SlideShare a Scribd company logo
1 of 19
Download to read offline
‫‪j‬‬
 ‫التفسري بالسأي‬
‫مفهومه.. حكنه.. أىواعه‬
                         ‫مقدمة:‬
‫مفهوو الرأي‬
                                                                                               ‫ر أر ٍ‬
                                                                                           ‫ال أي: مصدر أى أياً. ميموز، ويجمع عمى آ اء و ءاء.‬          ‫ر ر‬                       ‫ر‬
                                                                                                                               ‫ُ‬
                                               ‫وال أي: التفكر في مبادئ األمور،ونظر عواقبيا،وعمـ ما تؤوؿ إليو مف الخطأ والصواب1.‬                                ‫ُّ‬              ‫ر‬
                                                                 ‫ر‬           ‫ِ‬
                                                                                    ‫ْ‬                                            ‫ُِْ َ‬
‫والتفسػػػػػػػػير بػػػػػػػػال أي: أف يعمػػػػػػػػؿ المفسػػػػػػػػر عقمػػػػػػػػو فػػػػػػػػي فَيػػػػػػػػـ القػػػػػػػػ آف، واالسػػػػػػػػتنباط منػػػػػػػػو، مستخدمػػػػػػػػػػػػاً آالت‬
                                                                                                                                                        ‫ر‬
                                                                                                              ‫ٌ ر‬                            ‫ر‬        ‫َ ُِ‬
‫االجتيػػػػػػػػاد. ويػػػػػػػػرد لمػػػػػػػػ أي مصػػػػػػػػطم ات م ادفػػػػػػػػ ٌ فػػػػػػػػي التفسػػػػػػػػير، وىػػػػػػػػي: التفسػػػػػػػػير العقمػػػػػػػػي، والتػفػسػيػػػػػػػػػر‬
                                                                                ‫ُ ر‬                 ‫ُ‬             ‫ُِ َ‬
                                                       ‫االجتيادي. ومصدر ال أي: العقؿ، ولذا جعؿ التفسير العقمي م ادفاً لمتفسير بال أي.‬
                                                         ‫ر‬                                                                        ‫ُ‬             ‫رِ‬
                                                  ‫ر‬                  ‫ِ ر‬                    ‫ُ‬             ‫ُِ َ‬
                                          ‫والػقػوؿ بالػػػػػ أي: اجتياد مف القائؿ بو، ولذا جعؿ التفسير باالجتياد م ادفاً لمتفسير بال أي.‬          ‫ٌ‬           ‫ر‬
                 ‫ِ ِ‬                                                                                ‫ٍ‬
‫ونتيجػػػػػػػػ الػػػػػػػػ أي: اسػتػنػبػػػػػػػػػػػػاط كػػػػػػػػـ أو فائػػػػػػػػدة، ولػػػػػػػػذا فػػػػػػػػ ف اسػػػػػػػػتنباطات المفسػػػػػػػػريف مػػػػػػػػف قَبيػػػػػػػػؿ القػػػػػػػػوؿ‬
                                                                                                                                                          ‫ر‬
                                                                                                                                                                        ‫بال أي.‬
                                                                                                                                                                          ‫ر‬
‫أَنػػػػػػو ُ ّأي، وموقػػػػػػؼ السػمػػػػػػػؼ مػنػيػػػػػػػػػػػا: ي مػػػػػػؿ مصػػػػػػطم (الػػػػػػ أي) ساسػػػػػػي خاصػػػػػػ ، تجعػػػػػػؿ بعضػػػػػػيـ‬
                                                ‫ر‬                                                                                ‫ْ َ اع الػػػػػػر‬
                                                            ‫ِّد؛ ذلؾ أنو ورد عف السمؼ، آثار في ذمو.‬
                                                               ‫ِّ‬       ‫ٌ‬                                               ‫يقؼ منو موقؼ المترد‬
‫بيػػػػػد أف المسػ ئ مػػػػػا ورد عػػػػػنيـ فػػػػػي ىػػػػػذا الػبػػػػػػػػاب (أي: الػػػػػ أي) يجػػػػػد إعمػػػػػاالً مػػػػػنيـ لمػػػػػ أي، فمػػػػػا موقػػػػػؼ‬
                     ‫ر‬                                           ‫ر‬                                                                     ‫ػػػػتقر‬  ‫َْ َ ّ‬
                                                                                                                                         ‫السمؼ في ذلؾ؟‬
                                                                                                 ‫لنعرض بعض أقواليـ في ذلؾ، ثـ نتبيف موقفيـ منو.‬
                                                                                                              ‫ّ ّ‬
                                                                                                                              ‫أقوا ٌ يف ِّ السأي:‬
                                                                                                                                      ‫ل ذو‬
‫1- ورد عػػػػػػػػػػػػف فػػػػػػػػػػاروؽ األمػػػػػػػ عمػػػػػػػر بػػػػػػػف الخطػػػػػػػاب - رضػػػػػػػي اهلل عنػػػػػػػو - قولػػػػػػػو: (اتقػػػػػػػوا الػػػػػػػ أي فػػػػػػػي‬
           ‫ر‬
                                                                                                                                                                      ‫دينكـ)2.‬
‫وقػػػػػػػػاؿ: (إيػػػػػػػػاكـ وأصػػػػػػػػ اب الػػػػػػػػ أي؛ فػػػػػػػػ نيـ أعػػػػػػػػداء السػػػػػػػػنف. أعيػػػػػػػػتيـ األ اديػػػػػػػػث أف ي فظوىػػػػػػػػا، فقػػػػػػػػالوا‬
                                                                                                                ‫ر‬
                                                                                                                                              ‫ب أييـ، فضمّوا وأضموا)3.‬
                                                                                                                                                                   ‫ر‬
‫2- وورد عػػػػػػػػػػف ال ػسػػػػػػػػػػػػف البصػ ي (ت: 111) قولػػػػػػػػػػو: (اتيمػػػػػػػػػػوا أىػػػػػػػػػػواءكـ و أيكػػػػػػػػػػـ عمػػػػػػػػػػى ديػػػػػػػػػػف اهلل،‬
                                               ‫ر‬                                                                 ‫ػػػػػػػػػر‬
                                                                                                                  ‫وانتص وا كتاب اهلل عمى أنفسكـ ودينكـ)4.‬


                                                                                                                                             ‫أقوا ٌ يف إعنال السأي:‬
                                                                                                                                                             ‫ل‬
‫ورد عػػػػػف عمػػػػػر بػػػػػف الخطػػػػػػػػاب وال سػػػػػف البصػ ي - المػػػػػذيف نقمػػػػػت قػػػػػوالً ليمػػػػػا بػػػػػذـ الػػػػػ أي مػػػػػا يػػػػػدؿ عمػػػػػى‬
         ‫ّ‬                 ‫ِّ ر‬                                                             ‫ػػػػر‬
                                                                                                            ‫إجازتيما إعماؿ ال أي، وىذه األقواؿ:‬
                                                                                                                                   ‫ر‬
‫1- أمػػػػا مػػػػػا ورد عػػػػػف عمػػػػػر فقػولػػػػػػػػو لشػػػػػري - لمػػػػػا بعثػػػػػو عمػػػػػى قضػػػػػاء الكوفػػػػػ : (انظػػػػػر مػػػػػا تبػػػػػيف لػػػػػؾ فػػػػػي‬
‫كتػػػػػاب اهلل؛ فػػػػػا تسػػػػػأؿ عنػػػػػو أ ػػػػػػػػػػداً، ومػػػػػا لػػػػػـ يتبػػػػػيف لػػػػػؾ فػػػػػي كتػػػػػاب اهلل، فػػػػػاتبع فيػػػػػو سػػػػػن رسػػػػػوؿ اهلل‬
                                                                            ‫ّ‬
                                                                                             ‫هلل، وما لـ يتبيف لؾ فيو سن ، فاجتيد أيؾ)5.‬
                                                                                                      ‫ر‬                                     ‫ّ‬



                                                                                                                                ‫الغيث المسجـ في شرح المي العجـ لمصفدي، 1/36.‬
                                                                                                                                                                                   ‫1‬

                                                                                                           ‫ى لمبييقي، 191، وانظر، ص 291، األثر رقـ 712.‬‫المدخؿ إلى السنف الكبر‬
                                                                                                                                                                                   ‫2‬

                                                                                 ‫ى، 191، وانظر قو ً لمسروؽ في جامع بياف العمـ، 2/861، وقو ً لمز ي، 2/961‬
                                                                                         ‫ال ىر‬                                        ‫ال‬                ‫المدخؿ إلى السنف الكبر‬
                                                                                                                                                                                   ‫3‬

                                                                                                                                                   ‫ى، 691.‬‫المدخؿ إلى السنف الكبر‬
                                                                                                                                                                                   ‫4‬

                                                                                                                      ‫جامع بياف العمـ و فضمو البف عبد البر، 2/17، وانظر، ص 47.‬
                                                                                                                                                                                   ‫5‬
‫2- أمػػػػػا مػػػػػا ورد عػػػػػف ال سػػػػػف، فػػػػػ ف أبػػػػػا سػػػػػمم بػػػػػف عبػػػػػد الػػػػػر مف سػػػػػألو: أريػػػػػت مػػػػػا يفتػػػػػى بػػػػػو النػػػػػاس،‬
                                                                                                                                                         ‫ّ‬
                                                                                                                                ‫أشيء سمعتو أـ ب أيؾ؟‬
                                                                                                                                      ‫ر‬                   ‫ٌ‬
‫فقػػػػػػػاؿ ال سػػػػػػػف: مػػػػػػػا كػػػػػػػؿ مػػػػػػػا يفتػػػػػػػى بػػػػػػػو النػػػػػػػاس سػػػػػػػمعناه، ولػكػػػػػػػػػػػػف رًيػَػنػػػػػػػػػػػػػا ليػػػػػػػـ خيػػػػػػػر مػػػػػػػف أييػػػػػػػـ‬
          ‫ر‬           ‫ٌ‬                                         ‫ّ َا‬
                                                                                                                                                                              ‫ألنفسيـ)6.‬
‫ىػػػػػػػذاف عمَمػػػػػػػاف مػػػػػػػف أعػػػػػػػاـ السػػػػػػػمؼ ورد عنيمػػػػػػػا قػػػػػػػوالف مختمفػػػػػػػاف فػػػػػػػي الظػػػػػػػاىر، غيػػػػػػػر أنػػػػػػػؾ إذا تػػػػػػػدبرت‬
  ‫ّ‬                                                                                                                                                          ‫َ‬
                                                                                                             ‫قوليـ، تبيف لؾ أف ال أي عندىـ نوعاف:‬
                                                                                                                                      ‫ر‬                     ‫ّ‬
                                                                   ‫* أي مذموـ، وىو الذي وقع عميو نيييـ.‬
                                                                                                    ‫ر‬
                                                                      ‫* و أي م مود، وىو الذي عميو عمميـ.‬
                                                                                                   ‫ر‬

‫واذا لػػػػػـ تَقػػػػػؿ بيػػػػػذا أوقعػػػػػت التنػػػػػاقض فػػػػػي أقػػػػػواليـ، كمػػػػػا قػػػػػاؿ ابػػػػػف عبػػػػػد البػػػػػر (ت: 364ىػػػػػػ) - لمػػػػػا ذكػػػػػر‬
                                            ‫َ ِّ‬                                                                                           ‫ُ ْ‬
                                                                                                                                                    ‫ِ‬
‫مػػػػػف ُ فػػػػػظ عنػػػػػو أنػػػػػو قػػػػػاؿ وأفتػػػػػى مجتيػػػػػداً: (ومػػػػػف أىػػػػػؿ البصػ ة: ال سػػػػػف وابػػػػػف سػػػػػيريف، وقػػػػػد جػػػػػػػػػػػػػاء -‬
                                                              ‫ػػػػر‬
                                       ‫ٍ‬        ‫ِ‬
‫عنيمػػػػػا وعػػػػػف الشػػػػػعبي - ذـ القيػػػػػاس، ومعنػػػػػاه عنػػػػػدنا قيػػػػػاس عمػػػػػى غيػػػػػر أصػػػػػؿ؛ لػػػػػئا يتنػػػػػاقض مػػػػػا جػػػػػاء‬
                                                                  ‫ٌ‬                                             ‫ّ‬
                                                                                               ‫عنيـ)7. والقياس: ع مف ال أي؛ كما سيأتي.‬
                                                                                                                 ‫ر‬      ‫نو‬


                                                                                                                                            ‫العلوو اليت يدخلها السأي:‬


‫يدخػػػػػػػػػػؿ الػػػػػػ أي فػػػػػػي كػثػػػػػػير مػػػػػف العمػػػػػوـ الدينيػػػػػ ، غيػػػػػر أنػػػػػو يبػػػػػرز فػػػػػي ثاثػػػػػ عمػػػػػوـ، وىػػػػػي: عمػػػػػـ التو يػػػػػد،‬
                                                                                                                                                 ‫ر‬
                                                                                                                                                  ‫وعمـ الفقو، وعمـ التفسير.‬
‫أمػػػػػا عمػػػػػـ التو يػػػػػد، فيدخمػػػػػو الػػػػػ أي المػػػػػذموـ، ويسػػػػػمى الػػػػػ أي فيػػػػػو: (ىػػػػػوى وبدعػػػػػ ). ولػػػػػذا تجػػػػػد فػػػػػي كثيػػػػػر‬
                                                    ‫ً‬                          ‫ر‬                                           ‫ر‬
‫مػػػػػػػػف كتػػػػػػػػب السػػػػػػػػمؼ مصػػػػػػػػطم : (أىػػػػػػػػؿ األىػػػػػػػػواء والبػػػػػػػػدع)، وىػػػػػػػػـ الػػػػػػػػذيف قػػػػػػػػالوا بػػػػػػػػ أييـ فػػػػػػػػي ذات اهلل -‬
                                ‫ر‬
                                                                                                                                                                               ‫سب انو.‬
‫وأمػػػػػػا عمػػػػػػـ الفقػػػػػػو، فيدخمػػػػػػو ال أيػػػػػػاف: الم مػػػػػػود والمػػػػػػذموـ، ويسػػػػػػمى الػػػػػػ أي فيػػػػػػو: (قياسػػػػػػاً)، كمػػػػػػا يسػػػػػػمى‬
                                                   ‫ر‬                                                            ‫ر‬
‫ع األ كػػػػػاـ، والمػػػػػ اد بػػػػػو‬
         ‫ر‬                                                                                                      ‫رٍ‬
                                    ‫أيػػػػػاً، ولػػػػػذا تجػػػػػد بعػػػػػض عبػػػػػا ات لمسػػػػػمؼ تنيػػػػػى عػػػػػف القيػػػػػاس أو الػػػػػ أي فػػػػػي فػػػػػرو‬
                                                         ‫ر‬                                                                                                        ‫ر‬
                                                                                                                                                       ‫القياس وال أي المذموـ.‬
                                                                                                                                                                 ‫ر‬


‫وأمػػػػػػا عمػػػػػػـ التفسػػػػػػير، فيدخمػػػػػػو ال أيػػػػػػاف: الم مػػػػػػود والمػػػػػػذموـ، ويسػػػػػػمى فيػػػػػػو: ( أيػػػػػػاً)، ولػػػػػػـ يػػػػػػرد لػػػػػػو مػػػػػػ ادؼ‬
‫ر ٌ‬                                                 ‫ر‬                                                                  ‫ر‬
                                                                                           ‫عند السمؼ، وانما ورد مؤخرً مصطم : (التفسير العقمي).‬
                                                                                                                                    ‫ا‬
‫وبيػػػػػػػذا يظيػػػػػػػر أف مػػػػػػػا ورد مػػػػػػػف نيػػػػػػػي السػػػػػػػمؼ عػػػػػػػف الػػػػػػػ أي ف نػػػػػػػو يم ػػػػػػػؽ أىػػػػػػػؿ األىػػػػػػػواء والبػػػػػػػدع، وأىػػػػػػػؿ‬
                                                                              ‫ر‬
                                                                                     ‫ٍ رٍ‬
                                                                  ‫القياس الفاسد، وال أي المذموـ؛ إذ ليس كؿ قياس أو أي فاسداً أو مذموماً.‬
                                                                                                ‫ّ‬                   ‫ر‬




                                                                                                                                                                   ‫جامع بياف العمـ، 2/57.‬
                                                                                                                                                                                            ‫6‬

                                                                                                         ‫ي، 31/113.‬‫ع في فت البار‬‫جامع بياف العمـ، 2/77، وانظر كاـ ابف بطاؿ في ىذا الموضو‬
                                                                                                                                                                                                ‫7‬
‫حُكهُ الَوْ ِ بالّأي‬
                                                                  ‫ْ قل ر‬
‫سػػػػػػيكوف ال ػػػػػػديث فػػػػػػي كػػػػػػـ الػػػػػػ أي المتعمػػػػػػؽ بػػػػػػالعموـ الشػ عي عمومػػػػػػاً - واف كػػػػػػاف يغمػػػػػػب عميػػػػػػو الػػػػػػ أي‬
 ‫ر‬                                                               ‫ػػػػػر‬                             ‫ر‬
                                                                ‫والقياس في األ كاـ - وقد سبؽ أف ال أي نوعاف: أي مذموـ، و أي م مود.‬
                                                                        ‫ر‬           ‫ر‬         ‫ر‬


                                                                                                                                                        ‫أو ً: ِّأي ا َرِمُووُ:‬
                                                                                                                                                                ‫ال الس ُ مل‬
                                  ‫ورد النيي عف ىذا ع في كتاب اهلل - تعالى - وسن نبيو هلل، كما ورد نيي السمؼ عنو.‬
                                                                                 ‫ِّ‬                                                   ‫النو‬
                                                                                    ‫ٍ‬
‫و َ ػػػػػػد الػػػػػػ أي المػػػػػػذموـ: أف يػػػػػػػكوف قػػػػػػوالً بغيػػػػػػر عػػػػػػػمـ وىػػػػػػػو نوعػػػػػػػاف: عمػػػػػػـ فاسػػػػػػد ينشػػػػػػأ عنػػػػػػو اليػػػػػػوى، أو‬
                                                                                                                                                    ‫ّ ر‬
                                                                        ‫عمـ غير تاـ وينشأ عنو الجيػؿ، ويكوف منشؤه الجيػؿ أو اليوى.‬
                                                                                                            ‫وىذا ال د مستنبط مف كتاب اهلل وسن رسولو هلل.‬
                                                                                                                                               ‫ّ‬

