1. انطلق نحو القمة
نحو المعالي
صور من علو همة السلف وصدق
عزائمهم
إعداد
القسم العلمي بمدار الوطن
1
2. انطلق نحو القمة
بسم ا الرحمن الرحيم
الحمسسد لله رب العالميسسن ، والصسسلة والسسسلم على
خا تم ال نبياء والمر سلين ، نبي نا مح مد وعلى آله و صحبه
أجمعين ، أما بعدالمعالي لبد لنا من زاد يعيننا على اجتياز هذا
ٍ ففي طريقنا نحو ...س
الطريق والوصول إلى المطلوب ..
وزادن سا ف سي هذا الطري سق ه سو ص سدق العزيم سة ، وعلو الهم سة ،
س س س س س س س
والقبال على ا عزّ وجل بكل محبة وشوق وإخلص .
ّ
ولقد حاز السلف من تلك المعاني كل فضيلة ، فدفعتهم
عزائمهم إلى الترقي في ساحات العبودية، والتخلي عن الكسل
والفتور ودناءة الهمة، فأقبلوا على ا عزّ وجلّ بقلوب خاشعة،
وتنقلوا بين منازل العبودية يضربون كلّ واحدة منها بسهمٍ، فهم
يعلمون أنهم في ميدان سباق، وأن حياتهم هي زمن هذا
السباق، فإن أضاعوا أعمارهم خسروا، وإن اغتنموها فازوا
وربحوا.
واقعنا الليم
إذا كانسست الصسسورة السسسابقة تدل على اجتهاد السسسلف وصسسدق
عزائمهم وعلو هممهم ، فإن الصورة الحالية تدل على تخلفنا عن
مقام السسسابقين فسسي مياديسسن العبادة والطاعسسة والقبال على ا
تعالى .
إنن سا – ل شكّ س – نري سد الخي سر ، نري سد الفلح ، نري سد الفوز بالجن سة
س س س س س س
2
3. انطلق نحو القمة
والنجاة مسسسسن النار ، ولكسسسسن هسسسسل تدرك المعالي بمجرد الرادة
والتمني ؟
أين العمال الصالحة ؟
أين البذل والعطاء للسلم ؟
أين الجتهاد والتشمير وصدق التوجه ؟
أيسن تغليسب مصسالح الجماعسة والمسة الكليسة على مصسالح النفسس
الجزئية ؟
قال تعالى : ﴿ و َ م َن س ْ أ َ ر َا د َ ا ل خ ِ ر َ ة َ و َس س َ ع َى ل َ ه َسا س س َ ع ْ ي َ ه َا
ْ
و َ ه ُ و َ م ُ ؤ ْ م ِ ن ٌ ف َ أ ُو ل َ ئ ِ ك َ ك َا ن َ س َ ع ْ ي ُ ه ُ م ْ م َ ش ْ ك ُورا﴾ ] السرا ء:91 [ .
فإدراك المعالي ل يتوقسف فقسط على الرادة والتمنسي وإنمسا: ﴿
و َ س َ ع َى ل َه َا س َ ع ْ ي َ ه َا و َ ه ُ و َ م ُ ؤ ْ م ِ ن ٌ﴾ فاليمان والعمل الصالح
قرينان ل يفترقان ، أمسسسا المانسسسي المجردة فإنهسسسا رؤوس أموال
المفاليس .
ضعف العزيمة
ولك أخسي الحسبيب أن تتسساءل : لماذا ل يكتفسي المرء بالمتمنسي
فيمسا يتعلق بأمور الدنيسا ؛ بسل يسسعى لذلك ويجتهسد ، ويعلم أنسه إن
لم يفعسل ذلك فلن يدرك شيئا ممسا أمّسل ؟ أمسا إذا تمنسى رضسا ا
ورحمتسه وعفوه ومغفرتسه وفوزه بالجنسة ونجاتسه مسن النار ، فإنسه ل
يعمسل لذلك ؛ بسل يكتفسي بمجرد المانسي ؟ فترى أمانيسه فسي واد ،
ٍ
وأعماله في وادٍ آخر ! .
