قوله تعالى } ليدبروا{ عدة قراءات :‬ ‫القراءة الولى: }ليدبروا { وهي قراءة الجمهور بإدغا م التاء‬ ‫َّ‬ ‫في الدال )63(، وفيه بيان علة إنزال هذا الكتاب، وأن الهدف من‬ ‫33‬ ‫) ( تفسير الطبري:675/01.‬ ‫43‬ ‫) ( روح المعاني:181/21‬ ‫53‬ ‫) ( المحرر الوجيز:305/4‬ ‫63‬ ‫) ( النشر : 163/2‬ ‫41‬
  • 15. ‫تدبر القرآن الكريم .. الحكم والحكمة‬ ‫إنزاله هو تلوته و تدبره )73(، وتوجيه المر إلى عمو م الناس ل‬ ‫يفيد بأن المر منصرف عنه صلى ا عليه وسلم بل إن المر‬ ‫بالتدبر موجه إليه صلى ا عليه وسلم ابتداء إذ هو المبلغ لكل م‬ ‫ ً‬ ‫ا ، فهو داخل في المر ابتداء ، ولقد كان عليه الصلة والسل م‬ ‫ ً‬ ‫في غاية التدبر والتفكر لكتاب ا تعالى )83(، وفي قراءة‬ ‫التشديد وإدغا م التاء في الدال إشارة إلى أنه لبد من تدبر‬ ‫وتأمل كل ما يقرع السمع من آيات وكلمات، وتأمل ما ترمي إليه‬ ‫من معاني ل تظهر بادئ المر، ول تنجلي معانيها إل بشيء من‬ ‫الجهد والتأمل الذي يوحي إليه التشديد على الدال في قوله‬ ‫)ُ‬ ‫}ليدبروا {، ولما كان السياق للذكر، وأسند إلى خلصة الخلق –‬ ‫)ُ‬ ‫َّ‬ ‫محمد صلى ا عليه وسلم بقوله }إليك {- وكان استحضار ما كان‬ ‫عند النسان وغفل عنه ل يشق لظهوره، أظهر التاء حثا على‬ ‫بذل الجهد في إعمال الفكر والمداومة على ذلك؛ فإنه يفضي‬ ‫بعد المقدمات الظنية إلى أمور يقينية قطعية إما محسوسة أولها‬ ‫شاهد في الحس فقال:}وليتذكر { )93(، قال الما م‬ ‫الزجاج:المعنى هذا كتاب ليدبروا آياته، وليفكروا في آياته ،‬ ‫وفي أدبار أمورهم أي عواقبها)04(.‬ ‫73‬ ‫) ( نظم الدرر:183/6 ، البحر المحيط:973/7 ، جامع البيان:675/01‬ ‫83‬ ‫) ( نظم الدرر:183/6‬ ‫93‬ ‫) ( نظم الدرر:283/6‬ ‫04‬ ‫) ( معاني القرآن وإعرابه: 923/4.‬ ‫51‬
  • 16. ‫تدبر القرآن الكريم .. الحكم والحكمة‬ ‫القراءة الثانية: }لتدبروا { وقرأ أبو جعفر )14( وشيبة بالتاء‬ ‫َ َ َّ )ُ‬ ‫الفوقية على الخطاب للنبي صلى ا عليه وسلم وأتباعه‬ ‫وأصحابه بحذف إحدى التاءين )24(، وهي رواية عن عاصم)34(،‬ ‫ورويت هذه القراءة عن عاصم والكسائي)44(، وهي قراءة‬ ‫علي رضي ا عنه )54(، ورويت عن العشى)64(، والصل لتتدبروا‬ ‫بتاءين، فحذف إحداهما تخفيفا)74(، وفي هذه القراءة توجيه‬ ‫اشتراك المة بالتوجيه الرباني بأن تتدبر كتاب ربها سبحانه‬ ‫وتعالى، فهي مقصودة بالتدبر مخاطبة به، قال الما م‬ ‫الشوكاني:وفي الية دليل على أن ا إنما أنزل القرآن للتدبر‬ ‫والتفكر في معانيه، ل لمجرد التلوة بدون تدبر)84(، قال الما م‬ ‫القرطبي:وفي هذا دليل على وجوب معرفة معاني القرآن‬ ‫ودليل على أن الترتيل أفضل من الهذ، إذ ل يصح التدبر مع‬ ‫إ ّ‬ ‫الهذ)94(، ولعله يريد أن التدبر ل يتأتى مع التلوة السريعة ، قال‬ ‫14‬ ‫) ( النشر: 163/2‬ ‫24‬ ‫) ( تفسير النسفي: 16/4 ، جامع البيان:675/01 ، البحر المحيط:973/7 ،‬ ‫إعراب القراءات الشواذ:593/2‬ ‫34‬ ‫) ( المبسوط: 913 ، مزاد المسير:333/6‬ ‫44‬ ‫) ( جامع البيان:496‬ ‫54‬ ‫) ( مختصر في شواذ القرآن ،:031.‬ ‫64‬ ‫) ( التذكرة ، لبن غلبون:425/2 .‬ ‫74‬ ‫) ( فتح القدير:494/4 ، التحرير والتنوير:252/32 ، الدر المصون:473/9‬ ‫84‬ ‫) ( فتح القدير:494/4‬ ‫94‬ ‫) ( تفسير القرطبي )الجامع لحكا م القرآن للقرطبي (:621/81‬ ‫61‬
  • 17. ‫تدبر القرآن الكريم .. الحكم والحكمة‬ ‫الما م الشنقيطي:أما كون تدبر آياته من حكم إنزاله فقد أشار‬ ‫ِ‬ ‫إليه في بعض اليات، بالتخصيص على تدبره ، وتوبيخ من لم‬ ‫يتدبره ، كقوله‬ ‫}أفل يتدبرون القرآن أ م على قلوب أقفالها {، وقوله }أفل‬ ‫يتدبرون القرآن ولو كان من عند غير ا لوجدوا فيه اختلفا كثيرا {، }أفلم‬ ‫يدبروا القول أ م جاءهم ما لم يأت آباءهم الولي {)05(.‬ ‫05‬ ‫) ( أضواء البيان:43/7‬ ‫71‬
