2. قال صلى الله عليه وسلم ( أحب الناس إلى الله أنفعهم ) * حديث صحيح نرى كثيراً من الطاقات المدفونة بين جوانح أصحابها ، ونلمس جوانب من الخير كامنة في نفوس أربابها ، ولكنها غير متعدية إلى الآخرين لا بنفع ولا فائدة . والرسول عليه السلام قد ربانا على هذا الخلق النبيل فقال ( من استطاع أن ينفع أخاه فليفعل ) * صحيح مسلم بل كان عليه الصلاة والسلام يعرض نفسه للنفع ويعلم الناس النفع ولم يكن يترك فرصة للتعليم والنفع إلا بادر إليها أن أبواب النفع كثيرة لمن أرادها أجملها عليه السلام بقوله ( على كل مسلم صدقة ) وضرب بعض الأمثلة بحسب القدرة ( فيعمل بيديه فينفع نفسه ويتصدق ... يعين ذا الحاجة الملهوف ... وإن لم يفعل شيئاً من ذلك ( فليمسك عن الشر فإنه صدقة ) وهذه أدنى مراتب النفع التي لا ينبغي للمؤمن أن ينزل عنها . غاليتي / هذه الفرصة أمامك والميدان ميدانك ألا تحبين أن يغفر الله لك فهيا إلى مزيد من الإفادة والنفع وتذكري ( خير الناس أنفعهم للناس ) * صحيح الجامع - هذه أخلاقنا حين نكون مؤمنين حقاً – محمود محمد الخزندار
3. ((.. من أتى إليكم معروفاً فكافئوه )) إنه لمن القبيح أن ينتظر المحسن من الناس جزاءاً أو شكراً ، وأقبح منه اللئيم الكنود الذي لا يستشعر فضل المحسن إليه ولا يقابله بالحسنى ، وأشد قبحاً من قابل الإحسان بالإساءة والإكرام بالجحود . وإن مكافأة المحسن خلق فطري ينشأ من خلق الوفاء ، إذ أن القلوب مجبولة على حب من أحسن إليها ، والمؤمن المستقيم لا يكون شاكراً لله حتى يكون معترفاً بالفضل لأهل الفضل ، وفي ذلك يقول الرسول صلى الله عليه وسلم (( لا يشكر الله من لا يشكر الناس ))... صحيح وليس المؤمن بالجشع الذي لا يهزه إلا فيض الإكرام ومزيد الإنعام . بل إن نفحة من الإحسان كافية لأن تثير فيه دواعي الشكر والمكافأة وقد وضح رسول الله صلى الله عليه وسلم هذا المعنى بقوله (( من لا يشكر القليل لم يشكر الكثير )) .... مسند أحمد وكلمة شكر أو عبارة حمد لا يخسر قائلها شيئاً ، ولا تكلفه جهداً ، ولكنها تعود عليه بكسب ود المحسن وائتلاف قلبه وتحريضة على مزيد من الخير . - هذه أخلاقنا حين نكون مؤمنين حقاً – محمود محمد الخزندار
4. (( احرص على ما ينفعك واستعن بالله )) لا تكتمل شخصية المسلم النافع لغيره ، ما لم يكن من خلقه الحرص على استنقاذ نفسه ، واستغلال طاقاته ، ومواقف حياته فيما ينجيه عند ربه . إن رسول الله صلى الله عليه وسلم قد وجهنا إلى هذا الخلق بقوله (( احرص على ما ينفعك )) * صحيح مسلم بدافع من هذا الخلق نجد صحابياً مثل خيثمة بن الحارث يصر على الخروج لغزوة بدر ويلح على ابنه سعد أن يبقى مع نساء آل بيته ، ويأبى سعد إلا أن يخرج بنفسه ويصارح أباه قائلاً ( لو كان غير الجنة لآثرتك به ، اني أرجو الشهادة في وجهي هذا ...) فقد كان الحرص على جلب النفع للنفس في الآخرة رائدهم ولذلك كان رجاء كل منهم (( دلني على عمل ينفعني ، أو يدخلني الجنة )* صحيح سنن النسائي وقد نغفل في غمرة مشاغلنا عن حظ أنفسنا من التربية فلا بد من لفتة إلى خاصة أنفسنا ولا يفوتنا أن ننتفع بصحبة الصالحين ،فمصاحبة الصالحين ثورث الأسوة الحسنة وتجعل الوقت والمواقف مشحونة بصور الانتفاع لما ينجي من الآخرة .. فيكفينا ما أسأنا استغلال ما فينا من طاقات وتضييع الأمور والأوقات ؟؟ وإنها لأغلى وأثمن وإننا عنها لمسؤولون . - هذه أخلاقنا حين نكون مؤمنين حقاً – محمود محمد الخزندار
