قد بدا لنا مع مطلع شهر ربيع الأول 1435هـ شدة حاجة الأحباب بل والمسلمين أجمعين إلى معرفة أوصاف النبي صل الله عليه وسلم الخلقية والخُلقية، والإحاطة ببعض خصائصه صل الله عليه وسلم الظاهرة والباطنة. وهذا الجانب هو ما عني به جامعو أحاديث الشمائل المحمدية وأولهم وأشهرهم الإمام الترمذي المتوفي سنة 279هـ في كتابه "الشمائل المحمدية"، وما بعده كان شرحاً وتفسيراً لهذا الكتاب. وقد رأينا أن نجمع هذه الأوصاف والشمائل المحمدية الظاهرة والباطنة من مظانها ونبسطها بأسلوب سهل قريب التناول للمعاصرين حيث أنها: 1. عن طريقها يتأسس الإيمان وعظمة النبي صل الله عليه وسلم وعلو مكانته، وعصمته ووضاءته وصدق لهجته وأمانته وشجاعته وعدله ووفورة عقله وصدق بلاغه عن الله تعالى ورحمته ورأفته وعفوه وصفحه وحسن سياسته وحسن سمته واقتصاده وحرصه على أمته وعلى الخلق جميعاً، وتحصيل ذلك لازم إيماناً واعتقاداً. 2. قد ثبت واستقر أن متابعة النبي صل الله عليه وسلم شرط في العبادة، وذلك أن الاجماع منعقد على شرط الاتباع له فيما فرضه سنه رب العزة سبحانه وافترضه على المسلمين من عبادات وأعمال، وقد تجملت أحاديث الشمائل الأحاديث المتعلقة بتقواه وعبادته، وكذلك اعتنت بالأحاديث التى تتحدث عن أحوال معاشه اليومية، وفيها الكثير من سلوكه مع ربه مما هو عبادة وسلوكه مع الناس مما هو معاملات يلزم لمن أتى شيئاً منها أن يكون متبعاً لما جاء به r وإلتزمه إذ هو المعلم وهو الصورة المثلى للعبد حالة تقواه. 3. جمعت كتب شمائل النبي صل الله عليه وسلم عدداً كبيرا من الأحاديث الكاشفة عن أخلاقه السامية، وقد كان المثال الكامل التام من البشر، وقد اعتبره الله عزوجل قدوة وأسوة ونموذجا حياً ومنهجاً متحركاً لمن ينشد المثال الأخلاقي في أتم صورة بحكم الذكر الحكيم: ( لقد كان لكم فى رسول الله أسوة حسنة لمن كان يرجو الله واليوم الآخر وذكر الله كثيرا) (21 الأحزاب) 4. تتعرض أحاديث الشمائل لأحوال مع