SlideShare a Scribd company logo
1 of 37
Download to read offline
‫دعوة للتعارف‬

                                                         ‫العائلة املقدسة ؟‬
‫	هى"يسوعاملسيح"الطفلاملقدس (وهورضيعثموهوفطيم)،وأمهالسيدة‬
‫العذراء الطاهرة " مرمي " وابن عمها النجار الشيخ املسن " يوسف " ، املسئول‬
‫عن رعايتها و هو أيضا ً خطيبها ، وقريبتهم الشابة التى تدعى "سالومي".‬
                                                                                  ‫	‬
                                               ‫ملاذا « يسوع « هو الطفل املقدس ؟‬
‫	 ألنه « يسوع « املبارك الذى انتظر الناس والدته و بشارته بالدعوة إلى احملبة‬
‫و التوبة وملكوت السموات، وهم يهتفون مهللني « مبارك اآلتى باسم الرب»،‬
‫فجاء مولودا ً من السيدة العذراء منذ أكثر من ألفى عام ، لينقسم تاريخ‬
‫العالم كله مبوعد مولده فيكون ما قبل امليالد ( ق.م ) وما بعد امليالد ( ب .م ).‬




                                       ‫3‬
‫من أين جاءت العائلة املقدسة إلى مصر ؟ وملاذا ؟‬
‫		 جاءت العائلة املقدسة إلى « مصر» هاربني من قرية « بيت حلم» ( املوجودة‬
‫فى فلسطني )، البلدة التى ولد فيها الطفل « يسوع». فعندما ولد الطفل‬
‫املقدس عرف ملك املنطقة ، واسمه « هيرودس « أن هناك مولودا ً فى هذه‬
‫البلدة سوف يكون ملكاً. وألن امللك « هيرودس « لم يكن يعلم أن الطفل‬
‫املولود سيكون ملكا ً على قلوب البشر فى السماء وليس على العروش‬
‫امللكية فى األرض ، فإنه قد خاف على عرشه امللكى . وألنه إنسان شرير،‬
‫فقد أصدر أمره امللكى بقتل كل أطفال بلدة « بيت حلم « من سن سنتني‬
‫فأقل ، وهو يعتقد أنه يضمن احملافظة على عرشه بهذه اجلرمية الوحشية.‬
‫لذلك أرسل « اهلل « صاحب القدرة والعظمة ، مالكا ً من السماء لكي‬
‫يحذر «يوسف النجار» ويأخذ الطفل « يسوع » وأمه ويهرب إلى « مصر».‬

                                                                 ‫ملاذا مصر ؟‬
‫		 فى « مصر» أشرق فجر الضمير اإلنسانى قبل كل بالد العالم أجمع،‬
       ‫فصارت بالدنا هي منبع األخالق احلميدة و اجلميلة من قبل كل األمم.‬

                                                       ‫وملاذا مصر أيض ًا ؟‬
‫		 عندما سمع الناس الصوت اإللهى لصاحب القدرة والعظمة ، يعلن من‬
‫السماء « مبارك شعبى مصر» ، عرفوا أن «مصر» هي بلد يتميز شعبه‬
‫باحلكمة وطيبة النفس وحب « اهلل» فى نفس الوقت ، ولذلك يباركه « اهلل»‬
                                                    ‫منذ فجر التاريخ.‬

                                                         ‫وملاذا مصر أيض ًا ؟‬
‫		 إلى « مصر» جاء كثير من األنبياء القدماء وعاشوا فيها مثل « إبراهيم»‬
                                ‫و «يعقوب» و «موسى» عليهم السالم.‬




                                     ‫4‬
‫حقيقة الرحلة‬

‫		 عندما يدعونا والدينا أو أحد ذوينا الصطحابهم فى رحلة ، فإننا نفرح‬
‫ون ُسر بذلك ، ألننا نعلم أن الرحلة معناها االنتقال من مكان إلى مكان آخر ،‬
                                                                    ‫ّ‬
‫لقضاء وقت مبهج واالستمتاع مبشاهدة أماكن جديدة لها مناظرها اجلميلة‬
                                                       ‫وجوها اللطيف.‬

                            ‫فكيف كانت رحلة العائلة املقدسة إلى مصر ؟‬
‫		 لم تكن رحلة العائلة املقدسة إلى « مصر « نزهة بسيطة ، بل كانت رحلة‬
‫شاقة جدا ً ، فقد سافروا ملسافات طويلة جدا ً ، سواء داخل « فلسطني» أو‬
‫داخل « مصر» ، سيرا ً على األقدام إال مسافات قليلة جداً، حيث كان «يوسف‬
‫النجار» يتجنب مصاحبة القوافل بقدر اإلمكان ، حتى ال يعرض حياة الطفل‬
‫«يسوع» للخطر، و ذلك ألن رجال امللك « هيرودس» كانوا ينتشرون فى كل‬
‫مكان . وتقلبات اجلو فى املناطق الصحراوية تؤثر على السائرين عبر اجلبال‬
‫والصحارى الواسعة ، ما بني الشمس احلارقة ، خاصة فى نهار الصيف ، وبرودة‬
‫الليل القارصة، خاصة فى ليالى الشتاء ، والرياح القوية ، والعواصف الرملية‬
‫اخلطرة، ووحوش البرارى من األسود والضباع والذئاب واألفاعى ( الثعابني)‬
‫اخلطرة ، مع وجود قطاع الطرق من البدو املشهورين فى هذه األماكن ، وقلة‬
‫الطعام واملياه فى نفس الوقت . وعلى الرغم من طول السفر ومشقاته ،‬
‫إال أن املسافرين الثالثة الكبار ، السيدة «العذراء مرمي « و « يوسف النجار «‬
‫و « سالومى « لم يحصلوا على القدر املناسب من ساعات النوم وال أوقات‬
‫الراحة ، فقد كانوا جميعا ً يعملون على حماية الطفل « يسوع « من خطر‬
                              ‫أن يتعرف عليه أحد من أتباع امللك هيرودس.‬
‫	 هذه الرحلة الطويلة ، التى تزيد محطات التوقف خاللها على التسعني‬
‫محطة ، أكثر من سبعني محطة منها داخل « مصر « وحدها ، نستطيع‬
‫أن نتابعها بقليل من التنظيم لكى نعرف متاعب هذه الرحلة بالنسبة‬
‫ألصحابها من العائلة املقدسة ، وندرك أهمية هذه املرحلة بالنسبة لبالدنا‬
                                                                ‫احلبيبة.‬


                                   ‫5‬
6
‫الذهاب إلى مصر‬

‫		 فى البداية نحن نعرف أن الرحلة كلها هي كأى رحلة بصفة عامة ، أي‬
‫أنها عبارة عن قسمني أساسيني ، ذهاب وعودة : الذهاب إلى « مصر « ثم‬
                                                   ‫العودة من « مصر «.‬
‫		 إذا تابعنا رحلة الذهاب إلى « مصر « جند أنها تنقسم إلى جزئني ، أولهما‬
                               ‫يقع فى « فلسطني « واآلخر فى « مصر «.‬

                                                      ‫اخلروج من فلسطني‬

‫		 اجلزء األول من رحلة الذهاب ، وهو اخلاص بالترحال داخل « فلسطني» .‬
‫يتكون من سبع محطات رئيسية هي : « فارس « التى تبعد حوالى تسعة‬
‫عشر كيلو مترا ً عن بلدة « بيت حلم « ( التى ولد فيها الطفل «يسوع» ).ثم‬
‫بلدة « اخلليل «( كان اسمها « حبرون» فى ذلك الوقت ). ثم قرية «بئر سبع»‬
‫التى تبعد عن «اخلليل « مسافة حوالى ستة وأربعني كيلو مترا ً ، ومن هناك‬
‫إلى قرية « بيرين» ، ومنها إلى بلدة « العوجة « ، فى الطريق إلى مدينة « غزة»‬
‫ثم إلى « خان يونس « كآخر محطة سفر للعائلة املقدسة داخل األراضى‬
                                   ‫الفلسطينية فى الطريق إلى «مصر» .‬

‫		 و اجلزء اآلخر من رحلة الذهاب هو أكبر أجزاء الرحلة كلها ، سواء فى‬
‫الذهاب أو العودة ، ففى هذا اجلزء الثانى تواصل العائلة املقدسة ترحالها‬
‫داخل أراضى « مصر» ، بداية من «رفح» فى شمال شرق « مصر» و انتهاء‬
               ‫ببلدة « القوصية « فى الوجه القبلى مبحافظة « أسيوط» .‬
‫	 و تتحرك العائلة املقدسة خالل هذا اجلزء من رحلة الذهاب مارة بتسع و أربعني‬
                               ‫بلدة (أو محطة ) من « رفح» إلى «القوصية».‬



                                    ‫7‬
8
‫« رحلة العائلة املقدسة إلى مصر «‬




                ‫9‬
‫فى مصر‬

‫		 إذا نظرنا إلى خريطة « مصر « نستطيع أن نالحظ وجود هذه املناطق‬
‫بوضوح : شبه جزيرة سيناء ، شرق الدلتا ، وسط الدلتا، غرب الدلتا، الصحراء‬
‫الغربية ، القاهرة الكبرى. وهي جميعها تشكل الوجه البحرى من األراضى‬
‫املصرية. ويضاف إلى ما سبق أراضى الوجه القبلى ، الذى يبدأ من جنوب‬
‫«مصر» الواقع بعد ضاحية «املعادي». إن احملطات التسع واألربعني التى‬
‫اجتازتها العائلة املقدسة فى رحلة الذهاب داخل « مصر « تتناثر و تتوزع فى‬
‫كل املناطق السابقة ، أى أن العائلة املقدسة قد سارت على أرض « مصر«‬
                    ‫من أقصى شرقها إلى غربها ، ومن شمالها إلى جنوبها.‬

                            ‫اجتياز البوابة الشرقية‬
‫		 وعندما نراجع تاريخ بالدنا «مصر» نستطيع أن نالحظ أن بوابتها الشرقية‬
‫هي « شبه جزيرة سيناء « ، وأن هذه البوابة الشرقية هي التى عبرت من خاللها‬
‫أغلب الشعوب التى حاولت أن حتتل « مصر « ، سواء بالهجوم العسكرى‬
‫الشامل أو بالتسلل إلى أرض البالد على دفعات. ولكن هذه البوابة الشرقية‬
‫ذاتها هي التى وفدت منها العائلة املقدسة وهي تلجأ إلى أرض احملبة ، طالبة‬
‫األمان ، ساعية إلى حماية طفلها املقدس من محاولة قتله . وإذا كانت «شبه‬
‫جزيرة سيناء» هي «بوابة مصر الشرقية» ، فإن مدينة «رفح» هي بوابة شبه‬
‫اجلزيرة املصرية ، أى أن «رفح» هي البوابة الشرقية الرئيسية ملصر. فإذا كانت‬
‫مدينة «خان يونس» هي أخر محطة سفر للعائلة املقدسة داخل أراضى‬
‫«فلسطني» فى طريقها إلى «مصر» ، فإن «رفح» هي أول محطات سفر‬
‫العائلة املقدسة داخل أرض « مصر» التاريخية، أي األرض التى عرفت باسم‬
‫«مصر» منذ فجر تاريخ العالم. واقتضى األمر أن تواصل العائلة املقدسة‬
‫مسيرتها ملدة يومني كاملني لكى تصل إلى منطقة « العريش». ولكن كان‬
‫يجب أن يصل «يوسف النجار» بقافلته الصغيرة هذه إلى مدينة « الفرما»،‬
‫التى تعرف حاليا باسم «بالوظة»، و التى تبعد عن مدينة «بورسعيد» احلالية‬
                       ‫بحوالى خمسة وعشرين كليو مترا ً إلى الشرق منها.‬


                                   ‫01‬
‫		 وكانت« الفرما» أرضا ً للكثير من املواجهات بني القوات املصرية و األجنبية‬
‫اخملتلفة الساعية لغزو «مصر»، لذلك سماها الكثيرون « حصن مصر».‬
‫و بعد قليل من الراحة من عناء الطريق املوصﱢل إلى «الفرما»، استأنفت‬
‫العائلة املقدسة مسيرتها حتى أخر بلدة فى شبه جزيرة سيناء و هي‬
   ‫« القنطرة» ، التى تبعد حوالى خمسة و ثالثني كيلو مترا ً عن « الفرما» .‬




                        ‫أنقاض اآلثار القبطية فى الفرما‬

                              ‫الوجه البحرى‬

‫		 فإذا كانت « شبه جزيرة سيناء « هي أول منطقة فى أرض « مصر « جتتازها‬
‫العائلة املقدسة فى رحلتها التاريخية هذه ، فإن ثانى منطقة فى « مصر «‬
‫تواصل العائلة املقدسة الترحال عبر أراضيها هي « شرق الدلتا «. والتى تبدأ‬
‫بالبلدة املصرية التى تقوم فى مكانها مدينة « اإلسماعيلية « فى الوقت‬
‫احلالى ، وهى تبعد عن « القنطرة « بحوالى أربعني كيلو مترا ً . وكان على‬
‫العائلة املقدسة ، لكي تصل إلى موقع « اإلسماعيلية « ، أن يعبروا القناة‬
‫املصرية التى حفرها املصريون القدماء لكى تصل بني أقصى فروع النيل من‬
‫جهة الشرق وبني « خليج السويس» ، و هي القناة التى كانت تعرف باسم‬
‫«قناة سنوسرت» ، على اسم امللك املصرى الذى أمر بحفرها ، ثم أطلق‬
‫عليها اإلغريق اليونانيون اسم « قناة سيزوستريس» . و كانت هذه القناة هي‬
‫التى توفر اإلبحار بالسفن واملراكب الشراعية من البحر املتوسط إلى البحر‬
‫األحمر عبر نهر النيل العظيم ، قبل مولد « السيد املسيح « بأكثر من ألف‬

