première partie des Mémoires en langue arabe de Rachid Sfar ancien premier ministre tunisien de juillet 1986 à octobre 1987..

1. 1
‫صف‬ ‫رشيد‬‫ر‬
‫م‬‫وعبر‬ ‫ذكرات‬
‫تونس‬ ‫خدمة‬ ‫في‬
‫األول‬‫الجزء‬
1027

2. 2

3. 3
‫حيم‬ّ‫ر‬‫ال‬ ‫الرحمان‬ ‫هللا‬ ‫بسم‬
‫هللا‬ ‫سبيل‬ ‫في‬ ‫قتلوا‬ ‫الذين‬ ‫تحسبن‬ ‫وال‬
‫أحياء‬ ‫بل‬ ‫أمواتا‬‫يرزقون‬ ‫هم‬ّ‫ب‬‫ر‬ ‫عند‬.‫صدق‬
‫العظيم‬ ‫هللا‬
‫العـــــــــام‬ ‫االهــــــداء‬
‫إل‬‫ـــ‬‫ى‬
‫المجاهدين‬‫شهداء‬‫الحركة‬
‫التونسية‬ ‫التحريرية‬‫المستعمر‬ ‫من‬
‫الفرنسي‬
‫التمنية‬ ‫و‬ ‫الكرامة‬ ‫ثورة‬ ‫وشهداء‬
‫الجهات‬ ‫مختلف‬ ‫بين‬ ‫العادلة‬.
‫صفر‬ ‫رشيد‬.

4. 4
‫الخاص‬ ‫اإلهداء‬
‫إلـــى‬
ّ‫ي‬‫والد‬ ‫روحي‬‫تعليمي‬ ‫فأحسنا‬ ‫ماني‬ّ‫ل‬‫ع‬ ‫اللذين‬
‫زوجتي‬ ‫إلى‬
‫و‬‫اجدادي‬ ‫عن‬ ‫المتفرعة‬ ‫العائالت‬ ‫افراد‬ ‫كافة‬ ‫و‬ ‫واحفادي‬ ‫إبنتي‬
‫األعزاء‬‫النزهاء‬ ‫الرفقاء‬ ‫وكافة‬‫الذين‬‫من‬ ‫الكثير‬ ‫حرمتهم‬
‫وقتي‬‫العام‬ ‫للصالح‬ ‫العمل‬ ‫عبىء‬ ‫إلتهمه‬ ‫الذي‬
‫هذا‬ ‫أهدي‬ ‫وأنا‬‫الكتاب‬
‫التألق‬ ‫مزيد‬ ‫جميعا‬ ‫لهم‬ ‫متمنيا‬‫لتونس‬ ‫خدمة‬
‫العمر‬ ‫وطول‬ ‫ة‬ّ‫والصح‬ ‫والنجاح‬.
‫صفـــر‬ ‫رشيد‬

5. 5
‫صف‬ ‫رشيد‬‫ر‬
Rachid Sfar
‫وعب‬ ‫ذكريات‬‫ر‬
‫من‬ ‫بورقيبة‬ ‫الحبيب‬‫مع‬ ‫تونس‬ ‫خدمة‬‫في‬
‫االبن‬‫إلى‬‫األب‬
‫تون‬ ‫ميزت‬ ‫انجازات‬‫س‬‫و‬‫فر‬‫ص‬‫استكمال‬
‫اهدرت‬‫االصالحات‬.
"‫المستقبل‬ ‫الماضي‬ ‫يضيء‬ ‫ال‬ ‫عندما‬ ‫الظالم‬ ‫في‬ ‫الفكر‬ ‫يسير‬"
‫شارل‬‫ألكسيس‬‫توكفي‬ ‫دي‬‫ل‬.
« Lorsque le passé n’éclaire plus l’avenir l’esprit marche
dans les ténèbres…. » Charles Alexis de Tocqueville.

6. 6
‫مقدمة‬
‫بقلم‬:‫صفر‬ ‫رشيد‬
‫مذكراتي‬ ‫كتابة‬ ‫في‬ ‫محاولة‬ ‫هذه‬—‫جزأين‬ ‫في‬--‫سنة‬ ‫والدتي‬ ‫من‬ ‫تبدأ‬3311‫المهدية‬ ‫رأسي‬ ‫بمسقط‬
‫وقد‬ ،‫البكالوريا‬ ‫على‬ ‫حصولي‬ ‫حتى‬ ‫صفاقس‬ ‫بمدينة‬ ‫الثانوي‬ ‫المعهد‬ ‫وفي‬ ‫فيها‬ ‫دراستي‬ ‫مع‬ ‫وتتواصل‬
‫تأسيس‬ ‫منها‬ ،‫تونس‬ ‫على‬ ‫آنذاك‬ ‫الجاثم‬ ‫الفرنسي‬ ‫االستعمار‬ ‫زمن‬ ‫كبرى‬ ‫وطنية‬ ‫أحداث‬ ‫المرحلة‬ ‫هذه‬ ‫تخللت‬
‫الجديد‬ ‫التونسي‬ ‫الدستوري‬ ‫الحر‬ ‫الحزب‬.‫في‬ ‫صفر‬ ‫الطاهر‬ ‫المرحوم‬ ‫والدي‬ ‫بمساهمة‬‫بعثه‬‫جانب‬ ‫إلى‬
‫في‬ ‫عقبتها‬ ،‫السجون‬ ‫في‬ ‫وحشر‬ ‫ومالحقة‬ ‫تعذيب‬ ‫من‬ ‫نالهم‬ ‫وما‬ ،‫ورفاقهما‬ ‫بورقيبة‬ ‫الحبيب‬ ‫الراحل‬ ‫الزعيم‬
‫سنة‬ ،‫هللا‬ ‫رحمه‬ ،‫والدي‬ ‫وفاة‬ ‫األولى‬ ‫الفترة‬ ‫هذه‬3391‫من‬ ‫ينقذني‬ ‫لم‬ ‫حياتي‬ ‫في‬ ‫التأثير‬ ‫بالغة‬ ‫صدمة‬ ‫وهي‬ ،
‫ان‬ ّ‫ال‬‫إ‬ ‫تداعياتها‬‫وحب‬ ‫المواطنة‬ ‫روح‬ ‫من‬ ‫النشاط‬ ‫ذلك‬ ‫ممارسة‬ ‫عبر‬ ‫تعلمته‬ ‫وما‬ ‫الكشفي‬ ‫النشاط‬ ‫في‬ ‫خراطي‬
‫الخمول‬ ‫قيود‬ ‫وكسر‬ ‫والقهر‬ ‫الظلم‬ ‫مقاومة‬ ‫في‬ ‫والشجاعة‬ ،‫العامة‬ ‫للمصلحة‬ ‫العمل‬ ‫في‬ ‫واالندفاع‬ ‫الوطن‬
‫سنة‬ ‫صفاقس‬ ‫في‬ ‫التلمذية‬ ‫المظاهرات‬ ‫في‬ ‫مساهمتي‬ ‫ذلك‬ ‫من‬ ،‫بالموجود‬ ‫والرضا‬ ‫والخنوع‬3391‫إبان‬
‫اندال‬‫ثورة‬ ‫ع‬31‫والفلسفة‬ ‫واآلداب‬ ‫العلوم‬ ‫في‬ ّ‫معرفي‬ ‫زاد‬ ‫من‬ ‫به‬ ‫ظفرت‬ ‫ما‬ ‫ننسى‬ ‫أن‬ ‫دون‬ ،‫الشهيرة‬ ‫جانفي‬
‫بالدي‬ ‫عن‬ ،‫أمثالي‬ ‫والرفاق‬ ‫االصدقاء‬ ‫مع‬ ،‫فاع‬ّ‫د‬‫وال‬ ّ‫بالحق‬ ‫والمطالبة‬ ‫النضال‬ ‫مجاالت‬ ‫على‬ ّ‫عيني‬ ‫فتح‬
‫البغيض‬ ‫االستعمار‬ ‫لوجود‬ ‫مقاومة‬.
‫العلم‬ ‫طلب‬ ‫مع‬ ‫وتزامنت‬ ‫الشبابية‬ ‫أنشطتي‬ ‫وتوالت‬‫بليغ‬ ‫تأثري‬ ‫كان‬ ‫و‬ ‫بباريس‬ ‫ثم‬ ‫العاصمة‬ ‫تونس‬ ‫في‬
‫أمثال‬ ‫االقتصاد‬ ‫بأساتذة‬" :‫بار‬ ‫ريمون‬"‫و‬"‫بيرو‬ ‫فرنسوا‬"‫و‬"‫مارشال‬ ‫جون‬."‫العليا‬ ‫الدراسة‬ ‫فترة‬ ‫تواصلت‬ ‫و‬
‫في‬ ‫الداخلي‬ ‫تونس‬ ‫باستقالل‬ ‫االعتراف‬ ‫إلى‬ ‫فرنسا‬ ‫وإذعان‬ ،‫المستعمر‬ ‫ضد‬ ‫النضال‬ ‫معارك‬ ‫ت‬ّ‫د‬‫احت‬ ‫أن‬ ‫إلى‬
‫سنة‬ ‫أواخر‬3399‫وعودة‬"‫المج‬‫األكبر‬ ‫اهد‬"‫التاريخي‬ ‫اليوم‬ ‫ذالك‬ ‫في‬ ‫الوطن‬ ‫أرض‬ ‫إلى‬:‫جوان‬ ‫غرة‬
3399‫زعيمه‬ ‫يستقبل‬ ‫شعب‬ ‫فرحة‬ ‫في‬ ‫ومشاركتي‬ ،...
‫لكني‬ ‫و‬ ‫مجراها‬ ‫من‬ ‫تألمت‬ ‫التي‬ ‫األحداث‬ ‫عن‬ ‫بعيدا‬ ‫يوسف‬ ‫وبن‬ ‫بورقيبة‬ ‫بين‬ ‫الخالف‬ ‫عاصرت‬ ‫كما‬
‫بانت‬ ‫متفائلين‬ ‫جد‬ ‫كنا‬ ‫قد‬ ‫و‬ ‫البورقيبة‬ ‫الخطة‬ ‫بصواب‬ ‫مؤمنا‬ ‫رفاقي‬ ‫جل‬ ‫مع‬ ‫كنت‬، ‫البورقيبية‬ ‫الرؤية‬ ‫صار‬
‫المعرفي‬ ‫زادي‬ ‫تطور‬ ‫أساس‬ ‫على‬ ‫المسؤولية‬ ‫عالم‬ ‫في‬ ‫االنخراط‬ ‫وبدأت‬:‫المناضل‬ ‫مع‬ ‫االنطالقة‬ ‫وكانت‬
‫تأثرا‬ ،‫الكشفية‬ ‫الجمعيات‬ ‫توحيد‬ ‫في‬ ‫مني‬ ‫مساهمة‬ ،ّ‫الكشفي‬ ‫المجال‬ ‫في‬ ‫الرباعي‬ ‫عزوز‬ ‫المرحوم‬ ‫الكبير‬
‫الوطن‬ ‫الوحدة‬ ‫روح‬ ‫غرس‬ ‫في‬ ‫بورقيبة‬ ‫الحبيب‬ ‫المرحوم‬ ‫بمنهج‬‫أبناء‬ ‫بين‬ ‫الصالحة‬ ‫المواطنة‬ ‫ومبادئ‬ ‫ية‬
‫البالد‬ ‫أنحاء‬ ‫كامل‬ ‫وفي‬ ‫الشباب‬ ‫صفوف‬ ‫في‬ ‫خاصة‬ ‫و‬ ‫الشعب‬.

