SlideShare a Scribd company logo
1 of 42
Download to read offline
1
2 
تمهيد 
يتضمن هذا الكتيب عيّنة من المقالات و النصوص التي نُشرت بين 
سنتي 2102 و 2102 حول " المؤامرات" التي تعرضت لها حكومة 
الترويكا لإفشالها وإسقاطها ) حسب المحررين( . 
وكانت هذه المقالات طرحت جدلا حول جدية ما قدمته من معلومات و 
معطيات وصلت الى حد أن الناطق الرسمي باسم رئاسة الجمهورية 
عدنان منصر قال ان مؤسسة الرئاسة أفشلت مخططا انقلابيا ، لكن 
دون أن يحدد الاطراف المتورطة فيه ودون أن تتدخل الجهات المعنية 
لمساءلة كل من تورط في التخطيط لهذا الانقلاب .وهو ما جعل عديد 
المراقبين في عياب المعطيات الدقيقة يعتبرون ان الحديث عن المؤامرة 
والانقلاب هو جزء من خطاب سياسي اختارته الترويكا الحاكمة بين 
. سنتي 2102 و 2102 
بعد تشكيل حكومة الكفاءات ، غاب الحديث عن المؤامرة و الانقلاب ، 
لكنه عاد من جديد قبل الانتخابات ، تحت عنوان " سيناريوهات ما بعد 
الانتخابات " ، عاد بذات الطريقة : اطراف وهمية دون تحديد دقيق و 
فرضيات سياسية أكثر منها معلومات . 
هذا الكتيب يقدم نصوص " المؤامرة " و " الانقلاب" كما هي ، من 
أجل فهم خطاب " المؤامرة ".
3 
التخطيط لعملية انقلاب الشهر الحالي 
تونس : مؤامرة تحاك لإسقاط حكومة الجبالي 
تونس الحسين بن الحاج نصر - 
أعلن لطفي زيتون المستشار السياسي لدى رئيس الحكومة في العديد من 
تدخلاته عبر وسائل الإعلام أن مؤامرة تحاك لإسقاط الحكومة المؤقتة الحالية 
برئاسة حمادي الجبالي ..وقال زيتون ان أطرافا سياسية تعمل بالتعاون مع دول 
غربية على إسقاط الحكومة بالتنسيق مع بعض السفارات في تونس للتخطيط 
لعملية انقلاب في شهر مارس الحالي ..وبين المستشار السياسي لرئيس الحكومة 
أن هذه الأطراف لم يسمّها طالبت الحكومات الغربية بعدم تقديم المساعدات - - 
الاقتصادية أو القيام باستثمارات داخل البلاد لأن الحكومة ستسقط في شهر مارس 
مما أثر على المستثمرين وأخافهم وأكد زيتون أن الحكومة تملك كل الوثائق 
المتعلقة بذلك وقد اتخذت الاحتياطات اللازمة لمواجهة هذا المخطط 
الانقلابي...وتأتي تصريحات لطفي زيتون على إثر الوقفة الاحتجاجية التي دعا 
إليها الاتحاد العام التونسي للشغل على خلفية الاعتداءات على عدد من مقراته 
والتي اتهم فيها عناصر منتسبة لحركة النهضة الشريك الأكبر في "الترويكا " 
الكتلة الحاكمة ورفعت خلالها العديد من الشعارات المناوئة للحكومة والمنادية 
بإسقاطها .كما أن الأحداث الأخيرة التي شهدتها مناطق الشمال الغربي بسبب 
الفيضانات وما نتج عنها من حالات كارثية زادت في انتقاد أداء حكومة حمادي 
الجبالي 
صحيفة الرياض السعودية 2 مارس 2102
4 
!) تفاصيل وخيوط "المؤامرة الانقلابية" على حكومة "الترويكا" ) 0 
كشفت مصادر موثوقة لـ"الصباح" وجود "مؤامرة" حقيقية ضد حكومة 
"الترويكا"، جرى الترتيب لها خلال الأسابيع القليلة الماضية في مستويات 
متعددة.. 
وأوضحت مصادرنا التي فضلت التكتم عن هويتها، أن خيوط هذه "المؤامرة" 
شاركت فيها أطراف سياسية ودبلوماسيون أوروبيون وعرب.. 
وكان بعض المسؤولين في الحكومة، أعلنوا قبل بضعة أيام عما وصفوه 
بـ"المؤامرة" على الحكومة، وتحدثوا عن اتصالات بالسفارات الأجنبية، وعن 
تاريخ "الانقلاب" على الحكومة، الذي قيل أنه في نهاية شهر مارس الجاري.. 
اجتماع ضخم 
من مصادر مختلفة » الصباح « ومن خلال المعلومات التي حصلت عليها 
ومتطابقة، فإن اجتماعا ضخما احتضنه مقر إقامة أحد السفراء الأوروبيين 
بتونس، حضره 7 سفراء من أوروبا والشرق الأوسط وأمريكا الشمالية، تم خلاله 
تداول المستجدات والتطورات السياسية والاجتماعية والاقتصادية بتونس، 
وبعض الأحزاب » الترويكا « خصوصا في ضوء التجاذبات السياسية بين حكومة 
والحساسيات ومنظمات المجتمع المدني، وفي ظل ما يتردد بشكل يومي تقريبا في 
الإعلام )صحافة مكتوبة وإذاعات وتلفزيونات(، من وجود أزمة سياسية 
ومشكلات اجتماعية واعتصامات واحتجاجات واضرابات متتالية. 
وأعرب السفراء عن تشاؤمهم من الوضع السائد في تونس، معتبرين ـ نقلا عن 
أطراف سياسية ومصرفية ورجال أعمال تونسيين ـ أن الحكومة الراهنة تفتقر 
للخبرة والحنكة في تسيير شؤون البلاد، وأنها غير قادرة على مجابهة موجة
5 
الاحتجاجات والضغوط المسلطة عليها، وفقا للتقارير التي بلغتهم من شخصيات 
تونسية وناشطين في المجتمع المدني، الذين أومأوا لهذه الدوائر الدبلوماسية، بأن 
آخر شهر مارس الجاري سيشهد استقالة الحكومة الحالية، ونهاية عهدها بالحكم.. 
البديل للحكومة الراهنة 
كما ناقش السفراء المجتمعون ـ في ضوء ذلك ـ كيفية تسيير شؤون البلاد في حال 
استقالة الحكومة، وتم في هذا السياق ـ وفق مصادر مختلفةـ طرح أحد الأسماء 
السياسية المعروفة )وزير سابق في عهد الرئيس المخلوع، محسوب على التيار 
» الترويكا » الدستوري(، كان قد أعد حكومة كاملة لتولي شؤون الحكم خلفا لـ 
الحالية.. 
بنشرها لأول مرة في » الصّباح « وتفيد المعلومات والمعطيات التي تنفرد 
الصحافة التونسية، بأن أحد السفراء ممن ينتمون لمنطقة أمريكا الشمالية، طرح 
على الحضور، اسم شخصية سياسية بارزة لتولي رئاسة الجمهورية، وهو ما 
تمت تزكيته من قبل الحضور، مع تحفظ أحد السفراء الذي أشار إلى وجود 
لهذه الشخصية على الصعيد الوطني، رغم ما يحظى به من » جبهة رافضة « 
احترام في بعض الأوساط الغربية، فيما قال أحد الدبلوماسيين، من جهته، أن هذه 
الشخصية لا تلقى القبول لدى أوساط عربية وخليجية، ممن تستنكف من مواقفه 
خصوصا تلك التي اتخذها قبل أكثر من عقدين من الزمن بشأن قضايا عربية 
عديدة.. )غدا الجزء الثاني( 
- - جريدة "الصباح" 2102 3 01
6 
تفاصيل وخيوط "المؤامرة الانقلابية" على حكومة "الترويكا" ) 2 !) 
عرضت "الصباح" أمس بعض التفاصيل الأساسية لخيوط "المؤامرة الانقلابية" 
على حكومة الترويكا.. وتناول الجزء الأول من هذه التفاصيل التي حصلت عليها 
"الصباح" من مصادر متعددة لكنها متطابقة، بعض ما دار في "الاجتماع 
الدبلوماسي" الذي احتضنه مقر اقامة أحد السفراء الاوروبيين بتونس، وحضره 
عدد من الدبلوماسيين من دول أوروبية، بعضها متاخم للتراب التونسي، وبلدان 
شرق أوسطية، بالإضافة إلى دول من أمريكا الشمالية.. 
للإشارة فان كاتب الدولة لدى وزير الداخلية المكلف بالإصلاح، سعيد المشيشي، 
كان نفى في تصريح صحفي سابق، "وجود مؤامرة ضد الحكومة"، فيما أكد 
المستشار السياسي لرئيس الحكومة، لطفي زيتون، ومحمد عبو، كاتب الدولة 
المكلف بالإصلاح الاداري، وسمير ديلو، وزير حقوق الانسان والعدالة الانتقالية، 
وعبد الكريم الهاروني، وزير النقل، وسمير بن عمر، المستشار لدى رئاسة 
الجمهورية، أكدوا جميعهم، وجود ما وصفوه بـ"المؤامرة" ضد الحكومة الحالية.. 
بل إن سمير بن عمر، أوضح في راديو "موزاييك أف. أم" أن "المؤامرة 
موجودة"، مشيرا الى اطلاعه على حيثياتها، لكنه رفض الادلاء بأي معلومات 
بشأنها، مطالبا الحكومة بالكشف عن المعطيات المتعلقة بهذا الملف.. 
وكانت "الصباح" تطرقت أمس إلى فحوى مناقشات السفراء السبعة للشأن 
التونسي، والسيناريو البديل الذي تحاوروا بشأنه "لخلافة" الحكومة الراهنة، بما 
في ذلك رئاسة الجمهورية.. 
الطرابلسية.. ورقة ضغط 
ووفق المعلومات التي توصلت إليها "الصباح"، فإن "الاجتماع الدبلوماسي"، 
تطرق الى موضوع الدعم المالي لتونس، حيث أجمع السفراء السبعة على
7 
ضرورة حرمان الحكومة الحالية من "إمدادات مالية" من شأنها إخراجها من 
المأزق الراهن الذي تمر به اقتصاديا وماليا.. 
وتم في هذا السياق، تناول ملف أموال الطرابلسية المودعة في بعض البنوك 
الأجنبية، وبخاصة أموال بلحسن الطرابلسي، حيث شدد عدد من السفراء 
الحاضرين في "الاجتماع الدبلوماسي"، على ضرورة استخدام "ورقة أموال 
وأرصدة" الطرابلسية لممارسة ضغوط على الحكومة، عبر الحيلولة دون تمكينها 
من هذه الأرصدة ومنعها من اكتساب أجنحة مالية تساعدها على التقاط أنفاسها 
وسط الأزمة الاقتصادية الخانقة التي تمر بها.. 
واللافت للنظر في هذا السياق، أن الطرف الدبلوماسي الذي شدد على هذا 
التعاطي مع ملف بلحسن الطرابلسي، اعتبر التفويت في أمواله وإرجاع أرصدته 
للحكومة، التي هي ارصدة الشعب التونسي وأمواله المنهوبة، لم يحن توقيتها بعد، 
مشددا على أن هذه الخطوة ينبغي تأجيلها إلى حين مسك الحكومة الجديدة السلطة. 
السلفيون على جدول المؤامرة 
من ناحية أخرى، تطرق "الاجتماع الديبلوماسي" إلى موضوع "المد السلفي" في 
تونس، ومدى خطورته، على البلاد، وسط تحذير من أحد السفراء العرب ممن 
تنتمي بلاده لدول "الربيع العربي"، الذي حرص على شحن الحاضرين بمخاوفه 
الشخصية من السلفيين، رغم أن بلاده لم تعرف أي خطورة من هذا التيار.. 
الغريب في الأمر، أن بعض السفراء الحاضرين أشاروا إلى ضرورة توظيف 
ورقة السلفيين في توتير الوضع السياسي وإجبار الحكومة على اتخاذ مواقف 
متشددة إزاءهم وبالتالي مزيد توريطها سياسيا وأمنيا. 
اتصالات... وتقارير..
8 
وذكرت معلومات ذات صلة لـ"الصباح"، في ذات السياق، أن أحد المسؤولين 
التونسيين المحسوبين على الحكومة السابقة، وشخصية مصرفية ومالية رفيعة 
المستوى، حاولت إقناع الادارة الأمريكية بضرورة إيقاف ضمانات القروض 
الأمريكية إلى تونس وذلك بغاية تعطيل الحكومة ومنعها من أجنحة مالية لتطوير 
الوضع الاقتصادي والاجتماعي. 
وكان بعض رجال الأعمال، ومسؤولون ماليون محسوبون على النظام السابق 
)بصدد المباشرة حاليا(، اجتمعوا بمستثمرين أجانب في الداخل والخارج، 
وحاولوا إقناعهم بأن الحكومة لا تحفظ الأمن حاليا، وأنها لا تتوفر على التجربة، 
ونصحوهم بتأجيل استثماراتهم في البلاد ريثما تستقيل الحكومة الحالية، ويستتب 
الحكم للفريق الجديد... 
يشار في هذا الاطار، ـ حسب ذات المصادر ـ إلى أن بعض الشخصيات من 
المجتمع المدني كانت التقت وزيرة الخارجية الأمريكية، هيلاري كلينتون، خلال 
زيارتها الأخيرة إلى تونس، وقدمت لها "وصفة" عن الوضع في تونس، وبينت 
لها، أن "حركة النهضة" تحكم بمفردها، وأن "الترويكا" فاشلة في إدارة البلاد، 
والتغيير بات ضروريا وملحا في تونس.. 
وتقول المعلومات التي حصلت لدينا، أن الحكومة تمتلك كل الدلائل على تورط 
..» الترويكا « هؤلاء في ما تسميه بـ"عملية التآمر" على 
لكن السؤال المطروح في هذا السياق هو: لماذا لم تقدم الحكومة المعلومات 
التي جرى الحديث عنها؟ سؤال يقتضي الاجابة.. » المؤامرة « اللازمة لتأكيد 
صالح عطية 
- - الصباح 2102 3 00
9 
المؤامرة :المهندسون و الأبطال و الكومبارس 
بقلم :الحبيب بوعجيلة 
انطلقت منذ تشكيل حكومة الائتلاف الثلاثي أحداث متواترة بإيقاع 
متوازن و "اركسترالي" رافقه خطاب شحن و تبرير و تيئييس و تضخيم أتقنته 
"نخب" لعبت دور "الكومبارس" لمهندسي "الاحتقان" و "الإرباك" و رابطت 
في "بلاتوهات" الإعلام التونسي "الفاسد" و زينت صورها و تصريحاتها 
النارية الصفحات الأولى لصحف الرعب الأصفر . 
كان يجب أن نملك قدرا من الذكاء يضاهي فطنة زعمائنا )اصدقاء الجماهير( 
حتى نفهم ان ما يجري هو تعبيرات "شعبية" طبيعية و عفوية و تلقائية و كان 
يجب ان نكون اغبياء تماما حتى نقبل بجدلهم "الذكي" الذي يطالبنا باثباتات 
"امنية" على "نظرية المؤامرة" التي لا يمكن اثباتها الا بتحليل واقعي للمشهد 
السياسي و احداثه و فاعليه وفق مبدا "من المستفيد من الجريمة؟"... 
للمؤامرة تاريخ ... 
و الحق أننا نصر على الزعم بان "ثورة الحرية و الكرامة" نجحت في زعزعة 
اركان المنظومة البائدة و اجبرتها على التخلص من راسها و لواحقه يوم 
41 جانفي 1144 . و لكن هذه الثورة المظفرة كانت "مضطرة" منذ عشية ذلك 
اليوم التاريخي إلى مواجهة "مؤامرات" بقايا أركان المنظومة التي دخلت اجنحتها 
بطبيعة الحال في صراع اكيد ليتولى الجناح المنتصر في وراثة "الماكينة" 
توظيف كل امكانات الدولة و الادارة "العميقة" من اجل تحديد سقوف الثورة 
مستفيدا في ذلك من كل "التناقضات" و "الاستقطابات" التي انتجتها الثورة بين 
القوى الفاعلة على الساحة التونسية داخليا و اقليميا و خارجيا .
10 
و رغم نجاح الثوار في تجسيد "الشرعية الشعبية الثائرة" باسقاط حكومتي 
"الغنوشي" فان تشكيل حكومة"السبسي" نفسها لم يكن يخرج عن "السيناريوهات 
المتجددة" لمؤامرة كانت تغير تكتيكاتها باستمرار لقد كانت حكومة "السبسي" 
اغلاقا للطريق مرة اخرى امام تشكيل "المجلس الرئاسي الانتقالي" بقيادة 
المناضلين احمد بن صالح و احمد المستيري و محاولة أخرى لتوفير شروط 
"التآمر الانتقالي الهادئ" على الثورة و نتائجها المتوقعة برفض السلطة 
التقريرية "للهيئة العليا لتحقيق اهداف الثورة" و هندسة موازين القوة داخلها 
مسبقا . 
لقد عملت قوى الثورة المضادة بعد أن سارعت بترحيل "بن علي " على حصر 
المطلوب الثوري في " إعادة انتشار " المشروع البورقيبي مطعما بتوسيع هامش 
النشاط للقوى الراديكالية إسلامية ويسارية وقومية المقصية أو الملاحقة في 
العهدين البورقيبي / النوفمبري على أن لا يتوسع هذا الهامش إلى حد المشاركة 
في الحكم الذي سيتم التخطيط لتوسيعه للاعبين جدد أعلنوا انضمامهم إلى " بيت 
الطاعة البورقيبي " على قاعدة " العلمانية المؤمنة " المحروسة بوديعة توضع 
بين أيدي الماسكين بمقدرات السلاح و الثروة ومراكز القوة الأكاديمية و الثقافية 
و الدبلوماسية من الدائرين في فلك " ماما فرنسا " . 
لقد توهم "حراس المعبد"من الدساترة و الفاسدين المطرودين من مائدة اللئام اوائل 
التسعينات انهم قادرون على حكم البلاد مجددا بعد غلق "قوس بن علي" ولكن 
قدرا خفيا وعاقلا كان يحرك هذا المد الثوري الذي فرض بعد شهر من تهريب 
المخلوع الاتجاه رأسا إلى انتخابات المجلس التأسيسي دون اعتبار لحيل " 
الملتفين " وحلفائهم الجدد و دون اعتبار لتردد النخبة الصادقة التي اكتفت
11 
بمقايضة " حقها في الوجود العلني " بالتنازل على حقها في الذهاب بالثورة إلى 
منتهياتها . 
لم تتمكن قوى الالتفاف من استيعاب الدرس الشعبي فمرت سريعا إلى 
"سيناريوهاتها البديلة البالية " و أخرجت من جراب عنادها اسطوانة الاستقطاب 
المشروخة لتعزف وتر الخوف على "مكاسب الحداثة " فرقصت على أنغامها " 
قوى و زعامات " خانت قناعاتها منذ ليلة 41 جانفي 1144 و عجزت عن فهم 
تحولات اللحظة التاريخية لينقلب السحر على الساحر و على المخدوعين بسحره 
فكان يوم 11 أكتوبرتجسيدا لارادة شعب ثائر القى بقواه الوطنية عنوة في سدة 
الحكم بقطع النظر عنتوقعات هذه القوى الوطنية او مدى استعدادها لتحمل هذه 
المسؤولية الجسيمة . 
آخر طلقات المؤامرة ...الفرز مجددا 
بعد ظهور نتائج انتخابات المجلس الوطني التاسيسي و تبلور ميزان القوة الجديد 
ستجد "المؤامرة" نفسها مضطرة إلى تشغيل آخر سيناريوهاتها بعد أن أصبح في 
مقدورها الآن التوظيف الظاهر أو الخفي لقوى متعددة من "اللاعبين الجدد" 
المؤهلين بمبررات مختلفة لإرباك "مسار التأسيس الانتقالي" و بناء تونس الجديدة 
بعيدا عن الشراكة مع "الجناح الفائز" من أركان المنظومة البائدة وحلفائه 
العضويين او الموضوعيين . 
انطلقت أحداث الأيام القليلة الماضية بداية من "معرض الرسوم" إلى إحراق 
المحاكم و مراكز الأمن و دور الاتحاد العام للشغل و انطلق معها "العويل " 
الممنهج لأنصار "الحداثة" و "الديمقراطية" و "التعددية" في مقابل غضبة 
"السلفيين" النازلين إلى ساحات الوغى بزنود عارية يطل منها "الوشم" و 
"التشليط" و بلحى وقورة تفوح برائحة "الالكول" و "الزطلة" . و بعيدا عن
12 
إثباتات أمنية لن يتمكن أحد من الحصول عليها مع "مهندسين" محترفين نواصل 
الإصرار السياسي على تاكيد "مؤامرة" ندرك تماما تواصلها و نستغرب 
إصرار بعض أدعياء "الثورية" على عدم فرز أنفسهم وخطاباتهم عنها . 
لن نفهم المشهد السياسي التونسي خارج حقيقة الفرز بين 
4/ قوى وطنية انحازت بلا تردد الى مسار الثورة واهدافها و تحمل بعضها 
مسؤوليته الوطنية في قيادة البلاد ائتلافيا في هذه المرحلة التاسيسية الفارقة بقطع 
النظر عن ارتباكه أو تعثره لأسباب تتعلق بمصاعب تجربة الحكم و "عناد" إدارة 
تتمترس في مفاصلها جيوب الفساد المؤتمرة بأوامر مهندسي الالتفاف و الردة . 
ضمن هذه القوى الوطنية تنخرط شخصيات اختارت أن توظف أقلامها و ألسنتها 
و فعلها الثقافي و المدني و الجمعياتي لتحصين المشروع الوطني الثوري و 
مواجهة طعنات الغدر الموجهة اليه من كل جانب مؤجلة كل التناقضات او 
التباينات الجزئية و متسامحة مع ما يمكن ان يرافق أداء الفريق الحاكم وأحزابه 
من أخطاء جزئية او تعثر في التقديرات 
1/ القيادة المركزية لقوى الردة من الفاسدين الخائفين من الثورة و المنتشرين في 
كل مفاصل البلاد ) الإدارة و الإعلام و الاقتصاد ( و من بقايا "مدرسة الحكم 
الفردي" ممن يوظفون بإحكام فريقا متكاملا يضم 
"البلطجية" و فلول "البروليتاريا الرثة" و عصابات "السوق الفاسدة" - 
الذين كانوا باستمرار العضلات الفعلية لانظمة الفساد و الاستبداد . 
التنظيمات و الحلقات "القصووية" على اليمين و اليسار ممن تمكن - 
"بوليس بن علي" من اختراقها من زمان ليولي على رأسها وفي صفوفها 
المركزية ضباط مخابرات محترفين كما هي عادة الدكتاتوريات و يكفي أن نعود 
إلى ما عانته قوى المعارضة الوطنية زمن بن علي من هذه القوى "اليسراوية"
13 
التي أبدعت في تفتيت الصف السياسي أو النقابي أو الجمعياتي بمبررات 
ثورجية خطط لها خبراء مكاتب وزارة الداخلية 
شخصيات و أحزاب و جمعيات وزعامات مكسورة بعضها متعطش - 
للحكم و بعضها محكوم بهواجسه "الايديولوجية" و خوفه على نمط عيش تتوهم 
ان خصمها المنتصر )النهضة( سيهدده .و قد قدمت هذه الأطراف عن وعي أو 
عن غير وعي كل ما في وسعها من قدرات خطابية و وضعت أحزابها 
ومنظماتها مخالب قط في خدمة "قوى الردة" لنهش جسم "الشرعية الشعبية 
الانتخابية الثورية" و لرفع منسوب الاحتقان و تبرير تعطيل الحياة الاقتصادية و 
الاجتماعية وتهويل الأخطاء باسم انتصار مزعوم للثورة . 
ذيول و أعوان قوى دولية و إقليمية تشتغل دوما بأسلوب الضغط على - 
"الأنظمة الحاكمة" مهما كانت طبيعتها او علاقاتها بها لتوفر لنفسها هامشا 
للمناورة و التدخل او للابتزاز وتحديد سقوف الثورة . 
هذا هو الفرز الحقيقي في البلاد ولن تنجح القوى المتآمرة على تزييف محاور 
الصراع .و يتضح الآن مرة أخرى أن لا سبيل إلى فهم مجريات الأحداث 
خارج حقيقة مؤامرة ستحرق من يشعلها ومن لا ينأى بنفسه عنها ليلتحق 
بطريق "الوحدة الوطنية الانتقالية " على قاعدة الثورة . 
71 جوان 2102 
صفحة الفايسبوك
14 
النبيذ القديم والقنان الجديدة: من التوريط والتآمر الى محاولة الانقلاب 
على الرغم من سرعة الاحداث وغموضها فان مالاتها ونتائجها الواقعة اليوم 