5. عن أبي ذر رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( لا تحقرن من المعروف شيئاً ولو أن تلقى أخاك بوجه طليق ) رواه مسلم وعن الحسن عن النبي صلى الله عليه وسلم قال ( من الصدقة أن تسلم على الناس وأنت طليق الوجه ) صحيح عند البخاري ومسلم وعن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال ( ....... والكلمة الطيبة صدقة ) صحيح عن البخاري ومسلم إذاً فحري بنا بعد كل هذا أن نكون أنا وأنت غاليتي أنقياء السريرة ، نتمتع بصفاء قلبي ، باشات الوجه ، طليقيات المحيا مفترين الأسارير ، لا نلقى أخواتنا إلا متهللات مبتسمات كما أراد النبي صلى الله عليه وسلم . - هكذا علمنا النبي صلى الله عليه وسلم – خميس السعيد
6. عن عبد الله بن عمرو قال : قيل لرسول الله صلى الله عليه وسلم أي الناس أفضل ؟؟ قال : ( كل مخموم القلب صدوق اللسان ) قالوا : صدوق اللسان نعرفه فما مخموم القلب؟ قال ( هو التقي النقي لا أثم فيه ولا بغي ولا غل ولا حسداً ) ولننظر إلى الترتيب المنطقي في الحديث النبوي الشريف فرسول الله لم يقل صدوق اللسان مخموم القلب بل قال صلى الله عليه وسلم كما في الحديث ( كل مخموم القلب صدوق اللسان ) فجعل التقوى والنقاء من الإثم والبغي والحسد أصلاً لصدق اللسان في الغالب . ولا يتصور أبداً أن تجد من حوى هذه الشرور في قلبه ثم يصدق في حاله ، اذا فصدق اللسان يحتاج إلى مجاهدة عظيمة وليس ذلك بالأمر الهين بل صدق اللسان له ارتباط وثيق بتقوى الله عز وجل فليعلم هذا . - هكذا علمنا النبي صلى الله عليه وسلم – خميس السعيد
7. (( ادع الله أن يحببني إلى عباده المؤمنين )) من دعاء أبو هريرة كان أبو هريرة رضي الله عنه يطلب من رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يدعو له بالحب والتحبب ( ادع الله أن يحببني أنا وأمي إلى عباده المؤمنين ويحببهم إلينا ) فاستجاب رسول الله صلى الله عليه وسلم ودعا (( اللهم حبب عبيدك هذا – يعني أبو هريرة وأمه – إلى عبادك المؤمنين وحبب إليهم المؤمنين ....) صحيح مسلم لم يكن من العيب أن يأتي رجل ليقول لرسول الله صلى الله عليه وسلم : دلني على عمل إذا أنا عملته أحبني الله وأحبني الناس ، بل كان صلى الله عليه وسلم يدل على أسباب تحصيل هذه المحبة كما في الحديث (( ازهد في الدنيا يحبك الله وازهد فيما أيدي الناس يحبوك )) بل كان عليه السلام يتحبب بنفسه إلى بعض ضعاف الإيمان بشيء من العطايا تأليفاً لقلوبهم واستنقاذا لهم من النار . فالحب في الله هو الذي يجعلنا نحرص على اكتساب حب الناس لنا ، لما نطمح من إيصال خير لهم على أيدينا ،وفي شمائل الرسول عليه السلام صور دقيقة تدل على مزيد حرصه على التحبب إلى الناس ومنها أنه كان يمر بالصبيان فيسلم عليهم ، ويتحبب إلى ضعاف النفوس وإلى أعدائه . وأصل الامر كله وملاكه أن تكون محبوباً من الله فهو بعدئذ يضع لك القبول في الأرض فاحرصي يا أختي على حب الله يفتح الله لك قلوب خلقه ، وتخلقي بما يدعو إلى التحبب فالمؤمنة اللبيبة من تكون قادرة على فتح القلوب . - هذه أخلاقنا حين نكون مؤمنين حقاً – محمود محمد الخزندار
