SlideShare a Scribd company logo

6001

•
•
K
kotob arabia
Education
1 of 185
Download to read offline
‫ﺩ/ﻤﺼﻁﻔﻰ ﺍﻟﺸﺎﻓﻌﻲ‬ ‫ﺩ/ﺃﺤﻤﺩ ﺍﻟﻬﺎﺩﻱ ﻴﺱ ﺴﺭﺍﺝ ﺍﻟﺩﻴﻥ‬
‫ﻃﺒﻘﺎ ﻟﻘﻮﺍﻧﲔ ﺍﳌﻠﻜﻴﺔ ﺍﻟﻔﻜﺮﻳﺔ‬ ‫א‬ ‫א‬ ‫א‬ ‫.‬ ‫אא‬ ‫א‬ ‫)ﻋـﱪ ﺍﻻﻧﱰﻧـﺖ ﺃﻭ‬ ‫א‬ ‫אא‬ ‫ﻟﻠﻤﻜﺘﺒــﺎﺕ ﺍﻻﻟﻜﱰﻭﻧﻴــﺔ ﺃﻭ ﺍﻷﻗــﺮﺍﺹ ﺍﳌﺪﳎــﺔ ﺃﻭ ﺍﻯ‬ ‫א‬ ‫ﻭﺳﻴﻠﺔ ﺃﺧﺮﻯ (‬ ‫א‬ ‫א‬ ‫.‬ ‫.‬ ‫א א‬
‫ﺑﺴﻢ ﺍﷲ ﺍﻟﺮﲪﻦ ﺍﻟﺮﺣﻴﻢ‬ ‫ﺇﻫﺪﺍﺀ‬ ‫ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻜﺘﺎﺏ ﺇﻫﺪﺍﺀ ﻭ ﻧﺪﺍﺀ‬ ‫ﺇﱃ ﻛﻞ ﻣﻮﺍﻃﻦ ﻏﻴﻮﺭ ﻋﻠﻰ ﻋﺰﺓ ﺑﻠﺪﻩ،‬ ‫ﻭﺇﱃ ﻛﻞ ﺷﺎﺏ ﻳﺘﻄﻠﻊ ﺇﱃ ﻣﺴﺘﻘﺒﻞ ﻣﺸﺮﻕ،‬ ‫ﺇﱃ ﻛﻞ ﺃﺏ ﻗﻠﻖ ﻋﻠﻰ ﻣﺼﲑ ﺃﺑﻨﺎﺋﻪ،‬ ‫ﺇﱃ ﻛﻞ ﺃﻡ ﺗﺘﺮﻗﺐ ﺍﻟﺴﻌﺎﺩﺓ ﻭﺍﻷﻣﻦ ﻭﺍﻻﺳﺘﻘﺮﺍﺭ ﰲ ﺑﻴﺘﻬﺎ‬ ‫ﺇﱄ ﻛﻞ ﻣﻔﻜﺮ ﺗﻌﺼﻒ ﺍﳊﺴﺮﺓ ﺑﻘﻠﺒﻪ،‬ ‫ﻭﺇﱃ ﻛﻞ ﻣﺴﺌﻮﻝ ﳜﺸﻰ ﻳﻮﻣﺎ ﻳﻘﻒ ﻓﻴﻪ ﺃﻣﺎﻡ ﺭﺑﻪ،‬ ‫ﺇﻧﻪ ﻧﺪﺍﺀ ﻟﻠﺘﺤﺮﻙ ﻣﻌﺎ ﻹﻧﻘﺎﺫ ﺍﻣﺘﻨﺎ ﻣﻦ ﻋﺎﺭ ﺍﻟﺘﺨﻠﻒ ﻭﻣﺼﻴﺪﺓ ﺍﻟﻔﻘﺮ‬ ‫ﻭ ﻫﺬﺍ ﻫﻮ ﺍﻟﻄﺮﻳﻖ...........‬ ‫)١(‬
‫ﺍﶈﺘﻮﻳﺎﺕ‬ ‫ﺍﻟﺼﻔﺤﺔ‬ ‫ﺍﳌﻮﺿﻮﻉ‬ ‫١‬ ‫ﺇﻫﺪﺍﺀ‬ ‫٢‬ ‫ﺍﶈﺘﻮﻳﺎﺕ‬ ‫٣‬ ‫ﻣﻘﺪﻣﺔ‬ ‫٥‬ ‫ﺍﻟﺒﺎﺏ ﺍﻷﻭﻝ : ﺍﻟﻮﺍﻗﻊ ﻭﺍﻟﺘﺤﺪﻱ‬ ‫٧٢‬ ‫ﺍﻟﺒﺎﺏ ﺍﻟﺜﺎﱐ : ﺃﻫﺪﺍﻑ ﻭﻣﺒﺎﺩﺉ ﺍﻟﺘﻐﻴﲑ ﻭﺍﻟﺘﻨﻤﻴﺔ‬ ‫١٤‬ ‫ﺍﻟﺒﺎﺏ ﺍﻟﺜﺎﻟﺚ : ﺍﻟﺘﻨﻤﻴﺔ ﺍﻟﺒﺸﺮﻳﺔ‬ ‫٣٧‬ ‫ﺍﻟﺒﺎﺏ ﺍﻟﺮﺍﺑﻊ : ﺍﻟﺘﻨﻤﻴﺔ ﺍﻻﻗﺘﺼﺎﺩﻳﺔ‬ ‫٧٩‬ ‫ﺍﻟﺒﺎﺏ ﺍﳋﺎﻣﺲ: ﺍﻟﺘﻐﻴﲑ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻲ ﻭﺍﻟﺪﺳﺘﻮﺭﻱ‬ ‫٣٤١‬ ‫ﺍﻟﺒﺎﺏ ﺍﻟﺴﺎﺩﺱ: ﺍﳋﻄﻮﻁ ﺍﻟﻌﺮﻳﻀﺔ ﻟﺪﻭﺭ ﺍﳊﻜﻮﻣﺔ‬ ‫ﰲ ﻋﻤﻠﻴﺔ ﺍﻟﺘﻐﻴﲑ ﻭﺍﻟﺘﻨﻤﻴﺔ‬ ‫١٥١‬ ‫ﺍﻟﺒﺎﺏ ﺍﻟﺴﺎﺑﻊ : ﺭﺳﺎﺋﻞ ﺧﺎﺻﺔ‬ ‫٣٧١‬ ‫ﺍﳋﺎﲤﺔ‬ ‫٩٧١‬ ‫ﺍﳌﺮﺍﺟﻊ‬ ‫)٢(‬
‫ﻣﻘﺪﻣﺔ‬ ‫ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻜﺘﺎﺏ ﺇﻫﺪﺍﺀ ﻭﻧﺪﺍﺀ ﻭﺭﺳﺎﻟﺔ ﻭﺩﻋﻮﺓ ﺇﱃ ﺃﻫﻞ ﻭﻃﻨﻨﺎ ﺍﻟﻐﺎﱄ ﺷﻌﺒﺎ ﻭﺣﻜﺎﻣﺎ. ﺇﱃ‬ ‫ﺃﺑﻨﺎﺀ ﺃﺭﺽ ﻣﺼﺮ، ﺃﺭﺽ ﺍﳊﻀﺎﺭﺍﺕ ﻭﺃﺭﺽ ﺍﳌﻌﺠﺰﺍﺕ. ﻧﺪﻋﻮﻛﻢ ﺇﱃ ﻃﺮﻳﻖ ﺍﻟﺼﺤﻮﺓ‬ ‫ﻭﺍﻟﻨﻬﻀﺔ. ﻓﻨﺸﻌﻞ ﺍﳍﻤﻢ ﻭﻧﻔﺠﺮ ﺍﻟﻄﺎﻗﺎﺕ ﺍﻟﻜﺎﻣﻨﺔ ﺣﱴ ﻧﺮﻓﻊ ﻟﻮﺍﺀ ﺍﳊﻀﺎﺭﺓ ﻣﻦ ﺟﺪﻳﺪ ﻭﻧﺴﺘﺮﺩ‬ ‫ﻣﻜﺎﻧﻨﺎ ﺍﻟﺘﺎﺭﳜﻲ ﻟﻘﻴﺎﺩﺓ ﺍﻟﺒﺸﺮﻳﺔ ﺣﻀﺎﺭﻳﺎ ﻭﺭﻭﺣﻴﺎ ﻭﻋﻠﻤﻴﺎ ﻭﺃﺧﻼﻗﻴﺎ. ﻧﺪﻋﻮﻛﻢ ﻟﺒﻨﺎﺀ ﻣﺼﺮ‬ ‫ﺍﳊﺪﻳﺜﺔ، ﻣﺼﺮ ﺍﳌﺴﺘﻘﺒﻞ ، ﻣﺼﺮ ﺍﻟﻌﺰﺓ ﻭ ﺍﻟﻜﺮﺍﻣﺔ.‬ ‫ﻧﺮﺟﻮ ﻣﻦ ﺍﷲ ﺍﻟﻌﺰﻳﺰ ﺍﳌﻘﺘﺪﺭ ﺃﻥ ﻳﻨﺠﺢ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻜﺘﺎﺏ ﰲ ﺇﺧﺮﺍﺝ ﺭﺅﻳﺔ ﺷﺒﻪ ﺗﻘﻨﻴﺔ‬ ‫ﺍﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ ﺗﻘﺮﻳﺒﻴﺔ ﻟﻮﺍﻗﻊ ﻣﺼﺮ ﺍﳌﻌﺎﺻﺮ ﻭﺗﻘﺪﱘ ﺩﻻﺋﻞ ﻋﻠﻰ ﺣﺘﻤﻴﺔ ﺍﻟﺘﻐﻴﲑ ﻭﺍﻟﺴﺒﻞ ﺇﱃ ﻛﻴﻔﻴﺔ‬ ‫ﺍﻟﺘﻐﻴﲑ ﻣﻦ ﻭﺟﻬﺔ ﻧﻈﺮ ﻣﺼﺮﻳﲔ ﺗﻐﺮﺑﻮﺍ ﺧﺎﺭﺝ ﺍﻟﺒﻼﺩ. ﻭﻟﻜﻦ ﱂ ﻳﻨﻘﻄﻊ ﺣﺒﻠﻬﻢ ﺍﻟﻮﺟﺪﺍﱐ ﺑﺄﺭﺽ‬ ‫ﺍﻟﻜﻨﺎﻧﺔ ﺑﺎﻟﺮﻏﻢ ﻣﻦ ﻣﻀﻲ ﻋﺸﺮﺍﺕ ﺍﻟﺴﻨﲔ، ﺗﻔﺮﻗﻮﺍ ﰲ ﺍﳌﺸﺮﻕ ﻭﺍﳌﻐﺮﺏ ﻭ ﻟﻜﻦ ﺃﺑﺖ ﺃﺭﻭﺍﺣﻬﻢ‬ ‫ﺃﻥ ﺗﺘﺮﻙ ﺿﻔﺎﻑ ﻧﻴﻠﻬﺎ ﺍﳉﺎﺭﻱ، ﻭ ﻇﻠﺖ ﺗﺮﻭﺡ ﻭﺗﻐﺪﻭﺍ ﻭﺗﺘﻬﺎﺩﻯ ﲢﺖ ﺃﺷﺠﺎﺭ ﺍﻟﺼﻔﺼﺎﻑ‬ ‫ﻭﺍﻟﻨﺨﻴﻞ.‬ ‫ﻓﻬﺬﺍ ﺍﻟﻜﺘﺎﺏ ﺭﺅﻳﺔ ﻧﺮﺟﻮ ﺃﻥ ﺗﻜﻮﻥ ﻛﻔﻴﻠﺔ ﻹﺭﺳﺎﺀ ﻟﺒﻨﺎﺕ ﺍﻟﺪﻭﻟﺔ ﺍﳌﺘﺤﻀﺮﺓ ﺍﳊﺪﻳﺜﺔ‬ ‫ﻭﻛﻔﻴﻠﺔ ﺃﻥ ﺗﻮﺟﻪ ﻧﺪﺍﺀ ﺍﺳﺘﻨﻔﺎﺭ ﻟﻠﺘﺤﺮﻙ ﺍﳌﻨﻈﻢ ﺍﻟﺴﺮﻳﻊ ﺩﻓﺎﻋﺎ ﻋﻦ ﺍﻣﺘﻨﺎ ﻭﺑﻘﺎﺋﻬﺎ ﺣﺮﺓ ﻗﻮﻳﺔ.‬ ‫ﻭﻗﺪ ﺑﺪﺃﻧﺎ ﰲ ﳓﺖ ﺃﻓﻜﺎﺭ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻜﺘﺎﺏ ﻣﻨﺬ ﻋﺎﻡ ٦٩٩١ ﻭﺇﻥ ﻛﻨﺎ ﻗﺪ ﺑﺪﺍﺋﻨﺎ ﻣﻮﺍﺟﻬﺔ ﲢﺪﻳﺎﺕ‬ ‫ﺍﻟﻐﺮﺑﺔ ﺑﻜﻞ ﻣﻌﺎﻳﲑ ﺍﳌﻮﺍﺟﻬﺔ ﻣﻦ ﻗﺒﻞ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺘﺎﺭﻳﺦ. ﻓﻘﺪ ﺍﻧﺼﺒﺖ ﺟﻬﻮﺩﻧﺎ ﻣﻨﺬ ﻋﻬﺪ ﺍﻟﺘﻐﺮﺏ‬ ‫ﻋﻠﻰ ﺍﻛﺘﺴﺎﺏ ﺍﳋﱪﺍﺕ ﻭﲢﺼﻴﻞ ﺍﻟﻘﻮﺕ ﻭﻣﺘﺎﺑﻌﺔ ﻭﻣﺸﺎﻫﺪﺓ ﺍﻷﺣﺪﺍﺙ ﻭﺍﳌﺸﺎﺭﻛﺔ ﺍﳉﺎﺩﺓ ﰲ‬ ‫ﺇﺭﺳﺎﺀ ﳎﺘﻤﻌﺎﺕ ﺃﻭ ﻣﺴﺘﻘﺮﺍﺕ ﺟﺪﻳﺪﺓ ﰲ ﺑﻼﺩ ﻏﺮﻳﺒﺔ ﲤﺘﺰﺝ ﻓﻴﻬﺎ ﺍﻟﺜﻘﺎﻓﺎﺕ ﺗﺎﺭﺓ ﻭﺗﺘﺼﺎﺩﻡ ﺗﺎﺭﺓ‬ ‫ﺃﺧﺮﻯ ﻭﻟﻜﻦ ﺑﻘﻴﺖ ﻣﺼﺮ ﰲ ﺍﳋﺎﻃﺮ ﻭﺑﻘﻰ ﺍﻟﻘﻠﺐ ﻳﻨﺒﺾ ﺑﺬﻛﺮﺍﻫﺎ ﻭﺇﻥ ﻛﺎﻥ ﺍﳉﺴﺪ ﺃﺳﲑ‬ ‫ﺍﻟﺒﻌﺪ ﻭﺍﻟﻐﺮﺑﺔ ﻳﺮﺟﻮ ﻳﻮﻣﺎ ﺃﻥ ﻳﻄﺄ ﺑﻘﺪﻣﻴﻪ ﺛﺮﺍﻫﺎ.‬ ‫ﻭﺍﻷﻓﻜﺎﺭ ﺍﻟﱵ ﺗﺒﻠﻮﺭﺕ ﰲ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻜﺘﺎﺏ ﻛﺎﻧﺖ ﻭﻟﻴﺪﺓ ﺍﻧﺼﻬﺎﺭ ﺛﻘﺎﻓﺎﺕ ﻣﺘﺒﺎﻳﻨﺔ‬ ‫ﻭﺧﱪﺍﺕ ﻣﺘﻌﺪﺩﺓ ﻭﺍﻧﺪﻣﺎﺝ ﻣﻌﺎﺭﻑ ﻛﺜﲑﺓ ﺃﺧﺬﺕ ﻣﺴﺎﺭﻫﺎ ﻋﱪ ﺍﻟﺰﻣﻦ.‬ ‫)٣(‬
‫ﺍﻹﺣﺎﻃﺔ ﲝﻴﺜﻴﺎﺕ ﺍﻷﻣﺮ ﺍﻟﻮﺍﻗﻊ ﺑﺪﻭﻥ ﺗﺸﻌﺐ ﻳﻜﻮﻥ ﻋﺎﺩﺓ ﺃﻣﺮﺍ ﻳﺴﻬﻞ ﺗﻨﺎﻭﻟﻪ ﳌﻦ‬ ‫ﻋﺎﺻﺮﻩ ﻭﳓﻦ ﻗﺪ ﻭﻓﻴﻨﺎ ﻫﺬﺍ.‬ ‫ﻭﻗﺪ ﺣﺮﺻﻨﺎ ﺃﻥ ﻳﻜﻮﻥ ﺍﻟﻌﺮﺽ ﻛﺎﻓﻴﺎ ﻟﺘﻘﻴﻴﻢ ﺍﻟﻮﺍﻗﻊ ﺍﻟﻮﻃﲏ ﻟﻐﲑ ﺍﳌﺘﺨﺼﺼﲔ. ﻭﻣﻌﺮﻓﺔ‬ ‫ﻣﻘﺎﻳﻴﺲ ﺍﻟﻮﺍﻗﻊ ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ ﻭﺍﻻﻗﺘﺼﺎﺩﻳﺔ ﻭﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ ﻭﻣﺆﺷﺮﺍﺕ ﻫﺬﻩ ﺍﳌﻘﺎﻳﻴﺲ ﻭﻟﻮ ﺑﺸﻲﺀ ﻣﻦ‬ ‫ﺍﻹﲨﺎﻝ ﺃﻣﺮ ﻻ ﻣﻨﺎﺹ ﻣﻨﻪ ﺣﱴ ﺗﻜﻮﻥ ﺍﻟﺮﺅﻳﺎ ﻭﺍﺿﺤﺔ ﻭ ﺇﻥ ﻛﺎﻧﺖ ﺗﻘﺮﻳﺒﻴﺔ ﳌﻦ ﻳﺮﺟﻮ ﺣﺪﻭﺙ‬ ‫ﺍﻟﺘﻐﻴﲑ ﻭﻳﺼﺒﻮ ﺇﱃ ﺍﻹﺻﻼﺡ.‬ ‫ﻓﻨﺤﻦ ﺳﻌﻴﻨﺎ ﻹﳚﺎﺩ ﻣﻘﺎﻳﻴﺲ ﺗﻮﻓﺮ ﺻﻮﺭﺓ ﺇﲨﺎﻟﻴﺔ ﻟﻠﻮﺍﻗﻊ ﺩﻭﻥ ﺗﻌﻘﻴﺪ ﻭﻟﻜﻦ ﻻ ﺗﻔﺘﻘﺮ‬ ‫ﻟﻠﺪﻗﺔ ﺃﻭ ﺍﳌﻮﺿﻮﻋﻴﺔ ﻭﲤﻜﻦ ﺍﻟﻘﺎﺭﺉ ﻣﻦ ﺃﻥ ﳛﻴﻂ ﺑﻨﻤﻂ ﺍﻟﻮﺍﻗﻊ ﺍﻟﺮﺍﻫﻦ ﻭﺍﲡﺎﻫﺎﺗﻪ ﻭﻣﺎ ﳝﻜﻦ ﺃﻥ‬ ‫ﻳﺘﺮﺗﺐ ﻋﻠﻰ ﺍﺳﺘﻤﺮﺍﺭﻳﺔ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻨﻤﻂ ﻣﻦ ﺍﳉﻮﺍﻧﺐ ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ ﻭﺍﻻﻗﺘﺼﺎﺩﻳﺔ ﻭﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ ﺍﱁ.‬ ‫ﻭﻗﺪ ﺍﺳﺘﺨﺪﻣﻨﺎ ﻣﻨﻬﺞ ﺷﺒﻪ ﺗﻘﲎ ﺍﺟﺘﻤﺎﻋﻲ ) ﻭﺻﻒ ﻛﻴﻔﻲ ﻋﻠﻰ ﺍﳌﺴﺘﻮﻳﲔ ﺍﻹﺟﺘﻤﺎﻋﻲ‬ ‫ﻭﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻲ( ﻟﻮﺿﻊ ﳕﻮﺫﺝ ﻟﻠﻮﺍﻗﻊ ﺍﳌﺼﺮﻱ ﻭﺍﺗﻔﻘﻨﺎ ﻋﻠﻰ ﻣﻘﺎﻳﻴﺲ ﳏﺪﺩﺓ ﻭﺍﻧﺘﻘﻴﻨﺎ ﺃﻫﻢ ﻭﺃﺧﻄﺮ‬ ‫ﻣﺆﺷﺮﺍ‪‬ﺎ، ﻓﻤﺜﻼ ﻗﺪ ﺍﺧﺘﺮﻧﺎ ﻟﻠﻤﻘﻴﺎﺱ ﺍﻹﻗﺘﺼﺎﺩﻱ ﻣﺆﺷﺮﺍﺕ ﻣﺜﻞ ﻣﻌﺪﻝ ﺍﻟﻨﻤﻮ ﻭﺍﻟﺘﻨﻤﻴﺔ‬ ‫ﻭﻣﺘﻮﺳﻂ ﺩﺧﻞ ﺍﻟﻔﺮﺩ، ﻷﻥ ﻫﺬﻩ ﺍﳌﺆﺷﺮﺍﺕ ﻫﻲ ﺍﻟﱵ ﺗﺸﻜﻞ ﻭﺗﻌﻜﺲ ﳕﻂ ﺍﻟﻮﺍﻗﻊ ﺍﳉﺎﺭﻱ،‬ ‫ﻓﻨﺴﺘﻄﻴﻊ ﺑﻨﺎﺀ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﺃﻥ ﻧﺴﺘﻘﺮﺉ ﻧﺘﺎﺋﺞ ﻣﺎ ﻳﺘﺮﺗﺐ ﻋﻠﻰ ﺍﺳﺘﻤﺮﺍﺭﻳﺔ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻨﻤﻂ، ﻭﻣﻦ ﰒ ﻧﻘﺮﺭ‬ ‫ﺍﳊﺎﺟﺔ ﻟﻠﺘﻐﻴﲑ.‬ ‫ﺃﻣﺎ ﻣﻴﻜﺎﻧﻴﻜﻴﺔ ﻭﺁﻟﻴﺔ ﺍﻟﺘﻐﻴﲑ ﻓﺘﺘﺒﻊ ﻣﺒﺎﺩﺉ ﻣﺴﺘﻮﺣﺎﺓ ﻣﻦ ﺛﻘﺎﻓﺘﻨﺎ ﺍﻹﺳﻼﻣﻴﺔ ﻭﺍﻟﻘﻮﻣﻴﺔ‬ ‫ﻭﲡﺎﺭﺏ ﺃﻣﻢ ﺃﺧﺮﻯ ﻭﻣﻦ ﺍﳌﻌﺎﺭﻑ ﻭﺍﻟﻌﻠﻮﻡ ﺍﻟﻌﺼﺮﻳﺔ ﻭﺍﳌﺬﺍﻫﺐ ﺍﻟﻔﻜﺮﻳﺔ، ﻣﺎ ﺍﺗﻔﻖ ﻣﻨﻬﺎ ﻣﻊ‬ ‫ﻣﻌﺘﻘﺪﺍﺗﻨﺎ ﻭ ﱂ ﳜﺎﻟﻔﻬﺎ.‬ ‫ﻓﻤﻦ ﻫﻨﺎ ﻳﺒﺪﺃ ﻃﺮﻳﻖ ﺍﻟﺒﻨﺎﺀ، ﻭﻟﻨﻌﻠﻢ ﺃﻥ ﺍﻷﻣﻮﺭ ﲡﺮﻯ ﺑﺴﻨﻦ، ﻭﻣﻦ ﺍﻟﺴﻨﻦ ﺍﻟﺘﺪﺍﻭﻝ ﻭﺍﻟﺘﻐﻴﲑ.‬ ‫ﻭﻟﻨﺎ ﻋﻮﺩﺓ ﺇﱃ ﺍﻷﺭﺽ ﺍﻟﻄﻴﺒﺔ ﺇﻥ ﺷﺎﺀ ﺍﻟﻌﻠﻴﻢ..........‬ ‫٣ ﺩﻳﺴﻤﱪ ٣٠٠٢‬ ‫ﻭ ﺩ.ﻣﺼﻄﻔﻰ ﺍﻟﺸﺎﻓﻌﻲ‬ ‫ﺩ.ﺃﲪﺪ ﺍﳍﺎﺩﻱ ﻳﺲ ﺳﺮﺍﺝ ﺍﻟﺪﻳﻦ‬ ‫)٤(‬
‫ﺍﻟﺒﺎﺏ ﺍﻷﻭﻝ : ﺍﻟﻮﺍﻗﻊ ﻭﺍﻟﺘﺤﺪﻱ‬ ‫ﺍﻟﺒﺎﺏ ﺍﻷﻭﻝ‬ ‫ﺍﻟﻮﺍﻗﻊ ﻭﺍﻟﺘﺤﺪﻱ‬ ‫ﻛﺸﻒ ﻫﻮﻳﺔ ﺍﻟﻮﺍﻗﻊ‬ ‫ﺍﻟﻔﺼﻞ ﺍﻷﻭﻝ :‬ ‫ﺣﻘﺎﺋﻖ ﻭﺃﺭﻗﺎﻡ‬ ‫:‬ ‫ﺍﻟﻔﺼﻞ ﺍﻟﺜﺎﱐ‬ ‫ﺍﳌﻌﺮﻛﺔ ﻭﺍﻟﺘﺤﺪﻱ‬ ‫ﺍﻟﻔﺼﻞ ﺍﻟﺜﺎﻟﺚ :‬ ‫)٥(‬
‫ﺍﻟﺒﺎﺏ ﺍﻷﻭﻝ : ﺍﻟﻮﺍﻗﻊ ﻭﺍﻟﺘﺤﺪﻱ‬ ‫ﻣﻘﺪﻣﺔ‬ ‫ﺍﻟﻐﺮﺽ ﻣﻦ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻜﺘﺎﺏ ﺃﻥ ﻧﻘﻒ ﰲ ﳊﻈﺔ ﺻﺪﻕ ﻣﻊ ﺍﻟﻨﻔﺲ ﻭﻧﺮﺍﺟﻊ ﺳﻮﻳﺎ‬ ‫ﻭﲟﻮﺿﻮﻋﻴﺔ ﻭﺟﺪﻳﺔ ﺣﺼﻴﻠﺘﻨﺎ ﻭﻣﺮﺗﻜﺰﺍﺗﻨﺎ ﻭﻧﺘﻌﺮﻑ ﺑﺼﺪﻕ ﻋﻠﻰ ﻭﺍﻗﻌﻨﺎ ﻣﻦ ﺧﻼﻝ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺒﺎﺏ،‬ ‫ﻭﺳﻮﻑ ﻳﺘﻀﺢ ﻟﻨﺎ ﻣﺪﻯ ﺍﻟﺘﺨﻠﻒ ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻲ ﻭﺍﻟﺘﻜﻨﻮﻟﻮﺟﻲ ﻭﺍﻻﻗﺘﺼﺎﺩﻱ ﺍﻟﺬﻱ ﺗﻌﻴﺶ ﻓﻴﻪ‬ ‫ﺃﻣﺘﻨﺎ، ﻭﻣﻨﻪ ﻧﺪﺭﻙ ﺃﺑﻌﺎﺩ ﺍﻟﺘﺤﺪﻱ ﻭﻓﺪﺍﺣﺔ ﺍﳌﺴﺆﻭﻟﻴﺔ ﻭﻧﺆﻣﻦ ﲝﺘﻤﻴﺔ ﺍﻟﺘﻐﻴﲑ.‬ ‫ﺇﻥ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻜﺘﺎﺏ ‪‬ﻌﺪ ﺍﺳﺘﻨﻔﺎﺭﺍ ﻟﻠﺘﺤﺮﻙ ﺍﻟﻔﻮﺭﻱ ﺩﻓﺎﻋﺎ ﻋﻦ ﺃﻣﺘﻨﺎ ﻭﻋﻦ ﻭﺟﻮﺩﻫﺎ‬ ‫ﹰ‬ ‫ﻳ ‪‬‬ ‫ﻭﻣﺼﲑﻫﺎ. ﻓﺎﻟﻔﺠﻮﺓ ﺍﻟﺘﻜﻨﻮﻟﻮﺟﻴﺔ ﺷﺎﺳﻌﺔ ﻭﺍﻟﻔﺠﻮﺓ ﺍﻻﻗﺘﺼﺎﺩﻳﺔ ﺭﻫﻴﺒﺔ ﻭﺗﺰﺩﺍﺩ ﺍﺗﺴﺎﻋﺎ ﻣﻊ ﻛﻞ‬ ‫ﳊﻈﺔ ﲤﺮ ﺑﻨﺎ.‬ ‫⊥ ⊥ ⊥‬ ‫)٦(‬
‫ﺍﻟﺒﺎﺏ ﺍﻷﻭﻝ : ﺍﻟﻮﺍﻗﻊ ﻭﺍﻟﺘﺤﺪﻱ‬ ‫ﺍﻟﻔﺼﻞ ﺍﻷﻭﻝ‬ ‫ﻛﺸﻒ ﻫﻮﻳﺔ ﺍﻟﻮﺍﻗﻊ‬ ‫ﺇﻥ ﻭﺍﻗﻊ ﺍﻟﻮﻃﻦ ﻫﻮ ﺣﺎﻝ ﺍﻟﻮﻃﻦ ﺍﻟﻌﺎﻡ، ﻳﺸﻜﻠﻪ ﻭﻳﻜﻮﻧﻪ ﻣﻮﻗﻌﻪ ﺍﳉﻐﺮﺍﰲ ﻭﺣﺪﻭﺩﻩ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ‬ ‫ﻭﺗﻔﺎﻋﻼﺗﻪ ﺍﳋﺎﺭﺟﻴﺔ ﻣﻊ ﺍﻟﻨﻈﺎﻡ ﺍﻟﺪﻭﱄ ﻭﻃﺒﻴﻌﺔ ﺍﻟﻨﻈﺎﻡ ﺍﳊﺎﻛﻢ ﻭﺍﻟﺴﻴﺎﺳﺔ ﺍﻟﺪﺍﺧﻠﻴﺔ ﻭﺛﻘﺎﻓﺔ ﺍﻟﺸﻌﺐ‬ ‫ﻭﻣﺎ ﻳﻨﺘﻬﺠﻪ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻣﻦ ﻣﻌﺘﻘﺪﺍﺕ ﻭﻋﺎﺩﺍﺕ، ﻭﺗﻔﺎﻋﻠﻬﻢ ﻣﻊ ﺑﻌﻀﻬﻢ ﺍﻟﺒﻌﺾ، ﻭﺛﺮﻭﺍﺗﻪ ﺍﳌﻤﻠﻮﻛﺔ ﻭﺍﻟﱵ‬ ‫ﰲ ﺣﻮﺯﺗﻪ ﻭﺳﺒﻞ ﺍﺳﺘﺨﺪﺍﻣﻬﺎ. ﻓﻮﺍﻗﻊ ﺍﻟﻮﻃﻦ ﺃﻭ ﺣﱴ ﺍﻷﻣﺔ ﺑﺄﺳﺮﻫﺎ ﻫﻮ ﻧﺘﺎﺝ ﺗﻔﺎﻋﻼﺕ ﻭﻋﻤﻠﻴﺎﺕ‬ ‫ﻣﻌﻘﺪﺓ ﺗﺘﺪﺍﺧﻞ ﻓﻴﻬﺎ ﻋﻨﺎﺻﺮ ﳐﺘﻠﻔﺔ ﻛﺎﻟﻌﻨﺼﺮ ﺍﻟﺒﺸﺮﻯ ﻭﺍﳉﻐﺮﺍﰲ ﻭﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻲ ﻭﺍﻻﻗﺘﺼﺎﺩﻱ‬ ‫ﻟﻠﺪﻭﻟﺔ...ﺍﱁ .‬ ‫ﻭﳝﻜﻦ ﺗﺼﻨﻴﻒ ﻭﺍﻗﻊ ﺍﻟﺪﻭﻝ ﻭﺍﻷﻣﻢ ﺣﺴﺐ ﻣﻘﺎﻳﻴﺲ ﺷﱴ ﺍﺑﺘﺪﺍﺀ ﻣﻦ ﺍﳌﻘﻴﺎﺱ ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻲ‬ ‫ﻭﺍﻻﻗﺘﺼﺎﺩﻱ ﻭﺍﻟﺜﻘﺎﰲ ﻭﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻲ ﻭﺍﻻﺳﺘﺮﺍﺗﻴﺠﻲ ﺇﱃ ﺍﻟﻌﺴﻜﺮﻱ. ﻭﳚﺐ ﻋﻠﻴﻨﺎ ﺃﻥ ﻧﺘﻔﻬﻢ ﺃﻥ ﻫﻨﺎﻟﻚ‬ ‫ﻣﻘﺎﻳﻴﺲ ﻣﺎﺩﻳﺔ ﳝﻜﻦ ﺗﻘﻨﲔ ﻣﺆﺷﺮﺍ‪‬ﺎ ﻭﺃﺧﺮﻯ ﻣﻌﻨﻮﻳﺔ ﻻ ﲣﻀﻊ ﻣﺆﺷﺮﺍ‪‬ﺎ ﻟﻠﺘﻘﻨﲔ ﻭﻟﻜﻨﻬﺎ ﻗﺎﺑﻠﺔ‬ ‫ﻟﻠﺰﻳﺎﺩﺓ ﻭﺍﻟﻨﻘﺼﺎﻥ. ﻭﳒﺪ ﻃﻴﻔﺎ ﻭﺍﺳﻌﺎ ﳑﺘﺪﺍ ﰲ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺘﺼﻨﻴﻒ ﻳﺘﺴﻢ ﺑﺎﻟﺘﺒﺎﻳﻦ ﻭﺍﻟﺘﻔﺎﻭﺕ ﺍﻟﻮﺍﺿﺢ،‬ ‫ﻓﻤﺜﻼ ﳒﺪ ﺍﻟﺼﲔ ﺍﻟﺸﻌﺒﻴﺔ ﺗﻔﻮﻕ ﺗﺎﻳﻮﺍﻥ ﻋﻠﻰ ﺍﳌﻘﻴﺎﺱ ﺍﻟﺪﳝﻮﻏﺮﺍﰲ ﻭﺍﻟﺜﺮﻭﺍﺕ ﺍﻟﻄﺒﻴﻌﻴﺔ ﻭﻟﻜﻦ‬ ‫ﺍﻷﺧﲑﺓ ﺗﺘﻔﻮﻕ ﻋﻠﻰ ﺍﳌﻘﻴﺎﺳﲔ ﺍﻻﻗﺘﺼﺎﺩﻱ )ﻣﺘﻮﺳﻂ ﺩﺧﻞ ﺍﻟﻔﺮﺩ( ﻭﺍﻟﺘﻜﻨﻮﻟﻮﺟﻲ ﻭﺇﻥ ﺗﻘﺎﺭﺑﺘﺎ ﻋﻠﻰ‬ ‫ﺍﳌﻘﻴﺎﺳﲔ ﺍﻟﺜﻘﺎﰲ ﻭﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻲ. ﻭ ﻣﺜﺎﻝ ﺁﺧﺮ ﻳﺘﺴﻢ ﺑﺎﻟﺘﻘﺎﺭﺏ ﺍﻟﺜﻘﺎﰲ ﻫﻮ ﻛﻮﺭﻳﺎ ﺍﻟﺸﻤﺎﻟﻴﺔ‬ ‫ﻭﺍﳉﻨﻮﺑﻴﺔ، ﻓﺎﻷﺧﲑﺓ ﺗﺘﻔﻮﻕ ﻋﻠﻰ ﺍﳌﻘﻴﺎﺱ ﺍﻻﻗﺘﺼﺎﺩﻱ ﻭﺍﻷﻭﱃ ﺗﺘﻔﻮﻕ ﻋﻠﻰ ﺍﳌﻘﻴﺎﺱ ﺍﻟﻌﺴﻜﺮﻱ‬ ‫)٧(‬
‫ﺍﻟﺒﺎﺏ ﺍﻷﻭﻝ : ﺍﻟﻮﺍﻗﻊ ﻭﺍﻟﺘﺤﺪﻱ‬ ‫ﺑﺘﺼﻨﻴﻌﻬﺎ ﻟﻠﺴﻼﺡ ﺍﻟﻨﻮﻭﻱ .‬ ‫ﻭﻛﻞ ﻣﻘﻴﺎﺱ ﻟﻪ ﻣﺆﺷﺮﺍﺗﻪ ﺍﳋﺎﺻﺔ ﻭﺳﻮﻑ ﻧﻘﻮﻡ ﰲ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺒﺎﺏ ﺑﻌﺮﺽ ﳐﺘﺼﺮ ﻷﻫﻢ‬ ‫ﺍﳌﻘﺎﻳﻴﺲ ﻭﺃﻫﻢ ﻣﺆﺷﺮﺍ‪‬ﺎ ﻟﻨﺮﻯ ﻣﻮﻗﻌﻨﺎ ﺑﺼﻮﺭﺓ ﺇﲨﺎﻟﻴﺔ ﺗﻘﺮﻳﺒﻴﺔ ﺑﲔ ﺍﻟﺪﻭﻝ. ﻭﺑﻨﺎﺀ ﻋﻠﻰ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺘﺼﻮﺭ‬ ‫ﺳﻨﺘﻄﺮﻕ ﻟﻀﺮﻭﺭﺓ ﺍﻟﺘﻐﻴﲑ ﻭﺍﳌﺒﺎﺩﺉ ﺍﻟﱵ ﲤﻬﺪ ﺍﻟﻄﺮﻳﻖ ﺇﱃ ﺍﻟﺘﻐﻴﲑ ﻭﺍﻷﻫﺪﺍﻑ ﺍﻟﱵ ﳚﺐ ﺃﻥ ﳛﻘﻘﻬﺎ‬ ‫ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺘﻐﻴﲑ ﻭﺍﺳﺘﺮﺍﺗﻴﺠﻴﺎﺕ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺘﻐﻴﲑ، ﺃﻱ ﺍﳋﻄﻂ ﺍﻟﱵ ﺗﻮﺿﺢ ﺍﳋﻄﻮﺍﺕ ﺍﻟﱵ ﳚﺐ ﺍﺗﺒﺎﻋﻬﺎ‬ ‫ﻭﺍﻟﺸﺮﻭﻁ ﺍﻟﱵ ﳚﺐ ﺃﻥ ﺗﺴﺘﻮﰱ ﰲ ﻃﺮﻳﻖ ﺍﻟﺒﻨﺎﺀ ﻭﺍﻟﺘﻨﻤﻴﺔ.‬ ‫ﻭﺣﱴ ﺗﻜﻮﻥ ﺍﻟﺮﺅﻳﺔ ﻭﺍﺿﺤﺔ ﻭﺇﻥ ﻛﺎﻧﺖ ﺗﻘﺮﻳﺒﻴﺔ ﻓﻼﺑﺪ ﻣﻦ ﻣﻌﺮﻓﺔ ﻣﻘﺎﻳﻴﺲ ﺍﻟﻮﺍﻗﻊ ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ‬ ‫ﻭﺍﻻﻗﺘﺼﺎﺩﻳﺔ ﻭ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ ﻭﻣﺆﺷﺮﺍﺕ ﻫﺬﻩ ﺍﳌﻘﺎﻳﻴﺲ ﻭﻟﻮ ﺑﺸﻲﺀ ﻣﻦ ﺍﻹﲨﺎﻝ.‬ ‫ﻓﻠﻨﺒﺪﺃ ﺍﻭﻻ ﺑﺎﻟﻜﺸﻒ ﻋﻦ ﻫﻮﻳﺔ ﺍﻟﻮﺍﻗﻊ ﻭ ﻣﺎ ﺗﻴﺴﺮ ﻟﻨﺎ ﻣﻨﻪ.‬ ‫ﻣﻘﻴﺎﺱ ﺍﻟﻮﺍﻗﻊ ﺍﻻﻗﺘﺼﺎﺩﻱ :‬ ‫ﺇﻥ ﺍﻟﺘﻨﻤﻴﺔ ﻭﺍﻟﺘﻘﺪﻡ ﳍﻤﺎ ﻣﺆﺷﺮﺍﺕ ﻭﺃﺭﻗﺎﻡ ﻃﺒﻘﺎ ﳌﻌﺎﻳﲑ ﻭﻣﻘﺎﻳﻴﺲ ﻣﺘﻌﺎﺭﻑ ﻋﻠﻴﻬﺎ. ﻭﻃﺒﻘﺎ‬ ‫ﳍﺬﻩ ﺍﻷﺭﻗﺎﻡ ﻳﺼﻨﻒ ﺍﻻﻗﺘﺼﺎﺩﻳﻮﻥ ﺑﻠﺪﺍﻥ ﺍﻟﻌﺎﱂ ﺇﱃ ﳎﻤﻮﻋﺎﺕ ﺑﻠﺪﺍﻥ ﻣﺘﻘﺪﻣﺔ ﻭ ﺃﺧﺮﻱ ﻧﺎﻣﻴﺔ‬ ‫ﻭﺃﺧﺮﻱ ﻓﻘﲑﺓ. ﻭﺇﺫﺍ ﺗﺎﺑﻌﻨﺎ ﻧﺼﻴﺐ ﺍﻟﻔﺮﺩ ﰲ ﻣﺼﺮ ﻣﻦ ﺍﻹﻧﺘﺎﺝ ﺍﻟﻘﻮﻣﻲ ﻣﻨﺬ ﻋﺎﻡ ٤٧٩١ ﻭﺣﱴ‬ ‫ﺍﻵﻥ ﳒﺪ ﺣﻘﻴﻘﺔ ﻣﺆﳌﺔ ﺃﻧﻪ ﺧﻼﻝ ﺍﻟﻌﺸﺮ ﺳﻨﻮﺍﺕ ﻣﻦ ٨٨٩١ ﻭ ﺣﱴ ﻋﺎﻡ ٧٩٩١ ﱂ ﻳﻄﺮﺃ ﳕﻮ‬ ‫ﺣﻘﻴﻘﻲ ﰲ ﺩﺧﻞ ﺍﻟﻔﺮﺩ. ﻭﻣﺎﺯﺍﻟﺖ ﻣﺼﺮ ﲢﺘﻞ ﺍﳌﺮﺗﺒﺔ ٧٢١ ﰲ ﺍﻟﻌﺎﱂ ﻭ ﺗﺼﻨﻒ ﰲ ﻗﺎﻉ ﺍﻟﺸﺮﳛﺔ‬ ‫ﺍﹶُﺴﻔﻠﻰ ﻟﻠﺒﻠﺪﺍﻥ ﺍﻟﻨﺎﻣﻴﻪ. ﰒ ﺃﺩﻯ ﺍﻻﻧﻜﻤﺎﺵ ﺍﻻﻗﺘﺼﺎﺩﻱ ﺍﻟﻌﺎﳌﻲ ﻣﻨﺬ ﻋﺎﻡ ٠٠٠٢ ﻭ ﺗﺮﺍﺟﻊ ﻗﻴﻤﺔ‬ ‫ُﻟ‬ ‫ﺍﳉﻨﻴﻪ ﺃﻣﺎﻡ ﺍﻟﺪﻭﻻﺭ ﺍﻻﻣﺮﻳﻜﻰ ﺇﱃ ﺗﺪﻫﻮﺭ ﺳﺮﻳﻊ ﰲ ﻣﺘﻮﺳﻂ ﺩﺧﻞ ﺍﻟﻔﺮﺩ ﻣﻦ ٠٧٥١ ﺩﻭﻻﺭ ﻋﺎﻡ‬ ‫٠٠٠٢ ﺇﱃ ٩٧١١ ﺩﻭﻻﺭ ﻣﻊ ‪‬ﺎﻳﺔ ٣٠٠٢ ﻭﻣﺎﺯﺍﻝ ٣٢% ﻣﻦ ﺍﻟﺴﻜﺎﻥ ﻋﻠﻰ ﺍﻷﻗﻞ ﻳﻌﻴﺸﻮﻥ‬ ‫ﲢﺖ ﺧﻂ ﺍ ﻟﻔﻘﺮ ﺑﺎﳌﻘﺎﻳﻴﺲ ﺍﻟﻌﺎﳌﻴﺔ. ﻭ ﺍﻟﻔﺎﺭﻕ ﺍﻵﻥ ﺑﲔ ﻣﺘﻮﺳﻂ ﺩﺧﻞ ﺍﳌﺼﺮ ﻱ ﻭﻏﲑﻩ ﰱ ﺍ ﻟﺒﻼﺩ‬ ‫ﺍﳌﺘﻘﺪﻣﺔ ﻫﻮ ٣٢ ﺃﻟﻒ ﺩﻭﻻﺭ. ﻭ ﺇ ﺫﺍ ﻇﻠﺖ ﻣﻌﺪﻻﺕ ﺍﻟﺘﻨﻤﻴﺔ ﲟﺼﺮ ﻻ ﺗﺘﻌﺪﻯ ٥% ﻓﺈﻥ ﺍﻟﻔﺠﻮﺓ‬ ‫ﺳﺘﺰﺩﺍﺩ ﺍﺗﺴﺎﻋﺎ ﲟﺮﻭﺭ ﺍﻟﻮﻗﺖ ﻭ ﺳﺘﺼﻞ ﺇﱃ ﺃﻛﺜﺮ ﻣﻦ ٥٦ ﺃﻟﻒ ﺩﻭﻻﺭ ﲝﻠﻮﻝ ﻋﺎﻡ ٥٤٠٢.‬ ‫ﻭﺳﻨﺘﻄﺮﻕ ﺇﱃ ﻣﺰﻳﺪ ﻣﻦ ﺍﻟﺘﻔﺼﻴﻞ ﰲ ﺍﻟﻔﺼﻞ ﺍﻟﺜﺎﱐ.‬ ‫)٨(‬
‫ﺍﻟﺒﺎﺏ ﺍﻷﻭﻝ : ﺍﻟﻮﺍﻗﻊ ﻭﺍﻟﺘﺤﺪﻱ‬ ‫ﻣﻘﻴﺎﺱ ﺍﻹﺳﺘﺮﺍﺗﻴﺠﻴﺔ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﺔ ﻭﺍﻟﻌﺴﻜﺮﻳﺔ :‬ ‫ﺍﻟﺘﺒﻌﻴﺔ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ ﻣﺆﺷﺮ ﻟﻠﺴﻴﺎﺳﺔ ﺍﻟﻌﻠﻴﺎ ﻳﻘﺎﺱ ﲟﺪﻯ ﺑﻌﺪ ﺃﻭ ﺇﺧﻔﺎﻕ ﻗﺮﺍﺭﺍﺕ ﺍﻟﺪﻭﻟﺔ ﰲ‬ ‫ﲢﻘﻴﻖ ﻣﺼﺎﱀ ﺁﻣﻨﻬﺎ ﺍﻟﻘﻮﻣﻲ. ﻓﺈﺫﺍ ﻛﺎﻧﺖ ﻣﺘﻄﻠﺒﺎﺕ ﺍﻷﻣﻦ ﺍﻟﻘﻮﻣﻲ ﻟﺪﻭﻟﺔ ﺃﻥ ﺗﻘﻴﻢ ﻋﻼﻗﺎﺕ ﺛﻨﺎﺋﻴﺔ‬ ‫ﻣﻊ ﺩﻭﻟﺔ ﺃﺧﺮﻯ ﺃﻭ ﺍﻟﺪﺧﻮﻝ ﰲ ﲢﺎﻟﻔﺎﺕ ﺃﻭ ﲡﻤﻴﻊ ﺇﻣﻜﺎﻧﻴﺎ‪‬ﺎ ﻟﺘﻄﻮﻳﺮ ﺃﺳﻠﺤﺘﻬﺎ ﺍﻻﺳﺘﺮﺍﺗﻴﺠﻴﺔ‬ ‫ﻭﺍﻟﺘﻜﺘﻴﻜﻴﺔ ﰒ ﱂ ﻳﺘﺤﻘﻖ ﻫﺬﺍ ﺍﻷﻣﺮ ﻟﻴﺲ ﻛﻨﺘﻴﺠﺔ ﻋﺪﻡ ﻭﻋﻰ ﳌﻘﺮﺭﻱ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﺔ ﺍﻟﻌﻠﻴﺎ ﺃﻭ ﺇﺧﻔﺎﻕ‬ ‫ﺍﳉﻬﺎﺯ ﺍﳌﺴﺌﻮﻝ ﻓﻬﻮ ﻟﻨﺎ ﺩﻟﻴﻞ ﻋﻠﻰ ﺗﻌﺎﺭﺽ ﻣﺒﺎﺷﺮ ﻣﻊ ﺍﳌﺼﺎﱀ ﺍﻷﻣﻨﻴﺔ ﻭﻻ ﻧﻌﺘﻘﺪ ﺃﻥ ﻳﻜﻮﻥ ﺍﳊﺎﻝ‬ ‫ﻫﻜﺬﺍ ﺇﻻ ﺇﺫﺍ ﻛﺎﻧﺖ ﺍﻟﺘﺒﻌﻴﺔ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ ﻗﺎﺋﻤﺔ ﻓﺘﻤﻠﻲ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺴﺎﺳﺔ ﺍﻟﺘﺎﺑﻌﲔ ﻣﺎ ﳛﻘﻖ ﻣﺼﺎﱀ ﺍﳌﺘﺒﻮﻉ‬ ‫ﻻ ﻣﺼﺎﱀ ﺍﻟﻮﻃﻦ.‬ ‫ﻭ ﱠﻌﺖ ﻣﺼﺮ ﻋﻠﻰ ﻣﻌﺎﻫﺪﺓ ﻣﻨﻊ ﺍﻧﺘﺸﺎﺭ ﺃﺳﻠﺤﺔ ﺍﻟﺪﻣﺎﺭ ﺍﻟﺸﺎﻣﻞ، ﻣﻊ ﺍﻟﻌﻠﻢ ﺇﻥ ﻋﺪﻭﻫﺎ‬ ‫ﻗ‬ ‫ﺍﻷﻭﻝ ﳝﺘﻠﻚ ﻋﺪﺩﺍ ﻫﺎﺋﻼ ﻣﻦ ﻫﺬﻩ ﺍﻷﺳﻠﺤﺔ ﻳﻬﺪﺩ ﺑﻪ ﺍﳊﻴﺎﺓ ﻭﺍﻟﺒﻨﻴﺔ ﺍﻟﺘﺤﺘﻴﺔ ﰲ ﺑﻠﺪﻧﺎ ﺍﻟﻄﻴﺐ.‬ ‫ﻭﻫﺬﻩ ﺍﻷﺳﻠﺤﺔ ﻟﻴﺴﺖ ﻓﻘﻂ ﻗﺎﺩﺭﺓ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻮﺻﻮﻝ ﺇﱃ ﺍﻟﻌﺎﺻﻤﺔ ﻭﻟﻜﻦ ﺇﱃ ﻋﻤﻖ ﻣﺼﺮ. ﻭ ﻣﺎ ﺯﻟﻨﺎ‬ ‫ﻧﺴﻤﻊ ﺑﲔ ﺣﲔ ﻭﺁﺧﺮ ‪‬ﺪﻳﺪﺍﺕ ﺻﺮﳛﺔ ﻣﻦ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻴﲔ ﺍﻹﺳﺮﺍﺋﻴﻠﻴﲔ ﺑﻀﺮﺏ ﺍﻟﺴﺪ ﺍﻟﻌﺎﱄ‬ ‫ﻹﺣﺪﺍﺙ ﻛﺎﺭﺛﺔ ﺩﻣﻮﻳﺔ ﻭﺑﻴﺌﻴﺔ ﰲ ﻣﺼﺮ. ﺇﻥ ﻣﺼﲑ ﺃﻣﺘﻨﺎ ﻻ ﳝﻜﻦ ﺃﻥ ﻧﻘﺎﻣﺮ ﺑﻪ ﻣﻘﺎﺑﻞ ﻣﻌﻮﻧﺎﺕ‬ ‫ﻣﺸﺮﻭﻃﺔ، ﺃﻭ ﻣﻘﺎﺑﻞ ﺗﻌﻬﺪ ﻣﻦ ﺍﻹﺩﺍﺭﺓ ﺍﻷﻣﺮﻳﻜﻴﺔ ﻣﺮﻫﻮﻥ ﺑﺎﳌﺰﺍﺝ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻲ ﺍﻟﺪﺍﺧﻠﻲ ﺍﻷﻣﺮﻳﻜﻲ‬ ‫ﻭﺿﻐﻮﻁ ﺍﻟﻠﻮﰊ ﺍﻟﻴﻬﻮﺩﻱ ﺍﻷﻣﺮﻳﻜﻲ. ﺃﻣﺎ ﺇﺫﺍ ﻭﻗﻊ ﺍﻟﻌﺪﻭ ﻋﻠﻰ ﻣﻌﺎﻫﺪﺓ ﻋﺪﻡ ﻧﺸﺮ ﺃﺳﻠﺤﺔ ﺍﻟﺪﻣﺎﺭ‬ ‫ﺍﻟﺸﺎﻣﻞ ﻭﲣﻠﺺ ﻣﻦ ﺗﺮﺳﺎﻧﺘﻪ ﺍﳊﺎﻟﻴﺔ ﻓﻴﺼﺒﺢ ﺍﻟﺘﻜﺎﻓﺆ ﺍﻻﺳﺘﺮﺍﺗﻴﺠﻲ ﻣﺘﻮﺍﺟﺪﺍ. ﺃﻣﺎ ﺇﺫﺍ ﺍﺣﺘﻔﻆ ﺍﻟﻌﺪﻭ‬ ‫ﻟﻨﻔﺴﻪ ‪‬ﺬﺍ ﺍ ﻟﺘﻔﻮﻕ ﺍﻻﺳﺘﺮﺍﺗﻴﺠﻲ ﻓﻤﻦ ﺍﻟﺴﺬﺍﺟﺔ ﺃ ﻻ ﻧﺒﺤﺚ ﻋﻦ ﺑﺪﺍﺋﻞ ﺗﺼﺤﺢ ﻫﺬﺍ ﺍﳋﻠﻞ‬ ‫ﺍﻻﺳﺘﺮﺍﺗﻴﺠﻲ.‬ ‫ﻭﻋﻠﻰ ﺻﻌﻴﺪ ﺍﻟﺘﺒﻌﻴﺔ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ ﺍﻟﻔﺎﺿﺤﺔ ﻣﺎ ﺣﺪﺙ ﻋﻨﺪﻣﺎ ﺑﺎﺩﺭﺕ ﺇﻳﺮﺍﻥ ﻣﻨﺬ ﺳﻨﻮﺍﺕ‬ ‫ﺑﻄﻠﺐ ﺇﻋﺎﺩﺓ ﺍﻟﻌﻼﻗﺎﺕ ﺍﻟﺪﺑﻠﻮﻣﺎﺳﻴﺔ ﺍﻟﺸﺎﻣﻠﺔ ﻣﻊ ﻣﺼﺮ ﻭﻟﻜﻦ ﱂ ﺗﺴﺘﺠﺐ ﳍﺎ ﺍﻟﺪﺑﻠﻮﻣﺎﺳﻴﺔ ﺍﳌﺼﺮﻳﺔ‬ ‫ﰲ ﻛﻞ ﻣﺮﺓ. ﻣﻊ ﺍﻟﻌﻠﻢ ﺃﻥ ﺇﻳﺮﺍﻥ ﻗﻄﺐ ﻣﻦ ﺃﻗﻄﺎﺏ ﺍﻟﺸﺮﻕ ﺍﻷﻭﺳﻂ ﻭﳒﺤﺖ ﰲ ﺇﺭﺳﺎﺀ ﻗﺎﻋﺪﺓ‬ ‫)٩(‬
‫ﺍﻟﺒﺎﺏ ﺍﻷﻭﻝ : ﺍﻟﻮﺍﻗﻊ ﻭﺍﻟﺘﺤﺪﻱ‬ ‫ﺻﻨﺎﻋﻴﺔ ﻋﺴﻜﺮﻳﺔ ﻭﺗﻜﻨﻮﻟﻮﺟﻴﺔ، ﻭﳍﺎ ﻣﻮﻗﻒ ﻗﻮﻯ ﻣﺆﻳﺪ ﺍﻟﻘﻀﻴﺔ ﺍﻟﻔﻠﺴﻄﻴﻨﻴﺔ ﻭﻣﺎﺯﺍﻟﺖ ﺗﺴﺘﻀﻴﻒ‬ ‫ﳑﺜﻠﲔ ﻟﻔﺼﺎﺋﻞ ﺍﳌﻘﺎﻭﻣﺔ ﺍﻟﻔﻠﺴﻄﻴﻨﻴﺔ. ﻭﻋﺪﺍﺋﻬﺎ ﻟﻌﺪﻭﻧﺎ ﻇﺎﻫﺮ ﻭﻛﺎﻧﺖ ﻭﻣﺎﺯﺍﻟﺖ ﺗﺪﻋﻢ ﺍﳌﻘﺎﻭﻣﺔ‬ ‫ﺍﻟﻠﺒﻨﺎﻧﻴﺔ ﰲ ﺟﻨﻮﺏ ﻟﺒﻨﺎﻥ. ﻭﺑﻌﺪ ﺍﻟﺰﻟﺰﺍﻝ ﺍﻟﻘﺎﺻﻢ ﺍﻟﺬﻱ ﺿﺮﺏ ﺇﻳﺮﺍﻥ ﰲ ‪‬ﺎﻳﺔ ﻋﺎﻡ ٣٠٠٢ ﺃﺭﺳﻠﺖ‬ ‫ﺍﻟﻮﻻﻳﺎﺕ ﺍﳌﺘﺤﺪﺓ ﻣﺴﺎﻋﺪﺍﺕ ﺇﻧﺴﺎﻧﻴﺔ ﻹﻳﺮﺍﻥ ﻣﻊ ﻛﺜﲑ ﻣﻦ ﺍﻟﺪﻭﻝ ﺍﻷﺧﺮﻯ ﻭﻟﻜﻦ ﺃﻳﻀﺎ ﺃﺑﺪﺕ‬ ‫ﺭﻏﺒﺘﻬﺎ ﰲ ﺇﺭﺳﺎﻝ ﻭﻓﺪ ﺭﻓﻴﻊ ﺍﳌﺴﺘﻮﻯ ﻹﻳﺮﺍﻥ ﻟﺒﺪﺀ ﺣﻮﺍﺭ ﺩﺑﻠﻮﻣﺎﺳﻲ ﺑﻌﺪ ﺍﻧﻘﻄﺎﻉ ﺩﺍﻡ ﻋﻘﻮﺩ.‬ ‫ﻭﺍﻟﻐﺮﻳﺐ ﺃﻥ ﻣﺼﺮ ﱂ ﺗﺴﺘﺠﻴﺐ ﳌﺒﺎﺩﺭﺓ ﺇﻳﺮﺍﻧﻴﺔ ﻛﺎﻧﺖ ﻗﺪ ﻃﺮﺣﺖ ﻋﻠﻰ ﻃﺎﻭﻟﺔ ﺃﺣﺪ ﺍﳌﺆﲤﺮﺍﺕ ﻗﺒﻞ‬ ‫ﻭﻗﻮﻉ ﺍﻟﺰﻟﺰﺍﻝ ﺑﺄﻳﺎﻡ ﻭﻟﻜﻦ ﺑﺪﺃﺕ ﺗﺴﺘﺠﻴﺐ ﻣﺒﺎﺷﺮﺓ ﺑﻌﺪ ﺇﺑﺪﺍﺀ ﺍﻟﻮﻻﻳﺎﺕ ﺍﳌﺘﺤﺪﺓ ﻟﺮﻏﺒﺘﻬﺎ ﰲ ﻓﺘﺢ‬ ‫ﻗﻨﻮﺍﺕ ﺍﳊﻮﺍﺭ ﺍﻟﺪﺑﻠﻮﻣﺎﺳﻲ ﻣﻊ ﺇﻳﺮﺍﻥ. ﰒ ﺗﻮﻗﻔﺖ ﻫﺬﻩ ﺍﳌﺒﺎﺩﺭﺓ ﺍﳌﺼﺮﻳﺔ ﻣﺮﺓ ﺃﺧﺮﻱ ﺗﺰﺍﻣﻨﺎ ﻣﻊ‬ ‫ﺍﻟﺘﺒﺎﻃﺆ ﺍﻷﻣﺮﻳﻜﻲ ﰲ ﺇﻋﺎﺩﺓ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻌﻼﻗﺎﺕ.‬ ‫ﻭﻣﺆﺷﺮ ﺁﺧﺮ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺘﺒﻌﻴﺔ ﻫﻮ ﺍﻧﻜﻤﺎﺵ ﺩﻭﺭ ﻣﺼﺮ ﰲ ﻗﻴﺎﺩﺓ ﺯﻣﺎﻡ ﺍﻷﻣﻮﺭ ﰲ ﻗﻀﻴﺔ‬ ‫ﺍﻟﺼﺮﺍﻉ ﺍﻟﻌﺮﰊ ﺍﻹﺳﺮﺍﺋﻴﻠﻲ، ﻣﻊ ﺍﻟﻌﻠﻢ ﺃﻥ ﺇﺳﺮﺍﺋﻴﻞ ﺍﻧﺘﻬﻜﺖ ﺍﺗﻔﺎﻗﻴﺔ ﺍﻟﺴﻼﻡ ﺍﳌﱪﻣﺔ ﻣﻊ ﻣﺼﺮ ﻭﺃﻥ‬ ‫ﺫﺭﻳﻌﺔ ﺍﻟﺴﻼﻡ ﻗﺪ ﻃﻮ‪‬ﺎ ﺇﺳﺮﺍﺋﻴﻞ ﻣﻨﺬ ﺯﻣﻦ. ﻓﻠﻤﺎﺫﺍ ﺍﻟﺘﻤﺴﻚ ‪‬ﺬﻩ ﺍﻟﺬﺭﻳﻌﺔ ﻣﻦ ﻃﺮﻑ ﻭﺍﺣﺪ؟.‬ ‫ﻓﺄﺻﺒﺤﺖ ﻣﺼﺮ ﺗﻠﻌﺐ ﺩﻭﺭ ﺍﻟﻮﺳﻴﻂ ﻭﲢﺎﰉ ﺍﻟﻄﺮﻓﲔ ﻭ ﻛﺄﻥ ﺍﳌﻌﺘﺪﻯ ﺍﳌﻐﺘﺼﺐ ﻟﻔﻠﺴﻄﲔ ﻫﻮ‬ ‫ﺍﻟﻀﺤﻴﺔ ﻭﻣﻘﺎﻭﻣﺔ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺸﻌﺐ ﺍﻟﺒﺎﺳﻞ ﻫﻲ ﺍﻋﺘﺪﺍﺀ.‬ ‫ﻭﺍﻧﻌﺪﺍﻡ ﻭﺳﺎﺋﻞ ﺍﻟﺮﺩﻉ ﻭﺍﻟﻀﻐﻂ ﻳﺆﺩﻯ ﺇﱃ ﻋﺠﺰ ﺍﻟﻘﺪﺭﺓ ﻋﻠﻰ ﺍﳌﻨﺎﻭﺭﺓ ﰲ ﺃﻱ ﻋﻤﻠﻴﺎﺕ‬ ‫ﺗﻔﺎﻭﺽ. ﻭﻗﺪﺭﺓ ﺍﳋﺎﺭﺟﻴﺔ ﺍﳌﺼﺮﻳﺔ ﰲ ﺍﻟﺘﻔﺎﻭﺽ ﺃﺻﺒﺤﺖ ﻣﺮﺗﺒﻄﺔ ﺑﺎﻷﺟﻮﺍﺀ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ ﰲ ﺇﺩﺍﺭﺍﺕ‬ ‫ﺣﻜﻮﻣﺎﺕ ﻏﲑ ﻋﺮﺑﻴﺔ ﻭﳝﻜﻦ ﺇﺭﺑﺎﻙ ﻫﺬﻩ ﺍﳌﻔﺎﻭﺿﺎﺕ ﻓﺘﺘﻌﻄﻞ ﺃﻭ ﺗﺴﺘﻤﺮ ﺣﺴﺐ ﺍﻷﺟﻮﺍﺀ ﰲ ﻫﺬﻩ‬ ‫ﺍﻹﺩﺍﺭﺍﺕ. ﻭﻫﺬﻩ ﺍﻟﻘﻀﻴﺔ ﻻ ﲤﺲ ﺍﻟﺸﻌﺐ ﺍﻟﻔﻠﺴﻄﻴﲏ ﻭﺣﺪﻩ ﺑﻞ ﲤﺲ ﻣﺼﲑ ﺷﻌﺐ ﻣﺼﺮ ﻭﺍﳌﻨﻄﻘﺔ‬ ‫ﺑﺄﺳﺮﻫﺎ.‬ ‫ﻣﻘﻴﺎﺱ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﺔ ﺍﻟﺪﺍﺧﻠﻴﺔ :‬ ‫- ﻣﺆﺷﺮ ﺍﳌﻤﺎﺭﺳﺔ ﺍﻟﺪﺳﺘﻮﺭﻳﺔ ﰲ ﺃﻣﻮﺭ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﺔ ﺍﻟﺪﺍﺧﻠﻴﺔ ﻳﻜﺸﻒ ﻟﻨﺎ ﻋﻦ ﻣﺼﺪﺍﻗﻴﺔ ﺍﳊﻜﻢ ﰲ‬ ‫ﺍﻟﺪﻭﻟﺔ، ﻧﻌﲎ ‪‬ﺬﺍ ﺍﻟﺘﺰﺍﻡ ﺍﳊﻜﻮﻣﺔ ﲟﻨﻊ ﺃﻱ ﻋﻤﻞ ﻳﻨﺘﺞ ﻋﻨﺔ ﺍﻧﺘﻬﺎﻙ ﻟﺪﺳﺘﻮﺭ ﺍﻟﺪﻭﻟﺔ ﻭﺃﻳﻀﺎ‬ ‫)٠١(‬
‫ﺍﻟﺒﺎﺏ ﺍﻷﻭﻝ : ﺍﻟﻮﺍﻗﻊ ﻭﺍﻟﺘﺤﺪﻱ‬ ‫ﺇﻟﺰﺍﻡ ﺍﳊﻜﻮﻣﺔ ﺑﺘﺼﺤﻴﺢ ﺃﻋﻤﺎﻝ ﻧﺘﺞ ﻋﻨﻬﺎ ﳐﺎﻟﻔﺎﺕ ﻟﺪﺳﺘﻮﺭ ﺍﻟﺪﻭﻟﺔ ﰲ ﻭﻗﺖ ﺳﺎﺑﻖ.‬ ‫ﻭﻳﺪﺧﻞ ﲢﺖ ﻫﺬﺍ ﺃﻋﻤﺎﻝ ﲢﺪ ﻣﻦ ﺍﳊﺮﻳﺎﺕ ﺍﻟﱵ ﻳﻜﻔﻠﻬﺎ ﺍﻟﺪﺳﺘﻮﺭ ﻟﻠﻔﺮﺩ ﻭﺇﺻﺪﺍﺭ ﻗﻮﺍﻧﲔ‬ ‫ﳐﺎﻟﻔﺔ ﻟﻠﺪﺳﺘﻮﺭ ﻳﺘﺴﺒﺐ ﻋﻨﻬﺎ ﺃﺫﻯ ﻣﺎﺩﻱ ﻭﻣﻌﻨﻮﻱ ﻷﻓﺮﺍﺩ ﺍﻟﺸﻌﺐ ﻋﺎﻣﺔ ﺃﻭ ﻟﻔﺌﺔ ﻣﻨﻪ. ﻭﺇﺫﺍ‬ ‫ﺛﺒﺖ ﺫﻫﺎﺏ ﻣﺼﺪﺍﻗﻴﺔ ﺍﳊﻜﻢ ﻓﻠﻠﺸﻌﺐ ﺣﻖ ﺳﺤﺐ ﺍﻟﺜﻘﺔ ﻣﻦ ﺍﳊﻜﻮﻣﺔ.‬ ‫ﲨﻴﻊ ﻋﻨﺎﻭﻳﻦ ﺍﻟﺪﳝﻘﺮﺍﻃﻴﺔ ﻣﺘﻮﻓﺮﺓ ﲟﺼﺮ.‬ ‫-‬ ‫ﻓﺎﳊﻜﻢ ﺣﱴ ﺍﻵﻥ ﻻ ﻳﻮﺭﺙ ﻭﺇﻥ ﻃﺎﻟﺖ ﻣﺪﺗﻪ ﻭﻋﻤﻠﻴﺔ ﺇﻋﺎﺩﺓ ﺗﺮﺷﻴﺢ ﺍﻟﺮﺋﻴﺲ ﲡﺮﻱ‬ ‫ﺑﺎﻧﺘﻈﺎﻡ ﻭﺇﻥ ﻇﻬﺮﺕ ﻧﻔﺲ ﺍﻟﻨﺘﺎﺋﺞ ﺍﳌﺮﺓ ﺗﻠﻮ ﺍﳌﺮﺓ ﻣﺘﺤﺪﻳﺔ ﻗﻮﺍﻧﲔ ﺍﻻﺣﺘﻤﺎﻻﺕ.‬ ‫ﻭﺍﻧﺘﺨﺎﺑﺎﺕ ﳎﻠﺲ ﺍﻟﺸﻌﺐ ﻭﳎﻠﺲ ﺍﻟﺸﻮﺭﻯ ﲡﺮﻱ ﺑﺎﻧﺘﻈﺎﻡ ﻭﺇﻥ ﺗﺪﺧﻠﺖ ﺍﳊﻜﻮﻣﺔ ﰲ‬ ‫ﲢﺪﻳﺪ ﻧﺘﺎﺋﺠﻬﺎ ﺑﺸﻜﻞ ﺳﺎﻓﺮ ﻓﻼ ﻳﻔﻮﺯ ﺇﻻ ﻣﻦ ﺗﺮﻳﺪ ﻟﻪ ﺍﻟﻔﻮﺯ ﻭﺇﻥ ﺿﺮﺏ ﻣﻦ ﺍﻟﻨﺎﺧﺒﲔ‬ ‫ﻣﻦ ﺿﺮﺏ، ﻓﻴﺰﻳﺪ ﲪﻞ ﻭﺯﺍﺭﺓ ﺍﻟﺸﺆﻭﻥ ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ ﻭﺍﳉﻤﻌﻴﺎﺕ ﺍﳋﲑﻳﺔ ﺑﺄﺻﺤﺎﺏ‬ ‫ﺍﻟﻌﺎﻫﺎﺕ ﺍﳉﺪﺩ. ﻭﻋﻠﻰ ﺍﻟﻨﺎﺧﺒﲔ ﺍﻟﻌﺎﻣﻠﲔ ﺑﺎﳊﻜﻮﻣﺔ ﻃﻠﺐ ﺑﺪﻝ "ﺿﺮﺏ"، ﻭ ﺃﻣﺎ ﻏﲑﻫﻢ‬ ‫ﻓﻠﻬﻢ ﺍﻟﻌﻮﺽ ﻣﻦ ﺃﻫﻞ ﺍﳋﲑ.‬ ‫ﻭﺍﳊﻴﺎﺓ ﺍﻟﻨﻴﺎﺑﻴﺔ ﺗﺘﺴﻢ ﺑﺘﻌﺪﺩﻳﺔ ﰲ ﺃﺣﺰﺍﺏ ﺍﳌﻌﺎﺭﺿﺔ ﻭﺇﻥ ﱂ ﻳﻨﺠﺢ ﺣﺰﺏ ﻣﻌﺎﺭﺽ ﻃﻮﺍﻝ‬ ‫ﻋﻘﺪﻳﻦ ﻣﻦ ﺍﻟﺰﻣﺎﻥ ﺃﻭ ﺃﻛﺜﺮ ﰲ ﺃﻥ ﻳﺼﺒﺢ ﺣﺰﺏ ﺍﻷﻏﻠﺒﻴﺔ. ﻓﺘﺪﺍﻭﻝ ﺍﻷﻏﻠﺒﻴﺔ ﻣﺜﻞ ﺗﺪﺍﻭﻝ‬ ‫ﺍﻟﺴﻠﻄﺔ ﺃﻣﺮ ﺍﻧﻘﺮﺽ ﻭﺑﺎﺩ ﰲ ﻭﺍﻗﻌﻨﺎ ﺍﻟﻌﺮﰊ.‬ ‫ﻭﺣﺮﻳﺔ ﺍﻟﺮﺃﻱ ﻣﻮﺟﻮﺩﺓ ﺃﻳﻀﺎ ﻓﺼﺤﻒ ﺍﳌﻌﺎﺭﺿﺔ ﺗﻮﺯﻉ ﻭﺇﻥ ﺻﻮﺩﺭ ﻣﻨﻬﺎ ﻣﺎ ﺻﻮﺩﺭ.‬ ‫ﻭﺍﻟﺬﻫﺎﺏ ﺇﱃ ﺻﻨﺎﺩﻳﻖ ﺍﻻﻗﺘﺮﺍﻉ ﺃﺻﺒﺢ ﻓﻴﻪ ﳎﺎﺯﻓﺔ ﻋﻠﻰ ﺣﻴﺎﺓ ﺍﻟﻨﺎﺧﺐ ﻭﻧﺴﺘﻌﺠﺐ ﺃﻫﻲ‬ ‫ﺻﻨﺎﺩﻳﻖ ﺍﻗﺘﺮﺍﻉ ﺃﻡ ﺗﻘﺮﻳﻊ ﻋﻠﻰ ﻣﻦ ﻳﺮﻳﺪ ﺃﻥ ﻳﻜﻮﻥ ﻟﻪ ﺭﺃﻯ ﺣﺮ؟‬ ‫ﻭﻧﺘﺴﺎﺀﻝ ﺃﻫﺬﻩ ﺩﳝﻘﺮﺍﻃﻴﺔ ﺟﺪﻳﺪﺓ ﺃﻡ ﺩﳝﻘﺮﺍﻃﻴﺔ ﻣﻊ ﺇﻳﻘﺎﻑ ﺍﻟﺘﻨﻔﻴﺬ؟ ﻣﺜﻞ ﺃﺣﻜﺎﻡ ﺍﻟﻘﻀﺎﻳﺎ‬ ‫-‬ ‫ﺍﳌﺪﻧﻴﺔ ﺣﱪ ﻋﻠﻰ ﻭﺭﻕ. ﺃﻡ ﻫﻲ ﺯﺧﺮﻓﺔ ﺳﻴﺎﺳﻴﺔ ﻟﺘﺠﻤﻴﻞ ﺍﻟﻮﺟﻬﺔ ﰲ ﺍﳋﺎﺭﺝ؟ ﺃﻡ ﺑﺒﺴﺎﻃﺔ‬ ‫ﻭﺍﻗﻊ ﻣﺰﻳﻒ ﻳﻔﺘﻘﺮ ﻟﻠﻤﺼﺪﺍﻗﻴﺔ؟.‬ ‫)١١(‬
