1. البشمهندس احمد
عدت الى منزلى بعد منتصف الليل وكان الهدوء المعتاد يعم ارجاء الطريق
نظرا لتطرف منزلى عن البلده ونظرا لقتراب المقابر من هذا المنزل
ولكنى كنت مسرعا جدا وبدأت بفتح قرآن على موبايلى حتى ينتهى هذا
الصمت الموحش نظرا لما عانيته انا ..من انا ؟؟!!…..أنا المهندس
النشائى أحمد عادل… 72 سنه مقيم ف احدى القرى البسيطه لمحافظه
دمياط بشتغل ف شركه مقاولات كبيره ودا لنى محبتش انى اتغرب
برا مصر الول اعزرونى لنى هاتكلم احيانا باللغه العربيه وكثيراا باللغه
العاميه .. بدأت الحكايه لما كنت لسا مهندس مشرف لسا متعين وبدأت
بالبحث عن احد المنازل حتى أكون اسرتى الخاصه واستقل بحياتى واتحمل
المسؤليه ولكنى لم اجد سوا هذا البيت المظلم.. ال كنا واحنا صغيرين
بنخاف منه وبنعتبره بيت للجن والعفاريت لن مكنش حد بيسكن فيه هناك..
ولكنى عندما كبرت بالسن وبدأت اتفهم المور بعقلاانيه علمت انه منزل
احد العائلاات الثريه بهذا البلد وبالبلدى كدا استراحه يعنى كانوا بيقضوا
فيه يومين .. بس مبقاش منهم غير ابن يقيم ف القاهره نظرا لعماله ولن
هذا البيت كان موحش لدرجه الخوف بدون مقدات ممله ول طويله مكنش
امامى غير البيت دا انى اشتريه طبعا عشان سعره الرخيص ال بيتناسب
مع حاجاتى وبالفعل تشجعت وقولت ف نفسى مفيش حاجه تخوف يعنى
واشتريته بعد ما عارضنى ناااااس كتيير جدا المهم اشتريته ولما دخلته كان
زى افلام الرعب بالظبط تراب ف كل مكان بدأت اشغل القرآن ف البيت
وجبت ناس تنضفه وكدا وبعد يومين بقى نضيف من جوا وظهر عليه اثار
النظافه ولكن من الخارج من ينظر اليه يشعر بقبضه ف القلب وكان الموت
يناديه ودا لشكله المخيف بس قولت ف بالى بلااش تخلى حاجه زى دى
توقفك اكيد لما الناس تعرف ان حد سكن فيه هايروح من عندهم العتقاد دا
2. وبدأت بنقل اشيائى واحتياجاتى كلها الى منزلى الجديد وكان اول يوم فيه
طويل جدا حيث انهمكت انا وصديقى وليد فى ترتيب المكان على حسب
راحتى وبات معى وليد ف اول ليله ليشجعنى وذهبت فى اليوم الثانى إلى
العمل وبدات حياتى المستقله وعندما عدت الى منزلى بعد الساعه السابعه
وانا ف طريقى الى منزلى وكان الطريق مش جديد ول قديم كان تراب
كله... مش كبير بالعكس كان ضيق يدووب عربيه تعدى منه بالعافيه...
كان البيت بيربطه بالبلد الطريق دا وكان على بيمين الطريق دا المقابر
وبعدها بيتى عالطول كانت الدنيا ليلت بس كان ف نور بسيييط جدا وانا
معدى من جمب الجبانه ))المقابر بنسميها عندنا جبانه(( سمعت اصوااات
من بعييييد جداااا اصوات ناس بتتكلم وهمس وف وسط ما انا مركز بحاول
افهم حاجه وانا معدى جمبها والخوف مسيطر عليا سمعت صرخه شديده
دوت صداها ف ارجاء المكان وف ارجاء جسدى كله تمالكت نفسى وبدأت
اسرع فى خطوتى ولكن صوت الصراخ والهمس بدأ يقترب منى اكثر
فأكثر بدات اسرع وبدأ يقترب منى بدأت اجرى حتى وصلت إلى مصباح
الناره امام منزلى ووقفت اسفله... لنى خلاص نفسى اتقطع وببص ورايا
بخووف وبحذر شديد عشان اشوف الصوت دا جاى منين !!!!.......مالقتش
حاجه….عدت إلى بيتى مسرعا واضات اناره المنزل بالكامل وجلست
وفتحت قرآن على اللب وبدأ التعب يسيطر على جسدى بالكامل حتى لم
اعد اتحمل فذهبت ف نوم عمييييييييق ……بدأت استيقظ ببطء على صوت
همسات من حولى تتسلل إلى اذنى واذا بى افاجأ بحاجه تجذبنى من ايدى
فقومت بسرعه وجسمى كله بيتنفض من الخوف وحاولت انى افتح النور
بس للسف كانت المفاجأه اللى مكنتش نفسى انها تحصل النور قاطع …
واذا بى لجد نفسى ف وسط هذه الغرفه المظلمه ف هذا البيت الموحش
ومئات الفكار والتخيلاات وبدأ الخوف يتملكنى ولكنى بدأت اردد))اعوذ
بال من الشيطان الرجيم ((واخذت اقرأ آيه الكرسى بتلعسم وركزت نظرى
ع ضوء القمر التى من الزجاج المنكسر بالغرفه وبدأت بالحركه وكأنى
طفل أتعلم الحركه لول مرا.. ووقفت هناك عند الشباك المنور وفتحته
عشان الضوء يدخل اكتر وعندما نظرت منه لجد جسما اشبه ما يكون
3. بالنسان ولكنه اضخم مكتسيا بالسواد وبدا وكانه ينظر إلى شىء واذا به
فجأه يتلفت خلفه لينظر إلى وكأن تلك المسافه تلااشت وكأن وجهه امامى
ل اعرف ماهذا الوجه ولكنه بالفعل كان غاضبا واذا بصرخااات متكرره
يطلقها هذا الشىء ولكنى هذه المره وجدت نفسى استيقظ بخوف شديد
واقول :إ بقى هو انا كنت بحلم ول دا حقيقه ول إ دا خوف من البيت..