                                      ‫11‬
‫وسبعمائة عام. و من موقع « اإلسماعيلية» اجتهت العائلة املقدسة إلى‬
‫بلدة أخرى تبعد عنها بحوالى ثالثني كيلو مترا ً من جهة الغرب و تعرف حاليا ً‬
   ‫بأسم «القصاصني» . و استمرت العائلة املقدسة فى مسيرتها نحو الغرب‬
   ‫لتصل إلى املنطقة التى بها مدينة « التل الكبير» حاليا ً ، بعد سفر استغرق‬
   ‫حوالى يوم كامل . و إذا كانت محطات السفر الثالث السابقة ( اإلسماعيلية‬
   ‫– القصاصني – التل الكبير) هي بلدات تابعة حملافظة االسماعيلية فى الوقت‬
   ‫احلالى ، فإن بقية محطات سفر العائلة املقدسة فى منطقة « شرق الدلتا«‬
   ‫تقع فى محافظة الشرقية ، حيث تواصل األسرة املقدسة ترحالها نحو‬
   ‫الغرب إلى بلدة صغيرة تعرف حاليا ً باسم « صفط احلنة» ، ومنها إلى مدينة‬
   ‫مصرية مشهورة فى التاريخ املصرى القدمي ، تقع حاليا ً على بعد حوالى كيلو‬
   ‫متر واحد من مدينة «الزقازيق» (عاصمة محافظة الشرقية) و هي املنطقة‬
   ‫املعروفة حاليا ً باسم «تل بسطا»، و كانت تعرف باسم «بوباست» ( أي‬
                                                         ‫«بيت اإللهة باست» ).‬
   ‫		 وتستأنف العائلة املقدسة مسيرتها داخل أراضى « مصر « فى منطقة‬
   ‫« وسط الدلتا « ، فيطول بهم املسير ليصلوا إلى بلدة « دقادوس» ، التى‬
   ‫تبعد مبسافة كيلو مترين عن املدينة املعروفة « ميت غمر «( مبحافظة‬
   ‫الدقهلية). وقد بنى املصريون فى هذه البلدة كنيسة مشهورة على اسم‬
   ‫السيدة العذراء «مرمي» ، يتم االحتفال فيها سنويا ً بذكرى حلول العائلة‬
   ‫املقدسة على البلدة ، وهي كنيسة بها كثير من اخملطوطات القدمية ، يرجع‬
   ‫بعضها إلى القرن السادس امليالدي، وعدد من األيقونات ( الصور املرسومة)‬
   ‫للقديسني املسيحيني ومن بينها أيقونة أثرية للسيدة « العذراء مرمي «.‬
   ‫وكذلك بئر ماء أثرية التزال باقية وبها ما ء حتى اآلن. وإذا كانت بلدة « دقادوس‬
   ‫« تقع إلى الشمال الغربى من «تل بسطا» ( آخر محطات السفر فى شرق‬
   ‫الدلتا) فإن العائلة املقدسة غيرت اجتاهها نحو اجلنوب من جهة « دقادوس»‬
 ‫لتمر على منطقة «أتريب» ( تل أتريب) القريبة من مدينة «بنها» حاليا ً‬
   ‫( عاصمة محافظة القليوبية ) ، حيث تروى اخملطوطات القدمية أن أول كنيسة‬
   ‫بنيت فى الوجه البحرى فى مصر على اسم السيدة العذراء « مرمي» كانت فى‬
   ‫	 «أت ��ري ��ب» ول �ك �ن �ه �ا غ �ي �ر ظ��اه��رة ف��ى ال��وق��ت احل��ال��ى .‬
                                              ‫� �� � ��‬                 ‫� �‬
   ‫	 ومن«أتريب»، اجتهت العائلة املقدسة جنوبا ً إلى املنطقة املعروفة حاليا‬       ‫`‬

                                       ‫21‬
‫ببلدة « سندبيس « القريبة من املدينة املشهورة حاليا ً باسم « قها «. ومع‬
‫استمرار العائلة املقدسة فى املسير نحو اجلنوب ، فإنها قد وصلت إلى قرية‬
‫صغيرة تطلب فيها مكانا ً للراحة من مشقة الطريق السابقة ، فتستظل‬
‫العائلة املقدسة حتت شجرة كبيرة متشابكة األفرع وكثيفة األوراق ،‬
‫إنهم اآلن فى «مسطرد»، التى كانت تعرف فى ذلك الوقت باسم‬                     ‫	‬
‫«تيمونى سوارت». و فى هذا املكان الذى تبارك باستراحة العائلة املقدسة‬        ‫	‬
‫فيه توجد بئر ماء يعرف الناس أنها لم تكن موجودة فى املكان من قبل وصول‬
‫العائلة املقدسة وأن مباركة الطفل «يسوع» أنبعت املاء فى هذه البقعة‬
‫، و قد استخدمتها العائلة املقدسة فى الشرب وفى غسل الثياب ، كما‬
‫استخدمتها السيدة العذراء الستحمام طفلها املقدس ، لذلك سمى الناس‬
‫قرية «مسطرد» قدميا ً باسم «احملمة» ( أى املكان املستخدم لالستحمام )،‬
‫ولذلك توجد اآلن كنيسة أثرية فى نفس املكان باسم السيدة العذراء ، وهي‬
‫كنيسة تضم كثيرا ً من األيقونات ( الصور الدينية ) األثرية النادرة .ومنها‬
‫أيقونة عليها صورة للسيدة العذراء حتمل الطفل «يسوع» وهي متتطى‬
 ‫دابة، ومن خلفها كل من القديس «يوسف النجار» و القديسة «سالومى» .‬
‫وبالوصول إلى «مسطرد» تكون العائلة املقدسة قد أنهت مسيرتها داخل‬             ‫	‬
‫منطقة «وسط الدلتا» ، لكى تبدأ مسيرة جديدة فى منطقة « شرق الدلتا«‬
        ‫مرة أخرى ، ولكن فى مناطق مختلفة عن تلك التى مرت بها سابقاً.‬




                                                  ‫سرداب كنيسة السيدة العذراء‬
                                                             ‫مسطرد‬       ‫		‬




                                                                           ‫	‬


                                    ‫31‬
‫كنيسة السيدة العذراء‬
       ‫مسطرد‬




         ‫41‬
‫الساللم املؤدية الى سرداب‬
                                             ‫فى كنيسة السيدة العذراء‬
                                                       ‫		 مسطرد‬




‫أيقونات من داخل كنيسة السيدة العذراء‬        ‫						‬
               ‫مسطرد‬                        ‫						‬
        ‫					‬



                                                                 ‫و‬    ‫	‬

                                       ‫51‬
‫		 من حق القارئ العزيز أن يسأل ملاذا تعود العائلة املقدسة فى املنطقة‬
  ‫التى سبق أن اجتازتها ؟ احلقيقة أن كتب التاريخ لم تذكر هذا السبب ، ولكن‬
  ‫املرجح هو أن القديس « يوسف النجار» من املمكن أن يكون قد استشعر وجود‬
  ‫خطر على الطفل «يسوع» لو استمر فى مسيرته نحو اجلنوب.، والذى ميكن‬
  ‫أن يؤيد وجهة النظر هذه هو أن العائلة املقدسة قطعت مسافة ملحوظة‬
  ‫قبل أن تتوقف فى أول محطات هذه اجلولة وهي مدينة « بلبيس» ( العاصمة‬
  ‫القدمية حملافظة الشرقية) وهناك اتخذت العائلة املقدسة من موقع شجرة‬
  ‫كبيرة مكانا ً للراحة حتت ظاللها فصارت تعرف باسم «شجرة العذراء مرمي».‬
  ‫وهى الزالت باقية حتى اليوم . وتعود العائلة املقدسة للسير نحو الشمال‬
  ‫باجتاه الشرق قليالً لتنال قسطا ً من الراحة فى مدينة « فاقوس» (محافظة‬
‫الشرقية ) التى كانت تعرف باسم «ترافيا» فى ذلك الوقت ، ثم اجتهت شماال ً‬
  ‫مرة أخرى لتصل إلى مدينة مصرية كبيرة ومشهورة فى التاريخ كان قد‬
  ‫أسسها امللك املصرى املشهور «رعمسيس الثانى» وسميت باسمه ، ثم‬
  ‫أصبحت تعرف باسم « تانيس» وهى حاليا ً مدينة «صان احلجر» ( شمال شرق‬
                                            ‫الدلتا – محافظة الشرقية ).‬




                                            ‫جدران كنيسة السيدة العذراء‬
                                              ‫بلبيس - محافظة الشرقية‬




                                   ‫61‬
‫	‬




   ‫كنيسة السيدة العذراء‬
‫بلبيس - محافظة الشرقية‬


            ‫71‬
‫وتنتقل مسيرة العائلة املقدسة مرة أخرى باجتاه وسط الدلتا لتصل إلى‬         ‫	‬
‫بلدة تقع على الشاطئ الشرقى لفرع «دمياط» من نهر النيل ، وهي التى‬
‫تعرف حاليا ً باسم « منية سمنود» ، ثم تعبر النهر إلى الشاطي الغربى منه‬
‫لتمضى فى رحلتها إلى منطقة غرب الدلتا حيث توجد مدينة «سمنود»‬
‫احلالية ( محافظة الغربية ) وفيها تستريح األسرة من الترحال فترة تصل‬
‫إلى األسبوعني ، وإن دل ذلك على شيئ فإمنا يدل على أن القديس «يوسف‬
‫النجار» شعر بقدر من األمان فى تلك املدينة ، خاصة وأنها كانت مدينة‬
‫كبيرة و واسعة فى ذلك الوقت ، ألنها كانت مقرا ً كبيرا ً للحاكم الرومانى‬
‫فى «مصر». ثم استأنفت العائلة املقدسة املسيرة ، فمرت مبنطقة « احمللة‬
‫الكبرى» ومنها إلى «بلقاس» ( كانت تعرف باسم الزعفران ) ثم قرية تسمى‬
‫«شجرة التني»، ثم قرية أخرى اسمها «املطلع» ، لتصل بعد ذلك إلى مدينة‬
                                         ‫«سخا» ( محافظة كفر الشيخ ).‬


                                                                     ‫		‬
                                                                     ‫		‬




                                                                         ‫	‬



                   ‫ماء التعميد من كنيسة مرمي العذراء‬       ‫				‬
                       ‫سخا - محافظة كفر الشيخ‬




                                      ‫81‬
‫كنيسة مرمي العذراء‬
‫سخا - محافظة كفر الشيخ‬


            ‫91‬
‫ومع استمرار السير جتاه الغرب وصلت العائلة املقدسة إلى مدينة تدعى‬
‫«بوتو» التى تعرف حاليا باسم «تل الفراعنة/ تل الفراعني» ( تتبع مركز‬    ‫	‬
‫دسوق مبحافظة كفر الشيخ ) ومن هناك اجتهت جنوبا ً إلى مدينة‬             ‫	‬
‫«سايس»، التى تعرف حاليا باسم «صاحلجر» التابعة ملركز «كفر الزيات»‬      ‫	‬
‫مبحافظة الغربية ( وهي غير «صان احلجر» التى سبق املرور عليها مبحافظة‬
   ‫الشرقية ) ، لتكون «سايس» هي آخر احملطات فى منطقة « غرب الدلتا».‬




                        ‫كنيسة الشهيد من الداخل‬
                         ‫سمنود-محافظة الغربية‬

                                                                      ‫	‬

                                  ‫02‬
‫وبعدها سارت العائلة املقدسة فى اجتاه « فرع رشيد « من نهر النيل‬           ‫	‬
‫بغرض عبوره إلى الغرب فى اجتاه منطقة جديدة للمسير وهي «الصحراء‬
‫الغربية»، و هو ما نعرفه حاليا ً باسم «وادى النطرون» ، وقد بدأت املسيرة‬
‫فيه من عند منطقة مرسى النهر املعروفة باسم « ترنوت « وحاليا ً باسم‬
‫«الطرانة». و يعرف وادى النطرون بهذا االسم نسبة إلى أن املنطقة‬
‫عبارة عن مستودع طبيعى كبير لنوع من امللح يشتهر به.‬




                                ‫دير السريان‬
                               ‫وادى النطرون‬

                                     ‫12‬
‫	‬




                   ‫باب األنبياء فى دير السريان‬       ‫		‬
                          ‫وادى النطرون‬           ‫	‬




‫من أدوات الطعام القدميةفى دير السريان‬
             ‫وادى النطرون‬             ‫					‬

           ‫22‬
‫	 وألن هذه املنطقة شبه خالية من السكان ، لذلك عانت فيها العائلة‬
‫املقدسة من أتعاب ومشقات كثيرة ، إلى أن حددت لنفسها اجتاها ً للسير‬
‫نحو اجلنوب ، إلى أن وصلت إلى قرية تعرف اآلن باسم « الهوكارية «.‬
‫	 ( قرية تقع غرب طريق مصر / األسكندرية الصحراوي خلف استراحة الطريق‬
‫عند الكيلو 501 « املعروفة باسم الرست هاوس )، ومن هناك اتخذت العائلة‬
‫املقدسة الشرق وجهة لسيرها، مع االنحراف نحو اجلنوب فى نفس الوقت.‬
‫حتى وصلت من جديد إلى نهر النيل ، لينتهي بذلك اجلزء اخلاص بالصحراء‬
‫الغربية من الرحلة . لذلك فإننا نعرف اآلن أن هناك عددا ً من أديرة الرهبان‬
‫املصريني املشهورة فى منطقة وادى النطرون وهي دير األنبا مقار ، ودير السيدة‬
         ‫العذراء املعروف باسم دير السريان، ودير البراموس، ودير األنبا بيشوى.‬
‫	 ويذكر التاريخ أن عدد أديرة وادى النطرون كان كبيرا ً جدا ً فى القرن الرابع‬
‫امليالدي. وعلى الرغم من املسافة التى تفصل بني دير األنبا بيشوي ودير األنبا‬
‫مقار، إال أن هناك طريقا ً خاصا ً يربط بينهما، وعلى جانبيه صخور كبيرة ،‬
‫وقد سماه الرهبان «طريق املالئكة» ألنهم حتى اآلن ال يعرفون من الذي مهد‬
                                                               ‫هذا الطريق.‬




                                                          ‫					‬
                         ‫دير األنبا بيشوى- وادى النطرون‬


                                       ‫32‬
‫	‬




‫دير األنبا مقار - وادى النطرون‬


              ‫42‬
‫وعندما وصلت العائلة املقدسة إلى نهر النيل ، فإنها كانت قد وصلت إلى‬          ‫	‬
‫املنطقة املعروفة اآلن باسم «القناطر اخليرية»، لتبدأ من بعدها مرحلة‬
‫جديدة هي التى تخص املساحات الهائلة التى نعرفها اليوم باسم « القاهرة‬
‫الكبرى». وبالقرب من مكان وصول العائلة املقدسة فى « القناطر اخليرية»‬
                                ‫توجد اآلن كنيسة باسم « العذراء مرمي» .‬

