تعد قضية تشارلز تايلور، رئيس دولة ليبيريا السابق ، واحدة من أبرز محاكمات القرن الحادي والعشرين

1. 1
‫تايل‬ ‫تشارلز‬ " ‫محاكمة‬ ‫في‬ ‫نظرات‬‫و‬"‫ر‬
‫بقلم‬‫برسيم‬ ‫محمد‬ /‫الدكتور‬
‫تعد‬‫قضية‬‫تشارلز‬‫تايل‬‫و‬‫ر‬‫ليبيريا‬ ‫دولة‬ ‫رئيس‬ ،، ‫السابق‬‫واح‬‫من‬ ‫دة‬
‫أبرز‬‫محاكم‬‫ات‬‫والعشرين‬ ‫الحادي‬ ‫القرن‬،‫فقط‬ ‫ليس‬‫سابقة‬ ‫تعد‬ ‫النها‬
‫و‬ ‫االنسانية‬ ‫ضد‬ ‫الجرائم‬ ‫مرتكبي‬ ‫محاكمة‬ ‫في‬ ‫هامة‬ ‫قضائية‬‫جرائم‬‫ا‬‫البادة‬
‫الجماعية‬،‫الدول‬ ‫رؤوساء‬ ‫محاكمة‬ ‫في‬ ‫هامة‬ ‫مرحلة‬ ‫تعد‬ ‫النها‬ ‫أيضا‬ ‫بل‬
‫أثناء‬ ‫جرائم‬ ‫من‬ ‫أرتكبوه‬ ‫عما‬ ‫ودوليا‬ ‫جنائيا‬‫حكمهم‬ ‫مدة‬‫خطوة‬ ‫فهي‬ ،
‫ارساء‬ ‫نحو‬ ‫جادة‬‫مبادئ‬‫الدولية‬ ‫الجنائية‬ ‫الشرعية‬‫والقضاء‬‫الجنائي‬
. ‫الدولي‬
‫أ‬‫نش‬‫أ‬‫ت‬‫بين‬ ‫خاص‬ ‫اتفاق‬ ‫بموجب‬ ‫بسراليون‬ ‫الخاصة‬ ‫الجنائية‬ ‫المحكمة‬
‫في‬ ‫توقيعه‬ ‫تم‬ ‫سيراليون‬ ‫وحكومة‬ ‫المتحدة‬ ‫االمم‬16/1/2002،‫اعماال‬
‫رقم‬ ‫االمن‬ ‫مجلس‬ ‫لقرار‬1315‫في‬ ‫الصادر‬14/8/0020،‫لنص‬ ‫ووفقا‬
‫مرتكبي‬ ‫بمحاكمة‬ ‫أساسا‬ ‫تختص‬ ‫فانها‬ ‫المحكمة‬ ‫قانون‬ ‫من‬ ‫االولي‬ ‫المادة‬
‫لل‬ ‫الجسيمة‬ ‫االنتهاكات‬‫سيراليون‬ ‫دولة‬ ‫وقانون‬ ‫االنساني‬ ‫الدولي‬ ‫قانون‬
19961
/11/30 ‫من‬ ‫اعتبارا‬ ‫االخيرة‬ ‫الدولة‬ ‫أرض‬ ‫علي‬ ‫وقعت‬ ‫والتي‬
‫وحتي‬18/1/2002.