3
4. انطلق نحو القمة
ما السر في اجتهاد الناس للدنيا وترك اجتهادهم للخرة ؟
إن كثيرا من الناس – على ما فيهم من خير – يفتقدون العزيمة
الصسادقة التسي تؤهلهسم إلى إدراك مسا يتمنونسه مسن مشاريسع الخيسر ،
فهناك موان سسسسع كثيرة تحول بينه سسسسم وبي سسسسن إكمال تلك
المهمات منهسا البخسل ، والجبسن ، والخوف ، والتسسويف ،
وطول المسل ، وسسوء الظسن ، وغيسر ذلك مسن السسباب
التسي تجعسل مشاريسع الخيسر مجرد أحلم تراود أصسحابها
طالمسسا اسسستمروا على تلك الحال مسسن الفتور وضعسسف
دور الشيطان
ويلعب الشيطان دورا ماكرا في تثبيط المؤمنين عن كل فضيلة
، فإذا كان بابا مسسن أبواب النفاق ذكره الفقسسر وكثرة العيال ونفاذ
الموال وكثرة المطالب ، ول يزال وراءه حت سسى يقب سسض يده ع سسن
س س س
النفاق .
وإذا كان بابا مسن أبواب الجهاد ذكره الدنيسا وزينتهسا وحال البناء
مسسن بعده ، واحتمال فتنتسسه أمام بريسسق السسسيوف ، ول يزال وراءه
حتى ينكص على عقبيه ، ويتراجع عن نصرة الدين.
وإذا كان بابا من أبواب العبادة زيّن في عينيه الكسل وحب
الراحة وإيثار الدعة من مكابدة الطاعات، فعن أنس رضي ا
عنه ، عن النبي صلى ا عليه وسلم قال : )) يعقد الشيطان على
قافية رأس أحدكم إذا هو نام ثلث عقد، يضرب على مكان كل
عقدة: عليك ليل طويل فارقُد ، فإن استيقظ فذكر ا انحلت
ْ
4
5. انطلق نحو القمة
عقدة ، فإن توضأ انحلت عقدة ، فإن صلى انحلت عقده كلّها،
] متفق فأصبح نشيطا طيب النفس، وإل أصبح خبيث النفس كسلن((
عليه [.
فعلى الحازم أن يأخذ نفسه بالجدّ ، وأن يستمر في مجاهدة
نفسه وهواه وشيطانه ، وأن يعتصم بالله تعالى ويسأله العون
والتوفيق إلى بلوغ المعالي .
مع السلف
ومما تميّز به السلف رضوان ا عليهم قوة اليمان وصدق
اليقين وخلوص البواطن من الشك والريبة ، فأثمر ذلك أعمالً
خالدة وانتصارات مجيدة ل زال عبيرها يبهجنا بين فينة وأخرى .
قال ابن الجوزي رحمه ا : )) واعلم أن فضائل الصحابة على
جميع فضائل النبياء ظاهرة ، وكان لسبقهم سببان :
أحدهما : خلوص البواطن من الشكّ بقوة اليقين .
والثاني : بذل النفوس للمجاهدة والجتهاد . ] التبصرة [ .
* فهذا عمير بن الحمام رضي ا عنه يسمع النبي صلى ا
عليه وسلم في بدر وهو يقول: )) قوموا إلى جنة عرضها
السموات والرض (( . فقال : يا رسول ا ! جنة عرضها
السموات والرض ؟
قال : » نعم « .
قال : بخٍ بخٍ . وهي كلمة لستعظام المر وتفخيمه .
5
6. انطلق نحو القمة
فقال رسسسول ا صسسلى ا عليسسه وسسسلم : )) مسسا يحملك على
قولك بخٍ بخ ؟ (( .
ٍ
قال : ل وا يا رسول ا إل رجاء أن أكون من أهلها .
قال : )) فإنك من أهلها (( .
فأخرج عميسر تمرات مسن قرنسه ، فجعسل يأكسل منهسن ، ثسم قال :
لئن أنسا حييست حتسى آكسل تمراتسي هذه ، إنهسا لحياة طويلة !! فرمسى
بما كان معه من التمر ثم قاتل الكفار حتى قتل رضي ا عنه .
] رواه مسلم [ .
* وهذا رجسل رثس الهيئة يسسمع أبسا موسسي الشعري رضسي ا
ّ
عنسه يحدث عسن رسسول ا صسلى ا عليسه وسسلم أنسه قال : )) إن
أبواب الجنسة تحست ظلل السسيوف (( فقام إلى موسسى فقال له : يسا
أبسا موسسى! أأنست سسمعت رسسول ا صسلى ا عليسه وسسلم يقول
هذا ؟ قال : نعم . فرجع إلى أصحابه فقال : أقرأ عليكم السلم ،
ثم كسر جفن سيفه ، فألقاه ، ثم مشى بسيفه إلى العدو فضرب
به حتى قُتل . ] رواه مسلم [ .