                            ‫فى القاهرة الكبرى‬

  ‫		 وقبل أن نتابع مسيرة العائلة املقدسة فى «القاهرة الكبرى» من املهم أن‬
  ‫نعرف أن املساحات الهائلة التى تتكون من عاصمة «مصر» . وهي محافظة‬
   ‫«القاهرة» بكل أحيائها وضواحيها وأجزاء من احملافظات احمليطة بها جميعا ً‬
  ‫	 ( القليوبية – اجليزة – حلوان – 6 أكتوبر ) لم تكن متصلة على نحو ما نرى هذه‬
  ‫األيام ، لذلك فإن كل استراحة تستقر فيها العائلة املقدسة فى منطقة‬
  ‫«القاهرة الكبرى» تعد فى حد ذاتها محطة من محطات الرحلة، وهي‬
  ‫احملطات التى ميكن أن نتابعها بدءا ً من «املطرية» وحتى «املعادي»، وعددها‬
  ‫ست محطات ، حتمل كل منها أثرا ً أو عالمة على مرور العائلة املقدسة‬
                                                                       ‫بها.‬
  ‫		 عندما عبر القديس «يوسف النجار» بعائلته املقدسة نهر النيل ، من‬
  ‫عند «القناطر اخليرية»، واصلوا سيرهم باجتاه اجلنوب ما يقرب من خمسة‬
  ‫عشر كيلومترا ً ليصلوا إلى منطقة «املطرية» حاليا ً ( شمال شرق القاهرة)‬
  ‫وهي مكان قرية مصرية قدمية أسمها «مرتى». وفى بقعة من هذا املكان‬
  ‫اتخذت العائلة املقدسة لها استراحة من الطريق حتت شجرة جميز ضخمة‬
  ‫اتقاء حلرارة الشمس ، وهي الشجرة املوجودة حتى اليوم و املعروفة باسم‬ ‫ً‬
  ‫«شجرة العذراء مرمي». وفى املطرية حاليا ً كنيسة باسم «العذراء مرمي».‬
  ‫وبالقرب من «املطرية» كانت هناك مدينة مصرية ذات شأن فى التاريخ هي‬
  ‫«أون» ، و التى تعرف أيضا ً باسم « هليوبوليس» أى « مدينة الشمس»، و قد‬
  ‫اشتهرت بجامعتها « جامعة أون « التى تعد أول جامعة للعلوم فى العالم‬
‫كله حيث أقامت العائلة املقدسة بالقرب من « عني شمس» لفترة طلبا ً‬
                                                  ‫لالستقرار وبعض الراحة .‬

                                     ‫52‬
‫	‬



    ‫شجرة السيدة العذراء‬
            ‫ملطرية‬




  ‫و بعد ذلك حتركت العائلة املقدسة مارة مبنطقة « الزيتون « احلالية فتوقفت‬          ‫	‬
  ‫لتنال قسطا ً بسيطا ً من الراحة. وفى الزيتون قام املصرى « خليل باشا‬
  ‫إبراهيم« ببناء كنيسة صغيرة باسم « العذراء مرمي «. تذكارا ً ملرور العائلة‬
  ‫املقدسة باملنطقة ، وذلك مع بداية القرن العشرين ، وهي الكنيسة التى‬
  ‫ظهرت فيها « السيدة العذراء مرمي « بعد حوالى ألفى عام من مرورها باملكان،‬
   ‫وذلك فى يوم 2 إبريل سنة 8691. وفى املنطقة املعروفة باسم « حى زويلة«‬
  ‫( منطقة اجلمالية ) كان للعائلة املقدسة فرصة للراحة والتقاط األنفاس،‬             ‫	‬
  ‫وفى نفس املنطقة بنى املصريون كنيسة باسم» السيدة العذارء» فى‬
‫منتصف القرن الرابع و هى موجودة حاليا ً فى « حارة زويلة « و كانت مقرا ً‬
                    ‫للبطريركية فى « مصر « زمنا ً طويالً ( من 3031 إلى 0661 م).‬



                                                           ‫كنيسة السيدة العذراء‬
                                                               ‫الزيتون -القاهرة‬




                                        ‫62‬
‫وفى منطقة أخرى استراح ركب العائلة املقدسة، فكان ذلك سببا ً فى بناء‬       ‫	‬
‫كنيسة بها باسم «السيدة العذراء» ، وذلك فى حقل فى قرية كانت تدعى‬
‫فى ذلك الوقت « تندونياس»، وبجوار هذا احلقل بئر ماء استقت منه العائلة‬
‫املقدسة، وهو املكان املعروف اآلن باسم «العزباوية» فى منطقة «األزبكية»،‬
                            ‫وال تزال البئر قائمة بجوار مدخل الكنيسة .‬




                              ‫كنيسة األزبكية‬
‫	 ثم انتقلت العائلة املقدسة إلى منطقة « حصن بابليون» ، وهو منطقة‬
‫عسكرية رومانية ، تقع فى منطقة «الفسطاط» مبصر القدمية حالياً.‬
‫وأسفل أسوار احلصن العالية كان هناك كهف صغير (مغارة) ساعد العائلة‬
‫املقدسة على التوارى فيه واالختباء من العيون املتلصصة. وفوق هذه املغارة‬
‫بنيت كنيسة القديس « سرجيوس» ( املشهورة باسم أبى سرجة ) وتعرف‬
‫باسم «الكنيسة املعلقة» ألنها مبنية فوق اجلزء الذى يحتوى على مغارة من‬
                                                       ‫حصن «بابليون».‬
‫		 فى 21 مارس سنة 6791 شاهد الناس من كورنيش النيل باملعادي‬
‫كتابا ً يطفو على صفحة املياه املقابلة لكنيسة « السيدة العذراء»‬
‫األثرية املشهورة، وملا سعى الناس اللتقاط الكتاب قبل أن يدفعه التيار‬
‫بعيدا ً عن الشاطئ ، تبني أنه نسخة من الكتاب املقدس ، أى كتاب العهد‬
‫القدمي ( التوراة واألسفار الالحقة عليها) وكتاب العهد اجلديد ( األجنيل).‬

                                    ‫72‬
‫ويقول الذين التقطوا هذا الكتاب‬       ‫	‬
                                                ‫أنه كان مفتوحاً، فوجدوا أن‬
                                                ‫الصحفة املفتوحة هي التى‬
                                                ‫حتوى جزءا ً من سفر «أشعياء‬
                                                ‫النبى» وبه اآلية املشهورة « مبارك‬
                                                ‫شعبى مصر». وهذا الكتاب يوجد‬
                                                ‫محفوظا ً اآلن بالكنيسة األثرية‬
                                                ‫التى يتصل مبوقعها درج ( سلم)‬
                                                ‫أثرى أيضا ً ، وهذا السلم األثرى‬
                                                ‫هو ما يعتقد املصريون أن العائلة‬
                                                ‫املقدسة قد استخدمته لكى‬
                                              ‫تستقل مركبا ً شراعيا ً كبيرا ً‬
                                                ‫مخصصا ً لنقل البضائع والبشر‬
                                                ‫والسفر عن طريق النيل ، ويتجه‬
                                                ‫إلى اجلنوب نحو الوجه القبلى. هذا‬
                                                ‫السلم األثرى هو آخر موقع مرت‬
                                                ‫منه العائلة املقدسة فى منطقة‬
‫السلم األثرى الذى يعتقد أن العائلة املقدسة‬      ‫«القاهرة الكبرى» كما نعرفها فى‬       ‫	‬
  ‫استخدمته للسفر عن طريق النيل‬
                                                                       ‫هذه األيام.‬
         ‫كنيسة العذراء باملعادى‬




                                                       ‫نسخة الكتاب املقدس‬
                                                       ‫كنيسة العذراء باملعادى‬




                                             ‫82‬
‫الكنيسة املعلقة‬



      ‫92‬
‫إلى الوجه القبلى‬




                     ‫كنيسة العذراء من الداخل دير اجلرنوس‬
                                 ‫مغاغة - املنيا‬
‫		 واجلزء من رحلة العائلة املقدسة فى الوجه القبلى ( الصعيد) يتضمن‬
‫أربع عشرة محطة ، تبدأ ببلدة « الفشن» ( محافظة بنى سويف ) وتنتهي‬
‫ببلدة «القوصية» ( محافظة أسيوط ). فعلى بعد حوالى مائة وثمانية‬
‫كيلو مترا ً (القاهرة حالياً) رست املركب النيلية فى منطقة «الفشن» ،‬
‫حيث استقرت العائلة املقدسة فى هذا املكان لفترة غير قصيرة من الوقت.‬
‫وبعد ذلك بدأت العائلة املقدسة فى السير برا ً إلى أن وصلوا إلى بلدة تقع‬
‫غرب مدينة « مغاغة « احلالية وتسمى «إشنني النصارى» ، وفيها مكثوا‬
‫عدة أيام ، ثم واصلوا السير فى جهة اجلنوب الغربى من « إشنني النصارى»‬
‫ملسافة حوالى عشرة كيلو مترات « ليصلوا إلى القرية املعروفة باسم‬
‫	 « دير اجلرنوس» وبها كنيسة باسم « السيدة العذراء»، بجوارها بئر ماء يعتقد‬

                                     ‫03‬
‫الناس أن العائلة املقدسة قد شربت منه ، وهو موجود حتى اآلن. ثم واصلت‬
‫العائلة املقدسة السير جنوبا ً إلى ما يقدر مبسافة سبعة عشر كيلومترا ً‬
  ‫إلى الغرب من مدينة « بنى مزار « حالياً، بالقرب من بلدة « البهنسا» احلالية،‬
  ‫لتقيم العائلة عدة أيام فى قرية صغيرة كانت تسمى فى العصر القبطى‬
  ‫« أباى إيسوس» أى «بيت يسوع» ، بسبب هذه اإلقامة القصيرة . وهذه القرية‬          ‫	‬
  ‫يوجد مكانها اآلن قرية « صندفا»، التابعة ملركز بنى مزار ( محافظة املنيا) .‬
  ‫ثم بدأت العائلة املقدسة تستأنف السير فى اجتاه اجلنوب ليمروا على بلدة‬
  ‫« الفيس» ، التى كانت وقتها مدينة اسمها « سنوبوليس» ، وتقع فى املسافة‬          ‫	‬
  ‫بني «سمالوط» و «البهنسا». واستأنفت العائلة مسيرها حتى شاطئ النيل‬
  ‫الغربى ، لتستقل مركبا ً شراعيا ً يعبر بها إلى اجلهة الشرقية. وفى هذه‬
  ‫الضفة الشرقية كان هناك جبل مجاور لنهر النيل إسمه « جبل الطير « ،‬
                                      ‫فاملكان كان يضم معبدا ً قدميا ً مخصص‬      ‫	‬
                                       ‫إلله احلكمة عند أهل هذه املنطقة من‬       ‫	‬
                                      ‫قدماء املصريني، وكان على شكل الطائر‬       ‫	‬
                                        ‫املصرى املعروف «أبو قردان». وعلى قمة‬    ‫	‬
                                          ‫هذا اجلبل أقيم دير «السيدة العذراء»‬   ‫	‬
                                   ‫بكنيستها األثرية املنحوتة فى صخر اجلبل.‬      ‫	‬




                         ‫كنيسة السيدة العذراء بجبل الطير‬
                                  ‫سمالوط - املنيا‬

                                        ‫13‬
‫ثم استأنفت العائلة املقدسة الرحيل نحو اجلنوب لتصل إلى بلدة «إطسا»،‬             ‫	‬
‫ويشار إليها باسم «إطسا الطيبائية» (محافظة املنيا) للتفرقة بينها وبني‬
‫بلدة أخرى هي «إطسا الفيومي»( محافظة الفيوم). ثم واصلت العائلة‬
‫املقدسة الرحيل نحو اجلنوب حتى منطقة « البرشا» وبها دير هناك . ومن هناك‬
‫عبرت العائلة املقدسة نهر النيل إلى الشاطئ الغربى مرة أخرى لتصل إلى‬
‫بلدة «هرموبوليس»، وهي املعروفة اآلن باسم « األشمونني» القريبة من مدينة‬
‫«ملوى» ( محافظة املنيا ). وقد استقرت العائلة املقدسة عدة أيام بهذه املدينة‬
‫التى ضمت فيما بعد عددا ً من الكنائس أشهرها « كنيسة السيدة العذراء»‬
‫.ورحلت العائلة املقدسة نحو اجلنوب من جديد حتى وصلت إلى قرية كان اسمها‬
‫«فيليس»، و تعرف اليوم باسم «ديروط الشريف»، و تبعد عشرين‬                        ‫	‬
‫كيلومترا جنوب «األشمونني» ويوجد بها اآلن «دير األنبا صرامون». ولم‬
‫تستقر العائلة املقدسة هناك كثيرا ً ، فاستأنفت الرحيل ملسافة‬
‫ثمانية كيلو مترات جنوب « ديروط» حيث مدينة « صنبو»، وبعد قليل‬
‫من الراحة استمرت فى السير حتى قرية «قسقام» وهي اآلن بلدة‬
‫«القوصية»(محافظة أسيوط)، حيث قضوا بها ثالثة أيام ثم واصلوا السير‬
‫نحو غرب « القوصية» ملسافة سبعة كيلومترات ليصلوا إلى بلدة « مير «‬
‫( حاليا ً اسمها «ميرة») ومكثوا فيها بضعة أيام، ومن «مير» رحلت العائلة‬          ‫	‬
‫املقدسة جنوبا ً حتى اجلبل الغربى املعروف باسم « جبل قسقام « ، الذى يقع‬
‫على مسافة ثالثة عشر كيلومترا غرب « القوصية»، و فى هذا اجلبل استقرت‬
‫أخيرا ً العائلة املقدسة من الرحيل املستمر خوفا ً من متابعة رجال امللك‬
‫«هيرودس» لهم بحثا ً عن الطفل « يسوع « ، بعد سفر شاق وشبه مستمر‬
‫ملدة تزيد على السنة وثالثة شهور. وألن هذا املكان أصبح صاحلا ً لالستقرار‬
‫، بدأ « يوسف النجار» يبنى فيه بيتا ً صغيرا ً بالطوب اللنب ، وهو الطوب‬
‫الذى كان يصنعه املصريون القدماء من طمى النيل ويبنون به مساكنهم.‬
‫واستمرت العائلة املقدسة مقيمة فى هذا املكان مائة وتسعون يوما ً ، وهو‬
‫املكان الذى يوجد به اآلن «دير السيدة العذراء» املعروف باسم «الدير احملرق»،‬
‫الذى أنشئ فى القرن الرابع امليالدى ، ويضم بداخله عددا ً من املواقع التذكارية‬
‫التى تخص العائلة املقدسة عندما كانت تقيم فى هذا املكان . وإلى هذا‬
                       ‫احلد تنتهي «رحلة الذهاب» للعائلة املقدسة فى مصر.‬