، ‫االنسانية‬ ‫ضد‬ ‫الجرائم‬ ‫هي‬ ‫بنظرها‬ ‫المحكمة‬ ‫تختص‬ ‫التي‬ ‫الجرائم‬ ‫وأهم‬
‫االستبعاد‬ ‫و‬ ‫الجماعية‬ ‫واالبادة‬ ‫القتل‬ ‫جرائم‬ ‫وتتضمن‬‫والسجن‬ ‫والترحيل‬
‫والتعذيب‬‫أو‬ ‫سياسية‬ ‫السباب‬ ‫واالضطهاد‬ ‫الجنسي‬ ‫واالستعباد‬ ‫واالغتصاب‬
‫لعام‬ ‫جنيف‬ ‫اتفاقيات‬ ‫من‬ ‫المشتركة‬ ‫الثالثة‬ ‫المادة‬ ‫ومخالفة‬ ‫دينية‬ ‫أو‬ ‫عرقية‬
1949‫ال‬ ‫الذين‬ ‫االشخاص‬ ‫معاملة‬ ‫القتال‬ ‫أطراف‬ ‫الدول‬ ‫علي‬ ‫توجب‬ ‫والتي‬ ،
. ‫المحكمة‬ ‫قانون‬ ‫من‬ 1/1 ‫المادة‬ - 1

2. 2
‫معاملة‬ ‫العدائية‬ ‫االعمال‬ ‫في‬ ‫مباشرة‬ ‫يشتركون‬‫إ‬‫ا‬ ‫وتمنع‬ ‫نسانية‬‫إل‬‫ع‬ ‫عتداء‬‫لي‬
‫كرامتهم‬ ‫علي‬ ‫االعتداء‬ ‫أو‬ ‫كرهائن‬ ‫أخذهم‬ ‫أو‬ ‫البدنية‬ ‫وسالمتهم‬ ‫حياتهم‬
‫الشخص‬‫للقانون‬ ‫وفقا‬ ‫مشكلة‬ ‫محكمة‬ ‫أمام‬ ‫التقاضي‬ ‫في‬ ‫بحقهم‬ ‫أواالخالل‬ ‫ية‬
‫االخري‬ ‫الجسيمة‬ ‫واالنتهاكات‬‫أل‬‫االنساني‬ ‫الدولي‬ ‫القانون‬ ‫حكام‬2
.
‫وتجدر‬‫اإل‬‫شارة‬‫إ‬‫تشا‬ ‫واجهت‬ ‫التي‬ ‫التهم‬ ‫أهم‬ ‫أن‬ ‫لي‬‫ر‬‫هذه‬ ‫في‬ ‫تايلور‬ ‫لز‬
‫الم‬‫ح‬‫ا‬‫الجرائم‬ ‫في‬ ‫االشتراك‬ ‫هي‬ ‫كمة‬‫واالغتصاب‬ ‫القتل‬ : ‫االنسانية‬ ‫ضد‬
‫الجنسي‬ ‫واالستبعاد‬‫و‬‫للمدنيين‬ ‫االنسانية‬ ‫غير‬ ‫المعاملة‬‫و‬‫المادة‬ ‫أحكام‬ ‫مخالفة‬
‫جنيف‬ ‫اتفاقيات‬ ‫من‬ ‫المشتركة‬ ‫الثالثة‬،‫ومنها‬‫إ‬‫وانتهاك‬ ‫المدنيين‬ ‫رهاب‬
‫تحت‬ ‫االطفال‬ ‫وتشغيل‬ ‫الشخصية‬ ‫الكرامة‬15‫ا‬ ‫في‬ ‫عاما‬‫أل‬‫العدا‬ ‫عمال‬‫ئية‬
.‫والنهب‬
‫و‬‫أ‬‫وا‬ ‫الحقيقي‬ ‫القائد‬ ‫هو‬ ‫تشارلز‬ ‫أن‬ ‫المحكمة‬ ‫عتبرت‬‫أل‬‫والمدبر‬ ‫الروحي‬ ‫ب‬
‫الحقيقي‬‫شهدتها‬ ‫التي‬ ‫االضطرابات‬ ‫فترة‬ ‫خالل‬ ‫ارتكبت‬ ‫التي‬ ‫الجرائم‬ ‫لجميع‬
‫من‬ ‫الفترة‬ ‫خالل‬ ‫سيراليون‬‫من‬30/11/1996‫وحتي‬18/1/2002.
‫المتمردين‬ ‫علي‬ ‫لتايلور‬ ‫كانت‬ ‫التي‬ 3
‫الفعلية‬ ‫السلطة‬ ‫علي‬ ‫المحكمة‬ ‫واعتمدت‬
‫الجرائم‬ ‫هذه‬ ‫مرتكبي‬،‫تمثل‬ ‫والتي‬‫ت‬‫في‬‫سلطة‬‫ا‬‫إل‬‫والتوجيه‬ ‫والتسليح‬ ‫شراف‬
، ‫عليهم‬‫و‬‫أ‬‫عتبرت‬‫المحكمة‬‫مكنت‬ ‫التي‬ ‫هي‬ ‫الفعلية‬ ‫السلطة‬ ‫هذه‬ ‫أن‬‫ال‬‫رتكاب‬
‫ا‬ ‫علي‬ ‫الجرائم‬ ‫هذه‬‫إل‬‫قليم‬‫ال‬‫سيراليوني‬.