7. 7
،‫خدمته‬ ‫في‬ ‫مني‬ ‫رغبة‬ ،‫الوطن‬ ‫أرض‬ ‫إلى‬ ‫مسرعا‬ ‫عدت‬ ‫حتى‬ ،‫باريس‬ ‫في‬ ‫الجامعية‬ ‫دراستي‬ ‫أنهيت‬ ‫أن‬ ‫وما‬
‫ألحدهم‬ ‫جوابي‬ ‫أنسى‬ ‫وال‬ ،‫هناك‬ ‫للعمل‬ ‫بفرنسا‬ ‫طلبتنا‬ ‫بقاء‬ ‫في‬ ‫الفرنسيين‬ ‫دعوة‬ ‫رافضا‬‫قائال‬:‫سيدي‬ ‫شكرا‬
‫تنتظرنا‬ ‫بالدنا‬ ّ‫إن‬ ،‫المدير‬."
‫حوالي‬ ‫بعد‬ ‫تتبعها‬ ‫و‬ ‫بالدنا‬ ‫لمصير‬ ‫أساسية‬ ‫أعتبرها‬ ‫كنت‬ ‫التي‬ ‫اإلدارية‬ ‫المسؤوليات‬ ‫مرحلة‬ ‫بدأت‬ ‫وهكذا‬
39‫مراحل‬ ‫في‬ ‫الواجب‬ ‫لنداء‬ ‫تلبية‬ ‫الدولة‬ ‫رئيس‬ ‫من‬ ‫ملح‬ ‫بطلب‬ ‫قبلتها‬ ‫التي‬ ‫ّة‬‫ي‬‫السياس‬ ‫األعباء‬ ‫مرحلة‬ ‫سنة‬
‫صعبة‬.‫ببالغ‬ ‫إيماني‬‫منذ‬ ‫أفكر‬ ‫جعلني‬ ‫وطني‬ ‫مستقبل‬ ‫إلى‬ ‫بالنسبة‬ ‫االجتماعي‬ ‫و‬ ‫االقتصادي‬ ‫الجانب‬ ‫أهمية‬
‫لوطننا‬ ‫المصيرية‬ ‫اإلصالحات‬ ‫من‬ ‫عدد‬ ‫في‬ ‫بباريس‬ ‫الدراسة‬..‫سنة‬ ‫نهاية‬ ‫في‬ ‫تونس‬ ‫إلى‬ ‫عودتي‬ ‫فبمجرد‬
3393‫بديوان‬ ‫ثم‬ ‫المالية‬ ‫بوزارة‬ ‫األداءات‬ ‫بإدارة‬ ‫التحقت‬ ‫حين‬ ‫جبائية‬ ‫إصالحات‬ ‫مقترحات‬ ‫صياغة‬ ‫حاولت‬
‫ا‬، ،‫العشرين‬ ‫القرن‬ ‫ستينات‬ ‫بداية‬ ‫في‬ ‫والتخطيط‬ ‫المالية‬ ‫وزارة‬ ‫في‬ ‫صالح‬ ‫بن‬ ‫أحمد‬ ‫االستاذ‬ ‫الكبير‬ ‫لمناضل‬
‫يمثل‬ ‫كان‬ ‫قطاع‬ ‫عمل‬ ‫تعصير‬ ‫في‬ ‫وساهمت‬ ‫التوزيع‬ ‫و‬ ‫الصنع‬ ‫إلى‬ ‫الزراعة‬ ‫من‬ ‫التبغ‬ ‫قطاع‬ ‫إدارة‬ ‫توليت‬ ‫ثم‬
‫نفق‬ ‫ترشيد‬ ‫على‬ ‫بالخصوص‬ ‫وركزت‬ ،‫الفتية‬ ‫التونسية‬ ‫الدولة‬ ‫لميزانية‬ ‫هاما‬ ‫موردا‬‫بتوخي‬ ‫فيه‬ ‫التوريد‬ ‫ات‬
‫االستعمار‬ ‫عن‬ ‫الموروث‬ ‫و‬ ‫المستراب‬ ‫الوسطاء‬ ‫تدخل‬ ‫مع‬ ‫بالقطع‬ ‫و‬ ‫الشفاف‬ ‫العصري‬ ‫التصرف‬ ‫مناهج‬...
‫أقر‬ ‫الذي‬ ‫بنزرت‬ ‫مؤتمر‬ ‫إثر‬ ‫بالخصوص‬ ‫التعاضدي‬ ‫القطاع‬ ‫في‬ ‫التوسع‬ ‫تجربة‬ ‫في‬ ‫تونس‬ ‫ودخلت‬"
‫الدستورية‬ ‫االشتراكية‬"‫لتطو‬ ‫بالتوازي‬ ‫المجال‬ ‫بفتح‬ ‫و‬ ‫اإلنساني‬ ‫ببعدها‬‫الخاص‬ ‫القطاع‬ ‫و‬ ‫العام‬ ‫القطاع‬ ‫ير‬
‫التعاضدي‬ ‫والقطاع‬....‫اإلقدام‬ ‫و‬ ‫باإلعالن‬ ‫ذلك‬ ‫و‬ ‫المستقل‬ ‫بالوطن‬ ‫األول‬ ‫االقتصادي‬ ‫االنحراف‬ ‫حدث‬ ‫و‬
‫وتوسع‬ ‫األمر‬ ‫تفاقم‬ ‫وعندما‬ ،‫مؤتمر‬ ‫إلى‬ ‫الرجوع‬ ‫دون‬ ‫التجاري‬ ‫و‬ ‫الزراعي‬ ‫المجال‬ ‫في‬ ‫التعاضد‬ ‫تعميم‬ ‫على‬
‫إزاحة‬ ‫تمت‬ ،‫الغضب‬"‫الفداء‬ ‫كبش‬"‫أح‬ ‫السيد‬‫أتباعه‬ ‫من‬ ‫اعتبروا‬ ‫من‬ ‫بعض‬ ‫و‬ ‫هو‬ ‫ومحاكمته‬ ‫صالح‬ ‫بن‬ ‫مد‬
‫الطاهر‬ ‫المرحوم‬ ‫األخ‬ ‫الدراسة‬ ‫في‬ ‫ورفيقي‬ ‫الفقيه‬ ‫والمنجي‬ ‫شاشية‬ ‫وعمر‬ ‫البكوش‬ ‫الهادي‬ ‫األستاذ‬ ‫أمثال‬
‫الفترة‬ ‫في‬ ‫المالية‬ ‫بوزارة‬ ‫جديدة‬ ‫إدارة‬ ‫بعث‬ ‫مهمة‬ ‫العسيرة‬ ‫الفترة‬ ‫تلك‬ ‫في‬ ‫لي‬ ‫عهدت‬ ‫وقد‬ ،‫وغيرهم‬ ‫قاسم‬
‫علي‬ ‫اشرف‬ ‫التي‬ ‫الوجيزة‬‫االقتصادية‬ ‫العالقات‬ ‫إدارة‬ ‫هي‬ ‫و‬ ‫الرصاع‬ ‫الرزاق‬ ‫عبد‬ ‫الفاضل‬ ‫األخ‬ ‫ها‬..‫لما‬ ‫ثم‬
‫التربية‬ ‫لوزارة‬ ‫العامة‬ ‫الكتابة‬ ‫بمسؤولية‬ ‫أتعهد‬ ‫أن‬ ‫أقر‬ ‫األولى‬ ‫الوزارة‬ ‫نويرة‬ ‫الهادي‬ ‫االستاذ‬ ‫المرحوم‬ ‫تولى‬
‫ميزان‬ ‫أضخم‬ ‫ذات‬ ‫وزارة‬ ‫على‬ ‫يشرف‬ ‫كان‬ ‫الذي‬ ‫المزالي‬ ‫محمد‬ ‫المرحوم‬ ‫إلعانة‬ ‫العالي‬ ‫والتعليم‬‫فوجهت‬ ،‫ية‬
‫البشرية‬ ‫القوى‬ ‫وإدارة‬ ‫المالية‬ ‫إدارة‬ ‫في‬ ‫عميقة‬ ‫إصالحات‬ ‫وأنجزت‬ ‫التخطيط‬ ‫إدارة‬ ‫إلى‬ ‫بالخصوص‬ ‫عنايتي‬
‫على‬ ‫قيقة‬ ‫إدريس‬ ‫السيد‬ ‫تعيين‬ ‫بعد‬ ‫األصلية‬ ‫وزارتي‬ ‫إلى‬ ‫العودة‬ ‫للبالد‬ ‫األصلح‬ ‫من‬ ‫رأيت‬ ّ‫ولكن‬ ،‫بالوزارة‬
‫التربية‬ ‫وزارة‬ ‫رأس‬.....‫العام‬ ‫الكتابة‬ ‫خطة‬ ‫الفترة‬ ‫تلك‬ ‫في‬ ‫وكانت‬‫األخ‬ ‫تعيين‬ ‫بسبب‬ ‫شاغرة‬ ‫المالية‬ ‫بوزارة‬ ‫ة‬
‫التوزاني‬ ‫بكار‬ ‫لألخ‬ ‫خلفا‬ ‫للحكومة‬ ‫العامة‬ ‫الكتابة‬ ‫رأس‬ ‫على‬ ‫عمر‬ ‫بالحاج‬ ‫المنصف‬ ‫المرحوم‬.
‫الخطة‬ ‫بمسؤولية‬ ‫أتعهد‬ ‫أن‬ ‫المالية‬ ‫وزارة‬ ‫على‬ ‫يشرف‬ ‫كان‬ ‫الذي‬ ‫الفيتوري‬ ‫محمد‬ ‫المرحوم‬ ‫األستاذ‬ ‫وأقترح‬
‫الوزارة‬ ‫هذه‬ ‫في‬ ‫جانبه‬ ‫إلى‬ ‫أكون‬ ‫حتى‬ ‫الشاغرة‬‫الهامة‬......‫إدارات‬ ‫كافة‬ ‫الخطة‬ ‫هذه‬ ‫في‬ ‫وجهت‬ ‫و‬ ‫تابعت‬
‫مباشرة‬ ‫بصفة‬ ‫يتابعها‬ ‫وزيري‬ ‫كان‬ ‫التي‬ ‫القمارق‬ ‫إدارة‬ ‫و‬ ‫الدولة‬ ‫نزاعات‬ ‫إدارة‬ ‫عدى‬ ‫ما‬ ‫الوزارة‬...‫كانت‬
‫الوثيق‬ ‫بالتعاون‬ ‫البنوك‬ ‫لنشاط‬ ‫بالخصوص‬ ‫دقيقة‬ ‫متابعتي‬‫وكان‬ ‫الدولة‬ ‫خزينة‬ ‫مدير‬ ‫القروي‬ ‫توفيق‬ ‫األخ‬ ‫مع‬