  • 18. ‫تدبر القرآن الكريم .. الحكم والحكمة‬ ‫المبحث الرابع: نتيجة التدبر }وليتذكر ألوا اللباب {.‬ ‫لقد بين المولى سبحانه وتعالى الحكمة البالغة من إنزال‬ ‫كتابه ، وأنه إنما أنزله ليتدبره المؤمنون ، ويعتبروا بما فيه من‬ ‫اليات والذكر الحكيم ، فتورثهم ذكرى ، وخوفا وخشية ، فثمرة‬ ‫التدبر هي التذكر ، والستجابة لمر ا سبحانه وتعالى ، ولذلك‬ ‫أعقب التدبر حصول أثره ، فليس بعد التدبر إل حصول الذكرى‬ ‫لولي اللباب ، ولذلك قال }وليتذكر ألوا اللباب { أي وليتعظ بالقرآن‬ ‫أولوا العقول )15(، واللباب جمع لب ، واللب هو العقل‬ ‫الخالص من الشوائب، وسمي بذلك لكونه خالص ما في‬ ‫)ُ‬ ‫ ٍ‬ ‫النسان من معانيه ، وقيل هو ما مزكى في العقل ، فكل لب‬ ‫عقل وليس كل عقل لبا، ولهذا علق ا تعالى الحكا م التي ل‬ ‫ ٌ‬ ‫يدركها إل العقول الزكية بأولي اللباب )25(، قال اللوسي:أي‬ ‫وليتعظ به ذوو العقول الزاكية الخالصة من الشوائب أو‬ ‫ليستحضروا ما هو كالمركومز في عقولهم لفرط تمكنهم من‬ ‫معرفته لما نصب عليه من الدلئل فإن إرسال الرسل وإنزال‬ ‫الكتب لبيان ما ل يعرفه إل من جهة الشرع كوجوب الصلوات‬ ‫الخمس، والرشاد إلى ما يستقل العقل بإدراكه كوجود الصانع‬ ‫جل جلله وعم نواله)35(، قال ابن جرير:وليعتبر ألوا العقول‬ ‫والحجا ما في الكتاب من اليات، فيرتدعوا عما هم عليه‬ ‫15‬ ‫) ( تفسير النسفي: 16/4 ، فتح القدير:494/4‬ ‫25‬ ‫) ( مفردات ألفاظ القرآن:337 ، فتح القدير:494/4.‬ ‫35‬ ‫) ( روح المعاني:181/21-281‬ ‫81‬
  • 19. ‫تدبر القرآن الكريم .. الحكم والحكمة‬ ‫مقيمين من الضللة، وينتهوا إلى ما دلهم عليه من الرشاد‬ ‫وسبيل الصواب)45(، قال الحسن البصري:وا ما تدبره بحفظ‬ ‫حروفه وإضاعة حدوده حتى إن أحدهم ليقول قرأت القرآن كله‬ ‫فما أسقطت منه حرفا وقد وا أسقطه كله، ما يرى للقرآن‬ ‫عليه أثر في خلق ول عمل، وا ما هو بحفظ حروفه وإضاعة‬ ‫حدوده ، وا ما هؤلء بالحكماء ول الومزعة، ل كثر ا في‬ ‫َّ‬ ‫الناس مثل هؤلء )55(، وخلصة كل م الئمة أن ا إنما أنزل‬ ‫كتابه ليفهم مضمونه ، ويطبق على واقع حال المسلم ، فليس‬ ‫الهدف من إنزال القرآن الترنم بتلوته والتمايل عند قراءته ،‬ ‫والتغني بآياته ، والتفنن بقراءات ورواياته ، وإظهار روعة الداء ،‬ ‫وجودة التجويد ، واستعراض البراعة في قوة حفظه ، والتباهي‬ ‫بجميع ذلك ؛ مع إغفال جانب الفهم والتدبر والتفَكر في آياته ،‬ ‫َّ ُّ ِ‬ ‫والنصراف عن تلقف معاني وتوجيهاته بالعمل والتطبيق ،‬ ‫ولذلك فقد خص ا التذكر وقصره على أولي اللباب ، وذلك‬ ‫َّ‬ ‫هو القصد والمراد من إنزال القرآن على سيد النبياء‬ ‫والمرسلين ، فإن ا تعالى أعقب الخبار بإنزال القرآن على‬ ‫محمد صلى ا عليه وسلم بأمر مهم لبد أن يرافق النزال‬ ‫ويحصل معه ، وهو التدبر ومن ثم التذكر والعتبار والنقياد ،‬ ‫والملحظ أن ا أعقب الخبار بإنزال القرآن المر بالتدبر‬ ‫مباشرة ، ولم يذكر الحلقة التي تصل بين إنزال القرآن والتدبر‬ ‫45‬ ‫) ( جامع البيان:675/01‬ ‫55‬ ‫) ( تفسر ابن كثير:43/4، محاسن التأويل:79/6 .‬ ‫91‬
  • 20. ‫تدبر القرآن الكريم .. الحكم والحكمة‬ ‫وهي التلوة ، حيث لم يقل )كتاب أنزلناه إليك ليقرؤوا ويتدبروا‬ ‫آياته .. (، وفي ذلك إشارة إلى أهمية المبادرة إلى التدبر الذي‬ ‫يعقبه التذكر والعتبار ، وذلك يؤكد أهمية استحضار جانب التدبر‬ ‫أثناء القراءة ، بل يجب على المسلم أن يهيئ نفسه لتدبر القرآن‬ ‫قبل أن يشرع بتلوته.‬ ‫02‬