‫الجرائم‬ ‫ارتكاب‬ ‫فترة‬ ‫أثناء‬ ‫بسيراليون‬ ‫متواجدا‬ ‫يكن‬ ‫لم‬ ‫تشارلز‬ ‫أن‬ ‫ورغم‬
‫أن‬ ‫اال‬ ‫أجلها‬ ‫من‬ ‫للمحاكمة‬ ‫قدم‬ ‫التي‬‫أعتبرته‬ ‫المحكمة‬‫عنها‬ ‫االول‬ ‫المسئول‬،
‫الجرائم‬ ‫هذه‬ ‫ارتكاب‬ ‫علي‬ ‫التخطيط‬ ‫تشمل‬ ‫الفردية‬ ‫الجنائية‬ ‫مسئوليته‬ ‫وأن‬
‫قيادة‬ ‫في‬ ‫الفعلية‬ ‫والمشاركة‬ ‫ارتكابها‬ ‫علي‬ ‫واالتفاق‬‫ضد‬ ‫االرهاب‬ ‫حملة‬
. ‫المحكمة‬ ‫قانون‬ ‫من‬ 4 ‫-المادة‬2
. ‫الحكم‬ ‫من‬ 38 ‫ص‬ -3

3. 3
‫للمتم‬ ‫التعليمات‬ ‫اصدار‬ ‫خالل‬ ‫من‬ ‫المدنيين‬ ‫سيراليون‬ ‫سكان‬‫وامدادهم‬ ‫ردين‬
‫لهذه‬ ‫كان‬ ‫ما‬ ‫المشاركة‬ ‫هذه‬ ‫بدون‬ ‫وأنه‬ ، ‫والتدريب‬ ‫البشرية‬ ‫والقوة‬ ‫بالذخائر‬
.4
‫تقع‬ ‫أن‬ ‫الجرائم‬
‫أما‬‫الشهود‬ ‫أقوال‬ ‫من‬ ‫المحكمة‬ ‫ساقت‬ ‫فقد‬ ، ‫االدانة‬ ‫ألدلة‬ ‫بالنسبة‬‫والقرائن‬‫ما‬
‫المختلفة‬ ‫بعناصرها‬ ‫اليه‬ ‫المسندة‬ ‫للجرائم‬ ‫تايلور‬ ‫ارتكاب‬ ‫يثبت‬‫الذي‬ ‫والدور‬ ،
‫في‬ ‫ارتكبه‬‫من‬ ‫عليه‬ ‫عادت‬ ‫التي‬ ‫والغنائم‬ ، ‫فريتون‬ ‫لمدينة‬ ‫المتمردين‬ ‫غزو‬
‫في‬ ‫دوره‬ ‫عن‬ ‫فضال‬ ‫الجرائم‬ ‫هذه‬ ‫ارتكاب‬‫ا‬. ‫جرائم‬ ‫من‬ ‫ارتكبه‬ ‫ما‬ ‫خفاء‬
‫اليه‬ ‫نسب‬ ‫عما‬ ‫تايلور‬ ‫تشارلز‬ ‫ادانة‬ ‫الي‬ ‫المحكمة‬ ‫انتهت‬ 2012/4/26 ‫بتاريخ‬
‫سالفة‬ ‫الجرائم‬ ‫في‬ ‫دوره‬ ‫عن‬ ‫عاما‬ ‫خمسين‬ ‫لمدة‬ ‫بسجنه‬ ‫والقضاء‬ ‫جرائم‬ ‫من‬
،‫الذكر‬‫المتهم‬ ‫ومن‬ ‫العام‬ ‫المدعي‬ ‫قبل‬ ‫من‬ ‫الحكم‬ ‫هذا‬ ‫علي‬ ‫طعن‬ ‫وقد‬،‫واستند‬
. ‫القانون‬ ‫وفي‬ ‫الواقع‬ ‫في‬ ‫الحكم‬ ‫لخطأ‬ ‫الطرفان‬
-: ‫يلي‬ ‫ما‬ ‫الحكم‬ ‫هذا‬ ‫علي‬ ‫يالحظ‬ ‫ما‬ ‫وأهم‬
-‫ارتكابها‬ ‫جرائم‬ ‫عن‬ ‫دولة‬ ‫رئيس‬ ‫ادانة‬ ‫في‬ ‫دولية‬ ‫قضائية‬ ‫سابقة‬ ‫يعد‬ ‫الحكم‬
‫دولته‬ ‫خارج‬،‫الشرعية‬ ‫تقدمها‬ ‫التي‬ ‫النماذج‬ ‫من‬ ‫جديدا‬ ‫نموذجا‬ ‫يعد‬ ‫كما‬
‫الجرائم‬ ‫من‬ ‫النوع‬ ‫هذا‬ ‫مثل‬ ‫مرتكبي‬ ‫محاكمة‬ ‫في‬ ‫الدولية‬ ‫الجنائية‬.