تمكن من تتبع خيط الربط والتواصل وتسهل امكانية كشف ما كان يخطط له ” 
البعض” من وراء الكواليس وفي الغرف المغلقة . 
ومنطق التحليل السليم والمنهجي يفترض ضرورة العودة لا فقط الى تاريخ 6 
فيفري بل الى تواريخ اخرى هامة عل ابرزها : 
- 14 جانفي 1144 :تاريخ هروب الرئيس السابق وارتباك منظومة حكمه . - 23 اكتوبر 1144 :تاريخ انتخابات المجلس الوطني التأسيسي وبروز حركة 
النهضة كقوة حاسمة في الحياة السياسية الوطنية وكطامح جديد لاستلام السلطة 
وحكم البلاد . 
-23 اكتوبر 1141 :احتدام معركة التشكيك في الشرعية القائمة وتكثف مساعي 
اسقاط “حكومة النهضة ”. 
الاغتيال و”النقطة الصفر ” 
كان تاريخ 6 فيفري الجاري ” النقطة صفر” لتنفيذ مخطط الانقلاب والاجهاز 
على خصم بدا متراصا موحدا قادرا على امتصاص الضربات والحملات 
الاعلامية المعادية ، انكشفت بعد البعض من حقائق ما جرى وما كان مبرمجا 
وقوعه اثارة للفتنة وتاجيجا للشارع ونشرا للفوضى والتخريب وتفتيت وحدة 
المؤسسة الأمنية وجر العسكر الى مربع السياسة . تحركت تلك الأيادي عبر تجييش إعلامي غير مسبوق أزاح النهضة من الحكم 
وافشل تجربة التعايش بين الاسلاميين والعلمانيين المعتدلين وقبر تجربة الانتقال
15 
الديمقراطي بإسقاط الشرعية الوحيدة الثابتة في البلاد وهي المجلس الوطني 
التأسيسي.الوقائع والتطورات جرت بعكس ما ارتآه ” مهندسو الانقلاب 
“الابيض”،اندحرت”الأكذوبة”واستجمعت قوى الخير في البلاد ، سياسيون 
وأمنيون وعسكريون، صفوفها وتصدت لاخطبوط التامر وارباك أوضاع البلاد ، 
كانت حجة الشرعية الحجرة التي تكسرت عليها نوايا النكوص وضرب تجربة 
الانتقال الديمقراطي التي تسير بلادنا لنحت ملامحها وتشييدها لبنة لبنة . تسارعت عقارب الساعة ونشطت الدبلوماسية المحلية والدولية وعمل “اعلام 
العار” الداخلي والخارجي على ترسيخ مفاهيم مستحدثة مستقطعة من سياقات 
قديمة هدفت اكثر من مرة الى إسقاط الحكومة منها اساسا البحث عن شرعيات 
جديدة تحت مظلة التكنوقراط و”فقهاء القانون الدستوري” و”مجلس الحكماء” 
والتلويح بان الأوضاع سائرة نحو الأسوأ وان الوحدة الوطنية في طريقها الى 
التشظي وان الحرب الاهلية واقعة لا محالة وان اهداف الثورة في طريقها الى 
الضياع . انه نبيذ قديم للدكتاتورية وعدم احترام إرادة الناخبين ومحاولة للإطاحة بالسلطة 
القائمة وتسرب النظام القديم من جديد في ثنايا الدولة ونظام ما بعد الثورة ، انه 
نبيذ قديم في قنان جديدة سرعان ما تساقطت وفاحت منها رائحة الهزيمة 
والانقلاب والخيبة السياسية لجزء كبير من النخبة وتهاو مفضوح لأعلام مؤدلج 
همه ضرب ” خصم سياسي” وازاحته عن مواقعه بغير الطرق الديمقراطية 
وبعيدا عن صناديق الاقتراع . 
ان خيبة “الانقلاب الابيض” لم تكن محكومة فقط بموازين قوى سياسية وعددية 
محلية وحالة هيجان اعلامي غير مسبوقة بل تأت على وجه الخصوص من فقدان 
الحجج “الديمقراطية” وبراهين الإقناع السياسي فتحولت “حكومة التكنوقراط ”
16 
الى ما يشبه الاضحوكة وكان “مجلس الحكماء” اشبه ما يكون ب”غطاء ضرب 
الشرعية” و”مجمع التشريع للانقلاب “المستعد لاصدار “البيان رقم 4 ″. ان فقدان قوة الحجة لدى “مهندسي الانقلاب الابيض” هو الامر الذي رجح كفة 
المتمسكين بحكومة الائتلاف السياسي وهو نفس الامر الذي جعل الموقف الدولي 
ينحاز تدريجيا الى إفشال مخطط الانقلابيين والانتصار الى معاني الشرعية 
وحقائق وأرقام العملية الانتخابية التي جرت يوم 11 اكتوبر 1144 ورفض 
الانسياق وراء هوى قد يفتح مصير البلاد امام الفراغ السياسي والدستوري . 
مشهد سياسي جديد 
وما من شك فان مشهد سياسي جديد يتجه الى التشكل على قاعدة فرز جديد 
عنوانه الأبرز ثنائية : 
١ - الانحياز الى الشرعية الانتخابية وارادة الشعب او 
٢ - اعادة تنشيط منظومة سياسية للاستبداد والدكتاتورية والإقصاء . ان ” الانقلاب الابيض” الذي اختار أصحابه حادثة اغتيال الفقيد شكري بلعيد - 
فتيلا لتنفيذ اخر لبنة في مخطط الانقضاض على السلطة ان ذلك الانقلاب فضح - 
قوى الحقد والعمى الأيديولوجي وكشف مؤيدي الفوضى والتخريب وعرى 
منظري الاستبداد والدكتاتورية الذين يتوزعون على اكثر من مقعد ، سياسيا 
وإعلاميا وقانونيا وحقوقيا . 
وعلى عكس ما قد يراه البعض فان الربط بين جميع الاحداث والوقائع التي 
عرفتها بلادنا منذ 11 اكتوبر 1144 تذهب الى تأكيد بان المؤامرة الانقلابية قد 
انطلقت منذ ان انكرت نخبة معادية لخيار الشعب على الاسلاميين صعود سدة 
الحكم وادارة السلطة عبر ائتلاف حزبي فريد .
17 
لقد ظنت قوى الثورة المضادة وفلول النظام السابق انها قد ورطت حركة النهضة 
وحلفائها في دوامة السلطة واعتقدت انها دفعت بها الى فوهة بركان الخيبة 
والهزيمة الأبدية ، وعملت تلك القوى ما في وسعها لهرسلة السلطة والائتلاف 
الحاكم سياسيا وإعلاميا وميدانيا عبر افتعال الاحتجاجات والاعتصامات 
والاضرابات ورفع نسق المطالب الاجتماعية وتأجيج مختلف مسارات الانفلات 
الاجتماعي والأمني والاقتصادي ، ولكن السلطة الجديدة أبدت لا فقط مرونة في 
التعاطي مع كل المؤامرات والحملات العدائية بل صبرت وتحملت ما ال اليها من 
مسؤولية وطنية في تامين السير العادي لجل المرافق العمومية وتأكيد تماسك 
اجهزة الدولة وحماية الخيار الشعبي وتقديم ما امكن من منجزات في واقع لم ينفك 
عن الاشتعال لحظة واحدة بالتداول والتناوب بين مختلف مدن وجهات البلاد 
ومختلف القطاعات والميادين الاقتصادية والاجتماعية والسياسية . ان “الانقلاب الابيض” ارتد على أصحابه خيبة شديدة وانهيارا شاملا وانكشافا 
لكل ما كان يدور في الكواليس من مخططات للارباك الامني والاجتماعي 
والافشال التنموي والاقتصادي والنكوص عن مسار الثورة والانتقال الديمقراطي 
ونشر مشاعر التخذيل والخوف والإحباط 
- سؤال : 
قولوا ، الان، أنكم ديمقراطيون 
- جواب : 
أنكم “دكتاتوريون جدد” عباتم نبيذكم القديم /المعتق بالكراهية والحقد الايديولوجي 
الاعمى في قنان جديدة باسم التقدمية والحداثة ومقاومة “الفاشية الاسلامية 
الصاعدة”واحباط”الدكتاتورية الدينية الناشئة ”.
18 
- خاتمة : دعوا عنكم نبيذكم القديم وتعالوا الى “السكر” من نبيذ الحرية والايمان بقواعد 
العيش المشترك والوطنية الصادقة والديمقراطية الحقة . محمد القاسم 
جريدة الضمير 20 فيفري 2103
19 
“ الضمير” تفضح مؤامرة تمرير الانقلاب وافتكاك السلطة 
المتابعون يستغربون عناد هذا الطيف المُعارض في الرفض القطعي لتولّي 
الأستاذ أحمد المستيري رئاسة الحكومة على الرغم من أنّه كان الأفضل من 
ضمن أربعة أسماء بلغت المحطة الأخيرة من عمليات الغربلة والفرز، وعلى 
الرغم أيضاً من غياب مبرّرات فعليّة واضحة للرفض، بما جعل هذا الرفض 
مقصودا لغاية وحيدة وهي الدفع لإفشال الحوار الوطني لا غير . رموز الجبهة الشعبيّة وحزب نداء تونس يتخبّطون الآن في ورطة تبرير فعلتهم 
التي وقف كلّ العالم شاهدا على تهافتها وافتقادها لأيّ جديّة أو وجاهة بقدر ما 
أنّها حرمت البلاد من تحقيق توافق تاريخي يُنهي الأزمة السياسيّة القائمة ويفتح 
الطريق سالكة لاستكمال مسيرة البناء الديمقراطي . اسقاط عامل السن على مواصفات المرشّح لرئاسة الحكومة بصفة بعديّة وبعد أن 
استقرّت الأمور لفائدة أحمد المستيري أربك مسار الحوار وأوقع الرباعي الراعي 
للحوار في مأزق حقيقي انتهى الى الحل الحكيم في تعليق الجلسات خاصة بعد أن 
تمسّك حمّة الهمامي و”رفاقه” برفض مقترح الإدماج الذي تقدّم به شريكهم في 
جبهة الانقاذ الاستاذ أحمد نجيب الشابي كمخرج توافقي يُرضي حالة الاستقطاب 
التي دفعت إليها الجبهة بين المرشحين المستيري ومحمّد الناصر . هيستيريا النواب المنسحبين 
تعزّز ذلك الرفض القطعي للمستيري ومقترح الدمج بهيستيريا النواب المنسحبين 
/ العائدين على خلفيّة التنقيحات التي تمّ إحداثها في النظام الداخلي للمجلس 
الوطني التأسيسي لتأمين السرعة المطلوبة في الاعمال التأسيسيّة وربح الوقت 
وتفادي التعطيل في تنفيذ خارطة الطريق وفرض الجديّة والانضباط ومنع
20 
الغيابات عن اجتماعات اللجان والجلسات العامّة ، وبذلك بدأت تتوضّح النوايا 
الحقيقيّة التي كانت ترمي اليها المعارضة من الحوار الوطني : بكلّ المقاييس ووفق كلّ الاعتبارات واستنادا الى كلّ القراءات الموضوعيّة لم 
تكن الغاية أبدا الحرص على إيجاد مخرج للأزمة السياسيّة والا ما كانت 
المعارضة تعترض على شخصية في قيمة الاستاذ أحمد المستيري وترفض 
تنقيحات قانونيّة كانت تهدف الى تسريع كتابة الدستور وصياغة القانون الانتخابي 
وتركيز الهيئة الانتخابيّة . فضحت المعارضة نفسها بنفسها وباتت تتقلّب بحثا عن تبريرات ولكنّها فشلت في 
تمرير ألاعيبها على الاطراف المشاركة في الحوار كما لم تنطل حيلها على 
الرباعي الراعي للحوار الذي تميّز أداؤه بالحياد والواقعيّة ورفض الانخراط في 
جوقة قطع أوصال الحوار وإعلان فشله . إذن ماذا كانت تُريد الجبهة الشعبيّة ومن لفّ لفّها من الدخول للحوار الوطني؟ 
وماذا كانت أهدافها من خلال ما قامت به لتعطيل الحوار وإفشاله ؟ . دون إعادة نظر في خارطة الطريق وما تضمّنتها من نقاط استفهام وألغام وربّما 
حتّى نوايا غير بريئة ، فلقد اتّضح بالمكشوف اليوم أنّ الجبهة الشعبيّة والبعض 
من قيادات حزب نداء تونس )الشق اليساري الاستئصالي( لم يكن يعنيها من 
مبادرة الرباعيّة سوى الحصول على استقالة الحكومة والسعي لتنصيب حكومة 
موالية ولم تكن بقية المسارات والاستحقاقات تعنيها في شيء، وإلاّ على أيّ 
أساس قدّمت الجبهة المختار الطريفي كمرشح لرئاسة الحكومة وهو المعروف 
بعدم حياديّته وبتبعيته الفكريّة والايديولوجيّة والسياسيّة للعائلة اليساريّة ؟ ، وأيضاً 
كيف تسمحُ الجبهة لنفسها بدعم ترشح أسماء أخرى حولها أكثر من شُبهة على 
غرار مصطفي كمال النابلي المحسوب على حكومة الظل والدولة العميقة التي
21 
تستهدف الثورة والمسار الانتقالي ناهيك على أنّه أحد رجالات البنك الدولي ومن 
صنيعة المنظومة الليبراليّة الغربيّة التي تتعارض كلّيا مع الطروحات الاشتراكيّة 
التي هي أساس البناء الجبهوي؟ !. ارتباك وبحث عن مبررات 
ارتبك الرفاق وأيقنوا أنّ الحوار قادهم في النهاية إلى ورطة حقيقيّة ومأزق 
سياسي وأخلاقي عنيف جدّا وأكسب خصومهم ثباتا وجدية وحرصا لا غبار عليها 
بتغليب المصلحة الوطنيّة على حساب المغانم الحزبيّة ، فطفقوا سبّا وثلبا وتجريحا 
في المرشح أحمد المستيري الأقرب الى الطرح الاشتراكي منه الى الطرح 
الاسلامي الذي تتبنّاه حركة النهضة والأكثر التزاما بالفكر الديمقراطي وبالدولة 
المدنيّة، ولجأوا من جديد الى التلويح بتعطيل أعمال المجلس التأسيسي، هذا مع 
استعادة الأسطوانة القديمة في نعت النهضة بالتغوّل والهيمنة على مفاصل الدولة 
وتحضير الأجواء لتزييف الانتخابات القادمة والبقاء في السلطة ومن أطرف ما 
قيل في هذا الصدد ما صرّح به زعيم الجبهة الشعبيّة حمّة الهمامي من أنّ 
المستيري هو الضامن لعودة النهضة للحكم ولو بتزييف الانتخابات وتزوير 
نتائجها !!. المخطّط كان جليّا في الدفع لافتكاك مركز السلطة التنفيذيّة )الحكومة( أوّلا 
وباعتماد كلّ أساليب الضغط والابتزاز وترويج الإشاعات ولاحقا بالنكوص عن 
تعهدات الأعمال التأسيسيّة وتعطيل المسار الانتخابي بالإتكاء على اجتهادات 
المحكمة الاداريّة وعكاز الرفيق أحمد صواب والقاضية كلثوم كنّو والحقوقي 
مختار الطريفي، ثمّ المرور إلى استهداف الرئيسين المرزوقي وبن جعفر انتهاء 
الى تنفيذ أجندة تخريب المسار الانتقالي والانفصال عنه لفائدة سلطة جديدة تكون 
الشرعيّة الانتخابية والانتقال السلمي لمؤسسات الحكم الدائمة من آخر اهتماماتها .
22 
ولكن لماذا يدفع حمّة ورفاقه الى هذا المنحى ولماذا باتوا يخشون استكمال 
مستلزمات الانتخابات ؟ 
ولماذا دفعوا أحد شركائهم في الجبهة الشعبيّة )الشابي( إلى نعتهم بعدم الجديّة في 
تحقيق الوفاق ورغبتهم في جعل الحوار مناسبة للانقلاب على النهضة لا غير؟ . كان في اعتقاد اليسار الاستئصالي أنّه بإمكانه أن يُحرّك الشارع لإنجاز ثورة 
ثانية ضدّ الاسلاميّين وكان يتصوّر أنّ تجربة هؤلاء لن تطول في الحكم أكثر من 
شهر أو شهرين وأنّهم سيرمون منديل الهزيمة وسينسحبون صاغرين تحت 
ضربات المحتجين والثوار الجُدد والمقهورين في الارض والمفقّرين، ولكن خاب 
تصورهم أمام ثبات الترويكا وإصرارها على استكمال المسار الديمقراطي 
وانجاح الثورة برغم ما لقيته من ضربات البعض منها كان في غاية الإيلام على 
غرار اغتيال الفقيدين بلعيد والبراهمي والاستهداف الدموي الجبان للجنود 
وأعوان الأمن الوطني . أخطبوط اليسار الاستئصالي 
بات من الجليّ اليوم أنّ اليسار الاستئصالي يتخبّطُ في متاهات آخر مؤامراته على 
الثورة وعلى الانتقال الديمقراطي وعلى الاسلاميّين وعلى روح التعايش المشترك 
وعلى جسد المصالحة الوطن ية بين أكبر عائلتين سياسيّتين في البلاد ، هذه 
المصالحة التي يعتقد هؤلاء أنّهم ستكون أكبر مهدّد لوجودهم السياسي في البلاد . اليسار التونسي موقن أنّ منطق الأحجام السياسية والانتخابيّة لم يكن ولم يعد ولن 
يكون في صالحهم ولفائدتهم ولذلك فهم ساعون بجهدهم وباستثمار مواقعهم 
الاعلاميّة والحقوقيّة والأمنية التي غنموها زمن الدولة النوفمبريّة لتوتير أوضاع 
البلاد والدفع بها الى “فوضى خلاّقة” تعود بالبلاد الى حالة مشابهة لتاريخ 41 
جانفي 1144 حيث أمكن لهم حينها أن يلعبوا دورا مهمّا بل كانوا وراء توجيه
23 
الأحداث على أكثر من صعيد منها على وجه الخصوص فرض المسار التأسيسي 
وحل التجمّع الدستوري الديمقراطي وتوجيه ضربات للجهاز الأمني وللادارة 
التونسيّة وخلخلة منظومة الحكم السابقة لإحداث فراغ كانوا يعتقدون أنّه بإمكانهم 
تثمينه للوصول للسلطة . هم يبحثون اليوم عن تكرار نفس التجربة أي الدفع بالبلاد نحو الفراغ الدستوري 
والأمني والسياسي علّهم يتداركون حالهم التي ستكون ميؤوسة في حال استقرار 
الأوضاع وإجراء الانتخابات !! هذه ليست تخمينات أو تكهّنات بل هي مؤشرات موضوعيّة عن مسيرة ونمط 
تفكير يبحث أكثر ما يبحث عن الأوضاع المتعفّنة لتحقيق المآرب السياسيّة وعلى 
رأسها افتكاك السلطة، وإلاّ بماذا يُمكن أن تُفسّر الاهتزازات الانقلابيّة للجبهويين 
وحلفائهم اليوم في علاقة بمسار الحوار الوطني؟ !. ولماذا يتلاعبون بهذا الشكل الغريب بحاضر البلاد ومستقبلها؟ 
ولماذا يستنفرون اليوم كلّ طاقاتهم ومخزوناتهم : – الاعلام ية )وسائل الاعلام النوفمبري ونقابة الصحفيين التي صرحت رئيستها 
نجيبة الحمروني هذا الأسبوع في الكويت بمناسبة التئام مؤتمر الصحفيين العرب 
بضرورة التصدي للمد الإخواني الإرهابي !! ) – والأمنيّة )النقابات الامنيّة المتنطّعة والمسيّسة ) – والحقوقية )الرئيس السابق للرابطة التونسيّة لحقوق الانسان ولجنة كشف 
الحقيقة في اغتيال الفقيدين بلعيد والبراهمي …) – والأكاديمية ) والتي بلغت أقصاها في دعوة ألفة يوسف الى الانقلاب 
المسلّح ..).
24 
– والقضائيّة ) ممثليهم في المحكمة الاداريّة لقطع الطريق عن تركيز هيئة 
انتخابات وجمعية القضاة التونسيين التي ضاقت عليها تواريخ الدنيا ونفّذت 
إضرابا عاما يوم 7 نوفمبر..والقضاة الفاسدون لتعطيل المرفق القضائي وقطع 
الطريق أمام معالجة الملفات الخطيرة على غرار ملف التأمر على أمن الدولة ). مراقبون يؤكدون أنّ التحرّكات الأخيرة لهؤلاء متشنجة ومرتبكة ومفضوحة في 
توجهها التخريبي والفوضوي بما يعني شعورا بانكشاف مؤامرة توظيف الحوار 
الوطني لتمرير البرنامج الانقلابي وافتكاك السلطة عنوة ، لم ييأسوا ولكنهم 
يفشلون كلّ يوم أكثر ممّا كانوا يتوقعون بل أكثر ممّا كان يتوقّع خصومهم !!. - - المصدر جريدة الضمير ليوم 2103 00 01
25 
الانقلابيون في تونس يحاولون تنفيذ الخطة ب … 
2003 … عندما عادت عجلة التّاريخ إلى الوراء مرّة أولى 
يوم 9 أفريل 1111 كنت أشاهد مباشرة على الفضائيات دخول 
الدبابات الأمريكية إلى مدينة بغداد عاصمة الجمهورية العراقية … كان الذهول 
يسيطر عليّ وأنا أرى بأم عيني وفي رابعة النهار وتحت أشعّة الشمس قوات 
أمريكية وبريطانية تعود لاحتلال بلاد عربية وهو أمر ظننت أنّه انتهى تاريخيا 
بل تيقنت أن المستقبل للشعوب الحرّة لتقرير مصيرها … لقد تخلّصت المنطقة 
العربية من الاستعمار وما ظننت يوما أنّ عجلة التّاريخ ستعود إلى الوراء وما 
ظننت يوما أنّني سأرى الجندي الأجنبي يدوس بحذائه العسكري الغازي تراب 
الأوطان الحرّة لاسيما أنّه توجد " أمم متحدة " و" جمعية عامة " و " مجلس أمن 
" ورأي عام عالمي " الخ … الخ … ولكن كان يقيني مجرّد حلم تبخّر أمام 
الحقيقة السّاطعة … احتلّ الأمريكان بغداد وفرح العملاء بالاحتلال و سمّوه " 
تحريرا " … ورقصوا ابتهاجا وقدّموا باقات الزّهور للغزاة … لقد عادت عجلة 
التاريخ إلى الوراء سنة 1111 بعودة الاستعمار الى البلاد العربية المستقلة 
. 2011…. عادت عجلة التاريخ إلى الوراء مرّة ثانية 
شهدت سنة 1144 موجة ثورات الربيع العربي وسقط الحكام الطغاة 
ي تونس ومصر وليبيا واليمن بفعل الحراك الشعبي أساسا حيث ثارت الجماهير
26 
المسحوقة وسحقت السلاطين الجبابرة الذين مارسوا الظلم والقهر … ولكن كيف عادت عجلة التاريخ الى الوراء ؟ 
كنت أشاهد دبابات كتائب القذافي وهي في ضواحي بنغازي تستعد لسحق الثوار 
الليبيين … كانت الدعوات صادرة إلى الله وإلى الأحرار في العالم وإلى كل 
المحبة للحرّية أن تمنع الطاغية الليبي القذافي من ارتكاب حمام دم في بنغازي 
والإجهاز على الثوار … كنت أشاهد طلائع طيران الحلف الأطلسي ممثلا 
بطائرات مقاتلة فرنسية تحلق في الأجواء الليبية لأشعر ببعض الارتياح الحيني 
لانها حقّقت مؤقتا انقاذ الثوار الليبيين وايجاد جدارناري واق لهم ليستردوا أنفاسهم 
… وكانت أغلب المشاعر العربية مرحبة بتدخل النّاتو إلى جانب الثوار اللّيبيين 
باستثاء المرتبطين بفكر القذافي … لقد عادت عجلة التاريخ إلى الوراء – – 
ورحّب النّاس بقصف الطائرات الأطلسية للتّراب الليبي واعتبروا ذلك أمرا 
ايجابيا لأنّه سيساهم في تحرير ليبيا … لم تكن لديّ مشاعر ذهول بل على 
العكس مشاعر ارتياح لأنّني رأيت ذلك من الاضطرار لا الاختيار … لكن أكّدت 
الأحداث لاحقا أنّ الحلف الأطلسي ليس جمعية خيرية ليساعد الثوار الليبيين لوجه 
الله فما تعيشه ليبيا حاليا في 1141 من انتشار للسلاح وتفكك للدولة هو في جزء 
نتيجة التدخل العسكري 
2012 عجلة التاريخ عادت الى الوراء في مصر 
سقط نظام مبارك وتهاوت الحصون كالورق … وكنت أتصوّر أن الدّنيا في 
مصر ستصبح " قمرا وربيعا " كما تقول أمّي أطال الله عمرها وستنتهي – –
27 
مأساة الملايين من العمال والفلاحين … وملايين أطفال الشوارع… وتظهر 