8. ((.. .... فخيرهم بطيء الغضب سريع الفيئة )) من يراجع سيرة خير القرون صلى الله عليه وسلم يجد أن صحابته رضوان الله عنهم لم يكونوا متميزين بالعصمة من الوقوع في الخطأ مع الخلق أو الخالق ، وإنما كانوا بشراً تميزوا بأنهم (( إذا فعلوا فاحشة أو ظلموا أنفسهم ذكروا الله فاستغفروا لذنوبهم )) هذه المبادرة إلى التوبة وتلك المسارعة إلى الرجوع للحق ما نعنيه بسرعة الفيئة . كثيراً ما تكون بعض الطبائع التي لم تهذب سبباً من أسباب زلة القدم والوقوع في بعض الخصومات وقد ورد أن رسول الله صلى الله عليه وسلم ذكر طبائع الناس وأخلاقهم فقال ((... يكون الرجل سريع الغضب قريب الفيئة فهذه بهذه ، ويكون بطيء الغضب بطيء الفيئة فهذه بهذه . فخيرهم بطيء الغضب سريع الفيئة وشرهم سريع الغضب بطيء الفيئة ))... مسند أحمد وحبل الخيرية بيدك أيتها المباركة وما عليك إلا أن تضبطي عواطفك فلا تغضبي ولا تبادري الإساءة وإن لم تتمالك نفسك فلا يطل عليك الأمد ويتراكم على قلبك الران وإنما المؤمنة تفيء إلى دائرة الحق بسرعة وترجع إلى جادة الصواب على عجل . أن خلق ( سرعة الفيئة ) أول ما يطالعك في أول منازل الآخرة حيث تأتيك البشرى بالخير ويقول لك عملك _ أنا عملك الصالح ، كنت والله سريعاً في طاعة الله ، بطيئاً عن معصية الله ، فجزأك الله خيراً _ فإذا أسأت فأحسني ، وإذا أذنبت فاستغفري ، لعل عملك يشهد لك بسرعة طاعة ا لله . - هذه أخلاقنا حين نكون مؤمنين حقاً – محمود محمد الخزندار
9. قد كان سلف الأمة يحرصون على الأنس بالجليس الصالح ، والصاحب التقي ، الذي يعين على الخير ويزيل وحشة الغربة ، وقد ورد عن علقمة أنه حين قدم الشام غريباً دعا : ( اللهم يسر لي جليسا صالحاً ) صحيح البخاري لأن الجليس الصالح يذكرك إذا غفلت ويعينك إذا تذكرت . والرسول صلى الله عليه وسلم يقول (( خير الأصحاب عند الله خيرهم لصاحبه )) والجليس الصالح كحامل المسك ، وقد تكون الريح الطيبة التي تجدها منه كلمة حق صريحة ، فيجب أن تلقى منك تجاوباً وتقديراً لان مبعثها الإخلاص للحق ، ومن ثمرات الصحبة الصالحة : المشورة بالرشد والسداد للرأي . فانظري رعاك الله فيمن وثقت ، وبمن استرشدت فكل امرئ يحشر مع صحبته لآن ( المرء مع من أحب ) . ومن بركاتها أيضاً أن الرحمة قد تعمك بينهم وأن لم تعملي بعملهم فقد جاء في الحديث أن الله يشهد ملائكته بأنه يغفر لقوم جلسوا يذكرون الله فيقول ملك : فيهم فلان ليس منهم وإنما جاء لحاجة ، فيقول الله ( هم الجلساء لا يشقى بهم جليسهم ) فانظري رعاك الله من تصاحبين !!
10. (( ادع الله أن يحببني إلى عباده المؤمنين )) من دعاء أبو هريرة كان أبو هريرة رضي الله عنه يطلب من رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يدعو له بالحب والتحبب ( ادع الله أن يحببني أنا وأمي إلى عباده المؤمنين ويحببهم إلينا ) فاستجاب رسول الله صلى الله عليه وسلم ودعا (( اللهم حبب عبيدك هذا – يعني أبو هريرة وأمه – إلى عبادك المؤمنين وحبب إليهم المؤمنين ....) صحيح مسلم لم يكن من العيب أن يأتي رجل ليقول لرسول الله صلى الله عليه وسلم : دلني على عمل إذا أنا عملته أحبني الله وأحبني الناس ، بل كان صلى الله عليه وسلم يدل على أسباب تحصيل هذه المحبة كما في الحديث (( ازهد في الدنيا يحبك الله وازهد فيما أيدي الناس يحبوك )) بل كان عليه السلام يتحبب بنفسه إلى بعض ضعاف الإيمان بشيء من العطايا تأليفاً لقلوبهم واستنقاذا لهم من النار . فالحب في الله هو الذي يجعلنا نحرص على اكتساب حب الناس لنا ، لما نطمح من إيصال خير لهم على أيدينا ،وفي شمائل الرسول عليه السلام صور دقيقة تدل على مزيد حرصه على التحبب إلى الناس ومنها أنه كان يمر بالصبيان فيسلم عليهم ، ويتحبب إلى ضعاف النفوس وإلى أعدائه . وأصل الامر كله وملاكه أن تكون محبوباً من الله فهو بعدئذ يضع لك القبول في الأرض فاحرصي يا أختي على حب الله يفتح الله لك قلوب خلقه ، وتخلقي بما يدعو إلى التحبب فالمؤمنة اللبيبة من تكون قادرة على فتح القلوب .
