يلزم في هذا الشأن التفرقة بين نوعين من السُخرة: الأولى السُخرة الشخصية وهي من بقايا نظام الإقطاع، وتمثلت في مصر في نظام الالتزام حيث يقوم المُلتزم بإجبار الفلاحين على العمل في أرض اوسيته، كما يستغل رجال الإدارة المحلية سلطتهم لفعل نفس الشيء. والثاني السُخرة العامة حيث يُجبر الأفراد على العمل في مشروعات عامة تخص المجتمع بأسره. بالنسبة للسخرة الشخصية كان لمحمد علي توجه واضح لرفضها بل القضاء عليها، فأصدر تشريعا يقضي بمنع استخدام الأهالي في السُخرة الخاصة ، إلا أنه رغم تلك التشريعات فقد ظلت بعض مظاهر السُخرة الشخصية قائمة بشكل أو بآخر. استمرت أعمال السُخرة العامة في عهد محمد علي على النحو الذي كانت عليه فيما مضى، بل وزادت عليه نتيجة للتوسع في مشروعات الري. فكان الفلاحون يؤخذون قسراً من قراهم ليعملوا في جهات نائية عنها في ظروف إنسانية بالغة الصعوبة. هذا ولا توجد بيانات تفصيلية عن أعداد المُسخرين لكن توجد بيانات عن عدد المُسخرين في بعض المشروعات ففي ترعة المحمودية استخدم 100 ألف نفر/ سنة على مدى ثلاث سنوات أي 300 ألف نفر طوال مدة الحفر.