{ إِنَّ لِرَبِّكُمْ عزَّ وجلَّ فِي أَيَّامِ دَهْرِكُمْ نَفَحَاتٍ، فَتَعَرَّضُوا لَهَا، لَعَلَّ أَحَدَكُمْ أَنْ تُصِيبَهُ مِنْهَا نَفْحَةٌ لا يَشْقَى بَعْدَهَا أَبَدًا }
نسأل الله عزَّ وجلَّ أن نكون من أهل ذلك أجمعين، هذه النفحات تترى من الله عزَّ وجلَّ في الأيام والليالي المباركات، ومن أعظم الشهور عند الله عزَّ وجلَّ شعبان، ففيه في العام الثاني من الهجرة فُرض الصيام على المؤمنين لرفع مقامنا وإعلاء شأننا عند رب العالمين.
وفيه في العام الثاني من الهجرة أيضاً فُرضت الزكاة طُهرةً للمسلمين وطُعمة للفقراء والمساكين، وحلاًّ للمشاكل الإجتماعية المتناثرة في مجتمعات المؤمنين.
وفيه فُرضت الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم فهو الشهر الذي نزل فيه لنا قول الله: (إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيماً ) (56الأحزاب).
وقد تعرضنا في هذا الكتيب إلى أهم حدثين حدثا في هذا الشهر، وهما تحويل القبلة وانشقاق القمر، وكان تناولنا إياهما بشرح مبسط للآيات القرآنية التي تحدثت عنهما، وربط بينها وبين المكتشفات العلمية الحديثة لكون ذلك أبلغ في إعجاز كلام الله عزَّ وجلَّ ، وتناولنا بعد ذلك فضل ليلة النصف من شعبان بما صح في الأحاديث الشريفة وكيفية إحيائها كما ورد عن السلف الصالح.
وكذلك قمنا بالإجابة على التساؤلات الكثيرة التي سألها الأحباب نحو شهر شعبان وأحداثه العظام بأسلوب مبسط يغني السامع، ولا غنية عنه للباحث، وفيه الكفاية للطالب.
وإن كان سبق لنا أن تناولنا المناسبات الدينية عموماً في كتابنا الخطب الإلهامية (المناسبات) وكان من جملتها جزء يتحدث عن شهر شعبان، إلا أننا فصلنا بعض هذه المناسبات في جزء خاص بها، ففصلنا الهجرة في كتاب (ثاني اثنين)، وفصلنا المولد في جملة الكتب التي تتحدث عن النبي صلى الله عليه وسلم من شتى نواحيه ككتاب (حديث الحقائق عن قدر سيد الخلائق – الكمالات المحمدية – الجمال المحمدي – السراج المنير) وغيرها، وفصلنا الإسراء والمعراج في كتاب (اشراقات الإسراء) وهو من جزئين وكتاب (تجليات المعراج)، وجمعنا أحكام الصيام وأسراره وحقائقه في كتاب (الصيام شريعة وحقيقة).
وكذلك جمعنا أحكام الحج وآيات البيت الحرام والأماكن المقدسة في كتاب (زاد الحاج والمعتمر)
وجاء هذا الكتاب تفصيلاً للأحداث العظمى في شهر شعبان المبارك، نسأل الله عزَّ وجلَّ أن ينفع به كل من قرأه أو كتبه أو بلَّغه لغيره، وأن يجعله نافعاً لنا وللمسلمين أجمعين؛ ما كان فيه من خطأ فمني، وما كان فيه من صواب فهو من الله:
(وما توفيقي إلاَّ بالله عليه توكلت وإليه أنيب) (88هود)
وصلى الله على النبي محمد النبي الحبيب، الذي أخبر عن ربه القريب؛ أن لله في كل نفس مائة ألف فرج قريب وسلَّم.
الخميس 24 من شعبان 1436هـ، 11 من يونيو 2015 م