حقائق غرقى العبّارة) السلام 99 ( المنكوبة الذين أكلتهم حيتان البحر الاحمر … 
وتُكشف أسرار سقوط الطائرة العسكرية التي كانت تقلّ ضبّاطا ، ذهبت أسرارهم 
مع قروش المحيط الأطلسي التي التهمتهم وتم مسح الحادثة المأسوية في مساعد 
قائد الطائرة ) البطوطي ( لأنه قال " الله أكبر " والمحققون الأمريكان أعتبروها 
إعلان عملية انتحارية … قلت ستنتهي معاناة قطاع غزّة وتفتح الحواجز 
والمعابر للمرضى والمسافرين وللغذاء والدواء … يالها من فرحة 
لكن قوى الاستكبار العالمية والصهيونية وحلفاؤهما في المنطقة العربية حرّكت 
الخيوط في الداخل المصري وضخت الأموال لتعيد عجلة التاريخ إلى الوراء … 
نظّمت فيلما من اخراج مخابراتي لتطيح بمسار ديمقراطي خطره ظهر مؤكدا 
على الاستعمار والاحتلال والاستبداد والفساد … لبعد أن فتحت المعابر ورُفع 
الحصار عن أطفال فلسطين في غزّة ….. بعد أن تحرّر الإعلام المصري 
…وبعد أن تحرّر الإنسان المصري … فجأة رجعت مصر إلى " عهد مبارك " 
وعادت عجلة التاريخ إلى الوراء فعلا 
… إن الانقلاب العسكري الدّموي في مصر فاجعة حقيقية في مسار الديمقراطية 
حيث بدأ بسلاح القضاء الفاسد الذي حل مجلس الشعب المنتخب وعاضده في ذلك 
اعلام شرس ومغرض وتمويل خليجي وتخطيط صهيوني … وسريعا ما عادت 
سياسة تكميم الافواه وسلب الحريات وسحق المظاهرات بالمدرّعات … انبرى سياسيون ونقابيون في تونس يصفقّون للفريق السيسي لأنّه انقلب على 
"الإخوان" حسب تفكيرهم السياسي السّاذج والسّطحي … وتجاهلوا أنه منع ارادة 
شعبية وتنكر للديمقراطية … إنّهم انقلابيو تونس ولحّاسة العسكر وبنادير
28 
الانقلاب العسكري الفاشي في مصر … يريدون استنساخ المشهد الانقلابي 
في تونس ولكنهم فشلوا في ذلك لعوامل عديدة وخاب مسعاهم في اعتصام الرحيل 
والاضرابات والاعتصامات وو 
تونس 2013 … التقدّم نحو إرساء الديمقراطية 
يجب الإقرار أوّلا بأنّ عدّة إخلالات حدثت في خريطة الانتقال الديمقراطي بعد 
انتخابات 1144 41 11 من أهمها عدم تحديد أفق عمل حكومة سي حمادي - - 
الجبالي وعدم تحديد موعد أوّلي للانتخابات الرئاسية والتّشريعية … لأنّه من 
المنطقي تماما أن تشرف على الانتخابات في وضع انتقالي حكومة" محايدة" أو" 
مستقلة" أو" توافق وطني 
مثّل قبول ائتلاف الترويكا و حركة النّهضة أساسا بالحوار الوطني و" التوافقات " 
سلوكا متطوّرا جدا في الممارسة السياسية في المنطقة العربية لأنّه أداة لتهيئة 
البيئة السياسية المناسبة للانتخابات القادمة 
لقد انتهى الحوار الى حلول توافقية مكّنت من إنجاز دستور جديد محل رضى 
أغلب الأطراف كما انتهى الحوار الوطني الى تشكيل حكومة اصطلح على 
تسميتها ب " حكومة كفاءات مستقلّة " كاملة الصلاحيات لكن مهمتها الرئيسية " 
إعداد الانتخابات " بما في ذلك تهيئة البيئة السياسية والاجتماعية والأمنية 
المناسبة لانتخابات حرة نزيهة وشاة وفق المعايير الدّولية
29 
تونس 2014… الانقلابيون يحاولون الخطة ب لإعادة عجلة التّاريخ إلى – – 
الوراء 
استأنفت القوى الانقلابية في تونس – بعد تشكيل حكومة سي مهدي جمعة – 
الروح الاستئصالية تجاه حركة النّهضة والتيار الاسلامي و" الهوية الاسلامية " 
عموما … بعدما فشلت في تحقيق انقلاب عسكري وأمني على الطريقة المصرية 
التي هلّلوا لها ومجّدوا قتل المنظاهرين وبرّروا تكميم الاعلام انتقلوا إالى – - 
الخطة ب ) غير المعلنة ( ولكن معالمها تتضح يوما بعد آخر وتتمثّل في " تهيئة 
بيئة سياسية واجتماعية معادية لإجراء أيّ انتخابات " تلتقي مصلحيا وموضوعيا 
مع قوى الإرهاب المكلفة بطبعها بزعزعة الاستقرار والإخلال الأمني … تجسّدت الخطة الانقلابية ب في الهجوم الاعلامي الكاسح في أعلى درجات 
خطاب الحقد والكراهية في أجهزة الإعلام المرئية والمسموعة والمكتوبة على 
الترويكا والنّهضة وتصريحات سياسيين ونقابيين وأمنيين واعلاميين تدعو 
للاستئصال تحت يافطة " مراجعة التعيينات " وتحميل " النهضة كذبا وافتراء – 
" مسؤولية الارهاب " وأخيرا برنامج جبهة الانقاذ للاحتفال باسقاط حكومة 
الترويكا وهي عقلية سخيفة تؤكد الروح الانقلابية الحاقدة وتتناقض مع التّمشّي 
الحقيقي للأحداث حيث أن العملية السياسية في تونس كانت نتيجة " حوار وطني 
" ونتيجة " توافق وطني " ولم تكن مطلقا نتيجة " اعتصام الرحيل " و… و … إن الهدف الرئيسي للانقلابيين في تونس هو " إعادة المنظومة السابقة "وهي 
منظومة فساد واستبداد عانى منها التونسيون وثاروا ضدها … إن الأداة الرئيسية 
للانقلابيين حاليا في تونس لتنفيذ الخطة ب الهادفة للاستئصال بواسطة الكذب 
والافتراء وتعطيل المسار الانتخابي وإعادة عجلة التّاريخ إلى الوراء هي الاعلام
30 
المرئي والمسموع والمكتوب ولذا وجبت مواجهة الانقلابيين بنفس الأدوات وعلى 
أنصار الديمقراطية أن يكشفوا زيف الصحف العنصرية وبهتان البرامج الهابطة 
ومنطق الخداع لدى الرموز الانقلابية الحاقدة 
اسماعيل بوسروال 
نشر في الشاهد - - 2102 12 يوم 22
31 
عدنان منصر : رئاسة الجمهورية افشلت انقلابا عسكريا امنيا سياسيا في اكثر 
من مناسبة 
قال المتحدث الرسمي باسم رئاسة الجمهورية عدنان منصر في حوار ببرنامج 
لمن يجرؤ فقط الذي يبث على قناة التونسية ان رئاسة الجمهوية افشلت انقلابا 
عسكريا أمنيا سياسيا في اكثر من مناسبة . من جهة اخرى اكد منصر ان رئيس الجمهورية المؤقت المنصف المرزوقي لن 
يسلم الرئاسة إلا لرئيس منتخب 
أرابسك تونس 2014.02.23
32 
صالح عطيّة يكتب: السيناريو المدمّر للاستحقاق الانتخابي؟ 
تونس السفير – 
بقلم صالح عطية 
في الوقت الذي تنهمك الأحزاب والقوائم المستقلة، والهيئة العليا المستقلة 
للانتخابات في موعد 16 أكتوبر وتفاصيله ومآلاته، يرصد المرء معالم واضحة 
للمرحلة المقبلة، بدأت تتشكل في غفلة ـ ربما ـ من مكونات المشهد الانتخابي .. ثمة سيناريو يجري التخطيط له منذ فترة، من قبل جزء من المنظومة القديمة، 
واليسار الانتهازي والإستئصالي، ولفيف من منظمات المجتمع المدني من 
“المؤلفة قلوبهم”، يهدف إلى الالتفاف على نتائج الانتخابات القادمة، وتشكيل 
مشهد سياسي “بديل” لما يمكن أن تفرزه صناديق الاقتراع .. هذا السيناريو، أعدّ ـ على الأرجح ـ منذ عدة أشهر في غرف مغلقة، بمشاركة 
عتاة المفكرين ورجال “إستراتيجيا” النظام القديم ورموزه، وذلك بعد اجتماعات 
بالعاصمة وفي بعض الجهات الداخلية، تم الاتفاق في أعقابها على “إفساد” نتائج 
الانتخابات، خصوصا إذا ما آلت إلى بعض مكونات الترويكا السابقة، وتحديدا 
حركة النهضة وحزب المؤتمر من أجل الجمهورية .. 
معطيات أساسية 
الجماعة جادة في مسعاها الذي تصفه بـ “الاستراتيجي” و”المنقذ” للبلاد، وهي 
انطلقت في وضع هذا السيناريو بناء على جملة من المعطيات :
33 
+ أن مكونات الترويكا، وبخاصة حركة النهضة، استفادت من خروجها من 
الحكم على صعيد استعادة شعبيتها .. 
+ أن المواطن التونسي فقد ثقته في الأحزاب السياسية، خصوصا تلك التي كانت 
تناكف الترويكا وتعارضها، وهي تبدو في نظره، أحزاب بلا بوصلة.. تقتات من 
الصراع أكثر من البناء .. 
+ أن المنظومة القديمة مشتتة ومقسمة، فضلا عن تراثها الاستبدادي المفسد، 
الذي يجعل أي تحالف معلن معها، مرفوض شعبيا .. 
+ أن اليسار بدوره منقسم، ولم يقدر على تجميع مكوناته ضمن إطار موحد، رغم 
وحدة الأهداف والتحليل والوجهة الإيديولوجية .. 
وهي معطيات لن ترجح ـ في تقدير الجماعة ـ كفة التيار “التحديثي” وما تسمى 
بـ “القوى الديمقراطية” في الانتخابات القادمة .. 
السيناريو .. والخطوات 
ولمواجهة هذه المستجدات، التي ستعصف بمستقبل عديد الأطراف السياسية، ممن 
يتوقع أن تحصد عددا من الأصوات غير وازن في المشهد السياسي بعد 
الانتخابات، تم التخطيط لسيناريو من شأنه قلب المعادلة رأسا على عقب، وفقا 
لخطوات محددة جرى ضبطها بالتنسيق بين عدة أطراف داخلية وخارجية، لم
34 
تستسغ سياقات الراهن السياسي الوطني… ويمكن اختزال هذه الخطوات في 
النقاط التالية : ـــ التسويق لتخوفات تتعلق بتزوير الانتخابات القادمة، من خلال تصريحات 
لسياسيين وحقوقيين وإعلاميين وناشطين في المجتمع المدني، وبخاصة من 
المختصين في مراقبة الانتخابات .. 
ـــ إعداد دعاوى قضائية للمحكمة الإدارية، تخص التجاوزات المتعلقة بالتزوير، 
وستتولى منظمات المجتمع المدني وأحزاب وشخصيات سياسية ومواطنين 
“مكلفين بمهمة”، الطعن في نتائج الانتخابات لدى القضاء … ـــ نتيجة حجم الدعاوى القضائية التي سيتم تقديمها للمحاكم، ستقع المطالبة 
بإرجاء تفعيل نتائج الانتخابات إلى ما بعد البتّ في هذه الدعاوى قضائيا، وبالتالي 
يتم الضغط السياسي ــ وربما الشعبي ــ لكي لا تتشكل الحكومة الجديدة، ويجري 
من ثمّ، تعطيل المسار السياسي برمته .. 
ـــ دعوة منظمات من المجتمع المدني في الغرب للاعتراض على نتائج 
الانتخابات، عبر البيانات والتقارير والإحصاءات والندوات والمؤتمرات 
الصحفية، بشكل تتحول القضية إلى مشغل وطني حقيقي .. ـــ وضع استراتيجية إعلامية سيتولى “الإعلام المأجور” بموجبها، تسويق هذا 
الأمر للرأي العام الوطني، بواسطة “تقنية التكرار” المستمر، وهو ما حصل 
بالضبط في الحالة المصرية، عندما قام عبد الفتاح السيسي بالانقلاب.. فقد هضم 
جزء كبير من المصريين العملية الانقلابية في البداية، ولم يتفطنوا إلا بعد أن 
ارتكبت الجريمة الفاشية والدموية في رابعة ..
35 
ـــ النزول للشارع بأعداد لافتة بقيادة شخصيات سياسية وحقوقية وناشطون 
ورموز أحزاب سياسية، يرفعون شعارات ردّ الاعتبار للشعب التونسي الذي 
زيفت إرادته، وتم تزوير تصويته، وأن هؤلاء قد اجتمعوا لتصحيح ما أفسدته 
الانتخابات المزوّرة… وستتسع عملية النزول لتشمل الشوارع والأنهج وأمام 
المؤسسات الرسمية، لمنع أي عملية تنصيب للحكومة الجديدة التي ستفرزها 
صناديق الاقتراع .. 
ـــ الاستعانة ببعض الأطراف الخارجية، لضخ أموال في الوضع التونسي، من 
أجل بيع الوهم للشعب التونسي، وتقديم مؤشر على ما يمكن أن يفعله المنقلبون 
الجدد إذا ما استتبّ لهم الأمن والاستقرار .. 
تساؤلات ضرورية 
وبالطبع سيتم الزج بقوى الثورة والأحزاب الليبرالية وذات المرجعية الإسلامية، 
وما يوصفون بـ “العلمانيين المعتدلين” في السجون لسنوات ريثما تهدأ الأجواء، 
وتطوى صفحة الثورة والثوار والربيع العربي إلى الأبد .. 
فهل تكون نهاية الربيع التونسي بهذه الصورة الدونكيشوتية بعد كل التضحيات 
البشرية والسياسية والوطنية ؟ وهل ستبقى الأطراف المستهدفة بالانقلاب مكتوفة 
الأيدي ؟ بعبارة أخرى : كيف تفكر لمواجهة هذا السيناريو ؟ وما هو موقف
36 
القوى التي توصف بـ “الثورية” ؟ وما هو رأي الأطراف الخارجية التي تراهن 
على الانتقال الديمقراطي في تونس ؟ 
في انتظار الإجابة على هذه التساؤلات، يخشى المرء، كما يخشى الرأي العام 
الوطني كل الخشية، من أن تهرع بعض القوى الثورية، أو بعض مكونات 
الترويكا السابقة إلى تسويات خفية )تحت الطاولة(، مع “الماكينة” الانقلابية، أو ما 
يسميها البعض بـ “الثورة المضادة”، بذريعة الخوف من عودة المنظومة القديمة، 
أو عودة الاستبداد، وخروجهم من كل هذه الهلمّ التونسية بيد فارغة وأخرى لا 
شيء فيها .. 
إنها ساعة الحقيقة في عمر الترويكا السابقة، وساعة الحقيقة بالنسبة للقوى 
“الثورية”.. فهل يفيق هؤلاء قبل فوات الآمان ؟ 
قد يبدو السؤال مزعجا، لكن الأكثر إزعاجا، إمكانية أن تتواصل “سياسة 
الصمت” و”إستراتيجية التراجع” إلى أبعد من ذلك، فهل يتم تكذيبنا في هذا السياق 
فعلا؟ 
- - 2102 01 01
37 
الحركات الاحتجاجية لا تُفسر بالمؤامرة فقط ..... 
نورالدين المباركي 
اخطأ النظام السابق حين حاول تفسير الانتفاضة الشعبية التي انطلقت من سيدي 
بوزيد يوم 47 ديسمبر بأنها مؤامرة ضد مكاسب و انجازات تونس ، وأن أطرافا 
مجهولة وملثمة و إرهابية تحرك الشباب و تحرضهم و تدفعهم إلى التظاهر و 
الاحتجاج . أخطأ النظام السابق في قراءته لحقيقة ودوافع انتفاضة العاطلين عن العمل و 
المهمشين و الفقراء ، لأنه لم يبحث عن الأسباب في الوقائع الملموسة ، إنما ذهب 
إلى ما يُرضيه وما يدين الآخر ، ذهب إلى نظرية المؤامرة لأنها الأسهل للتفسير 
و ترمي المسؤولية على الآخرين 
وعلى قاعدة هذا التفسير التآمري جاء خطاب التهديد و الوعيد و تطبيق القانون 
"بكل حزم" الذي أثبت مسار الثورة في تونس أنه زاد المنتفضين قوة و إرادة 
للوصول بالانتفاضة إلى آخر مراحلها أي الثورة و إسقاط رأس النظام . ************** إن تعاطي النظام السابق مع مطالب العاطلين عن العمل و المهمشين و الفقراء 
هو بمثابة الدرس لكافة الحكومات،درس جوهره أن التفسير التآمري للاحتجاجات 
الاجتماعية ورمي المسؤولية على الآخرين لا يزيد الأوضاع إلا تأزما ، وهو 
درس لا يبدو أن الحكومات التي تتالت على قيادة البلاد بعد 41 جانفي قد 
استوعبته جيدا .
38 
لم تستوعبه حكومة السيد محمد الغنوشي فاضطرت للاستقالة تحت ضغط 
اعتصام القصبة 1 ، وقال السيد محمد الغنوشي إن أيادي خفية كانت تحرض على 
الإضرابات و الاعتصامات و تضع العصا في عجلة الحكومة و لا تريدها أن 
تنجز برنامجها الإصلاحي 
ولم تستوعبه أيضا حكومة السيد الباجي القائد السبسي التي وزعت الاتهامات في 
أكثر من مناسبة إلى مجهولين و أيادي خفية تعمل لعرقلة خريطة الطريق التي 
تقدمت بها 
ولا يبدو أيضا أن حكومة 11 أكتوبر بدورها قد استوعبت الدرس، فهي بصدد 
تفسير الاحتجاجات بالمؤامرة ضدها و بالتخطيط لإسقاطها . 
**************** دون شك أن فلول النظام البائد وكافّة العناصر التي كانت مرتبطة بهذا النظام 
والتي فقدت مصالحها وامتيازاتها وسقطت بسقوط النظام تعمل على خلق التوتّر 
و"تجتهد" حتى لا يتفرّغ أبناء الشعب الذين أنجزوا الثورة للبناء ولرسم مستقبل 
جديد لتونس بل ويحرصون على عرقلة كل خطوة إيجابية إلى الأمام بالإشاعات 
وإثارة النعرات المتخلفة من نعرات جهوية وقبلية وغيرها هدفهم الوحيد أن لا 
تنهض البلاد على قدميها . 
هذا أمر مفهوم ومعلوم و كل تجارب الثورات في العالم عرفت الثورات المضادة 
وميليشيات الحرس القديم ولن تكون تونس استثناء في هذا الصدد لأن ثورة 41 
جانفي ليست استثناء في تاريخ الإنسانية
39 
لكن ما هو غير مفهوم أن تصبح "الثورة المضادة" الشماعة التي تعلق عليها 
الحكومات أخطاءها وعدم قدرتها على المسك "برأس الخيط" في هذه المرحلة 
الانتقالية والدقيقة التي تمرّ بها البلاد . 
كنا نبهنا عندما استلمت حكومة 11 أكتوبر مهامها أن عوائق كثيرة ومتنوعة تملأ 
الطريق أمامها ، أهمها و أخطرها الملف الاقتصادي و تداعياته الاجتماعية 
،خاصة في الجهات التي كانت تنتظر نصيبها من التنمية في فترة بن علي و 
تنتظر اليوم نصيبها من الثورة. وهو ملف يرفض التعامل بالعواطف و حسن 
النوايا و الإرادة الايجابية.لأنه يتطلب فهما دقيقا لواقع دقيق يتداخل فيه أكثر من 
مُعطى 
2012 -02 -27
40 
" مؤامرة" المعارضة لإسقاط الحكومة أم "مؤامرة" الحكومة لإسقاط المعارضة 
نورالدين المباركي 
بين التأكيد و التشكيك يراوح الجدل في تونس مكانه حول "المؤامرة" لإسقاط 
حكومة 11 أكتوبر المنتخبة ، لا المسؤولين في الحكومة الذين أثاروا الملف 
قدموا الإثباتات و الدلائل و الأطراف المورطة ، ولا المشككين تمكنوا من الإقناع 
بغيابها أصلا.وفي الحقيقة يعكس هذا الجدل في جانب منه ما بلغته حالة التجاذب 
بين الفرقاء السياسيين بعد انتخابات 11 أكتوبر التي فازت فيها حركة النهضة 
الإسلامية بأغلب المقاعد في المجلس الوطني التأسيسي . 
حركة النهضة تقول إن الخاسرين في الانتخابات أو "جماعة صفر فاصل" كما 
يحلو لأنصارها أن يصفوهم ، لم يقبلوا نتائج صناديق الاقتراع ويعملون من أجل 
عرقلة عمل الحكومة من خلال التحريض على الاعتصامات و الإضرابات وخلق 
مناخ متوتر ، وفي المقابل ترفض الأحزاب اليسارية والوسطية المتهمة بعرقلة 
عمل الحكومة الاتهامات الموجهة لها و تعتبر أن حكومة 11 أكتوبر هي 
المسؤولة عن حالة اللااستقرار الاجتماعي لعدم تعاطيها مع الملفات الاقتصادية 
والاجتماعية لأوسع فئات المجتمع ، وتذهب إلى حد اعتبار أن الحكومة لا تملك 
برنامجا واضح المعالم من شأنه أن يُخرج البلاد من عنق الزجاجة . ورغم أن هذا الجدل لم يكن غائبا عن المشهد السياسي العام في تونس منذ سقوط 
زين العابدين بنعلي ، فقد سبق أن وجّهت الحكومة الأولى للسيد محمد الغنوشي 
الاتهامات ذاتها لخصومها السياسيين وكذلك فعلت الحكومة الثانية للسيد الباجي 
القائد السبسي، رغم ذلك لم تلق المؤامرة بضلالها على المشهد فيتونس ولم يتم 
التسويق لها كما هو الحال بالنسبة للحكومة الحالية .وذلك على الأقل للأسباب 
التالية :
41 
ü ةموكح نإ 11 تكأ قيدانص نم اهتيعرش دمتست ةبختنم ةموكح يه ربو 
الاقتراع وهو ما يعني أن التآمر عليها، هو تآمر على الشرعية . ü إن حكومة 11 أكتوبر عملت منذ أن تولت تسيير شؤون البلاد إلى خلق قاعدة 
فرز جديدة بين الفاعلين السياسيين تقوم على من مع الشرعية ومن ضدها ، بعد 
أن كانت قبل انتخابات المجلس الوطني التأسيسي بين من مع استكمال مهام 
الثورة وبين من يعمل على الالتفاف عليها . 
ü إن حكومة 11 أكتوبر على خلاف الحكومتين الأولى والثانية، تستند إلى قاعدة 
واسعة من الأنصار و المتعاطفين تدافع عنها وتروج لخطابها بما في ذلك القول 
إن مؤامرة تُحاك ضد الحكومة لإضعافها و إسقاطها . 
لا بد من القول إن الحديث عن مؤامرة تشترك فيها "أطراف تدعي الديمقراطية 
وعدد من رموز النظام السابق وجهات خارجية " هو من أخطر الاتهامات التي 
وجهت لأطراف سياسية منذ 41 جانفي 1144 ، لأنها ترتقي إلى مستوى التآمر 
على أمن الدولة و البلاد مع ما يعميه ذلك من ضرورة لمحاكمة الأطراف 
المورطة على قاعدة هذه التهمة . 
غير أن عدة إشكالات حقيقية تطرح حول جدية هذا الاتهام، بل حول وجود 
مؤامرة، من ذلك : 
ü إن الجهات المُتهمة غير معلومة إلى حد الآن وترفض الأطراف التي تتحدث 
عن المؤامرة الكشف عنها رغم تصاعد نسق الحديث عن هذه المؤامرة 
وخطورتها . ü إن الفريق الحكومي غير متفق على وجود مؤامرة بالحجم الذي تحدث عنه كل 
من المستشار السياسي لرئيس الحكومة ووزير النقل .
42 
ü إن مسؤولا في وزارة الداخلية أكد غياب المؤامرة بل وذهب إلى حد القول إن 
الحديث عنها يدخل في خانة حرية التعبير . 
ü إن الأطراف التي قد تكون معنية ضمنيا بتهمة التآمر تطالب الحكومة بالكشف 
عن خيوط هذه المؤامرة و تفاصليها . 
وعليه فإن الصورة كالتالي: جزء من الحكومة يتحدث عن مؤامرة وجزء آخر 
ينفيها، معارضة تطالب بالكشف عن المؤامرة فيأتي الرد سيكون ذلك في الوقت 
المناسب، لكن دون توضيح هل الوقت المناسب للجزء من الحكومة الذي يتحدث 
عن المؤامرة أم الوقت المناسب لمصلحة تونس؟ 
2012 -03 -19

