احتفلت صالة أليس مغبغب في بيروت بالذكرى المئوية لتأسييس لبنان الكبير من خلال سلسلة من المعارض المصورة هدى قساطلي التي وثّقت من خلال صورها التراث اللبناني والمناظر الطبيعية والعادات التي دمّرتها الحروب أو تم اهمالها بعد انتهاء الحرب.
سلسلة الأحداث من نهاية الحرب الأهلية وصولا الى الحراك، مرورا بانتهاك التراث والبيئة والعمارة واللاجئين وغيرها صوّرتها قساطلي بتغطية لـ40 عامًا من خلال 365 صورة موزعة ضمن خمسة معارض.
يعكس فنّها الروعة المعمارية لبيروت وطرابلس والابداع والثروة البيئية للحيوانات اللبنانية كما يعكس جمال شاطئ دالية الروشة الصخري في بيروت والحياة الصعبة للاجئين الفلسطينيين والسوريين في لبنان.
قالت مالكة المعرض أليس مغبغب: "أردت أن أنقل رسالة أمل من خلال أعمال هدى، صور البيوت القديمة والطبيعة التي تضررت من الإهمال والتطور غير المتناسق". و هي لا تقصد ان تحزن الناس او تنقل صورة يأس بل هدفها اظهار الكنور التي لدينا في لبنان وما علينا فعله للحفاظ عليها وعلى الثروات التي لا تحصى.
استقطب المعرض العديد من الشخصيات العامة المؤثرة والاجتماعية، من بينهم رجل الأعمال حمد الوزان الذي حضر بنفسه افتتاح الحلقة الثالثة من سلسلة المعارض، وهي تلك التي أطلق عليها اسم "طرابلس الشرق، مدينة التعددية". خلال حضورة لفت حمد الوزان الى ان عمله غالبا ما يأخذه الى جميع أنحاء العالم، إلا انه يشعر بإرتباط عميق الجذور بلبنان.
وأضاف حمد الوزان قائلا "يسعدني جدًا أن أكون هنا خصوصا لدعم الفنون وتشجيع المواهب الفنية اللبنانية. ونحن نحتفل بتاريخ هذا البلد العظيم والمناظر الخلابة والابداع التراثي والطبيعي فيه".
وخلال هذه السلسلة من المعرض الذي حضر حمد الوزان الحلقة الثالث منه كان هناك 365 صورة فوتوغرافية اذ نظمت الفنانة هدى قساطلي في غاليري أليس مغبغب في منطقة بيروت معرضا مكرِّسةً العام 2020 بصورها. فعادت الفنانة والمصورة هدى قساطلي لتلقي الضوء على المعالم الهندسية التعدّدية، والمهارات، والفنون الحرفية الحيّة، والنكهات المتعدّدة الخاصّة بطرابلس الشرق. ومن خلال 41 صورة فوتوغرافية التُقطت بين العامين 1990 و2020 تُعرض اليوم للمرّة الأولى، يفتح المعرض نافذة للتفكير والتأمّل حول ذاكرة مدينة، حول حاضرها ومستقبلها.
منذ انطلاق حياتها المهنية في التصوير الفوتوغرافي عام 1978 ركّزت المصورة هدى قساطلي على التراث الثقافي والبيئي للبنان، محاولة تسليط الضوء على الاهمال والدمار الذي يتعرض له هذا التراث باستمرار.
واعتبرت المصوّرة ان عملها يشكّل شهادة أساسية، على المستويين العلمي والفنّي، وهو عمل يطرح أسئلة عميقة ويتحدى ويختبر الجمهور الذي استسلم للحاجة المستمرة لإعادة الإعمار". ثمّ ختمت قائلة "في هذا العصر لا تزال الدولة بعيدة عن الرؤية الأولية لآبائها المؤسسين قبل 100 عام، وفني يلقي الضوء على هذا التناقض الحاد للغاية بين وقائع اليوم الحزينة والماضي الحافل".
وقدّمت صالة أليس مغبغب عودتها إلى العمل الفني بهذه الكلمات: نحن نعود اليوم إلى النشاط الفني من خلال معرض للمصوّرة هدى قساطلي وعالمنا ينغمس في صمت شديد، يتخلّله "زعيق" صافرات سيارات الإسعاف وسط حجر التجوّل. مسجونة ظهرت البشرية عاجزة تقلقها هذه الأسئلة: كم من الوقت سيستغرق هذا الحبس؟ كم ستكون كلفته؟ ماهي نتائجه؟ كيف ستكون الحياة بعد الحجر؟.