* وهذا أنس بن مالك رضي ا عنه يحكي عن عمه أنس بن
النضر فيقول : غاب عمي أنس بن نضر رضي ا عنه عن قتال
بدرٍ ، فقال : يا رسول ا ! غبت عن أول قتالٍ قاتلت المشركين ،
ُ
لئن ا أشهدني قتال المشركين ليرين ا ما أصنع ، فلما كان
ّ
يوم أُحُد انكشف المسلمون فقال : اللهم إني أعتذر إليك مما صنع
6
7. انطلق نحو القمة
هؤلء – يعني أصحابه– وأبرأ إليك مما صنع هؤلء –يعني
المشركين– ثم تقدم فاستقبله سعد بن معاذٍ فقال: يا سعد بن
معاذ ! الجنة وربّ النضر، إني أجد ريحها من دون أُحد. قال سعد:
فما استطعت يا رسول ا –وا– ما صنع!
قال أنس : فوجدنا به بضعا وثمانين ضربةً بالسيف ، أو طعنة
برمح ، أو رميةً بسهم ، ووجدناه قد قُتل ومثّل به المشركون ، فما
)1(
. فكنا نظن أن هذه الية نزلت فيه عرفه أحدٌ إل أخته ببنانه
وفي أشباهه : ﴿ م ِ ن َ ا ل ْ م ُ ؤ ْ م ِ ن ِي ن َ ر ِ ج َا ل ٌ ص َ د َ ق ُوا م َا
ع َا ه َ د ُوا ال ل ّ ه َ ع َ ل َ ي ْ ه ِ ف َ م ِ ن ْ ه ُ م ْ م َ ن ْ ق َ ض َى ن َ ح ْ ب َ ه ُ و َ م ِ ن ْ ه ُ م ْ
م َ ن ْ ي َ ن ْ ت َ ظ ِ ر ُ و َ م َا ب َ د ّ ل ُوا ت َ ب ْ د ِي ل ً﴾ ] الحزا ب:32 [ .
وف سي قوله : ﴿ص س َ د َ ق ُوا م َسا ع َا ه َ د ُوا ال ل ّه س َ ع َ ل َ ي ْه س ِ ﴾ دللة
س
على صسدق عزائم القوم ، كسم بيسن اليقظسة والنوم !! نسسأل ا أل
يمقتنا .
عود على بدء
لنا أن نتعرف الن على حقيقة العزيمة الصادقة التي تدفع إلى
كل عمل نبيل ، فإذا انتبه العبد من رقدة الغافلين وقصد ا
والدار الخرة احتاج بعد ذلك إلى صدق العزيمة .
قال ابن القيم رحمه ا : ))فإذا استحكم قصده صار عزما
جازما ، مستلزما للشروع في السفر، مقرونا بالتوكل على ا،
1
أي بأطراف أصابعه رضي ا عنه . )(
)
7
8. انطلق نحو القمة
] آل عمرا ن: من الية قال تعالى: ﴿ ف َ إ ِ ذ َا ع َ ز َ م ْ ت َ ف َ ت َ و َ ك ّ ل ْ ع َ ل َى ال ل ّ ه ِ﴾
951 [
والعزم : هو القصد الجازم المتصل بالفعل ، ولذلك قيل إنه
أول الشروع في الحركة لطلب المقصود ، والتحقيق : أن
المشروع في الحركة ناشئ عن العزم ، ل أنه هو نفسه ، ولكن
لما اتصل به من غير فصلٍ ظنّ أنه هو . ] مدارج السالكين [ .
وقال المام ابن رجب : )) والعزيمة على الرشد مبدأ الخير ،
فإن النسان قد يعلم الرشد وليس عليه عزم ، فإذا عزم على
فعله أفلح .
والعزيمة : هي القصد الجازم المتصل بالفعل .
وقيل : استجماع قوى الرادة على الفعل . ول قدرة للعبد على
ذلك إل بالله ، فلهذا كان من أهم المور : سؤال ا العزيمة على
الرشد .