                                       ‫23‬
‫			‬

     ‫دير احملرق‬
‫جبل القسام- أسيوط‬       ‫									‬




                               ‫رحلة العودة‬
‫		 ومن آخر نقطة فى « رحلة الذهاب « بدأت العائلة املقدسة فى « رحلة‬
‫العودة « من « مصر « إلى موطنها األصلى . وكما كانت رحلة الذهاب تنقسم‬
‫إلى قسمني أحدهما داخل أرض « فلسطني « واآلخر داخل أرض «مصر» ، فإن‬
‫رحلة العودة تنقسم أيضا ً إلى قسمني رئيسيني األول منهما داخل األرض‬
                              ‫املصرية ، واآلخر داخل األرض الفلسطينية.‬
‫	 فبعد أن قضت العائلة املقدسة حوالى مائة وتسعني يوما ً فى « جبل‬
‫قسقام» ، أرسل « اهلل « ، صاحب القدرة والعظمة ، مالكه من السماء لكى‬
‫يعلن أخذ الطفل « يسوع « وأمه ورحيل العائلة املقدسة إلى موطنها ، ألنه‬
‫« قد مات الذين كانوا يطلبون نفس الصبى»، أى امللك الشرير « هيرودس»‬
   ‫وأتباعه الذين كانوا يطاردون العائلة املقدسة بحثا ً عن الطفل « يسوع».‬




                                  ‫33‬
‫الطريق إلى رفح املصرية‬




                        ‫سرداب داخل دير السيدة العذراء‬
                             ‫جبل درنكة - أسيوط‬

  ‫		 وتبدأ أولى محطات رحلة العودة داخل « مصر « من جبل « درنكة «‬
  ‫فى املنطقة املعروفة باسم « جبل أسيوط» ، وهو يبعد ثمانية كيلومترات‬
  ‫جنوب غرب مدينة « أسيوط» ، وفى هذا اجلبل مغارة قدمية استراحت بها‬
‫العائلة املقدسة بعضا ً من الوقت ، وهو نفس املكان الذى يوجد فيه حاليا ً‬
  ‫« دير السيدة العذراء « األثرى. وبذلك تكون العائلة املقدسة قد وصلت‬
  ‫إلى أقصى نقطة أثناء جتوالها بجنوب « مصر « وهي « أسيوط « ، ليأخذ‬
  ‫خط سيرها فيما بعد اجتاها ً عائدا ً ، أى االجتاه نحو الشمال بصفة عامة.‬
  ‫لذلك سارت العائلة املقدسة من جبل « درنكة» لتمر على بلدة اسمها‬
  ‫«السراقنة» القريبة من « دير احملرق» ، ثم واصلت السير إلى بلدة «بوق»، التى‬
  ‫تقع جنوب بلدة «القوصية» بحوالى خسمة كيلومترات ، ومنها إلى بلدة‬

                                     ‫43‬
‫	 « مير» ثم بلدة «القوصية»، ثم ساروا فى اجتاه نهر النيل وقاموا بعبوره إلى‬
‫الضفة الشرقية حيث بلدة «القصير» ( وهي غير «القصير» املعروفة فى‬
‫محافظة البحر األحمر ) ، حيث تقع هذه البلدة فى اجلهة الشرقية من‬
‫النيل مواجهة لبلدة «القوصية». وفى « القصير» يوجد دير باسم «السيدة‬
‫العذراء»، كنيسته منحوتة فى الصخر . ثم واصلت العائلة املقدسة السير‬
‫شماال ً بالتوازي مع نهر النيل ، حيث عبروا النهر مجددا ً ليستمروا سائرين‬
‫حتى مدينة « األشمونني « ، ليستريحوا فيها أياما ً قليلة، ثم يستأنفوا‬
‫الرحيل إلى بلدة «القيس»، واستمروا سائرين طويالً باجتاه الشمال حتى بلدة‬
‫«أهناسيا» ( محافظة بنى سويف) ، وبعدها عبروا نهر النيل إلى شاطئه‬
‫الشرقى، إلى أن وصلوا إلى البلدة التى تعرف اآلن باسم «بياض النصارى»‬
‫، حيث يوجد بها دير باسم « السيدة العذراء». وواصلت العائلة املقدسة‬
‫مسيرتها إلى الشمال أيضا حتى أول عاصمة للوطن املصرى فى تاريخ مصر‬
‫املوحدة وهي مدينة « منف» التى كانت قد بناها امللك املصرى املشهور‬
‫	 « مينا» ( نعرمر ) بعد أن وحد ما بني شمال مصر وجنوبها قبل ميالد‬
‫«السيد املسيح» بحوالى 0023 سنة. وكان اسمها وقت بنائها «أنب‬
‫حج» ( أى مدينة اجلدار األبيض ) ، وحاليا توجد مكانها قرية « ميت رهينة»‬
‫	 ( محافظة اجليزة ). ثم عادت العائلة املقدسة لعبور نهر النيل إلى ضفته‬
‫الشرقية حيث بلدة « شهران « ، التى تعرف هذه األيام باسم « معصرة‬
‫حلوان»، لتنتهي املسيرة فى جزئها اخلاص بالوجه القبلى من مصر ، ولتبدأ‬
‫فى جزئها اخلاص بالقاهرة الكبرى من « املعادي « ( الحظ أنها كانت آخر‬
‫محطة للسفر فى القاهرة الكبرى فى رحلة الذهاب ). ومن « املعادي»اجتهت‬
‫العائلة املقدسة لالستراحة فى مكان كانوا قد عرفوه من قبل وهو‬
‫« بابليون»، ومن هناك واصلت السير حتى املنطقة املعروفة باسم « حى‬
‫األروام»، وفى مكان استراحة العائلة املقدسة فى هذه املنطقة مت بناء‬
‫«كنيسة العذراء» ( حارة الروم حاليا ً مبنطقة الغورية بالدرب األحمر بالقاهرة ).‬
‫		 ثم استمرت العائلة املقدسة فى مسيرتها مارة بالصحراء التى عرفت‬
‫فيما بعد باسم « صحراء الريدانية « صحراء العباسية» ( حاليا حي العباسية‬
‫بالقاهرة ). ومنها إلى منطقة « الزيتون « ثم « املطرية» ثم «مسطرد» ، التى‬
‫استراحت فيها لفترة ، لتكون آخر محطات الترحال فى القاهرة الكبرى،‬

                                     ‫53‬
‫ولتبدأ بعدها املسيرة فى الوجه البحرى فى منطقة شرق الدلتا من خالل‬
‫محافظة الشرقية ، بداية من « بلبيس» ومرورا ً بـ « فاقوس « ، لكى يجتازوا‬
‫« شبه جزيرة سيناء « من خالل « القنطرة « ، حتى يصلوا إلى آخر حدود‬
‫« مصر « مع « فلسطني « فى مدينة « رفح « ، فى ختام لكل خطوات رحلة‬              ‫	‬
                                    ‫العائلة املقدسة داخل األراضى املصرية.‬

                            ‫الطريق إلى الناصرة‬

‫		 ومن بعد « رفح « تستكمل العائلة املقدسة مسيرتها داخل األرض‬
‫الفلسطينية ، بعد أن اتفق اجلميع على الوصول إلى « الناصرة « ، لالستقرار‬
‫فيها ، فمرت العائلة املقدسة على « غزة « ، وأشقلون « ( عسقالن ) ،‬
‫	 و « أشدود « ، و « عقرون « و « الرامة « ( رام اهلل ) ، و « شكيم « ( نابلس ) ،‬
‫و « السامرة « ، ثم « مرج بن عامر « ، وصوال ً إلى « الناصرة « لتستقر بها‬
‫العائلة املقدسة ، ولكى يبدأ فصل جديد من تاريخ العالم يرتبط بسيرة‬
         ‫	 « يسوع املسيح « وهو يبدأ رسالته السامية على األرض من هناك.‬

                                                          ‫		 ... وبعد‬
‫		 هكذا لم يكن مقدرا ً ألى وطن من األوطان أن ينال شرف ضيافة العائلة‬
       ‫املقدسة خالل هروبهم من وجه امللك « هيرودس» ، غير أرض «مصر».‬

                                ‫*‬       ‫*‬
                                        ‫	‬    ‫*‬
                                             ‫	‬




                                      ‫63‬
Re7let el 3a2ela el mokadasa

More Related Content

Viewers also liked

Untitled Presentation
Untitled PresentationUntitled Presentation
Untitled PresentationNain Tara
 
Multi-Organizational Confluence Sample
Multi-Organizational Confluence SampleMulti-Organizational Confluence Sample
Multi-Organizational Confluence SampleG R
 
ಒಳ್ಳೆಯ ಉದ್ದೇಶದಿಂದ ಸಾಲ ಪಡೆದರೆ
ಒಳ್ಳೆಯ ಉದ್ದೇಶದಿಂದ ಸಾಲ ಪಡೆದರೆಒಳ್ಳೆಯ ಉದ್ದೇಶದಿಂದ ಸಾಲ ಪಡೆದರೆ
ಒಳ್ಳೆಯ ಉದ್ದೇಶದಿಂದ ಸಾಲ ಪಡೆದರೆFAHIM AKTHAR ULLAL
 
Marketing promotional photos slideshow
Marketing promotional photos slideshowMarketing promotional photos slideshow
Marketing promotional photos slideshowmauworkforcesolutions
 
Formula 1 race australian gp 2015 stream
Formula 1 race australian gp 2015 streamFormula 1 race australian gp 2015 stream
Formula 1 race australian gp 2015 streamcllifordlikes
 
The 4 Noble Truths
The 4 Noble TruthsThe 4 Noble Truths
The 4 Noble TruthsOH TEIK BIN
 
Geografia do Mato Grosso do Sul - População. Blog do Prof. Marco Aurélio Gond...
Geografia do Mato Grosso do Sul - População. Blog do Prof. Marco Aurélio Gond...Geografia do Mato Grosso do Sul - População. Blog do Prof. Marco Aurélio Gond...
Geografia do Mato Grosso do Sul - População. Blog do Prof. Marco Aurélio Gond...Marco Aurélio Gondim
 
Certificazione delle competenze. Mara Ducoli
Certificazione delle competenze. Mara DucoliCertificazione delle competenze. Mara Ducoli
Certificazione delle competenze. Mara DucoliDigital-Coach.it
 

Viewers also liked (14)

เสร็จแล้วค่ะ
เสร็จแล้วค่ะเสร็จแล้วค่ะ
เสร็จแล้วค่ะ
 
Falnoratel
FalnoratelFalnoratel
Falnoratel
 
Untitled Presentation
Untitled PresentationUntitled Presentation
Untitled Presentation
 
Multi-Organizational Confluence Sample
Multi-Organizational Confluence SampleMulti-Organizational Confluence Sample
Multi-Organizational Confluence Sample
 
ಒಳ್ಳೆಯ ಉದ್ದೇಶದಿಂದ ಸಾಲ ಪಡೆದರೆ
ಒಳ್ಳೆಯ ಉದ್ದೇಶದಿಂದ ಸಾಲ ಪಡೆದರೆಒಳ್ಳೆಯ ಉದ್ದೇಶದಿಂದ ಸಾಲ ಪಡೆದರೆ
ಒಳ್ಳೆಯ ಉದ್ದೇಶದಿಂದ ಸಾಲ ಪಡೆದರೆ
 
Marketing promotional photos slideshow
Marketing promotional photos slideshowMarketing promotional photos slideshow
Marketing promotional photos slideshow
 
Formula 1 race australian gp 2015 stream
Formula 1 race australian gp 2015 streamFormula 1 race australian gp 2015 stream
Formula 1 race australian gp 2015 stream
 
Al3oleka
Al3olekaAl3oleka
Al3oleka
 
Solare 1
Solare 1Solare 1
Solare 1
 
Derechos sexuales
Derechos sexualesDerechos sexuales
Derechos sexuales
 
The 4 Noble Truths
The 4 Noble TruthsThe 4 Noble Truths
The 4 Noble Truths
 
Nucleare 1
Nucleare 1Nucleare 1
Nucleare 1
 
Geografia do Mato Grosso do Sul - População. Blog do Prof. Marco Aurélio Gond...
Geografia do Mato Grosso do Sul - População. Blog do Prof. Marco Aurélio Gond...Geografia do Mato Grosso do Sul - População. Blog do Prof. Marco Aurélio Gond...
Geografia do Mato Grosso do Sul - População. Blog do Prof. Marco Aurélio Gond...
 
