SlideShare a Scribd company logo
1 of 43
‫الصالح‬ ‫الطيب‬
* ‫عام‬ ‫السودان‬ ‫الشمالية‬ ‫المديرية‬ ، ‫مروى‬ ‫مركز‬ ‫في‬ ‫أحمد‬ ‫صالح‬ ‫محمد‬ ‫الطيب‬ ‫ولد‬1929 .
* ‫الخرطوم‬ ‫في‬ ‫العلوم‬ ‫كلية‬ ‫وفي‬ ‫سيدنا‬ ‫وادي‬ ‫في‬ ‫تعليمه‬ ‫تلقى‬.
* ‫لندن‬ ‫في‬ ‫البريطانية‬ ‫الذاعة‬ ‫في‬ ‫عمل‬ ‫ثم‬ ‫التدريس‬ ‫مارس‬ .
* ‫دول‬ ‫في‬ ‫اليونسكو‬ ‫ممثل‬ ‫منصب‬ ‫وشغل‬ ، ‫إنكلترا‬ ‫في‬ ‫الدولية‬ ‫الشؤون‬ ‫في‬ ‫شهادة‬ ‫نال‬
‫الفترة‬ ‫في‬ ‫قطر‬ ‫ومقره‬ ‫الخليج‬1984-1989 .
* ‫بعنوان‬ ‫مؤلف‬ ‫حوله‬ ‫صدر‬"‫العربية‬ ‫الرواية‬ ‫عبقري‬ ‫صالح‬ ‫الطيب‬"‫الباحثين‬ ‫من‬ ‫لمجموعة‬
‫عام‬ ‫بيروت‬ ‫في‬1976.‫وإشكالته‬ ‫بأبعاده‬ ‫الروائي‬ ‫وعالمه‬ ‫لغته‬ ‫تناول‬ .
* ‫الثانية‬ ‫روايته‬ ‫صدور‬ ‫كان‬"‫الشمال‬ ‫إلى‬ ‫الهجرة‬ ‫موسم‬"‫مباشرا‬ ‫سببا‬ ‫حققته‬ ‫الذي‬ ‫والنجاح‬
‫مكان‬ ‫كل‬ ‫في‬ ‫العربي‬ ‫القارئ‬ ‫متناول‬ ‫في‬ ‫وجعله‬ ‫التعريف‬ ‫في‬ .
* ‫الشكالي‬ ‫البطل‬ ‫صورة‬ ‫واعتماد‬ ‫والغربية‬ ‫الشرقية‬ ‫التقاليد‬ ‫ثنائية‬ ‫بتجسيد‬ ‫الرواية‬ ‫هذه‬ ‫تمتاز‬
، ‫الواضحة‬ ‫صورته‬ ‫خلف‬ ‫على‬ ‫الملتبس‬‫قبله‬ ‫كثيرة‬ ‫روائية‬ ‫أعمال‬ ‫في‬ ‫الشائعة‬ ، ‫با‬ً ‫إيجا‬ ‫أو‬ ‫با‬ً ‫سل‬ .
* ‫إلى‬ ‫ورفعها‬ ‫المحلية‬ ‫والمشاهد‬ ‫بالجواء‬ ‫باللتصاق‬ ‫صالح‬ ‫للطيب‬ ‫الروائي‬ ‫الفن‬ ‫يمتاز‬
‫العالمية‬ ‫مستوى‬، ‫والستعارات‬ ‫الرتوش‬ ‫من‬ ‫خالية‬ ‫الواقع‬ ‫تلمس‬ ‫لغة‬ ‫خلل‬ ‫من‬‫هذا‬ ‫في‬ ‫زا‬ً ‫منج‬
‫جديدة‬ ‫آفاق‬ ‫إلى‬ ‫ودفعها‬ ‫العربية‬ ‫الرواية‬ ‫بناء‬ ‫تطور‬ ‫في‬ ‫جدية‬ ‫مساهمة‬ .
‫مؤلفاته‬
* ‫رواية‬ ‫الزين‬ ‫عرس‬)1962 )
* ‫رواية‬ ‫الشمال‬ ‫إلى‬ ‫الهجرة‬ ‫موسم‬)1971 )
* ‫رواية‬ ‫مريود‬ .
* ‫الجدول‬ ‫على‬ ‫نخلة‬
* ‫رواية‬ ‫حامد‬ ‫ود‬ ‫دومة‬ .
-------------------------------
‫الزين‬ ‫عرس‬
‫لمنة‬ ‫اللبن‬ ‫بائعة‬ ‫حليمة‬ ‫قالت‬-‫الشمس‬ ‫شروق‬ ‫قبل‬ ‫كعادتها‬ ‫جاءت‬ ‫وقد‬-‫لها‬ ‫تكيل‬ ‫وهي‬
‫بقرش‬ ‫لبنا‬ :
"‫يعرس‬ ‫داير‬ ‫مو‬ ‫الزين‬ ‫؟‬ ‫الخبر‬ ‫سمعت‬ " .
‫آمنة‬ ‫يدي‬ ‫من‬ ‫يسقط‬ ‫الوعاء‬ ‫وكاد‬.‫اللبن‬ ‫فغشتها‬ ‫بالنبأ‬ ‫انشغالها‬ ‫حليمة‬ ‫واستغلت‬ .
‫المدرسة‬ ‫فناء‬ ‫كان‬"‫الوسطى‬"‫فصولهم‬ ‫إلى‬ ‫التلميذ‬ ‫أوى‬ ‫فقد‬ ، ‫الضحى‬ ‫وقت‬ ‫خاويا‬ ‫ساكنا‬
‫باب‬ ‫أمام‬ ‫وقف‬ ‫حتى‬ ‫إبطه‬ ‫تحت‬ ‫ردائه‬ ‫طرف‬ ‫وضع‬ ‫وقد‬ ، ‫النفس‬ ‫لهث‬ ‫يهرول‬ ‫صبي‬ ‫بعيد‬ ‫من‬ ‫وبدأ‬ ،
"‫الثانية‬ ‫السنة‬"‫الناظر‬ ‫حصة‬ ‫وكانت‬ .
" ‫حمار‬ ‫يا‬ ‫ولد‬ ‫يا‬.‫؟‬ ‫أخرك‬ ‫إيه‬ "
‫الطريفي‬ ‫عيني‬ ‫في‬ ‫المكر‬ ‫ولمع‬ :
" ‫؟‬ ‫الخبر‬ ‫سمعت‬ ‫فندي‬ ‫يا‬ "
" ‫؟‬ ‫بهيم‬ ‫يا‬ ‫ولد‬ ‫يا‬ ‫إيه‬ ‫بتاع‬ ‫خبر‬ "
‫ضحكته‬ ‫يكتم‬ ‫وهو‬ ‫فقال‬ ، ‫الصبي‬ ‫جأش‬ ‫رباطة‬ ‫من‬ ‫الناظر‬ ‫غضب‬ ‫يزعزع‬ ‫ولم‬ :
" ‫باكر‬ ‫بعد‬ ‫له‬ ‫يعقدو‬ ‫ماش‬ ‫الزين‬ "
‫الطريفي‬ ‫ونجا‬ ‫الدهشة‬ ‫من‬ ‫الناظر‬ ‫حنك‬ ‫وسقط‬ .
‫شك‬ ‫أدنى‬ ‫ثمة‬ ‫ليس‬ ، ‫الوجه‬ ‫محتقن‬ ، ‫علي‬ ‫شيخ‬ ‫دكان‬ ‫على‬ ‫الصمد‬ ‫عبد‬ ‫أقبل‬ ‫السوق‬ ‫وفي‬
‫غضبان‬ ‫أنه‬ ‫في‬.‫كامل‬ ‫شهرا‬ ‫عليه‬ ‫ماطله‬ ‫دين‬ ، ‫العماري‬ ‫تاجر‬ ، ‫علي‬ ‫شيخ‬ ‫على‬ ‫له‬ ‫كان‬-‫قرر‬ ‫وقد‬
‫بالشر‬ ‫أو‬ ‫بالخير‬ ، ‫اليوم‬ ‫ذلك‬ ‫منه‬ ‫يخلصه‬ ‫أن‬ .
" ‫علي‬.‫؟‬ ‫شنو‬ ‫فكرك‬ ‫ول‬ ، ‫منك‬ ‫قروشي‬ ‫بخلص‬ ‫ما‬ ‫أنا‬ ‫قايل‬ ‫يعني‬ ‫أنت‬ "
" ‫الصمد‬ ‫عبد‬ ‫حاج‬.‫جبنة‬ ‫فنجان‬ ‫لك‬ ‫نجيب‬ ‫واقعد‬ ‫ا‬ ‫بسم‬ ‫قول‬ ‫كدى‬ "
" ‫ما‬ ‫بقيت‬ ‫أن‬ ‫كمان‬ ‫ول‬ ، ‫قروشي‬ ‫ادني‬ ‫دي‬ ‫الخزنة‬ ‫افتح‬ ‫قوم‬ ، ‫عليك‬ ‫طايره‬ ‫جبنتك‬ ‫زول‬ ‫يا‬
‫فهمني‬ ‫كمان‬ ‫ضمه‬ ‫بي‬ "
‫على‬ ‫علي‬ ‫شيخ‬ ‫وبصق‬"‫السفة‬"‫فمه‬ ‫من‬
" ‫دا‬ ‫بالخبر‬ ‫اتحدثك‬ ‫اقعد‬ ‫كدى‬ "
" ‫تطرتش‬ ‫داير‬ ‫مستهبل‬ ‫عارفك‬ ‫أنا‬ ‫باقي‬ ، ‫خبيراتك‬ ‫لي‬ ‫فاضي‬ ‫ول‬ ‫لك‬ ‫فاضي‬ ‫مو‬ ‫أنا‬ ‫زول‬ ‫يا‬
‫قروشي‬ ‫على‬" . "‫الزين‬ ‫عرس‬ ‫حكاية‬ ‫انحكيلك‬ ‫اقعد‬ ‫كدى‬ ، ‫حاضرات‬ ‫قروشك‬ ‫يمين‬ "
" ‫؟‬ ‫منو‬ ‫عرس‬ ‫قلت‬ "
" ‫الزين‬ ‫عرس‬ "
‫إليه‬ ‫ينظر‬ ‫علي‬ ‫وشيخ‬ ، ‫برهة‬ ‫صامتا‬ ‫وظل‬ ‫رأسه‬ ‫على‬ ‫يديه‬ ‫ووضع‬ ‫الصمد‬ ‫عبد‬ ‫وجلس‬
‫أحدثه‬ ‫الذي‬ ‫بالثر‬ ‫مغتبطا‬.‫يقول‬ ‫ما‬ ‫الصمد‬ ‫عبد‬ ‫وجد‬ ‫وأخيرا‬
" ‫ا‬ ‫رسول‬ ‫محمدا‬ ‫ا‬ ‫إل‬ ‫إله‬ ‫ل‬ ‫أي‬.‫؟‬ ‫شنودا‬ ‫حديث‬ ‫دار‬ ‫علي‬ ‫شيخ‬ ‫يا‬ ‫الرسول‬ ‫عليك‬ "
‫اليوم‬ ‫ذلك‬ ‫في‬ ‫دينه‬ ‫الصمد‬ ‫عبد‬ ‫يخلص‬ ‫ولم‬
‫أحد‬ ‫كل‬ ‫فم‬ ‫على‬ ‫الخبر‬ ‫كان‬ ‫النهار‬ ‫انتصف‬ ‫ولما‬.‫يمل‬ ‫البلد‬ ‫وسط‬ ‫في‬ ‫البئر‬ ‫على‬ ‫الزين‬ ‫وكان‬
‫الطفال‬ ‫حوله‬ ‫فتجمهر‬ ‫كعادته‬ ‫ويضاحكهن‬ ‫بالماء‬ ‫النساء‬ ‫أوعية‬.‫ينشدون‬ ‫وأخذوا‬"‫عرس‬ ‫الزين‬..
‫عرس‬ ‫الزين‬"‫ومرة‬ ، ‫وسطها‬ ‫في‬ ‫امرأة‬ ‫يهمز‬ ‫ومرة‬ ‫مرة‬ ‫فتاة‬ ‫ثوب‬ ‫ويجر‬ ، ‫بالحجارة‬ ‫يرميهم‬ ‫فكان‬
‫ضحكهم‬ ‫فوق‬ ‫وتعلو‬ ‫ويضحكن‬ ‫يتصارخون‬ ‫والنساء‬ ، ‫يضحكون‬ ‫والطفال‬ ‫فخذها‬ ‫في‬ ‫أخرى‬ ‫يقرس‬
‫الزين‬ ‫ولد‬ ‫أن‬ ‫منذ‬ ‫البلد‬ ‫من‬ ‫جزءا‬ ‫أصبحت‬ ‫التي‬ ‫الضحكة‬ ‫جميعا‬ .
، ‫الزين‬ ‫أن‬ ‫يروى‬ ‫ولكن‬ ‫المعروف‬ ‫هو‬ ‫هذا‬ ، ‫بالصريخ‬ ‫الحياة‬ ‫فيستقبلون‬ ‫الطفال‬ ‫يولد‬
‫هكذا‬ ‫وظل‬ ‫ضاحكا‬ ‫انفجر‬ ‫الرض‬ ‫مس‬ ‫ما‬ ‫أول‬ ، ‫ولدتها‬ ‫حضرون‬ ‫اللئي‬ ‫والنساء‬ ‫أمه‬ ‫على‬ ‫والعهدة‬
‫حياته‬ ‫طول‬.‫نين‬ّ ‫س‬ ‫غير‬ ‫فمه‬ ‫في‬ ‫وليس‬ ‫كبر‬.‫السفل‬ ‫فكه‬ ‫في‬ ‫والخرى‬ ‫العلى‬ ‫فكه‬ ‫في‬ ‫واحدة‬.
‫كاللؤلؤ‬ ‫بيضاء‬ ‫بأسنان‬ ‫مليئا‬ ‫كان‬ ‫فمه‬ ‫أن‬ ‫تقول‬ ‫وأمه‬.‫لزيارة‬ ‫يوما‬ ‫به‬ ‫ذهبت‬ ‫السادسة‬ ‫في‬ ‫كان‬ ‫ولما‬
‫مكانه‬ ‫الزين‬ ‫تسمر‬ ‫وفجأة‬ ، ‫مسكونة‬ ‫أنها‬ ‫يشاع‬ ‫خرابة‬ ‫على‬ ‫الشمس‬ ‫مغيب‬ ‫عند‬ ‫فمرا‬ ، ‫لها‬ ‫قريبات‬
‫صرخ‬ ‫ثم‬ ، ‫حمى‬ ‫به‬ ‫كمن‬ ‫يرتجف‬ ‫وأخذ‬.‫كانت‬ ‫مرضه‬ ‫من‬ ‫قام‬ ‫ولما‬ ، ‫أياما‬ ‫الفراش‬ ‫لزم‬ ‫وبعدها‬
‫السفل‬ ‫فكه‬ ‫في‬ ‫وأخرى‬ ، ‫العلى‬ ‫فكه‬ ‫في‬ ‫واحدة‬ ، ‫سقطت‬ ‫قد‬ ‫جميعا‬ ‫أسنانه‬ .
‫بارزة‬ ‫جبهته‬ ، ‫العينين‬ ‫وتحت‬ ‫والفكين‬ ‫الوجنتين‬ ‫عظام‬ ‫ناتئ‬ ‫مستطيل‬ ‫الزين‬ ‫وجه‬ ‫كان‬
‫يكن‬ ‫ولم‬ ، ‫وجهه‬ ‫في‬ ‫كهفين‬ ‫مثل‬ ‫غائران‬ ‫محجراهما‬ ، ‫دائما‬ ‫محمرتان‬ ‫صغيرتان‬ ‫عيناه‬ ، ‫مستديرة‬
‫إطلقا‬ ‫شعر‬ ‫وجهه‬ ‫على‬.‫أو‬ ‫لحية‬ ‫له‬ ‫وليست‬ ‫الرجال‬ ‫مبلغ‬ ‫بلغ‬ ‫وقد‬ ، ‫أجفان‬ ‫ول‬ ‫حواجب‬ ‫له‬ ‫تكن‬ ‫لم‬
‫شارب‬ .
، ‫طويلة‬ ‫رقبة‬ ‫الوجه‬ ‫هذا‬ ‫تحت‬)‫الزين‬ ‫على‬ ‫الصبيان‬ ‫أطلقها‬ ‫التي‬ ‫اللقاب‬ ‫بين‬ ‫من‬"‫الزرافة‬
( "‫مثلث‬ ‫شكل‬ ‫في‬ ‫الجسم‬ ‫بقية‬ ‫على‬ ‫تنهدلن‬ ‫قويتين‬ ‫كتفين‬ ‫على‬ ‫تقف‬ ‫والرقبة‬.‫طويلتان‬ ‫الذراعان‬
‫القرد‬ ‫كذراعي‬.‫حادة‬ ‫مستطيلة‬ ‫بأظافر‬ ‫تنتهي‬ ‫مسحوبة‬ ‫أصابع‬ ‫عليهما‬ ‫يظتان‬ ‫اليدان‬)‫ل‬ ‫فالزين‬
‫أبدا‬ ‫أظافره‬ ‫يقلم‬ ) .
‫أما‬ ، ‫الكركي‬ ‫كساقي‬ ‫طويلتان‬ ‫رقيقتان‬ ‫والساقان‬ ، ‫قليل‬ ‫محدودب‬ ‫والظهر‬ ، ‫مجوف‬ ‫الصدر‬
‫قديمة‬ ‫ندوب‬ ‫آثار‬ ‫عليهما‬ ‫مفرطحتين‬ ‫كانتا‬ ‫فقد‬ ‫القدمان‬)‫الحذية‬ ‫لبس‬ ‫يحب‬ ‫ل‬ ‫فالزين‬(‫يذكر‬ ‫وهو‬
‫الجروح‬ ‫هذه‬ ‫من‬ ‫جرح‬ ‫كل‬ ‫قصة‬.‫اليمنى‬ ‫القدم‬ ‫على‬ ‫الطويل‬ ‫الشلخ‬ ‫هذا‬ ‫مثل‬:‫الرسغ‬ ‫من‬ ‫الممتد‬
‫والثانية‬ ‫الولى‬ ‫الصبع‬ ‫بين‬ ‫الفرجة‬ ‫إلى‬ ‫القدم‬ ‫ظاهر‬ ‫على‬.‫فيقول‬ ‫قصته‬ ‫الزين‬ ‫يحكي‬" :‫دا‬ ‫الجرح‬
‫حكاية‬ ‫ليه‬ ‫جماعة‬ ‫يا‬"‫قائل‬ ‫محجوب‬ ‫ويستفزه‬" :‫ضربوك‬ ‫تسرق‬ ‫مشيت‬ ‫يا‬ ‫؟‬ ‫عوير‬ ‫يا‬ ‫شنو‬ ‫حكاية‬
‫شوك‬ ‫غصن‬ ‫بي‬. "‫الزين‬ ‫نفس‬ ‫في‬ ‫حسنا‬ ‫موقعا‬ ‫هذا‬ ‫ويقع‬.‫ضاحكا‬ ‫قفاه‬ ‫على‬ ‫فيستلقي‬.‫ثم‬
‫الفذة‬ ‫بطريقته‬ ‫يضحك‬ ‫ويظل‬ ‫الهواء‬ ‫في‬ ‫رجليه‬ ‫ويرفع‬ ‫بيديه‬ ‫الرض‬ ‫يضرب‬.‫الغريب‬ ‫الضحك‬ ‫ذلك‬
‫الحمار‬ ‫نهيق‬ ‫يشبه‬ ‫الذي‬.‫قهقهة‬ ‫إلى‬ ‫المجلس‬ ‫فتحول‬ ، ‫جميعا‬ ‫الحاضرين‬ ‫أعدى‬ ‫قد‬ ‫ضحكه‬ ‫وكان‬
‫مدوية‬.‫نفسه‬ ‫الزين‬ ‫ويتمالك‬.‫ويقول‬ ، ‫الضحك‬ ‫من‬ ‫وجهه‬ ‫على‬ ‫سال‬ ‫الذي‬ ‫الدمع‬ ‫ثوبه‬ ‫بكم‬ ‫ويمسح‬
:‫أي‬..‫أي‬..‫أسرق‬ ‫مشيت‬. "‫جديد‬ ‫من‬ ‫محجوب‬ ‫ويستفزه‬" :‫يمكن‬ ‫؟‬ ‫مد‬ ‫آمر‬ ‫تسرق‬ ‫مشيت‬ ‫شن‬
‫تاكله‬ ‫شيتن‬ ‫لك‬ ‫داير‬ ‫قت‬. "‫جديد‬ ‫من‬ ‫للضحك‬ ‫ويعود‬ ‫بيديه‬ ‫وجهه‬ ‫الزين‬ ‫ويمسح‬.‫ويرجح‬
‫طعاما‬ ‫ليسرق‬ ‫بيتا‬ ‫دخل‬ ‫الزين‬ ‫أن‬ ‫الحاضرون‬.‫يشبع‬ ‫ل‬ ‫أكل‬ ‫إذا‬ ، ‫بالنهم‬ ‫معروفا‬ ‫كان‬ ‫أنه‬ ‫إذ‬.‫وفي‬
‫تأتي‬ ‫حين‬ ‫العراس‬"‫سفر‬ُ"‫أن‬ ‫فريق‬ ‫كل‬ ‫يتحاشى‬ ، ‫يأكلون‬ ‫حلقات‬ ‫الناس‬ ‫ويتحلق‬ ‫الطعام‬
‫لكل‬ ‫أكل‬ ‫يترك‬ ‫ول‬ ، ‫النية‬ ‫في‬ ‫ما‬ ‫كل‬ ‫على‬ ‫البصر‬ ‫لمح‬ ‫في‬ ‫يأتي‬ ‫حينئذ‬ ‫أنه‬ ‫إذ‬ ، ‫معهم‬ ‫الزين‬ ‫يجلس‬.
‫الحفيظ‬ ‫عبد‬ ‫له‬ ‫وقال‬" :‫؟‬ ‫سعيد‬ ‫عرس‬ ‫وقت‬ ‫العملتها‬ ‫العملة‬ ‫طاري‬ ‫مالك‬"‫وهو‬ ‫الزين‬ ‫وأجاب‬
‫يقهقه‬" :‫طاري‬ ‫أي‬..‫إسماعيل‬ ‫موجني‬ ‫كان‬ ‫إن‬ ‫الحبة‬ ‫عدمته‬ ‫أكلته‬ ‫وكت‬ ‫الكل‬ ‫ا‬ ‫أمان‬ ‫عليك‬
‫لحقني‬ ‫الطاري‬ ‫مقطوع‬. "‫جيئة‬ ‫يمشي‬ ‫فكان‬ ‫سعيد‬ ‫عرس‬ ‫في‬ ‫الطعام‬ ‫بنقل‬ ‫أوكل‬ ‫قد‬ ‫الزين‬ ‫كان‬
‫بين‬ ‫وذهابا‬"‫الديوان‬"‫و‬ ‫الرجال‬ ‫اجتمع‬ ‫حيث‬"‫تكل‬ٌ ‫ال‬"‫بالطهي‬ ‫النسوة‬ ‫تقوم‬ ‫حيث‬ ‫اليت‬ ‫داخل‬ ‫في‬
.‫الوعاء‬ ‫من‬ ‫الكل‬ ‫له‬ ‫طاب‬ ‫ما‬ ‫ويأكل‬ ‫قليل‬ ‫يتمهل‬ ‫الزين‬ ‫كان‬ ‫الديوان‬ ‫إلى‬ ‫تكل‬ٌ ‫ال‬ ‫من‬ ‫الطريق‬ ‫وفي‬
‫يحمله‬ ‫الذي‬.‫انتباه‬ ‫لفت‬ ‫حتى‬ ‫مرات‬ ‫ثلث‬ ‫ذلك‬ ‫وفعل‬ ‫خاليا‬ ‫يكون‬ ‫يكاد‬ ‫الناس‬ ‫إلى‬ ‫به‬ ‫يصل‬ ‫وحين‬
‫بالدجاج‬ ‫مملوءة‬ ‫صينية‬ ‫عن‬ ‫الغطاء‬ ‫ورفع‬ ، ‫الطريق‬ ‫نصف‬ ‫في‬ ‫وقف‬ ‫حتى‬ ‫فتابعه‬ ، ‫إسماعيل‬ ‫أحمد‬
‫المحمر‬.‫إسماعيل‬ ‫أحمد‬ ‫عليه‬ ‫هجم‬ ‫حتى‬ ، ‫فمه‬ ‫إلى‬ ‫وقربها‬ ‫منها‬ ‫بدجاجة‬ ‫الزين‬ ‫أمسك‬ ‫أن‬ ‫وما‬
‫ضربا‬ ‫وأشبعه‬.‫أخرى‬ ‫مرة‬ ‫محجوب‬ ‫وسأله‬"‫؟‬ ‫شنو‬ ‫تسرق‬ ‫مشيت‬ ‫فقر‬ ‫يا‬ ‫لنا‬ ‫تقول‬ ‫ما‬"‫لحظ‬ ‫ولما‬
‫وقال‬ ‫ركبتيه‬ ‫بين‬ ‫ذراعية‬ ‫ووضع‬ ‫قعدته‬ ‫في‬ ‫اعتدل‬ ، ‫آذانهم‬ ‫أرهفوا‬ ‫قد‬ ‫حوله‬ ‫الناس‬ ‫أن‬ ‫الزين‬"
‫المريق‬ ‫حس‬ ‫وقت‬ ‫الفات‬ ‫الصيف‬...، ‫يلجلج‬ ‫القمر‬ ‫كان‬ ‫زول‬ ‫يا‬ ‫الدنيا‬ ، ‫الساقية‬ ‫في‬ ‫متأخر‬ ‫كنت‬
، ‫الحلة‬ ‫طرف‬ ‫العند‬ ‫الرملة‬ ‫وصلت‬ ‫وكت‬ ‫لك‬ ‫أقول‬ ، ‫للبيوت‬ ‫سادر‬ ‫وجيت‬ ‫كتفي‬ ‫فوق‬ ‫توبي‬ ‫رميت‬
‫زغاريت‬ ‫حس‬ ‫لك‬ ‫اسمع‬" ...‫محجوب‬ ‫وقاطعه‬" :‫صدق‬ ‫أي‬:‫بكري‬ ‫عرس‬ ‫كان‬ ‫دا‬. "‫واستمر‬
‫الزين‬" :‫شنو‬ ‫الحكاية‬ ‫أشوف‬ ‫أمشي‬ ‫قت‬ ‫زول‬ ‫يا‬ ‫لك‬ ‫أقول‬.‫رين‬ّ ‫سا‬ ‫الطلحة‬ ‫فريق‬ ‫ناس‬ ‫أتاري‬
‫العرس‬.‫قايمة‬ ‫القيامة‬ ‫لقيت‬ ‫مشيت‬.‫مشيت‬ ‫شي‬ ‫أول‬ ‫والزغاريت‬ ‫والدلليك‬ ‫والزمبليطة‬ ‫الزيطة‬
‫آكله‬ ‫شيتن‬ ‫لي‬ ‫ألقى‬ ‫كان‬ ‫إن‬ ‫أهبش‬ .. ".
‫بالضحك‬ ‫المجلس‬ ‫وانفجر‬.‫قدروا‬ ‫ما‬ ‫كان‬ ‫فقد‬" ..‫أكلتها‬ ‫لحيمات‬ ‫دني‬ّ ‫أ‬ ‫التكل‬ ‫في‬ ‫الحريم‬.
‫شربته‬ ‫مر‬ ‫شيتن‬ ‫دني‬ّ ‫وأ‬ ".
‫محجوب‬ ‫وقال‬" :‫مسجم‬ ‫آ‬ ‫عرقي‬ ‫دا‬ ‫يبقي‬ " .
‫الزين‬ ‫وقال‬" :‫بعرفوا‬ ‫ما‬ ‫العرقي‬ ‫أنا‬ ‫لك‬ ‫قال‬ ‫عرقي‬ ‫مو‬ ‫ل‬..‫الشربته‬ ‫الشي‬ ‫آزول‬ ‫لك‬ ‫أقول‬
‫راسي‬ ‫في‬ ‫لي‬ ‫طار‬ ‫دا‬.‫التكل‬ ‫من‬ ‫مرتحت‬ ‫يعدين‬.‫والدلكة‬ ‫والرباح‬ ‫حريم‬ ‫كمشة‬ ‫القالك‬ ‫بيت‬ ‫دخلت‬
‫الدرب‬ ‫ديك‬ّ ‫ي‬ ‫ما‬ ‫والمحلب‬...‫سكرتني‬ ‫الريحة‬ ‫آزول‬ ‫بالطلق‬ ‫ي‬ّ ‫عل‬ " .
‫الحفيظ‬ ‫عبد‬ ‫وضحك‬" :‫؟‬ ‫الرجال‬ ‫مع‬ ‫البطلقها‬ ‫المره‬ ‫وين‬"‫بهذا‬ ‫الزين‬ ‫يعبأ‬ ‫لم‬.‫ولكنه‬
‫النشوة‬ ‫أخذته‬ ‫وقد‬ ‫القصة‬ ‫في‬ ‫يحكي‬ ‫استمر‬"‫العروس‬ ‫القالك‬ ‫الوسط‬ ‫وفي‬.‫سميحة‬ ‫بنيتن‬
‫ترمصيص‬ ‫فركة‬ ‫وملبسنها‬ ‫ومدخنة‬ ‫مكبرته‬."‫وجوه‬ ‫في‬ ‫الصغرتين‬ ‫عينيه‬ ‫وأدار‬ ‫الزين‬ ‫صمت‬ ‫وهنا‬
‫الحاضرين‬.‫سناه‬ ‫برز‬ ‫وقد‬ ‫مفتوح‬ ‫وفمه‬.‫يكمل‬ ‫أن‬ ‫يستحثه‬ ‫فأخذ‬ ، ‫الصبر‬ ‫على‬ ‫محجوب‬ ‫يقو‬ ‫ولم‬
‫القصة‬" :‫؟‬ ‫سويت‬ ‫شن‬ ‫بعدين‬ ".
" ‫العروس‬ ‫على‬ ‫نطيب‬ ‫بعدين‬ ".
‫كالضفدعة‬ ‫مكانه‬ ‫من‬ ‫قفز‬ ‫هذا‬ ‫قال‬ ‫وحين‬.‫الضحك‬ ‫في‬ ‫الزين‬ ‫وانفجر‬ ‫الحاضرون‬ ‫وضج‬
‫الهواء‬ ‫في‬ ‫برجليه‬ ‫يضرب‬ ‫وراح‬ ‫بطنه‬ ‫على‬ ‫واستلقى‬.‫يزال‬ ‫ما‬ ‫وهو‬ ‫وقال‬ ‫ظهره‬ ‫على‬ ‫انقلب‬ ‫ثم‬
‫بالضحك‬ ‫يشهق‬" :‫خشمها‬ ‫في‬ ‫عضيتها‬ ‫الشافعة‬ ‫مسكت‬."‫واستغفر‬ ‫محجوب‬ ‫وتشهد‬" .‫لك‬ ‫أقول‬
‫تصرخ‬ ‫بقت‬ ‫العروس‬ ‫والشافعة‬ ‫فار‬ ‫والبيت‬ ‫الكواريك‬ ‫طقن‬ ‫الحريم‬ ‫زول‬ ‫يا‬.‫زول‬ ‫إل‬ ‫لك‬ ‫القا‬ ‫وما‬
‫سكين‬ ‫بي‬ ‫كراعي‬ ‫ضرب‬.‫أهلي‬ ‫وصلت‬ ‫من‬ ‫ل‬ ‫جريه‬ ‫فرد‬ ‫مسكنها‬ ‫مين‬ ‫يا‬ ‫قت‬ ‫لك‬ ‫أقول‬."‫وفجأة‬
‫بالغ‬ ‫وجهه‬ ‫على‬ ‫وظهر‬ ‫جالسا‬ ‫الزين‬ ‫استوى‬.‫لمحجوب‬ ‫حديثه‬ ‫يوجه‬ ‫وقال‬" :‫زول‬ ‫يا‬ ‫اسمع‬.‫أنت‬
‫؟‬ ‫كلم‬ ‫عندك‬ ‫ول‬ ‫علوية‬ ‫بتك‬ ‫لي‬ ‫تعرس‬ ‫داير‬"‫يقول‬ ‫ما‬ ‫يعني‬ ‫كأنه‬ ‫وحزم‬ ‫بجد‬ ‫محجوب‬ ‫فأجابه‬" :
‫ليك‬ ‫مضيتها‬ ‫أنا‬ ‫البت‬.‫وتبيعه‬ ‫تمرك‬ ‫وتلم‬ ‫قمحك‬ ‫تحش‬ ‫بعد‬ ‫ديل‬ ‫الحاضرين‬ ‫الناس‬ ‫قدام‬ ‫دحين‬
‫لك‬ ‫نعقد‬ ‫نجي‬ ‫القروش‬ ‫وتحضر‬. "‫الزين‬ ‫أرضى‬ ‫الوعد‬ ‫هذا‬.‫وزم‬ ‫حاجبيه‬ ‫قطب‬ ‫وقد‬ ‫برهة‬ ‫وصمت‬
‫وأطفال‬ ‫زوجة‬ ‫بأعباء‬ ‫القيام‬ ‫ومسؤولية‬ ‫علوية‬ ‫مع‬ ‫حياته‬ ‫مستقبل‬ ‫في‬ ‫يفكر‬ ‫أخذ‬ ‫قد‬ ‫وكأنه‬ ‫شفتيه‬.
‫وقال‬" :‫خلص‬.‫خوانا‬ ‫يا‬ ‫اشهدوا‬.‫كلمة‬ ‫منه‬ ‫مرقت‬ ‫دا‬ ‫الرجل‬.‫يفكر‬ ‫يجي‬ ‫ما‬ ‫باكر‬ ‫بعد‬ ‫باكر‬"
‫جميعا‬ ‫الحاضرون‬ ‫وقال‬.‫الحفيظ‬ ‫وعبد‬ ، ‫الرواسي‬ ‫والطاهر‬ ، ‫إسماعيل‬ ‫أحمد‬.‫الريس‬ ‫ود‬ ‫وحمد‬.
‫بإذن‬ ‫سيتم‬ ‫الزواج‬ ‫وإن‬ ‫محجوب‬ ‫قطعه‬ ‫الذي‬ ‫الوعد‬ ‫على‬ ‫شهود‬ ‫إنهم‬ ‫،قالوا‬ ‫الدكان‬ ‫صاحب‬ ‫وسعيد‬
‫ا‬ .
‫له‬ ‫حب‬ ‫قصة‬ ‫آخر‬ ‫كانت‬ ‫محجوب‬ ‫ابنة‬ ‫لعلوية‬ ‫الزين‬ ‫حب‬ ‫قصة‬.‫سيسأمها‬ ‫شهرين‬ ‫أو‬ ‫شهر‬ ‫بعد‬
‫في‬ ‫تجده‬ ‫ذكرها‬ ‫على‬ ‫وينام‬ ‫يصحو‬ ، ‫بها‬ ‫مشغول‬ ‫الحاضر‬ ‫الوقت‬ ‫في‬ ‫لكنه‬ ، ‫جديدة‬ ‫قصة‬ ‫ويبدأ‬
‫على‬ ‫محنيا‬ ‫النهار‬ ‫منتصف‬ ‫في‬ ‫الحقل‬"‫طوريته‬"‫الحفر‬ ‫عن‬ ‫يكف‬ ‫وفجأة‬ ‫وجهه‬ ‫من‬ ‫يتصبب‬ ‫والعرق‬
‫صوته‬ ‫بأعلى‬ ‫وينادي‬" :‫محجوب‬ ‫حوش‬ ‫في‬ ‫مكتول‬ ‫أنا‬."‫يكف‬ ‫المجاورة‬ ‫الحقول‬ ‫وفي‬
‫الناس‬ ‫عشرات‬.‫الزين‬ ‫نداء‬ ‫يسمعون‬ ‫حين‬ ‫برهة‬ ‫الرض‬ ‫حفر‬ ‫عن‬.‫وبعض‬ ، ‫يضحكون‬ ‫الشبان‬
‫بتبرم‬ ‫يهمهمون‬ ‫الزين‬ ‫بعبث‬ ‫أحيانا‬ ‫يضيقون‬ ‫الذين‬ ‫الشيوخ‬" :‫يقول‬ ‫يرغي‬ ‫دا‬ ‫المطرطش‬ ‫الولد‬
‫؟‬ ‫شنو‬"‫والفتيات‬ ‫والصبيان‬ ‫الشبان‬ ‫من‬ ‫كبيرة‬ ‫زفة‬ ‫وسط‬ ‫البيت‬ ‫إلى‬ ‫الحقل‬ ‫في‬ ‫العمل‬ ‫ينتهي‬ ‫وحين‬
‫بينهم‬ ‫مزهوا‬ ‫يختال‬ ‫وهو‬ ، ‫حوله‬ ‫من‬ ‫يتضاحكون‬ ، ‫الصغار‬.‫هذه‬ ‫ويقرص‬ ، ‫كتفه‬ ‫على‬ ‫هذا‬ ‫يضرب‬
، ‫فوقها‬ ‫نط‬ ‫الطريق‬ ‫قارعة‬ ‫على‬ ‫طلع‬ ‫شجيرة‬ ‫رأى‬ ‫وكلما‬ ، ‫قفزات‬ ‫الهواء‬ ‫في‬ ‫ويقفز‬ ‫خدها‬ ‫في‬
‫الشمس‬ ‫عليها‬ ‫غربت‬ ‫التي‬ ‫القرية‬ ‫أرجاء‬ ‫في‬ ‫يتردد‬ ‫صياحا‬ ، ‫صوته‬ ‫بأعلى‬ ‫يصيح‬ ‫والحين‬ ‫الحين‬ ‫وبين‬
" :‫اروك‬..‫الغريق‬ ‫ناس‬ ‫يا‬..‫الحلة‬ ‫أهل‬ ‫يا‬...‫محجوب‬ ‫حوش‬ ‫في‬ ‫مكتول‬ ‫أنا‬ ... ".
‫الثاني‬ ‫الفصل‬
‫الرابعة‬ ‫أو‬ ‫عشرة‬ ‫الثالثة‬ ‫في‬ ‫كان‬ ‫الرجال‬ ‫مبلغ‬ ‫يبلغ‬ ‫لم‬ ‫حدث‬ ‫وهو‬ ‫مرة‬ ‫أول‬ ‫الزين‬ ‫الحب‬ ‫قتل‬
‫يابس‬ ‫عود‬ ‫كأنه‬ ‫هزيل‬ ‫نحيل‬ ، ‫عشرة‬.‫ذوقة‬ ‫بسلمة‬ ‫يعترفون‬ ‫فإنهم‬ ، ‫الزين‬ ‫عن‬ ‫الناس‬ ‫قال‬ ‫ومهما‬
‫كلما‬ ‫وأحلهن‬ ‫أدبا‬ ‫وأحسنهن‬ ‫جمال‬ ‫البلد‬ ‫فتيات‬ ‫أروع‬ ‫إل‬ ‫يحب‬ ‫ل‬ ‫فهو‬ ،.‫في‬ ‫العمدة‬ ‫ابنة‬ ‫عزة‬ ‫كانت‬
‫بعد‬ ‫الماء‬ ‫يأتيها‬ ‫حين‬ ‫الصبية‬ ‫النخلة‬ ‫تنتعش‬ ‫كما‬ ‫فجأة‬ ‫جمالها‬ ‫تفتح‬ ‫وقد‬ ‫عمرها‬ ‫من‬ ‫عشرة‬ ‫الخامسة‬
‫الظمأ‬.‫في‬ ‫سوداوين‬ ‫واسعتين‬ ‫عيناها‬ ‫وكانت‬ ، ‫الحصاد‬ ‫قبيل‬ ‫الحنطة‬ ‫حقل‬ ‫مثل‬ ‫اللون‬ ‫ذهبية‬ ‫كانت‬
‫فيحس‬ ‫ببطء‬ ‫ترفعهما‬ ، ‫سوداء‬ ‫طويلة‬ ‫عينيها‬ ‫ورموش‬ ، ‫الملمح‬ ‫دقيق‬ ، ‫الحسن‬ ‫صافي‬ ‫وجه‬
‫صوته‬ ‫ارتفع‬ ، ‫عزة‬ ‫جمال‬ ‫إلى‬ ‫البلد‬ ‫شبان‬ ‫نبه‬ ‫من‬ ‫أول‬ ‫الزين‬ ‫وكان‬ ، ‫قلبه‬ ‫في‬ ‫بوخز‬ ‫إليها‬ ‫الناظر‬
‫حقله‬ ‫لصلح‬ ‫العمدة‬ ‫نفرهم‬ ‫الرجال‬ ‫من‬ ‫عظيم‬ ‫جمع‬ ‫في‬ ‫يوم‬ ‫ذات‬ ‫فجأة‬.‫المبحوح‬ ‫صوته‬ ‫ارتفع‬
‫الحاد‬.‫الفجر‬ ‫طلوع‬ ‫عند‬ ‫الديك‬ ‫صوت‬ ‫يرتفع‬ ‫كما‬" :‫الحلة‬ ‫أهل‬ ‫يا‬ ‫عوك‬.‫البلد‬ ‫ناس‬ ‫يا‬.‫بنت‬ ‫عزه‬
‫العمدة‬ ‫حوش‬ ‫في‬ ‫مكتول‬ ‫الزين‬ ، ‫كتيل‬ ‫كاتللها‬ ‫العمدة‬. "‫الجرأة‬ ‫بتلك‬ ‫الناس‬ ‫وفوجئ‬.‫والتفت‬
‫صدره‬ ‫في‬ ‫غريزي‬ ‫غضب‬ ‫تحرك‬ ‫وقد‬ ‫الزين‬ ‫ناحية‬ ‫بعنف‬ ‫العمدة‬.‫في‬ ، ‫كلهم‬ ‫الناس‬ ‫كأنما‬ ‫وفجأة‬
، ‫جاف‬ ‫معزة‬ ‫جلد‬ ‫كأنه‬ ‫هنالك‬ ‫واقف‬ ‫وهو‬ ، ‫الزين‬ ‫هيئة‬ ‫بين‬ ‫المضحك‬ ‫التباين‬ ‫أدركوا‬ ، ‫واحد‬ ‫آن‬
‫واحد‬ ‫آن‬ ‫في‬ ‫كلهم‬ ‫ضاحكين‬ ‫فأنفجروا‬ ، ‫العمدة‬ ‫بنت‬ ‫عزة‬ ‫وبين‬.‫العمدة‬ ‫صدر‬ ‫في‬ ‫الغضب‬ ‫ومات‬.
‫على‬ ‫القوم‬ ‫يحث‬ ، ‫الشاربين‬ ‫منتفض‬ ، ‫العينين‬ ‫محمر‬ ، ‫نخلة‬ ‫ظل‬ ‫تحت‬ ‫مقعد‬ ‫على‬ ‫جالسا‬ ‫كان‬
، ‫الزين‬ ‫قول‬ ‫من‬ ‫ضحك‬ ‫قد‬ ‫المرة‬ ‫هذه‬ ‫أنه‬ ‫بيد‬ ، ‫يضحك‬ ‫أن‬ ‫قل‬ ‫جادا‬ ‫مهيبا‬ ‫رجل‬ ‫كان‬ ، ‫العمل‬
‫عزة‬ ‫لك‬ ‫نعرس‬ ، ‫المفرقعة‬ ‫الخشنة‬ ‫ضحكته‬. "‫ولكن‬ ، ‫للعمدة‬ ‫مجاراة‬ ‫أخرى‬ ‫مرة‬ ‫القوم‬ ‫وضحك‬
‫صامتا‬ ‫ظل‬ ‫الزين‬.‫الرض‬ ‫في‬ ‫معولة‬ ‫ضربات‬ ‫وجد‬ ‫يشعر‬ ‫أن‬ ‫ودون‬ ، ‫واهتمام‬ ‫جد‬ ‫وجهه‬ ‫وعلى‬
‫وتتابعا‬ ‫قوة‬ ‫تزداد‬.
‫بزواجها‬ ‫وعده‬ ‫إباها‬ ‫وإن‬ ‫لعزة‬ ‫حبه‬ ‫إل‬ ‫له‬ ‫حديث‬ ‫ل‬ ‫والزين‬ ‫ذلك‬ ‫بعد‬ ‫شهر‬ ‫ومضى‬.‫وقد‬
‫الجن‬ ‫عنها‬ ‫يعجز‬ ‫شاقة‬ ‫كثيرة‬ ‫أعمال‬ ‫في‬ ‫الزين‬ ‫فسخر‬ ، ‫العاطفة‬ ‫هذه‬ ‫يستغل‬ ‫كيف‬ ‫العمدة‬ ‫عرف‬.
‫الحجارة‬ ‫منه‬ ‫تئن‬ ‫حر‬ ‫في‬ ، ‫الظهر‬ ‫عز‬ ‫في‬ ‫ظهره‬ ‫على‬ ‫الماء‬ ‫جوز‬ ‫يحمل‬ ‫العاشق‬ ‫الزين‬ ‫ترى‬ ‫كنت‬
‫وهناك‬ ‫هنا‬ ‫ل‬ً ‫مهرو‬.‫العمدة‬ ‫جنينة‬ ‫يسقي‬.‫يكسر‬ ‫أو‬ ‫شجرة‬ ‫يقطع‬ ‫منه‬ ‫أضخم‬ ‫بفأس‬ ‫ماسكا‬ ‫وتراه‬
‫حطبا‬.‫وعجوله‬ ‫وخيله‬ ‫العمدة‬ ‫لحمير‬ ‫العلف‬ ‫يجمع‬ ‫منهمكا‬ ‫وتراه‬.‫في‬ ‫مرة‬ ‫عزة‬ ‫له‬ ‫تضحك‬ ‫وحين‬
‫خطبت‬ ‫عزه‬ ‫أن‬ ‫البلد‬ ‫في‬ ‫شاع‬ ‫حتى‬ ، ‫شهر‬ ‫مضى‬ ‫إن‬ ‫وما‬ ، ‫الفرح‬ ‫من‬ ‫تسعه‬ ‫الدنيا‬ ‫تكاد‬ ‫ل‬ ، ‫السبوع‬
‫قصة‬ ‫بدأ‬ ‫ولكنه‬ ‫شيئا‬ ‫يقل‬ ‫ولم‬ ‫الزين‬ ‫يثر‬ ‫ولم‬ ‫عشر‬ ‫أبو‬ ‫في‬ ‫طبيبا‬ ‫مساعدا‬ ‫يعمل‬ ‫الذي‬ ‫خالها‬ ‫لبن‬
‫جديدة‬ .
‫الزين‬ ‫صياح‬ ‫على‬ ‫يوما‬ ‫البلد‬ ‫استيقظت‬:‫القوز‬ ‫فريق‬ ‫في‬ ‫مكتول‬ ‫أنا‬: "‫هذه‬ ‫ليله‬ ‫وكانت‬
‫السودان‬ ‫شمال‬ ‫في‬ ‫النيل‬ ‫أطراف‬ ‫على‬ ‫يقيمون‬ ‫الذين‬ ‫البدو‬ ‫من‬ ‫فتاة‬ ‫المرة‬.‫أرض‬ ‫من‬ ‫يفدون‬
‫في‬ ‫أراضيهم‬ ‫في‬ ‫الماء‬ ‫يشح‬ ‫كردفان‬ ‫في‬ ‫والمريضاب‬ ‫الهواوير‬ ‫ومضاب‬ ‫حمر‬ ‫ودار‬ ‫الكبابيش‬
‫قحط‬ ‫سنوات‬ ‫بهم‬ ‫تلم‬ ‫وأحيانا‬ ، ‫للري‬ ‫طلبا‬ ‫وأغنامهم‬ ‫بإبلهم‬ ‫النيل‬ ‫على‬ ‫فيفدون‬ ، ‫المواسم‬ ‫بعض‬
‫على‬ ‫المقيمين‬ ‫والبديرية‬ ‫الشايقية‬ ‫ديار‬ ‫في‬ ‫المناهل‬ ‫على‬ ‫فيتساقطون‬ ‫بالمطر‬ ‫السماء‬ ‫تضن‬ ‫حين‬
‫النيل‬.‫كانت‬ ‫منهم‬ ‫بعضا‬ ‫ولكن‬ ، ‫أتوا‬ ‫حيث‬ ‫من‬ ‫يعودون‬ ‫ثم‬ ‫الغمة‬ ‫تنكشف‬ ‫حتى‬ ‫يلبثون‬ ‫ل‬ ‫أغلبهم‬