  • 21. ‫تدبر القرآن الكريم .. الحكم والحكمة‬ ‫المبحث الخامس: حال السلف مع تدبر القرآن الكريم:‬ ‫للسلف مع تدبر القرآن الكريم أحوال وأخبار ، ومن ذلك ما‬ ‫روي عن مسروق قال: قال لي رجل من أهل مكة ؛ هذا مقام‬ ‫أخيك تميم الداري ، لقد رأيته ذات ليلة حتى أصبح أو قرب أن‬ ‫أ َ َبُ أ َ‬ ‫يصبح يقرأ بآية من القرآن يركع فيها ويسجد‬ ‫ويبكي }أم حسب‬ ‫الذين اجترحوا السيئات أن نجعلهم كالذين آمنوا وعملوا الصالحات سواء‬ ‫محياهم ومماتهم ساء ما يحكمون{]الجاثية :12[)65(، وعن ابن عباس‬ ‫رضي ا عنه قال: لن أقرأ في ليلة سورة أتدبرها وأفكر فيها‬ ‫ِّ‬ ‫أحب ألي من أن أقرأ القرآن)75(، قال الليث ويلغنا أن رجال ق ً قال‬ ‫لبن مسعود رضي ا عنه قرأت المفصل في ركعة ، فقال له‬ ‫ابن مسعود رضي ا عنه: هذ ًا كهذ الشعر ، أو نثر ًا كنثر الدقل‬ ‫ِّ‬ ‫َّ‬ ‫)85(، وصلى الربيع بن خثيم فقرأ بآية حتى أصبح‬ ‫}أم حسب الذين‬ ‫اجترحوا السيآن أن نجعلهم كالذين آمنوا وعملوا الصالحات{]الجاثية:12[‬ ‫فجعل يرددها حتى أصبح )95(، وردد النبي صلى ا عليه وسلم آية }إن‬ ‫تعذبهم فإنهم عبادك وإن تغفر لهم فإنك أنت العزيز الحكيم{]المائدة:811[‬ ‫)06( ، وعن سعيد بن عبيد قال رأيت سعيد بن جبير وهو يؤمهم‬ ‫في رمضان يردد هذه الية‬ ‫}إذ اللغالل في أعناقهم{]لغافر:17[ و}يا أيها‬ ‫65‬ ‫) ( فضائل القرآن للمستغفري:161/1 .‬ ‫75‬ ‫) ( كتاب فضائل القرآن للمستغفري:161/1.‬ ‫85‬ ‫) ( كتاب فضائل القرآن للمستغفري:261/1.‬ ‫95‬ ‫) ( رواه ابن أبي شيبة رقم الثر:1738 .‬ ‫06‬ ‫) ( سنن ابن ماجة ، باب ما جاء في القراءة في صالة الليل، حديث رقم‬ ‫0531‬ ‫12‬
  • 22. ‫تدبر القرآن الكريم .. الحكم والحكمة‬ ‫النسان ما لغرك بربك الكريم{]النفطار:6[ يرددها مرتين أو ثالثا )16(،‬ ‫وروي عن محمد بن كعب القرظي رضي ا عنه يقول :لن‬ ‫أقرأ }إذا زلزلت{و}القارعة{ ليلة أرددهما وأتفكر فيهما أحب إليَّ‬ ‫من أن أبيت أهذ القرآن )26(، وقال عبد ا بن مسعود رضي‬ ‫ُّ‬ ‫ا عنه:ل تهذوا القرآن كهذ الشعر ول تنثروه نثر الدقل وقفوا‬ ‫عند عجائبه وحركوا به القلوب)36(، وسئل مجاهد عن رجلين‬ ‫قرأن أحدهما البقرة وقرأ الخر البقرة وآل عمران فكان‬ ‫ركوعهما وسجودهما وجلوسهما سواء أيهما أفضل ، قال الذي‬ ‫قرأ البقرة، ثم قرأ مجاهد‬ ‫}وقرآنا فرقناه لتقرأه على الناس على مكث‬ ‫ونزلناه تنزيال{]السراء:601[، والثار في شأن السلف مع تدبر القرآن‬ ‫ق ً‬ ‫الكريم كثيرة ، نكتفي بهذه اللماحة اليسيرة.‬ ‫16‬ ‫) ( ابن أبي شيبة برقم:9638‬ ‫26‬ ‫) ( ابن أبي شيبة برقم:2378‬ ‫36‬ ‫) ( ابن أبي شيبة برقم:3378‬ ‫22‬
  • 23. ‫تدبر القرآن الكريم .. الحكم والحكمة‬ ‫المبحث السادس: طريقة اكتساب ملكة التدبر:‬ ‫تدبر القرآن الكريم أمر مبذول لكل من قرأ آياته ، ويمنحه‬ ‫ ٌ‬ ‫المولى سبحانه وتعالى لكل من أشتغل به ، وأعمل ذهنه فيه ،‬ ‫وقد بين ا أن القرآن ألغلبه مفهوم المعنى ، واضح الدللة،‬ ‫فقال: }منه آيات محكمات هن أم الكتاب{]آل عمران:7[، فال يستعصي‬ ‫على الفهام ، ول تكل في فهمه الذهان ، ول تقف أمام مراده‬ ‫العقول ، بل هو ظاهر المعنى ، واضح المراد ، ولذلك أنزله ا‬ ‫بلسان قومه ليسهل عليهم فهمه ، وليكون في متناول الجميع ،‬ ‫فيفهمه العامي قبل العالم ، ويدركه الصغير والكبير ، فإذا فهم‬ ‫المعنى والمراد حصل التدبر والتأمل.