More Related Content

Similar to خطاب المؤامرة و الانقلاب في تونس

Similar to خطاب المؤامرة و الانقلاب في تونس (20)

الفجر 239
الفجر 239الفجر 239
الفجر 239
 
الفجر 252
الفجر 252الفجر 252
الفجر 252
 
الفجر 128
الفجر 128الفجر 128
الفجر 128
 
الفجر 260
الفجر 260الفجر 260
الفجر 260
 
الفجر 174
الفجر 174الفجر 174
الفجر 174
 
الفجر 257
الفجر 257الفجر 257
الفجر 257
 
الفجر 222
الفجر 222الفجر 222
الفجر 222
 
الفجر 228
الفجر 228الفجر 228
الفجر 228
 
المنصف المرزوقي في حضن الاسلام السياسي
المنصف المرزوقي في حضن الاسلام السياسي المنصف المرزوقي في حضن الاسلام السياسي
المنصف المرزوقي في حضن الاسلام السياسي
 
الفجر 255
الفجر 255الفجر 255
الفجر 255
 
الفجر 214
الفجر 214الفجر 214
الفجر 214
 
الفجر223
الفجر223الفجر223
الفجر223
 
الفجر 225
الفجر 225الفجر 225
الفجر 225
 
الفجر 225
الفجر 225الفجر 225
الفجر 225
 
National dialogue in tunisia
National dialogue in tunisiaNational dialogue in tunisia
National dialogue in tunisia
 
الفجر 258
الفجر 258الفجر 258
الفجر 258
 
الفجر 247
الفجر 247الفجر 247
الفجر 247
 
الفجر 125
الفجر 125الفجر 125
الفجر 125
 
الفجر 229
الفجر 229الفجر 229
الفجر 229
 
الفجر 123
الفجر 123الفجر 123
الفجر 123
 

More from Mbarki Noureddine

قراءات ومقاربات حول الارهاب في تونس
قراءات ومقاربات حول الارهاب في تونسقراءات ومقاربات حول الارهاب في تونس
قراءات ومقاربات حول الارهاب في تونسMbarki Noureddine
 
"الرابطة الجهادية التونسية – الليبية"(
"الرابطة الجهادية التونسية – الليبية"( "الرابطة الجهادية التونسية – الليبية"(
"الرابطة الجهادية التونسية – الليبية"( Mbarki Noureddine
 
قوانين مكافحة الارهاب
قوانين مكافحة الارهابقوانين مكافحة الارهاب
قوانين مكافحة الارهابMbarki Noureddine
 
التجربة الجزائرية في مكافحة الإرهاب
التجربة الجزائرية في مكافحة الإرهابالتجربة الجزائرية في مكافحة الإرهاب
التجربة الجزائرية في مكافحة الإرهابMbarki Noureddine
 
تنظيم الدولة الاسلامية - الأزمة السنية و الصراع على الجهادية العالمية
تنظيم الدولة الاسلامية - الأزمة السنية و الصراع على الجهادية العالمية تنظيم الدولة الاسلامية - الأزمة السنية و الصراع على الجهادية العالمية
تنظيم الدولة الاسلامية - الأزمة السنية و الصراع على الجهادية العالمية Mbarki Noureddine
 
كيف يمكن مواجهة الانفلات الاعلامي بعد الثورات
كيف يمكن مواجهة الانفلات الاعلامي بعد الثوراتكيف يمكن مواجهة الانفلات الاعلامي بعد الثورات
كيف يمكن مواجهة الانفلات الاعلامي بعد الثوراتMbarki Noureddine
 
تقرير حول الانتحار و محاولات الانتحار في تونس سنة 2014
تقرير حول الانتحار و محاولات الانتحار في تونس سنة 2014تقرير حول الانتحار و محاولات الانتحار في تونس سنة 2014
تقرير حول الانتحار و محاولات الانتحار في تونس سنة 2014Mbarki Noureddine
 
ملخّص مشروع قانون المالية لسنة 2015/ تونس
ملخّص مشروع قانون المالية لسنة 2015/ تونسملخّص مشروع قانون المالية لسنة 2015/ تونس
ملخّص مشروع قانون المالية لسنة 2015/ تونسMbarki Noureddine
 
حول الديمقراطية التوافقية / التجربة العراقية و اللبنانية
حول الديمقراطية التوافقية / التجربة العراقية و اللبنانيةحول الديمقراطية التوافقية / التجربة العراقية و اللبنانية
حول الديمقراطية التوافقية / التجربة العراقية و اللبنانيةMbarki Noureddine
 
الديمقراطية التوافقية آرنت ليبهارت
الديمقراطية التوافقية  آرنت ليبهارتالديمقراطية التوافقية  آرنت ليبهارت
الديمقراطية التوافقية آرنت ليبهارتMbarki Noureddine
 
قصة عبد الرؤوف المقدمي مع الصحافة ودار الأنوار
قصة عبد الرؤوف المقدمي مع الصحافة ودار الأنوارقصة عبد الرؤوف المقدمي مع الصحافة ودار الأنوار
قصة عبد الرؤوف المقدمي مع الصحافة ودار الأنوارMbarki Noureddine
 
تقرير حول التعددية السياسية في القنوات التلفزية والاذاعية خلال الأسبوع الأول ...
تقرير حول التعددية السياسية في القنوات التلفزية والاذاعية خلال الأسبوع الأول ...تقرير حول التعددية السياسية في القنوات التلفزية والاذاعية خلال الأسبوع الأول ...
تقرير حول التعددية السياسية في القنوات التلفزية والاذاعية خلال الأسبوع الأول ...Mbarki Noureddine
 
‫دليـل التصدي‬ ‫لجريمـة التعذيـب‬ ‫في القانون التونسي‬
‫دليـل التصدي‬ ‫لجريمـة التعذيـب‬ ‫في القانون التونسي‬‫دليـل التصدي‬ ‫لجريمـة التعذيـب‬ ‫في القانون التونسي‬
‫دليـل التصدي‬ ‫لجريمـة التعذيـب‬ ‫في القانون التونسي‬Mbarki Noureddine
 
تقرير الاتحاد العام التونسي للشغل جول انتخابات 26 أكتوبر2014
تقرير الاتحاد العام التونسي للشغل جول انتخابات 26 أكتوبر2014تقرير الاتحاد العام التونسي للشغل جول انتخابات 26 أكتوبر2014
تقرير الاتحاد العام التونسي للشغل جول انتخابات 26 أكتوبر2014Mbarki Noureddine
 