‫القوز‬ ‫عرب‬ ‫هؤلء‬ ‫ومن‬ ، ‫فيبقون‬ ‫النيل‬ ‫وادي‬ ‫على‬ ‫الستقرار‬ ‫حياة‬ ‫تستهويهم‬.‫البدو‬ ‫هؤلء‬ ‫ظل‬
‫ويجلبون‬ ، ‫الغنم‬ ‫يرعون‬ ، ‫اللبن‬ ‫يبيعون‬ ‫المزروعة‬ ‫الرض‬ ‫طرف‬ ‫على‬ ‫يرابطون‬ ‫طويلة‬ ‫سنوات‬
‫قليل‬ ‫أجر‬ ‫مقابل‬ ‫لصحابه‬ ‫يجمعونه‬ ‫التمر‬ ‫حصاد‬ ‫موسم‬ ‫وفي‬ ، ‫الوقود‬ ‫حطب‬.‫مع‬ ‫يتزاوجون‬ ‫ل‬
‫أجلفا‬ ‫بدوا‬ ‫يعتبرونهم‬ ‫البلد‬ ‫وأهل‬ ، ‫خلصا‬ ‫عربا‬ ‫أنفسهم‬ ‫يعتبرون‬ ‫فهم‬ ، ‫الصليين‬ ‫السكان‬.‫ولكن‬
‫أقصاها‬ ‫من‬ ‫البلد‬ ‫في‬ ‫سائحا‬ ‫نهاره‬ ‫سحابة‬ ‫يزال‬ ‫ما‬ ‫مكان‬ ‫في‬ ‫يستقر‬ ‫ل‬ ‫كان‬ ‫الحاجز‬ ‫هذا‬ ‫كسر‬ ‫الزين‬
‫أقصاها‬ ‫إلى‬.‫عن‬ ‫يبحث‬ ‫كأنه‬ ‫البيوت‬ ‫حول‬ ‫فحام‬ ‫سبب‬ ‫لغير‬ ‫القوز‬ ‫فريق‬ ‫إلى‬ ‫يوما‬ ‫قدماه‬ ‫وحملته‬
‫منه‬ ‫ضاع‬ ‫شيء‬.‫مكانه‬ ‫في‬ ‫فتسمر‬ ‫جمالها‬ ‫الزين‬ ‫راع‬ ‫فتاة‬ ‫وخرجت‬.، ‫به‬ ‫سمعت‬ ‫قد‬ ‫الفتاة‬ ‫وكانت‬
‫به‬ ‫تعبث‬ ‫وقالت‬ ‫له‬ ‫فضحكت‬ ، ‫القوز‬ ‫عرب‬ ‫حتى‬ ‫وصلت‬ ‫شهرته‬ ‫فإن‬" :‫؟‬ ‫بتعرسني‬ ، ‫الزين‬"‫وتبكم‬
‫حديثها‬ ‫حلوة‬ ‫وأخذته‬ ‫الفتاة‬ ‫جمال‬ ‫فتنه‬ ‫فقد‬ ، ‫برهة‬,‫صوته‬ ‫بأعلى‬ ‫صاح‬ ‫أن‬ ‫لبث‬ ‫ما‬ ‫لكنه‬" :
‫ناس‬ ‫يا‬ ‫واكتلتي‬."‫الفتاة‬ ‫أم‬ ‫وصاحت‬ ، ‫الخيام‬ ‫فرجات‬ ‫وبين‬ ‫البيوت‬ ‫أبواب‬ ‫من‬ ‫كثيرة‬ ‫رؤوس‬ ‫وامتدت‬
" :‫؟‬ ‫دا‬ ‫الدرويش‬ ‫مع‬ ‫شنو‬ ‫الموقفك‬ ‫حليمه‬"‫ولكن‬ ، ‫منهم‬ ‫ففر‬ ، ‫الزين‬ ‫على‬ ‫الفتاة‬ ‫إخوان‬ ‫وهب‬
‫فقد‬ ، ‫الفتاة‬ ‫تزوجت‬ ‫أن‬ ‫إلى‬ ‫يفارقه‬ ‫لم‬ ، ‫عنده‬ ‫هوسا‬ ‫بعد‬ ‫فيما‬ ‫أصبحت‬ ، ‫القوز‬ ‫حسناء‬ ، ‫حليمة‬
، ‫أبيها‬ ‫من‬ ‫يخطبونها‬ ‫ووجهائها‬ ‫المرموقين‬ ‫وشبانه‬ ‫البلد‬ ‫أثرياء‬ ‫من‬ ‫كثيرون‬ ‫وجاء‬ ‫بها‬ ‫الناس‬ ‫تسامع‬
‫القاضي‬ ‫ابن‬ ‫المر‬ ‫آخر‬ ‫وتزوجها‬ .
‫الثالث‬ ‫الفصل‬
‫الزين‬ ‫حياة‬ ‫في‬ ‫تحول‬ ‫نقطة‬ ‫حليمة‬ ‫وزواج‬ ‫العمدة‬ ‫بنت‬ ‫زواج‬ ‫كان‬.‫البنات‬ ‫أمهات‬ ‫فطنت‬ ‫فقد‬
‫أصبح‬ ، ‫الفتيان‬ ‫عن‬ ‫البنات‬ ‫فيه‬ ‫تحجب‬ ، ‫محافظ‬ ‫مجتمع‬ ‫في‬ ‫لبناتهن‬ ‫به‬ ‫يدعين‬ ‫كبوق‬ ، ‫خطورته‬ ‫إلى‬
‫ما‬ ‫ثم‬ ‫يصيب‬ ‫ما‬ ‫أول‬ ‫قلبه‬ ‫يصيب‬ ‫الحب‬ ‫كان‬ ، ‫مكان‬ ‫إلى‬ ‫مكان‬ ‫من‬ ‫عطره‬ ‫ينقل‬ ، ‫للحب‬ ‫رسول‬ ‫الزين‬
‫بعينيه‬ ‫الزين‬ ‫ينظر‬ ‫بريد‬ ‫ساعي‬ ‫أو‬ ‫دلل‬ ‫أو‬ ‫سمسارا‬ ‫فكأنه‬ ، ‫غيره‬ ‫قلبه‬ ‫إلى‬ ‫منه‬ ‫ينتقل‬ ‫أن‬ ‫يلبث‬
‫شيء‬ ‫منها‬ ‫فيصيبه‬ ، ‫الجميلة‬ ‫الفتاة‬ ‫إلى‬ ، ‫غائرين‬ ‫محجرين‬ ‫في‬ ‫القابعتين‬ ، ‫الفأر‬ ‫كعيني‬ ‫الصغيرتين‬
-‫ها‬ ‫يجري‬ ، ‫البلد‬ ‫أركان‬ ‫إلى‬ ‫النحيلتان‬ ‫قدماه‬ ‫فتحمله‬ ، ‫الحب‬ ‫بهذا‬ ‫البكم‬ ‫قلبه‬ ‫وينوء‬ ‫؟‬ ‫حب‬ ‫لعله‬
‫فل‬ ، ‫كان‬ ‫حيثما‬ ‫باسمها‬ ‫ويصيح‬ ‫الفتاة‬ ‫بذكر‬ ‫لسانه‬ ‫ويلهج‬ ، ‫جراءها‬ ‫فقدت‬ ‫كلبة‬ ‫كأنه‬ ‫هنا‬ ‫وها‬ ‫هنا‬
‫يد‬ ‫فتأخذ‬ ‫تمتد‬ ‫أن‬ ‫بينهم‬ ‫من‬ ‫فارس‬ ‫يد‬ ‫تلبث‬ ‫وما‬ ، ‫تنبه‬ ‫أن‬ ‫العيون‬ ‫تلبث‬ ‫وما‬ ، ‫ترهف‬ ‫أن‬ ‫الذان‬ ‫تلبث‬
‫الفتاة‬.‫أو‬ ‫بالماء‬ ‫والزيار‬ ‫القلل‬ ‫يا‬ ‫مسخرا‬ ‫أما‬ ‫فتجده‬ ، ‫الزين‬ ‫عن‬ ‫تفتش‬ ، ‫العرس‬ ‫يقام‬ ‫وحين‬
‫الصدر‬ ‫عاري‬ ‫الساحة‬ ‫منتصف‬ ‫في‬ ‫واقفا‬.‫في‬ ‫النساء‬ ‫بين‬ ‫أو‬ ‫الحطب‬ ‫به‬ ‫يكسر‬ ‫فأس‬ ‫يده‬ ‫في‬
‫ضحكته‬ ‫يضحك‬ ‫يفتأ‬ ‫وما‬ ، ‫فمه‬ ‫بها‬ ‫يمل‬ ‫الطعام‬ ‫من‬ ‫قطعا‬ ‫لخر‬ ‫آن‬ ‫من‬ ‫ويعطينه‬ ، ‫يعابثهن‬ ‫المطبخ‬
‫أخرى‬ ‫حب‬ ‫قصة‬ ‫وتبدأ‬ ، ‫الحمار‬ ‫نهيق‬ ‫شبه‬ ‫التي‬..، ‫دخل‬ ‫كما‬ ‫حب‬ ‫قصة‬ ‫كل‬ ‫من‬ ‫يخرج‬ ‫الزين‬ ‫وكان‬
‫ما‬ ‫تغيير‬ ‫عليه‬ ‫يبدو‬ ‫ل‬.‫بحال‬ ‫يقل‬ ‫ل‬ ‫وعبثه‬ ‫تتغير‬ ‫ل‬ ‫هي‬ ‫هي‬ ‫ضحكته‬.‫حمل‬ ‫عن‬ ‫تكلن‬ ‫ل‬ ‫وساقاه‬
‫البلد‬ ‫أطراف‬ ‫إلى‬ ‫جسمه‬ .
‫بالحب‬ ‫مفعمة‬ ‫خصب‬ ‫سنوات‬ ‫الزين‬ ‫على‬ ‫ووفدت‬.‫وده‬ ‫يخطبن‬ ‫البنات‬ ‫أمهات‬ ‫أصبحت‬ ‫فقد‬
‫تلك‬ ‫من‬ ‫الدار‬ ‫الزبن‬ ‫يدخل‬ ، ‫والقهوة‬ ‫الشاي‬ ‫ويسقينه‬ ، ‫الطعام‬ ‫له‬ ‫فيقدمن‬ ‫البيوت‬ ‫إلى‬ ‫ويستدرجنه‬
‫الدور‬.‫بالشاي‬ ‫ذلك‬ ‫بعد‬ ‫ويؤتى‬ ، ‫وأوان‬ ‫صينية‬ ‫في‬ ‫الغداء‬ ‫أو‬ ‫الفطور‬ ‫له‬ ‫ويقدم‬ ، ‫السرير‬ ‫له‬ ‫فيفرش‬
‫عصرا‬ ‫الوقت‬ ‫كان‬ ‫إذا‬ ‫باللبن‬ ‫الثقيل‬ ‫والشاي‬ ، ‫ضحى‬ ‫الوقت‬ ‫كان‬ ‫إذا‬ ‫بالنعناع‬ ‫السادة‬.‫الشاي‬ ‫وبعد‬
‫النساء‬ ‫يسمع‬ ‫وما‬ ‫عصرا‬ ‫أو‬ ‫ضحى‬ ‫الوقت‬ ‫كان‬ ‫سواء‬ ، ‫والجنزبيل‬ ‫والحبهان‬ ‫بالقرفة‬ ‫بالقهوة‬ ‫يؤتى‬
‫والتي‬ ، ‫موقعا‬ ‫قلبه‬ ‫في‬ ‫تقع‬ ‫من‬ ‫منهن‬ ‫والسعيدة‬ ، ‫عليه‬ ‫يتقاطرن‬ ‫حتى‬ ‫قريبة‬ ‫دار‬ ‫في‬ ‫الزين‬ ‫أن‬
‫شهرين‬ ‫أو‬ ‫شهر‬ ‫خلل‬ ‫في‬ ‫زوجا‬ ‫تضمن‬ ‫الفتاة‬ ‫تلك‬ ، ‫فمه‬ ‫على‬ ‫واسمها‬ ‫يخرج‬.‫بفطرة‬ ، ‫الزين‬ ‫ولعل‬
‫دعوة‬ ‫يجيب‬ ‫أن‬ ‫قبل‬ ‫ويتردد‬ ‫البنات‬ ‫أمهات‬ ‫على‬ ‫يتدلل‬ ‫فأصبح‬ ، ‫الجديد‬ ‫مركزه‬ ‫خطورة‬ ‫أدرك‬ ، ‫فيه‬
‫للغداء‬ ‫أو‬ ‫للفطار‬ ‫إحداهن‬ .
‫بعد‬ ‫من‬ ‫تراقب‬ ‫فتاة‬ ، ‫معها‬ ‫يعبث‬ ‫ول‬ ، ‫عنها‬ ‫الزين‬ ‫يتحدث‬ ‫ل‬ ‫واحدة‬ ‫فتاة‬ ‫الحي‬ ‫وفي‬ ‫هذا‬ ‫كل‬
‫بين‬ ‫من‬ ‫فر‬ ‫بعد‬ ‫من‬ ‫رآها‬ ‫وإذا‬ ، ‫ومزاحه‬ ‫عبثه‬ ‫ويترك‬ ‫يصمت‬ ‫مقبلة‬ ‫رآها‬ ‫كلما‬ ، ‫غاضبة‬ ‫حلوة‬ ‫بعيون‬
‫الطريق‬ ‫لها‬ ‫وترك‬ ‫يديها‬ .
‫ا‬ ‫أولياء‬ ‫من‬ ‫ولي‬ ‫ابنها‬ ‫أن‬ ‫الزين‬ ‫أم‬ ‫وروجت‬.‫الحنين‬ ‫مع‬ ‫الزين‬ ‫صداقة‬ ‫العتقاد‬ ‫هذا‬ ‫وقوي‬
.‫إبريقه‬ ‫يحمل‬ ‫ثم‬ ، ‫وصوم‬ ‫صلة‬ ‫في‬ ‫أشهر‬ ‫ستة‬ ‫البلد‬ ‫في‬ ‫يقيم‬ ، ‫للعبادة‬ ‫منقطعا‬ ‫صالحا‬ ‫رجل‬ ‫كان‬
‫ذهب‬ ‫أين‬ ‫أحد‬ ‫يدري‬ ‫ول‬ ‫يعود‬ ‫ثم‬ ، ‫أشهر‬ ‫ستة‬ ‫ويغيب‬ ، ‫الصحراء‬ ‫في‬ ‫مصعدا‬ ‫ويضرب‬ ‫ومصلته‬.
‫معين‬ ‫وقت‬ ‫في‬ ‫مروى‬ ‫في‬ ‫رآه‬ ‫أنه‬ ‫أحدهم‬ ‫يحلف‬ ، ‫عنه‬ ‫غريبة‬ ‫قصصا‬ ‫يتناقلون‬ ‫الناس‬ ‫ولكن‬.‫بينما‬
‫نفسه‬ ‫الوقت‬ ‫ذلك‬ ‫في‬ ‫كرمه‬ ‫في‬ ‫شاهده‬ ‫أنه‬ ‫آخر‬ ‫يقسم‬-‫أيام‬ ‫ستة‬ ‫مسيرة‬ ‫البلدين‬ ‫وبين‬.‫ويزعم‬
‫قلما‬ ‫والحنين‬ ‫يتعبدون‬ ‫الرض‬ ‫في‬ ‫يضربون‬ ‫الذين‬ ‫السائحين‬ ‫الولياء‬ ‫من‬ ‫برفقة‬ ‫الحنين‬ ‫أن‬ ‫أناس‬
‫عام‬ ‫كل‬ ‫أشهر‬ ‫ستة‬ ‫يذهب‬ ‫أين‬ ‫سئل‬ ‫وإن‬ ، ‫البلد‬ ‫أهل‬ ‫من‬ ‫أحد‬ ‫مع‬ ‫يتحدث‬.‫يجيب‬ ‫ل‬.‫يدري‬ ‫أحد‬ ‫ول‬
‫الطويلة‬ ‫أسفاره‬ ‫في‬ ‫زادا‬ ‫يحمل‬ ‫ل‬ ‫فهو‬ ، ‫يشرب‬ ‫وماذا‬ ‫يأكل‬ ‫ماذا‬ .
‫معه‬ ‫ويتحدث‬ ‫له‬ ‫ويهش‬ ‫الحنين‬ ‫إليه‬ ‫يأنس‬ ‫واحد‬ ‫إنسانا‬ ‫البلد‬ ‫في‬ ‫ولكن‬-، ‫الزين‬ ‫هو‬ ‫ذلك‬
‫يناديه‬ ‫وكان‬ ، ‫رأسه‬ ‫على‬ ‫وقبله‬ ‫عانقه‬ ‫الطريق‬ ‫في‬ ‫قابله‬ ‫إذا‬ ‫كان‬"‫المبروك‬. "‫أيضا‬ ‫الزين‬ ‫وكان‬
‫وعانقه‬ ‫إليه‬ ‫وأسرع‬ ‫وهذره‬ ‫عبثه‬ ‫ترك‬ ، ‫مقبل‬ ‫الحنين‬ ‫رأى‬ ‫إذا‬.‫في‬ ‫طعاما‬ ‫يأكل‬ ‫الحنين‬ ‫يكن‬ ‫ولم‬
‫القهوة‬ ‫أو‬ ‫الشاي‬ ‫أو‬ ‫الغداء‬ ‫بصنع‬ ‫ويأمرها‬ ‫أمه‬ ‫إلى‬ ‫معه‬ ‫الزين‬ ‫يسوقه‬ ‫الزين‬ ‫أهل‬ ‫دار‬ ‫إل‬ ، ‫أحد‬ ‫بيت‬
.‫سر‬ ‫الزين‬ ‫من‬ ‫يعرفوا‬ ‫أن‬ ‫البلد‬ ‫أهل‬ ‫ويحاول‬ ، ‫وكلم‬ ‫ضحك‬ ‫في‬ ‫ساعات‬ ‫والحنين‬ ‫الزين‬ ‫ويظل‬
‫قوله‬ ‫على‬ ‫يزيد‬ ‫فل‬ ‫الحنين‬ ‫وبين‬ ‫بينه‬ ‫التي‬ ‫الصداقة‬" :‫مبروك‬ ‫راجل‬ ‫الحنين‬ " .
، ‫الشواذ‬ ‫من‬ ‫البلد‬ ‫أهل‬ ‫يعتبرهم‬ ‫أشخاص‬ ‫مع‬ ، ‫النوع‬ ‫هذا‬ ‫من‬ ‫عديدة‬ ‫صداقات‬ ‫للزين‬ ‫كانت‬
‫جنبه‬ ، ‫عليا‬ ‫شفة‬ ‫له‬ ‫ليست‬ ، ‫مشوها‬ ‫ولد‬ ‫الذي‬ ‫وبخيت‬ ، ‫العرج‬ ‫وموسى‬ ، ‫الطرشاء‬ ‫عشمانة‬ ‫مثل‬
‫وعلى‬ ‫الحقل‬ ‫من‬ ‫قادمة‬ ‫عشمانة‬ ‫رأى‬ ‫إذا‬ ، ‫القوم‬ ‫هؤلء‬ ‫على‬ ‫يحنو‬ ‫الزين‬ ‫كان‬ ، ‫مشلول‬ ‫اليسر‬
‫إذا‬ ، ‫أحد‬ ‫كل‬ ‫من‬ ‫تخاف‬ ‫فتاة‬ ‫كانت‬ ، ‫وداعبها‬ ‫لها‬ ‫وهش‬ ‫عنها‬ ‫حمله‬ ‫الحطب‬ ‫من‬ ‫ثقيل‬ ‫حمل‬ ‫رأسها‬
‫تأنس‬ ‫كانت‬ ‫ولكنها‬ ، ‫مفترسة‬ ‫وحوش‬ ‫كأنهم‬ ، ‫وفزعت‬ ‫ارتعبت‬ ‫طريقها‬ ‫في‬ ‫رجل‬ ‫أو‬ ‫امرأة‬ ‫صادفت‬
‫الناس‬ ‫يذكر‬ ‫ل‬ ‫الذي‬ ‫وموسى‬ ، ‫الدجاج‬ ‫صياح‬ ‫تشبه‬ ‫التي‬ ‫المحزنة‬ ‫البكماء‬ ‫ضحكتها‬ ‫له‬ ‫وتضحك‬ ‫للزين‬
‫ما‬ ‫كثرة‬ ‫من‬ ‫قلبك‬ ‫ينفطر‬ ‫مقبل‬ ‫تراه‬ ‫حين‬ ، ‫السن‬ ‫في‬ ‫طاعن‬ ‫رجل‬ ، ‫العرج‬ ‫يسمونه‬ ‫ولكنهم‬ ‫اسمه‬
، ‫البلد‬ ‫في‬ ‫موسر‬ ‫لرجل‬ ‫رقيقا‬ ‫عبدا‬ ‫كان‬ ، ‫شاق‬ ‫متعب‬ ‫طريق‬ ‫له‬ ‫بالنسبة‬ ‫الحياة‬ ، ‫مشيه‬ ‫في‬ ‫يعاني‬
‫يحبه‬ ‫به‬ ‫شغوفا‬ ‫موله‬ ‫كان‬ ، ‫موله‬ ‫مع‬ ‫يبقى‬ ‫أن‬ ‫موسى‬ ‫آثر‬ ، ‫حريتهم‬ ‫الرقيق‬ ‫الحكومة‬ ‫منحت‬ ‫ولما‬
‫موسى‬ ‫وطرد‬ ‫فبددها‬ ، ‫سفيه‬ ‫ابن‬ ‫إلى‬ ‫الثروة‬ ‫آلت‬ ‫توفي‬ ‫ولما‬ ، ‫البن‬ ‫معاملة‬ ‫ويعامله‬ ‫ويبره‬.
‫أمره‬ ‫يعنيه‬ ‫أحد‬ ‫ول‬ ، ‫له‬ ‫أهل‬ ‫ل‬ ‫معدم‬ ‫وهو‬ ‫الشيخوخة‬ ‫وأدركته‬.‫البلد‬ ‫في‬ ‫الحياة‬ ‫حافة‬ ‫على‬ ‫فعاش‬
‫عن‬ ‫وتبحث‬ ، ‫الليل‬ ‫في‬ ‫الخرابات‬ ‫إلى‬ ‫تأوي‬ ‫التي‬ ، ‫الضالة‬ ‫العجوزة‬ ‫الكلب‬ ‫بعض‬ ‫تعيش‬ ‫كما‬ ،
‫بيتا‬ ‫له‬ ‫وبنى‬ ، ‫الرجل‬ ‫هذا‬ ‫على‬ ‫الزين‬ ‫عطف‬ ، ‫الصبيان‬ ‫بها‬ ‫يتحرش‬ ، ‫الحي‬ ‫فجوات‬ ‫في‬ ‫نهارا‬ ‫القوت‬
‫غروب‬ ‫بعد‬ ‫ويأتيه‬ ، ‫ليله‬ ‫بات‬ ‫كيف‬ ‫فيسأله‬ ‫الصباح‬ ‫في‬ ‫يأتيه‬ ‫كان‬ ‫ملبنة‬ ‫معزة‬ ‫وأعطاه‬ ‫النخل‬ ‫جريد‬ ‫من‬
‫وقية‬ ‫ومعه‬ ‫يجيء‬ ‫وأحيانا‬ ، ‫يديه‬ ‫بين‬ ‫فيلقيه‬ ، ‫بالطعام‬ ‫منتفخ‬ ‫وثوبه‬ ‫بالتمر‬ ‫جيوبه‬ ‫مالئا‬ ، ‫الشمس‬
‫الزين‬ ‫وبين‬ ‫بينه‬ ‫التي‬ ‫الصداقة‬ ‫عن‬ ‫العرج‬ ‫موسى‬ ‫وتسأل‬ ، ‫البن‬ ‫من‬ ‫شيء‬ ‫أو‬ ‫سكر‬ ‫رطل‬ ‫أو‬ ‫شاي‬
‫الدمع‬ ‫من‬ ‫غشاوة‬ ‫عينيه‬ ‫وفي‬ ‫لك‬ ‫فيقول‬" :‫حلل‬ ‫ود‬ ‫الزين‬ ‫عشرة‬ ‫حبابه‬ ‫الزين‬. "‫البلد‬ ‫أهل‬ ‫ويرى‬
‫عجبهم‬ ‫فيزداد‬ ‫الزين‬ ‫من‬ ‫العمال‬ ‫هذه‬.‫آدمي‬ ‫هيكل‬ ‫في‬ ‫ا‬ ‫أنزله‬ ‫ملك‬ ‫لعله‬ ‫الخضر‬ ‫ا‬ ‫نبي‬ ‫لعله‬
‫كصدر‬ ‫المضحك‬ ‫والسمت‬ ‫المجوف‬ ‫الصدر‬ ‫في‬ ‫حتى‬ ‫يخفق‬ ‫قد‬ ‫الكبير‬ ‫القلب‬ ‫أن‬ ‫عباده‬ ‫ليذكر‬ ‫زري‬
‫وسمته‬ ‫الزين‬ .
‫يقول‬ ‫وبعضهم‬" :‫خلقه‬ ‫أضعف‬ ‫في‬ ‫سره‬ ‫يضع‬. "‫يرتفع‬ ‫أن‬ ‫يلبث‬ ‫ل‬ ‫الزين‬ ‫صوت‬ ‫ولكن‬
‫مناديا‬" :‫الغريق‬ ‫أهل‬ ‫يا‬..‫الحلة‬ ‫ناس‬ ‫يا‬.‫مكتول‬ ‫أنا‬."‫صورة‬ ‫وتعود‬ ، ‫الصورة‬ ‫هذه‬ ‫فتتحطم‬
‫ويؤثرونها‬ ‫الناس‬ ‫يألفها‬ ‫التي‬ ‫الزين‬ .
‫عبثه‬ ‫في‬ ‫الزين‬ ‫تراقب‬ ، ‫العينين‬ ‫غاضبة‬ ، ‫المحيا‬ ‫وقورة‬ ، ‫حلوة‬ ‫صبية‬ ‫الحي‬ ‫وفي‬ ‫هذا‬ ‫كل‬
‫قائلة‬ ‫فانتهرته‬ ، ‫كعادته‬ ‫يضاحكهن‬ ‫النساء‬ ‫من‬ ‫مجموعة‬ ‫في‬ ‫يوما‬ ‫وجدته‬ ، ‫وهزاره‬ ‫ومزاحه‬" :‫ما‬
‫؟‬ ‫أشغالك‬ ‫تشوف‬ ‫تمشي‬ ‫الفارغ‬ ‫والكلم‬ ‫الطرطشة‬ ‫تخلي‬"‫الجميلتين‬ ‫بعينيها‬ ‫النساء‬ ‫وحدجت‬.
‫سبيله‬ ‫في‬ ‫ومضى‬ ‫النساء‬ ‫بين‬ ‫أنسل‬ ‫ثم‬ ‫حياء‬ ‫رأسه‬ ‫وطأطأ‬ ‫الضحك‬ ‫عن‬ ‫الزين‬ ‫سكت‬ .
‫الرابع‬ ‫الفصل‬
‫أذنيها‬ ‫آمنة‬ ‫تصدق‬ ‫لم‬.‫العاشرة‬ ‫للمرة‬ ، ‫اللبن‬ ‫بائعة‬ ‫حليمة‬ ‫وسألت‬"‫؟‬ ‫منو‬ ‫يعرس‬ ‫داير‬ ‫فتي‬
"‫حليمة‬ ‫قالت‬ ‫العاشرة‬ ‫وللمرة‬":‫نعمة‬"‫مستحيل‬.‫الزين‬ ‫تتزوج‬ ‫نعمة‬ ‫عقلها‬ ‫فقدت‬ ‫الفتاة‬ ‫أن‬ ‫بد‬ ‫ل‬
‫بلغت‬ ‫حين‬ ‫شهرين‬ ‫قبل‬ ‫اليوم‬ ‫ذلك‬ ‫بوضوح‬ ‫وتذكرت‬ ‫بالغضب‬ ‫آمنة‬ ‫صدر‬ ‫في‬ ‫الدهشة‬ ‫واختلطت‬ ‫؟‬
‫في‬ ‫ذلك‬ ‫بعد‬ ‫سعدية‬ ‫تكلم‬ ‫أل‬ ‫حلفت‬ ‫قد‬ ‫كانت‬ ، ‫نعمة‬ ‫أم‬ ‫إلى‬ ‫وذهبت‬ ‫نفسها‬ ‫على‬ ‫وتحاملت‬ ‫كرامتها‬
‫سعدية‬ ‫أن‬ ‫آمنة‬ ‫تهتم‬ ‫ولم‬ ، ‫سعدية‬ ‫إل‬ ‫يعزينها‬ ‫جميعا‬ ‫البلد‬ ‫نساء‬ ‫وجاء‬ ‫آمنة‬ ‫أم‬ ‫توفيت‬ ‫فقد‬ ، ‫حياتها‬
‫أمها‬ ‫فيه‬ ‫توفيت‬ ‫الذي‬ ‫الوقت‬ ‫في‬ ‫البلد‬ ‫عن‬ ‫غائبة‬ ‫كانت‬.‫مروى‬ ‫في‬ ‫المستشفى‬ ‫في‬ ‫مريضة‬ ‫كانت‬
‫يستفسرن‬ ‫جميعا‬ ‫النساء‬ ‫جاءت‬ ‫مروى‬ ‫من‬ ‫عادت‬ ‫وحين‬ ‫كامل‬ ‫شهرا‬ ‫الفراش‬ ‫طريحة‬ ‫ظلت‬ ‫حيث‬
‫آمنة‬ ‫إل‬ ‫صحتها‬ ‫عن‬.‫يحتم‬ ‫كان‬ ‫الواجب‬ ‫أن‬ ‫ويقلن‬ ‫سعدية‬ ‫يخطئ‬ ‫فريق‬ ، ‫فريقين‬ ‫النساء‬ ‫وانقسم‬
‫ويقلن‬ ، ‫لسعدية‬ ‫يتحزب‬ ‫النساء‬ ‫من‬ ‫وفريق‬ ‫المرض‬ ‫من‬ ‫أكبر‬ ‫فالموت‬ ، ‫بالزيارة‬ ‫آمنة‬ ‫تبدأ‬ ‫أن‬ ‫عليها‬
، ‫المشكلة‬ ‫وتعقدت‬ ‫اللغط‬ ‫وزاد‬ ‫الميت‬ ‫من‬ ‫خير‬ ‫والحي‬ ، ‫حال‬ ‫أي‬ ‫على‬ ‫العمر‬ ‫أرذل‬ ‫بلغت‬ ‫آمنة‬ ‫أم‬ ‫أن‬
‫آمنة‬ ‫تكلم‬ ‫ل‬ ‫وسعدية‬ ‫سعدية‬ ‫تكلم‬ ‫ل‬ ‫آمنة‬ ‫وأصبحت‬ ، ‫رأيها‬ ‫على‬ ‫المرأتين‬ ‫من‬ ‫كل‬ ‫وأصرت‬.‫حتى‬
‫نعمة‬ ‫وتخطب‬ ‫تذهب‬ ‫أن‬ ‫عليها‬ ‫آمنة‬ ‫ابن‬ ‫أصر‬ ‫حين‬ ‫شهرين‬ ‫قبل‬.‫وتحاملت‬ ‫كرامتها‬ ‫المرأة‬ ‫وبلعت‬
‫دراها‬ ‫في‬ ‫سعدية‬ ‫على‬ ‫ودخلت‬ ‫نفسها‬ ‫على‬.‫المائدة‬ ‫وعلى‬ ، ‫تغلي‬ ‫قهوة‬ ‫النار‬ ‫وعلى‬ ‫الضحى‬ ‫وقت‬
، ‫بارد‬ ‫بصوت‬ ‫القهوة‬ ‫عليها‬ ‫وعرضت‬ ، ‫فاترا‬ ‫استقبال‬ ‫سعدية‬ ‫استقبلتها‬ ‫وأشياء‬ ‫وسكر‬ ‫فناجين‬
‫تخصصها‬ ‫ولم‬ ‫تحلفها‬ ‫لم‬ ، ‫سعدية‬ ‫تزد‬ ‫ولم‬ ، ‫آمنة‬ ‫فرفضت‬.‫لها‬ ‫تقل‬ ‫لم‬" :‫لك‬ ‫يتعرض‬ ‫الرسول‬
‫القهوة‬ ‫تشربي‬ ‫يهديك‬ ‫ا‬ ، ‫عليك‬ ‫النبي‬. "، ‫كبيرة‬ ‫شجاعة‬ ‫آمنة‬ ‫وتطلبت‬ ، ‫واحدة‬ ‫جملة‬ ‫على‬ ‫تزد‬ ‫لم‬
‫ريقها‬ ‫وبلعت‬ ‫وجفت‬ ‫عرقت‬ ، ‫سعدية‬ ‫ابنة‬ ‫ونعمة‬ ، ‫أحمد‬ ‫ابنها‬ ‫موضوع‬ ‫في‬ ‫سعدية‬ ‫تحدث‬ ‫لكي‬, .
‫الحتقار‬ ‫هذا‬ ‫لكل‬ ‫عرضها‬ ‫الذي‬ ‫ابنها‬ ‫تلعن‬ ‫داخلها‬ ‫وفي‬ ‫مرتعش‬ ‫صوت‬ ‫في‬ ‫قالت‬ ‫أخيرا‬" :‫سعدية‬
‫أختي‬.‫كلهم‬ ‫الناس‬ ‫دون‬ ‫من‬ ‫أنت‬ ‫بحال‬ ، ‫ليكي‬ ‫يجيبني‬ ‫ما‬ ‫الممات‬ ‫ول‬ ‫الحاية‬ ‫تاني‬ ‫حالفه‬ ‫كت‬ ‫أنا‬
‫أمي‬ ‫في‬ ‫تعزيني‬ ‫تجي‬ ‫ابيتي‬.‫مسامح‬ ‫المؤمن‬ ‫برضه‬ ‫لكين‬..‫عافالك‬ ‫أنا‬ ‫ختي‬ ‫يا‬ ‫دحيني‬.‫الغرض‬
‫نعمة‬ ‫في‬ ‫رغبة‬ ‫عندنا‬ ‫وأنا‬ ‫أحمد‬ ‫أبو‬ ‫ولدي‬ ‫أحمد‬ ، ‫شأنه‬ ‫من‬ ‫الجيتك‬ ‫الشيء‬ ، ‫حسع‬ ‫ليكي‬ ‫الجابني‬
‫أحمد‬ ‫لي‬. "‫وأحست‬ ‫فمها‬ ‫في‬ ‫الخشب‬ ‫من‬ ‫كقطعة‬ ‫بلسانها‬ ‫شعرت‬ ، ‫حديثها‬ ‫من‬ ‫فرغت‬ ‫ولما‬
‫يداها‬ ‫وارتعشت‬ ‫مرتين‬ ‫فتنحنحت‬ ‫تقلص‬ ‫قد‬ ‫بحلقها‬.‫شيئا‬ ‫سعدية‬ ‫تقل‬ ‫ولم‬.‫بكلمة‬ ‫فاهت‬ ‫أنها‬ ‫لو‬
‫قليل‬ ‫آمنة‬ ‫روع‬ ‫لهدأ‬ ‫واحدة‬.‫شأنا‬ ‫منها‬ ‫أقل‬ ‫بأنها‬ ‫تشعرها‬ ‫دائما‬ ‫سعدية‬.‫نبيلة‬ ‫جميلة‬ ‫امرأة‬ ‫أنها‬
‫وأملك‬ ، ‫السبعة‬ ‫أخوانها‬ ‫بثروة‬ ‫السمح‬ ‫الوقور‬ ‫وجهها‬ ‫إلى‬ ‫تنظر‬ ‫وأنت‬ ‫تحس‬ ، ‫والسلوك‬ ‫الملمح‬
‫العد‬ ‫يحصيها‬ ‫ل‬ ‫التي‬ ‫ومواشيه‬ ‫وبقره‬ ‫وشجره‬ ‫زوجها‬ ‫ونخل‬ ‫الواسعة‬ ‫أبيها‬.‫أولد‬ ‫لها‬ ‫المرأة‬ ‫هذه‬
‫والناس‬ ، ‫الفتيان‬ ‫إليها‬ ‫يتطلع‬ ‫جميلة‬ ‫بنت‬ ‫ولها‬ ‫الحكومة‬ ‫في‬ ‫واشتغلوا‬ ‫المدارس‬ ‫في‬ ‫تعلموا‬ ‫ثلثة‬
‫أهداب‬ ‫سعدية‬ ‫رفعت‬ ‫وأخيرا‬ ‫؟‬ ‫شيئا‬ ‫تقول‬ ‫ل‬ ‫لماذا‬ ، ‫الكلم‬ ‫القليلة‬ ‫المرأة‬ ‫هذه‬ ، ‫بالخير‬ ‫يذكرونها‬
‫تفهمها‬ ‫لم‬ ‫نظرة‬ ‫آمنة‬ ‫إلى‬ ‫ونظرت‬ ، ‫الطويلة‬ ‫عينيها‬.‫ود‬ ‫أو‬ ‫عتاب‬ ‫أو‬ ‫حقد‬ ‫أو‬ ‫غضب‬ ‫فيها‬ ‫يكن‬ ‫لم‬.
‫يثور‬ ‫ول‬ ‫يهتز‬ ‫ل‬ ‫الذي‬ ‫الهادئ‬ ‫بصوتها‬ ‫وقالت‬" :‫خير‬ ‫ا‬ ‫شاء‬ ‫إن‬.، ‫البت‬ ‫أبو‬ ‫عند‬ ‫الشورى‬ ‫طبعا‬
‫نكلمه‬ ‫يجي‬ ‫وقت‬"‫يزوجونها‬ ‫والن‬ ، ‫ذلك‬ ‫بعد‬ ‫رفضوا‬ ‫أنهم‬ ‫كيف‬ ‫وتذكرت‬ ، ‫هذا‬ ‫كل‬ ‫آمنة‬ ‫تذكرت‬
‫للزين‬-‫الغشيم‬ ‫الهبيل‬ ‫الرجل‬ ‫هذا‬!‫في‬ ‫كأن‬ ‫آمنة‬ ‫وشعرت‬ ، ‫الناس‬ ‫سائر‬ ‫دون‬ ‫للزين‬ ‫يزوجونها‬
‫آمنة‬ ‫عيني‬ ‫لحظت‬ ‫حين‬ ‫اللبن‬ ‫بائعة‬ ‫حليمة‬ ‫وارتاعت‬ ، ‫عمد‬ ‫عن‬ ، ‫شخصيا‬ ‫يها‬ ‫موجهة‬ ‫إساءة‬ ‫المر‬
‫لمنة‬ ‫وقالت‬ ‫فزادته‬ ، ‫اللبن‬ ‫غشتها‬ ‫أنها‬ ‫أدركت‬ ‫آمنة‬ ‫أن‬ ‫وحسبت‬ ، ‫بالغضب‬ ‫تتسعان‬" :‫كي‬ ‫ها‬ ‫كمان‬
‫تزعلي‬ ‫ما‬ ‫عشان‬ ‫زيادة‬ ‫دا‬ " .
‫ويسيل‬ ‫بالغيظ‬ ‫الرجل‬ ‫صدر‬ ‫يمتلئ‬ ‫كما‬ ، ‫النيل‬ ‫صدر‬ ‫ينتفخ‬ ، ‫عاما‬ ‫يتلو‬ ‫عام‬ ، ‫العوام‬ ‫تتابعت‬
، ‫البيوت‬ ‫أسفل‬ ‫عند‬ ‫الصحراء‬ ‫حافة‬ ‫إلى‬ ‫يصل‬ ‫حتى‬ ‫المزروعة‬ ‫الرض‬ ‫فيغطي‬ ، ‫الضفتين‬ ‫على‬ ‫الماء‬
‫أريج‬ ‫من‬ ‫مزيج‬ ‫هي‬ ‫رائحة‬ ‫تحمل‬ ‫بالندى‬ ‫مفعمة‬ ‫رطبة‬ ‫ريح‬ ‫الشمال‬ ‫من‬ ‫وتهب‬ ، ‫بالليل‬ ‫الضفادع‬ ‫تنق‬
‫ورائحة‬ ‫بالماء‬ ‫ترتوي‬ ‫حين‬ ‫الظمأى‬ ‫الخصبة‬ ‫الرض‬ ‫ورائحة‬ ‫المبتل‬ ‫الحطب‬ ‫ورائحة‬ ‫الطلح‬ ‫زهر‬
‫القمر‬ ‫وجه‬ ‫يستدير‬ ‫حين‬ ‫المقمرة‬ ‫الليالي‬ ‫وفي‬ ، ‫الرمل‬ ‫على‬ ‫الموج‬ ‫يلقيها‬ ‫التي‬ ‫الميتة‬ ‫السماك‬
‫والماء‬ ‫الشجر‬ ‫وأغصان‬ ‫النخل‬ ‫ظلل‬ ‫صفحتها‬ ‫فوق‬ ‫تتحرك‬ ‫مضيئة‬ ‫ضخمة‬ ‫مرآة‬ ‫إلى‬ ‫الماء‬ ‫يتحول‬
‫ودق‬ ‫زغاريده‬ ‫تسمع‬ ‫ميلين‬ ‫بعد‬ ‫على‬ ‫عرس‬ ‫حفل‬ ‫أقيم‬ ‫فإذا‬ ، ‫كبيرة‬ ‫أبعاد‬ ‫إلى‬ ‫الصوات‬ ‫يحمل‬
‫دارك‬ ‫يمين‬ ‫إلى‬ ‫كأنه‬ ‫ومزاميره‬ ‫طنابيره‬ ‫وعزف‬ ‫طبوله‬.‫ذات‬ ‫وتستيقظ‬ ، ‫الصعداء‬ ‫النيل‬ ‫ويتنفس‬
‫يمتد‬ ‫كبير‬ ‫واحد‬ ‫مجرى‬ ‫في‬ ‫يستقر‬ ، ‫الجانبين‬ ‫عن‬ ‫انحسر‬ ‫قد‬ ‫الماء‬ ‫وإذا‬ ‫هبط‬ ‫قد‬ ‫النيل‬ ‫صدر‬ ‫فإذا‬ ‫يوم‬
‫المغيب‬ ‫عند‬ ‫فيه‬ ‫وتغطس‬ ‫الصباح‬ ‫في‬ ‫الشمس‬ ‫منه‬ ‫تطلع‬ ، ‫وغربا‬ ‫شرقا‬.‫ممتده‬ ‫أرض‬ ‫فإذا‬ ‫وتنظر‬
‫الطبيعي‬ ‫مجراه‬ ‫إلى‬ ‫هروبه‬ ‫في‬ ‫مصقولة‬ ‫رشيقة‬ ‫دروبا‬ ‫الماء‬ ‫عليها‬ ‫ترك‬ ‫ملساء‬ ‫ريانة‬.‫رائحة‬
‫اللقاح‬ ‫يتهيأ‬ ‫حين‬ ‫النخل‬ ‫برائحة‬ ‫فتذكرك‬ ‫أنفك‬ ‫تمل‬ ‫الن‬ ‫الرض‬.‫تحس‬ ‫ولكنك‬ ، ‫مبتلة‬ ‫ساكنة‬ ‫الرض‬
‫بعلها‬ ‫لملقاة‬ ‫تستعد‬ ‫الشهوة‬ ‫عارمة‬ ‫امرأة‬ ‫كأنها‬ ، ‫عظيم‬ ‫سر‬ ‫على‬ ‫ينطوي‬ ‫بطنها‬ ‫أن‬.‫ساكنة‬ ‫الرض‬
‫والخصب‬ ‫الحياة‬ ‫ماء‬ ‫هو‬ ‫دافق‬ ‫بماء‬ ‫تضج‬ ‫أحشاءها‬ ‫ولكن‬.، ‫للعطاء‬ ‫تتهيأ‬ ، ‫متوثبة‬ ‫مبتلة‬ ‫الرض‬
‫الرض‬ ‫أحشاء‬ ‫حادا‬ ‫شيء‬ ‫ويطعن‬.‫وعطاء‬ ‫وألم‬ ‫نشوة‬ ‫لحظة‬.‫في‬ ‫طعن‬ ‫الذي‬ ‫المكان‬ ‫وفي‬
‫حب‬ ‫ودفء‬ ‫حنان‬ ‫في‬ ‫الجنين‬ ‫النثى‬ ‫رحم‬ ‫يضم‬ ‫وكما‬ ، ‫البذور‬ ‫تتدفق‬ ، ‫الرض‬ ‫أحشاء‬.‫كذلك‬
‫وثمر‬ ‫نبات‬ ‫عن‬ ‫الرض‬ ‫وتتشقق‬ ، ‫واللوبيا‬ ‫والذرة‬ ‫القمح‬ ‫حب‬ ‫على‬ ‫الرض‬ ‫باطن‬ ‫ينطوي‬ .
، ‫حجورهن‬ ‫على‬ ‫يجلسنها‬ ‫كن‬ ‫أمها‬ ‫لزيارة‬ ‫جئن‬ ‫إذا‬ ‫كن‬ ‫النساء‬ ‫أن‬ ‫طفلة‬ ‫وهي‬ ‫نعمة‬ ‫تذكر‬
‫وشفتها‬ ‫خدها‬ ‫على‬ ‫ويقبلنها‬ ، ‫كتفيها‬ ‫على‬ ‫المتهدل‬ ‫الغزير‬ ‫شعرها‬ ‫على‬ ‫بأيديهن‬ ‫ويمسحن‬
‫صدورهن‬ ‫إلى‬ ‫ويضممنها‬ ، ‫ويدغدغنها‬.‫ضجرت‬ ‫ومرة‬ ، ‫أذرعهن‬ ‫في‬ ‫وتتلوى‬ ، ‫ذلك‬ ‫تمقت‬ ‫وكانت‬
‫حيوان‬ ‫فكا‬ ‫كأنهما‬ ، ‫عليها‬ ‫تنطبقان‬ ‫الغليظتين‬ ‫المرأة‬ ‫بذراعي‬ ‫وشعرت‬ ، ‫بها‬ ‫بدينة‬ ‫امرأة‬ ‫عبث‬
‫أن‬ ‫وحاولت‬ ‫نعمة‬ ‫وتململت‬ ، ‫تخنقها‬ ‫كأنها‬ ، ‫القوي‬ ‫وعطرها‬ ‫المثقلة‬ ‫المرأة‬ ‫وبردفي‬ ، ‫مفترس‬
‫المرأة‬ ‫قبضة‬ ‫من‬ ‫تتخلص‬.‫بشفتيها‬ ‫وجهها‬ ‫على‬ ‫وانقضت‬ ‫بقوة‬ ‫صدرها‬ ‫إلى‬ ‫ضمتها‬ ‫المرأة‬ ‫ولكن‬
، ‫قاسية‬ ‫صفعة‬ ‫وجهها‬ ‫على‬ ‫نعمة‬ ‫صفعتها‬ ، ‫وتشمها‬ ، ‫خدها‬ ‫وعلى‬ ‫رقبتها‬ ‫على‬ ‫تقبلها‬ ‫المكتنزتين‬
‫الغرفة‬ ‫وتركت‬ ‫نعمة‬ ‫وانفلتت‬ ‫ذراعاها‬ ‫وانفك‬ ‫المرأة‬ ‫وذعرت‬.‫أصبحت‬ ، ‫طفلة‬ ‫تعد‬ ‫ولم‬ ‫كبرت‬ ‫ولما‬
‫الطريق‬ ‫في‬ ‫بهم‬ ‫تمر‬ ‫حين‬ ، ‫إليها‬ ‫تلتفت‬ ‫السواء‬ ‫على‬ ‫والرجال‬ ‫النساء‬ ‫رؤوس‬.‫تأبه‬ ‫تكن‬ ‫لم‬ ‫لكنها‬
‫القرآن‬ ‫لتتعلم‬ ‫تاب‬ّ ‫ك‬ُ ‫ال‬ ‫في‬ ‫يدخلها‬ ‫أن‬ ‫أباها‬ ‫أرغمت‬ ‫كيف‬ ‫أيضا‬ ‫وتذكر‬ ، ‫لجمالها‬.‫الطفلة‬ ‫كانت‬
‫الصبيان‬ ‫بين‬ ‫الوحيدة‬.‫يقرأون‬ ‫يكبرونها‬ ‫صبيان‬ ‫إلى‬ ‫تستمع‬ ‫وكانت‬ ، ‫الكتابة‬ ‫تعلمت‬ ‫واحد‬ ‫شهر‬ ‫وبعد‬
‫وكانت‬ ‫بتلوته‬ ‫وتستلذ‬ ، ‫بنهم‬ ‫تحفظه‬ ، ‫القرآن‬ ‫على‬ ‫وأقبلت‬ ، ‫ذهنها‬ ‫في‬ ‫فتستفر‬ ، ‫القرآن‬ ‫من‬ ‫سورا‬