                                                                                                                                                       ‫ِّا مً كتاب اهلل فنا يلي:‬
                                                                                                                                                                              ‫أم‬
‫1- قولػػػػػو - تعػػػػػالى: ((قػػػػػؿ إنمػػػػػا َ ػػػػػرـ ربػػػػػي الفَػػػػػوا ِ ش مػػػػػا ظيػػػػػر منيػػػػػا ومػػػػػا بطػػػػػف واإل ثْػػػػػـ والبغػػػػػي بغيػػػػػر‬
‫ِ َْ ِ‬
            ‫َ َ َْ ْ َ‬              ‫َ َ َ ََ َ َْ َ َ َ َ َ َ‬
                                                                        ‫ِ‬
                                                                                                               ‫َّ َ َ ِّ َ‬
                                                                                                                                              ‫َّ‬
                                                                                                                                             ‫ُ ْ َ‬
                                  ‫ِ‬                                                  ‫ْ ُ َ ِّ ْ ِ ِ ُ ْ‬                                     ‫ِ‬
‫ال َ ػػػػػػػؽ وأَف تُشػػػػػػػركوا بالمَّػػػػػػػو مػػػػػػػا لَػػػػػػػـ ينػػػػػػػزؿ بػػػػػػػو سػػػػػػػمطَاناً وأَف تَقُولُػػػػػػػوا عمَػػػػػػػى المَّػػػػػػػو مػػػػػػػا ال تَعمَمػػػػػػػوف))‬
                                                                                                                                                       ‫ْ ُِ ِ‬
    ‫ْ ُ َ‬                       ‫َ‬                      ‫َ‬                     ‫َ‬                                                          ‫َ‬                                  ‫ِّ َ‬
                                                                                                                                                                  ‫[األع اؼ: 33].‬‫ر‬
 ‫َّ َ َ ُ ُ ُ‬                               ‫ُ ط َ ِ َّ ْ ِ َّ ُ ُ ْ َ ُ ُّ ِ ٌ‬                                                            ‫َ ُِ‬
‫2- وقولػػػػػػػػو - تعػػػػػػػػالى: ((وال تَتَّبعػػػػػػػػوا خ ُػػػػػػػػوات الشػػػػػػػػيطَاف إنػػػػػػػػو لَكػػػػػػػػـ عػػػػػػػػدو مبػػػػػػػػيف (861) إنمػػػػػػػػا يػػػػػػػػاًمركـ‬
                                                                                                                                     ‫ِ‬
                                                                    ‫بالسوء والفَ ْ شاء وأَف تَقُولُوا عمَى المَّو ما ال تَعمَموف)) [ ة: 861، 961].‬
                                                                                              ‫ْ ُ َ البقر‬                                                         ‫ِ ُّ ِ َ ْ َ ِ َ ْ‬
                                                                                                                                ‫َ‬                 ‫َ‬
‫َ ِ ِ ِ ْ ٌ َّ َّ ْ َ َ ْ َ َ َ َ ْ َ َ ُ ُّ ْ ِ َ َ َ‬
‫3- وقولػػػػػػو - تعػػػػػػالى: ((وال تَقػػػػػػؼ مػػػػػػا لَػػػػػػيس لَػػػػػػؾ بػػػػػػو عمػػػػػػـ إف السػػػػػػمع والبصػػػػػػر والفُػػػػػػؤاد كػػػػػػؿ أُولَئػػػػػػؾ كػػػػػػاف‬
                                                                                                                  ‫َْ‬              ‫َ ْ ُ َ‬
                                                                                                                                                 ‫عنو مسػئػوالً)) [اإلس اء: 63].‬
                                                                                                                                                               ‫ر‬                  ‫َْ ُ َ ْ ُ‬
‫فػػػػػػي ىػػػػػػذه اآليػػػػػػات نيػػػػػػي وتشػػػػػػنيع عمػػػػػػى القػػػػػػوؿ عمػػػػػػى اهلل بغيػػػػػػر عمػػػػػػـ؛ ففػػػػػػي اآليػػػػػػ األولػػػػػػى جعمػػػػػػو مػػػػػػف‬
‫الم رمػػػػػات، وفػػػػػي اآليػػػػػػ الثانيػػػػػ جعمػػػػػو مػػػػػػف اتبػػػػػاع خطػػػػػوات الشػػػػػػيطاف، وفػػػػػي اآليػػػػػ الثالثػػػػػػ جعمػػػػػو منييػػػػػػاً‬
                                                                                                                                                        ‫ّ‬
                                                                      ‫عنو. وفي ىذا كِّو دليؿ عمى عدـ جواز القوؿ عمى اهلل بغير عمـ.‬
                                                                                                                                 ‫ٌ‬     ‫م‬

                                                                                                                          ‫وأما يف سية السسول صلى اهلل عليه وسله :‬
‫فػػػػػػ ف مػػػػػػف أصػػػػػػرح مػػػػػػا ورد فييػػػػػػا قولػػػػػػو: (إف اهلل - عػػػػػػز وجػػػػػػؿ - ال يقػػػػػػبض العمػػػػػػـ انت اعػػػػػػاً عػػػػػػو مػػػػػػف‬
                 ‫ينتز‬      ‫ز‬
‫النػػػػػػػاس، ولكػػػػػػػف يقػػػػػػػبض العممػػػػػػػاء، فيقػػػػػػػبض العمػػػػػػػـ، تػػػػػػػى إذا لػػػػػػػـ يتػػػػػػػرؾ عالمػػػػػػػاً، اتخػػػػػػػذ النػػػػػػػاس رؤسػػػػػػػاء‬
‫جيػػػػػػاالً، فػػػػػػأفتوا بغيػػػػػػر عمػػػػػػـ، فضػػػػػػموا وأضػػػػػػموا) رواه البخػ ي فػػػػػػي كتػػػػػػاب االعتصػػػػػػاـ، وتػػػػػػرجـ لػػػػػػو بقولػػػػػػو:‬
                                                                       ‫ػػػػػار‬                                                                             ‫ُّ‬
                                                                                                                    ‫(باب ما يذكر مف ذـ ال أي وتكمؼ القياس)8.‬
                                                                                                                                     ‫ِّ ر‬               ‫ُ‬

                                                                                                                                             ‫ِّا ما وزد عً السلف، فنيها:‬
                                                                                                                                                                      ‫وأم‬
‫1- مػػػػػػا سػػػػػػبؽ ذكػ ه عػػػػػػف عمػػػػػػر بػػػػػػف الخطػػػػػػاب - رضػػػػػػي اهلل عنػػػػػػو - وال سػػػػػػف البصػ ي - ر مػػػػػػو اهلل -‬
                     ‫ػػػػػر‬                                                                                    ‫ػػػػػر‬
                                                                                                                                                        ‫مف نيييما عف ال أي.‬
                                                                                                                                                          ‫ر‬
                                                                      ‫2- عف مسروؽ (ت: 36ىػ) قاؿ: (مف غب ب أيو عف أمر اهلل يضؿ)9.‬
                                                                         ‫ّ‬                 ‫ر‬     ‫ير‬




                                                                                                                                                 ‫ي، (31/592).‬‫انظر ال ديث في فت البار‬       ‫8‬


                                                                                                                                                                ‫جامع بياف العمـ، 2/861.‬    ‫9‬
‫3- وقاؿ الز ي (ت: 421ىػ): (إياكـ وأص اب ال أي، أعيتيـ األ اديث أف يعوىا)01.‬
                                                                              ‫ر‬                                                  ‫ىر‬
                                                                                                                                         ‫ُِ‬
‫وممػػػػػػف نقػػػػػػؿ عنػػػػػػو ذـ الػػػػػػ أي أو القيػػػػػػاس ابػػػػػػف مسػػػػػػعود (ت: 33ىػػػػػػػ) مػػػػػػف الصػػػػػػ اب ، وابػػػػػػف سػػػػػػيريف (ت:‬
                                                                                                          ‫ر‬
                                           ‫ىـ11.‬‫111ىػ) مف تابعي الكوف ، وعامر الشعبي (ت: 411ىػ) مف تابعي الكوف ، وغير‬


                                                                                                                                            ‫صوز السأي املرموو:‬
‫ذكػػػػػر العممػػػػػاء صػػػػػورً لمػػػػػ أي المػػػػػذموـ، ويطغػػػػػى عمػػػػػى ىػػػػػذه الصػػػػػور الجانػػػػػب الفقيػػػػػي؛ لكثػ ة اجػػػػػ النػػػػػاس‬
                   ‫ػػػػر‬                            ‫ّ َ‬                                                   ‫ا ر‬
                                                               ‫لو، يث يتعمّؽ ب ياتيـ ومعاماتيـ. ومف ىذه الصور ما يمي:‬
                                                                                                                                ‫1- القياس عمى غير أصؿ21.‬
                                                                                                                            ‫ع31.‬‫ع عمى الفرو‬‫2- قياس الفرو‬
                                                                                                                                   ‫3- االشتغاؿ بالمعضات41.‬
                                                                                                                ‫4- ال كـ عمى ما لـ يقع مف النوازؿ51.‬
                                                                                                                       ‫ّ‬
                                                                              ‫5- ترؾ النظر في السنف اقتصارً عمى ال أي، واإلكثار منو61.‬
                                                                                                ‫ر‬         ‫ا‬
                                                                                  ‫6- مف عارض النص بال أي، وتكمؼ لرد النص بالتأويؿ71.‬
                                                                                                   ‫ِّ‬          ‫ّ ر‬
                                                                                               ‫7- ضروب البدع العقدي المخالف لمسنف81.‬
                                                                                                                                ‫ُ‬
                                 ‫ىذه بعض الصور التي ىا العمماء في ال أي المذموـ، وسيأتي صور ى تخص التفسير.‬
                                          ‫ّ‬    ‫أخر‬                   ‫ر‬                 ‫ذكر‬


                                                                                                                                            ‫ثاىيً: السأي احملنود:‬
                                                                                                                                                            ‫ا‬
 ‫ّ‬               ‫ّ‬                                                                              ‫َِ َ‬
‫ىػػػػػذا النػ ع مػػػػػف الػػػػػ أي ىػػػػػو الػػػػػذي عمػػػػػؿ بػػػػػو الصػػػػػ اب والتػػػػػابعوف ومػػػػػف بعػػػػػدىـ مػػػػػف عممػػػػػاء األمػػػػػ ، و ػػػػػده‬
                                                                                                                              ‫ر‬                 ‫ػػػػو‬
                     ‫ػػػػر‬              ‫ِّ‬                                                                        ‫ٍ‬
‫أف يكػػػػػوف مسػػػػػتنداً إلػػػػػى عمػػػػػـ91، ومػػػػػا كػػػػػاف كػػػػػذلؾ ف نػػػػػو خػػػػػارج عػػػػػف معنػػػػػى الػػػػػذـ الػػػػػذي ذكػ ه السػػػػػمؼ فػػػػػي‬
                                                                                                                                                                       ‫ال أي.‬
                                                                                                                                                                         ‫ر‬

                                                                                                              ‫ومً أدلة جواش إعنال السأي احملنود ما يلي:‬
‫1- مفيػػػػػػوـ اآليػػػػػػات السػػػػػػابق وال ػػػػػػديث المػػػػػػذكور فػػػػػػي أدلػػػػػػ النيػػػػػػي عػػػػػػف الػػػػػػ أي المػػػػػػذموـ؛ ألنيػػػػػػا كميػػػػػػا‬
                                       ‫ر‬
                                                          ‫تدؿ عمى أف القوؿ بغير عمـ ال يجوز، ويفيـ مف ذلؾ أف القوؿ بعمـ يجوز.‬
                                                                                                                            ‫2- فعؿ السمؼ وأقواليـ، ومنيا:‬
‫أ - عػػػػػػف عبػػػػػػد الػػػػػػر مف بػػػػػػف يزيػػػػػػد قػػػػػػاؿ: أكثػػػػػػر النػػػػػػاس عمػػػػػػى عبػػػػػػد اهلل (يعنػػػػػػي: ابػػػػػػف مسػػػػػػعود) يسػػػػػػألونو،‬
                                                                                        ‫َ‬
                     ‫ٍ‬
‫فقػػػػػاؿ: أييػػػػػا النػػػػػاس إنػػػػػػو قػػػػػد أتػػػػػى عمينػػػػػا زمػػػػػػاف نقضػػػػػي ولسػػػػػنا ىنػػػػػاؾ، فمػػػػػػف ابتمػػػػػي بقضػػػػػاء بعػػػػػد اليػػػػػػوـ‬
                                        ‫فميقض بما في كتاب اهلل، ف ف أتاه ما ليس في كتاب اهلل - ولـ يقمو نبيو - فميقض بما‬
                                                     ‫َ ُْ ُ ّ‬


                                                                                                                                                     ‫جامع بياف العمـ 2/961.‬     ‫01‬


                                                                                                                         ‫ي، 31/113.‬‫انظر: جامع بياف العمـ، 2/77، وفت البار‬       ‫11‬


                                                                                                                                            ‫جامع بياف العمـ، 2/17، 17، 77.‬      ‫21‬


                                                                                                                                                    ‫جامع بياف العمـ، 2/171.‬     ‫31‬


                                                                                                                                                    ‫جامع بياف العمـ، 2/171.‬     ‫41‬


                                                                                                                                                    ‫جامع بياف العمـ، 2/171.‬     ‫51‬


                                                                                                                                                  ‫61 االعتصاـ لمشاطبي، 1/411.‬
                                                                                                                                                        ‫ي، 31/313.‬‫فت البار‬      ‫71‬


                                                                                                                                                     ‫جامع بياف العمـ، 2/961.‬    ‫81‬


                                                                  ‫العمـ يقابؿ الجيؿ المذكور في د ال أي المذموـ، أما اليوى، فيقابمو الورع؛ ألف الور َ يقي صا بو مف مخالف ال ؽ.‬
                                                                   ‫ِّ‬                      ‫ّ َ َع‬                                         ‫ِّ ر‬                                  ‫91‬
‫قضػػػػػػى بػػػػػػو الصػػػػػػال وف، فػػػػػػ ف أتػػػػػػاه أمػػػػػػر لػػػػػػـ يقػػػػػػض بػػػػػػو الصػػػػػػال وف - ولػػػػػػيس فػػػػػػي كتػػػػػػاب اهلل، ولػػػػػػـ يقػػػػػػؿ‬
‫فيػػػػػػػو نبيػػػػػػػو - فميجتيػػػػػػػد أيػػػػػػػو، وال يقػػػػػػػوؿ: أخػػػػػػػاؼ و ى، فػػػػػػػ ف ال ػػػػػػػاؿ بػػػػػػػيف، وال ػػػػػػػ اـ بػػػػػػػيف، وبػػػػػػػيف ذلػػػػػػػؾ‬
           ‫ر َ ِّ ٌ َ ْ َ‬                          ‫َ ِّ ٌ‬                               ‫أر‬                                        ‫ر‬                          ‫ّ‬
                                                                                           ‫أمور مشتبيات، فدعوا ما يريبكـ إلى ما ال يريبكـ)02.‬                     ‫ٌ‬
‫قػػػػػػاؿ ابػػػػػػف عبػػػػػػد البػػػػػػر (ت: 364ىػػػػػػػ) معمقػػػػػػاً عمػػػػػػى ىػػػػػػذا القػػػػػػوؿ: (ىػػػػػػذا يوضػػػػػػ لػػػػػػؾ أف االجتيػػػػػػاد ال يكػػػػػػوف‬
                                                                                                                                         ‫ٍ‬
‫إال عمػػػػػػى أصػػػػػػوؿ يضػػػػػػاؼ إلييػػػػػػا الت ميػػػػػػؿ والت ػػػػػػريـ، وأنػػػػػػو ال يجتيػػػػػػد إال عػػػػػػالـ بيػػػػػػا، ومػػػػػػف أشػػػػػػكؿ عميػػػػػػو‬
            ‫ٍ‬
‫شػػػػػيء لزمػػػػػو الوقػػػػػوؼ، ولػػػػػـ يجػػػػػز لػػػػػو أف ي يػػػػػؿ عمػػػػػى اهلل قػػػػػوالً فػػػػػي دينػػػػػو ال نظيػػػػػر لػػػػػو مػػػػػف أصػػػػػؿ وال ىػػػػػو‬
                                                                                             ‫ُ َ‬                        ‫َُ‬                                 ‫ٌ‬
                                                         ‫12‬
                                                       ‫في معنى أصؿ. وىذا ال خاؼ فيو بيف أئم األمصار قديماً و ديثاً؛ فتدب ه) .‬
                                                            ‫ّر‬                                                                                   ‫ٍ‬
‫ب - وعػػػػػف الشػػػػػعبي (ت: 411ىػػػػػػ) قػػػػػاؿ: لمػػػػػا بعػػػػػث عمػػػػػر شػػػػػري اً عمػػػػػى قضػػػػػاء الكوفػػػػػ قػػػػػاؿ لػػػػػو: انظػػػػػر‬
                                                                                ‫ُ‬
 ‫مػػػػػا تبػػػػػيف لػػػػػؾ فػػػػػي كتػػػػػاب اهلل فػػػػػا تسػػػػػأؿ عنػػػػػو أ ػػػػػداً، ومػػػػػا لػػػػػـ يتبػػػػػيف لػػػػػؾ فػػػػػي كتػػػػػاب اهلل فػػػػػاتّبع فيػػػػػو سػػػػػن‬
                                                              ‫ّ‬                                                                                                 ‫ّ‬
                                                                                           ‫22‬
                                                                                         ‫رسوؿ اهلل -، وما لـ يتبيف لؾ فيو السن فاجتيد أيؾ) .‬
                                                                                                    ‫ر‬
                                                                          ‫ٍ‬
                                              ‫ج - وعف مسروؽ (ت: 36ىػ) قاؿ: سألت أُبي بف كعب عف شيء؛ فقاؿ: أكاف ىذا؟‬
                                                                                                            ‫َّ‬
                                                                                                                                                                ‫قمت: ال.‬
                                                             ‫قاؿ: فأجمنا (أي: اتركنا أو أر نا) تى يكوف؛ ف ذا كاف اجتيدنا لؾ أينا)32.‬
                                                                    ‫ر‬                                                      ‫ّ‬