فالعبد يحتاج إلى الستعانة بالله ، والتوكل عليه في تحصيل
العزم ، وفي العمل بمقتضى العزم بعد حصوله، قال
تعالى: ﴿ ف َ إ ِ ذ َا ع َ ز َ م ْ ت َ ف َ ت َ و َ ك ّ ل ْ ع َ ل َى ال ل ّ ه ِ إ ِ ن ّ ال ل ّ ه َ ي ُ ح ِ ب ّ
ا ل ْ م ُ ت َ و َ ك ّ ل ِي ن َ﴾ ] آل عمرا ن: من الية 951 [.
أنواع العزم
والعزم نوعان :
أحدهما : العزم على الدخول في الطريق وهو من
البدايات .
8
9. انطلق نحو القمة
والثاني : العزم على الستمرار على الطاعات بعد الدخول
فيها ، وعلى النتقال من حال كامل إلى حال أكمل منه ، وهو من
النهايات .
فالعزم الول يحصل للعبد به الدخول في كل خير ، والتباعد
من كل شر ، إذ به يحصل للكافر الخروج من الكفر والدخول في
السلم ، وبه يحصل للعاصي الخروج من المعصية والدخول في
الطاعة ،س فإذا كانت العزيمة صادقة وصمم عليها صاحبها ، وحمل
على هوى نفسه وعلى الشيطان حملة صادقة ، ودخل فيما أمر
به من الطاعات فقد فاز .
وعون ا للعبد على قدر قوة عزيمته وضعفها ، فمن صمم
على إرادة الخير أعانه وثبّته ، كما قيل :
على قدر أهل العزم تأتي العزائم *** وتأتي على
قدر الكرام المكار م ُ
من أخبار عمر بن عبدالعزيز
لمّا أفضت الخلفة إلى عمر بن عبدالعزيز رضي ا عنه بعد
سليمان بن عبدالملك ، فأول ما اشتغل بدفن سليمان ، فلما رجع
من دفنه وصفّت له مراكب الخلفة قال : ما شاء ا ل قوة إل
ْ
بالله ، قرّبوا لي بغلتي ، فركب دابته التي كان يركبها أول ً ، وسار
مستصحبا لتلك العزيمة ، فعلم ا صدقه فيها فأعانه .
* فأول ما بدأ به أنه سار بين يديه أهل الموكب ، فنحاهم
وقال : إنما أنا رجل من المسلمين ، ثم نزل فقعد ، فقام الناس
9
10. انطلق نحو القمة
بين يديه فأقعدهم ، وقال : إنما يقوم الناس لرب العالمين.
* ثم عزم على ردّ المظالم ، فأدركته القائلة ، وكان قد تعب
وسهر تلك الليلة لموت سليمان ، فدخل ليقيل ثم يخرج فيرد
المظالم وقت صلة الظهر . فجاء ابنه عبدالملك فقال له : أتنام
وما رددت المظالم ؟
فقال : إذا صليت الظهر رددتها .
فقال عبدالملك : ومن لك أن تعيش إلى الظهر ؟ وإن عشت
فمن لك أن تبقى لك نيتك؟
فقال وخرج ونادى : الصلة جامعة . فاجتمع الناس فردّ
المظالم .
* وكان يقول : إن لي نفسا تواقة ، ما نالت شيئا إل تاقت إلى
ما هو أفضل منه ! فلما نالت الخلف ، وليس فوقها – في الدنيا –
منزلة ، تاقت إلى الخرة .
تعبت في مرادها وإذا كانت النفوس
ما لجرح بميتٍ إيلمُ من يهن يسهل الهوان
* ذاكروه مرة شيئا مما كان فيه قبل الخلفة من النعيم فبكى
حتى بكى الدم !
وكان أكثر ما يقتات به حال خلفته العدس والزيت ، فإذا عوتب
في ذلك يقول : هذا أهون علينا من معالجة الغلل غدا في النار
!!
01
11. انطلق نحو القمة
* ودخل مرة على بناته وكن قد تعشيْن بعدس فيهِ بصل ،
ٍ
فكرهن أن يشم منهن رائحة ذلك فلما رأينه هربن ، فبكى وقال :
يا بناتي أيسرّكن أن تتعشين اللوان ، ويُذهب بأبيكن إلى النار ؟!
* وكان يقول لولده : إن أباكم خُيّر بين أن تفتقروا ويدخل
الجنة ، وبين أن تستغنوا ويدخل النار ، فكان أن تفتقروا ويدخل
الجنة أحب إليه .