‫الرحمن‬ ‫سورة‬ ‫حفظته‬ ‫مما‬ ‫تؤثر‬ ‫كانت‬ ، ‫السار‬ ‫كالخبر‬ ‫قلبها‬ ‫على‬ ‫تنزل‬ ، ‫منه‬ ‫معينة‬ ‫آيات‬ ‫تعجبها‬
‫بنشوة‬ ‫وتشعر‬ ‫أيوب‬ ‫عن‬ ‫تقرأ‬ ‫وهي‬ ‫الحزن‬ ‫يعتصره‬ ‫بقلبها‬ ‫وتشعر‬ ، ‫القصص‬ ‫وسورة‬ ‫مريم‬ ‫وسورة‬
‫عندنا‬ ‫من‬ ‫رحمة‬ ‫معهم‬ ‫ومثلهم‬ ‫أهله‬ ‫وآتيناه‬ ‫الية‬ ‫إلى‬ ‫تصل‬ ‫حين‬ ‫عظيمة‬.‫امرأة‬ ‫رحمة‬ ‫وتتخيل‬
‫رحمة‬ ‫اسموها‬ ‫أهلها‬ ‫أن‬ ‫لو‬ ‫وتتمنى‬ ، ‫زوجها‬ ‫خدمة‬ ‫في‬ ‫متفانية‬ ‫الحسن‬ ‫رائعة‬.‫بتضحية‬ ‫تحلم‬ ‫كانت‬
‫الغريب‬ ‫الحساس‬ ‫ذلك‬ ‫فيها‬ ، ‫اليام‬ ‫من‬ ‫يوم‬ ‫في‬ ‫تؤديها‬ ‫ضخمة‬ ‫تضحية‬ ، ‫نوعها‬ ‫تدري‬ ‫ل‬ ‫عظيمة‬
‫الشعور‬ ‫شخصيتها‬ ‫محور‬ ، ‫وقورة‬ ‫طفلة‬ ‫نعمة‬ ‫ونشأت‬ ‫مريم‬ ‫سورة‬ ‫تقرأ‬ ‫حين‬ ‫تحسه‬ ‫الذي‬
‫حديثا‬ ‫أبيها‬ ‫إلى‬ ‫وتتحدث‬ ، ‫شيء‬ ‫كل‬ ‫في‬ ‫وتناقشها‬ ، ‫البيت‬ ‫أعباء‬ ‫في‬ ‫أمها‬ ‫تشارك‬ ، ‫بالمسؤولية‬
‫مواصلة‬ ‫على‬ ‫يحثها‬ ‫بعامين‬ ‫يكبرها‬ ‫الذي‬ ‫أخوها‬ ‫كان‬ ، ‫الحيان‬ ‫بعض‬ ‫في‬ ‫يذهله‬ ‫جريئا‬ ‫ناضجا‬
‫لها‬ ‫ويقول‬ ‫المدارس‬ ‫في‬ ‫التعليم‬" :‫محامية‬ ‫ول‬ ‫دكتورة‬ ‫تبقي‬ ‫يمكن‬. "‫بذلك‬ ‫تؤمن‬ ‫تكن‬ ‫لم‬ ‫ولكنها‬
‫التعليم‬ ‫من‬ ‫النوع‬.‫الوقار‬ ‫من‬ ‫الكثيف‬ ‫القناع‬ ‫ذلك‬ ‫وجهها‬ ‫وعلى‬ ‫لخيها‬ ‫تقول‬" :‫في‬ ‫التعليم‬
‫طرطشة‬ ‫كله‬ ‫المدارس‬.‫الصلة‬ ‫وفرايض‬ ‫القرآن‬ ‫ومعرفة‬ ‫والكتابة‬ ‫القراية‬ ‫كفاية‬. "‫ويضحك‬
‫ويقول‬ ‫أخوها‬" :‫حججك‬ ‫مع‬ ‫وتنفك‬ ‫يعرسك‬ ‫حلل‬ ‫ود‬ ‫يجي‬ ‫باكر‬. "‫هذا‬ ‫لها‬ ‫يقولون‬ ‫أسرتها‬ ‫أفراد‬
‫صدرها‬ ‫تضم‬ ، ‫المحيا‬ ‫الوقورة‬ ‫العينين‬ ‫الغاضبة‬ ‫الفتاة‬ ‫هذه‬ ‫أن‬ ‫يدركون‬ ‫فهم‬ ، ‫بالخوف‬ ‫إحساس‬ ‫مع‬
‫يصلحون‬ ‫الذين‬ ‫الفتيان‬ ‫عن‬ ‫تتحدث‬ ‫أمها‬ ‫بدأت‬ ‫و‬ ‫عشرة‬ ‫السادسة‬ ‫بلغت‬ ‫ولما‬ ، ‫عنهم‬ ‫تخفيه‬ ‫أمر‬ ‫على‬
‫أصهارا‬.‫شيئا‬ ‫تقول‬ ‫ول‬ ‫كتفيها‬ ‫تهز‬ ‫نعمة‬ ‫ولكن‬.‫زواج‬ ‫أمر‬ ‫في‬ ‫تحدثها‬ ‫سعدية‬ ‫إلى‬ ‫آمنة‬ ‫جاءت‬ ‫ولما‬
‫سعدية‬ ‫لها‬ ‫وقالت‬ ‫أحمد‬ ‫من‬ ‫نعمة‬" :‫البت‬ ‫أبو‬ ‫عند‬ ‫الشورى‬"‫أن‬ ‫نفسها‬ ‫قرارة‬ ‫في‬ ‫تعلم‬ ‫كانت‬)
‫الرأي‬(‫نفسها‬ ‫نعمة‬ ‫غير‬ ‫لحد‬ ‫ل‬.‫خيارها‬ ‫من‬ ‫لبد‬ ‫وكان‬.‫وقالت‬ ‫كتفيها‬ ‫فهزت‬:‫ما‬ ‫الليلة‬ ‫لي‬ ‫أنا‬
‫للعرس‬ ‫بقيت‬(‫حماة‬ ‫تصبح‬ ‫لن‬ ‫متحمسة‬ ‫تكن‬ ‫لم‬ ‫سعدية‬ ‫وأن‬ ‫خاصة‬ ، ‫مناقشتها‬ ‫العبث‬ ‫من‬ ‫وكان‬
‫لمنة‬.‫آخر‬ ‫خطيب‬ ‫ظهر‬ ‫حتى‬ ‫طويل‬ ‫وقت‬ ‫ذلك‬ ‫بعد‬ ‫يمض‬ ‫لم‬:‫إدريس‬.‫كن‬ ‫البلد‬ ‫في‬ ‫كثيرات‬ ‫فتيات‬
‫ابتدائية‬ ‫مدرسة‬ ‫في‬ ‫مدرسا‬ ‫يعمل‬ ، ‫متعلما‬ ‫كان‬ ‫فقد‬ ‫له‬ ‫زوجات‬ ‫يصبحن‬ ‫أن‬ ‫يتمنين‬.‫دمث‬ ‫وكان‬
‫التي‬ ، ‫الصل‬ ‫ذوات‬ ‫العوائل‬ ‫من‬ ‫تكن‬ ‫لم‬ ‫عائلته‬ ‫أن‬ ‫ومع‬ ‫البلد‬ ‫أهل‬ ‫بين‬ ‫السيرة‬ ‫حسن‬ ، ‫الخلق‬
‫أسرة‬ ‫كانت‬ ‫عشرته‬ ‫وحسن‬ ‫بجده‬ ‫الناس‬ ‫بين‬ ‫مكانة‬ ‫لنفسه‬ ‫كون‬ ‫أباه‬ ‫أن‬ ‫إل‬ ، ‫البلد‬ ‫في‬ ‫إليها‬ ‫يشار‬
‫إلى‬ ‫يميلون‬ ، ‫الثلثة‬ ‫وأخوانها‬ ، ‫سعدية‬ ‫وأمها‬ ، ‫نعمة‬ ‫والد‬ ‫إبراهيم‬ ‫حاج‬ ‫وكان‬ ، ‫الحال‬ ‫ميسورة‬ ‫طيبة‬
‫إدريس‬ ‫قبول‬.‫ذلك‬ ‫غير‬ ‫رأي‬ ‫لها‬ ‫كان‬ ‫نعمة‬ ‫أن‬ ‫بيد‬.‫وقالت‬ ‫كتفيها‬ ‫هزت‬" :‫بدوره‬ ‫ما‬. (‫واحتد‬
‫بصفعها‬ ‫وهم‬ ‫معها‬ ‫كلمه‬ ‫في‬ ‫إبراهيم‬ ‫حاج‬.‫فجأة‬ ‫توقف‬ ‫ولكنه‬.‫الفتاة‬ ‫تلك‬ ‫محيا‬ ‫في‬ ‫ما‬ ‫شيء‬
‫صدره‬ ‫في‬ ‫الغضب‬ ‫قتل‬ ‫العنيدة‬.‫وجهها‬ ‫على‬ ‫الرزين‬ ‫التصميم‬ ‫لعله‬ ، ‫عينيها‬ ‫تعبير‬ ‫لعله‬.‫وكأنما‬
‫متمردة‬ ‫ول‬ ‫عاقة‬ ‫ليست‬ ‫الفتاة‬ ‫هذه‬ ‫بأن‬ ‫الرجل‬ ‫أحس‬.‫القدام‬ ‫إلى‬ ‫داخلي‬ ‫بإيعاز‬ ‫مدفوعة‬ ‫ولكنها‬
‫عنه‬ ‫ردها‬ ‫أحد‬ ‫يستطيع‬ ‫ل‬ ‫أمر‬ ‫على‬ .
‫الزواج‬ ‫أمر‬ ‫في‬ ‫أحد‬ ‫يكلمها‬ ‫لم‬ ‫يومها‬ ‫ومن‬ .
‫الزواج‬ ‫خواطر‬ ‫ذهنها‬ ‫على‬ ‫وتخطر‬ ، ‫وأفكارها‬ ‫نفسها‬ ‫تفرغ‬ ‫حين‬ ‫نعمة‬ ‫وكانت‬.‫أن‬ ‫تحس‬
‫تحتسب‬ ‫ل‬ ‫حيث‬ ‫من‬ ‫سيجيئها‬ ‫الزواج‬.‫عباده‬ ‫على‬ ‫ا‬ ‫قضاء‬ ‫يقع‬ ‫كما‬.‫ويموتون‬ ‫الناس‬ ‫يولد‬ ‫ما‬ ‫مثل‬
‫ويهطل‬ ‫القمح‬ ‫ينبت‬ ‫كما‬ ، ‫عام‬ ‫كل‬ ‫النخل‬ ‫ويثمر‬ ، ‫العواصف‬ ‫وتهب‬ ، ‫النيل‬ ‫يبيض‬ ‫ما‬ ‫مثل‬ ، ‫ويمرضون‬
‫تولد‬ ‫أن‬ ‫قبل‬ ‫محفوظ‬ ‫لوح‬ ‫في‬ ‫لها‬ ‫ا‬ ‫قسمها‬ ‫قسمة‬ ، ‫زواجها‬ ‫سيكون‬ ‫كذلك‬ ‫الفصول‬ ‫وتتبدل‬ ‫المطر‬
‫أو‬ ‫خوف‬ ‫أو‬ ‫بفرح‬ ‫تحس‬ ‫تكن‬ ‫لم‬ ، ‫عليها‬ ‫وما‬ ‫الرض‬ ‫ا‬ ‫يخلق‬ ‫أن‬ ‫وقبل‬ ، ‫النيل‬ ‫يجري‬ ‫أن‬ ‫وقبل‬ ،
، ‫ما‬ ‫وقت‬ ‫في‬ ‫كتفيها‬ ‫على‬ ‫ستوضع‬ ‫كبيرة‬ ‫بمسؤولية‬ ‫تشعر‬ ‫كانت‬ ‫ولكنها‬ ، ‫هذا‬ ‫في‬ ‫تفكر‬ ‫حين‬ ‫أسى‬
‫معينة‬ ‫صورة‬ ‫ذهنها‬ ‫وفي‬ ‫تشب‬ ‫فتاة‬ ‫كل‬ ، ‫الحي‬ ‫في‬ ‫صاحباتها‬ ، ‫بعيدا‬ ‫يكون‬ ‫وقد‬ ، ‫قريبا‬ ‫يكون‬ ‫قد‬
‫بين‬ ‫من‬ ‫ويختطفها‬ ‫ويدخل‬ ، ‫الدار‬ ‫خارج‬ ‫الضوء‬ ‫ساجي‬ ‫مساء‬ ‫ذات‬ ‫فرسه‬ ‫يربط‬ ‫الذي‬ ‫الفارس‬ ‫عن‬
‫في‬ ‫ترتسم‬ ‫فلم‬ ‫نعمة‬ ‫أما‬ ، ‫العيش‬ ‫ورغد‬ ‫السعادة‬ ‫من‬ ‫سحرية‬ ‫عوالم‬ ‫إلى‬ ‫بعيدا‬ ‫بها‬ ‫ويهرب‬ ، ‫أهلها‬
‫الرجل‬ ‫يكون‬ ‫قد‬ ‫ما‬ ‫رجل‬ ‫على‬ ‫ما‬ ‫يوما‬ ‫ستسبغه‬ ‫فياض‬ ‫حب‬ ‫معها‬ ‫وكبر‬ ‫كبرت‬ ، ‫محددة‬ ‫صورة‬ ‫ذهنها‬
‫عامة‬ ‫من‬ ‫مزارعا‬ ‫أو‬ ، ‫متعلما‬ ‫وسيما‬ ‫شابا‬ ‫يكون‬ ‫قد‬ ‫الولى‬ ‫زوجته‬ ‫على‬ ‫يتزوجها‬ ، ‫أبناء‬ ‫له‬ ‫متزوجا‬
‫الزين‬ ‫يكون‬ ‫قد‬ ، ‫المعول‬ ‫وضرب‬ ‫خاض‬ ‫ما‬ ‫كثرة‬ ‫من‬ ، ‫والرجلين‬ ‫الكفين‬ ‫مشقق‬ ‫البلد‬ ‫أهل‬...‫وحين‬
‫الم‬ ‫تحسه‬ ‫الذي‬ ‫الشعور‬ ‫فصيلة‬ ‫من‬ ، ‫قلبها‬ ‫في‬ ‫دافئا‬ ‫إحساسا‬ ‫تحس‬ ‫نعمة‬ ‫بال‬ ‫على‬ ‫الزين‬ ‫يخطر‬
‫يتيم‬ ‫كطفل‬ ‫بالها‬ ‫على‬ ‫الزين‬ ‫يخطر‬ ، ‫بالشفقة‬ ، ‫آخر‬ ‫شعور‬ ‫الحساس‬ ‫بهذا‬ ‫ويمتزج‬ ، ‫أبنائها‬ ‫نحو‬
‫شيء‬ ‫عليه‬ ‫شفقتها‬ ‫في‬ ‫وما‬ ، ‫حال‬ ‫كل‬ ‫على‬ ‫عمها‬ ‫ابن‬ ‫أنه‬ ، ‫الرعاية‬ ‫إلى‬ ‫حاجة‬ ‫في‬ ، ‫الهل‬ ‫عديم‬
‫غريب‬ .
‫الخامس‬ ‫الفصل‬
‫حيثما‬ ، ‫مستقر‬ ‫له‬ ‫ليس‬ ‫قلق‬ ‫كروح‬ ‫كان‬ ‫فقد‬ ، ‫ليله‬ ‫الزين‬ ‫يقضي‬ ‫أين‬ ‫تبالي‬ ‫الزين‬ ‫أم‬ ‫تكن‬ ‫لم‬
‫الزين‬ ‫تجد‬ ‫عرس‬ ‫أقيم‬:، ‫برد‬ ‫يحبسه‬ ‫ل‬ ، ‫بحري‬ ‫أو‬ ‫قبلي‬ ‫في‬ ‫القوز‬ ‫عرب‬ ‫عند‬ ‫أو‬ ‫الطلحة‬ ‫فريق‬ ‫في‬
‫زغاريد‬ ‫نادرة‬ ‫بحساسية‬ ‫أذنه‬ ‫تلتقط‬ ، ‫فيضانه‬ ‫موسم‬ ‫في‬ ‫الطامي‬ ‫النيل‬ ‫ول‬ ‫بالليل‬ ‫تهب‬ ‫عاصفة‬ ‫ول‬
‫الصوت‬ ‫مصدر‬ ‫إلى‬ ‫يجذبه‬ ‫شيئا‬ ‫كأن‬ ‫ويهرول‬ ‫كتفه‬ ‫على‬ ‫ثوبه‬ ‫فيضع‬ ، ‫أميال‬ ‫بعد‬ ‫على‬ ‫النساء‬.
‫فإذا‬ ، ‫درمان‬ ‫أم‬ ‫من‬ ‫آتية‬ ‫السيارات‬ ‫تعدو‬ ‫حين‬ ، ‫الرمل‬ ‫كثبان‬ ‫وراء‬ ‫من‬ ‫فجأة‬ ‫النور‬ ‫يسطع‬ ‫وأحيانا‬
‫يحث‬ ، ‫الرض‬ ‫إلى‬ ‫تنظران‬ ‫وعيناه‬ ‫قليل‬ ‫المام‬ ‫إلى‬ ‫بجسمه‬ ‫يميل‬ ‫الرمل‬ ‫في‬ ‫يحب‬ ‫نحيل‬ ‫شخص‬
‫شرقا‬ ‫متجها‬ ‫الخطى‬.‫فإما‬ ، ‫الحي‬ ‫طرف‬ ‫في‬ ‫عرس‬ ‫حفل‬ ‫ثمة‬ ‫أن‬ ‫فيعلمون‬ ‫الزين‬ ‫الركاب‬ ‫يرى‬
‫به‬ ‫وتحرشوا‬ ‫السيارة‬ ‫أوقفوا‬ ‫وأما‬ ، ‫عليه‬ ‫يمرون‬ ‫حين‬ ‫به‬ ‫صاحوا‬.، ‫منهم‬ ‫كوكبة‬ ‫وراءه‬ ‫يسير‬ ‫وأحيانا‬
‫معالمها‬ ‫وتتضح‬ ‫النساء‬ ‫زغاريد‬ ‫وتقترب‬.‫النساء‬ ‫يميز‬ ‫أن‬ ‫الزين‬ ‫ويستطيع‬.‫ثم‬ ، ‫زغردت‬ ‫امرأة‬ ‫أية‬
‫الجن‬ ‫وادي‬ ‫في‬ ‫شياطين‬ ‫كأنها‬ ‫وتهبط‬ ‫تصعد‬ ‫مجتمعة‬ ‫أشباح‬ ‫وتبدو‬ ‫النوار‬ ‫تبدو‬.‫الغبار‬ ‫يظهر‬ ‫ثم‬
‫الضوء‬ ‫بخيوط‬ ‫يتشبث‬ ، ‫رقصها‬ ‫في‬ ‫الناس‬ ‫أرجل‬ ‫تثيره‬ ‫الذي‬.‫يعرفه‬ ‫نداء‬ ‫عن‬ ‫الليل‬ ‫ينشق‬ ‫وفجأة‬
‫أحد‬ ‫كل‬" :‫جاكم‬ ‫الزين‬ ‫الرقيص‬ ‫ناس‬ ‫يا‬ ، ‫العرس‬ ‫أهل‬ ‫يا‬ ‫عوك‬. "‫كالقضاء‬ ‫قفز‬ ‫قد‬ ‫الزين‬ ‫وإذا‬
‫الرقص‬ ‫حلقه‬ ‫في‬ ‫واستقر‬.‫جديدة‬ ‫طاقة‬ ‫الزين‬ ‫فيه‬ ‫نفث‬ ‫فقد‬ ‫فجأة‬ ‫المكان‬ ‫ويفور‬.‫بعيد‬ ‫ومن‬
‫به‬ ‫يرحبون‬ ‫صيحاتهم‬ ‫المرء‬ ‫يسمع‬" :‫ابشر‬.‫ابشر‬.‫عشرة‬ ‫حبابك‬. "‫النساء‬ ‫أصوات‬ ‫تموت‬ ‫وحين‬
‫رأسه‬ ‫الزين‬ ‫يسند‬ ، ‫الفجر‬ ‫طلوع‬ ‫قبيل‬ ‫دورهم‬ ‫إلى‬ ‫الناس‬ ‫ويتراوح‬ ، ‫النوار‬ ‫وتطفأ‬ ، ‫حلوقهن‬ ‫في‬
‫الطير‬ ‫كنوم‬ ‫خفيفا‬ ‫نوما‬ ‫برهة‬ ‫وينام‬ ، ‫شجرة‬ ‫جذع‬ ‫إلى‬ ‫أو‬ ‫حجر‬ ‫إلى‬.‫لصلة‬ ‫المؤذن‬ ‫يؤذن‬ ‫وحين‬
‫الشاي‬ ‫لتصنع‬ ‫أمه‬ ‫فيوقظ‬ ، ‫أهله‬ ‫إلى‬ ‫عائدا‬ ‫يقفل‬ ، ‫الفجر‬.‫ولم‬ ، ‫صباح‬ ‫ذات‬ ‫أذن‬ ‫قد‬ ‫المؤذن‬ ‫أن‬ ‫بيد‬
‫الزين‬ ‫يعد‬.‫الرجل‬ ‫قامة‬ ‫قدر‬ ‫الشمس‬ ‫ارتفعت‬ ‫ثم‬ ، ‫الشمس‬ ‫طلوع‬ ‫قبيل‬ ‫الشرقي‬ ‫الفق‬ ‫وأحمر‬
‫الزين‬ ‫يعد‬ ‫ولم‬.‫خيرا‬ ‫تستبشر‬ ‫فلم‬ ‫اليسر‬ ‫جنبها‬ ‫في‬ ‫خفيفة‬ ‫برجفة‬ ‫الزين‬ ‫أم‬ ‫وأحست‬.‫تعتقد‬ ‫إنها‬
‫محالة‬ ‫ل‬ ‫ذويها‬ ‫بأحد‬ ‫أو‬ ‫بها‬ ‫سيلم‬ ‫شرا‬ ‫فإن‬ ‫رجف‬ ‫إذا‬ ‫اليسر‬ ‫جنبها‬ ‫أن‬.‫الزين‬ ‫لعم‬ ‫تذهب‬ ‫أن‬ ‫وهمت‬
.‫قوية‬ ‫خبطة‬ ‫سمعت‬ ‫ثم‬ ، ‫يصر‬ ‫الكبير‬ ‫الحوش‬ ‫باب‬ ‫وسمعت‬ ‫الحوش‬ ‫باب‬ ‫عند‬ ‫حركة‬ ‫سمعت‬ ‫ولكنها‬
‫مريعا‬ ‫شيئا‬ ‫أمامها‬ ‫رأت‬ ‫وفجأة‬ ،.‫بيت‬ ‫رابع‬ ‫في‬ ‫لحمة‬ ‫أبو‬ ‫إبراهيم‬ ‫حاج‬ ‫سمعها‬ ‫صرخة‬ ‫فصرخت‬
‫الصباح‬ ‫قهوة‬ ‫يشرب‬ ‫مصلته‬ ‫على‬ ‫جالس‬ ‫وهو‬.‫الزين‬ ‫أم‬ ‫وحملوا‬ ‫ونساء‬ ‫رجال‬ ‫بالناس‬ ‫الدار‬ ‫امتلت‬
‫الوعي‬ ‫فاقدة‬.‫نصفين‬ ‫الناس‬ ‫وانشق‬.‫حول‬ ‫التفوا‬ ‫الرجال‬ ‫من‬ ‫أغلبهم‬ ‫ونصف‬ ، ‫الم‬ ‫مع‬ ‫راح‬ ‫نصفا‬
‫وسرواله‬ ‫وثوبه‬ ‫وصدره‬ ، ‫اليمنى‬ ‫عينه‬ ‫من‬ ‫قريب‬ ‫إلى‬ ‫يصل‬ ‫كبير‬ ‫جرح‬ ‫رأسه‬ ‫على‬ ‫كان‬ ، ‫الزين‬
‫بالدم‬ ‫ملطخة‬.‫رشدهم‬ ‫الناس‬ ‫وفقد‬.‫من‬ ‫عيناه‬ ‫احمرت‬ ‫وقد‬ ‫الزين‬ ‫في‬ ‫يصيح‬ ‫الحفيظ‬ ‫عبد‬ ‫وأخذ‬
‫الغضب‬" :‫؟‬ ‫الضربك‬ ‫المجرم‬ ‫الكلب‬ ‫مين‬ ‫؟‬ ‫دي‬ ‫العملة‬ ‫فيك‬ ‫عمل‬ ‫مين‬ ‫كلمنا‬"‫النساء‬ ‫وتصارخت‬
‫الزين‬ ‫وجه‬ ‫على‬ ‫مركزتان‬ ‫وعيناها‬ ، ‫صامته‬ ، ‫بعد‬ ‫عن‬ ‫تقف‬ ‫نعمة‬ ‫وكانت‬ ‫البكاء‬ ‫في‬ ‫أخذن‬ ‫وبعضهن‬
‫عظيم‬ ‫حنو‬ ‫فيهما‬ ‫الغضب‬ ‫محل‬ ‫حل‬ ‫وقد‬ ،.‫إبراهيم‬ ‫حاج‬ ‫وقال‬" :‫الحكيم‬. "‫وقع‬ ‫للكلمة‬ ‫وكان‬
‫محجوب‬ ‫وصاح‬ ‫النساء‬ ‫عويل‬ ‫فهدا‬ ، ‫النار‬ ‫على‬ ‫الماء‬" :‫الحكيم‬"‫الحفيظ‬ ‫عبد‬ ‫وصاح‬" :‫الحكيم‬"
‫ليحضره‬ ‫حماره‬ ‫على‬ ‫إسماعيل‬ ‫أحمد‬ ‫وانطلق‬ .
‫يلمع‬ ‫نظيفا‬ ‫وجهه‬ ‫كان‬ ‫أسبوعين‬ ‫ظل‬ ‫حيث‬ ‫مروى‬ ‫في‬ ‫المستشفى‬ ‫من‬ ‫الزين‬ ‫عاد‬ ‫ولما‬.
‫ناصعة‬ ‫بيضاء‬ ‫وثيابه‬.‫رأوا‬ ‫ولكنهم‬ ، ‫فمه‬ ‫في‬ ‫صفراوين‬ ‫سنين‬ ‫عهدوا‬ ‫كما‬ ‫الناس‬ ‫ير‬ ‫فلم‬ ‫وضحك‬
‫فكه‬ ‫في‬ ‫البحر‬ ‫صدف‬ ‫من‬ ‫كأنها‬ ‫أسنان‬ ‫من‬ ‫وصفا‬ ، ‫العلى‬ ‫فكه‬ ‫في‬ ‫اللمعة‬ ‫السنان‬ ‫من‬ ‫صفا‬
‫السفل‬.‫آخر‬ ‫شخص‬ ‫إلى‬ ‫تحول‬ ‫الزين‬ ‫وكأنما‬.‫المستقبلين‬ ‫صفوف‬ ‫بين‬ ‫واقفة‬ ‫وهي‬ ‫لنعمة‬ ‫وخطر‬
‫وسامة‬ ‫من‬ ‫يخلو‬ ‫ل‬ ‫الواقع‬ ‫في‬ ‫الزين‬ ‫أن‬ .
‫لمروى‬ ‫رحلته‬ ‫إل‬ ‫له‬ ‫حديث‬ ‫ول‬ ، ‫طويل‬ ‫زمنا‬ ‫ذلك‬ ‫بعد‬ ‫الزين‬ ‫وظل‬.‫يجتمع‬ ‫أن‬ ‫له‬ ‫يلذ‬ ‫كان‬
‫والطاهر‬ ‫الريس‬ ‫ود‬ ‫وحمد‬ ، ‫إسماعيل‬ ‫وأحمد‬ ، ‫الحفيظ‬ ‫وعبد‬ ، ‫محجوب‬ ، ‫القدامى‬ ‫رفاقه‬ ‫حوله‬
‫له‬ ‫جرى‬ ‫ما‬ ‫لهم‬ ‫فيحكي‬ ، ‫التاجر‬ ‫وسعيد‬ ، ‫الرواسي‬ .
" ‫نظاف‬ ‫هدوما‬ ‫ولبسوني‬ ‫هدومي‬ ‫قلعوني‬ ‫زول‬ ‫يا‬ ‫وصلت‬ ‫ما‬ ‫أول‬..‫يرقش‬ ‫السرير‬.
‫الكراع‬ ‫يزلق‬ ‫والبلط‬ ‫والبطاطين‬ ‫اللبن‬ ‫زي‬ ‫بيض‬ ‫المليات‬" ...‫متحرشا‬ ‫محجوب‬ ‫وقاطعة‬" :‫خلك‬
‫؟‬ ‫شنو‬ ‫بي‬ ‫ليك‬ ‫ملوها‬ ‫دي‬ ‫الكبيرة‬ ‫كرشك‬ ‫والبلط‬ ‫البطاطين‬ ‫من‬"‫مقبل‬ ‫كأنه‬ ‫الزين‬ ‫فم‬ ‫وارتجف‬
‫وليمة‬ ‫على‬" :‫بلش‬ ‫ول‬ ‫مروى‬ ‫استبالية‬ ‫في‬ ‫الكل‬ ‫هل‬ ‫هل‬.‫أكل‬ ‫جنس‬ ‫عاد‬ ‫هو‬.‫سمك‬ ‫شيتن‬
‫دجاج‬ ‫شيتن‬ ‫لحم‬ ‫شيتن‬ ‫بيض‬ ‫شيتن‬. "‫أخرى‬ ‫مرة‬ ‫محجوب‬ ‫وقاطعه‬" :‫ما‬ ‫الستباليات‬ ‫في‬ ‫الكل‬
‫؟‬ ‫بتشبع‬ ‫كت‬ ‫كيفن‬ ‫؟‬ ‫شوية‬ ‫قالوا‬"‫الجديدة‬ ‫أسنانه‬ ‫يظهر‬ ‫حتى‬ ، ‫ميدرة‬ ‫كبيرة‬ ‫ابتسامة‬ ‫الزين‬ ‫وابتسم‬
" :‫الكل‬ ‫قدام‬ ‫قعد‬ ‫صاحبتي‬ ‫كان‬ ‫التمرجية‬ ‫بحال‬. "‫الحفيظ‬ ‫عبد‬ ‫وصاح‬" :‫ا‬ ‫إل‬ ‫إله‬ ‫ل‬ ‫أي‬...
‫آمسنوح‬.‫؟‬ ‫التمرجيات‬ ‫على‬ ‫تتعلبس‬ ‫مشيت‬ ‫كمان‬"‫مكتوم‬ ‫بضحك‬ ‫الزين‬ ‫جسم‬ ‫وارتج‬" :‫أي‬..‫أي‬
...‫سميحة‬ ‫شافعتن‬ ‫مي‬ ‫زول‬ ‫يا‬ ‫أمانة‬. "‫دون‬ ‫ويضحك‬ ‫يستمع‬ ‫كان‬ ‫أن‬ ‫بعد‬ ‫الرواسي‬ ‫ود‬ ‫وتدخل‬
‫شيئا‬ ‫يقول‬ ‫أن‬" :‫الرسول‬ ‫عليك‬!‍‫لينا‬ ‫وصفها‬ ‫كدى‬ ‫الزين‬. "‫أن‬ ‫يخاف‬ ‫كأنه‬ ‫خلفه‬ ‫الزين‬ ‫والتفت‬
‫صوته‬ ‫وخفض‬ ‫أحد‬ ‫يسمعه‬" :‫صلبن‬ ‫كبر‬ ‫عليها‬ ‫زول‬ ‫يا‬ ‫أمان‬ ‫عليك‬. "‫وقتا‬ ‫الحديث‬ ‫حبل‬ ‫وانقطع‬.
‫بقية‬ ‫صدره‬ ‫في‬ ‫يزال‬ ‫وما‬ ، ‫قال‬ ‫أنفاسه‬ ‫الريس‬ ‫ود‬ ‫حمد‬ ‫استجمع‬ ‫وحين‬ ‫بالضحك‬ ‫المجلس‬ ‫ضج‬ ‫فقد‬
‫ضحك‬ ‫من‬" :‫؟‬ ‫الطاري‬ ‫آمقطوع‬ ‫معاها‬ ‫سويت‬ ‫شن‬"‫هذا‬ ‫يسمع‬ ‫لم‬ ‫كأنه‬ ‫حديثه‬ ‫الزين‬ ‫واصل‬
‫الخير‬ ‫السؤال‬" :‫مشلخة‬ ‫ماها‬ ، ‫مرها‬ ، ‫أمدرمان‬ ‫من‬ ‫سميحة‬ ‫بنيتن‬. "‫قريبا‬ ‫الرواسي‬ ‫ود‬ ‫وزحف‬
‫أخرى‬ ‫بطريقة‬ ‫سؤاله‬ ‫وأعاد‬ ‫الزين‬ ‫من‬" :‫؟‬ ‫صلبها‬ ‫كبر‬ ‫أوراك‬ ‫شن‬ ‫أنت‬"‫الفور‬ ‫على‬ ‫الزين‬ ‫وقال‬:
)‫؟‬ ‫بشوفه‬ ‫ما‬ ‫قدامي‬ ‫يبقي‬ ‫وقت‬ ‫الشي‬ ‫؟‬ ‫عميان‬ ‫أنا‬ ‫لك‬ ‫قالوا‬"‫الرد‬ ‫هذا‬ ‫من‬ ‫سر‬ ‫محجوب‬ ‫وكأن‬
‫الريس‬ ‫ود‬ ‫إلى‬ ‫ينظر‬ ‫وهو‬ ‫فقال‬" :‫نجيض‬ ‫الداهي‬.‫عويد‬ ‫قايلنه‬ ‫ساكت‬. (‫يديه‬ ‫الزين‬ ‫ووضع‬
‫خبيثة‬ ‫ابتسامة‬ ‫وجهه‬ ‫وعلى‬ ‫ببطء‬ ‫قال‬ ‫ثم‬ ، ‫قليل‬ ‫الوراء‬ ‫إلى‬ ‫ومال‬ ‫رأسه‬ ‫خلف‬" :‫جماعة‬ ‫يا‬ ‫دايرين‬
‫؟‬ ‫لها‬ ‫سويت‬ ‫شن‬ ‫تعرفو‬"‫بلهفة‬ ‫الريس‬ ‫ود‬ ‫وقال‬" :‫لها‬ ‫سويت‬ ‫شن‬ ‫حدثنا‬ ‫الزين‬ ‫الرسول‬. "
‫المعلق‬ ‫الكبير‬ ‫المصباح‬ ‫ضوء‬ ‫من‬ ‫شيء‬ ‫فانعكس‬ ، ‫ليتكلم‬ ‫فمه‬ ‫فتح‬ ‫ثم‬ ، ‫الزين‬ ‫ابتسامة‬ ‫واتسعت‬
‫أسنانه‬ ‫على‬ ‫سعيد‬ ‫دكان‬ ‫في‬.‫وحمد‬ ، ‫الرواسي‬ ‫والطاهر‬ ‫محجوب‬ ‫قفز‬ ، ‫واحد‬ ‫وقت‬ ‫وفي‬ ، ‫وفجأة‬
‫الريس‬ ‫ود‬.‫الحفيظ‬ ‫عبد‬ ‫وصاح‬) :‫امسكوه‬. (‫الزين‬ ‫كان‬ ‫البصر‬ ‫لمح‬ ‫في‬ ‫منهم‬ ‫أسرع‬ ‫كان‬ ‫لكنه‬
‫كلهم‬ ‫وانكبوا‬ ‫رقبته‬ ‫من‬ ‫شده‬ ‫ثم‬ ، ‫الرض‬ ‫في‬ ‫رماه‬ ‫ثم‬ ‫بعنف‬ ‫الهواء‬ ‫في‬ ‫ورفعه‬ ‫بالرجل‬ ‫أمسك‬ ‫قد‬
‫والطاهر‬ ، ‫اليسرى‬ ‫بذراعه‬ ‫أمسك‬ ‫الحفيظ‬ ‫وعبد‬ ، ‫اليمنى‬ ‫بذراعه‬ ‫أمسك‬ ‫إسماعيل‬ ‫أحمد‬ ، ‫عليه‬
‫وسطه‬ ‫من‬ ‫به‬ ‫أمسك‬ ‫الرواسي‬.‫دكانه‬ ‫في‬ ‫شيئا‬ ‫يزن‬ ‫سعيد‬ ‫وكان‬ ، ‫بساقيه‬ ‫أمسك‬ ‫الريس‬ ‫ود‬ ‫وحمد‬
‫يفلحوا‬ ‫لم‬ ‫لكنهم‬ ، ‫أيضا‬ ‫الزين‬ ‫بساقي‬ ‫وأمسك‬ ‫مشرعا‬ ‫فخرج‬ ، .
‫جميعا‬ ‫البلد‬ ‫أهل‬ ‫بها‬ ‫لحد‬ ‫طاقة‬ ‫ل‬ ‫جبارة‬ ‫مريعة‬ ‫قوة‬ ‫النحيل‬ ‫الزين‬ ‫جسم‬ ‫في‬ ‫تدفقت‬
‫ضد‬ ‫الزين‬ ‫يستعملها‬ ‫ل‬ ‫حتى‬ ‫جهدهم‬ ‫يبذلون‬ ‫الزين‬ ‫وأهل‬ ، ‫ويهابونها‬ ‫الرهيبة‬ ‫القوة‬ ‫هذه‬ ‫يعرفون‬
‫أحد‬.،‫الحقل‬ ‫في‬ ‫استفزه‬ ‫جامح‬ ‫ثور‬ ‫بقرني‬ ‫مرة‬ ‫أمسك‬ ‫الزين‬ ‫أن‬ ‫ذكروا‬ ‫كلما‬ ‫روعا‬ ‫يرتعدون‬ ‫أنهم‬
، ‫العظام‬ ‫مهشم‬ ‫أرضا‬ ‫ألقاه‬ ‫ثم‬ ‫به‬ ‫وطرح‬ ‫قش‬ ‫حزمة‬ ‫كأنه‬ ‫الرض‬ ‫عن‬ ‫ورفعه‬ ، ‫قرنيه‬ ‫من‬ ‫به‬ ‫أمسك‬
‫ذرة‬ ‫عود‬ ‫وكأنها‬ ‫جذورها‬ ‫من‬ ‫سنط‬ ‫شجرة‬ ‫قلع‬ ‫حمساة‬ ‫فورات‬ ‫من‬ ‫فورة‬ ‫في‬ ‫مرة‬ ‫أنه‬ ‫وكيف‬.‫كلهم‬
‫بشر‬ ‫مقدور‬ ‫في‬ ‫ليست‬ ‫خارقة‬ ‫قوة‬ ‫الضاوي‬ ‫الجسم‬ ‫هذا‬ ‫في‬ ‫أن‬ ‫يعلم‬:‫الدين‬ ‫وسيف‬..‫هذه‬
‫برهة‬ ‫أصواتهم‬ ‫واختلطت‬ ‫هالك‬ ‫محالة‬ ‫ل‬ ‫أنه‬ ، ‫الن‬ ‫الزين‬ ‫عليها‬ ‫انقض‬ ‫التي‬ ‫الفريسة‬.‫الزين‬ ‫كان‬
‫غضب‬ ‫في‬ ‫يردد‬)‫أكتله‬ ‫لزم‬ ‫الدكر‬ ‫الحمار‬- (‫برجل‬ ‫الزين‬ ‫يلحقه‬ ‫ذم‬ ‫أقصى‬ ‫الدكر‬ ‫والحمار‬.
‫وخوف‬ ‫توتر‬ ‫في‬ ‫الحفيظ‬ ‫عبد‬ ‫صوت‬ ‫وارتفع‬) :‫خليه‬ ‫ا‬ ‫عليك‬ ‫الزين‬ ‫الرسول‬. (‫محجوب‬ ‫وأخذ‬
‫يأس‬ ‫في‬ ‫يشتم‬.‫في‬ ‫الزين‬ ‫عض‬ ‫الحيلة‬ ‫أعيته‬ ‫ولما‬ ، ‫وأقواهم‬ ‫سنا‬ ‫أصغرهم‬ ‫إسماعيل‬ ‫أحمد‬ ‫وكان‬
‫ظهره‬.‫يعوم‬ ‫الليل‬ ‫في‬ ‫السمك‬ ‫عن‬ ‫بحثه‬ ‫في‬ ‫كان‬ ، ‫بقوته‬ ‫مشهورا‬ ‫رجل‬ ‫الرواسي‬ ‫الطاهر‬ ‫وكان‬
‫نفسه‬ ‫ينقطع‬ ‫فل‬ ‫الساعة‬ ‫نصف‬ ‫الماء‬ ‫في‬ ‫ويغطس‬ ‫وجيئة‬ ‫ذهابا‬ ‫النيل‬.‫شيئا‬ ‫تكن‬ ‫لم‬ ‫قوته‬ ‫لكن‬
‫الزين‬ ‫بجانب‬.‫برجليه‬ ‫يضرب‬ ‫وأوه‬ ‫الدين‬ ‫سيف‬ ‫حلق‬ ‫من‬ ‫يصدر‬ ‫شخيرا‬ ‫سمعوا‬ ‫ضوضائهم‬ ‫وفي‬
‫الهواء‬ ‫في‬ ‫الطويلتين‬.‫محجوب‬ ‫وصاح‬" :‫كتله‬ ‫مات‬ " .
‫الضجة‬ ‫فوق‬ ‫وقورا‬ ‫هادئا‬ ‫ارتفع‬ ‫الحنين‬ ‫صوت‬ ‫لكن‬) :‫الزين‬.‫المبروك‬.‫عليك‬ ‫يرضى‬ ‫ا‬(
‫واحدة‬ ‫دفعة‬ ‫الستة‬ ‫الرجال‬ ‫ووقع‬ ‫ساكنا‬ ‫هامدا‬ ‫الرض‬ ‫على‬ ‫الدين‬ ‫سيف‬ ‫ووقع‬ ‫الزين‬ ‫قبضة‬ ‫وانفكت‬
.، ‫يدفعونه‬ ‫كانوا‬ ‫أمامهم‬ ‫حائطا‬ ‫فكأن‬ ‫المفاجئ‬ ‫بسكوته‬ ‫الزين‬ ‫وباغتهم‬ ‫الحنين‬ ‫صوت‬ ‫فاجأهم‬ ‫فقد‬
‫كان‬ ‫أنه‬ ‫بد‬ ‫ل‬ ، ‫كامل‬ ‫صمت‬ ‫فيها‬ ‫ساد‬ ‫العين‬ ‫طرفة‬ ‫مقدار‬ ، ‫جدا‬ ‫قصيرة‬ ‫برهة‬ ‫ومضت‬ ، ‫بغته‬ ‫إنهد‬
‫سيف‬ ‫وتذكروا‬ ‫أخرى‬ ‫مرة‬ ‫فيهم‬ ‫الحياة‬ ‫جاشت‬ ‫ذلك‬ ‫بعد‬ ، ‫وأمل‬ ‫وحيرة‬ ‫رعب‬ ‫من‬ ‫مزيجا‬ ‫صمتا‬
‫مرتعش‬ ‫فرح‬ ‫بصوت‬ ‫محجوب‬ ‫صاح‬ ‫ثم‬ ، ‫عليه‬ ‫رؤوسهم‬ ‫أنكبت‬ ، ‫الدين‬)‫لله‬ ‫الحمد‬.‫لله‬ ‫الحمد‬(
‫أخذوا‬ ‫خافتة‬ ‫متوترة‬ ‫أصوات‬ ‫وفي‬ ‫سعيد‬ ‫دكان‬ ‫أمام‬ ‫كنبة‬ ‫على‬ ‫ووضعوه‬ ‫الدين‬ ‫سيف‬ ‫وحملوا‬
‫ا‬َ ‫مطأطئ‬ ‫ركبتيه‬ ‫بين‬ ‫ويداه‬ ‫مؤخرته‬ ‫على‬ ‫جالسا‬ ‫فرأوه‬ ‫الزين‬ ‫تذكروا‬ ‫فقط‬ ‫حينئذ‬ ‫الحياة‬ ‫إلى‬ ‫يعيدونه‬
‫صوت‬ ‫في‬ ‫إليه‬ ‫يتحدث‬ ‫كان‬ ، ‫بالغ‬ ‫حنان‬ ‫في‬ ‫الزين‬ ‫كتف‬ ‫على‬ ‫يده‬ ‫وضع‬ ‫قد‬ ‫الحنين‬ ‫وكان‬ ، ‫رأسه‬
‫بالحب‬ ‫مليء‬ ‫لكنه‬ ‫حازم‬) :‫المبروك‬ ‫الزين‬.‫؟‬ ‫كده‬ ‫عملت‬ ‫ليه‬ ) .
رواية عرس الزين للروائى السودانى العالمى الطيب صالح
رواية عرس الزين للروائى السودانى العالمى الطيب صالح
رواية عرس الزين للروائى السودانى العالمى الطيب صالح
رواية عرس الزين للروائى السودانى العالمى الطيب صالح
رواية عرس الزين للروائى السودانى العالمى الطيب صالح
رواية عرس الزين للروائى السودانى العالمى الطيب صالح
رواية عرس الزين للروائى السودانى العالمى الطيب صالح
رواية عرس الزين للروائى السودانى العالمى الطيب صالح
رواية عرس الزين للروائى السودانى العالمى الطيب صالح
رواية عرس الزين للروائى السودانى العالمى الطيب صالح
رواية عرس الزين للروائى السودانى العالمى الطيب صالح
رواية عرس الزين للروائى السودانى العالمى الطيب صالح
رواية عرس الزين للروائى السودانى العالمى الطيب صالح
رواية عرس الزين للروائى السودانى العالمى الطيب صالح
رواية عرس الزين للروائى السودانى العالمى الطيب صالح
رواية عرس الزين للروائى السودانى العالمى الطيب صالح
رواية عرس الزين للروائى السودانى العالمى الطيب صالح
رواية عرس الزين للروائى السودانى العالمى الطيب صالح
رواية عرس الزين للروائى السودانى العالمى الطيب صالح
رواية عرس الزين للروائى السودانى العالمى الطيب صالح
رواية عرس الزين للروائى السودانى العالمى الطيب صالح
رواية عرس الزين للروائى السودانى العالمى الطيب صالح
رواية عرس الزين للروائى السودانى العالمى الطيب صالح
رواية عرس الزين للروائى السودانى العالمى الطيب صالح
رواية عرس الزين للروائى السودانى العالمى الطيب صالح
رواية عرس الزين للروائى السودانى العالمى الطيب صالح
رواية عرس الزين للروائى السودانى العالمى الطيب صالح