                                                                                                                                                ‫ِّأيُ ِي ِّفْ ِري:‬
                                                                                                                                                   ‫الس ف الت س‬
‫إف مػػػػػا سػػػػػبؽ لػػػػػـ يكػػػػػف سػػػػػوى مقدمػػػػػ لمػػػػػدخوؿ فػػػػػي الموضػ ع األسػػػػػاس، وىػػػػػو التفسيػػػػػػر بالػػػػػػ أي، وكػػػػػاف ال‬
                  ‫ر‬                                               ‫ػػػػو‬                                                                                ‫ّ‬
‫بػػػػػػد ليػػػػػػذا الب ػػػػػػث مػػػػػػف ىػػػػػػذا المػػػػػػدخؿ، واف كػػػػػػاف الموضػ ع متشػػػػػػابكاً يصػػػػػػعب تفكيػػػػػػؾ بعضػػػػػػو عػػػػػػف بعػػػػػػض،‬
                                                                        ‫ػػػػػو‬                                                                      ‫ّ‬
                                        ‫ولذا سأ رص عمى عدـ تك ار ما سبؽ، وسأكتفي باإل ال عميو، إف ا تاج األمر إلى ذلؾ.‬
                                                                                               ‫ر‬
                                                                                                          ‫وسنطرح في ىذا الشأف ثاث موضوعات:‬
                                                                                                 ‫األول: موقف السلف مً القول يف التفسري.‬
                                                                                                                      ‫الثاىي: أىواع السأي يف التفسري.‬
                                                                                                              ‫الثالث: التفسري بني املأثوز والسأي.‬
                         ‫ر‬                                  ‫ر‬                                     ‫ِ ّ‬
‫وسػػػػػػيتخمّؿ ىػػػػػػذه الموضػػػػػػوعات مسػػػػػػائؿ عػػػػػػدة؛ كشػػػػػػروط القػػػػػػوؿ بػػػػػػال أي، وأدلػػػػػػ جػػػػػػواز الػػػػػػ أي فػػػػػػي التفسػػػػػػير،‬
                                                                           ‫وصور ال أي المذموـ... إلخ، واليكـ اآلف تفصيؿ ىذه الموضوعات:‬
                                                                                                                             ‫ر‬


                                                                                         ‫أو ً: موقف السلف مً القول يف التفسري:‬
                                                                                                                          ‫ال‬
 ‫التفسػػػػػػير: بيػػػػػػاف لمػػػػػػ اد اهلل - سػػػػػػب انو - بكامػػػػػػو، ولمػػػػػػا كػػػػػػاف كػػػػػػذلؾ، فػػػػػػ ف المتصػػػػػػدي لمتفسػػػػػػير عرضػػػػػػ‬
                                                                                                                      ‫ر‬
                                                                                                                                  ‫ألف يقوؿ: معنى قوؿ اهلل كذا.‬
‫ثػػػػػـ قػػػػػد يكػػػػػوف األمػػػػػر بخػػػػػاؼ مػػػػػا قػػػػػاؿ. ولػػػػػذا قػػػػػاؿ مسػػػػػروؽ بػػػػػف األجػػػػػدع (ت: 36ىػػػػػػ): (اتقػػػػػوا التفسػػػػػير؛‬
                                                                                                                     ‫ف نما ىو الرواي عف اهلل - عز وجؿ).‬




                                                                                                                                                 ‫جامع بياف العمـ، 2/17 ػ 17.‬
                                                                                                                                                                               ‫02‬

                                                                                                                                                      ‫جامع بياف العمـ، 2/17.‬
                                                                                                                                                                               ‫12‬

                                                                                                                                                      ‫جامع بياف العمـ، 2/17.‬
                                                                                                                                                                               ‫22‬

                                                                                                                   ‫جامع بياف العمـ، 2/27، وانظر ىا مف اآلثار، ص 96 ػ 97.‬
                                                                                                                                          ‫غير‬
                                                                                                                                                                               ‫32‬
‫وقػػػػػػػد اتخػػػػػػػذ ىػػػػػػػذا العمػػػػػػػـ طابعػػػػػػػاً خاصػػػػػػػاً مػػػػػػػف يػػػػػػػث تػػػػػػػو ِّي بعػػػػػػػض السػػػػػػػمؼ وت ػػػػػػػرجيـ مػػػػػػػف القػػػػػػػوؿ فػػػػػػػي‬
                                                                          ‫ق‬
                                                                                                                ‫ِ‬
‫التفسػػػػػير، تػػػػػى كػػػػػاف بعضػػػػػيـ إذا سػػػػػئؿ عػػػػػف ال ػػػػػاؿ وال ػػػػػ اـ أفتػػػػػى، فػػػػػ ذا سػػػػػئؿ عػػػػػف آيػػػػػ مػػػػػف كتػػػػػاب اهلل‬
                                                                        ‫ر‬                                           ‫ُ‬
                                                                                                                                                 ‫سكت كأف لـ يسمع.‬
‫ومػػػػػػػف ىنػػػػػػػا يمكػػػػػػػف القػػػػػػػوؿ: إف السػػػػػػػمؼ - مػػػػػػػف يػػػػػػػث التصػػػػػػػدي لمتفسػػػػػػػير - فريقػػػػػػػاف: فريػػػػػػػؽ تكمّػػػػػػػـ فػػػػػػػي‬
                                                         ‫التفسير واجتيد فيو أيو، وفريؽ تورع فقؿ أو ندر عنو القوؿ في التفسير.‬
                                                                                           ‫ّ ََُ‬                ‫ّ‬                   ‫ر‬
                                                                                                           ‫ُِ َ ر‬
‫وممػػػػػػف تكمػػػػػػـ فػػػػػػي التفسػػػػػػير ونقػػػػػػؿ أيػػػػػػو فيػػػػػػو عمػػػػػػر بػػػػػػف الخطػػػػػػاب (ت: 32ىػػػػػػػ) وعمػػػػػػي بػػػػػػف أبػػػػػػي طالػػػػػػب‬
                                                   ‫ىـ مف الص اب .‬‫(ت:14ىػ) وابف مسعود (ت: 33ىػ) وابف عباس (ت: 76ىػ) وغير‬
  ‫ومػػػػػػػف التػػػػػػػابعيف وأتبػػػػػػػاعيـ: مجاىػػػػػػػد بػػػػػػػف جبػػػػػػػر (ت: 311ىػػػػػػػػ) وسػػػػػػػعيد بػػػػػػػف جبيػػػػػػػر (ت: 59ىػػػػػػػػ) وعكرمػػػػػػػ‬
‫مػػػػػػػػػولى ابػػػػػػػػػف عبػػػػػػػػػاس (ت: 711ىػػػػػػػػػػ) وال سػػػػػػػػػف البصػ ي (ت: 111ىػػػػػػػػػػ) وقتػػػػػػػػػادة (ت: 711ىػػػػػػػػػػ) وأبػػػػػػػػػو‬
                                                                       ‫ػػػػػػػػر‬
‫العاليػػػػػػ (ت: 39ىػػػػػػػ) وزيػػػػػػد بػػػػػػف أسػػػػػػمـ (ت: 631ىػػػػػػػ) وابػػػػػػ اىيـ النخعػػػػػػي (ت: 69ىػػػػػػػ) وم مػػػػػػد ابػػػػػػف كعػػػػػػب‬
                                                                ‫ر‬
‫القرظػػػػػػي (ت: 711ىػػػػػػػ) وعبػػػػػػد الػػػػػػر مف بػػػػػػف زيػػػػػػد بػػػػػػف أسػػػػػػمـ (ت: 281ىػػػػػػػ) وعبػػػػػػد الممػػػػػػؾ بػػػػػػف جػػػػػػري (ت:‬
‫151ىػػػػػػػػ) ومقاتػػػػػػػؿ بػػػػػػػف سػػػػػػػميماف (ت: 151ىػػػػػػػػ) ومقاتػػػػػػػؿ بػػػػػػػف يػػػػػػػاف (ت: 151ىػػػػػػػػ) واسػػػػػػػماعيؿ السػػػػػػػدي‬
                                           ‫ىـ.‬‫(ت: 721ىػ) والض اؾ بف مز ـ (ت: 511ىػ) وي يى بف ساـ (ت: 112ىػ)، وغير‬
                                                                                         ‫ا‬
                                                                                                          ‫42‬
                                                                   ‫مف أىؿ المدين والكوف .‬           ‫ٌ مف التابعيف‬       ‫وأما مف تورع في التفسير فجمع‬‫ّ‬
‫أمػػػػػػا أىػػػػػػؿ المدينػػػػػػ ، فقػػػػػػاؿ عػػػػػػنيـ عبيػػػػػػد اهلل بػػػػػػف عمػػػػػػر: لقػػػػػػد أدركػػػػػػت فقيػػػػػػاء المدينػػػػػػ ، وانيػػػػػػـ ليغمظػػػػػػوف‬
                                   ‫القوؿ في التفسير؛ منيـ: سالـ بف عبد اهلل، والقاسـ بف م مد، وسعيد بف المسيب، ونافع52.‬
‫وقػػػػػاؿ يزيػػػػػد بػػػػػف أبػػػػػي يزيػػػػػد: (كنػػػػػا نسػػػػػأؿ سػػػػػعيد بػػػػػف المسػػػػػيب عػػػػػف ال ػػػػػاؿ وال ػػػػػ اـ - وكػػػػػاف أعمػػػػػـ النػػػػػاس‬
                                  ‫ر‬
                                                                                ‫- ف ذا سألناه عف تفسير آي مف الق آف سكت كأف لـ يسمع)62.‬
                                                                                                     ‫ر‬
                                             ‫وقاؿ ىشاـ بف عروة بف الزبير: (ما سمعت أبي يتأوؿ آي مف كتاب اهلل ق ّ)72.‬
                                                  ‫ط‬                                 ‫ّ‬
‫وأمػػػػػا أىػػػػػؿ الكوفػػػػػ فقػػػػػد أسػػػػػند إبػػػػػ اىيـ النخعػػػػػي إلػػػػػييـ قَولَػػػػػو: (كػػػػػاف أصػػػػػ ابنا - يعنػػػػػي: عممػػػػػاء الكوفػػػػػ -‬
                                                                                                   ‫ر‬                                                      ‫ّ‬
                                                                                                                                       ‫يتّقوف التفسير وييابونو)82.‬


‫ىػػػػػػذا.. ولقػػػػػػد سػػػػػػمؾ مسػػػػػػمؾ ال ػػػػػػذر وبػػػػػػال فيػػػػػػو إمػػػػػػاـ المغػػػػػػ األصػػػػػػمعي (ت: 512ىػػػػػػػ)، يػػػػػػث نقػػػػػػؿ عنػػػػػػو‬
                                                                                                  ‫أنو كاف يتوقّى تبييف معنى لفظ وردت في الق آف92.‬
                                                                                                      ‫ر‬
‫فمػػػػػا ورد عػػػػػف ىػػػػػؤالء الكػػػػػ اـ مػػػػػف التػػػػػوقي فػػػػػي التفسػػػػػير إنمػػػػػا كػػػػػاف ّعػػػػػاً مػػػػػنيـ، وخشػػػػػي أالّ يصػػػػػيبوا فػػػػػي‬
                                                      ‫تور‬                                                            ‫ر‬
                                                                                                                                                                         ‫القوؿ.‬


                                                                                                                  ‫ثاىيً: أىواع السأي يف التفسري:‬
                                                                                                                                           ‫ا‬
                                                                                                                ‫ال أي في التفسير نوعاف: م مود، ومذموـ.‬
                                                                                                                                                  ‫ر‬



                                                                                              ‫لـ أجد نق ً عف أ د مف الص اب يدؿ عمى أف مذىبو كيذا المذىب الذي برز عند التابعيف.‬
                                                                                                                                                                   ‫ا‬
                                                                                                                                                                                  ‫42‬

                                                                                                                                                 ‫ي (ط شاكر)، 1/58.‬‫تفسير الطبر‬
                                                                                                                                                                                  ‫52‬

                                                                                                                                                 ‫ي (ط شاكر)، 1/68.‬‫تفسير الطبر‬
                                                                                                                                                                                  ‫62‬

                                                                                                                                                  ‫فضائؿ الق آف ألبي عبيد، 922.‬
                                                                                                                                                                   ‫ر‬
                                                                                                                                                                                  ‫72‬

                                                                                                                                                  ‫فضائؿ الق آف ألبي عبيد، 922.‬
                                                                                                                                                                   ‫ر‬
                                                                                                                                                                                  ‫82‬

                                                 ‫انظر في ذلؾ: الكامؿ لممبرد (ت قيؽ: الدالي) 2/829، 5314، تيذيب المغ 1/41، إعجػاز القػ آف لمخطابػي (ت قػيؽ: عبد اهلل الصديؽ) 24.‬
                                                                                         ‫ر‬
                                                                                                                                                                                  ‫92‬
‫الهىع األول: الزأي احملنىد.‬
‫إنمػػػػػا ي مػػػػػد الػػػػػ أي إذا كػػػػػاف مسػػػػػتنداً إلػػػػػى عمػػػػػـ يقػػػػػي صػػػػػا بو الوقػ ع فػػػػػي الخطػػػػػأ. ويمكػػػػػف اسػػػػػتنباط أدلػػػػػ ٍ‬
                                                        ‫ػػػػو‬                                                                   ‫ر‬
                                                                                                                                   ‫تدؿ عمى جواز القوؿ بال أي الم مود.‬
                                                                                                                                              ‫ر‬                      ‫ّ‬
                                                                                                                                                 ‫ومف ىذه األدلّ ما يمي:‬
                                                                                                                                              ‫1- اآليات اآلمسة بالتدب‬
                                                                                                                                            ‫ِّس:‬
 ‫ٍ‬
‫وردت عػػػػػػػدة آيػػػػػػػات ت ػػػػػػػث عمػػػػػػػى التػػػػػػػدبر؛ كقولػػػػػػػو - تعػػػػػػػالى: ((أَفَػػػػػػػا يتَػػػػػػػد َّروف القُ ْآف أَـ عمَػػػػػػػى قمُػػػػػػػوب‬
               ‫ُ‬         ‫َ َ ب ُ َ ػػػػػػػر َ ْ َ‬                                                                                  ‫ّ‬                     ‫ّ‬                   ‫ّ‬
                                   ‫ِ ِ‬                                                                                               ‫ِ‬
‫أَقفَالُيػػػػػػػػػا)) [م مػػػػػػػػػد: 42]، وقولػػػػػػػػػو: ((كتَػػػػػػػػػاب أَنزلنػػػػػػػػػاهُ إلَيػػػػػػػػػؾ مبػػػػػػػػػارؾ ِّيػػػػػػػػػد َّروا آياتػػػػػػػػػو وِيتَػػػػػػػػػذكر أُولُػػػػػػػػػوا‬
              ‫َ ل َ َ َّ َ ْ‬                   ‫ْ َ ُ َ َ ٌ ل َ َّب ُ َ‬                                          ‫ٌ َ َْ‬                                                                   ‫ْ َ‬
                                                                                                                                       ‫ىا مف اآليات.‬       ‫األَلباب)) [ص: 92]. وغير‬     ‫َْ ِ‬

                                        ‫ُ‬                                                             ‫ّ‬                                          ‫ِّ‬
‫وفػػػػػي ػػػػػث اهلل عمػػػػػى التػػػػػدبر مػػػػػا يػػػػػدؿ عمػػػػػى أف عمينػػػػػا معرفػػػػػ تأويػػػػػؿ مػػػػػا لػػػػػـ ي جػػػػػب عنػػػػػا تأويمػػػػػو؛ ألنػػػػػو‬
                                                                        ‫م اؿ أف يقاؿ لمف ال يفيـ ما يقاؿ لو: اعتبر بما ال فيـ لؾ بو03.‬                  ‫ٌ‬
‫والتػػػػػدبر: التفكػػػػػر والتأمػػػػػؿ الػػػػػذي يبمػػػػػ بػػػػػو صػػػػػا بو معرفػػػػػػ المػػػػػ اد مػػػػػف المعػػػػػاني، وانمػػػػػا يكػػػػػوف ذلػػػػػؾ فػػػػػػي‬
                                                               ‫ر‬                                                                ‫ّ‬            ‫ّ‬           ‫ّ‬
‫ٍ‬                                                                                                                                                          ‫ٍ‬
‫كػػػػػاـ قميػػػػػؿ المفػػػػػظ كثيػػػػػر المعػػػػػاني التػػػػػي أودعػػػػػت فيػػػػػو، ب يػػػػػث كممػػػػػا ازداد المتػػػػػدبر تػػػػػدبرً انكشػػػػػؼ لػػػػػو معػػػػػاف‬
                                ‫ّا‬       ‫ِّ‬
                                                                                                                                                        ‫لـ تكف لو بادئ النظر13.‬
‫والتػػػػػػدبر: عمميػػػػػػ عقميػػػػػػ يجرييػػػػػػا المتدبػػػػػػػر مػػػػػػف أجػػػػػػؿ فيػػػػػػػـ معػػػػػػاني الخطػػػػػػػاب الق آنػػػػػػي وم اداتػػػػػػػو، وال شػػػػػػؾ‬
                         ‫ر‬            ‫ر‬                                                                                                                 ‫ّ‬
                                                       ‫أف ما يظير لو مف الفيـ إنما ىو اجتياده الذي بمغو، و أيو الذي وصؿ إليو.‬
                                                                                  ‫ر‬