‫ﺍﻟﺒﺎﺏ ﺍﻷﻭﻝ : ﺍﻟﻮﺍﻗﻊ ﻭﺍﻟﺘﺤﺪﻱ‬ ‫ﻣﻘﻴﺎﺱ ﺍﻟﻮﺍﻗﻊ ﺍﻟﺜﻘﺎﰲ ﻭﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻲ :‬ ‫ﺍﻟﺮﺻﺪ ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻲ ﺇﺣﺪﻯ ﻃﺮﻕ ﺍﻟﺘﺤﻠﻴﻞ ﺍﻟﻜﻴﻔﻲ ﳉﻤﻊ ﻣﻌﻠﻮﻣﺎﺕ ﻋﻦ ﺛﻘﺎﻓﺔ ﻭﺳﻠﻮﻛﻴﺎﺕ ﺃﻱ‬ ‫ﳎﺘﻤﻊ ﺇﻧﺴﺎﱐ. ﻭﻣﻦ ﺧﻼﻝ ﺍﻻﺣﺘﻜﺎﻙ ﺍﳌﺒﺎﺷﺮ ﻣﻊ ﺷﺮﺍﺋﺢ ﳐﺘﻠﻔﺔ ﻣﻦ ﻫﺬﺍ ﺍﺠﻤﻟﺘﻤﻊ ﻭﺍﻟﺘﻌﺎﻣﻞ ﺍﳌﺒﺎﺷﺮ‬ ‫ﻣﻊ ﺃﻓﺮﺍﺩ ﻫﺬﺍ ﺍﺠﻤﻟﺘﻤﻊ ﻭﻣﺮﺍﻗﺒﺔ ﺍﻻﲡﺎﻩ ﺍﻹﻋﻼﻣﻲ ﺍﻟﻌﺎﻡ ﻟﻠﺪﻭﻟﺔ ﳝﻜﻦ ﻗﻴﺎﺱ ﺍﻟﻮﺍﻗﻊ ﺍﻟﺜﻘﺎﰲ‬ ‫ﻭﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻲ ﻋﻠﻰ ﺍﳌﺴﺘﻮﻯ ﺍﻹﲨﺎﱄ ﺑﺎﻻﺳﺘﻌﺎﻧﺔ ﲟﺆﺷﺮﺍﺕ ﻋﺎﻣﺔ ﺑﺪﻭﻥ ﺍﳋﻮﺽ ﰲ ﺍﻟﺘﻔﺼﻴﻼﺕ.‬ ‫ﻭﺳﻨﺒﺪﺃ ﻫﻨﺎ ﺑﻨﺎﺑﺬﺓ ﻋﻦ ﻇﺎﻫﺮﺓ ﺍﻻﻧﻜﻤﺎﺵ ﺍﻟﺜﻘﺎﰲ ﺍﻟﻘﻮﻣﻲ.‬ ‫ﺍﻻﻧﻜﻤﺎﺵ ﺍﻟﺜﻘﺎﰲ ﺍﻟﻘﻮﻣﻲ ﻣﺆﺷﺮ ﻧﺴﺘﺪﻝ ﺑﻪ ﻋﻠﻰ ﻣﺪﻯ ﺗﻘﺒﻞ ﻭﺍﺳﺘﻴﻌﺎﺏ ﺍﺠﻤﻟﺘﻤﻊ ﻟﺜﻘﺎﻓﺎﺕ‬ ‫ﺁﺗﺖ ﻣﻦ ﺍﳋﺎﺭﺝ ﲟﻌﲎ ﳑﺎﺭﺳﺔ ﻭﻣﻌﺎﻳﺸﺔ ﺍﻟﺒﻨﻴﺔ ﺃﻭ ﺍﻟﺘﻜﻮﻳﻦ ﺍﻟﺜﻘﺎﰲ ﺍﻟﻐﺮﻳﺐ ﺣﱴ ﻳﺘﺴﺎﻭﻯ ﻣﻊ ﺍﻟﺒﻨﻴﺔ‬ ‫ﺍﻟﻘﻮﻣﻴﺔ ﺃﻭ ﳛﻞ ﳏﻠﻬﺎ ﻭﻣﻦ ﻫﻨﺎ ﻳﺄﰐ ﺍﻟﺘﻘﻠﺺ ﺍﻟﺜﻘﺎﰲ ﻭﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻲ ﺍﶈﻠﻲ. ﻭﺗﺄﺗﻰ ﺍﻟﺜﻘﺎﻓﺎﺕ ﺍﻟﻐﺮﻳﺒﺔ‬ ‫ﺇﱃ ﺍﻟﺪﺍﺧﻞ ﻭﻫﺬﺍ ﻣﺎ ﻳﻌﺮﻑ ﺑﺎﻧﺘﺸﺎﺭ ﻭﺗﺪﺍﺧﻞ ﺍﻟﺜﻘﺎﻓﺎﺕ ﻣﻦ ﺧﻼﻝ ﺗﺄﺛﲑ ﻧﻔﲑ ﺍﻹﻋﻼﻡ ﺍﳋﺎﺭ ﺟﻲ‬ ‫ﻭﺍﻟﺪﺍﺧﻠﻲ ﻭﲪﻼﺕ ﺍﻟﺘﺒﺸﲑ ﻭﺍﻟﻐﺰﻭ ﺍﻟﻌﺴﻜﺮﻱ ﻭﺍﻟﺴﻴﺎﺣﺔ ﻭﺍﳍﺠﺮﺓ ﻭﺍﻻﺳﺘﻴﻄﺎﻥ ﻭﺍﻟﺜﻘﺎﻓﺔ ﺍﳌﻌﻠﺒﺔ‬ ‫ﻛﺎﻷﻓﻼﻡ ﺍﻟﺴﻨﻴﻤﺎﺋﻴﺔ ﻭﺍﳌﻄﺒﻮﻋﺎﺕ ﻭﺷﺒﻜﺎﺕ ﺍﻻﺗﺼﺎﻝ ﺃﻭ ﺍﻹﻧﺘﺮﻧﺖ. ﻭﻣﺎ ﻟﻔﺖ ﺃﻧﻈﺎﺭﻧﺎ ﻭﺯﺍﺩ ﰲ‬ ‫ﺣﺴﺮﺗﻨﺎ ﻇﻬﻮﺭ ﺻﺒﻴﺔ ﻭﺷﺒﺎﺏ ﻣﺼﺮﻳﲔ ﻳﻠﺒﺴﻮﻥ ﻗﻤﺼﺎﻥ ﻣﻄﺒﻮﻉ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﺃﻋﻼﻡ ﺩﻭﻝ ﺃﺟﻨﺒﻴﺔ ﻭﻇﻬﻮﺭ‬ ‫ﺑﻄﺎﻗﺎﺕ ﻣﻌﺎﻳﺪﺓ ﻟﻴﻮﻡ ﺍﻟﻘﺪﻳﺲ ﻓﺎﻟﻨﺘﺎﻳﻦ ﻭﻫﻮ ﻳﻮﻡ ﺍﳊﺐ ﻭﺍﻟﻐﺮﺍﻡ ﰲ ﺍﻟﻮﻻﻳﺎﺕ ﺍﳌﺘﺤﺪﺓ. ﻭ ﺍ ﻧﺘﺸﺎﺭ‬ ‫ﺍﳌﺮﺍﻗﺺ ﻭﺍﻧﻐﻤﺎﺱ ﺍﻟﺸﺒﺎﺏ ﻓﻴﻬﺎ ﻭﺍﻧﺸﻐﺎﻟﻪ ﰲ ﻣﺸﺎﻫﺪﺓ ﺍﻹﻋﻼﻡ ﺍﻟﺘﺮﻓﻴﻬﻲ ﺍﳌﺒﺘﺬﻝ ﺣﱴ ﺃﺻﺒﺢ ﻣﻐﻴﺒﺎ‬ ‫ﻋﻦ ﻣﺸﺎﻛﻞ ﻭﻃﻨﻪ. ﻭﻗﺪ ﺗﺮﺗﺐ ﻋﻠﻰ ﻫﺬﺍ ﺍﻻﻧﻜﻤﺎﺵ ﺍﻟﺜﻘﺎﰲ ﻇﻬﻮﺭ ﻋﺎﺩﺍﺕ ﻻ ﺃﺻﻞ ﳍﺎ ﰲ ﺍﺠﻤﻟﺘﻤﻊ‬ ‫ﺍﳌﺼﺮﻱ ﺍﳌﺴﻠﻢ.‬ ‫ﻭﻣﻦ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻣﻦ ﻳﺘﻤﺜﻞ ﺑﺎﻟﺜﻘﺎﻓﺔ ﺍﻟﻐﺮﺑﻴﺔ ﰲ ﺷﱴ ﺍﺠﻤﻟﺎﻻﺕ ﺍﻟﺜﻘﺎﻓﻴﺔ ﻭ ﻳﺘﺨﺬﻫﺎ ﻣﺮﺟﻌﻴﺔ ﰲ ﲨﻴﻊ‬ ‫ﺍﻟﺸﺆﻭﻥ ﺍﻟﺒﺸﺮﻳﺔ، ﻓﺘﺘﻌﺪﻯ ﺍﻟﺸﺆﻭﻥ ﺍﻟﻌﻠﻤﻴﺔ ﻭﺍﻟﻄﺒﻴﺔ ﻟﺘﺘﺴﻠﻞ ﺇﱃ ﺍﻷﻣﻮﺭ ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ ﻟﺘﺮﺳﻢ ﺣﻴﺎﺓ‬ ‫ﻟﻠﻔﺮﺩ ﻏﺮﻳﺒﺔ ﻋﻦ ﻭﺍﻗﻌﻨﺎ ﻭﺧﻠﻔﻴﺘﻨﺎ ﺍﻟﺪﻳﻨﻴﺔ ﻭﺍﻟﻘﻮﻣﻴﺔ. ﺑﻴﻨﻤﺎ ﻧﺮﻯ ﰲ ﺍﻟﻮﻻﻳﺎﺕ ﺍﳌﺘﺤﺪﺓ ﺗﺼﺎﻋﺪ‬ ‫ﺍﻟﻌﻘﻮﺑﺎﺕ ﻋﻠﻰ ﻣﻦ ﻳﻘﻮﺩ ﺳﻴﺎﺭﺓ ﻭﻫﻮ ﻣﺴﻤﻢ ﺑﺎﻟﻜﺤﻮﻝ، ﻭﺃﻳﻀﺎ ﺍﻻﺳﺘﻤﺮﺍﺭ ﰲ ﺗﺸﺪﻳﺪ ﺍﻟﻘﻮﺍﻧﲔ‬ ‫ﺍﻟﱵ ﲢﺪ ﻣﻦ ﺑﻴﻊ ﺍﳋﻤﻮﺭ ﻭﺍﻟﺴﺠﺎﺋﺮ ﻟﻠﺸﺒﺎﺏ ﻟﻠﺤﺪ ﻣﻦ ﺍﻧﺘﺸﺎﺭ ﻫﺬﻩ ﺍﻵﻓﺔ ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ ﺍﳋﻄﲑﺓ،‬ ‫ﻓﺈﻧﻨﺎ ﻧﺮﻯ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻨﻘﻴﺾ ﻣﻦ ﺫﻟﻚ ﰲ ﳎﺘﻤﻌﻨﺎ ﺍﺯﺩﻳﺎﺩ ﺍﻧﺘﺸﺎﺭ ﺍﳋﻤﻮﺭ ﻭﺗﻨﺎﻭﳍﺎ ﺑﲔ ﺍﻟﺸﺒﺎﺏ ﻭﰲ‬ ‫ﺍﶈﻼﺕ ﺍﻟﻌﺎﻣﺔ ﻣﻊ ﺗﺮﺍﺧﻲ ﻭﲣﺎﺫﻝ ﺍﳌﺴﺌﻮ ﻟﲔ ﰲ ﺍﲣﺎﺫ ﺍﻟﻘﻮﺍﻧﲔ ﻭﺍﻹﺟﺮﺍﺀﺍﺕ ﺍﻟﻼﺯﻣﺔ ﳊﻤﺎﻳﺔ‬ ‫)٢١(‬
‫ﺍﻟﺒﺎﺏ ﺍﻷﻭﻝ : ﺍﻟﻮﺍﻗﻊ ﻭﺍﻟﺘﺤﺪﻱ‬ ‫ﺍﻟﺸﺒﺎﺏ ﻣﻦ ﻫﺬﻩ ﺍﻵﻓﺎﺕ ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ ﺍﳋﻄﲑﺓ. ﻭﻣﺎ ﻳﺘﺮﺗﺐ ﻋﻠﻰ ﻫﺬﺍ ﺍﻻﻧﻜﻤﺎﺵ ﺍﻟﺜﻘﺎﰲ ﻫﻮ ﻃﻤﺲ‬ ‫ﻟﻠﻬﻮﻳﺔ.‬ ‫ﻭ ﳑﺎ ﻳﺰﻳﺪ ﺍﻟﻄﲔ ﺑﻠﺔ ﺃﻥ ﺗﺘﻔﺎﺧﺮ ﺍﻟﺪﻭﻟﺔ ﲟﻨﺘﺠﺎ‪‬ﺎ ﺍﶈﻠﻴﺔ ﻣﻦ ﺍﳋﻤﻮﺭ ﻭﺍﻟﺴﺠﺎﺋﺮ ﻭﺗﺴﻤﺢ‬ ‫ﺑﺄﻥ ﻳﺘﻨﺎﻭﳍﺎ ﺍﻟﺸﺒﺎﺏ ﺣﱴ ﰲ ﺍﻟﻨﻮﺍﺩﻱ ﺍﻟﺮﻳﺎﺿﻴﺔ. ﻫﺬﻩ ﺃﻣﻮﺭ ﺗﻨﺬﺭ ﺑﺄﻥ ﺍﻟﻮﺍﻗﻊ ﺍﳌﺼﺮﻱ ﺃﺻﺒﺢ ﳎﺘﻤﻌﺎ‬ ‫ﻣﺘﻠﻘﻴﺎ ﻟﻠﺜﻘﺎﻓﺎﺕ ﺍﻷﺟﻨﺒﻴﺔ ﺑﺪﻭﻥ ﻭﺳﺎﺋﻞ ﻟﻠﻔﺮﺯ ﻭﺍﻟﺘﻨﻘﻴﺔ ﺣﱴ ﻧﺄﺧﺬ ﻣﺎ ﻳﻨﻔﻊ ﻭﻧﺘﺮﻙ ﻣﺎ ﻻ ﻳﻨﻔﻊ. ﻭﻣﻦ‬ ‫ﺍﳌﻌﻮﻧﺎﺕ ﺍﻻﻗﺘﺼﺎﺩﻳﺔ ﻭﻣﻦ ﺍﳌﺸﺮﻭﻋﺎﺕ ﺍﳌﻘﺪﻣﺔ ﻣﻦ ﺍﻟﻐﺮﺏ ﻣﺎ ﻳﻬﺪﻑ ﺇﱃ ﺇﺣﺪﺍﺙ ﺗﻐﻴﲑ ﺛﻘﺎﰲ‬ ‫ﻭﺍﺟﺘﻤﺎﻋﻲ ﻳﻼﺋﻢ ﻣﺼﺎﳊﻬﻢ ﲜﺎﻧﺐ ﺍﺷﺘﺮﺍﻃﻬﻢ ﻟﻠﻮﻻﺀ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻲ.‬ ‫ﻭﻣﻦ ﺍﳌﺆﺳﻒ ﺃﻧﻪ ﻳﻮﺟﺪ ﺩﺍﺋﻤﺎ ﰲ ﳎﺘﻤﻌﺎﺕ ﺍﻟﺘﺒﻌﻴﺔ ﻓﺌﺔ ﺗﻨﺎﺻﺮ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺘﺒﻌﻴﺔ ﻭﺗﻌﺘﻘﺪ ﺇﻧﻪ ﻣﻦ ﺧﻼﻝ‬ ‫ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺘﺒﻌﻴﺔ ﳝﻜﻦ ﻏﻠﻖ ﺃﻱ ﻓﺠﻮﺍﺕ ﺑﲔ ﻫﺬﺍ ﺍﺠﻤﻟﺘﻤﻊ ﺍﻟﺘﺎﺑﻊ ﻭﺍﺠﻤﻟﺘﻤﻊ ﺍﳌﺘﺒﻮﻉ ﰲ ﺃﻱ ﳎﺎﻝ ﺇﻧﺴﺎﱐ.‬ ‫ﻭﳓﻦ ﻧﺮﻓﺾ ﺍﻟﺘﺒﻌﻴﺔ ﺍﶈﺪﻭﺩﺓ ﺃﻭ ﺍﳉﺰﺋﻴﺔ ﻓﻤﺎ ﺑﺎﻟﻚ ﺑﺎﻟﺘﺒﻌﻴﺔ ﺍﻟﺸﺎﻣﻠﺔ ﺍﳉﺎﻣﻌﺔ.‬ ‫ﳓﻦ ﻧﺆﻣﻦ ﺑﺎﻛﺘﺴﺎﺏ ﺍﳋﱪﺍﺕ ﻭﻣﻌﺮﻓﺔ " ﻛﻴﻒ ﻧﻔﻌﻞ ﻫﺬﺍ... " ﰒ ﺍﻟﺘﺤﺴﲔ ﻭﺍﻟﺘﻄﻮﻳﺮ‬ ‫ﻭﺍﻻﺑﺘﻜﺎﺭ ﺍﻟﺬﺍﰐ ﺍﳌﺴﺘﻘﻞ ﺍﻟﺬﻱ ﳛﺮﺭﻧﺎ ﻣﻦ ﺍﻟﺘﺒﻌﻴﺔ ﻭﻳﻔﺘﺢ ﻃﺮﻕ ﻟﻠﺮﻳﺎﺩﺓ ﺍﻟﻌﻠﻤﻴﺔ ﻭﺍﻟﺘﻜﻨﻮﻟﻮﺟﻴﺔ‬ ‫ﻭﺍﻟﺬﻱ ﺑﻪ ﻧﺘﻔﺎﺩﻯ "ﻻ ﻧﻨﺘﻈﺮ ﺣﱴ..." ﻧﺮﻯ ﻏﲑﻧﺎ ﻛﻴﻒ ﻳﻔﻌﻠﻮﻥ ﻫﺬﺍ ﺃﻭ ﺫﺍﻙ ﻭﻳﺴﺒﻘﻮﻧﻨﺎ ﺇﱃ‬ ‫ﺍﻟﺮﻳﺎﺩﺓ. ﻭﳓﻦ ﻻ ﻧﺆﻣﻦ ﲝﺠﺞ ﺃﻧﺼﺎﺭ ﺍﻟﺘﺒﻌﻴﺔ ﻛﺎﻓﺘﻘﺎﺭ ﻭﺍﻗﻌﻨﺎ ﺇﱃ ﺍﻟﺜﺮﻭﺓ ﺍﻟﺒﺸﺮﻳﺔ ﻣﻦ ﻋﻘﻮﻝ‬ ‫ﻭﺳﻮﺍﻋﺪ ﻭﺃﻣﻮﺍﻝ. ﻓﺄﻏﻠﺐ ﺍﻻﻛﺘﺸﺎﻓﺎﺕ ﺍﻟﻌﻠﻤﻴﺔ ﺍﻟﺘﺠﺮﻳﺒﻴﺔ ﺍﻟﱵ ﺃﺩﺕ ﺇﱃ ﻃﻔﺮﺍﺕ ﻋﻠﻤﻴﺔ ﲤﺖ ﰲ‬ ‫ﻣﻌﺎﻣﻞ ﳎﻬﺰﺓ ﲡﻬﻴﺰﺍ ﻣﺘﻮﺍﺿﻌﺎ ﲟﻘﺎﻳﻴﺲ ﺯﻣﻨﻬﻢ ﻛﻤﻌﻤﻠﻲ ﻓﺮﺍﺩﺍﻱ ﻭﻫﺮﺗﺰ ﺣﻴﺚ ﺍﻛﺘﺸﻔﺖ ﻇﻮﺍﻫﺮ‬ ‫ﺍﻟﻜﻬﺮﻭﻣﻐﻨﺎﻃﻴﺴﻴﺔ ﻭﻣﻌﻤﻠﻲ ﺑﺎﺳﺘﲑ ﻭﻓﻠﻤﻨﺞ ﺣﻴﺚ ﺍﻛﺘﺸﻔﺖ ﺍﳌﻴﻜﺮﻭﺑﺎﺕ ﻭﺍﻟﺒﻨﺴﻴﻠﲔ. ﻭﻛﻢ ﻣﻦ‬ ‫ﺻﻨﺎﻋﺎﺕ ﻭﺍﻛﺘﺸﺎﻓﺎﺕ ﻭﺗﻜﻨﻮﻟﻮﺟﻴﺔ ﺟﺪﻳﺪﺓ ﻗﺎﻣﺖ ﻋﻠﻰ ﺃﺳﺎﺱ ﻫﺬﻩ ﺍﻻﻛﺘﺸﺎﻓﺎﺕ ﻓﺰﺍﺩﺕ ﰲ‬ ‫ﻗﺴﻤﺔ ﺍﻟﻌﺎﱂ ﺇﱃ ﺻﻨﺎﻋﻲ ﺗﻜﻨﻮﻟﻮﺟﻲ ﻳﺮﺳﻢ ﻣﻌﺎﱂ ﺍﻟﺘﻘﺪﻡ ﻭﻳﻔﺮﺽ ﻗﻮﺗﻪ ﻭﺁﺧﺮ ﺗﺎﺑﻊ ﻣﺘﻠﻘﻲ‬ ‫ﺍﺳﺘﻬﻼﻛﻲ.‬ ‫)٣١(‬
‫ﺍﻟﺒﺎﺏ ﺍﻷﻭﻝ : ﺍﻟﻮﺍﻗﻊ ﻭﺍﻟﺘﺤﺪﻱ‬ ‫ﻭﻗﺪ ﺍﺳﺘﻄﺎﻋﺖ ﺭﻭﺳﻴﺎ ﺃﻥ ﺗﺴﺒﻖ ﺍﻟﻌﺎﱂ ﰲ ﻏﺰﻭ ﺍﻟﻔﻀﺎﺀ ﺑﺎﺳﺘﺨﺪﺍﻡ ﺣﺎﺳﺒﺎﺕ ﺍﻟﻜﺘﺮﻭﻧﻴﺔ‬ ‫ﻻ ﺗﺘﻌﺪﻯ ﺍﻣﻜﺎﻧﻴﺎ‪‬ﺎ ﰲ ﺍﻟﺴﺮﻋﺔ ﻭ ﺍﻟﺘﺨﺰﻳﻦ ﻭﺍﺣﺪ ﰲ ﺍﳌﺌﺔ ﻣﻦ ﻗﺪﺭﺓ ﺍﳊﺎﺳﺒﺎﺕ ﺍﻟﺸﺨﺼﻴﺔ ﺍﳌﺘﻮﺍﻓﺮﺓ‬ ‫ﰲ ﺍﻷﺳﻮﺍﻕ ﺑﺄﺳﻌﺎﺭ ﺯﻫﻴﺪﺓ ﺍﻵﻥ. ﻭﳓﻦ ﺑﺎﻟﺮﻏﻢ ﻣﻦ ﺗﻮﺍﻓﺮ ﻫﺬﻩ ﺍﻹﻣﻜﺎﻧﻴﺎﺕ ﱂ ﳓﺎﻭﻝ ﺃﻥ ﻧﺪﺧﻞ‬ ‫ﳎﺎﻝ ﺍﻟﻔﻀﺎﺀ، ﺃﻭ ﺣﱴ ﻧﺴﺘﺨﺪﻡ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺘﻜﻨﻮﻟﻮﺟﻴﺎ ﻟﺘﻄﻮﻳﺮ ﺻﻨﺎﻋﺎﺗﻨﺎ ﺍﳌﺪﻧﻴﺔ ﻭﺍﻟﻌﺴﻜﺮﻳﺔ، ﻭﻫﺬﺍ‬ ‫ﻣﺜﺎﻝ ﺁﺧﺮ ﻳﱪﻫﻦ ﻋﻠﻰ ﻣﺎ ﺃﺩﺕ ﺇﻟﻴﻪ ﺍﻟﺘﺒﻌﻴﺔ ﺇﱃ ﲨﻮﺩ ﻓﻜﺮﻱ.‬ ‫ﻭﻣﻦ ﺍﻟﺘﺠﺮﺑﻪ ﻭﺟﺪﻧﺎ ﺍﻧﻌﺪﺍﻡ ﻗﻴﻢ ﺍﻟﻌﻤﻞ ﻭﺃﺧﻼﻗﻴﺎﺕ ﺍﻟﺘﻌﺎﻣﻞ ﻭﻫﺬﺍ ﻣﺆﺷﺮ ﻧﺴﺘﺪﻝ ﻣﻨﻪ ﻋﻠﻲ‬ ‫ﺍﻻﳓﺪﺍﺭ ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻲ ﻭﺍﻻﺑﺘﻌﺎﺩ ﺍﳌﺘﻮﺍﺻﻞ ﻋﻦ ﺗﻌﺎﻟﻴﻢ ﺍﻹﺳﻼﻡ. ﻭﺷﻌﺮﻧﺎ ﺑﻀﻌﻒ ﺍﻻﻧﺘﻤﺎﺀ ﺍﻟﻮﻃﲏ‬ ‫ﻭﻫﻮ ﻣﺆﺷﺮ ﻧﺴﺘﺪﻝ ﻣﻨﻪ ﻋﻠﻲ ﻗﻴﻤﺔ ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ ﰲ ﻭﻃﻨﻪ. ﻓﻜﺜﲑ ﻣﻦ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻳﺸﻌﺮﻭﻥ ﺃ‪‬ﻢ ﻏﺮﺑﺎﺀ ﰲ‬ ‫ﻭﻃﻨﻬﻢ.‬ ‫ﺃﻣﺎ ﺍﻻﳓﺪﺍﺭ ﰲ ﻣﺴﺘﻮﻯ ﺍﻟﻮﻋﻲ ﺍﻟﻌﺎﻡ ﻫﻮ ﻣﺆﺷﺮ ﺁﺧﺮ ﻳﺸﲑ ﺇﱃ ﻭﺟﻮﺩ ﻓﺠﻮﺓ ﺛﻘﺎﻓﻴﺔ ﺑﲔ ﺷﺮﺍﺋﺢ‬ ‫ﺍﺠﻤﻟﺘﻤﻊ ﺍﻟﻮﺍﺣﺪ ﻧﺘﻴﺠﺔ ﺍﻟﺘﻔﺎﻭﺕ ﰲ ﺍﳌﺴﺘﻮﻯ ﺍﻟﺘﻌﻠﻴﻤﻲ ﻭﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻲ ﳍﺬﻩ ﺍﻟﺸﺮﺍﺋﺢ. ﻳﻘﺎﺱ ﻫﺬﺍ‬ ‫ﺍﳌﺆﺷﺮ ﻣﻦ ﺧﻼﻝ ﻭﻋﻰ ﻭﻣﻌﺮﻓﺔ ﺍﻟﻔﺮﺩ ﲝﻘﻮﻕ ﻭﻭﺍﺟﺒﺎﺕ ﺍﳌﻮﺍﻃﻨﺔ ﻭﲟﺎ ﻳﻜﻔﻠﻪ ﺍﻟﺪﺳﺘﻮﺭ ﻣﻦ ﻣﻨﻈﻮﻣﺔ‬ ‫ﻟﻠﺤﺮﻳﺎﺕ. ﻭﻫﺬﻩ ﺍﳌﻌﺮﻓﺔ ﳝﻜﻦ ﺃﻥ ﻧﻄﻠﻖ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﺍﳌﻌﻠﻮﻡ ﰲ ﺍﻟﺪﺳﺘﻮﺭ ﺑﺎﻟﻀﺮﻭﺭﺓ. ﻭﻳﺘﺮﺗﺐ ﻋﻠﻰ‬ ‫ﺟﻬﻞ ﺍﳌﻮﺍﻃﻦ ‪‬ﺬﻩ ﺍﳊﻘﻮﻕ ﺗﻌﺜﺮ ﺍﻟﺸﻌﺐ ﰲ ﺃﻥ ﻳﺴﺎﻫﻢ ﰲ ﺍﲣﺎﺫ ﺍﻟﻘﺮﺍﺭ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻲ ﻭﻳﺴﻘﻂ ﺣﻘﻪ ﰲ‬ ‫ﳏﺎﺳﺒﺔ ﺍﻟﺴﻠﻄﺔ ﻭﻫﺬﺍ ﺍﳊﻖ ﻓﻀﻴﻠﺔ ﻣﻦ ﺃﻧﻔﺲ ﺍﻟﻔﻀﺎﺋﻞ ﺍﻟﱵ ﻭﻫﺒﻬﺎ ﺍﷲ ﻟﻠﻤﺴﺘﺨﻠﻔﲔ ﰲ ﺍﻷﺭﺽ‬ ‫ﻭﻟﻴﺲ ﺍﳌﺘﺨﻠﻔﲔ ﻓﻴﻬﺎ.‬ ‫ﻭﺑﻌﺪ ﺃﻥ ﺗﻜﺸﻒ ﻟﻨﺎ ﺑﻌﺾ ﻣﻦ ﳕﻂ ﻭﺍﻗﻌﻨﺎ ﺍﻟﻘﺎﺋﻢ ﻭﰱ ﺃﻱ ﺍﲡﺎﻩ ﻳﺴﲑ ﳚﺐ ﻋﻠﻴﻨـﺎ ﺃﻥ ﻧﻘـﻒ ﰲ‬ ‫ﳊﻈﺔ ﺻﺪﻕ ﻣﻊ ﺍﻟﻨﻔﺲ ﻭﻧﺮﺍﺟﻊ ﺳﻮﻳﺎ ﻭﲟﻮﺿﻮﻋﻴﺔ ﻭﺟﺪﻳﺔ ﻣﻨﻬﺠﻨﺎ ﺍﻟﻌﺎﻡ ﰲ ﺍﳊﻴﺎﺓ ﻭﺳﻴﺎﺳﺘﻨﺎ ﲡﺎﻩ‬ ‫ﻣﺸﺎﻛﻠﻨﺎ ﻭﻧﻘﺮ ﲟﺪﻱ ﺍﻟﺘﺄﺧﺮ ﺍﻟﺘﻜﻨﻮﻟﻮﺟﻲ ﻭﺍﻟﺘﺨﻠﻒ ﺍﻻﻗﺘﺼﺎﺩﻱ ﻭﺍﻟﺘﺨﺒﻂ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻲ ﻭﺍﻟﺘﺒﻌﻴﺔ ﺍﳌﻬﻴﻨﺔ‬ ‫ﻭﺍﻻ‪‬ﻴﺎﺭ ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻲ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﻌﻴﺸﻪ ﺍﻟﻮﻃﻦ ﻭﻋﻠﻴﻨﺎ ﺃﻥ ﻧﺪﺭﻙ ﺃﺑﻌﺎﺩ ﺍﻟﺘﺤﺪﻱ ﺍﻟﺬﻱ ﻧﻮﺍﺟﻬﻪ ﻭﻋﻈﻢ‬ ‫ﺍﳌﺴﺆﻭﻟﻴﺔ ﺇﺫﺍ ﺁﻣﻨﺎ ﲝﺘﻤﻴﻪ ﺍﻟﺘﻐﻴﲑ.‬ ‫ﻭﺍﻟﺴﺆﺍﻝ ﺍﻵﻥ ﻫﻮ ﻛﻴﻒ ﻳﺄﰐ ﺍﻟﺘﻐﻴﲑ ؟‬ ‫)٤١(‬
‫ﺍﻟﺒﺎﺏ ﺍﻷﻭﻝ : ﺍﻟﻮﺍﻗﻊ ﻭﺍﻟﺘﺤﺪﻱ‬ ‫ﺍﻟﻔﺼﻞ ﺍﻟﺜﺎﱐ‬ ‫ﺣﻘﺎﺋﻖ ﻭﺃﺭﻗﺎﻡ‬ ‫ﺑﺎﳊﻘﺎﺋﻖ ﻭﺍﻷﺭﻗﺎﻡ ﻧﺮﻳﺪ ﺃﻥ ﻧﺘﻌﺮﻑ ﻋﻠﻰ ﻫﻮﻳﺔ ﻭﺍﻗﻌﻨﺎ ﺍﻟﻮﻃﲏ ﻭﺍﲡﺎﻫﻪ ﻭﻋﺰﻣﻪ ﻭﻭﺟﻬﺘﻪ.‬ ‫ﻫﻞ ﻫﻮ ﻭﺍﻗﻊ ﻳﺘﻘﺪﻡ ﺑﻨﺎ ﺣﱴ ﻧﺼﺒﺢ ﻣﻦ ﺍﻟﺪﻭﻝ ﺍﳌﺘﻘﺪﻣﺔ ﺍﳌﺘﻤﻴﺰﺓ ﺍﻟﺮﺍﺋﺪﺓ؟ ﺃﻡ ﻫﻮ ﻭﺍﻗﻊ ﻳﺘﻘﻬﻘﺮ ﺑﻨﺎ‬ ‫ﻟﻨﺼﺒﺢ ﻣﻦ ﺍﻟﺪﻭﻝ ﺍﻟﺘﺎﺑﻌﺔ ﺍﻟﱵ ﰲ ﻃﺮﻳﻘﻬﺎ ﺇﱃ ﻣﺴﺘﻨﻘﻊ ﺍﻟﺘﺨﻠﻒ؟. ﻭﻫﺬﺍ ﺍﻟﻔﺼﻞ ﻳﻌﺮﺽ ﺑﻌﺾ‬ ‫ﻹﺟﺎﺑﺎﺕ.‬ ‫ﻗﻴﺎﺱ ﺍﻟﻮﺍﻗﻊ ﺍﻻﻗﺘﺼﺎﺩﻱ :‬ ‫ﺇﻥ ﺍﻟﺘﻨﻤﻴﺔ ﻭ ﺍﻟﺘﻘﺪﻡ ﻟﻴﺴﺖ ﳎﺮﺩ ﺷﻌﺎﺭﺍﺕ ﺗﺮﻓﻊ ﻭﻻ ﺧﻄﺐ ﺭﻧﺎﻧﺔ ﻭ ﻣﻘﺎﻻﺕ ﺟﻮﻓﺎﺀ. ﺇﳕﺎ‬ ‫ﺍﻟﺘﻨﻤﻴﺔ ﻭ ﺍﻟﺘﻘﺪﻡ ﳍﻢ ﻣﺆﺷﺮﺍﺕ ﻭﺃﺭﻗﺎﻡ ﻃﺒﻘﺎ ﳌﻌﺎﻳﲑ ﻭﻣﻘﺎﻳﻴﺲ ، ﻭﻃﺒﻘﺎ ﳍﺬﻩ ﺍﻷﺭﻗﺎﻡ ﻳﺼﻨﻒ‬ ‫ﺍﻻﻗﺘﺼﺎﺩﻳﻮﻥ ﺑﻠﺪﺍﻥ ﺍﻟﻌﺎﱂ ﺇﱃ ﳎﻤﻮﻋﺔ ﺍﻟﺒﻠﺪﺍﻥ ﺍﳌﺘﻘﺪﻣﺔ ﻭﳎﻤﻮﻋﺔ ﺍﻟﺒﻠﺪﺍﻥ ﺍﻟﻨﺎﻣﻴﺔ ﻭﳎﻤﻮﻋﺔ ﺍﻟﺒﻠﺪﺍﻥ‬ ‫ﺍﻟﻔﻘﲑﺓ.‬ ‫ﻭﻣﻦ ﺃﺑﺮﺯ ﺍﳌﺆﺷﺮﺍﺕ ﺍﻻﻗﺘﺼﺎﺩﻳﺔ ﻭ ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ:‬ ‫)١( ﺍ ﻻ ﻧﺘﺎﺝ ﺍﻟﻘﻮﻣﻲ ﻭﻫﻮ ﺍﻟﻘﻴﻤﺔ ﺍﻟﻜﻠﻴﺔ ﻟﻠﺴﻠﻊ ﻭﺍﳋﺪﻣﺎﺕ ﺍﻟﱵ ﺃﻧﺘﺠﻬﺎ ﺍﺠﻤﻟﺘﻤﻊ ﺧﻼﻝ ﺳﻨﺔ.‬ ‫ﻭﺍﻟﺪﺧﻞ ﺍﻟﻘﻮﻣﻲ ﻫﻮ ﳎﻤﻮﻉ ﺩﺧﻮﻝ ﺍﳌﻮﺍﻃﻨﲔ ﻳﻀﺎﻑ ﺇﻟﻴﻪ ﺻﺎﰲ ﺍﻟﻌﺎﺋﺪ ﻣﻦ ﳎﻤﻮﻉ‬ ‫ﺍﻻﺳﺘﺜﻤﺎﺭﺍﺕ ﻭﺍﳌﻮﺍﺭﺩ ﺍﳋﺎﺭﺟﻴﺔ. ﻭﻫﻮ ﻳﺴﺎﻭﻱ ﺃﻳﻀﺎ ﺍﻟﻘﻴﻤﺔ ﺍﻟﻜﻠﻴﺔ ﻟﻠﺴﻠﻊ ﻭﺍﳋﺪﻣﺎﺕ‬ ‫ﺍﻟﱵ ﺃﻧﺘﺠﻬﺎ ﺍﺠﻤﻟﺘﻤﻊ.‬ ‫)٢( ﻣﺘﻮﺳﻂ ﺩﺧﻞ ﺍﻟﻔﺮﺩ ﻫﻮ ﺍﻟﺪﺧﻞ ﺍﻟﻘﻮﻣﻲ ﺃﻭ ﺍﻹﻧﺘﺎﺝ ﺍﻟﻘﻮﻣﻲ ﻣﻘﺴﻮﻣﺎ ﻋﻠﻰ ﻋﺪﺩ ﺍﻟﺴﻜﺎﻥ.‬ ‫)٥١(‬
‫ﺍﻟﺒﺎﺏ ﺍﻷﻭﻝ : ﺍﻟﻮﺍﻗﻊ ﻭﺍﻟﺘﺤﺪﻱ‬ ‫)٣( ﻣﻌﺪﻻﺕ ﺍﻟﺰﻳﺎﺩﺓ ﺍﻟﺴﻨﻮﻳﺔ ﰲ ﺍﻟﺪﺧﻞ ﺍﻟﻘﻮﻣﻲ ﺃﻭ ﰲ ﺩﺧﻞ ﺍﻟﻔﺮﺩ.‬ ‫)٤( ﺍﳌﻴﺰﺍﻥ ﺍﻟﺘﺠﺎﺭﻱ ﻭﻫﻮ ﺍﻟﻔﺎﺭﻕ ﺑﲔ ﻗﻴﻤﺔ ﺍﻟﺼﺎﺩﺭﺍﺕ ﻭ ﺍﻟﻮﺍﺭﺩﺍﺕ.‬ ‫)٥( ﻗﻴﻤﺔ ﺍﻟﺼﺎﺩﺭﺍﺕ ﺍﻟﺴﻨﻮﻳﺔ ﺍﻟﻜﻠﻴﺔ ﻭﻣﻌﺪﻝ ﺍﻟﻨﻤﻮ ﰲ ﺍﻟﺘﺼﺪﻳﺮ، ﻭﺍﻟﻘﻴﻤﺔ ﺍﻟﺘﺼﺪﻳﺮﻳﺔ ﻟﻸﻓﺮﺍﺩ‬ ‫)ﻗﻴﻤﺔ ﺍﻟﺼﺎﺩﺭﺍﺕ ﻣﻘﺴﻮﻣﺔ ﻋﻠﻰ ﻋﺪﺩ ﺍﻟﺴﻜﺎﻥ(.‬ ‫)٦( ﺗﻮﺯﻳﻊ ﺍﳌﻨﺘﺠﺎﺕ ﺍﳌﺼﺪﺭﺓ ﻭ ﻧﺴﺒﺔ ﺍﳌﻨﺘﺞ ﺍﶈﻠﻰ ﻓﻴﻬﺎ، ﻭ ﺍﻟﻘﻴﻤﺔ ﺍﳌﻀﺎﻓﺔ ﰲ ﻫﺬﻩ ﺍﳌﻨﺘﺠﺎﺕ.‬ ‫)٧( ﺍﻟﺪﻳﻮﻥ ﺍﳋﺎﺭﺟﻴﺔ ﻭ ﺍﻟﺪﻳﻮﻥ ﺍﻟﺪﺍﺧﻠﻴﺔ ﻭﻧﺴﺒﺔ ﻛﻞ ﻣﻨﻬﺎ ﺇﱃ ﺍﻟﺪﺧﻞ ﺍﻟﻘﻮﻣﻲ.‬ ‫)٨( ﻧﺴﺒﺔ ﺍﻷﻣﻴﺔ ﻭ ﻧﺴﺒﺔ ﺍﻟﺘﻌﻠﻴﻢ.‬ ‫)٩( ﻧﺴﺒﺔ ﺍﻷﻳﺪﻱ ﺍﻟﻌﺎﻣﻠﺔ ﺍﳌﻬﺮﺓ ﺍﳌﺪﺭﺑﺔ، ﻭﻧﺴﺒﺔ ﺍﳌﺘﺨﺼﺼﲔ.‬ ‫)٠١( ﻧﺼﻴﺐ ﺍﻟﻔﺮﺩ ﻣﻦ ﺍﻟﻄﺎﻗﺔ ﻭﺍﻟﻄﺮﻕ ﻭﺍﳌﻮﺍﺻﻼﺕ.‬ ‫)١١( ﻧﺼﻴﺐ ﺍﻟﻔﺮﺩ ﻣﻦ ﺍﻟﺮﻋﺎﻳﺔ ﺍﻟﺼﺤﻴﺔ، ﻭﺃﻋﺪﺍﺩ ﺍﻷﻃﺒﺎﺀ ﻭﺍﳌﻤﺮﺿﲔ، ﻭ ﻣﺘﻮﺳﻂ ﺍﻷﻋﻤﺎﺭ‬ ‫ﻭﻧﺴﺒﺔ ﺍﻟﻮﻓﻴﺎﺕ ﺑﲔ ﺍﻷﻃﻔﺎﻝ ... ﺍﱁ.‬ ‫ﻭﻫﻨﺎﻙ ﻣﺆﺷﺮﺍﺕ ﺃﺧﺮﻯ ﻛﺜﲑﺓ ﻟﻠﺘﻨﻤﻴﺔ ﻣﻨﺸﻮﺭﺓ ﰲ ﺇﺣﺼﺎﺋﻴﺎﺕ ﺍﻟﺒﻨﻚ ﺍﻟﺪﻭﱄ ﻭ ﻣﻨﻈﻤﺎﺕ‬ ‫ﺍﻷﻣﻢ ﺍﳌﺘﺤﺪﺓ. ﻭﻟﻜﻨﻨﺎ ﺳﻨﻘﻮﻡ ﰲ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺒﺎﺏ ﺑﺎﺳﺘﺨﺪﺍﻡ ﺑﻌﺾ ﺍﳌﺆﺷﺮﺍﺕ ﺍﳍﺎﻣﺔ ﻻﺳﺘﻌﺮﺍﺽ ﻭﺍﻗﻊ‬ ‫ﺑﻠﺪﻧﺎ ﺍﻻﻗﺘﺼﺎﺩﻱ ﺑﻌﺪ ﺳﻨﻮﺍﺕ ﻃﻮﻳﻠﺔ ﻣﻦ ﺍﶈﺎﻭﻻﺕ ﻭ ﺍﻟﻮﻋﻮﺩ ﻭ ﺍﻵﻣﺎﻝ ﻭ ﺍﻟﻜﺪ ﻭ ﺍﳌﻌﺎﻧﺎﺓ.‬ ‫ﻳﺒﲔ ﺍﻟﺸﻜﻞ ﺭﻗﻢ ) ١( ﳕﻮ ﻣﺘﻮﺳﻂ ﺩﺧﻞ ﺍﻟﻔﺮﺩ ﰲ ﻣﺼﺮ ﺧﻼﻝ ﺍﻟﺜﻼﺛﲔ ﻋﺎﻣﺎ ﺍﳌﺎﺿﻴﺔ‬ ‫ﺑﺎﳌﻘﺎﺭﻧﺔ ﺑﻨﻤﻮ ﻣﺘﻮﺳﻂ ﺩﺧﻞ ﺍﻟﻔﺮﺩ ﰲ ﺍﻟﻌﺎﱂ ﻭﰲ ﺍﻟﺪﻭﻝ ﺍﻟﺼﻨﺎﻋﻴﺔ ﺍﳌﺘﻘﺪﻣﺔ. ﻭ ﺍﻟﺸﻜﻞ ﻳﺒﲔ‬ ‫ﺑﻮﺿﻮﺡ ﺃﻥ ﻣﺴﺘﻮﻯ ﺍﳌﻌﻴﺸﺔ ﻗﺪ ﺗﻀﺎﻋﻒ ﰲ ﺍﻟﺒﻠﺪﺍﻥ ﺍﳌﺘﻘﺪﻣﺔ ﻭﺃﻥ ﺍﻟﻔﺠﻮﺓ ﰲ ﻣﺴﺘﻮﻱ ﺍﳌﻌﻴﺸﺔ ﺑﲔ‬ ‫ﻣﺼﺮ ﻭ ﺍﻟﺪﻭﻝ ﺍﳌﺘﻘﺪﻣﺔ ﺗﺰﺩﺍﺩ ﺍﺗﺴﺎﻋﺎ ﺑﺸﻜﻞ ﳐﻴﻒ.‬ ‫)٦١(‬
‫ﺍﻟﺒﺎﺏ ﺍﻷﻭﻝ : ﺍﻟﻮﺍﻗﻊ ﻭﺍﻟﺘﺤﺪﻱ‬ ‫‪Egypt‬‬ ‫‪Developed countries‬‬ ‫‪World Average‬‬ ‫00003‬ ‫‪Economic Gap‬‬ ‫00052‬ ‫00002‬ ‫$‪Income U‬‬ ‫00051‬ ‫00001‬ ‫0005‬ ‫0‬ ‫1791‬ ‫0891‬ ‫0991‬ ‫5991‬ ‫ﺷﻜﻞ )١( ﺑﻴﺎﻥ ﺯﻣﲏ ﻻﺯﺩﻳﺎﺩ ﺍﻟﻔﺠﻮﺓ ﰲ ﻣﺴﺘﻮﻯ ﺍﳌﻌﻴﺸﺔ ﺑﲔ ﻣﺼﺮ ﻭ ﺍﻟﺪﻭﻝ ﺍﳌﺘﻘﺪﻣﺔ‬ ‫)ﻣﺮﺟﻊ ١(.‬ ‫ﺃﻣﺎ ﺍﻟﺸﻜﻞ ﺭﻗﻢ ) ٢( ﻓﻴﺒﲔ ﻧﺼﻴﺐ ﺍﻟﻔﺮﺩ ﻣﻦ ﺍﻹﻧﺘﺎﺝ ﺍﻟﻘﻮﻣﻲ ﻣﻨﺬ ﻋﺎﻡ ٤٧٩١ ﻭ ﺣﱴ ﺍﻵﻥ.‬ ‫ﻭﺍﳊﻘﻴﻘﺔ ﺍﻷﻟﻴﻤﺔ ﺃﻧﻪ ﺧﻼﻝ ﺍﻟﻌﺸﺮ ﺳﻨﻮﺍﺕ ٨٨٩١ ﻭ ﺣﱴ ﻋﺎﻡ ٧٩٩١ ﱂ ﻳﻄﺮﺃ ﳕﻮ ﺣﻘﻴﻘﻲ ﰲ‬ ‫ﺩﺧﻞ ﺍﻟﻔﺮﺩ. ﻓﺤﱴ ﻋﺎﻡ ٧٩٩١ ﱂ ﻳﺼﻞ ﺩﺧﻞ ﺍﻟﻔﺮﺩ ﺇﱃ ﻣﺎ ﻛﺎﻥ ﻋﻠﻴﻪ ﻋﺎﻡ ٧٨٩١ . ﻭﺑﺎﻟﺮﻏﻢ‬ ‫ﻣﻦ ﺍﻟﺘﺤﺴﻦ ﰲ ﺩﺧﻞ ﺍﻟﻔﺮﺩ ﺍﻟﺬﻱ ﺣﺪﺙ ﰲ ﺍﻟﻔﺘﺮﺓ )٥٩٩١-٠٠٠٢( ﺇﻻ ﺃﻥ ﻣﺼﺮ ﻣﺎﺯﺍﻟﺖ ﲢﺘﻞ‬ ‫ﺍﳌﺮﺗﺒﺔ ٧٢١ ﰲ ﺍﻟﻌﺎﱂ ﻭ ﺗﺼﻨﻒ ﰲ ﺍﻟﺸﺮﳛﺔ ﺍﻟﻌﻠﻴﺎ ﻷﻓﻘﺮ ﺑﻠﺪﺍﻥ ﺍﻟﻌﺎﱂ ﺃﻭ ﰲ ﻗﺎﻉ ﺍﻟﺸﺮﳛﺔ ﺍُﺴﻔﻠﻰ‬ ‫ُﻟ‬ ‫ﹶ‬ ‫ﻟﻠﺒﻠﺪﺍﻥ ﺍﳌﺘﻮﺳﻄﺔ ﺍﻟﺪﺧﻞ. ﰒ ﺃﺩﻯ ﺍﻻﻧﻜﻤﺎﺵ ﺍﻻﻗﺘﺼﺎﺩﻱ ﺍﻟﻌﺎﳌﻲ ﻣﻨﺬ ﻋﺎﻡ ٠٠٠٢ ﻭ ﺗﺮﺍﺟﻊ ﻗﻴﻤﺔ‬ ‫ﺍﳉﻨﻴﻪ ﺃﻣﺎﻡ ﺍﻟﺪﻭﻻﺭ ﺇﱃ ﺗﺪﻫﻮﺭ ﺳﺮﻳﻊ ﰲ ﻣﺘﻮﺳﻂ ﺩﺧﻞ ﺍﻟﻔﺮﺩ ﻣﻦ ٠٧٥١ ﺩﻭﻻﺭ ﻋﺎﻡ ٠٠٠٢ ﺇﱃ‬ ‫٩٧١١ ﺩﻭﻻﺭ ﻣﻊ ‪‬ﺎﻳﺔ ٣٠٠٢.‬ ‫)٧١(‬
‫ﺍﻟﺒﺎﺏ ﺍﻷﻭﻝ : ﺍﻟﻮﺍﻗﻊ ﻭﺍﻟﺘﺤﺪﻱ‬ ‫ﺷﻜﻞ )٢( ﻧﺼﻴﺐ ﺍﻟﻔﺮﺩ ﻣﻦ ﺍﻹﻧﺘﺎﺝ ﺍﻟﻘﻮﻣﻲ‬ ‫)ﻣﺮﺟﻊ ١(‬ ‫‪http://www.imf.org/external/pubs/ft/weo/٢٠٠٣/٠١/data/index.htm‬‬ ‫‪table d_pc_a.csv‬‬ ‫ﻭﺇﺫﺍ ﺃﺧﺬﻧﺎ ﺇﺣﺼﺎﺋﻴﺎﺕ ٢٠٠٢ ﻋﻦ ﻣﺘﻮﺳﻂ ﺩﺧﻞ ﺍﻟﻔﺮﺩ ﰲ ﻣﺼﺮ ﻓﻘﺪ ﻛﺎﻥ ﻳﻘﺪﺭ‬ ‫ﲝﻮﺍﱄ ٠٠٣١ ﺩﻭﻻﺭ ﻫﻮ ﺍﻗﻞ ٠٢ ﻣﺮﺓ ﻣﻦ ﻣﺘﻮﺳﻂ ﺩﺧﻞ ﺍﻟﻔﺮﺩ ﰲ ﺍﻟﺪﻭﻝ ﺍﳌﺘﻘﺪﻣﺔ. ﻭﻟﻜﻦ ﺇﺫﺍ ﰎ‬ ‫ﻗﻴﺎﺳﻪ ﺑﻘﺪﺭﺗﻪ ﺍﻟﺸﺮﺍﺋﻴﺔ ﻓﻘﺪ ﻛﺎﻥ ﻳﻘﺪﺭ ﲝﻮﺍﱄ ٠٠٣٣ ﺩﻭﻻﺭ. ﻭﻣﻊ ﺫﻟﻚ ﺇﺫﺍ ﺃﺿﻔﻨﺎ ﺃﻳﻀﺎ ﺗﺮﻛﻴﺒﺔ‬ ‫ﺗﻮﺯﻳﻊ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺪﺧﻞ ﰲ ﺍﺠﻤﻟﺘﻤﻊ ﻓﻬﻨﺎﻙ ٣٢% ﻣﻦ ﺍﻟﺴﻜﺎﻥ ﻋﻠﻰ ﺍﻷﻗﻞ ﻳﻌﻴﺸﻮﻥ ﲢﺖ ﺍﳋﻂ ﺍﻷﲪﺮ‬ ‫ﻟﻠﻔﻘﺮ ﺑﺎﳌﻘﺎﻳﻴﺲ ﺍﻟﻌﺎﳌﻴﺔ ) ﻣﺮﺟﻊ ٢(. ﻭ ﺍﳉﺪﻭﻝ ﺭﻗﻢ )١( ﻳﺒﲔ ﺩﺧﻞ ﺍﻟﻔﺮﺩ ﻣﻘﺪﺭﺍ ﺑﺎﻟﺪﻭﻻﺭ‬ ‫)٨١(‬
‫ﺍﻟﺒﺎﺏ ﺍﻷﻭﻝ : ﺍﻟﻮﺍﻗﻊ ﻭﺍﻟﺘﺤﺪﻱ‬ ‫)ﻃﺒﻘﺎ ﻟﻠﻘﺪﺭﺓ ﺍﻟﺸﺮﺍﺋﻴﺔ( ﻭﻳﻘﺎﺭﻧﻪ ﺑﺪﺧﻮﻝ ﺍﻟﺪﻭﻝ ﺍﻟﻔﻘﲑﺓ، ﻭﺍﻟﺪﻭﻝ ﺍﳌﺘﻮﺳﻄﺔ، ﻭﺍﻟﺪﻭﻝ ﺍﳌﺘﻘﺪﻣﺔ‬ ‫ﻃﺒﻘﺎ ﻹﺣﺼﺎﺋﻴﺎﺕ ﺳﻨﺔ ٢٠٠٢.‬ ‫ﺃﻋﻠﻰ ﺩﺧﻞ‬ ‫ﺃﺩﱏ ﺩﺧﻞ ﻟﻠﺸﺮﳛﺔ‬ ‫ﺍﻟﺒﻼﺩ ﺍﻟﻐﻨﻴﺔ‬ ‫ﻟﻠﺸﺮﳛﺔ‬ ‫ﺍﳌﺘﻮﺳﻂ ﺍﻟﻌﺎﳌﻲ‬ ‫ﻣﺼﺮ‬ ‫ﺍﻟﺒﻼﺩ ﺍﻟﻔﻘﲑﺓ‬ ‫ﺍﳌﺘﻮﺳﻄﺔ‬ ‫ﺍﳌﺘﻮﺳﻄﺔ‬ ‫٠٣٤٤٢‬ ‫٠٢٣٨‬ ‫٠٩٤٦‬ ‫٠٦٩٣‬ ‫٠٠٣٣‬ ‫٩٩٧١‬ ‫ﺟﺪﻭﻝ )١( ﻣﺘﻮﺳﻂ ﺩﺧﻞ ﺍﻟﻔﺮﺩ ﻣﻘﺪﺭﺍ ﺑﺎﻟﺪﻭﻻﺭ ) ﻃﺒﻘﺎ ﻟﻠﻘﺪﺭﺓ ﺍﻟﺸﺮﺍﺋﻴﺔ ٢٠٠٢(‬ ‫ﻟﻘﺪ ﻛﺎﻥ ﻣﺘﻮﺳﻂ ﻣﻌﺪﻝ ﺍﻟﺘﻨﻤﻴﺔ ﰲ ﻣﺼﺮ ﺧﻼﻝ ﺍﻟﺴﺒﻌﻴﻨﺎﺕ ٥،٩ % ﺣﲔ ﻛﺎﻧﺖ ﺭﻭﺡ‬ ‫ﺍﻟﻌﺎﺷﺮ ﻣﻦ ﺭﻣﻀﺎﻥ ﻣﺎﺯﺍﻟﺖ ﻣﺘﻮﻫﺠﺔ ﰲ ﺻﺪﻭﺭ ﺍﻷﻣﺔ ﻭﻛﺎﻧﺖ ﻫﺬﻩ ﺍﳌﻌﺪﻻﺕ ﺗﻔﻮﻕ ﻣﻌﺪﻻﺕ‬ ‫ﺍﻟﻨﻤﻮ ﰲ ﺟﻨﻮﺏ ﺷﺮﻕ ﺃﺳﻴﺎ. ﺃﻣﺎ ﺍﻟﺼﲔ ﻓﻠﻢ ﺗﻜﻦ ﻗﺪ ﺑﺪﺃﺕ ﺑﺮﻧﺎﳎﻬﺎ ﺍﻻﻗﺘﺼﺎﺩﻱ ﺑﻌﺪ. ﻭﺃﺩﻯ‬ ‫ﺍﻻﻧﻔﺘﺎﺡ ﺍﻻﻗﺘﺼﺎﺩﻱ ﻭ ﻇﺎﻫﺮﺓ ﺷﺮﻛﺎﺕ ﺗﻮﻇﻴﻒ ﺍﻷﻣﻮﺍﻝ ﰲ ﺍﻟﺜﻤﺎﻧﻴﻨﺎﺕ ﺇﱃ ﺍﺳﺘﻤﺮﺍﺭ ﺍﻻﻧﺘﻌﺎﺵ‬ ‫ﺍﻻﻗﺘﺼﺎﺩﻱ. ﻭﺣﻘﻘﺖ ﻣﺼﺮ ﻣﻌﺪﻻﺕ ﺗﻨﻤﻴﺔ ﻻ ﺑﺄﺱ ‪‬ﺎ ﺑﺎﻟﺮﻏﻢ ﻣﻦ ﺗﻔﺸﻲ ﻇﺎﻫﺮﺓ ﺍﻟﺸﺮﺍﺀ‬ ‫ﻭﺍﻹﺳﺮﺍﻑ ﺑﻌﺪ ﻋﻘﺪﻳﻦ ﻣﻦ ﺍﻟﺘﻘﺸﻒ ﻭﺍﳊﺮﻣﺎﻥ. ﻛﻤﺎ ﺣﻘﻖ ﺍﻟﻘﻄﺎﻉ ﺍﻟﺼﻨﺎﻋﻲ ﺃﻋﻠﻰ ﳕﻮ ﻟﻪ ﺣﱴ‬ ‫ﺑﻠﻎ ٦١% ﺳﻨﻮﻳﺎ. ﻭ ﻳﻼﺣﻆ ﺃﻥ ﺃﻋﻠﻰ ﺩﺧﻞ ﻟﻠﻔﺮﺩ ﻛﺎﻥ ﰲ ﺃﻭﺍﺧﺮ ﺍﻟﺜﻤﺎﻧﻴﻨﺎﺕ ﺣﲔ ﺣﻘﻖ ﺍﻹﻧﺘﺎﺝ‬ ‫ﺍﻟﻘﻮﻣﻲ ﺃﻋﻠﻰ ﺭﻗﻢ ﻟﻪ ﻋﻨﺪﻣﺎ ﻭﺻﻠﺖ ﺇﻧﺘﺎﺟﻴﺔ ﺍﳌﺼﺎﻧﻊ ﻭ ﺍﳌﺰﺍﺭﻉ ﺍﳉﺪﻳﺪﺓ ﺇﱃ ﺃﻋﻠﻲ ﻣﻌﺪﻻﺕ‬ ‫ﺇﻧﺘﺎﺟﻴﺔ ﳍﺎ. ﻭ ﺍﺳﺘﻄﺎﻉ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺸﻌﺐ ﺍﻟﻌﺮﻳﻖ ﺃﻥ ﻳﻀﺎﻋﻒ ﺩﺧﻞ ﺍﻟﻔﺮﺩ ﻣﻦ ﺣﻮﺍﱄ ٠٠٥ ﺩﻭﻻﺭ‬ ‫ﺳﻨﻮﻳﺎ ﰲ ﻋﺎﻡ ٧٧٩١ ﺇﱃ ﺃﻛﺜﺮ ﻣﻦ ٠٠١٢ ﺩﻭﻻﺭ ﺳﻨﻮﻳﺎ ﻋﺎﻡ ٧٨٩١، ﻓﺎﺳﺘﻄﺎﻉ ﺃﻥ ﳛﻘﻖ‬ ‫ﻣﻌﺠﺰﺓ ﺍﻗﺘﺼﺎﺩﻳﺔ ﲟﻀﺎﻋﻔﺔ ﺇﻧﺘﺎﺟﻪ ﺍﻟﻘﻮﻣﻲ ﺃﻛﺜﺮ ﻣﻦ ٠٠٤% ﰲ ﺃﻗﻞ ﻣﻦ ﻋﺸﺮ ﺳﻨﻮﺍﺕ.‬ ‫ﰒ ﺟﺎﺀﺕ ﺍﻟﻨﻜﺴﺔ ﺍﻻﻗﺘﺼﺎﺩﻳﺔ ﺍﻟﻜﱪﻯ ﺑﺎ‪‬ﻴﺎﺭ ﺷﺮﻛﺎﺕ ﺗﻮﻇﻴﻒ ﺍﻷﻣﻮﺍﻝ ﻭﺍ‪‬ﺎﺭ ﻣﻌﻬﺎ‬ ‫ﺍﻻﻗﺘﺼﺎﺩ ﺍﳌﺼﺮﻱ ﻓﺸﻬﺪﺕ ﺍﻟﺴﻨﻮﺍﺕ ﺍﻟﺘﺎﻟﻴﺔ ﻣﻦ ﻋﺎﻡ ٨٨٩١ ﻭ ﺣﱴ ﻋﺎﻡ ٤٩٩١ ﺗﺪﻧﻴﺎ ﻣﻄﺮﺩﺍ‬ ‫ﰲ ﺍﻟﺪﺧﻞ ﺍﻟﻘﻮﻣﻲ ﻭﺗﺰﺍﻳﺪ ﺍﻷﺳﻌﺎﺭ ﻭﺍﳔﻔﺎﺿﺎ ﰲ ﺩﺧﻞ ﺍﻟﻔﺮﺩ ﺍﳊﻘﻴﻘﻲ ﺃﺩﻯ ﺇﱃ ﺩﺧﻮﻝ ﻣﺼﺮ ﺇﱃ‬ ‫)٩١(‬
‫ﺍﻟﺒﺎﺏ ﺍﻷﻭﻝ : ﺍﻟﻮﺍﻗﻊ ﻭﺍﻟﺘﺤﺪﻱ‬ ‫ﺣﻈﲑﺓ ﺍﻟﺒﻠﺪﺍﻥ ﺍﻟﻔﻘﲑﺓ ﻣﻨﺬ ﺑﺪﺍﻳﺔ ﺍﻟﺘﺴﻌﻴﻨﺎﺕ ﻭﺣﱴ ﻣﻄﻠﻊ ﺍﻟﻘﺮﻥ ﺍﻟﻮﺍﺣﺪ ﻭ ﺍﻟﻌﺸﺮﻳﻦ. ﻭﳉﺄﺕ‬ ‫ﺍﳊﻜﻮﻣﺔ ﰲ ﺫﻟﻚ ﺍﻟﻮﻗﺖ ﺇﱃ ﺭﻓﻊ ﺳﻌﺮ ﺍﻟﻔﺎﺋﺪﺓ ﺣﱴ ﻭﺻﻞ ﺇﱃ ٨١-٢٢ % ﻟﺘﺸﺠﻴﻊ ﺍﻟﺘﺤﻮﻳﻼﺕ‬ ‫ﻣﻦ ﺍﻟﺪﻭﻻﺭ ﺇﱃ ﺍﳉﻨﻴﻪ. ﻭﺑﺎﻟﺮﻏﻢ ﻣﻦ ﳒﺎﺡ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﺔ ﺍﳌﺎﻟﻴﺔ ﰲ ﺯﻳﺎﺩﺓ ﺍﺣﺘﻴﺎﻃﻲ ﺍﻟﺪﻭﻟﺔ ﻣﻦ‬ ‫ﺍﻟﺪﻭﻻﺭ، ﺇﻻ ﺇ‪‬ﺎ ﺃﺩﺕ ﺇﱃ ﺗﺪﻫﻮﺭ ﻭ ﺍﻧﻜﻤﺎﺵ ﺍﻻﺳﺘﺜﻤﺎﺭﺍﺕ ﺍﻟﺼﻨﺎﻋﻴﺔ ﻭ ﺇﻓﻼﺱ ﺃﻋﺪﺍﺩ ﺿﺨﻤﺔ ﻣﻦ‬ ‫ﺍﳌﺼﺎﻧﻊ ﻭ ﺍﳌﺰﺍﺭﻉ ﺍﻟﱵ ﺃﻧﺸﺌﺖ ﰲ ﻓﺘﺮﺓ ﺍﻻﻧﻔﺘﺎﺡ. ﻭ ﻋﺠﺰﺕ ﺍﻟﺼﻨﺎﻋﺔ ﻋﻦ ﺍﳌﻨﺎﻓﺴﺔ ﰲ ﺍﻷﺳﻮﺍﻕ‬ ‫ﺍﻟﻌﺎﳌﻴﺔ ﳑﺎ ﺃﺩﻯ ﳋﺮﻭﺟﻬﺎ ﲤﺎﻣﺎ ﻣﻦ ﻫﺬﻩ ﺍﻷﺳﻮﺍﻕ. ﻭﺃﺩﻯ ﺫﻟﻚ ﺃﻳﻀﺎ ﺇﱃ ﺍﺭﺗﻔﺎﻉ ﻧﺴﺒﺔ ﺍﻟﺒﻄﺎﻟﺔ ﺇﱃ‬ ‫ﻣﺴﺘﻮﻯ ﺭﻫﻴﺐ، ﳑﺎ ﺃﺩﻯ ﺇﱃ ﺗﺪﻫﻮﺭ ﺍﻷﺣﻮﺍﻝ ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ ﻭﻇﻬﻮﺭ ﺍﻷﻓﻜﺎﺭ ﺍﳌﺘﻄﺮﻓﺔ ﻭﺣﻮﺍﺩﺙ‬ ‫ﺍﻹﺭﻫﺎﺏ. ﻫﺬﺍ ﰲ ﺍﻟﻮﻗﺖ ﺍﻟﺬﻱ ﺣﻘﻘﺖ ﻓﻴﻪ ﺍﻟﺼﲔ ﻭﺍﻟﻌﺪﻳﺪ ﻣﻦ ﺑﻼﺩ ﺟﻨﻮﺏ ﺷﺮﻕ ﺃﺳﻴﺎ ﻣﺘﻮﺳﻂ‬ ‫ﻣﻌﺪﻻﺕ ﺗﻨﻤﻴﺔ ٥,٢١%، ﻓﺘﻤﻜﻨﺖ ﺍﻟﺼﲔ ﺍﻟﺸﻌﺒﻴﺔ ﻣﻦ ﺍﺳﺘﻐﻼﻝ ﺛﺮﻭ‪‬ﺎ ﺍﻟﺒﺸﺮﻳﺔ ﺍﳍﺎﺋﻠﺔ ) ﺭﺑﻊ‬ ‫ﺳﻜﺎﻥ ﺍﻟﻌﺎﱂ ( ﰲ ﺇﺣﺪﺍﺙ ﻃﻔﺮﺍﺕ ﰲ ﺍﻟﺘﻨﻤﻴﺔ ﻣﻨﺬ ﺑﺪﺀ ﺑﺮﻧﺎﳎﻬﺎ ﺍﻻﻗﺘﺼﺎﺩﻱ ﰲ ﺑﺪﺍﻳﺔ ﺍﻟﺜﻤﺎﻧﻴﻨﺎﺕ .‬ ‫ﻭ ﻳﺒﲔ ﺷﻜﻞ )٣( ﳕﻮ ﺩﺧﻞ ﺍﻟﻔﺮﺩ ﰲ ﻣﺼﺮ )ﺍﳌﻨﺤﲏ ﺍﻷﺯﺭﻕ( ﺑﺎﳌﻘﺎﺭﻧﺔ ﲟﺎﻟﻴﺰﻳﺎ ﻭ ﻛﻮﺭﻳﺎ. ﻭ ﳝﻜﻨﻨﺎ‬ ‫ﺃﻥ ﻧﻼﺣﻆ ﺃﻳﻀﺎ ﺃﻥ ﻣﺎﻟﻴﺰﻳﺎ )ﺍﳌﻨﺤﲎ ﺍﻷﲪﺮ( ﻣﺜﻼ ﻭﻛﻮﺭﻳﺎ ﺍﳉﻨﻮﺑﻴﺔ ) ﺍﳌﻨﺤﲏ ﺍﻷﺻﻔﺮ( ﺍﺳﺘﻄﺎﻋﺘﺎ‬ ‫ﰲ ﻧﻔﺲ ﺍﻟﻔﺘﺮﺓ ﺃﻥ ﲣﺮﺟﺎ ﻣﻦ ﺣﻈﲑﺓ ﺍﻟﺒﻼﺩ ﺍﳌﺘﺨﻠﻔﺔ ﻭ ﺗﺼﺒﺤﺎ ﻗﻮﺗﲔ ﺍﻗﺘﺼﺎﺩﻳﺘﲔ ﻻ ﻳﺴﺘﻬﺎﻥ‬ ‫‪‬ﻤﺎ.‬ ‫)٠٢(‬
‫ﺍﻟﺒﺎﺏ ﺍﻷﻭﻝ : ﺍﻟﻮﺍﻗﻊ ﻭﺍﻟﺘﺤﺪﻱ‬ ‫ﺷﻜﻞ )٣( ﺩﺧﻞ ﺍﻟﻔﺮﺩ ﻣﻘﺪﺭﺍ ﺑﺎﻟﺪﻭﻻﺭ ﻣﻘﺎﺭﻧﺎ ﲟﺎﻟﻴﺰﻳﺎ ﻭ ﻛﻮﺭﻳﺎ‬ ‫.٠٠٠٢ ,‪Gross Domestic Product, Current prices, World Development report‬‬ ‫ﻭ ﺇﺫﺍ ﻗﺎﺭﻧﺎ ﻣﻌﺪﻻﺕ ﺍﻟﺘﻨﻤﻴﺔ ﺍﻟﱵ ﺣﻘﻘﺘﻬﺎ ﺍﻟﺒﻼﺩ ﺍﻷﺧﺮﻯ ﰲ ﺍﻟﻔﺘﺮﺓ ﻣﻦ ٥٩٩١-٠٠٠٢‬ ‫ﳒﺪ ﻣﺜﻼ ﺃﻥ ﻣﺘﻮﺳﻂ ﻣﻌﺪﻝ ﺍﻟﺘﻨﻤﻴﺔ ﰲ ﺍﻟﺼﲔ ﻛﺎﻥ ٥,٨% ﺑﺎﻟﺮﻏﻢ ﻣﻦ ﺍ‪‬ﻴﺎﺭ ﺳﻮﻕ ﺟﻨﻮﺏ ﺷﺮﻕ‬ ‫ﺃﺳﻴﺎ ﻋﺎﻡ ٨٩٩١.‬ ‫ﻭ ﻣﻦ ﺍﻹﻧﺼﺎﻑ ﺃﻥ ﻧﻘﻮﻝ ﺃﻥ ﺧﻄﻮﺍﺕ ﺍﻹﺻﻼﺡ ﺍﻻﻗﺘﺼﺎﺩﻱ ﻭﺍﳌﻀﻲ ﰲ ﺑﺮﻧﺎﻣﺞ‬ ‫ﺍﳋﺼﺨﺼﺔ ﺍﻟﱵ ﻗﺎﻣﺖ ‪‬ﺎ ﺍﳊﻜﻮﻣﺔ ﻋﺎﻡ ٥٩٩١ ﻭ ﺇﺻﺪﺍﺭ ﻗﺎﻧﻮﻥ ﺍﻻﺳﺘﺜﻤﺎﺭ ﺍﳉﺪﻳﺪ ﺃﺩﺕ ﺇﱃ‬ ‫ﺍﻟﻮﺻﻮﻝ ﲟﻌﺪﻻﺕ ﺍﻟﺘﻨﻤﻴﺔ ﺇﱃ ٥-٦ ﰲ ﺃﳌﺌﻪ ﺣﱴ ﻋﺎﻡ ٠٠٠٢. ﻭﻟﻜﻦ ﺍﳋﱪﺍﺀ ﻳﻘﺪﺭﻭﻥ ﺃﻥ ﲢﻘﻴﻖ‬ ‫ﻣﻌﺪﻝ ﳕﻮ ٦% ﻫﻮ ﺍﳊﺪ ﺍﻷﺩﱏ ﺍﳌﻄﻠﻮﺏ ﻟﻔﺘﺢ ﻓﺮﺹ ﻋﻤﻞ ﺟﺪﻳﺪﺓ ﻟﻠﺸﺒﺎﺏ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﻳﻨﻀﻤﻮﻥ‬ ‫ﺳﻨﻮﻳﺎ ﺇﱃ ﺳﻮﻕ ﺍﻟﻌﻤﻞ ) ٠٠٠٠٠٨( . ﻭ ﻟﻜﻨﻬﺎ ﻻ ﺗﻌﻄﻲ ﺣﻼ ﻗﺮﻳﺒﺎ ﺃﻭ ﺑﻌﻴﺪﺍ ﳌﻮﺍﺟﻬﺔ ﺍﻟﻔﺠﻮﺓ‬ ‫ﺍﻟﱵ ﺗﺘﺴﻊ ﻳﻮﻣﺎ ﺑﻌﺪ ﻳﻮﻡ ﺑﻴﻨﻨﺎ ﻭﺑﲔ ﺍﻟﺪﻭﻝ ﺍﳌﺘﻘﺪﻣﺔ.‬ ‫)١٢(‬