‬ ‫وبما أن القرآن الكريم قريب من الفهام ، يسهل تدبره ،‬ ‫ويمكن إعمال الذهن فيه ، فقد أمر ا عباده بتدبره ، ومحاولة‬ ‫فهم مراميه ومقاصده ، ومن المعلوم أن ا ل يأمر عباده إل‬ ‫بما يقدرون عليه ، ويسهل انقيادهم إليه ، ويمكنهم القيام به ،‬ ‫ومن لغير الصواب أن يؤمر العاجز بما ل يقدر عليه ، فتبين بما‬ ‫مضى أن ا أمر عباده بما يمكنهم الستجابة له والقيام به ،‬ ‫وقد أمرهم بتدبر القرآن والتذكر بما فيه من وعد ووعيد ، وأمر‬ ‫ونهي وزجر شديد ، ومن عجيب شأن تدبر القرآن الكريم أن‬ ‫لفظه يحتمل ما فيه معاني ودللت إذا لم تعارض مقاصد الدين‬ ‫وأصوله ، ولم يعارضه صريح تفسير المصطفى صلى ا عليه‬ ‫32‬
  • 24. ‫تدبر القرآن الكريم .. الحكم والحكمة‬ ‫وسلم ، ومع ذلك فهو لغني بالهدايات التي من الممكن‬ ‫استنباطها من آياته وكلماته.‬ ‫لقد اعتنى العلماء بتدبر القرآن الكريم فألفوا فيه المؤلفات‬ ‫، وقعدوا لتدبره القواعد ، ومن تلك المؤلفات :‬ ‫1. مفاتيح تدبر القرآن الكريم للدكتور خالد بن عبد‬ ‫الكريم الالحم.‬ ‫2. تدبر القرآن تأليف سلمان بن عمر السنيدي.‬ ‫3. تفهيم القرآن العظيم تأليف محمد فاروق الزين.‬ ‫4. قواعد تدبر القرآن لعبد الرحمن حبنكة الميداني.‬ ‫ولغيرها كثير ، وقد اختلفت مناهجها وأساليبها في تناول‬ ‫جانب التدبر، فمنها من وقف على مضامين السور ونظر إلى‬ ‫معانيها ، وما يدور عليه مضمونها ، ومنها ما وقف على تحديد‬ ‫الطار العام للتدبر ، وكيفية اكتساب مهارة التدبر لكتاب ا‬ ‫تعالى ، فمدار تلك الكتب على الجانب التطبيقي والنظري.‬ ‫المبحث السابع: برنامج مقترح لتربية طالب الحلقات على‬ ‫تدبر القرآن الكريم:‬ ‫من أهم ثمرات هذا البحث المختصر ، ومن أهم الفوائد‬ ‫التي نجنيها من تدبر هذه الية ؛ هو أن نقوم بتربية أبنائنا على‬ ‫تدبر آيات القرآن الكريم ، وسأقترح برنامجا وأسلوبا لتربية طالب‬ ‫حلقات تحفيظ القرآن الكريم على تدبر آيات كتاب ا تعالى،‬ ‫وذلك من خالل الخطوات التالية:‬ ‫42‬
  • 25. ‫تدبر القرآن الكريم .. الحكم والحكمة‬ ‫1. بيان أهمية تدبر القرآن الكريم.‬ ‫2. تحديد يوم خاص بتدبر القرآن يطلق عليه يوم‬ ‫التدبر، يتولى المدرس تفسير آيات يسيرة واستثارة‬ ‫أذهان الطالب لتدبرها.‬ ‫3. تحديد مقدار معين ل يتجاوز عشر آيات ليقوم الطالب‬ ‫بتدبره.‬ ‫4. يفضل حث الطالب على قراءة تفسير اليات قبل‬ ‫الحضور إلى الحلقة.‬ ‫5. تقسيم الطالب إلى مجموعات كل مجموعة تتكون‬ ‫من 3-5 طالب.‬ ‫6. تقوم كل مجموعة بقراءة اليات ومحاولة استخالص‬ ‫ما فيها من دروس وهدايات ومعاني ودللت.‬ ‫7. يشرف المعلمون والمعلمات على مجموعات الطالب‬ ‫أثناء فترة التدبر ، وذلك من خالل توجيههم التوجيه‬ ‫الصحيح للوصول إلى التدبر الصحيح لكتاب ا تعالى.‬ ‫8. تكليف شخص من كل مجموعة بعرض وبيان فائدة‬ ‫أو أكثر من فوائد تدبر اليات.‬ ‫9. الشادة بالمجموعة المتميزة في تأملها واستخالص‬ ‫الفوائد من اليات.‬ ‫01. حث الطالب على نقل هذه الفوائد إلى من وراءهم‬ ‫من أهل وأسرة.‬ ‫52‬
  • 26. ‫تدبر القرآن الكريم .. الحكم والحكمة‬ ‫11. بيان كيفية الستفادة من تدبر اليات ، وكيفية تطبيقها‬ ‫على أرض الواقع.‬ ‫62‬