* وكان يقول لبعض أعوانه : إذا رأيتني مِلْت عن الحق ، فضع
ُ
يدك في تلبابي ، ثم هزني وقل : ماذا تصنع يا عمر ؟!
* لزال ينحل جسمه حتى كانت أضلعه يعدّها من رآه عدّا .
* مازالت به المحبة حتى رقته إلى درجة الرضا بمرّ القضاء ،
فكان يقول : أصبحت وما لي سرور في غير مواضع القضاء
والقدر .
* مات أعوانه على الخير كلهم في أيام متوالية ؛ ابنه عبدالملك ،
وأخوه سهل ، وموله مزاحم ، فكان يقول بعد موتهم في مناجاته
) (
: أنت تعلم أني ما ازددت لك إل حبّا ، ول فيما عندك إل رغبة 2 .
نحو المعالي
إخواني ! العزائم في قلوب أربابها كالنار تشتعل ، إنها
لتستعمل البدن ول يحسّ بالتعب ..
2
انظسر فيمسا سسبق : رسسالتان للحافسظ ابسن رجسب : شرح حديسث )) إذا كنسز الناس )(
)
الذهب والفضة (( ص ) ٦٢ – ٢٣ ( .
11
12. انطلق نحو القمة
* للعزائم رجال ليسوا في ثيابكم ، وطنوا النفس على الموت
فحصلت لهم الحياة ، فهم في صف الجهاد أثبت قلبا من القطب
ّ
في الفلك !
* من لم يقم في طلب المجد بالجدّ لم ينم في ظلل الشرف
.
* كل الصحابة هاجروا سرّا ، وعمر خرج ظاهرا ، وقال
للمشركين : ها أنا أخرج إلى الهجرة ، فمن أرد لقائي فليلقني في
بطن هذا الوادي ..
* من عزم عمر على طلق الهوى أخذ أهله من رؤية الدنيا ،
فكان بيته وهو أمير المؤمنين كبيت فقير من المسلمين .
تجمعت في فؤاده همم ** * مل فؤاد الزمان إحداها
21
13. انطلق نحو القمة
* كان رضي ا عنه يقول : لئن عشت لدعن أرامل أهل
العراق ل يحتجن إلى أحدٍ بعدي !!
لما وُلي عمر بن عبدالعزيز سُمع البكاء في داره ، فقيل : ما
لهم ؟ قيل : إنه خيّر النساء والجواري فقال : من شاءت فلتقم ،
ومن شاءت فلتذهب ، فإنه قد جاء أمر شغلني عنكن .
ٌ
واعجبا ! أين العزائم ؟ إن العجز لشريك الحرمان ، وإيثار
الراحة يورث التعب .
والهو ن ُ في ظ ل ّ الهوينا كام ن ٌ *** وجللة الخطا ر ِ
في الخطا ر ِ
* اغسل وجه الجدّ من غبار الكسل ، وأنفق كيس الصبر في
طريق الفضائل .
* إن كانت لك عزيمة فليس في لغة أولي العزم )) ربما
) (
وعسى (( 3 .
إخواني !
الخير كلّه منوط بالعزيمة الصادقة على الرشد، وهي الحملة
الولى التي تهزم جيوش الباطل، وتوجب الغلبة لجنود الحق .
وأفاق القلب مني زجر الحق فؤادي
سادتي ل تعجبوا إن هزم العزم جيوشا
* قال أبو حازم : إذا عزم العبد على ترك الثار أتته الفتوح .
* وسئل بعض السلف : متى ترتحل الدنيا من القلب ؟ قال : إذا
3
)( كتاب اللطف في الوعظ لبن الجوزي ص )٣٣( .
)
31
14. انطلق نحو القمة
وقعت العزيمة ترحلت الدنيا من القلب .
* من صدق العزيمة يئس منه الشيطان، ومتى كان العبد مترددا
طمع فيه الشيطان وسوّفه ومنّاه
* يا من شاب ول تاب ، ول عزم على الرشد ول أناب ، لقد أفرحت
الشيطان وأسخطت الرحمن . ] رسالتان لبن رجب [ .
فيا إخوتاه ! العزيمة العزيمةَ ، فإن الجنة طيبة التربة ، وإنها نور
يتلل ، وريحانة تهتز ، وحسناء تتشوق ، فأين المهر أيها
الخاطبون ؟! .
وص ل ّى ا على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وس ل ّم
41