Certificazione delle competenze. Mara Ducoli
Certificazione delle competenze. Mara DucoliCertificazione delle competenze. Mara Ducoli
Certificazione delle competenze. Mara Ducoli
 

More from At Minacenter

30 اليوم الثلاثون من هاتور
30 اليوم الثلاثون من هاتور30 اليوم الثلاثون من هاتور
30 اليوم الثلاثون من هاتورAt Minacenter
 
29 اليوم التاسع والعشرون من هاتور
29 اليوم التاسع والعشرون من هاتور29 اليوم التاسع والعشرون من هاتور
29 اليوم التاسع والعشرون من هاتورAt Minacenter
 
27 اليوم السابع والعشرون من هاتور
27 اليوم السابع والعشرون من هاتور27 اليوم السابع والعشرون من هاتور
27 اليوم السابع والعشرون من هاتورAt Minacenter
 
26 اليوم السادس والعشرون من هاتور
26 اليوم السادس والعشرون من هاتور26 اليوم السادس والعشرون من هاتور
26 اليوم السادس والعشرون من هاتورAt Minacenter
 
25 اليوم الخامس والعشرون من هاتور
25 اليوم الخامس والعشرون من هاتور25 اليوم الخامس والعشرون من هاتور
25 اليوم الخامس والعشرون من هاتورAt Minacenter
 
24 اليوم الرابع والعشرون من هاتور
24 اليوم الرابع والعشرون من هاتور24 اليوم الرابع والعشرون من هاتور
24 اليوم الرابع والعشرون من هاتورAt Minacenter
 
23 اليوم الثالث والعشرون من هاتور
23 اليوم الثالث والعشرون من هاتور23 اليوم الثالث والعشرون من هاتور
23 اليوم الثالث والعشرون من هاتورAt Minacenter
 
22 اليوم الثانى والعشرون من هاتور
22 اليوم الثانى والعشرون من هاتور22 اليوم الثانى والعشرون من هاتور
22 اليوم الثانى والعشرون من هاتورAt Minacenter
 
20 اليوم العشرون من هاتور
20 اليوم العشرون من هاتور20 اليوم العشرون من هاتور
20 اليوم العشرون من هاتورAt Minacenter
 
19 اليوم التاسع عشر من هاتور
19 اليوم التاسع عشر من هاتور19 اليوم التاسع عشر من هاتور
19 اليوم التاسع عشر من هاتورAt Minacenter
 
18 اليوم الثامن عشر من هاتور
18 اليوم الثامن عشر من هاتور18 اليوم الثامن عشر من هاتور
18 اليوم الثامن عشر من هاتورAt Minacenter
 
17 اليوم السابع عشر من هاتور
17 اليوم السابع عشر من هاتور17 اليوم السابع عشر من هاتور
17 اليوم السابع عشر من هاتورAt Minacenter
 
16 اليوم السادس عشر من هاتور
16 اليوم السادس عشر من هاتور16 اليوم السادس عشر من هاتور
16 اليوم السادس عشر من هاتورAt Minacenter
 
15 اليوم الخامس عشر من هاتور
15 اليوم الخامس عشر من هاتور15 اليوم الخامس عشر من هاتور
15 اليوم الخامس عشر من هاتورAt Minacenter
 
14 اليوم الرابع عشر من هاتور
14 اليوم الرابع عشر من هاتور14 اليوم الرابع عشر من هاتور
14 اليوم الرابع عشر من هاتورAt Minacenter
 
13 اليوم الثالث عشر من هاتور
13 اليوم الثالث عشر من هاتور13 اليوم الثالث عشر من هاتور
13 اليوم الثالث عشر من هاتورAt Minacenter
 
12 اليوم الثانى عشر من هاتور
12 اليوم الثانى عشر من هاتور12 اليوم الثانى عشر من هاتور
12 اليوم الثانى عشر من هاتورAt Minacenter
 
11 اليوم الحادى عشر من هاتور
11 اليوم الحادى عشر من هاتور11 اليوم الحادى عشر من هاتور
11 اليوم الحادى عشر من هاتورAt Minacenter
 
10 اليوم العاشر من هاتور
10 اليوم العاشر من هاتور10 اليوم العاشر من هاتور
10 اليوم العاشر من هاتورAt Minacenter
 
9 اليوم التاسع من هاتور
9 اليوم التاسع من هاتور9 اليوم التاسع من هاتور
9 اليوم التاسع من هاتورAt Minacenter
 

More from At Minacenter (20)

30 اليوم الثلاثون من هاتور
30 اليوم الثلاثون من هاتور30 اليوم الثلاثون من هاتور
30 اليوم الثلاثون من هاتور
 
29 اليوم التاسع والعشرون من هاتور
29 اليوم التاسع والعشرون من هاتور29 اليوم التاسع والعشرون من هاتور
29 اليوم التاسع والعشرون من هاتور
 
27 اليوم السابع والعشرون من هاتور
27 اليوم السابع والعشرون من هاتور27 اليوم السابع والعشرون من هاتور
27 اليوم السابع والعشرون من هاتور
 
26 اليوم السادس والعشرون من هاتور
26 اليوم السادس والعشرون من هاتور26 اليوم السادس والعشرون من هاتور
26 اليوم السادس والعشرون من هاتور
 
25 اليوم الخامس والعشرون من هاتور
25 اليوم الخامس والعشرون من هاتور25 اليوم الخامس والعشرون من هاتور
25 اليوم الخامس والعشرون من هاتور
 
24 اليوم الرابع والعشرون من هاتور
24 اليوم الرابع والعشرون من هاتور24 اليوم الرابع والعشرون من هاتور
24 اليوم الرابع والعشرون من هاتور
 
23 اليوم الثالث والعشرون من هاتور
23 اليوم الثالث والعشرون من هاتور23 اليوم الثالث والعشرون من هاتور
23 اليوم الثالث والعشرون من هاتور
 
22 اليوم الثانى والعشرون من هاتور
22 اليوم الثانى والعشرون من هاتور22 اليوم الثانى والعشرون من هاتور
22 اليوم الثانى والعشرون من هاتور
 
20 اليوم العشرون من هاتور
20 اليوم العشرون من هاتور20 اليوم العشرون من هاتور
20 اليوم العشرون من هاتور
 
19 اليوم التاسع عشر من هاتور
19 اليوم التاسع عشر من هاتور19 اليوم التاسع عشر من هاتور
19 اليوم التاسع عشر من هاتور
 
18 اليوم الثامن عشر من هاتور
18 اليوم الثامن عشر من هاتور18 اليوم الثامن عشر من هاتور
18 اليوم الثامن عشر من هاتور
 
17 اليوم السابع عشر من هاتور
17 اليوم السابع عشر من هاتور17 اليوم السابع عشر من هاتور
17 اليوم السابع عشر من هاتور
 
16 اليوم السادس عشر من هاتور
16 اليوم السادس عشر من هاتور16 اليوم السادس عشر من هاتور
16 اليوم السادس عشر من هاتور
 
15 اليوم الخامس عشر من هاتور
15 اليوم الخامس عشر من هاتور15 اليوم الخامس عشر من هاتور
15 اليوم الخامس عشر من هاتور
 
14 اليوم الرابع عشر من هاتور
14 اليوم الرابع عشر من هاتور14 اليوم الرابع عشر من هاتور
14 اليوم الرابع عشر من هاتور
 
13 اليوم الثالث عشر من هاتور
13 اليوم الثالث عشر من هاتور13 اليوم الثالث عشر من هاتور
13 اليوم الثالث عشر من هاتور
 
12 اليوم الثانى عشر من هاتور
12 اليوم الثانى عشر من هاتور12 اليوم الثانى عشر من هاتور
12 اليوم الثانى عشر من هاتور
 
11 اليوم الحادى عشر من هاتور
11 اليوم الحادى عشر من هاتور11 اليوم الحادى عشر من هاتور
11 اليوم الحادى عشر من هاتور
 
10 اليوم العاشر من هاتور
10 اليوم العاشر من هاتور10 اليوم العاشر من هاتور
10 اليوم العاشر من هاتور
 
9 اليوم التاسع من هاتور
9 اليوم التاسع من هاتور9 اليوم التاسع من هاتور
9 اليوم التاسع من هاتور
 