                                                                                                            ‫2- إقسازُ السسول - اجتها َ الصحابة يف التفسري:‬
                                                                                                                                ‫د‬
‫ال يبعػػػػػػد أف يقػػػػػػاؿ: إف تفسػػػػػػير القػػػػػػ آف بػػػػػػال أي نشػػػػػػأ فػػػػػػي عيػػػػػػد الرسػػػػػػوؿ -صػػػػػػمى اهلل عميػػػػػػو وسػػػػػػمـ-، وفػػػػػػي‬
                                                                                             ‫ر‬            ‫ر‬
                                                                             ‫ذلؾ وقائع يمكف استنباط ىذه المسأل منيا، ومف ىذه الوقائع ما يمي:‬
 ‫ّ ِ ِ‬
‫أ - قػػػػػػػاؿ عمػػػػػػػرو بػػػػػػػف العػػػػػػػاص: - بعثنػػػػػػػي رسػػػػػػػوؿ اهلل -صػػػػػػػمى اهلل عميػػػػػػػو وسػػػػػػػمـ- عػػػػػػػاـ ذات الساسػػػػػػػؿ،‬
                                                                                                                     ‫ٍ‬
‫فا تممػػػػػػت فػػػػػػي ليمػػػػػػ بػػػػػػاردة شػػػػػػديدة البػػػػػػرد، فأشػػػػػػفقت إف اغتسػػػػػػمت أف أىمػػػػػػؾ، فتيممػػػػػػت بػػػػػػو، ثػػػػػػـ صػػػػػػميت‬
                ‫ّ‬                      ‫ّ‬
‫بأصػػػػػػ ابي صػػػػػػاة الصػػػػػػب ، فممػػػػػػا قػػػػػػدمت عمػػػػػػى رسػػػػػػوؿ اهلل -صػػػػػػمى اهلل عميػػػػػػو وسػػػػػػمـ- ذكػػػػػػرت ذلػػػػػػؾ لػػػػػػو،‬
                                                                                                                       ‫فقاؿ: يا عمرو، صميت بأص ابؾ وأنت جنب؟‬
                                                                                                                        ‫ُُ ٌ‬
‫قمػػػػػػػت: نعػػػػػػػـ يػػػػػػػا رسػػػػػػػوؿ اهلل، إنػػػػػػػي ا تممػػػػػػػت فػػػػػػػي ليمػػػػػػػ بػػػػػػػاردة شػػػػػػػديدة البػػػػػػػرد فأشػػػػػػػفقت إف اغتسػػػػػػػمت أف‬
‫أَىمَػػػػػػػػؾ، وذكػػػػػػػػرت قػػػػػػػػوؿ اهلل: ((وال تَقتُمُػػػػػػػػوا أَنفُسػػػػػػػػكـ)) [النسػػػػػػػػاء: 92] فتيممػػػػػػػػت، ثػػػػػػػػـ صػػػػػػػػميت، فضػػػػػػػػ ؾ -‬
                                         ‫ّْ ُ‬                                  ‫َ ُْ‬                           ‫َ ْ‬                         ‫ُ‬              ‫ْ َ‬
                                                                                                                                             ‫23‬
                                                                                                                                            ‫ولـ يقؿ شيئاً) .‬
‫فػػػػػي ىػػػػػذا األثػػػػػر تػ ى أف عمػػػػػرً اجتيػػػػػد أيػػػػػو فػػػػػي فيػػػػػـ ىػػػػػذه اآليػػػػػ ، وطبقيػػػػػا عمػػػػػى نفسػػػػػو، فصػػػػػمى بػػػػػالقوـ‬
                                                             ‫ّ‬                                                        ‫ر‬                ‫َْ ا‬                ‫ػػػػر‬
                                           ‫بعد التيمـ، وىو جنب، ولـ ينكر عميو الرسوؿ -صمى اهلل عميو وسمـ- ىذا االجتياد وال أي.‬
                                               ‫ر‬
   ‫َ ِظ ْ ٍ‬
                 ‫ُ‬          ‫َ‬             ‫َ ْ َ ِْ ُ‬                  ‫ِ َ َُ‬
‫ب - وفػػػػػػػي ػػػػػػػػديث ابػػػػػػػػف مسػػػػػػػػعود، لمػػػػػػػػا نزلػػػػػػػػت آيػػػػػػػ : ((الَّػػػػػػػػذيف آمنػػػػػػػػوا ولَػػػػػػػػـ يمبسػػػػػػػػوا إيمػػػػػػػػانيـ ب ُمػػػػػػػػـ))‬
‫[األنعػػػػػاـ: 28] قمنػػػػػا يػػػػػا رسػػػػػوؿ اهلل: وأينػػػػػا لػػػػػـ يظمػػػػػـ نفسػػػػػو، فقػػػػػاؿ: إنػػػػػو لػػػػػيس الػػػػػذي تعنػػػػػوف، ألػػػػػـ تسػػػػػمعوا‬
                                                                                        ‫ِ‬                             ‫ِْ ْ ِ ِ‬
                                          ‫إلى قوؿ العبد الصال ((يا بني ال تُشرؾ بالمَّو إف الشرؾ لَ ُمـ عظيـ)) [لقماف: 31])33، ى‬
                                            ‫تر‬                                   ‫َّ ِّ ْ َ ظ ْ ٌ َ ٌ‬                                          ‫َ ُ َ َّ‬



                                                                                                                                                 ‫ي (ط شاكر)، 1/28 ػ 38.‬‫انظر: تفسير الطبر‬
                                                                                                                                                                                               ‫03‬

                                                                                                                                                                  ‫الت رير والتنوير، 32/252.‬
                                                                                                                                                                                               ‫13‬

                                                                              ‫مسند اإلماـ أ مد، 4/312، 412، وأبو داود برقـ 533، وانظر تفسير ابف كثير، 2/184، والدر المنثور، 2/794.‬
                                                                                                                                                                                               ‫23‬

                                                                                                      ‫ي في أكثر مف موضع، كتاب اإليماف ح/23، أ اديث األنبياء/1633، 8243.‬‫أخرجو البخار‬
                                                                                                                                                                                                ‫33‬
‫أف الصػػػػػػ اب فيمػػػػػػوا اآليػػػػػػ عمػػػػػػى العمػػػػػػوـ، ومػػػػػػا كػػػػػػاف ذلػػػػػػؾ إال أيػػػػػػاً واجتيػػػػػػاداً مػػػػػػنيـ فػػػػػػي الفيػػػػػػـ، فممػػػػػػا‬
                                                                     ‫ر‬
‫استشػػػػػػػكموا ذلػػػػػػػؾ سػػػػػػػألوا رسػػػػػػػوؿ اهلل -صػػػػػػػمى اهلل عميػػػػػػػو وسػػػػػػػمـ-، فأرشػػػػػػػدىـ إلػػػػػػػى المعنػػػػػػػى المػػػػػػػ اد، ولػػػػػػػـ‬
             ‫ر‬
‫يػػػػػنييـ عػػػػػف تفيػػػػػـ القػػػػػ آف والقػػػػػوؿ فيػػػػػو بمػػػػػا فيمػػػػػوه. كمػػػػػا يػػػػػدؿ عمػػػػػى أنيػػػػػـ إذا لػػػػػـ يستشػػػػػكموا شػػػػػيئاً لػػػػػـ‬
                                                                                                                             ‫ر‬                ‫ّ‬
                                                                                                                ‫ي تاجوا إلى سؤاؿ الرسوؿ. واهلل أعمـ.‬


                                                                                          ‫3- دعاء السسول -صلى اهلل عليه وسله- البً عباس:‬
‫دعػػػػػػػا الرسػػػػػػػوؿ -صػػػػػػػمى اهلل عميػػػػػػػو وسػػػػػػػمـ- البػػػػػػػف عبػػػػػػػاس بقولػػػػػػػو: (الميػػػػػػػـ ف ِّيػػػػػػػو فػػػػػػػي الػػػػػػػديف، وعِّمػػػػػػػو‬
         ‫م‬                                     ‫ق‬
                                                                                     ‫ي: (الميـ عممو الكتاب)43.‬‫التأويؿ) وفي إ دى روايات البخار‬
‫والتأويػػػػػػؿ: التفسػػػػػػير، ولػػػػػػو كػػػػػػاف المػػػػػػ اد المسػ ع مػػػػػػف التفسػػػػػػير عػػػػػػف النبػػػػػػي -صػػػػػػمى اهلل عميػػػػػػو وسػػػػػػمـ-‬
                                                                                    ‫ػػػػػمو‬ ‫ر‬
‫ه53، وىػػػػػذا يػػػػػدؿ عمػػػػػى أف التأويػػػػػػؿ‬
                          ‫ّ‬                                                                                            ‫َِّ‬
                                                ‫لمػػػػػا كػػػػػاف البػػػػػف عبػػػػػاس مزيػػػػػ ٌ بيػػػػػذا الػػػػػدعاء؛ ألنػػػػػػو يشػػػػػاركو فيػػػػػو غيػػػػػر‬
                                                                            ‫الم اد: الفيـ في الق آف63، وىذا الفيـ إنما ىو أي لصا بو.‬
                                                                                          ‫رٌ‬                                       ‫ر‬                     ‫ر‬


                                                                                                                                               ‫4- عنل الصـحــابة:‬
  ‫ر‬                             ‫ٍ‬
‫ممػػػػػا يػػػػػدؿ عمػػػػػى أف الصػػػػػ اب قػػػػػالوا بػػػػػال أي وعممػػػػػوا بػػػػػو مػػػػػا ورد عػػػػػنيـ مػػػػػف اخػػػػػتاؼ فػػػػػي تفسػػػػػير القػػػػػ آف؛‬
                                                                                              ‫ر‬
                                    ‫إذ لو كاف التفسير مسموعاً عف النبي -صمى اهلل عميو وسمـ- لما وقع بينيـ ىذا االختاؼ.‬
‫وممػػػػػا ورد عػػػػػنيـ نػصػػػػػػػػػاً فػػػػػي ذلػػػػػؾ قػػػػػوؿ صػ ِّيؽ األمػػػػػ أبػػػػػي بكػػػػػر - رضػػػػػي اهلل عنػػػػػو - لمػػػػػا سػػػػػئؿ عػػػػػف‬
                                                                                             ‫ُ ػػػػد‬
‫الكالػػػػػػػ ، قػػػػػػػاؿ: (أقػػػػػػػوؿ فػيػيػػػػػػػػػػػػػا ب أيػػػػػػػي؛ فػػػػػػػ ف كػػػػػػػاف صػػػػػػػواباً فمػػػػػػػف اهلل، واف كػػػػػػػاف خطػػػػػػػأً فمنػػػػػػػي ومػػػػػػػف‬
                                                                                                                 ‫ر‬
                                                                                                                                                             ‫الشيطاف)73.‬
‫وكػػػػػػذا مػػػػػػا ورد عػػػػػػف عمػػػػػػي - رضػػػػػػي اهلل عػنػػػػػػػو - لمػػػػػػا سػػػػػػئؿ: ىػػػػػػؿ عنػػػػػػدكـ عػػػػػػف رسػػػػػػوؿ اهلل -صػػػػػػمى اهلل‬
             ‫ِ‬
‫عميػػػػػػو وسػػػػػػمـ- شػػػػػػيء سػػػػػػوى القػػػػػػ آف؟ قػػػػػػػاؿ: (ال، والػػػػػػذي فمػػػػػػؽ ال بػػػػػػ ، وبػػػػػػر النسػػػػػػم ، إال أف يعطػػػػػػي اهلل‬
                                       ‫أ‬                                                              ‫ر‬
               ‫ُ‬                                       ‫ّ‬                                                                   ‫ٌ‬
                                                                                                                             ‫عبداً فيماً في كتابو)83.‬
‫والفيػػػػػـ إمػػػػػا ىػػػػػو أي يتولّػػػػػد لممػ ء عنػػػػػد تفيػػػػػـ القػػػػػ آف؛ ولػػػػػذا يختمػػػػػؼ فػػػػػي معنػػػػػى اآليػػػػػ فيػػػػػـ فػػػػػاف عػػػػػف‬
                                                                             ‫ر‬                ‫ّ‬            ‫ػػػػر‬               ‫ر‬
                                                                                                                                                       ‫ه.‬‫غير‬


                                                                                                              ‫شزوط الزأي احملنىد يف التفسري:‬
                                                                                                                                    ‫متى يكوف ال أي م موداً؟‬
                                                                                                                                              ‫ر‬
                                      ‫ٍ‬
‫سػػػػػبؽ فػػػػػي بيػػػػػاف ػػػػػد الػػػػػ أي الم مػػػػػود أنػػػػػو مػػػػػا كػػػػػاف قػػػػػو ً مسػػػػػتنداً إلػػػػػى عمػػػػػـ؛ فػػػػػ ف كػػػػػاف كػػػػػذلؾ فيػػػػػو‬
                                                                     ‫ال‬                                                ‫ِّ ر‬
                                                                                                       ‫أي جائز، وما خرج عف ذلؾ فيو مذموـ.‬                          ‫رٌ‬
‫ولكػػػػػػف.. ىػػػػػػؿ ليػػػػػػذا العمػػػػػػـ ػػػػػػد يعػػػػػػرؼ بػػػػػػو، ب يػػػػػػث يػمػكػػػػػػػف تمييػ ه والتعويػػػػػػؿ عميػػػػػػو فػػػػػػي ال كػػػػػػـ عمػػػػػػى أي‬
‫ِّ‬                                                          ‫ػػػػػز‬                                     ‫ّ ُْ َ ُ‬
                                                                                                                                                      ‫أي في التفسير؟‬
                                                                                                                                                                  ‫رٍ‬



                                                                                                                     ‫ي، 1/412، وانظر شرح ابف جر، 1/412 ػ 512.‬‫انظر: فت البار‬
                                                                                                                                                                                   ‫43‬

                                                                                                                                 ‫انظر: تفسير القرطبي، 1/33، وجامع األصوؿ، 2/4.‬
                                                                                                                                                                                   ‫53‬

                                                                                                                                                       ‫ي، 1/512.‬‫انظر: فت البار‬
                                                                                                                                                                                   ‫63‬

                                                                                                                                ‫ي، (ط شاكر)، 8/35، 45.‬‫انظر قولو في تفسير الطبر‬
                                                                                                                                                                                   ‫73‬

                                                                                                         ‫ىا مف المواضع التي ىا ليذا ال ديث.‬
                                                                                                                       ‫ذكر‬                ‫ي، 1/642) وغير‬‫ي، (فت البار‬‫رواه البخار‬
                                                                                                                                                                                   ‫83‬
التفسير بالرأي  .
التفسير بالرأي  .
التفسير بالرأي  .
التفسير بالرأي  .
التفسير بالرأي  .
التفسير بالرأي  .
التفسير بالرأي  .
التفسير بالرأي  .

More Related Content

What's hot

التصحر في الوطن العربي الجديد [تم الإصلاح]
التصحر في الوطن العربي الجديد [تم الإصلاح]التصحر في الوطن العربي الجديد [تم الإصلاح]
التصحر في الوطن العربي الجديد [تم الإصلاح]
najeyah
 
تحضير نصوص اللغة العربية ثانية ثانوي
تحضير نصوص اللغة العربية ثانية ثانويتحضير نصوص اللغة العربية ثانية ثانوي
تحضير نصوص اللغة العربية ثانية ثانوي
addabenslimmohammed
 
Smart vision studio arabic
Smart vision studio arabicSmart vision studio arabic
Smart vision studio arabic
nbn4
 
سفر الخروج العهد القديم - الكتاب المقدس
سفر الخروج   العهد القديم - الكتاب المقدسسفر الخروج   العهد القديم - الكتاب المقدس
سفر الخروج العهد القديم - الكتاب المقدس
Ibrahimia Church Ftriends
 
مدوّنة القسم الوحدة التّمهيديّة سنة ثانية
مدوّنة القسم الوحدة التّمهيديّة سنة ثانيةمدوّنة القسم الوحدة التّمهيديّة سنة ثانية
مدوّنة القسم الوحدة التّمهيديّة سنة ثانية
zaag
 
تحضير الباب الثالث
تحضير الباب الثالثتحضير الباب الثالث
تحضير الباب الثالث
halaalameer
 
الرحلة المعرفية لمصادر المياة في الوطن العربي
الرحلة المعرفية لمصادر المياة في الوطن العربيالرحلة المعرفية لمصادر المياة في الوطن العربي
الرحلة المعرفية لمصادر المياة في الوطن العربي
najeyah
 

What's hot (12)

23.soz
23.soz23.soz
23.soz
 
التصحر في الوطن العربي الجديد [تم الإصلاح]
التصحر في الوطن العربي الجديد [تم الإصلاح]التصحر في الوطن العربي الجديد [تم الإصلاح]
التصحر في الوطن العربي الجديد [تم الإصلاح]
 
Na6
Na6Na6
Na6
 
3 (1)
3 (1)3 (1)
3 (1)
 
تحضير نصوص اللغة العربية ثانية ثانوي
تحضير نصوص اللغة العربية ثانية ثانويتحضير نصوص اللغة العربية ثانية ثانوي
تحضير نصوص اللغة العربية ثانية ثانوي
 
25soz
25soz25soz
25soz
 
learning arabic
learning arabiclearning arabic
learning arabic
 
Smart vision studio arabic
Smart vision studio arabicSmart vision studio arabic
Smart vision studio arabic
 
سفر الخروج العهد القديم - الكتاب المقدس
سفر الخروج   العهد القديم - الكتاب المقدسسفر الخروج   العهد القديم - الكتاب المقدس
سفر الخروج العهد القديم - الكتاب المقدس
 
مدوّنة القسم الوحدة التّمهيديّة سنة ثانية
مدوّنة القسم الوحدة التّمهيديّة سنة ثانيةمدوّنة القسم الوحدة التّمهيديّة سنة ثانية
مدوّنة القسم الوحدة التّمهيديّة سنة ثانية
 
تحضير الباب الثالث
تحضير الباب الثالثتحضير الباب الثالث
تحضير الباب الثالث
 
الرحلة المعرفية لمصادر المياة في الوطن العربي
الرحلة المعرفية لمصادر المياة في الوطن العربيالرحلة المعرفية لمصادر المياة في الوطن العربي
الرحلة المعرفية لمصادر المياة في الوطن العربي
 

Viewers also liked

ثلاثون مثالا على دلالة الإشارة
ثلاثون مثالا على دلالة الإشارةثلاثون مثالا على دلالة الإشارة
ثلاثون مثالا على دلالة الإشارة
ربيع أحمد
 
غزوات الرسول
غزوات الرسول غزوات الرسول
غزوات الرسول
Hossam Hos
 
الفصل الأول
الفصل الأولالفصل الأول
الفصل الأول
gaber hanafy
 

Viewers also liked (14)

أضواء البيان للأمين الشنقيطي 5
أضواء البيان للأمين الشنقيطي 5أضواء البيان للأمين الشنقيطي 5
أضواء البيان للأمين الشنقيطي 5
 
علوم القرآن للدكتور عبدالله شحاته
علوم القرآن للدكتور عبدالله شحاتهعلوم القرآن للدكتور عبدالله شحاته
علوم القرآن للدكتور عبدالله شحاته
 
ثلاثون مثالا على دلالة الإشارة
ثلاثون مثالا على دلالة الإشارةثلاثون مثالا على دلالة الإشارة
ثلاثون مثالا على دلالة الإشارة
 
التفسير الإشاري
التفسير الإشاريالتفسير الإشاري
التفسير الإشاري
 
فقه الطهارة (4) - الشيخ وائل عبلا
فقه الطهارة (4) - الشيخ وائل عبلافقه الطهارة (4) - الشيخ وائل عبلا
فقه الطهارة (4) - الشيخ وائل عبلا
 
م2
م2م2
م2
 
درس علوم
درس علومدرس علوم
درس علوم
 
غزوة الخندق
غزوة الخندقغزوة الخندق
غزوة الخندق
 
غزوة احد
غزوة احدغزوة احد
غزوة احد
 
غزوات الرسول
غزوات الرسول غزوات الرسول
غزوات الرسول
 
معنى الشهادتين
معنى الشهادتينمعنى الشهادتين
معنى الشهادتين
 
درس الشهادتين للصف الاول المتوسط
درس الشهادتين للصف الاول المتوسطدرس الشهادتين للصف الاول المتوسط
درس الشهادتين للصف الاول المتوسط
 
درس نموذجي في مادة العلوم
درس نموذجي في مادة العلومدرس نموذجي في مادة العلوم
درس نموذجي في مادة العلوم
 
الفصل الأول
الفصل الأولالفصل الأول
الفصل الأول
 

Similar to التفسير بالرأي .