8. 8
‫مت‬ ‫التعاون‬ ‫كذلك‬‫الدولة‬ ‫ميزانية‬ ‫في‬ ‫التصرف‬ ‫إصالح‬ ‫في‬ ‫أفكر‬ ‫الوقت‬ ‫ذلك‬ ‫منذ‬ ‫كنت‬ ‫و‬ ‫المديرين‬ ‫بقية‬ ‫مع‬ ‫ينا‬
‫المزدوجة‬ ‫الحسابية‬ ‫توخي‬ ‫بين‬ ‫يقرن‬ ‫مرن‬ ‫و‬ ‫مرحلي‬ ‫بتوخ‬-‫مع‬ ‫بقيت‬ ‫التي‬ ‫البسيطة‬ ‫الحسابية‬ ‫عن‬ ‫عوضا‬
‫اليوم‬ ‫حتى‬ ‫األسف‬-‫األهداف‬ ‫حسب‬ ‫العمومية‬ ‫األموال‬ ‫في‬ ‫التصرف‬ ‫و‬. .‫مسؤولياتي‬ ‫بدأت‬ ‫ذلك‬ ‫وبعد‬
‫ال‬‫وإن‬ ‫والمناجم‬ ‫والطاقة‬ ‫الصناعة‬ ‫وزارة‬ ‫منها‬ ،‫الصعاب‬ ‫فترات‬ ‫في‬ ‫الوزارات‬ ‫بعض‬ ‫رأس‬ ‫على‬ ‫سياسية‬
‫أزمة‬ ‫اندالع‬ ‫بوادر‬ ‫تلوح‬ ‫كانت‬ ‫وقد‬ ،‫مكرها‬ ‫عليها‬ ‫اإلشراف‬ ‫قبلت‬12‫جانفي‬3391‫التي‬ ‫المريرة‬ ‫وأحداثها‬
‫المستقلة‬ ‫تونس‬ ‫في‬ ‫الحدة‬ ‫تلك‬ ‫تبلغ‬ ‫إن‬ ‫أتصور‬ ‫أكن‬ ‫لم‬......
‫ذلك‬ ‫بعد‬ ‫توليت‬ ‫وقد‬‫سنة‬ ‫قفصة‬ ‫أحداث‬ ‫بلحظة‬ ‫لحظة‬ ‫وعشت‬ ‫الوطني‬ ‫فاع‬ّ‫د‬‫ال‬ ‫وزارة‬ ‫على‬ ‫اإلشراف‬
3311‫وزارة‬ ‫على‬ ‫أشرفت‬ ‫ثم‬ ،‫الباسل‬ ‫جيشنا‬ ‫إطارات‬ ‫ومقدرة‬ ‫وشجاعته‬ ‫بورقيبة‬ ‫بحنكة‬ ‫عليها‬ ‫وسيطرنا‬
‫مبدأ‬ ‫بتجسيم‬ ‫وبادرت‬ ،‫ّة‬‫ي‬‫العموم‬ ‫ة‬ّ‫الصح‬"‫للجميع‬ ‫ة‬ّ‫الصح‬"‫في‬ ‫وفعال‬ ‫قوال‬ ‫الديمقراطية‬ ‫إرساء‬ ‫في‬ ‫واجتهدت‬
‫مناهج‬‫الوزارة‬ ‫صلب‬ ‫ف‬ّ‫التصر‬.
‫تعصير‬ ‫مجال‬ ‫في‬ ‫خاصة‬ ‫اإلصالحات‬ ‫استكمال‬ ‫من‬ ‫لها‬ ‫أردته‬ ‫ما‬ ‫أنجز‬ ‫ولم‬ ‫الوزارة‬ ‫هذه‬ ‫وغادرت‬
‫المستشفيات‬ ‫في‬ ‫التصرف‬..‫االقتصاد‬ ‫وزارة‬ ‫مقاليد‬ ‫ي‬ّ‫ل‬‫لتو‬ ‫بالهاتف‬ ‫الدولة‬ ‫رئيس‬ ‫طرف‬ ‫من‬ ‫أمرت‬ ‫وقد‬
‫مرحلة‬ ‫في‬ ‫الخطيرة‬ ‫اإلنزالقات‬ ‫حصلت‬ ‫أن‬ ‫بعد‬ ‫الوطني‬3313-3311‫عرفت‬ ‫ثم‬‫جانفي‬ ‫في‬ ‫البالد‬3319
‫الخبز‬ ‫أحداث‬.‫المؤسسات‬ ‫من‬ ‫عدد‬ ‫في‬ ‫التصرّف‬ ‫سوء‬ ‫بسبب‬ ‫ّة‬‫م‬‫ج‬ ‫مصاعب‬ ‫الوزارة‬ ‫هذه‬ ‫في‬ ‫وجابهت‬
‫العمومية‬..‫الحماية‬ ‫جراء‬ ‫من‬ ‫التونسية‬ ‫الصناعية‬ ‫المنتجات‬ ‫لبعض‬ ‫المضافة‬ ‫القيمة‬ ‫و‬ ‫الجودة‬ ‫تدني‬ ‫و‬
‫المجحفة‬..‫من‬ ،‫ّة‬‫ي‬‫قو‬ ‫مساندة‬ ،‫تونس‬ ‫حظ‬ ‫حسن‬ ‫من‬ ،‫الوزارة‬ ‫هذه‬ ‫في‬ ‫وجدت‬‫بين‬ ‫من‬ ‫ّن‬‫ي‬‫وطني‬ ‫رجال‬
‫لتدارك‬ ‫الجماعي‬ ‫المجهود‬ ‫ذلك‬ ّ‫ولكن‬ ،‫ّة‬‫ي‬‫قو‬ ‫ّة‬‫ي‬‫وطن‬ ‫وبروح‬ ‫عالية‬ ‫بأخالق‬ ‫ون‬ّ‫ل‬‫يتح‬ ‫كانوا‬ ،‫الوزارة‬ ‫إطارات‬
‫تونس‬ ‫عن‬ ‫أضاعت‬ ‫بل‬ ‫البشرية‬ ‫الضحايا‬ ‫على‬ ‫تنحصر‬ ‫لم‬ ‫الدامية‬ ‫األحداث‬ ‫أن‬ ‫إذ‬ ،‫كافيا‬ ‫يكن‬ ‫لم‬ ‫األوضاع‬
‫ت‬ ‫برنامج‬ ‫إهدار‬ ‫أبرزها‬ ّ‫ل‬‫لع‬ ،‫عديدة‬ ‫استثمار‬ ‫فرص‬‫له‬ ‫أعددت‬ ‫قد‬ ‫كنت‬ ‫اليابان‬ ‫مع‬ ‫طموح‬ ‫صناعي‬ ‫عاون‬
‫المفاجئ‬ ‫بتعييني‬ ‫الوطن‬ ‫بمصالح‬ ‫المخل‬ ‫الوضع‬ ‫تواصل‬ ‫وقد‬ ،‫الوزارة‬ ‫رأس‬ ‫على‬ ‫تعييني‬ ‫منذ‬ ‫النجاح‬ ‫سبل‬
‫سنة‬ ‫منتصف‬ ‫في‬3312‫الذي‬ ‫الوقت‬ ‫في‬ ‫واالقتصاد‬ ‫المالية‬ ‫بوزارة‬ ‫ودجال‬ ‫زورا‬ ‫سميت‬ ،‫وزارة‬ ‫رأس‬ ‫على‬
‫بإقرا‬ ‫اإلسراع‬ ‫الحكومة‬ ‫على‬ ‫يتحتم‬ ‫كان‬‫بداية‬ ‫منذ‬ ‫القادمة‬ ‫المالية‬ ‫األزمة‬ ‫حدة‬ ‫من‬ ‫تخفف‬ ‫إصالحية‬ ‫تدابير‬ ‫ر‬
‫السنة‬. ....
‫الخارجية‬ ‫المالية‬ ‫تعهداتها‬ ‫تسديد‬ ‫على‬ ‫العجز‬ ‫من‬ ‫مرحلة‬ ‫البالد‬ ‫دخلت‬ ‫وهكذا‬..‫المرحوم‬ ‫األستاذ‬ ‫وخسر‬
‫الرئاسي‬ ‫بالقصر‬ ‫له‬ ‫المناوئين‬ ‫وجود‬ ّ‫ل‬‫ظ‬ ‫في‬ ،‫بورقيبة‬ ‫الحبيب‬ ‫احل‬ّ‫الر‬ ‫الرئيس‬ ‫ثقة‬ ‫مزالي‬ ‫محمد‬...‫ومع‬
‫عزل‬ ‫إلى‬ ‫ى‬ّ‫د‬‫أ‬ ‫ما‬ ‫وهو‬ ،‫بورقيبة‬ ‫مرض‬ ‫وتفاقم‬ ،‫االقتصاد‬ ‫وانهيار‬ ،‫االسالمي‬ ‫االتجاه‬ ‫أنصار‬ ّ‫د‬‫م‬ ‫تصاعد‬
‫الدولة‬ ‫رأس‬ ‫على‬ ‫خليفته‬ ‫سيكون‬ ‫أنه‬ ‫يكرر‬ ‫كان‬ ‫من‬....‫شهر‬ ‫في‬ ‫للجميع‬ ‫المفاجئ‬ ‫تكليفي‬ ‫هكذا‬ ‫فحدث‬
‫جويلية‬3312‫األولى‬ ‫بالوزارة‬.‫إنقا‬ ‫يمكن‬ ‫ما‬ ‫أنقذ‬ ‫وأن‬ ‫بالواجب‬ ‫أقوم‬ ‫أن‬ ‫وحاولت‬‫أعضاء‬ ‫كافة‬ ‫مع‬ ‫ذه‬
‫نهارا‬ ‫ليال‬ ‫بجد‬ ‫عملوا‬ ‫الذين‬ ‫الوطنية‬ ‫إطاراتنا‬ ‫من‬ ‫هام‬ ‫عدد‬ ‫و‬ ‫الحكومة‬:‫قانون‬ ‫قياسي‬ ‫وقت‬ ‫في‬ ‫هكذا‬ ‫فصدر‬
‫المتأكدة‬ ‫العناصر‬ ‫تنفيذ‬ ‫في‬ ‫انطلقنا‬ ‫و‬ ‫األوضاع‬ ‫لتدارك‬ ‫إضافي‬ ‫مالية‬"‫القتصاد‬ ‫هيكلي‬ ‫إصالح‬ ‫لبرنامج‬

