بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله واسع الفضل والجود ..
الكريم الذي عطاؤه بغير حدود، المتفضل الذي وسع فضله كل الوجود، والصـلاة والسلام على سيدنا محمد الرحمة العظمى لكل موجـود،
والنـور الأعظم والسر المطلسم فى مقام شــاهد ومشـهود،
صلى الله عليه وآله الركّع السجود وأصحابه الموفون بالعهود،
وكل من تابعهم بخير إلى يوم الفضل والكرم والجود.
وبعد، ... فهذه وريقاتٌ سطَّرناها بما أملاه علينا اللهُ تشير إلى بعض فيض فضله تعالى على عباده يوم القيامة وفى الجنَّة إن شاء الله، تعظيماً لرغبة المؤمنين نحو فضل الله العظيم، وتحفيزاً لهم بما سردناه من بشريات أن يحبوا لقاء الله ليدخلوا فى البشرى التى أشار إليها رسول الله e فى قوله:
{ يَسِّروا ولا تُعَسِّروا، وبَشِّروا ولا تُنَفِّروا }[1]
وقد دعانا إلى ذلك مع تحققنا الكامل بقول رسول الله e:
{ قَالَ الله تعالى أَعْدَدْتُ لِعبَادِي الصَّالِحِينَ مَا لا عَيْنٌ رَأَتْ وَلاَ أُذُنٌ سَمِعتْ وَلا خَطَرَ عَلَى قَلْبِ بَشَرٍ }[2]
أننا وجدنا أن أحاديث جُلّ الدعاة، بل وكتبهم عن الموت والدار الآخرة .. تركِّز على التهويل والتخويف من رهبة الموت! وشدة أهوال وعذاب ذلك اليوم ... ولا تشير إلى البشريات الواردة إلا فى النّزر اليسير، وذلك بحجة أن الخلق فى حاجة إلى التخويف!! ليتركوا المعاصى والمخالفات ... ويقبلوا على العبادات والطاعات !!!.
وعندما رجعنا إلى الصفحات الناصعة فى دعوة رسول الله e وصحبه الكرام والسلف الصالح y أجمعين وجدنا نهجهم الإقتداء فى ذلك بهدى القرآن الكريم بالإكثار من اللوم والتقريع والتأنيب والتخويف للكافر والنافر والمصرّ على ارتكاب الكبائر ...
أما المؤمن المطيع، والمسلم المستقيم فلهم البشريات بما أعدَّ الله لهم من رفيع الدرجات وعليّ المواجهات، وعظيم المقامات فصدق الله U إذ يقول للدعاة السابقين واللاحقين والمعاصرين، بل للمؤمنين أجمعين:
] لقد كان لكم في رسول الله أسوة حسنة لمن كان يرجوا الله والي