المراجعة الثانية مرحلة أولى 2010
المراجعة الثانية مرحلة أولى 2010المراجعة الثانية مرحلة أولى 2010
المراجعة الثانية مرحلة أولى 2010
Motafawkeen
 
Guide procedure2011
Guide procedure2011Guide procedure2011
Guide procedure2011
crdapp
 
المراجعة الرابعة للمرحلة الأولى 2010
المراجعة الرابعة للمرحلة الأولى 2010المراجعة الرابعة للمرحلة الأولى 2010
المراجعة الرابعة للمرحلة الأولى 2010
Motafawkeen
 
المراجعة الخامسة للمرحلة الأولى 2010
المراجعة الخامسة للمرحلة الأولى 2010المراجعة الخامسة للمرحلة الأولى 2010
المراجعة الخامسة للمرحلة الأولى 2010
Motafawkeen
 
Perstype
PerstypePerstype
Perstype
judaia
 
Chataeel
ChataeelChataeel
Chataeel
crdapp
 
التعليم الإلكتروني وأدواته
التعليم الإلكتروني وأدواتهالتعليم الإلكتروني وأدواته
التعليم الإلكتروني وأدواته
qwaszx
 
التعليم الإلكتروني وأدواته
التعليم الإلكتروني وأدواتهالتعليم الإلكتروني وأدواته
التعليم الإلكتروني وأدواته
ammarno
 
التعليم الإلكتروني وأدواته
التعليم الإلكتروني وأدواتهالتعليم الإلكتروني وأدواته
التعليم الإلكتروني وأدواته
mans001
 
التعليم الإلكتروني وأدواته
التعليم الإلكتروني وأدواتهالتعليم الإلكتروني وأدواته
التعليم الإلكتروني وأدواته
bandar25
 

Similar to التفسير بالرأي . (20)

المراجعة الثانية مرحلة أولى 2010
المراجعة الثانية مرحلة أولى 2010المراجعة الثانية مرحلة أولى 2010
المراجعة الثانية مرحلة أولى 2010
 
Guide procedure2011
Guide procedure2011Guide procedure2011
Guide procedure2011
 
2محاضرة
2محاضرة  2محاضرة
2محاضرة
 
المراجعة الرابعة للمرحلة الأولى 2010
المراجعة الرابعة للمرحلة الأولى 2010المراجعة الرابعة للمرحلة الأولى 2010
المراجعة الرابعة للمرحلة الأولى 2010
 
bkio21689.pdf
bkio21689.pdfbkio21689.pdf
bkio21689.pdf
 
عرض عن ذوي الاحتياجات الخاصة
عرض عن ذوي الاحتياجات الخاصةعرض عن ذوي الاحتياجات الخاصة
عرض عن ذوي الاحتياجات الخاصة
 
Estimation light wavelength via lloyd
Estimation light wavelength via lloydEstimation light wavelength via lloyd
Estimation light wavelength via lloyd
 
Estimation light wavelength via lloyd
Estimation light wavelength via lloydEstimation light wavelength via lloyd
Estimation light wavelength via lloyd
 
المراجعة الخامسة للمرحلة الأولى 2010
المراجعة الخامسة للمرحلة الأولى 2010المراجعة الخامسة للمرحلة الأولى 2010
المراجعة الخامسة للمرحلة الأولى 2010
 
Interference of light in arabic
Interference of light in arabicInterference of light in arabic
Interference of light in arabic
 
مجلة القانون والاقتصادى العدد الثالث الجزء الأول
مجلة القانون والاقتصادى العدد الثالث   الجزء الأولمجلة القانون والاقتصادى العدد الثالث   الجزء الأول
مجلة القانون والاقتصادى العدد الثالث الجزء الأول
 
مصطلح الحديث
مصطلح الحديثمصطلح الحديث
مصطلح الحديث
 
2مجلة القانون والاقتصادى العدد الثالث الجزء الأول
2مجلة القانون والاقتصادى العدد الثالث   الجزء الأول2مجلة القانون والاقتصادى العدد الثالث   الجزء الأول
2مجلة القانون والاقتصادى العدد الثالث الجزء الأول
 
Perstype
PerstypePerstype
Perstype
 
Chataeel
ChataeelChataeel
Chataeel
 
التعليم الإلكتروني وأدواته
التعليم الإلكتروني وأدواتهالتعليم الإلكتروني وأدواته
التعليم الإلكتروني وأدواته
 
التعليم الإلكتروني وأدواته
التعليم الإلكتروني وأدواتهالتعليم الإلكتروني وأدواته
التعليم الإلكتروني وأدواته
 
التعليم الإلكتروني وأدواته
التعليم الإلكتروني وأدواتهالتعليم الإلكتروني وأدواته
التعليم الإلكتروني وأدواته
 
التعليم الإلكتروني وأدواته
التعليم الإلكتروني وأدواتهالتعليم الإلكتروني وأدواته
التعليم الإلكتروني وأدواته
 
التعليم الإلكتروني وأدواته
التعليم الإلكتروني وأدواتهالتعليم الإلكتروني وأدواته
التعليم الإلكتروني وأدواته
 

More from أبو وردة

فقه المعاملات الفصل الثالث
فقه المعاملات الفصل الثالثفقه المعاملات الفصل الثالث
فقه المعاملات الفصل الثالث
أبو وردة
 
الشذرات الذهبية في السيرة النبوية للعلامة محمد بن الأمين بوخبزة
الشذرات الذهبية في السيرة النبوية للعلامة محمد بن الأمين بوخبزةالشذرات الذهبية في السيرة النبوية للعلامة محمد بن الأمين بوخبزة
الشذرات الذهبية في السيرة النبوية للعلامة محمد بن الأمين بوخبزة
أبو وردة
 
فقه المعاملات1
فقه المعاملات1فقه المعاملات1
فقه المعاملات1
أبو وردة
 
مادة الفكر الإسلامي
مادة الفكر الإسلاميمادة الفكر الإسلامي
مادة الفكر الإسلامي
أبو وردة
 
تلخيص مذهب أبي حنيفة حسب بلوغ الأماني لأبي جميل العلمي
تلخيص مذهب أبي حنيفة حسب بلوغ الأماني لأبي جميل العلميتلخيص مذهب أبي حنيفة حسب بلوغ الأماني لأبي جميل العلمي
تلخيص مذهب أبي حنيفة حسب بلوغ الأماني لأبي جميل العلمي
أبو وردة
 
تلخيص المذهب الشافعي في صفحة مطابق لكتاب بلوغ لأماني للدكتور أبي جميل العلمي
تلخيص المذهب الشافعي في صفحة مطابق لكتاب بلوغ لأماني للدكتور أبي جميل العلميتلخيص المذهب الشافعي في صفحة مطابق لكتاب بلوغ لأماني للدكتور أبي جميل العلمي
تلخيص المذهب الشافعي في صفحة مطابق لكتاب بلوغ لأماني للدكتور أبي جميل العلمي
أبو وردة
 
Controle informatique mr f.lehlou
Controle informatique mr f.lehlouControle informatique mr f.lehlou
Controle informatique mr f.lehlou
أبو وردة
 
Cours informatiQue Pr.Siham HAIMER
Cours informatiQue Pr.Siham HAIMERCours informatiQue Pr.Siham HAIMER
Cours informatiQue Pr.Siham HAIMER
أبو وردة
 
خصائص الادب الاسلامي في مطولة اقبال
خصائص الادب الاسلامي في مطولة اقبالخصائص الادب الاسلامي في مطولة اقبال
خصائص الادب الاسلامي في مطولة اقبال
أبو وردة
 
بحث الإعلاميات
بحث الإعلامياتبحث الإعلاميات
بحث الإعلاميات
أبو وردة
 
مطبوع العقيدة
مطبوع العقيدة مطبوع العقيدة
مطبوع العقيدة
أبو وردة
 
فهرس كتاب بلوغ الأماني في تاريخ الفقه الإسلامي
فهرس كتاب بلوغ الأماني في تاريخ الفقه الإسلاميفهرس كتاب بلوغ الأماني في تاريخ الفقه الإسلامي
فهرس كتاب بلوغ الأماني في تاريخ الفقه الإسلامي
أبو وردة
 
الشرق الإسلامي
الشرق الإسلاميالشرق الإسلامي
الشرق الإسلامي
أبو وردة
 
مطبوع أصول الفقه
مطبوع أصول الفقهمطبوع أصول الفقه
مطبوع أصول الفقه
أبو وردة
 
موقف الإسلام من الشعر و الشعراء
موقف الإسلام من الشعر و الشعراءموقف الإسلام من الشعر و الشعراء
موقف الإسلام من الشعر و الشعراء
أبو وردة
 
خطاطات التوحيد
خطاطات التوحيدخطاطات التوحيد
خطاطات التوحيد
أبو وردة
 
لكل شيء إذا ما تم نقصان
لكل شيء إذا ما تم نقصانلكل شيء إذا ما تم نقصان
لكل شيء إذا ما تم نقصان
أبو وردة
 

More from أبو وردة (20)

فقه المعاملات الفصل الثالث
فقه المعاملات الفصل الثالثفقه المعاملات الفصل الثالث
فقه المعاملات الفصل الثالث
 
الشذرات الذهبية في السيرة النبوية للعلامة محمد بن الأمين بوخبزة
الشذرات الذهبية في السيرة النبوية للعلامة محمد بن الأمين بوخبزةالشذرات الذهبية في السيرة النبوية للعلامة محمد بن الأمين بوخبزة
الشذرات الذهبية في السيرة النبوية للعلامة محمد بن الأمين بوخبزة
 
فقه المعاملات1
فقه المعاملات1فقه المعاملات1
فقه المعاملات1
 
مادة الفكر الإسلامي
مادة الفكر الإسلاميمادة الفكر الإسلامي
مادة الفكر الإسلامي
 
تلخيص مذهب أبي حنيفة حسب بلوغ الأماني لأبي جميل العلمي
تلخيص مذهب أبي حنيفة حسب بلوغ الأماني لأبي جميل العلميتلخيص مذهب أبي حنيفة حسب بلوغ الأماني لأبي جميل العلمي
تلخيص مذهب أبي حنيفة حسب بلوغ الأماني لأبي جميل العلمي
 
تلخيص المذهب الشافعي في صفحة مطابق لكتاب بلوغ لأماني للدكتور أبي جميل العلمي
تلخيص المذهب الشافعي في صفحة مطابق لكتاب بلوغ لأماني للدكتور أبي جميل العلميتلخيص المذهب الشافعي في صفحة مطابق لكتاب بلوغ لأماني للدكتور أبي جميل العلمي
تلخيص المذهب الشافعي في صفحة مطابق لكتاب بلوغ لأماني للدكتور أبي جميل العلمي
 
Controle informatique mr f.lehlou
Controle informatique mr f.lehlouControle informatique mr f.lehlou
Controle informatique mr f.lehlou
 
Cours informatiQue Pr.Siham HAIMER
Cours informatiQue Pr.Siham HAIMERCours informatiQue Pr.Siham HAIMER
Cours informatiQue Pr.Siham HAIMER
 
خصائص الادب الاسلامي في مطولة اقبال
خصائص الادب الاسلامي في مطولة اقبالخصائص الادب الاسلامي في مطولة اقبال
خصائص الادب الاسلامي في مطولة اقبال
 
بحث الإعلاميات
بحث الإعلامياتبحث الإعلاميات
بحث الإعلاميات
 
تاريخ آداب الغرب الإسلامي
تاريخ آداب الغرب الإسلاميتاريخ آداب الغرب الإسلامي
تاريخ آداب الغرب الإسلامي
 
Français (G3)
Français (G3)Français (G3)
Français (G3)
 
مطبوع العقيدة
مطبوع العقيدة مطبوع العقيدة
مطبوع العقيدة
 
فهرس كتاب بلوغ الأماني في تاريخ الفقه الإسلامي
فهرس كتاب بلوغ الأماني في تاريخ الفقه الإسلاميفهرس كتاب بلوغ الأماني في تاريخ الفقه الإسلامي
فهرس كتاب بلوغ الأماني في تاريخ الفقه الإسلامي
 
Informatique g1 b
Informatique g1 bInformatique g1 b
Informatique g1 b
 
الشرق الإسلامي
الشرق الإسلاميالشرق الإسلامي
الشرق الإسلامي
 
مطبوع أصول الفقه
مطبوع أصول الفقهمطبوع أصول الفقه
مطبوع أصول الفقه
 
موقف الإسلام من الشعر و الشعراء
موقف الإسلام من الشعر و الشعراءموقف الإسلام من الشعر و الشعراء
موقف الإسلام من الشعر و الشعراء
 
خطاطات التوحيد
خطاطات التوحيدخطاطات التوحيد
خطاطات التوحيد
 
لكل شيء إذا ما تم نقصان
لكل شيء إذا ما تم نقصانلكل شيء إذا ما تم نقصان
لكل شيء إذا ما تم نقصان
 

التفسير بالرأي .