9. 9
‫الوطن‬. "‫واسعة‬ ‫باستشارة‬ ‫و‬ ‫أيضا‬ ‫قياسي‬ ‫وقت‬ ‫في‬ ‫أعددنا‬ ‫و‬‫السابع‬ ‫المخطط‬ ‫مشروع‬ ‫البالد‬ ‫جهات‬ ‫مختلف‬ ‫في‬
‫لتحقيق‬ ‫مثالية‬ ‫ترابية‬ ‫تهيئة‬ ‫تعتمد‬ ‫جديدة‬ ‫أسس‬ ‫على‬ ‫البالد‬ ‫للتنمية‬-‫عشريتين‬ ‫مدى‬ ‫على‬-‫المتوازنة‬ ‫الجهوية‬ ‫التنمية‬
‫سنة‬ ‫في‬ ‫تبعث‬ ‫أقاليم‬ ‫ستة‬ ‫من‬ ‫ينطلق‬ ‫الذي‬ ‫التخطيط‬ ‫على‬ ‫باالعتماد‬ ‫وذلك‬3311‫و‬ ‫الكبرى‬ ‫تونس‬ ‫اختناق‬ ‫الجتناب‬
‫تونس‬ ‫تصحر‬‫األعماق‬....‫احل‬ّ‫الر‬ ‫للرئيس‬ ‫األمر‬ ‫تهويل‬ ‫ّده‬‫م‬‫وتع‬ ،‫ّاحة‬‫س‬‫ال‬ ‫في‬ ‫علي‬ ‫بن‬ ‫العابدين‬ ‫زين‬ ‫مناورات‬ ّ‫ولكن‬
‫ميالد‬ ‫بعيد‬ ‫االحتفال‬ ‫ليلة‬ ‫النزل‬ ‫تفجيرات‬ ‫بعد‬ ،‫به‬ ‫لإلطاحة‬ ‫بمؤامرة‬ ‫قيامهم‬ ‫وقرب‬ ‫النظام‬ ‫على‬ ‫اإلسالميين‬ ‫بخطر‬
‫أوت‬ ‫في‬ ‫الرئيس‬3319‫ض‬ ‫عنه‬ ‫عبر‬ ‫الدولة‬ ‫لرئيس‬ ‫مفتعل‬ ‫غضب‬ ‫إلى‬ ‫ى‬ّ‫د‬‫أ‬ ،‫الحكومة‬ ‫أعضاء‬ ‫كافة‬ ‫أمام‬ ‫دي‬.‫رأيت‬
‫فطلبت‬ ‫المسؤولية‬ ‫مواصلة‬ ‫على‬ ‫القدرة‬ ‫عدم‬ ‫اإلهانة‬ ‫هذه‬ ‫في‬–‫كتابيا‬ ‫و‬ ‫هاتفيا‬-‫األولى‬ ‫الوزارة‬ ‫جحيم‬ ‫من‬ ‫إعفائي‬.‫و‬
‫ولم‬ ‫خلفي‬ ‫اختيار‬ ‫حسن‬ ‫على‬ ‫يعينه‬ ‫حتى‬ ‫الفترة‬ ‫تلك‬ ‫في‬ ‫الرئيس‬ ‫يقيم‬ ‫أين‬ ‫بمرناق‬ ‫يبقى‬ ‫أن‬ ‫الهاتف‬ ‫في‬ ‫مخاطبي‬ ‫نبهت‬
‫األولى‬ ‫الوزارة‬ ‫مع‬ ‫الداخلية‬ ‫وزارة‬ ‫مسؤولية‬ ‫له‬ ‫يبقي‬ ‫أن‬ ‫و‬ ‫علي‬ ‫بن‬ ‫الرئيس‬ ‫يختار‬ ‫أن‬ ‫أتصور‬ ‫أكن‬....‫فكانت‬
‫سا‬ ‫الفرصة‬‫أي‬ ‫الغد‬ ‫من‬ ‫األولى‬ ‫الوزارة‬ ‫علي‬ ‫بن‬ ‫ى‬ّ‫ل‬‫ليتو‬ ‫نحة‬1‫نوفمبر‬ ‫من‬ ‫ّابع‬‫س‬‫ال‬ ‫في‬ ‫الحكم‬ ‫على‬ ّ‫وينقض‬ ،‫اكتوبر‬
‫جديدة‬ ‫و‬ ‫مصيرية‬ ‫توجهات‬ ‫من‬ ‫للتنمية‬ ‫السابع‬ ‫بالمخطط‬ ‫ورد‬ ‫ما‬ ‫كل‬ ‫الجانب‬ ‫عرض‬ ‫تاركا‬ ‫النوفمبري‬ ‫العهد‬ ‫ويبدأ‬
‫م‬ ‫في‬ ‫وردت‬ ‫التي‬ ‫التعهدات‬ ‫لكافة‬ ‫متنكرا‬ ‫و‬ ‫متوازنة‬ ‫جهوية‬ ‫تنمية‬ ‫لتحقيق‬‫سمي‬ ‫ا‬"‫نوفمبر‬ ‫من‬ ‫السابع‬ ‫ببيان‬."‫وهكذا‬
‫تونس‬ ‫خسرت‬11‫في‬ ‫علي‬ ‫بن‬ ‫رحيل‬ ‫حتى‬ ‫سنة‬39‫جانفي‬1133‫المطالبة‬ ‫الشباب‬ ‫انتفاضة‬ ‫نتيجة‬"‫بالحرّية‬
‫ّة‬‫ي‬‫الوطن‬ ‫والكرامة‬ ‫والشغل‬"‫المتوازنة‬ ‫الجهوية‬ ‫التنمية‬ ‫في‬ ‫أساسا‬ ‫المجسمة‬.
‫أكتوبر‬ ‫شهر‬ ‫أواخر‬ ‫في‬ ‫النواب‬ ‫مجلس‬ ‫رئاسة‬ ‫توليت‬ ‫وكنت‬3319‫يوم‬ ‫و‬9‫في‬ ‫علي‬ ‫بن‬ ‫استقبلت‬ ‫عندما‬ ‫نوفمبر‬
‫معه‬ ‫تناولته‬ ‫موضوع‬ ‫أول‬ ‫كان‬ ‫اليمين‬ ‫أداء‬ ‫حفل‬ ‫قبل‬ ‫مكتبي‬,‫هو‬‫شرفيا‬ ‫رئيسا‬ ‫بورقيبة‬ ‫الحبيب‬ ‫الرئيس‬ ‫بقاء‬‫مقره‬
‫الضيافة‬ ‫قصر‬ ‫في‬ ‫بتونس‬‫بقرطاج‬.‫جوابه‬ ‫فكان‬" :‫بورقيبة‬ ‫الرئيس‬ ‫سيبقى‬ ‫و‬ ‫مشموالتي‬ ‫من‬ ‫الموضوع‬ ‫هذا‬
‫مبجال‬...."‫م‬ ‫عندما‬ ‫ثم‬ ،‫سفيرا‬ ‫تعييني‬ ‫يقع‬ ‫أن‬ ‫اقترحت‬ ‫و‬ ، ‫المجلس‬ ‫من‬ ‫اإلعفاء‬ ‫طلبت‬ ‫الدجل‬ ‫اتضح‬ ‫و‬ ‫األيام‬ ‫رت‬
‫و‬ ‫تونس‬ ‫إلى‬ ‫بالنسبة‬ ‫تطورها‬ ‫و‬ ‫األوروبية‬ ‫السوق‬ ‫ألهمية‬ ‫نظرا‬ ‫بالدي‬ ‫يكون‬ ‫ما‬ ‫أكثر‬ ‫أفيد‬ ‫حتى‬ ‫ببروكسال‬ ‫لتونس‬
‫علي‬ ‫بن‬ ‫من‬ ‫تردد‬ ‫بعد‬ ‫ذلك‬ ‫تم‬ ‫قد‬ ‫و‬ ‫لمستقبلها‬.‫اكتو‬ ‫أخرشهر‬ ‫في‬ ‫بروكسال‬ ‫الى‬ ‫انتقلت‬ ‫و‬‫بر‬3311‫قمت‬ ‫أين‬
‫اللجنة‬ ‫رئيس‬ ‫مع‬ ‫صداقتي‬ ‫كانت‬ ‫و‬ ‫األوروبي‬ ‫االتحاد‬ ‫مع‬ ‫مكثف‬ ‫بنشاط‬"‫لور‬ ‫دي‬ ‫جاك‬"‫لتونس‬ ‫مفيدة‬.‫لما‬ ‫لكن‬ ‫و‬
‫حتى‬ ‫االتفاقية‬ ‫عناصر‬ ‫ألهم‬ ‫تصوراتي‬ ‫عن‬ ‫عبرت‬ ‫جديدة‬ ‫اتفاقية‬ ‫على‬ ‫األوروبية‬ ‫السوق‬ ‫مع‬ ‫التفاوض‬ ‫وقت‬ ‫قرب‬
‫النس‬ ‫في‬ ‫الكبير‬ ‫وت‬ ‫التفا‬ ‫تراعي‬ ‫و‬ ‫الوطن‬ ‫لصالح‬ ‫تكون‬‫األوروبية‬ ‫بالدول‬ ‫مقارنة‬ ‫لتونس‬ ‫االقتصادي‬ ‫يج‬.‫ترق‬ ‫فلم‬
‫تونس‬ ‫تبرم‬ ‫أن‬ ‫في‬ ‫ينحصر‬ ‫كبيرة‬ ‫بسذاجة‬ ‫كان‬ ‫الوحيد‬ ‫همه‬ ‫ألن‬ ‫قرطاج‬ ‫قصر‬ ‫في‬ ‫أصبح‬ ‫لمن‬ ‫مقترحاتي‬-‫مهما‬
‫الثمن‬ ‫كان‬-‫يحصل‬ ‫حتى‬ ‫الشقيق‬ ‫المغرب‬ ‫قبل‬ ‫االتفاق‬-‫تقديره‬ ‫حسب‬-‫االستثمارات‬ ‫تدفق‬ ‫في‬ ‫السبق‬
‫األوروبية‬.....‫األفض‬ ‫من‬ ‫فكان‬‫ببروكسال‬ ‫السفارة‬ ‫أغادر‬ ‫أن‬ ‫علي‬ ‫بن‬ ‫تصور‬ ‫حسب‬ ‫ل‬...‫على‬ ‫تعييني‬ ‫وقع‬ ‫هكذا‬ ‫و‬
‫رأس‬"‫المالية‬ ‫و‬ ‫اإلدارية‬ ‫للرقابة‬ ‫عليا‬ ‫هيئة‬"‫مع‬ ‫الدءوب‬ ‫العمل‬ ‫من‬ ‫سنتين‬ ‫بعد‬ ‫شعرت‬ ‫الصالحيات‬ ‫منقوصة‬
‫أحدثت‬ ‫الهيئة‬ ‫أن‬ ‫للوطن‬ ‫مخلصة‬ ‫إطارات‬"‫األعين‬ ‫على‬ ‫الغبار‬ ‫لذر‬...."‫لمغاد‬ ‫التقاعد‬ ‫على‬ ‫إحالتي‬ ‫فطلبت‬‫الهيئة‬ ‫رة‬
...‫المستشارين‬ ‫بمجلس‬ ‫عضوا‬ ‫استشارتي‬ ‫بدون‬ ‫بتعييني‬ ‫فوجئت‬ ‫ثم‬...‫إلغائه‬ ‫قبل‬ ‫منه‬ ‫المستقلين‬ ‫أول‬ ‫من‬ ‫كنت‬ ‫و‬.
‫صفر‬ ‫رشيد‬.