  • 27. ‫تدبر القرآن الكريم .. الحكم والحكمة‬ ‫المبحث السابع:‬ ‫الموازنة بين الحفظ والتدبر في حلقات تحفيظ القرآن الكريم:‬ ‫إن المتأمل لدور حلقات تحفيظ القرآن الكريم يالحظ أنه‬ ‫قائم فقط على متابعة حفظ الطالب لليات عن ظهر قلب، مع‬ ‫أن المقصود الهم هو تربية النشء على تعاليم القرآن ،‬ ‫وحثهم على فهم معانيه ، والستفادة من هداياته وعظاته.‬ ‫لقد جاءت النصوص الشرعية محذرة من القتصار على‬ ‫حفظ اللفظ ، بعيد ًا عن فهم المعاني السامية التي تحملها‬ ‫اليات ، مبينة مغبة ذلك على الفرد والمجتمع ، فمن لم تربي‬ ‫ق ً‬ ‫معاني اليات قلبه ولم تكسبه الخشوع والخشية ، فإنها حتما‬ ‫ستحمله على التعالم والتعالي واللغترار بحفظ رسم القرآن ،‬ ‫دون فهم لما يحويه نظمه أو تحمله كلماته ، وقد جاءت الثار‬ ‫ ٍ‬ ‫مبينة بعض معالم من اقتصر على حفظ رسمه دون فهم دللة‬ ‫نظمه ، ومنتقدة قصورهم في ذلك ، فقال حذيفة رضي ا‬ ‫عنه يصف أولئك:إن من أقرأ الناس منافقا ل يترك واو ًا ول ألفا‬ ‫يلفته بلسانه كما تلتفت البقرة الخال بلسانها ل يتجاوز ترقوته‬ ‫)46(، وأن ذلك الحفظ لم يعمق اليمان في قلوبهم ولذلك تراهم‬ ‫يمرقون من الدين كما يمرق السهم من الرمية)56(، فهم على‬ ‫شفا جرف هار ، يعبدون ا على حرف ، وسرعان ما ينكصون‬ ‫ ٍ‬ ‫ ٍ‬ ‫46‬ ‫) ( ابن أبي شيبة برقم:6378‬ ‫56‬ ‫) ( صحيح البخاري ، كتاب استتابة المرتدين والمعاندين وقتالهم ، باب قتل‬ ‫الخوارج والملحدين بعد إقامة الحجة عليهم ، حديث رقم:1396 ص:9721 .‬ ‫72‬
  • 28. ‫تدبر القرآن الكريم .. الحكم والحكمة‬ ‫على أعقابهم ، وقال عليه الصالة والسالم مبينا بعض عالماتهم‬ ‫التي توحي بإيمان عميق ، وتمسك بالدين راسخ ، ولكنهم في‬ ‫الحقيقة على خالف ذلك بسبب خلو قلوبهم وعقولهم من الفهم‬ ‫والمعرفة بكتاب ا تعالى تحقرون صالتكم إلى صالتهم‬ ‫وصيامكم إلى صيامهم ، فهم يقيمون حروفه ويضيعون‬ ‫حدوده ، وبالتالي تتضح أهمية اجتماع المرين الحفظ والفهم‬ ‫الناشيء عن تدبر كتاب ا تعالي ، ثم العمل بما حفظ ،‬ ‫لذا فإن من أهم الوجبات على المؤسسات التي تتولى‬ ‫الشراف على حلقات تحفيظ القرآن الكريم أن تراعي الجانبين‬ ‫وتوازن بين الطرفين .‬ ‫يترتب على ما مضى من بيان خطورة القتصار على الحفظ‬ ‫بعيد ًا عن الفهم ، أهمية تغليب جانب الفهم على جانب الحفظ ،‬ ‫وأن الحافظ لن يحوز فضل حفظ كتاب ا تعالى إل باستقامته‬ ‫على ما أمر ا به في كتابه ، وذلك أنه إن خالف مدلول معانيه‬ ‫فسيكون حجة عليه يوم القيامة ، وإن استقام عليه نال أعلى‬ ‫الفضائل وارتقى أعلى الرتب ، ولذلك قال في الحديثيقال‬ ‫لصاحب القرآن اقرأ وارتق ورتل كما كنت ترتل في الدنيا فإن‬ ‫منزلتك عند آخر آية تقرؤها )66(، فقال صاحب القرآن ولم يقل‬ ‫حافظ أو قارئ القرآن ، ومن المعلوم أن الصاحب هو المالزم‬ ‫المتأثر بصاحبه من كثرة صحبته ، وقد ثبت عنه صلى ا عليه‬ ‫66‬ ‫) ( سنن أبي داود ، كتاب الصالة ، باب استحباب الترتيل في القراءة ، حديث‬ ‫رقم:‬ ‫82‬
  • 29. ‫تدبر القرآن الكريم .. الحكم والحكمة‬ ‫وسلم أن أول من تسعر بهم النار يوم القيامة ثالثة ، قارئ‬ ‫القرآن والمجاهد والعالم ، وأول أولئك الثالثة قارئ القرآن‬ ‫الذي ل يعمل به )76(، وقد ذكر المصطفى صلى ا عليه وسلم‬ ‫أن شفاعة القرآن الكريم لصحابه )86(، وفي ذلك إيضاح وبيان‬ ‫لسمات أهل القرآن وأنهم هم الذين يعملون به في الدنيا ،‬ ‫وليس الذين يحفظونه في صدورهم فحسب ، و الدليل على‬ ‫ذلك أن ا وبخ الذين ل يتدبرونه ولم يوبخ الذين ل يحفظونه‬ ‫عن ظهر قلب ، فقال‬ ‫42[ ، وقال‬ ‫}أفال يتدبرون القرآن أم على قلوب‬ ‫أقفالها{]سورة محمد:‬ ‫}أفال يتدبرون القرآن ولو كان من عند لغير ا لوجدوا فيه اختالفا‬ ‫كثير ًا{]النساء:28[ ، وقال }أفلم يدبروا القول ...{]المؤمنون/86[ ، ولم يرد في‬ ‫القرآن الكريم ما يدل على المر بالحفظ ، بل لم يرد المر بذلك‬ ‫في السنة النبوية – على حد علمي -، وإنما ورد النهي عن‬ ‫ِّ‬ ‫نسيان آيات القرآن الكريم على قول من قال إن المراد هو‬ ‫حفظ القرآن في آية سورة طه في قول ا‬ ‫تعالى }كذلك أتتك‬ ‫آياتنا فنسيتها وكذلك اليوم تنسى{]طه:621[ ، ووردت روايات ضعفية في‬ ‫ذلك منثورة في كتب السنة.‬ ‫76‬ ‫) ( صحيح مسلم ، كتاب المارة ، باب من قاتل للرياء والسمعة استحق النار،‬ ‫حديث رقم:5091 ص:058‬ ‫86‬ ‫) ( صحيح مسلم ، كتاب صالة المسافرين وقصرها ، باب فضل قراءة القرآن‬ ‫وسورة البقرة ، رقم الحديث: 408‬ ‫92‬