تقرير الأسبوع الأوّل من الحملة الانتخابية التشريعية (تونس)حول التعددية السياس...
تقرير الأسبوع الأوّل من الحملة الانتخابية التشريعية (تونس)حول التعددية السياس...تقرير الأسبوع الأوّل من الحملة الانتخابية التشريعية (تونس)حول التعددية السياس...
تقرير الأسبوع الأوّل من الحملة الانتخابية التشريعية (تونس)حول التعددية السياس...Mbarki Noureddine
 
منظمة التحرير الفلسطينية والمجلس الوطني الفلسطيني (تعريف وثائق - قرارات)
منظمة التحرير الفلسطينية والمجلس الوطني الفلسطيني (تعريف   وثائق - قرارات)منظمة التحرير الفلسطينية والمجلس الوطني الفلسطيني (تعريف   وثائق - قرارات)
منظمة التحرير الفلسطينية والمجلس الوطني الفلسطيني (تعريف وثائق - قرارات)Mbarki Noureddine
 
السيرة الذاتية للمترشحين للانتخابات الرئاسية
السيرة الذاتية للمترشحين للانتخابات الرئاسيةالسيرة الذاتية للمترشحين للانتخابات الرئاسية
السيرة الذاتية للمترشحين للانتخابات الرئاسيةMbarki Noureddine
 
تجارب الاعلام المرئي و المسموع في اوروبا
تجارب الاعلام المرئي و المسموع في اوروباتجارب الاعلام المرئي و المسموع في اوروبا
تجارب الاعلام المرئي و المسموع في اوروباMbarki Noureddine
 
تونس:الانتخابات التشريعية الأولى بعد الثورة للدكتور عبد اللطيف الحناشي
تونس:الانتخابات التشريعية الأولى بعد الثورة للدكتور عبد اللطيف الحناشي تونس:الانتخابات التشريعية الأولى بعد الثورة للدكتور عبد اللطيف الحناشي
تونس:الانتخابات التشريعية الأولى بعد الثورة للدكتور عبد اللطيف الحناشي Mbarki Noureddine
 
دليل الصحفيين التونسيين لتغطية الحملة الانتخابية
دليل الصحفيين التونسيين لتغطية الحملة الانتخابيةدليل الصحفيين التونسيين لتغطية الحملة الانتخابية
دليل الصحفيين التونسيين لتغطية الحملة الانتخابيةMbarki Noureddine
 

More from Mbarki Noureddine (20)

قراءات ومقاربات حول الارهاب في تونس
قراءات ومقاربات حول الارهاب في تونسقراءات ومقاربات حول الارهاب في تونس
قراءات ومقاربات حول الارهاب في تونس
 
"الرابطة الجهادية التونسية – الليبية"(
"الرابطة الجهادية التونسية – الليبية"( "الرابطة الجهادية التونسية – الليبية"(
"الرابطة الجهادية التونسية – الليبية"(
 
قوانين مكافحة الارهاب
قوانين مكافحة الارهابقوانين مكافحة الارهاب
قوانين مكافحة الارهاب
 
التجربة الجزائرية في مكافحة الإرهاب
التجربة الجزائرية في مكافحة الإرهابالتجربة الجزائرية في مكافحة الإرهاب
التجربة الجزائرية في مكافحة الإرهاب
 
تنظيم الدولة الاسلامية - الأزمة السنية و الصراع على الجهادية العالمية
تنظيم الدولة الاسلامية - الأزمة السنية و الصراع على الجهادية العالمية تنظيم الدولة الاسلامية - الأزمة السنية و الصراع على الجهادية العالمية
تنظيم الدولة الاسلامية - الأزمة السنية و الصراع على الجهادية العالمية
 
كيف يمكن مواجهة الانفلات الاعلامي بعد الثورات
كيف يمكن مواجهة الانفلات الاعلامي بعد الثوراتكيف يمكن مواجهة الانفلات الاعلامي بعد الثورات
كيف يمكن مواجهة الانفلات الاعلامي بعد الثورات
 
تقرير حول الانتحار و محاولات الانتحار في تونس سنة 2014
تقرير حول الانتحار و محاولات الانتحار في تونس سنة 2014تقرير حول الانتحار و محاولات الانتحار في تونس سنة 2014
تقرير حول الانتحار و محاولات الانتحار في تونس سنة 2014
 
ملخّص مشروع قانون المالية لسنة 2015/ تونس
ملخّص مشروع قانون المالية لسنة 2015/ تونسملخّص مشروع قانون المالية لسنة 2015/ تونس
ملخّص مشروع قانون المالية لسنة 2015/ تونس
 
حول الديمقراطية التوافقية / التجربة العراقية و اللبنانية
حول الديمقراطية التوافقية / التجربة العراقية و اللبنانيةحول الديمقراطية التوافقية / التجربة العراقية و اللبنانية
حول الديمقراطية التوافقية / التجربة العراقية و اللبنانية
 
الديمقراطية التوافقية آرنت ليبهارت
الديمقراطية التوافقية  آرنت ليبهارتالديمقراطية التوافقية  آرنت ليبهارت
الديمقراطية التوافقية آرنت ليبهارت
 
قصة عبد الرؤوف المقدمي مع الصحافة ودار الأنوار
قصة عبد الرؤوف المقدمي مع الصحافة ودار الأنوارقصة عبد الرؤوف المقدمي مع الصحافة ودار الأنوار
قصة عبد الرؤوف المقدمي مع الصحافة ودار الأنوار
 
تقرير حول التعددية السياسية في القنوات التلفزية والاذاعية خلال الأسبوع الأول ...
تقرير حول التعددية السياسية في القنوات التلفزية والاذاعية خلال الأسبوع الأول ...تقرير حول التعددية السياسية في القنوات التلفزية والاذاعية خلال الأسبوع الأول ...
تقرير حول التعددية السياسية في القنوات التلفزية والاذاعية خلال الأسبوع الأول ...
 
‫دليـل التصدي‬ ‫لجريمـة التعذيـب‬ ‫في القانون التونسي‬
‫دليـل التصدي‬ ‫لجريمـة التعذيـب‬ ‫في القانون التونسي‬‫دليـل التصدي‬ ‫لجريمـة التعذيـب‬ ‫في القانون التونسي‬
‫دليـل التصدي‬ ‫لجريمـة التعذيـب‬ ‫في القانون التونسي‬
 
تقرير الاتحاد العام التونسي للشغل جول انتخابات 26 أكتوبر2014
تقرير الاتحاد العام التونسي للشغل جول انتخابات 26 أكتوبر2014تقرير الاتحاد العام التونسي للشغل جول انتخابات 26 أكتوبر2014
تقرير الاتحاد العام التونسي للشغل جول انتخابات 26 أكتوبر2014
 
تقرير الأسبوع الأوّل من الحملة الانتخابية التشريعية (تونس)حول التعددية السياس...
تقرير الأسبوع الأوّل من الحملة الانتخابية التشريعية (تونس)حول التعددية السياس...تقرير الأسبوع الأوّل من الحملة الانتخابية التشريعية (تونس)حول التعددية السياس...
تقرير الأسبوع الأوّل من الحملة الانتخابية التشريعية (تونس)حول التعددية السياس...
 
منظمة التحرير الفلسطينية والمجلس الوطني الفلسطيني (تعريف وثائق - قرارات)
منظمة التحرير الفلسطينية والمجلس الوطني الفلسطيني (تعريف   وثائق - قرارات)منظمة التحرير الفلسطينية والمجلس الوطني الفلسطيني (تعريف   وثائق - قرارات)
منظمة التحرير الفلسطينية والمجلس الوطني الفلسطيني (تعريف وثائق - قرارات)
 
السيرة الذاتية للمترشحين للانتخابات الرئاسية
السيرة الذاتية للمترشحين للانتخابات الرئاسيةالسيرة الذاتية للمترشحين للانتخابات الرئاسية
السيرة الذاتية للمترشحين للانتخابات الرئاسية
 
تجارب الاعلام المرئي و المسموع في اوروبا
تجارب الاعلام المرئي و المسموع في اوروباتجارب الاعلام المرئي و المسموع في اوروبا
تجارب الاعلام المرئي و المسموع في اوروبا
 
تونس:الانتخابات التشريعية الأولى بعد الثورة للدكتور عبد اللطيف الحناشي
تونس:الانتخابات التشريعية الأولى بعد الثورة للدكتور عبد اللطيف الحناشي تونس:الانتخابات التشريعية الأولى بعد الثورة للدكتور عبد اللطيف الحناشي
تونس:الانتخابات التشريعية الأولى بعد الثورة للدكتور عبد اللطيف الحناشي
 
دليل الصحفيين التونسيين لتغطية الحملة الانتخابية
دليل الصحفيين التونسيين لتغطية الحملة الانتخابيةدليل الصحفيين التونسيين لتغطية الحملة الانتخابية
دليل الصحفيين التونسيين لتغطية الحملة الانتخابية
 