10. 10

11. 11
‫الكتاب‬ ‫تقديم‬
‫بقلم‬:‫فرج‬ ‫بن‬ ‫المنصف‬
‫صفر‬ ‫رشيد‬ ‫األستاذ‬ ‫الكبير‬ ‫المناضل‬ ‫كتاب‬ ‫تقديم‬ ‫على‬ ‫أزمع‬ ‫وأنا‬ ،‫تذكرت‬"‫في‬ ‫وعبر‬ ‫ذكريات‬‫خدمة‬
‫تونس‬"‫الشاعر‬ ‫قول‬:
‫تواضعا‬ ‫ينخبن‬ ‫ّنابل‬‫س‬‫ال‬ ‫مالى‬***‫رؤ‬ ‫والفارغات‬‫و‬‫شوامخ‬ ّ‫سهن‬
‫عندما‬ ،‫الثمانينات‬ ‫ومطلب‬ ‫العشرين‬ ‫القرن‬ ‫سبعينات‬ ‫أواخر‬ ‫في‬ ‫الفاضل‬ ‫جل‬ّ‫الر‬ ‫هذا‬ ‫عرفت‬ ‫أني‬ ‫ذلك‬
‫به‬ ‫جمعتني‬ ‫التي‬ ‫المناسبات‬ ‫وفي‬ ،‫بنجاح‬ ‫عليها‬ ‫أشرف‬ ‫التي‬ ‫بالوزارات‬ ‫المسؤوليات‬ ‫سماء‬ ‫في‬ ‫نجمه‬ ‫سطع‬
‫أ‬‫فقد‬ ،‫واب‬ّ‫ن‬‫ال‬ ‫بمجلس‬ ‫عضوا‬ ‫دخولي‬ ‫وعند‬ ،‫ّا‬‫ي‬‫جهو‬ ‫مسؤوال‬ ‫كنت‬ ‫حين‬ ‫ّة‬‫ي‬‫والحزب‬ ‫ّة‬‫ي‬‫السياس‬ ‫االجتماعات‬ ‫ثناء‬
،‫ّة‬‫ي‬‫الواقع‬ ‫يعتمد‬ ‫كان‬ ‫ه‬ّ‫ن‬‫أل‬ ،‫خطاب‬ ّ‫ل‬‫ك‬ ‫وفي‬ ‫به‬ ‫ينطق‬ ‫حرف‬ ّ‫ل‬‫ك‬ ‫عند‬ ،‫واأللباب‬ ‫العقول‬ ‫يسحر‬ ‫مناضال‬ ‫كان‬
‫من‬ ‫عنه‬ ‫يصدر‬ ‫كان‬ ‫فيما‬ ‫ّراحة‬‫ص‬‫ال‬ ‫وخطاب‬ ،‫ّدق‬‫ص‬‫ال‬ ‫وأسلوب‬ ‫الحق‬ ‫طريق‬ ‫وينتهج‬‫إلى‬ ‫إضافة‬ ،‫وفعل‬ ‫قول‬
ّ‫الفذ‬ ‫عيم‬ّ‫الز‬ ‫نجل‬ ‫كان‬ ‫رجل‬ ‫عن‬ ‫بغريب‬ ‫ليس‬ ‫أمر‬ ‫وهو‬ ،‫كبير‬ ‫وتواضع‬ ‫أخالق‬ ‫دماثة‬ ‫من‬ ‫به‬ ‫يمتاز‬ ‫كان‬ ‫ما‬
‫ستوري‬ّ‫د‬‫ال‬ ّ‫الحر‬ ‫الحزب‬ ‫تأسيس‬ ‫في‬ ‫ورفيقه‬ ‫بورقيبة‬ ‫الحبيب‬ ‫احل‬ّ‫الر‬ ‫الزعيم‬ ‫صديق‬ ‫صفر‬ ‫الطاهر‬ ‫المرحوم‬
‫في‬ ‫التونسي‬1‫مارس‬3319‫ع‬ ‫انشقاقهم‬ ‫إثر‬ ‫هالل‬ ‫قصر‬ ‫بمدينة‬‫القديم‬ ‫الحزب‬ ‫ن‬.
‫خدمة‬ ‫في‬ ‫ّالحة‬‫ص‬‫ال‬ ‫وأعماله‬ ‫ادرة‬ّ‫ن‬‫ال‬ ‫وشجاعته‬ ‫الحازمة‬ ‫مواقفه‬ ‫صفر‬ ‫رشيد‬ ‫األستاذ‬ ‫في‬ ‫أكبرت‬ ‫ولقد‬
‫سنة‬ ‫البالد‬ ‫شهدتها‬ ‫التي‬ ‫الخانقة‬ ‫األزمة‬ ‫أثناء‬ ‫وشعبها‬ ‫تونس‬3312‫على‬ ‫المحموم‬ ‫ّراع‬‫ص‬‫ال‬ ‫اضطرام‬ ‫ّان‬‫ب‬‫إ‬ ،
‫القيم‬ ‫وانهيار‬ ،‫التونسي‬ ‫االقتصاد‬ ‫تدهور‬ ‫ظل‬ ‫في‬ ‫بورقيبة‬ ‫خالفة‬‫في‬ ‫صامدا‬ ّ‫ل‬‫ظ‬ ‫حيث‬ ،‫بيلة‬ّ‫ن‬‫ال‬ ‫ّة‬‫ي‬‫األخالق‬
‫وقد‬ ،‫وشعبها‬ ‫بالبالد‬ ّ‫يضر‬ ‫ّار‬‫ي‬‫ت‬ ّ‫ل‬‫ك‬ ‫عن‬ ‫ونآى‬ ‫منها‬ ‫أ‬ّ‫تبر‬ ‫بل‬ ،‫فيها‬ ‫نفسه‬ ‫يحشر‬ ‫ولم‬ ‫ّراعات‬‫ص‬‫ال‬ ‫تلك‬ ‫وجه‬
‫يسدي‬ ‫ثابتا‬ ‫عهده‬ ‫على‬ ‫وبقي‬ ‫منها‬ ‫ّب‬‫ي‬‫ته‬ ‫وال‬ ‫بها‬ ‫يكترث‬ ‫لم‬ ‫ه‬ّ‫ن‬‫ولك‬ ،‫والمصاعب‬ ‫المتاعب‬ ‫من‬ ‫كثيرا‬ ‫ذلك‬ ‫فه‬ّ‫ل‬‫ك‬
‫ويرغب‬ ،‫ّله‬‫ب‬‫يتق‬ ‫لمن‬ ‫النصح‬‫الكوارث‬ ‫واجتناب‬ ‫األوضاع‬ ‫تهدئة‬ ‫في‬.
‫نشر‬ ‫اعتزامه‬ ‫من‬ ‫صفر‬ ‫رشيد‬ ‫المناضل‬ ‫األستاذ‬ ‫عليه‬ ‫أقدم‬ ‫بما‬ ‫سروري‬ ‫شديد‬ ‫عن‬ ‫ّر‬‫ب‬‫أع‬ ‫ذا‬ ‫أنا‬ ‫وها‬
‫الوطنية‬ ‫الحياة‬ ‫في‬ ‫تجربته‬ ‫حصيلة‬ ‫يكتب‬ ‫أن‬ ‫بإلحاح‬ ‫وأطلب‬ ‫منه‬ ‫ألتمس‬ ‫سنوات‬ ‫كنت‬ ‫أن‬ ‫بعد‬ ،‫مذكراته‬
‫في‬ ‫ولة‬ّ‫د‬‫ال‬ ‫لدواليب‬ ‫وتسييرا‬ ،‫واقتصادا‬ ‫وسياسة‬ ‫إدارة‬‫سروري‬ ‫عن‬ ‫ّر‬‫ب‬‫أع‬ ‫كما‬ ‫مهمات‬ ‫من‬ ‫إليه‬ ‫يعهد‬ ‫كان‬ ‫ما‬
‫مالحظات‬ ‫وهي‬ ،‫سابقا‬ ‫العام‬ ‫أي‬ّ‫الر‬ ‫يعرفها‬ ‫لم‬ ‫وأحداث‬ ‫ووقائع‬ ‫أسرار‬ ‫من‬ ‫المذكرات‬ ‫هذه‬ ‫في‬ ‫اكتشفته‬ ‫بما‬
‫جديدة‬ ‫شهادة‬ ‫وتكون‬ ‫واألعمار‬ ‫ّنين‬‫س‬‫ال‬ ّ‫مر‬ ‫على‬ ‫ستزداد‬ ‫كبرى‬ ‫قيمة‬ ‫عليه‬ ‫وتضفي‬ ‫صاحبها‬ ‫شأن‬ ‫من‬ ‫ترفع‬
‫ال‬ ‫هذه‬ ‫في‬ ‫نجاحه‬ ‫مدى‬ ‫عن‬ ‫تبرهن‬‫لهذا‬ ‫خدمة‬ ‫للذات‬ ‫نكرانه‬ ‫ومدى‬ ‫لتونس‬ ‫ّه‬‫ب‬‫وح‬ ‫أخالقه‬ ّ‫علو‬ ‫وتثبت‬ ‫مسيرة‬
،‫فيس‬ّ‫ن‬‫ال‬ ‫الكتاب‬ ‫هذا‬ ‫تقديم‬ ‫صفر‬ ‫رشيد‬ ‫المناضل‬ ‫األستاذ‬ ّ‫علي‬ ‫عرض‬ ‫حينما‬ ‫سروري‬ ‫ازداد‬ ‫ولقد‬ ‫الوطن‬