  • 30. ‫تدبر القرآن الكريم .. الحكم والحكمة‬ ‫خاتمة البحث:‬ ‫في ختام هذا البحث الذي يدور حول قضية تدبر القرآن‬ ‫الكريم ، وما له من أهمية بالغة ، أمر بها المولى سبحانه‬ ‫وتعالى نبيه محمد ًا صلى ا عليه وسلم ، ووجه عباده لتدبر‬ ‫القرآن الكريم ، وما يترتب على ذلك من فهم معانيه ، وأخذها‬ ‫والعمل بما تحويه من معاني وتوجيهات ، وكيف أن ا سبحانه‬ ‫وتعالى أشار إلى أهمية التدبر ببيان الحكمة من إنزال القرآن‬ ‫الكريم ، وأن جوهر القرآن ومكنونه ل يظهر إل لمن تأمله‬ ‫وتدبره ، وتفكر فيه ، وأثار آياته ليعلم مكنونها ومضامينها ، ولن‬ ‫يصل إلى تلك المعاني السامية إل من أدام النظر في آيات‬ ‫القرآن الكريم ، وأشبعها تأمال ق ً وتدبر ًا ، وأولئك الذين أثنى ا‬ ‫عليهم بقوله‬ ‫}إنما المؤمنون الذين إذا ذكر ا وجلت قلوبهم ، وإذا تليت‬ ‫عليهم آياته زادتهم إيمانا وعلى ربهم يتوكلون{]النفال:2[، وبناء على ذلك‬ ‫ق ً‬ ‫لبد أن نصحح مسار تعليم القرآن الكريم ، من خالل الجمع بين‬ ‫الحفظ والتدبر للقرآن الكريم ، وتربية النشء على فهم معاني‬ ‫اليات ، والنقياد لها ، وتطبيقها والعمل بها ، ليصبح الجيل قرآنا‬ ‫يمشي على الرض ، يقرأ ويستجيب ، وبذلك يحوز الجيل على‬ ‫المرين القرآن واليمان معا.‬ ‫وصلى ا وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه‬ ‫أجمعين.‬ ‫03‬
  • 31. ‫تدبر القرآن الكريم .. الحكم والحكمة‬ ‫التوصيات:‬ ‫في نهاية هذا البحث المركز خلصت إلى النتائج التالية:‬ ‫1. أن توجيها الكتاب والسنة حثت على تدبر القرآن الكريم‬ ‫ليصبح عمال م ً محسوسا ، وأخالاقا وااقعية.‬ ‫2. أن حفظ القرآن الكريم مطلب سام ، وهدف رفيع ، ولكن‬ ‫ ٍ‬ ‫ل غنى للحافظ عن التدبر والعمل بكتاب ا تعالى.‬ ‫3. كثير من الجهات التي تعنى بتعليم القرآن الكريم تستفرغ‬ ‫جهدها في تحفيظ القرآن وتصحيح التالوة ، وذلك جزء‬ ‫مهم من عملية تعليم القرآن الكريم ، ولكنهم أغفلوا تنمية‬ ‫جانب التدبر والعمل بالقرآن الكريم.‬ ‫4. كثير من المؤسسات وااقعها ل يخدم أو يحقق أهدافها ، إذ‬ ‫إن التربية على تعاليم القرآن الكريم هو الهدف الهم‬ ‫والسمى التي تنشده ، ولكن وااقعها يملي عليها أهدافا‬ ‫أخرى ولذلك تالحظ أن مخرجاتها ل تتوافق مع تلك‬ ‫الهداف.‬ ‫5. نحن بحاجة إلى أن نعيد النظر في طرق تعليمنا للقرآن‬ ‫الكريم ، فالبد من وضع مناهج للمتعلمين تحفزهم على‬ ‫تدبر القرآن الكريم وفهم معاني ، بل تكسبهم ملكة التدبر‬ ‫لكتاب ا تعالى.‬ ‫13‬
  • 32. ‫تدبر القرآن الكريم .. الحكم والحكمة‬ ‫نسأل ا العظيم بمنه وكرمه أن يوفقنا‬ ‫لما يحبه ويرضاه‬ ‫وصلى ا وسلم على نبينا محمد وعلى‬ ‫آله وصحبه أجمعين.‬ ‫23‬