خطاب المؤامرة و الانقلاب في تونس

  • 1. 1
  • 2. 2 تمهيد يتضمن هذا الكتيب عيّنة من المقالات و النصوص التي نُشرت بين سنتي 2102 و 2102 حول " المؤامرات" التي تعرضت لها حكومة الترويكا لإفشالها وإسقاطها ) حسب المحررين( . وكانت هذه المقالات طرحت جدلا حول جدية ما قدمته من معلومات و معطيات وصلت الى حد أن الناطق الرسمي باسم رئاسة الجمهورية عدنان منصر قال ان مؤسسة الرئاسة أفشلت مخططا انقلابيا ، لكن دون أن يحدد الاطراف المتورطة فيه ودون أن تتدخل الجهات المعنية لمساءلة كل من تورط في التخطيط لهذا الانقلاب .وهو ما جعل عديد المراقبين في عياب المعطيات الدقيقة يعتبرون ان الحديث عن المؤامرة والانقلاب هو جزء من خطاب سياسي اختارته الترويكا الحاكمة بين . سنتي 2102 و 2102 بعد تشكيل حكومة الكفاءات ، غاب الحديث عن المؤامرة و الانقلاب ، لكنه عاد من جديد قبل الانتخابات ، تحت عنوان " سيناريوهات ما بعد الانتخابات " ، عاد بذات الطريقة : اطراف وهمية دون تحديد دقيق و فرضيات سياسية أكثر منها معلومات . هذا الكتيب يقدم نصوص " المؤامرة " و " الانقلاب" كما هي ، من أجل فهم خطاب " المؤامرة ".
  • 3. 3 التخطيط لعملية انقلاب الشهر الحالي تونس : مؤامرة تحاك لإسقاط حكومة الجبالي تونس الحسين بن الحاج نصر - أعلن لطفي زيتون المستشار السياسي لدى رئيس الحكومة في العديد من تدخلاته عبر وسائل الإعلام أن مؤامرة تحاك لإسقاط الحكومة المؤقتة الحالية برئاسة حمادي الجبالي ..وقال زيتون ان أطرافا سياسية تعمل بالتعاون مع دول غربية على إسقاط الحكومة بالتنسيق مع بعض السفارات في تونس للتخطيط لعملية انقلاب في شهر مارس الحالي ..وبين المستشار السياسي لرئيس الحكومة أن هذه الأطراف لم يسمّها طالبت الحكومات الغربية بعدم تقديم المساعدات - - الاقتصادية أو القيام باستثمارات داخل البلاد لأن الحكومة ستسقط في شهر مارس مما أثر على المستثمرين وأخافهم وأكد زيتون أن الحكومة تملك كل الوثائق المتعلقة بذلك وقد اتخذت الاحتياطات اللازمة لمواجهة هذا المخطط الانقلابي...وتأتي تصريحات لطفي زيتون على إثر الوقفة الاحتجاجية التي دعا إليها الاتحاد العام التونسي للشغل على خلفية الاعتداءات على عدد من مقراته والتي اتهم فيها عناصر منتسبة لحركة النهضة الشريك الأكبر في "الترويكا " الكتلة الحاكمة ورفعت خلالها العديد من الشعارات المناوئة للحكومة والمنادية بإسقاطها .كما أن الأحداث الأخيرة التي شهدتها مناطق الشمال الغربي بسبب الفيضانات وما نتج عنها من حالات كارثية زادت في انتقاد أداء حكومة حمادي الجبالي صحيفة الرياض السعودية 2 مارس 2102
  • 4. 4 !) تفاصيل وخيوط "المؤامرة الانقلابية" على حكومة "الترويكا" ) 0 كشفت مصادر موثوقة لـ"الصباح" وجود "مؤامرة" حقيقية ضد حكومة "الترويكا"، جرى الترتيب لها خلال الأسابيع القليلة الماضية في مستويات متعددة.. وأوضحت مصادرنا التي فضلت التكتم عن هويتها، أن خيوط هذه "المؤامرة" شاركت فيها أطراف سياسية ودبلوماسيون أوروبيون وعرب.. وكان بعض المسؤولين في الحكومة، أعلنوا قبل بضعة أيام عما وصفوه بـ"المؤامرة" على الحكومة، وتحدثوا عن اتصالات بالسفارات الأجنبية، وعن تاريخ "الانقلاب" على الحكومة، الذي قيل أنه في نهاية شهر مارس الجاري.. اجتماع ضخم من مصادر مختلفة » الصباح « ومن خلال المعلومات التي حصلت عليها ومتطابقة، فإن اجتماعا ضخما احتضنه مقر إقامة أحد السفراء الأوروبيين بتونس، حضره 7 سفراء من أوروبا والشرق الأوسط وأمريكا الشمالية، تم خلاله تداول المستجدات والتطورات السياسية والاجتماعية والاقتصادية بتونس، وبعض الأحزاب » الترويكا « خصوصا في ضوء التجاذبات السياسية بين حكومة والحساسيات ومنظمات المجتمع المدني، وفي ظل ما يتردد بشكل يومي تقريبا في الإعلام )صحافة مكتوبة وإذاعات وتلفزيونات(، من وجود أزمة سياسية ومشكلات اجتماعية واعتصامات واحتجاجات واضرابات متتالية. وأعرب السفراء عن تشاؤمهم من الوضع السائد في تونس، معتبرين ـ نقلا عن أطراف سياسية ومصرفية ورجال أعمال تونسيين ـ أن الحكومة الراهنة تفتقر للخبرة والحنكة في تسيير شؤون البلاد، وأنها غير قادرة على مجابهة موجة
  • 5. 5 الاحتجاجات والضغوط المسلطة عليها، وفقا للتقارير التي بلغتهم من شخصيات تونسية وناشطين في المجتمع المدني، الذين أومأوا لهذه الدوائر الدبلوماسية، بأن آخر شهر مارس الجاري سيشهد استقالة الحكومة الحالية، ونهاية عهدها بالحكم.. البديل للحكومة الراهنة كما ناقش السفراء المجتمعون ـ في ضوء ذلك ـ كيفية تسيير شؤون البلاد في حال استقالة الحكومة، وتم في هذا السياق ـ وفق مصادر مختلفةـ طرح أحد الأسماء السياسية المعروفة )وزير سابق في عهد الرئيس المخلوع، محسوب على التيار » الترويكا » الدستوري(، كان قد أعد حكومة كاملة لتولي شؤون الحكم خلفا لـ الحالية.. بنشرها لأول مرة في » الصّباح « وتفيد المعلومات والمعطيات التي تنفرد الصحافة التونسية، بأن أحد السفراء ممن ينتمون لمنطقة أمريكا الشمالية، طرح على الحضور، اسم شخصية سياسية بارزة لتولي رئاسة الجمهورية، وهو ما تمت تزكيته من قبل الحضور، مع تحفظ أحد السفراء الذي أشار إلى وجود لهذه الشخصية على الصعيد الوطني، رغم ما يحظى به من » جبهة رافضة « احترام في بعض الأوساط الغربية، فيما قال أحد الدبلوماسيين، من جهته، أن هذه الشخصية لا تلقى القبول لدى أوساط عربية وخليجية، ممن تستنكف من مواقفه خصوصا تلك التي اتخذها قبل أكثر من عقدين من الزمن بشأن قضايا عربية عديدة.. )غدا الجزء الثاني( - - جريدة "الصباح" 2102 3 01
  • 6. 6 تفاصيل وخيوط "المؤامرة الانقلابية" على حكومة "الترويكا" ) 2 !) عرضت "الصباح" أمس بعض التفاصيل الأساسية لخيوط "المؤامرة الانقلابية" على حكومة الترويكا.. وتناول الجزء الأول من هذه التفاصيل التي حصلت عليها "الصباح" من مصادر متعددة لكنها متطابقة، بعض ما دار في "الاجتماع الدبلوماسي" الذي احتضنه مقر اقامة أحد السفراء الاوروبيين بتونس، وحضره عدد من الدبلوماسيين من دول أوروبية، بعضها متاخم للتراب التونسي، وبلدان شرق أوسطية، بالإضافة إلى دول من أمريكا الشمالية.. للإشارة فان كاتب الدولة لدى وزير الداخلية المكلف بالإصلاح، سعيد المشيشي، كان نفى في تصريح صحفي سابق، "وجود مؤامرة ضد الحكومة"، فيما أكد المستشار السياسي لرئيس الحكومة، لطفي زيتون، ومحمد عبو، كاتب الدولة المكلف بالإصلاح الاداري، وسمير ديلو، وزير حقوق الانسان والعدالة الانتقالية، وعبد الكريم الهاروني، وزير النقل، وسمير بن عمر، المستشار لدى رئاسة الجمهورية، أكدوا جميعهم، وجود ما وصفوه بـ"المؤامرة" ضد الحكومة الحالية.. بل إن سمير بن عمر، أوضح في راديو "موزاييك أف. أم" أن "المؤامرة موجودة"، مشيرا الى اطلاعه على حيثياتها، لكنه رفض الادلاء بأي معلومات بشأنها، مطالبا الحكومة بالكشف عن المعطيات المتعلقة بهذا الملف.. وكانت "الصباح" تطرقت أمس إلى فحوى مناقشات السفراء السبعة للشأن التونسي، والسيناريو البديل الذي تحاوروا بشأنه "لخلافة" الحكومة الراهنة، بما في ذلك رئاسة الجمهورية.. الطرابلسية.. ورقة ضغط ووفق المعلومات التي توصلت إليها "الصباح"، فإن "الاجتماع الدبلوماسي"، تطرق الى موضوع الدعم المالي لتونس، حيث أجمع السفراء السبعة على
  • 7. 7 ضرورة حرمان الحكومة الحالية من "إمدادات مالية" من شأنها إخراجها من المأزق الراهن الذي تمر به اقتصاديا وماليا.. وتم في هذا السياق، تناول ملف أموال الطرابلسية المودعة في بعض البنوك الأجنبية، وبخاصة أموال بلحسن الطرابلسي، حيث شدد عدد من السفراء الحاضرين في "الاجتماع الدبلوماسي"، على ضرورة استخدام "ورقة أموال وأرصدة" الطرابلسية لممارسة ضغوط على الحكومة، عبر الحيلولة دون تمكينها من هذه الأرصدة ومنعها من اكتساب أجنحة مالية تساعدها على التقاط أنفاسها وسط الأزمة الاقتصادية الخانقة التي تمر بها.. واللافت للنظر في هذا السياق، أن الطرف الدبلوماسي الذي شدد على هذا التعاطي مع ملف بلحسن الطرابلسي، اعتبر التفويت في أمواله وإرجاع أرصدته للحكومة، التي هي ارصدة الشعب التونسي وأمواله المنهوبة، لم يحن توقيتها بعد، مشددا على أن هذه الخطوة ينبغي تأجيلها إلى حين مسك الحكومة الجديدة السلطة. السلفيون على جدول المؤامرة من ناحية أخرى، تطرق "الاجتماع الديبلوماسي" إلى موضوع "المد السلفي" في تونس، ومدى خطورته، على البلاد، وسط تحذير من أحد السفراء العرب ممن تنتمي بلاده لدول "الربيع العربي"، الذي حرص على شحن الحاضرين بمخاوفه الشخصية من السلفيين، رغم أن بلاده لم تعرف أي خطورة من هذا التيار.. الغريب في الأمر، أن بعض السفراء الحاضرين أشاروا إلى ضرورة توظيف ورقة السلفيين في توتير الوضع السياسي وإجبار الحكومة على اتخاذ مواقف متشددة إزاءهم وبالتالي مزيد توريطها سياسيا وأمنيا. اتصالات... وتقارير..
  • 8. 8 وذكرت معلومات ذات صلة لـ"الصباح"، في ذات السياق، أن أحد المسؤولين التونسيين المحسوبين على الحكومة السابقة، وشخصية مصرفية ومالية رفيعة المستوى، حاولت إقناع الادارة الأمريكية بضرورة إيقاف ضمانات القروض الأمريكية إلى تونس وذلك بغاية تعطيل الحكومة ومنعها من أجنحة مالية لتطوير الوضع الاقتصادي والاجتماعي. وكان بعض رجال الأعمال، ومسؤولون ماليون محسوبون على النظام السابق )بصدد المباشرة حاليا(، اجتمعوا بمستثمرين أجانب في الداخل والخارج، وحاولوا إقناعهم بأن الحكومة لا تحفظ الأمن حاليا، وأنها لا تتوفر على التجربة، ونصحوهم بتأجيل استثماراتهم في البلاد ريثما تستقيل الحكومة الحالية، ويستتب الحكم للفريق الجديد... يشار في هذا الاطار، ـ حسب ذات المصادر ـ إلى أن بعض الشخصيات من المجتمع المدني كانت التقت وزيرة الخارجية الأمريكية، هيلاري كلينتون، خلال زيارتها الأخيرة إلى تونس، وقدمت لها "وصفة" عن الوضع في تونس، وبينت لها، أن "حركة النهضة" تحكم بمفردها، وأن "الترويكا" فاشلة في إدارة البلاد، والتغيير بات ضروريا وملحا في تونس.. وتقول المعلومات التي حصلت لدينا، أن الحكومة تمتلك كل الدلائل على تورط ..» الترويكا « هؤلاء في ما تسميه بـ"عملية التآمر" على لكن السؤال المطروح في هذا السياق هو: لماذا لم تقدم الحكومة المعلومات التي جرى الحديث عنها؟ سؤال يقتضي الاجابة.. » المؤامرة « اللازمة لتأكيد صالح عطية - - الصباح 2102 3 00
  • 9. 9 المؤامرة :المهندسون و الأبطال و الكومبارس بقلم :الحبيب بوعجيلة انطلقت منذ تشكيل حكومة الائتلاف الثلاثي أحداث متواترة بإيقاع متوازن و "اركسترالي" رافقه خطاب شحن و تبرير و تيئييس و تضخيم أتقنته "نخب" لعبت دور "الكومبارس" لمهندسي "الاحتقان" و "الإرباك" و رابطت في "بلاتوهات" الإعلام التونسي "الفاسد" و زينت صورها و تصريحاتها النارية الصفحات الأولى لصحف الرعب الأصفر . كان يجب أن نملك قدرا من الذكاء يضاهي فطنة زعمائنا )اصدقاء الجماهير( حتى نفهم ان ما يجري هو تعبيرات "شعبية" طبيعية و عفوية و تلقائية و كان يجب ان نكون اغبياء تماما حتى نقبل بجدلهم "الذكي" الذي يطالبنا باثباتات "امنية" على "نظرية المؤامرة" التي لا يمكن اثباتها الا بتحليل واقعي للمشهد السياسي و احداثه و فاعليه وفق مبدا "من المستفيد من الجريمة؟"... للمؤامرة تاريخ ... و الحق أننا نصر على الزعم بان "ثورة الحرية و الكرامة" نجحت في زعزعة اركان المنظومة البائدة و اجبرتها على التخلص من راسها و لواحقه يوم 41 جانفي 1144 . و لكن هذه الثورة المظفرة كانت "مضطرة" منذ عشية ذلك اليوم التاريخي إلى مواجهة "مؤامرات" بقايا أركان المنظومة التي دخلت اجنحتها بطبيعة الحال في صراع اكيد ليتولى الجناح المنتصر في وراثة "الماكينة" توظيف كل امكانات الدولة و الادارة "العميقة" من اجل تحديد سقوف الثورة مستفيدا في ذلك من كل "التناقضات" و "الاستقطابات" التي انتجتها الثورة بين القوى الفاعلة على الساحة التونسية داخليا و اقليميا و خارجيا .
  • 10. 10 و رغم نجاح الثوار في تجسيد "الشرعية الشعبية الثائرة" باسقاط حكومتي "الغنوشي" فان تشكيل حكومة"السبسي" نفسها لم يكن يخرج عن "السيناريوهات المتجددة" لمؤامرة كانت تغير تكتيكاتها باستمرار لقد كانت حكومة "السبسي" اغلاقا للطريق مرة اخرى امام تشكيل "المجلس الرئاسي الانتقالي" بقيادة المناضلين احمد بن صالح و احمد المستيري و محاولة أخرى لتوفير شروط "التآمر الانتقالي الهادئ" على الثورة و نتائجها المتوقعة برفض السلطة التقريرية "للهيئة العليا لتحقيق اهداف الثورة" و هندسة موازين القوة داخلها مسبقا . لقد عملت قوى الثورة المضادة بعد أن سارعت بترحيل "بن علي " على حصر المطلوب الثوري في " إعادة انتشار " المشروع البورقيبي مطعما بتوسيع هامش النشاط للقوى الراديكالية إسلامية ويسارية وقومية المقصية أو الملاحقة في العهدين البورقيبي / النوفمبري على أن لا يتوسع هذا الهامش إلى حد المشاركة في الحكم الذي سيتم التخطيط لتوسيعه للاعبين جدد أعلنوا انضمامهم إلى " بيت الطاعة البورقيبي " على قاعدة " العلمانية المؤمنة " المحروسة بوديعة توضع بين أيدي الماسكين بمقدرات السلاح و الثروة ومراكز القوة الأكاديمية و الثقافية و الدبلوماسية من الدائرين في فلك " ماما فرنسا " . لقد توهم "حراس المعبد"من الدساترة و الفاسدين المطرودين من مائدة اللئام اوائل التسعينات انهم قادرون على حكم البلاد مجددا بعد غلق "قوس بن علي" ولكن قدرا خفيا وعاقلا كان يحرك هذا المد الثوري الذي فرض بعد شهر من تهريب المخلوع الاتجاه رأسا إلى انتخابات المجلس التأسيسي دون اعتبار لحيل " الملتفين " وحلفائهم الجدد و دون اعتبار لتردد النخبة الصادقة التي اكتفت
  • 11. 11 بمقايضة " حقها في الوجود العلني " بالتنازل على حقها في الذهاب بالثورة إلى منتهياتها . لم تتمكن قوى الالتفاف من استيعاب الدرس الشعبي فمرت سريعا إلى "سيناريوهاتها البديلة البالية " و أخرجت من جراب عنادها اسطوانة الاستقطاب المشروخة لتعزف وتر الخوف على "مكاسب الحداثة " فرقصت على أنغامها " قوى و زعامات " خانت قناعاتها منذ ليلة 41 جانفي 1144 و عجزت عن فهم تحولات اللحظة التاريخية لينقلب السحر على الساحر و على المخدوعين بسحره فكان يوم 11 أكتوبرتجسيدا لارادة شعب ثائر القى بقواه الوطنية عنوة في سدة الحكم بقطع النظر عنتوقعات هذه القوى الوطنية او مدى استعدادها لتحمل هذه المسؤولية الجسيمة . آخر طلقات المؤامرة ...الفرز مجددا بعد ظهور نتائج انتخابات المجلس الوطني التاسيسي و تبلور ميزان القوة الجديد ستجد "المؤامرة" نفسها مضطرة إلى تشغيل آخر سيناريوهاتها بعد أن أصبح في مقدورها الآن التوظيف الظاهر أو الخفي لقوى متعددة من "اللاعبين الجدد" المؤهلين بمبررات مختلفة لإرباك "مسار التأسيس الانتقالي" و بناء تونس الجديدة بعيدا عن الشراكة مع "الجناح الفائز" من أركان المنظومة البائدة وحلفائه العضويين او الموضوعيين . انطلقت أحداث الأيام القليلة الماضية بداية من "معرض الرسوم" إلى إحراق المحاكم و مراكز الأمن و دور الاتحاد العام للشغل و انطلق معها "العويل " الممنهج لأنصار "الحداثة" و "الديمقراطية" و "التعددية" في مقابل غضبة "السلفيين" النازلين إلى ساحات الوغى بزنود عارية يطل منها "الوشم" و "التشليط" و بلحى وقورة تفوح برائحة "الالكول" و "الزطلة" . و بعيدا عن
  • 12. 12 إثباتات أمنية لن يتمكن أحد من الحصول عليها مع "مهندسين" محترفين نواصل الإصرار السياسي على تاكيد "مؤامرة" ندرك تماما تواصلها و نستغرب إصرار بعض أدعياء "الثورية" على عدم فرز أنفسهم وخطاباتهم عنها . لن نفهم المشهد السياسي التونسي خارج حقيقة الفرز بين 4/ قوى وطنية انحازت بلا تردد الى مسار الثورة واهدافها و تحمل بعضها مسؤوليته الوطنية في قيادة البلاد ائتلافيا في هذه المرحلة التاسيسية الفارقة بقطع النظر عن ارتباكه أو تعثره لأسباب تتعلق بمصاعب تجربة الحكم و "عناد" إدارة تتمترس في مفاصلها جيوب الفساد المؤتمرة بأوامر مهندسي الالتفاف و الردة . ضمن هذه القوى الوطنية تنخرط شخصيات اختارت أن توظف أقلامها و ألسنتها و فعلها الثقافي و المدني و الجمعياتي لتحصين المشروع الوطني الثوري و مواجهة طعنات الغدر الموجهة اليه من كل جانب مؤجلة كل التناقضات او التباينات الجزئية و متسامحة مع ما يمكن ان يرافق أداء الفريق الحاكم وأحزابه من أخطاء جزئية او تعثر في التقديرات 1/ القيادة المركزية لقوى الردة من الفاسدين الخائفين من الثورة و المنتشرين في كل مفاصل البلاد ) الإدارة و الإعلام و الاقتصاد ( و من بقايا "مدرسة الحكم الفردي" ممن يوظفون بإحكام فريقا متكاملا يضم "البلطجية" و فلول "البروليتاريا الرثة" و عصابات "السوق الفاسدة" - الذين كانوا باستمرار العضلات الفعلية لانظمة الفساد و الاستبداد . التنظيمات و الحلقات "القصووية" على اليمين و اليسار ممن تمكن - "بوليس بن علي" من اختراقها من زمان ليولي على رأسها وفي صفوفها المركزية ضباط مخابرات محترفين كما هي عادة الدكتاتوريات و يكفي أن نعود إلى ما عانته قوى المعارضة الوطنية زمن بن علي من هذه القوى "اليسراوية"
  • 13. 13 التي أبدعت في تفتيت الصف السياسي أو النقابي أو الجمعياتي بمبررات ثورجية خطط لها خبراء مكاتب وزارة الداخلية شخصيات و أحزاب و جمعيات وزعامات مكسورة بعضها متعطش - للحكم و بعضها محكوم بهواجسه "الايديولوجية" و خوفه على نمط عيش تتوهم ان خصمها المنتصر )النهضة( سيهدده .و قد قدمت هذه الأطراف عن وعي أو عن غير وعي كل ما في وسعها من قدرات خطابية و وضعت أحزابها ومنظماتها مخالب قط في خدمة "قوى الردة" لنهش جسم "الشرعية الشعبية الانتخابية الثورية" و لرفع منسوب الاحتقان و تبرير تعطيل الحياة الاقتصادية و الاجتماعية وتهويل الأخطاء باسم انتصار مزعوم للثورة . ذيول و أعوان قوى دولية و إقليمية تشتغل دوما بأسلوب الضغط على - "الأنظمة الحاكمة" مهما كانت طبيعتها او علاقاتها بها لتوفر لنفسها هامشا للمناورة و التدخل او للابتزاز وتحديد سقوف الثورة . هذا هو الفرز الحقيقي في البلاد ولن تنجح القوى المتآمرة على تزييف محاور الصراع .و يتضح الآن مرة أخرى أن لا سبيل إلى فهم مجريات الأحداث خارج حقيقة مؤامرة ستحرق من يشعلها ومن لا ينأى بنفسه عنها ليلتحق بطريق "الوحدة الوطنية الانتقالية " على قاعدة الثورة . 71 جوان 2102 صفحة الفايسبوك