  • 1.
  • 2. ‫‪j‬‬ ‫التفسري بالسأي‬ ‫مفهومه.. حكنه.. أىواعه‬ ‫مقدمة:‬
  • 3.
  • 4. ‫مفهوو الرأي‬ ‫ر أر ٍ‬ ‫ال أي: مصدر أى أياً. ميموز، ويجمع عمى آ اء و ءاء.‬ ‫ر ر‬ ‫ر‬ ‫ُ‬ ‫وال أي: التفكر في مبادئ األمور،ونظر عواقبيا،وعمـ ما تؤوؿ إليو مف الخطأ والصواب1.‬ ‫ُّ‬ ‫ر‬ ‫ر‬ ‫ِ‬ ‫ْ‬ ‫ُِْ َ‬ ‫والتفسػػػػػػػػير بػػػػػػػػال أي: أف يعمػػػػػػػػؿ المفسػػػػػػػػر عقمػػػػػػػػو فػػػػػػػػي فَيػػػػػػػػـ القػػػػػػػػ آف، واالسػػػػػػػػتنباط منػػػػػػػػو، مستخدمػػػػػػػػػػػػاً آالت‬ ‫ر‬ ‫ٌ ر‬ ‫ر‬ ‫َ ُِ‬ ‫االجتيػػػػػػػػاد. ويػػػػػػػػرد لمػػػػػػػػ أي مصػػػػػػػػطم ات م ادفػػػػػػػػ ٌ فػػػػػػػػي التفسػػػػػػػػير، وىػػػػػػػػي: التفسػػػػػػػػير العقمػػػػػػػػي، والتػفػسػيػػػػػػػػػر‬ ‫ُ ر‬ ‫ُ‬ ‫ُِ َ‬ ‫االجتيادي. ومصدر ال أي: العقؿ، ولذا جعؿ التفسير العقمي م ادفاً لمتفسير بال أي.‬ ‫ر‬ ‫ُ‬ ‫رِ‬ ‫ر‬ ‫ِ ر‬ ‫ُ‬ ‫ُِ َ‬ ‫والػقػوؿ بالػػػػػ أي: اجتياد مف القائؿ بو، ولذا جعؿ التفسير باالجتياد م ادفاً لمتفسير بال أي.‬ ‫ٌ‬ ‫ر‬ ‫ِ ِ‬ ‫ٍ‬ ‫ونتيجػػػػػػػػ الػػػػػػػػ أي: اسػتػنػبػػػػػػػػػػػػاط كػػػػػػػػـ أو فائػػػػػػػػدة، ولػػػػػػػػذا فػػػػػػػػ ف اسػػػػػػػػتنباطات المفسػػػػػػػػريف مػػػػػػػػف قَبيػػػػػػػػؿ القػػػػػػػػوؿ‬ ‫ر‬ ‫بال أي.‬ ‫ر‬ ‫أَنػػػػػػو ُ ّأي، وموقػػػػػػؼ السػمػػػػػػػؼ مػنػيػػػػػػػػػػػا: ي مػػػػػػؿ مصػػػػػػطم (الػػػػػػ أي) ساسػػػػػػي خاصػػػػػػ ، تجعػػػػػػؿ بعضػػػػػػيـ‬ ‫ر‬ ‫ْ َ اع الػػػػػػر‬ ‫ِّد؛ ذلؾ أنو ورد عف السمؼ، آثار في ذمو.‬ ‫ِّ‬ ‫ٌ‬ ‫يقؼ منو موقؼ المترد‬ ‫بيػػػػػد أف المسػ ئ مػػػػػا ورد عػػػػػنيـ فػػػػػي ىػػػػػذا الػبػػػػػػػػاب (أي: الػػػػػ أي) يجػػػػػد إعمػػػػػاالً مػػػػػنيـ لمػػػػػ أي، فمػػػػػا موقػػػػػؼ‬ ‫ر‬ ‫ر‬ ‫ػػػػتقر‬ ‫َْ َ ّ‬ ‫السمؼ في ذلؾ؟‬ ‫لنعرض بعض أقواليـ في ذلؾ، ثـ نتبيف موقفيـ منو.‬ ‫ّ ّ‬ ‫أقوا ٌ يف ِّ السأي:‬ ‫ل ذو‬ ‫1- ورد عػػػػػػػػػػػػف فػػػػػػػػػػاروؽ األمػػػػػػػ عمػػػػػػػر بػػػػػػػف الخطػػػػػػػاب - رضػػػػػػػي اهلل عنػػػػػػػو - قولػػػػػػػو: (اتقػػػػػػػوا الػػػػػػػ أي فػػػػػػػي‬ ‫ر‬ ‫دينكـ)2.‬ ‫وقػػػػػػػػاؿ: (إيػػػػػػػػاكـ وأصػػػػػػػػ اب الػػػػػػػػ أي؛ فػػػػػػػػ نيـ أعػػػػػػػػداء السػػػػػػػػنف. أعيػػػػػػػػتيـ األ اديػػػػػػػػث أف ي فظوىػػػػػػػػا، فقػػػػػػػػالوا‬ ‫ر‬ ‫ب أييـ، فضمّوا وأضموا)3.‬ ‫ر‬ ‫2- وورد عػػػػػػػػػػف ال ػسػػػػػػػػػػػػف البصػ ي (ت: 111) قولػػػػػػػػػػو: (اتيمػػػػػػػػػػوا أىػػػػػػػػػػواءكـ و أيكػػػػػػػػػػـ عمػػػػػػػػػػى ديػػػػػػػػػػف اهلل،‬ ‫ر‬ ‫ػػػػػػػػػر‬ ‫وانتص وا كتاب اهلل عمى أنفسكـ ودينكـ)4.‬ ‫أقوا ٌ يف إعنال السأي:‬ ‫ل‬ ‫ورد عػػػػػف عمػػػػػر بػػػػػف الخطػػػػػػػػاب وال سػػػػػف البصػ ي - المػػػػػذيف نقمػػػػػت قػػػػػوالً ليمػػػػػا بػػػػػذـ الػػػػػ أي مػػػػػا يػػػػػدؿ عمػػػػػى‬ ‫ّ‬ ‫ِّ ر‬ ‫ػػػػر‬ ‫إجازتيما إعماؿ ال أي، وىذه األقواؿ:‬ ‫ر‬ ‫1- أمػػػػا مػػػػػا ورد عػػػػػف عمػػػػػر فقػولػػػػػػػػو لشػػػػػري - لمػػػػػا بعثػػػػػو عمػػػػػى قضػػػػػاء الكوفػػػػػ : (انظػػػػػر مػػػػػا تبػػػػػيف لػػػػػؾ فػػػػػي‬ ‫كتػػػػػاب اهلل؛ فػػػػػا تسػػػػػأؿ عنػػػػػو أ ػػػػػػػػػػداً، ومػػػػػا لػػػػػـ يتبػػػػػيف لػػػػػؾ فػػػػػي كتػػػػػاب اهلل، فػػػػػاتبع فيػػػػػو سػػػػػن رسػػػػػوؿ اهلل‬ ‫ّ‬ ‫هلل، وما لـ يتبيف لؾ فيو سن ، فاجتيد أيؾ)5.‬ ‫ر‬ ‫ّ‬ ‫الغيث المسجـ في شرح المي العجـ لمصفدي، 1/36.‬ ‫1‬ ‫ى لمبييقي، 191، وانظر، ص 291، األثر رقـ 712.‬‫المدخؿ إلى السنف الكبر‬ ‫2‬ ‫ى، 191، وانظر قو ً لمسروؽ في جامع بياف العمـ، 2/861، وقو ً لمز ي، 2/961‬ ‫ال ىر‬ ‫ال‬ ‫المدخؿ إلى السنف الكبر‬ ‫3‬ ‫ى، 691.‬‫المدخؿ إلى السنف الكبر‬ ‫4‬ ‫جامع بياف العمـ و فضمو البف عبد البر، 2/17، وانظر، ص 47.‬ ‫5‬
  • 5. ‫2- أمػػػػػا مػػػػػا ورد عػػػػػف ال سػػػػػف، فػػػػػ ف أبػػػػػا سػػػػػمم بػػػػػف عبػػػػػد الػػػػػر مف سػػػػػألو: أريػػػػػت مػػػػػا يفتػػػػػى بػػػػػو النػػػػػاس،‬ ‫ّ‬ ‫أشيء سمعتو أـ ب أيؾ؟‬ ‫ر‬ ‫ٌ‬ ‫فقػػػػػػػاؿ ال سػػػػػػػف: مػػػػػػػا كػػػػػػػؿ مػػػػػػػا يفتػػػػػػػى بػػػػػػػو النػػػػػػػاس سػػػػػػػمعناه، ولػكػػػػػػػػػػػػف رًيػَػنػػػػػػػػػػػػػا ليػػػػػػػـ خيػػػػػػػر مػػػػػػػف أييػػػػػػػـ‬ ‫ر‬ ‫ٌ‬ ‫ّ َا‬ ‫ألنفسيـ)6.‬ ‫ىػػػػػػػذاف عمَمػػػػػػػاف مػػػػػػػف أعػػػػػػػاـ السػػػػػػػمؼ ورد عنيمػػػػػػػا قػػػػػػػوالف مختمفػػػػػػػاف فػػػػػػػي الظػػػػػػػاىر، غيػػػػػػػر أنػػػػػػػؾ إذا تػػػػػػػدبرت‬ ‫ّ‬ ‫َ‬ ‫قوليـ، تبيف لؾ أف ال أي عندىـ نوعاف:‬ ‫ر‬ ‫ّ‬ ‫* أي مذموـ، وىو الذي وقع عميو نيييـ.‬ ‫ر‬ ‫* و أي م مود، وىو الذي عميو عمميـ.‬ ‫ر‬ ‫واذا لػػػػػـ تَقػػػػػؿ بيػػػػػذا أوقعػػػػػت التنػػػػػاقض فػػػػػي أقػػػػػواليـ، كمػػػػػا قػػػػػاؿ ابػػػػػف عبػػػػػد البػػػػػر (ت: 364ىػػػػػػ) - لمػػػػػا ذكػػػػػر‬ ‫َ ِّ‬ ‫ُ ْ‬ ‫ِ‬ ‫مػػػػػف ُ فػػػػػظ عنػػػػػو أنػػػػػو قػػػػػاؿ وأفتػػػػػى مجتيػػػػػداً: (ومػػػػػف أىػػػػػؿ البصػ ة: ال سػػػػػف وابػػػػػف سػػػػػيريف، وقػػػػػد جػػػػػػػػػػػػػاء -‬ ‫ػػػػر‬ ‫ٍ‬ ‫ِ‬ ‫عنيمػػػػػا وعػػػػػف الشػػػػػعبي - ذـ القيػػػػػاس، ومعنػػػػػاه عنػػػػػدنا قيػػػػػاس عمػػػػػى غيػػػػػر أصػػػػػؿ؛ لػػػػػئا يتنػػػػػاقض مػػػػػا جػػػػػاء‬ ‫ٌ‬ ‫ّ‬ ‫عنيـ)7. والقياس: ع مف ال أي؛ كما سيأتي.‬ ‫ر‬ ‫نو‬ ‫العلوو اليت يدخلها السأي:‬ ‫يدخػػػػػػػػػػؿ الػػػػػػ أي فػػػػػػي كػثػػػػػػير مػػػػػف العمػػػػػوـ الدينيػػػػػ ، غيػػػػػر أنػػػػػو يبػػػػػرز فػػػػػي ثاثػػػػػ عمػػػػػوـ، وىػػػػػي: عمػػػػػـ التو يػػػػػد،‬ ‫ر‬ ‫وعمـ الفقو، وعمـ التفسير.‬ ‫أمػػػػػا عمػػػػػـ التو يػػػػػد، فيدخمػػػػػو الػػػػػ أي المػػػػػذموـ، ويسػػػػػمى الػػػػػ أي فيػػػػػو: (ىػػػػػوى وبدعػػػػػ ). ولػػػػػذا تجػػػػػد فػػػػػي كثيػػػػػر‬ ‫ً‬ ‫ر‬ ‫ر‬ ‫مػػػػػػػػف كتػػػػػػػػب السػػػػػػػػمؼ مصػػػػػػػػطم : (أىػػػػػػػػؿ األىػػػػػػػػواء والبػػػػػػػػدع)، وىػػػػػػػػـ الػػػػػػػػذيف قػػػػػػػػالوا بػػػػػػػػ أييـ فػػػػػػػػي ذات اهلل -‬ ‫ر‬ ‫سب انو.‬ ‫وأمػػػػػػا عمػػػػػػـ الفقػػػػػػو، فيدخمػػػػػػو ال أيػػػػػػاف: الم مػػػػػػود والمػػػػػػذموـ، ويسػػػػػػمى الػػػػػػ أي فيػػػػػػو: (قياسػػػػػػاً)، كمػػػػػػا يسػػػػػػمى‬ ‫ر‬ ‫ر‬ ‫ع األ كػػػػػاـ، والمػػػػػ اد بػػػػػو‬ ‫ر‬ ‫رٍ‬ ‫أيػػػػػاً، ولػػػػػذا تجػػػػػد بعػػػػػض عبػػػػػا ات لمسػػػػػمؼ تنيػػػػػى عػػػػػف القيػػػػػاس أو الػػػػػ أي فػػػػػي فػػػػػرو‬ ‫ر‬ ‫ر‬ ‫القياس وال أي المذموـ.‬ ‫ر‬ ‫وأمػػػػػػا عمػػػػػػـ التفسػػػػػػير، فيدخمػػػػػػو ال أيػػػػػػاف: الم مػػػػػػود والمػػػػػػذموـ، ويسػػػػػػمى فيػػػػػػو: ( أيػػػػػػاً)، ولػػػػػػـ يػػػػػػرد لػػػػػػو مػػػػػػ ادؼ‬ ‫ر ٌ‬ ‫ر‬ ‫ر‬ ‫عند السمؼ، وانما ورد مؤخرً مصطم : (التفسير العقمي).‬ ‫ا‬ ‫وبيػػػػػػػذا يظيػػػػػػػر أف مػػػػػػػا ورد مػػػػػػػف نيػػػػػػػي السػػػػػػػمؼ عػػػػػػػف الػػػػػػػ أي ف نػػػػػػػو يم ػػػػػػػؽ أىػػػػػػػؿ األىػػػػػػػواء والبػػػػػػػدع، وأىػػػػػػػؿ‬ ‫ر‬ ‫ٍ رٍ‬ ‫القياس الفاسد، وال أي المذموـ؛ إذ ليس كؿ قياس أو أي فاسداً أو مذموماً.‬ ‫ّ‬ ‫ر‬ ‫جامع بياف العمـ، 2/57.‬ ‫6‬ ‫ي، 31/113.‬‫ع في فت البار‬‫جامع بياف العمـ، 2/77، وانظر كاـ ابف بطاؿ في ىذا الموضو‬ ‫7‬
  • 6. ‫حُكهُ الَوْ ِ بالّأي‬ ‫ْ قل ر‬ ‫سػػػػػػيكوف ال ػػػػػػديث فػػػػػػي كػػػػػػـ الػػػػػػ أي المتعمػػػػػػؽ بػػػػػػالعموـ الشػ عي عمومػػػػػػاً - واف كػػػػػػاف يغمػػػػػػب عميػػػػػػو الػػػػػػ أي‬ ‫ر‬ ‫ػػػػػر‬ ‫ر‬ ‫والقياس في األ كاـ - وقد سبؽ أف ال أي نوعاف: أي مذموـ، و أي م مود.‬ ‫ر‬ ‫ر‬ ‫ر‬ ‫أو ً: ِّأي ا َرِمُووُ:‬ ‫ال الس ُ مل‬ ‫ورد النيي عف ىذا ع في كتاب اهلل - تعالى - وسن نبيو هلل، كما ورد نيي السمؼ عنو.‬ ‫ِّ‬ ‫النو‬ ‫ٍ‬ ‫و َ ػػػػػػد الػػػػػػ أي المػػػػػػذموـ: أف يػػػػػػػكوف قػػػػػػوالً بغيػػػػػػر عػػػػػػػمـ وىػػػػػػػو نوعػػػػػػػاف: عمػػػػػػـ فاسػػػػػػد ينشػػػػػػأ عنػػػػػػو اليػػػػػػوى، أو‬ ‫ّ ر‬ ‫عمـ غير تاـ وينشأ عنو الجيػؿ، ويكوف منشؤه الجيػؿ أو اليوى.‬ ‫وىذا ال د مستنبط مف كتاب اهلل وسن رسولو هلل.‬ ‫ّ‬ ‫ِّا مً كتاب اهلل فنا يلي:‬ ‫أم‬ ‫1- قولػػػػػو - تعػػػػػالى: ((قػػػػػؿ إنمػػػػػا َ ػػػػػرـ ربػػػػػي الفَػػػػػوا ِ ش مػػػػػا ظيػػػػػر منيػػػػػا ومػػػػػا بطػػػػػف واإل ثْػػػػػـ والبغػػػػػي بغيػػػػػر‬ ‫ِ َْ ِ‬ ‫َ َ َْ ْ َ‬ ‫َ َ َ ََ َ َْ َ َ َ َ َ َ‬ ‫ِ‬ ‫َّ َ َ ِّ َ‬ ‫َّ‬ ‫ُ ْ َ‬ ‫ِ‬ ‫ْ ُ َ ِّ ْ ِ ِ ُ ْ‬ ‫ِ‬ ‫ال َ ػػػػػػػؽ وأَف تُشػػػػػػػركوا بالمَّػػػػػػػو مػػػػػػػا لَػػػػػػػـ ينػػػػػػػزؿ بػػػػػػػو سػػػػػػػمطَاناً وأَف تَقُولُػػػػػػػوا عمَػػػػػػػى المَّػػػػػػػو مػػػػػػػا ال تَعمَمػػػػػػػوف))‬ ‫ْ ُِ ِ‬ ‫ْ ُ َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ِّ َ‬ ‫[األع اؼ: 33].‬‫ر‬ ‫َّ َ َ ُ ُ ُ‬ ‫ُ ط َ ِ َّ ْ ِ َّ ُ ُ ْ َ ُ ُّ ِ ٌ‬ ‫َ ُِ‬ ‫2- وقولػػػػػػػػو - تعػػػػػػػػالى: ((وال تَتَّبعػػػػػػػػوا خ ُػػػػػػػػوات الشػػػػػػػػيطَاف إنػػػػػػػػو لَكػػػػػػػػـ عػػػػػػػػدو مبػػػػػػػػيف (861) إنمػػػػػػػػا يػػػػػػػػاًمركـ‬ ‫ِ‬ ‫بالسوء والفَ ْ شاء وأَف تَقُولُوا عمَى المَّو ما ال تَعمَموف)) [ ة: 861، 961].‬ ‫ْ ُ َ البقر‬ ‫ِ ُّ ِ َ ْ َ ِ َ ْ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ ِ ِ ِ ْ ٌ َّ َّ ْ َ َ ْ َ َ َ َ ْ َ َ ُ ُّ ْ ِ َ َ َ‬ ‫3- وقولػػػػػػو - تعػػػػػػالى: ((وال تَقػػػػػػؼ مػػػػػػا لَػػػػػػيس لَػػػػػػؾ بػػػػػػو عمػػػػػػـ إف السػػػػػػمع والبصػػػػػػر والفُػػػػػػؤاد كػػػػػػؿ أُولَئػػػػػػؾ كػػػػػػاف‬ ‫َْ‬ ‫َ ْ ُ َ‬ ‫عنو مسػئػوالً)) [اإلس اء: 63].‬ ‫ر‬ ‫َْ ُ َ ْ ُ‬ ‫فػػػػػػي ىػػػػػػذه اآليػػػػػػات نيػػػػػػي وتشػػػػػػنيع عمػػػػػػى القػػػػػػوؿ عمػػػػػػى اهلل بغيػػػػػػر عمػػػػػػـ؛ ففػػػػػػي اآليػػػػػػ األولػػػػػػى جعمػػػػػػو مػػػػػػف‬ ‫الم رمػػػػػات، وفػػػػػي اآليػػػػػػ الثانيػػػػػ جعمػػػػػو مػػػػػػف اتبػػػػػاع خطػػػػػوات الشػػػػػػيطاف، وفػػػػػي اآليػػػػػ الثالثػػػػػػ جعمػػػػػو منييػػػػػػاً‬ ‫ّ‬ ‫عنو. وفي ىذا كِّو دليؿ عمى عدـ جواز القوؿ عمى اهلل بغير عمـ.‬ ‫ٌ‬ ‫م‬ ‫وأما يف سية السسول صلى اهلل عليه وسله :‬ ‫فػػػػػػ ف مػػػػػػف أصػػػػػػرح مػػػػػػا ورد فييػػػػػػا قولػػػػػػو: (إف اهلل - عػػػػػػز وجػػػػػػؿ - ال يقػػػػػػبض العمػػػػػػـ انت اعػػػػػػاً عػػػػػػو مػػػػػػف‬ ‫ينتز‬ ‫ز‬ ‫النػػػػػػػاس، ولكػػػػػػػف يقػػػػػػػبض العممػػػػػػػاء، فيقػػػػػػػبض العمػػػػػػػـ، تػػػػػػػى إذا لػػػػػػػـ يتػػػػػػػرؾ عالمػػػػػػػاً، اتخػػػػػػػذ النػػػػػػػاس رؤسػػػػػػػاء‬ ‫جيػػػػػػاالً، فػػػػػػأفتوا بغيػػػػػػر عمػػػػػػـ، فضػػػػػػموا وأضػػػػػػموا) رواه البخػ ي فػػػػػػي كتػػػػػػاب االعتصػػػػػػاـ، وتػػػػػػرجـ لػػػػػػو بقولػػػػػػو:‬ ‫ػػػػػار‬ ‫ُّ‬ ‫(باب ما يذكر مف ذـ ال أي وتكمؼ القياس)8.‬ ‫ِّ ر‬ ‫ُ‬ ‫ِّا ما وزد عً السلف، فنيها:‬ ‫وأم‬ ‫1- مػػػػػػا سػػػػػػبؽ ذكػ ه عػػػػػػف عمػػػػػػر بػػػػػػف الخطػػػػػػاب - رضػػػػػػي اهلل عنػػػػػػو - وال سػػػػػػف البصػ ي - ر مػػػػػػو اهلل -‬ ‫ػػػػػر‬ ‫ػػػػػر‬ ‫مف نيييما عف ال أي.‬ ‫ر‬ ‫2- عف مسروؽ (ت: 36ىػ) قاؿ: (مف غب ب أيو عف أمر اهلل يضؿ)9.‬ ‫ّ‬ ‫ر‬ ‫ير‬ ‫ي، (31/592).‬‫انظر ال ديث في فت البار‬ ‫8‬ ‫جامع بياف العمـ، 2/861.‬ ‫9‬