وفتحت النور والحمد ل انه فتح ..ونظرت إلى الساعه لجدها الساعه الثالثه
صباحا بعد منتصف الليل لجد اصوات غريبه بالمنزل فذهبت لرى ما هذا
وكان هذه الليله ل تنقضى فرايت بشىء اسود اشبه بالشعر الطويل يدخل
بداخل الحمام بسرعه بدأ الخوف يتسللنى والشعور بالشلل يتملكنى ثانيه
وبدات السئله المرعبه..ماهذا!!؟؟ وماذا يفعل هنا؟ ّ!!.....طبعا لو اى حد
؟
ّ
مكانى مش هايدخل هناك ..وبدأت انى ارجع لورا بس عينى على الحمام
وشايف خيال حد عل ازاز الحمام لحد لما وصلت لوضه النوم وجبت
الموبايل وبدأت اتصل بوليد صديقى المقرب وفضلت اتصل بيه لحد ما رد
وكلمنى بصوت واحد صاحى من النوم قال :ألو
رديتى وقولت :وليد تعالى دلوقتى حالاا
رد وليد وقال:أحمد مالك يا ابنى ف حاجه .
قولتله تعالى دلوقتى حالااا انا مش عارف ف إ ولسا هاحكى الخط
اتقطعت وببص على الموبايل لقيت مفيش شبكه خالص كأنى تحت
الرض…
وبدأت أرى هذا الشعر يمر بسرعه من امام باب غرفتى فذهبت إلى
الباب مسرعا واغلقته ولكنى لم اعرف كأن احد يدفعه من الخارج
بدأت بالدفع بقوه ولكنه يدفع بالعكس معى الا ان نظرت إلى اسفل
الباب لجد يدا من اسفل أرجلى تشد الباب من الداخل بدأت احرك
رجلى بسرعه وببص ورايا ملقتش غير كلام مش مفهوم مكتوب
بالدم على الزاز المتكسر ...
وقاطع هذا الصمت المخيف دقات متسارعه ع الباب واذا بصوت
وليد من الخارج ينادى بى فافتحت الباب وبدأت احكى له من البدايه
وأخذته إلى الغرفه لريه الدم على الزجاج المنكسر ولكنها كانت
4. المفاجأه واذا بالغرفه كلها يغطيها الدم وكأن كثبر من الناس قد قتلوا
هنا وبدأت علاامات الخوف والرعب على وجه صديقى واذا به
يشدنى من يدنى ويسحبنى باتجاه الباب ويقولى::يالاا بنا نمشى من
هنا حالااا.