‫ﺍﻟﺒﺎﺏ ﺍﻷﻭﻝ : ﺍﻟﻮﺍﻗﻊ ﻭﺍﻟﺘﺤﺪﻱ‬ ‫ﺍﻟﻔﺼﻞ ﺍﻟﺜﺎﻟﺚ‬ ‫ﺍﳌﻌﺮﻛﺔ ﻭﺍﻟﺘﺤﺪﻱ‬ ‫ﻳﺒﲔ ﺍﻟﺸﻜﻞ ﺍﻟﺘﺎﱄ ﺍﻟﻔﺠﻮﺓ ﺑﲔ ﻣﺘﻮﺳﻂ ﺩﺧﻞ ﺍﻟﻔﺮﺩ ﰲ ﻣﺼﺮ ﻭﻣﺘﻮﺳﻂ ﺩﺧﻞ ﺍﻟﻔﺮﺩ ﰲ‬ ‫ﺍﻟﺪﻭﻝ ﺍﻟﺼﻨﺎﻋﻴﺔ ﺍﳌﺘﻘﺪﻣﺔ ﻭﻣﻌﺪﻻﺕ ﺍﻟﺘﻨﻤﻴﺔ ﺍﳌﻄﻠﻮﺑﺔ ﻟﻠﺨﺮﻭﺝ ﻣﻦ ﺣﻈﲑﺓ ﺍﻟﺒﻼﺩ ﺍﻟﻔﻘﲑﺓ ﻭ ﺍﻟﻠﺤﺎﻕ‬ ‫ﺑﺮﻛﺐ ﺍﻟﺒﻠﺪﺍﻥ ﺍﳌﺘﻘﺪﻣﺔ .‬ ‫ﻓﺎﶈﻮﺭ ﺍﻟﺮﺃﺳﻲ ﻳﺒﲔ ﺍﻟﻔﺠﻮﺓ ﺑﲔ ﺩﺧﻞ ﺍﻟﻔﺮﺩ ﰲ ﻣﺼﺮ ﻭ ﺩﺧﻞ ﺍﻟﻔﺮﺩ ﰲ ﺍﻟﺒﻼﺩ ﺍﳌﺘﻘﺪﻣﺔ ﺑﺎﻟﺪﻭﻻﺭ.‬ ‫ﻭ ﺍﶈﻮﺭ ﺍﻷﻓﻘﻲ ﻳﺒﲔ ﺍﻟﺴﻨﻮﺍﺕ. ﺃﻣﺎ ﺍﳌﻨﺤﻨﻴﺎﺕ ﻓﺘﺒﲔ ﳕﻮ ﻓﺠﻮﺓ ﺍﻟﺪﺧﻞ ﻋﻨﺪ ﻛﻞ ﻣﻌﺪﻝ ﺗﻨﻤﻴﺔ.‬ ‫)٢٢(‬
‫ﺍﻟﺒﺎﺏ ﺍﻷﻭﻝ : ﺍﻟﻮﺍﻗﻊ ﻭﺍﻟﺘﺤﺪﻱ‬ ‫ﻓﺈﺫ ﺍ ﻛﺎﻥ ﺍﻟﻔﺎﺭﻕ ﺑﲔ ﺍﻟﺪﺧﻞ ﺍﻵﻥ ﻫﻮ ٣٢ ﺃﻟﻒ ﺩﻭﻻﺭ ﻭﻛﺎﻧﺖ ﻣﻌﺪﻻﺕ ﺍﻟﺘﻨﻤﻴﺔ ﻫﻲ‬ ‫٥% ﻣﺜﻼ ﻓﺈﻥ ﺍﳌﻨﺤﲏ ﺍﻟﻌﻠﻮﻱ ﻳﺪﻝ ﻋﻠﻰ ﺃﻥ ﺍﻟﻔﺠﻮﺓ ﺳﺘﺰﺩﺍﺩ ﺍﺗﺴﺎﻋﺎ ﲟﺮﻭﺭ ﺍﻟﻮﻗﺖ ﻭ ﺳﺘﺼﻞ ﺇﱃ‬ ‫ﺃﻛﺜﺮ ﻣﻦ ٥٦ ﺃﻟﻒ ﺩﻭﻻﺭ ﲝﻠﻮﻝ ﻋﺎﻡ ٥٤٠٢. ﻭ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻨﻘﻴﺾ ﻣﻦ ﺫﻟﻚ ﺇﺫﺍ ﺍﺳﺘﻄﻌﻨﺎ ﲢﻘﻴﻖ‬ ‫ﻣﻌﺪﻻﺕ ﺗﻨﻤﻴﺔ ﻣﻦ٠١-٤١ % ﻓﺴﻴﻤﻜﻨﻨﺎ ﺃﻥ ﻧﻐﻠﻖ ﺍﻟﻔﺠﻮﺓ ﲤﺎﻣﺎ ﰲ ﺣﻮﺍﱄ ٥٢ ﺳﻨﺔ.‬ ‫ﻭﻫﻨﺎ ﻻﺑﺪ ﺃﻥ ﻧﻮﺿﺢ ﺃﻥ ﻣﺘﻮﺳﻂ ﻣﻌﺪﻻﺕ ﺍﻟﺘﻨﻤﻴﺔ ﰲ ﺍﻟﺒﻼﺩ ﺍﻟﺼﻨﺎﻋﻴﺔ ﺍﳌﺘﻘﺪﻣﺔ ﰲ‬ ‫ﺍﻟﺘﺴﻌﻴﻨﺎﺕ ﺣﻮﺍﱄ ٥,٢% ﻭﻳﺮﺟﻊ ﺫﻟﻚ ﺇﱃ ﺃﻥ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺪﻭﻝ ﻗﺪ ﻭﺻﻠﺖ ﺇﱃ ﻣﺮﺣﻠﺔ ﺍﻟﺘﺸﻐﻴﻞ‬ ‫ﺍﻟﻜﺎﻣﻞ ﻹﻣﻜﺎﻧﻴﺎ‪‬ﺎ ﻛﻤﺎ ﺃﻥ ﻫﻨﺎﻙ ﻣﻨﺎﻓﺴﺔ ﺷﺪﻳﺪﺓ ﺑﲔ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺪﻭﻝ ﻟﻐﺰﻭ ﺍﻷﺳﻮﺍﻕ. ﻭ ﺑﺎﻟﺮﻏﻢ ﻣﻦ‬ ‫ﻫﺬﺍ ﻛﻤﺎ ﺃﺗﻀﺢ ﻣﻦ ﺷﻜﻞ ) ١( ﻓﺄﻥ ﺍﻟﻨﻤﻮ ﺍﳊﻘﻴﻘﻲ ﰲ ﺩﺧﻞ ﺍﻟﻔﺮﺩ ﻭﰲ ﺍﳌﺴﺘﻮﻯ ﺍﳌﻌﻴﺸﻲ ﻟﻪ ﰲ‬ ‫ﺍﻟﺒﻠﺪ ﺍﳌﺘﻘﺪﻡ ﺍﻛﱪ ﺑﻜﺜﲑ ﳑﺎ ﲢﻘﻘﻪ ﺍﻟﺪﻭﻝ ﺍﻟﻨﺎﻣﻴﺔ.‬ ‫ﻓﺈﺫﺍ ﻛﺎﻥ ﺩﺧﻞ ﺍﻟﻔﺮﺩ ﰲ ﺃﺣﺪ ﺍﻟﺒﻼﺩ ﺍﻟﺼﻨﺎﻋﻴﺔ ﺍﳌﺘﻘﺪﻣﺔ ﻫﻮ ٠٠٠,٠٢ ﺩﻭﻻﺭ ﺳﻨﻮﻳﺎ‬ ‫ﻭﻳﺰﺩﺍﺩ ﲟﻌﺪﻝ ٥,٢% ﻓﻬﺬﺍ ﻳﻌﲎ ﺃﻥ ﺩﺧﻠﻪ ﺯﺍﺩ ﲟﻘﺪﺍﺭ ٠٠٥ ﺩﻭﻻﺭ ﻋﻨﺪ ‪‬ﺎﻳﺔ ﺍﻟﻌﺎﻡ. ﺃﻣﺎ ﰲ ﻣﺼﺮ‬ ‫ﻓﺈﺫﺍ ﺍﻗﺘﺮﺿﻨﺎ ﺃﻥ ﺩﺧﻠﻪ ٠٠٥١ ﺩﻭﻻﺭ ﺳﻨﻮﻳﺎ ﻭﻣﻌﺪﻝ ﳕﻮ ﺩﺧﻠﻪ ﺍﻟﺴﻨﻮﻱ ﻫﻮ ٦% ﻓﻬﺬﺍ ﻳﻌﲎ ﺃﻥ‬ ‫ﺩﺧﻠﻪ ﻗﺪ ﺯﺍﺩ ٠٩ ﺩﻭﻻﺭ ﻓﻘﻂ، ﻭﺃﻥ ﺍﻟﻔﺠﻮﺓ ﺑﲔ ﺩﺧﻠﻪ ﻭﺩﺧﻞ ﻗﺮﻳﻨﻪ ﰲ ﺍﻟﺒﻠﺪ ﺍﳌﺘﻘﺪﻡ ﻗﺪ ﺍﺯﺩﺍﺩﺕ‬ ‫ﺍﺗﺴﺎﻋﺎ، ﻭ ﻟﻴﺲ ﻫﻨﺎﻙ ﺃﻱ ﺃﻣﻞ ﻗﺮﻳﺐ ﺃﻭ ﺑﻌﻴﺪ ﰲ ﺇﻏﻼﻗﻬﺎ. ﻭ ﺇﺫﺍ ﺣﺪﺙ ﺃﻱ ﺗﺬﺑﺬﺏ ﰲ ﺍﻻﻗﺘﺼﺎﺩ‬ ‫ﺍﻟﻌﺎﳌﻲ ﺃﻭ ﺯﻳﺎﺩﺓ ﰲ ﺍﻷﺳﻌﺎﺭ ﺍﻟﻌﺎﳌﻴﺔ ﻟﻠﻤﻮﺍﺩ ﺍ ﻟﻐﺬﺍﺋﻴﺔ ﻣﺜﻼ ﺣﻴﺚ ﳝﺜﻞ ﺍﻟﻐﺬﺍﺀ ٥٤- ٠٥% ﻣﻦ‬ ‫ﻣﺼﺮﻭﻓﺎﺕ ﺍﻟﻔﺮﺩ ﰲ ﻣﺼﺮ ﻓﺴﻴﻌﺼﻒ ﻫﺬﺍ ﺑﺎﻟﺘﺄﻛﻴﺪ ﺑﺄﺑﻨﺎﺀ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺒﻠﺪ. ﺃﻣﺎ ﺍﻷﺟﻴﺎﻝ ﺍﻟﻘﺎﺩﻣﺔ‬ ‫ﻓﺴﻴﻜﻮﻥ ﻭ ﺍﻗﻌﻬﺎ ﺃﺳﻮﺃ ﺑﻜﺜﲑ ﻷﻥ ﺍﻟﻔﺠﻮﺓ ﰲ ﺍﻟﺪﺧﻞ ﺳﺘﻜﻮﻥ ﺗﻀﺎﻋﻔﺖ. ﻭ ﺇﺫﺍ ﺗﺼﻮﺭﻧﺎ ﺃﻧﻨﺎ‬ ‫ﺃﻣﻜﻨﻨﺎ ﺍﺳﺘﻌﺎﺩﺓ ﻣﻌﺪﻻﺕ ﺍﻟﺘﻨﻤﻴﺔ ﺍﻟﱵ ﺣﻘﻘﻨﺎﻫﺎ ﰲ ﺍﻟﺴﺒﻌﻴﻨﺎﺕ )ﻛﺎﻥ ﻣﻌﺪﻝ ﺍﻟﺘﻨﻤﻴﺔ ﺣﻮﺍﱄ ٥,٩%(‬ ‫ﻓﺮﲟﺎ ﺃﻣﻜﻨﺎ ﺍﻟﻠﺤﺎﻕ ‪‬ﻢ ﺑﻌﺪ ﺃﻛﺜﺮ ﻣﻦ ٠٤ ﺳﻨﺔ.‬ ‫ﻓﻤﻦ ﺍﻟﻮﺍﺿﺢ ﺃﻧﻪ ﻟﻴﺲ ﺃﻣﺎﻣﻨﺎ ﺧﻴﺎﺭ ﺇﻻ ﺃﻥ ﳓﻘﻖ ﻣﻌﺪﻻﺕ ﺗﻨﻤﻴﺔ ﺑﲔ ٠١-٤١%. ﺃﻧﻪ‬ ‫ﲢﺪﻯ ﺿﺨﻢ ﻭﻟﻜﻦ ﻟﻴﺲ ﻣﺴﺘﺤﻴﻼ. ﻓﺈﻣﺎ ﺃﻥ ﻧﻮﺭﺙ ﺃﺑﻨﺎﺋﻨﺎ ﺍﻟﻔﻘﺮ ﻭﺍﻟﺬﻝ ﻭﺍﻟﺘﺒﻌﻴﺔ ﻭﺇﻣﺎ ﺃﻥ ﻧﺘﺮﻙ ﳍﻢ‬ ‫)٣٢(‬
‫ﺍﻟﺒﺎﺏ ﺍﻷﻭﻝ : ﺍﻟﻮﺍﻗﻊ ﻭﺍﻟﺘﺤﺪﻱ‬ ‫ﺍﻟﻌﺰﺓ ﻭ ﺍﻟﻜﺮﺍﻣﺔ ﻭﺍﳌﻜﺎﻧﺔ ﺍﳌﺮﻣﻮﻗﺔ ﺑﲔ ﺍﻷﻣﻢ. ﺇﻣﺎ ﺃﻥ ﻧﺴﺘﻌﲔ ﺑﺎﷲ ﻭﻧﻘﺒﻞ ﺍﻟﺘﺤﺪﻱ ﻭﳔﻮﺽ ﺍﳌﻌﺮﻛﺔ‬ ‫ﻛﻤﺎ ﲪﻠﺖ ﻫﺬﻩ ﺍﻷﻣﺔ ﻣﺴﺆﻭﻟﻴﺘﻬﺎ ﺍﻟﺘﺎﺭﳜﻴﺔ ﺃﻣﺎﻡ ﺍﻟﺘﺘﺎﺭ ﻭﺃﻣﺎﻡ ﺍﻟﺼﻠﻴﺒﻴﲔ ﻭﺇﻣﺎ ﺃﻥ ﻧﺘﺮﻙ ﺑﻠﺪﻧﺎ‬ ‫ﻭﻣﻘﺪﺭﺍﺗﻨﺎ ﻛﺄ‪‬ﺎ ﻗﺸﺔ ﰲ ﺭﻳﺢ ﻋﺎﺻﻒ ﻭﲝﺮ ﳉﻲ ﻣﻦ ﻓﻮﻗﻪ ﻇﻼﻡ ﻭﻣﻦ ﲢﺘﻪ ﻇﻼﻡ.‬ ‫ﻭﺍﻟﻐﺮﺽ ﻣﻦ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻌﺮﺽ ﺣﻘﻴﻘﺔ ﺃﻥ ﻧﻘﻒ ﻣﻮﻗﻒ ﺻﺪﻕ ﻣﻊ ﺃﻧﻔﺴﻨﺎ، ﻭ ﻧﺮﺍﺟﻊ ﺣﺼﻴﻠﺘﻨﺎ‬ ‫ﻣﻦ ﺍﶈﺎﻭﻻﺕ ﺍﻟﺴﺎﺑﻘﺔ، ﻭ ﻧﺪﺭﻙ ﺿﺨﺎﻣﺔ ﺍﻟﺘﺤﺪﻱ ﺍﳊﻀﺎﺭﻱ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﻮﺍﺟﻬﻨﺎ، ﻭ ﻧﺴﺘﻔﻴﺪ ﻣﻦ‬ ‫ﲡﺎﺭﺑﻨﺎ ﻭ ﺃﺧﻄﺎﺋﻨﺎ ﻭﻣﻦ ﺃﺧﻄﺎﺀ ﻭﲡﺎﺭﺏ ﻏﲑﻧﺎ ﻣﻦ ﺍﻟﺸﻌﻮﺏ. ﻭ ﻳﻬﻤﻨﺎ ﻫﻨﺎ ﺇﻥ ﻧﻌﻲ ﺍﻷﺧﻄﺎﺀ ﺣﱴ‬ ‫ﻻ ﺗﺘﻜﺮﺭ ﻣﺮﺓ ﺃﺧﺮﻯ. ﻭﺭﲟﺎ ﻛﺎﻥ ﺍﳋﻄﺄ ﺍﻷﻛﱪ ﻭ ﺍﻟﺴﺒﺐ ﺍﳊﻘﻴﻘﻲ ﰲ ﻗﺼﻮﺭ ﺍﶈﺎﻭﻻﺕ ﺍﻟﺴﺎﺑﻘﺔ‬ ‫ﻫﻮ ﺍﻻﻋﺘﻘﺎﺩ ﺍﻟﺴﺎﺋﺪ ﺑﺄﻥ ﺍﻟﺘﻨﻤﻴﺔ ﻣﺴﺆﻭﻟﻴﺔ ﺍﳊﻜﻮﻣﺔ ﺃﻭ ﻭﺯﺍﺭﺓ ﺑﻌﻴﻨﻬﺎ، ﻭﻟﻜﻦ ﺍﳊﻘﻴﻘﺔ ﺃﻥ ﺍﻟﻨﺼﺮ ﰲ‬ ‫ﻣﻌﺮﻛﺔ ﺍﻟﺘﺨﻠﻒ ﻻ ﻳﺄﰐ ﺇﻻ ﺇﺫﺍ ﺃﺻﺒﺢ ﻛﻞ ﻣﻮﺍﻃﻦ ﺟﻨﺪﻱ ﰲ ﺍﳋﻂ ﺍﻟﻘﺘﺎﱄ ﺍﻷﻭﻝ.‬ ‫)٤٢(‬
‫ﺍﻟﺒﺎﺏ ﺍﻷﻭﻝ : ﺍﻟﻮﺍﻗﻊ ﻭﺍﻟﺘﺤﺪﻱ‬ : ‫ﺍﳌﺮﺍﺟﻊ‬ ١- The World Economic Outlook (WEO) Database September ٢٠٠٢, Table : Per Capita Gross Domestic Product, Current Prices (U.S. dollars per person) ٢- World Development report ٢٠٠٠/٢٠٠١: Attacking Poverty http://www.worldbank.org/poverty/wdrpoverty/report/ (٢٥)
‫ﺍﻟﺒﺎﺏ ﺍﻷﻭﻝ : ﺍﻟﻮﺍﻗﻊ ﻭﺍﻟﺘﺤﺪﻱ‬ ‫)٦٢(‬
‫ﺍﻟﺒﺎﺏ ﺍﻟﺜﺎﱐ : ﺃﺳﺲ ﺍﻟﺘﻐﻴﲑ ﻭﺍﻟﺘﻨﻤﻴﺔ‬ ‫ﺍﻟﺒﺎﺏ ﺍﻟﺜﺎﱐ‬ ‫ﺃﺳﺲ ﺍﻟﺘﻐﻴﲑ ﻭﺍﻟﺘﻨﻤﻴﺔ‬ ‫ﺍﻟﻔﺼﻞ ﺍﻷﻭﻝ : ﳌﺎﺫﺍ ﻧﺮﻳﺪ ﺍﻟﺘﻐﻴﲑ ؟‬ ‫ﺍﻟﻔﺼﻞ ﺍﻟﺜﺎﱐ : ﻣﺒﺎﺩﺉ ﺍﻟﺘﻐﻴﲑ ﻭﺍﻟﺘﻨﻤﻴﺔ‬ ‫ﺍﻟﻔﺼﻞ ﺍﻟﺜﺎﻟﺚ : ﺍﺳﺘﺮﺍﺗﻴﺠﻴﺎﺕ ﺍﻟﺘﻐﻴﲑ ﻭﺍﻟﺘﻨﻤﻴﺔ‬ ‫)٧٢(‬
‫ﺍﻟﺒﺎﺏ ﺍﻟﺜﺎﱐ : ﺃﺳﺲ ﺍﻟﺘﻐﻴﲑ ﻭﺍﻟﺘﻨﻤﻴﺔ‬ ‫ﻣﻘﺪﻣﺔ‬ ‫ﻟﻘﺪ ﺃﻭﺭﺩﻧﺎ ﰲ ﺍﻟﺒﺎﺏ ﺍﻷﻭﻝ ﻫﻮﻳﺔ ﺍﻟﻮﺍﻗﻊ ﻭ ﻋﺮﺿﺎ ﲢﻠﻴﻠﻴﺎ ﻟﻮﺍﻗﻌﻨﺎ ﺍﳌﻌﺎﺻﺮ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﻔﺮﺽ‬ ‫ﻋﻠﻴﻨﺎ ﺣﺘﻤﻴﺔ ﺍﻟﺘﻐﻴﲑ. ﻭﰲ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺒﺎﺏ ﻧﻀﻴﻒ ﺃﺳﺒﺎﺑﺎ ﺃﺧﺮﻯ ﻟﻠﺘﻐﻴﲑ ﻧﺎﲨﺔ ﻋﻦ ﻣﺸﺎﻋﺮﻧﺎ ﻭﺁﻻﻣﻨﺎ ﳌﺎ‬ ‫ﳛﺪﺙ ﰲ ﻭﺍﻗﻊ ﺃﻣﺘﻨﺎ، ﰒ ﻧﺴﺘﻌﺮﺽ ﺍﳌﺒﺎﺩﺉ ﺍﳌﻨﻈﻤﺔ ﻟﻌﻤﻠﻴﺔ ﺍﻟﺘﻐﻴﲑ ﻭﺍﺳﺘﺮﺍﺗﻴﺠﻴﺎﺕ ﺍﻟﺘﻐﻴﲑ ﻭﺍﻟﺘﻨﻤﻴﺔ‬ ‫ﺍﳌﺼﺎﺣﺒﺔ ﻟﻪ.‬ ‫)٨٢(‬
‫ﺍﻟﺒﺎﺏ ﺍﻟﺜﺎﱐ : ﺃﺳﺲ ﺍﻟﺘﻐﻴﲑ ﻭﺍﻟﺘﻨﻤﻴﺔ‬ ‫ﺍﻟﻔﺼﻞ ﺍﻷﻭﻝ‬ ‫ﳌﺎﺫﺍ ﻧﺮﻳﺪ ﺍﻟﺘﻐﻴﲑ ؟‬ ‫ﳌﺎﺫﺍ ﻧﺮﻳﺪ ﺍﻟﺘﻐﻴﲑ؟‬ ‫ﻟﻘﺪ ﺃﻭﺭﺩﻧﺎ ﰲ ﺍﺍﻟﺒﺎﺏ ﺍﻟﺴﺎﺑﻖ ﻋﺮﺿﺎ ﳐﺘﺼﺮﺍ ﻟﻮﺍﻗﻌﻨﺎ ﺍﻟﻘﺎﺋﻢ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﻔﺮﺽ ﻋﻠﻴﻨﺎ ﺣﺘﻤﻴﺔ ﺍﻟﺘﻐﻴﲑ‬ ‫ﻭﻧﺴﺄﻝ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﻳﻘﻮﻟﻮﻥ ﺍ‪‬ﻢ ﺍﳒﺰﻭﺍ ﻭﺷﻴﺪﻭﺍ ﻭﺣﻘﻘﻮﺍ ﺍﳌﺴﺘﺤﻴﻞ ﺃﻳﻦ ﺍﻧﺘﻢ ﻣﻦ ﺻﺪ ﺟﱪﻭﺕ ﺍﻟﺪﻭﻝ‬ ‫ﺍﳌﺴﺘﻜﱪﺓ ﻋﻠﻴﻨﺎ ؟ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﻳﻘﻮﻟﻮﻥ ﺍﻥ ﺍﻟﺘﻐﻴﲑ ﻗﺪ ﺑﺪﺃ ﻣﻨﺬ ﺯﻣﻦ ﻭﳓﻦ ﺍﻵﻥ ﳒﲏ ﲦﺎﺭﺓ ﻧﺮﺩ ﻋﻠﻲ‬ ‫ﻫﺆﻻﺀ ﻭﻧﺬﻛﺮﻫﻢ ﳌﺎﺫﺍ ﻧﺮﻳﺪ ﺍﻟﺘﻐﻴﲑ؟‬ ‫ﻧﺮﻳﺪ ﺍﻟﺘﻐﻴﲑ ﺣﱴ ﻻ ﺗﻈﻞ ﺩﻣﺎﺀ ﺷﻌﻮﺑﻨﺎ ﺃﺭﺧﺺ ﻣﻦ ﺍﻟﺜﺮﻯ، ﺍﻟﺬﻱ ﻳﻮﻣﺎ ﺳﻴﺒﺘﻠﻊ ﺃﺟﺴﺎﺩ ﻗﺎﺗﻠﻴﻨﺎ.‬ ‫ﻧﺮﻳﺪ ﺍﻟﺘﻐﻴﲑ ﺣﱴ ﻻ ﻳﺴﺘﻤﺮ ﻧﺰﻳﻒ ﺍﳉﺮﺍﺡ ﰲ ﺍﻟﻘﺪﺱ ﻭﺍﻟﻌﺮﺍﻕ ﻭﺍﻟﺸﻴﺸﺎﻥ ﻭﻛﺸﻤﲑ.‬ ‫ﻧﺮﻳﺪ ﺍﻟﺘﻐﻴﲑ ﻟﻨﻤﻨﻊ ﻗﺘﻞ ﺍﻷﻃﻔﺎﻝ ﻭ ﺣﺮﻕ ﺍﳌﺰﺍﺭﻉ ﻭ ﻫﺪﻡ ﺍﻟﺒﻴﻮﺕ.‬ ‫ﻧﺮﻳﺪ ﺍﻟﺘﻐﻴﲑ ﻟﻨﺤﻤﻲ ﺍﻵﻣﻨﲔ ﰲ ﺑﻴﻮ‪‬ﻢ ﻣﻦ ﺭﺟﺎﺕ ﺍﳌﺪﺍﳘﺎﺕ ﻭﺳﺤﻞ ﺍﻷﺟﺴﺎﺩ.‬ ‫ﻧﺮﻳﺪ ﺍﻟﺘﻐﻴﲑ ﻟﻨﻮﻗﻒ ﺇﺫﻻﻝ ﺍﻟﻨﻔﻮﺱ، ﻭﻗﺘﻞ ﳔﻮﺓ ﺍﻟﺮﺟﺎﻝ، ﻭﻛﺴﺮ ﻛﱪﻳﺎﺀ ﺍﻟﺸﺒﺎﺏ، ﻭﻫﺘﻚ ﺃﻋﺮﺍﺽ‬ ‫ﺍﻟﻨﺴﺎﺀ.‬ ‫ﻧﺮﻳﺪ ﺍﻟﺘﻐﻴﲑ ﻟﻨﻄﻮﻱ ﻋﻴﺶ ﺍﻟﺬﻝ ﻭﺍﻟﻌﺒﻮﺩﻳﺔ، ﻭﻧﺼﻮﻥ ﻛﺮﺍﻣﺔ ﺍﻟﻨﻔﺲ ﻭﻛﻞ ﻧﻔﻴﺲ.‬ ‫ﻧﺮﻳﺪ ﺍﻟﺘﻐﻴﲑ ﻟﻨﻨﻬﻲ ﺇﻫﺪﺍﺭ ﻋﺰﺓ ﺍﻹﺳﻼﻡ ﺑﺎﻟﺘﻮﺳﻞ ﺍﳌﻬﲔ ﻟﻘﻮﻯ ﺍﻻﺳﺘﻜﺒﺎﺭ ﻭﺃﻋﻮﺍﻥ ﺍﻟﺮﺟﻴﻢ.‬ ‫ﻧﺮﻳﺪ ﺍﻟﺘﻐﻴﲑ ﻟﻨﺮﺩ ﻋﻠﻰ ﺍﳌﺘﻄﺎﻭﻟﲔ ﻋﻠﻰ ﺩﻳﻨﻨﺎ ﺍﳊﻨﻴﻒ.‬ ‫)٩٢(‬
‫ﺍﻟﺒﺎﺏ ﺍﻟﺜﺎﱐ : ﺃﺳﺲ ﺍﻟﺘﻐﻴﲑ ﻭﺍﻟﺘﻨﻤﻴﺔ‬ ‫ﻧﺮﻳﺪ ﺍﻟﺘﻐﻴﲑ ﻟﻨﺘﺨﻠﺺ ﻣﻦ ﻣﺪﺍﻫﻨﺔ ﻣﺪﻋﻲ ﺍﻟﻜﻠﻤﺔ ﻭﺍﻟﺪﻳﻦ.‬ ‫ﻧﺮﻳﺪ ﺍﻟﺘﻐﻴﲑ ﺣﱴ ﻻ ﻳﺴﺘﺒﺪﻝ ﺷﺮﻉ ﺍﷲ ﺑﻴﺎﺳﻖ ﺟﺪﻳﺪ.‬ ‫ﻗﺎﻝ ﺍﷲ ﺗﻌﺎﱃ " ﺃﻓﺤﻜﻢ ﺍﳉﺎﻫﻠﻴﺔ ﻳﺒﻐﻮﻥ ﻭﻣﻦ ﺃﺣـﺴﻦ ﻣـﻦ ﺍﷲ ﺣﻜﻤـﺎ ﻟﻘـﻮﻡ ﻳﻮﻗﻨـﻮﻥ "‬ ‫ﺳﻮﺭﺓ ﺍﳌﺎﺋﺪﺓ :٠٥‬ ‫ﻧﺮﻳﺪ ﺍﻟﺘﻐﻴﲑ ﻟﻨﺮﺟﻊ ﺇﱃ ﺩﻳﻨﻨﺎ ﺍﳊﻨﻴﻒ، ﻭﻧﻌﻴﺪ ﳎﺪﻧﺎ ﺍﻟﻌﺮﻳﻖ، ﻭﻧﺼﺪ ﲪﻼﺕ ﺍﻟﻜﻔﺮ ﻭﺇﻣﱪﻳﺎﻟﻴﺔ‬ ‫ﺍﻟﺘﺴﺨﲑ.‬ ‫ﻗﺎﻝ ﺍﷲ ﺗﻌﺎﱃ " .....ﻭﻟﻴﻨﺼﺮﻥ ﺍﷲ ﻣﻦ ﻳﻨﺼﺮﻩ ﺇﻥ ﺍﷲ ﻟﻘﻮﻯ ﻋﺰﻳﺰ " ﺳﻮﺭﺓ ﺍﳊﺞ: ٠٤‬ ‫ﻧﺮﻳﺪ ﺍﻟﺘﻐﻴﲑ ﻟﻨﺮﺩ ﺍﻷﻣﺔ ﺭﺩﺍ ﲨﻴﻼ ﺇﱃ ﻃﺮﻳﻖ ﺍﷲ ﺍﳌﺴﺘﻘﻴﻢ ﺑﻌﺪ ﺃﻥ ﻫﺠﺮﻧﺎ ﻫﺪﻯ ﺍﳌﺮﺳﻠﲔ.‬ ‫ﻧﺮﻳﺪ ﺍﻟﺘﻐﻴﲑ ﻟﻨﻜﻮﻥ ﺧﲑ ﺃﻣﺔ ﺃﺧﺮﺟﺖ ﻟﻠﻨﺎﺱ ﻭ ﻟﻨﻌﺪ ﺍﻟﻌﺪﺓ ﳌﻮﺍﺟﻬﺔ ﻣﺼﲑﻧﺎ ﺍﻟﻜﻔﺎﺣﻲ ﻣﻦ ﺟﺪﻳﺪ.‬ ‫ﻧﺮﻳﺪ ﺍﻟﺘﻐﻴﲑ ﻟﻨﻮﺟﻪ ﻭﻻﺋﻨﺎ ﳌﻦ ﻳﺴﺘﺤﻖ ﻭﻟﻨﺘﱪﺃ ﻣﻦ ﻣﻦ ﻳﻀﻤﺮ ﻟﻨﺎ ﺍﻟﻜﺮﻩ ﻭﺍﻟﻌﺪﺍﺀ.‬ ‫ﻗﺎﻝ ﺍﷲ ﺗﻌﺎﱃ " ﻭﻟﻮ ﻛﺎﻧﻮﺍ ﻳﺆﻣﻨﻮﻥ ﺑﺎﷲ ﻭﺍﻟﻨﱯ ﻭﻣﺎ ﺃﻧﺰﻝ ﺇﻟﻴﻪ ﻣﺎ ﺍﲣﺬﻭﻫﻢ ﺃﻭﻟﻴﺎﺀ ﻭﻟﻜﻦ ﻛﺜﲑﺍ‬ ‫ﻣﻨﻬﻢ ﻓﺎﺳﻘﻮﻥ " ﺳﻮﺭﺓ ﺍﳌﺎﺋﺪﺓ: ١٨‬ ‫ﻧﺮﻳﺪ ﺍﻟﺘﻐﻴﲑ ﻟﻨﺼﻞ ﻣﺸﺮﻕ ﺍﻹﺳﻼﻡ ﲟﻐﺮﺑﻪ ﻭﻧﺒﲎ ﻗﻼﻉ ﺍﻹﺧﻮﺓ ﻭﺻﺮﻭﺡ ﺍﻹﳝﺎﻥ.‬ ‫ﻧﺮﻳﺪ ﺍﻟﺘﻐﻴﲑ ﻷﻧﻨﺎ ﺳﺌﻤﻨﺎ ﻟﻌﻦ ﺍﻟﻈﺮﻭﻑ ﻭﺍﻟﺰﻣﺎﻥ.‬ ‫ﻧﺮﻳﺪ ﺍﻟﺘﻐﻴﲑ ﻻﺳﺘﺒﺪﺍﻝ ﺍﻟﻌﺠﺰ ﺑﺎﻟﻘﻮﺓ ﻭﻟﻨﺴﺘﺮﺩ ﻣﺎ ﺁﺧﺬ ﻣﻨﺎ ﺑﺎﻟﻘﻮﺓ ﺃﻭ ﺑﺎﳋﺪﺍﻉ ﺍﳋﺒـﻴﺚ.‬ ‫ﻧﺮﻳﺪ ﺍﻟﺘﻐﻴﲑ ﻟﺘﻜﻮﻥ ﺯﻣﺎﻡ ﺍﳌﺒﺎﺩﺭﺓ ﻭﻭﺳﺎﺋﻞ ﺍﻟﺮﺩﻉ ﰲ ﻗﺒﻀﺘﻨﺎ ﻻ ﰲ ﻗﺒﻀﺔ ﻏﲑﻧﺎ.‬ ‫ﻗﺎﻝ ﺍﷲ ﺗﻌﺎﱃ "ﺇﻥ ﻳﺜﻘﻔﻮﻛﻢ ﻳﻜﻮﻧﻮﺍ ﻟﻜﻢ ﺃﻋﺪﺍﺀ، ﻭﻳﺒﺴﻄﻮﺍ ﺇﻟﻴﻜﻢ ﺃﻳﺪﻳﻬﻢ ﻭﺃﻟﺴﻨﺘﻬﻢ ﺑﺎﻟﺴﻮﺀ ﻭﻭﺩﻭﺍ‬ ‫ﻟﻮ ﺗﻜﻔﺮﻭﻥ" ﺳﻮﺭﺓ ﺍﳌﻤﺘﺤﻨﺔ: ٢‬ ‫ﻧﺮﻳﺪ ﺍﻟﺘﻐﻴﲑ ﺣﱴ ﻻ ﺗﻄﻤﺲ ﻫﻮﻳﺘﻨﺎ ﻭﺗﺬﻭﺏ ﺷﺨﺼﻴﺘﻨﺎ.‬ ‫ﻧﺮﻳﺪ ﺍﻟﺘﻐﻴﲑ ﻟﻨﺨﺮﺝ ﻣﻦ ﻣﺴﺘﻨﻘﻊ ﺍﻟﺘﺒﻌﻴﺔ ﻭﺍﻻﺳﺘﻜﺎﻧﺔ ﻭﻫﻴﻤﻨﺔ ﻗﻮﻯ ﺍﻻﺳﺘﻜﺒﺎﺭ.‬ ‫)٠٣(‬
‫ﺍﻟﺒﺎﺏ ﺍﻟﺜﺎﱐ : ﺃﺳﺲ ﺍﻟﺘﻐﻴﲑ ﻭﺍﻟﺘﻨﻤﻴﺔ‬ ‫ﻗﺎﻝ ﺍﷲ ﺗﻌﺎﱄ "ﻣﺜﻞ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﺍﲣﺬﻭﺍ ﻣﻦ ﺩﻭﻥ ﺍﷲ ﺃﻭﻟﻴﺎﺀ ﻛﻤﺜﻞ ﺍﻟﻌﻨﻜﺒﻮﺕ ﺍﲣﺬﺕ ﺑﻴﺘﺎ ﻭﺇﻥ ﺃﻫﻮﻥ‬ ‫ﺍﻟﺒﻴﻮﺕ ﻟﺒﻴﺖ ﺍﻟﻌﻨﻜﺒﻮﺕ ﻟﻮ ﻛﺎﻧﻮﺍ ﻳﻌﻠﻤﻮﻥ" ﺳﻮﺭﺓ ﺍﻟﻌﻨﻜﺒﻮﺕ:١٤‬ ‫ﻧﺮﻳﺪ ﺍﻟﺘﻐﻴﲑ ﺣﱴ ﻧﺒﲎ ﻣﺎ ﻫﻮ ﺃﻋﻈﻢ ﻣﻦ ﺍﻷﻫﺮﺍﻡ ﻧﺒﲎ ﻣﺼﺮ ﺍﳊﺪﻳﺜﺔ ﺍﳊﺮﺓ ﺍﻟﻘﻮﻳﺔ ﺍﻷﺑﻴﺔ.‬ ‫ﻧﺮﻳﺪ ﺍﻟﺘﻐﻴﲑ ﻟﻨﺮﺳﻲ ﻗﻀﺎﺀ ﺣﺎﲰﺎ ﻭﺳﺮﻳﻌﺎ ﻳﺼﻌﻖ ﺍﻟﻈﺎﱂ ﻭ ﻳﺮﺩﻉ ﺍﻟﺴﺎﺭﻕ.‬ ‫ﻧﺮﻳﺪ ﺍﻟﺘﻐﻴﲑ ﻷﻧﻨﺎ ﻧﺸﻌﺮ ﻭﻛﺄﻧﻨﺎ ﻏﺮﺑﺎﺀ ﰲ ﺃﻭﻃﺎﻧﻨﺎ.‬ ‫ﻧﺮﻳﺪ ﺍﻟﺘﻐﻴﲑ ﶈﺎﺳﺒﺔ ﻣﻦ ﺧﺎﻥ ﺍﻷﻣﺎﻧﺔ ﻭﺃﺿﺎﻉ ﺍﻟﺴﻴﺎﺩﺓ.‬ ‫ﻧﺮﻳﺪ ﺍﻟﺘﻐﻴﲑ ﻹﻧﻘﺎﺫ ﺷﺒﺎﺑﻨﺎ ﻣﻦ ﺍﻟﻀﻴﺎﻉ ﻭﻟﻨﺼﻞ ﺑﻪ ﺇﱃ ﳎﺘﻤﻌﺎﺕ ﺍﻟﺮﺧﺎﺀ.‬ ‫ﻧﺮﻳﺪ ﺍﻟﺘﻐﻴﲑ ﻟﻨﻌﻴﺪ ﺍﻷﻭﻗﺎﻑ، ﻭﳓﺮﺭ ﺍﻷﺯﻫﺮ ﻣﻦ ﻗﺒﻀﺔ ﺍﻟﺮﺍﺗﺐ ﻭ ﻗﻴﻮﺩ ﺍﳌﻨﺎﺻﺐ.‬ ‫ﻧﺮﻳﺪ ﺍﻟﺘﻐﻴﲑ ﻻﺳﺘﺮﺟﺎﻉ ﺣﺮﻳﺔ ﺍﳌﻨﺎﺑﺮ ﻟﺘﻨﻄﻠﻖ ﻣﻨﻬﺎ ﻛﻠﻤﺔ ﺍﳊﻖ ﺗﺪﻭﻱ ﰲ ﻛﻞ ﻣﻜﺎﻥ.‬ ‫ﻧﺮﻳﺪ ﺍﻟﺘﻐﻴﲑ ﺣﱴ ﺗﺼﺒﺢ ﻣﺼﺮ ﻣﻨﺎﺭﺓ ﺍﻟﻌﻠﻢ ﻭﺍﻟﺜﻘﺎﻓﺔ ﺗﻨﺸﺮ ﺍﳌﻌﺎﺭﻑ ﰲ ﺍﻵﻓﺎﻕ.‬ ‫ﻧﺮﻳﺪ ﺍﻟﺘﻐﻴﲑ ﻟﺘﻌﻮﺩ ﻣﺼﺮ ﺃﺭﺽ ﺍﳊﻀﺎﺭﺍﺕ ﻭﺍﻹﳝﺎﻥ، ﻻ ﺃﺭﺽ ﻣﻨﺘﺠﻌﺎﺕ ﺍﻟﻠﻬﻮ ﺍﻟﱵ ﺗﻨﺘﻬﻚ ﻓﻴﻬـﺎ‬ ‫ﺍﳊﺮﻣﺎﺕ، ﻭ ﺗﺮﺗﻜﺐ ﻓﻴﻬﺎ ﺍﶈﺮﻣﺎﺕ.‬ ‫ﻓﻴﺎ ﺷﻌﺐ ﻣﺼﺮ ﺍ‪‬ﺾ، ﺇﻥ ‪‬ﻀﺖ ﺑﺄﺫﻥ ﺍﷲ ‪‬ﻀﺖ ﺍﻷﻣﺔ ﻗﺎﻃﺒﺔ، ﻭﺇﻥ ‪‬ﺮﺑﺖ ﺿﺮﺑﺖ‬ ‫ﺿ ‪‬‬ ‫ﺍﻷﻣﺔ ﰲ ﻣﻘﺘﻞ.‬ ‫ﻭﺣﺘﻤﻴﺔ ﺍﻟﺘﻐﻴﲑ ﰲ ﺍﻟﻮﺍﻗﻊ ﺍﳌﺼﺮﻱ ﻫﻮ ﺿﺮﻭﺭﺓ ﻗﺼﻮﻯ ﻟﺘﻐﻴﲑ ﻭﺍﻗﻊ ﺍﻷﻣﺔ ﻛﻜﻞ، ﻟﺬﻟﻚ ﻗﺒﻞ‬ ‫ﺃﻥ ﻧﻄﺎﻟﺐ ﺍﻷﻣﺔ ﺑﺄﺳﺮﻫﺎ ﺑﺎﻟﺘﻐﻴﲑ، ﻓﻠﻨﺒﺪﺃ ﺑﺒﻴﺘﻨﺎ ﻣﺼﺮ.‬ ‫)١٣(‬
‫ﺍﻟﺒﺎﺏ ﺍﻟﺜﺎﱐ : ﺃﺳﺲ ﺍﻟﺘﻐﻴﲑ ﻭﺍﻟﺘﻨﻤﻴﺔ‬ ‫ﺍﻟﻔﺼﻞ ﺍﻟﺜﺎﱐ‬ ‫ﻣﺒﺎﺩﺉ ﺍﻟﺘﻐﻴﲑ ﻭﺍﻟﺘﻨﻤﻴﺔ‬ ‫ﺍﻟﺘﻐﻴﲑ ﻟﻪ ﺃﺭﻛﺎﻥ ﻭﻣﺒﺎﺩﺉ ﻳﺮﺗﻜﺰ ﻋﻠﻴﻬﺎ، ﻓﻬﻲ ﲟﺜﺎﺑﺔ ﺍﻟﺸﺮﻭﻁ ﺍﻟﱵ ﳚﺐ ﺃﻥ ﺗﺘﺤﻘﻖ ﺩﻭﻣﺎ‬ ‫ﻟﺘﻔﻌﻴﻞ ﺍﻟﺘﻐﻴﲑ ﻭﺩﻓﻌﻪ.‬ ‫١ - ﻣﺒﺪﺃ ﺿﻤﺎﻥ ﺍﳊﺮﻳﺎﺕ ﻭ ﺑﻨﺎﺀ ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ ﺍﳊﺮ‬ ‫ﺇﻥ ﺍﳊﺮﻳﺔ ﻫﺒﺔ ﻣﻦ ﺍﷲ ﻟﻺﻧﺴﺎﻥ ﻭﺣﻖ ﺃﺳﺎﺳﻲ ﻟﻺﻧﺴﺎﻥ ﻋﻠﻲ ﺍ‪‬ﺘﻤﻊ، ﻳﻮﻟﺪ ﻣﻊ ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ‬ ‫ﻛﺤﻖ ﺍﳊﻴﺎﺓ. ﺍﳊﺮﻳﺔ ﺇﺩﺭﺍﻙ ﺧﺼﻪ ﺍﷲ ﺑﺎﻹﻧﺴﺎﻥ، ﺇﺩﺭﺍﻙ ﻳﻨﺸﺄ ﻣﻦ ﺯﻣﺮﺓ ﺩﻭﺍﻓﻊ ﻓﻄﺮ ﺍﷲ ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ‬ ‫ﻋﻠﻴﻬﺎ، ﺗﺆﻫﻠﻪ ﺃﻥ ﻳﺘﻔﺎﻋﻞ ﻣﻊ ﺍﻟﻜﻮﻥ ﻟﻴﺤﻴﺎ ﻓﻴﻪ ﻷﺟﻞ ﻣﺴﻤﻲ.‬ ‫ﻓﻼ ﳛﻖ ﻹﻧﺴﺎﻥ ﺃﻥ ﻳﺴﻠﺐ ﻫﺬﻩ ﺍﳍﺒﺔ ﺍﻟﺮﺑﺎﻧﻴﺔ ﻣﻦ ﺇﻧﺴﺎﻥ ﺁﺧﺮ ﺇﻻ ﺑﺎﳊﻖ. ﻭﳓﻦ ﻧﺮﻱ ﺃﻥ‬ ‫ﻣﻦ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻣﻦ ﻳﻀﺤﻰ ﲝﻴﺎﺗﻪ ﰲ ﺳﺒﻴﻞ ﺣﺮﻳﺘﻪ ﻭﻣﻦ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻣﻦ ﻳﻔﺮﻁ ﰲ ﺣﺮﻳﺘﻪ ﻟﻴﺒﻘﻰ ﺣﻴﺎ ﻭﺇﻥ‬ ‫ﻛﺎﻥ ﺫﻟﻴﻼ ﻭﻟﻜﻦ ﻫﻴﻬﺎﺕ ﺑﲔ ﻫﺬﺍ ﻭﺫﺍﻙ. ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ ﺍﳊﺮ ﻫﻮ ﺍﻟﻮﺳﻴﻠﺔ ﺍﻟﺮﺋﻴﺴﻴﺔ ﻟﻌﻤﻠﻴﺔ ﺍﻟﺘﻐﻴﲑ‬ ‫ﻭﺍﻟﺘﻨﻤﻴﺔ، ﻭﻫﻮ ﰲ ﺍﻟﻮﻗﺖ ﺫﺍﺗﻪ ﻏﺎﻳﺘﻬﺎ، ﻭﻫﻮ ﺃﻳﻀﺎ ﺍﻟﺜﺮﻭﺓ ﺍﳊﻘﻴﻘﻴﺔ ﻟﻠﻤﺠﺘﻤﻊ.‬ ‫٢ - ﻣﺒﺪﺃ ﺍﻻﻟﺘﺰﺍﻡ ﺑﺘﻄﺒﻴﻖ ﺍﻟﻘﺎﻧﻮﻥ "ﺣﱴ ﻟﻮ ﻛﺎﻧﺖ ﻓﺎﻃﻤﺔ...."‬ ‫ﺇﻥ ﺍﻟﺘﻨﻤﻴﺔ ﺇﺫﺍ ﱂ ﺗﻘﻢ ﻋﻠﻰ ﺃﺳﺎﺱ ﻣﻦ ﺍﳊﺮﻳﺔ ﻭﺍﻟﻌﺪﻝ ﺳﺘﻜﻮﻥ ﺑﺎﻟﻀﺮﻭﺭﺓ ﻓﺎﺷﻠﺔ.‬ ‫ﺇﻥ ﺍﻟﺘﻨﻤﻴﺔ ﺗﺘﻄﻠﺐ ﺍﻹﺻﻼﺡ، ﻭﺍﻹﺻﻼﺡ ﻳﺘﻄﻠﺐ ﺇﺭﺳﺎﺀ ﺩﻭﻟﺔ ﻗﺎﻧﻮﻥ ﻟﻠﻘﻀﺎﺀ ﻓﻴﻬﺎ ﺃﺭﻓﻊ ﻣﻜﺎﻥ.‬ ‫ﻳﻘﺘﺺ ﻣﻦ ﺍﻟﻈﺎﱂ ﻭﻳﻨﺼﻒ ﺍﳌﻈﻠﻮﻡ، ﻗﻀﺎﺀ ﺣﺎﺯﻡ ﻭﺳﺮﻳﻊ ﺍﻟﺒﺖ ﰲ ﺍﳌﻈﺎﱂ ﻭﻓﺮﺽ ﺍﻟﺘﻨﻔﻴﺬ. ﻻ ﻳﻌﻠﻮ‬ ‫ﺃﺣﺪﺍ ﻋﻠﻲ ﺍﻟﻘﺎﻧﻮﻥ "ﺣﱴ ﻟﻮ ﻛﺎﻧﺖ ﻓﺎﻃﻤﺔ...." ، ﻻ ﻳﻨﺼﻒ ﺃﻣﲑﺍ ﻋﻠﻰ ﻏﻔﲑﺍ ﻷﻧﻪ ﺃﻣﲑﺍ، ﺃﻭ‬ ‫ﻣﺴﻠﻤﺎ ﻋﻠﻰ ﻏﲑ ﻣﺴﻠﻢ ﻷﻧﻪ ﻣﺴﻠﻤﺎ.‬ ‫)٢٣(‬
‫ﺍﻟﺒﺎﺏ ﺍﻟﺜﺎﱐ : ﺃﺳﺲ ﺍﻟﺘﻐﻴﲑ ﻭﺍﻟﺘﻨﻤﻴﺔ‬ ‫٣- ﻣﺒﺪﺃ ﺍﶈﺎﺳﺒﺔ ﻭﺍﳊﺰﻡ‬ ‫ﺇﻥ ﺍﻷﻣﻢ ﺫﺍﺕ ﺍﻟﺒﺄﺱ ﻫﻲ ﺃﻣﻢ ﺍﶈﺎﺳﺒﺔ ﻭﺍﳊﺰﻡ، ﺷﻌﺒﻬﺎ ﳛﺎﺳﺐ ﺣﺎﻛﻤﻬﺎ‬ ‫ﻭﺣﺎﻛﻤﻬﺎ ﳛﺰﻡ ﺃﻣﺮﻫﺎ ﻭﻛﻼﳘﺎ ﰲ ﺣﺪﻭﺩ ﺍﷲ. ﺃﻥ ﻳﻜﻮﻥ ﺍﻟﻨﻈﺎﻡ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻲ ﻣﺘﻌﺪﺩﺍ ﰲ ﻣﺴﺘﻮﻳﺎﺕ‬ ‫ﺍﻟﺮﻗﺎﺑﺔ ﻣﻊ ﻭﺟﻮﺩ ﺩﺳﺘﻮﺭ ﻳﻀﻤﻦ ﺣﺎﻟﺔ ﻣﻦ ﺍﻟﺘﻮﺍﺯﻥ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻲ ﻣﻦ ﺧﻼﻝ ﻣﺮﺍﺟﻌﺔ ﻣﺘﺒﺎﺩﻟﺔ ﺑﲔ‬ ‫ﺳﻠﻄﺎﺕ ﻫﺬﻩ ﺍﳌﺴﺘﻮﻳﺎﺕ ﺍﻟﺮﻗﺎﺑﻴﺔ ﰲ ﺍﻟﺪﻭﻟﺔ، ﻭﺃﻳﻀﺎ ﻭﺟﻮﺩ ﺻﻼﺣﻴﺎﺕ ﻟﻠﻤﺮﺍﻗﺒﺔ ﻭﺍﶈﺎﺳﺒﺔ ﺑﲔ‬ ‫ﺍﻟﺸﻌﺐ ﻭﻣﺆﺳﺴﺎﺗﻪ ﺍﳊﻜﻮﻣﻴﺔ ﻭﺻﻮﻻ ﻷﻋﻠﻲ ﻣﻨﺎﺻﺐ ﺍﳊﻜﻢ، ﻭ ﻭﺟﻮﺩ ﺻﻼﺣﻴﺎﺕ ﻟﻠﺤﺎﻛﻢ‬ ‫ﳊﺰﻡ ﺃﻣﻮﺭ ﺷﻌﺒﻪ ﻭﻣﺆﺳﺴﺎﺗﻪ ﺍﳊﻜﻮﻣﻴﺔ. ﻓﺬﻫﺎﺏ ﺍﶈﺎﺳﺒﺔ ﻭﺍﳌﺮﺍﺟﻌﺔ ﻣﻦ ﺍﻟﺴﺎﺣﺔ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ ﳚﻌﻠﻬﺎ‬ ‫ﻭﺳﻄﺎ ﻟﻨﻤﻮ ﺍﻟﻨﻔﺎﻕ ﻭﺍﻟﺘﺰﻟﻒ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻲ ﻭﺍﻻﺳﺘﺒﺪﺍﺩ. ﻭﺇﺫﺍ ﺍﺳﺘﺸﺮﻱ ﺍﻻﺳﺘﺒﺪﺍﺩ ﻓﻠﻦ ﻳﺘﺮﻙ‬ ‫ﻟﻠﻤﺼﻠﺤﲔ ﺣﻖ ﺍﻟﺘﻐﻴﲑ.‬ ‫٤- ﻣﺒﺪﺃ ﺍﺳﺘﻤﺮﺍﺭﻳﺔ ﺍﻟﻨﻈﺎﻡ ﺍﻟﺪﺍﻓﻊ‬ ‫ﺍﻟﺘﻐﻴﲑ ﻳﺘﻄﻠﺐ ﻭﻗﺘﺎ ﻭﻗﺪ ﻳﺬﻫﺐ ﺃﻓﺮﺍﺩ ﻭﻳﺄﰐ ﺃﻓﺮﺍﺩ ﻏﲑﻫﻢ ﻭﺣﱴ ﻳﺴﺘﻤﺮ ﺍﻟﺪﻓﻊ ﳚﺐ ﺃﻥ‬ ‫ﻳﻜﻮﻥ ﻫﻨﺎﻙ ﻧﻈﺎﻡ ﺳﻴﺎﺳﻲ ﳛﻤﻰ ﻋﻤﻠﻴﺔ ﺍﻟﺘﻨﻤﻴﺔ ﻭﺍﻟﺘﻐﻴﲑ ﻭﻳﺪﻓﻌﻬﺎ ﻭﻳﻌﻤﻞ ﻋﻠﻰ ﺍﺳﺘﻤﺮﺍﺭﻫﺎ، ﻭﳚﺐ‬ ‫ﺃﻻ ﺗﺘﻐﲑ ﺃﻫﺪﺍﻓﻪ ﻭﺍﺳﺘﺮﺍﺗﻴﺠﻴﺎﺗﻪ ﺍﳋﺎﺻﺔ ﺑﺂﻟﻴﺔ ﺍﻟﺘﻐﻴﲑ ﺑﺘﻐﲑ ﺍﻷﻓﺮﺍﺩ ﻭﺍﳊﻜﺎﻡ.‬ ‫٥- ﻣﺒﺪﺃ ﺍﻟﺘﻨﻤﻴﺔ ﻭﺍﻟﺘﻐﻴﲑ ﺍﻹﺻﻼﺣﻲ ﺍﳌﺘﻜﺎﻣﻞ‬ ‫ﺇﻥ ﺍﻟﺘﻨﻤﻴﺔ ﻻ ﺗﺘﺠﺰﺃ. ﻓﻴﺠﺐ ﺃﻥ ﻳﻜﻮﻥ ﺑﺮﻧﺎﻣﺞ ﺍﻟﺘﻨﻤﻴﺔ ﺷﺎﻣﻼ ﻣﺘﻌﺪﺩ ﺍﳉﻬﺎﺕ ﻭﺍﳉﺒﻬﺎﺕ‬ ‫ﺳﻴﺎﺳﻴﺎ ﻭﺍﻗﺘﺼﺎﺩﻳﺎ ﻭ ﺍﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺎ ﻭ ﺃﺧﻼﻗﻴﺎ ﻭﺇﺩﺍﺭﻳﺎ ﻭﻋﺴﻜﺮﻳﺎ ﻹﺭﺳﺎﺀ ﺍﻟﺪﻭﻟﺔ ﺍﳌﺘﻜﺎﻣﻠﺔ.‬ ‫٦- ﻣﺒﺪﺃ ﺗﺼﺎﱀ ﺍﻷﻣﺔ‬ ‫ﳚﺐ ﺃﻥ ﻳﺘﻢ ﺗﺼﺎﱀ ﺑﲔ ﻓﺌﺎﺕ ﺍ‪‬ﺘﻤﻊ ﺍﳌﺘﺒﺎﻳﻨﺔ ﻭﺗﻴﺎﺭﺍﺗﻪ ﺍﳌﺘﺠﺎﺫﺑﺔ ﻭﺍﳌﺴﺘﻘﻄﺒﺔ، ﻭﳚﺐ‬ ‫ﺍﻻﺗﻔﺎﻕ ﻋﻠﻲ ﺍﳊﺪ ﺍﻷﺩﱏ ﻟﺪﻭﺭ ﻛﻞ ﻣﻨﻬﺎ ﰲ ﻋﻤﻠﻴﺔ ﺍﻟﺘﻐﻴﲑ ﺍﻹﺻﻼﺣﻲ. ﻓﺎﻟﺼﻒ ﳚﺐ ﺃﻥ ﻳﻜﻮﻥ‬ ‫ﻭﺍﺣﺪﺍ ﻛﺎﻟﺒﻨﻴﺎﻥ ﺍﳌﺮﺻﻮﺹ ﻭﻫﻮ ﻣﺎ ﻳﺴﻤﻲ ﺑﺴﻼﻣﺔ ﻭﻭﺣﺪﺓ ﺍﳉﺒﻬﺔ ﺍﻟﺪﺍﺧﻠﻴﺔ.‬ ‫ﻭﻭﺣﺪﺓ ﺍﳉﺒﻬﺔ ﺍﻟﺪﺍﺧﻠﻴﺔ ﻭﺍﺟﺘﻤﺎﻋﻬﺎ ﻭﺇﻗﺘﻨﺎﻋﻬﺎ ﲝﻘﻴﻘﺔ ﺍﳌﻌﺮﻛﺔ ﻭﻭﺍﻗﻊ ﺍﻟﺘﺤﺪﻱ ﻭﺗﺼﻮﻳﺮ‬ ‫ﺍﻷﻣﺮ ﳍﺎ ﻋﻠﻲ ﺣﻘﻴﻘﺘﻪ ﻟﺘﻘﻒ ﺻﻔﺎ ﻭﺍﺣﺪﺍ ﻣﺘﺮﺍﺻﺎ ﺧﻠﻒ ﺍﻟﻘﻴﺎﺩﺓ ﺿﺮﻭﺭﺓ ﻻﺑﺪ ﻣﻨﻬﺎ.‬ ‫)٣٣(‬
‫ﺍﻟﺒﺎﺏ ﺍﻟﺜﺎﱐ : ﺃﺳﺲ ﺍﻟﺘﻐﻴﲑ ﻭﺍﻟﺘﻨﻤﻴﺔ‬ ‫ﻭﻣﻦ ﻫﻨﺎ ﻛﺎﻥ ﻣﻦ ﺍﻟﻮﺍﺟﺐ ﺃﻥ ﺗﺼﺎﺭﺡ ﺍﻟﻘﻴﺎﺩﺓ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﲨﻴﻌﺎ ﺧﺎﺻﺘﻬﻢ ﻭﻋﺎﻣﺘﻬﻢ ﺑﺄﺳﺒﺎﺏ‬ ‫ﺍﳋﻠﻞ ﻭﺍﻟﺘﻘﺼﲑ ﻭﻭﺳﺎﺋﻞ ﺍﻟﺘﻐﻴﲑ.‬ ‫)٤٣(‬
‫ﺍﻟﺒﺎﺏ ﺍﻟﺜﺎﱐ : ﺃﺳﺲ ﺍﻟﺘﻐﻴﲑ ﻭﺍﻟﺘﻨﻤﻴﺔ‬ ‫ﺍﻟﻔﺼﻞ ﺍﻟﺜﺎﻟﺚ‬ ‫ﺍﺳﺘﺮﺍﺗﻴﺠﻴﺎﺕ ﺍﻟﺘﻐﻴﲑ ﻭﺍﻟﺘﻨﻤﻴﺔ‬ ‫ﺍﻟﺘﻨﻤﻴﺔ ﻫﻲ ﺍﺳﺘﻐﻼﻝ ﺍﳌﻮﺍﺭﺩ ﻭﺍﻟﺜﺮﻭﺍﺕ ﻭ ﺍﻟﻄﺎﻗﺎﺕ ﺍﻟﺒﺸﺮﻳﺔ ﻟﺘﻌﻤﲑ ﺍﻷﺭﺽ ﻭﲢﻘﻴﻖ ﺭﻓﺎﻫﻴﺔ ﳐﺘﻠﻒ‬ ‫ﻗﻄﺎﻋﺎﺕ ﺍ‪‬ﺘﻤﻊ ﻣﻊ ﺍﳊﻔﺎﻅ ﻋﻠﻰ ﺑﻴﺌﺘﻪ ﻭ ﻗﻴﻤﻪ ﺍﻟﺘﺎﺭﳜﻴﺔ ﻭ ﺍﻟﺜﻘﺎﻓﻴﺔ ﺍﻟﻌﺮﻳﻘﺔ.ﻭﻗﺪ ﻭﺿﻌﻨﺎ ﻵﻟﻴﺔ ﺍﻟﺘﻐﻴﲑ‬ ‫ﻭﺍﻟﺘﻨﻤﻴﺔ ﺍﺳﺘﺮﺍﺗﻴﺠﻴﺎﺕ ﻋﺎﻣﺔ ﻭﺳﻨﺬﻛﺮ ﻛﻴﻔﻴﺔ ﺗﻨﻔﻴﺬﻫﺎ ﺑﺸﻰﺀ ﻣﻦ ﺍﻟﺘﻔﺼﻴﻞ ﰲ ﺍﻟﻔﺼﻮﻝ ﺍﻟﻼﺣﻘﺔ.‬ ‫١- ﺗﺸﻜﻴﻞ ﻧﻈﺎﻡ ﺳﻴﺎﺳﻲ ﻣﺘﻌﺪﺩ ﺍﻷﻗﻄﺎﺏ‬ ‫ﳌﺎﺫﺍ ؟‬ ‫ﻟﺘﺤﻘﻴﻖ ﺍﳊﺮﻳﺔ ﻭ ﺍﻟﻌﺪﺍﻟﺔ ﻛﻤﺎ ﻧﺼﺖ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﻭﺛﻴﻘﺔ ﺍﳊﺮﻳﺎﺕ - ﻣﺒﺪﺃ ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ ﺍﳊﺮ.‬ ‫٢- ﺇﺣﻴﺎﺀ ﻣﺸﺎﻋﺮ ﺍﻻﻧﺘﻤﺎﺀ ﻟﻠﻮﻃﻦ ﻭ ﺍﻟﻮﻻﺀ ﻟﻸﻣﺔ‬ ‫ﳌﺎﺫﺍ ؟‬ ‫ﻟﻠﻘﻀﺎﺀ ﻋﻠﻲ ﺷﻌﻮﺭﻧﺎ ﺑﺈﻧﻨﺎ ﻏﺮﺑﺎﺀ ﰲ ﻭﻃﻨﻨﺎ، ﻭﺣﱴ ﻳﺸﺎﺭﻙ ﻛﻞ ﻣﻮﺍﻃﻦ ﰲ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻌﻤﻞ‬ ‫ﺍﻟﻀﺨﻢ، ﺑﻨﺎﺀ ﻣﺼﺮ ﺍﳊﺪﻳﺜﺔ، ﻭﺣﱴ ﻳﻌﻄﻲ ﻭﻻ ﻳﻨﺘﻈﺮ ﻣﻘﺎﺑﻼ ﻭﻳﺮﺩﺩ ﺑﺄﻋﻠﻰ ﺻﻮﺗﻪ ﻫﺬﺍ ﻭﻃﲏ ﻭﺃﻧﺎ‬ ‫ﺻﺎﺣﺒﻪ، ﻫﺬﺍ ﻭﻃﲏ ﻭﺃﻧﺎ ﺃﻣﻠﻜﺔ، ﻫﺬﺍ ﻭﻃﲏ ﻭﺃﻧﺎ ﻓﺨﻮﺭ ﺑﻪ. ﻭﻛﺬﻟﻚ ﺇﺣﻴﺎﺀ ﺩﻋﻮﺓ ﺍﻟﺮﺟﻮﻉ ﺇﱃ‬ ‫ﺍﻟﺪﻳﻦ ﻟﺘﺴﻠﻴﺢ ﺍ‪‬ﺘﻤﻊ ﺑﺄﻋﻠﻰ ﺍﻟﻘﻴﻢ ﻭ ﺃﺧﻼﻗﻴﺎﺕ ﺍﻟﺘﻌﺎﻣﻞ ﻭﻟﺒﻌﺚ ﺭﻭﺡ ﺍﻟﻌﻄﺎﺀ ﻭﺍﻟﺘﻜﺎﻓﻞ‬ ‫ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻲ. ﻭﺃﻳﻀﺎ ﳋﻠﻖ ﺛﻘﺔ ﻛﺒﲑﺓ ﺑﲔ ﺍﻟﺸﻌﺐ ﻭﺍﳊﻜﻮﻣﺔ ﻳﻨﺸﺄ ﻋﻨﻬﺎ ﺗﻼﺣﻢ ﻭﻃﲏ ﻻﻳﻬﺰﻩ ﻭﻻ‬ ‫ﻳﺰﻋﺰﻋﻪ ﻋﺪﻭ.‬ ‫٣- ﺇﻗﺎﻣﺔ ﻧﻈﺎﻡ ﻗﻀﺎﺋﻲ ﻣﺴﺘﻘﻞ ﻭ ﺣﺎﺯﻡ ﻭﺳﺮﻳﻊ ﻏﲑ ﻣﺴﺘﻐﻞ ﻻ ﻳﺴﺘﺜﲎ ﻓﺮﺩﺍ ﻭﻻ ﺃﺣﺪﺍ‬ ‫ﳌﺎﺫﺍ ؟‬ ‫)٥٣(‬
‫ﺍﻟﺒﺎﺏ ﺍﻟﺜﺎﱐ : ﺃﺳﺲ ﺍﻟﺘﻐﻴﲑ ﻭﺍﻟﺘﻨﻤﻴﺔ‬ ‫ﺣﱴ ﻳﺄﻣﻦ ﺍﻟﻔﺮﺩ ﻋﻠﻲ ﻋﺮﺿﻪ ﻭﻣﺎﻟﻪ ﻭﺣﺮﻳﺘﻪ ﻭﻳﻨﻌﻢ ﺑﺎﻟﻘﺴﻂ ﻓﻴﺰﻳﺪ ﻋﻄﺎﺋﻪ ﻭﻳﻘﻮﻱ ﺇﳝﺎﻧﻪ‬ ‫ﻭﻳﺮﻱ ﻏﺪﺍ ﻣﺸﺮﻗﺎ ﻳﻜﻮﻥ ﻓﻴﻪ ﺍﻟﻌﺪﻝ ﺳﺎﻃﻌﺎ ﺳﺎﺋﺪﺍ ﻟﻴﺲ ﻏﺪﺍ ﻣﻈﻠﻤﺎ ﺃﺳﺪﻝ ﺍﻟﻈﻠﻢ ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻟﺴﻮﺍﺩ.‬ ‫٤- ﳏﻮ ﺍﻷﻣﻴﺔ ﻭﺭﻓﻊ ﺍﳌﺴﺘﻮﻯ ﺍﳊﺮﰲ ﻭ ﺍﳌﻬﲏ‬ ‫ﳌﺎﺫﺍ ؟‬ ‫ﻟﺮﻓﻊ ﻣﺴﺘﻮﻱ ﺍﻟﻮﻋﻲ ﺍﻟﻌﺎﻡ ﻭﻟﺘﺤﻘﻴﻖ ﻣﺒﺪﺃ ﺍﶈﺎﺳﺒﺔ ﻭﺍﳌﺮﺍﺟﻌﺔ ﻭﻧﺸﺮ ﺍﻟﺘﻤﺪﻳﻦ ﺑﲔ ﺃﺟﺰﺍﺀ‬ ‫ﺍﻟﻘﻄﺮ ﻭﺇﻥ ﺗﺒﺎﻋﺪﺕ ﺃﻃﺮﺍﻓﻪ ﻋﻦ ﻣﺮﺍﻛﺰ ﺍﳊﻀﺮ ﻭﲡﻬﻴﺰ ﺳﻮﺍﻋﺪ ﺍﻟﺒﻨﺎﺀ.‬ ‫٥- ﺇﻋﺎﺩﺓ ﺗﻨﻈﻴﻢ ﺍﻟﻠﻮﺍﺋﺢ ﺍﻹﺩﺍﺭﻳﺔ ﺑﺎﳊﻜﻮﻣﺔ ﻭﺭﻓﻊ ﻛﻔﺎﺀﺓ ﺍﳋﺪﻣﺎﺕ‬ ‫ﳌﺎﺫﺍ ؟‬ ‫ﻟﻠﺘﺨﻠﺺ ﻣﻦ ﻣﻌﻮﻗﺎﺕ ﺍﻟﺮﻭﺗﲔ ﻭﺍﳋﻄﻮﺍﺕ ﺍﻹﺩﺍﺭﻳﺔ ﺍﻟﱵ ﻻ ﻓﺎﺋﺪﺓ ﻣﻨﻬﺎ ﻭﻻ ﻃﺎﺋﻞ ﻣﻊ‬ ‫ﺍﺳﺘﺒﻘﺎﺀ ﺍﳋﻄﻮﺍﺕ ﺫﺍﺕ ﺍﻟﻘﻴﻤﺔ ﺍﳌﻀﺎﻓﺔ ﻟﻨﻨﺠﺰ ﺍﻷﻋﻤﺎﻝ ﰲ ﺃﻗﻞ ﺯﻣﻦ ﳑﻜﻦ ﻭﳔﻔﻒ ﻣﻌﺎﻧﺎﺓ ﺍﻟﺒﺸﺮ‬ ‫ﻭﻧﺸﺠﻊ ﺍﻻﺳﺘﺜﻤﺎﺭﺍﺕ.‬ ‫٦- - ﺍﺳﺘﺨﺪﺍﻡ ﺍﻹﻣﻜﺎﻧﻴﺎﺕ ﺍﳌﺘﺎﺣﺔ ﻭﺗﻄﻮﻳﺮﻫﺎ ﰲ ﲨﻴﻊ ﺍ‪‬ﺎﻻﺕ ﺍﻟﱵ ﺗﺘﻄﻠﺐ ﺍﻟﺘﻐﻴﲑ‬ ‫ﳌﺎﺫﺍ ؟‬ ‫ﻟﺰﻳﺎﺩﺓ ﻣﻌﺪﻝ ﺍﻟﻨﻤﻮ ﻭﻟﻼﻋﺘﻤﺎﺩ ﻋﻠﻲ ﻣﻮﺍﺭﺩﻧﺎ ﺍﶈﻠﻴﺔ ﺣﱴ ﻻ ﻧﻜﻮﻥ ﻟﻘﻤﺔ ﺳﺎﺋﻐﺔ ﻷﻱ‬ ‫ﺣﺼﺎﺭ ﺍﻗﺘﺼﺎﺩﻱ ﺃﻭ ﻣﻘﺎﻃﻌﺔ ﺩﻭﻟﻴﺔ.‬ ‫٧- ﻋﻤﻞ ﺑﺮﻧﺎﻣﺞ ﻗﻮﻯ ﻭﻣﻮﺟﻪ ﻟﻠﺒﺤﺚ ﺍﻟﻌﻠﻤﻲ‬ ‫ﳌﺎﺫﺍ ؟‬ ‫ﻟﺘﻮﻃﲔ ﻭﺗﻄﻮﻳﺮ ﺍﻟﺘﻜﻨﻮﻟﻮﺟﻴﺎ ﻭﻟﺘﺤﻘﻴﻖ ﻭﺿﻊ ﻣﺘﻤﻴﺰ ﰲ ﺍﻟﺘﻜﻨﻮﻟﻮﺟﻴﺎ ﺍﻟﻌﺎﳌﻴﺔ ﻭﻧﺸﺮ ﺭﻭﺡ‬ ‫ﺍﻻﺑﺘﻜﺎﺭ ﻭﺇﺩﺍﺭﺓ ﺍﻟﺘﻄﻮﻳﺮ ﺍﳌﺴﺘﻤﺮ ﻭﺍﻛﺘﺴﺎﺏ ﻣﻬﺎﺭﺍﺕ ﻭﺧﱪﺍﺕ ﻣﺘﻘﺪﻣﺔ ﺿﺮﻭﺭﻳﺔ ﻟﻌﻤﻠﻴﺔ ﺍﻟﺘﻨﻤﻴﺔ‬ ‫ﻭﺍﻟﺘﺨﻠﺺ ﻣﻦ ﺍﻟﺘﺒﻌﻴﺔ.‬ ‫)٦٣(‬
6001
6001
6001
6001
6001
6001
6001
6001
6001
6001
6001
6001
6001
6001
6001
6001
6001
6001
6001
6001
6001
6001
6001
6001
6001
6001
6001
6001
6001
6001
6001
6001
6001
6001
6001
6001
6001
6001
6001
6001
6001
6001
6001
6001
6001
6001
6001
6001
6001
6001
6001
6001
6001
6001
6001
6001
6001
6001
6001
6001
6001
6001
6001
6001
6001
6001
6001
6001
6001
6001
6001
6001
6001
6001
6001
6001
6001
6001
6001
6001
6001
6001
6001
6001
6001
6001
6001
6001
6001
6001
6001
6001
6001
6001
6001
6001
6001
6001
6001
6001
6001
6001
6001
6001
6001
6001
6001
6001
6001
6001
6001
6001
6001
6001
6001
6001
6001
6001
6001
6001
6001
6001
6001
6001
6001
6001
6001
6001
6001
6001
6001
6001
6001
6001
6001
6001
6001
6001
6001
6001
6001
6001
6001
6001
6001
6001