-‫منصفا‬ ‫يكون‬ ‫لن‬ ‫الفشل‬ ‫أو‬ ‫بالنجاح‬ ‫تايلور‬ ‫تشلز‬ ‫محاكمة‬ ‫علي‬ ‫الحكم‬ ‫ان‬‫إ‬‫ال‬
‫التي‬ ‫االمال‬ ‫تحقيق‬ ‫في‬ ‫المحكمة‬ ‫نجحت‬ ‫كيف‬ ‫االعتبار‬ ‫في‬ ‫وضعنا‬ ‫ما‬ ‫اذا‬
‫معقودة‬ ‫كانت‬‫التي‬ ‫الجرائم‬ ‫حجم‬ ‫االعتبار‬ ‫في‬ ‫،وأخذا‬ ‫المحاكمة‬ ‫هذه‬ ‫في‬ ‫عليها‬
‫انتهت‬ ‫التي‬ ‫والعقوبة‬ ، ‫أخري‬ ‫جهة‬ ‫من‬ ‫الضحايا‬ ‫وعدد‬ ‫تايلور‬ ‫بارتكابها‬ ‫أدين‬
‫أخري‬ ‫جهة‬ ‫من‬ ‫المحكمة‬ ‫اليها‬.
4 -‫الحكم‬ ‫من‬ 263‫ص‬

4. 4
-‫حققت‬ ‫بهل‬ ‫يتعلق‬ ، ‫أثارته‬ ‫المحاكمة‬ ‫لهذه‬ ‫يمكن‬ ‫الذي‬ ‫االخر‬ ‫التساؤل‬
‫تايلور‬ ‫محاكمة‬‫ا‬‫ه‬ ‫باعتباره‬ ‫العام‬ ‫لردع‬‫تسعي‬ ‫التي‬ ‫العقوبة‬ ‫أهداف‬ ‫من‬ ‫دفا‬
‫تحقيقه‬ ‫الي‬ ‫الوضعية‬ ‫النظم‬ ‫أغلب‬.
-‫تس‬ ‫عن‬ ‫أما‬‫بيب‬‫المستقرة‬ ‫االحكام‬ ‫تسبيب‬ ‫قواعد‬ ‫مع‬ ‫اتفاقه‬ ‫ومدي‬ ‫الحكم‬
‫استفاض‬ ‫قد‬ ‫الحكم‬ ‫أن‬ ‫شك‬ ‫فال‬ ‫دوليا‬‫وأقام‬ ، ‫لتايلور‬ ‫المسندة‬ ‫الوقائع‬ ‫بيان‬ ‫في‬
‫بها‬ ‫أدين‬ ‫التي‬ ‫الجرائم‬ ‫أركان‬ ‫علي‬ ‫الدليل‬.
-‫استغرق‬‫المحاكمة‬ ‫هذه‬ ‫في‬ ‫التقاضي‬ ‫زمن‬‫سنوات‬ ‫ست‬ ‫علي‬ ‫يقارب‬ ‫ما‬
‫العام‬ ‫المدعي‬ ‫ولمرافعات‬ ‫الشهود‬ ‫من‬ ‫هائل‬ ‫عدد‬ ‫الي‬ ‫خاللها‬ ‫المحكمة‬ ‫استمعت‬
‫و‬ ‫للمحكمة‬‫ل‬‫المتهم‬ ‫دفاع‬،‫وهذ‬‫ه‬‫ال‬‫مدة‬‫ت‬‫عد‬‫نسبيا‬ ‫طويلة‬،‫نظرنا‬ ‫ما‬ ‫اذا‬ ‫وخاصة‬
‫مثل‬ ‫مضي‬ ‫يحمله‬ ‫وما‬ ‫الجرائم‬ ‫لهذه‬ ‫تعرضوا‬ ‫الذين‬ ‫والجرحي‬ ‫الضحايا‬ ‫لعدد‬
‫من‬ ‫الطويل‬ ‫الوقت‬ ‫هذا‬‫ال‬ ‫احتمال‬‫وا‬ ‫الشهود‬ ‫علي‬ ‫تأثير‬‫ال‬‫المادية‬ ‫دلة‬‫ا‬‫الخري‬
‫للجريمة‬.