Re7let el 3a2ela el mokadasa

  • 1.
  • 2.
  • 3. ‫دعوة للتعارف‬ ‫العائلة املقدسة ؟‬ ‫ هى"يسوعاملسيح"الطفلاملقدس (وهورضيعثموهوفطيم)،وأمهالسيدة‬ ‫العذراء الطاهرة " مرمي " وابن عمها النجار الشيخ املسن " يوسف " ، املسئول‬ ‫عن رعايتها و هو أيضا ً خطيبها ، وقريبتهم الشابة التى تدعى "سالومي".‬ ‫ ‬ ‫ملاذا « يسوع « هو الطفل املقدس ؟‬ ‫ ألنه « يسوع « املبارك الذى انتظر الناس والدته و بشارته بالدعوة إلى احملبة‬ ‫و التوبة وملكوت السموات، وهم يهتفون مهللني « مبارك اآلتى باسم الرب»،‬ ‫فجاء مولودا ً من السيدة العذراء منذ أكثر من ألفى عام ، لينقسم تاريخ‬ ‫العالم كله مبوعد مولده فيكون ما قبل امليالد ( ق.م ) وما بعد امليالد ( ب .م ).‬ ‫3‬
  • 4. ‫من أين جاءت العائلة املقدسة إلى مصر ؟ وملاذا ؟‬ ‫ جاءت العائلة املقدسة إلى « مصر» هاربني من قرية « بيت حلم» ( املوجودة‬ ‫فى فلسطني )، البلدة التى ولد فيها الطفل « يسوع». فعندما ولد الطفل‬ ‫املقدس عرف ملك املنطقة ، واسمه « هيرودس « أن هناك مولودا ً فى هذه‬ ‫البلدة سوف يكون ملكاً. وألن امللك « هيرودس « لم يكن يعلم أن الطفل‬ ‫املولود سيكون ملكا ً على قلوب البشر فى السماء وليس على العروش‬ ‫امللكية فى األرض ، فإنه قد خاف على عرشه امللكى . وألنه إنسان شرير،‬ ‫فقد أصدر أمره امللكى بقتل كل أطفال بلدة « بيت حلم « من سن سنتني‬ ‫فأقل ، وهو يعتقد أنه يضمن احملافظة على عرشه بهذه اجلرمية الوحشية.‬ ‫لذلك أرسل « اهلل « صاحب القدرة والعظمة ، مالكا ً من السماء لكي‬ ‫يحذر «يوسف النجار» ويأخذ الطفل « يسوع » وأمه ويهرب إلى « مصر».‬ ‫ملاذا مصر ؟‬ ‫ فى « مصر» أشرق فجر الضمير اإلنسانى قبل كل بالد العالم أجمع،‬ ‫فصارت بالدنا هي منبع األخالق احلميدة و اجلميلة من قبل كل األمم.‬ ‫وملاذا مصر أيض ًا ؟‬ ‫ عندما سمع الناس الصوت اإللهى لصاحب القدرة والعظمة ، يعلن من‬ ‫السماء « مبارك شعبى مصر» ، عرفوا أن «مصر» هي بلد يتميز شعبه‬ ‫باحلكمة وطيبة النفس وحب « اهلل» فى نفس الوقت ، ولذلك يباركه « اهلل»‬ ‫منذ فجر التاريخ.‬ ‫وملاذا مصر أيض ًا ؟‬ ‫ إلى « مصر» جاء كثير من األنبياء القدماء وعاشوا فيها مثل « إبراهيم»‬ ‫و «يعقوب» و «موسى» عليهم السالم.‬ ‫4‬
  • 5. ‫حقيقة الرحلة‬ ‫ عندما يدعونا والدينا أو أحد ذوينا الصطحابهم فى رحلة ، فإننا نفرح‬ ‫ون ُسر بذلك ، ألننا نعلم أن الرحلة معناها االنتقال من مكان إلى مكان آخر ،‬ ‫ّ‬ ‫لقضاء وقت مبهج واالستمتاع مبشاهدة أماكن جديدة لها مناظرها اجلميلة‬ ‫وجوها اللطيف.‬ ‫فكيف كانت رحلة العائلة املقدسة إلى مصر ؟‬ ‫ لم تكن رحلة العائلة املقدسة إلى « مصر « نزهة بسيطة ، بل كانت رحلة‬ ‫شاقة جدا ً ، فقد سافروا ملسافات طويلة جدا ً ، سواء داخل « فلسطني» أو‬ ‫داخل « مصر» ، سيرا ً على األقدام إال مسافات قليلة جداً، حيث كان «يوسف‬ ‫النجار» يتجنب مصاحبة القوافل بقدر اإلمكان ، حتى ال يعرض حياة الطفل‬ ‫«يسوع» للخطر، و ذلك ألن رجال امللك « هيرودس» كانوا ينتشرون فى كل‬ ‫مكان . وتقلبات اجلو فى املناطق الصحراوية تؤثر على السائرين عبر اجلبال‬ ‫والصحارى الواسعة ، ما بني الشمس احلارقة ، خاصة فى نهار الصيف ، وبرودة‬ ‫الليل القارصة، خاصة فى ليالى الشتاء ، والرياح القوية ، والعواصف الرملية‬ ‫اخلطرة، ووحوش البرارى من األسود والضباع والذئاب واألفاعى ( الثعابني)‬ ‫اخلطرة ، مع وجود قطاع الطرق من البدو املشهورين فى هذه األماكن ، وقلة‬ ‫الطعام واملياه فى نفس الوقت . وعلى الرغم من طول السفر ومشقاته ،‬ ‫إال أن املسافرين الثالثة الكبار ، السيدة «العذراء مرمي « و « يوسف النجار «‬ ‫و « سالومى « لم يحصلوا على القدر املناسب من ساعات النوم وال أوقات‬ ‫الراحة ، فقد كانوا جميعا ً يعملون على حماية الطفل « يسوع « من خطر‬ ‫أن يتعرف عليه أحد من أتباع امللك هيرودس.‬ ‫ هذه الرحلة الطويلة ، التى تزيد محطات التوقف خاللها على التسعني‬ ‫محطة ، أكثر من سبعني محطة منها داخل « مصر « وحدها ، نستطيع‬ ‫أن نتابعها بقليل من التنظيم لكى نعرف متاعب هذه الرحلة بالنسبة‬ ‫ألصحابها من العائلة املقدسة ، وندرك أهمية هذه املرحلة بالنسبة لبالدنا‬ ‫احلبيبة.‬ ‫5‬
  • 6. 6
  • 7. ‫الذهاب إلى مصر‬ ‫ فى البداية نحن نعرف أن الرحلة كلها هي كأى رحلة بصفة عامة ، أي‬ ‫أنها عبارة عن قسمني أساسيني ، ذهاب وعودة : الذهاب إلى « مصر « ثم‬ ‫العودة من « مصر «.‬ ‫ إذا تابعنا رحلة الذهاب إلى « مصر « جند أنها تنقسم إلى جزئني ، أولهما‬ ‫يقع فى « فلسطني « واآلخر فى « مصر «.‬ ‫اخلروج من فلسطني‬ ‫ اجلزء األول من رحلة الذهاب ، وهو اخلاص بالترحال داخل « فلسطني» .‬ ‫يتكون من سبع محطات رئيسية هي : « فارس « التى تبعد حوالى تسعة‬ ‫عشر كيلو مترا ً عن بلدة « بيت حلم « ( التى ولد فيها الطفل «يسوع» ).ثم‬ ‫بلدة « اخلليل «( كان اسمها « حبرون» فى ذلك الوقت ). ثم قرية «بئر سبع»‬ ‫التى تبعد عن «اخلليل « مسافة حوالى ستة وأربعني كيلو مترا ً ، ومن هناك‬ ‫إلى قرية « بيرين» ، ومنها إلى بلدة « العوجة « ، فى الطريق إلى مدينة « غزة»‬ ‫ثم إلى « خان يونس « كآخر محطة سفر للعائلة املقدسة داخل األراضى‬ ‫الفلسطينية فى الطريق إلى «مصر» .‬ ‫ و اجلزء اآلخر من رحلة الذهاب هو أكبر أجزاء الرحلة كلها ، سواء فى‬ ‫الذهاب أو العودة ، ففى هذا اجلزء الثانى تواصل العائلة املقدسة ترحالها‬ ‫داخل أراضى « مصر» ، بداية من «رفح» فى شمال شرق « مصر» و انتهاء‬ ‫ببلدة « القوصية « فى الوجه القبلى مبحافظة « أسيوط» .‬ ‫ و تتحرك العائلة املقدسة خالل هذا اجلزء من رحلة الذهاب مارة بتسع و أربعني‬ ‫بلدة (أو محطة ) من « رفح» إلى «القوصية».‬ ‫7‬
  • 8. 8
  • 9. ‫« رحلة العائلة املقدسة إلى مصر «‬ ‫9‬
  • 10. ‫فى مصر‬ ‫ إذا نظرنا إلى خريطة « مصر « نستطيع أن نالحظ وجود هذه املناطق‬ ‫بوضوح : شبه جزيرة سيناء ، شرق الدلتا ، وسط الدلتا، غرب الدلتا، الصحراء‬ ‫الغربية ، القاهرة الكبرى. وهي جميعها تشكل الوجه البحرى من األراضى‬ ‫املصرية. ويضاف إلى ما سبق أراضى الوجه القبلى ، الذى يبدأ من جنوب‬ ‫«مصر» الواقع بعد ضاحية «املعادي». إن احملطات التسع واألربعني التى‬ ‫اجتازتها العائلة املقدسة فى رحلة الذهاب داخل « مصر « تتناثر و تتوزع فى‬ ‫كل املناطق السابقة ، أى أن العائلة املقدسة قد سارت على أرض « مصر«‬ ‫من أقصى شرقها إلى غربها ، ومن شمالها إلى جنوبها.‬ ‫اجتياز البوابة الشرقية‬ ‫ وعندما نراجع تاريخ بالدنا «مصر» نستطيع أن نالحظ أن بوابتها الشرقية‬ ‫هي « شبه جزيرة سيناء « ، وأن هذه البوابة الشرقية هي التى عبرت من خاللها‬ ‫أغلب الشعوب التى حاولت أن حتتل « مصر « ، سواء بالهجوم العسكرى‬ ‫الشامل أو بالتسلل إلى أرض البالد على دفعات. ولكن هذه البوابة الشرقية‬ ‫ذاتها هي التى وفدت منها العائلة املقدسة وهي تلجأ إلى أرض احملبة ، طالبة‬ ‫األمان ، ساعية إلى حماية طفلها املقدس من محاولة قتله . وإذا كانت «شبه‬ ‫جزيرة سيناء» هي «بوابة مصر الشرقية» ، فإن مدينة «رفح» هي بوابة شبه‬ ‫اجلزيرة املصرية ، أى أن «رفح» هي البوابة الشرقية الرئيسية ملصر. فإذا كانت‬ ‫مدينة «خان يونس» هي أخر محطة سفر للعائلة املقدسة داخل أراضى‬ ‫«فلسطني» فى طريقها إلى «مصر» ، فإن «رفح» هي أول محطات سفر‬ ‫العائلة املقدسة داخل أرض « مصر» التاريخية، أي األرض التى عرفت باسم‬ ‫«مصر» منذ فجر تاريخ العالم. واقتضى األمر أن تواصل العائلة املقدسة‬ ‫مسيرتها ملدة يومني كاملني لكى تصل إلى منطقة « العريش». ولكن كان‬ ‫يجب أن يصل «يوسف النجار» بقافلته الصغيرة هذه إلى مدينة « الفرما»،‬ ‫التى تعرف حاليا باسم «بالوظة»، و التى تبعد عن مدينة «بورسعيد» احلالية‬ ‫بحوالى خمسة وعشرين كليو مترا ً إلى الشرق منها.‬ ‫01‬
  • 11. ‫ وكانت« الفرما» أرضا ً للكثير من املواجهات بني القوات املصرية و األجنبية‬ ‫اخملتلفة الساعية لغزو «مصر»، لذلك سماها الكثيرون « حصن مصر».‬ ‫و بعد قليل من الراحة من عناء الطريق املوصﱢل إلى «الفرما»، استأنفت‬ ‫العائلة املقدسة مسيرتها حتى أخر بلدة فى شبه جزيرة سيناء و هي‬ ‫« القنطرة» ، التى تبعد حوالى خمسة و ثالثني كيلو مترا ً عن « الفرما» .‬ ‫أنقاض اآلثار القبطية فى الفرما‬ ‫الوجه البحرى‬ ‫ فإذا كانت « شبه جزيرة سيناء « هي أول منطقة فى أرض « مصر « جتتازها‬ ‫العائلة املقدسة فى رحلتها التاريخية هذه ، فإن ثانى منطقة فى « مصر «‬ ‫تواصل العائلة املقدسة الترحال عبر أراضيها هي « شرق الدلتا «. والتى تبدأ‬ ‫بالبلدة املصرية التى تقوم فى مكانها مدينة « اإلسماعيلية « فى الوقت‬ ‫احلالى ، وهى تبعد عن « القنطرة « بحوالى أربعني كيلو مترا ً . وكان على‬ ‫العائلة املقدسة ، لكي تصل إلى موقع « اإلسماعيلية « ، أن يعبروا القناة‬ ‫املصرية التى حفرها املصريون القدماء لكى تصل بني أقصى فروع النيل من‬ ‫جهة الشرق وبني « خليج السويس» ، و هي القناة التى كانت تعرف باسم‬ ‫«قناة سنوسرت» ، على اسم امللك املصرى الذى أمر بحفرها ، ثم أطلق‬ ‫عليها اإلغريق اليونانيون اسم « قناة سيزوستريس» . و كانت هذه القناة هي‬ ‫التى توفر اإلبحار بالسفن واملراكب الشراعية من البحر املتوسط إلى البحر‬ ‫األحمر عبر نهر النيل العظيم ، قبل مولد « السيد املسيح « بأكثر من ألف‬ ‫11‬
  • 12. ‫وسبعمائة عام. و من موقع « اإلسماعيلية» اجتهت العائلة املقدسة إلى‬ ‫بلدة أخرى تبعد عنها بحوالى ثالثني كيلو مترا ً من جهة الغرب و تعرف حاليا ً‬ ‫بأسم «القصاصني» . و استمرت العائلة املقدسة فى مسيرتها نحو الغرب‬ ‫لتصل إلى املنطقة التى بها مدينة « التل الكبير» حاليا ً ، بعد سفر استغرق‬ ‫حوالى يوم كامل . و إذا كانت محطات السفر الثالث السابقة ( اإلسماعيلية‬ ‫– القصاصني – التل الكبير) هي بلدات تابعة حملافظة االسماعيلية فى الوقت‬ ‫احلالى ، فإن بقية محطات سفر العائلة املقدسة فى منطقة « شرق الدلتا«‬ ‫تقع فى محافظة الشرقية ، حيث تواصل األسرة املقدسة ترحالها نحو‬ ‫الغرب إلى بلدة صغيرة تعرف حاليا ً باسم « صفط احلنة» ، ومنها إلى مدينة‬ ‫مصرية مشهورة فى التاريخ املصرى القدمي ، تقع حاليا ً على بعد حوالى كيلو‬ ‫متر واحد من مدينة «الزقازيق» (عاصمة محافظة الشرقية) و هي املنطقة‬ ‫املعروفة حاليا ً باسم «تل بسطا»، و كانت تعرف باسم «بوباست» ( أي‬ ‫«بيت اإللهة باست» ).‬ ‫ وتستأنف العائلة املقدسة مسيرتها داخل أراضى « مصر « فى منطقة‬ ‫« وسط الدلتا « ، فيطول بهم املسير ليصلوا إلى بلدة « دقادوس» ، التى‬ ‫تبعد مبسافة كيلو مترين عن املدينة املعروفة « ميت غمر «( مبحافظة‬ ‫الدقهلية). وقد بنى املصريون فى هذه البلدة كنيسة مشهورة على اسم‬ ‫السيدة العذراء «مرمي» ، يتم االحتفال فيها سنويا ً بذكرى حلول العائلة‬ ‫املقدسة على البلدة ، وهي كنيسة بها كثير من اخملطوطات القدمية ، يرجع‬ ‫بعضها إلى القرن السادس امليالدي، وعدد من األيقونات ( الصور املرسومة)‬ ‫للقديسني املسيحيني ومن بينها أيقونة أثرية للسيدة « العذراء مرمي «.‬ ‫وكذلك بئر ماء أثرية التزال باقية وبها ما ء حتى اآلن. وإذا كانت بلدة « دقادوس‬ ‫« تقع إلى الشمال الغربى من «تل بسطا» ( آخر محطات السفر فى شرق‬ ‫الدلتا) فإن العائلة املقدسة غيرت اجتاهها نحو اجلنوب من جهة « دقادوس»‬ ‫لتمر على منطقة «أتريب» ( تل أتريب) القريبة من مدينة «بنها» حاليا ً‬ ‫( عاصمة محافظة القليوبية ) ، حيث تروى اخملطوطات القدمية أن أول كنيسة‬ ‫بنيت فى الوجه البحرى فى مصر على اسم السيدة العذراء « مرمي» كانت فى‬ ‫ «أت ��ري ��ب» ول �ك �ن �ه �ا غ �ي �ر ظ��اه��رة ف��ى ال��وق��ت احل��ال��ى .‬ ‫� �� � ��‬ ‫� �‬ ‫ ومن«أتريب»، اجتهت العائلة املقدسة جنوبا ً إلى املنطقة املعروفة حاليا‬ ‫`‬ ‫21‬