  • 14. 14 النبيذ القديم والقنان الجديدة: من التوريط والتآمر الى محاولة الانقلاب على الرغم من سرعة الاحداث وغموضها فان مالاتها ونتائجها الواقعة اليوم تمكن من تتبع خيط الربط والتواصل وتسهل امكانية كشف ما كان يخطط له ” البعض” من وراء الكواليس وفي الغرف المغلقة . ومنطق التحليل السليم والمنهجي يفترض ضرورة العودة لا فقط الى تاريخ 6 فيفري بل الى تواريخ اخرى هامة عل ابرزها : - 14 جانفي 1144 :تاريخ هروب الرئيس السابق وارتباك منظومة حكمه . - 23 اكتوبر 1144 :تاريخ انتخابات المجلس الوطني التأسيسي وبروز حركة النهضة كقوة حاسمة في الحياة السياسية الوطنية وكطامح جديد لاستلام السلطة وحكم البلاد . -23 اكتوبر 1141 :احتدام معركة التشكيك في الشرعية القائمة وتكثف مساعي اسقاط “حكومة النهضة ”. الاغتيال و”النقطة الصفر ” كان تاريخ 6 فيفري الجاري ” النقطة صفر” لتنفيذ مخطط الانقلاب والاجهاز على خصم بدا متراصا موحدا قادرا على امتصاص الضربات والحملات الاعلامية المعادية ، انكشفت بعد البعض من حقائق ما جرى وما كان مبرمجا وقوعه اثارة للفتنة وتاجيجا للشارع ونشرا للفوضى والتخريب وتفتيت وحدة المؤسسة الأمنية وجر العسكر الى مربع السياسة . تحركت تلك الأيادي عبر تجييش إعلامي غير مسبوق أزاح النهضة من الحكم وافشل تجربة التعايش بين الاسلاميين والعلمانيين المعتدلين وقبر تجربة الانتقال
  • 15. 15 الديمقراطي بإسقاط الشرعية الوحيدة الثابتة في البلاد وهي المجلس الوطني التأسيسي.الوقائع والتطورات جرت بعكس ما ارتآه ” مهندسو الانقلاب “الابيض”،اندحرت”الأكذوبة”واستجمعت قوى الخير في البلاد ، سياسيون وأمنيون وعسكريون، صفوفها وتصدت لاخطبوط التامر وارباك أوضاع البلاد ، كانت حجة الشرعية الحجرة التي تكسرت عليها نوايا النكوص وضرب تجربة الانتقال الديمقراطي التي تسير بلادنا لنحت ملامحها وتشييدها لبنة لبنة . تسارعت عقارب الساعة ونشطت الدبلوماسية المحلية والدولية وعمل “اعلام العار” الداخلي والخارجي على ترسيخ مفاهيم مستحدثة مستقطعة من سياقات قديمة هدفت اكثر من مرة الى إسقاط الحكومة منها اساسا البحث عن شرعيات جديدة تحت مظلة التكنوقراط و”فقهاء القانون الدستوري” و”مجلس الحكماء” والتلويح بان الأوضاع سائرة نحو الأسوأ وان الوحدة الوطنية في طريقها الى التشظي وان الحرب الاهلية واقعة لا محالة وان اهداف الثورة في طريقها الى الضياع . انه نبيذ قديم للدكتاتورية وعدم احترام إرادة الناخبين ومحاولة للإطاحة بالسلطة القائمة وتسرب النظام القديم من جديد في ثنايا الدولة ونظام ما بعد الثورة ، انه نبيذ قديم في قنان جديدة سرعان ما تساقطت وفاحت منها رائحة الهزيمة والانقلاب والخيبة السياسية لجزء كبير من النخبة وتهاو مفضوح لأعلام مؤدلج همه ضرب ” خصم سياسي” وازاحته عن مواقعه بغير الطرق الديمقراطية وبعيدا عن صناديق الاقتراع . ان خيبة “الانقلاب الابيض” لم تكن محكومة فقط بموازين قوى سياسية وعددية محلية وحالة هيجان اعلامي غير مسبوقة بل تأت على وجه الخصوص من فقدان الحجج “الديمقراطية” وبراهين الإقناع السياسي فتحولت “حكومة التكنوقراط ”
  • 16. 16 الى ما يشبه الاضحوكة وكان “مجلس الحكماء” اشبه ما يكون ب”غطاء ضرب الشرعية” و”مجمع التشريع للانقلاب “المستعد لاصدار “البيان رقم 4 ″. ان فقدان قوة الحجة لدى “مهندسي الانقلاب الابيض” هو الامر الذي رجح كفة المتمسكين بحكومة الائتلاف السياسي وهو نفس الامر الذي جعل الموقف الدولي ينحاز تدريجيا الى إفشال مخطط الانقلابيين والانتصار الى معاني الشرعية وحقائق وأرقام العملية الانتخابية التي جرت يوم 11 اكتوبر 1144 ورفض الانسياق وراء هوى قد يفتح مصير البلاد امام الفراغ السياسي والدستوري . مشهد سياسي جديد وما من شك فان مشهد سياسي جديد يتجه الى التشكل على قاعدة فرز جديد عنوانه الأبرز ثنائية : ١ - الانحياز الى الشرعية الانتخابية وارادة الشعب او ٢ - اعادة تنشيط منظومة سياسية للاستبداد والدكتاتورية والإقصاء . ان ” الانقلاب الابيض” الذي اختار أصحابه حادثة اغتيال الفقيد شكري بلعيد - فتيلا لتنفيذ اخر لبنة في مخطط الانقضاض على السلطة ان ذلك الانقلاب فضح - قوى الحقد والعمى الأيديولوجي وكشف مؤيدي الفوضى والتخريب وعرى منظري الاستبداد والدكتاتورية الذين يتوزعون على اكثر من مقعد ، سياسيا وإعلاميا وقانونيا وحقوقيا . وعلى عكس ما قد يراه البعض فان الربط بين جميع الاحداث والوقائع التي عرفتها بلادنا منذ 11 اكتوبر 1144 تذهب الى تأكيد بان المؤامرة الانقلابية قد انطلقت منذ ان انكرت نخبة معادية لخيار الشعب على الاسلاميين صعود سدة الحكم وادارة السلطة عبر ائتلاف حزبي فريد .
  • 17. 17 لقد ظنت قوى الثورة المضادة وفلول النظام السابق انها قد ورطت حركة النهضة وحلفائها في دوامة السلطة واعتقدت انها دفعت بها الى فوهة بركان الخيبة والهزيمة الأبدية ، وعملت تلك القوى ما في وسعها لهرسلة السلطة والائتلاف الحاكم سياسيا وإعلاميا وميدانيا عبر افتعال الاحتجاجات والاعتصامات والاضرابات ورفع نسق المطالب الاجتماعية وتأجيج مختلف مسارات الانفلات الاجتماعي والأمني والاقتصادي ، ولكن السلطة الجديدة أبدت لا فقط مرونة في التعاطي مع كل المؤامرات والحملات العدائية بل صبرت وتحملت ما ال اليها من مسؤولية وطنية في تامين السير العادي لجل المرافق العمومية وتأكيد تماسك اجهزة الدولة وحماية الخيار الشعبي وتقديم ما امكن من منجزات في واقع لم ينفك عن الاشتعال لحظة واحدة بالتداول والتناوب بين مختلف مدن وجهات البلاد ومختلف القطاعات والميادين الاقتصادية والاجتماعية والسياسية . ان “الانقلاب الابيض” ارتد على أصحابه خيبة شديدة وانهيارا شاملا وانكشافا لكل ما كان يدور في الكواليس من مخططات للارباك الامني والاجتماعي والافشال التنموي والاقتصادي والنكوص عن مسار الثورة والانتقال الديمقراطي ونشر مشاعر التخذيل والخوف والإحباط - سؤال : قولوا ، الان، أنكم ديمقراطيون - جواب : أنكم “دكتاتوريون جدد” عباتم نبيذكم القديم /المعتق بالكراهية والحقد الايديولوجي الاعمى في قنان جديدة باسم التقدمية والحداثة ومقاومة “الفاشية الاسلامية الصاعدة”واحباط”الدكتاتورية الدينية الناشئة ”.
  • 18. 18 - خاتمة : دعوا عنكم نبيذكم القديم وتعالوا الى “السكر” من نبيذ الحرية والايمان بقواعد العيش المشترك والوطنية الصادقة والديمقراطية الحقة . محمد القاسم جريدة الضمير 20 فيفري 2103
  • 19. 19 “ الضمير” تفضح مؤامرة تمرير الانقلاب وافتكاك السلطة المتابعون يستغربون عناد هذا الطيف المُعارض في الرفض القطعي لتولّي الأستاذ أحمد المستيري رئاسة الحكومة على الرغم من أنّه كان الأفضل من ضمن أربعة أسماء بلغت المحطة الأخيرة من عمليات الغربلة والفرز، وعلى الرغم أيضاً من غياب مبرّرات فعليّة واضحة للرفض، بما جعل هذا الرفض مقصودا لغاية وحيدة وهي الدفع لإفشال الحوار الوطني لا غير . رموز الجبهة الشعبيّة وحزب نداء تونس يتخبّطون الآن في ورطة تبرير فعلتهم التي وقف كلّ العالم شاهدا على تهافتها وافتقادها لأيّ جديّة أو وجاهة بقدر ما أنّها حرمت البلاد من تحقيق توافق تاريخي يُنهي الأزمة السياسيّة القائمة ويفتح الطريق سالكة لاستكمال مسيرة البناء الديمقراطي . اسقاط عامل السن على مواصفات المرشّح لرئاسة الحكومة بصفة بعديّة وبعد أن استقرّت الأمور لفائدة أحمد المستيري أربك مسار الحوار وأوقع الرباعي الراعي للحوار في مأزق حقيقي انتهى الى الحل الحكيم في تعليق الجلسات خاصة بعد أن تمسّك حمّة الهمامي و”رفاقه” برفض مقترح الإدماج الذي تقدّم به شريكهم في جبهة الانقاذ الاستاذ أحمد نجيب الشابي كمخرج توافقي يُرضي حالة الاستقطاب التي دفعت إليها الجبهة بين المرشحين المستيري ومحمّد الناصر . هيستيريا النواب المنسحبين تعزّز ذلك الرفض القطعي للمستيري ومقترح الدمج بهيستيريا النواب المنسحبين / العائدين على خلفيّة التنقيحات التي تمّ إحداثها في النظام الداخلي للمجلس الوطني التأسيسي لتأمين السرعة المطلوبة في الاعمال التأسيسيّة وربح الوقت وتفادي التعطيل في تنفيذ خارطة الطريق وفرض الجديّة والانضباط ومنع
  • 20. 20 الغيابات عن اجتماعات اللجان والجلسات العامّة ، وبذلك بدأت تتوضّح النوايا الحقيقيّة التي كانت ترمي اليها المعارضة من الحوار الوطني : بكلّ المقاييس ووفق كلّ الاعتبارات واستنادا الى كلّ القراءات الموضوعيّة لم تكن الغاية أبدا الحرص على إيجاد مخرج للأزمة السياسيّة والا ما كانت المعارضة تعترض على شخصية في قيمة الاستاذ أحمد المستيري وترفض تنقيحات قانونيّة كانت تهدف الى تسريع كتابة الدستور وصياغة القانون الانتخابي وتركيز الهيئة الانتخابيّة . فضحت المعارضة نفسها بنفسها وباتت تتقلّب بحثا عن تبريرات ولكنّها فشلت في تمرير ألاعيبها على الاطراف المشاركة في الحوار كما لم تنطل حيلها على الرباعي الراعي للحوار الذي تميّز أداؤه بالحياد والواقعيّة ورفض الانخراط في جوقة قطع أوصال الحوار وإعلان فشله . إذن ماذا كانت تُريد الجبهة الشعبيّة ومن لفّ لفّها من الدخول للحوار الوطني؟ وماذا كانت أهدافها من خلال ما قامت به لتعطيل الحوار وإفشاله ؟ . دون إعادة نظر في خارطة الطريق وما تضمّنتها من نقاط استفهام وألغام وربّما حتّى نوايا غير بريئة ، فلقد اتّضح بالمكشوف اليوم أنّ الجبهة الشعبيّة والبعض من قيادات حزب نداء تونس )الشق اليساري الاستئصالي( لم يكن يعنيها من مبادرة الرباعيّة سوى الحصول على استقالة الحكومة والسعي لتنصيب حكومة موالية ولم تكن بقية المسارات والاستحقاقات تعنيها في شيء، وإلاّ على أيّ أساس قدّمت الجبهة المختار الطريفي كمرشح لرئاسة الحكومة وهو المعروف بعدم حياديّته وبتبعيته الفكريّة والايديولوجيّة والسياسيّة للعائلة اليساريّة ؟ ، وأيضاً كيف تسمحُ الجبهة لنفسها بدعم ترشح أسماء أخرى حولها أكثر من شُبهة على غرار مصطفي كمال النابلي المحسوب على حكومة الظل والدولة العميقة التي
  • 21. 21 تستهدف الثورة والمسار الانتقالي ناهيك على أنّه أحد رجالات البنك الدولي ومن صنيعة المنظومة الليبراليّة الغربيّة التي تتعارض كلّيا مع الطروحات الاشتراكيّة التي هي أساس البناء الجبهوي؟ !. ارتباك وبحث عن مبررات ارتبك الرفاق وأيقنوا أنّ الحوار قادهم في النهاية إلى ورطة حقيقيّة ومأزق سياسي وأخلاقي عنيف جدّا وأكسب خصومهم ثباتا وجدية وحرصا لا غبار عليها بتغليب المصلحة الوطنيّة على حساب المغانم الحزبيّة ، فطفقوا سبّا وثلبا وتجريحا في المرشح أحمد المستيري الأقرب الى الطرح الاشتراكي منه الى الطرح الاسلامي الذي تتبنّاه حركة النهضة والأكثر التزاما بالفكر الديمقراطي وبالدولة المدنيّة، ولجأوا من جديد الى التلويح بتعطيل أعمال المجلس التأسيسي، هذا مع استعادة الأسطوانة القديمة في نعت النهضة بالتغوّل والهيمنة على مفاصل الدولة وتحضير الأجواء لتزييف الانتخابات القادمة والبقاء في السلطة ومن أطرف ما قيل في هذا الصدد ما صرّح به زعيم الجبهة الشعبيّة حمّة الهمامي من أنّ المستيري هو الضامن لعودة النهضة للحكم ولو بتزييف الانتخابات وتزوير نتائجها !!. المخطّط كان جليّا في الدفع لافتكاك مركز السلطة التنفيذيّة )الحكومة( أوّلا وباعتماد كلّ أساليب الضغط والابتزاز وترويج الإشاعات ولاحقا بالنكوص عن تعهدات الأعمال التأسيسيّة وتعطيل المسار الانتخابي بالإتكاء على اجتهادات المحكمة الاداريّة وعكاز الرفيق أحمد صواب والقاضية كلثوم كنّو والحقوقي مختار الطريفي، ثمّ المرور إلى استهداف الرئيسين المرزوقي وبن جعفر انتهاء الى تنفيذ أجندة تخريب المسار الانتقالي والانفصال عنه لفائدة سلطة جديدة تكون الشرعيّة الانتخابية والانتقال السلمي لمؤسسات الحكم الدائمة من آخر اهتماماتها .
  • 22. 22 ولكن لماذا يدفع حمّة ورفاقه الى هذا المنحى ولماذا باتوا يخشون استكمال مستلزمات الانتخابات ؟ ولماذا دفعوا أحد شركائهم في الجبهة الشعبيّة )الشابي( إلى نعتهم بعدم الجديّة في تحقيق الوفاق ورغبتهم في جعل الحوار مناسبة للانقلاب على النهضة لا غير؟ . كان في اعتقاد اليسار الاستئصالي أنّه بإمكانه أن يُحرّك الشارع لإنجاز ثورة ثانية ضدّ الاسلاميّين وكان يتصوّر أنّ تجربة هؤلاء لن تطول في الحكم أكثر من شهر أو شهرين وأنّهم سيرمون منديل الهزيمة وسينسحبون صاغرين تحت ضربات المحتجين والثوار الجُدد والمقهورين في الارض والمفقّرين، ولكن خاب تصورهم أمام ثبات الترويكا وإصرارها على استكمال المسار الديمقراطي وانجاح الثورة برغم ما لقيته من ضربات البعض منها كان في غاية الإيلام على غرار اغتيال الفقيدين بلعيد والبراهمي والاستهداف الدموي الجبان للجنود وأعوان الأمن الوطني . أخطبوط اليسار الاستئصالي بات من الجليّ اليوم أنّ اليسار الاستئصالي يتخبّطُ في متاهات آخر مؤامراته على الثورة وعلى الانتقال الديمقراطي وعلى الاسلاميّين وعلى روح التعايش المشترك وعلى جسد المصالحة الوطن ية بين أكبر عائلتين سياسيّتين في البلاد ، هذه المصالحة التي يعتقد هؤلاء أنّهم ستكون أكبر مهدّد لوجودهم السياسي في البلاد . اليسار التونسي موقن أنّ منطق الأحجام السياسية والانتخابيّة لم يكن ولم يعد ولن يكون في صالحهم ولفائدتهم ولذلك فهم ساعون بجهدهم وباستثمار مواقعهم الاعلاميّة والحقوقيّة والأمنية التي غنموها زمن الدولة النوفمبريّة لتوتير أوضاع البلاد والدفع بها الى “فوضى خلاّقة” تعود بالبلاد الى حالة مشابهة لتاريخ 41 جانفي 1144 حيث أمكن لهم حينها أن يلعبوا دورا مهمّا بل كانوا وراء توجيه
  • 23. 23 الأحداث على أكثر من صعيد منها على وجه الخصوص فرض المسار التأسيسي وحل التجمّع الدستوري الديمقراطي وتوجيه ضربات للجهاز الأمني وللادارة التونسيّة وخلخلة منظومة الحكم السابقة لإحداث فراغ كانوا يعتقدون أنّه بإمكانهم تثمينه للوصول للسلطة . هم يبحثون اليوم عن تكرار نفس التجربة أي الدفع بالبلاد نحو الفراغ الدستوري والأمني والسياسي علّهم يتداركون حالهم التي ستكون ميؤوسة في حال استقرار الأوضاع وإجراء الانتخابات !! هذه ليست تخمينات أو تكهّنات بل هي مؤشرات موضوعيّة عن مسيرة ونمط تفكير يبحث أكثر ما يبحث عن الأوضاع المتعفّنة لتحقيق المآرب السياسيّة وعلى رأسها افتكاك السلطة، وإلاّ بماذا يُمكن أن تُفسّر الاهتزازات الانقلابيّة للجبهويين وحلفائهم اليوم في علاقة بمسار الحوار الوطني؟ !. ولماذا يتلاعبون بهذا الشكل الغريب بحاضر البلاد ومستقبلها؟ ولماذا يستنفرون اليوم كلّ طاقاتهم ومخزوناتهم : – الاعلام ية )وسائل الاعلام النوفمبري ونقابة الصحفيين التي صرحت رئيستها نجيبة الحمروني هذا الأسبوع في الكويت بمناسبة التئام مؤتمر الصحفيين العرب بضرورة التصدي للمد الإخواني الإرهابي !! ) – والأمنيّة )النقابات الامنيّة المتنطّعة والمسيّسة ) – والحقوقية )الرئيس السابق للرابطة التونسيّة لحقوق الانسان ولجنة كشف الحقيقة في اغتيال الفقيدين بلعيد والبراهمي …) – والأكاديمية ) والتي بلغت أقصاها في دعوة ألفة يوسف الى الانقلاب المسلّح ..).
  • 24. 24 – والقضائيّة ) ممثليهم في المحكمة الاداريّة لقطع الطريق عن تركيز هيئة انتخابات وجمعية القضاة التونسيين التي ضاقت عليها تواريخ الدنيا ونفّذت إضرابا عاما يوم 7 نوفمبر..والقضاة الفاسدون لتعطيل المرفق القضائي وقطع الطريق أمام معالجة الملفات الخطيرة على غرار ملف التأمر على أمن الدولة ). مراقبون يؤكدون أنّ التحرّكات الأخيرة لهؤلاء متشنجة ومرتبكة ومفضوحة في توجهها التخريبي والفوضوي بما يعني شعورا بانكشاف مؤامرة توظيف الحوار الوطني لتمرير البرنامج الانقلابي وافتكاك السلطة عنوة ، لم ييأسوا ولكنهم يفشلون كلّ يوم أكثر ممّا كانوا يتوقعون بل أكثر ممّا كان يتوقّع خصومهم !!. - - المصدر جريدة الضمير ليوم 2103 00 01
  • 25. 25 الانقلابيون في تونس يحاولون تنفيذ الخطة ب … 2003 … عندما عادت عجلة التّاريخ إلى الوراء مرّة أولى يوم 9 أفريل 1111 كنت أشاهد مباشرة على الفضائيات دخول الدبابات الأمريكية إلى مدينة بغداد عاصمة الجمهورية العراقية … كان الذهول يسيطر عليّ وأنا أرى بأم عيني وفي رابعة النهار وتحت أشعّة الشمس قوات أمريكية وبريطانية تعود لاحتلال بلاد عربية وهو أمر ظننت أنّه انتهى تاريخيا بل تيقنت أن المستقبل للشعوب الحرّة لتقرير مصيرها … لقد تخلّصت المنطقة العربية من الاستعمار وما ظننت يوما أنّ عجلة التّاريخ ستعود إلى الوراء وما ظننت يوما أنّني سأرى الجندي الأجنبي يدوس بحذائه العسكري الغازي تراب الأوطان الحرّة لاسيما أنّه توجد " أمم متحدة " و" جمعية عامة " و " مجلس أمن " ورأي عام عالمي " الخ … الخ … ولكن كان يقيني مجرّد حلم تبخّر أمام الحقيقة السّاطعة … احتلّ الأمريكان بغداد وفرح العملاء بالاحتلال و سمّوه " تحريرا " … ورقصوا ابتهاجا وقدّموا باقات الزّهور للغزاة … لقد عادت عجلة التاريخ إلى الوراء سنة 1111 بعودة الاستعمار الى البلاد العربية المستقلة . 2011…. عادت عجلة التاريخ إلى الوراء مرّة ثانية شهدت سنة 1144 موجة ثورات الربيع العربي وسقط الحكام الطغاة ي تونس ومصر وليبيا واليمن بفعل الحراك الشعبي أساسا حيث ثارت الجماهير
  • 26. 26 المسحوقة وسحقت السلاطين الجبابرة الذين مارسوا الظلم والقهر … ولكن كيف عادت عجلة التاريخ الى الوراء ؟ كنت أشاهد دبابات كتائب القذافي وهي في ضواحي بنغازي تستعد لسحق الثوار الليبيين … كانت الدعوات صادرة إلى الله وإلى الأحرار في العالم وإلى كل المحبة للحرّية أن تمنع الطاغية الليبي القذافي من ارتكاب حمام دم في بنغازي والإجهاز على الثوار … كنت أشاهد طلائع طيران الحلف الأطلسي ممثلا بطائرات مقاتلة فرنسية تحلق في الأجواء الليبية لأشعر ببعض الارتياح الحيني لانها حقّقت مؤقتا انقاذ الثوار الليبيين وايجاد جدارناري واق لهم ليستردوا أنفاسهم … وكانت أغلب المشاعر العربية مرحبة بتدخل النّاتو إلى جانب الثوار اللّيبيين باستثاء المرتبطين بفكر القذافي … لقد عادت عجلة التاريخ إلى الوراء – – ورحّب النّاس بقصف الطائرات الأطلسية للتّراب الليبي واعتبروا ذلك أمرا ايجابيا لأنّه سيساهم في تحرير ليبيا … لم تكن لديّ مشاعر ذهول بل على العكس مشاعر ارتياح لأنّني رأيت ذلك من الاضطرار لا الاختيار … لكن أكّدت الأحداث لاحقا أنّ الحلف الأطلسي ليس جمعية خيرية ليساعد الثوار الليبيين لوجه الله فما تعيشه ليبيا حاليا في 1141 من انتشار للسلاح وتفكك للدولة هو في جزء نتيجة التدخل العسكري 2012 عجلة التاريخ عادت الى الوراء في مصر سقط نظام مبارك وتهاوت الحصون كالورق … وكنت أتصوّر أن الدّنيا في مصر ستصبح " قمرا وربيعا " كما تقول أمّي أطال الله عمرها وستنتهي – –