  • 33. ‫تدبر القرآن الكريم .. الحكم والحكمة‬ ‫فهرس المصادر والمراجع:‬ ‫1. القرآن الكريم.‬ ‫2. المستدرك ، للمام الحافظ أبي عبد ا الحاكم النيسابوري ، دار المعرفة ،‬ ‫بيروت – لبنان ، إشراف د.يوسف عبد الرحمن المرعشلي.‬ ‫3. سنن الترمذي للمام الحافظ محمد بن عيسى بن سورة الترمذي المتوفى‬ ‫سنة 972هـ، حكم على أحاديثه العالمة المحدث محمد ناصر الدين‬ ‫اللباني، عناية أبو عبيدة مشهور بن حسن آل سليمان، مكتبة دار المعرفة،‬ ‫الرياض، الطبعة الولى بدون تاريخ.‬ ‫4. تفسير النسفي ، تأليف المام عبد ا بن أحمد النسفي ت 017هـ، تحقيق‬ ‫الشيخ مروان الشغار، دار النفائس، ط الولى 6141هـ - 6991م .‬ ‫5. تفسير البحر المحيط، لمحمد بن يوسف الشهير بأبي حيان الندلسي‬ ‫المتوفى سنة 547هـ، حققه جمع من العلماء، دار الكتب العلمية، بيروت –‬ ‫لبنان ، الطبعة الولى 3141هـ - 3991م[.‬ ‫6. الدر المصون في علوم الكتاب المكنون، تأليف أحمد بن يوسف المعروف‬ ‫بالسمين الحلبي المتوفى سنة 657هـ ، تحقيق د.أحمد محمد الخراط، دار‬ ‫القلم، دمشق، الطبعة الولى 4141هـ - 3991م.‬ ‫7. نظم الدرر في تناسب اليات والسور، للمام برهان الدين أبي الحسن‬ ‫إبراهيم بن عمر البقاعي المتوفى سنة 588هـ، تخريج عبد الرزاق غالب‬ ‫المهدي، توزيع مكتبة الباز – مكة ، ط الولى 5141هـ -5991م.‬ ‫8. فتح القدير الجامع بين فني الرواية والدراية من علم التفسير، للمام محمد‬ ‫بن علي بن محمد الشوكاني المتوفى عام 0521هـ، طبعة دار الفكر ودار‬ ‫الكلم الطيب، بيروت – لبنان، الطبعة الولى عام 4141هـ- 4991م[.‬ ‫9. روح المعاني ، تأليف العالمة أبي الفضل شهاب الدين السيد محمود‬ ‫اللوسي البغدادي المتوفى سنة 721هـ، ضبطه وصححه علي عبد الباري‬ ‫عطية، دار الكتب العلمية، بيروت – لبنان، الطبعة الولى عام 5141هـ-‬ ‫4991م.‬ ‫01. التحرير والتنوير ، تأليف العالمة الشيخ محمد الطاهر ابن عاشور، الدار‬ ‫التونسية للنشر، 4891م[.‬ ‫33‬
  • 34. ‫تدبر القرآن الكريم .. الحكم والحكمة‬ ‫11. المحرر الوجيز في تفسير الكتاب العزيز للقاضي أبي محمد عبد الحق بن‬ ‫غالب بن عطية الندلسي المتوفى سنة 645هـ، تحقيق عبد السالم عبد‬ ‫الشافي محمد، دار الكتب العلمية، بيروت، الطبعة الولى 3141هـ-‬ ‫3991م.‬ ‫21. الجامع لحكام القرآن،للمام أبو عبد ا محمد بن أحمد النصاري‬ ‫القرطبي، دار الكتب العلمية، بيروت – لبنان، الطبعة عام 3141هـ -‬ ‫3991م.‬ ‫31. محاسن التأويل،تأليف المام محمد جمال الدين القاسمي المتوفى سنة‬ ‫2231هـ، تحقيق الستاذ محمد فؤاد عبد البااقي، اعتنى به وصححه الشيخ‬ ‫هشام سمير البخاري، مؤسسة التاريخ العربي، بيروت- لبنان، الطبعة‬ ‫الولى 5141هـ - 4991م.‬ ‫41. الكشاف عن حقائق غوامض التنزيل وعيون الاقاويل في وجوه التأويل،‬ ‫للمام محمود بن عمر الزمخشري المتوفى 825هـ، دار الكتاب العربي،‬ ‫ترتيب وضبط مصطفى حسين أحمد، بدون طبعة.‬ ‫51. حقائق التفسير ،المام أبي عبد الرحمن محمد بن الحسين بن موسى‬ ‫الزدي السلمي المتوفى 214هـ، تحقيق سيد عمران، دار الكتب العلمية،‬ ‫بيروت – لبنان، الطبعة الولى 1241هـ - 1002م.‬ ‫61. جامع البيان في تأويل القرآن، لبي جعفر محمد بن جرير الطبري 013هـ،‬ ‫دار الكتب العلمية، بيروت- لبنان، الطبعة الولى 2141هـ - 2991م.‬ ‫71. معاني القرآن وإعرابه ، تأليف أبي إسحاق إبراهيم السري الزجاج، شرح‬ ‫وتحقيق د.عبد الجليل شلبي، عالم الكتب ، بيروت – لبنان، الطبعة الولى‬ ‫8041هـ - 8891م.‬ ‫81. إعراب القراءات الشواذ ، لبي البقاء العكبري المتوفى 616هـ ، دراسة‬ ‫وتحقيق محمد السيد أعمد عزوز، عالم الكتب، الطبعة الولى 7141هـ -‬ ‫6991م.‬ ‫91. المبسوط في القراءات العشر، لبي بكر أحمد بن الحسين بن مهران‬ ‫الصبهاني، المتوفى 183هـ، تحقيق سبيع حمزة حاكمي، دار القبلة بجدة‬ ‫ومؤسسة علوم القرآن ببيروت، الطبعة الثانية، 8041هـ -8891م.‬ ‫43‬