More Related Content

What's hot

مقدمة عن صلاح جاهين
مقدمة عن صلاح جاهينمقدمة عن صلاح جاهين
مقدمة عن صلاح جاهين
Nourhan Elsaeed
 
قصتي في بدايه الانحراف
قصتي في بدايه الانحرافقصتي في بدايه الانحراف
قصتي في بدايه الانحراف
sex_story_arbic
 
بدايتي في عالم الانحراف
بدايتي في عالم الانحرافبدايتي في عالم الانحراف
بدايتي في عالم الانحراف
sex_story_arbic
 
عرفان .. قصة قصيرة
عرفان .. قصة قصيرةعرفان .. قصة قصيرة
عرفان .. قصة قصيرة
Hamid Benkhibech
 

What's hot (20)

مجموعة قصصية العريس
مجموعة قصصية العريسمجموعة قصصية العريس
مجموعة قصصية العريس
 
الباهرة, مجموعة قصصية للكاتبة رجاء بكرية
الباهرة, مجموعة قصصية للكاتبة رجاء بكريةالباهرة, مجموعة قصصية للكاتبة رجاء بكرية
الباهرة, مجموعة قصصية للكاتبة رجاء بكرية
 
عندما يزهر البرتقال | الكاتب الأسير عمار الزبن
عندما يزهر البرتقال | الكاتب  الأسير عمار الزبن عندما يزهر البرتقال | الكاتب  الأسير عمار الزبن
عندما يزهر البرتقال | الكاتب الأسير عمار الزبن
 
خطة صادق
خطة صادقخطة صادق
خطة صادق
 
مقدمة عن صلاح جاهين
مقدمة عن صلاح جاهينمقدمة عن صلاح جاهين
مقدمة عن صلاح جاهين
 
نحن العائلة
نحن العائلةنحن العائلة
نحن العائلة
 
طابور الاحلام
طابور الاحلامطابور الاحلام
طابور الاحلام
 
وردة الحشرات المضيئة
وردة الحشرات المضيئةوردة الحشرات المضيئة
وردة الحشرات المضيئة
 
أشعار شاقة مؤبدة 2
أشعار شاقة مؤبدة 2أشعار شاقة مؤبدة 2
أشعار شاقة مؤبدة 2
 
جوهر المتأرجح
جوهر المتأرجحجوهر المتأرجح
جوهر المتأرجح
 
قصة لونا
قصة لوناقصة لونا
قصة لونا
 
الأدب الأنـدلـسي
الأدب الأنـدلـسيالأدب الأنـدلـسي
الأدب الأنـدلـسي
 
نسرين - مجموعة قصصية -
نسرين  - مجموعة قصصية -نسرين  - مجموعة قصصية -
نسرين - مجموعة قصصية -
 
منى
منىمنى
منى
 
الشعراء في الأندلس
الشعراء في الأندلسالشعراء في الأندلس
الشعراء في الأندلس
 
بداية الضياع
بداية الضياعبداية الضياع
بداية الضياع
 
قصتي في بدايه الانحراف
قصتي في بدايه الانحرافقصتي في بدايه الانحراف
قصتي في بدايه الانحراف
 
بدايتي في عالم الانحراف
بدايتي في عالم الانحرافبدايتي في عالم الانحراف
بدايتي في عالم الانحراف
 
مجلة هي - العدد 244 - يونيو 2014
مجلة هي - العدد 244 - يونيو 2014مجلة هي - العدد 244 - يونيو 2014
مجلة هي - العدد 244 - يونيو 2014
 
عرفان .. قصة قصيرة
عرفان .. قصة قصيرةعرفان .. قصة قصيرة
عرفان .. قصة قصيرة
 

Similar to رواية عرس الزين للروائى السودانى العالمى الطيب صالح

الحكاية الشعبية -ألف ليلة وليلة (2) معدلة.docx
الحكاية الشعبية -ألف ليلة وليلة (2) معدلة.docxالحكاية الشعبية -ألف ليلة وليلة (2) معدلة.docx
الحكاية الشعبية -ألف ليلة وليلة (2) معدلة.docx
ssuser3a477c1
 
إنّهُ منْ كَيْدِ شَهْرَزَاد
إنّهُ منْ كَيْدِ شَهْرَزَادإنّهُ منْ كَيْدِ شَهْرَزَاد
إنّهُ منْ كَيْدِ شَهْرَزَاد
Jbir Lotfi
 
زمن الحصار| مسرحية
زمن الحصار| مسرحيةزمن الحصار| مسرحية
زمن الحصار| مسرحية
ahmed serag
 
طوق البهامة
طوق البهامةطوق البهامة
طوق البهامة
Eytin Eytiwon
 

Similar to رواية عرس الزين للروائى السودانى العالمى الطيب صالح (18)

مجموعة قصصية بعنوان وطن في ذمة الله
مجموعة قصصية بعنوان وطن في ذمة اللهمجموعة قصصية بعنوان وطن في ذمة الله
مجموعة قصصية بعنوان وطن في ذمة الله
 
مجموعة قصصية بعنوان وطن في ذمة الله
مجموعة قصصية بعنوان وطن في ذمة اللهمجموعة قصصية بعنوان وطن في ذمة الله
مجموعة قصصية بعنوان وطن في ذمة الله
 
مجموعة قصصية بعنوان وطن في ذمة الله
مجموعة قصصية بعنوان وطن في ذمة اللهمجموعة قصصية بعنوان وطن في ذمة الله
مجموعة قصصية بعنوان وطن في ذمة الله
 
الحكاية الشعبية -ألف ليلة وليلة (2) معدلة.docx
الحكاية الشعبية -ألف ليلة وليلة (2) معدلة.docxالحكاية الشعبية -ألف ليلة وليلة (2) معدلة.docx
الحكاية الشعبية -ألف ليلة وليلة (2) معدلة.docx
 
الينابيع 2020.pdf
الينابيع 2020.pdfالينابيع 2020.pdf
الينابيع 2020.pdf
 
نشاط ذوات النَّشاط الصّفي المسرحي الأول لطالبات كلية الآداب والتربية بجامعة ...
نشاط ذوات  النَّشاط الصّفي المسرحي الأول لطالبات كلية الآداب والتربية بجامعة ...نشاط ذوات  النَّشاط الصّفي المسرحي الأول لطالبات كلية الآداب والتربية بجامعة ...
نشاط ذوات النَّشاط الصّفي المسرحي الأول لطالبات كلية الآداب والتربية بجامعة ...
 
