1. الفرق بين الرسول والنبي صلى الله عليه وسلم
حاجة الناس للرسل والأنبياء
الله سبحانه وتعالى خلق السموات والأرض والإنسان وسائر المخلوقات,وخص الإنسان بالعقل وأناطه
به,وميّزه عن سائر مخلوقاته بعقله الذي يعقل به ويفكر به ويصدر الأحكام,والله سبحانه وتعالى خلق
الإنسان لأمر معين وهو عبادته كما يقول في كتابه العزيز في سورة الذاريات:" وَمَا خَلَقْتُ ا لْنج ن
وَانْلإنسَ إن لَّ لنيَعْبدُوُنن", وهذا يدل على التكليف, أي أن الله سبحانه وتعالى كلف الإنسان بأعمال عليه
القيام بها أو نهيه عن القيام بها,فكانت حاجة الناس للرسل والأنبياء,ودليل حاجة الناس للرسل
والأنبياء دليل عقلي ونقلي,وحتى الدليل العقلي فدليله أيضًا نقلي أي أنه جاء في القرآن كما يقول الله
رُّسلُاً مُّبَنشّنرينَ وَمُننذنرينَ لنئلَا يَكوُنَ لنلن انس عَلَى الّلّن حُ جة بَعْدَ الرُّسنُل وَ كَانَ ":تعالى في سورة النساء
والدليل العقلي المحض على حاجة الناس للرسل والأنبياء هو وجود تكليف, ,"الّلّ عَنزيزا حَنكيم اً
والمكلَف )بفتح اللام( كي يقوم بالأعمال المكلف بها يجب أن يعرف السبيل والطريق الذي يبين له
تحقيق هذا التكليف,إذ لَّ يعقل أن أطلب أمرًا من شخص ولَّ أبين له كيف يقوم به,فهذا عبث وإهمال
وهو على الله محال,فكانت حاجة الناس للرسل والأنبياء أمرًا يتطلبه العقل,وأما الدليل النقلي ,فالقرآن
لَََقَدْ آتيَْنَا مُوسَى الْنكتاَبَ ":الكريم يزخر بمثل هذه الآيات, فمنها قول الله تعالى في سورة البقرة
وَقَف يْنَا نمن بَعْندنه بنالرُّسنُل وَآتيَْنَا نعيسَى ابْنَ مَرْيَمَ الْبَينّنَانت وَأيَ دْنَاه بنرُوحن الْقدُنُس أفََك ل مَا جَاءك مُْ رَسوُلٌ بنمَا
وَمَا أرَْسَلْنَا ":وقوله تعالى في سورة النساء ,"لََّ تهَْوَى أنَفسُكُمُُ اسْتكَْبَرْتمُْ فَفَنريقا كَذ بْتمُْ وَف نريقا تقَْتلُوُنَ
نمن رسوُلٍ إنلَّ لنيطَُاعَ بنإنذْنن الّلّن وَلَوْ أنَ هُمْ إنذ ظ لَمُوا أنَفسَُهُمْ جَآؤُوكَ فَاسْتغَْفَرُوا الّلَّ وَ اسْتغَْفَرَ لَهُمُ ال رسوُلُ
أخََذْنَا نميثاَقَ بَنني إنسْرَائنيلَ وَأرَْسَلْنَا وقوله عزوجل في سورة المائدة:" لَقَدْ ,"لَوَجَدوُا الّلَّ ت وابا رنح يم اً
وكما يقول الله ,"إنلَيْنهمْ رُسلُاً كلُ مَا جَاءهمُْ رَسوُلٌ بنمَا لََّ تهَْوَى أنَْفسُهُُمْ فَنريقا كَذ بوُا وَفَنريقا يَقْتلُوُنَ
وَمَا نرُْنسلُ الْمُرْسَلنينَ إنلَّ مُبَنشّنرينَ وَمُننذنرينَ فَمَنْ آمَنَ وَأصَْلَحَ فَلا ":سبحانه وتعالى في سورة الأنعام
يََا بَنني آدَمَ إن ما يَأتْنيَن كمُْ رُسلٌُ نمّنكمُْ ":وكما يقول في سورة الأعراف,"خَوْفٌ عَلَيْنهمْ وَلََّ همُْ يَحْزَنوُنَ
وقول المولى في سورة ,"يَقصُُّونَ عَلَيْكمُْ آيَاتني فَمَنن ات قَى وَأصَْلَحَ فَلاَ خَوْفٌ عَلَيْنهمْ وَلََّ همُْ يَحْزَنوُنَ
بَعَثنَْا نمن بَعْندنه رُسلُاً إنلَى قَوْنمنهمْ فَجَآؤُوهمُ بنالْبَينّنَانت فَمَا كَانوُا لنيؤُْنمنوُا بنمَا كَذ بوُا بننه نمن قَبْلُ يونس:" ث م
والله سبحانه وتعالى كي يرفع الحرج عن الأنسان ويبين له أمور ,"كَذَلنكَ نَطْبَعُ عَلَى قلُوبن الْمُعْتنَدينَ
التكليف أرسل الرسل والأنبياء بلغة أقوامهم,وهي اللغة التي يعرفونها ويتكلمونها,يقول الله تعالى في
وَمَا أرَْسَلْنَا نمن رسوُلٍ إنلَّ بنلنسَانن ق وْنمنه لنيبَُينّنَ لَهُمْ فَينُضلُّ الّلّ مَن يَشَاءُ وَيَهْندي مَ ن ":سورة إبراهيم
.وغيرها من الآيات,"يَشَاءُ وَهوَُ الْعَنزيزُ الْحَنكيم هذه هي الأدلة على حاجة الناس للرسل والأنبياء, فهم الوساطة بين الخالق والمخلوق وهم حلقة
.الوصل بين الله وعباده كي يبين لهم أمور تكليفهم وكيلا يكون لهم على الله الخالق حجة
الوحي والأنبياء والرسل
إرسال الأنبياء وبعث الرسل يوجب وجود وسيلة وطريقة لإيصال التكليف وتبليغ الرسالة وهذه
الطريقة هي الوحي,فما هوالوحي ؟وكيف يكون في حق الرسل والأنبياء وحق غيرهم من البشر أو
غير البشر؟
الوحي له عدة معاني غير المعنى الذي أصبح يتبادر لذهن الإنسان عند سماعها أي هو كلام ا للّ
تعالى المنزل على نبيّ من أنبيائننه.ويمكننا أن نطلق عليه المعنى الشرعي.كما وتأتي بمعان أخرى
مثل:الإرسال,والإلهام,والكلام كلامًا خفيًا أو إعلام في خفاء.
وعلى هذا فالمعني الشرعي يكون في حق الرسل والأنبياء والمعاني الآخرى في حق الآخرين وكل
حسب حالته:
الله سبحانه وتعالى أوحى لغير البشر من حيوانات وجماد,يقول الله تعالى في سورة النحل":وَأوَْحَى
رَبُّكَ إنلَى الن حْنل أنَن ات نخنذي نمنَ الْنجبَانل بيُوُتا وَنمنَ الش جَنر وَنم ما يَعْنر شُونَ ,"فالإيحاء هنا إلهام تلك
الحشرة الضعيفة تدبيرا عجيبا وعملاً متقنا وهندسة في الجبلة.
ويقول الله عزوجل في سورة القارعة":بنأ ن رَب كَ أوَْحَى لَهَا,"أي للأرض وهنا تعني الأمر أي أن الله
أمرها أن تخرج ما في بطنها.وهذا دليل على أن الوحي في غير الإنسان والحيوان.