  • 7. ‫3- وقاؿ الز ي (ت: 421ىػ): (إياكـ وأص اب ال أي، أعيتيـ األ اديث أف يعوىا)01.‬ ‫ر‬ ‫ىر‬ ‫ُِ‬ ‫وممػػػػػػف نقػػػػػػؿ عنػػػػػػو ذـ الػػػػػػ أي أو القيػػػػػػاس ابػػػػػػف مسػػػػػػعود (ت: 33ىػػػػػػػ) مػػػػػػف الصػػػػػػ اب ، وابػػػػػػف سػػػػػػيريف (ت:‬ ‫ر‬ ‫ىـ11.‬‫111ىػ) مف تابعي الكوف ، وعامر الشعبي (ت: 411ىػ) مف تابعي الكوف ، وغير‬ ‫صوز السأي املرموو:‬ ‫ذكػػػػػر العممػػػػػاء صػػػػػورً لمػػػػػ أي المػػػػػذموـ، ويطغػػػػػى عمػػػػػى ىػػػػػذه الصػػػػػور الجانػػػػػب الفقيػػػػػي؛ لكثػ ة اجػػػػػ النػػػػػاس‬ ‫ػػػػر‬ ‫ّ َ‬ ‫ا ر‬ ‫لو، يث يتعمّؽ ب ياتيـ ومعاماتيـ. ومف ىذه الصور ما يمي:‬ ‫1- القياس عمى غير أصؿ21.‬ ‫ع31.‬‫ع عمى الفرو‬‫2- قياس الفرو‬ ‫3- االشتغاؿ بالمعضات41.‬ ‫4- ال كـ عمى ما لـ يقع مف النوازؿ51.‬ ‫ّ‬ ‫5- ترؾ النظر في السنف اقتصارً عمى ال أي، واإلكثار منو61.‬ ‫ر‬ ‫ا‬ ‫6- مف عارض النص بال أي، وتكمؼ لرد النص بالتأويؿ71.‬ ‫ِّ‬ ‫ّ ر‬ ‫7- ضروب البدع العقدي المخالف لمسنف81.‬ ‫ُ‬ ‫ىذه بعض الصور التي ىا العمماء في ال أي المذموـ، وسيأتي صور ى تخص التفسير.‬ ‫ّ‬ ‫أخر‬ ‫ر‬ ‫ذكر‬ ‫ثاىيً: السأي احملنود:‬ ‫ا‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫َِ َ‬ ‫ىػػػػػذا النػ ع مػػػػػف الػػػػػ أي ىػػػػػو الػػػػػذي عمػػػػػؿ بػػػػػو الصػػػػػ اب والتػػػػػابعوف ومػػػػػف بعػػػػػدىـ مػػػػػف عممػػػػػاء األمػػػػػ ، و ػػػػػده‬ ‫ر‬ ‫ػػػػو‬ ‫ػػػػر‬ ‫ِّ‬ ‫ٍ‬ ‫أف يكػػػػػوف مسػػػػػتنداً إلػػػػػى عمػػػػػـ91، ومػػػػػا كػػػػػاف كػػػػػذلؾ ف نػػػػػو خػػػػػارج عػػػػػف معنػػػػػى الػػػػػذـ الػػػػػذي ذكػ ه السػػػػػمؼ فػػػػػي‬ ‫ال أي.‬ ‫ر‬ ‫ومً أدلة جواش إعنال السأي احملنود ما يلي:‬ ‫1- مفيػػػػػػوـ اآليػػػػػػات السػػػػػػابق وال ػػػػػػديث المػػػػػػذكور فػػػػػػي أدلػػػػػػ النيػػػػػػي عػػػػػػف الػػػػػػ أي المػػػػػػذموـ؛ ألنيػػػػػػا كميػػػػػػا‬ ‫ر‬ ‫تدؿ عمى أف القوؿ بغير عمـ ال يجوز، ويفيـ مف ذلؾ أف القوؿ بعمـ يجوز.‬ ‫2- فعؿ السمؼ وأقواليـ، ومنيا:‬ ‫أ - عػػػػػػف عبػػػػػػد الػػػػػػر مف بػػػػػػف يزيػػػػػػد قػػػػػػاؿ: أكثػػػػػػر النػػػػػػاس عمػػػػػػى عبػػػػػػد اهلل (يعنػػػػػػي: ابػػػػػػف مسػػػػػػعود) يسػػػػػػألونو،‬ ‫َ‬ ‫ٍ‬ ‫فقػػػػػاؿ: أييػػػػػا النػػػػػاس إنػػػػػػو قػػػػػد أتػػػػػى عمينػػػػػا زمػػػػػػاف نقضػػػػػي ولسػػػػػنا ىنػػػػػاؾ، فمػػػػػػف ابتمػػػػػي بقضػػػػػاء بعػػػػػد اليػػػػػػوـ‬ ‫فميقض بما في كتاب اهلل، ف ف أتاه ما ليس في كتاب اهلل - ولـ يقمو نبيو - فميقض بما‬ ‫َ ُْ ُ ّ‬ ‫جامع بياف العمـ 2/961.‬ ‫01‬ ‫ي، 31/113.‬‫انظر: جامع بياف العمـ، 2/77، وفت البار‬ ‫11‬ ‫جامع بياف العمـ، 2/17، 17، 77.‬ ‫21‬ ‫جامع بياف العمـ، 2/171.‬ ‫31‬ ‫جامع بياف العمـ، 2/171.‬ ‫41‬ ‫جامع بياف العمـ، 2/171.‬ ‫51‬ ‫61 االعتصاـ لمشاطبي، 1/411.‬ ‫ي، 31/313.‬‫فت البار‬ ‫71‬ ‫جامع بياف العمـ، 2/961.‬ ‫81‬ ‫العمـ يقابؿ الجيؿ المذكور في د ال أي المذموـ، أما اليوى، فيقابمو الورع؛ ألف الور َ يقي صا بو مف مخالف ال ؽ.‬ ‫ِّ‬ ‫ّ َ َع‬ ‫ِّ ر‬ ‫91‬
  • 8. ‫قضػػػػػػى بػػػػػػو الصػػػػػػال وف، فػػػػػػ ف أتػػػػػػاه أمػػػػػػر لػػػػػػـ يقػػػػػػض بػػػػػػو الصػػػػػػال وف - ولػػػػػػيس فػػػػػػي كتػػػػػػاب اهلل، ولػػػػػػـ يقػػػػػػؿ‬ ‫فيػػػػػػػو نبيػػػػػػػو - فميجتيػػػػػػػد أيػػػػػػػو، وال يقػػػػػػػوؿ: أخػػػػػػػاؼ و ى، فػػػػػػػ ف ال ػػػػػػػاؿ بػػػػػػػيف، وال ػػػػػػػ اـ بػػػػػػػيف، وبػػػػػػػيف ذلػػػػػػػؾ‬ ‫ر َ ِّ ٌ َ ْ َ‬ ‫َ ِّ ٌ‬ ‫أر‬ ‫ر‬ ‫ّ‬ ‫أمور مشتبيات، فدعوا ما يريبكـ إلى ما ال يريبكـ)02.‬ ‫ٌ‬ ‫قػػػػػػاؿ ابػػػػػػف عبػػػػػػد البػػػػػػر (ت: 364ىػػػػػػػ) معمقػػػػػػاً عمػػػػػػى ىػػػػػػذا القػػػػػػوؿ: (ىػػػػػػذا يوضػػػػػػ لػػػػػػؾ أف االجتيػػػػػػاد ال يكػػػػػػوف‬ ‫ٍ‬ ‫إال عمػػػػػػى أصػػػػػػوؿ يضػػػػػػاؼ إلييػػػػػػا الت ميػػػػػػؿ والت ػػػػػػريـ، وأنػػػػػػو ال يجتيػػػػػػد إال عػػػػػػالـ بيػػػػػػا، ومػػػػػػف أشػػػػػػكؿ عميػػػػػػو‬ ‫ٍ‬ ‫شػػػػػيء لزمػػػػػو الوقػػػػػوؼ، ولػػػػػـ يجػػػػػز لػػػػػو أف ي يػػػػػؿ عمػػػػػى اهلل قػػػػػوالً فػػػػػي دينػػػػػو ال نظيػػػػػر لػػػػػو مػػػػػف أصػػػػػؿ وال ىػػػػػو‬ ‫ُ َ‬ ‫َُ‬ ‫ٌ‬ ‫12‬ ‫في معنى أصؿ. وىذا ال خاؼ فيو بيف أئم األمصار قديماً و ديثاً؛ فتدب ه) .‬ ‫ّر‬ ‫ٍ‬ ‫ب - وعػػػػػف الشػػػػػعبي (ت: 411ىػػػػػػ) قػػػػػاؿ: لمػػػػػا بعػػػػػث عمػػػػػر شػػػػػري اً عمػػػػػى قضػػػػػاء الكوفػػػػػ قػػػػػاؿ لػػػػػو: انظػػػػػر‬ ‫ُ‬ ‫مػػػػػا تبػػػػػيف لػػػػػؾ فػػػػػي كتػػػػػاب اهلل فػػػػػا تسػػػػػأؿ عنػػػػػو أ ػػػػػداً، ومػػػػػا لػػػػػـ يتبػػػػػيف لػػػػػؾ فػػػػػي كتػػػػػاب اهلل فػػػػػاتّبع فيػػػػػو سػػػػػن‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫22‬ ‫رسوؿ اهلل -، وما لـ يتبيف لؾ فيو السن فاجتيد أيؾ) .‬ ‫ر‬ ‫ٍ‬ ‫ج - وعف مسروؽ (ت: 36ىػ) قاؿ: سألت أُبي بف كعب عف شيء؛ فقاؿ: أكاف ىذا؟‬ ‫َّ‬ ‫قمت: ال.‬ ‫قاؿ: فأجمنا (أي: اتركنا أو أر نا) تى يكوف؛ ف ذا كاف اجتيدنا لؾ أينا)32.‬ ‫ر‬ ‫ّ‬ ‫ِّأيُ ِي ِّفْ ِري:‬ ‫الس ف الت س‬ ‫إف مػػػػػا سػػػػػبؽ لػػػػػـ يكػػػػػف سػػػػػوى مقدمػػػػػ لمػػػػػدخوؿ فػػػػػي الموضػ ع األسػػػػػاس، وىػػػػػو التفسيػػػػػػر بالػػػػػػ أي، وكػػػػػاف ال‬ ‫ر‬ ‫ػػػػو‬ ‫ّ‬ ‫بػػػػػػد ليػػػػػػذا الب ػػػػػػث مػػػػػػف ىػػػػػػذا المػػػػػػدخؿ، واف كػػػػػػاف الموضػ ع متشػػػػػػابكاً يصػػػػػػعب تفكيػػػػػػؾ بعضػػػػػػو عػػػػػػف بعػػػػػػض،‬ ‫ػػػػػو‬ ‫ّ‬ ‫ولذا سأ رص عمى عدـ تك ار ما سبؽ، وسأكتفي باإل ال عميو، إف ا تاج األمر إلى ذلؾ.‬ ‫ر‬ ‫وسنطرح في ىذا الشأف ثاث موضوعات:‬ ‫األول: موقف السلف مً القول يف التفسري.‬ ‫الثاىي: أىواع السأي يف التفسري.‬ ‫الثالث: التفسري بني املأثوز والسأي.‬ ‫ر‬ ‫ر‬ ‫ِ ّ‬ ‫وسػػػػػػيتخمّؿ ىػػػػػػذه الموضػػػػػػوعات مسػػػػػػائؿ عػػػػػػدة؛ كشػػػػػػروط القػػػػػػوؿ بػػػػػػال أي، وأدلػػػػػػ جػػػػػػواز الػػػػػػ أي فػػػػػػي التفسػػػػػػير،‬ ‫وصور ال أي المذموـ... إلخ، واليكـ اآلف تفصيؿ ىذه الموضوعات:‬ ‫ر‬ ‫أو ً: موقف السلف مً القول يف التفسري:‬ ‫ال‬ ‫التفسػػػػػػير: بيػػػػػػاف لمػػػػػػ اد اهلل - سػػػػػػب انو - بكامػػػػػػو، ولمػػػػػػا كػػػػػػاف كػػػػػػذلؾ، فػػػػػػ ف المتصػػػػػػدي لمتفسػػػػػػير عرضػػػػػػ‬ ‫ر‬ ‫ألف يقوؿ: معنى قوؿ اهلل كذا.‬ ‫ثػػػػػـ قػػػػػد يكػػػػػوف األمػػػػػر بخػػػػػاؼ مػػػػػا قػػػػػاؿ. ولػػػػػذا قػػػػػاؿ مسػػػػػروؽ بػػػػػف األجػػػػػدع (ت: 36ىػػػػػػ): (اتقػػػػػوا التفسػػػػػير؛‬ ‫ف نما ىو الرواي عف اهلل - عز وجؿ).‬ ‫جامع بياف العمـ، 2/17 ػ 17.‬ ‫02‬ ‫جامع بياف العمـ، 2/17.‬ ‫12‬ ‫جامع بياف العمـ، 2/17.‬ ‫22‬ ‫جامع بياف العمـ، 2/27، وانظر ىا مف اآلثار، ص 96 ػ 97.‬ ‫غير‬ ‫32‬
  • 9. ‫وقػػػػػػػد اتخػػػػػػػذ ىػػػػػػػذا العمػػػػػػػـ طابعػػػػػػػاً خاصػػػػػػػاً مػػػػػػػف يػػػػػػػث تػػػػػػػو ِّي بعػػػػػػػض السػػػػػػػمؼ وت ػػػػػػػرجيـ مػػػػػػػف القػػػػػػػوؿ فػػػػػػػي‬ ‫ق‬ ‫ِ‬ ‫التفسػػػػػير، تػػػػػى كػػػػػاف بعضػػػػػيـ إذا سػػػػػئؿ عػػػػػف ال ػػػػػاؿ وال ػػػػػ اـ أفتػػػػػى، فػػػػػ ذا سػػػػػئؿ عػػػػػف آيػػػػػ مػػػػػف كتػػػػػاب اهلل‬ ‫ر‬ ‫ُ‬ ‫سكت كأف لـ يسمع.‬ ‫ومػػػػػػػف ىنػػػػػػػا يمكػػػػػػػف القػػػػػػػوؿ: إف السػػػػػػػمؼ - مػػػػػػػف يػػػػػػػث التصػػػػػػػدي لمتفسػػػػػػػير - فريقػػػػػػػاف: فريػػػػػػػؽ تكمّػػػػػػػـ فػػػػػػػي‬ ‫التفسير واجتيد فيو أيو، وفريؽ تورع فقؿ أو ندر عنو القوؿ في التفسير.‬ ‫ّ ََُ‬ ‫ّ‬ ‫ر‬ ‫ُِ َ ر‬ ‫وممػػػػػػف تكمػػػػػػـ فػػػػػػي التفسػػػػػػير ونقػػػػػػؿ أيػػػػػػو فيػػػػػػو عمػػػػػػر بػػػػػػف الخطػػػػػػاب (ت: 32ىػػػػػػػ) وعمػػػػػػي بػػػػػػف أبػػػػػػي طالػػػػػػب‬ ‫ىـ مف الص اب .‬‫(ت:14ىػ) وابف مسعود (ت: 33ىػ) وابف عباس (ت: 76ىػ) وغير‬ ‫ومػػػػػػػف التػػػػػػػابعيف وأتبػػػػػػػاعيـ: مجاىػػػػػػػد بػػػػػػػف جبػػػػػػػر (ت: 311ىػػػػػػػػ) وسػػػػػػػعيد بػػػػػػػف جبيػػػػػػػر (ت: 59ىػػػػػػػػ) وعكرمػػػػػػػ‬ ‫مػػػػػػػػػولى ابػػػػػػػػػف عبػػػػػػػػػاس (ت: 711ىػػػػػػػػػػ) وال سػػػػػػػػػف البصػ ي (ت: 111ىػػػػػػػػػػ) وقتػػػػػػػػػادة (ت: 711ىػػػػػػػػػػ) وأبػػػػػػػػػو‬ ‫ػػػػػػػػر‬ ‫العاليػػػػػػ (ت: 39ىػػػػػػػ) وزيػػػػػػد بػػػػػػف أسػػػػػػمـ (ت: 631ىػػػػػػػ) وابػػػػػػ اىيـ النخعػػػػػػي (ت: 69ىػػػػػػػ) وم مػػػػػػد ابػػػػػػف كعػػػػػػب‬ ‫ر‬ ‫القرظػػػػػػي (ت: 711ىػػػػػػػ) وعبػػػػػػد الػػػػػػر مف بػػػػػػف زيػػػػػػد بػػػػػػف أسػػػػػػمـ (ت: 281ىػػػػػػػ) وعبػػػػػػد الممػػػػػػؾ بػػػػػػف جػػػػػػري (ت:‬ ‫151ىػػػػػػػػ) ومقاتػػػػػػػؿ بػػػػػػػف سػػػػػػػميماف (ت: 151ىػػػػػػػػ) ومقاتػػػػػػػؿ بػػػػػػػف يػػػػػػػاف (ت: 151ىػػػػػػػػ) واسػػػػػػػماعيؿ السػػػػػػػدي‬ ‫ىـ.‬‫(ت: 721ىػ) والض اؾ بف مز ـ (ت: 511ىػ) وي يى بف ساـ (ت: 112ىػ)، وغير‬ ‫ا‬ ‫42‬ ‫مف أىؿ المدين والكوف .‬ ‫ٌ مف التابعيف‬ ‫وأما مف تورع في التفسير فجمع‬‫ّ‬ ‫أمػػػػػػا أىػػػػػػؿ المدينػػػػػػ ، فقػػػػػػاؿ عػػػػػػنيـ عبيػػػػػػد اهلل بػػػػػػف عمػػػػػػر: لقػػػػػػد أدركػػػػػػت فقيػػػػػػاء المدينػػػػػػ ، وانيػػػػػػـ ليغمظػػػػػػوف‬ ‫القوؿ في التفسير؛ منيـ: سالـ بف عبد اهلل، والقاسـ بف م مد، وسعيد بف المسيب، ونافع52.‬ ‫وقػػػػػاؿ يزيػػػػػد بػػػػػف أبػػػػػي يزيػػػػػد: (كنػػػػػا نسػػػػػأؿ سػػػػػعيد بػػػػػف المسػػػػػيب عػػػػػف ال ػػػػػاؿ وال ػػػػػ اـ - وكػػػػػاف أعمػػػػػـ النػػػػػاس‬ ‫ر‬ ‫- ف ذا سألناه عف تفسير آي مف الق آف سكت كأف لـ يسمع)62.‬ ‫ر‬ ‫وقاؿ ىشاـ بف عروة بف الزبير: (ما سمعت أبي يتأوؿ آي مف كتاب اهلل ق ّ)72.‬ ‫ط‬ ‫ّ‬ ‫وأمػػػػػا أىػػػػػؿ الكوفػػػػػ فقػػػػػد أسػػػػػند إبػػػػػ اىيـ النخعػػػػػي إلػػػػػييـ قَولَػػػػػو: (كػػػػػاف أصػػػػػ ابنا - يعنػػػػػي: عممػػػػػاء الكوفػػػػػ -‬ ‫ر‬ ‫ّ‬ ‫يتّقوف التفسير وييابونو)82.‬ ‫ىػػػػػػذا.. ولقػػػػػػد سػػػػػػمؾ مسػػػػػػمؾ ال ػػػػػػذر وبػػػػػػال فيػػػػػػو إمػػػػػػاـ المغػػػػػػ األصػػػػػػمعي (ت: 512ىػػػػػػػ)، يػػػػػػث نقػػػػػػؿ عنػػػػػػو‬ ‫أنو كاف يتوقّى تبييف معنى لفظ وردت في الق آف92.‬ ‫ر‬ ‫فمػػػػػا ورد عػػػػػف ىػػػػػؤالء الكػػػػػ اـ مػػػػػف التػػػػػوقي فػػػػػي التفسػػػػػير إنمػػػػػا كػػػػػاف ّعػػػػػاً مػػػػػنيـ، وخشػػػػػي أالّ يصػػػػػيبوا فػػػػػي‬ ‫تور‬ ‫ر‬ ‫القوؿ.‬ ‫ثاىيً: أىواع السأي يف التفسري:‬ ‫ا‬ ‫ال أي في التفسير نوعاف: م مود، ومذموـ.‬ ‫ر‬ ‫لـ أجد نق ً عف أ د مف الص اب يدؿ عمى أف مذىبو كيذا المذىب الذي برز عند التابعيف.‬ ‫ا‬ ‫42‬ ‫ي (ط شاكر)، 1/58.‬‫تفسير الطبر‬ ‫52‬ ‫ي (ط شاكر)، 1/68.‬‫تفسير الطبر‬ ‫62‬ ‫فضائؿ الق آف ألبي عبيد، 922.‬ ‫ر‬ ‫72‬ ‫فضائؿ الق آف ألبي عبيد، 922.‬ ‫ر‬ ‫82‬ ‫انظر في ذلؾ: الكامؿ لممبرد (ت قيؽ: الدالي) 2/829، 5314، تيذيب المغ 1/41، إعجػاز القػ آف لمخطابػي (ت قػيؽ: عبد اهلل الصديؽ) 24.‬ ‫ر‬ ‫92‬