12. 12
‫وإضافات‬ ‫ّة‬‫م‬‫ج‬ ‫فوائد‬ ‫من‬ ‫والمذكرات‬ ‫الذكريات‬ ‫هذه‬ ‫في‬ ‫ما‬ ،‫ومحتواه‬ ‫وأبوابه‬ ‫فصوله‬ ‫ّلت‬‫م‬‫وتأ‬ ،‫فقرأته‬
‫فرأيت‬ ،‫ّة‬‫م‬‫مه‬‫ّياسيين‬‫س‬‫ال‬ ‫المسؤولين‬ ‫أبرز‬ ‫من‬ ‫لعديد‬ ‫ّة‬‫ي‬‫الذات‬ ‫ّيرة‬‫س‬‫ال‬ ‫مؤلفات‬ ‫جملة‬ ‫من‬ ‫جديدة‬ ‫مذكرات‬ ‫أنها‬
‫في‬ ‫ساهموا‬ ،‫بعده‬ ‫وما‬ ‫العشرين‬ ‫القرن‬ ‫من‬ ‫األول‬ ‫النصف‬ ‫في‬ ‫االستعمار‬ ‫زمن‬ ‫عاصروا‬ ‫الذين‬ ،‫تونس‬ ‫في‬
‫بقيا‬ ‫مؤسساتها‬ ‫وتركيز‬ ‫االستقالل‬ ‫دولة‬ ‫بناء‬ ‫ثم‬ ‫التحرير‬ ‫معارك‬ ‫كسب‬ ‫أجل‬ ‫من‬ ‫الوطني‬ ‫النضال‬‫دة‬"
‫األكبر‬ ‫المجاهد‬"‫في‬ ‫إزاحته‬ ‫حتى‬ ‫ذلك‬ ‫وتواصل‬ ،‫بورقيبة‬ ‫الحبيب‬ ‫الراحل‬ ‫الرئيس‬9‫نوفمبر‬3319‫وما‬ ،
‫في‬ ‫الشباب‬ ‫انتفاضة‬ ‫قيام‬ ‫حتى‬ ‫ذلك‬ ‫تال‬39‫جانفي‬1133.
‫في‬ ‫المهدية‬ ‫بمدينة‬ ‫المولود‬ ،‫صفر‬ ‫رشيد‬ ‫المناضل‬ ‫األستاذ‬ ‫مذكرات‬ ‫إذن‬ ‫هذه‬33‫سبتمبر‬3311
‫الحافلة‬ ‫مسيرته‬ ‫فيها‬ ‫يروي‬‫الداخل‬ ‫في‬ ‫تونس‬ ‫خدمة‬ ‫في‬ ‫الصادق‬ ‫والنضال‬ ‫الغزير‬ ‫والنشاط‬ ‫الدؤوب‬ ‫بالعمل‬
‫الدستورية‬ ‫والشبيبة‬ ‫الكشافة‬ ‫في‬ ‫وانخراطه‬ ،‫الدراسة‬ ‫في‬ ‫مواظبته‬ ‫من‬ ‫بدء‬ ،‫والخارج‬.‫مبادئ‬ ‫فيهما‬ ‫م‬ّ‫ل‬‫تع‬ ‫وقد‬
‫مواجهت‬ ‫المذكرات‬ ‫هذه‬ ‫في‬ ‫المؤلف‬ ‫يروي‬ ‫وكذلك‬ ،‫العالية‬ ‫اإلنسانية‬ ‫واألخالق‬ ‫والشجاعة‬ ‫ّبر‬‫ص‬‫وال‬ ّ‫د‬‫الج‬‫ه‬
‫في‬ ‫الباكالوريا‬ ‫شهادة‬ ‫على‬ ‫وحصوله‬ ،‫بصفاقس‬ ‫تلميذ‬ ‫وهو‬ ‫ّفية‬‫س‬‫التع‬ ‫وممارساته‬ ‫للمستعمر‬ ‫شبابه‬ ‫منذ‬
‫جوان‬ ‫غرة‬ ‫يوم‬ ‫بورقيبة‬ ‫للزعيم‬ ‫التونسيين‬ ‫آالف‬ ‫مع‬ ‫استقباله‬ ‫وكذلك‬ ‫بباريس‬ ‫العليا‬ ‫دراسته‬ ‫ومتابعة‬ ،‫تونس‬
3399،‫البورقيبية‬ ‫المدرسة‬ ‫إلى‬ ‫وانتمائه‬ ،‫الوطن‬ ‫أرض‬ ‫إلى‬ ‫المظفرة‬ ‫عودته‬ ‫في‬‫في‬ ‫تونس‬ ‫وخدمة‬
‫والطاقة‬ ‫والتخطيط‬ ‫واالقتصاد‬ ‫المالية‬ ‫مجاالت‬ ‫في‬ ‫عليها‬ ‫أشرف‬ ‫التي‬ ‫والوزارات‬ ‫المتعددة‬ ‫اإلدارات‬
‫والصحة‬ ‫العالي‬ ‫والتعليم‬ ‫التربية‬ ‫وبوزارات‬ ،‫وبعدها‬ ‫صالح‬ ‫بن‬ ‫أحمد‬ ‫مع‬ ‫التعاضد‬ ‫تجربة‬ ‫فيها‬ ‫والمناجم‬
‫الر‬ ‫بنهاية‬ ‫والمؤامرات‬ ‫والمرض‬ ‫الشيخوخة‬ ‫تعصف‬ ‫أن‬ ‫قبل‬ ،‫الوطني‬ ‫والدفاع‬ ‫العمومية‬‫وتلقي‬ ‫بورقيبة‬ ‫ئيس‬
،‫خانقة‬ ‫أزمة‬ ‫في‬ ‫وتجعلها‬ ‫والسياسية‬ ‫واالجتماعية‬ ‫االقتصادية‬ ‫البالد‬ ‫أوضاع‬ ‫على‬ ‫الكارثية‬ ‫بتداعياتها‬
‫المسؤولين‬ ‫تكالب‬ ‫خطر‬ ‫ّها‬‫م‬‫أه‬ ّ‫ل‬‫لع‬ ،‫كثيرة‬ ‫ودروسا‬ ‫عبرا‬ ‫صفر‬ ‫رشيد‬ ‫المناضل‬ ‫األستاذ‬ ‫منها‬ ‫استخلص‬
،‫النفوذ‬ ‫كراسي‬ ‫إلى‬ ‫للوصول‬ ‫المشروع‬ ‫غير‬ ‫وتزاحمهم‬ ،‫السلطة‬ ‫على‬‫في‬ ‫اشتراكهم‬ ،‫للواجبات‬ ‫وإهمالهم‬
‫واألخالقي‬ ‫المالي‬ ‫الفساد‬ ‫لوبيات‬(‫ومحاباة‬ ‫رشوة‬)‫الرئاسي‬ ‫القصر‬ ‫في‬ ‫دسائس‬ ‫من‬ ‫يحيكونه‬ ‫ما‬ ‫خالل‬ ‫من‬
‫إزاحة‬ ‫إلى‬ ‫جميعها‬ ‫ت‬ّ‫د‬‫أ‬ ‫والمؤسسات‬ ‫الوزارات‬ ‫وبقية‬ ‫األولى‬ ‫الوزارة‬ ‫مقر‬ ‫في‬ ‫أو‬ ‫بقرطاج‬"‫المجاهد‬
‫األكبر‬"‫بأم‬ ‫حاكما‬ ‫علي‬ ‫بن‬ ‫العابدين‬ ‫زين‬ ‫وانتصاب‬‫الديمقراطية‬ ‫بانعدام‬ ‫سوءا‬ ‫البالد‬ ‫وضع‬ ‫معه‬ ‫ازداد‬ ،‫ره‬
‫واالستاذ‬ ‫ال‬ ‫وكيف‬ ‫الوطنية‬ ‫روح‬ ‫وغياب‬ ‫الوطن‬ ‫نحو‬ ‫الواجبات‬ ‫وإهمال‬ ‫ّة‬‫ي‬‫الح‬ ‫الضمائر‬ ‫وغياب‬ ‫ّة‬‫ي‬‫الحقيق‬
‫األمزجة‬ ‫وتقلب‬ ‫والنفاق‬ ‫والكذب‬ ‫الغدر‬ ‫ويالت‬ ‫وعانى‬ ‫األول‬ ‫الوزير‬ ‫رتبة‬ ‫إلى‬ ‫وصل‬ ‫صفر‬ ‫رشيد‬!‫؟‬!‫؟‬
‫الم‬ ‫العيوب‬ ‫هذه‬ ‫من‬ ‫عانى‬ ‫ولكم‬‫متكررة‬ ‫محاوالت‬ ‫ومن‬ ،‫أيوب‬ ‫صبر‬ ‫من‬ ‫له‬ ‫كان‬ ‫بما‬ ،‫ستضحكة‬
‫العدل‬ ‫دولة‬ ‫إقامة‬ ‫في‬ ‫أمانيه‬ ّ‫أن‬ ‫إلى‬ ‫المطاف‬ ‫آخر‬ ‫في‬ ‫انتهى‬ ‫ولكنه‬ ،‫األمور‬ ‫تدارك‬ ‫ورغبة‬ ‫لإلصالح‬
‫في‬ ‫يكون‬ ‫قد‬ ‫األمل‬ ‫وأن‬ ،‫رت‬ّ‫تبخ‬ ‫قد‬ ‫الحقيقية‬ ‫الديمقراطية‬ ‫وإرساء‬ ‫اإلنسان‬ ‫وحقوق‬ ‫والشفافية‬ ‫والمساواة‬
‫هللا‬ ‫يجود‬ ‫أن‬ ‫في‬ ‫المستقبل‬‫أمثال‬ ،‫شعبهم‬ ‫يحبون‬ ‫مخلصين‬ ‫ونساء‬ ‫برجال‬ ‫أحلها‬ ‫التي‬ ‫الطيبة‬ ‫البالد‬ ‫هذه‬ ‫على‬
‫المناضل‬ ‫ذكرهم‬ ‫ممن‬ ‫وغيرهم‬ ‫الماطري‬ ‫ومحمود‬ ‫التليلي‬ ‫وأحمد‬ ‫حشاد‬ ‫وفرحات‬ ‫صفر‬ ‫والطاهر‬ ‫بورقيبة‬

13. 13
‫والوزارات‬ ‫اإلدارات‬ ‫مختلف‬ ‫في‬ ‫عرفهم‬ ‫من‬ ‫بعض‬ ‫وأمثال‬ ‫العالية‬ ‫الوطنية‬ ‫بخصالهم‬ ‫وأشاد‬ ‫صفر‬ ‫رشيد‬
ّ‫مر‬ ‫التي‬‫بها‬.
‫بذاكرته‬ ‫كتابتها‬ ‫في‬ ‫استعان‬ ‫ه‬ّ‫ن‬‫أ‬ ‫له‬ ‫يتضح‬ ‫صفر‬ ‫رشيد‬ ‫األستاذ‬ ‫مذكرات‬ ‫في‬ ‫ّن‬‫ع‬‫المتم‬ ‫فإن‬ ‫وفعال‬
‫أهم‬ ‫من‬ ‫فترة‬ ‫في‬ ‫الباحثين‬ ‫سبيل‬ ‫تنير‬ ‫تاريخية‬ ‫وثيقة‬ ‫بحق‬ ‫تعد‬ ،‫الناطقة‬ ‫والصور‬ ،‫الصادقة‬ ‫وبوثائقه‬ ،‫الفائقة‬
،‫والعشرين‬ ‫الواحد‬ ‫القرن‬ ‫وبداية‬ ‫العشرين‬ ‫القرن‬ ‫ثلثي‬ ‫في‬ ‫تونس‬ ‫فترات‬‫من‬ ‫فيها‬ ‫لما‬ ‫بالقراءة‬ ‫جديرة‬ ‫وهي‬
‫شعبها‬ ‫في‬ ‫ّا‬‫ب‬‫وح‬ ‫العزيزة‬ ‫لبالدنا‬ ‫خدمة‬ ،‫األعمال‬ ‫في‬ ‫وإخالص‬ ‫األقوال‬ ‫في‬ ‫وصدق‬ ،‫اإلحساس‬ ‫في‬ ‫رقة‬
‫يب‬ّ‫الط‬.
‫النواب‬ ‫بمجلس‬ ‫سابق‬ ‫نائب‬
‫التونسي‬ ‫النضال‬ ‫ملحمة‬ ‫كتاب‬ ‫ومؤلف‬

14. 14
‫التونسية‬ ‫المرأة‬ ‫محرر‬ ‫بورقيبة‬ ‫الحبيب‬.
‫هذه‬‫تقدم‬ ‫عن‬ ‫معبرة‬ ‫صورة‬‫وه‬ ‫بورقيبة‬ ‫الحبيب‬ ‫الرئيس‬ ‫تمثل‬ ‫تونس‬ ‫في‬ ‫المرأة‬‫و‬‫يستقبل‬
‫سنة‬ ‫الطب‬ ‫في‬ ‫االقامة‬ ‫مناظرة‬ ‫في‬ ‫الفائزات‬ ‫الطالبات‬ ‫قرطاج‬ ‫قصر‬ ‫في‬1891‫بحضور‬
‫صفر‬ ‫رشيد‬ ‫العمومية‬ ‫للصحة‬ ‫وزيره‬.

15. 15
‫األول‬ ‫الباب‬
‫والتكوين‬ ‫الدراسة‬ ‫مرحلة‬
‫المستعمر‬ ‫ضد‬ ‫نضالها‬ ‫تواصل‬ ‫وتونس‬
‫النصر‬ ‫حتى‬.
1811-1811