الاعمال الشعرية العربية الكاملة.pdf
الاعمال الشعرية العربية الكاملة.pdfالاعمال الشعرية العربية الكاملة.pdf
الاعمال الشعرية العربية الكاملة.pdf
 
12
1212
12
 
إنّهُ منْ كَيْدِ شَهْرَزَاد
إنّهُ منْ كَيْدِ شَهْرَزَادإنّهُ منْ كَيْدِ شَهْرَزَاد
إنّهُ منْ كَيْدِ شَهْرَزَاد
 
كتاب - حمزة فارس المخيم
كتاب - حمزة فارس المخيم كتاب - حمزة فارس المخيم
كتاب - حمزة فارس المخيم
 
مجلة سنا الومضة، العدد2، يونيو 2014
مجلة سنا الومضة، العدد2، يونيو 2014مجلة سنا الومضة، العدد2، يونيو 2014
مجلة سنا الومضة، العدد2، يونيو 2014
 
ملخص كتاب الغضب
ملخص كتاب الغضب ملخص كتاب الغضب
ملخص كتاب الغضب
 
زمن الحصار| مسرحية
زمن الحصار| مسرحيةزمن الحصار| مسرحية
زمن الحصار| مسرحية
 
طوق البهامة
طوق البهامةطوق البهامة
طوق البهامة
 
عمل الطالبة
عمل الطالبةعمل الطالبة
عمل الطالبة
 
أيلزا تريولي..ماياكوفسكي
أيلزا تريولي..ماياكوفسكيأيلزا تريولي..ماياكوفسكي
أيلزا تريولي..ماياكوفسكي
 
حياة يسوع للأطفال
حياة يسوع للأطفالحياة يسوع للأطفال
حياة يسوع للأطفال
 
حياة يسوع للأطفال كتاب تلوين
حياة يسوع للأطفال   كتاب تلوينحياة يسوع للأطفال   كتاب تلوين
حياة يسوع للأطفال كتاب تلوين
 

More from Naji Mahdi

الرحمة المهداة 2
الرحمة المهداة 2الرحمة المهداة 2
الرحمة المهداة 2
Naji Mahdi
 
الرحمة المهداة 1
الرحمة المهداة 1الرحمة المهداة 1
الرحمة المهداة 1
Naji Mahdi
 
الرحمة المهداة 4
الرحمة المهداة 4الرحمة المهداة 4
الرحمة المهداة 4
Naji Mahdi
 
الرحمة المهداة 2
الرحمة المهداة 2الرحمة المهداة 2
الرحمة المهداة 2
Naji Mahdi
 
الرحمة المهداة 3
الرحمة المهداة 3الرحمة المهداة 3
الرحمة المهداة 3
Naji Mahdi
 
الرحمة المهداة 1
الرحمة المهداة 1الرحمة المهداة 1
الرحمة المهداة 1
Naji Mahdi
 
من أعظم الروايات العالميه الخالده- lالحب في زمن الكوليرا غابرييل غارسيا ما...
 من أعظم الروايات العالميه الخالده- lالحب في زمن الكوليرا   غابرييل غارسيا ما... من أعظم الروايات العالميه الخالده- lالحب في زمن الكوليرا   غابرييل غارسيا ما...
من أعظم الروايات العالميه الخالده- lالحب في زمن الكوليرا غابرييل غارسيا ما...
Naji Mahdi
 

More from Naji Mahdi (11)

الرحمة المهداة 4
الرحمة المهداة 4الرحمة المهداة 4
الرحمة المهداة 4
 
الرحمة المهداة 2
الرحمة المهداة 2الرحمة المهداة 2
الرحمة المهداة 2
 
الرحمة المهداة 1
الرحمة المهداة 1الرحمة المهداة 1
الرحمة المهداة 1
 
الرحمة المهداة 3
الرحمة المهداة 3الرحمة المهداة 3
الرحمة المهداة 3
 
الرحمة المهداة 2
الرحمة المهداة 2الرحمة المهداة 2
الرحمة المهداة 2
 
الرحمة المهداة 1
الرحمة المهداة 1الرحمة المهداة 1
الرحمة المهداة 1
 
الرحمة المهداة 4
الرحمة المهداة 4الرحمة المهداة 4
الرحمة المهداة 4
 
الرحمة المهداة 2
الرحمة المهداة 2الرحمة المهداة 2
الرحمة المهداة 2
 
الرحمة المهداة 3
الرحمة المهداة 3الرحمة المهداة 3
الرحمة المهداة 3
 
الرحمة المهداة 1
الرحمة المهداة 1الرحمة المهداة 1
الرحمة المهداة 1
 
من أعظم الروايات العالميه الخالده- lالحب في زمن الكوليرا غابرييل غارسيا ما...
 من أعظم الروايات العالميه الخالده- lالحب في زمن الكوليرا   غابرييل غارسيا ما... من أعظم الروايات العالميه الخالده- lالحب في زمن الكوليرا   غابرييل غارسيا ما...
من أعظم الروايات العالميه الخالده- lالحب في زمن الكوليرا غابرييل غارسيا ما...
 