  • 10. ‫الهىع األول: الزأي احملنىد.‬ ‫إنمػػػػػا ي مػػػػػد الػػػػػ أي إذا كػػػػػاف مسػػػػػتنداً إلػػػػػى عمػػػػػـ يقػػػػػي صػػػػػا بو الوقػ ع فػػػػػي الخطػػػػػأ. ويمكػػػػػف اسػػػػػتنباط أدلػػػػػ ٍ‬ ‫ػػػػو‬ ‫ر‬ ‫تدؿ عمى جواز القوؿ بال أي الم مود.‬ ‫ر‬ ‫ّ‬ ‫ومف ىذه األدلّ ما يمي:‬ ‫1- اآليات اآلمسة بالتدب‬ ‫ِّس:‬ ‫ٍ‬ ‫وردت عػػػػػػػدة آيػػػػػػػات ت ػػػػػػػث عمػػػػػػػى التػػػػػػػدبر؛ كقولػػػػػػػو - تعػػػػػػػالى: ((أَفَػػػػػػػا يتَػػػػػػػد َّروف القُ ْآف أَـ عمَػػػػػػػى قمُػػػػػػػوب‬ ‫ُ‬ ‫َ َ ب ُ َ ػػػػػػػر َ ْ َ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫أَقفَالُيػػػػػػػػػا)) [م مػػػػػػػػػد: 42]، وقولػػػػػػػػػو: ((كتَػػػػػػػػػاب أَنزلنػػػػػػػػػاهُ إلَيػػػػػػػػػؾ مبػػػػػػػػػارؾ ِّيػػػػػػػػػد َّروا آياتػػػػػػػػػو وِيتَػػػػػػػػػذكر أُولُػػػػػػػػػوا‬ ‫َ ل َ َ َّ َ ْ‬ ‫ْ َ ُ َ َ ٌ ل َ َّب ُ َ‬ ‫ٌ َ َْ‬ ‫ْ َ‬ ‫ىا مف اآليات.‬ ‫األَلباب)) [ص: 92]. وغير‬ ‫َْ ِ‬ ‫ُ‬ ‫ّ‬ ‫ِّ‬ ‫وفػػػػػي ػػػػػث اهلل عمػػػػػى التػػػػػدبر مػػػػػا يػػػػػدؿ عمػػػػػى أف عمينػػػػػا معرفػػػػػ تأويػػػػػؿ مػػػػػا لػػػػػـ ي جػػػػػب عنػػػػػا تأويمػػػػػو؛ ألنػػػػػو‬ ‫م اؿ أف يقاؿ لمف ال يفيـ ما يقاؿ لو: اعتبر بما ال فيـ لؾ بو03.‬ ‫ٌ‬ ‫والتػػػػػدبر: التفكػػػػػر والتأمػػػػػؿ الػػػػػذي يبمػػػػػ بػػػػػو صػػػػػا بو معرفػػػػػػ المػػػػػ اد مػػػػػف المعػػػػػاني، وانمػػػػػا يكػػػػػوف ذلػػػػػؾ فػػػػػػي‬ ‫ر‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ٍ‬ ‫ٍ‬ ‫كػػػػػاـ قميػػػػػؿ المفػػػػػظ كثيػػػػػر المعػػػػػاني التػػػػػي أودعػػػػػت فيػػػػػو، ب يػػػػػث كممػػػػػا ازداد المتػػػػػدبر تػػػػػدبرً انكشػػػػػؼ لػػػػػو معػػػػػاف‬ ‫ّا‬ ‫ِّ‬ ‫لـ تكف لو بادئ النظر13.‬ ‫والتػػػػػػدبر: عمميػػػػػػ عقميػػػػػػ يجرييػػػػػػا المتدبػػػػػػػر مػػػػػػف أجػػػػػػؿ فيػػػػػػػـ معػػػػػػاني الخطػػػػػػػاب الق آنػػػػػػي وم اداتػػػػػػػو، وال شػػػػػػؾ‬ ‫ر‬ ‫ر‬ ‫ّ‬ ‫أف ما يظير لو مف الفيـ إنما ىو اجتياده الذي بمغو، و أيو الذي وصؿ إليو.‬ ‫ر‬ ‫2- إقسازُ السسول - اجتها َ الصحابة يف التفسري:‬ ‫د‬ ‫ال يبعػػػػػػد أف يقػػػػػػاؿ: إف تفسػػػػػػير القػػػػػػ آف بػػػػػػال أي نشػػػػػػأ فػػػػػػي عيػػػػػػد الرسػػػػػػوؿ -صػػػػػػمى اهلل عميػػػػػػو وسػػػػػػمـ-، وفػػػػػػي‬ ‫ر‬ ‫ر‬ ‫ذلؾ وقائع يمكف استنباط ىذه المسأل منيا، ومف ىذه الوقائع ما يمي:‬ ‫ّ ِ ِ‬ ‫أ - قػػػػػػػاؿ عمػػػػػػػرو بػػػػػػػف العػػػػػػػاص: - بعثنػػػػػػػي رسػػػػػػػوؿ اهلل -صػػػػػػػمى اهلل عميػػػػػػػو وسػػػػػػػمـ- عػػػػػػػاـ ذات الساسػػػػػػػؿ،‬ ‫ٍ‬ ‫فا تممػػػػػػت فػػػػػػي ليمػػػػػػ بػػػػػػاردة شػػػػػػديدة البػػػػػػرد، فأشػػػػػػفقت إف اغتسػػػػػػمت أف أىمػػػػػػؾ، فتيممػػػػػػت بػػػػػػو، ثػػػػػػـ صػػػػػػميت‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫بأصػػػػػػ ابي صػػػػػػاة الصػػػػػػب ، فممػػػػػػا قػػػػػػدمت عمػػػػػػى رسػػػػػػوؿ اهلل -صػػػػػػمى اهلل عميػػػػػػو وسػػػػػػمـ- ذكػػػػػػرت ذلػػػػػػؾ لػػػػػػو،‬ ‫فقاؿ: يا عمرو، صميت بأص ابؾ وأنت جنب؟‬ ‫ُُ ٌ‬ ‫قمػػػػػػػت: نعػػػػػػػـ يػػػػػػػا رسػػػػػػػوؿ اهلل، إنػػػػػػػي ا تممػػػػػػػت فػػػػػػػي ليمػػػػػػػ بػػػػػػػاردة شػػػػػػػديدة البػػػػػػػرد فأشػػػػػػػفقت إف اغتسػػػػػػػمت أف‬ ‫أَىمَػػػػػػػػؾ، وذكػػػػػػػػرت قػػػػػػػػوؿ اهلل: ((وال تَقتُمُػػػػػػػػوا أَنفُسػػػػػػػػكـ)) [النسػػػػػػػػاء: 92] فتيممػػػػػػػػت، ثػػػػػػػػـ صػػػػػػػػميت، فضػػػػػػػػ ؾ -‬ ‫ّْ ُ‬ ‫َ ُْ‬ ‫َ ْ‬ ‫ُ‬ ‫ْ َ‬ ‫23‬ ‫ولـ يقؿ شيئاً) .‬ ‫فػػػػػي ىػػػػػذا األثػػػػػر تػ ى أف عمػػػػػرً اجتيػػػػػد أيػػػػػو فػػػػػي فيػػػػػـ ىػػػػػذه اآليػػػػػ ، وطبقيػػػػػا عمػػػػػى نفسػػػػػو، فصػػػػػمى بػػػػػالقوـ‬ ‫ّ‬ ‫ر‬ ‫َْ ا‬ ‫ػػػػر‬ ‫بعد التيمـ، وىو جنب، ولـ ينكر عميو الرسوؿ -صمى اهلل عميو وسمـ- ىذا االجتياد وال أي.‬ ‫ر‬ ‫َ ِظ ْ ٍ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫َ ْ َ ِْ ُ‬ ‫ِ َ َُ‬ ‫ب - وفػػػػػػػي ػػػػػػػػديث ابػػػػػػػػف مسػػػػػػػػعود، لمػػػػػػػػا نزلػػػػػػػػت آيػػػػػػػ : ((الَّػػػػػػػػذيف آمنػػػػػػػػوا ولَػػػػػػػػـ يمبسػػػػػػػػوا إيمػػػػػػػػانيـ ب ُمػػػػػػػػـ))‬ ‫[األنعػػػػػاـ: 28] قمنػػػػػا يػػػػػا رسػػػػػوؿ اهلل: وأينػػػػػا لػػػػػـ يظمػػػػػـ نفسػػػػػو، فقػػػػػاؿ: إنػػػػػو لػػػػػيس الػػػػػذي تعنػػػػػوف، ألػػػػػـ تسػػػػػمعوا‬ ‫ِ‬ ‫ِْ ْ ِ ِ‬ ‫إلى قوؿ العبد الصال ((يا بني ال تُشرؾ بالمَّو إف الشرؾ لَ ُمـ عظيـ)) [لقماف: 31])33، ى‬ ‫تر‬ ‫َّ ِّ ْ َ ظ ْ ٌ َ ٌ‬ ‫َ ُ َ َّ‬ ‫ي (ط شاكر)، 1/28 ػ 38.‬‫انظر: تفسير الطبر‬ ‫03‬ ‫الت رير والتنوير، 32/252.‬ ‫13‬ ‫مسند اإلماـ أ مد، 4/312، 412، وأبو داود برقـ 533، وانظر تفسير ابف كثير، 2/184، والدر المنثور، 2/794.‬ ‫23‬ ‫ي في أكثر مف موضع، كتاب اإليماف ح/23، أ اديث األنبياء/1633، 8243.‬‫أخرجو البخار‬ ‫33‬
  • 11. ‫أف الصػػػػػػ اب فيمػػػػػػوا اآليػػػػػػ عمػػػػػػى العمػػػػػػوـ، ومػػػػػػا كػػػػػػاف ذلػػػػػػؾ إال أيػػػػػػاً واجتيػػػػػػاداً مػػػػػػنيـ فػػػػػػي الفيػػػػػػـ، فممػػػػػػا‬ ‫ر‬ ‫استشػػػػػػػكموا ذلػػػػػػػؾ سػػػػػػػألوا رسػػػػػػػوؿ اهلل -صػػػػػػػمى اهلل عميػػػػػػػو وسػػػػػػػمـ-، فأرشػػػػػػػدىـ إلػػػػػػػى المعنػػػػػػػى المػػػػػػػ اد، ولػػػػػػػـ‬ ‫ر‬ ‫يػػػػػنييـ عػػػػػف تفيػػػػػـ القػػػػػ آف والقػػػػػوؿ فيػػػػػو بمػػػػػا فيمػػػػػوه. كمػػػػػا يػػػػػدؿ عمػػػػػى أنيػػػػػـ إذا لػػػػػـ يستشػػػػػكموا شػػػػػيئاً لػػػػػـ‬ ‫ر‬ ‫ّ‬ ‫ي تاجوا إلى سؤاؿ الرسوؿ. واهلل أعمـ.‬ ‫3- دعاء السسول -صلى اهلل عليه وسله- البً عباس:‬ ‫دعػػػػػػػا الرسػػػػػػػوؿ -صػػػػػػػمى اهلل عميػػػػػػػو وسػػػػػػػمـ- البػػػػػػػف عبػػػػػػػاس بقولػػػػػػػو: (الميػػػػػػػـ ف ِّيػػػػػػػو فػػػػػػػي الػػػػػػػديف، وعِّمػػػػػػػو‬ ‫م‬ ‫ق‬ ‫ي: (الميـ عممو الكتاب)43.‬‫التأويؿ) وفي إ دى روايات البخار‬ ‫والتأويػػػػػػؿ: التفسػػػػػػير، ولػػػػػػو كػػػػػػاف المػػػػػػ اد المسػ ع مػػػػػػف التفسػػػػػػير عػػػػػػف النبػػػػػػي -صػػػػػػمى اهلل عميػػػػػػو وسػػػػػػمـ-‬ ‫ػػػػػمو‬ ‫ر‬ ‫ه53، وىػػػػػذا يػػػػػدؿ عمػػػػػى أف التأويػػػػػػؿ‬ ‫ّ‬ ‫َِّ‬ ‫لمػػػػػا كػػػػػاف البػػػػػف عبػػػػػاس مزيػػػػػ ٌ بيػػػػػذا الػػػػػدعاء؛ ألنػػػػػػو يشػػػػػاركو فيػػػػػو غيػػػػػر‬ ‫الم اد: الفيـ في الق آف63، وىذا الفيـ إنما ىو أي لصا بو.‬ ‫رٌ‬ ‫ر‬ ‫ر‬ ‫4- عنل الصـحــابة:‬ ‫ر‬ ‫ٍ‬ ‫ممػػػػػا يػػػػػدؿ عمػػػػػى أف الصػػػػػ اب قػػػػػالوا بػػػػػال أي وعممػػػػػوا بػػػػػو مػػػػػا ورد عػػػػػنيـ مػػػػػف اخػػػػػتاؼ فػػػػػي تفسػػػػػير القػػػػػ آف؛‬ ‫ر‬ ‫إذ لو كاف التفسير مسموعاً عف النبي -صمى اهلل عميو وسمـ- لما وقع بينيـ ىذا االختاؼ.‬ ‫وممػػػػػا ورد عػػػػػنيـ نػصػػػػػػػػػاً فػػػػػي ذلػػػػػؾ قػػػػػوؿ صػ ِّيؽ األمػػػػػ أبػػػػػي بكػػػػػر - رضػػػػػي اهلل عنػػػػػو - لمػػػػػا سػػػػػئؿ عػػػػػف‬ ‫ُ ػػػػد‬ ‫الكالػػػػػػػ ، قػػػػػػػاؿ: (أقػػػػػػػوؿ فػيػيػػػػػػػػػػػػػا ب أيػػػػػػػي؛ فػػػػػػػ ف كػػػػػػػاف صػػػػػػػواباً فمػػػػػػػف اهلل، واف كػػػػػػػاف خطػػػػػػػأً فمنػػػػػػػي ومػػػػػػػف‬ ‫ر‬ ‫الشيطاف)73.‬ ‫وكػػػػػػذا مػػػػػػا ورد عػػػػػػف عمػػػػػػي - رضػػػػػػي اهلل عػنػػػػػػػو - لمػػػػػػا سػػػػػػئؿ: ىػػػػػػؿ عنػػػػػػدكـ عػػػػػػف رسػػػػػػوؿ اهلل -صػػػػػػمى اهلل‬ ‫ِ‬ ‫عميػػػػػػو وسػػػػػػمـ- شػػػػػػيء سػػػػػػوى القػػػػػػ آف؟ قػػػػػػػاؿ: (ال، والػػػػػػذي فمػػػػػػؽ ال بػػػػػػ ، وبػػػػػػر النسػػػػػػم ، إال أف يعطػػػػػػي اهلل‬ ‫أ‬ ‫ر‬ ‫ُ‬ ‫ّ‬ ‫ٌ‬ ‫عبداً فيماً في كتابو)83.‬ ‫والفيػػػػػـ إمػػػػػا ىػػػػػو أي يتولّػػػػػد لممػ ء عنػػػػػد تفيػػػػػـ القػػػػػ آف؛ ولػػػػػذا يختمػػػػػؼ فػػػػػي معنػػػػػى اآليػػػػػ فيػػػػػـ فػػػػػاف عػػػػػف‬ ‫ر‬ ‫ّ‬ ‫ػػػػر‬ ‫ر‬ ‫ه.‬‫غير‬ ‫شزوط الزأي احملنىد يف التفسري:‬ ‫متى يكوف ال أي م موداً؟‬ ‫ر‬ ‫ٍ‬ ‫سػػػػػبؽ فػػػػػي بيػػػػػاف ػػػػػد الػػػػػ أي الم مػػػػػود أنػػػػػو مػػػػػا كػػػػػاف قػػػػػو ً مسػػػػػتنداً إلػػػػػى عمػػػػػـ؛ فػػػػػ ف كػػػػػاف كػػػػػذلؾ فيػػػػػو‬ ‫ال‬ ‫ِّ ر‬ ‫أي جائز، وما خرج عف ذلؾ فيو مذموـ.‬ ‫رٌ‬ ‫ولكػػػػػػف.. ىػػػػػػؿ ليػػػػػػذا العمػػػػػػـ ػػػػػػد يعػػػػػػرؼ بػػػػػػو، ب يػػػػػػث يػمػكػػػػػػػف تمييػ ه والتعويػػػػػػؿ عميػػػػػػو فػػػػػػي ال كػػػػػػـ عمػػػػػػى أي‬ ‫ِّ‬ ‫ػػػػػز‬ ‫ّ ُْ َ ُ‬ ‫أي في التفسير؟‬ ‫رٍ‬ ‫ي، 1/412، وانظر شرح ابف جر، 1/412 ػ 512.‬‫انظر: فت البار‬ ‫43‬ ‫انظر: تفسير القرطبي، 1/33، وجامع األصوؿ، 2/4.‬ ‫53‬ ‫ي، 1/512.‬‫انظر: فت البار‬ ‫63‬ ‫ي، (ط شاكر)، 8/35، 45.‬‫انظر قولو في تفسير الطبر‬ ‫73‬ ‫ىا مف المواضع التي ىا ليذا ال ديث.‬ ‫ذكر‬ ‫ي، 1/642) وغير‬‫ي، (فت البار‬‫رواه البخار‬ ‫83‬