16. 16
‫والدي‬ ‫وفاة‬ ‫صدمة‬‫و‬‫خالل‬ ‫من‬ ‫االنزواء‬ ‫من‬ ‫إنقاذي‬‫اال‬‫نخراط‬
‫في‬ ‫أسهمت‬ ‫التي‬ ‫المناضلة‬ ‫الوطنية‬ ‫الكشفية‬ ‫الحركة‬ ‫في‬
‫المستعمر‬ ‫من‬ ‫تونس‬ ‫لتحرير‬ ‫الحاسمة‬ ‫المرحلة‬.
‫ن‬ ّ‫والتكو‬ ‫والنشأة‬ ‫الوالدة‬(1811-1811: )
‫يوم‬ ‫المهدية‬ ‫بمدينة‬ ‫ولدت‬33‫سبتمبر‬3311‫من‬ ‫جدي‬ ‫بمنزل‬‫ا‬‫مصطفى‬ ‫ألب‬
‫بن‬ ‫حاليا‬ ‫الكائن‬ ‫صفر‬‫ه‬‫أسم‬ ‫االستقالل‬ ‫منذ‬ ‫له‬ ‫أعطي‬ ‫ج‬"‫روس‬ ‫جان‬"‫وه‬‫و‬‫مفكر‬
‫األخيرة‬ ‫مرحلته‬ ‫في‬ ‫لبالدنا‬ ‫التحريري‬ ‫الكفاح‬ ‫ساند‬ ‫اشتراكي‬ ‫سياسي‬.‫سجلني‬ ‫وقد‬
‫حسب‬ ‫رشيد‬ ‫محمد‬ ‫لقب‬ ‫تحت‬ ‫بالمهدية‬ ‫المدنية‬ ‫الحالة‬ ‫دفتر‬ ‫في‬ ‫مصطفى‬ ‫جدي‬
‫وسلم‬ ‫عليه‬ ‫هللا‬ ‫صلى‬ ‫محمد‬ ‫برسولنا‬ ‫تبركا‬ ‫وذلك‬ ‫عادته‬.‫وإن‬‫يعمل‬ ‫والدي‬ ‫كان‬
‫تقيم‬ ‫أن‬ ‫تقتضي‬ ‫العائلية‬ ‫التقاليد‬ ‫فكانت‬ ‫الفترة‬ ‫تلك‬ ‫في‬ ‫تونس‬ ‫بالعاصمة‬ ‫ويقطن‬
‫الوالدة‬ ‫قرب‬ ‫مع‬ ‫بالمهدية‬ ‫والدتي‬.
‫الكبرى‬ ‫أختي‬ ‫والدة‬ ‫مع‬ ‫حصل‬ ‫ما‬ ‫وهذا‬"‫زينب‬."‫الصغرى‬ ‫أختي‬ ‫ولكن‬"‫نجاة‬"
‫ولدت‬‫أ‬ ‫في‬‫ريانة‬‫ضواحي‬ ‫إحدى‬‫أحمد‬ ‫عمي‬ ‫به‬ ‫يقطن‬ ‫كان‬ ‫الذي‬ ‫بالمنزل‬ ‫العاصمة‬
‫صفر‬‫أفريل‬ ‫حوادث‬ ‫بعد‬ ‫الفترة‬ ‫تلك‬ ‫في‬ ‫بالسجن‬ ‫كان‬ ‫والدي‬ ‫ألن‬3311.‫و‬‫قدم‬ ‫قد‬
‫جدي‬‫المهدية‬ ‫من‬‫السجن‬ ‫في‬ ‫ابنه‬ ‫زيارة‬ ‫لمحاولة‬ ‫تونس‬ ‫إلى‬‫نبأ‬ ‫بلوغه‬ ‫بمجرد‬
‫إبنه‬ ‫إعتقال‬.‫و‬‫المهدية‬ ‫إلى‬ ‫قدومي‬ ‫قبل‬ ‫كنت‬‫قد‬‫في‬ ‫إنطلقت‬‫االبتدائي‬ ‫تعليمي‬
‫العربية‬ ‫بالمدرسة‬-‫ببارد‬ ‫الفرنسية‬‫و‬(‫تونس‬ ‫ضاحية‬)‫حيث‬‫في‬ ‫وذلك‬ ‫أبي‬ ‫منزل‬ ‫كان‬
‫المدرسية‬ ‫السنة‬3313-3391.
‫بوزيد‬ ‫شريفة‬ ‫السيدة‬ ‫المدرسة‬ ‫تلك‬ ‫في‬ ‫الفرنسية‬ ‫اللغة‬ ‫معلمات‬ ‫بين‬ ‫من‬ ‫وكانت‬
‫النابغ‬ ‫والمفكر‬ ‫األستاذ‬ ‫وزوجة‬ ‫بارزة‬ ‫نقابية‬ ‫مناضلة‬ ‫بعد‬ ‫ما‬ ‫في‬ ‫ستصبح‬ ‫التي‬
‫المسعدي‬ ‫محمود‬.‫بقي‬‫المدرسة‬ ‫بهذه‬ ‫نسبيا‬ ‫القصير‬ ‫مروري‬ ‫فترة‬ ‫من‬ ‫لي‬ ‫ت‬-

17. 17
‫ببارد‬ ‫اآلن‬ ‫حتى‬ ‫الموجودة‬‫و‬‫مسجد‬ ‫قرب‬‫االستقالل‬ ‫نهج‬ ‫من‬ ‫مقربة‬ ‫على‬-‫ذكريات‬
‫الشارع‬ ‫ضفة‬ ‫على‬ ‫واالصطفاف‬ ‫معلميهم‬ ‫مع‬ ‫التالميذ‬ ‫خروج‬ ‫بينها‬ ‫من‬ ‫عديدة‬
‫موكب‬ ‫مرور‬ ‫لمشاهدة‬ ‫وذلك‬ ‫حاليا‬ ‫االستقالل‬ ‫شارع‬ ‫يسمى‬ ‫أصبح‬ ‫الذي‬ ‫الرئيسي‬
‫الباي‬ ‫المنصف‬ ‫العرش‬ ‫على‬ ‫خلفه‬ ‫الذي‬ ‫الباي‬ ‫دفن‬.‫و‬‫بع‬ ‫انتقلت‬‫والدي‬ ‫وفاة‬ ‫د‬(1‫أوت‬
3391)‫أكتوبر‬ ‫في‬ ‫بالمهدية‬ ‫الفرنسية‬ ‫العربية‬ ‫االبتدائية‬ ‫المدرسة‬ ‫إلى‬3391.
‫و‬‫بقيت‬‫أتذكر‬‫عدد‬‫ا‬‫من‬‫رفقائي‬ ‫ووتكوين‬ ‫تكويني‬ ‫في‬ ‫ساهموا‬ ‫الذين‬ ‫المعلمين‬ ‫أبرز‬
‫بالمهدية‬‫وهم‬ّ‫ب‬‫المر‬‫و‬‫السادة‬ ‫األجالء‬ ‫ن‬:‫ومصطفى‬ ‫عطية‬ ‫والبشير‬ ‫الحداد‬ ‫إبراهيم‬
‫بو‬ ‫والصادق‬ ‫حمزة‬ ‫الحاج‬‫وعبد‬ ‫السالم‬ ‫عبد‬ ‫ومحمد‬ ‫بوصفارة‬ ‫والجيالني‬ ‫صفارة‬
‫الفرنسي‬ ‫المدرسة‬ ‫ومدير‬ ‫خوجة‬ ‫الحكيم‬"‫كوي‬".
‫وكان‬‫المدير‬ ‫هذا‬‫انه‬ ‫درجة‬ ‫إلى‬ ‫القامة‬ ‫قصير‬‫يظهر‬"‫كالقزم‬"‫يتجول‬ ‫عندما‬‫أحيانا‬
‫المدرسة‬ ‫ساحة‬ ‫في‬‫القامة‬ ‫طولية‬ ‫كانت‬ ‫التي‬ ‫زوجته‬ ‫مع‬‫نصف‬ ‫يتجاوز‬ ‫ال‬ ‫كان‬ ‫وهو‬
‫قامتها‬‫احتياطي‬ ‫من‬ ‫وكان‬‫الفرنسي‬ ‫الطيران‬ ‫جيش‬‫االستعانة‬ ‫وقع‬ ‫الذين‬‫في‬ ‫بهم‬
‫الثانية‬ ‫العالمية‬ ‫الحرب‬.
‫بعد‬ ‫وما‬ ‫الثانية‬ ‫العالمية‬ ‫الحرب‬ ‫فترة‬ ‫في‬ ‫الدروس‬ ‫انقطاع‬ ‫أثناء‬ ،‫قاسيت‬ ‫ولقد‬
‫من‬ ‫التونسية‬ ‫البالد‬ ‫في‬ ‫التونسي‬ ‫الشعب‬ ‫وكافة‬ ‫األطفال‬ ‫جل‬ ‫قاساه‬ ‫ما‬ ،‫الحرب‬
‫نوفنبر‬ ‫في‬ ‫األلمان‬ ‫الجنود‬ ‫قدوم‬ ‫منذ‬ ‫وبالخصوص‬ ‫ومخاطر‬ ‫حرمان‬3391
‫قوي‬ ‫استعراض‬ ‫في‬ ‫ودخولهم‬ ‫الحلفاء‬ ‫جيوش‬ ‫انتصار‬ ‫بعد‬ ‫وحتى‬‫شوارع‬ ‫في‬
‫ماي‬ ‫شهر‬ ‫في‬ ‫العاصمة‬3391‫و‬‫الشعبي‬ ‫للياي‬ ‫إهانة‬ ‫االنتصار‬ ‫ذلك‬ ‫مباشرة‬ ‫تال‬ ‫قد‬
‫نفيه‬ ‫ثم‬ ‫باي‬ ‫المنصف‬ ‫والوطني‬‫و‬‫ونحن‬ ‫مخيلتنا‬ ‫في‬ ‫بقي‬ ‫الذي‬ ‫بالباي‬ ‫تعويضه‬
‫أطفال‬" :‫للعهد‬ ‫الخائن‬ ‫الباي‬ ‫لمين‬."
‫بالمهدية‬ ‫اسكنه‬ ‫الذي‬ ‫الحي‬ ‫أطفال‬ ‫كبقية‬ ،‫المثال‬ ‫سبيل‬ ‫على‬ ،‫الفترة‬ ‫تلك‬ ‫في‬ ‫وكنت‬،
‫مخب‬ ‫أمام‬ ‫الطوال‬ ‫الساعات‬ ‫أقف‬‫ز‬‫الذي‬ ‫الخبز‬ ‫رغيف‬ ‫لتسلم‬ ‫دوري‬ ‫منتظرا‬ ‫الحي‬ ‫ة‬