رواية عرس الزين للروائى السودانى العالمى الطيب صالح

  • 1. ‫الصالح‬ ‫الطيب‬ * ‫عام‬ ‫السودان‬ ‫الشمالية‬ ‫المديرية‬ ، ‫مروى‬ ‫مركز‬ ‫في‬ ‫أحمد‬ ‫صالح‬ ‫محمد‬ ‫الطيب‬ ‫ولد‬1929 . * ‫الخرطوم‬ ‫في‬ ‫العلوم‬ ‫كلية‬ ‫وفي‬ ‫سيدنا‬ ‫وادي‬ ‫في‬ ‫تعليمه‬ ‫تلقى‬. * ‫لندن‬ ‫في‬ ‫البريطانية‬ ‫الذاعة‬ ‫في‬ ‫عمل‬ ‫ثم‬ ‫التدريس‬ ‫مارس‬ . * ‫دول‬ ‫في‬ ‫اليونسكو‬ ‫ممثل‬ ‫منصب‬ ‫وشغل‬ ، ‫إنكلترا‬ ‫في‬ ‫الدولية‬ ‫الشؤون‬ ‫في‬ ‫شهادة‬ ‫نال‬ ‫الفترة‬ ‫في‬ ‫قطر‬ ‫ومقره‬ ‫الخليج‬1984-1989 . * ‫بعنوان‬ ‫مؤلف‬ ‫حوله‬ ‫صدر‬"‫العربية‬ ‫الرواية‬ ‫عبقري‬ ‫صالح‬ ‫الطيب‬"‫الباحثين‬ ‫من‬ ‫لمجموعة‬ ‫عام‬ ‫بيروت‬ ‫في‬1976.‫وإشكالته‬ ‫بأبعاده‬ ‫الروائي‬ ‫وعالمه‬ ‫لغته‬ ‫تناول‬ . * ‫الثانية‬ ‫روايته‬ ‫صدور‬ ‫كان‬"‫الشمال‬ ‫إلى‬ ‫الهجرة‬ ‫موسم‬"‫مباشرا‬ ‫سببا‬ ‫حققته‬ ‫الذي‬ ‫والنجاح‬ ‫مكان‬ ‫كل‬ ‫في‬ ‫العربي‬ ‫القارئ‬ ‫متناول‬ ‫في‬ ‫وجعله‬ ‫التعريف‬ ‫في‬ . * ‫الشكالي‬ ‫البطل‬ ‫صورة‬ ‫واعتماد‬ ‫والغربية‬ ‫الشرقية‬ ‫التقاليد‬ ‫ثنائية‬ ‫بتجسيد‬ ‫الرواية‬ ‫هذه‬ ‫تمتاز‬ ، ‫الواضحة‬ ‫صورته‬ ‫خلف‬ ‫على‬ ‫الملتبس‬‫قبله‬ ‫كثيرة‬ ‫روائية‬ ‫أعمال‬ ‫في‬ ‫الشائعة‬ ، ‫با‬ً ‫إيجا‬ ‫أو‬ ‫با‬ً ‫سل‬ . * ‫إلى‬ ‫ورفعها‬ ‫المحلية‬ ‫والمشاهد‬ ‫بالجواء‬ ‫باللتصاق‬ ‫صالح‬ ‫للطيب‬ ‫الروائي‬ ‫الفن‬ ‫يمتاز‬ ‫العالمية‬ ‫مستوى‬، ‫والستعارات‬ ‫الرتوش‬ ‫من‬ ‫خالية‬ ‫الواقع‬ ‫تلمس‬ ‫لغة‬ ‫خلل‬ ‫من‬‫هذا‬ ‫في‬ ‫زا‬ً ‫منج‬ ‫جديدة‬ ‫آفاق‬ ‫إلى‬ ‫ودفعها‬ ‫العربية‬ ‫الرواية‬ ‫بناء‬ ‫تطور‬ ‫في‬ ‫جدية‬ ‫مساهمة‬ . ‫مؤلفاته‬ * ‫رواية‬ ‫الزين‬ ‫عرس‬)1962 ) * ‫رواية‬ ‫الشمال‬ ‫إلى‬ ‫الهجرة‬ ‫موسم‬)1971 ) * ‫رواية‬ ‫مريود‬ . * ‫الجدول‬ ‫على‬ ‫نخلة‬ * ‫رواية‬ ‫حامد‬ ‫ود‬ ‫دومة‬ . ------------------------------- ‫الزين‬ ‫عرس‬ ‫لمنة‬ ‫اللبن‬ ‫بائعة‬ ‫حليمة‬ ‫قالت‬-‫الشمس‬ ‫شروق‬ ‫قبل‬ ‫كعادتها‬ ‫جاءت‬ ‫وقد‬-‫لها‬ ‫تكيل‬ ‫وهي‬ ‫بقرش‬ ‫لبنا‬ :
  • 2. "‫يعرس‬ ‫داير‬ ‫مو‬ ‫الزين‬ ‫؟‬ ‫الخبر‬ ‫سمعت‬ " . ‫آمنة‬ ‫يدي‬ ‫من‬ ‫يسقط‬ ‫الوعاء‬ ‫وكاد‬.‫اللبن‬ ‫فغشتها‬ ‫بالنبأ‬ ‫انشغالها‬ ‫حليمة‬ ‫واستغلت‬ . ‫المدرسة‬ ‫فناء‬ ‫كان‬"‫الوسطى‬"‫فصولهم‬ ‫إلى‬ ‫التلميذ‬ ‫أوى‬ ‫فقد‬ ، ‫الضحى‬ ‫وقت‬ ‫خاويا‬ ‫ساكنا‬ ‫باب‬ ‫أمام‬ ‫وقف‬ ‫حتى‬ ‫إبطه‬ ‫تحت‬ ‫ردائه‬ ‫طرف‬ ‫وضع‬ ‫وقد‬ ، ‫النفس‬ ‫لهث‬ ‫يهرول‬ ‫صبي‬ ‫بعيد‬ ‫من‬ ‫وبدأ‬ ، "‫الثانية‬ ‫السنة‬"‫الناظر‬ ‫حصة‬ ‫وكانت‬ . " ‫حمار‬ ‫يا‬ ‫ولد‬ ‫يا‬.‫؟‬ ‫أخرك‬ ‫إيه‬ " ‫الطريفي‬ ‫عيني‬ ‫في‬ ‫المكر‬ ‫ولمع‬ : " ‫؟‬ ‫الخبر‬ ‫سمعت‬ ‫فندي‬ ‫يا‬ " " ‫؟‬ ‫بهيم‬ ‫يا‬ ‫ولد‬ ‫يا‬ ‫إيه‬ ‫بتاع‬ ‫خبر‬ " ‫ضحكته‬ ‫يكتم‬ ‫وهو‬ ‫فقال‬ ، ‫الصبي‬ ‫جأش‬ ‫رباطة‬ ‫من‬ ‫الناظر‬ ‫غضب‬ ‫يزعزع‬ ‫ولم‬ : " ‫باكر‬ ‫بعد‬ ‫له‬ ‫يعقدو‬ ‫ماش‬ ‫الزين‬ " ‫الطريفي‬ ‫ونجا‬ ‫الدهشة‬ ‫من‬ ‫الناظر‬ ‫حنك‬ ‫وسقط‬ . ‫شك‬ ‫أدنى‬ ‫ثمة‬ ‫ليس‬ ، ‫الوجه‬ ‫محتقن‬ ، ‫علي‬ ‫شيخ‬ ‫دكان‬ ‫على‬ ‫الصمد‬ ‫عبد‬ ‫أقبل‬ ‫السوق‬ ‫وفي‬ ‫غضبان‬ ‫أنه‬ ‫في‬.‫كامل‬ ‫شهرا‬ ‫عليه‬ ‫ماطله‬ ‫دين‬ ، ‫العماري‬ ‫تاجر‬ ، ‫علي‬ ‫شيخ‬ ‫على‬ ‫له‬ ‫كان‬-‫قرر‬ ‫وقد‬ ‫بالشر‬ ‫أو‬ ‫بالخير‬ ، ‫اليوم‬ ‫ذلك‬ ‫منه‬ ‫يخلصه‬ ‫أن‬ . " ‫علي‬.‫؟‬ ‫شنو‬ ‫فكرك‬ ‫ول‬ ، ‫منك‬ ‫قروشي‬ ‫بخلص‬ ‫ما‬ ‫أنا‬ ‫قايل‬ ‫يعني‬ ‫أنت‬ " " ‫الصمد‬ ‫عبد‬ ‫حاج‬.‫جبنة‬ ‫فنجان‬ ‫لك‬ ‫نجيب‬ ‫واقعد‬ ‫ا‬ ‫بسم‬ ‫قول‬ ‫كدى‬ " " ‫ما‬ ‫بقيت‬ ‫أن‬ ‫كمان‬ ‫ول‬ ، ‫قروشي‬ ‫ادني‬ ‫دي‬ ‫الخزنة‬ ‫افتح‬ ‫قوم‬ ، ‫عليك‬ ‫طايره‬ ‫جبنتك‬ ‫زول‬ ‫يا‬ ‫فهمني‬ ‫كمان‬ ‫ضمه‬ ‫بي‬ " ‫على‬ ‫علي‬ ‫شيخ‬ ‫وبصق‬"‫السفة‬"‫فمه‬ ‫من‬ " ‫دا‬ ‫بالخبر‬ ‫اتحدثك‬ ‫اقعد‬ ‫كدى‬ " " ‫تطرتش‬ ‫داير‬ ‫مستهبل‬ ‫عارفك‬ ‫أنا‬ ‫باقي‬ ، ‫خبيراتك‬ ‫لي‬ ‫فاضي‬ ‫ول‬ ‫لك‬ ‫فاضي‬ ‫مو‬ ‫أنا‬ ‫زول‬ ‫يا‬ ‫قروشي‬ ‫على‬" . "‫الزين‬ ‫عرس‬ ‫حكاية‬ ‫انحكيلك‬ ‫اقعد‬ ‫كدى‬ ، ‫حاضرات‬ ‫قروشك‬ ‫يمين‬ " " ‫؟‬ ‫منو‬ ‫عرس‬ ‫قلت‬ " " ‫الزين‬ ‫عرس‬ " ‫إليه‬ ‫ينظر‬ ‫علي‬ ‫وشيخ‬ ، ‫برهة‬ ‫صامتا‬ ‫وظل‬ ‫رأسه‬ ‫على‬ ‫يديه‬ ‫ووضع‬ ‫الصمد‬ ‫عبد‬ ‫وجلس‬ ‫أحدثه‬ ‫الذي‬ ‫بالثر‬ ‫مغتبطا‬.‫يقول‬ ‫ما‬ ‫الصمد‬ ‫عبد‬ ‫وجد‬ ‫وأخيرا‬ " ‫ا‬ ‫رسول‬ ‫محمدا‬ ‫ا‬ ‫إل‬ ‫إله‬ ‫ل‬ ‫أي‬.‫؟‬ ‫شنودا‬ ‫حديث‬ ‫دار‬ ‫علي‬ ‫شيخ‬ ‫يا‬ ‫الرسول‬ ‫عليك‬ " ‫اليوم‬ ‫ذلك‬ ‫في‬ ‫دينه‬ ‫الصمد‬ ‫عبد‬ ‫يخلص‬ ‫ولم‬ ‫أحد‬ ‫كل‬ ‫فم‬ ‫على‬ ‫الخبر‬ ‫كان‬ ‫النهار‬ ‫انتصف‬ ‫ولما‬.‫يمل‬ ‫البلد‬ ‫وسط‬ ‫في‬ ‫البئر‬ ‫على‬ ‫الزين‬ ‫وكان‬
  • 3. ‫الطفال‬ ‫حوله‬ ‫فتجمهر‬ ‫كعادته‬ ‫ويضاحكهن‬ ‫بالماء‬ ‫النساء‬ ‫أوعية‬.‫ينشدون‬ ‫وأخذوا‬"‫عرس‬ ‫الزين‬.. ‫عرس‬ ‫الزين‬"‫ومرة‬ ، ‫وسطها‬ ‫في‬ ‫امرأة‬ ‫يهمز‬ ‫ومرة‬ ‫مرة‬ ‫فتاة‬ ‫ثوب‬ ‫ويجر‬ ، ‫بالحجارة‬ ‫يرميهم‬ ‫فكان‬ ‫ضحكهم‬ ‫فوق‬ ‫وتعلو‬ ‫ويضحكن‬ ‫يتصارخون‬ ‫والنساء‬ ، ‫يضحكون‬ ‫والطفال‬ ‫فخذها‬ ‫في‬ ‫أخرى‬ ‫يقرس‬ ‫الزين‬ ‫ولد‬ ‫أن‬ ‫منذ‬ ‫البلد‬ ‫من‬ ‫جزءا‬ ‫أصبحت‬ ‫التي‬ ‫الضحكة‬ ‫جميعا‬ . ، ‫الزين‬ ‫أن‬ ‫يروى‬ ‫ولكن‬ ‫المعروف‬ ‫هو‬ ‫هذا‬ ، ‫بالصريخ‬ ‫الحياة‬ ‫فيستقبلون‬ ‫الطفال‬ ‫يولد‬ ‫هكذا‬ ‫وظل‬ ‫ضاحكا‬ ‫انفجر‬ ‫الرض‬ ‫مس‬ ‫ما‬ ‫أول‬ ، ‫ولدتها‬ ‫حضرون‬ ‫اللئي‬ ‫والنساء‬ ‫أمه‬ ‫على‬ ‫والعهدة‬ ‫حياته‬ ‫طول‬.‫نين‬ّ ‫س‬ ‫غير‬ ‫فمه‬ ‫في‬ ‫وليس‬ ‫كبر‬.‫السفل‬ ‫فكه‬ ‫في‬ ‫والخرى‬ ‫العلى‬ ‫فكه‬ ‫في‬ ‫واحدة‬. ‫كاللؤلؤ‬ ‫بيضاء‬ ‫بأسنان‬ ‫مليئا‬ ‫كان‬ ‫فمه‬ ‫أن‬ ‫تقول‬ ‫وأمه‬.‫لزيارة‬ ‫يوما‬ ‫به‬ ‫ذهبت‬ ‫السادسة‬ ‫في‬ ‫كان‬ ‫ولما‬ ‫مكانه‬ ‫الزين‬ ‫تسمر‬ ‫وفجأة‬ ، ‫مسكونة‬ ‫أنها‬ ‫يشاع‬ ‫خرابة‬ ‫على‬ ‫الشمس‬ ‫مغيب‬ ‫عند‬ ‫فمرا‬ ، ‫لها‬ ‫قريبات‬ ‫صرخ‬ ‫ثم‬ ، ‫حمى‬ ‫به‬ ‫كمن‬ ‫يرتجف‬ ‫وأخذ‬.‫كانت‬ ‫مرضه‬ ‫من‬ ‫قام‬ ‫ولما‬ ، ‫أياما‬ ‫الفراش‬ ‫لزم‬ ‫وبعدها‬ ‫السفل‬ ‫فكه‬ ‫في‬ ‫وأخرى‬ ، ‫العلى‬ ‫فكه‬ ‫في‬ ‫واحدة‬ ، ‫سقطت‬ ‫قد‬ ‫جميعا‬ ‫أسنانه‬ . ‫بارزة‬ ‫جبهته‬ ، ‫العينين‬ ‫وتحت‬ ‫والفكين‬ ‫الوجنتين‬ ‫عظام‬ ‫ناتئ‬ ‫مستطيل‬ ‫الزين‬ ‫وجه‬ ‫كان‬ ‫يكن‬ ‫ولم‬ ، ‫وجهه‬ ‫في‬ ‫كهفين‬ ‫مثل‬ ‫غائران‬ ‫محجراهما‬ ، ‫دائما‬ ‫محمرتان‬ ‫صغيرتان‬ ‫عيناه‬ ، ‫مستديرة‬ ‫إطلقا‬ ‫شعر‬ ‫وجهه‬ ‫على‬.‫أو‬ ‫لحية‬ ‫له‬ ‫وليست‬ ‫الرجال‬ ‫مبلغ‬ ‫بلغ‬ ‫وقد‬ ، ‫أجفان‬ ‫ول‬ ‫حواجب‬ ‫له‬ ‫تكن‬ ‫لم‬ ‫شارب‬ . ، ‫طويلة‬ ‫رقبة‬ ‫الوجه‬ ‫هذا‬ ‫تحت‬)‫الزين‬ ‫على‬ ‫الصبيان‬ ‫أطلقها‬ ‫التي‬ ‫اللقاب‬ ‫بين‬ ‫من‬"‫الزرافة‬ ( "‫مثلث‬ ‫شكل‬ ‫في‬ ‫الجسم‬ ‫بقية‬ ‫على‬ ‫تنهدلن‬ ‫قويتين‬ ‫كتفين‬ ‫على‬ ‫تقف‬ ‫والرقبة‬.‫طويلتان‬ ‫الذراعان‬ ‫القرد‬ ‫كذراعي‬.‫حادة‬ ‫مستطيلة‬ ‫بأظافر‬ ‫تنتهي‬ ‫مسحوبة‬ ‫أصابع‬ ‫عليهما‬ ‫يظتان‬ ‫اليدان‬)‫ل‬ ‫فالزين‬ ‫أبدا‬ ‫أظافره‬ ‫يقلم‬ ) . ‫أما‬ ، ‫الكركي‬ ‫كساقي‬ ‫طويلتان‬ ‫رقيقتان‬ ‫والساقان‬ ، ‫قليل‬ ‫محدودب‬ ‫والظهر‬ ، ‫مجوف‬ ‫الصدر‬ ‫قديمة‬ ‫ندوب‬ ‫آثار‬ ‫عليهما‬ ‫مفرطحتين‬ ‫كانتا‬ ‫فقد‬ ‫القدمان‬)‫الحذية‬ ‫لبس‬ ‫يحب‬ ‫ل‬ ‫فالزين‬(‫يذكر‬ ‫وهو‬ ‫الجروح‬ ‫هذه‬ ‫من‬ ‫جرح‬ ‫كل‬ ‫قصة‬.‫اليمنى‬ ‫القدم‬ ‫على‬ ‫الطويل‬ ‫الشلخ‬ ‫هذا‬ ‫مثل‬:‫الرسغ‬ ‫من‬ ‫الممتد‬ ‫والثانية‬ ‫الولى‬ ‫الصبع‬ ‫بين‬ ‫الفرجة‬ ‫إلى‬ ‫القدم‬ ‫ظاهر‬ ‫على‬.‫فيقول‬ ‫قصته‬ ‫الزين‬ ‫يحكي‬" :‫دا‬ ‫الجرح‬ ‫حكاية‬ ‫ليه‬ ‫جماعة‬ ‫يا‬"‫قائل‬ ‫محجوب‬ ‫ويستفزه‬" :‫ضربوك‬ ‫تسرق‬ ‫مشيت‬ ‫يا‬ ‫؟‬ ‫عوير‬ ‫يا‬ ‫شنو‬ ‫حكاية‬ ‫شوك‬ ‫غصن‬ ‫بي‬. "‫الزين‬ ‫نفس‬ ‫في‬ ‫حسنا‬ ‫موقعا‬ ‫هذا‬ ‫ويقع‬.‫ضاحكا‬ ‫قفاه‬ ‫على‬ ‫فيستلقي‬.‫ثم‬ ‫الفذة‬ ‫بطريقته‬ ‫يضحك‬ ‫ويظل‬ ‫الهواء‬ ‫في‬ ‫رجليه‬ ‫ويرفع‬ ‫بيديه‬ ‫الرض‬ ‫يضرب‬.‫الغريب‬ ‫الضحك‬ ‫ذلك‬ ‫الحمار‬ ‫نهيق‬ ‫يشبه‬ ‫الذي‬.‫قهقهة‬ ‫إلى‬ ‫المجلس‬ ‫فتحول‬ ، ‫جميعا‬ ‫الحاضرين‬ ‫أعدى‬ ‫قد‬ ‫ضحكه‬ ‫وكان‬ ‫مدوية‬.‫نفسه‬ ‫الزين‬ ‫ويتمالك‬.‫ويقول‬ ، ‫الضحك‬ ‫من‬ ‫وجهه‬ ‫على‬ ‫سال‬ ‫الذي‬ ‫الدمع‬ ‫ثوبه‬ ‫بكم‬ ‫ويمسح‬
  • 4. :‫أي‬..‫أي‬..‫أسرق‬ ‫مشيت‬. "‫جديد‬ ‫من‬ ‫محجوب‬ ‫ويستفزه‬" :‫يمكن‬ ‫؟‬ ‫مد‬ ‫آمر‬ ‫تسرق‬ ‫مشيت‬ ‫شن‬ ‫تاكله‬ ‫شيتن‬ ‫لك‬ ‫داير‬ ‫قت‬. "‫جديد‬ ‫من‬ ‫للضحك‬ ‫ويعود‬ ‫بيديه‬ ‫وجهه‬ ‫الزين‬ ‫ويمسح‬.‫ويرجح‬ ‫طعاما‬ ‫ليسرق‬ ‫بيتا‬ ‫دخل‬ ‫الزين‬ ‫أن‬ ‫الحاضرون‬.‫يشبع‬ ‫ل‬ ‫أكل‬ ‫إذا‬ ، ‫بالنهم‬ ‫معروفا‬ ‫كان‬ ‫أنه‬ ‫إذ‬.‫وفي‬ ‫تأتي‬ ‫حين‬ ‫العراس‬"‫سفر‬ُ"‫أن‬ ‫فريق‬ ‫كل‬ ‫يتحاشى‬ ، ‫يأكلون‬ ‫حلقات‬ ‫الناس‬ ‫ويتحلق‬ ‫الطعام‬ ‫لكل‬ ‫أكل‬ ‫يترك‬ ‫ول‬ ، ‫النية‬ ‫في‬ ‫ما‬ ‫كل‬ ‫على‬ ‫البصر‬ ‫لمح‬ ‫في‬ ‫يأتي‬ ‫حينئذ‬ ‫أنه‬ ‫إذ‬ ، ‫معهم‬ ‫الزين‬ ‫يجلس‬. ‫الحفيظ‬ ‫عبد‬ ‫له‬ ‫وقال‬" :‫؟‬ ‫سعيد‬ ‫عرس‬ ‫وقت‬ ‫العملتها‬ ‫العملة‬ ‫طاري‬ ‫مالك‬"‫وهو‬ ‫الزين‬ ‫وأجاب‬ ‫يقهقه‬" :‫طاري‬ ‫أي‬..‫إسماعيل‬ ‫موجني‬ ‫كان‬ ‫إن‬ ‫الحبة‬ ‫عدمته‬ ‫أكلته‬ ‫وكت‬ ‫الكل‬ ‫ا‬ ‫أمان‬ ‫عليك‬ ‫لحقني‬ ‫الطاري‬ ‫مقطوع‬. "‫جيئة‬ ‫يمشي‬ ‫فكان‬ ‫سعيد‬ ‫عرس‬ ‫في‬ ‫الطعام‬ ‫بنقل‬ ‫أوكل‬ ‫قد‬ ‫الزين‬ ‫كان‬ ‫بين‬ ‫وذهابا‬"‫الديوان‬"‫و‬ ‫الرجال‬ ‫اجتمع‬ ‫حيث‬"‫تكل‬ٌ ‫ال‬"‫بالطهي‬ ‫النسوة‬ ‫تقوم‬ ‫حيث‬ ‫اليت‬ ‫داخل‬ ‫في‬ .‫الوعاء‬ ‫من‬ ‫الكل‬ ‫له‬ ‫طاب‬ ‫ما‬ ‫ويأكل‬ ‫قليل‬ ‫يتمهل‬ ‫الزين‬ ‫كان‬ ‫الديوان‬ ‫إلى‬ ‫تكل‬ٌ ‫ال‬ ‫من‬ ‫الطريق‬ ‫وفي‬ ‫يحمله‬ ‫الذي‬.‫انتباه‬ ‫لفت‬ ‫حتى‬ ‫مرات‬ ‫ثلث‬ ‫ذلك‬ ‫وفعل‬ ‫خاليا‬ ‫يكون‬ ‫يكاد‬ ‫الناس‬ ‫إلى‬ ‫به‬ ‫يصل‬ ‫وحين‬ ‫بالدجاج‬ ‫مملوءة‬ ‫صينية‬ ‫عن‬ ‫الغطاء‬ ‫ورفع‬ ، ‫الطريق‬ ‫نصف‬ ‫في‬ ‫وقف‬ ‫حتى‬ ‫فتابعه‬ ، ‫إسماعيل‬ ‫أحمد‬ ‫المحمر‬.‫إسماعيل‬ ‫أحمد‬ ‫عليه‬ ‫هجم‬ ‫حتى‬ ، ‫فمه‬ ‫إلى‬ ‫وقربها‬ ‫منها‬ ‫بدجاجة‬ ‫الزين‬ ‫أمسك‬ ‫أن‬ ‫وما‬ ‫ضربا‬ ‫وأشبعه‬.‫أخرى‬ ‫مرة‬ ‫محجوب‬ ‫وسأله‬"‫؟‬ ‫شنو‬ ‫تسرق‬ ‫مشيت‬ ‫فقر‬ ‫يا‬ ‫لنا‬ ‫تقول‬ ‫ما‬"‫لحظ‬ ‫ولما‬ ‫وقال‬ ‫ركبتيه‬ ‫بين‬ ‫ذراعية‬ ‫ووضع‬ ‫قعدته‬ ‫في‬ ‫اعتدل‬ ، ‫آذانهم‬ ‫أرهفوا‬ ‫قد‬ ‫حوله‬ ‫الناس‬ ‫أن‬ ‫الزين‬" ‫المريق‬ ‫حس‬ ‫وقت‬ ‫الفات‬ ‫الصيف‬...، ‫يلجلج‬ ‫القمر‬ ‫كان‬ ‫زول‬ ‫يا‬ ‫الدنيا‬ ، ‫الساقية‬ ‫في‬ ‫متأخر‬ ‫كنت‬ ، ‫الحلة‬ ‫طرف‬ ‫العند‬ ‫الرملة‬ ‫وصلت‬ ‫وكت‬ ‫لك‬ ‫أقول‬ ، ‫للبيوت‬ ‫سادر‬ ‫وجيت‬ ‫كتفي‬ ‫فوق‬ ‫توبي‬ ‫رميت‬ ‫زغاريت‬ ‫حس‬ ‫لك‬ ‫اسمع‬" ...‫محجوب‬ ‫وقاطعه‬" :‫صدق‬ ‫أي‬:‫بكري‬ ‫عرس‬ ‫كان‬ ‫دا‬. "‫واستمر‬ ‫الزين‬" :‫شنو‬ ‫الحكاية‬ ‫أشوف‬ ‫أمشي‬ ‫قت‬ ‫زول‬ ‫يا‬ ‫لك‬ ‫أقول‬.‫رين‬ّ ‫سا‬ ‫الطلحة‬ ‫فريق‬ ‫ناس‬ ‫أتاري‬ ‫العرس‬.‫قايمة‬ ‫القيامة‬ ‫لقيت‬ ‫مشيت‬.‫مشيت‬ ‫شي‬ ‫أول‬ ‫والزغاريت‬ ‫والدلليك‬ ‫والزمبليطة‬ ‫الزيطة‬ ‫آكله‬ ‫شيتن‬ ‫لي‬ ‫ألقى‬ ‫كان‬ ‫إن‬ ‫أهبش‬ .. ". ‫بالضحك‬ ‫المجلس‬ ‫وانفجر‬.‫قدروا‬ ‫ما‬ ‫كان‬ ‫فقد‬" ..‫أكلتها‬ ‫لحيمات‬ ‫دني‬ّ ‫أ‬ ‫التكل‬ ‫في‬ ‫الحريم‬. ‫شربته‬ ‫مر‬ ‫شيتن‬ ‫دني‬ّ ‫وأ‬ ". ‫محجوب‬ ‫وقال‬" :‫مسجم‬ ‫آ‬ ‫عرقي‬ ‫دا‬ ‫يبقي‬ " . ‫الزين‬ ‫وقال‬" :‫بعرفوا‬ ‫ما‬ ‫العرقي‬ ‫أنا‬ ‫لك‬ ‫قال‬ ‫عرقي‬ ‫مو‬ ‫ل‬..‫الشربته‬ ‫الشي‬ ‫آزول‬ ‫لك‬ ‫أقول‬ ‫راسي‬ ‫في‬ ‫لي‬ ‫طار‬ ‫دا‬.‫التكل‬ ‫من‬ ‫مرتحت‬ ‫يعدين‬.‫والدلكة‬ ‫والرباح‬ ‫حريم‬ ‫كمشة‬ ‫القالك‬ ‫بيت‬ ‫دخلت‬ ‫الدرب‬ ‫ديك‬ّ ‫ي‬ ‫ما‬ ‫والمحلب‬...‫سكرتني‬ ‫الريحة‬ ‫آزول‬ ‫بالطلق‬ ‫ي‬ّ ‫عل‬ " . ‫الحفيظ‬ ‫عبد‬ ‫وضحك‬" :‫؟‬ ‫الرجال‬ ‫مع‬ ‫البطلقها‬ ‫المره‬ ‫وين‬"‫بهذا‬ ‫الزين‬ ‫يعبأ‬ ‫لم‬.‫ولكنه‬ ‫النشوة‬ ‫أخذته‬ ‫وقد‬ ‫القصة‬ ‫في‬ ‫يحكي‬ ‫استمر‬"‫العروس‬ ‫القالك‬ ‫الوسط‬ ‫وفي‬.‫سميحة‬ ‫بنيتن‬ ‫ترمصيص‬ ‫فركة‬ ‫وملبسنها‬ ‫ومدخنة‬ ‫مكبرته‬."‫وجوه‬ ‫في‬ ‫الصغرتين‬ ‫عينيه‬ ‫وأدار‬ ‫الزين‬ ‫صمت‬ ‫وهنا‬ ‫الحاضرين‬.‫سناه‬ ‫برز‬ ‫وقد‬ ‫مفتوح‬ ‫وفمه‬.‫يكمل‬ ‫أن‬ ‫يستحثه‬ ‫فأخذ‬ ، ‫الصبر‬ ‫على‬ ‫محجوب‬ ‫يقو‬ ‫ولم‬
  • 5. ‫القصة‬" :‫؟‬ ‫سويت‬ ‫شن‬ ‫بعدين‬ ". " ‫العروس‬ ‫على‬ ‫نطيب‬ ‫بعدين‬ ". ‫كالضفدعة‬ ‫مكانه‬ ‫من‬ ‫قفز‬ ‫هذا‬ ‫قال‬ ‫وحين‬.‫الضحك‬ ‫في‬ ‫الزين‬ ‫وانفجر‬ ‫الحاضرون‬ ‫وضج‬ ‫الهواء‬ ‫في‬ ‫برجليه‬ ‫يضرب‬ ‫وراح‬ ‫بطنه‬ ‫على‬ ‫واستلقى‬.‫يزال‬ ‫ما‬ ‫وهو‬ ‫وقال‬ ‫ظهره‬ ‫على‬ ‫انقلب‬ ‫ثم‬ ‫بالضحك‬ ‫يشهق‬" :‫خشمها‬ ‫في‬ ‫عضيتها‬ ‫الشافعة‬ ‫مسكت‬."‫واستغفر‬ ‫محجوب‬ ‫وتشهد‬" .‫لك‬ ‫أقول‬ ‫تصرخ‬ ‫بقت‬ ‫العروس‬ ‫والشافعة‬ ‫فار‬ ‫والبيت‬ ‫الكواريك‬ ‫طقن‬ ‫الحريم‬ ‫زول‬ ‫يا‬.‫زول‬ ‫إل‬ ‫لك‬ ‫القا‬ ‫وما‬ ‫سكين‬ ‫بي‬ ‫كراعي‬ ‫ضرب‬.‫أهلي‬ ‫وصلت‬ ‫من‬ ‫ل‬ ‫جريه‬ ‫فرد‬ ‫مسكنها‬ ‫مين‬ ‫يا‬ ‫قت‬ ‫لك‬ ‫أقول‬."‫وفجأة‬ ‫بالغ‬ ‫وجهه‬ ‫على‬ ‫وظهر‬ ‫جالسا‬ ‫الزين‬ ‫استوى‬.‫لمحجوب‬ ‫حديثه‬ ‫يوجه‬ ‫وقال‬" :‫زول‬ ‫يا‬ ‫اسمع‬.‫أنت‬ ‫؟‬ ‫كلم‬ ‫عندك‬ ‫ول‬ ‫علوية‬ ‫بتك‬ ‫لي‬ ‫تعرس‬ ‫داير‬"‫يقول‬ ‫ما‬ ‫يعني‬ ‫كأنه‬ ‫وحزم‬ ‫بجد‬ ‫محجوب‬ ‫فأجابه‬" : ‫ليك‬ ‫مضيتها‬ ‫أنا‬ ‫البت‬.‫وتبيعه‬ ‫تمرك‬ ‫وتلم‬ ‫قمحك‬ ‫تحش‬ ‫بعد‬ ‫ديل‬ ‫الحاضرين‬ ‫الناس‬ ‫قدام‬ ‫دحين‬ ‫لك‬ ‫نعقد‬ ‫نجي‬ ‫القروش‬ ‫وتحضر‬. "‫الزين‬ ‫أرضى‬ ‫الوعد‬ ‫هذا‬.‫وزم‬ ‫حاجبيه‬ ‫قطب‬ ‫وقد‬ ‫برهة‬ ‫وصمت‬ ‫وأطفال‬ ‫زوجة‬ ‫بأعباء‬ ‫القيام‬ ‫ومسؤولية‬ ‫علوية‬ ‫مع‬ ‫حياته‬ ‫مستقبل‬ ‫في‬ ‫يفكر‬ ‫أخذ‬ ‫قد‬ ‫وكأنه‬ ‫شفتيه‬. ‫وقال‬" :‫خلص‬.‫خوانا‬ ‫يا‬ ‫اشهدوا‬.‫كلمة‬ ‫منه‬ ‫مرقت‬ ‫دا‬ ‫الرجل‬.‫يفكر‬ ‫يجي‬ ‫ما‬ ‫باكر‬ ‫بعد‬ ‫باكر‬" ‫جميعا‬ ‫الحاضرون‬ ‫وقال‬.‫الحفيظ‬ ‫وعبد‬ ، ‫الرواسي‬ ‫والطاهر‬ ، ‫إسماعيل‬ ‫أحمد‬.‫الريس‬ ‫ود‬ ‫وحمد‬. ‫بإذن‬ ‫سيتم‬ ‫الزواج‬ ‫وإن‬ ‫محجوب‬ ‫قطعه‬ ‫الذي‬ ‫الوعد‬ ‫على‬ ‫شهود‬ ‫إنهم‬ ‫،قالوا‬ ‫الدكان‬ ‫صاحب‬ ‫وسعيد‬ ‫ا‬ . ‫له‬ ‫حب‬ ‫قصة‬ ‫آخر‬ ‫كانت‬ ‫محجوب‬ ‫ابنة‬ ‫لعلوية‬ ‫الزين‬ ‫حب‬ ‫قصة‬.‫سيسأمها‬ ‫شهرين‬ ‫أو‬ ‫شهر‬ ‫بعد‬ ‫في‬ ‫تجده‬ ‫ذكرها‬ ‫على‬ ‫وينام‬ ‫يصحو‬ ، ‫بها‬ ‫مشغول‬ ‫الحاضر‬ ‫الوقت‬ ‫في‬ ‫لكنه‬ ، ‫جديدة‬ ‫قصة‬ ‫ويبدأ‬ ‫على‬ ‫محنيا‬ ‫النهار‬ ‫منتصف‬ ‫في‬ ‫الحقل‬"‫طوريته‬"‫الحفر‬ ‫عن‬ ‫يكف‬ ‫وفجأة‬ ‫وجهه‬ ‫من‬ ‫يتصبب‬ ‫والعرق‬ ‫صوته‬ ‫بأعلى‬ ‫وينادي‬" :‫محجوب‬ ‫حوش‬ ‫في‬ ‫مكتول‬ ‫أنا‬."‫يكف‬ ‫المجاورة‬ ‫الحقول‬ ‫وفي‬ ‫الناس‬ ‫عشرات‬.‫الزين‬ ‫نداء‬ ‫يسمعون‬ ‫حين‬ ‫برهة‬ ‫الرض‬ ‫حفر‬ ‫عن‬.‫وبعض‬ ، ‫يضحكون‬ ‫الشبان‬ ‫بتبرم‬ ‫يهمهمون‬ ‫الزين‬ ‫بعبث‬ ‫أحيانا‬ ‫يضيقون‬ ‫الذين‬ ‫الشيوخ‬" :‫يقول‬ ‫يرغي‬ ‫دا‬ ‫المطرطش‬ ‫الولد‬ ‫؟‬ ‫شنو‬"‫والفتيات‬ ‫والصبيان‬ ‫الشبان‬ ‫من‬ ‫كبيرة‬ ‫زفة‬ ‫وسط‬ ‫البيت‬ ‫إلى‬ ‫الحقل‬ ‫في‬ ‫العمل‬ ‫ينتهي‬ ‫وحين‬ ‫بينهم‬ ‫مزهوا‬ ‫يختال‬ ‫وهو‬ ، ‫حوله‬ ‫من‬ ‫يتضاحكون‬ ، ‫الصغار‬.‫هذه‬ ‫ويقرص‬ ، ‫كتفه‬ ‫على‬ ‫هذا‬ ‫يضرب‬ ، ‫فوقها‬ ‫نط‬ ‫الطريق‬ ‫قارعة‬ ‫على‬ ‫طلع‬ ‫شجيرة‬ ‫رأى‬ ‫وكلما‬ ، ‫قفزات‬ ‫الهواء‬ ‫في‬ ‫ويقفز‬ ‫خدها‬ ‫في‬ ‫الشمس‬ ‫عليها‬ ‫غربت‬ ‫التي‬ ‫القرية‬ ‫أرجاء‬ ‫في‬ ‫يتردد‬ ‫صياحا‬ ، ‫صوته‬ ‫بأعلى‬ ‫يصيح‬ ‫والحين‬ ‫الحين‬ ‫وبين‬ " :‫اروك‬..‫الغريق‬ ‫ناس‬ ‫يا‬..‫الحلة‬ ‫أهل‬ ‫يا‬...‫محجوب‬ ‫حوش‬ ‫في‬ ‫مكتول‬ ‫أنا‬ ... ".
  • 6. ‫الثاني‬ ‫الفصل‬ ‫الرابعة‬ ‫أو‬ ‫عشرة‬ ‫الثالثة‬ ‫في‬ ‫كان‬ ‫الرجال‬ ‫مبلغ‬ ‫يبلغ‬ ‫لم‬ ‫حدث‬ ‫وهو‬ ‫مرة‬ ‫أول‬ ‫الزين‬ ‫الحب‬ ‫قتل‬ ‫يابس‬ ‫عود‬ ‫كأنه‬ ‫هزيل‬ ‫نحيل‬ ، ‫عشرة‬.‫ذوقة‬ ‫بسلمة‬ ‫يعترفون‬ ‫فإنهم‬ ، ‫الزين‬ ‫عن‬ ‫الناس‬ ‫قال‬ ‫ومهما‬ ‫كلما‬ ‫وأحلهن‬ ‫أدبا‬ ‫وأحسنهن‬ ‫جمال‬ ‫البلد‬ ‫فتيات‬ ‫أروع‬ ‫إل‬ ‫يحب‬ ‫ل‬ ‫فهو‬ ،.‫في‬ ‫العمدة‬ ‫ابنة‬ ‫عزة‬ ‫كانت‬ ‫بعد‬ ‫الماء‬ ‫يأتيها‬ ‫حين‬ ‫الصبية‬ ‫النخلة‬ ‫تنتعش‬ ‫كما‬ ‫فجأة‬ ‫جمالها‬ ‫تفتح‬ ‫وقد‬ ‫عمرها‬ ‫من‬ ‫عشرة‬ ‫الخامسة‬ ‫الظمأ‬.‫في‬ ‫سوداوين‬ ‫واسعتين‬ ‫عيناها‬ ‫وكانت‬ ، ‫الحصاد‬ ‫قبيل‬ ‫الحنطة‬ ‫حقل‬ ‫مثل‬ ‫اللون‬ ‫ذهبية‬ ‫كانت‬ ‫فيحس‬ ‫ببطء‬ ‫ترفعهما‬ ، ‫سوداء‬ ‫طويلة‬ ‫عينيها‬ ‫ورموش‬ ، ‫الملمح‬ ‫دقيق‬ ، ‫الحسن‬ ‫صافي‬ ‫وجه‬ ‫صوته‬ ‫ارتفع‬ ، ‫عزة‬ ‫جمال‬ ‫إلى‬ ‫البلد‬ ‫شبان‬ ‫نبه‬ ‫من‬ ‫أول‬ ‫الزين‬ ‫وكان‬ ، ‫قلبه‬ ‫في‬ ‫بوخز‬ ‫إليها‬ ‫الناظر‬ ‫حقله‬ ‫لصلح‬ ‫العمدة‬ ‫نفرهم‬ ‫الرجال‬ ‫من‬ ‫عظيم‬ ‫جمع‬ ‫في‬ ‫يوم‬ ‫ذات‬ ‫فجأة‬.‫المبحوح‬ ‫صوته‬ ‫ارتفع‬ ‫الحاد‬.‫الفجر‬ ‫طلوع‬ ‫عند‬ ‫الديك‬ ‫صوت‬ ‫يرتفع‬ ‫كما‬" :‫الحلة‬ ‫أهل‬ ‫يا‬ ‫عوك‬.‫البلد‬ ‫ناس‬ ‫يا‬.‫بنت‬ ‫عزه‬ ‫العمدة‬ ‫حوش‬ ‫في‬ ‫مكتول‬ ‫الزين‬ ، ‫كتيل‬ ‫كاتللها‬ ‫العمدة‬. "‫الجرأة‬ ‫بتلك‬ ‫الناس‬ ‫وفوجئ‬.‫والتفت‬ ‫صدره‬ ‫في‬ ‫غريزي‬ ‫غضب‬ ‫تحرك‬ ‫وقد‬ ‫الزين‬ ‫ناحية‬ ‫بعنف‬ ‫العمدة‬.‫في‬ ، ‫كلهم‬ ‫الناس‬ ‫كأنما‬ ‫وفجأة‬ ، ‫جاف‬ ‫معزة‬ ‫جلد‬ ‫كأنه‬ ‫هنالك‬ ‫واقف‬ ‫وهو‬ ، ‫الزين‬ ‫هيئة‬ ‫بين‬ ‫المضحك‬ ‫التباين‬ ‫أدركوا‬ ، ‫واحد‬ ‫آن‬ ‫واحد‬ ‫آن‬ ‫في‬ ‫كلهم‬ ‫ضاحكين‬ ‫فأنفجروا‬ ، ‫العمدة‬ ‫بنت‬ ‫عزة‬ ‫وبين‬.‫العمدة‬ ‫صدر‬ ‫في‬ ‫الغضب‬ ‫ومات‬. ‫على‬ ‫القوم‬ ‫يحث‬ ، ‫الشاربين‬ ‫منتفض‬ ، ‫العينين‬ ‫محمر‬ ، ‫نخلة‬ ‫ظل‬ ‫تحت‬ ‫مقعد‬ ‫على‬ ‫جالسا‬ ‫كان‬ ، ‫الزين‬ ‫قول‬ ‫من‬ ‫ضحك‬ ‫قد‬ ‫المرة‬ ‫هذه‬ ‫أنه‬ ‫بيد‬ ، ‫يضحك‬ ‫أن‬ ‫قل‬ ‫جادا‬ ‫مهيبا‬ ‫رجل‬ ‫كان‬ ، ‫العمل‬ ‫عزة‬ ‫لك‬ ‫نعرس‬ ، ‫المفرقعة‬ ‫الخشنة‬ ‫ضحكته‬. "‫ولكن‬ ، ‫للعمدة‬ ‫مجاراة‬ ‫أخرى‬ ‫مرة‬ ‫القوم‬ ‫وضحك‬ ‫صامتا‬ ‫ظل‬ ‫الزين‬.‫الرض‬ ‫في‬ ‫معولة‬ ‫ضربات‬ ‫وجد‬ ‫يشعر‬ ‫أن‬ ‫ودون‬ ، ‫واهتمام‬ ‫جد‬ ‫وجهه‬ ‫وعلى‬ ‫وتتابعا‬ ‫قوة‬ ‫تزداد‬. ‫بزواجها‬ ‫وعده‬ ‫إباها‬ ‫وإن‬ ‫لعزة‬ ‫حبه‬ ‫إل‬ ‫له‬ ‫حديث‬ ‫ل‬ ‫والزين‬ ‫ذلك‬ ‫بعد‬ ‫شهر‬ ‫ومضى‬.‫وقد‬ ‫الجن‬ ‫عنها‬ ‫يعجز‬ ‫شاقة‬ ‫كثيرة‬ ‫أعمال‬ ‫في‬ ‫الزين‬ ‫فسخر‬ ، ‫العاطفة‬ ‫هذه‬ ‫يستغل‬ ‫كيف‬ ‫العمدة‬ ‫عرف‬. ‫الحجارة‬ ‫منه‬ ‫تئن‬ ‫حر‬ ‫في‬ ، ‫الظهر‬ ‫عز‬ ‫في‬ ‫ظهره‬ ‫على‬ ‫الماء‬ ‫جوز‬ ‫يحمل‬ ‫العاشق‬ ‫الزين‬ ‫ترى‬ ‫كنت‬ ‫وهناك‬ ‫هنا‬ ‫ل‬ً ‫مهرو‬.‫العمدة‬ ‫جنينة‬ ‫يسقي‬.‫يكسر‬ ‫أو‬ ‫شجرة‬ ‫يقطع‬ ‫منه‬ ‫أضخم‬ ‫بفأس‬ ‫ماسكا‬ ‫وتراه‬ ‫حطبا‬.‫وعجوله‬ ‫وخيله‬ ‫العمدة‬ ‫لحمير‬ ‫العلف‬ ‫يجمع‬ ‫منهمكا‬ ‫وتراه‬.‫في‬ ‫مرة‬ ‫عزة‬ ‫له‬ ‫تضحك‬ ‫وحين‬ ‫خطبت‬ ‫عزه‬ ‫أن‬ ‫البلد‬ ‫في‬ ‫شاع‬ ‫حتى‬ ، ‫شهر‬ ‫مضى‬ ‫إن‬ ‫وما‬ ، ‫الفرح‬ ‫من‬ ‫تسعه‬ ‫الدنيا‬ ‫تكاد‬ ‫ل‬ ، ‫السبوع‬ ‫قصة‬ ‫بدأ‬ ‫ولكنه‬ ‫شيئا‬ ‫يقل‬ ‫ولم‬ ‫الزين‬ ‫يثر‬ ‫ولم‬ ‫عشر‬ ‫أبو‬ ‫في‬ ‫طبيبا‬ ‫مساعدا‬ ‫يعمل‬ ‫الذي‬ ‫خالها‬ ‫لبن‬ ‫جديدة‬ .
