2. الحمد لله على ما وهب من الهدى إلى شرعه ومنهاجه، وألهم من استخراج مقصده وتنسيق حجاجه . والصلاة والسلام على سيدنا محمد الذي أقام به صرح الإصلاح بعد ارتجاجه، وعلى أصحابه و آ له نجوم سماء الإسلام وجواهر تاجه، وأمة الدين الذين بهم أضحى أفق العلم اثر بزوغ فجره وانبلاجه .
3. مقدمة : ما يهم الناظر في مقاصد الشريعة تمييز مقامات الأقوال والأفعال الصادرة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم والتفرقة بين أنواع تصرفاته . الحاجة إلى تعيين الصفة التي عنها صدر منه قول أو فعل .
4. عن أحمد بن إدريس القرافي … إن رسول الله صلى الله عليه وسلم هو الإمام الأعظم , و القاضي الأ حك م و المفتي الأعلم , فهو إمام الأ ئ مة و قاضي ال قضاة وعالم العلماء .
5.
6.
7.
8. الإفتاء مثال : إن رسول الله صلى الله عليه وسلم وقف في حجة الوداع على ناقته بمنى للناس يسألونه، فجاء رجل فقال : لم أشعر فحلقت قبل أن أنحر ، فقال " انحر ولا حرج " ، ثم جاى آخر فقال : نحرت قبل أن أرمي ، فقال " ارمي ولا حرج " ، ثم أتاه آخر فقال افضت الى البيت قبل أن أرمي ، قال " إرم ولا حرج " . فما س ئ ل عن شي ئ قدم ولا أخر مما ينسى المر ء أو يجهل من تقديم بعض الأمور قبل بعض إلا قال : " افعل ولا حرج " .
9. القضاء مما يصدر في الفصل بين المتخاصمين المتشاد ّ ين . مثال : قوله حين شكت إليه حبيبة بنت سهل الأنصاري زوجة ثابت بن قيس وذكرت أنها لا تحب ّ ه ، فقال لها رسول الله عليه الصلاة والسلام : " أترد ّ ين عليه حديقته ؟ " قالت : كل ما اعطاني هو عندي ، فقال رسول الله لثابت : " خذ منها " ؛ فاخذ حديقته وطلقها .
10. الفتوى والقضاء كلاهما تطبيق للتشريع . لأ جل المساواة بين الحكم التشريعي والحكم التطبيقي .
11. الإمارة مثال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم حنين : ” من قتل قتيلاً فله سلبه ” عند مالك لا يجوز إعطاء السلب إلا بإذن الإمام
12. الهدي والإرشاد أعم من التشريع : خصوص الارشاد إلى مكارم الأخلاق وآداب الصحبة، وكذلك الإرشاد إلى الاعتقاد الصحيح . مثال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " عبيدكم خولكم جعلهم الله تحت أيديكم فمن كان أخوه تحت يده فليطعمه مما ي أ كل وليلبسه مما يلبس ولا يكل ّ فه من العمل م ا ل ا يطيق ف إ ن كل ّ فه فليعنه " .
13. المصالحة بين الناس يخالف حال القضاء . مثال : كعب ابن م ا لك حين طالب عبد الله إبن أبي حدرد بمال كان له عليه فارتفعت أصواتهم في المسجد فخرج رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال : " يا كعب " وأشار بيده أي ضع الشطر، فرضي كعب فاخذ نصف المال الذي له على إبن ابي حدرد .
14. الإشارة على المستشير مثال : عن عمر بن الخطاب قال : حملت على فرس * في سبيل الله فأضاعه * الذي كان عنده فأردت أن أشتريه وظننت أنه يبيعه برخص ، فسألت رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال رسول الله : " لا تشتريه ولو أعطاكه بدرهم، ف إ ن الراجع في صدقته كالكلب يعود في قي ئ ه " . قال الجمهور : هو نهي تنزيه كيلا يتبع الرجل نفسه ما تصدق به فجعله لله حملت على فرس : تصدّق به فأضاعه : أي لم يحسن القيام عليه وقصّر في مؤنته وخدمته .
15. ال نصيحة مثال : ما في الموطأ أن بشير بن سعد نحل النعمان ابنه غلاماً من ماله دون بقي ة أبنائه فقالت له زوجه : لا أرضى حتى ت ُ شهد رسول الله ، فذهب بشير وأعلم رسول الله بذلك فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم : " أك ُ ل َّ ولدك نحلت مثله؟ " قال لا، قال : " لا تشهدني على جور " وفي رواية : " أيسرك أن يكونوا لك في البر سواء؟ " قال : نعم، قال : " فلا إذن " . إن رسول الله نهى بشيراً عن ذلك نظراً إلى البر و الصلة لأبنا ئ ه ولم يرد تحر ي مه ولا إبطال العطية .
16. تكميل النفوس أوامر رسول الله صلى .. ونواهيه الراجعة إلى تكميل نفوس أصحابه وحملهم على ما يليق بجلال مرتبتهم في الدين من الاتصاف بأكمل الأحوال مما لو حمل عليه جميع الأمة لكان حرجاً عليهم . غفلة بعض العلماء عن هذا الحال من تصرفاته أوقعهم في أغلاط فقهية كثيرة .