11. أنت صاحبة همة صاحب الهمة يوقظ أمة . قال عمر رضي الله عنه :“ لا تصغرن همتك ، فأني لم أر أقعد بالرجل من سقوط همته ” . كوني ذا همة عالية نفيسة ولتسمو مطالبك إلى ما يحبه الله ورسوله صلى الله عليه وسلم ، أطلقي همتك العظيمة في تحصيل مطالبه وأهدافه فعندها ... هنيئاً لكِ . لا يكن همك ما تريدي أكله وشربه ولكن اجعلي همك ربك عز وجل وما عنده . حاولي أن تعلي بهمتك وتجمعي شملك وتقصري من الاعتذارات لتصبح حياتك مثلاً أعلى يحتذى به . لا تعصي الله فأنت في بداية الطريق . فصاحب الهمة العالية يستطيع بتوفيق الله القيام بالكثير من الأعمال وأخيراً، صاحبة الهمة العالية تطرق رؤوس العدا وتحطم ريحهم وتسابقهم في عكس رياحهم
12. ما أجمل أن تسود لغة الود بيننا .. وما أروع أن تعلو روح الحب في مجتمعاتنا وتشيع ثقافة العطاء وأخص المعنوي منه في علاقاتنا .. فالذكي منا من يتمكن من استغلال مواقف العطاء بمدح أصحابها الذين سيزيدون بذلاً وتتعاظم عطاءاتهم بهذا المدح . إن اعتياد الثناء الصادق ليس بالأمر المعجز .. مجرد رياضة نفسية وطبيعية نؤسسها في ذواتنا .. سوف تنمو وتقوى متى ما استشعرنا أهميته وسوف لن ينفك من طباعنا عندما نتذوق شهد نتائجه .. فهذا نبينا عليه السلام ( بأبي هو وأمي ) يجود بجميل الثناء للصحابة وحتى الجمادات مدحها ” نعم الإدام الخل ”حتى يؤسس للأمة أرضية من المعاني الراقية التي من شأنها أن ترفع منسوب المودة بين أفراد المجتمع فلا تحرمي نفسك أجر إدخال السرور على قلب مسلم وكوني من أعضاء نادي المحبوبين بكلمة ثناء صادقة من قلب مخلص رحيم .
13. المصافحة إحدى الإشارات العالمية التي تدل على الترحيب ، فجل المجتمعات اليوم تقابل بعضها بعضاً بأذرع ممدودة بالمصافحة . وكثيراً منا لا يقدر هذا السلوك قدره ، بالرغم من أن التقاء الكفين ينبئ كل طرف بما يجول في قلب الطرف الآخر من مشاعر وأحاسيس !! فالمصافحة الحارة المليئة بالدفء والحب والمتبوعة بتمتمات تعبر عن الشوق والسعادة وتخبر الطرف الآخر أنه يسكن في موضع مميز في القلب ، بعكس مصافحة مملة ، تُهز فيها الأيدي هزاً فاتراً . انتبهي غاليتنا لمصافحتكِ وتأكدي من أنها تنبض بأحاسيس ومشاعر ايجابية وكوني حريصة على ان تبثي في كفك شحنة من الحب والدفء والحرارة وزيني كل هذا بابتسامة مشرقة وشفتين تتمتمان بعبارات الحب والترحيب .
14. ما ألذ الحياة عندما نزينها بالعطاء ، أن بهجة العطاء تفوق لذة الأخذ ، فالمرء منا حينما يكون دائم العطاء سيتملكه بعد فترة شعور بأنه يستمد من رب العزة أحد أسمى وأروع صفاته وهي صفات ( الجود والعطاء والكرم ) وما أسعد الخالق ! حينما يتمثل أحد خلقه صفاته الجميلة الرائعة . إن أحد أسرار السعادة هو أن تكوني صاحبة يد عليا معطاءة فهي الأحب والأقرب إلى الله عز وجل . والأروع من ذلك أن تكون لك نفس معطاءة تجود بالكلمة الطيبة والابتسامة الساحرة نفسك المعطاءة هي – وحدها – القادرة على نقلك من عالمك المادي الضيق إلى عالم الروح الرحب ، عندها ستغدين نسيم الحياة وملائكة الإنسانية .