  • 13. ‫ببلدة « سندبيس « القريبة من املدينة املشهورة حاليا ً باسم « قها «. ومع‬ ‫استمرار العائلة املقدسة فى املسير نحو اجلنوب ، فإنها قد وصلت إلى قرية‬ ‫صغيرة تطلب فيها مكانا ً للراحة من مشقة الطريق السابقة ، فتستظل‬ ‫العائلة املقدسة حتت شجرة كبيرة متشابكة األفرع وكثيفة األوراق ،‬ ‫إنهم اآلن فى «مسطرد»، التى كانت تعرف فى ذلك الوقت باسم‬ ‫ ‬ ‫«تيمونى سوارت». و فى هذا املكان الذى تبارك باستراحة العائلة املقدسة‬ ‫ ‬ ‫فيه توجد بئر ماء يعرف الناس أنها لم تكن موجودة فى املكان من قبل وصول‬ ‫العائلة املقدسة وأن مباركة الطفل «يسوع» أنبعت املاء فى هذه البقعة‬ ‫، و قد استخدمتها العائلة املقدسة فى الشرب وفى غسل الثياب ، كما‬ ‫استخدمتها السيدة العذراء الستحمام طفلها املقدس ، لذلك سمى الناس‬ ‫قرية «مسطرد» قدميا ً باسم «احملمة» ( أى املكان املستخدم لالستحمام )،‬ ‫ولذلك توجد اآلن كنيسة أثرية فى نفس املكان باسم السيدة العذراء ، وهي‬ ‫كنيسة تضم كثيرا ً من األيقونات ( الصور الدينية ) األثرية النادرة .ومنها‬ ‫أيقونة عليها صورة للسيدة العذراء حتمل الطفل «يسوع» وهي متتطى‬ ‫دابة، ومن خلفها كل من القديس «يوسف النجار» و القديسة «سالومى» .‬ ‫وبالوصول إلى «مسطرد» تكون العائلة املقدسة قد أنهت مسيرتها داخل‬ ‫ ‬ ‫منطقة «وسط الدلتا» ، لكى تبدأ مسيرة جديدة فى منطقة « شرق الدلتا«‬ ‫مرة أخرى ، ولكن فى مناطق مختلفة عن تلك التى مرت بها سابقاً.‬ ‫سرداب كنيسة السيدة العذراء‬ ‫مسطرد‬ ‫ ‬ ‫ ‬ ‫31‬
  • 14. ‫كنيسة السيدة العذراء‬ ‫مسطرد‬ ‫41‬
  • 15. ‫الساللم املؤدية الى سرداب‬ ‫فى كنيسة السيدة العذراء‬ ‫ مسطرد‬ ‫أيقونات من داخل كنيسة السيدة العذراء‬ ‫ ‬ ‫مسطرد‬ ‫ ‬ ‫ ‬ ‫و‬ ‫ ‬ ‫51‬
  • 16. ‫ من حق القارئ العزيز أن يسأل ملاذا تعود العائلة املقدسة فى املنطقة‬ ‫التى سبق أن اجتازتها ؟ احلقيقة أن كتب التاريخ لم تذكر هذا السبب ، ولكن‬ ‫املرجح هو أن القديس « يوسف النجار» من املمكن أن يكون قد استشعر وجود‬ ‫خطر على الطفل «يسوع» لو استمر فى مسيرته نحو اجلنوب.، والذى ميكن‬ ‫أن يؤيد وجهة النظر هذه هو أن العائلة املقدسة قطعت مسافة ملحوظة‬ ‫قبل أن تتوقف فى أول محطات هذه اجلولة وهي مدينة « بلبيس» ( العاصمة‬ ‫القدمية حملافظة الشرقية) وهناك اتخذت العائلة املقدسة من موقع شجرة‬ ‫كبيرة مكانا ً للراحة حتت ظاللها فصارت تعرف باسم «شجرة العذراء مرمي».‬ ‫وهى الزالت باقية حتى اليوم . وتعود العائلة املقدسة للسير نحو الشمال‬ ‫باجتاه الشرق قليالً لتنال قسطا ً من الراحة فى مدينة « فاقوس» (محافظة‬ ‫الشرقية ) التى كانت تعرف باسم «ترافيا» فى ذلك الوقت ، ثم اجتهت شماال ً‬ ‫مرة أخرى لتصل إلى مدينة مصرية كبيرة ومشهورة فى التاريخ كان قد‬ ‫أسسها امللك املصرى املشهور «رعمسيس الثانى» وسميت باسمه ، ثم‬ ‫أصبحت تعرف باسم « تانيس» وهى حاليا ً مدينة «صان احلجر» ( شمال شرق‬ ‫الدلتا – محافظة الشرقية ).‬ ‫جدران كنيسة السيدة العذراء‬ ‫بلبيس - محافظة الشرقية‬ ‫61‬
  • 17. ‫ ‬ ‫كنيسة السيدة العذراء‬ ‫بلبيس - محافظة الشرقية‬ ‫71‬
  • 18. ‫وتنتقل مسيرة العائلة املقدسة مرة أخرى باجتاه وسط الدلتا لتصل إلى‬ ‫ ‬ ‫بلدة تقع على الشاطئ الشرقى لفرع «دمياط» من نهر النيل ، وهي التى‬ ‫تعرف حاليا ً باسم « منية سمنود» ، ثم تعبر النهر إلى الشاطي الغربى منه‬ ‫لتمضى فى رحلتها إلى منطقة غرب الدلتا حيث توجد مدينة «سمنود»‬ ‫احلالية ( محافظة الغربية ) وفيها تستريح األسرة من الترحال فترة تصل‬ ‫إلى األسبوعني ، وإن دل ذلك على شيئ فإمنا يدل على أن القديس «يوسف‬ ‫النجار» شعر بقدر من األمان فى تلك املدينة ، خاصة وأنها كانت مدينة‬ ‫كبيرة و واسعة فى ذلك الوقت ، ألنها كانت مقرا ً كبيرا ً للحاكم الرومانى‬ ‫فى «مصر». ثم استأنفت العائلة املقدسة املسيرة ، فمرت مبنطقة « احمللة‬ ‫الكبرى» ومنها إلى «بلقاس» ( كانت تعرف باسم الزعفران ) ثم قرية تسمى‬ ‫«شجرة التني»، ثم قرية أخرى اسمها «املطلع» ، لتصل بعد ذلك إلى مدينة‬ ‫«سخا» ( محافظة كفر الشيخ ).‬ ‫ ‬ ‫ ‬ ‫ ‬ ‫ماء التعميد من كنيسة مرمي العذراء‬ ‫ ‬ ‫سخا - محافظة كفر الشيخ‬ ‫81‬
  • 19. ‫كنيسة مرمي العذراء‬ ‫سخا - محافظة كفر الشيخ‬ ‫91‬
  • 20. ‫ومع استمرار السير جتاه الغرب وصلت العائلة املقدسة إلى مدينة تدعى‬ ‫«بوتو» التى تعرف حاليا باسم «تل الفراعنة/ تل الفراعني» ( تتبع مركز‬ ‫ ‬ ‫دسوق مبحافظة كفر الشيخ ) ومن هناك اجتهت جنوبا ً إلى مدينة‬ ‫ ‬ ‫«سايس»، التى تعرف حاليا باسم «صاحلجر» التابعة ملركز «كفر الزيات»‬ ‫ ‬ ‫مبحافظة الغربية ( وهي غير «صان احلجر» التى سبق املرور عليها مبحافظة‬ ‫الشرقية ) ، لتكون «سايس» هي آخر احملطات فى منطقة « غرب الدلتا».‬ ‫كنيسة الشهيد من الداخل‬ ‫سمنود-محافظة الغربية‬ ‫ ‬ ‫02‬
  • 21. ‫وبعدها سارت العائلة املقدسة فى اجتاه « فرع رشيد « من نهر النيل‬ ‫ ‬ ‫بغرض عبوره إلى الغرب فى اجتاه منطقة جديدة للمسير وهي «الصحراء‬ ‫الغربية»، و هو ما نعرفه حاليا ً باسم «وادى النطرون» ، وقد بدأت املسيرة‬ ‫فيه من عند منطقة مرسى النهر املعروفة باسم « ترنوت « وحاليا ً باسم‬ ‫«الطرانة». و يعرف وادى النطرون بهذا االسم نسبة إلى أن املنطقة‬ ‫عبارة عن مستودع طبيعى كبير لنوع من امللح يشتهر به.‬ ‫دير السريان‬ ‫وادى النطرون‬ ‫12‬
  • 22. ‫ ‬ ‫باب األنبياء فى دير السريان‬ ‫ ‬ ‫وادى النطرون‬ ‫ ‬ ‫من أدوات الطعام القدميةفى دير السريان‬ ‫وادى النطرون‬ ‫ ‬ ‫22‬
  • 23. ‫ وألن هذه املنطقة شبه خالية من السكان ، لذلك عانت فيها العائلة‬ ‫املقدسة من أتعاب ومشقات كثيرة ، إلى أن حددت لنفسها اجتاها ً للسير‬ ‫نحو اجلنوب ، إلى أن وصلت إلى قرية تعرف اآلن باسم « الهوكارية «.‬ ‫ ( قرية تقع غرب طريق مصر / األسكندرية الصحراوي خلف استراحة الطريق‬ ‫عند الكيلو 501 « املعروفة باسم الرست هاوس )، ومن هناك اتخذت العائلة‬ ‫املقدسة الشرق وجهة لسيرها، مع االنحراف نحو اجلنوب فى نفس الوقت.‬ ‫حتى وصلت من جديد إلى نهر النيل ، لينتهي بذلك اجلزء اخلاص بالصحراء‬ ‫الغربية من الرحلة . لذلك فإننا نعرف اآلن أن هناك عددا ً من أديرة الرهبان‬ ‫املصريني املشهورة فى منطقة وادى النطرون وهي دير األنبا مقار ، ودير السيدة‬ ‫العذراء املعروف باسم دير السريان، ودير البراموس، ودير األنبا بيشوى.‬ ‫ ويذكر التاريخ أن عدد أديرة وادى النطرون كان كبيرا ً جدا ً فى القرن الرابع‬ ‫امليالدي. وعلى الرغم من املسافة التى تفصل بني دير األنبا بيشوي ودير األنبا‬ ‫مقار، إال أن هناك طريقا ً خاصا ً يربط بينهما، وعلى جانبيه صخور كبيرة ،‬ ‫وقد سماه الرهبان «طريق املالئكة» ألنهم حتى اآلن ال يعرفون من الذي مهد‬ ‫هذا الطريق.‬ ‫ ‬ ‫دير األنبا بيشوى- وادى النطرون‬ ‫32‬
  • 24. ‫ ‬ ‫دير األنبا مقار - وادى النطرون‬ ‫42‬
  • 25. ‫وعندما وصلت العائلة املقدسة إلى نهر النيل ، فإنها كانت قد وصلت إلى‬ ‫ ‬ ‫املنطقة املعروفة اآلن باسم «القناطر اخليرية»، لتبدأ من بعدها مرحلة‬ ‫جديدة هي التى تخص املساحات الهائلة التى نعرفها اليوم باسم « القاهرة‬ ‫الكبرى». وبالقرب من مكان وصول العائلة املقدسة فى « القناطر اخليرية»‬ ‫توجد اآلن كنيسة باسم « العذراء مرمي» .‬ ‫فى القاهرة الكبرى‬ ‫ وقبل أن نتابع مسيرة العائلة املقدسة فى «القاهرة الكبرى» من املهم أن‬ ‫نعرف أن املساحات الهائلة التى تتكون من عاصمة «مصر» . وهي محافظة‬ ‫«القاهرة» بكل أحيائها وضواحيها وأجزاء من احملافظات احمليطة بها جميعا ً‬ ‫ ( القليوبية – اجليزة – حلوان – 6 أكتوبر ) لم تكن متصلة على نحو ما نرى هذه‬ ‫األيام ، لذلك فإن كل استراحة تستقر فيها العائلة املقدسة فى منطقة‬ ‫«القاهرة الكبرى» تعد فى حد ذاتها محطة من محطات الرحلة، وهي‬ ‫احملطات التى ميكن أن نتابعها بدءا ً من «املطرية» وحتى «املعادي»، وعددها‬ ‫ست محطات ، حتمل كل منها أثرا ً أو عالمة على مرور العائلة املقدسة‬ ‫بها.‬ ‫ عندما عبر القديس «يوسف النجار» بعائلته املقدسة نهر النيل ، من‬ ‫عند «القناطر اخليرية»، واصلوا سيرهم باجتاه اجلنوب ما يقرب من خمسة‬ ‫عشر كيلومترا ً ليصلوا إلى منطقة «املطرية» حاليا ً ( شمال شرق القاهرة)‬ ‫وهي مكان قرية مصرية قدمية أسمها «مرتى». وفى بقعة من هذا املكان‬ ‫اتخذت العائلة املقدسة لها استراحة من الطريق حتت شجرة جميز ضخمة‬ ‫اتقاء حلرارة الشمس ، وهي الشجرة املوجودة حتى اليوم و املعروفة باسم‬ ‫ً‬ ‫«شجرة العذراء مرمي». وفى املطرية حاليا ً كنيسة باسم «العذراء مرمي».‬ ‫وبالقرب من «املطرية» كانت هناك مدينة مصرية ذات شأن فى التاريخ هي‬ ‫«أون» ، و التى تعرف أيضا ً باسم « هليوبوليس» أى « مدينة الشمس»، و قد‬ ‫اشتهرت بجامعتها « جامعة أون « التى تعد أول جامعة للعلوم فى العالم‬ ‫كله حيث أقامت العائلة املقدسة بالقرب من « عني شمس» لفترة طلبا ً‬ ‫لالستقرار وبعض الراحة .‬ ‫52‬
  • 26. ‫ ‬ ‫شجرة السيدة العذراء‬ ‫ملطرية‬ ‫و بعد ذلك حتركت العائلة املقدسة مارة مبنطقة « الزيتون « احلالية فتوقفت‬ ‫ ‬ ‫لتنال قسطا ً بسيطا ً من الراحة. وفى الزيتون قام املصرى « خليل باشا‬ ‫إبراهيم« ببناء كنيسة صغيرة باسم « العذراء مرمي «. تذكارا ً ملرور العائلة‬ ‫املقدسة باملنطقة ، وذلك مع بداية القرن العشرين ، وهي الكنيسة التى‬ ‫ظهرت فيها « السيدة العذراء مرمي « بعد حوالى ألفى عام من مرورها باملكان،‬ ‫وذلك فى يوم 2 إبريل سنة 8691. وفى املنطقة املعروفة باسم « حى زويلة«‬ ‫( منطقة اجلمالية ) كان للعائلة املقدسة فرصة للراحة والتقاط األنفاس،‬ ‫ ‬ ‫وفى نفس املنطقة بنى املصريون كنيسة باسم» السيدة العذارء» فى‬ ‫منتصف القرن الرابع و هى موجودة حاليا ً فى « حارة زويلة « و كانت مقرا ً‬ ‫للبطريركية فى « مصر « زمنا ً طويالً ( من 3031 إلى 0661 م).‬ ‫كنيسة السيدة العذراء‬ ‫الزيتون -القاهرة‬ ‫62‬
  • 27. ‫وفى منطقة أخرى استراح ركب العائلة املقدسة، فكان ذلك سببا ً فى بناء‬ ‫ ‬ ‫كنيسة بها باسم «السيدة العذراء» ، وذلك فى حقل فى قرية كانت تدعى‬ ‫فى ذلك الوقت « تندونياس»، وبجوار هذا احلقل بئر ماء استقت منه العائلة‬ ‫املقدسة، وهو املكان املعروف اآلن باسم «العزباوية» فى منطقة «األزبكية»،‬ ‫وال تزال البئر قائمة بجوار مدخل الكنيسة .‬ ‫كنيسة األزبكية‬ ‫ ثم انتقلت العائلة املقدسة إلى منطقة « حصن بابليون» ، وهو منطقة‬ ‫عسكرية رومانية ، تقع فى منطقة «الفسطاط» مبصر القدمية حالياً.‬ ‫وأسفل أسوار احلصن العالية كان هناك كهف صغير (مغارة) ساعد العائلة‬ ‫املقدسة على التوارى فيه واالختباء من العيون املتلصصة. وفوق هذه املغارة‬ ‫بنيت كنيسة القديس « سرجيوس» ( املشهورة باسم أبى سرجة ) وتعرف‬ ‫باسم «الكنيسة املعلقة» ألنها مبنية فوق اجلزء الذى يحتوى على مغارة من‬ ‫حصن «بابليون».‬ ‫ فى 21 مارس سنة 6791 شاهد الناس من كورنيش النيل باملعادي‬ ‫كتابا ً يطفو على صفحة املياه املقابلة لكنيسة « السيدة العذراء»‬ ‫األثرية املشهورة، وملا سعى الناس اللتقاط الكتاب قبل أن يدفعه التيار‬ ‫بعيدا ً عن الشاطئ ، تبني أنه نسخة من الكتاب املقدس ، أى كتاب العهد‬ ‫القدمي ( التوراة واألسفار الالحقة عليها) وكتاب العهد اجلديد ( األجنيل).‬ ‫72‬