  • 7. ‫الزين‬ ‫صياح‬ ‫على‬ ‫يوما‬ ‫البلد‬ ‫استيقظت‬:‫القوز‬ ‫فريق‬ ‫في‬ ‫مكتول‬ ‫أنا‬: "‫هذه‬ ‫ليله‬ ‫وكانت‬ ‫السودان‬ ‫شمال‬ ‫في‬ ‫النيل‬ ‫أطراف‬ ‫على‬ ‫يقيمون‬ ‫الذين‬ ‫البدو‬ ‫من‬ ‫فتاة‬ ‫المرة‬.‫أرض‬ ‫من‬ ‫يفدون‬ ‫في‬ ‫أراضيهم‬ ‫في‬ ‫الماء‬ ‫يشح‬ ‫كردفان‬ ‫في‬ ‫والمريضاب‬ ‫الهواوير‬ ‫ومضاب‬ ‫حمر‬ ‫ودار‬ ‫الكبابيش‬ ‫قحط‬ ‫سنوات‬ ‫بهم‬ ‫تلم‬ ‫وأحيانا‬ ، ‫للري‬ ‫طلبا‬ ‫وأغنامهم‬ ‫بإبلهم‬ ‫النيل‬ ‫على‬ ‫فيفدون‬ ، ‫المواسم‬ ‫بعض‬ ‫على‬ ‫المقيمين‬ ‫والبديرية‬ ‫الشايقية‬ ‫ديار‬ ‫في‬ ‫المناهل‬ ‫على‬ ‫فيتساقطون‬ ‫بالمطر‬ ‫السماء‬ ‫تضن‬ ‫حين‬ ‫النيل‬.‫كانت‬ ‫منهم‬ ‫بعضا‬ ‫ولكن‬ ، ‫أتوا‬ ‫حيث‬ ‫من‬ ‫يعودون‬ ‫ثم‬ ‫الغمة‬ ‫تنكشف‬ ‫حتى‬ ‫يلبثون‬ ‫ل‬ ‫أغلبهم‬ ‫القوز‬ ‫عرب‬ ‫هؤلء‬ ‫ومن‬ ، ‫فيبقون‬ ‫النيل‬ ‫وادي‬ ‫على‬ ‫الستقرار‬ ‫حياة‬ ‫تستهويهم‬.‫البدو‬ ‫هؤلء‬ ‫ظل‬ ‫ويجلبون‬ ، ‫الغنم‬ ‫يرعون‬ ، ‫اللبن‬ ‫يبيعون‬ ‫المزروعة‬ ‫الرض‬ ‫طرف‬ ‫على‬ ‫يرابطون‬ ‫طويلة‬ ‫سنوات‬ ‫قليل‬ ‫أجر‬ ‫مقابل‬ ‫لصحابه‬ ‫يجمعونه‬ ‫التمر‬ ‫حصاد‬ ‫موسم‬ ‫وفي‬ ، ‫الوقود‬ ‫حطب‬.‫مع‬ ‫يتزاوجون‬ ‫ل‬ ‫أجلفا‬ ‫بدوا‬ ‫يعتبرونهم‬ ‫البلد‬ ‫وأهل‬ ، ‫خلصا‬ ‫عربا‬ ‫أنفسهم‬ ‫يعتبرون‬ ‫فهم‬ ، ‫الصليين‬ ‫السكان‬.‫ولكن‬ ‫أقصاها‬ ‫من‬ ‫البلد‬ ‫في‬ ‫سائحا‬ ‫نهاره‬ ‫سحابة‬ ‫يزال‬ ‫ما‬ ‫مكان‬ ‫في‬ ‫يستقر‬ ‫ل‬ ‫كان‬ ‫الحاجز‬ ‫هذا‬ ‫كسر‬ ‫الزين‬ ‫أقصاها‬ ‫إلى‬.‫عن‬ ‫يبحث‬ ‫كأنه‬ ‫البيوت‬ ‫حول‬ ‫فحام‬ ‫سبب‬ ‫لغير‬ ‫القوز‬ ‫فريق‬ ‫إلى‬ ‫يوما‬ ‫قدماه‬ ‫وحملته‬ ‫منه‬ ‫ضاع‬ ‫شيء‬.‫مكانه‬ ‫في‬ ‫فتسمر‬ ‫جمالها‬ ‫الزين‬ ‫راع‬ ‫فتاة‬ ‫وخرجت‬.، ‫به‬ ‫سمعت‬ ‫قد‬ ‫الفتاة‬ ‫وكانت‬ ‫به‬ ‫تعبث‬ ‫وقالت‬ ‫له‬ ‫فضحكت‬ ، ‫القوز‬ ‫عرب‬ ‫حتى‬ ‫وصلت‬ ‫شهرته‬ ‫فإن‬" :‫؟‬ ‫بتعرسني‬ ، ‫الزين‬"‫وتبكم‬ ‫حديثها‬ ‫حلوة‬ ‫وأخذته‬ ‫الفتاة‬ ‫جمال‬ ‫فتنه‬ ‫فقد‬ ، ‫برهة‬,‫صوته‬ ‫بأعلى‬ ‫صاح‬ ‫أن‬ ‫لبث‬ ‫ما‬ ‫لكنه‬" : ‫ناس‬ ‫يا‬ ‫واكتلتي‬."‫الفتاة‬ ‫أم‬ ‫وصاحت‬ ، ‫الخيام‬ ‫فرجات‬ ‫وبين‬ ‫البيوت‬ ‫أبواب‬ ‫من‬ ‫كثيرة‬ ‫رؤوس‬ ‫وامتدت‬ " :‫؟‬ ‫دا‬ ‫الدرويش‬ ‫مع‬ ‫شنو‬ ‫الموقفك‬ ‫حليمه‬"‫ولكن‬ ، ‫منهم‬ ‫ففر‬ ، ‫الزين‬ ‫على‬ ‫الفتاة‬ ‫إخوان‬ ‫وهب‬ ‫فقد‬ ، ‫الفتاة‬ ‫تزوجت‬ ‫أن‬ ‫إلى‬ ‫يفارقه‬ ‫لم‬ ، ‫عنده‬ ‫هوسا‬ ‫بعد‬ ‫فيما‬ ‫أصبحت‬ ، ‫القوز‬ ‫حسناء‬ ، ‫حليمة‬ ، ‫أبيها‬ ‫من‬ ‫يخطبونها‬ ‫ووجهائها‬ ‫المرموقين‬ ‫وشبانه‬ ‫البلد‬ ‫أثرياء‬ ‫من‬ ‫كثيرون‬ ‫وجاء‬ ‫بها‬ ‫الناس‬ ‫تسامع‬ ‫القاضي‬ ‫ابن‬ ‫المر‬ ‫آخر‬ ‫وتزوجها‬ . ‫الثالث‬ ‫الفصل‬ ‫الزين‬ ‫حياة‬ ‫في‬ ‫تحول‬ ‫نقطة‬ ‫حليمة‬ ‫وزواج‬ ‫العمدة‬ ‫بنت‬ ‫زواج‬ ‫كان‬.‫البنات‬ ‫أمهات‬ ‫فطنت‬ ‫فقد‬ ‫أصبح‬ ، ‫الفتيان‬ ‫عن‬ ‫البنات‬ ‫فيه‬ ‫تحجب‬ ، ‫محافظ‬ ‫مجتمع‬ ‫في‬ ‫لبناتهن‬ ‫به‬ ‫يدعين‬ ‫كبوق‬ ، ‫خطورته‬ ‫إلى‬ ‫ما‬ ‫ثم‬ ‫يصيب‬ ‫ما‬ ‫أول‬ ‫قلبه‬ ‫يصيب‬ ‫الحب‬ ‫كان‬ ، ‫مكان‬ ‫إلى‬ ‫مكان‬ ‫من‬ ‫عطره‬ ‫ينقل‬ ، ‫للحب‬ ‫رسول‬ ‫الزين‬ ‫بعينيه‬ ‫الزين‬ ‫ينظر‬ ‫بريد‬ ‫ساعي‬ ‫أو‬ ‫دلل‬ ‫أو‬ ‫سمسارا‬ ‫فكأنه‬ ، ‫غيره‬ ‫قلبه‬ ‫إلى‬ ‫منه‬ ‫ينتقل‬ ‫أن‬ ‫يلبث‬ ‫شيء‬ ‫منها‬ ‫فيصيبه‬ ، ‫الجميلة‬ ‫الفتاة‬ ‫إلى‬ ، ‫غائرين‬ ‫محجرين‬ ‫في‬ ‫القابعتين‬ ، ‫الفأر‬ ‫كعيني‬ ‫الصغيرتين‬ -‫ها‬ ‫يجري‬ ، ‫البلد‬ ‫أركان‬ ‫إلى‬ ‫النحيلتان‬ ‫قدماه‬ ‫فتحمله‬ ، ‫الحب‬ ‫بهذا‬ ‫البكم‬ ‫قلبه‬ ‫وينوء‬ ‫؟‬ ‫حب‬ ‫لعله‬
  • 8. ‫فل‬ ، ‫كان‬ ‫حيثما‬ ‫باسمها‬ ‫ويصيح‬ ‫الفتاة‬ ‫بذكر‬ ‫لسانه‬ ‫ويلهج‬ ، ‫جراءها‬ ‫فقدت‬ ‫كلبة‬ ‫كأنه‬ ‫هنا‬ ‫وها‬ ‫هنا‬ ‫يد‬ ‫فتأخذ‬ ‫تمتد‬ ‫أن‬ ‫بينهم‬ ‫من‬ ‫فارس‬ ‫يد‬ ‫تلبث‬ ‫وما‬ ، ‫تنبه‬ ‫أن‬ ‫العيون‬ ‫تلبث‬ ‫وما‬ ، ‫ترهف‬ ‫أن‬ ‫الذان‬ ‫تلبث‬ ‫الفتاة‬.‫أو‬ ‫بالماء‬ ‫والزيار‬ ‫القلل‬ ‫يا‬ ‫مسخرا‬ ‫أما‬ ‫فتجده‬ ، ‫الزين‬ ‫عن‬ ‫تفتش‬ ، ‫العرس‬ ‫يقام‬ ‫وحين‬ ‫الصدر‬ ‫عاري‬ ‫الساحة‬ ‫منتصف‬ ‫في‬ ‫واقفا‬.‫في‬ ‫النساء‬ ‫بين‬ ‫أو‬ ‫الحطب‬ ‫به‬ ‫يكسر‬ ‫فأس‬ ‫يده‬ ‫في‬ ‫ضحكته‬ ‫يضحك‬ ‫يفتأ‬ ‫وما‬ ، ‫فمه‬ ‫بها‬ ‫يمل‬ ‫الطعام‬ ‫من‬ ‫قطعا‬ ‫لخر‬ ‫آن‬ ‫من‬ ‫ويعطينه‬ ، ‫يعابثهن‬ ‫المطبخ‬ ‫أخرى‬ ‫حب‬ ‫قصة‬ ‫وتبدأ‬ ، ‫الحمار‬ ‫نهيق‬ ‫شبه‬ ‫التي‬..، ‫دخل‬ ‫كما‬ ‫حب‬ ‫قصة‬ ‫كل‬ ‫من‬ ‫يخرج‬ ‫الزين‬ ‫وكان‬ ‫ما‬ ‫تغيير‬ ‫عليه‬ ‫يبدو‬ ‫ل‬.‫بحال‬ ‫يقل‬ ‫ل‬ ‫وعبثه‬ ‫تتغير‬ ‫ل‬ ‫هي‬ ‫هي‬ ‫ضحكته‬.‫حمل‬ ‫عن‬ ‫تكلن‬ ‫ل‬ ‫وساقاه‬ ‫البلد‬ ‫أطراف‬ ‫إلى‬ ‫جسمه‬ . ‫بالحب‬ ‫مفعمة‬ ‫خصب‬ ‫سنوات‬ ‫الزين‬ ‫على‬ ‫ووفدت‬.‫وده‬ ‫يخطبن‬ ‫البنات‬ ‫أمهات‬ ‫أصبحت‬ ‫فقد‬ ‫تلك‬ ‫من‬ ‫الدار‬ ‫الزبن‬ ‫يدخل‬ ، ‫والقهوة‬ ‫الشاي‬ ‫ويسقينه‬ ، ‫الطعام‬ ‫له‬ ‫فيقدمن‬ ‫البيوت‬ ‫إلى‬ ‫ويستدرجنه‬ ‫الدور‬.‫بالشاي‬ ‫ذلك‬ ‫بعد‬ ‫ويؤتى‬ ، ‫وأوان‬ ‫صينية‬ ‫في‬ ‫الغداء‬ ‫أو‬ ‫الفطور‬ ‫له‬ ‫ويقدم‬ ، ‫السرير‬ ‫له‬ ‫فيفرش‬ ‫عصرا‬ ‫الوقت‬ ‫كان‬ ‫إذا‬ ‫باللبن‬ ‫الثقيل‬ ‫والشاي‬ ، ‫ضحى‬ ‫الوقت‬ ‫كان‬ ‫إذا‬ ‫بالنعناع‬ ‫السادة‬.‫الشاي‬ ‫وبعد‬ ‫النساء‬ ‫يسمع‬ ‫وما‬ ‫عصرا‬ ‫أو‬ ‫ضحى‬ ‫الوقت‬ ‫كان‬ ‫سواء‬ ، ‫والجنزبيل‬ ‫والحبهان‬ ‫بالقرفة‬ ‫بالقهوة‬ ‫يؤتى‬ ‫والتي‬ ، ‫موقعا‬ ‫قلبه‬ ‫في‬ ‫تقع‬ ‫من‬ ‫منهن‬ ‫والسعيدة‬ ، ‫عليه‬ ‫يتقاطرن‬ ‫حتى‬ ‫قريبة‬ ‫دار‬ ‫في‬ ‫الزين‬ ‫أن‬ ‫شهرين‬ ‫أو‬ ‫شهر‬ ‫خلل‬ ‫في‬ ‫زوجا‬ ‫تضمن‬ ‫الفتاة‬ ‫تلك‬ ، ‫فمه‬ ‫على‬ ‫واسمها‬ ‫يخرج‬.‫بفطرة‬ ، ‫الزين‬ ‫ولعل‬ ‫دعوة‬ ‫يجيب‬ ‫أن‬ ‫قبل‬ ‫ويتردد‬ ‫البنات‬ ‫أمهات‬ ‫على‬ ‫يتدلل‬ ‫فأصبح‬ ، ‫الجديد‬ ‫مركزه‬ ‫خطورة‬ ‫أدرك‬ ، ‫فيه‬ ‫للغداء‬ ‫أو‬ ‫للفطار‬ ‫إحداهن‬ . ‫بعد‬ ‫من‬ ‫تراقب‬ ‫فتاة‬ ، ‫معها‬ ‫يعبث‬ ‫ول‬ ، ‫عنها‬ ‫الزين‬ ‫يتحدث‬ ‫ل‬ ‫واحدة‬ ‫فتاة‬ ‫الحي‬ ‫وفي‬ ‫هذا‬ ‫كل‬ ‫بين‬ ‫من‬ ‫فر‬ ‫بعد‬ ‫من‬ ‫رآها‬ ‫وإذا‬ ، ‫ومزاحه‬ ‫عبثه‬ ‫ويترك‬ ‫يصمت‬ ‫مقبلة‬ ‫رآها‬ ‫كلما‬ ، ‫غاضبة‬ ‫حلوة‬ ‫بعيون‬ ‫الطريق‬ ‫لها‬ ‫وترك‬ ‫يديها‬ . ‫ا‬ ‫أولياء‬ ‫من‬ ‫ولي‬ ‫ابنها‬ ‫أن‬ ‫الزين‬ ‫أم‬ ‫وروجت‬.‫الحنين‬ ‫مع‬ ‫الزين‬ ‫صداقة‬ ‫العتقاد‬ ‫هذا‬ ‫وقوي‬ .‫إبريقه‬ ‫يحمل‬ ‫ثم‬ ، ‫وصوم‬ ‫صلة‬ ‫في‬ ‫أشهر‬ ‫ستة‬ ‫البلد‬ ‫في‬ ‫يقيم‬ ، ‫للعبادة‬ ‫منقطعا‬ ‫صالحا‬ ‫رجل‬ ‫كان‬ ‫ذهب‬ ‫أين‬ ‫أحد‬ ‫يدري‬ ‫ول‬ ‫يعود‬ ‫ثم‬ ، ‫أشهر‬ ‫ستة‬ ‫ويغيب‬ ، ‫الصحراء‬ ‫في‬ ‫مصعدا‬ ‫ويضرب‬ ‫ومصلته‬. ‫معين‬ ‫وقت‬ ‫في‬ ‫مروى‬ ‫في‬ ‫رآه‬ ‫أنه‬ ‫أحدهم‬ ‫يحلف‬ ، ‫عنه‬ ‫غريبة‬ ‫قصصا‬ ‫يتناقلون‬ ‫الناس‬ ‫ولكن‬.‫بينما‬ ‫نفسه‬ ‫الوقت‬ ‫ذلك‬ ‫في‬ ‫كرمه‬ ‫في‬ ‫شاهده‬ ‫أنه‬ ‫آخر‬ ‫يقسم‬-‫أيام‬ ‫ستة‬ ‫مسيرة‬ ‫البلدين‬ ‫وبين‬.‫ويزعم‬ ‫قلما‬ ‫والحنين‬ ‫يتعبدون‬ ‫الرض‬ ‫في‬ ‫يضربون‬ ‫الذين‬ ‫السائحين‬ ‫الولياء‬ ‫من‬ ‫برفقة‬ ‫الحنين‬ ‫أن‬ ‫أناس‬ ‫عام‬ ‫كل‬ ‫أشهر‬ ‫ستة‬ ‫يذهب‬ ‫أين‬ ‫سئل‬ ‫وإن‬ ، ‫البلد‬ ‫أهل‬ ‫من‬ ‫أحد‬ ‫مع‬ ‫يتحدث‬.‫يجيب‬ ‫ل‬.‫يدري‬ ‫أحد‬ ‫ول‬ ‫الطويلة‬ ‫أسفاره‬ ‫في‬ ‫زادا‬ ‫يحمل‬ ‫ل‬ ‫فهو‬ ، ‫يشرب‬ ‫وماذا‬ ‫يأكل‬ ‫ماذا‬ .
  • 9. ‫معه‬ ‫ويتحدث‬ ‫له‬ ‫ويهش‬ ‫الحنين‬ ‫إليه‬ ‫يأنس‬ ‫واحد‬ ‫إنسانا‬ ‫البلد‬ ‫في‬ ‫ولكن‬-، ‫الزين‬ ‫هو‬ ‫ذلك‬ ‫يناديه‬ ‫وكان‬ ، ‫رأسه‬ ‫على‬ ‫وقبله‬ ‫عانقه‬ ‫الطريق‬ ‫في‬ ‫قابله‬ ‫إذا‬ ‫كان‬"‫المبروك‬. "‫أيضا‬ ‫الزين‬ ‫وكان‬ ‫وعانقه‬ ‫إليه‬ ‫وأسرع‬ ‫وهذره‬ ‫عبثه‬ ‫ترك‬ ، ‫مقبل‬ ‫الحنين‬ ‫رأى‬ ‫إذا‬.‫في‬ ‫طعاما‬ ‫يأكل‬ ‫الحنين‬ ‫يكن‬ ‫ولم‬ ‫القهوة‬ ‫أو‬ ‫الشاي‬ ‫أو‬ ‫الغداء‬ ‫بصنع‬ ‫ويأمرها‬ ‫أمه‬ ‫إلى‬ ‫معه‬ ‫الزين‬ ‫يسوقه‬ ‫الزين‬ ‫أهل‬ ‫دار‬ ‫إل‬ ، ‫أحد‬ ‫بيت‬ .‫سر‬ ‫الزين‬ ‫من‬ ‫يعرفوا‬ ‫أن‬ ‫البلد‬ ‫أهل‬ ‫ويحاول‬ ، ‫وكلم‬ ‫ضحك‬ ‫في‬ ‫ساعات‬ ‫والحنين‬ ‫الزين‬ ‫ويظل‬ ‫قوله‬ ‫على‬ ‫يزيد‬ ‫فل‬ ‫الحنين‬ ‫وبين‬ ‫بينه‬ ‫التي‬ ‫الصداقة‬" :‫مبروك‬ ‫راجل‬ ‫الحنين‬ " . ، ‫الشواذ‬ ‫من‬ ‫البلد‬ ‫أهل‬ ‫يعتبرهم‬ ‫أشخاص‬ ‫مع‬ ، ‫النوع‬ ‫هذا‬ ‫من‬ ‫عديدة‬ ‫صداقات‬ ‫للزين‬ ‫كانت‬ ‫جنبه‬ ، ‫عليا‬ ‫شفة‬ ‫له‬ ‫ليست‬ ، ‫مشوها‬ ‫ولد‬ ‫الذي‬ ‫وبخيت‬ ، ‫العرج‬ ‫وموسى‬ ، ‫الطرشاء‬ ‫عشمانة‬ ‫مثل‬ ‫وعلى‬ ‫الحقل‬ ‫من‬ ‫قادمة‬ ‫عشمانة‬ ‫رأى‬ ‫إذا‬ ، ‫القوم‬ ‫هؤلء‬ ‫على‬ ‫يحنو‬ ‫الزين‬ ‫كان‬ ، ‫مشلول‬ ‫اليسر‬ ‫إذا‬ ، ‫أحد‬ ‫كل‬ ‫من‬ ‫تخاف‬ ‫فتاة‬ ‫كانت‬ ، ‫وداعبها‬ ‫لها‬ ‫وهش‬ ‫عنها‬ ‫حمله‬ ‫الحطب‬ ‫من‬ ‫ثقيل‬ ‫حمل‬ ‫رأسها‬ ‫تأنس‬ ‫كانت‬ ‫ولكنها‬ ، ‫مفترسة‬ ‫وحوش‬ ‫كأنهم‬ ، ‫وفزعت‬ ‫ارتعبت‬ ‫طريقها‬ ‫في‬ ‫رجل‬ ‫أو‬ ‫امرأة‬ ‫صادفت‬ ‫الناس‬ ‫يذكر‬ ‫ل‬ ‫الذي‬ ‫وموسى‬ ، ‫الدجاج‬ ‫صياح‬ ‫تشبه‬ ‫التي‬ ‫المحزنة‬ ‫البكماء‬ ‫ضحكتها‬ ‫له‬ ‫وتضحك‬ ‫للزين‬ ‫ما‬ ‫كثرة‬ ‫من‬ ‫قلبك‬ ‫ينفطر‬ ‫مقبل‬ ‫تراه‬ ‫حين‬ ، ‫السن‬ ‫في‬ ‫طاعن‬ ‫رجل‬ ، ‫العرج‬ ‫يسمونه‬ ‫ولكنهم‬ ‫اسمه‬ ، ‫البلد‬ ‫في‬ ‫موسر‬ ‫لرجل‬ ‫رقيقا‬ ‫عبدا‬ ‫كان‬ ، ‫شاق‬ ‫متعب‬ ‫طريق‬ ‫له‬ ‫بالنسبة‬ ‫الحياة‬ ، ‫مشيه‬ ‫في‬ ‫يعاني‬ ‫يحبه‬ ‫به‬ ‫شغوفا‬ ‫موله‬ ‫كان‬ ، ‫موله‬ ‫مع‬ ‫يبقى‬ ‫أن‬ ‫موسى‬ ‫آثر‬ ، ‫حريتهم‬ ‫الرقيق‬ ‫الحكومة‬ ‫منحت‬ ‫ولما‬ ‫موسى‬ ‫وطرد‬ ‫فبددها‬ ، ‫سفيه‬ ‫ابن‬ ‫إلى‬ ‫الثروة‬ ‫آلت‬ ‫توفي‬ ‫ولما‬ ، ‫البن‬ ‫معاملة‬ ‫ويعامله‬ ‫ويبره‬. ‫أمره‬ ‫يعنيه‬ ‫أحد‬ ‫ول‬ ، ‫له‬ ‫أهل‬ ‫ل‬ ‫معدم‬ ‫وهو‬ ‫الشيخوخة‬ ‫وأدركته‬.‫البلد‬ ‫في‬ ‫الحياة‬ ‫حافة‬ ‫على‬ ‫فعاش‬ ‫عن‬ ‫وتبحث‬ ، ‫الليل‬ ‫في‬ ‫الخرابات‬ ‫إلى‬ ‫تأوي‬ ‫التي‬ ، ‫الضالة‬ ‫العجوزة‬ ‫الكلب‬ ‫بعض‬ ‫تعيش‬ ‫كما‬ ، ‫بيتا‬ ‫له‬ ‫وبنى‬ ، ‫الرجل‬ ‫هذا‬ ‫على‬ ‫الزين‬ ‫عطف‬ ، ‫الصبيان‬ ‫بها‬ ‫يتحرش‬ ، ‫الحي‬ ‫فجوات‬ ‫في‬ ‫نهارا‬ ‫القوت‬ ‫غروب‬ ‫بعد‬ ‫ويأتيه‬ ، ‫ليله‬ ‫بات‬ ‫كيف‬ ‫فيسأله‬ ‫الصباح‬ ‫في‬ ‫يأتيه‬ ‫كان‬ ‫ملبنة‬ ‫معزة‬ ‫وأعطاه‬ ‫النخل‬ ‫جريد‬ ‫من‬ ‫وقية‬ ‫ومعه‬ ‫يجيء‬ ‫وأحيانا‬ ، ‫يديه‬ ‫بين‬ ‫فيلقيه‬ ، ‫بالطعام‬ ‫منتفخ‬ ‫وثوبه‬ ‫بالتمر‬ ‫جيوبه‬ ‫مالئا‬ ، ‫الشمس‬ ‫الزين‬ ‫وبين‬ ‫بينه‬ ‫التي‬ ‫الصداقة‬ ‫عن‬ ‫العرج‬ ‫موسى‬ ‫وتسأل‬ ، ‫البن‬ ‫من‬ ‫شيء‬ ‫أو‬ ‫سكر‬ ‫رطل‬ ‫أو‬ ‫شاي‬ ‫الدمع‬ ‫من‬ ‫غشاوة‬ ‫عينيه‬ ‫وفي‬ ‫لك‬ ‫فيقول‬" :‫حلل‬ ‫ود‬ ‫الزين‬ ‫عشرة‬ ‫حبابه‬ ‫الزين‬. "‫البلد‬ ‫أهل‬ ‫ويرى‬ ‫عجبهم‬ ‫فيزداد‬ ‫الزين‬ ‫من‬ ‫العمال‬ ‫هذه‬.‫آدمي‬ ‫هيكل‬ ‫في‬ ‫ا‬ ‫أنزله‬ ‫ملك‬ ‫لعله‬ ‫الخضر‬ ‫ا‬ ‫نبي‬ ‫لعله‬ ‫كصدر‬ ‫المضحك‬ ‫والسمت‬ ‫المجوف‬ ‫الصدر‬ ‫في‬ ‫حتى‬ ‫يخفق‬ ‫قد‬ ‫الكبير‬ ‫القلب‬ ‫أن‬ ‫عباده‬ ‫ليذكر‬ ‫زري‬ ‫وسمته‬ ‫الزين‬ . ‫يقول‬ ‫وبعضهم‬" :‫خلقه‬ ‫أضعف‬ ‫في‬ ‫سره‬ ‫يضع‬. "‫يرتفع‬ ‫أن‬ ‫يلبث‬ ‫ل‬ ‫الزين‬ ‫صوت‬ ‫ولكن‬ ‫مناديا‬" :‫الغريق‬ ‫أهل‬ ‫يا‬..‫الحلة‬ ‫ناس‬ ‫يا‬.‫مكتول‬ ‫أنا‬."‫صورة‬ ‫وتعود‬ ، ‫الصورة‬ ‫هذه‬ ‫فتتحطم‬ ‫ويؤثرونها‬ ‫الناس‬ ‫يألفها‬ ‫التي‬ ‫الزين‬ .
  • 10. ‫عبثه‬ ‫في‬ ‫الزين‬ ‫تراقب‬ ، ‫العينين‬ ‫غاضبة‬ ، ‫المحيا‬ ‫وقورة‬ ، ‫حلوة‬ ‫صبية‬ ‫الحي‬ ‫وفي‬ ‫هذا‬ ‫كل‬ ‫قائلة‬ ‫فانتهرته‬ ، ‫كعادته‬ ‫يضاحكهن‬ ‫النساء‬ ‫من‬ ‫مجموعة‬ ‫في‬ ‫يوما‬ ‫وجدته‬ ، ‫وهزاره‬ ‫ومزاحه‬" :‫ما‬ ‫؟‬ ‫أشغالك‬ ‫تشوف‬ ‫تمشي‬ ‫الفارغ‬ ‫والكلم‬ ‫الطرطشة‬ ‫تخلي‬"‫الجميلتين‬ ‫بعينيها‬ ‫النساء‬ ‫وحدجت‬. ‫سبيله‬ ‫في‬ ‫ومضى‬ ‫النساء‬ ‫بين‬ ‫أنسل‬ ‫ثم‬ ‫حياء‬ ‫رأسه‬ ‫وطأطأ‬ ‫الضحك‬ ‫عن‬ ‫الزين‬ ‫سكت‬ . ‫الرابع‬ ‫الفصل‬ ‫أذنيها‬ ‫آمنة‬ ‫تصدق‬ ‫لم‬.‫العاشرة‬ ‫للمرة‬ ، ‫اللبن‬ ‫بائعة‬ ‫حليمة‬ ‫وسألت‬"‫؟‬ ‫منو‬ ‫يعرس‬ ‫داير‬ ‫فتي‬ "‫حليمة‬ ‫قالت‬ ‫العاشرة‬ ‫وللمرة‬":‫نعمة‬"‫مستحيل‬.‫الزين‬ ‫تتزوج‬ ‫نعمة‬ ‫عقلها‬ ‫فقدت‬ ‫الفتاة‬ ‫أن‬ ‫بد‬ ‫ل‬ ‫بلغت‬ ‫حين‬ ‫شهرين‬ ‫قبل‬ ‫اليوم‬ ‫ذلك‬ ‫بوضوح‬ ‫وتذكرت‬ ‫بالغضب‬ ‫آمنة‬ ‫صدر‬ ‫في‬ ‫الدهشة‬ ‫واختلطت‬ ‫؟‬ ‫في‬ ‫ذلك‬ ‫بعد‬ ‫سعدية‬ ‫تكلم‬ ‫أل‬ ‫حلفت‬ ‫قد‬ ‫كانت‬ ، ‫نعمة‬ ‫أم‬ ‫إلى‬ ‫وذهبت‬ ‫نفسها‬ ‫على‬ ‫وتحاملت‬ ‫كرامتها‬ ‫سعدية‬ ‫أن‬ ‫آمنة‬ ‫تهتم‬ ‫ولم‬ ، ‫سعدية‬ ‫إل‬ ‫يعزينها‬ ‫جميعا‬ ‫البلد‬ ‫نساء‬ ‫وجاء‬ ‫آمنة‬ ‫أم‬ ‫توفيت‬ ‫فقد‬ ، ‫حياتها‬ ‫أمها‬ ‫فيه‬ ‫توفيت‬ ‫الذي‬ ‫الوقت‬ ‫في‬ ‫البلد‬ ‫عن‬ ‫غائبة‬ ‫كانت‬.‫مروى‬ ‫في‬ ‫المستشفى‬ ‫في‬ ‫مريضة‬ ‫كانت‬ ‫يستفسرن‬ ‫جميعا‬ ‫النساء‬ ‫جاءت‬ ‫مروى‬ ‫من‬ ‫عادت‬ ‫وحين‬ ‫كامل‬ ‫شهرا‬ ‫الفراش‬ ‫طريحة‬ ‫ظلت‬ ‫حيث‬ ‫آمنة‬ ‫إل‬ ‫صحتها‬ ‫عن‬.‫يحتم‬ ‫كان‬ ‫الواجب‬ ‫أن‬ ‫ويقلن‬ ‫سعدية‬ ‫يخطئ‬ ‫فريق‬ ، ‫فريقين‬ ‫النساء‬ ‫وانقسم‬ ‫ويقلن‬ ، ‫لسعدية‬ ‫يتحزب‬ ‫النساء‬ ‫من‬ ‫وفريق‬ ‫المرض‬ ‫من‬ ‫أكبر‬ ‫فالموت‬ ، ‫بالزيارة‬ ‫آمنة‬ ‫تبدأ‬ ‫أن‬ ‫عليها‬ ، ‫المشكلة‬ ‫وتعقدت‬ ‫اللغط‬ ‫وزاد‬ ‫الميت‬ ‫من‬ ‫خير‬ ‫والحي‬ ، ‫حال‬ ‫أي‬ ‫على‬ ‫العمر‬ ‫أرذل‬ ‫بلغت‬ ‫آمنة‬ ‫أم‬ ‫أن‬ ‫آمنة‬ ‫تكلم‬ ‫ل‬ ‫وسعدية‬ ‫سعدية‬ ‫تكلم‬ ‫ل‬ ‫آمنة‬ ‫وأصبحت‬ ، ‫رأيها‬ ‫على‬ ‫المرأتين‬ ‫من‬ ‫كل‬ ‫وأصرت‬.‫حتى‬ ‫نعمة‬ ‫وتخطب‬ ‫تذهب‬ ‫أن‬ ‫عليها‬ ‫آمنة‬ ‫ابن‬ ‫أصر‬ ‫حين‬ ‫شهرين‬ ‫قبل‬.‫وتحاملت‬ ‫كرامتها‬ ‫المرأة‬ ‫وبلعت‬ ‫دراها‬ ‫في‬ ‫سعدية‬ ‫على‬ ‫ودخلت‬ ‫نفسها‬ ‫على‬.‫المائدة‬ ‫وعلى‬ ، ‫تغلي‬ ‫قهوة‬ ‫النار‬ ‫وعلى‬ ‫الضحى‬ ‫وقت‬ ، ‫بارد‬ ‫بصوت‬ ‫القهوة‬ ‫عليها‬ ‫وعرضت‬ ، ‫فاترا‬ ‫استقبال‬ ‫سعدية‬ ‫استقبلتها‬ ‫وأشياء‬ ‫وسكر‬ ‫فناجين‬ ‫تخصصها‬ ‫ولم‬ ‫تحلفها‬ ‫لم‬ ، ‫سعدية‬ ‫تزد‬ ‫ولم‬ ، ‫آمنة‬ ‫فرفضت‬.‫لها‬ ‫تقل‬ ‫لم‬" :‫لك‬ ‫يتعرض‬ ‫الرسول‬ ‫القهوة‬ ‫تشربي‬ ‫يهديك‬ ‫ا‬ ، ‫عليك‬ ‫النبي‬. "، ‫كبيرة‬ ‫شجاعة‬ ‫آمنة‬ ‫وتطلبت‬ ، ‫واحدة‬ ‫جملة‬ ‫على‬ ‫تزد‬ ‫لم‬ ‫ريقها‬ ‫وبلعت‬ ‫وجفت‬ ‫عرقت‬ ، ‫سعدية‬ ‫ابنة‬ ‫ونعمة‬ ، ‫أحمد‬ ‫ابنها‬ ‫موضوع‬ ‫في‬ ‫سعدية‬ ‫تحدث‬ ‫لكي‬, . ‫الحتقار‬ ‫هذا‬ ‫لكل‬ ‫عرضها‬ ‫الذي‬ ‫ابنها‬ ‫تلعن‬ ‫داخلها‬ ‫وفي‬ ‫مرتعش‬ ‫صوت‬ ‫في‬ ‫قالت‬ ‫أخيرا‬" :‫سعدية‬ ‫أختي‬.‫كلهم‬ ‫الناس‬ ‫دون‬ ‫من‬ ‫أنت‬ ‫بحال‬ ، ‫ليكي‬ ‫يجيبني‬ ‫ما‬ ‫الممات‬ ‫ول‬ ‫الحاية‬ ‫تاني‬ ‫حالفه‬ ‫كت‬ ‫أنا‬ ‫أمي‬ ‫في‬ ‫تعزيني‬ ‫تجي‬ ‫ابيتي‬.‫مسامح‬ ‫المؤمن‬ ‫برضه‬ ‫لكين‬..‫عافالك‬ ‫أنا‬ ‫ختي‬ ‫يا‬ ‫دحيني‬.‫الغرض‬ ‫نعمة‬ ‫في‬ ‫رغبة‬ ‫عندنا‬ ‫وأنا‬ ‫أحمد‬ ‫أبو‬ ‫ولدي‬ ‫أحمد‬ ، ‫شأنه‬ ‫من‬ ‫الجيتك‬ ‫الشيء‬ ، ‫حسع‬ ‫ليكي‬ ‫الجابني‬ ‫أحمد‬ ‫لي‬. "‫وأحست‬ ‫فمها‬ ‫في‬ ‫الخشب‬ ‫من‬ ‫كقطعة‬ ‫بلسانها‬ ‫شعرت‬ ، ‫حديثها‬ ‫من‬ ‫فرغت‬ ‫ولما‬
  • 11. ‫يداها‬ ‫وارتعشت‬ ‫مرتين‬ ‫فتنحنحت‬ ‫تقلص‬ ‫قد‬ ‫بحلقها‬.‫شيئا‬ ‫سعدية‬ ‫تقل‬ ‫ولم‬.‫بكلمة‬ ‫فاهت‬ ‫أنها‬ ‫لو‬ ‫قليل‬ ‫آمنة‬ ‫روع‬ ‫لهدأ‬ ‫واحدة‬.‫شأنا‬ ‫منها‬ ‫أقل‬ ‫بأنها‬ ‫تشعرها‬ ‫دائما‬ ‫سعدية‬.‫نبيلة‬ ‫جميلة‬ ‫امرأة‬ ‫أنها‬ ‫وأملك‬ ، ‫السبعة‬ ‫أخوانها‬ ‫بثروة‬ ‫السمح‬ ‫الوقور‬ ‫وجهها‬ ‫إلى‬ ‫تنظر‬ ‫وأنت‬ ‫تحس‬ ، ‫والسلوك‬ ‫الملمح‬ ‫العد‬ ‫يحصيها‬ ‫ل‬ ‫التي‬ ‫ومواشيه‬ ‫وبقره‬ ‫وشجره‬ ‫زوجها‬ ‫ونخل‬ ‫الواسعة‬ ‫أبيها‬.‫أولد‬ ‫لها‬ ‫المرأة‬ ‫هذه‬ ‫والناس‬ ، ‫الفتيان‬ ‫إليها‬ ‫يتطلع‬ ‫جميلة‬ ‫بنت‬ ‫ولها‬ ‫الحكومة‬ ‫في‬ ‫واشتغلوا‬ ‫المدارس‬ ‫في‬ ‫تعلموا‬ ‫ثلثة‬ ‫أهداب‬ ‫سعدية‬ ‫رفعت‬ ‫وأخيرا‬ ‫؟‬ ‫شيئا‬ ‫تقول‬ ‫ل‬ ‫لماذا‬ ، ‫الكلم‬ ‫القليلة‬ ‫المرأة‬ ‫هذه‬ ، ‫بالخير‬ ‫يذكرونها‬ ‫تفهمها‬ ‫لم‬ ‫نظرة‬ ‫آمنة‬ ‫إلى‬ ‫ونظرت‬ ، ‫الطويلة‬ ‫عينيها‬.‫ود‬ ‫أو‬ ‫عتاب‬ ‫أو‬ ‫حقد‬ ‫أو‬ ‫غضب‬ ‫فيها‬ ‫يكن‬ ‫لم‬. ‫يثور‬ ‫ول‬ ‫يهتز‬ ‫ل‬ ‫الذي‬ ‫الهادئ‬ ‫بصوتها‬ ‫وقالت‬" :‫خير‬ ‫ا‬ ‫شاء‬ ‫إن‬.، ‫البت‬ ‫أبو‬ ‫عند‬ ‫الشورى‬ ‫طبعا‬ ‫نكلمه‬ ‫يجي‬ ‫وقت‬"‫يزوجونها‬ ‫والن‬ ، ‫ذلك‬ ‫بعد‬ ‫رفضوا‬ ‫أنهم‬ ‫كيف‬ ‫وتذكرت‬ ، ‫هذا‬ ‫كل‬ ‫آمنة‬ ‫تذكرت‬ ‫للزين‬-‫الغشيم‬ ‫الهبيل‬ ‫الرجل‬ ‫هذا‬!‫في‬ ‫كأن‬ ‫آمنة‬ ‫وشعرت‬ ، ‫الناس‬ ‫سائر‬ ‫دون‬ ‫للزين‬ ‫يزوجونها‬ ‫آمنة‬ ‫عيني‬ ‫لحظت‬ ‫حين‬ ‫اللبن‬ ‫بائعة‬ ‫حليمة‬ ‫وارتاعت‬ ، ‫عمد‬ ‫عن‬ ، ‫شخصيا‬ ‫يها‬ ‫موجهة‬ ‫إساءة‬ ‫المر‬ ‫لمنة‬ ‫وقالت‬ ‫فزادته‬ ، ‫اللبن‬ ‫غشتها‬ ‫أنها‬ ‫أدركت‬ ‫آمنة‬ ‫أن‬ ‫وحسبت‬ ، ‫بالغضب‬ ‫تتسعان‬" :‫كي‬ ‫ها‬ ‫كمان‬ ‫تزعلي‬ ‫ما‬ ‫عشان‬ ‫زيادة‬ ‫دا‬ " . ‫ويسيل‬ ‫بالغيظ‬ ‫الرجل‬ ‫صدر‬ ‫يمتلئ‬ ‫كما‬ ، ‫النيل‬ ‫صدر‬ ‫ينتفخ‬ ، ‫عاما‬ ‫يتلو‬ ‫عام‬ ، ‫العوام‬ ‫تتابعت‬ ، ‫البيوت‬ ‫أسفل‬ ‫عند‬ ‫الصحراء‬ ‫حافة‬ ‫إلى‬ ‫يصل‬ ‫حتى‬ ‫المزروعة‬ ‫الرض‬ ‫فيغطي‬ ، ‫الضفتين‬ ‫على‬ ‫الماء‬ ‫أريج‬ ‫من‬ ‫مزيج‬ ‫هي‬ ‫رائحة‬ ‫تحمل‬ ‫بالندى‬ ‫مفعمة‬ ‫رطبة‬ ‫ريح‬ ‫الشمال‬ ‫من‬ ‫وتهب‬ ، ‫بالليل‬ ‫الضفادع‬ ‫تنق‬ ‫ورائحة‬ ‫بالماء‬ ‫ترتوي‬ ‫حين‬ ‫الظمأى‬ ‫الخصبة‬ ‫الرض‬ ‫ورائحة‬ ‫المبتل‬ ‫الحطب‬ ‫ورائحة‬ ‫الطلح‬ ‫زهر‬ ‫القمر‬ ‫وجه‬ ‫يستدير‬ ‫حين‬ ‫المقمرة‬ ‫الليالي‬ ‫وفي‬ ، ‫الرمل‬ ‫على‬ ‫الموج‬ ‫يلقيها‬ ‫التي‬ ‫الميتة‬ ‫السماك‬ ‫والماء‬ ‫الشجر‬ ‫وأغصان‬ ‫النخل‬ ‫ظلل‬ ‫صفحتها‬ ‫فوق‬ ‫تتحرك‬ ‫مضيئة‬ ‫ضخمة‬ ‫مرآة‬ ‫إلى‬ ‫الماء‬ ‫يتحول‬ ‫ودق‬ ‫زغاريده‬ ‫تسمع‬ ‫ميلين‬ ‫بعد‬ ‫على‬ ‫عرس‬ ‫حفل‬ ‫أقيم‬ ‫فإذا‬ ، ‫كبيرة‬ ‫أبعاد‬ ‫إلى‬ ‫الصوات‬ ‫يحمل‬ ‫دارك‬ ‫يمين‬ ‫إلى‬ ‫كأنه‬ ‫ومزاميره‬ ‫طنابيره‬ ‫وعزف‬ ‫طبوله‬.‫ذات‬ ‫وتستيقظ‬ ، ‫الصعداء‬ ‫النيل‬ ‫ويتنفس‬ ‫يمتد‬ ‫كبير‬ ‫واحد‬ ‫مجرى‬ ‫في‬ ‫يستقر‬ ، ‫الجانبين‬ ‫عن‬ ‫انحسر‬ ‫قد‬ ‫الماء‬ ‫وإذا‬ ‫هبط‬ ‫قد‬ ‫النيل‬ ‫صدر‬ ‫فإذا‬ ‫يوم‬ ‫المغيب‬ ‫عند‬ ‫فيه‬ ‫وتغطس‬ ‫الصباح‬ ‫في‬ ‫الشمس‬ ‫منه‬ ‫تطلع‬ ، ‫وغربا‬ ‫شرقا‬.‫ممتده‬ ‫أرض‬ ‫فإذا‬ ‫وتنظر‬ ‫الطبيعي‬ ‫مجراه‬ ‫إلى‬ ‫هروبه‬ ‫في‬ ‫مصقولة‬ ‫رشيقة‬ ‫دروبا‬ ‫الماء‬ ‫عليها‬ ‫ترك‬ ‫ملساء‬ ‫ريانة‬.‫رائحة‬ ‫اللقاح‬ ‫يتهيأ‬ ‫حين‬ ‫النخل‬ ‫برائحة‬ ‫فتذكرك‬ ‫أنفك‬ ‫تمل‬ ‫الن‬ ‫الرض‬.‫تحس‬ ‫ولكنك‬ ، ‫مبتلة‬ ‫ساكنة‬ ‫الرض‬ ‫بعلها‬ ‫لملقاة‬ ‫تستعد‬ ‫الشهوة‬ ‫عارمة‬ ‫امرأة‬ ‫كأنها‬ ، ‫عظيم‬ ‫سر‬ ‫على‬ ‫ينطوي‬ ‫بطنها‬ ‫أن‬.‫ساكنة‬ ‫الرض‬ ‫والخصب‬ ‫الحياة‬ ‫ماء‬ ‫هو‬ ‫دافق‬ ‫بماء‬ ‫تضج‬ ‫أحشاءها‬ ‫ولكن‬.، ‫للعطاء‬ ‫تتهيأ‬ ، ‫متوثبة‬ ‫مبتلة‬ ‫الرض‬ ‫الرض‬ ‫أحشاء‬ ‫حادا‬ ‫شيء‬ ‫ويطعن‬.‫وعطاء‬ ‫وألم‬ ‫نشوة‬ ‫لحظة‬.‫في‬ ‫طعن‬ ‫الذي‬ ‫المكان‬ ‫وفي‬ ‫حب‬ ‫ودفء‬ ‫حنان‬ ‫في‬ ‫الجنين‬ ‫النثى‬ ‫رحم‬ ‫يضم‬ ‫وكما‬ ، ‫البذور‬ ‫تتدفق‬ ، ‫الرض‬ ‫أحشاء‬.‫كذلك‬ ‫وثمر‬ ‫نبات‬ ‫عن‬ ‫الرض‬ ‫وتتشقق‬ ، ‫واللوبيا‬ ‫والذرة‬ ‫القمح‬ ‫حب‬ ‫على‬ ‫الرض‬ ‫باطن‬ ‫ينطوي‬ .