  • 35. ‫تدبر القرآن الكريم .. الحكم والحكمة‬ ‫02. زاد المسير في علم التفسير، للمام جمال الدين عبد الرحمن بن علي بن‬ ‫محمد الجوزي، دار الفكر، بيروت – لبنان، الطبعة الولى، 7041هـ-‬ ‫7891م‬ ‫12. جامع البيان في القراءات السبع المشهورة ، تأليف المام الحافظ أبي‬ ‫عمرو عثمان بن سعيد الداني المتوفى سنة 444هـ، تحقيق محمد صدوق‬ ‫الجزائري، دار الكتب العلمية، بيروت، الطبعة الولى 5002م‬ ‫22. مختصر في شواذ القرآن ، من كتاب البديع لبن خالويه ، عني‬ ‫بنشره:ج.برجشتراسر ، دار الهجرة ، طبعة بدون.‬ ‫32. التذكرة في القراءات الثمان، للمام أبي الحسن طاهر بن عبد المنعم بن‬ ‫غلبون المقرئ الحلبي ت:993هـ، تحقيق ودراسة د.أيمن سويد ، طبعة‬ ‫الجمعية الخيرية لتحفيظ القرآن الكريم بجدة، الطبعة الولى 2141 -‬ ‫1991م[ .‬ ‫42. أضواء البيان في إيضاح القرآن بالقرآن ، للشيخ العالمة محمد المين‬ ‫الشنقيطي، المتوفى سنة 3931هـ، أشرف على إخراجه الشيخ بكر بن عبد‬ ‫ا أبو زيد رحمه ا ، دار عالم الفوائد ، الطبعة الولى 6241هـ[‬ ‫52. فضائل القرآن ، للحافظ أبي العباس جعفر بن محمد المستغفري ت:‬ ‫234هـ، تحقيق وتخريج الدكتور أحمد بن فارس السلوم ، دار ابن حزم‬ ‫بيروت، الطبعة الولى 7241هـ -6002م‬‫62. الكتاب المصنف في الحاديث والاثار للمام أبي بكر عبد ا بن محمد بن‬ ‫أبي شيبة الكوفي العبسي المتوفى سنة 532هـ، ضبطه وصححه محمد‬ ‫بعد السالم شاهين ، مكتبة دار الباز -مكة ، الطبعة الولى 6141هـ -‬ ‫5991م[‬ ‫72. سنن ابن ماجة تصنيف أبي عبد ا محمد بن يزيد القزويني )902-372هـ(‬ ‫اعتنى به أبو عبيدة مشهور بن حسن آل سليمان ، مكتبة المعارف ، الرياض‬ ‫، الطبعة الولى بدون تاريخ[.‬ ‫82. صحيح البخاري، للمام محمد بن إسماعيل البخاري )491-652هـ( اعتنى‬ ‫به الستاذ محمد فؤاد عبد البااقي ، دار ابن حزم –بيروت ، لبنان ، الطبعة‬ ‫الولى 4241-3002م[‬ ‫53‬
  • 36. ‫تدبر القرآن الكريم .. الحكم والحكمة‬ ‫92. صحيح مسلم ،للمام أبي الحسين مسلم بن الحجاج القشيري النيسابوري )‬ ‫402-162هـ(، دار ابن حزم-بيروت –لبنان، الطبعة الولى 3214هـ -‬ ‫2002م [‬ ‫03. ]تأليف العالمة الراغب الصفهاني، تحقيق صفوان عدنان داوودي ، دار‬ ‫القلم -دمشق ، ودار الدار الشامية -بيروت ، الطبعة الولى 2141هـ -‬ ‫2991م[‬ ‫13. ]النشر في القراءات العشر، تأليف الحافظ أبي الخير محمد بن محمد‬ ‫الدمشقي المعروف بابن الجزري المتوفى سنة 338هـ، دارك الكتاب‬ ‫العربي ، أشرف على تصحيحه ومراجعته الشيخ على بن محمد الضباع،‬ ‫الطبعة بدون[،‬ ‫23. ]تفسير القرآن العظيم، للمام أبي الفداء إسماعيل بن كثير القرشي‬ ‫الدمشقي، دار الريان، دار الحديث – القاهرة، الطبعة الولى 8041هـ -‬ ‫8891م[.‬ ‫63‬
  • 37. ‫تدبر القرآن الكريم .. الحكم والحكمة‬ ‫فهرس الموضوعات:‬ ‫المقدمة‬ ‫2‬ ‫التمهيد‬ ‫3‬ ‫مضامين البحث‬ ‫4‬ ‫منهج البحث‬ ‫5‬ ‫المبحث الول: وصف القرآن‬ ‫}كتاب أنزلناه إليك{‬ ‫6‬ ‫}مبارك{‬ ‫8‬ ‫}ليدبروا آياته{‬ ‫َّ‬ ‫01‬ ‫المبحث الثاني: أاثر القرآن على تاليه‬ ‫المبحث الثالث: الحكمة من إنزاله‬ ‫المبحث الرابع: نتيجة التدبر‬ ‫}وليتذكر ألوا اللباب{‬ ‫51‬ ‫المبحث الخامس: حال السلف مع تدبر القرآن الكريم‬ ‫71‬ ‫المبحث السادس: طريقة اكتساب ملكة التدبر‬ ‫91‬ ‫المبحث السابع: برنامج مقترح لتربية طالب الحلقات على‬ ‫تدبر القرآن الكريم‬ ‫المبحث الثامن: الموازنة بين الحفظ والتدبر في حلقات‬ ‫تحفيظ القرآن الكريم‬ ‫02‬ ‫12‬ ‫خاتمة البحث‬ ‫42‬ ‫التوصيات‬ ‫52‬ ‫فهرس المصادر والمراجع‬ ‫62‬ ‫73‬