بس انا مش عارف جالى الشجاعه وخصوصا لما سمعت صوت
الفجر أذن وقولت ل انا مش هامشى ونزلنا صلينا الفجر وهو راح
على بيته بعد مجادله حاده بينى وبينه انى لزم اسيب البيت وذهبت
الى منزلى لجد كل شىء طبيعيا ودخلت إلى غرفه النوم لجد
الغرفه نظيفه جدا ول يوجد اثر للدم تغيبت ف ذاك اليوم عن عملى
وذهبت إلى امام الجامع ثم قصصت عليه تلك الحداث …
اتفقنا انا وهو اننا نروح البيت وجه معايا والكلاام دا كان حوالى
الساعه 5 يعنى المغرب كان قرب خالص ولحظت عليه اننا واحنا
معدين على الجبانه بيقول كلاام ف همس كدا فا سألته قالى يا ابنى
انا بسلم عليهم !!! استغربت ازاى قالى دى تحيه الميتين انت
متعرفش عنها ول إ بنقول))السلام عليكم انتم السابقون ونحن
اللحقون(( المهم وصلنا البيت واول ما دخلنا لقيته بدأ يقرأ قرآن
وأيات معينه وبدأ الجو يبقى حر جدا والنور بدأ يحصله حاجه غريبه
كدا ساعات تحس انه هاينطفا خلااص وكأنه بيحارب انه ينور
ومازال الشيخ يقرأ اليااات واذا به يدخل غرفتى ويقرأ وانقطاع تام
للنور ف أرجاء المنزل وظلاام حالك وحراره مخنقه واذا بى امسك
به بقوه واذا باشياء تتحرك على الرض ولكنى ل أرى غير اجساما
معتمه بداخل هذا الظلااام الدامس والشيخ صوته بدا يعلو اكثر ف
اكثر بطريقه غير عاديه والحراره تكاد تكون مخنقه الاا ان توقف
صوت الشيخ يليها صوت ارتطام قويا بالرض لجد نفسى وحيدا
ثانيا ف هذا الرعب .....
طلعت موبايلى وبدأت انور ع الرض لجد الشيخ مسلتقيا على
الرض ول يستفيق لسمع صوت من الخارج وكانه يهمس
اسمى ..واصوات غريبه وكأن الباب بيفتح وبيقفل لوحده روحت
5. على الشباك ال ف الوضه لجد هذا الجسم المكتسى بالسواد اسفل
البيت وهو ينظر إلى وسمعت صوت من ورائى نظرت خلفى بحذر
شديد وكانى اتوقع مفاجاه ما لجد رجل متسخا بالكامل يغطيه الشعر
من أعلى إلى اسفل واختلط بشعره الدماء ونظرت إلى اعلى .. على
وجهه وانا مشلول الحركه والصوت لجد وسط هذه الظلمه والسواد
الذى غطى وجهه واذا بعينيه تنفتح مرا واحدا وبريق القمر المنعكس
عليه وهو ل يتحرك ووجت ايدا من خلفى تلتف حول رقبتى
وصرخات مخيفه ف المكان حتى سقطت ف وسط هذه
الغرفه...وتسلل إلى اذنى صوت هادىء ::فوق يا بشمهندس
احمد..فوق يا بشمهندس ..بدات افتح عينى لجد نفسى بين زراع
الشيخ وهو يقول : الحمد ل إ يا بشمهندس احنا لسا معملناش حاجه
يغمى عليك كدا؟؟!!....قولتله إ؟؟!!!! انت ماشوفتش إ ال حصل بعد
ما اغمى عليك يا شيخ!!!؟؟ ...
ارتسم على وجهه تعابير الندهاش وقال::اغمى عليا إ يا ابنى؟؟!!..دا
احنا اول ما دخلنا البيت وبدأت اقرأ لقيتك عمال تقولى كفايه والجو
حر وقولتلك حر ازاى يا ابنى واحنا ف عز امشير والدنيا برد ومرا
واحدا اغمى عليك وبقالى ساعتين بفوق فيك ....
سمعت هذا الكلاام وكأنى قد قتلت هو انا بحلم ول انا اتجننت...واذا
بالشيخ يترفق حالى ويقول لى :يا ابنى انت مستنى إ من بيت مهجور
سنين جنب الجبانه؟؟؟!!!!!....نصيحتى ليك اقرأ قرآن هنا كتير وسلم
ع الموات وانت داخل ومش تمشى جنب الجبانه بالليل ...صدقونى
من بعد هذا والقرآن ف هذا المنزل لم ينقطع ابدا إل عندما ينقطع
التيار عن المنزل ف منتصف الليل ليأتى هذا الجسم المعتم ليتحرك
ف ارجاء المنزل وكانه منزله وكأنى تعودت على هذا وعندما ضاق
بيا الصبر ووصل بيا الخوف لكبر الدرجات فذهبت من ذاك البيت
وانتقل الى بيت اخر ولكن اصبح هذا الجسم يلازمنى من بعدها إلى
ان ذهبت إلى احد الشيوخ وبدأ بالقراءه إلا ان تخطيت هذه التجربه
ورجعت إلى ذاك المنزل ومن وقتها لم يعد يحدث شىء إل ان ف
6. احدى الليالى .. عدت الى منزلى بعد منتصف الليل وكان الهدوء
المعتاد يعم ارجاء الطريق نظرا لتطرف بيتنا عن البلده ونظرا
لقتراب المقابر من هذا المنزل ولكنى كنت مسرعا جدا وبدأت بفتح
قرآن على موبايلى حتى ينتهى هذا الصمت الموحش نظرا لما عانيته
انا ف اليام السابقه ولكنى افاجأ عندما اقتربت من المنزل بهذا الجسم
السود واقف فى غرفتى ولكنه كان مبتسما وكأنه ينتظرنى ...
بقلم /خالد عياد ..