Recommended

4816
48164816
4816kotob arabia
 
338
338338
338kotob arabia
 
5455
54555455
5455kotob arabia
 
5460
54605460
5460kotob arabia
 
3621
36213621
3621kotob arabia
 
4960
49604960
4960kotob arabia
 
1062
10621062
1062kotob arabia
 
4349
43494349
4349kotob arabia
 

Recommended

4816
48164816
4816kotob arabia
 
338
338338
338kotob arabia
 
5455
54555455
5455kotob arabia
 
5460
54605460
5460kotob arabia
 
3621
36213621
3621kotob arabia
 
4960
49604960
4960kotob arabia
 
1062
10621062
1062kotob arabia
 
4349
43494349
4349kotob arabia
 
4454
44544454
4454kotob arabia
 
3205
32053205
3205kotob arabia
 
4078
40784078
4078kotob arabia
 
4513
45134513
4513kotob arabia
 
3921
39213921
3921kotob arabia
 
5580
55805580
5580kotob arabia
 
5569
55695569
5569kotob arabia
 
3222
32223222
3222kotob arabia
 
1518
15181518
1518kotob arabia
 
4649
46494649
4649kotob arabia
 
3632
36323632
3632kotob arabia
 
212
212212
212kotob arabia
 
421
421421
421kotob arabia
 
1260
12601260
1260kotob arabia
 
3181
31813181
3181kotob arabia
 
350
350350
350kotob arabia
 
4332
43324332
4332kotob arabia
 
3897
38973897
3897kotob arabia
 
3003
30033003
3003kotob arabia
 
365
365365
365kotob arabia
 
1277
12771277
1277kotob arabia
 
Aqidat At Tauheed
Aqidat At TauheedAqidat At Tauheed
Aqidat At TauheedNoman Ismail
 