  • 28. ‫ويقول الذين التقطوا هذا الكتاب‬ ‫ ‬ ‫أنه كان مفتوحاً، فوجدوا أن‬ ‫الصحفة املفتوحة هي التى‬ ‫حتوى جزءا ً من سفر «أشعياء‬ ‫النبى» وبه اآلية املشهورة « مبارك‬ ‫شعبى مصر». وهذا الكتاب يوجد‬ ‫محفوظا ً اآلن بالكنيسة األثرية‬ ‫التى يتصل مبوقعها درج ( سلم)‬ ‫أثرى أيضا ً ، وهذا السلم األثرى‬ ‫هو ما يعتقد املصريون أن العائلة‬ ‫املقدسة قد استخدمته لكى‬ ‫تستقل مركبا ً شراعيا ً كبيرا ً‬ ‫مخصصا ً لنقل البضائع والبشر‬ ‫والسفر عن طريق النيل ، ويتجه‬ ‫إلى اجلنوب نحو الوجه القبلى. هذا‬ ‫السلم األثرى هو آخر موقع مرت‬ ‫منه العائلة املقدسة فى منطقة‬ ‫السلم األثرى الذى يعتقد أن العائلة املقدسة‬ ‫«القاهرة الكبرى» كما نعرفها فى‬ ‫ ‬ ‫استخدمته للسفر عن طريق النيل‬ ‫هذه األيام.‬ ‫كنيسة العذراء باملعادى‬ ‫نسخة الكتاب املقدس‬ ‫كنيسة العذراء باملعادى‬ ‫82‬
  • 30. ‫إلى الوجه القبلى‬ ‫كنيسة العذراء من الداخل دير اجلرنوس‬ ‫مغاغة - املنيا‬ ‫ واجلزء من رحلة العائلة املقدسة فى الوجه القبلى ( الصعيد) يتضمن‬ ‫أربع عشرة محطة ، تبدأ ببلدة « الفشن» ( محافظة بنى سويف ) وتنتهي‬ ‫ببلدة «القوصية» ( محافظة أسيوط ). فعلى بعد حوالى مائة وثمانية‬ ‫كيلو مترا ً (القاهرة حالياً) رست املركب النيلية فى منطقة «الفشن» ،‬ ‫حيث استقرت العائلة املقدسة فى هذا املكان لفترة غير قصيرة من الوقت.‬ ‫وبعد ذلك بدأت العائلة املقدسة فى السير برا ً إلى أن وصلوا إلى بلدة تقع‬ ‫غرب مدينة « مغاغة « احلالية وتسمى «إشنني النصارى» ، وفيها مكثوا‬ ‫عدة أيام ، ثم واصلوا السير فى جهة اجلنوب الغربى من « إشنني النصارى»‬ ‫ملسافة حوالى عشرة كيلو مترات « ليصلوا إلى القرية املعروفة باسم‬ ‫ « دير اجلرنوس» وبها كنيسة باسم « السيدة العذراء»، بجوارها بئر ماء يعتقد‬ ‫03‬
  • 31. ‫الناس أن العائلة املقدسة قد شربت منه ، وهو موجود حتى اآلن. ثم واصلت‬ ‫العائلة املقدسة السير جنوبا ً إلى ما يقدر مبسافة سبعة عشر كيلومترا ً‬ ‫إلى الغرب من مدينة « بنى مزار « حالياً، بالقرب من بلدة « البهنسا» احلالية،‬ ‫لتقيم العائلة عدة أيام فى قرية صغيرة كانت تسمى فى العصر القبطى‬ ‫« أباى إيسوس» أى «بيت يسوع» ، بسبب هذه اإلقامة القصيرة . وهذه القرية‬ ‫ ‬ ‫يوجد مكانها اآلن قرية « صندفا»، التابعة ملركز بنى مزار ( محافظة املنيا) .‬ ‫ثم بدأت العائلة املقدسة تستأنف السير فى اجتاه اجلنوب ليمروا على بلدة‬ ‫« الفيس» ، التى كانت وقتها مدينة اسمها « سنوبوليس» ، وتقع فى املسافة‬ ‫ ‬ ‫بني «سمالوط» و «البهنسا». واستأنفت العائلة مسيرها حتى شاطئ النيل‬ ‫الغربى ، لتستقل مركبا ً شراعيا ً يعبر بها إلى اجلهة الشرقية. وفى هذه‬ ‫الضفة الشرقية كان هناك جبل مجاور لنهر النيل إسمه « جبل الطير « ،‬ ‫فاملكان كان يضم معبدا ً قدميا ً مخصص‬ ‫ ‬ ‫إلله احلكمة عند أهل هذه املنطقة من‬ ‫ ‬ ‫قدماء املصريني، وكان على شكل الطائر‬ ‫ ‬ ‫املصرى املعروف «أبو قردان». وعلى قمة‬ ‫ ‬ ‫هذا اجلبل أقيم دير «السيدة العذراء»‬ ‫ ‬ ‫بكنيستها األثرية املنحوتة فى صخر اجلبل.‬ ‫ ‬ ‫كنيسة السيدة العذراء بجبل الطير‬ ‫سمالوط - املنيا‬ ‫13‬
  • 32. ‫ثم استأنفت العائلة املقدسة الرحيل نحو اجلنوب لتصل إلى بلدة «إطسا»،‬ ‫ ‬ ‫ويشار إليها باسم «إطسا الطيبائية» (محافظة املنيا) للتفرقة بينها وبني‬ ‫بلدة أخرى هي «إطسا الفيومي»( محافظة الفيوم). ثم واصلت العائلة‬ ‫املقدسة الرحيل نحو اجلنوب حتى منطقة « البرشا» وبها دير هناك . ومن هناك‬ ‫عبرت العائلة املقدسة نهر النيل إلى الشاطئ الغربى مرة أخرى لتصل إلى‬ ‫بلدة «هرموبوليس»، وهي املعروفة اآلن باسم « األشمونني» القريبة من مدينة‬ ‫«ملوى» ( محافظة املنيا ). وقد استقرت العائلة املقدسة عدة أيام بهذه املدينة‬ ‫التى ضمت فيما بعد عددا ً من الكنائس أشهرها « كنيسة السيدة العذراء»‬ ‫.ورحلت العائلة املقدسة نحو اجلنوب من جديد حتى وصلت إلى قرية كان اسمها‬ ‫«فيليس»، و تعرف اليوم باسم «ديروط الشريف»، و تبعد عشرين‬ ‫ ‬ ‫كيلومترا جنوب «األشمونني» ويوجد بها اآلن «دير األنبا صرامون». ولم‬ ‫تستقر العائلة املقدسة هناك كثيرا ً ، فاستأنفت الرحيل ملسافة‬ ‫ثمانية كيلو مترات جنوب « ديروط» حيث مدينة « صنبو»، وبعد قليل‬ ‫من الراحة استمرت فى السير حتى قرية «قسقام» وهي اآلن بلدة‬ ‫«القوصية»(محافظة أسيوط)، حيث قضوا بها ثالثة أيام ثم واصلوا السير‬ ‫نحو غرب « القوصية» ملسافة سبعة كيلومترات ليصلوا إلى بلدة « مير «‬ ‫( حاليا ً اسمها «ميرة») ومكثوا فيها بضعة أيام، ومن «مير» رحلت العائلة‬ ‫ ‬ ‫املقدسة جنوبا ً حتى اجلبل الغربى املعروف باسم « جبل قسقام « ، الذى يقع‬ ‫على مسافة ثالثة عشر كيلومترا غرب « القوصية»، و فى هذا اجلبل استقرت‬ ‫أخيرا ً العائلة املقدسة من الرحيل املستمر خوفا ً من متابعة رجال امللك‬ ‫«هيرودس» لهم بحثا ً عن الطفل « يسوع « ، بعد سفر شاق وشبه مستمر‬ ‫ملدة تزيد على السنة وثالثة شهور. وألن هذا املكان أصبح صاحلا ً لالستقرار‬ ‫، بدأ « يوسف النجار» يبنى فيه بيتا ً صغيرا ً بالطوب اللنب ، وهو الطوب‬ ‫الذى كان يصنعه املصريون القدماء من طمى النيل ويبنون به مساكنهم.‬ ‫واستمرت العائلة املقدسة مقيمة فى هذا املكان مائة وتسعون يوما ً ، وهو‬ ‫املكان الذى يوجد به اآلن «دير السيدة العذراء» املعروف باسم «الدير احملرق»،‬ ‫الذى أنشئ فى القرن الرابع امليالدى ، ويضم بداخله عددا ً من املواقع التذكارية‬ ‫التى تخص العائلة املقدسة عندما كانت تقيم فى هذا املكان . وإلى هذا‬ ‫احلد تنتهي «رحلة الذهاب» للعائلة املقدسة فى مصر.‬ ‫23‬
  • 33. ‫ ‬ ‫دير احملرق‬ ‫جبل القسام- أسيوط‬ ‫ ‬ ‫رحلة العودة‬ ‫ ومن آخر نقطة فى « رحلة الذهاب « بدأت العائلة املقدسة فى « رحلة‬ ‫العودة « من « مصر « إلى موطنها األصلى . وكما كانت رحلة الذهاب تنقسم‬ ‫إلى قسمني أحدهما داخل أرض « فلسطني « واآلخر داخل أرض «مصر» ، فإن‬ ‫رحلة العودة تنقسم أيضا ً إلى قسمني رئيسيني األول منهما داخل األرض‬ ‫املصرية ، واآلخر داخل األرض الفلسطينية.‬ ‫ فبعد أن قضت العائلة املقدسة حوالى مائة وتسعني يوما ً فى « جبل‬ ‫قسقام» ، أرسل « اهلل « ، صاحب القدرة والعظمة ، مالكه من السماء لكى‬ ‫يعلن أخذ الطفل « يسوع « وأمه ورحيل العائلة املقدسة إلى موطنها ، ألنه‬ ‫« قد مات الذين كانوا يطلبون نفس الصبى»، أى امللك الشرير « هيرودس»‬ ‫وأتباعه الذين كانوا يطاردون العائلة املقدسة بحثا ً عن الطفل « يسوع».‬ ‫33‬
  • 34. ‫الطريق إلى رفح املصرية‬ ‫سرداب داخل دير السيدة العذراء‬ ‫جبل درنكة - أسيوط‬ ‫ وتبدأ أولى محطات رحلة العودة داخل « مصر « من جبل « درنكة «‬ ‫فى املنطقة املعروفة باسم « جبل أسيوط» ، وهو يبعد ثمانية كيلومترات‬ ‫جنوب غرب مدينة « أسيوط» ، وفى هذا اجلبل مغارة قدمية استراحت بها‬ ‫العائلة املقدسة بعضا ً من الوقت ، وهو نفس املكان الذى يوجد فيه حاليا ً‬ ‫« دير السيدة العذراء « األثرى. وبذلك تكون العائلة املقدسة قد وصلت‬ ‫إلى أقصى نقطة أثناء جتوالها بجنوب « مصر « وهي « أسيوط « ، ليأخذ‬ ‫خط سيرها فيما بعد اجتاها ً عائدا ً ، أى االجتاه نحو الشمال بصفة عامة.‬ ‫لذلك سارت العائلة املقدسة من جبل « درنكة» لتمر على بلدة اسمها‬ ‫«السراقنة» القريبة من « دير احملرق» ، ثم واصلت السير إلى بلدة «بوق»، التى‬ ‫تقع جنوب بلدة «القوصية» بحوالى خسمة كيلومترات ، ومنها إلى بلدة‬ ‫43‬
  • 35. ‫ « مير» ثم بلدة «القوصية»، ثم ساروا فى اجتاه نهر النيل وقاموا بعبوره إلى‬ ‫الضفة الشرقية حيث بلدة «القصير» ( وهي غير «القصير» املعروفة فى‬ ‫محافظة البحر األحمر ) ، حيث تقع هذه البلدة فى اجلهة الشرقية من‬ ‫النيل مواجهة لبلدة «القوصية». وفى « القصير» يوجد دير باسم «السيدة‬ ‫العذراء»، كنيسته منحوتة فى الصخر . ثم واصلت العائلة املقدسة السير‬ ‫شماال ً بالتوازي مع نهر النيل ، حيث عبروا النهر مجددا ً ليستمروا سائرين‬ ‫حتى مدينة « األشمونني « ، ليستريحوا فيها أياما ً قليلة، ثم يستأنفوا‬ ‫الرحيل إلى بلدة «القيس»، واستمروا سائرين طويالً باجتاه الشمال حتى بلدة‬ ‫«أهناسيا» ( محافظة بنى سويف) ، وبعدها عبروا نهر النيل إلى شاطئه‬ ‫الشرقى، إلى أن وصلوا إلى البلدة التى تعرف اآلن باسم «بياض النصارى»‬ ‫، حيث يوجد بها دير باسم « السيدة العذراء». وواصلت العائلة املقدسة‬ ‫مسيرتها إلى الشمال أيضا حتى أول عاصمة للوطن املصرى فى تاريخ مصر‬ ‫املوحدة وهي مدينة « منف» التى كانت قد بناها امللك املصرى املشهور‬ ‫ « مينا» ( نعرمر ) بعد أن وحد ما بني شمال مصر وجنوبها قبل ميالد‬ ‫«السيد املسيح» بحوالى 0023 سنة. وكان اسمها وقت بنائها «أنب‬ ‫حج» ( أى مدينة اجلدار األبيض ) ، وحاليا توجد مكانها قرية « ميت رهينة»‬ ‫ ( محافظة اجليزة ). ثم عادت العائلة املقدسة لعبور نهر النيل إلى ضفته‬ ‫الشرقية حيث بلدة « شهران « ، التى تعرف هذه األيام باسم « معصرة‬ ‫حلوان»، لتنتهي املسيرة فى جزئها اخلاص بالوجه القبلى من مصر ، ولتبدأ‬ ‫فى جزئها اخلاص بالقاهرة الكبرى من « املعادي « ( الحظ أنها كانت آخر‬ ‫محطة للسفر فى القاهرة الكبرى فى رحلة الذهاب ). ومن « املعادي»اجتهت‬ ‫العائلة املقدسة لالستراحة فى مكان كانوا قد عرفوه من قبل وهو‬ ‫« بابليون»، ومن هناك واصلت السير حتى املنطقة املعروفة باسم « حى‬ ‫األروام»، وفى مكان استراحة العائلة املقدسة فى هذه املنطقة مت بناء‬ ‫«كنيسة العذراء» ( حارة الروم حاليا ً مبنطقة الغورية بالدرب األحمر بالقاهرة ).‬ ‫ ثم استمرت العائلة املقدسة فى مسيرتها مارة بالصحراء التى عرفت‬ ‫فيما بعد باسم « صحراء الريدانية « صحراء العباسية» ( حاليا حي العباسية‬ ‫بالقاهرة ). ومنها إلى منطقة « الزيتون « ثم « املطرية» ثم «مسطرد» ، التى‬ ‫استراحت فيها لفترة ، لتكون آخر محطات الترحال فى القاهرة الكبرى،‬ ‫53‬
  • 36. ‫ولتبدأ بعدها املسيرة فى الوجه البحرى فى منطقة شرق الدلتا من خالل‬ ‫محافظة الشرقية ، بداية من « بلبيس» ومرورا ً بـ « فاقوس « ، لكى يجتازوا‬ ‫« شبه جزيرة سيناء « من خالل « القنطرة « ، حتى يصلوا إلى آخر حدود‬ ‫« مصر « مع « فلسطني « فى مدينة « رفح « ، فى ختام لكل خطوات رحلة‬ ‫ ‬ ‫العائلة املقدسة داخل األراضى املصرية.‬ ‫الطريق إلى الناصرة‬ ‫ ومن بعد « رفح « تستكمل العائلة املقدسة مسيرتها داخل األرض‬ ‫الفلسطينية ، بعد أن اتفق اجلميع على الوصول إلى « الناصرة « ، لالستقرار‬ ‫فيها ، فمرت العائلة املقدسة على « غزة « ، وأشقلون « ( عسقالن ) ،‬ ‫ و « أشدود « ، و « عقرون « و « الرامة « ( رام اهلل ) ، و « شكيم « ( نابلس ) ،‬ ‫و « السامرة « ، ثم « مرج بن عامر « ، وصوال ً إلى « الناصرة « لتستقر بها‬ ‫العائلة املقدسة ، ولكى يبدأ فصل جديد من تاريخ العالم يرتبط بسيرة‬ ‫ « يسوع املسيح « وهو يبدأ رسالته السامية على األرض من هناك.‬ ‫ ... وبعد‬ ‫ هكذا لم يكن مقدرا ً ألى وطن من األوطان أن ينال شرف ضيافة العائلة‬ ‫املقدسة خالل هروبهم من وجه امللك « هيرودس» ، غير أرض «مصر».‬ ‫*‬ ‫*‬ ‫ ‬ ‫*‬ ‫ ‬ ‫63‬