  • 27. 27 مأساة الملايين من العمال والفلاحين … وملايين أطفال الشوارع… وتظهر حقائق غرقى العبّارة) السلام 99 ( المنكوبة الذين أكلتهم حيتان البحر الاحمر … وتُكشف أسرار سقوط الطائرة العسكرية التي كانت تقلّ ضبّاطا ، ذهبت أسرارهم مع قروش المحيط الأطلسي التي التهمتهم وتم مسح الحادثة المأسوية في مساعد قائد الطائرة ) البطوطي ( لأنه قال " الله أكبر " والمحققون الأمريكان أعتبروها إعلان عملية انتحارية … قلت ستنتهي معاناة قطاع غزّة وتفتح الحواجز والمعابر للمرضى والمسافرين وللغذاء والدواء … يالها من فرحة لكن قوى الاستكبار العالمية والصهيونية وحلفاؤهما في المنطقة العربية حرّكت الخيوط في الداخل المصري وضخت الأموال لتعيد عجلة التاريخ إلى الوراء … نظّمت فيلما من اخراج مخابراتي لتطيح بمسار ديمقراطي خطره ظهر مؤكدا على الاستعمار والاحتلال والاستبداد والفساد … لبعد أن فتحت المعابر ورُفع الحصار عن أطفال فلسطين في غزّة ….. بعد أن تحرّر الإعلام المصري …وبعد أن تحرّر الإنسان المصري … فجأة رجعت مصر إلى " عهد مبارك " وعادت عجلة التاريخ إلى الوراء فعلا … إن الانقلاب العسكري الدّموي في مصر فاجعة حقيقية في مسار الديمقراطية حيث بدأ بسلاح القضاء الفاسد الذي حل مجلس الشعب المنتخب وعاضده في ذلك اعلام شرس ومغرض وتمويل خليجي وتخطيط صهيوني … وسريعا ما عادت سياسة تكميم الافواه وسلب الحريات وسحق المظاهرات بالمدرّعات … انبرى سياسيون ونقابيون في تونس يصفقّون للفريق السيسي لأنّه انقلب على "الإخوان" حسب تفكيرهم السياسي السّاذج والسّطحي … وتجاهلوا أنه منع ارادة شعبية وتنكر للديمقراطية … إنّهم انقلابيو تونس ولحّاسة العسكر وبنادير
  • 28. 28 الانقلاب العسكري الفاشي في مصر … يريدون استنساخ المشهد الانقلابي في تونس ولكنهم فشلوا في ذلك لعوامل عديدة وخاب مسعاهم في اعتصام الرحيل والاضرابات والاعتصامات وو تونس 2013 … التقدّم نحو إرساء الديمقراطية يجب الإقرار أوّلا بأنّ عدّة إخلالات حدثت في خريطة الانتقال الديمقراطي بعد انتخابات 1144 41 11 من أهمها عدم تحديد أفق عمل حكومة سي حمادي - - الجبالي وعدم تحديد موعد أوّلي للانتخابات الرئاسية والتّشريعية … لأنّه من المنطقي تماما أن تشرف على الانتخابات في وضع انتقالي حكومة" محايدة" أو" مستقلة" أو" توافق وطني مثّل قبول ائتلاف الترويكا و حركة النّهضة أساسا بالحوار الوطني و" التوافقات " سلوكا متطوّرا جدا في الممارسة السياسية في المنطقة العربية لأنّه أداة لتهيئة البيئة السياسية المناسبة للانتخابات القادمة لقد انتهى الحوار الى حلول توافقية مكّنت من إنجاز دستور جديد محل رضى أغلب الأطراف كما انتهى الحوار الوطني الى تشكيل حكومة اصطلح على تسميتها ب " حكومة كفاءات مستقلّة " كاملة الصلاحيات لكن مهمتها الرئيسية " إعداد الانتخابات " بما في ذلك تهيئة البيئة السياسية والاجتماعية والأمنية المناسبة لانتخابات حرة نزيهة وشاة وفق المعايير الدّولية
  • 29. 29 تونس 2014… الانقلابيون يحاولون الخطة ب لإعادة عجلة التّاريخ إلى – – الوراء استأنفت القوى الانقلابية في تونس – بعد تشكيل حكومة سي مهدي جمعة – الروح الاستئصالية تجاه حركة النّهضة والتيار الاسلامي و" الهوية الاسلامية " عموما … بعدما فشلت في تحقيق انقلاب عسكري وأمني على الطريقة المصرية التي هلّلوا لها ومجّدوا قتل المنظاهرين وبرّروا تكميم الاعلام انتقلوا إالى – - الخطة ب ) غير المعلنة ( ولكن معالمها تتضح يوما بعد آخر وتتمثّل في " تهيئة بيئة سياسية واجتماعية معادية لإجراء أيّ انتخابات " تلتقي مصلحيا وموضوعيا مع قوى الإرهاب المكلفة بطبعها بزعزعة الاستقرار والإخلال الأمني … تجسّدت الخطة الانقلابية ب في الهجوم الاعلامي الكاسح في أعلى درجات خطاب الحقد والكراهية في أجهزة الإعلام المرئية والمسموعة والمكتوبة على الترويكا والنّهضة وتصريحات سياسيين ونقابيين وأمنيين واعلاميين تدعو للاستئصال تحت يافطة " مراجعة التعيينات " وتحميل " النهضة كذبا وافتراء – " مسؤولية الارهاب " وأخيرا برنامج جبهة الانقاذ للاحتفال باسقاط حكومة الترويكا وهي عقلية سخيفة تؤكد الروح الانقلابية الحاقدة وتتناقض مع التّمشّي الحقيقي للأحداث حيث أن العملية السياسية في تونس كانت نتيجة " حوار وطني " ونتيجة " توافق وطني " ولم تكن مطلقا نتيجة " اعتصام الرحيل " و… و … إن الهدف الرئيسي للانقلابيين في تونس هو " إعادة المنظومة السابقة "وهي منظومة فساد واستبداد عانى منها التونسيون وثاروا ضدها … إن الأداة الرئيسية للانقلابيين حاليا في تونس لتنفيذ الخطة ب الهادفة للاستئصال بواسطة الكذب والافتراء وتعطيل المسار الانتخابي وإعادة عجلة التّاريخ إلى الوراء هي الاعلام
  • 30. 30 المرئي والمسموع والمكتوب ولذا وجبت مواجهة الانقلابيين بنفس الأدوات وعلى أنصار الديمقراطية أن يكشفوا زيف الصحف العنصرية وبهتان البرامج الهابطة ومنطق الخداع لدى الرموز الانقلابية الحاقدة اسماعيل بوسروال نشر في الشاهد - - 2102 12 يوم 22
  • 31. 31 عدنان منصر : رئاسة الجمهورية افشلت انقلابا عسكريا امنيا سياسيا في اكثر من مناسبة قال المتحدث الرسمي باسم رئاسة الجمهورية عدنان منصر في حوار ببرنامج لمن يجرؤ فقط الذي يبث على قناة التونسية ان رئاسة الجمهوية افشلت انقلابا عسكريا أمنيا سياسيا في اكثر من مناسبة . من جهة اخرى اكد منصر ان رئيس الجمهورية المؤقت المنصف المرزوقي لن يسلم الرئاسة إلا لرئيس منتخب أرابسك تونس 2014.02.23
  • 32. 32 صالح عطيّة يكتب: السيناريو المدمّر للاستحقاق الانتخابي؟ تونس السفير – بقلم صالح عطية في الوقت الذي تنهمك الأحزاب والقوائم المستقلة، والهيئة العليا المستقلة للانتخابات في موعد 16 أكتوبر وتفاصيله ومآلاته، يرصد المرء معالم واضحة للمرحلة المقبلة، بدأت تتشكل في غفلة ـ ربما ـ من مكونات المشهد الانتخابي .. ثمة سيناريو يجري التخطيط له منذ فترة، من قبل جزء من المنظومة القديمة، واليسار الانتهازي والإستئصالي، ولفيف من منظمات المجتمع المدني من “المؤلفة قلوبهم”، يهدف إلى الالتفاف على نتائج الانتخابات القادمة، وتشكيل مشهد سياسي “بديل” لما يمكن أن تفرزه صناديق الاقتراع .. هذا السيناريو، أعدّ ـ على الأرجح ـ منذ عدة أشهر في غرف مغلقة، بمشاركة عتاة المفكرين ورجال “إستراتيجيا” النظام القديم ورموزه، وذلك بعد اجتماعات بالعاصمة وفي بعض الجهات الداخلية، تم الاتفاق في أعقابها على “إفساد” نتائج الانتخابات، خصوصا إذا ما آلت إلى بعض مكونات الترويكا السابقة، وتحديدا حركة النهضة وحزب المؤتمر من أجل الجمهورية .. معطيات أساسية الجماعة جادة في مسعاها الذي تصفه بـ “الاستراتيجي” و”المنقذ” للبلاد، وهي انطلقت في وضع هذا السيناريو بناء على جملة من المعطيات :
  • 33. 33 + أن مكونات الترويكا، وبخاصة حركة النهضة، استفادت من خروجها من الحكم على صعيد استعادة شعبيتها .. + أن المواطن التونسي فقد ثقته في الأحزاب السياسية، خصوصا تلك التي كانت تناكف الترويكا وتعارضها، وهي تبدو في نظره، أحزاب بلا بوصلة.. تقتات من الصراع أكثر من البناء .. + أن المنظومة القديمة مشتتة ومقسمة، فضلا عن تراثها الاستبدادي المفسد، الذي يجعل أي تحالف معلن معها، مرفوض شعبيا .. + أن اليسار بدوره منقسم، ولم يقدر على تجميع مكوناته ضمن إطار موحد، رغم وحدة الأهداف والتحليل والوجهة الإيديولوجية .. وهي معطيات لن ترجح ـ في تقدير الجماعة ـ كفة التيار “التحديثي” وما تسمى بـ “القوى الديمقراطية” في الانتخابات القادمة .. السيناريو .. والخطوات ولمواجهة هذه المستجدات، التي ستعصف بمستقبل عديد الأطراف السياسية، ممن يتوقع أن تحصد عددا من الأصوات غير وازن في المشهد السياسي بعد الانتخابات، تم التخطيط لسيناريو من شأنه قلب المعادلة رأسا على عقب، وفقا لخطوات محددة جرى ضبطها بالتنسيق بين عدة أطراف داخلية وخارجية، لم
  • 34. 34 تستسغ سياقات الراهن السياسي الوطني… ويمكن اختزال هذه الخطوات في النقاط التالية : ـــ التسويق لتخوفات تتعلق بتزوير الانتخابات القادمة، من خلال تصريحات لسياسيين وحقوقيين وإعلاميين وناشطين في المجتمع المدني، وبخاصة من المختصين في مراقبة الانتخابات .. ـــ إعداد دعاوى قضائية للمحكمة الإدارية، تخص التجاوزات المتعلقة بالتزوير، وستتولى منظمات المجتمع المدني وأحزاب وشخصيات سياسية ومواطنين “مكلفين بمهمة”، الطعن في نتائج الانتخابات لدى القضاء … ـــ نتيجة حجم الدعاوى القضائية التي سيتم تقديمها للمحاكم، ستقع المطالبة بإرجاء تفعيل نتائج الانتخابات إلى ما بعد البتّ في هذه الدعاوى قضائيا، وبالتالي يتم الضغط السياسي ــ وربما الشعبي ــ لكي لا تتشكل الحكومة الجديدة، ويجري من ثمّ، تعطيل المسار السياسي برمته .. ـــ دعوة منظمات من المجتمع المدني في الغرب للاعتراض على نتائج الانتخابات، عبر البيانات والتقارير والإحصاءات والندوات والمؤتمرات الصحفية، بشكل تتحول القضية إلى مشغل وطني حقيقي .. ـــ وضع استراتيجية إعلامية سيتولى “الإعلام المأجور” بموجبها، تسويق هذا الأمر للرأي العام الوطني، بواسطة “تقنية التكرار” المستمر، وهو ما حصل بالضبط في الحالة المصرية، عندما قام عبد الفتاح السيسي بالانقلاب.. فقد هضم جزء كبير من المصريين العملية الانقلابية في البداية، ولم يتفطنوا إلا بعد أن ارتكبت الجريمة الفاشية والدموية في رابعة ..
  • 35. 35 ـــ النزول للشارع بأعداد لافتة بقيادة شخصيات سياسية وحقوقية وناشطون ورموز أحزاب سياسية، يرفعون شعارات ردّ الاعتبار للشعب التونسي الذي زيفت إرادته، وتم تزوير تصويته، وأن هؤلاء قد اجتمعوا لتصحيح ما أفسدته الانتخابات المزوّرة… وستتسع عملية النزول لتشمل الشوارع والأنهج وأمام المؤسسات الرسمية، لمنع أي عملية تنصيب للحكومة الجديدة التي ستفرزها صناديق الاقتراع .. ـــ الاستعانة ببعض الأطراف الخارجية، لضخ أموال في الوضع التونسي، من أجل بيع الوهم للشعب التونسي، وتقديم مؤشر على ما يمكن أن يفعله المنقلبون الجدد إذا ما استتبّ لهم الأمن والاستقرار .. تساؤلات ضرورية وبالطبع سيتم الزج بقوى الثورة والأحزاب الليبرالية وذات المرجعية الإسلامية، وما يوصفون بـ “العلمانيين المعتدلين” في السجون لسنوات ريثما تهدأ الأجواء، وتطوى صفحة الثورة والثوار والربيع العربي إلى الأبد .. فهل تكون نهاية الربيع التونسي بهذه الصورة الدونكيشوتية بعد كل التضحيات البشرية والسياسية والوطنية ؟ وهل ستبقى الأطراف المستهدفة بالانقلاب مكتوفة الأيدي ؟ بعبارة أخرى : كيف تفكر لمواجهة هذا السيناريو ؟ وما هو موقف
  • 36. 36 القوى التي توصف بـ “الثورية” ؟ وما هو رأي الأطراف الخارجية التي تراهن على الانتقال الديمقراطي في تونس ؟ في انتظار الإجابة على هذه التساؤلات، يخشى المرء، كما يخشى الرأي العام الوطني كل الخشية، من أن تهرع بعض القوى الثورية، أو بعض مكونات الترويكا السابقة إلى تسويات خفية )تحت الطاولة(، مع “الماكينة” الانقلابية، أو ما يسميها البعض بـ “الثورة المضادة”، بذريعة الخوف من عودة المنظومة القديمة، أو عودة الاستبداد، وخروجهم من كل هذه الهلمّ التونسية بيد فارغة وأخرى لا شيء فيها .. إنها ساعة الحقيقة في عمر الترويكا السابقة، وساعة الحقيقة بالنسبة للقوى “الثورية”.. فهل يفيق هؤلاء قبل فوات الآمان ؟ قد يبدو السؤال مزعجا، لكن الأكثر إزعاجا، إمكانية أن تتواصل “سياسة الصمت” و”إستراتيجية التراجع” إلى أبعد من ذلك، فهل يتم تكذيبنا في هذا السياق فعلا؟ - - 2102 01 01
  • 37. 37 الحركات الاحتجاجية لا تُفسر بالمؤامرة فقط ..... نورالدين المباركي اخطأ النظام السابق حين حاول تفسير الانتفاضة الشعبية التي انطلقت من سيدي بوزيد يوم 47 ديسمبر بأنها مؤامرة ضد مكاسب و انجازات تونس ، وأن أطرافا مجهولة وملثمة و إرهابية تحرك الشباب و تحرضهم و تدفعهم إلى التظاهر و الاحتجاج . أخطأ النظام السابق في قراءته لحقيقة ودوافع انتفاضة العاطلين عن العمل و المهمشين و الفقراء ، لأنه لم يبحث عن الأسباب في الوقائع الملموسة ، إنما ذهب إلى ما يُرضيه وما يدين الآخر ، ذهب إلى نظرية المؤامرة لأنها الأسهل للتفسير و ترمي المسؤولية على الآخرين وعلى قاعدة هذا التفسير التآمري جاء خطاب التهديد و الوعيد و تطبيق القانون "بكل حزم" الذي أثبت مسار الثورة في تونس أنه زاد المنتفضين قوة و إرادة للوصول بالانتفاضة إلى آخر مراحلها أي الثورة و إسقاط رأس النظام . ************** إن تعاطي النظام السابق مع مطالب العاطلين عن العمل و المهمشين و الفقراء هو بمثابة الدرس لكافة الحكومات،درس جوهره أن التفسير التآمري للاحتجاجات الاجتماعية ورمي المسؤولية على الآخرين لا يزيد الأوضاع إلا تأزما ، وهو درس لا يبدو أن الحكومات التي تتالت على قيادة البلاد بعد 41 جانفي قد استوعبته جيدا .
  • 38. 38 لم تستوعبه حكومة السيد محمد الغنوشي فاضطرت للاستقالة تحت ضغط اعتصام القصبة 1 ، وقال السيد محمد الغنوشي إن أيادي خفية كانت تحرض على الإضرابات و الاعتصامات و تضع العصا في عجلة الحكومة و لا تريدها أن تنجز برنامجها الإصلاحي ولم تستوعبه أيضا حكومة السيد الباجي القائد السبسي التي وزعت الاتهامات في أكثر من مناسبة إلى مجهولين و أيادي خفية تعمل لعرقلة خريطة الطريق التي تقدمت بها ولا يبدو أيضا أن حكومة 11 أكتوبر بدورها قد استوعبت الدرس، فهي بصدد تفسير الاحتجاجات بالمؤامرة ضدها و بالتخطيط لإسقاطها . **************** دون شك أن فلول النظام البائد وكافّة العناصر التي كانت مرتبطة بهذا النظام والتي فقدت مصالحها وامتيازاتها وسقطت بسقوط النظام تعمل على خلق التوتّر و"تجتهد" حتى لا يتفرّغ أبناء الشعب الذين أنجزوا الثورة للبناء ولرسم مستقبل جديد لتونس بل ويحرصون على عرقلة كل خطوة إيجابية إلى الأمام بالإشاعات وإثارة النعرات المتخلفة من نعرات جهوية وقبلية وغيرها هدفهم الوحيد أن لا تنهض البلاد على قدميها . هذا أمر مفهوم ومعلوم و كل تجارب الثورات في العالم عرفت الثورات المضادة وميليشيات الحرس القديم ولن تكون تونس استثناء في هذا الصدد لأن ثورة 41 جانفي ليست استثناء في تاريخ الإنسانية
  • 39. 39 لكن ما هو غير مفهوم أن تصبح "الثورة المضادة" الشماعة التي تعلق عليها الحكومات أخطاءها وعدم قدرتها على المسك "برأس الخيط" في هذه المرحلة الانتقالية والدقيقة التي تمرّ بها البلاد . كنا نبهنا عندما استلمت حكومة 11 أكتوبر مهامها أن عوائق كثيرة ومتنوعة تملأ الطريق أمامها ، أهمها و أخطرها الملف الاقتصادي و تداعياته الاجتماعية ،خاصة في الجهات التي كانت تنتظر نصيبها من التنمية في فترة بن علي و تنتظر اليوم نصيبها من الثورة. وهو ملف يرفض التعامل بالعواطف و حسن النوايا و الإرادة الايجابية.لأنه يتطلب فهما دقيقا لواقع دقيق يتداخل فيه أكثر من مُعطى 2012 -02 -27
  • 40. 40 " مؤامرة" المعارضة لإسقاط الحكومة أم "مؤامرة" الحكومة لإسقاط المعارضة نورالدين المباركي بين التأكيد و التشكيك يراوح الجدل في تونس مكانه حول "المؤامرة" لإسقاط حكومة 11 أكتوبر المنتخبة ، لا المسؤولين في الحكومة الذين أثاروا الملف قدموا الإثباتات و الدلائل و الأطراف المورطة ، ولا المشككين تمكنوا من الإقناع بغيابها أصلا.وفي الحقيقة يعكس هذا الجدل في جانب منه ما بلغته حالة التجاذب بين الفرقاء السياسيين بعد انتخابات 11 أكتوبر التي فازت فيها حركة النهضة الإسلامية بأغلب المقاعد في المجلس الوطني التأسيسي . حركة النهضة تقول إن الخاسرين في الانتخابات أو "جماعة صفر فاصل" كما يحلو لأنصارها أن يصفوهم ، لم يقبلوا نتائج صناديق الاقتراع ويعملون من أجل عرقلة عمل الحكومة من خلال التحريض على الاعتصامات و الإضرابات وخلق مناخ متوتر ، وفي المقابل ترفض الأحزاب اليسارية والوسطية المتهمة بعرقلة عمل الحكومة الاتهامات الموجهة لها و تعتبر أن حكومة 11 أكتوبر هي المسؤولة عن حالة اللااستقرار الاجتماعي لعدم تعاطيها مع الملفات الاقتصادية والاجتماعية لأوسع فئات المجتمع ، وتذهب إلى حد اعتبار أن الحكومة لا تملك برنامجا واضح المعالم من شأنه أن يُخرج البلاد من عنق الزجاجة . ورغم أن هذا الجدل لم يكن غائبا عن المشهد السياسي العام في تونس منذ سقوط زين العابدين بنعلي ، فقد سبق أن وجّهت الحكومة الأولى للسيد محمد الغنوشي الاتهامات ذاتها لخصومها السياسيين وكذلك فعلت الحكومة الثانية للسيد الباجي القائد السبسي، رغم ذلك لم تلق المؤامرة بضلالها على المشهد فيتونس ولم يتم التسويق لها كما هو الحال بالنسبة للحكومة الحالية .وذلك على الأقل للأسباب التالية :
  • 41. 41 ü ةموكح نإ 11 تكأ قيدانص نم اهتيعرش دمتست ةبختنم ةموكح يه ربو الاقتراع وهو ما يعني أن التآمر عليها، هو تآمر على الشرعية . ü إن حكومة 11 أكتوبر عملت منذ أن تولت تسيير شؤون البلاد إلى خلق قاعدة فرز جديدة بين الفاعلين السياسيين تقوم على من مع الشرعية ومن ضدها ، بعد أن كانت قبل انتخابات المجلس الوطني التأسيسي بين من مع استكمال مهام الثورة وبين من يعمل على الالتفاف عليها . ü إن حكومة 11 أكتوبر على خلاف الحكومتين الأولى والثانية، تستند إلى قاعدة واسعة من الأنصار و المتعاطفين تدافع عنها وتروج لخطابها بما في ذلك القول إن مؤامرة تُحاك ضد الحكومة لإضعافها و إسقاطها . لا بد من القول إن الحديث عن مؤامرة تشترك فيها "أطراف تدعي الديمقراطية وعدد من رموز النظام السابق وجهات خارجية " هو من أخطر الاتهامات التي وجهت لأطراف سياسية منذ 41 جانفي 1144 ، لأنها ترتقي إلى مستوى التآمر على أمن الدولة و البلاد مع ما يعميه ذلك من ضرورة لمحاكمة الأطراف المورطة على قاعدة هذه التهمة . غير أن عدة إشكالات حقيقية تطرح حول جدية هذا الاتهام، بل حول وجود مؤامرة، من ذلك : ü إن الجهات المُتهمة غير معلومة إلى حد الآن وترفض الأطراف التي تتحدث عن المؤامرة الكشف عنها رغم تصاعد نسق الحديث عن هذه المؤامرة وخطورتها . ü إن الفريق الحكومي غير متفق على وجود مؤامرة بالحجم الذي تحدث عنه كل من المستشار السياسي لرئيس الحكومة ووزير النقل .
  • 42. 42 ü إن مسؤولا في وزارة الداخلية أكد غياب المؤامرة بل وذهب إلى حد القول إن الحديث عنها يدخل في خانة حرية التعبير . ü إن الأطراف التي قد تكون معنية ضمنيا بتهمة التآمر تطالب الحكومة بالكشف عن خيوط هذه المؤامرة و تفاصليها . وعليه فإن الصورة كالتالي: جزء من الحكومة يتحدث عن مؤامرة وجزء آخر ينفيها، معارضة تطالب بالكشف عن المؤامرة فيأتي الرد سيكون ذلك في الوقت المناسب، لكن دون توضيح هل الوقت المناسب للجزء من الحكومة الذي يتحدث عن المؤامرة أم الوقت المناسب لمصلحة تونس؟ 2012 -03 -19