More Related Content

Viewers also liked

Viewers also liked (20)

4454
44544454
4454
 
3205
32053205
3205
 
4078
40784078
4078
 
4513
45134513
4513
 
3921
39213921
3921
 
5580
55805580
5580
 
5569
55695569
5569
 
3222
32223222
3222
 
1518
15181518
1518
 
4649
46494649
4649
 
3632
36323632
3632
 
212
212212
212
 
421
421421
421
 
1260
12601260
1260
 
3181
31813181
3181
 
350
350350
350
 
4332
43324332
4332
 
3897
38973897
3897
 
3003
30033003
3003
 
365
365365
365
 

Similar to 6001

Similar to 6001 (11)

1277
12771277
1277
 
Aqidat At Tauheed
Aqidat At TauheedAqidat At Tauheed
Aqidat At Tauheed
 
Aqidat At Tauheed
Aqidat At TauheedAqidat At Tauheed
Aqidat At Tauheed
 
3574
35743574
3574
 
1103
11031103
1103
 
4853
48534853
4853
 
1099
10991099
1099
 
1099
10991099
1099
 
1099
10991099
1099
 
1393
13931393
1393
 
5613
56135613
5613
 

More from kotob arabia

More from kotob arabia (20)

1086
10861086
1086
 
960
960960
960
 
764
764764
764
 
6487
64876487
6487
 
6205
62056205
6205
 
942
942942
942
 
96
9696
96
 
5962
59625962
5962
 
763
763763
763
 
6486
64866486
6486
 
745
745745
745
 
6204
62046204
6204
 
6435
64356435
6435
 
5961
59615961
5961
 
6182
61826182
6182
 
959
959959
959
 
941
941941
941
 
594
594594
594
 
762
762762
762
 
744
744744
744
 

6001

  • 1.
  • 2. ‫ﺩ/ﻤﺼﻁﻔﻰ ﺍﻟﺸﺎﻓﻌﻲ‬ ‫ﺩ/ﺃﺤﻤﺩ ﺍﻟﻬﺎﺩﻱ ﻴﺱ ﺴﺭﺍﺝ ﺍﻟﺩﻴﻥ‬
  • 3. ‫ﻃﺒﻘﺎ ﻟﻘﻮﺍﻧﲔ ﺍﳌﻠﻜﻴﺔ ﺍﻟﻔﻜﺮﻳﺔ‬ ‫א‬ ‫א‬ ‫א‬ ‫.‬ ‫אא‬ ‫א‬ ‫)ﻋـﱪ ﺍﻻﻧﱰﻧـﺖ ﺃﻭ‬ ‫א‬ ‫אא‬ ‫ﻟﻠﻤﻜﺘﺒــﺎﺕ ﺍﻻﻟﻜﱰﻭﻧﻴــﺔ ﺃﻭ ﺍﻷﻗــﺮﺍﺹ ﺍﳌﺪﳎــﺔ ﺃﻭ ﺍﻯ‬ ‫א‬ ‫ﻭﺳﻴﻠﺔ ﺃﺧﺮﻯ (‬ ‫א‬ ‫א‬ ‫.‬ ‫.‬ ‫א א‬
  • 4. ‫ﺑﺴﻢ ﺍﷲ ﺍﻟﺮﲪﻦ ﺍﻟﺮﺣﻴﻢ‬ ‫ﺇﻫﺪﺍﺀ‬ ‫ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻜﺘﺎﺏ ﺇﻫﺪﺍﺀ ﻭ ﻧﺪﺍﺀ‬ ‫ﺇﱃ ﻛﻞ ﻣﻮﺍﻃﻦ ﻏﻴﻮﺭ ﻋﻠﻰ ﻋﺰﺓ ﺑﻠﺪﻩ،‬ ‫ﻭﺇﱃ ﻛﻞ ﺷﺎﺏ ﻳﺘﻄﻠﻊ ﺇﱃ ﻣﺴﺘﻘﺒﻞ ﻣﺸﺮﻕ،‬ ‫ﺇﱃ ﻛﻞ ﺃﺏ ﻗﻠﻖ ﻋﻠﻰ ﻣﺼﲑ ﺃﺑﻨﺎﺋﻪ،‬ ‫ﺇﱃ ﻛﻞ ﺃﻡ ﺗﺘﺮﻗﺐ ﺍﻟﺴﻌﺎﺩﺓ ﻭﺍﻷﻣﻦ ﻭﺍﻻﺳﺘﻘﺮﺍﺭ ﰲ ﺑﻴﺘﻬﺎ‬ ‫ﺇﱄ ﻛﻞ ﻣﻔﻜﺮ ﺗﻌﺼﻒ ﺍﳊﺴﺮﺓ ﺑﻘﻠﺒﻪ،‬ ‫ﻭﺇﱃ ﻛﻞ ﻣﺴﺌﻮﻝ ﳜﺸﻰ ﻳﻮﻣﺎ ﻳﻘﻒ ﻓﻴﻪ ﺃﻣﺎﻡ ﺭﺑﻪ،‬ ‫ﺇﻧﻪ ﻧﺪﺍﺀ ﻟﻠﺘﺤﺮﻙ ﻣﻌﺎ ﻹﻧﻘﺎﺫ ﺍﻣﺘﻨﺎ ﻣﻦ ﻋﺎﺭ ﺍﻟﺘﺨﻠﻒ ﻭﻣﺼﻴﺪﺓ ﺍﻟﻔﻘﺮ‬ ‫ﻭ ﻫﺬﺍ ﻫﻮ ﺍﻟﻄﺮﻳﻖ...........‬ ‫)١(‬
  • 5. ‫ﺍﶈﺘﻮﻳﺎﺕ‬ ‫ﺍﻟﺼﻔﺤﺔ‬ ‫ﺍﳌﻮﺿﻮﻉ‬ ‫١‬ ‫ﺇﻫﺪﺍﺀ‬ ‫٢‬ ‫ﺍﶈﺘﻮﻳﺎﺕ‬ ‫٣‬ ‫ﻣﻘﺪﻣﺔ‬ ‫٥‬ ‫ﺍﻟﺒﺎﺏ ﺍﻷﻭﻝ : ﺍﻟﻮﺍﻗﻊ ﻭﺍﻟﺘﺤﺪﻱ‬ ‫٧٢‬ ‫ﺍﻟﺒﺎﺏ ﺍﻟﺜﺎﱐ : ﺃﻫﺪﺍﻑ ﻭﻣﺒﺎﺩﺉ ﺍﻟﺘﻐﻴﲑ ﻭﺍﻟﺘﻨﻤﻴﺔ‬ ‫١٤‬ ‫ﺍﻟﺒﺎﺏ ﺍﻟﺜﺎﻟﺚ : ﺍﻟﺘﻨﻤﻴﺔ ﺍﻟﺒﺸﺮﻳﺔ‬ ‫٣٧‬ ‫ﺍﻟﺒﺎﺏ ﺍﻟﺮﺍﺑﻊ : ﺍﻟﺘﻨﻤﻴﺔ ﺍﻻﻗﺘﺼﺎﺩﻳﺔ‬ ‫٧٩‬ ‫ﺍﻟﺒﺎﺏ ﺍﳋﺎﻣﺲ: ﺍﻟﺘﻐﻴﲑ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻲ ﻭﺍﻟﺪﺳﺘﻮﺭﻱ‬ ‫٣٤١‬ ‫ﺍﻟﺒﺎﺏ ﺍﻟﺴﺎﺩﺱ: ﺍﳋﻄﻮﻁ ﺍﻟﻌﺮﻳﻀﺔ ﻟﺪﻭﺭ ﺍﳊﻜﻮﻣﺔ‬ ‫ﰲ ﻋﻤﻠﻴﺔ ﺍﻟﺘﻐﻴﲑ ﻭﺍﻟﺘﻨﻤﻴﺔ‬ ‫١٥١‬ ‫ﺍﻟﺒﺎﺏ ﺍﻟﺴﺎﺑﻊ : ﺭﺳﺎﺋﻞ ﺧﺎﺻﺔ‬ ‫٣٧١‬ ‫ﺍﳋﺎﲤﺔ‬ ‫٩٧١‬ ‫ﺍﳌﺮﺍﺟﻊ‬ ‫)٢(‬
  • 6. ‫ﻣﻘﺪﻣﺔ‬ ‫ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻜﺘﺎﺏ ﺇﻫﺪﺍﺀ ﻭﻧﺪﺍﺀ ﻭﺭﺳﺎﻟﺔ ﻭﺩﻋﻮﺓ ﺇﱃ ﺃﻫﻞ ﻭﻃﻨﻨﺎ ﺍﻟﻐﺎﱄ ﺷﻌﺒﺎ ﻭﺣﻜﺎﻣﺎ. ﺇﱃ‬ ‫ﺃﺑﻨﺎﺀ ﺃﺭﺽ ﻣﺼﺮ، ﺃﺭﺽ ﺍﳊﻀﺎﺭﺍﺕ ﻭﺃﺭﺽ ﺍﳌﻌﺠﺰﺍﺕ. ﻧﺪﻋﻮﻛﻢ ﺇﱃ ﻃﺮﻳﻖ ﺍﻟﺼﺤﻮﺓ‬ ‫ﻭﺍﻟﻨﻬﻀﺔ. ﻓﻨﺸﻌﻞ ﺍﳍﻤﻢ ﻭﻧﻔﺠﺮ ﺍﻟﻄﺎﻗﺎﺕ ﺍﻟﻜﺎﻣﻨﺔ ﺣﱴ ﻧﺮﻓﻊ ﻟﻮﺍﺀ ﺍﳊﻀﺎﺭﺓ ﻣﻦ ﺟﺪﻳﺪ ﻭﻧﺴﺘﺮﺩ‬ ‫ﻣﻜﺎﻧﻨﺎ ﺍﻟﺘﺎﺭﳜﻲ ﻟﻘﻴﺎﺩﺓ ﺍﻟﺒﺸﺮﻳﺔ ﺣﻀﺎﺭﻳﺎ ﻭﺭﻭﺣﻴﺎ ﻭﻋﻠﻤﻴﺎ ﻭﺃﺧﻼﻗﻴﺎ. ﻧﺪﻋﻮﻛﻢ ﻟﺒﻨﺎﺀ ﻣﺼﺮ‬ ‫ﺍﳊﺪﻳﺜﺔ، ﻣﺼﺮ ﺍﳌﺴﺘﻘﺒﻞ ، ﻣﺼﺮ ﺍﻟﻌﺰﺓ ﻭ ﺍﻟﻜﺮﺍﻣﺔ.‬ ‫ﻧﺮﺟﻮ ﻣﻦ ﺍﷲ ﺍﻟﻌﺰﻳﺰ ﺍﳌﻘﺘﺪﺭ ﺃﻥ ﻳﻨﺠﺢ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻜﺘﺎﺏ ﰲ ﺇﺧﺮﺍﺝ ﺭﺅﻳﺔ ﺷﺒﻪ ﺗﻘﻨﻴﺔ‬ ‫ﺍﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ ﺗﻘﺮﻳﺒﻴﺔ ﻟﻮﺍﻗﻊ ﻣﺼﺮ ﺍﳌﻌﺎﺻﺮ ﻭﺗﻘﺪﱘ ﺩﻻﺋﻞ ﻋﻠﻰ ﺣﺘﻤﻴﺔ ﺍﻟﺘﻐﻴﲑ ﻭﺍﻟﺴﺒﻞ ﺇﱃ ﻛﻴﻔﻴﺔ‬ ‫ﺍﻟﺘﻐﻴﲑ ﻣﻦ ﻭﺟﻬﺔ ﻧﻈﺮ ﻣﺼﺮﻳﲔ ﺗﻐﺮﺑﻮﺍ ﺧﺎﺭﺝ ﺍﻟﺒﻼﺩ. ﻭﻟﻜﻦ ﱂ ﻳﻨﻘﻄﻊ ﺣﺒﻠﻬﻢ ﺍﻟﻮﺟﺪﺍﱐ ﺑﺄﺭﺽ‬ ‫ﺍﻟﻜﻨﺎﻧﺔ ﺑﺎﻟﺮﻏﻢ ﻣﻦ ﻣﻀﻲ ﻋﺸﺮﺍﺕ ﺍﻟﺴﻨﲔ، ﺗﻔﺮﻗﻮﺍ ﰲ ﺍﳌﺸﺮﻕ ﻭﺍﳌﻐﺮﺏ ﻭ ﻟﻜﻦ ﺃﺑﺖ ﺃﺭﻭﺍﺣﻬﻢ‬ ‫ﺃﻥ ﺗﺘﺮﻙ ﺿﻔﺎﻑ ﻧﻴﻠﻬﺎ ﺍﳉﺎﺭﻱ، ﻭ ﻇﻠﺖ ﺗﺮﻭﺡ ﻭﺗﻐﺪﻭﺍ ﻭﺗﺘﻬﺎﺩﻯ ﲢﺖ ﺃﺷﺠﺎﺭ ﺍﻟﺼﻔﺼﺎﻑ‬ ‫ﻭﺍﻟﻨﺨﻴﻞ.‬ ‫ﻓﻬﺬﺍ ﺍﻟﻜﺘﺎﺏ ﺭﺅﻳﺔ ﻧﺮﺟﻮ ﺃﻥ ﺗﻜﻮﻥ ﻛﻔﻴﻠﺔ ﻹﺭﺳﺎﺀ ﻟﺒﻨﺎﺕ ﺍﻟﺪﻭﻟﺔ ﺍﳌﺘﺤﻀﺮﺓ ﺍﳊﺪﻳﺜﺔ‬ ‫ﻭﻛﻔﻴﻠﺔ ﺃﻥ ﺗﻮﺟﻪ ﻧﺪﺍﺀ ﺍﺳﺘﻨﻔﺎﺭ ﻟﻠﺘﺤﺮﻙ ﺍﳌﻨﻈﻢ ﺍﻟﺴﺮﻳﻊ ﺩﻓﺎﻋﺎ ﻋﻦ ﺍﻣﺘﻨﺎ ﻭﺑﻘﺎﺋﻬﺎ ﺣﺮﺓ ﻗﻮﻳﺔ.‬ ‫ﻭﻗﺪ ﺑﺪﺃﻧﺎ ﰲ ﳓﺖ ﺃﻓﻜﺎﺭ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻜﺘﺎﺏ ﻣﻨﺬ ﻋﺎﻡ ٦٩٩١ ﻭﺇﻥ ﻛﻨﺎ ﻗﺪ ﺑﺪﺍﺋﻨﺎ ﻣﻮﺍﺟﻬﺔ ﲢﺪﻳﺎﺕ‬ ‫ﺍﻟﻐﺮﺑﺔ ﺑﻜﻞ ﻣﻌﺎﻳﲑ ﺍﳌﻮﺍﺟﻬﺔ ﻣﻦ ﻗﺒﻞ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺘﺎﺭﻳﺦ. ﻓﻘﺪ ﺍﻧﺼﺒﺖ ﺟﻬﻮﺩﻧﺎ ﻣﻨﺬ ﻋﻬﺪ ﺍﻟﺘﻐﺮﺏ‬ ‫ﻋﻠﻰ ﺍﻛﺘﺴﺎﺏ ﺍﳋﱪﺍﺕ ﻭﲢﺼﻴﻞ ﺍﻟﻘﻮﺕ ﻭﻣﺘﺎﺑﻌﺔ ﻭﻣﺸﺎﻫﺪﺓ ﺍﻷﺣﺪﺍﺙ ﻭﺍﳌﺸﺎﺭﻛﺔ ﺍﳉﺎﺩﺓ ﰲ‬ ‫ﺇﺭﺳﺎﺀ ﳎﺘﻤﻌﺎﺕ ﺃﻭ ﻣﺴﺘﻘﺮﺍﺕ ﺟﺪﻳﺪﺓ ﰲ ﺑﻼﺩ ﻏﺮﻳﺒﺔ ﲤﺘﺰﺝ ﻓﻴﻬﺎ ﺍﻟﺜﻘﺎﻓﺎﺕ ﺗﺎﺭﺓ ﻭﺗﺘﺼﺎﺩﻡ ﺗﺎﺭﺓ‬ ‫ﺃﺧﺮﻯ ﻭﻟﻜﻦ ﺑﻘﻴﺖ ﻣﺼﺮ ﰲ ﺍﳋﺎﻃﺮ ﻭﺑﻘﻰ ﺍﻟﻘﻠﺐ ﻳﻨﺒﺾ ﺑﺬﻛﺮﺍﻫﺎ ﻭﺇﻥ ﻛﺎﻥ ﺍﳉﺴﺪ ﺃﺳﲑ‬ ‫ﺍﻟﺒﻌﺪ ﻭﺍﻟﻐﺮﺑﺔ ﻳﺮﺟﻮ ﻳﻮﻣﺎ ﺃﻥ ﻳﻄﺄ ﺑﻘﺪﻣﻴﻪ ﺛﺮﺍﻫﺎ.‬ ‫ﻭﺍﻷﻓﻜﺎﺭ ﺍﻟﱵ ﺗﺒﻠﻮﺭﺕ ﰲ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻜﺘﺎﺏ ﻛﺎﻧﺖ ﻭﻟﻴﺪﺓ ﺍﻧﺼﻬﺎﺭ ﺛﻘﺎﻓﺎﺕ ﻣﺘﺒﺎﻳﻨﺔ‬ ‫ﻭﺧﱪﺍﺕ ﻣﺘﻌﺪﺩﺓ ﻭﺍﻧﺪﻣﺎﺝ ﻣﻌﺎﺭﻑ ﻛﺜﲑﺓ ﺃﺧﺬﺕ ﻣﺴﺎﺭﻫﺎ ﻋﱪ ﺍﻟﺰﻣﻦ.‬ ‫)٣(‬
  • 7. ‫ﺍﻹﺣﺎﻃﺔ ﲝﻴﺜﻴﺎﺕ ﺍﻷﻣﺮ ﺍﻟﻮﺍﻗﻊ ﺑﺪﻭﻥ ﺗﺸﻌﺐ ﻳﻜﻮﻥ ﻋﺎﺩﺓ ﺃﻣﺮﺍ ﻳﺴﻬﻞ ﺗﻨﺎﻭﻟﻪ ﳌﻦ‬ ‫ﻋﺎﺻﺮﻩ ﻭﳓﻦ ﻗﺪ ﻭﻓﻴﻨﺎ ﻫﺬﺍ.‬ ‫ﻭﻗﺪ ﺣﺮﺻﻨﺎ ﺃﻥ ﻳﻜﻮﻥ ﺍﻟﻌﺮﺽ ﻛﺎﻓﻴﺎ ﻟﺘﻘﻴﻴﻢ ﺍﻟﻮﺍﻗﻊ ﺍﻟﻮﻃﲏ ﻟﻐﲑ ﺍﳌﺘﺨﺼﺼﲔ. ﻭﻣﻌﺮﻓﺔ‬ ‫ﻣﻘﺎﻳﻴﺲ ﺍﻟﻮﺍﻗﻊ ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ ﻭﺍﻻﻗﺘﺼﺎﺩﻳﺔ ﻭﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ ﻭﻣﺆﺷﺮﺍﺕ ﻫﺬﻩ ﺍﳌﻘﺎﻳﻴﺲ ﻭﻟﻮ ﺑﺸﻲﺀ ﻣﻦ‬ ‫ﺍﻹﲨﺎﻝ ﺃﻣﺮ ﻻ ﻣﻨﺎﺹ ﻣﻨﻪ ﺣﱴ ﺗﻜﻮﻥ ﺍﻟﺮﺅﻳﺎ ﻭﺍﺿﺤﺔ ﻭ ﺇﻥ ﻛﺎﻧﺖ ﺗﻘﺮﻳﺒﻴﺔ ﳌﻦ ﻳﺮﺟﻮ ﺣﺪﻭﺙ‬ ‫ﺍﻟﺘﻐﻴﲑ ﻭﻳﺼﺒﻮ ﺇﱃ ﺍﻹﺻﻼﺡ.‬ ‫ﻓﻨﺤﻦ ﺳﻌﻴﻨﺎ ﻹﳚﺎﺩ ﻣﻘﺎﻳﻴﺲ ﺗﻮﻓﺮ ﺻﻮﺭﺓ ﺇﲨﺎﻟﻴﺔ ﻟﻠﻮﺍﻗﻊ ﺩﻭﻥ ﺗﻌﻘﻴﺪ ﻭﻟﻜﻦ ﻻ ﺗﻔﺘﻘﺮ‬ ‫ﻟﻠﺪﻗﺔ ﺃﻭ ﺍﳌﻮﺿﻮﻋﻴﺔ ﻭﲤﻜﻦ ﺍﻟﻘﺎﺭﺉ ﻣﻦ ﺃﻥ ﳛﻴﻂ ﺑﻨﻤﻂ ﺍﻟﻮﺍﻗﻊ ﺍﻟﺮﺍﻫﻦ ﻭﺍﲡﺎﻫﺎﺗﻪ ﻭﻣﺎ ﳝﻜﻦ ﺃﻥ‬ ‫ﻳﺘﺮﺗﺐ ﻋﻠﻰ ﺍﺳﺘﻤﺮﺍﺭﻳﺔ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻨﻤﻂ ﻣﻦ ﺍﳉﻮﺍﻧﺐ ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ ﻭﺍﻻﻗﺘﺼﺎﺩﻳﺔ ﻭﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ ﺍﱁ.‬ ‫ﻭﻗﺪ ﺍﺳﺘﺨﺪﻣﻨﺎ ﻣﻨﻬﺞ ﺷﺒﻪ ﺗﻘﲎ ﺍﺟﺘﻤﺎﻋﻲ ) ﻭﺻﻒ ﻛﻴﻔﻲ ﻋﻠﻰ ﺍﳌﺴﺘﻮﻳﲔ ﺍﻹﺟﺘﻤﺎﻋﻲ‬ ‫ﻭﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻲ( ﻟﻮﺿﻊ ﳕﻮﺫﺝ ﻟﻠﻮﺍﻗﻊ ﺍﳌﺼﺮﻱ ﻭﺍﺗﻔﻘﻨﺎ ﻋﻠﻰ ﻣﻘﺎﻳﻴﺲ ﳏﺪﺩﺓ ﻭﺍﻧﺘﻘﻴﻨﺎ ﺃﻫﻢ ﻭﺃﺧﻄﺮ‬ ‫ﻣﺆﺷﺮﺍ‪‬ﺎ، ﻓﻤﺜﻼ ﻗﺪ ﺍﺧﺘﺮﻧﺎ ﻟﻠﻤﻘﻴﺎﺱ ﺍﻹﻗﺘﺼﺎﺩﻱ ﻣﺆﺷﺮﺍﺕ ﻣﺜﻞ ﻣﻌﺪﻝ ﺍﻟﻨﻤﻮ ﻭﺍﻟﺘﻨﻤﻴﺔ‬ ‫ﻭﻣﺘﻮﺳﻂ ﺩﺧﻞ ﺍﻟﻔﺮﺩ، ﻷﻥ ﻫﺬﻩ ﺍﳌﺆﺷﺮﺍﺕ ﻫﻲ ﺍﻟﱵ ﺗﺸﻜﻞ ﻭﺗﻌﻜﺲ ﳕﻂ ﺍﻟﻮﺍﻗﻊ ﺍﳉﺎﺭﻱ،‬ ‫ﻓﻨﺴﺘﻄﻴﻊ ﺑﻨﺎﺀ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﺃﻥ ﻧﺴﺘﻘﺮﺉ ﻧﺘﺎﺋﺞ ﻣﺎ ﻳﺘﺮﺗﺐ ﻋﻠﻰ ﺍﺳﺘﻤﺮﺍﺭﻳﺔ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻨﻤﻂ، ﻭﻣﻦ ﰒ ﻧﻘﺮﺭ‬ ‫ﺍﳊﺎﺟﺔ ﻟﻠﺘﻐﻴﲑ.‬ ‫ﺃﻣﺎ ﻣﻴﻜﺎﻧﻴﻜﻴﺔ ﻭﺁﻟﻴﺔ ﺍﻟﺘﻐﻴﲑ ﻓﺘﺘﺒﻊ ﻣﺒﺎﺩﺉ ﻣﺴﺘﻮﺣﺎﺓ ﻣﻦ ﺛﻘﺎﻓﺘﻨﺎ ﺍﻹﺳﻼﻣﻴﺔ ﻭﺍﻟﻘﻮﻣﻴﺔ‬ ‫ﻭﲡﺎﺭﺏ ﺃﻣﻢ ﺃﺧﺮﻯ ﻭﻣﻦ ﺍﳌﻌﺎﺭﻑ ﻭﺍﻟﻌﻠﻮﻡ ﺍﻟﻌﺼﺮﻳﺔ ﻭﺍﳌﺬﺍﻫﺐ ﺍﻟﻔﻜﺮﻳﺔ، ﻣﺎ ﺍﺗﻔﻖ ﻣﻨﻬﺎ ﻣﻊ‬ ‫ﻣﻌﺘﻘﺪﺍﺗﻨﺎ ﻭ ﱂ ﳜﺎﻟﻔﻬﺎ.‬ ‫ﻓﻤﻦ ﻫﻨﺎ ﻳﺒﺪﺃ ﻃﺮﻳﻖ ﺍﻟﺒﻨﺎﺀ، ﻭﻟﻨﻌﻠﻢ ﺃﻥ ﺍﻷﻣﻮﺭ ﲡﺮﻯ ﺑﺴﻨﻦ، ﻭﻣﻦ ﺍﻟﺴﻨﻦ ﺍﻟﺘﺪﺍﻭﻝ ﻭﺍﻟﺘﻐﻴﲑ.‬ ‫ﻭﻟﻨﺎ ﻋﻮﺩﺓ ﺇﱃ ﺍﻷﺭﺽ ﺍﻟﻄﻴﺒﺔ ﺇﻥ ﺷﺎﺀ ﺍﻟﻌﻠﻴﻢ..........‬ ‫٣ ﺩﻳﺴﻤﱪ ٣٠٠٢‬ ‫ﻭ ﺩ.ﻣﺼﻄﻔﻰ ﺍﻟﺸﺎﻓﻌﻲ‬ ‫ﺩ.ﺃﲪﺪ ﺍﳍﺎﺩﻱ ﻳﺲ ﺳﺮﺍﺝ ﺍﻟﺪﻳﻦ‬ ‫)٤(‬
  • 8. ‫ﺍﻟﺒﺎﺏ ﺍﻷﻭﻝ : ﺍﻟﻮﺍﻗﻊ ﻭﺍﻟﺘﺤﺪﻱ‬ ‫ﺍﻟﺒﺎﺏ ﺍﻷﻭﻝ‬ ‫ﺍﻟﻮﺍﻗﻊ ﻭﺍﻟﺘﺤﺪﻱ‬ ‫ﻛﺸﻒ ﻫﻮﻳﺔ ﺍﻟﻮﺍﻗﻊ‬ ‫ﺍﻟﻔﺼﻞ ﺍﻷﻭﻝ :‬ ‫ﺣﻘﺎﺋﻖ ﻭﺃﺭﻗﺎﻡ‬ ‫:‬ ‫ﺍﻟﻔﺼﻞ ﺍﻟﺜﺎﱐ‬ ‫ﺍﳌﻌﺮﻛﺔ ﻭﺍﻟﺘﺤﺪﻱ‬ ‫ﺍﻟﻔﺼﻞ ﺍﻟﺜﺎﻟﺚ :‬ ‫)٥(‬
  • 9. ‫ﺍﻟﺒﺎﺏ ﺍﻷﻭﻝ : ﺍﻟﻮﺍﻗﻊ ﻭﺍﻟﺘﺤﺪﻱ‬ ‫ﻣﻘﺪﻣﺔ‬ ‫ﺍﻟﻐﺮﺽ ﻣﻦ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻜﺘﺎﺏ ﺃﻥ ﻧﻘﻒ ﰲ ﳊﻈﺔ ﺻﺪﻕ ﻣﻊ ﺍﻟﻨﻔﺲ ﻭﻧﺮﺍﺟﻊ ﺳﻮﻳﺎ‬ ‫ﻭﲟﻮﺿﻮﻋﻴﺔ ﻭﺟﺪﻳﺔ ﺣﺼﻴﻠﺘﻨﺎ ﻭﻣﺮﺗﻜﺰﺍﺗﻨﺎ ﻭﻧﺘﻌﺮﻑ ﺑﺼﺪﻕ ﻋﻠﻰ ﻭﺍﻗﻌﻨﺎ ﻣﻦ ﺧﻼﻝ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺒﺎﺏ،‬ ‫ﻭﺳﻮﻑ ﻳﺘﻀﺢ ﻟﻨﺎ ﻣﺪﻯ ﺍﻟﺘﺨﻠﻒ ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻲ ﻭﺍﻟﺘﻜﻨﻮﻟﻮﺟﻲ ﻭﺍﻻﻗﺘﺼﺎﺩﻱ ﺍﻟﺬﻱ ﺗﻌﻴﺶ ﻓﻴﻪ‬ ‫ﺃﻣﺘﻨﺎ، ﻭﻣﻨﻪ ﻧﺪﺭﻙ ﺃﺑﻌﺎﺩ ﺍﻟﺘﺤﺪﻱ ﻭﻓﺪﺍﺣﺔ ﺍﳌﺴﺆﻭﻟﻴﺔ ﻭﻧﺆﻣﻦ ﲝﺘﻤﻴﺔ ﺍﻟﺘﻐﻴﲑ.‬ ‫ﺇﻥ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻜﺘﺎﺏ ‪‬ﻌﺪ ﺍﺳﺘﻨﻔﺎﺭﺍ ﻟﻠﺘﺤﺮﻙ ﺍﻟﻔﻮﺭﻱ ﺩﻓﺎﻋﺎ ﻋﻦ ﺃﻣﺘﻨﺎ ﻭﻋﻦ ﻭﺟﻮﺩﻫﺎ‬ ‫ﹰ‬ ‫ﻳ ‪‬‬ ‫ﻭﻣﺼﲑﻫﺎ. ﻓﺎﻟﻔﺠﻮﺓ ﺍﻟﺘﻜﻨﻮﻟﻮﺟﻴﺔ ﺷﺎﺳﻌﺔ ﻭﺍﻟﻔﺠﻮﺓ ﺍﻻﻗﺘﺼﺎﺩﻳﺔ ﺭﻫﻴﺒﺔ ﻭﺗﺰﺩﺍﺩ ﺍﺗﺴﺎﻋﺎ ﻣﻊ ﻛﻞ‬ ‫ﳊﻈﺔ ﲤﺮ ﺑﻨﺎ.‬ ‫⊥ ⊥ ⊥‬ ‫)٦(‬
  • 10. ‫ﺍﻟﺒﺎﺏ ﺍﻷﻭﻝ : ﺍﻟﻮﺍﻗﻊ ﻭﺍﻟﺘﺤﺪﻱ‬ ‫ﺍﻟﻔﺼﻞ ﺍﻷﻭﻝ‬ ‫ﻛﺸﻒ ﻫﻮﻳﺔ ﺍﻟﻮﺍﻗﻊ‬ ‫ﺇﻥ ﻭﺍﻗﻊ ﺍﻟﻮﻃﻦ ﻫﻮ ﺣﺎﻝ ﺍﻟﻮﻃﻦ ﺍﻟﻌﺎﻡ، ﻳﺸﻜﻠﻪ ﻭﻳﻜﻮﻧﻪ ﻣﻮﻗﻌﻪ ﺍﳉﻐﺮﺍﰲ ﻭﺣﺪﻭﺩﻩ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ‬ ‫ﻭﺗﻔﺎﻋﻼﺗﻪ ﺍﳋﺎﺭﺟﻴﺔ ﻣﻊ ﺍﻟﻨﻈﺎﻡ ﺍﻟﺪﻭﱄ ﻭﻃﺒﻴﻌﺔ ﺍﻟﻨﻈﺎﻡ ﺍﳊﺎﻛﻢ ﻭﺍﻟﺴﻴﺎﺳﺔ ﺍﻟﺪﺍﺧﻠﻴﺔ ﻭﺛﻘﺎﻓﺔ ﺍﻟﺸﻌﺐ‬ ‫ﻭﻣﺎ ﻳﻨﺘﻬﺠﻪ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻣﻦ ﻣﻌﺘﻘﺪﺍﺕ ﻭﻋﺎﺩﺍﺕ، ﻭﺗﻔﺎﻋﻠﻬﻢ ﻣﻊ ﺑﻌﻀﻬﻢ ﺍﻟﺒﻌﺾ، ﻭﺛﺮﻭﺍﺗﻪ ﺍﳌﻤﻠﻮﻛﺔ ﻭﺍﻟﱵ‬ ‫ﰲ ﺣﻮﺯﺗﻪ ﻭﺳﺒﻞ ﺍﺳﺘﺨﺪﺍﻣﻬﺎ. ﻓﻮﺍﻗﻊ ﺍﻟﻮﻃﻦ ﺃﻭ ﺣﱴ ﺍﻷﻣﺔ ﺑﺄﺳﺮﻫﺎ ﻫﻮ ﻧﺘﺎﺝ ﺗﻔﺎﻋﻼﺕ ﻭﻋﻤﻠﻴﺎﺕ‬ ‫ﻣﻌﻘﺪﺓ ﺗﺘﺪﺍﺧﻞ ﻓﻴﻬﺎ ﻋﻨﺎﺻﺮ ﳐﺘﻠﻔﺔ ﻛﺎﻟﻌﻨﺼﺮ ﺍﻟﺒﺸﺮﻯ ﻭﺍﳉﻐﺮﺍﰲ ﻭﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻲ ﻭﺍﻻﻗﺘﺼﺎﺩﻱ‬ ‫ﻟﻠﺪﻭﻟﺔ...ﺍﱁ .‬ ‫ﻭﳝﻜﻦ ﺗﺼﻨﻴﻒ ﻭﺍﻗﻊ ﺍﻟﺪﻭﻝ ﻭﺍﻷﻣﻢ ﺣﺴﺐ ﻣﻘﺎﻳﻴﺲ ﺷﱴ ﺍﺑﺘﺪﺍﺀ ﻣﻦ ﺍﳌﻘﻴﺎﺱ ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻲ‬ ‫ﻭﺍﻻﻗﺘﺼﺎﺩﻱ ﻭﺍﻟﺜﻘﺎﰲ ﻭﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻲ ﻭﺍﻻﺳﺘﺮﺍﺗﻴﺠﻲ ﺇﱃ ﺍﻟﻌﺴﻜﺮﻱ. ﻭﳚﺐ ﻋﻠﻴﻨﺎ ﺃﻥ ﻧﺘﻔﻬﻢ ﺃﻥ ﻫﻨﺎﻟﻚ‬ ‫ﻣﻘﺎﻳﻴﺲ ﻣﺎﺩﻳﺔ ﳝﻜﻦ ﺗﻘﻨﲔ ﻣﺆﺷﺮﺍ‪‬ﺎ ﻭﺃﺧﺮﻯ ﻣﻌﻨﻮﻳﺔ ﻻ ﲣﻀﻊ ﻣﺆﺷﺮﺍ‪‬ﺎ ﻟﻠﺘﻘﻨﲔ ﻭﻟﻜﻨﻬﺎ ﻗﺎﺑﻠﺔ‬ ‫ﻟﻠﺰﻳﺎﺩﺓ ﻭﺍﻟﻨﻘﺼﺎﻥ. ﻭﳒﺪ ﻃﻴﻔﺎ ﻭﺍﺳﻌﺎ ﳑﺘﺪﺍ ﰲ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺘﺼﻨﻴﻒ ﻳﺘﺴﻢ ﺑﺎﻟﺘﺒﺎﻳﻦ ﻭﺍﻟﺘﻔﺎﻭﺕ ﺍﻟﻮﺍﺿﺢ،‬ ‫ﻓﻤﺜﻼ ﳒﺪ ﺍﻟﺼﲔ ﺍﻟﺸﻌﺒﻴﺔ ﺗﻔﻮﻕ ﺗﺎﻳﻮﺍﻥ ﻋﻠﻰ ﺍﳌﻘﻴﺎﺱ ﺍﻟﺪﳝﻮﻏﺮﺍﰲ ﻭﺍﻟﺜﺮﻭﺍﺕ ﺍﻟﻄﺒﻴﻌﻴﺔ ﻭﻟﻜﻦ‬ ‫ﺍﻷﺧﲑﺓ ﺗﺘﻔﻮﻕ ﻋﻠﻰ ﺍﳌﻘﻴﺎﺳﲔ ﺍﻻﻗﺘﺼﺎﺩﻱ )ﻣﺘﻮﺳﻂ ﺩﺧﻞ ﺍﻟﻔﺮﺩ( ﻭﺍﻟﺘﻜﻨﻮﻟﻮﺟﻲ ﻭﺇﻥ ﺗﻘﺎﺭﺑﺘﺎ ﻋﻠﻰ‬ ‫ﺍﳌﻘﻴﺎﺳﲔ ﺍﻟﺜﻘﺎﰲ ﻭﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻲ. ﻭ ﻣﺜﺎﻝ ﺁﺧﺮ ﻳﺘﺴﻢ ﺑﺎﻟﺘﻘﺎﺭﺏ ﺍﻟﺜﻘﺎﰲ ﻫﻮ ﻛﻮﺭﻳﺎ ﺍﻟﺸﻤﺎﻟﻴﺔ‬ ‫ﻭﺍﳉﻨﻮﺑﻴﺔ، ﻓﺎﻷﺧﲑﺓ ﺗﺘﻔﻮﻕ ﻋﻠﻰ ﺍﳌﻘﻴﺎﺱ ﺍﻻﻗﺘﺼﺎﺩﻱ ﻭﺍﻷﻭﱃ ﺗﺘﻔﻮﻕ ﻋﻠﻰ ﺍﳌﻘﻴﺎﺱ ﺍﻟﻌﺴﻜﺮﻱ‬ ‫)٧(‬
  • 11. ‫ﺍﻟﺒﺎﺏ ﺍﻷﻭﻝ : ﺍﻟﻮﺍﻗﻊ ﻭﺍﻟﺘﺤﺪﻱ‬ ‫ﺑﺘﺼﻨﻴﻌﻬﺎ ﻟﻠﺴﻼﺡ ﺍﻟﻨﻮﻭﻱ .‬ ‫ﻭﻛﻞ ﻣﻘﻴﺎﺱ ﻟﻪ ﻣﺆﺷﺮﺍﺗﻪ ﺍﳋﺎﺻﺔ ﻭﺳﻮﻑ ﻧﻘﻮﻡ ﰲ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺒﺎﺏ ﺑﻌﺮﺽ ﳐﺘﺼﺮ ﻷﻫﻢ‬ ‫ﺍﳌﻘﺎﻳﻴﺲ ﻭﺃﻫﻢ ﻣﺆﺷﺮﺍ‪‬ﺎ ﻟﻨﺮﻯ ﻣﻮﻗﻌﻨﺎ ﺑﺼﻮﺭﺓ ﺇﲨﺎﻟﻴﺔ ﺗﻘﺮﻳﺒﻴﺔ ﺑﲔ ﺍﻟﺪﻭﻝ. ﻭﺑﻨﺎﺀ ﻋﻠﻰ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺘﺼﻮﺭ‬ ‫ﺳﻨﺘﻄﺮﻕ ﻟﻀﺮﻭﺭﺓ ﺍﻟﺘﻐﻴﲑ ﻭﺍﳌﺒﺎﺩﺉ ﺍﻟﱵ ﲤﻬﺪ ﺍﻟﻄﺮﻳﻖ ﺇﱃ ﺍﻟﺘﻐﻴﲑ ﻭﺍﻷﻫﺪﺍﻑ ﺍﻟﱵ ﳚﺐ ﺃﻥ ﳛﻘﻘﻬﺎ‬ ‫ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺘﻐﻴﲑ ﻭﺍﺳﺘﺮﺍﺗﻴﺠﻴﺎﺕ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺘﻐﻴﲑ، ﺃﻱ ﺍﳋﻄﻂ ﺍﻟﱵ ﺗﻮﺿﺢ ﺍﳋﻄﻮﺍﺕ ﺍﻟﱵ ﳚﺐ ﺍﺗﺒﺎﻋﻬﺎ‬ ‫ﻭﺍﻟﺸﺮﻭﻁ ﺍﻟﱵ ﳚﺐ ﺃﻥ ﺗﺴﺘﻮﰱ ﰲ ﻃﺮﻳﻖ ﺍﻟﺒﻨﺎﺀ ﻭﺍﻟﺘﻨﻤﻴﺔ.‬ ‫ﻭﺣﱴ ﺗﻜﻮﻥ ﺍﻟﺮﺅﻳﺔ ﻭﺍﺿﺤﺔ ﻭﺇﻥ ﻛﺎﻧﺖ ﺗﻘﺮﻳﺒﻴﺔ ﻓﻼﺑﺪ ﻣﻦ ﻣﻌﺮﻓﺔ ﻣﻘﺎﻳﻴﺲ ﺍﻟﻮﺍﻗﻊ ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ‬ ‫ﻭﺍﻻﻗﺘﺼﺎﺩﻳﺔ ﻭ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ ﻭﻣﺆﺷﺮﺍﺕ ﻫﺬﻩ ﺍﳌﻘﺎﻳﻴﺲ ﻭﻟﻮ ﺑﺸﻲﺀ ﻣﻦ ﺍﻹﲨﺎﻝ.‬ ‫ﻓﻠﻨﺒﺪﺃ ﺍﻭﻻ ﺑﺎﻟﻜﺸﻒ ﻋﻦ ﻫﻮﻳﺔ ﺍﻟﻮﺍﻗﻊ ﻭ ﻣﺎ ﺗﻴﺴﺮ ﻟﻨﺎ ﻣﻨﻪ.‬ ‫ﻣﻘﻴﺎﺱ ﺍﻟﻮﺍﻗﻊ ﺍﻻﻗﺘﺼﺎﺩﻱ :‬ ‫ﺇﻥ ﺍﻟﺘﻨﻤﻴﺔ ﻭﺍﻟﺘﻘﺪﻡ ﳍﻤﺎ ﻣﺆﺷﺮﺍﺕ ﻭﺃﺭﻗﺎﻡ ﻃﺒﻘﺎ ﳌﻌﺎﻳﲑ ﻭﻣﻘﺎﻳﻴﺲ ﻣﺘﻌﺎﺭﻑ ﻋﻠﻴﻬﺎ. ﻭﻃﺒﻘﺎ‬ ‫ﳍﺬﻩ ﺍﻷﺭﻗﺎﻡ ﻳﺼﻨﻒ ﺍﻻﻗﺘﺼﺎﺩﻳﻮﻥ ﺑﻠﺪﺍﻥ ﺍﻟﻌﺎﱂ ﺇﱃ ﳎﻤﻮﻋﺎﺕ ﺑﻠﺪﺍﻥ ﻣﺘﻘﺪﻣﺔ ﻭ ﺃﺧﺮﻱ ﻧﺎﻣﻴﺔ‬ ‫ﻭﺃﺧﺮﻱ ﻓﻘﲑﺓ. ﻭﺇﺫﺍ ﺗﺎﺑﻌﻨﺎ ﻧﺼﻴﺐ ﺍﻟﻔﺮﺩ ﰲ ﻣﺼﺮ ﻣﻦ ﺍﻹﻧﺘﺎﺝ ﺍﻟﻘﻮﻣﻲ ﻣﻨﺬ ﻋﺎﻡ ٤٧٩١ ﻭﺣﱴ‬ ‫ﺍﻵﻥ ﳒﺪ ﺣﻘﻴﻘﺔ ﻣﺆﳌﺔ ﺃﻧﻪ ﺧﻼﻝ ﺍﻟﻌﺸﺮ ﺳﻨﻮﺍﺕ ﻣﻦ ٨٨٩١ ﻭ ﺣﱴ ﻋﺎﻡ ٧٩٩١ ﱂ ﻳﻄﺮﺃ ﳕﻮ‬ ‫ﺣﻘﻴﻘﻲ ﰲ ﺩﺧﻞ ﺍﻟﻔﺮﺩ. ﻭﻣﺎﺯﺍﻟﺖ ﻣﺼﺮ ﲢﺘﻞ ﺍﳌﺮﺗﺒﺔ ٧٢١ ﰲ ﺍﻟﻌﺎﱂ ﻭ ﺗﺼﻨﻒ ﰲ ﻗﺎﻉ ﺍﻟﺸﺮﳛﺔ‬ ‫ﺍﹶُﺴﻔﻠﻰ ﻟﻠﺒﻠﺪﺍﻥ ﺍﻟﻨﺎﻣﻴﻪ. ﰒ ﺃﺩﻯ ﺍﻻﻧﻜﻤﺎﺵ ﺍﻻﻗﺘﺼﺎﺩﻱ ﺍﻟﻌﺎﳌﻲ ﻣﻨﺬ ﻋﺎﻡ ٠٠٠٢ ﻭ ﺗﺮﺍﺟﻊ ﻗﻴﻤﺔ‬ ‫ُﻟ‬ ‫ﺍﳉﻨﻴﻪ ﺃﻣﺎﻡ ﺍﻟﺪﻭﻻﺭ ﺍﻻﻣﺮﻳﻜﻰ ﺇﱃ ﺗﺪﻫﻮﺭ ﺳﺮﻳﻊ ﰲ ﻣﺘﻮﺳﻂ ﺩﺧﻞ ﺍﻟﻔﺮﺩ ﻣﻦ ٠٧٥١ ﺩﻭﻻﺭ ﻋﺎﻡ‬ ‫٠٠٠٢ ﺇﱃ ٩٧١١ ﺩﻭﻻﺭ ﻣﻊ ‪‬ﺎﻳﺔ ٣٠٠٢ ﻭﻣﺎﺯﺍﻝ ٣٢% ﻣﻦ ﺍﻟﺴﻜﺎﻥ ﻋﻠﻰ ﺍﻷﻗﻞ ﻳﻌﻴﺸﻮﻥ‬ ‫ﲢﺖ ﺧﻂ ﺍ ﻟﻔﻘﺮ ﺑﺎﳌﻘﺎﻳﻴﺲ ﺍﻟﻌﺎﳌﻴﺔ. ﻭ ﺍﻟﻔﺎﺭﻕ ﺍﻵﻥ ﺑﲔ ﻣﺘﻮﺳﻂ ﺩﺧﻞ ﺍﳌﺼﺮ ﻱ ﻭﻏﲑﻩ ﰱ ﺍ ﻟﺒﻼﺩ‬ ‫ﺍﳌﺘﻘﺪﻣﺔ ﻫﻮ ٣٢ ﺃﻟﻒ ﺩﻭﻻﺭ. ﻭ ﺇ ﺫﺍ ﻇﻠﺖ ﻣﻌﺪﻻﺕ ﺍﻟﺘﻨﻤﻴﺔ ﲟﺼﺮ ﻻ ﺗﺘﻌﺪﻯ ٥% ﻓﺈﻥ ﺍﻟﻔﺠﻮﺓ‬ ‫ﺳﺘﺰﺩﺍﺩ ﺍﺗﺴﺎﻋﺎ ﲟﺮﻭﺭ ﺍﻟﻮﻗﺖ ﻭ ﺳﺘﺼﻞ ﺇﱃ ﺃﻛﺜﺮ ﻣﻦ ٥٦ ﺃﻟﻒ ﺩﻭﻻﺭ ﲝﻠﻮﻝ ﻋﺎﻡ ٥٤٠٢.‬ ‫ﻭﺳﻨﺘﻄﺮﻕ ﺇﱃ ﻣﺰﻳﺪ ﻣﻦ ﺍﻟﺘﻔﺼﻴﻞ ﰲ ﺍﻟﻔﺼﻞ ﺍﻟﺜﺎﱐ.‬ ‫)٨(‬