17. تكميل النفوس مثال : عن البراء بن ع از ب ق ال : " أمرنا رسول الله بسبع ونهانا عن سبع : أمرنا بعي ا دة المريض، وإتباع الجنائز، وتشميت العاطس، وابرار المقسم، ونصر المظلوم، وإفشاء السلام، وإجابة الداعي . ونهانا عن خوات ي م الذهب، وعن آ ني ة الفضة، وعن المياثر * الحمر والقس ّ ية * و الإ ستبر ق والديباج والحرير ". - المياثر : فراش صغير يجعلها الراكب تحته فوق الرحل . - قس ّ ية، الإستبرق، الديباج : ثياب من حرير
18. تكميل النفوس مثال : عن البراء بن ع از ب ق ال : " أمرنا رسول الله بسبع ونهانا عن سبع : أمرنا بعي ا دة المريض، وإتباع الجنائز، وتشميت العاطس، وابرار المقسم ، ونصر المظلوم، وإفشاء السلام، وإجابة الداعي . ونهانا عن خوات ي م الذهب، وعن آ ني ة الفضة، وعن المياثر * الحمر والقس ّ ية * و الإ ستبر ق والديباج والحرير ". علم عدم وجوبه - المياثر : فراش صغير يجعلها الراكب تحته فوق الرحل . - قس ّ ية، الإستبرق، الديباج : ثياب من حرير
19. تكميل النفوس مثال : عن البراء بن ع از ب ق ال : " أمرنا رسول الله بسبع ونهانا عن سبع : أمرنا بعي ا دة المريض، وإتباع الجنائز، وتشميت العاطس، وابرار المقسم، ونصر المظلوم، وإفشاء السلام، وإجابة الداعي . ونهانا عن خوات ي م الذهب، وعن آ ني ة الفضة، وعن المياثر * الحمر والقس ّ ية * و الإ ستبر ق والديباج والحرير ". علم عدم تحريمه - المياثر : فراش صغير يجعلها الراكب تحته فوق الرحل . - قس ّ ية، الإستبرق، الديباج : ثياب من حرير
20. تكميل النفوس مثال : عن البراء بن ع از ب ق ال : " أمرنا رسول الله بسبع ونهانا عن سبع : أمرنا بعي ا دة المريض، وإتباع الجنائز، وتشميت العاطس، وابرار المقسم ، ونصر المظلوم، وإفشاء السلام، وإجابة الداعي . ونهانا عن خوات ي م الذهب، وعن آ ني ة الفضة، وعن المياثر * الحمر والقس ّ ية * و الإ ستبر ق والديباج والحرير ". لأجل تنزيه أصحابه عن التظاهر بمظاهر البذخ والفخفخة وللتزين ب الأ لوان الغريبة ( الحمرة ) - المياثر : فراش صغير يجعلها الراكب تحته فوق الرحل . - قس ّ ية، الإستبرق، الديباج : ثياب من حرير
21. تعليم الحقائق العالية مقام رسول الله صلى الله عليه وسلم وخاصة أصحابه . مثال : روى أبو ذر ق ال : قال لي خليلي : " يا أبا ذر أتبصر أحداً؟ " قلت نعم، قال : " ما أحب أن ل ي م ث ل أ ُ حد ذهاباً أنفقه كله إلا ثلاثة دنانير " . فظن أبو ذر أن هذا أ مر عام للأمة فجعل ينه ى عن اكتناز المال، وقد أنكر عليه عثمان رضي الله عنه قول ذلك .
22. التأديب حا ل قد ت ح ف به المبالغة لقصد التهديد . مثال : عن ابي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : " والذي نفسي بيده لقد هممت أن آمر بحطبٍ فيحطب، ثم آمر بالصلاة فيؤذن لها، ثم آمر رجلا في ؤ م الناس، ثم أخالف إلى رجال ف أ حر ّ ق عليهم بيوتهم، والذي نفسي بيده لو يعلم احدهم أنه يجد ع ظ ماً س م ي ناً أو مرم ا ت ي ن حسنتين * لشهد العشاء “ . رسول الله ما كان ليحرق بيوت المسلمين ل أ جل شهود صلاة العشاء في الجماعة . - المرمة : لحم من الشاة .
23. حال التجرّد من الإرشاد كل ما يرجع إلى العمل في الجبلّة وفي دواعي الحياة الماديّة . تقرر في أصول الفقه أن ما كان جبليًّا من أفعال رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يكون موضوعًا لمطالبة الأمة بفعل مثله , بل لكل أحدٍ أن يسلك ما يليق بحاله . مثال : مرّ رسول الله صلى الله عليه وسلم ببعض الحوائط وهم يؤبرون النخل و يلقّمونها , ف قال لهم : ” ما عليكم ألاّ تفعلوا “ فترك الناس الإبار في ذلك العام فلم تطعم النخل , فشكوا ذلك إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم ف قال : ” إنما أنا بشر فاعملوا بما يصلحكم“ .
24. خاتمة : لابد للفقيه من استقراء القرائن الحافَّة بالتصرفات النبوية . من قرائن التشريع الاهتمام بإبلاغ النبي صلى الله عليه وسلم إلى العامة والحرص على العمل به والإعلام بالحكم وإبرازه في صورة القضايا الكلية مثل قول رسول الله صلى الله عليه وسلم : ” ألا لا وصية لوارث“ . من علامات عدم قصد التشريع عدم الحرص على تنفيذ الفعل مثل قول النبي صلى الله عليه وسلم في مرض الوفاة : ” آتوني أكتب لكم كتابًا لن تضلوا بعده “ فاختلفوا ..., فلما رأى اختلافهم قال : ” دعوني فما أنا فيه خير“