  • 12. ، ‫حجورهن‬ ‫على‬ ‫يجلسنها‬ ‫كن‬ ‫أمها‬ ‫لزيارة‬ ‫جئن‬ ‫إذا‬ ‫كن‬ ‫النساء‬ ‫أن‬ ‫طفلة‬ ‫وهي‬ ‫نعمة‬ ‫تذكر‬ ‫وشفتها‬ ‫خدها‬ ‫على‬ ‫ويقبلنها‬ ، ‫كتفيها‬ ‫على‬ ‫المتهدل‬ ‫الغزير‬ ‫شعرها‬ ‫على‬ ‫بأيديهن‬ ‫ويمسحن‬ ‫صدورهن‬ ‫إلى‬ ‫ويضممنها‬ ، ‫ويدغدغنها‬.‫ضجرت‬ ‫ومرة‬ ، ‫أذرعهن‬ ‫في‬ ‫وتتلوى‬ ، ‫ذلك‬ ‫تمقت‬ ‫وكانت‬ ‫حيوان‬ ‫فكا‬ ‫كأنهما‬ ، ‫عليها‬ ‫تنطبقان‬ ‫الغليظتين‬ ‫المرأة‬ ‫بذراعي‬ ‫وشعرت‬ ، ‫بها‬ ‫بدينة‬ ‫امرأة‬ ‫عبث‬ ‫أن‬ ‫وحاولت‬ ‫نعمة‬ ‫وتململت‬ ، ‫تخنقها‬ ‫كأنها‬ ، ‫القوي‬ ‫وعطرها‬ ‫المثقلة‬ ‫المرأة‬ ‫وبردفي‬ ، ‫مفترس‬ ‫المرأة‬ ‫قبضة‬ ‫من‬ ‫تتخلص‬.‫بشفتيها‬ ‫وجهها‬ ‫على‬ ‫وانقضت‬ ‫بقوة‬ ‫صدرها‬ ‫إلى‬ ‫ضمتها‬ ‫المرأة‬ ‫ولكن‬ ، ‫قاسية‬ ‫صفعة‬ ‫وجهها‬ ‫على‬ ‫نعمة‬ ‫صفعتها‬ ، ‫وتشمها‬ ، ‫خدها‬ ‫وعلى‬ ‫رقبتها‬ ‫على‬ ‫تقبلها‬ ‫المكتنزتين‬ ‫الغرفة‬ ‫وتركت‬ ‫نعمة‬ ‫وانفلتت‬ ‫ذراعاها‬ ‫وانفك‬ ‫المرأة‬ ‫وذعرت‬.‫أصبحت‬ ، ‫طفلة‬ ‫تعد‬ ‫ولم‬ ‫كبرت‬ ‫ولما‬ ‫الطريق‬ ‫في‬ ‫بهم‬ ‫تمر‬ ‫حين‬ ، ‫إليها‬ ‫تلتفت‬ ‫السواء‬ ‫على‬ ‫والرجال‬ ‫النساء‬ ‫رؤوس‬.‫تأبه‬ ‫تكن‬ ‫لم‬ ‫لكنها‬ ‫القرآن‬ ‫لتتعلم‬ ‫تاب‬ّ ‫ك‬ُ ‫ال‬ ‫في‬ ‫يدخلها‬ ‫أن‬ ‫أباها‬ ‫أرغمت‬ ‫كيف‬ ‫أيضا‬ ‫وتذكر‬ ، ‫لجمالها‬.‫الطفلة‬ ‫كانت‬ ‫الصبيان‬ ‫بين‬ ‫الوحيدة‬.‫يقرأون‬ ‫يكبرونها‬ ‫صبيان‬ ‫إلى‬ ‫تستمع‬ ‫وكانت‬ ، ‫الكتابة‬ ‫تعلمت‬ ‫واحد‬ ‫شهر‬ ‫وبعد‬ ‫وكانت‬ ‫بتلوته‬ ‫وتستلذ‬ ، ‫بنهم‬ ‫تحفظه‬ ، ‫القرآن‬ ‫على‬ ‫وأقبلت‬ ، ‫ذهنها‬ ‫في‬ ‫فتستفر‬ ، ‫القرآن‬ ‫من‬ ‫سورا‬ ‫الرحمن‬ ‫سورة‬ ‫حفظته‬ ‫مما‬ ‫تؤثر‬ ‫كانت‬ ، ‫السار‬ ‫كالخبر‬ ‫قلبها‬ ‫على‬ ‫تنزل‬ ، ‫منه‬ ‫معينة‬ ‫آيات‬ ‫تعجبها‬ ‫بنشوة‬ ‫وتشعر‬ ‫أيوب‬ ‫عن‬ ‫تقرأ‬ ‫وهي‬ ‫الحزن‬ ‫يعتصره‬ ‫بقلبها‬ ‫وتشعر‬ ، ‫القصص‬ ‫وسورة‬ ‫مريم‬ ‫وسورة‬ ‫عندنا‬ ‫من‬ ‫رحمة‬ ‫معهم‬ ‫ومثلهم‬ ‫أهله‬ ‫وآتيناه‬ ‫الية‬ ‫إلى‬ ‫تصل‬ ‫حين‬ ‫عظيمة‬.‫امرأة‬ ‫رحمة‬ ‫وتتخيل‬ ‫رحمة‬ ‫اسموها‬ ‫أهلها‬ ‫أن‬ ‫لو‬ ‫وتتمنى‬ ، ‫زوجها‬ ‫خدمة‬ ‫في‬ ‫متفانية‬ ‫الحسن‬ ‫رائعة‬.‫بتضحية‬ ‫تحلم‬ ‫كانت‬ ‫الغريب‬ ‫الحساس‬ ‫ذلك‬ ‫فيها‬ ، ‫اليام‬ ‫من‬ ‫يوم‬ ‫في‬ ‫تؤديها‬ ‫ضخمة‬ ‫تضحية‬ ، ‫نوعها‬ ‫تدري‬ ‫ل‬ ‫عظيمة‬ ‫الشعور‬ ‫شخصيتها‬ ‫محور‬ ، ‫وقورة‬ ‫طفلة‬ ‫نعمة‬ ‫ونشأت‬ ‫مريم‬ ‫سورة‬ ‫تقرأ‬ ‫حين‬ ‫تحسه‬ ‫الذي‬ ‫حديثا‬ ‫أبيها‬ ‫إلى‬ ‫وتتحدث‬ ، ‫شيء‬ ‫كل‬ ‫في‬ ‫وتناقشها‬ ، ‫البيت‬ ‫أعباء‬ ‫في‬ ‫أمها‬ ‫تشارك‬ ، ‫بالمسؤولية‬ ‫مواصلة‬ ‫على‬ ‫يحثها‬ ‫بعامين‬ ‫يكبرها‬ ‫الذي‬ ‫أخوها‬ ‫كان‬ ، ‫الحيان‬ ‫بعض‬ ‫في‬ ‫يذهله‬ ‫جريئا‬ ‫ناضجا‬ ‫لها‬ ‫ويقول‬ ‫المدارس‬ ‫في‬ ‫التعليم‬" :‫محامية‬ ‫ول‬ ‫دكتورة‬ ‫تبقي‬ ‫يمكن‬. "‫بذلك‬ ‫تؤمن‬ ‫تكن‬ ‫لم‬ ‫ولكنها‬ ‫التعليم‬ ‫من‬ ‫النوع‬.‫الوقار‬ ‫من‬ ‫الكثيف‬ ‫القناع‬ ‫ذلك‬ ‫وجهها‬ ‫وعلى‬ ‫لخيها‬ ‫تقول‬" :‫في‬ ‫التعليم‬ ‫طرطشة‬ ‫كله‬ ‫المدارس‬.‫الصلة‬ ‫وفرايض‬ ‫القرآن‬ ‫ومعرفة‬ ‫والكتابة‬ ‫القراية‬ ‫كفاية‬. "‫ويضحك‬ ‫ويقول‬ ‫أخوها‬" :‫حججك‬ ‫مع‬ ‫وتنفك‬ ‫يعرسك‬ ‫حلل‬ ‫ود‬ ‫يجي‬ ‫باكر‬. "‫هذا‬ ‫لها‬ ‫يقولون‬ ‫أسرتها‬ ‫أفراد‬ ‫صدرها‬ ‫تضم‬ ، ‫المحيا‬ ‫الوقورة‬ ‫العينين‬ ‫الغاضبة‬ ‫الفتاة‬ ‫هذه‬ ‫أن‬ ‫يدركون‬ ‫فهم‬ ، ‫بالخوف‬ ‫إحساس‬ ‫مع‬ ‫يصلحون‬ ‫الذين‬ ‫الفتيان‬ ‫عن‬ ‫تتحدث‬ ‫أمها‬ ‫بدأت‬ ‫و‬ ‫عشرة‬ ‫السادسة‬ ‫بلغت‬ ‫ولما‬ ، ‫عنهم‬ ‫تخفيه‬ ‫أمر‬ ‫على‬ ‫أصهارا‬.‫شيئا‬ ‫تقول‬ ‫ول‬ ‫كتفيها‬ ‫تهز‬ ‫نعمة‬ ‫ولكن‬.‫زواج‬ ‫أمر‬ ‫في‬ ‫تحدثها‬ ‫سعدية‬ ‫إلى‬ ‫آمنة‬ ‫جاءت‬ ‫ولما‬ ‫سعدية‬ ‫لها‬ ‫وقالت‬ ‫أحمد‬ ‫من‬ ‫نعمة‬" :‫البت‬ ‫أبو‬ ‫عند‬ ‫الشورى‬"‫أن‬ ‫نفسها‬ ‫قرارة‬ ‫في‬ ‫تعلم‬ ‫كانت‬) ‫الرأي‬(‫نفسها‬ ‫نعمة‬ ‫غير‬ ‫لحد‬ ‫ل‬.‫خيارها‬ ‫من‬ ‫لبد‬ ‫وكان‬.‫وقالت‬ ‫كتفيها‬ ‫فهزت‬:‫ما‬ ‫الليلة‬ ‫لي‬ ‫أنا‬ ‫للعرس‬ ‫بقيت‬(‫حماة‬ ‫تصبح‬ ‫لن‬ ‫متحمسة‬ ‫تكن‬ ‫لم‬ ‫سعدية‬ ‫وأن‬ ‫خاصة‬ ، ‫مناقشتها‬ ‫العبث‬ ‫من‬ ‫وكان‬ ‫لمنة‬.‫آخر‬ ‫خطيب‬ ‫ظهر‬ ‫حتى‬ ‫طويل‬ ‫وقت‬ ‫ذلك‬ ‫بعد‬ ‫يمض‬ ‫لم‬:‫إدريس‬.‫كن‬ ‫البلد‬ ‫في‬ ‫كثيرات‬ ‫فتيات‬
  • 13. ‫ابتدائية‬ ‫مدرسة‬ ‫في‬ ‫مدرسا‬ ‫يعمل‬ ، ‫متعلما‬ ‫كان‬ ‫فقد‬ ‫له‬ ‫زوجات‬ ‫يصبحن‬ ‫أن‬ ‫يتمنين‬.‫دمث‬ ‫وكان‬ ‫التي‬ ، ‫الصل‬ ‫ذوات‬ ‫العوائل‬ ‫من‬ ‫تكن‬ ‫لم‬ ‫عائلته‬ ‫أن‬ ‫ومع‬ ‫البلد‬ ‫أهل‬ ‫بين‬ ‫السيرة‬ ‫حسن‬ ، ‫الخلق‬ ‫أسرة‬ ‫كانت‬ ‫عشرته‬ ‫وحسن‬ ‫بجده‬ ‫الناس‬ ‫بين‬ ‫مكانة‬ ‫لنفسه‬ ‫كون‬ ‫أباه‬ ‫أن‬ ‫إل‬ ، ‫البلد‬ ‫في‬ ‫إليها‬ ‫يشار‬ ‫إلى‬ ‫يميلون‬ ، ‫الثلثة‬ ‫وأخوانها‬ ، ‫سعدية‬ ‫وأمها‬ ، ‫نعمة‬ ‫والد‬ ‫إبراهيم‬ ‫حاج‬ ‫وكان‬ ، ‫الحال‬ ‫ميسورة‬ ‫طيبة‬ ‫إدريس‬ ‫قبول‬.‫ذلك‬ ‫غير‬ ‫رأي‬ ‫لها‬ ‫كان‬ ‫نعمة‬ ‫أن‬ ‫بيد‬.‫وقالت‬ ‫كتفيها‬ ‫هزت‬" :‫بدوره‬ ‫ما‬. (‫واحتد‬ ‫بصفعها‬ ‫وهم‬ ‫معها‬ ‫كلمه‬ ‫في‬ ‫إبراهيم‬ ‫حاج‬.‫فجأة‬ ‫توقف‬ ‫ولكنه‬.‫الفتاة‬ ‫تلك‬ ‫محيا‬ ‫في‬ ‫ما‬ ‫شيء‬ ‫صدره‬ ‫في‬ ‫الغضب‬ ‫قتل‬ ‫العنيدة‬.‫وجهها‬ ‫على‬ ‫الرزين‬ ‫التصميم‬ ‫لعله‬ ، ‫عينيها‬ ‫تعبير‬ ‫لعله‬.‫وكأنما‬ ‫متمردة‬ ‫ول‬ ‫عاقة‬ ‫ليست‬ ‫الفتاة‬ ‫هذه‬ ‫بأن‬ ‫الرجل‬ ‫أحس‬.‫القدام‬ ‫إلى‬ ‫داخلي‬ ‫بإيعاز‬ ‫مدفوعة‬ ‫ولكنها‬ ‫عنه‬ ‫ردها‬ ‫أحد‬ ‫يستطيع‬ ‫ل‬ ‫أمر‬ ‫على‬ . ‫الزواج‬ ‫أمر‬ ‫في‬ ‫أحد‬ ‫يكلمها‬ ‫لم‬ ‫يومها‬ ‫ومن‬ . ‫الزواج‬ ‫خواطر‬ ‫ذهنها‬ ‫على‬ ‫وتخطر‬ ، ‫وأفكارها‬ ‫نفسها‬ ‫تفرغ‬ ‫حين‬ ‫نعمة‬ ‫وكانت‬.‫أن‬ ‫تحس‬ ‫تحتسب‬ ‫ل‬ ‫حيث‬ ‫من‬ ‫سيجيئها‬ ‫الزواج‬.‫عباده‬ ‫على‬ ‫ا‬ ‫قضاء‬ ‫يقع‬ ‫كما‬.‫ويموتون‬ ‫الناس‬ ‫يولد‬ ‫ما‬ ‫مثل‬ ‫ويهطل‬ ‫القمح‬ ‫ينبت‬ ‫كما‬ ، ‫عام‬ ‫كل‬ ‫النخل‬ ‫ويثمر‬ ، ‫العواصف‬ ‫وتهب‬ ، ‫النيل‬ ‫يبيض‬ ‫ما‬ ‫مثل‬ ، ‫ويمرضون‬ ‫تولد‬ ‫أن‬ ‫قبل‬ ‫محفوظ‬ ‫لوح‬ ‫في‬ ‫لها‬ ‫ا‬ ‫قسمها‬ ‫قسمة‬ ، ‫زواجها‬ ‫سيكون‬ ‫كذلك‬ ‫الفصول‬ ‫وتتبدل‬ ‫المطر‬ ‫أو‬ ‫خوف‬ ‫أو‬ ‫بفرح‬ ‫تحس‬ ‫تكن‬ ‫لم‬ ، ‫عليها‬ ‫وما‬ ‫الرض‬ ‫ا‬ ‫يخلق‬ ‫أن‬ ‫وقبل‬ ، ‫النيل‬ ‫يجري‬ ‫أن‬ ‫وقبل‬ ، ، ‫ما‬ ‫وقت‬ ‫في‬ ‫كتفيها‬ ‫على‬ ‫ستوضع‬ ‫كبيرة‬ ‫بمسؤولية‬ ‫تشعر‬ ‫كانت‬ ‫ولكنها‬ ، ‫هذا‬ ‫في‬ ‫تفكر‬ ‫حين‬ ‫أسى‬ ‫معينة‬ ‫صورة‬ ‫ذهنها‬ ‫وفي‬ ‫تشب‬ ‫فتاة‬ ‫كل‬ ، ‫الحي‬ ‫في‬ ‫صاحباتها‬ ، ‫بعيدا‬ ‫يكون‬ ‫وقد‬ ، ‫قريبا‬ ‫يكون‬ ‫قد‬ ‫بين‬ ‫من‬ ‫ويختطفها‬ ‫ويدخل‬ ، ‫الدار‬ ‫خارج‬ ‫الضوء‬ ‫ساجي‬ ‫مساء‬ ‫ذات‬ ‫فرسه‬ ‫يربط‬ ‫الذي‬ ‫الفارس‬ ‫عن‬ ‫في‬ ‫ترتسم‬ ‫فلم‬ ‫نعمة‬ ‫أما‬ ، ‫العيش‬ ‫ورغد‬ ‫السعادة‬ ‫من‬ ‫سحرية‬ ‫عوالم‬ ‫إلى‬ ‫بعيدا‬ ‫بها‬ ‫ويهرب‬ ، ‫أهلها‬ ‫الرجل‬ ‫يكون‬ ‫قد‬ ‫ما‬ ‫رجل‬ ‫على‬ ‫ما‬ ‫يوما‬ ‫ستسبغه‬ ‫فياض‬ ‫حب‬ ‫معها‬ ‫وكبر‬ ‫كبرت‬ ، ‫محددة‬ ‫صورة‬ ‫ذهنها‬ ‫عامة‬ ‫من‬ ‫مزارعا‬ ‫أو‬ ، ‫متعلما‬ ‫وسيما‬ ‫شابا‬ ‫يكون‬ ‫قد‬ ‫الولى‬ ‫زوجته‬ ‫على‬ ‫يتزوجها‬ ، ‫أبناء‬ ‫له‬ ‫متزوجا‬ ‫الزين‬ ‫يكون‬ ‫قد‬ ، ‫المعول‬ ‫وضرب‬ ‫خاض‬ ‫ما‬ ‫كثرة‬ ‫من‬ ، ‫والرجلين‬ ‫الكفين‬ ‫مشقق‬ ‫البلد‬ ‫أهل‬...‫وحين‬ ‫الم‬ ‫تحسه‬ ‫الذي‬ ‫الشعور‬ ‫فصيلة‬ ‫من‬ ، ‫قلبها‬ ‫في‬ ‫دافئا‬ ‫إحساسا‬ ‫تحس‬ ‫نعمة‬ ‫بال‬ ‫على‬ ‫الزين‬ ‫يخطر‬ ‫يتيم‬ ‫كطفل‬ ‫بالها‬ ‫على‬ ‫الزين‬ ‫يخطر‬ ، ‫بالشفقة‬ ، ‫آخر‬ ‫شعور‬ ‫الحساس‬ ‫بهذا‬ ‫ويمتزج‬ ، ‫أبنائها‬ ‫نحو‬ ‫شيء‬ ‫عليه‬ ‫شفقتها‬ ‫في‬ ‫وما‬ ، ‫حال‬ ‫كل‬ ‫على‬ ‫عمها‬ ‫ابن‬ ‫أنه‬ ، ‫الرعاية‬ ‫إلى‬ ‫حاجة‬ ‫في‬ ، ‫الهل‬ ‫عديم‬ ‫غريب‬ . ‫الخامس‬ ‫الفصل‬
  • 14. ‫حيثما‬ ، ‫مستقر‬ ‫له‬ ‫ليس‬ ‫قلق‬ ‫كروح‬ ‫كان‬ ‫فقد‬ ، ‫ليله‬ ‫الزين‬ ‫يقضي‬ ‫أين‬ ‫تبالي‬ ‫الزين‬ ‫أم‬ ‫تكن‬ ‫لم‬ ‫الزين‬ ‫تجد‬ ‫عرس‬ ‫أقيم‬:، ‫برد‬ ‫يحبسه‬ ‫ل‬ ، ‫بحري‬ ‫أو‬ ‫قبلي‬ ‫في‬ ‫القوز‬ ‫عرب‬ ‫عند‬ ‫أو‬ ‫الطلحة‬ ‫فريق‬ ‫في‬ ‫زغاريد‬ ‫نادرة‬ ‫بحساسية‬ ‫أذنه‬ ‫تلتقط‬ ، ‫فيضانه‬ ‫موسم‬ ‫في‬ ‫الطامي‬ ‫النيل‬ ‫ول‬ ‫بالليل‬ ‫تهب‬ ‫عاصفة‬ ‫ول‬ ‫الصوت‬ ‫مصدر‬ ‫إلى‬ ‫يجذبه‬ ‫شيئا‬ ‫كأن‬ ‫ويهرول‬ ‫كتفه‬ ‫على‬ ‫ثوبه‬ ‫فيضع‬ ، ‫أميال‬ ‫بعد‬ ‫على‬ ‫النساء‬. ‫فإذا‬ ، ‫درمان‬ ‫أم‬ ‫من‬ ‫آتية‬ ‫السيارات‬ ‫تعدو‬ ‫حين‬ ، ‫الرمل‬ ‫كثبان‬ ‫وراء‬ ‫من‬ ‫فجأة‬ ‫النور‬ ‫يسطع‬ ‫وأحيانا‬ ‫يحث‬ ، ‫الرض‬ ‫إلى‬ ‫تنظران‬ ‫وعيناه‬ ‫قليل‬ ‫المام‬ ‫إلى‬ ‫بجسمه‬ ‫يميل‬ ‫الرمل‬ ‫في‬ ‫يحب‬ ‫نحيل‬ ‫شخص‬ ‫شرقا‬ ‫متجها‬ ‫الخطى‬.‫فإما‬ ، ‫الحي‬ ‫طرف‬ ‫في‬ ‫عرس‬ ‫حفل‬ ‫ثمة‬ ‫أن‬ ‫فيعلمون‬ ‫الزين‬ ‫الركاب‬ ‫يرى‬ ‫به‬ ‫وتحرشوا‬ ‫السيارة‬ ‫أوقفوا‬ ‫وأما‬ ، ‫عليه‬ ‫يمرون‬ ‫حين‬ ‫به‬ ‫صاحوا‬.، ‫منهم‬ ‫كوكبة‬ ‫وراءه‬ ‫يسير‬ ‫وأحيانا‬ ‫معالمها‬ ‫وتتضح‬ ‫النساء‬ ‫زغاريد‬ ‫وتقترب‬.‫النساء‬ ‫يميز‬ ‫أن‬ ‫الزين‬ ‫ويستطيع‬.‫ثم‬ ، ‫زغردت‬ ‫امرأة‬ ‫أية‬ ‫الجن‬ ‫وادي‬ ‫في‬ ‫شياطين‬ ‫كأنها‬ ‫وتهبط‬ ‫تصعد‬ ‫مجتمعة‬ ‫أشباح‬ ‫وتبدو‬ ‫النوار‬ ‫تبدو‬.‫الغبار‬ ‫يظهر‬ ‫ثم‬ ‫الضوء‬ ‫بخيوط‬ ‫يتشبث‬ ، ‫رقصها‬ ‫في‬ ‫الناس‬ ‫أرجل‬ ‫تثيره‬ ‫الذي‬.‫يعرفه‬ ‫نداء‬ ‫عن‬ ‫الليل‬ ‫ينشق‬ ‫وفجأة‬ ‫أحد‬ ‫كل‬" :‫جاكم‬ ‫الزين‬ ‫الرقيص‬ ‫ناس‬ ‫يا‬ ، ‫العرس‬ ‫أهل‬ ‫يا‬ ‫عوك‬. "‫كالقضاء‬ ‫قفز‬ ‫قد‬ ‫الزين‬ ‫وإذا‬ ‫الرقص‬ ‫حلقه‬ ‫في‬ ‫واستقر‬.‫جديدة‬ ‫طاقة‬ ‫الزين‬ ‫فيه‬ ‫نفث‬ ‫فقد‬ ‫فجأة‬ ‫المكان‬ ‫ويفور‬.‫بعيد‬ ‫ومن‬ ‫به‬ ‫يرحبون‬ ‫صيحاتهم‬ ‫المرء‬ ‫يسمع‬" :‫ابشر‬.‫ابشر‬.‫عشرة‬ ‫حبابك‬. "‫النساء‬ ‫أصوات‬ ‫تموت‬ ‫وحين‬ ‫رأسه‬ ‫الزين‬ ‫يسند‬ ، ‫الفجر‬ ‫طلوع‬ ‫قبيل‬ ‫دورهم‬ ‫إلى‬ ‫الناس‬ ‫ويتراوح‬ ، ‫النوار‬ ‫وتطفأ‬ ، ‫حلوقهن‬ ‫في‬ ‫الطير‬ ‫كنوم‬ ‫خفيفا‬ ‫نوما‬ ‫برهة‬ ‫وينام‬ ، ‫شجرة‬ ‫جذع‬ ‫إلى‬ ‫أو‬ ‫حجر‬ ‫إلى‬.‫لصلة‬ ‫المؤذن‬ ‫يؤذن‬ ‫وحين‬ ‫الشاي‬ ‫لتصنع‬ ‫أمه‬ ‫فيوقظ‬ ، ‫أهله‬ ‫إلى‬ ‫عائدا‬ ‫يقفل‬ ، ‫الفجر‬.‫ولم‬ ، ‫صباح‬ ‫ذات‬ ‫أذن‬ ‫قد‬ ‫المؤذن‬ ‫أن‬ ‫بيد‬ ‫الزين‬ ‫يعد‬.‫الرجل‬ ‫قامة‬ ‫قدر‬ ‫الشمس‬ ‫ارتفعت‬ ‫ثم‬ ، ‫الشمس‬ ‫طلوع‬ ‫قبيل‬ ‫الشرقي‬ ‫الفق‬ ‫وأحمر‬ ‫الزين‬ ‫يعد‬ ‫ولم‬.‫خيرا‬ ‫تستبشر‬ ‫فلم‬ ‫اليسر‬ ‫جنبها‬ ‫في‬ ‫خفيفة‬ ‫برجفة‬ ‫الزين‬ ‫أم‬ ‫وأحست‬.‫تعتقد‬ ‫إنها‬ ‫محالة‬ ‫ل‬ ‫ذويها‬ ‫بأحد‬ ‫أو‬ ‫بها‬ ‫سيلم‬ ‫شرا‬ ‫فإن‬ ‫رجف‬ ‫إذا‬ ‫اليسر‬ ‫جنبها‬ ‫أن‬.‫الزين‬ ‫لعم‬ ‫تذهب‬ ‫أن‬ ‫وهمت‬ .‫قوية‬ ‫خبطة‬ ‫سمعت‬ ‫ثم‬ ، ‫يصر‬ ‫الكبير‬ ‫الحوش‬ ‫باب‬ ‫وسمعت‬ ‫الحوش‬ ‫باب‬ ‫عند‬ ‫حركة‬ ‫سمعت‬ ‫ولكنها‬ ‫مريعا‬ ‫شيئا‬ ‫أمامها‬ ‫رأت‬ ‫وفجأة‬ ،.‫بيت‬ ‫رابع‬ ‫في‬ ‫لحمة‬ ‫أبو‬ ‫إبراهيم‬ ‫حاج‬ ‫سمعها‬ ‫صرخة‬ ‫فصرخت‬ ‫الصباح‬ ‫قهوة‬ ‫يشرب‬ ‫مصلته‬ ‫على‬ ‫جالس‬ ‫وهو‬.‫الزين‬ ‫أم‬ ‫وحملوا‬ ‫ونساء‬ ‫رجال‬ ‫بالناس‬ ‫الدار‬ ‫امتلت‬ ‫الوعي‬ ‫فاقدة‬.‫نصفين‬ ‫الناس‬ ‫وانشق‬.‫حول‬ ‫التفوا‬ ‫الرجال‬ ‫من‬ ‫أغلبهم‬ ‫ونصف‬ ، ‫الم‬ ‫مع‬ ‫راح‬ ‫نصفا‬ ‫وسرواله‬ ‫وثوبه‬ ‫وصدره‬ ، ‫اليمنى‬ ‫عينه‬ ‫من‬ ‫قريب‬ ‫إلى‬ ‫يصل‬ ‫كبير‬ ‫جرح‬ ‫رأسه‬ ‫على‬ ‫كان‬ ، ‫الزين‬ ‫بالدم‬ ‫ملطخة‬.‫رشدهم‬ ‫الناس‬ ‫وفقد‬.‫من‬ ‫عيناه‬ ‫احمرت‬ ‫وقد‬ ‫الزين‬ ‫في‬ ‫يصيح‬ ‫الحفيظ‬ ‫عبد‬ ‫وأخذ‬ ‫الغضب‬" :‫؟‬ ‫الضربك‬ ‫المجرم‬ ‫الكلب‬ ‫مين‬ ‫؟‬ ‫دي‬ ‫العملة‬ ‫فيك‬ ‫عمل‬ ‫مين‬ ‫كلمنا‬"‫النساء‬ ‫وتصارخت‬ ‫الزين‬ ‫وجه‬ ‫على‬ ‫مركزتان‬ ‫وعيناها‬ ، ‫صامته‬ ، ‫بعد‬ ‫عن‬ ‫تقف‬ ‫نعمة‬ ‫وكانت‬ ‫البكاء‬ ‫في‬ ‫أخذن‬ ‫وبعضهن‬ ‫عظيم‬ ‫حنو‬ ‫فيهما‬ ‫الغضب‬ ‫محل‬ ‫حل‬ ‫وقد‬ ،.‫إبراهيم‬ ‫حاج‬ ‫وقال‬" :‫الحكيم‬. "‫وقع‬ ‫للكلمة‬ ‫وكان‬ ‫محجوب‬ ‫وصاح‬ ‫النساء‬ ‫عويل‬ ‫فهدا‬ ، ‫النار‬ ‫على‬ ‫الماء‬" :‫الحكيم‬"‫الحفيظ‬ ‫عبد‬ ‫وصاح‬" :‫الحكيم‬" ‫ليحضره‬ ‫حماره‬ ‫على‬ ‫إسماعيل‬ ‫أحمد‬ ‫وانطلق‬ .
  • 15. ‫يلمع‬ ‫نظيفا‬ ‫وجهه‬ ‫كان‬ ‫أسبوعين‬ ‫ظل‬ ‫حيث‬ ‫مروى‬ ‫في‬ ‫المستشفى‬ ‫من‬ ‫الزين‬ ‫عاد‬ ‫ولما‬. ‫ناصعة‬ ‫بيضاء‬ ‫وثيابه‬.‫رأوا‬ ‫ولكنهم‬ ، ‫فمه‬ ‫في‬ ‫صفراوين‬ ‫سنين‬ ‫عهدوا‬ ‫كما‬ ‫الناس‬ ‫ير‬ ‫فلم‬ ‫وضحك‬ ‫فكه‬ ‫في‬ ‫البحر‬ ‫صدف‬ ‫من‬ ‫كأنها‬ ‫أسنان‬ ‫من‬ ‫وصفا‬ ، ‫العلى‬ ‫فكه‬ ‫في‬ ‫اللمعة‬ ‫السنان‬ ‫من‬ ‫صفا‬ ‫السفل‬.‫آخر‬ ‫شخص‬ ‫إلى‬ ‫تحول‬ ‫الزين‬ ‫وكأنما‬.‫المستقبلين‬ ‫صفوف‬ ‫بين‬ ‫واقفة‬ ‫وهي‬ ‫لنعمة‬ ‫وخطر‬ ‫وسامة‬ ‫من‬ ‫يخلو‬ ‫ل‬ ‫الواقع‬ ‫في‬ ‫الزين‬ ‫أن‬ . ‫لمروى‬ ‫رحلته‬ ‫إل‬ ‫له‬ ‫حديث‬ ‫ول‬ ، ‫طويل‬ ‫زمنا‬ ‫ذلك‬ ‫بعد‬ ‫الزين‬ ‫وظل‬.‫يجتمع‬ ‫أن‬ ‫له‬ ‫يلذ‬ ‫كان‬ ‫والطاهر‬ ‫الريس‬ ‫ود‬ ‫وحمد‬ ، ‫إسماعيل‬ ‫وأحمد‬ ، ‫الحفيظ‬ ‫وعبد‬ ، ‫محجوب‬ ، ‫القدامى‬ ‫رفاقه‬ ‫حوله‬ ‫له‬ ‫جرى‬ ‫ما‬ ‫لهم‬ ‫فيحكي‬ ، ‫التاجر‬ ‫وسعيد‬ ، ‫الرواسي‬ . " ‫نظاف‬ ‫هدوما‬ ‫ولبسوني‬ ‫هدومي‬ ‫قلعوني‬ ‫زول‬ ‫يا‬ ‫وصلت‬ ‫ما‬ ‫أول‬..‫يرقش‬ ‫السرير‬. ‫الكراع‬ ‫يزلق‬ ‫والبلط‬ ‫والبطاطين‬ ‫اللبن‬ ‫زي‬ ‫بيض‬ ‫المليات‬" ...‫متحرشا‬ ‫محجوب‬ ‫وقاطعة‬" :‫خلك‬ ‫؟‬ ‫شنو‬ ‫بي‬ ‫ليك‬ ‫ملوها‬ ‫دي‬ ‫الكبيرة‬ ‫كرشك‬ ‫والبلط‬ ‫البطاطين‬ ‫من‬"‫مقبل‬ ‫كأنه‬ ‫الزين‬ ‫فم‬ ‫وارتجف‬ ‫وليمة‬ ‫على‬" :‫بلش‬ ‫ول‬ ‫مروى‬ ‫استبالية‬ ‫في‬ ‫الكل‬ ‫هل‬ ‫هل‬.‫أكل‬ ‫جنس‬ ‫عاد‬ ‫هو‬.‫سمك‬ ‫شيتن‬ ‫دجاج‬ ‫شيتن‬ ‫لحم‬ ‫شيتن‬ ‫بيض‬ ‫شيتن‬. "‫أخرى‬ ‫مرة‬ ‫محجوب‬ ‫وقاطعه‬" :‫ما‬ ‫الستباليات‬ ‫في‬ ‫الكل‬ ‫؟‬ ‫بتشبع‬ ‫كت‬ ‫كيفن‬ ‫؟‬ ‫شوية‬ ‫قالوا‬"‫الجديدة‬ ‫أسنانه‬ ‫يظهر‬ ‫حتى‬ ، ‫ميدرة‬ ‫كبيرة‬ ‫ابتسامة‬ ‫الزين‬ ‫وابتسم‬ " :‫الكل‬ ‫قدام‬ ‫قعد‬ ‫صاحبتي‬ ‫كان‬ ‫التمرجية‬ ‫بحال‬. "‫الحفيظ‬ ‫عبد‬ ‫وصاح‬" :‫ا‬ ‫إل‬ ‫إله‬ ‫ل‬ ‫أي‬... ‫آمسنوح‬.‫؟‬ ‫التمرجيات‬ ‫على‬ ‫تتعلبس‬ ‫مشيت‬ ‫كمان‬"‫مكتوم‬ ‫بضحك‬ ‫الزين‬ ‫جسم‬ ‫وارتج‬" :‫أي‬..‫أي‬ ...‫سميحة‬ ‫شافعتن‬ ‫مي‬ ‫زول‬ ‫يا‬ ‫أمانة‬. "‫دون‬ ‫ويضحك‬ ‫يستمع‬ ‫كان‬ ‫أن‬ ‫بعد‬ ‫الرواسي‬ ‫ود‬ ‫وتدخل‬ ‫شيئا‬ ‫يقول‬ ‫أن‬" :‫الرسول‬ ‫عليك‬!‍‫لينا‬ ‫وصفها‬ ‫كدى‬ ‫الزين‬. "‫أن‬ ‫يخاف‬ ‫كأنه‬ ‫خلفه‬ ‫الزين‬ ‫والتفت‬ ‫صوته‬ ‫وخفض‬ ‫أحد‬ ‫يسمعه‬" :‫صلبن‬ ‫كبر‬ ‫عليها‬ ‫زول‬ ‫يا‬ ‫أمان‬ ‫عليك‬. "‫وقتا‬ ‫الحديث‬ ‫حبل‬ ‫وانقطع‬. ‫بقية‬ ‫صدره‬ ‫في‬ ‫يزال‬ ‫وما‬ ، ‫قال‬ ‫أنفاسه‬ ‫الريس‬ ‫ود‬ ‫حمد‬ ‫استجمع‬ ‫وحين‬ ‫بالضحك‬ ‫المجلس‬ ‫ضج‬ ‫فقد‬ ‫ضحك‬ ‫من‬" :‫؟‬ ‫الطاري‬ ‫آمقطوع‬ ‫معاها‬ ‫سويت‬ ‫شن‬"‫هذا‬ ‫يسمع‬ ‫لم‬ ‫كأنه‬ ‫حديثه‬ ‫الزين‬ ‫واصل‬ ‫الخير‬ ‫السؤال‬" :‫مشلخة‬ ‫ماها‬ ، ‫مرها‬ ، ‫أمدرمان‬ ‫من‬ ‫سميحة‬ ‫بنيتن‬. "‫قريبا‬ ‫الرواسي‬ ‫ود‬ ‫وزحف‬ ‫أخرى‬ ‫بطريقة‬ ‫سؤاله‬ ‫وأعاد‬ ‫الزين‬ ‫من‬" :‫؟‬ ‫صلبها‬ ‫كبر‬ ‫أوراك‬ ‫شن‬ ‫أنت‬"‫الفور‬ ‫على‬ ‫الزين‬ ‫وقال‬: )‫؟‬ ‫بشوفه‬ ‫ما‬ ‫قدامي‬ ‫يبقي‬ ‫وقت‬ ‫الشي‬ ‫؟‬ ‫عميان‬ ‫أنا‬ ‫لك‬ ‫قالوا‬"‫الرد‬ ‫هذا‬ ‫من‬ ‫سر‬ ‫محجوب‬ ‫وكأن‬ ‫الريس‬ ‫ود‬ ‫إلى‬ ‫ينظر‬ ‫وهو‬ ‫فقال‬" :‫نجيض‬ ‫الداهي‬.‫عويد‬ ‫قايلنه‬ ‫ساكت‬. (‫يديه‬ ‫الزين‬ ‫ووضع‬ ‫خبيثة‬ ‫ابتسامة‬ ‫وجهه‬ ‫وعلى‬ ‫ببطء‬ ‫قال‬ ‫ثم‬ ، ‫قليل‬ ‫الوراء‬ ‫إلى‬ ‫ومال‬ ‫رأسه‬ ‫خلف‬" :‫جماعة‬ ‫يا‬ ‫دايرين‬ ‫؟‬ ‫لها‬ ‫سويت‬ ‫شن‬ ‫تعرفو‬"‫بلهفة‬ ‫الريس‬ ‫ود‬ ‫وقال‬" :‫لها‬ ‫سويت‬ ‫شن‬ ‫حدثنا‬ ‫الزين‬ ‫الرسول‬. " ‫المعلق‬ ‫الكبير‬ ‫المصباح‬ ‫ضوء‬ ‫من‬ ‫شيء‬ ‫فانعكس‬ ، ‫ليتكلم‬ ‫فمه‬ ‫فتح‬ ‫ثم‬ ، ‫الزين‬ ‫ابتسامة‬ ‫واتسعت‬ ‫أسنانه‬ ‫على‬ ‫سعيد‬ ‫دكان‬ ‫في‬.‫وحمد‬ ، ‫الرواسي‬ ‫والطاهر‬ ‫محجوب‬ ‫قفز‬ ، ‫واحد‬ ‫وقت‬ ‫وفي‬ ، ‫وفجأة‬
  • 16. ‫الريس‬ ‫ود‬.‫الحفيظ‬ ‫عبد‬ ‫وصاح‬) :‫امسكوه‬. (‫الزين‬ ‫كان‬ ‫البصر‬ ‫لمح‬ ‫في‬ ‫منهم‬ ‫أسرع‬ ‫كان‬ ‫لكنه‬ ‫كلهم‬ ‫وانكبوا‬ ‫رقبته‬ ‫من‬ ‫شده‬ ‫ثم‬ ، ‫الرض‬ ‫في‬ ‫رماه‬ ‫ثم‬ ‫بعنف‬ ‫الهواء‬ ‫في‬ ‫ورفعه‬ ‫بالرجل‬ ‫أمسك‬ ‫قد‬ ‫والطاهر‬ ، ‫اليسرى‬ ‫بذراعه‬ ‫أمسك‬ ‫الحفيظ‬ ‫وعبد‬ ، ‫اليمنى‬ ‫بذراعه‬ ‫أمسك‬ ‫إسماعيل‬ ‫أحمد‬ ، ‫عليه‬ ‫وسطه‬ ‫من‬ ‫به‬ ‫أمسك‬ ‫الرواسي‬.‫دكانه‬ ‫في‬ ‫شيئا‬ ‫يزن‬ ‫سعيد‬ ‫وكان‬ ، ‫بساقيه‬ ‫أمسك‬ ‫الريس‬ ‫ود‬ ‫وحمد‬ ‫يفلحوا‬ ‫لم‬ ‫لكنهم‬ ، ‫أيضا‬ ‫الزين‬ ‫بساقي‬ ‫وأمسك‬ ‫مشرعا‬ ‫فخرج‬ ، . ‫جميعا‬ ‫البلد‬ ‫أهل‬ ‫بها‬ ‫لحد‬ ‫طاقة‬ ‫ل‬ ‫جبارة‬ ‫مريعة‬ ‫قوة‬ ‫النحيل‬ ‫الزين‬ ‫جسم‬ ‫في‬ ‫تدفقت‬ ‫ضد‬ ‫الزين‬ ‫يستعملها‬ ‫ل‬ ‫حتى‬ ‫جهدهم‬ ‫يبذلون‬ ‫الزين‬ ‫وأهل‬ ، ‫ويهابونها‬ ‫الرهيبة‬ ‫القوة‬ ‫هذه‬ ‫يعرفون‬ ‫أحد‬.،‫الحقل‬ ‫في‬ ‫استفزه‬ ‫جامح‬ ‫ثور‬ ‫بقرني‬ ‫مرة‬ ‫أمسك‬ ‫الزين‬ ‫أن‬ ‫ذكروا‬ ‫كلما‬ ‫روعا‬ ‫يرتعدون‬ ‫أنهم‬ ، ‫العظام‬ ‫مهشم‬ ‫أرضا‬ ‫ألقاه‬ ‫ثم‬ ‫به‬ ‫وطرح‬ ‫قش‬ ‫حزمة‬ ‫كأنه‬ ‫الرض‬ ‫عن‬ ‫ورفعه‬ ، ‫قرنيه‬ ‫من‬ ‫به‬ ‫أمسك‬ ‫ذرة‬ ‫عود‬ ‫وكأنها‬ ‫جذورها‬ ‫من‬ ‫سنط‬ ‫شجرة‬ ‫قلع‬ ‫حمساة‬ ‫فورات‬ ‫من‬ ‫فورة‬ ‫في‬ ‫مرة‬ ‫أنه‬ ‫وكيف‬.‫كلهم‬ ‫بشر‬ ‫مقدور‬ ‫في‬ ‫ليست‬ ‫خارقة‬ ‫قوة‬ ‫الضاوي‬ ‫الجسم‬ ‫هذا‬ ‫في‬ ‫أن‬ ‫يعلم‬:‫الدين‬ ‫وسيف‬..‫هذه‬ ‫برهة‬ ‫أصواتهم‬ ‫واختلطت‬ ‫هالك‬ ‫محالة‬ ‫ل‬ ‫أنه‬ ، ‫الن‬ ‫الزين‬ ‫عليها‬ ‫انقض‬ ‫التي‬ ‫الفريسة‬.‫الزين‬ ‫كان‬ ‫غضب‬ ‫في‬ ‫يردد‬)‫أكتله‬ ‫لزم‬ ‫الدكر‬ ‫الحمار‬- (‫برجل‬ ‫الزين‬ ‫يلحقه‬ ‫ذم‬ ‫أقصى‬ ‫الدكر‬ ‫والحمار‬. ‫وخوف‬ ‫توتر‬ ‫في‬ ‫الحفيظ‬ ‫عبد‬ ‫صوت‬ ‫وارتفع‬) :‫خليه‬ ‫ا‬ ‫عليك‬ ‫الزين‬ ‫الرسول‬. (‫محجوب‬ ‫وأخذ‬ ‫يأس‬ ‫في‬ ‫يشتم‬.‫في‬ ‫الزين‬ ‫عض‬ ‫الحيلة‬ ‫أعيته‬ ‫ولما‬ ، ‫وأقواهم‬ ‫سنا‬ ‫أصغرهم‬ ‫إسماعيل‬ ‫أحمد‬ ‫وكان‬ ‫ظهره‬.‫يعوم‬ ‫الليل‬ ‫في‬ ‫السمك‬ ‫عن‬ ‫بحثه‬ ‫في‬ ‫كان‬ ، ‫بقوته‬ ‫مشهورا‬ ‫رجل‬ ‫الرواسي‬ ‫الطاهر‬ ‫وكان‬ ‫نفسه‬ ‫ينقطع‬ ‫فل‬ ‫الساعة‬ ‫نصف‬ ‫الماء‬ ‫في‬ ‫ويغطس‬ ‫وجيئة‬ ‫ذهابا‬ ‫النيل‬.‫شيئا‬ ‫تكن‬ ‫لم‬ ‫قوته‬ ‫لكن‬ ‫الزين‬ ‫بجانب‬.‫برجليه‬ ‫يضرب‬ ‫وأوه‬ ‫الدين‬ ‫سيف‬ ‫حلق‬ ‫من‬ ‫يصدر‬ ‫شخيرا‬ ‫سمعوا‬ ‫ضوضائهم‬ ‫وفي‬ ‫الهواء‬ ‫في‬ ‫الطويلتين‬.‫محجوب‬ ‫وصاح‬" :‫كتله‬ ‫مات‬ " . ‫الضجة‬ ‫فوق‬ ‫وقورا‬ ‫هادئا‬ ‫ارتفع‬ ‫الحنين‬ ‫صوت‬ ‫لكن‬) :‫الزين‬.‫المبروك‬.‫عليك‬ ‫يرضى‬ ‫ا‬( ‫واحدة‬ ‫دفعة‬ ‫الستة‬ ‫الرجال‬ ‫ووقع‬ ‫ساكنا‬ ‫هامدا‬ ‫الرض‬ ‫على‬ ‫الدين‬ ‫سيف‬ ‫ووقع‬ ‫الزين‬ ‫قبضة‬ ‫وانفكت‬ .، ‫يدفعونه‬ ‫كانوا‬ ‫أمامهم‬ ‫حائطا‬ ‫فكأن‬ ‫المفاجئ‬ ‫بسكوته‬ ‫الزين‬ ‫وباغتهم‬ ‫الحنين‬ ‫صوت‬ ‫فاجأهم‬ ‫فقد‬ ‫كان‬ ‫أنه‬ ‫بد‬ ‫ل‬ ، ‫كامل‬ ‫صمت‬ ‫فيها‬ ‫ساد‬ ‫العين‬ ‫طرفة‬ ‫مقدار‬ ، ‫جدا‬ ‫قصيرة‬ ‫برهة‬ ‫ومضت‬ ، ‫بغته‬ ‫إنهد‬ ‫سيف‬ ‫وتذكروا‬ ‫أخرى‬ ‫مرة‬ ‫فيهم‬ ‫الحياة‬ ‫جاشت‬ ‫ذلك‬ ‫بعد‬ ، ‫وأمل‬ ‫وحيرة‬ ‫رعب‬ ‫من‬ ‫مزيجا‬ ‫صمتا‬ ‫مرتعش‬ ‫فرح‬ ‫بصوت‬ ‫محجوب‬ ‫صاح‬ ‫ثم‬ ، ‫عليه‬ ‫رؤوسهم‬ ‫أنكبت‬ ، ‫الدين‬)‫لله‬ ‫الحمد‬.‫لله‬ ‫الحمد‬( ‫أخذوا‬ ‫خافتة‬ ‫متوترة‬ ‫أصوات‬ ‫وفي‬ ‫سعيد‬ ‫دكان‬ ‫أمام‬ ‫كنبة‬ ‫على‬ ‫ووضعوه‬ ‫الدين‬ ‫سيف‬ ‫وحملوا‬ ‫ا‬َ ‫مطأطئ‬ ‫ركبتيه‬ ‫بين‬ ‫ويداه‬ ‫مؤخرته‬ ‫على‬ ‫جالسا‬ ‫فرأوه‬ ‫الزين‬ ‫تذكروا‬ ‫فقط‬ ‫حينئذ‬ ‫الحياة‬ ‫إلى‬ ‫يعيدونه‬ ‫صوت‬ ‫في‬ ‫إليه‬ ‫يتحدث‬ ‫كان‬ ، ‫بالغ‬ ‫حنان‬ ‫في‬ ‫الزين‬ ‫كتف‬ ‫على‬ ‫يده‬ ‫وضع‬ ‫قد‬ ‫الحنين‬ ‫وكان‬ ، ‫رأسه‬ ‫بالحب‬ ‫مليء‬ ‫لكنه‬ ‫حازم‬) :‫المبروك‬ ‫الزين‬.‫؟‬ ‫كده‬ ‫عملت‬ ‫ليه‬ ) .