  • 12. ‫ﺍﻟﺒﺎﺏ ﺍﻷﻭﻝ : ﺍﻟﻮﺍﻗﻊ ﻭﺍﻟﺘﺤﺪﻱ‬ ‫ﻣﻘﻴﺎﺱ ﺍﻹﺳﺘﺮﺍﺗﻴﺠﻴﺔ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﺔ ﻭﺍﻟﻌﺴﻜﺮﻳﺔ :‬ ‫ﺍﻟﺘﺒﻌﻴﺔ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ ﻣﺆﺷﺮ ﻟﻠﺴﻴﺎﺳﺔ ﺍﻟﻌﻠﻴﺎ ﻳﻘﺎﺱ ﲟﺪﻯ ﺑﻌﺪ ﺃﻭ ﺇﺧﻔﺎﻕ ﻗﺮﺍﺭﺍﺕ ﺍﻟﺪﻭﻟﺔ ﰲ‬ ‫ﲢﻘﻴﻖ ﻣﺼﺎﱀ ﺁﻣﻨﻬﺎ ﺍﻟﻘﻮﻣﻲ. ﻓﺈﺫﺍ ﻛﺎﻧﺖ ﻣﺘﻄﻠﺒﺎﺕ ﺍﻷﻣﻦ ﺍﻟﻘﻮﻣﻲ ﻟﺪﻭﻟﺔ ﺃﻥ ﺗﻘﻴﻢ ﻋﻼﻗﺎﺕ ﺛﻨﺎﺋﻴﺔ‬ ‫ﻣﻊ ﺩﻭﻟﺔ ﺃﺧﺮﻯ ﺃﻭ ﺍﻟﺪﺧﻮﻝ ﰲ ﲢﺎﻟﻔﺎﺕ ﺃﻭ ﲡﻤﻴﻊ ﺇﻣﻜﺎﻧﻴﺎ‪‬ﺎ ﻟﺘﻄﻮﻳﺮ ﺃﺳﻠﺤﺘﻬﺎ ﺍﻻﺳﺘﺮﺍﺗﻴﺠﻴﺔ‬ ‫ﻭﺍﻟﺘﻜﺘﻴﻜﻴﺔ ﰒ ﱂ ﻳﺘﺤﻘﻖ ﻫﺬﺍ ﺍﻷﻣﺮ ﻟﻴﺲ ﻛﻨﺘﻴﺠﺔ ﻋﺪﻡ ﻭﻋﻰ ﳌﻘﺮﺭﻱ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﺔ ﺍﻟﻌﻠﻴﺎ ﺃﻭ ﺇﺧﻔﺎﻕ‬ ‫ﺍﳉﻬﺎﺯ ﺍﳌﺴﺌﻮﻝ ﻓﻬﻮ ﻟﻨﺎ ﺩﻟﻴﻞ ﻋﻠﻰ ﺗﻌﺎﺭﺽ ﻣﺒﺎﺷﺮ ﻣﻊ ﺍﳌﺼﺎﱀ ﺍﻷﻣﻨﻴﺔ ﻭﻻ ﻧﻌﺘﻘﺪ ﺃﻥ ﻳﻜﻮﻥ ﺍﳊﺎﻝ‬ ‫ﻫﻜﺬﺍ ﺇﻻ ﺇﺫﺍ ﻛﺎﻧﺖ ﺍﻟﺘﺒﻌﻴﺔ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ ﻗﺎﺋﻤﺔ ﻓﺘﻤﻠﻲ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺴﺎﺳﺔ ﺍﻟﺘﺎﺑﻌﲔ ﻣﺎ ﳛﻘﻖ ﻣﺼﺎﱀ ﺍﳌﺘﺒﻮﻉ‬ ‫ﻻ ﻣﺼﺎﱀ ﺍﻟﻮﻃﻦ.‬ ‫ﻭ ﱠﻌﺖ ﻣﺼﺮ ﻋﻠﻰ ﻣﻌﺎﻫﺪﺓ ﻣﻨﻊ ﺍﻧﺘﺸﺎﺭ ﺃﺳﻠﺤﺔ ﺍﻟﺪﻣﺎﺭ ﺍﻟﺸﺎﻣﻞ، ﻣﻊ ﺍﻟﻌﻠﻢ ﺇﻥ ﻋﺪﻭﻫﺎ‬ ‫ﻗ‬ ‫ﺍﻷﻭﻝ ﳝﺘﻠﻚ ﻋﺪﺩﺍ ﻫﺎﺋﻼ ﻣﻦ ﻫﺬﻩ ﺍﻷﺳﻠﺤﺔ ﻳﻬﺪﺩ ﺑﻪ ﺍﳊﻴﺎﺓ ﻭﺍﻟﺒﻨﻴﺔ ﺍﻟﺘﺤﺘﻴﺔ ﰲ ﺑﻠﺪﻧﺎ ﺍﻟﻄﻴﺐ.‬ ‫ﻭﻫﺬﻩ ﺍﻷﺳﻠﺤﺔ ﻟﻴﺴﺖ ﻓﻘﻂ ﻗﺎﺩﺭﺓ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻮﺻﻮﻝ ﺇﱃ ﺍﻟﻌﺎﺻﻤﺔ ﻭﻟﻜﻦ ﺇﱃ ﻋﻤﻖ ﻣﺼﺮ. ﻭ ﻣﺎ ﺯﻟﻨﺎ‬ ‫ﻧﺴﻤﻊ ﺑﲔ ﺣﲔ ﻭﺁﺧﺮ ‪‬ﺪﻳﺪﺍﺕ ﺻﺮﳛﺔ ﻣﻦ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻴﲔ ﺍﻹﺳﺮﺍﺋﻴﻠﻴﲔ ﺑﻀﺮﺏ ﺍﻟﺴﺪ ﺍﻟﻌﺎﱄ‬ ‫ﻹﺣﺪﺍﺙ ﻛﺎﺭﺛﺔ ﺩﻣﻮﻳﺔ ﻭﺑﻴﺌﻴﺔ ﰲ ﻣﺼﺮ. ﺇﻥ ﻣﺼﲑ ﺃﻣﺘﻨﺎ ﻻ ﳝﻜﻦ ﺃﻥ ﻧﻘﺎﻣﺮ ﺑﻪ ﻣﻘﺎﺑﻞ ﻣﻌﻮﻧﺎﺕ‬ ‫ﻣﺸﺮﻭﻃﺔ، ﺃﻭ ﻣﻘﺎﺑﻞ ﺗﻌﻬﺪ ﻣﻦ ﺍﻹﺩﺍﺭﺓ ﺍﻷﻣﺮﻳﻜﻴﺔ ﻣﺮﻫﻮﻥ ﺑﺎﳌﺰﺍﺝ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻲ ﺍﻟﺪﺍﺧﻠﻲ ﺍﻷﻣﺮﻳﻜﻲ‬ ‫ﻭﺿﻐﻮﻁ ﺍﻟﻠﻮﰊ ﺍﻟﻴﻬﻮﺩﻱ ﺍﻷﻣﺮﻳﻜﻲ. ﺃﻣﺎ ﺇﺫﺍ ﻭﻗﻊ ﺍﻟﻌﺪﻭ ﻋﻠﻰ ﻣﻌﺎﻫﺪﺓ ﻋﺪﻡ ﻧﺸﺮ ﺃﺳﻠﺤﺔ ﺍﻟﺪﻣﺎﺭ‬ ‫ﺍﻟﺸﺎﻣﻞ ﻭﲣﻠﺺ ﻣﻦ ﺗﺮﺳﺎﻧﺘﻪ ﺍﳊﺎﻟﻴﺔ ﻓﻴﺼﺒﺢ ﺍﻟﺘﻜﺎﻓﺆ ﺍﻻﺳﺘﺮﺍﺗﻴﺠﻲ ﻣﺘﻮﺍﺟﺪﺍ. ﺃﻣﺎ ﺇﺫﺍ ﺍﺣﺘﻔﻆ ﺍﻟﻌﺪﻭ‬ ‫ﻟﻨﻔﺴﻪ ‪‬ﺬﺍ ﺍ ﻟﺘﻔﻮﻕ ﺍﻻﺳﺘﺮﺍﺗﻴﺠﻲ ﻓﻤﻦ ﺍﻟﺴﺬﺍﺟﺔ ﺃ ﻻ ﻧﺒﺤﺚ ﻋﻦ ﺑﺪﺍﺋﻞ ﺗﺼﺤﺢ ﻫﺬﺍ ﺍﳋﻠﻞ‬ ‫ﺍﻻﺳﺘﺮﺍﺗﻴﺠﻲ.‬ ‫ﻭﻋﻠﻰ ﺻﻌﻴﺪ ﺍﻟﺘﺒﻌﻴﺔ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ ﺍﻟﻔﺎﺿﺤﺔ ﻣﺎ ﺣﺪﺙ ﻋﻨﺪﻣﺎ ﺑﺎﺩﺭﺕ ﺇﻳﺮﺍﻥ ﻣﻨﺬ ﺳﻨﻮﺍﺕ‬ ‫ﺑﻄﻠﺐ ﺇﻋﺎﺩﺓ ﺍﻟﻌﻼﻗﺎﺕ ﺍﻟﺪﺑﻠﻮﻣﺎﺳﻴﺔ ﺍﻟﺸﺎﻣﻠﺔ ﻣﻊ ﻣﺼﺮ ﻭﻟﻜﻦ ﱂ ﺗﺴﺘﺠﺐ ﳍﺎ ﺍﻟﺪﺑﻠﻮﻣﺎﺳﻴﺔ ﺍﳌﺼﺮﻳﺔ‬ ‫ﰲ ﻛﻞ ﻣﺮﺓ. ﻣﻊ ﺍﻟﻌﻠﻢ ﺃﻥ ﺇﻳﺮﺍﻥ ﻗﻄﺐ ﻣﻦ ﺃﻗﻄﺎﺏ ﺍﻟﺸﺮﻕ ﺍﻷﻭﺳﻂ ﻭﳒﺤﺖ ﰲ ﺇﺭﺳﺎﺀ ﻗﺎﻋﺪﺓ‬ ‫)٩(‬
  • 13. ‫ﺍﻟﺒﺎﺏ ﺍﻷﻭﻝ : ﺍﻟﻮﺍﻗﻊ ﻭﺍﻟﺘﺤﺪﻱ‬ ‫ﺻﻨﺎﻋﻴﺔ ﻋﺴﻜﺮﻳﺔ ﻭﺗﻜﻨﻮﻟﻮﺟﻴﺔ، ﻭﳍﺎ ﻣﻮﻗﻒ ﻗﻮﻯ ﻣﺆﻳﺪ ﺍﻟﻘﻀﻴﺔ ﺍﻟﻔﻠﺴﻄﻴﻨﻴﺔ ﻭﻣﺎﺯﺍﻟﺖ ﺗﺴﺘﻀﻴﻒ‬ ‫ﳑﺜﻠﲔ ﻟﻔﺼﺎﺋﻞ ﺍﳌﻘﺎﻭﻣﺔ ﺍﻟﻔﻠﺴﻄﻴﻨﻴﺔ. ﻭﻋﺪﺍﺋﻬﺎ ﻟﻌﺪﻭﻧﺎ ﻇﺎﻫﺮ ﻭﻛﺎﻧﺖ ﻭﻣﺎﺯﺍﻟﺖ ﺗﺪﻋﻢ ﺍﳌﻘﺎﻭﻣﺔ‬ ‫ﺍﻟﻠﺒﻨﺎﻧﻴﺔ ﰲ ﺟﻨﻮﺏ ﻟﺒﻨﺎﻥ. ﻭﺑﻌﺪ ﺍﻟﺰﻟﺰﺍﻝ ﺍﻟﻘﺎﺻﻢ ﺍﻟﺬﻱ ﺿﺮﺏ ﺇﻳﺮﺍﻥ ﰲ ‪‬ﺎﻳﺔ ﻋﺎﻡ ٣٠٠٢ ﺃﺭﺳﻠﺖ‬ ‫ﺍﻟﻮﻻﻳﺎﺕ ﺍﳌﺘﺤﺪﺓ ﻣﺴﺎﻋﺪﺍﺕ ﺇﻧﺴﺎﻧﻴﺔ ﻹﻳﺮﺍﻥ ﻣﻊ ﻛﺜﲑ ﻣﻦ ﺍﻟﺪﻭﻝ ﺍﻷﺧﺮﻯ ﻭﻟﻜﻦ ﺃﻳﻀﺎ ﺃﺑﺪﺕ‬ ‫ﺭﻏﺒﺘﻬﺎ ﰲ ﺇﺭﺳﺎﻝ ﻭﻓﺪ ﺭﻓﻴﻊ ﺍﳌﺴﺘﻮﻯ ﻹﻳﺮﺍﻥ ﻟﺒﺪﺀ ﺣﻮﺍﺭ ﺩﺑﻠﻮﻣﺎﺳﻲ ﺑﻌﺪ ﺍﻧﻘﻄﺎﻉ ﺩﺍﻡ ﻋﻘﻮﺩ.‬ ‫ﻭﺍﻟﻐﺮﻳﺐ ﺃﻥ ﻣﺼﺮ ﱂ ﺗﺴﺘﺠﻴﺐ ﳌﺒﺎﺩﺭﺓ ﺇﻳﺮﺍﻧﻴﺔ ﻛﺎﻧﺖ ﻗﺪ ﻃﺮﺣﺖ ﻋﻠﻰ ﻃﺎﻭﻟﺔ ﺃﺣﺪ ﺍﳌﺆﲤﺮﺍﺕ ﻗﺒﻞ‬ ‫ﻭﻗﻮﻉ ﺍﻟﺰﻟﺰﺍﻝ ﺑﺄﻳﺎﻡ ﻭﻟﻜﻦ ﺑﺪﺃﺕ ﺗﺴﺘﺠﻴﺐ ﻣﺒﺎﺷﺮﺓ ﺑﻌﺪ ﺇﺑﺪﺍﺀ ﺍﻟﻮﻻﻳﺎﺕ ﺍﳌﺘﺤﺪﺓ ﻟﺮﻏﺒﺘﻬﺎ ﰲ ﻓﺘﺢ‬ ‫ﻗﻨﻮﺍﺕ ﺍﳊﻮﺍﺭ ﺍﻟﺪﺑﻠﻮﻣﺎﺳﻲ ﻣﻊ ﺇﻳﺮﺍﻥ. ﰒ ﺗﻮﻗﻔﺖ ﻫﺬﻩ ﺍﳌﺒﺎﺩﺭﺓ ﺍﳌﺼﺮﻳﺔ ﻣﺮﺓ ﺃﺧﺮﻱ ﺗﺰﺍﻣﻨﺎ ﻣﻊ‬ ‫ﺍﻟﺘﺒﺎﻃﺆ ﺍﻷﻣﺮﻳﻜﻲ ﰲ ﺇﻋﺎﺩﺓ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻌﻼﻗﺎﺕ.‬ ‫ﻭﻣﺆﺷﺮ ﺁﺧﺮ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺘﺒﻌﻴﺔ ﻫﻮ ﺍﻧﻜﻤﺎﺵ ﺩﻭﺭ ﻣﺼﺮ ﰲ ﻗﻴﺎﺩﺓ ﺯﻣﺎﻡ ﺍﻷﻣﻮﺭ ﰲ ﻗﻀﻴﺔ‬ ‫ﺍﻟﺼﺮﺍﻉ ﺍﻟﻌﺮﰊ ﺍﻹﺳﺮﺍﺋﻴﻠﻲ، ﻣﻊ ﺍﻟﻌﻠﻢ ﺃﻥ ﺇﺳﺮﺍﺋﻴﻞ ﺍﻧﺘﻬﻜﺖ ﺍﺗﻔﺎﻗﻴﺔ ﺍﻟﺴﻼﻡ ﺍﳌﱪﻣﺔ ﻣﻊ ﻣﺼﺮ ﻭﺃﻥ‬ ‫ﺫﺭﻳﻌﺔ ﺍﻟﺴﻼﻡ ﻗﺪ ﻃﻮ‪‬ﺎ ﺇﺳﺮﺍﺋﻴﻞ ﻣﻨﺬ ﺯﻣﻦ. ﻓﻠﻤﺎﺫﺍ ﺍﻟﺘﻤﺴﻚ ‪‬ﺬﻩ ﺍﻟﺬﺭﻳﻌﺔ ﻣﻦ ﻃﺮﻑ ﻭﺍﺣﺪ؟.‬ ‫ﻓﺄﺻﺒﺤﺖ ﻣﺼﺮ ﺗﻠﻌﺐ ﺩﻭﺭ ﺍﻟﻮﺳﻴﻂ ﻭﲢﺎﰉ ﺍﻟﻄﺮﻓﲔ ﻭ ﻛﺄﻥ ﺍﳌﻌﺘﺪﻯ ﺍﳌﻐﺘﺼﺐ ﻟﻔﻠﺴﻄﲔ ﻫﻮ‬ ‫ﺍﻟﻀﺤﻴﺔ ﻭﻣﻘﺎﻭﻣﺔ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺸﻌﺐ ﺍﻟﺒﺎﺳﻞ ﻫﻲ ﺍﻋﺘﺪﺍﺀ.‬ ‫ﻭﺍﻧﻌﺪﺍﻡ ﻭﺳﺎﺋﻞ ﺍﻟﺮﺩﻉ ﻭﺍﻟﻀﻐﻂ ﻳﺆﺩﻯ ﺇﱃ ﻋﺠﺰ ﺍﻟﻘﺪﺭﺓ ﻋﻠﻰ ﺍﳌﻨﺎﻭﺭﺓ ﰲ ﺃﻱ ﻋﻤﻠﻴﺎﺕ‬ ‫ﺗﻔﺎﻭﺽ. ﻭﻗﺪﺭﺓ ﺍﳋﺎﺭﺟﻴﺔ ﺍﳌﺼﺮﻳﺔ ﰲ ﺍﻟﺘﻔﺎﻭﺽ ﺃﺻﺒﺤﺖ ﻣﺮﺗﺒﻄﺔ ﺑﺎﻷﺟﻮﺍﺀ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ ﰲ ﺇﺩﺍﺭﺍﺕ‬ ‫ﺣﻜﻮﻣﺎﺕ ﻏﲑ ﻋﺮﺑﻴﺔ ﻭﳝﻜﻦ ﺇﺭﺑﺎﻙ ﻫﺬﻩ ﺍﳌﻔﺎﻭﺿﺎﺕ ﻓﺘﺘﻌﻄﻞ ﺃﻭ ﺗﺴﺘﻤﺮ ﺣﺴﺐ ﺍﻷﺟﻮﺍﺀ ﰲ ﻫﺬﻩ‬ ‫ﺍﻹﺩﺍﺭﺍﺕ. ﻭﻫﺬﻩ ﺍﻟﻘﻀﻴﺔ ﻻ ﲤﺲ ﺍﻟﺸﻌﺐ ﺍﻟﻔﻠﺴﻄﻴﲏ ﻭﺣﺪﻩ ﺑﻞ ﲤﺲ ﻣﺼﲑ ﺷﻌﺐ ﻣﺼﺮ ﻭﺍﳌﻨﻄﻘﺔ‬ ‫ﺑﺄﺳﺮﻫﺎ.‬ ‫ﻣﻘﻴﺎﺱ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﺔ ﺍﻟﺪﺍﺧﻠﻴﺔ :‬ ‫- ﻣﺆﺷﺮ ﺍﳌﻤﺎﺭﺳﺔ ﺍﻟﺪﺳﺘﻮﺭﻳﺔ ﰲ ﺃﻣﻮﺭ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﺔ ﺍﻟﺪﺍﺧﻠﻴﺔ ﻳﻜﺸﻒ ﻟﻨﺎ ﻋﻦ ﻣﺼﺪﺍﻗﻴﺔ ﺍﳊﻜﻢ ﰲ‬ ‫ﺍﻟﺪﻭﻟﺔ، ﻧﻌﲎ ‪‬ﺬﺍ ﺍﻟﺘﺰﺍﻡ ﺍﳊﻜﻮﻣﺔ ﲟﻨﻊ ﺃﻱ ﻋﻤﻞ ﻳﻨﺘﺞ ﻋﻨﺔ ﺍﻧﺘﻬﺎﻙ ﻟﺪﺳﺘﻮﺭ ﺍﻟﺪﻭﻟﺔ ﻭﺃﻳﻀﺎ‬ ‫)٠١(‬
  • 14. ‫ﺍﻟﺒﺎﺏ ﺍﻷﻭﻝ : ﺍﻟﻮﺍﻗﻊ ﻭﺍﻟﺘﺤﺪﻱ‬ ‫ﺇﻟﺰﺍﻡ ﺍﳊﻜﻮﻣﺔ ﺑﺘﺼﺤﻴﺢ ﺃﻋﻤﺎﻝ ﻧﺘﺞ ﻋﻨﻬﺎ ﳐﺎﻟﻔﺎﺕ ﻟﺪﺳﺘﻮﺭ ﺍﻟﺪﻭﻟﺔ ﰲ ﻭﻗﺖ ﺳﺎﺑﻖ.‬ ‫ﻭﻳﺪﺧﻞ ﲢﺖ ﻫﺬﺍ ﺃﻋﻤﺎﻝ ﲢﺪ ﻣﻦ ﺍﳊﺮﻳﺎﺕ ﺍﻟﱵ ﻳﻜﻔﻠﻬﺎ ﺍﻟﺪﺳﺘﻮﺭ ﻟﻠﻔﺮﺩ ﻭﺇﺻﺪﺍﺭ ﻗﻮﺍﻧﲔ‬ ‫ﳐﺎﻟﻔﺔ ﻟﻠﺪﺳﺘﻮﺭ ﻳﺘﺴﺒﺐ ﻋﻨﻬﺎ ﺃﺫﻯ ﻣﺎﺩﻱ ﻭﻣﻌﻨﻮﻱ ﻷﻓﺮﺍﺩ ﺍﻟﺸﻌﺐ ﻋﺎﻣﺔ ﺃﻭ ﻟﻔﺌﺔ ﻣﻨﻪ. ﻭﺇﺫﺍ‬ ‫ﺛﺒﺖ ﺫﻫﺎﺏ ﻣﺼﺪﺍﻗﻴﺔ ﺍﳊﻜﻢ ﻓﻠﻠﺸﻌﺐ ﺣﻖ ﺳﺤﺐ ﺍﻟﺜﻘﺔ ﻣﻦ ﺍﳊﻜﻮﻣﺔ.‬ ‫ﲨﻴﻊ ﻋﻨﺎﻭﻳﻦ ﺍﻟﺪﳝﻘﺮﺍﻃﻴﺔ ﻣﺘﻮﻓﺮﺓ ﲟﺼﺮ.‬ ‫-‬ ‫ﻓﺎﳊﻜﻢ ﺣﱴ ﺍﻵﻥ ﻻ ﻳﻮﺭﺙ ﻭﺇﻥ ﻃﺎﻟﺖ ﻣﺪﺗﻪ ﻭﻋﻤﻠﻴﺔ ﺇﻋﺎﺩﺓ ﺗﺮﺷﻴﺢ ﺍﻟﺮﺋﻴﺲ ﲡﺮﻱ‬ ‫ﺑﺎﻧﺘﻈﺎﻡ ﻭﺇﻥ ﻇﻬﺮﺕ ﻧﻔﺲ ﺍﻟﻨﺘﺎﺋﺞ ﺍﳌﺮﺓ ﺗﻠﻮ ﺍﳌﺮﺓ ﻣﺘﺤﺪﻳﺔ ﻗﻮﺍﻧﲔ ﺍﻻﺣﺘﻤﺎﻻﺕ.‬ ‫ﻭﺍﻧﺘﺨﺎﺑﺎﺕ ﳎﻠﺲ ﺍﻟﺸﻌﺐ ﻭﳎﻠﺲ ﺍﻟﺸﻮﺭﻯ ﲡﺮﻱ ﺑﺎﻧﺘﻈﺎﻡ ﻭﺇﻥ ﺗﺪﺧﻠﺖ ﺍﳊﻜﻮﻣﺔ ﰲ‬ ‫ﲢﺪﻳﺪ ﻧﺘﺎﺋﺠﻬﺎ ﺑﺸﻜﻞ ﺳﺎﻓﺮ ﻓﻼ ﻳﻔﻮﺯ ﺇﻻ ﻣﻦ ﺗﺮﻳﺪ ﻟﻪ ﺍﻟﻔﻮﺯ ﻭﺇﻥ ﺿﺮﺏ ﻣﻦ ﺍﻟﻨﺎﺧﺒﲔ‬ ‫ﻣﻦ ﺿﺮﺏ، ﻓﻴﺰﻳﺪ ﲪﻞ ﻭﺯﺍﺭﺓ ﺍﻟﺸﺆﻭﻥ ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ ﻭﺍﳉﻤﻌﻴﺎﺕ ﺍﳋﲑﻳﺔ ﺑﺄﺻﺤﺎﺏ‬ ‫ﺍﻟﻌﺎﻫﺎﺕ ﺍﳉﺪﺩ. ﻭﻋﻠﻰ ﺍﻟﻨﺎﺧﺒﲔ ﺍﻟﻌﺎﻣﻠﲔ ﺑﺎﳊﻜﻮﻣﺔ ﻃﻠﺐ ﺑﺪﻝ "ﺿﺮﺏ"، ﻭ ﺃﻣﺎ ﻏﲑﻫﻢ‬ ‫ﻓﻠﻬﻢ ﺍﻟﻌﻮﺽ ﻣﻦ ﺃﻫﻞ ﺍﳋﲑ.‬ ‫ﻭﺍﳊﻴﺎﺓ ﺍﻟﻨﻴﺎﺑﻴﺔ ﺗﺘﺴﻢ ﺑﺘﻌﺪﺩﻳﺔ ﰲ ﺃﺣﺰﺍﺏ ﺍﳌﻌﺎﺭﺿﺔ ﻭﺇﻥ ﱂ ﻳﻨﺠﺢ ﺣﺰﺏ ﻣﻌﺎﺭﺽ ﻃﻮﺍﻝ‬ ‫ﻋﻘﺪﻳﻦ ﻣﻦ ﺍﻟﺰﻣﺎﻥ ﺃﻭ ﺃﻛﺜﺮ ﰲ ﺃﻥ ﻳﺼﺒﺢ ﺣﺰﺏ ﺍﻷﻏﻠﺒﻴﺔ. ﻓﺘﺪﺍﻭﻝ ﺍﻷﻏﻠﺒﻴﺔ ﻣﺜﻞ ﺗﺪﺍﻭﻝ‬ ‫ﺍﻟﺴﻠﻄﺔ ﺃﻣﺮ ﺍﻧﻘﺮﺽ ﻭﺑﺎﺩ ﰲ ﻭﺍﻗﻌﻨﺎ ﺍﻟﻌﺮﰊ.‬ ‫ﻭﺣﺮﻳﺔ ﺍﻟﺮﺃﻱ ﻣﻮﺟﻮﺩﺓ ﺃﻳﻀﺎ ﻓﺼﺤﻒ ﺍﳌﻌﺎﺭﺿﺔ ﺗﻮﺯﻉ ﻭﺇﻥ ﺻﻮﺩﺭ ﻣﻨﻬﺎ ﻣﺎ ﺻﻮﺩﺭ.‬ ‫ﻭﺍﻟﺬﻫﺎﺏ ﺇﱃ ﺻﻨﺎﺩﻳﻖ ﺍﻻﻗﺘﺮﺍﻉ ﺃﺻﺒﺢ ﻓﻴﻪ ﳎﺎﺯﻓﺔ ﻋﻠﻰ ﺣﻴﺎﺓ ﺍﻟﻨﺎﺧﺐ ﻭﻧﺴﺘﻌﺠﺐ ﺃﻫﻲ‬ ‫ﺻﻨﺎﺩﻳﻖ ﺍﻗﺘﺮﺍﻉ ﺃﻡ ﺗﻘﺮﻳﻊ ﻋﻠﻰ ﻣﻦ ﻳﺮﻳﺪ ﺃﻥ ﻳﻜﻮﻥ ﻟﻪ ﺭﺃﻯ ﺣﺮ؟‬ ‫ﻭﻧﺘﺴﺎﺀﻝ ﺃﻫﺬﻩ ﺩﳝﻘﺮﺍﻃﻴﺔ ﺟﺪﻳﺪﺓ ﺃﻡ ﺩﳝﻘﺮﺍﻃﻴﺔ ﻣﻊ ﺇﻳﻘﺎﻑ ﺍﻟﺘﻨﻔﻴﺬ؟ ﻣﺜﻞ ﺃﺣﻜﺎﻡ ﺍﻟﻘﻀﺎﻳﺎ‬ ‫-‬ ‫ﺍﳌﺪﻧﻴﺔ ﺣﱪ ﻋﻠﻰ ﻭﺭﻕ. ﺃﻡ ﻫﻲ ﺯﺧﺮﻓﺔ ﺳﻴﺎﺳﻴﺔ ﻟﺘﺠﻤﻴﻞ ﺍﻟﻮﺟﻬﺔ ﰲ ﺍﳋﺎﺭﺝ؟ ﺃﻡ ﺑﺒﺴﺎﻃﺔ‬ ‫ﻭﺍﻗﻊ ﻣﺰﻳﻒ ﻳﻔﺘﻘﺮ ﻟﻠﻤﺼﺪﺍﻗﻴﺔ؟.‬ ‫)١١(‬
  • 15. ‫ﺍﻟﺒﺎﺏ ﺍﻷﻭﻝ : ﺍﻟﻮﺍﻗﻊ ﻭﺍﻟﺘﺤﺪﻱ‬ ‫ﻣﻘﻴﺎﺱ ﺍﻟﻮﺍﻗﻊ ﺍﻟﺜﻘﺎﰲ ﻭﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻲ :‬ ‫ﺍﻟﺮﺻﺪ ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻲ ﺇﺣﺪﻯ ﻃﺮﻕ ﺍﻟﺘﺤﻠﻴﻞ ﺍﻟﻜﻴﻔﻲ ﳉﻤﻊ ﻣﻌﻠﻮﻣﺎﺕ ﻋﻦ ﺛﻘﺎﻓﺔ ﻭﺳﻠﻮﻛﻴﺎﺕ ﺃﻱ‬ ‫ﳎﺘﻤﻊ ﺇﻧﺴﺎﱐ. ﻭﻣﻦ ﺧﻼﻝ ﺍﻻﺣﺘﻜﺎﻙ ﺍﳌﺒﺎﺷﺮ ﻣﻊ ﺷﺮﺍﺋﺢ ﳐﺘﻠﻔﺔ ﻣﻦ ﻫﺬﺍ ﺍﺠﻤﻟﺘﻤﻊ ﻭﺍﻟﺘﻌﺎﻣﻞ ﺍﳌﺒﺎﺷﺮ‬ ‫ﻣﻊ ﺃﻓﺮﺍﺩ ﻫﺬﺍ ﺍﺠﻤﻟﺘﻤﻊ ﻭﻣﺮﺍﻗﺒﺔ ﺍﻻﲡﺎﻩ ﺍﻹﻋﻼﻣﻲ ﺍﻟﻌﺎﻡ ﻟﻠﺪﻭﻟﺔ ﳝﻜﻦ ﻗﻴﺎﺱ ﺍﻟﻮﺍﻗﻊ ﺍﻟﺜﻘﺎﰲ‬ ‫ﻭﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻲ ﻋﻠﻰ ﺍﳌﺴﺘﻮﻯ ﺍﻹﲨﺎﱄ ﺑﺎﻻﺳﺘﻌﺎﻧﺔ ﲟﺆﺷﺮﺍﺕ ﻋﺎﻣﺔ ﺑﺪﻭﻥ ﺍﳋﻮﺽ ﰲ ﺍﻟﺘﻔﺼﻴﻼﺕ.‬ ‫ﻭﺳﻨﺒﺪﺃ ﻫﻨﺎ ﺑﻨﺎﺑﺬﺓ ﻋﻦ ﻇﺎﻫﺮﺓ ﺍﻻﻧﻜﻤﺎﺵ ﺍﻟﺜﻘﺎﰲ ﺍﻟﻘﻮﻣﻲ.‬ ‫ﺍﻻﻧﻜﻤﺎﺵ ﺍﻟﺜﻘﺎﰲ ﺍﻟﻘﻮﻣﻲ ﻣﺆﺷﺮ ﻧﺴﺘﺪﻝ ﺑﻪ ﻋﻠﻰ ﻣﺪﻯ ﺗﻘﺒﻞ ﻭﺍﺳﺘﻴﻌﺎﺏ ﺍﺠﻤﻟﺘﻤﻊ ﻟﺜﻘﺎﻓﺎﺕ‬ ‫ﺁﺗﺖ ﻣﻦ ﺍﳋﺎﺭﺝ ﲟﻌﲎ ﳑﺎﺭﺳﺔ ﻭﻣﻌﺎﻳﺸﺔ ﺍﻟﺒﻨﻴﺔ ﺃﻭ ﺍﻟﺘﻜﻮﻳﻦ ﺍﻟﺜﻘﺎﰲ ﺍﻟﻐﺮﻳﺐ ﺣﱴ ﻳﺘﺴﺎﻭﻯ ﻣﻊ ﺍﻟﺒﻨﻴﺔ‬ ‫ﺍﻟﻘﻮﻣﻴﺔ ﺃﻭ ﳛﻞ ﳏﻠﻬﺎ ﻭﻣﻦ ﻫﻨﺎ ﻳﺄﰐ ﺍﻟﺘﻘﻠﺺ ﺍﻟﺜﻘﺎﰲ ﻭﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻲ ﺍﶈﻠﻲ. ﻭﺗﺄﺗﻰ ﺍﻟﺜﻘﺎﻓﺎﺕ ﺍﻟﻐﺮﻳﺒﺔ‬ ‫ﺇﱃ ﺍﻟﺪﺍﺧﻞ ﻭﻫﺬﺍ ﻣﺎ ﻳﻌﺮﻑ ﺑﺎﻧﺘﺸﺎﺭ ﻭﺗﺪﺍﺧﻞ ﺍﻟﺜﻘﺎﻓﺎﺕ ﻣﻦ ﺧﻼﻝ ﺗﺄﺛﲑ ﻧﻔﲑ ﺍﻹﻋﻼﻡ ﺍﳋﺎﺭ ﺟﻲ‬ ‫ﻭﺍﻟﺪﺍﺧﻠﻲ ﻭﲪﻼﺕ ﺍﻟﺘﺒﺸﲑ ﻭﺍﻟﻐﺰﻭ ﺍﻟﻌﺴﻜﺮﻱ ﻭﺍﻟﺴﻴﺎﺣﺔ ﻭﺍﳍﺠﺮﺓ ﻭﺍﻻﺳﺘﻴﻄﺎﻥ ﻭﺍﻟﺜﻘﺎﻓﺔ ﺍﳌﻌﻠﺒﺔ‬ ‫ﻛﺎﻷﻓﻼﻡ ﺍﻟﺴﻨﻴﻤﺎﺋﻴﺔ ﻭﺍﳌﻄﺒﻮﻋﺎﺕ ﻭﺷﺒﻜﺎﺕ ﺍﻻﺗﺼﺎﻝ ﺃﻭ ﺍﻹﻧﺘﺮﻧﺖ. ﻭﻣﺎ ﻟﻔﺖ ﺃﻧﻈﺎﺭﻧﺎ ﻭﺯﺍﺩ ﰲ‬ ‫ﺣﺴﺮﺗﻨﺎ ﻇﻬﻮﺭ ﺻﺒﻴﺔ ﻭﺷﺒﺎﺏ ﻣﺼﺮﻳﲔ ﻳﻠﺒﺴﻮﻥ ﻗﻤﺼﺎﻥ ﻣﻄﺒﻮﻉ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﺃﻋﻼﻡ ﺩﻭﻝ ﺃﺟﻨﺒﻴﺔ ﻭﻇﻬﻮﺭ‬ ‫ﺑﻄﺎﻗﺎﺕ ﻣﻌﺎﻳﺪﺓ ﻟﻴﻮﻡ ﺍﻟﻘﺪﻳﺲ ﻓﺎﻟﻨﺘﺎﻳﻦ ﻭﻫﻮ ﻳﻮﻡ ﺍﳊﺐ ﻭﺍﻟﻐﺮﺍﻡ ﰲ ﺍﻟﻮﻻﻳﺎﺕ ﺍﳌﺘﺤﺪﺓ. ﻭ ﺍ ﻧﺘﺸﺎﺭ‬ ‫ﺍﳌﺮﺍﻗﺺ ﻭﺍﻧﻐﻤﺎﺱ ﺍﻟﺸﺒﺎﺏ ﻓﻴﻬﺎ ﻭﺍﻧﺸﻐﺎﻟﻪ ﰲ ﻣﺸﺎﻫﺪﺓ ﺍﻹﻋﻼﻡ ﺍﻟﺘﺮﻓﻴﻬﻲ ﺍﳌﺒﺘﺬﻝ ﺣﱴ ﺃﺻﺒﺢ ﻣﻐﻴﺒﺎ‬ ‫ﻋﻦ ﻣﺸﺎﻛﻞ ﻭﻃﻨﻪ. ﻭﻗﺪ ﺗﺮﺗﺐ ﻋﻠﻰ ﻫﺬﺍ ﺍﻻﻧﻜﻤﺎﺵ ﺍﻟﺜﻘﺎﰲ ﻇﻬﻮﺭ ﻋﺎﺩﺍﺕ ﻻ ﺃﺻﻞ ﳍﺎ ﰲ ﺍﺠﻤﻟﺘﻤﻊ‬ ‫ﺍﳌﺼﺮﻱ ﺍﳌﺴﻠﻢ.‬ ‫ﻭﻣﻦ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻣﻦ ﻳﺘﻤﺜﻞ ﺑﺎﻟﺜﻘﺎﻓﺔ ﺍﻟﻐﺮﺑﻴﺔ ﰲ ﺷﱴ ﺍﺠﻤﻟﺎﻻﺕ ﺍﻟﺜﻘﺎﻓﻴﺔ ﻭ ﻳﺘﺨﺬﻫﺎ ﻣﺮﺟﻌﻴﺔ ﰲ ﲨﻴﻊ‬ ‫ﺍﻟﺸﺆﻭﻥ ﺍﻟﺒﺸﺮﻳﺔ، ﻓﺘﺘﻌﺪﻯ ﺍﻟﺸﺆﻭﻥ ﺍﻟﻌﻠﻤﻴﺔ ﻭﺍﻟﻄﺒﻴﺔ ﻟﺘﺘﺴﻠﻞ ﺇﱃ ﺍﻷﻣﻮﺭ ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ ﻟﺘﺮﺳﻢ ﺣﻴﺎﺓ‬ ‫ﻟﻠﻔﺮﺩ ﻏﺮﻳﺒﺔ ﻋﻦ ﻭﺍﻗﻌﻨﺎ ﻭﺧﻠﻔﻴﺘﻨﺎ ﺍﻟﺪﻳﻨﻴﺔ ﻭﺍﻟﻘﻮﻣﻴﺔ. ﺑﻴﻨﻤﺎ ﻧﺮﻯ ﰲ ﺍﻟﻮﻻﻳﺎﺕ ﺍﳌﺘﺤﺪﺓ ﺗﺼﺎﻋﺪ‬ ‫ﺍﻟﻌﻘﻮﺑﺎﺕ ﻋﻠﻰ ﻣﻦ ﻳﻘﻮﺩ ﺳﻴﺎﺭﺓ ﻭﻫﻮ ﻣﺴﻤﻢ ﺑﺎﻟﻜﺤﻮﻝ، ﻭﺃﻳﻀﺎ ﺍﻻﺳﺘﻤﺮﺍﺭ ﰲ ﺗﺸﺪﻳﺪ ﺍﻟﻘﻮﺍﻧﲔ‬ ‫ﺍﻟﱵ ﲢﺪ ﻣﻦ ﺑﻴﻊ ﺍﳋﻤﻮﺭ ﻭﺍﻟﺴﺠﺎﺋﺮ ﻟﻠﺸﺒﺎﺏ ﻟﻠﺤﺪ ﻣﻦ ﺍﻧﺘﺸﺎﺭ ﻫﺬﻩ ﺍﻵﻓﺔ ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ ﺍﳋﻄﲑﺓ،‬ ‫ﻓﺈﻧﻨﺎ ﻧﺮﻯ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻨﻘﻴﺾ ﻣﻦ ﺫﻟﻚ ﰲ ﳎﺘﻤﻌﻨﺎ ﺍﺯﺩﻳﺎﺩ ﺍﻧﺘﺸﺎﺭ ﺍﳋﻤﻮﺭ ﻭﺗﻨﺎﻭﳍﺎ ﺑﲔ ﺍﻟﺸﺒﺎﺏ ﻭﰲ‬ ‫ﺍﶈﻼﺕ ﺍﻟﻌﺎﻣﺔ ﻣﻊ ﺗﺮﺍﺧﻲ ﻭﲣﺎﺫﻝ ﺍﳌﺴﺌﻮ ﻟﲔ ﰲ ﺍﲣﺎﺫ ﺍﻟﻘﻮﺍﻧﲔ ﻭﺍﻹﺟﺮﺍﺀﺍﺕ ﺍﻟﻼﺯﻣﺔ ﳊﻤﺎﻳﺔ‬ ‫)٢١(‬
  • 16. ‫ﺍﻟﺒﺎﺏ ﺍﻷﻭﻝ : ﺍﻟﻮﺍﻗﻊ ﻭﺍﻟﺘﺤﺪﻱ‬ ‫ﺍﻟﺸﺒﺎﺏ ﻣﻦ ﻫﺬﻩ ﺍﻵﻓﺎﺕ ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ ﺍﳋﻄﲑﺓ. ﻭﻣﺎ ﻳﺘﺮﺗﺐ ﻋﻠﻰ ﻫﺬﺍ ﺍﻻﻧﻜﻤﺎﺵ ﺍﻟﺜﻘﺎﰲ ﻫﻮ ﻃﻤﺲ‬ ‫ﻟﻠﻬﻮﻳﺔ.‬ ‫ﻭ ﳑﺎ ﻳﺰﻳﺪ ﺍﻟﻄﲔ ﺑﻠﺔ ﺃﻥ ﺗﺘﻔﺎﺧﺮ ﺍﻟﺪﻭﻟﺔ ﲟﻨﺘﺠﺎ‪‬ﺎ ﺍﶈﻠﻴﺔ ﻣﻦ ﺍﳋﻤﻮﺭ ﻭﺍﻟﺴﺠﺎﺋﺮ ﻭﺗﺴﻤﺢ‬ ‫ﺑﺄﻥ ﻳﺘﻨﺎﻭﳍﺎ ﺍﻟﺸﺒﺎﺏ ﺣﱴ ﰲ ﺍﻟﻨﻮﺍﺩﻱ ﺍﻟﺮﻳﺎﺿﻴﺔ. ﻫﺬﻩ ﺃﻣﻮﺭ ﺗﻨﺬﺭ ﺑﺄﻥ ﺍﻟﻮﺍﻗﻊ ﺍﳌﺼﺮﻱ ﺃﺻﺒﺢ ﳎﺘﻤﻌﺎ‬ ‫ﻣﺘﻠﻘﻴﺎ ﻟﻠﺜﻘﺎﻓﺎﺕ ﺍﻷﺟﻨﺒﻴﺔ ﺑﺪﻭﻥ ﻭﺳﺎﺋﻞ ﻟﻠﻔﺮﺯ ﻭﺍﻟﺘﻨﻘﻴﺔ ﺣﱴ ﻧﺄﺧﺬ ﻣﺎ ﻳﻨﻔﻊ ﻭﻧﺘﺮﻙ ﻣﺎ ﻻ ﻳﻨﻔﻊ. ﻭﻣﻦ‬ ‫ﺍﳌﻌﻮﻧﺎﺕ ﺍﻻﻗﺘﺼﺎﺩﻳﺔ ﻭﻣﻦ ﺍﳌﺸﺮﻭﻋﺎﺕ ﺍﳌﻘﺪﻣﺔ ﻣﻦ ﺍﻟﻐﺮﺏ ﻣﺎ ﻳﻬﺪﻑ ﺇﱃ ﺇﺣﺪﺍﺙ ﺗﻐﻴﲑ ﺛﻘﺎﰲ‬ ‫ﻭﺍﺟﺘﻤﺎﻋﻲ ﻳﻼﺋﻢ ﻣﺼﺎﳊﻬﻢ ﲜﺎﻧﺐ ﺍﺷﺘﺮﺍﻃﻬﻢ ﻟﻠﻮﻻﺀ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻲ.‬ ‫ﻭﻣﻦ ﺍﳌﺆﺳﻒ ﺃﻧﻪ ﻳﻮﺟﺪ ﺩﺍﺋﻤﺎ ﰲ ﳎﺘﻤﻌﺎﺕ ﺍﻟﺘﺒﻌﻴﺔ ﻓﺌﺔ ﺗﻨﺎﺻﺮ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺘﺒﻌﻴﺔ ﻭﺗﻌﺘﻘﺪ ﺇﻧﻪ ﻣﻦ ﺧﻼﻝ‬ ‫ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺘﺒﻌﻴﺔ ﳝﻜﻦ ﻏﻠﻖ ﺃﻱ ﻓﺠﻮﺍﺕ ﺑﲔ ﻫﺬﺍ ﺍﺠﻤﻟﺘﻤﻊ ﺍﻟﺘﺎﺑﻊ ﻭﺍﺠﻤﻟﺘﻤﻊ ﺍﳌﺘﺒﻮﻉ ﰲ ﺃﻱ ﳎﺎﻝ ﺇﻧﺴﺎﱐ.‬ ‫ﻭﳓﻦ ﻧﺮﻓﺾ ﺍﻟﺘﺒﻌﻴﺔ ﺍﶈﺪﻭﺩﺓ ﺃﻭ ﺍﳉﺰﺋﻴﺔ ﻓﻤﺎ ﺑﺎﻟﻚ ﺑﺎﻟﺘﺒﻌﻴﺔ ﺍﻟﺸﺎﻣﻠﺔ ﺍﳉﺎﻣﻌﺔ.‬ ‫ﳓﻦ ﻧﺆﻣﻦ ﺑﺎﻛﺘﺴﺎﺏ ﺍﳋﱪﺍﺕ ﻭﻣﻌﺮﻓﺔ " ﻛﻴﻒ ﻧﻔﻌﻞ ﻫﺬﺍ... " ﰒ ﺍﻟﺘﺤﺴﲔ ﻭﺍﻟﺘﻄﻮﻳﺮ‬ ‫ﻭﺍﻻﺑﺘﻜﺎﺭ ﺍﻟﺬﺍﰐ ﺍﳌﺴﺘﻘﻞ ﺍﻟﺬﻱ ﳛﺮﺭﻧﺎ ﻣﻦ ﺍﻟﺘﺒﻌﻴﺔ ﻭﻳﻔﺘﺢ ﻃﺮﻕ ﻟﻠﺮﻳﺎﺩﺓ ﺍﻟﻌﻠﻤﻴﺔ ﻭﺍﻟﺘﻜﻨﻮﻟﻮﺟﻴﺔ‬ ‫ﻭﺍﻟﺬﻱ ﺑﻪ ﻧﺘﻔﺎﺩﻯ "ﻻ ﻧﻨﺘﻈﺮ ﺣﱴ..." ﻧﺮﻯ ﻏﲑﻧﺎ ﻛﻴﻒ ﻳﻔﻌﻠﻮﻥ ﻫﺬﺍ ﺃﻭ ﺫﺍﻙ ﻭﻳﺴﺒﻘﻮﻧﻨﺎ ﺇﱃ‬ ‫ﺍﻟﺮﻳﺎﺩﺓ. ﻭﳓﻦ ﻻ ﻧﺆﻣﻦ ﲝﺠﺞ ﺃﻧﺼﺎﺭ ﺍﻟﺘﺒﻌﻴﺔ ﻛﺎﻓﺘﻘﺎﺭ ﻭﺍﻗﻌﻨﺎ ﺇﱃ ﺍﻟﺜﺮﻭﺓ ﺍﻟﺒﺸﺮﻳﺔ ﻣﻦ ﻋﻘﻮﻝ‬ ‫ﻭﺳﻮﺍﻋﺪ ﻭﺃﻣﻮﺍﻝ. ﻓﺄﻏﻠﺐ ﺍﻻﻛﺘﺸﺎﻓﺎﺕ ﺍﻟﻌﻠﻤﻴﺔ ﺍﻟﺘﺠﺮﻳﺒﻴﺔ ﺍﻟﱵ ﺃﺩﺕ ﺇﱃ ﻃﻔﺮﺍﺕ ﻋﻠﻤﻴﺔ ﲤﺖ ﰲ‬ ‫ﻣﻌﺎﻣﻞ ﳎﻬﺰﺓ ﲡﻬﻴﺰﺍ ﻣﺘﻮﺍﺿﻌﺎ ﲟﻘﺎﻳﻴﺲ ﺯﻣﻨﻬﻢ ﻛﻤﻌﻤﻠﻲ ﻓﺮﺍﺩﺍﻱ ﻭﻫﺮﺗﺰ ﺣﻴﺚ ﺍﻛﺘﺸﻔﺖ ﻇﻮﺍﻫﺮ‬ ‫ﺍﻟﻜﻬﺮﻭﻣﻐﻨﺎﻃﻴﺴﻴﺔ ﻭﻣﻌﻤﻠﻲ ﺑﺎﺳﺘﲑ ﻭﻓﻠﻤﻨﺞ ﺣﻴﺚ ﺍﻛﺘﺸﻔﺖ ﺍﳌﻴﻜﺮﻭﺑﺎﺕ ﻭﺍﻟﺒﻨﺴﻴﻠﲔ. ﻭﻛﻢ ﻣﻦ‬ ‫ﺻﻨﺎﻋﺎﺕ ﻭﺍﻛﺘﺸﺎﻓﺎﺕ ﻭﺗﻜﻨﻮﻟﻮﺟﻴﺔ ﺟﺪﻳﺪﺓ ﻗﺎﻣﺖ ﻋﻠﻰ ﺃﺳﺎﺱ ﻫﺬﻩ ﺍﻻﻛﺘﺸﺎﻓﺎﺕ ﻓﺰﺍﺩﺕ ﰲ‬ ‫ﻗﺴﻤﺔ ﺍﻟﻌﺎﱂ ﺇﱃ ﺻﻨﺎﻋﻲ ﺗﻜﻨﻮﻟﻮﺟﻲ ﻳﺮﺳﻢ ﻣﻌﺎﱂ ﺍﻟﺘﻘﺪﻡ ﻭﻳﻔﺮﺽ ﻗﻮﺗﻪ ﻭﺁﺧﺮ ﺗﺎﺑﻊ ﻣﺘﻠﻘﻲ‬ ‫ﺍﺳﺘﻬﻼﻛﻲ.‬ ‫)٣١(‬
  • 17. ‫ﺍﻟﺒﺎﺏ ﺍﻷﻭﻝ : ﺍﻟﻮﺍﻗﻊ ﻭﺍﻟﺘﺤﺪﻱ‬ ‫ﻭﻗﺪ ﺍﺳﺘﻄﺎﻋﺖ ﺭﻭﺳﻴﺎ ﺃﻥ ﺗﺴﺒﻖ ﺍﻟﻌﺎﱂ ﰲ ﻏﺰﻭ ﺍﻟﻔﻀﺎﺀ ﺑﺎﺳﺘﺨﺪﺍﻡ ﺣﺎﺳﺒﺎﺕ ﺍﻟﻜﺘﺮﻭﻧﻴﺔ‬ ‫ﻻ ﺗﺘﻌﺪﻯ ﺍﻣﻜﺎﻧﻴﺎ‪‬ﺎ ﰲ ﺍﻟﺴﺮﻋﺔ ﻭ ﺍﻟﺘﺨﺰﻳﻦ ﻭﺍﺣﺪ ﰲ ﺍﳌﺌﺔ ﻣﻦ ﻗﺪﺭﺓ ﺍﳊﺎﺳﺒﺎﺕ ﺍﻟﺸﺨﺼﻴﺔ ﺍﳌﺘﻮﺍﻓﺮﺓ‬ ‫ﰲ ﺍﻷﺳﻮﺍﻕ ﺑﺄﺳﻌﺎﺭ ﺯﻫﻴﺪﺓ ﺍﻵﻥ. ﻭﳓﻦ ﺑﺎﻟﺮﻏﻢ ﻣﻦ ﺗﻮﺍﻓﺮ ﻫﺬﻩ ﺍﻹﻣﻜﺎﻧﻴﺎﺕ ﱂ ﳓﺎﻭﻝ ﺃﻥ ﻧﺪﺧﻞ‬ ‫ﳎﺎﻝ ﺍﻟﻔﻀﺎﺀ، ﺃﻭ ﺣﱴ ﻧﺴﺘﺨﺪﻡ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺘﻜﻨﻮﻟﻮﺟﻴﺎ ﻟﺘﻄﻮﻳﺮ ﺻﻨﺎﻋﺎﺗﻨﺎ ﺍﳌﺪﻧﻴﺔ ﻭﺍﻟﻌﺴﻜﺮﻳﺔ، ﻭﻫﺬﺍ‬ ‫ﻣﺜﺎﻝ ﺁﺧﺮ ﻳﱪﻫﻦ ﻋﻠﻰ ﻣﺎ ﺃﺩﺕ ﺇﻟﻴﻪ ﺍﻟﺘﺒﻌﻴﺔ ﺇﱃ ﲨﻮﺩ ﻓﻜﺮﻱ.‬ ‫ﻭﻣﻦ ﺍﻟﺘﺠﺮﺑﻪ ﻭﺟﺪﻧﺎ ﺍﻧﻌﺪﺍﻡ ﻗﻴﻢ ﺍﻟﻌﻤﻞ ﻭﺃﺧﻼﻗﻴﺎﺕ ﺍﻟﺘﻌﺎﻣﻞ ﻭﻫﺬﺍ ﻣﺆﺷﺮ ﻧﺴﺘﺪﻝ ﻣﻨﻪ ﻋﻠﻲ‬ ‫ﺍﻻﳓﺪﺍﺭ ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻲ ﻭﺍﻻﺑﺘﻌﺎﺩ ﺍﳌﺘﻮﺍﺻﻞ ﻋﻦ ﺗﻌﺎﻟﻴﻢ ﺍﻹﺳﻼﻡ. ﻭﺷﻌﺮﻧﺎ ﺑﻀﻌﻒ ﺍﻻﻧﺘﻤﺎﺀ ﺍﻟﻮﻃﲏ‬ ‫ﻭﻫﻮ ﻣﺆﺷﺮ ﻧﺴﺘﺪﻝ ﻣﻨﻪ ﻋﻠﻲ ﻗﻴﻤﺔ ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ ﰲ ﻭﻃﻨﻪ. ﻓﻜﺜﲑ ﻣﻦ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻳﺸﻌﺮﻭﻥ ﺃ‪‬ﻢ ﻏﺮﺑﺎﺀ ﰲ‬ ‫ﻭﻃﻨﻬﻢ.‬ ‫ﺃﻣﺎ ﺍﻻﳓﺪﺍﺭ ﰲ ﻣﺴﺘﻮﻯ ﺍﻟﻮﻋﻲ ﺍﻟﻌﺎﻡ ﻫﻮ ﻣﺆﺷﺮ ﺁﺧﺮ ﻳﺸﲑ ﺇﱃ ﻭﺟﻮﺩ ﻓﺠﻮﺓ ﺛﻘﺎﻓﻴﺔ ﺑﲔ ﺷﺮﺍﺋﺢ‬ ‫ﺍﺠﻤﻟﺘﻤﻊ ﺍﻟﻮﺍﺣﺪ ﻧﺘﻴﺠﺔ ﺍﻟﺘﻔﺎﻭﺕ ﰲ ﺍﳌﺴﺘﻮﻯ ﺍﻟﺘﻌﻠﻴﻤﻲ ﻭﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻲ ﳍﺬﻩ ﺍﻟﺸﺮﺍﺋﺢ. ﻳﻘﺎﺱ ﻫﺬﺍ‬ ‫ﺍﳌﺆﺷﺮ ﻣﻦ ﺧﻼﻝ ﻭﻋﻰ ﻭﻣﻌﺮﻓﺔ ﺍﻟﻔﺮﺩ ﲝﻘﻮﻕ ﻭﻭﺍﺟﺒﺎﺕ ﺍﳌﻮﺍﻃﻨﺔ ﻭﲟﺎ ﻳﻜﻔﻠﻪ ﺍﻟﺪﺳﺘﻮﺭ ﻣﻦ ﻣﻨﻈﻮﻣﺔ‬ ‫ﻟﻠﺤﺮﻳﺎﺕ. ﻭﻫﺬﻩ ﺍﳌﻌﺮﻓﺔ ﳝﻜﻦ ﺃﻥ ﻧﻄﻠﻖ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﺍﳌﻌﻠﻮﻡ ﰲ ﺍﻟﺪﺳﺘﻮﺭ ﺑﺎﻟﻀﺮﻭﺭﺓ. ﻭﻳﺘﺮﺗﺐ ﻋﻠﻰ‬ ‫ﺟﻬﻞ ﺍﳌﻮﺍﻃﻦ ‪‬ﺬﻩ ﺍﳊﻘﻮﻕ ﺗﻌﺜﺮ ﺍﻟﺸﻌﺐ ﰲ ﺃﻥ ﻳﺴﺎﻫﻢ ﰲ ﺍﲣﺎﺫ ﺍﻟﻘﺮﺍﺭ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻲ ﻭﻳﺴﻘﻂ ﺣﻘﻪ ﰲ‬ ‫ﳏﺎﺳﺒﺔ ﺍﻟﺴﻠﻄﺔ ﻭﻫﺬﺍ ﺍﳊﻖ ﻓﻀﻴﻠﺔ ﻣﻦ ﺃﻧﻔﺲ ﺍﻟﻔﻀﺎﺋﻞ ﺍﻟﱵ ﻭﻫﺒﻬﺎ ﺍﷲ ﻟﻠﻤﺴﺘﺨﻠﻔﲔ ﰲ ﺍﻷﺭﺽ‬ ‫ﻭﻟﻴﺲ ﺍﳌﺘﺨﻠﻔﲔ ﻓﻴﻬﺎ.‬ ‫ﻭﺑﻌﺪ ﺃﻥ ﺗﻜﺸﻒ ﻟﻨﺎ ﺑﻌﺾ ﻣﻦ ﳕﻂ ﻭﺍﻗﻌﻨﺎ ﺍﻟﻘﺎﺋﻢ ﻭﰱ ﺃﻱ ﺍﲡﺎﻩ ﻳﺴﲑ ﳚﺐ ﻋﻠﻴﻨـﺎ ﺃﻥ ﻧﻘـﻒ ﰲ‬ ‫ﳊﻈﺔ ﺻﺪﻕ ﻣﻊ ﺍﻟﻨﻔﺲ ﻭﻧﺮﺍﺟﻊ ﺳﻮﻳﺎ ﻭﲟﻮﺿﻮﻋﻴﺔ ﻭﺟﺪﻳﺔ ﻣﻨﻬﺠﻨﺎ ﺍﻟﻌﺎﻡ ﰲ ﺍﳊﻴﺎﺓ ﻭﺳﻴﺎﺳﺘﻨﺎ ﲡﺎﻩ‬ ‫ﻣﺸﺎﻛﻠﻨﺎ ﻭﻧﻘﺮ ﲟﺪﻱ ﺍﻟﺘﺄﺧﺮ ﺍﻟﺘﻜﻨﻮﻟﻮﺟﻲ ﻭﺍﻟﺘﺨﻠﻒ ﺍﻻﻗﺘﺼﺎﺩﻱ ﻭﺍﻟﺘﺨﺒﻂ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻲ ﻭﺍﻟﺘﺒﻌﻴﺔ ﺍﳌﻬﻴﻨﺔ‬ ‫ﻭﺍﻻ‪‬ﻴﺎﺭ ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻲ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﻌﻴﺸﻪ ﺍﻟﻮﻃﻦ ﻭﻋﻠﻴﻨﺎ ﺃﻥ ﻧﺪﺭﻙ ﺃﺑﻌﺎﺩ ﺍﻟﺘﺤﺪﻱ ﺍﻟﺬﻱ ﻧﻮﺍﺟﻬﻪ ﻭﻋﻈﻢ‬ ‫ﺍﳌﺴﺆﻭﻟﻴﺔ ﺇﺫﺍ ﺁﻣﻨﺎ ﲝﺘﻤﻴﻪ ﺍﻟﺘﻐﻴﲑ.‬ ‫ﻭﺍﻟﺴﺆﺍﻝ ﺍﻵﻥ ﻫﻮ ﻛﻴﻒ ﻳﺄﰐ ﺍﻟﺘﻐﻴﲑ ؟‬ ‫)٤١(‬
  • 18. ‫ﺍﻟﺒﺎﺏ ﺍﻷﻭﻝ : ﺍﻟﻮﺍﻗﻊ ﻭﺍﻟﺘﺤﺪﻱ‬ ‫ﺍﻟﻔﺼﻞ ﺍﻟﺜﺎﱐ‬ ‫ﺣﻘﺎﺋﻖ ﻭﺃﺭﻗﺎﻡ‬ ‫ﺑﺎﳊﻘﺎﺋﻖ ﻭﺍﻷﺭﻗﺎﻡ ﻧﺮﻳﺪ ﺃﻥ ﻧﺘﻌﺮﻑ ﻋﻠﻰ ﻫﻮﻳﺔ ﻭﺍﻗﻌﻨﺎ ﺍﻟﻮﻃﲏ ﻭﺍﲡﺎﻫﻪ ﻭﻋﺰﻣﻪ ﻭﻭﺟﻬﺘﻪ.‬ ‫ﻫﻞ ﻫﻮ ﻭﺍﻗﻊ ﻳﺘﻘﺪﻡ ﺑﻨﺎ ﺣﱴ ﻧﺼﺒﺢ ﻣﻦ ﺍﻟﺪﻭﻝ ﺍﳌﺘﻘﺪﻣﺔ ﺍﳌﺘﻤﻴﺰﺓ ﺍﻟﺮﺍﺋﺪﺓ؟ ﺃﻡ ﻫﻮ ﻭﺍﻗﻊ ﻳﺘﻘﻬﻘﺮ ﺑﻨﺎ‬ ‫ﻟﻨﺼﺒﺢ ﻣﻦ ﺍﻟﺪﻭﻝ ﺍﻟﺘﺎﺑﻌﺔ ﺍﻟﱵ ﰲ ﻃﺮﻳﻘﻬﺎ ﺇﱃ ﻣﺴﺘﻨﻘﻊ ﺍﻟﺘﺨﻠﻒ؟. ﻭﻫﺬﺍ ﺍﻟﻔﺼﻞ ﻳﻌﺮﺽ ﺑﻌﺾ‬ ‫ﻹﺟﺎﺑﺎﺕ.‬ ‫ﻗﻴﺎﺱ ﺍﻟﻮﺍﻗﻊ ﺍﻻﻗﺘﺼﺎﺩﻱ :‬ ‫ﺇﻥ ﺍﻟﺘﻨﻤﻴﺔ ﻭ ﺍﻟﺘﻘﺪﻡ ﻟﻴﺴﺖ ﳎﺮﺩ ﺷﻌﺎﺭﺍﺕ ﺗﺮﻓﻊ ﻭﻻ ﺧﻄﺐ ﺭﻧﺎﻧﺔ ﻭ ﻣﻘﺎﻻﺕ ﺟﻮﻓﺎﺀ. ﺇﳕﺎ‬ ‫ﺍﻟﺘﻨﻤﻴﺔ ﻭ ﺍﻟﺘﻘﺪﻡ ﳍﻢ ﻣﺆﺷﺮﺍﺕ ﻭﺃﺭﻗﺎﻡ ﻃﺒﻘﺎ ﳌﻌﺎﻳﲑ ﻭﻣﻘﺎﻳﻴﺲ ، ﻭﻃﺒﻘﺎ ﳍﺬﻩ ﺍﻷﺭﻗﺎﻡ ﻳﺼﻨﻒ‬ ‫ﺍﻻﻗﺘﺼﺎﺩﻳﻮﻥ ﺑﻠﺪﺍﻥ ﺍﻟﻌﺎﱂ ﺇﱃ ﳎﻤﻮﻋﺔ ﺍﻟﺒﻠﺪﺍﻥ ﺍﳌﺘﻘﺪﻣﺔ ﻭﳎﻤﻮﻋﺔ ﺍﻟﺒﻠﺪﺍﻥ ﺍﻟﻨﺎﻣﻴﺔ ﻭﳎﻤﻮﻋﺔ ﺍﻟﺒﻠﺪﺍﻥ‬ ‫ﺍﻟﻔﻘﲑﺓ.‬ ‫ﻭﻣﻦ ﺃﺑﺮﺯ ﺍﳌﺆﺷﺮﺍﺕ ﺍﻻﻗﺘﺼﺎﺩﻳﺔ ﻭ ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ:‬ ‫)١( ﺍ ﻻ ﻧﺘﺎﺝ ﺍﻟﻘﻮﻣﻲ ﻭﻫﻮ ﺍﻟﻘﻴﻤﺔ ﺍﻟﻜﻠﻴﺔ ﻟﻠﺴﻠﻊ ﻭﺍﳋﺪﻣﺎﺕ ﺍﻟﱵ ﺃﻧﺘﺠﻬﺎ ﺍﺠﻤﻟﺘﻤﻊ ﺧﻼﻝ ﺳﻨﺔ.‬ ‫ﻭﺍﻟﺪﺧﻞ ﺍﻟﻘﻮﻣﻲ ﻫﻮ ﳎﻤﻮﻉ ﺩﺧﻮﻝ ﺍﳌﻮﺍﻃﻨﲔ ﻳﻀﺎﻑ ﺇﻟﻴﻪ ﺻﺎﰲ ﺍﻟﻌﺎﺋﺪ ﻣﻦ ﳎﻤﻮﻉ‬ ‫ﺍﻻﺳﺘﺜﻤﺎﺭﺍﺕ ﻭﺍﳌﻮﺍﺭﺩ ﺍﳋﺎﺭﺟﻴﺔ. ﻭﻫﻮ ﻳﺴﺎﻭﻱ ﺃﻳﻀﺎ ﺍﻟﻘﻴﻤﺔ ﺍﻟﻜﻠﻴﺔ ﻟﻠﺴﻠﻊ ﻭﺍﳋﺪﻣﺎﺕ‬ ‫ﺍﻟﱵ ﺃﻧﺘﺠﻬﺎ ﺍﺠﻤﻟﺘﻤﻊ.‬ ‫)٢( ﻣﺘﻮﺳﻂ ﺩﺧﻞ ﺍﻟﻔﺮﺩ ﻫﻮ ﺍﻟﺪﺧﻞ ﺍﻟﻘﻮﻣﻲ ﺃﻭ ﺍﻹﻧﺘﺎﺝ ﺍﻟﻘﻮﻣﻲ ﻣﻘﺴﻮﻣﺎ ﻋﻠﻰ ﻋﺪﺩ ﺍﻟﺴﻜﺎﻥ.‬ ‫)٥١(‬
  • 19. ‫ﺍﻟﺒﺎﺏ ﺍﻷﻭﻝ : ﺍﻟﻮﺍﻗﻊ ﻭﺍﻟﺘﺤﺪﻱ‬ ‫)٣( ﻣﻌﺪﻻﺕ ﺍﻟﺰﻳﺎﺩﺓ ﺍﻟﺴﻨﻮﻳﺔ ﰲ ﺍﻟﺪﺧﻞ ﺍﻟﻘﻮﻣﻲ ﺃﻭ ﰲ ﺩﺧﻞ ﺍﻟﻔﺮﺩ.‬ ‫)٤( ﺍﳌﻴﺰﺍﻥ ﺍﻟﺘﺠﺎﺭﻱ ﻭﻫﻮ ﺍﻟﻔﺎﺭﻕ ﺑﲔ ﻗﻴﻤﺔ ﺍﻟﺼﺎﺩﺭﺍﺕ ﻭ ﺍﻟﻮﺍﺭﺩﺍﺕ.‬ ‫)٥( ﻗﻴﻤﺔ ﺍﻟﺼﺎﺩﺭﺍﺕ ﺍﻟﺴﻨﻮﻳﺔ ﺍﻟﻜﻠﻴﺔ ﻭﻣﻌﺪﻝ ﺍﻟﻨﻤﻮ ﰲ ﺍﻟﺘﺼﺪﻳﺮ، ﻭﺍﻟﻘﻴﻤﺔ ﺍﻟﺘﺼﺪﻳﺮﻳﺔ ﻟﻸﻓﺮﺍﺩ‬ ‫)ﻗﻴﻤﺔ ﺍﻟﺼﺎﺩﺭﺍﺕ ﻣﻘﺴﻮﻣﺔ ﻋﻠﻰ ﻋﺪﺩ ﺍﻟﺴﻜﺎﻥ(.‬ ‫)٦( ﺗﻮﺯﻳﻊ ﺍﳌﻨﺘﺠﺎﺕ ﺍﳌﺼﺪﺭﺓ ﻭ ﻧﺴﺒﺔ ﺍﳌﻨﺘﺞ ﺍﶈﻠﻰ ﻓﻴﻬﺎ، ﻭ ﺍﻟﻘﻴﻤﺔ ﺍﳌﻀﺎﻓﺔ ﰲ ﻫﺬﻩ ﺍﳌﻨﺘﺠﺎﺕ.‬ ‫)٧( ﺍﻟﺪﻳﻮﻥ ﺍﳋﺎﺭﺟﻴﺔ ﻭ ﺍﻟﺪﻳﻮﻥ ﺍﻟﺪﺍﺧﻠﻴﺔ ﻭﻧﺴﺒﺔ ﻛﻞ ﻣﻨﻬﺎ ﺇﱃ ﺍﻟﺪﺧﻞ ﺍﻟﻘﻮﻣﻲ.‬ ‫)٨( ﻧﺴﺒﺔ ﺍﻷﻣﻴﺔ ﻭ ﻧﺴﺒﺔ ﺍﻟﺘﻌﻠﻴﻢ.‬ ‫)٩( ﻧﺴﺒﺔ ﺍﻷﻳﺪﻱ ﺍﻟﻌﺎﻣﻠﺔ ﺍﳌﻬﺮﺓ ﺍﳌﺪﺭﺑﺔ، ﻭﻧﺴﺒﺔ ﺍﳌﺘﺨﺼﺼﲔ.‬ ‫)٠١( ﻧﺼﻴﺐ ﺍﻟﻔﺮﺩ ﻣﻦ ﺍﻟﻄﺎﻗﺔ ﻭﺍﻟﻄﺮﻕ ﻭﺍﳌﻮﺍﺻﻼﺕ.‬ ‫)١١( ﻧﺼﻴﺐ ﺍﻟﻔﺮﺩ ﻣﻦ ﺍﻟﺮﻋﺎﻳﺔ ﺍﻟﺼﺤﻴﺔ، ﻭﺃﻋﺪﺍﺩ ﺍﻷﻃﺒﺎﺀ ﻭﺍﳌﻤﺮﺿﲔ، ﻭ ﻣﺘﻮﺳﻂ ﺍﻷﻋﻤﺎﺭ‬ ‫ﻭﻧﺴﺒﺔ ﺍﻟﻮﻓﻴﺎﺕ ﺑﲔ ﺍﻷﻃﻔﺎﻝ ... ﺍﱁ.‬ ‫ﻭﻫﻨﺎﻙ ﻣﺆﺷﺮﺍﺕ ﺃﺧﺮﻯ ﻛﺜﲑﺓ ﻟﻠﺘﻨﻤﻴﺔ ﻣﻨﺸﻮﺭﺓ ﰲ ﺇﺣﺼﺎﺋﻴﺎﺕ ﺍﻟﺒﻨﻚ ﺍﻟﺪﻭﱄ ﻭ ﻣﻨﻈﻤﺎﺕ‬ ‫ﺍﻷﻣﻢ ﺍﳌﺘﺤﺪﺓ. ﻭﻟﻜﻨﻨﺎ ﺳﻨﻘﻮﻡ ﰲ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺒﺎﺏ ﺑﺎﺳﺘﺨﺪﺍﻡ ﺑﻌﺾ ﺍﳌﺆﺷﺮﺍﺕ ﺍﳍﺎﻣﺔ ﻻﺳﺘﻌﺮﺍﺽ ﻭﺍﻗﻊ‬ ‫ﺑﻠﺪﻧﺎ ﺍﻻﻗﺘﺼﺎﺩﻱ ﺑﻌﺪ ﺳﻨﻮﺍﺕ ﻃﻮﻳﻠﺔ ﻣﻦ ﺍﶈﺎﻭﻻﺕ ﻭ ﺍﻟﻮﻋﻮﺩ ﻭ ﺍﻵﻣﺎﻝ ﻭ ﺍﻟﻜﺪ ﻭ ﺍﳌﻌﺎﻧﺎﺓ.‬ ‫ﻳﺒﲔ ﺍﻟﺸﻜﻞ ﺭﻗﻢ ) ١( ﳕﻮ ﻣﺘﻮﺳﻂ ﺩﺧﻞ ﺍﻟﻔﺮﺩ ﰲ ﻣﺼﺮ ﺧﻼﻝ ﺍﻟﺜﻼﺛﲔ ﻋﺎﻣﺎ ﺍﳌﺎﺿﻴﺔ‬ ‫ﺑﺎﳌﻘﺎﺭﻧﺔ ﺑﻨﻤﻮ ﻣﺘﻮﺳﻂ ﺩﺧﻞ ﺍﻟﻔﺮﺩ ﰲ ﺍﻟﻌﺎﱂ ﻭﰲ ﺍﻟﺪﻭﻝ ﺍﻟﺼﻨﺎﻋﻴﺔ ﺍﳌﺘﻘﺪﻣﺔ. ﻭ ﺍﻟﺸﻜﻞ ﻳﺒﲔ‬ ‫ﺑﻮﺿﻮﺡ ﺃﻥ ﻣﺴﺘﻮﻯ ﺍﳌﻌﻴﺸﺔ ﻗﺪ ﺗﻀﺎﻋﻒ ﰲ ﺍﻟﺒﻠﺪﺍﻥ ﺍﳌﺘﻘﺪﻣﺔ ﻭﺃﻥ ﺍﻟﻔﺠﻮﺓ ﰲ ﻣﺴﺘﻮﻱ ﺍﳌﻌﻴﺸﺔ ﺑﲔ‬ ‫ﻣﺼﺮ ﻭ ﺍﻟﺪﻭﻝ ﺍﳌﺘﻘﺪﻣﺔ ﺗﺰﺩﺍﺩ ﺍﺗﺴﺎﻋﺎ ﺑﺸﻜﻞ ﳐﻴﻒ.‬ ‫)٦١(‬
  • 20. ‫ﺍﻟﺒﺎﺏ ﺍﻷﻭﻝ : ﺍﻟﻮﺍﻗﻊ ﻭﺍﻟﺘﺤﺪﻱ‬ ‫‪Egypt‬‬ ‫‪Developed countries‬‬ ‫‪World Average‬‬ ‫00003‬ ‫‪Economic Gap‬‬ ‫00052‬ ‫00002‬ ‫$‪Income U‬‬ ‫00051‬ ‫00001‬ ‫0005‬ ‫0‬ ‫1791‬ ‫0891‬ ‫0991‬ ‫5991‬ ‫ﺷﻜﻞ )١( ﺑﻴﺎﻥ ﺯﻣﲏ ﻻﺯﺩﻳﺎﺩ ﺍﻟﻔﺠﻮﺓ ﰲ ﻣﺴﺘﻮﻯ ﺍﳌﻌﻴﺸﺔ ﺑﲔ ﻣﺼﺮ ﻭ ﺍﻟﺪﻭﻝ ﺍﳌﺘﻘﺪﻣﺔ‬ ‫)ﻣﺮﺟﻊ ١(.‬ ‫ﺃﻣﺎ ﺍﻟﺸﻜﻞ ﺭﻗﻢ ) ٢( ﻓﻴﺒﲔ ﻧﺼﻴﺐ ﺍﻟﻔﺮﺩ ﻣﻦ ﺍﻹﻧﺘﺎﺝ ﺍﻟﻘﻮﻣﻲ ﻣﻨﺬ ﻋﺎﻡ ٤٧٩١ ﻭ ﺣﱴ ﺍﻵﻥ.‬ ‫ﻭﺍﳊﻘﻴﻘﺔ ﺍﻷﻟﻴﻤﺔ ﺃﻧﻪ ﺧﻼﻝ ﺍﻟﻌﺸﺮ ﺳﻨﻮﺍﺕ ٨٨٩١ ﻭ ﺣﱴ ﻋﺎﻡ ٧٩٩١ ﱂ ﻳﻄﺮﺃ ﳕﻮ ﺣﻘﻴﻘﻲ ﰲ‬ ‫ﺩﺧﻞ ﺍﻟﻔﺮﺩ. ﻓﺤﱴ ﻋﺎﻡ ٧٩٩١ ﱂ ﻳﺼﻞ ﺩﺧﻞ ﺍﻟﻔﺮﺩ ﺇﱃ ﻣﺎ ﻛﺎﻥ ﻋﻠﻴﻪ ﻋﺎﻡ ٧٨٩١ . ﻭﺑﺎﻟﺮﻏﻢ‬ ‫ﻣﻦ ﺍﻟﺘﺤﺴﻦ ﰲ ﺩﺧﻞ ﺍﻟﻔﺮﺩ ﺍﻟﺬﻱ ﺣﺪﺙ ﰲ ﺍﻟﻔﺘﺮﺓ )٥٩٩١-٠٠٠٢( ﺇﻻ ﺃﻥ ﻣﺼﺮ ﻣﺎﺯﺍﻟﺖ ﲢﺘﻞ‬ ‫ﺍﳌﺮﺗﺒﺔ ٧٢١ ﰲ ﺍﻟﻌﺎﱂ ﻭ ﺗﺼﻨﻒ ﰲ ﺍﻟﺸﺮﳛﺔ ﺍﻟﻌﻠﻴﺎ ﻷﻓﻘﺮ ﺑﻠﺪﺍﻥ ﺍﻟﻌﺎﱂ ﺃﻭ ﰲ ﻗﺎﻉ ﺍﻟﺸﺮﳛﺔ ﺍُﺴﻔﻠﻰ‬ ‫ُﻟ‬ ‫ﹶ‬ ‫ﻟﻠﺒﻠﺪﺍﻥ ﺍﳌﺘﻮﺳﻄﺔ ﺍﻟﺪﺧﻞ. ﰒ ﺃﺩﻯ ﺍﻻﻧﻜﻤﺎﺵ ﺍﻻﻗﺘﺼﺎﺩﻱ ﺍﻟﻌﺎﳌﻲ ﻣﻨﺬ ﻋﺎﻡ ٠٠٠٢ ﻭ ﺗﺮﺍﺟﻊ ﻗﻴﻤﺔ‬ ‫ﺍﳉﻨﻴﻪ ﺃﻣﺎﻡ ﺍﻟﺪﻭﻻﺭ ﺇﱃ ﺗﺪﻫﻮﺭ ﺳﺮﻳﻊ ﰲ ﻣﺘﻮﺳﻂ ﺩﺧﻞ ﺍﻟﻔﺮﺩ ﻣﻦ ٠٧٥١ ﺩﻭﻻﺭ ﻋﺎﻡ ٠٠٠٢ ﺇﱃ‬ ‫٩٧١١ ﺩﻭﻻﺭ ﻣﻊ ‪‬ﺎﻳﺔ ٣٠٠٢.‬ ‫)٧١(‬
  • 21. ‫ﺍﻟﺒﺎﺏ ﺍﻷﻭﻝ : ﺍﻟﻮﺍﻗﻊ ﻭﺍﻟﺘﺤﺪﻱ‬ ‫ﺷﻜﻞ )٢( ﻧﺼﻴﺐ ﺍﻟﻔﺮﺩ ﻣﻦ ﺍﻹﻧﺘﺎﺝ ﺍﻟﻘﻮﻣﻲ‬ ‫)ﻣﺮﺟﻊ ١(‬ ‫‪http://www.imf.org/external/pubs/ft/weo/٢٠٠٣/٠١/data/index.htm‬‬ ‫‪table d_pc_a.csv‬‬ ‫ﻭﺇﺫﺍ ﺃﺧﺬﻧﺎ ﺇﺣﺼﺎﺋﻴﺎﺕ ٢٠٠٢ ﻋﻦ ﻣﺘﻮﺳﻂ ﺩﺧﻞ ﺍﻟﻔﺮﺩ ﰲ ﻣﺼﺮ ﻓﻘﺪ ﻛﺎﻥ ﻳﻘﺪﺭ‬ ‫ﲝﻮﺍﱄ ٠٠٣١ ﺩﻭﻻﺭ ﻫﻮ ﺍﻗﻞ ٠٢ ﻣﺮﺓ ﻣﻦ ﻣﺘﻮﺳﻂ ﺩﺧﻞ ﺍﻟﻔﺮﺩ ﰲ ﺍﻟﺪﻭﻝ ﺍﳌﺘﻘﺪﻣﺔ. ﻭﻟﻜﻦ ﺇﺫﺍ ﰎ‬ ‫ﻗﻴﺎﺳﻪ ﺑﻘﺪﺭﺗﻪ ﺍﻟﺸﺮﺍﺋﻴﺔ ﻓﻘﺪ ﻛﺎﻥ ﻳﻘﺪﺭ ﲝﻮﺍﱄ ٠٠٣٣ ﺩﻭﻻﺭ. ﻭﻣﻊ ﺫﻟﻚ ﺇﺫﺍ ﺃﺿﻔﻨﺎ ﺃﻳﻀﺎ ﺗﺮﻛﻴﺒﺔ‬ ‫ﺗﻮﺯﻳﻊ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺪﺧﻞ ﰲ ﺍﺠﻤﻟﺘﻤﻊ ﻓﻬﻨﺎﻙ ٣٢% ﻣﻦ ﺍﻟﺴﻜﺎﻥ ﻋﻠﻰ ﺍﻷﻗﻞ ﻳﻌﻴﺸﻮﻥ ﲢﺖ ﺍﳋﻂ ﺍﻷﲪﺮ‬ ‫ﻟﻠﻔﻘﺮ ﺑﺎﳌﻘﺎﻳﻴﺲ ﺍﻟﻌﺎﳌﻴﺔ ) ﻣﺮﺟﻊ ٢(. ﻭ ﺍﳉﺪﻭﻝ ﺭﻗﻢ )١( ﻳﺒﲔ ﺩﺧﻞ ﺍﻟﻔﺮﺩ ﻣﻘﺪﺭﺍ ﺑﺎﻟﺪﻭﻻﺭ‬ ‫)٨١(‬
  • 22. ‫ﺍﻟﺒﺎﺏ ﺍﻷﻭﻝ : ﺍﻟﻮﺍﻗﻊ ﻭﺍﻟﺘﺤﺪﻱ‬ ‫)ﻃﺒﻘﺎ ﻟﻠﻘﺪﺭﺓ ﺍﻟﺸﺮﺍﺋﻴﺔ( ﻭﻳﻘﺎﺭﻧﻪ ﺑﺪﺧﻮﻝ ﺍﻟﺪﻭﻝ ﺍﻟﻔﻘﲑﺓ، ﻭﺍﻟﺪﻭﻝ ﺍﳌﺘﻮﺳﻄﺔ، ﻭﺍﻟﺪﻭﻝ ﺍﳌﺘﻘﺪﻣﺔ‬ ‫ﻃﺒﻘﺎ ﻹﺣﺼﺎﺋﻴﺎﺕ ﺳﻨﺔ ٢٠٠٢.‬ ‫ﺃﻋﻠﻰ ﺩﺧﻞ‬ ‫ﺃﺩﱏ ﺩﺧﻞ ﻟﻠﺸﺮﳛﺔ‬ ‫ﺍﻟﺒﻼﺩ ﺍﻟﻐﻨﻴﺔ‬ ‫ﻟﻠﺸﺮﳛﺔ‬ ‫ﺍﳌﺘﻮﺳﻂ ﺍﻟﻌﺎﳌﻲ‬ ‫ﻣﺼﺮ‬ ‫ﺍﻟﺒﻼﺩ ﺍﻟﻔﻘﲑﺓ‬ ‫ﺍﳌﺘﻮﺳﻄﺔ‬ ‫ﺍﳌﺘﻮﺳﻄﺔ‬ ‫٠٣٤٤٢‬ ‫٠٢٣٨‬ ‫٠٩٤٦‬ ‫٠٦٩٣‬ ‫٠٠٣٣‬ ‫٩٩٧١‬ ‫ﺟﺪﻭﻝ )١( ﻣﺘﻮﺳﻂ ﺩﺧﻞ ﺍﻟﻔﺮﺩ ﻣﻘﺪﺭﺍ ﺑﺎﻟﺪﻭﻻﺭ ) ﻃﺒﻘﺎ ﻟﻠﻘﺪﺭﺓ ﺍﻟﺸﺮﺍﺋﻴﺔ ٢٠٠٢(‬ ‫ﻟﻘﺪ ﻛﺎﻥ ﻣﺘﻮﺳﻂ ﻣﻌﺪﻝ ﺍﻟﺘﻨﻤﻴﺔ ﰲ ﻣﺼﺮ ﺧﻼﻝ ﺍﻟﺴﺒﻌﻴﻨﺎﺕ ٥،٩ % ﺣﲔ ﻛﺎﻧﺖ ﺭﻭﺡ‬ ‫ﺍﻟﻌﺎﺷﺮ ﻣﻦ ﺭﻣﻀﺎﻥ ﻣﺎﺯﺍﻟﺖ ﻣﺘﻮﻫﺠﺔ ﰲ ﺻﺪﻭﺭ ﺍﻷﻣﺔ ﻭﻛﺎﻧﺖ ﻫﺬﻩ ﺍﳌﻌﺪﻻﺕ ﺗﻔﻮﻕ ﻣﻌﺪﻻﺕ‬ ‫ﺍﻟﻨﻤﻮ ﰲ ﺟﻨﻮﺏ ﺷﺮﻕ ﺃﺳﻴﺎ. ﺃﻣﺎ ﺍﻟﺼﲔ ﻓﻠﻢ ﺗﻜﻦ ﻗﺪ ﺑﺪﺃﺕ ﺑﺮﻧﺎﳎﻬﺎ ﺍﻻﻗﺘﺼﺎﺩﻱ ﺑﻌﺪ. ﻭﺃﺩﻯ‬ ‫ﺍﻻﻧﻔﺘﺎﺡ ﺍﻻﻗﺘﺼﺎﺩﻱ ﻭ ﻇﺎﻫﺮﺓ ﺷﺮﻛﺎﺕ ﺗﻮﻇﻴﻒ ﺍﻷﻣﻮﺍﻝ ﰲ ﺍﻟﺜﻤﺎﻧﻴﻨﺎﺕ ﺇﱃ ﺍﺳﺘﻤﺮﺍﺭ ﺍﻻﻧﺘﻌﺎﺵ‬ ‫ﺍﻻﻗﺘﺼﺎﺩﻱ. ﻭﺣﻘﻘﺖ ﻣﺼﺮ ﻣﻌﺪﻻﺕ ﺗﻨﻤﻴﺔ ﻻ ﺑﺄﺱ ‪‬ﺎ ﺑﺎﻟﺮﻏﻢ ﻣﻦ ﺗﻔﺸﻲ ﻇﺎﻫﺮﺓ ﺍﻟﺸﺮﺍﺀ‬ ‫ﻭﺍﻹﺳﺮﺍﻑ ﺑﻌﺪ ﻋﻘﺪﻳﻦ ﻣﻦ ﺍﻟﺘﻘﺸﻒ ﻭﺍﳊﺮﻣﺎﻥ. ﻛﻤﺎ ﺣﻘﻖ ﺍﻟﻘﻄﺎﻉ ﺍﻟﺼﻨﺎﻋﻲ ﺃﻋﻠﻰ ﳕﻮ ﻟﻪ ﺣﱴ‬ ‫ﺑﻠﻎ ٦١% ﺳﻨﻮﻳﺎ. ﻭ ﻳﻼﺣﻆ ﺃﻥ ﺃﻋﻠﻰ ﺩﺧﻞ ﻟﻠﻔﺮﺩ ﻛﺎﻥ ﰲ ﺃﻭﺍﺧﺮ ﺍﻟﺜﻤﺎﻧﻴﻨﺎﺕ ﺣﲔ ﺣﻘﻖ ﺍﻹﻧﺘﺎﺝ‬ ‫ﺍﻟﻘﻮﻣﻲ ﺃﻋﻠﻰ ﺭﻗﻢ ﻟﻪ ﻋﻨﺪﻣﺎ ﻭﺻﻠﺖ ﺇﻧﺘﺎﺟﻴﺔ ﺍﳌﺼﺎﻧﻊ ﻭ ﺍﳌﺰﺍﺭﻉ ﺍﳉﺪﻳﺪﺓ ﺇﱃ ﺃﻋﻠﻲ ﻣﻌﺪﻻﺕ‬ ‫ﺇﻧﺘﺎﺟﻴﺔ ﳍﺎ. ﻭ ﺍﺳﺘﻄﺎﻉ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺸﻌﺐ ﺍﻟﻌﺮﻳﻖ ﺃﻥ ﻳﻀﺎﻋﻒ ﺩﺧﻞ ﺍﻟﻔﺮﺩ ﻣﻦ ﺣﻮﺍﱄ ٠٠٥ ﺩﻭﻻﺭ‬ ‫ﺳﻨﻮﻳﺎ ﰲ ﻋﺎﻡ ٧٧٩١ ﺇﱃ ﺃﻛﺜﺮ ﻣﻦ ٠٠١٢ ﺩﻭﻻﺭ ﺳﻨﻮﻳﺎ ﻋﺎﻡ ٧٨٩١، ﻓﺎﺳﺘﻄﺎﻉ ﺃﻥ ﳛﻘﻖ‬ ‫ﻣﻌﺠﺰﺓ ﺍﻗﺘﺼﺎﺩﻳﺔ ﲟﻀﺎﻋﻔﺔ ﺇﻧﺘﺎﺟﻪ ﺍﻟﻘﻮﻣﻲ ﺃﻛﺜﺮ ﻣﻦ ٠٠٤% ﰲ ﺃﻗﻞ ﻣﻦ ﻋﺸﺮ ﺳﻨﻮﺍﺕ.‬ ‫ﰒ ﺟﺎﺀﺕ ﺍﻟﻨﻜﺴﺔ ﺍﻻﻗﺘﺼﺎﺩﻳﺔ ﺍﻟﻜﱪﻯ ﺑﺎ‪‬ﻴﺎﺭ ﺷﺮﻛﺎﺕ ﺗﻮﻇﻴﻒ ﺍﻷﻣﻮﺍﻝ ﻭﺍ‪‬ﺎﺭ ﻣﻌﻬﺎ‬ ‫ﺍﻻﻗﺘﺼﺎﺩ ﺍﳌﺼﺮﻱ ﻓﺸﻬﺪﺕ ﺍﻟﺴﻨﻮﺍﺕ ﺍﻟﺘﺎﻟﻴﺔ ﻣﻦ ﻋﺎﻡ ٨٨٩١ ﻭ ﺣﱴ ﻋﺎﻡ ٤٩٩١ ﺗﺪﻧﻴﺎ ﻣﻄﺮﺩﺍ‬ ‫ﰲ ﺍﻟﺪﺧﻞ ﺍﻟﻘﻮﻣﻲ ﻭﺗﺰﺍﻳﺪ ﺍﻷﺳﻌﺎﺭ ﻭﺍﳔﻔﺎﺿﺎ ﰲ ﺩﺧﻞ ﺍﻟﻔﺮﺩ ﺍﳊﻘﻴﻘﻲ ﺃﺩﻯ ﺇﱃ ﺩﺧﻮﻝ ﻣﺼﺮ ﺇﱃ‬ ‫)٩١(‬
  • 23. ‫ﺍﻟﺒﺎﺏ ﺍﻷﻭﻝ : ﺍﻟﻮﺍﻗﻊ ﻭﺍﻟﺘﺤﺪﻱ‬ ‫ﺣﻈﲑﺓ ﺍﻟﺒﻠﺪﺍﻥ ﺍﻟﻔﻘﲑﺓ ﻣﻨﺬ ﺑﺪﺍﻳﺔ ﺍﻟﺘﺴﻌﻴﻨﺎﺕ ﻭﺣﱴ ﻣﻄﻠﻊ ﺍﻟﻘﺮﻥ ﺍﻟﻮﺍﺣﺪ ﻭ ﺍﻟﻌﺸﺮﻳﻦ. ﻭﳉﺄﺕ‬ ‫ﺍﳊﻜﻮﻣﺔ ﰲ ﺫﻟﻚ ﺍﻟﻮﻗﺖ ﺇﱃ ﺭﻓﻊ ﺳﻌﺮ ﺍﻟﻔﺎﺋﺪﺓ ﺣﱴ ﻭﺻﻞ ﺇﱃ ٨١-٢٢ % ﻟﺘﺸﺠﻴﻊ ﺍﻟﺘﺤﻮﻳﻼﺕ‬ ‫ﻣﻦ ﺍﻟﺪﻭﻻﺭ ﺇﱃ ﺍﳉﻨﻴﻪ. ﻭﺑﺎﻟﺮﻏﻢ ﻣﻦ ﳒﺎﺡ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﺔ ﺍﳌﺎﻟﻴﺔ ﰲ ﺯﻳﺎﺩﺓ ﺍﺣﺘﻴﺎﻃﻲ ﺍﻟﺪﻭﻟﺔ ﻣﻦ‬ ‫ﺍﻟﺪﻭﻻﺭ، ﺇﻻ ﺇ‪‬ﺎ ﺃﺩﺕ ﺇﱃ ﺗﺪﻫﻮﺭ ﻭ ﺍﻧﻜﻤﺎﺵ ﺍﻻﺳﺘﺜﻤﺎﺭﺍﺕ ﺍﻟﺼﻨﺎﻋﻴﺔ ﻭ ﺇﻓﻼﺱ ﺃﻋﺪﺍﺩ ﺿﺨﻤﺔ ﻣﻦ‬ ‫ﺍﳌﺼﺎﻧﻊ ﻭ ﺍﳌﺰﺍﺭﻉ ﺍﻟﱵ ﺃﻧﺸﺌﺖ ﰲ ﻓﺘﺮﺓ ﺍﻻﻧﻔﺘﺎﺡ. ﻭ ﻋﺠﺰﺕ ﺍﻟﺼﻨﺎﻋﺔ ﻋﻦ ﺍﳌﻨﺎﻓﺴﺔ ﰲ ﺍﻷﺳﻮﺍﻕ‬ ‫ﺍﻟﻌﺎﳌﻴﺔ ﳑﺎ ﺃﺩﻯ ﳋﺮﻭﺟﻬﺎ ﲤﺎﻣﺎ ﻣﻦ ﻫﺬﻩ ﺍﻷﺳﻮﺍﻕ. ﻭﺃﺩﻯ ﺫﻟﻚ ﺃﻳﻀﺎ ﺇﱃ ﺍﺭﺗﻔﺎﻉ ﻧﺴﺒﺔ ﺍﻟﺒﻄﺎﻟﺔ ﺇﱃ‬ ‫ﻣﺴﺘﻮﻯ ﺭﻫﻴﺐ، ﳑﺎ ﺃﺩﻯ ﺇﱃ ﺗﺪﻫﻮﺭ ﺍﻷﺣﻮﺍﻝ ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ ﻭﻇﻬﻮﺭ ﺍﻷﻓﻜﺎﺭ ﺍﳌﺘﻄﺮﻓﺔ ﻭﺣﻮﺍﺩﺙ‬ ‫ﺍﻹﺭﻫﺎﺏ. ﻫﺬﺍ ﰲ ﺍﻟﻮﻗﺖ ﺍﻟﺬﻱ ﺣﻘﻘﺖ ﻓﻴﻪ ﺍﻟﺼﲔ ﻭﺍﻟﻌﺪﻳﺪ ﻣﻦ ﺑﻼﺩ ﺟﻨﻮﺏ ﺷﺮﻕ ﺃﺳﻴﺎ ﻣﺘﻮﺳﻂ‬ ‫ﻣﻌﺪﻻﺕ ﺗﻨﻤﻴﺔ ٥,٢١%، ﻓﺘﻤﻜﻨﺖ ﺍﻟﺼﲔ ﺍﻟﺸﻌﺒﻴﺔ ﻣﻦ ﺍﺳﺘﻐﻼﻝ ﺛﺮﻭ‪‬ﺎ ﺍﻟﺒﺸﺮﻳﺔ ﺍﳍﺎﺋﻠﺔ ) ﺭﺑﻊ‬ ‫ﺳﻜﺎﻥ ﺍﻟﻌﺎﱂ ( ﰲ ﺇﺣﺪﺍﺙ ﻃﻔﺮﺍﺕ ﰲ ﺍﻟﺘﻨﻤﻴﺔ ﻣﻨﺬ ﺑﺪﺀ ﺑﺮﻧﺎﳎﻬﺎ ﺍﻻﻗﺘﺼﺎﺩﻱ ﰲ ﺑﺪﺍﻳﺔ ﺍﻟﺜﻤﺎﻧﻴﻨﺎﺕ .‬ ‫ﻭ ﻳﺒﲔ ﺷﻜﻞ )٣( ﳕﻮ ﺩﺧﻞ ﺍﻟﻔﺮﺩ ﰲ ﻣﺼﺮ )ﺍﳌﻨﺤﲏ ﺍﻷﺯﺭﻕ( ﺑﺎﳌﻘﺎﺭﻧﺔ ﲟﺎﻟﻴﺰﻳﺎ ﻭ ﻛﻮﺭﻳﺎ. ﻭ ﳝﻜﻨﻨﺎ‬ ‫ﺃﻥ ﻧﻼﺣﻆ ﺃﻳﻀﺎ ﺃﻥ ﻣﺎﻟﻴﺰﻳﺎ )ﺍﳌﻨﺤﲎ ﺍﻷﲪﺮ( ﻣﺜﻼ ﻭﻛﻮﺭﻳﺎ ﺍﳉﻨﻮﺑﻴﺔ ) ﺍﳌﻨﺤﲏ ﺍﻷﺻﻔﺮ( ﺍﺳﺘﻄﺎﻋﺘﺎ‬ ‫ﰲ ﻧﻔﺲ ﺍﻟﻔﺘﺮﺓ ﺃﻥ ﲣﺮﺟﺎ ﻣﻦ ﺣﻈﲑﺓ ﺍﻟﺒﻼﺩ ﺍﳌﺘﺨﻠﻔﺔ ﻭ ﺗﺼﺒﺤﺎ ﻗﻮﺗﲔ ﺍﻗﺘﺼﺎﺩﻳﺘﲔ ﻻ ﻳﺴﺘﻬﺎﻥ‬ ‫‪‬ﻤﺎ.‬ ‫)٠٢(‬
  • 24. ‫ﺍﻟﺒﺎﺏ ﺍﻷﻭﻝ : ﺍﻟﻮﺍﻗﻊ ﻭﺍﻟﺘﺤﺪﻱ‬ ‫ﺷﻜﻞ )٣( ﺩﺧﻞ ﺍﻟﻔﺮﺩ ﻣﻘﺪﺭﺍ ﺑﺎﻟﺪﻭﻻﺭ ﻣﻘﺎﺭﻧﺎ ﲟﺎﻟﻴﺰﻳﺎ ﻭ ﻛﻮﺭﻳﺎ‬ ‫.٠٠٠٢ ,‪Gross Domestic Product, Current prices, World Development report‬‬ ‫ﻭ ﺇﺫﺍ ﻗﺎﺭﻧﺎ ﻣﻌﺪﻻﺕ ﺍﻟﺘﻨﻤﻴﺔ ﺍﻟﱵ ﺣﻘﻘﺘﻬﺎ ﺍﻟﺒﻼﺩ ﺍﻷﺧﺮﻯ ﰲ ﺍﻟﻔﺘﺮﺓ ﻣﻦ ٥٩٩١-٠٠٠٢‬ ‫ﳒﺪ ﻣﺜﻼ ﺃﻥ ﻣﺘﻮﺳﻂ ﻣﻌﺪﻝ ﺍﻟﺘﻨﻤﻴﺔ ﰲ ﺍﻟﺼﲔ ﻛﺎﻥ ٥,٨% ﺑﺎﻟﺮﻏﻢ ﻣﻦ ﺍ‪‬ﻴﺎﺭ ﺳﻮﻕ ﺟﻨﻮﺏ ﺷﺮﻕ‬ ‫ﺃﺳﻴﺎ ﻋﺎﻡ ٨٩٩١.‬ ‫ﻭ ﻣﻦ ﺍﻹﻧﺼﺎﻑ ﺃﻥ ﻧﻘﻮﻝ ﺃﻥ ﺧﻄﻮﺍﺕ ﺍﻹﺻﻼﺡ ﺍﻻﻗﺘﺼﺎﺩﻱ ﻭﺍﳌﻀﻲ ﰲ ﺑﺮﻧﺎﻣﺞ‬ ‫ﺍﳋﺼﺨﺼﺔ ﺍﻟﱵ ﻗﺎﻣﺖ ‪‬ﺎ ﺍﳊﻜﻮﻣﺔ ﻋﺎﻡ ٥٩٩١ ﻭ ﺇﺻﺪﺍﺭ ﻗﺎﻧﻮﻥ ﺍﻻﺳﺘﺜﻤﺎﺭ ﺍﳉﺪﻳﺪ ﺃﺩﺕ ﺇﱃ‬ ‫ﺍﻟﻮﺻﻮﻝ ﲟﻌﺪﻻﺕ ﺍﻟﺘﻨﻤﻴﺔ ﺇﱃ ٥-٦ ﰲ ﺃﳌﺌﻪ ﺣﱴ ﻋﺎﻡ ٠٠٠٢. ﻭﻟﻜﻦ ﺍﳋﱪﺍﺀ ﻳﻘﺪﺭﻭﻥ ﺃﻥ ﲢﻘﻴﻖ‬ ‫ﻣﻌﺪﻝ ﳕﻮ ٦% ﻫﻮ ﺍﳊﺪ ﺍﻷﺩﱏ ﺍﳌﻄﻠﻮﺏ ﻟﻔﺘﺢ ﻓﺮﺹ ﻋﻤﻞ ﺟﺪﻳﺪﺓ ﻟﻠﺸﺒﺎﺏ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﻳﻨﻀﻤﻮﻥ‬ ‫ﺳﻨﻮﻳﺎ ﺇﱃ ﺳﻮﻕ ﺍﻟﻌﻤﻞ ) ٠٠٠٠٠٨( . ﻭ ﻟﻜﻨﻬﺎ ﻻ ﺗﻌﻄﻲ ﺣﻼ ﻗﺮﻳﺒﺎ ﺃﻭ ﺑﻌﻴﺪﺍ ﳌﻮﺍﺟﻬﺔ ﺍﻟﻔﺠﻮﺓ‬ ‫ﺍﻟﱵ ﺗﺘﺴﻊ ﻳﻮﻣﺎ ﺑﻌﺪ ﻳﻮﻡ ﺑﻴﻨﻨﺎ ﻭﺑﲔ ﺍﻟﺪﻭﻝ ﺍﳌﺘﻘﺪﻣﺔ.‬ ‫)١٢(‬
  • 25. ‫ﺍﻟﺒﺎﺏ ﺍﻷﻭﻝ : ﺍﻟﻮﺍﻗﻊ ﻭﺍﻟﺘﺤﺪﻱ‬ ‫ﺍﻟﻔﺼﻞ ﺍﻟﺜﺎﻟﺚ‬ ‫ﺍﳌﻌﺮﻛﺔ ﻭﺍﻟﺘﺤﺪﻱ‬ ‫ﻳﺒﲔ ﺍﻟﺸﻜﻞ ﺍﻟﺘﺎﱄ ﺍﻟﻔﺠﻮﺓ ﺑﲔ ﻣﺘﻮﺳﻂ ﺩﺧﻞ ﺍﻟﻔﺮﺩ ﰲ ﻣﺼﺮ ﻭﻣﺘﻮﺳﻂ ﺩﺧﻞ ﺍﻟﻔﺮﺩ ﰲ‬ ‫ﺍﻟﺪﻭﻝ ﺍﻟﺼﻨﺎﻋﻴﺔ ﺍﳌﺘﻘﺪﻣﺔ ﻭﻣﻌﺪﻻﺕ ﺍﻟﺘﻨﻤﻴﺔ ﺍﳌﻄﻠﻮﺑﺔ ﻟﻠﺨﺮﻭﺝ ﻣﻦ ﺣﻈﲑﺓ ﺍﻟﺒﻼﺩ ﺍﻟﻔﻘﲑﺓ ﻭ ﺍﻟﻠﺤﺎﻕ‬ ‫ﺑﺮﻛﺐ ﺍﻟﺒﻠﺪﺍﻥ ﺍﳌﺘﻘﺪﻣﺔ .‬ ‫ﻓﺎﶈﻮﺭ ﺍﻟﺮﺃﺳﻲ ﻳﺒﲔ ﺍﻟﻔﺠﻮﺓ ﺑﲔ ﺩﺧﻞ ﺍﻟﻔﺮﺩ ﰲ ﻣﺼﺮ ﻭ ﺩﺧﻞ ﺍﻟﻔﺮﺩ ﰲ ﺍﻟﺒﻼﺩ ﺍﳌﺘﻘﺪﻣﺔ ﺑﺎﻟﺪﻭﻻﺭ.‬ ‫ﻭ ﺍﶈﻮﺭ ﺍﻷﻓﻘﻲ ﻳﺒﲔ ﺍﻟﺴﻨﻮﺍﺕ. ﺃﻣﺎ ﺍﳌﻨﺤﻨﻴﺎﺕ ﻓﺘﺒﲔ ﳕﻮ ﻓﺠﻮﺓ ﺍﻟﺪﺧﻞ ﻋﻨﺪ ﻛﻞ ﻣﻌﺪﻝ ﺗﻨﻤﻴﺔ.‬ ‫)٢٢(‬
  • 26. ‫ﺍﻟﺒﺎﺏ ﺍﻷﻭﻝ : ﺍﻟﻮﺍﻗﻊ ﻭﺍﻟﺘﺤﺪﻱ‬ ‫ﻓﺈﺫ ﺍ ﻛﺎﻥ ﺍﻟﻔﺎﺭﻕ ﺑﲔ ﺍﻟﺪﺧﻞ ﺍﻵﻥ ﻫﻮ ٣٢ ﺃﻟﻒ ﺩﻭﻻﺭ ﻭﻛﺎﻧﺖ ﻣﻌﺪﻻﺕ ﺍﻟﺘﻨﻤﻴﺔ ﻫﻲ‬ ‫٥% ﻣﺜﻼ ﻓﺈﻥ ﺍﳌﻨﺤﲏ ﺍﻟﻌﻠﻮﻱ ﻳﺪﻝ ﻋﻠﻰ ﺃﻥ ﺍﻟﻔﺠﻮﺓ ﺳﺘﺰﺩﺍﺩ ﺍﺗﺴﺎﻋﺎ ﲟﺮﻭﺭ ﺍﻟﻮﻗﺖ ﻭ ﺳﺘﺼﻞ ﺇﱃ‬ ‫ﺃﻛﺜﺮ ﻣﻦ ٥٦ ﺃﻟﻒ ﺩﻭﻻﺭ ﲝﻠﻮﻝ ﻋﺎﻡ ٥٤٠٢. ﻭ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻨﻘﻴﺾ ﻣﻦ ﺫﻟﻚ ﺇﺫﺍ ﺍﺳﺘﻄﻌﻨﺎ ﲢﻘﻴﻖ‬ ‫ﻣﻌﺪﻻﺕ ﺗﻨﻤﻴﺔ ﻣﻦ٠١-٤١ % ﻓﺴﻴﻤﻜﻨﻨﺎ ﺃﻥ ﻧﻐﻠﻖ ﺍﻟﻔﺠﻮﺓ ﲤﺎﻣﺎ ﰲ ﺣﻮﺍﱄ ٥٢ ﺳﻨﺔ.‬ ‫ﻭﻫﻨﺎ ﻻﺑﺪ ﺃﻥ ﻧﻮﺿﺢ ﺃﻥ ﻣﺘﻮﺳﻂ ﻣﻌﺪﻻﺕ ﺍﻟﺘﻨﻤﻴﺔ ﰲ ﺍﻟﺒﻼﺩ ﺍﻟﺼﻨﺎﻋﻴﺔ ﺍﳌﺘﻘﺪﻣﺔ ﰲ‬ ‫ﺍﻟﺘﺴﻌﻴﻨﺎﺕ ﺣﻮﺍﱄ ٥,٢% ﻭﻳﺮﺟﻊ ﺫﻟﻚ ﺇﱃ ﺃﻥ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺪﻭﻝ ﻗﺪ ﻭﺻﻠﺖ ﺇﱃ ﻣﺮﺣﻠﺔ ﺍﻟﺘﺸﻐﻴﻞ‬ ‫ﺍﻟﻜﺎﻣﻞ ﻹﻣﻜﺎﻧﻴﺎ‪‬ﺎ ﻛﻤﺎ ﺃﻥ ﻫﻨﺎﻙ ﻣﻨﺎﻓﺴﺔ ﺷﺪﻳﺪﺓ ﺑﲔ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺪﻭﻝ ﻟﻐﺰﻭ ﺍﻷﺳﻮﺍﻕ. ﻭ ﺑﺎﻟﺮﻏﻢ ﻣﻦ‬ ‫ﻫﺬﺍ ﻛﻤﺎ ﺃﺗﻀﺢ ﻣﻦ ﺷﻜﻞ ) ١( ﻓﺄﻥ ﺍﻟﻨﻤﻮ ﺍﳊﻘﻴﻘﻲ ﰲ ﺩﺧﻞ ﺍﻟﻔﺮﺩ ﻭﰲ ﺍﳌﺴﺘﻮﻯ ﺍﳌﻌﻴﺸﻲ ﻟﻪ ﰲ‬ ‫ﺍﻟﺒﻠﺪ ﺍﳌﺘﻘﺪﻡ ﺍﻛﱪ ﺑﻜﺜﲑ ﳑﺎ ﲢﻘﻘﻪ ﺍﻟﺪﻭﻝ ﺍﻟﻨﺎﻣﻴﺔ.‬ ‫ﻓﺈﺫﺍ ﻛﺎﻥ ﺩﺧﻞ ﺍﻟﻔﺮﺩ ﰲ ﺃﺣﺪ ﺍﻟﺒﻼﺩ ﺍﻟﺼﻨﺎﻋﻴﺔ ﺍﳌﺘﻘﺪﻣﺔ ﻫﻮ ٠٠٠,٠٢ ﺩﻭﻻﺭ ﺳﻨﻮﻳﺎ‬ ‫ﻭﻳﺰﺩﺍﺩ ﲟﻌﺪﻝ ٥,٢% ﻓﻬﺬﺍ ﻳﻌﲎ ﺃﻥ ﺩﺧﻠﻪ ﺯﺍﺩ ﲟﻘﺪﺍﺭ ٠٠٥ ﺩﻭﻻﺭ ﻋﻨﺪ ‪‬ﺎﻳﺔ ﺍﻟﻌﺎﻡ. ﺃﻣﺎ ﰲ ﻣﺼﺮ‬ ‫ﻓﺈﺫﺍ ﺍﻗﺘﺮﺿﻨﺎ ﺃﻥ ﺩﺧﻠﻪ ٠٠٥١ ﺩﻭﻻﺭ ﺳﻨﻮﻳﺎ ﻭﻣﻌﺪﻝ ﳕﻮ ﺩﺧﻠﻪ ﺍﻟﺴﻨﻮﻱ ﻫﻮ ٦% ﻓﻬﺬﺍ ﻳﻌﲎ ﺃﻥ‬ ‫ﺩﺧﻠﻪ ﻗﺪ ﺯﺍﺩ ٠٩ ﺩﻭﻻﺭ ﻓﻘﻂ، ﻭﺃﻥ ﺍﻟﻔﺠﻮﺓ ﺑﲔ ﺩﺧﻠﻪ ﻭﺩﺧﻞ ﻗﺮﻳﻨﻪ ﰲ ﺍﻟﺒﻠﺪ ﺍﳌﺘﻘﺪﻡ ﻗﺪ ﺍﺯﺩﺍﺩﺕ‬ ‫ﺍﺗﺴﺎﻋﺎ، ﻭ ﻟﻴﺲ ﻫﻨﺎﻙ ﺃﻱ ﺃﻣﻞ ﻗﺮﻳﺐ ﺃﻭ ﺑﻌﻴﺪ ﰲ ﺇﻏﻼﻗﻬﺎ. ﻭ ﺇﺫﺍ ﺣﺪﺙ ﺃﻱ ﺗﺬﺑﺬﺏ ﰲ ﺍﻻﻗﺘﺼﺎﺩ‬ ‫ﺍﻟﻌﺎﳌﻲ ﺃﻭ ﺯﻳﺎﺩﺓ ﰲ ﺍﻷﺳﻌﺎﺭ ﺍﻟﻌﺎﳌﻴﺔ ﻟﻠﻤﻮﺍﺩ ﺍ ﻟﻐﺬﺍﺋﻴﺔ ﻣﺜﻼ ﺣﻴﺚ ﳝﺜﻞ ﺍﻟﻐﺬﺍﺀ ٥٤- ٠٥% ﻣﻦ‬ ‫ﻣﺼﺮﻭﻓﺎﺕ ﺍﻟﻔﺮﺩ ﰲ ﻣﺼﺮ ﻓﺴﻴﻌﺼﻒ ﻫﺬﺍ ﺑﺎﻟﺘﺄﻛﻴﺪ ﺑﺄﺑﻨﺎﺀ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺒﻠﺪ. ﺃﻣﺎ ﺍﻷﺟﻴﺎﻝ ﺍﻟﻘﺎﺩﻣﺔ‬ ‫ﻓﺴﻴﻜﻮﻥ ﻭ ﺍﻗﻌﻬﺎ ﺃﺳﻮﺃ ﺑﻜﺜﲑ ﻷﻥ ﺍﻟﻔﺠﻮﺓ ﰲ ﺍﻟﺪﺧﻞ ﺳﺘﻜﻮﻥ ﺗﻀﺎﻋﻔﺖ. ﻭ ﺇﺫﺍ ﺗﺼﻮﺭﻧﺎ ﺃﻧﻨﺎ‬ ‫ﺃﻣﻜﻨﻨﺎ ﺍﺳﺘﻌﺎﺩﺓ ﻣﻌﺪﻻﺕ ﺍﻟﺘﻨﻤﻴﺔ ﺍﻟﱵ ﺣﻘﻘﻨﺎﻫﺎ ﰲ ﺍﻟﺴﺒﻌﻴﻨﺎﺕ )ﻛﺎﻥ ﻣﻌﺪﻝ ﺍﻟﺘﻨﻤﻴﺔ ﺣﻮﺍﱄ ٥,٩%(‬ ‫ﻓﺮﲟﺎ ﺃﻣﻜﻨﺎ ﺍﻟﻠﺤﺎﻕ ‪‬ﻢ ﺑﻌﺪ ﺃﻛﺜﺮ ﻣﻦ ٠٤ ﺳﻨﺔ.‬ ‫ﻓﻤﻦ ﺍﻟﻮﺍﺿﺢ ﺃﻧﻪ ﻟﻴﺲ ﺃﻣﺎﻣﻨﺎ ﺧﻴﺎﺭ ﺇﻻ ﺃﻥ ﳓﻘﻖ ﻣﻌﺪﻻﺕ ﺗﻨﻤﻴﺔ ﺑﲔ ٠١-٤١%. ﺃﻧﻪ‬ ‫ﲢﺪﻯ ﺿﺨﻢ ﻭﻟﻜﻦ ﻟﻴﺲ ﻣﺴﺘﺤﻴﻼ. ﻓﺈﻣﺎ ﺃﻥ ﻧﻮﺭﺙ ﺃﺑﻨﺎﺋﻨﺎ ﺍﻟﻔﻘﺮ ﻭﺍﻟﺬﻝ ﻭﺍﻟﺘﺒﻌﻴﺔ ﻭﺇﻣﺎ ﺃﻥ ﻧﺘﺮﻙ ﳍﻢ‬ ‫)٣٢(‬
  • 27. ‫ﺍﻟﺒﺎﺏ ﺍﻷﻭﻝ : ﺍﻟﻮﺍﻗﻊ ﻭﺍﻟﺘﺤﺪﻱ‬ ‫ﺍﻟﻌﺰﺓ ﻭ ﺍﻟﻜﺮﺍﻣﺔ ﻭﺍﳌﻜﺎﻧﺔ ﺍﳌﺮﻣﻮﻗﺔ ﺑﲔ ﺍﻷﻣﻢ. ﺇﻣﺎ ﺃﻥ ﻧﺴﺘﻌﲔ ﺑﺎﷲ ﻭﻧﻘﺒﻞ ﺍﻟﺘﺤﺪﻱ ﻭﳔﻮﺽ ﺍﳌﻌﺮﻛﺔ‬ ‫ﻛﻤﺎ ﲪﻠﺖ ﻫﺬﻩ ﺍﻷﻣﺔ ﻣﺴﺆﻭﻟﻴﺘﻬﺎ ﺍﻟﺘﺎﺭﳜﻴﺔ ﺃﻣﺎﻡ ﺍﻟﺘﺘﺎﺭ ﻭﺃﻣﺎﻡ ﺍﻟﺼﻠﻴﺒﻴﲔ ﻭﺇﻣﺎ ﺃﻥ ﻧﺘﺮﻙ ﺑﻠﺪﻧﺎ‬ ‫ﻭﻣﻘﺪﺭﺍﺗﻨﺎ ﻛﺄ‪‬ﺎ ﻗﺸﺔ ﰲ ﺭﻳﺢ ﻋﺎﺻﻒ ﻭﲝﺮ ﳉﻲ ﻣﻦ ﻓﻮﻗﻪ ﻇﻼﻡ ﻭﻣﻦ ﲢﺘﻪ ﻇﻼﻡ.‬ ‫ﻭﺍﻟﻐﺮﺽ ﻣﻦ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻌﺮﺽ ﺣﻘﻴﻘﺔ ﺃﻥ ﻧﻘﻒ ﻣﻮﻗﻒ ﺻﺪﻕ ﻣﻊ ﺃﻧﻔﺴﻨﺎ، ﻭ ﻧﺮﺍﺟﻊ ﺣﺼﻴﻠﺘﻨﺎ‬ ‫ﻣﻦ ﺍﶈﺎﻭﻻﺕ ﺍﻟﺴﺎﺑﻘﺔ، ﻭ ﻧﺪﺭﻙ ﺿﺨﺎﻣﺔ ﺍﻟﺘﺤﺪﻱ ﺍﳊﻀﺎﺭﻱ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﻮﺍﺟﻬﻨﺎ، ﻭ ﻧﺴﺘﻔﻴﺪ ﻣﻦ‬ ‫ﲡﺎﺭﺑﻨﺎ ﻭ ﺃﺧﻄﺎﺋﻨﺎ ﻭﻣﻦ ﺃﺧﻄﺎﺀ ﻭﲡﺎﺭﺏ ﻏﲑﻧﺎ ﻣﻦ ﺍﻟﺸﻌﻮﺏ. ﻭ ﻳﻬﻤﻨﺎ ﻫﻨﺎ ﺇﻥ ﻧﻌﻲ ﺍﻷﺧﻄﺎﺀ ﺣﱴ‬ ‫ﻻ ﺗﺘﻜﺮﺭ ﻣﺮﺓ ﺃﺧﺮﻯ. ﻭﺭﲟﺎ ﻛﺎﻥ ﺍﳋﻄﺄ ﺍﻷﻛﱪ ﻭ ﺍﻟﺴﺒﺐ ﺍﳊﻘﻴﻘﻲ ﰲ ﻗﺼﻮﺭ ﺍﶈﺎﻭﻻﺕ ﺍﻟﺴﺎﺑﻘﺔ‬ ‫ﻫﻮ ﺍﻻﻋﺘﻘﺎﺩ ﺍﻟﺴﺎﺋﺪ ﺑﺄﻥ ﺍﻟﺘﻨﻤﻴﺔ ﻣﺴﺆﻭﻟﻴﺔ ﺍﳊﻜﻮﻣﺔ ﺃﻭ ﻭﺯﺍﺭﺓ ﺑﻌﻴﻨﻬﺎ، ﻭﻟﻜﻦ ﺍﳊﻘﻴﻘﺔ ﺃﻥ ﺍﻟﻨﺼﺮ ﰲ‬ ‫ﻣﻌﺮﻛﺔ ﺍﻟﺘﺨﻠﻒ ﻻ ﻳﺄﰐ ﺇﻻ ﺇﺫﺍ ﺃﺻﺒﺢ ﻛﻞ ﻣﻮﺍﻃﻦ ﺟﻨﺪﻱ ﰲ ﺍﳋﻂ ﺍﻟﻘﺘﺎﱄ ﺍﻷﻭﻝ.‬ ‫)٤٢(‬
  • 28. ‫ﺍﻟﺒﺎﺏ ﺍﻷﻭﻝ : ﺍﻟﻮﺍﻗﻊ ﻭﺍﻟﺘﺤﺪﻱ‬ : ‫ﺍﳌﺮﺍﺟﻊ‬ ١- The World Economic Outlook (WEO) Database September ٢٠٠٢, Table : Per Capita Gross Domestic Product, Current Prices (U.S. dollars per person) ٢- World Development report ٢٠٠٠/٢٠٠١: Attacking Poverty http://www.worldbank.org/poverty/wdrpoverty/report/ (٢٥)
  • 29. ‫ﺍﻟﺒﺎﺏ ﺍﻷﻭﻝ : ﺍﻟﻮﺍﻗﻊ ﻭﺍﻟﺘﺤﺪﻱ‬ ‫)٦٢(‬
  • 30. ‫ﺍﻟﺒﺎﺏ ﺍﻟﺜﺎﱐ : ﺃﺳﺲ ﺍﻟﺘﻐﻴﲑ ﻭﺍﻟﺘﻨﻤﻴﺔ‬ ‫ﺍﻟﺒﺎﺏ ﺍﻟﺜﺎﱐ‬ ‫ﺃﺳﺲ ﺍﻟﺘﻐﻴﲑ ﻭﺍﻟﺘﻨﻤﻴﺔ‬ ‫ﺍﻟﻔﺼﻞ ﺍﻷﻭﻝ : ﳌﺎﺫﺍ ﻧﺮﻳﺪ ﺍﻟﺘﻐﻴﲑ ؟‬ ‫ﺍﻟﻔﺼﻞ ﺍﻟﺜﺎﱐ : ﻣﺒﺎﺩﺉ ﺍﻟﺘﻐﻴﲑ ﻭﺍﻟﺘﻨﻤﻴﺔ‬ ‫ﺍﻟﻔﺼﻞ ﺍﻟﺜﺎﻟﺚ : ﺍﺳﺘﺮﺍﺗﻴﺠﻴﺎﺕ ﺍﻟﺘﻐﻴﲑ ﻭﺍﻟﺘﻨﻤﻴﺔ‬ ‫)٧٢(‬
  • 31. ‫ﺍﻟﺒﺎﺏ ﺍﻟﺜﺎﱐ : ﺃﺳﺲ ﺍﻟﺘﻐﻴﲑ ﻭﺍﻟﺘﻨﻤﻴﺔ‬ ‫ﻣﻘﺪﻣﺔ‬ ‫ﻟﻘﺪ ﺃﻭﺭﺩﻧﺎ ﰲ ﺍﻟﺒﺎﺏ ﺍﻷﻭﻝ ﻫﻮﻳﺔ ﺍﻟﻮﺍﻗﻊ ﻭ ﻋﺮﺿﺎ ﲢﻠﻴﻠﻴﺎ ﻟﻮﺍﻗﻌﻨﺎ ﺍﳌﻌﺎﺻﺮ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﻔﺮﺽ‬ ‫ﻋﻠﻴﻨﺎ ﺣﺘﻤﻴﺔ ﺍﻟﺘﻐﻴﲑ. ﻭﰲ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺒﺎﺏ ﻧﻀﻴﻒ ﺃﺳﺒﺎﺑﺎ ﺃﺧﺮﻯ ﻟﻠﺘﻐﻴﲑ ﻧﺎﲨﺔ ﻋﻦ ﻣﺸﺎﻋﺮﻧﺎ ﻭﺁﻻﻣﻨﺎ ﳌﺎ‬ ‫ﳛﺪﺙ ﰲ ﻭﺍﻗﻊ ﺃﻣﺘﻨﺎ، ﰒ ﻧﺴﺘﻌﺮﺽ ﺍﳌﺒﺎﺩﺉ ﺍﳌﻨﻈﻤﺔ ﻟﻌﻤﻠﻴﺔ ﺍﻟﺘﻐﻴﲑ ﻭﺍﺳﺘﺮﺍﺗﻴﺠﻴﺎﺕ ﺍﻟﺘﻐﻴﲑ ﻭﺍﻟﺘﻨﻤﻴﺔ‬ ‫ﺍﳌﺼﺎﺣﺒﺔ ﻟﻪ.‬ ‫)٨٢(‬
  • 32. ‫ﺍﻟﺒﺎﺏ ﺍﻟﺜﺎﱐ : ﺃﺳﺲ ﺍﻟﺘﻐﻴﲑ ﻭﺍﻟﺘﻨﻤﻴﺔ‬ ‫ﺍﻟﻔﺼﻞ ﺍﻷﻭﻝ‬ ‫ﳌﺎﺫﺍ ﻧﺮﻳﺪ ﺍﻟﺘﻐﻴﲑ ؟‬ ‫ﳌﺎﺫﺍ ﻧﺮﻳﺪ ﺍﻟﺘﻐﻴﲑ؟‬ ‫ﻟﻘﺪ ﺃﻭﺭﺩﻧﺎ ﰲ ﺍﺍﻟﺒﺎﺏ ﺍﻟﺴﺎﺑﻖ ﻋﺮﺿﺎ ﳐﺘﺼﺮﺍ ﻟﻮﺍﻗﻌﻨﺎ ﺍﻟﻘﺎﺋﻢ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﻔﺮﺽ ﻋﻠﻴﻨﺎ ﺣﺘﻤﻴﺔ ﺍﻟﺘﻐﻴﲑ‬ ‫ﻭﻧﺴﺄﻝ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﻳﻘﻮﻟﻮﻥ ﺍ‪‬ﻢ ﺍﳒﺰﻭﺍ ﻭﺷﻴﺪﻭﺍ ﻭﺣﻘﻘﻮﺍ ﺍﳌﺴﺘﺤﻴﻞ ﺃﻳﻦ ﺍﻧﺘﻢ ﻣﻦ ﺻﺪ ﺟﱪﻭﺕ ﺍﻟﺪﻭﻝ‬ ‫ﺍﳌﺴﺘﻜﱪﺓ ﻋﻠﻴﻨﺎ ؟ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﻳﻘﻮﻟﻮﻥ ﺍﻥ ﺍﻟﺘﻐﻴﲑ ﻗﺪ ﺑﺪﺃ ﻣﻨﺬ ﺯﻣﻦ ﻭﳓﻦ ﺍﻵﻥ ﳒﲏ ﲦﺎﺭﺓ ﻧﺮﺩ ﻋﻠﻲ‬ ‫ﻫﺆﻻﺀ ﻭﻧﺬﻛﺮﻫﻢ ﳌﺎﺫﺍ ﻧﺮﻳﺪ ﺍﻟﺘﻐﻴﲑ؟‬ ‫ﻧﺮﻳﺪ ﺍﻟﺘﻐﻴﲑ ﺣﱴ ﻻ ﺗﻈﻞ ﺩﻣﺎﺀ ﺷﻌﻮﺑﻨﺎ ﺃﺭﺧﺺ ﻣﻦ ﺍﻟﺜﺮﻯ، ﺍﻟﺬﻱ ﻳﻮﻣﺎ ﺳﻴﺒﺘﻠﻊ ﺃﺟﺴﺎﺩ ﻗﺎﺗﻠﻴﻨﺎ.‬ ‫ﻧﺮﻳﺪ ﺍﻟﺘﻐﻴﲑ ﺣﱴ ﻻ ﻳﺴﺘﻤﺮ ﻧﺰﻳﻒ ﺍﳉﺮﺍﺡ ﰲ ﺍﻟﻘﺪﺱ ﻭﺍﻟﻌﺮﺍﻕ ﻭﺍﻟﺸﻴﺸﺎﻥ ﻭﻛﺸﻤﲑ.‬ ‫ﻧﺮﻳﺪ ﺍﻟﺘﻐﻴﲑ ﻟﻨﻤﻨﻊ ﻗﺘﻞ ﺍﻷﻃﻔﺎﻝ ﻭ ﺣﺮﻕ ﺍﳌﺰﺍﺭﻉ ﻭ ﻫﺪﻡ ﺍﻟﺒﻴﻮﺕ.‬ ‫ﻧﺮﻳﺪ ﺍﻟﺘﻐﻴﲑ ﻟﻨﺤﻤﻲ ﺍﻵﻣﻨﲔ ﰲ ﺑﻴﻮ‪‬ﻢ ﻣﻦ ﺭﺟﺎﺕ ﺍﳌﺪﺍﳘﺎﺕ ﻭﺳﺤﻞ ﺍﻷﺟﺴﺎﺩ.‬ ‫ﻧﺮﻳﺪ ﺍﻟﺘﻐﻴﲑ ﻟﻨﻮﻗﻒ ﺇﺫﻻﻝ ﺍﻟﻨﻔﻮﺱ، ﻭﻗﺘﻞ ﳔﻮﺓ ﺍﻟﺮﺟﺎﻝ، ﻭﻛﺴﺮ ﻛﱪﻳﺎﺀ ﺍﻟﺸﺒﺎﺏ، ﻭﻫﺘﻚ ﺃﻋﺮﺍﺽ‬ ‫ﺍﻟﻨﺴﺎﺀ.‬ ‫ﻧﺮﻳﺪ ﺍﻟﺘﻐﻴﲑ ﻟﻨﻄﻮﻱ ﻋﻴﺶ ﺍﻟﺬﻝ ﻭﺍﻟﻌﺒﻮﺩﻳﺔ، ﻭﻧﺼﻮﻥ ﻛﺮﺍﻣﺔ ﺍﻟﻨﻔﺲ ﻭﻛﻞ ﻧﻔﻴﺲ.‬ ‫ﻧﺮﻳﺪ ﺍﻟﺘﻐﻴﲑ ﻟﻨﻨﻬﻲ ﺇﻫﺪﺍﺭ ﻋﺰﺓ ﺍﻹﺳﻼﻡ ﺑﺎﻟﺘﻮﺳﻞ ﺍﳌﻬﲔ ﻟﻘﻮﻯ ﺍﻻﺳﺘﻜﺒﺎﺭ ﻭﺃﻋﻮﺍﻥ ﺍﻟﺮﺟﻴﻢ.‬ ‫ﻧﺮﻳﺪ ﺍﻟﺘﻐﻴﲑ ﻟﻨﺮﺩ ﻋﻠﻰ ﺍﳌﺘﻄﺎﻭﻟﲔ ﻋﻠﻰ ﺩﻳﻨﻨﺎ ﺍﳊﻨﻴﻒ.‬ ‫)٩٢(‬
  • 33. ‫ﺍﻟﺒﺎﺏ ﺍﻟﺜﺎﱐ : ﺃﺳﺲ ﺍﻟﺘﻐﻴﲑ ﻭﺍﻟﺘﻨﻤﻴﺔ‬ ‫ﻧﺮﻳﺪ ﺍﻟﺘﻐﻴﲑ ﻟﻨﺘﺨﻠﺺ ﻣﻦ ﻣﺪﺍﻫﻨﺔ ﻣﺪﻋﻲ ﺍﻟﻜﻠﻤﺔ ﻭﺍﻟﺪﻳﻦ.‬ ‫ﻧﺮﻳﺪ ﺍﻟﺘﻐﻴﲑ ﺣﱴ ﻻ ﻳﺴﺘﺒﺪﻝ ﺷﺮﻉ ﺍﷲ ﺑﻴﺎﺳﻖ ﺟﺪﻳﺪ.‬ ‫ﻗﺎﻝ ﺍﷲ ﺗﻌﺎﱃ " ﺃﻓﺤﻜﻢ ﺍﳉﺎﻫﻠﻴﺔ ﻳﺒﻐﻮﻥ ﻭﻣﻦ ﺃﺣـﺴﻦ ﻣـﻦ ﺍﷲ ﺣﻜﻤـﺎ ﻟﻘـﻮﻡ ﻳﻮﻗﻨـﻮﻥ "‬ ‫ﺳﻮﺭﺓ ﺍﳌﺎﺋﺪﺓ :٠٥‬ ‫ﻧﺮﻳﺪ ﺍﻟﺘﻐﻴﲑ ﻟﻨﺮﺟﻊ ﺇﱃ ﺩﻳﻨﻨﺎ ﺍﳊﻨﻴﻒ، ﻭﻧﻌﻴﺪ ﳎﺪﻧﺎ ﺍﻟﻌﺮﻳﻖ، ﻭﻧﺼﺪ ﲪﻼﺕ ﺍﻟﻜﻔﺮ ﻭﺇﻣﱪﻳﺎﻟﻴﺔ‬ ‫ﺍﻟﺘﺴﺨﲑ.‬ ‫ﻗﺎﻝ ﺍﷲ ﺗﻌﺎﱃ " .....ﻭﻟﻴﻨﺼﺮﻥ ﺍﷲ ﻣﻦ ﻳﻨﺼﺮﻩ ﺇﻥ ﺍﷲ ﻟﻘﻮﻯ ﻋﺰﻳﺰ " ﺳﻮﺭﺓ ﺍﳊﺞ: ٠٤‬ ‫ﻧﺮﻳﺪ ﺍﻟﺘﻐﻴﲑ ﻟﻨﺮﺩ ﺍﻷﻣﺔ ﺭﺩﺍ ﲨﻴﻼ ﺇﱃ ﻃﺮﻳﻖ ﺍﷲ ﺍﳌﺴﺘﻘﻴﻢ ﺑﻌﺪ ﺃﻥ ﻫﺠﺮﻧﺎ ﻫﺪﻯ ﺍﳌﺮﺳﻠﲔ.‬ ‫ﻧﺮﻳﺪ ﺍﻟﺘﻐﻴﲑ ﻟﻨﻜﻮﻥ ﺧﲑ ﺃﻣﺔ ﺃﺧﺮﺟﺖ ﻟﻠﻨﺎﺱ ﻭ ﻟﻨﻌﺪ ﺍﻟﻌﺪﺓ ﳌﻮﺍﺟﻬﺔ ﻣﺼﲑﻧﺎ ﺍﻟﻜﻔﺎﺣﻲ ﻣﻦ ﺟﺪﻳﺪ.‬ ‫ﻧﺮﻳﺪ ﺍﻟﺘﻐﻴﲑ ﻟﻨﻮﺟﻪ ﻭﻻﺋﻨﺎ ﳌﻦ ﻳﺴﺘﺤﻖ ﻭﻟﻨﺘﱪﺃ ﻣﻦ ﻣﻦ ﻳﻀﻤﺮ ﻟﻨﺎ ﺍﻟﻜﺮﻩ ﻭﺍﻟﻌﺪﺍﺀ.‬ ‫ﻗﺎﻝ ﺍﷲ ﺗﻌﺎﱃ " ﻭﻟﻮ ﻛﺎﻧﻮﺍ ﻳﺆﻣﻨﻮﻥ ﺑﺎﷲ ﻭﺍﻟﻨﱯ ﻭﻣﺎ ﺃﻧﺰﻝ ﺇﻟﻴﻪ ﻣﺎ ﺍﲣﺬﻭﻫﻢ ﺃﻭﻟﻴﺎﺀ ﻭﻟﻜﻦ ﻛﺜﲑﺍ‬ ‫ﻣﻨﻬﻢ ﻓﺎﺳﻘﻮﻥ " ﺳﻮﺭﺓ ﺍﳌﺎﺋﺪﺓ: ١٨‬ ‫ﻧﺮﻳﺪ ﺍﻟﺘﻐﻴﲑ ﻟﻨﺼﻞ ﻣﺸﺮﻕ ﺍﻹﺳﻼﻡ ﲟﻐﺮﺑﻪ ﻭﻧﺒﲎ ﻗﻼﻉ ﺍﻹﺧﻮﺓ ﻭﺻﺮﻭﺡ ﺍﻹﳝﺎﻥ.‬ ‫ﻧﺮﻳﺪ ﺍﻟﺘﻐﻴﲑ ﻷﻧﻨﺎ ﺳﺌﻤﻨﺎ ﻟﻌﻦ ﺍﻟﻈﺮﻭﻑ ﻭﺍﻟﺰﻣﺎﻥ.‬ ‫ﻧﺮﻳﺪ ﺍﻟﺘﻐﻴﲑ ﻻﺳﺘﺒﺪﺍﻝ ﺍﻟﻌﺠﺰ ﺑﺎﻟﻘﻮﺓ ﻭﻟﻨﺴﺘﺮﺩ ﻣﺎ ﺁﺧﺬ ﻣﻨﺎ ﺑﺎﻟﻘﻮﺓ ﺃﻭ ﺑﺎﳋﺪﺍﻉ ﺍﳋﺒـﻴﺚ.‬ ‫ﻧﺮﻳﺪ ﺍﻟﺘﻐﻴﲑ ﻟﺘﻜﻮﻥ ﺯﻣﺎﻡ ﺍﳌﺒﺎﺩﺭﺓ ﻭﻭﺳﺎﺋﻞ ﺍﻟﺮﺩﻉ ﰲ ﻗﺒﻀﺘﻨﺎ ﻻ ﰲ ﻗﺒﻀﺔ ﻏﲑﻧﺎ.‬ ‫ﻗﺎﻝ ﺍﷲ ﺗﻌﺎﱃ "ﺇﻥ ﻳﺜﻘﻔﻮﻛﻢ ﻳﻜﻮﻧﻮﺍ ﻟﻜﻢ ﺃﻋﺪﺍﺀ، ﻭﻳﺒﺴﻄﻮﺍ ﺇﻟﻴﻜﻢ ﺃﻳﺪﻳﻬﻢ ﻭﺃﻟﺴﻨﺘﻬﻢ ﺑﺎﻟﺴﻮﺀ ﻭﻭﺩﻭﺍ‬ ‫ﻟﻮ ﺗﻜﻔﺮﻭﻥ" ﺳﻮﺭﺓ ﺍﳌﻤﺘﺤﻨﺔ: ٢‬ ‫ﻧﺮﻳﺪ ﺍﻟﺘﻐﻴﲑ ﺣﱴ ﻻ ﺗﻄﻤﺲ ﻫﻮﻳﺘﻨﺎ ﻭﺗﺬﻭﺏ ﺷﺨﺼﻴﺘﻨﺎ.‬ ‫ﻧﺮﻳﺪ ﺍﻟﺘﻐﻴﲑ ﻟﻨﺨﺮﺝ ﻣﻦ ﻣﺴﺘﻨﻘﻊ ﺍﻟﺘﺒﻌﻴﺔ ﻭﺍﻻﺳﺘﻜﺎﻧﺔ ﻭﻫﻴﻤﻨﺔ ﻗﻮﻯ ﺍﻻﺳﺘﻜﺒﺎﺭ.‬ ‫)٠٣(‬
  • 34. ‫ﺍﻟﺒﺎﺏ ﺍﻟﺜﺎﱐ : ﺃﺳﺲ ﺍﻟﺘﻐﻴﲑ ﻭﺍﻟﺘﻨﻤﻴﺔ‬ ‫ﻗﺎﻝ ﺍﷲ ﺗﻌﺎﱄ "ﻣﺜﻞ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﺍﲣﺬﻭﺍ ﻣﻦ ﺩﻭﻥ ﺍﷲ ﺃﻭﻟﻴﺎﺀ ﻛﻤﺜﻞ ﺍﻟﻌﻨﻜﺒﻮﺕ ﺍﲣﺬﺕ ﺑﻴﺘﺎ ﻭﺇﻥ ﺃﻫﻮﻥ‬ ‫ﺍﻟﺒﻴﻮﺕ ﻟﺒﻴﺖ ﺍﻟﻌﻨﻜﺒﻮﺕ ﻟﻮ ﻛﺎﻧﻮﺍ ﻳﻌﻠﻤﻮﻥ" ﺳﻮﺭﺓ ﺍﻟﻌﻨﻜﺒﻮﺕ:١٤‬ ‫ﻧﺮﻳﺪ ﺍﻟﺘﻐﻴﲑ ﺣﱴ ﻧﺒﲎ ﻣﺎ ﻫﻮ ﺃﻋﻈﻢ ﻣﻦ ﺍﻷﻫﺮﺍﻡ ﻧﺒﲎ ﻣﺼﺮ ﺍﳊﺪﻳﺜﺔ ﺍﳊﺮﺓ ﺍﻟﻘﻮﻳﺔ ﺍﻷﺑﻴﺔ.‬ ‫ﻧﺮﻳﺪ ﺍﻟﺘﻐﻴﲑ ﻟﻨﺮﺳﻲ ﻗﻀﺎﺀ ﺣﺎﲰﺎ ﻭﺳﺮﻳﻌﺎ ﻳﺼﻌﻖ ﺍﻟﻈﺎﱂ ﻭ ﻳﺮﺩﻉ ﺍﻟﺴﺎﺭﻕ.‬ ‫ﻧﺮﻳﺪ ﺍﻟﺘﻐﻴﲑ ﻷﻧﻨﺎ ﻧﺸﻌﺮ ﻭﻛﺄﻧﻨﺎ ﻏﺮﺑﺎﺀ ﰲ ﺃﻭﻃﺎﻧﻨﺎ.‬ ‫ﻧﺮﻳﺪ ﺍﻟﺘﻐﻴﲑ ﶈﺎﺳﺒﺔ ﻣﻦ ﺧﺎﻥ ﺍﻷﻣﺎﻧﺔ ﻭﺃﺿﺎﻉ ﺍﻟﺴﻴﺎﺩﺓ.‬ ‫ﻧﺮﻳﺪ ﺍﻟﺘﻐﻴﲑ ﻹﻧﻘﺎﺫ ﺷﺒﺎﺑﻨﺎ ﻣﻦ ﺍﻟﻀﻴﺎﻉ ﻭﻟﻨﺼﻞ ﺑﻪ ﺇﱃ ﳎﺘﻤﻌﺎﺕ ﺍﻟﺮﺧﺎﺀ.‬ ‫ﻧﺮﻳﺪ ﺍﻟﺘﻐﻴﲑ ﻟﻨﻌﻴﺪ ﺍﻷﻭﻗﺎﻑ، ﻭﳓﺮﺭ ﺍﻷﺯﻫﺮ ﻣﻦ ﻗﺒﻀﺔ ﺍﻟﺮﺍﺗﺐ ﻭ ﻗﻴﻮﺩ ﺍﳌﻨﺎﺻﺐ.‬ ‫ﻧﺮﻳﺪ ﺍﻟﺘﻐﻴﲑ ﻻﺳﺘﺮﺟﺎﻉ ﺣﺮﻳﺔ ﺍﳌﻨﺎﺑﺮ ﻟﺘﻨﻄﻠﻖ ﻣﻨﻬﺎ ﻛﻠﻤﺔ ﺍﳊﻖ ﺗﺪﻭﻱ ﰲ ﻛﻞ ﻣﻜﺎﻥ.‬ ‫ﻧﺮﻳﺪ ﺍﻟﺘﻐﻴﲑ ﺣﱴ ﺗﺼﺒﺢ ﻣﺼﺮ ﻣﻨﺎﺭﺓ ﺍﻟﻌﻠﻢ ﻭﺍﻟﺜﻘﺎﻓﺔ ﺗﻨﺸﺮ ﺍﳌﻌﺎﺭﻑ ﰲ ﺍﻵﻓﺎﻕ.‬ ‫ﻧﺮﻳﺪ ﺍﻟﺘﻐﻴﲑ ﻟﺘﻌﻮﺩ ﻣﺼﺮ ﺃﺭﺽ ﺍﳊﻀﺎﺭﺍﺕ ﻭﺍﻹﳝﺎﻥ، ﻻ ﺃﺭﺽ ﻣﻨﺘﺠﻌﺎﺕ ﺍﻟﻠﻬﻮ ﺍﻟﱵ ﺗﻨﺘﻬﻚ ﻓﻴﻬـﺎ‬ ‫ﺍﳊﺮﻣﺎﺕ، ﻭ ﺗﺮﺗﻜﺐ ﻓﻴﻬﺎ ﺍﶈﺮﻣﺎﺕ.‬ ‫ﻓﻴﺎ ﺷﻌﺐ ﻣﺼﺮ ﺍ‪‬ﺾ، ﺇﻥ ‪‬ﻀﺖ ﺑﺄﺫﻥ ﺍﷲ ‪‬ﻀﺖ ﺍﻷﻣﺔ ﻗﺎﻃﺒﺔ، ﻭﺇﻥ ‪‬ﺮﺑﺖ ﺿﺮﺑﺖ‬ ‫ﺿ ‪‬‬ ‫ﺍﻷﻣﺔ ﰲ ﻣﻘﺘﻞ.‬ ‫ﻭﺣﺘﻤﻴﺔ ﺍﻟﺘﻐﻴﲑ ﰲ ﺍﻟﻮﺍﻗﻊ ﺍﳌﺼﺮﻱ ﻫﻮ ﺿﺮﻭﺭﺓ ﻗﺼﻮﻯ ﻟﺘﻐﻴﲑ ﻭﺍﻗﻊ ﺍﻷﻣﺔ ﻛﻜﻞ، ﻟﺬﻟﻚ ﻗﺒﻞ‬ ‫ﺃﻥ ﻧﻄﺎﻟﺐ ﺍﻷﻣﺔ ﺑﺄﺳﺮﻫﺎ ﺑﺎﻟﺘﻐﻴﲑ، ﻓﻠﻨﺒﺪﺃ ﺑﺒﻴﺘﻨﺎ ﻣﺼﺮ.‬ ‫)١٣(‬
  • 35. ‫ﺍﻟﺒﺎﺏ ﺍﻟﺜﺎﱐ : ﺃﺳﺲ ﺍﻟﺘﻐﻴﲑ ﻭﺍﻟﺘﻨﻤﻴﺔ‬ ‫ﺍﻟﻔﺼﻞ ﺍﻟﺜﺎﱐ‬ ‫ﻣﺒﺎﺩﺉ ﺍﻟﺘﻐﻴﲑ ﻭﺍﻟﺘﻨﻤﻴﺔ‬ ‫ﺍﻟﺘﻐﻴﲑ ﻟﻪ ﺃﺭﻛﺎﻥ ﻭﻣﺒﺎﺩﺉ ﻳﺮﺗﻜﺰ ﻋﻠﻴﻬﺎ، ﻓﻬﻲ ﲟﺜﺎﺑﺔ ﺍﻟﺸﺮﻭﻁ ﺍﻟﱵ ﳚﺐ ﺃﻥ ﺗﺘﺤﻘﻖ ﺩﻭﻣﺎ‬ ‫ﻟﺘﻔﻌﻴﻞ ﺍﻟﺘﻐﻴﲑ ﻭﺩﻓﻌﻪ.‬ ‫١ - ﻣﺒﺪﺃ ﺿﻤﺎﻥ ﺍﳊﺮﻳﺎﺕ ﻭ ﺑﻨﺎﺀ ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ ﺍﳊﺮ‬ ‫ﺇﻥ ﺍﳊﺮﻳﺔ ﻫﺒﺔ ﻣﻦ ﺍﷲ ﻟﻺﻧﺴﺎﻥ ﻭﺣﻖ ﺃﺳﺎﺳﻲ ﻟﻺﻧﺴﺎﻥ ﻋﻠﻲ ﺍ‪‬ﺘﻤﻊ، ﻳﻮﻟﺪ ﻣﻊ ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ‬ ‫ﻛﺤﻖ ﺍﳊﻴﺎﺓ. ﺍﳊﺮﻳﺔ ﺇﺩﺭﺍﻙ ﺧﺼﻪ ﺍﷲ ﺑﺎﻹﻧﺴﺎﻥ، ﺇﺩﺭﺍﻙ ﻳﻨﺸﺄ ﻣﻦ ﺯﻣﺮﺓ ﺩﻭﺍﻓﻊ ﻓﻄﺮ ﺍﷲ ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ‬ ‫ﻋﻠﻴﻬﺎ، ﺗﺆﻫﻠﻪ ﺃﻥ ﻳﺘﻔﺎﻋﻞ ﻣﻊ ﺍﻟﻜﻮﻥ ﻟﻴﺤﻴﺎ ﻓﻴﻪ ﻷﺟﻞ ﻣﺴﻤﻲ.‬ ‫ﻓﻼ ﳛﻖ ﻹﻧﺴﺎﻥ ﺃﻥ ﻳﺴﻠﺐ ﻫﺬﻩ ﺍﳍﺒﺔ ﺍﻟﺮﺑﺎﻧﻴﺔ ﻣﻦ ﺇﻧﺴﺎﻥ ﺁﺧﺮ ﺇﻻ ﺑﺎﳊﻖ. ﻭﳓﻦ ﻧﺮﻱ ﺃﻥ‬ ‫ﻣﻦ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻣﻦ ﻳﻀﺤﻰ ﲝﻴﺎﺗﻪ ﰲ ﺳﺒﻴﻞ ﺣﺮﻳﺘﻪ ﻭﻣﻦ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻣﻦ ﻳﻔﺮﻁ ﰲ ﺣﺮﻳﺘﻪ ﻟﻴﺒﻘﻰ ﺣﻴﺎ ﻭﺇﻥ‬ ‫ﻛﺎﻥ ﺫﻟﻴﻼ ﻭﻟﻜﻦ ﻫﻴﻬﺎﺕ ﺑﲔ ﻫﺬﺍ ﻭﺫﺍﻙ. ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ ﺍﳊﺮ ﻫﻮ ﺍﻟﻮﺳﻴﻠﺔ ﺍﻟﺮﺋﻴﺴﻴﺔ ﻟﻌﻤﻠﻴﺔ ﺍﻟﺘﻐﻴﲑ‬ ‫ﻭﺍﻟﺘﻨﻤﻴﺔ، ﻭﻫﻮ ﰲ ﺍﻟﻮﻗﺖ ﺫﺍﺗﻪ ﻏﺎﻳﺘﻬﺎ، ﻭﻫﻮ ﺃﻳﻀﺎ ﺍﻟﺜﺮﻭﺓ ﺍﳊﻘﻴﻘﻴﺔ ﻟﻠﻤﺠﺘﻤﻊ.‬ ‫٢ - ﻣﺒﺪﺃ ﺍﻻﻟﺘﺰﺍﻡ ﺑﺘﻄﺒﻴﻖ ﺍﻟﻘﺎﻧﻮﻥ "ﺣﱴ ﻟﻮ ﻛﺎﻧﺖ ﻓﺎﻃﻤﺔ...."‬ ‫ﺇﻥ ﺍﻟﺘﻨﻤﻴﺔ ﺇﺫﺍ ﱂ ﺗﻘﻢ ﻋﻠﻰ ﺃﺳﺎﺱ ﻣﻦ ﺍﳊﺮﻳﺔ ﻭﺍﻟﻌﺪﻝ ﺳﺘﻜﻮﻥ ﺑﺎﻟﻀﺮﻭﺭﺓ ﻓﺎﺷﻠﺔ.‬ ‫ﺇﻥ ﺍﻟﺘﻨﻤﻴﺔ ﺗﺘﻄﻠﺐ ﺍﻹﺻﻼﺡ، ﻭﺍﻹﺻﻼﺡ ﻳﺘﻄﻠﺐ ﺇﺭﺳﺎﺀ ﺩﻭﻟﺔ ﻗﺎﻧﻮﻥ ﻟﻠﻘﻀﺎﺀ ﻓﻴﻬﺎ ﺃﺭﻓﻊ ﻣﻜﺎﻥ.‬ ‫ﻳﻘﺘﺺ ﻣﻦ ﺍﻟﻈﺎﱂ ﻭﻳﻨﺼﻒ ﺍﳌﻈﻠﻮﻡ، ﻗﻀﺎﺀ ﺣﺎﺯﻡ ﻭﺳﺮﻳﻊ ﺍﻟﺒﺖ ﰲ ﺍﳌﻈﺎﱂ ﻭﻓﺮﺽ ﺍﻟﺘﻨﻔﻴﺬ. ﻻ ﻳﻌﻠﻮ‬ ‫ﺃﺣﺪﺍ ﻋﻠﻲ ﺍﻟﻘﺎﻧﻮﻥ "ﺣﱴ ﻟﻮ ﻛﺎﻧﺖ ﻓﺎﻃﻤﺔ...." ، ﻻ ﻳﻨﺼﻒ ﺃﻣﲑﺍ ﻋﻠﻰ ﻏﻔﲑﺍ ﻷﻧﻪ ﺃﻣﲑﺍ، ﺃﻭ‬ ‫ﻣﺴﻠﻤﺎ ﻋﻠﻰ ﻏﲑ ﻣﺴﻠﻢ ﻷﻧﻪ ﻣﺴﻠﻤﺎ.‬ ‫)٢٣(‬
  • 36. ‫ﺍﻟﺒﺎﺏ ﺍﻟﺜﺎﱐ : ﺃﺳﺲ ﺍﻟﺘﻐﻴﲑ ﻭﺍﻟﺘﻨﻤﻴﺔ‬ ‫٣- ﻣﺒﺪﺃ ﺍﶈﺎﺳﺒﺔ ﻭﺍﳊﺰﻡ‬ ‫ﺇﻥ ﺍﻷﻣﻢ ﺫﺍﺕ ﺍﻟﺒﺄﺱ ﻫﻲ ﺃﻣﻢ ﺍﶈﺎﺳﺒﺔ ﻭﺍﳊﺰﻡ، ﺷﻌﺒﻬﺎ ﳛﺎﺳﺐ ﺣﺎﻛﻤﻬﺎ‬ ‫ﻭﺣﺎﻛﻤﻬﺎ ﳛﺰﻡ ﺃﻣﺮﻫﺎ ﻭﻛﻼﳘﺎ ﰲ ﺣﺪﻭﺩ ﺍﷲ. ﺃﻥ ﻳﻜﻮﻥ ﺍﻟﻨﻈﺎﻡ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻲ ﻣﺘﻌﺪﺩﺍ ﰲ ﻣﺴﺘﻮﻳﺎﺕ‬ ‫ﺍﻟﺮﻗﺎﺑﺔ ﻣﻊ ﻭﺟﻮﺩ ﺩﺳﺘﻮﺭ ﻳﻀﻤﻦ ﺣﺎﻟﺔ ﻣﻦ ﺍﻟﺘﻮﺍﺯﻥ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻲ ﻣﻦ ﺧﻼﻝ ﻣﺮﺍﺟﻌﺔ ﻣﺘﺒﺎﺩﻟﺔ ﺑﲔ‬ ‫ﺳﻠﻄﺎﺕ ﻫﺬﻩ ﺍﳌﺴﺘﻮﻳﺎﺕ ﺍﻟﺮﻗﺎﺑﻴﺔ ﰲ ﺍﻟﺪﻭﻟﺔ، ﻭﺃﻳﻀﺎ ﻭﺟﻮﺩ ﺻﻼﺣﻴﺎﺕ ﻟﻠﻤﺮﺍﻗﺒﺔ ﻭﺍﶈﺎﺳﺒﺔ ﺑﲔ‬ ‫ﺍﻟﺸﻌﺐ ﻭﻣﺆﺳﺴﺎﺗﻪ ﺍﳊﻜﻮﻣﻴﺔ ﻭﺻﻮﻻ ﻷﻋﻠﻲ ﻣﻨﺎﺻﺐ ﺍﳊﻜﻢ، ﻭ ﻭﺟﻮﺩ ﺻﻼﺣﻴﺎﺕ ﻟﻠﺤﺎﻛﻢ‬ ‫ﳊﺰﻡ ﺃﻣﻮﺭ ﺷﻌﺒﻪ ﻭﻣﺆﺳﺴﺎﺗﻪ ﺍﳊﻜﻮﻣﻴﺔ. ﻓﺬﻫﺎﺏ ﺍﶈﺎﺳﺒﺔ ﻭﺍﳌﺮﺍﺟﻌﺔ ﻣﻦ ﺍﻟﺴﺎﺣﺔ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ ﳚﻌﻠﻬﺎ‬ ‫ﻭﺳﻄﺎ ﻟﻨﻤﻮ ﺍﻟﻨﻔﺎﻕ ﻭﺍﻟﺘﺰﻟﻒ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻲ ﻭﺍﻻﺳﺘﺒﺪﺍﺩ. ﻭﺇﺫﺍ ﺍﺳﺘﺸﺮﻱ ﺍﻻﺳﺘﺒﺪﺍﺩ ﻓﻠﻦ ﻳﺘﺮﻙ‬ ‫ﻟﻠﻤﺼﻠﺤﲔ ﺣﻖ ﺍﻟﺘﻐﻴﲑ.‬ ‫٤- ﻣﺒﺪﺃ ﺍﺳﺘﻤﺮﺍﺭﻳﺔ ﺍﻟﻨﻈﺎﻡ ﺍﻟﺪﺍﻓﻊ‬ ‫ﺍﻟﺘﻐﻴﲑ ﻳﺘﻄﻠﺐ ﻭﻗﺘﺎ ﻭﻗﺪ ﻳﺬﻫﺐ ﺃﻓﺮﺍﺩ ﻭﻳﺄﰐ ﺃﻓﺮﺍﺩ ﻏﲑﻫﻢ ﻭﺣﱴ ﻳﺴﺘﻤﺮ ﺍﻟﺪﻓﻊ ﳚﺐ ﺃﻥ‬ ‫ﻳﻜﻮﻥ ﻫﻨﺎﻙ ﻧﻈﺎﻡ ﺳﻴﺎﺳﻲ ﳛﻤﻰ ﻋﻤﻠﻴﺔ ﺍﻟﺘﻨﻤﻴﺔ ﻭﺍﻟﺘﻐﻴﲑ ﻭﻳﺪﻓﻌﻬﺎ ﻭﻳﻌﻤﻞ ﻋﻠﻰ ﺍﺳﺘﻤﺮﺍﺭﻫﺎ، ﻭﳚﺐ‬ ‫ﺃﻻ ﺗﺘﻐﲑ ﺃﻫﺪﺍﻓﻪ ﻭﺍﺳﺘﺮﺍﺗﻴﺠﻴﺎﺗﻪ ﺍﳋﺎﺻﺔ ﺑﺂﻟﻴﺔ ﺍﻟﺘﻐﻴﲑ ﺑﺘﻐﲑ ﺍﻷﻓﺮﺍﺩ ﻭﺍﳊﻜﺎﻡ.‬ ‫٥- ﻣﺒﺪﺃ ﺍﻟﺘﻨﻤﻴﺔ ﻭﺍﻟﺘﻐﻴﲑ ﺍﻹﺻﻼﺣﻲ ﺍﳌﺘﻜﺎﻣﻞ‬ ‫ﺇﻥ ﺍﻟﺘﻨﻤﻴﺔ ﻻ ﺗﺘﺠﺰﺃ. ﻓﻴﺠﺐ ﺃﻥ ﻳﻜﻮﻥ ﺑﺮﻧﺎﻣﺞ ﺍﻟﺘﻨﻤﻴﺔ ﺷﺎﻣﻼ ﻣﺘﻌﺪﺩ ﺍﳉﻬﺎﺕ ﻭﺍﳉﺒﻬﺎﺕ‬ ‫ﺳﻴﺎﺳﻴﺎ ﻭﺍﻗﺘﺼﺎﺩﻳﺎ ﻭ ﺍﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺎ ﻭ ﺃﺧﻼﻗﻴﺎ ﻭﺇﺩﺍﺭﻳﺎ ﻭﻋﺴﻜﺮﻳﺎ ﻹﺭﺳﺎﺀ ﺍﻟﺪﻭﻟﺔ ﺍﳌﺘﻜﺎﻣﻠﺔ.‬ ‫٦- ﻣﺒﺪﺃ ﺗﺼﺎﱀ ﺍﻷﻣﺔ‬ ‫ﳚﺐ ﺃﻥ ﻳﺘﻢ ﺗﺼﺎﱀ ﺑﲔ ﻓﺌﺎﺕ ﺍ‪‬ﺘﻤﻊ ﺍﳌﺘﺒﺎﻳﻨﺔ ﻭﺗﻴﺎﺭﺍﺗﻪ ﺍﳌﺘﺠﺎﺫﺑﺔ ﻭﺍﳌﺴﺘﻘﻄﺒﺔ، ﻭﳚﺐ‬ ‫ﺍﻻﺗﻔﺎﻕ ﻋﻠﻲ ﺍﳊﺪ ﺍﻷﺩﱏ ﻟﺪﻭﺭ ﻛﻞ ﻣﻨﻬﺎ ﰲ ﻋﻤﻠﻴﺔ ﺍﻟﺘﻐﻴﲑ ﺍﻹﺻﻼﺣﻲ. ﻓﺎﻟﺼﻒ ﳚﺐ ﺃﻥ ﻳﻜﻮﻥ‬ ‫ﻭﺍﺣﺪﺍ ﻛﺎﻟﺒﻨﻴﺎﻥ ﺍﳌﺮﺻﻮﺹ ﻭﻫﻮ ﻣﺎ ﻳﺴﻤﻲ ﺑﺴﻼﻣﺔ ﻭﻭﺣﺪﺓ ﺍﳉﺒﻬﺔ ﺍﻟﺪﺍﺧﻠﻴﺔ.‬ ‫ﻭﻭﺣﺪﺓ ﺍﳉﺒﻬﺔ ﺍﻟﺪﺍﺧﻠﻴﺔ ﻭﺍﺟﺘﻤﺎﻋﻬﺎ ﻭﺇﻗﺘﻨﺎﻋﻬﺎ ﲝﻘﻴﻘﺔ ﺍﳌﻌﺮﻛﺔ ﻭﻭﺍﻗﻊ ﺍﻟﺘﺤﺪﻱ ﻭﺗﺼﻮﻳﺮ‬ ‫ﺍﻷﻣﺮ ﳍﺎ ﻋﻠﻲ ﺣﻘﻴﻘﺘﻪ ﻟﺘﻘﻒ ﺻﻔﺎ ﻭﺍﺣﺪﺍ ﻣﺘﺮﺍﺻﺎ ﺧﻠﻒ ﺍﻟﻘﻴﺎﺩﺓ ﺿﺮﻭﺭﺓ ﻻﺑﺪ ﻣﻨﻬﺎ.‬ ‫)٣٣(‬
  • 37. ‫ﺍﻟﺒﺎﺏ ﺍﻟﺜﺎﱐ : ﺃﺳﺲ ﺍﻟﺘﻐﻴﲑ ﻭﺍﻟﺘﻨﻤﻴﺔ‬ ‫ﻭﻣﻦ ﻫﻨﺎ ﻛﺎﻥ ﻣﻦ ﺍﻟﻮﺍﺟﺐ ﺃﻥ ﺗﺼﺎﺭﺡ ﺍﻟﻘﻴﺎﺩﺓ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﲨﻴﻌﺎ ﺧﺎﺻﺘﻬﻢ ﻭﻋﺎﻣﺘﻬﻢ ﺑﺄﺳﺒﺎﺏ‬ ‫ﺍﳋﻠﻞ ﻭﺍﻟﺘﻘﺼﲑ ﻭﻭﺳﺎﺋﻞ ﺍﻟﺘﻐﻴﲑ.‬ ‫)٤٣(‬
  • 38. ‫ﺍﻟﺒﺎﺏ ﺍﻟﺜﺎﱐ : ﺃﺳﺲ ﺍﻟﺘﻐﻴﲑ ﻭﺍﻟﺘﻨﻤﻴﺔ‬ ‫ﺍﻟﻔﺼﻞ ﺍﻟﺜﺎﻟﺚ‬ ‫ﺍﺳﺘﺮﺍﺗﻴﺠﻴﺎﺕ ﺍﻟﺘﻐﻴﲑ ﻭﺍﻟﺘﻨﻤﻴﺔ‬ ‫ﺍﻟﺘﻨﻤﻴﺔ ﻫﻲ ﺍﺳﺘﻐﻼﻝ ﺍﳌﻮﺍﺭﺩ ﻭﺍﻟﺜﺮﻭﺍﺕ ﻭ ﺍﻟﻄﺎﻗﺎﺕ ﺍﻟﺒﺸﺮﻳﺔ ﻟﺘﻌﻤﲑ ﺍﻷﺭﺽ ﻭﲢﻘﻴﻖ ﺭﻓﺎﻫﻴﺔ ﳐﺘﻠﻒ‬ ‫ﻗﻄﺎﻋﺎﺕ ﺍ‪‬ﺘﻤﻊ ﻣﻊ ﺍﳊﻔﺎﻅ ﻋﻠﻰ ﺑﻴﺌﺘﻪ ﻭ ﻗﻴﻤﻪ ﺍﻟﺘﺎﺭﳜﻴﺔ ﻭ ﺍﻟﺜﻘﺎﻓﻴﺔ ﺍﻟﻌﺮﻳﻘﺔ.ﻭﻗﺪ ﻭﺿﻌﻨﺎ ﻵﻟﻴﺔ ﺍﻟﺘﻐﻴﲑ‬ ‫ﻭﺍﻟﺘﻨﻤﻴﺔ ﺍﺳﺘﺮﺍﺗﻴﺠﻴﺎﺕ ﻋﺎﻣﺔ ﻭﺳﻨﺬﻛﺮ ﻛﻴﻔﻴﺔ ﺗﻨﻔﻴﺬﻫﺎ ﺑﺸﻰﺀ ﻣﻦ ﺍﻟﺘﻔﺼﻴﻞ ﰲ ﺍﻟﻔﺼﻮﻝ ﺍﻟﻼﺣﻘﺔ.‬ ‫١- ﺗﺸﻜﻴﻞ ﻧﻈﺎﻡ ﺳﻴﺎﺳﻲ ﻣﺘﻌﺪﺩ ﺍﻷﻗﻄﺎﺏ‬ ‫ﳌﺎﺫﺍ ؟‬ ‫ﻟﺘﺤﻘﻴﻖ ﺍﳊﺮﻳﺔ ﻭ ﺍﻟﻌﺪﺍﻟﺔ ﻛﻤﺎ ﻧﺼﺖ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﻭﺛﻴﻘﺔ ﺍﳊﺮﻳﺎﺕ - ﻣﺒﺪﺃ ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ ﺍﳊﺮ.‬ ‫٢- ﺇﺣﻴﺎﺀ ﻣﺸﺎﻋﺮ ﺍﻻﻧﺘﻤﺎﺀ ﻟﻠﻮﻃﻦ ﻭ ﺍﻟﻮﻻﺀ ﻟﻸﻣﺔ‬ ‫ﳌﺎﺫﺍ ؟‬ ‫ﻟﻠﻘﻀﺎﺀ ﻋﻠﻲ ﺷﻌﻮﺭﻧﺎ ﺑﺈﻧﻨﺎ ﻏﺮﺑﺎﺀ ﰲ ﻭﻃﻨﻨﺎ، ﻭﺣﱴ ﻳﺸﺎﺭﻙ ﻛﻞ ﻣﻮﺍﻃﻦ ﰲ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻌﻤﻞ‬ ‫ﺍﻟﻀﺨﻢ، ﺑﻨﺎﺀ ﻣﺼﺮ ﺍﳊﺪﻳﺜﺔ، ﻭﺣﱴ ﻳﻌﻄﻲ ﻭﻻ ﻳﻨﺘﻈﺮ ﻣﻘﺎﺑﻼ ﻭﻳﺮﺩﺩ ﺑﺄﻋﻠﻰ ﺻﻮﺗﻪ ﻫﺬﺍ ﻭﻃﲏ ﻭﺃﻧﺎ‬ ‫ﺻﺎﺣﺒﻪ، ﻫﺬﺍ ﻭﻃﲏ ﻭﺃﻧﺎ ﺃﻣﻠﻜﺔ، ﻫﺬﺍ ﻭﻃﲏ ﻭﺃﻧﺎ ﻓﺨﻮﺭ ﺑﻪ. ﻭﻛﺬﻟﻚ ﺇﺣﻴﺎﺀ ﺩﻋﻮﺓ ﺍﻟﺮﺟﻮﻉ ﺇﱃ‬ ‫ﺍﻟﺪﻳﻦ ﻟﺘﺴﻠﻴﺢ ﺍ‪‬ﺘﻤﻊ ﺑﺄﻋﻠﻰ ﺍﻟﻘﻴﻢ ﻭ ﺃﺧﻼﻗﻴﺎﺕ ﺍﻟﺘﻌﺎﻣﻞ ﻭﻟﺒﻌﺚ ﺭﻭﺡ ﺍﻟﻌﻄﺎﺀ ﻭﺍﻟﺘﻜﺎﻓﻞ‬ ‫ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻲ. ﻭﺃﻳﻀﺎ ﳋﻠﻖ ﺛﻘﺔ ﻛﺒﲑﺓ ﺑﲔ ﺍﻟﺸﻌﺐ ﻭﺍﳊﻜﻮﻣﺔ ﻳﻨﺸﺄ ﻋﻨﻬﺎ ﺗﻼﺣﻢ ﻭﻃﲏ ﻻﻳﻬﺰﻩ ﻭﻻ‬ ‫ﻳﺰﻋﺰﻋﻪ ﻋﺪﻭ.‬ ‫٣- ﺇﻗﺎﻣﺔ ﻧﻈﺎﻡ ﻗﻀﺎﺋﻲ ﻣﺴﺘﻘﻞ ﻭ ﺣﺎﺯﻡ ﻭﺳﺮﻳﻊ ﻏﲑ ﻣﺴﺘﻐﻞ ﻻ ﻳﺴﺘﺜﲎ ﻓﺮﺩﺍ ﻭﻻ ﺃﺣﺪﺍ‬ ‫ﳌﺎﺫﺍ ؟‬ ‫)٥٣(‬
  • 39. ‫ﺍﻟﺒﺎﺏ ﺍﻟﺜﺎﱐ : ﺃﺳﺲ ﺍﻟﺘﻐﻴﲑ ﻭﺍﻟﺘﻨﻤﻴﺔ‬ ‫ﺣﱴ ﻳﺄﻣﻦ ﺍﻟﻔﺮﺩ ﻋﻠﻲ ﻋﺮﺿﻪ ﻭﻣﺎﻟﻪ ﻭﺣﺮﻳﺘﻪ ﻭﻳﻨﻌﻢ ﺑﺎﻟﻘﺴﻂ ﻓﻴﺰﻳﺪ ﻋﻄﺎﺋﻪ ﻭﻳﻘﻮﻱ ﺇﳝﺎﻧﻪ‬ ‫ﻭﻳﺮﻱ ﻏﺪﺍ ﻣﺸﺮﻗﺎ ﻳﻜﻮﻥ ﻓﻴﻪ ﺍﻟﻌﺪﻝ ﺳﺎﻃﻌﺎ ﺳﺎﺋﺪﺍ ﻟﻴﺲ ﻏﺪﺍ ﻣﻈﻠﻤﺎ ﺃﺳﺪﻝ ﺍﻟﻈﻠﻢ ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻟﺴﻮﺍﺩ.‬ ‫٤- ﳏﻮ ﺍﻷﻣﻴﺔ ﻭﺭﻓﻊ ﺍﳌﺴﺘﻮﻯ ﺍﳊﺮﰲ ﻭ ﺍﳌﻬﲏ‬ ‫ﳌﺎﺫﺍ ؟‬ ‫ﻟﺮﻓﻊ ﻣﺴﺘﻮﻱ ﺍﻟﻮﻋﻲ ﺍﻟﻌﺎﻡ ﻭﻟﺘﺤﻘﻴﻖ ﻣﺒﺪﺃ ﺍﶈﺎﺳﺒﺔ ﻭﺍﳌﺮﺍﺟﻌﺔ ﻭﻧﺸﺮ ﺍﻟﺘﻤﺪﻳﻦ ﺑﲔ ﺃﺟﺰﺍﺀ‬ ‫ﺍﻟﻘﻄﺮ ﻭﺇﻥ ﺗﺒﺎﻋﺪﺕ ﺃﻃﺮﺍﻓﻪ ﻋﻦ ﻣﺮﺍﻛﺰ ﺍﳊﻀﺮ ﻭﲡﻬﻴﺰ ﺳﻮﺍﻋﺪ ﺍﻟﺒﻨﺎﺀ.‬ ‫٥- ﺇﻋﺎﺩﺓ ﺗﻨﻈﻴﻢ ﺍﻟﻠﻮﺍﺋﺢ ﺍﻹﺩﺍﺭﻳﺔ ﺑﺎﳊﻜﻮﻣﺔ ﻭﺭﻓﻊ ﻛﻔﺎﺀﺓ ﺍﳋﺪﻣﺎﺕ‬ ‫ﳌﺎﺫﺍ ؟‬ ‫ﻟﻠﺘﺨﻠﺺ ﻣﻦ ﻣﻌﻮﻗﺎﺕ ﺍﻟﺮﻭﺗﲔ ﻭﺍﳋﻄﻮﺍﺕ ﺍﻹﺩﺍﺭﻳﺔ ﺍﻟﱵ ﻻ ﻓﺎﺋﺪﺓ ﻣﻨﻬﺎ ﻭﻻ ﻃﺎﺋﻞ ﻣﻊ‬ ‫ﺍﺳﺘﺒﻘﺎﺀ ﺍﳋﻄﻮﺍﺕ ﺫﺍﺕ ﺍﻟﻘﻴﻤﺔ ﺍﳌﻀﺎﻓﺔ ﻟﻨﻨﺠﺰ ﺍﻷﻋﻤﺎﻝ ﰲ ﺃﻗﻞ ﺯﻣﻦ ﳑﻜﻦ ﻭﳔﻔﻒ ﻣﻌﺎﻧﺎﺓ ﺍﻟﺒﺸﺮ‬ ‫ﻭﻧﺸﺠﻊ ﺍﻻﺳﺘﺜﻤﺎﺭﺍﺕ.‬ ‫٦- - ﺍﺳﺘﺨﺪﺍﻡ ﺍﻹﻣﻜﺎﻧﻴﺎﺕ ﺍﳌﺘﺎﺣﺔ ﻭﺗﻄﻮﻳﺮﻫﺎ ﰲ ﲨﻴﻊ ﺍ‪‬ﺎﻻﺕ ﺍﻟﱵ ﺗﺘﻄﻠﺐ ﺍﻟﺘﻐﻴﲑ‬ ‫ﳌﺎﺫﺍ ؟‬ ‫ﻟﺰﻳﺎﺩﺓ ﻣﻌﺪﻝ ﺍﻟﻨﻤﻮ ﻭﻟﻼﻋﺘﻤﺎﺩ ﻋﻠﻲ ﻣﻮﺍﺭﺩﻧﺎ ﺍﶈﻠﻴﺔ ﺣﱴ ﻻ ﻧﻜﻮﻥ ﻟﻘﻤﺔ ﺳﺎﺋﻐﺔ ﻷﻱ‬ ‫ﺣﺼﺎﺭ ﺍﻗﺘﺼﺎﺩﻱ ﺃﻭ ﻣﻘﺎﻃﻌﺔ ﺩﻭﻟﻴﺔ.‬ ‫٧- ﻋﻤﻞ ﺑﺮﻧﺎﻣﺞ ﻗﻮﻯ ﻭﻣﻮﺟﻪ ﻟﻠﺒﺤﺚ ﺍﻟﻌﻠﻤﻲ‬ ‫ﳌﺎﺫﺍ ؟‬ ‫ﻟﺘﻮﻃﲔ ﻭﺗﻄﻮﻳﺮ ﺍﻟﺘﻜﻨﻮﻟﻮﺟﻴﺎ ﻭﻟﺘﺤﻘﻴﻖ ﻭﺿﻊ ﻣﺘﻤﻴﺰ ﰲ ﺍﻟﺘﻜﻨﻮﻟﻮﺟﻴﺎ ﺍﻟﻌﺎﳌﻴﺔ ﻭﻧﺸﺮ ﺭﻭﺡ‬ ‫ﺍﻻﺑﺘﻜﺎﺭ ﻭﺇﺩﺍﺭﺓ ﺍﻟﺘﻄﻮﻳﺮ ﺍﳌﺴﺘﻤﺮ ﻭﺍﻛﺘﺴﺎﺏ ﻣﻬﺎﺭﺍﺕ ﻭﺧﱪﺍﺕ ﻣﺘﻘﺪﻣﺔ ﺿﺮﻭﺭﻳﺔ ﻟﻌﻤﻠﻴﺔ ﺍﻟﺘﻨﻤﻴﺔ‬ ‫ﻭﺍﻟﺘﺨﻠﺺ ﻣﻦ ﺍﻟﺘﺒﻌﻴﺔ.‬ ‫)٦٣(‬