18. 18
‫مزيج‬ ‫أحيانا‬ ‫كان‬‫ا‬‫سحيق‬ ‫إليها‬ ‫يضاف‬ ‫وشعير‬ ‫قمح‬ ‫من‬ ‫الحبوب‬ ‫مشتقات‬ ‫من‬
"‫الجلبانة‬"‫المجففة‬.
‫واجهت‬ ،‫بالخصوص‬ ،‫والدتي‬ ‫وكانت‬‫ال‬‫صعاب‬‫اثر‬‫حياتها‬ ‫مسخرة‬ ‫زوجها‬ ‫وفاة‬
‫صبر‬ ‫بكل‬ ‫أبنائها‬ ‫لتربية‬‫و‬‫مورد‬ ‫وكان‬ ‫تجلد‬‫معلوم‬ ‫في‬ ‫ينحصر‬ ‫الوحيد‬ ‫المالي‬ ‫ها‬
‫ببارد‬ ‫زوجها‬ ‫تركه‬ ‫الذي‬ ‫المتواضع‬ ‫المنزل‬ ‫كراء‬‫و‬‫منزله‬ ‫بيع‬ ‫إلى‬ ‫اضطر‬ ‫أن‬ ‫بعد‬
‫سنة‬ ‫األول‬3391‫ب‬ ‫ألنه‬‫ب‬‫خالص‬ ‫على‬ ‫عاجزا‬ ‫أصبح‬ ‫السجن‬ ‫في‬ ‫قائه‬‫أ‬‫ثمنه‬ ‫قساط‬
‫المتبقية‬..‫و‬.‫اضطرارا‬ ‫عنه‬ ‫تخلى‬ ‫الذي‬ ‫األول‬ ‫المنزل‬ ‫هذا‬ ‫كان‬‫كائنا‬‫نهج‬ ‫في‬
‫بباردو‬ ‫البرتقال‬.
‫وقد‬،‫تونس‬ ‫في‬ ‫دارت‬ ‫التي‬ ‫الحربية‬ ‫العمليات‬ ‫أثناء‬ ‫المدرسة‬ ‫في‬ ‫الدروس‬ ‫توقفت‬
‫منازلهم‬ ‫الجيران‬ ‫من‬ ‫العديد‬ ‫وغادر‬‫و‬‫في‬ ‫يملكونها‬ ‫بسيطة‬ ‫مساكن‬ ‫إلى‬ ‫رحلوا‬
‫المدينة‬ ‫بضاحية‬ ‫حدائقهم‬.‫و‬‫طيلة‬ ‫المنزل‬ ‫في‬ ‫وبقينا‬ ‫مثلهم‬ ‫الرحيل‬ ‫جدي‬ ‫رفض‬
‫الحرب‬.‫و‬‫مصطفى‬ ‫جدي‬ ‫أدخلني‬"ّ‫ت‬‫ك‬‫اب‬"‫مفتوح‬ ‫بقي‬ ‫الذي‬ ،‫الحي‬‫وه‬ ،‫ا‬‫و‬‫في‬ ‫كتاب‬
‫جدي‬ ‫منزل‬ ‫قرب‬ ‫كان‬ ‫الذي‬ ‫الصغير‬ ‫الجامع‬.‫على‬ ‫الكتابة‬ ‫وتعلمت‬"‫اللوحة‬"‫على‬
‫الكريم‬ ‫القرآن‬ ‫من‬ ‫جزأين‬ ‫وحفظت‬ ‫التقليدية‬ ‫الطريقة‬...‫مع‬ ‫االسهام‬ ‫وحاولت‬
‫أبن‬‫ي‬‫سنا‬ ‫مني‬ ‫أكبر‬ ‫كانا‬ ‫الذين‬ ‫الصادق‬ ‫عمي‬‫و‬‫حسين‬ ‫هما‬‫و‬‫في‬ ‫خندق‬ ‫حفر‬ ‫سالم‬
‫للمنزل‬ ‫المتاخمة‬ ‫الحديقة‬ّ‫ب‬‫المن‬ ‫تصفر‬ ‫عندما‬ ‫به‬ ‫لالحتماء‬‫ه‬‫ات‬‫الطائرات‬ ‫قدوم‬ ‫بخطر‬
‫أحي‬ ‫وتخطيء‬ ‫المدينة‬ ‫ميناء‬ ‫غالبا‬ ‫تقصف‬ ‫كانت‬ ‫التي‬‫ا‬‫أضرارا‬ ‫وتحدث‬ ‫الهدف‬ ‫نا‬
‫العزل‬ ‫المدنيين‬ ‫منازل‬ ‫في‬ ‫فادحة‬.
‫النجاة‬ ‫خندق‬ ‫بناء‬ ‫في‬ ‫ننجح‬ ‫ولم‬ ‫رملية‬ ‫الحديقة‬ ‫أرض‬ ‫كانت‬ ‫ولكن‬...‫و‬‫قد‬‫عوض‬
‫في‬ ‫تمثلت‬ ‫أبتكرها‬ ‫بحماية‬ ‫الخندق‬ ‫جدي‬‫المنزل‬ ‫في‬ ‫بيت‬ ‫اكبر‬ ‫في‬ ‫مخبئ‬ ‫تصميم‬
‫بشظايا‬ ‫المنزل‬ ‫أصيب‬ ‫ما‬ ‫إذا‬ ‫البيت‬ ‫سقف‬ ‫سقوط‬ ‫ضرر‬ ‫من‬ ‫الشيء‬ ‫بعض‬ ‫يحمينا‬
‫القنابل‬.‫المدرسة‬ ‫إلى‬ ‫عدت‬ ‫التونسي‬ ‫التراب‬ ‫على‬ ‫العسكرية‬ ‫العمليات‬ ‫انتهاء‬ ‫وبعد‬
‫أقسام‬ ‫ثالثة‬ ‫في‬ ‫وتدرجت‬:‫الثالث‬ ‫القسم‬‫و‬‫للغة‬ ‫بوصفارة‬ ‫الجيالني‬ ‫المعلم‬ ‫يديره‬ ‫كان‬
‫الفرنسية‬‫و‬‫إبراهيم‬‫مصطفى‬ ‫المعلم‬ ‫يديره‬ ‫كان‬ ‫الثاني‬ ‫والقسم‬ ‫العربية‬ ‫للغة‬ ‫الحداد‬

19. 19
‫و‬ ‫للفرنسية‬ ‫حمزة‬ ‫الحاج‬‫حسن‬‫الدروس‬ ‫ختم‬ ‫قسم‬ ‫وأما‬ ‫العربية‬ ‫للغة‬ ‫بوصفارة‬
‫الفرنسي‬ ‫المدرسة‬ ‫ومدير‬ ‫العربية‬ ‫للغة‬ ‫عطية‬ ‫البشير‬ ‫المعلم‬ ‫يديره‬ ‫فكان‬ ‫االبتدائية‬"
‫كوي‬"‫الفرنسية‬‫و‬‫ط‬ ‫وعلوم‬ ‫حساب‬ ‫من‬ ‫االخرى‬ ‫المواد‬‫وتاريخ‬ ‫وجغرافية‬ ‫بيعية‬.
‫التربية‬ ‫بدروس‬ ‫يقوم‬ ‫السالم‬ ‫عبد‬ ‫محمد‬ ‫الشيخ‬ ‫وكان‬‫اإلسالمية‬‫ل‬‫األقسام‬ ‫جميع‬.
‫ختم‬ ‫شهادة‬ ‫امتحان‬ ‫مواد‬ ‫على‬ ‫قسمه‬ ‫تالميذ‬ ‫بتدريب‬ ‫يتطوع‬ ‫عطية‬ ‫البشير‬ ‫وكان‬
‫وخاصة‬ ‫المواد‬ ‫جميع‬ ‫في‬ ‫االبتدائية‬ ‫الدروس‬‫اإلمالء‬‫و‬‫اإلنشاء‬‫و‬‫الحسابية‬ ‫العمليات‬
‫ساعة‬ ‫بإضافة‬ ‫وذلك‬‫انتهاء‬ ‫بعد‬ ‫مباشرة‬ ‫مساء‬ ‫كل‬ ‫في‬ ‫الرسمي‬ ‫البرنامج‬ ‫على‬
‫العادي‬ ‫التوقيت‬.‫جوان‬ ‫في‬ ‫االبتدائية‬ ‫الدروس‬ ‫ختم‬ ‫شهادة‬ ‫على‬ ‫بالمهدية‬ ‫وتحصلت‬
3392‫جمعية‬ ‫في‬ ‫ونشطت‬"‫المكارم‬ ‫كشاف‬"‫المميز‬ ‫المربي‬ ‫بقيادة‬ ‫بالمهدية‬
‫عطية‬ ‫البشير‬ ‫السيد‬(‫الدراسية‬ ‫السنة‬ ‫في‬ ‫بالخصوص‬ ‫وذلك‬3399-3392)‫حتى‬
‫طليعة‬ ‫عميد‬ ‫أصبحت‬.‫تدريب‬ ‫بنفسه‬ ‫باشر‬ ‫قد‬ ‫السنة‬ ‫تلك‬ ‫في‬ ‫عطية‬ ‫البشير‬ ‫وكان‬
‫مجموعتين‬ ‫من‬ ‫متركبة‬ ‫وكانت‬ ‫النهائي‬ ‫القسم‬ ‫تالميذ‬ ‫من‬ ‫كونها‬ ‫التي‬ ‫الكشفية‬ ‫الفرقة‬
‫الكشفي‬ ‫المصطلح‬ ‫حسب‬ ‫مجموعة‬ ‫كل‬ ‫تسمى‬"‫طليعة‬"‫حوالي‬ ‫من‬ ‫متركبة‬ ‫وهي‬
39‫عميد‬ ‫ومساعد‬ ‫طليعة‬ ‫عميد‬ ‫ويقودوها‬ ‫تلميذا‬.‫وقد‬‫دربنا‬‫بنفسه‬ ‫عطية‬ ‫البشير‬
‫بانتظام‬ ‫السير‬ ‫وعلى‬ ‫األناشيد‬ ‫على‬ ‫وكذلك‬ ‫الكشفي‬ ‫للنشاط‬ ‫األساسية‬ ‫المبادئ‬ ‫على‬
‫و‬‫ع‬‫الرياضة‬ ‫لى‬‫و‬‫األنشطة‬ ‫هذه‬ ‫جل‬ ‫كانت‬‫تنظم‬‫الدروس‬ ‫بعد‬ ‫المدرسة‬ ‫ساحة‬ ‫في‬
‫يقدم‬ ‫أن‬ ‫قبل‬ ‫أولى‬ ‫مرحلة‬ ‫في‬‫عطية‬ ‫البشير‬‫في‬ ‫الفرقة‬ ‫ونشاط‬ ‫الرحالت‬ ‫تنظيم‬ ‫على‬
‫راحة‬ ‫أثناء‬ ‫المهدية‬ ‫ضواحي‬‫آخر‬‫األسبوع‬‫تلك‬ ‫في‬ ‫يكن‬ ‫ولم‬ ‫المدرسية‬ ‫العطل‬ ‫وفي‬
‫بالفرقة‬ ‫خاص‬ ‫ناد‬ ‫السنة‬‫الكشفية‬.

20. 20
‫ونصف‬ ‫شهر‬ ‫حوالي‬ ‫وسنه‬ ‫صفر‬ ‫لرشيد‬ ‫صورة‬.

21. 21
‫ومن‬‫المهدي‬ ‫أتذكر‬ ‫االبتدائي‬ ‫التعليم‬ ‫من‬ ‫األخيرة‬ ‫السنة‬ ‫في‬ ‫رفقائي‬ ‫بين‬
‫حمزة‬ ‫ومحسن‬ ‫بوهالل‬ ‫وأحمد‬ ‫بوصفارة‬(‫وقد‬ ‫حمزة‬ ‫الحاج‬ ‫مصطفى‬ ‫المربي‬ ‫ابن‬
‫مهندس‬ ‫االستقالل‬ ‫بعد‬ ‫أصبح‬‫ا‬‫مختص‬ ‫الفالحة‬ ‫وزارة‬ ‫في‬‫ا‬‫التربة‬ ‫علوم‬ ‫في‬
pédologie ))‫التوينسي‬ ‫ومحمد‬(‫المركزي‬ ‫البنك‬ ‫في‬ ‫إطارا‬ ‫كان‬‫وعايش‬‫أزمة‬
3312.)‫االبن‬ ‫مع‬ ‫الدين‬ ‫صالح‬ ‫ويدعى‬ ‫صفر‬ ‫البشير‬ ‫لخالي‬ ‫الثالث‬ ‫االبن‬ ‫وكان‬
‫صفر‬ ‫أحمد‬ ‫حرم‬ ‫الشاذلية‬ ‫لخالتي‬ ‫الثالث‬"‫منقو‬"‫يتابعان‬ ‫صفر‬ ‫محسن‬ ‫ويدعى‬
‫دروسهم‬‫ا‬‫الغة‬ ‫الجيالني‬ ‫المرحوم‬ ‫باقتدار‬ ‫يديرها‬ ‫كان‬ ‫التي‬ ‫القرآنية‬ ‫المدرسة‬ ‫في‬
‫لع‬ ‫والدي‬ ‫إعانة‬ ‫في‬ ‫الجسارة‬ ‫له‬ ‫كانت‬ ‫الذي‬ ‫حمزة‬‫بالمهدية‬ ‫عام‬ ‫اجتماع‬ ‫أول‬ ‫قد‬
‫مارس‬ ‫في‬ ‫هالل‬ ‫قصر‬ ‫مؤتمر‬ ‫انعقاد‬ ‫بعد‬ ‫مباشرة‬3319‫شعبة‬ ‫قادة‬ ‫ومواجهة‬
‫بالمهدية‬ ‫القديم‬ ‫الدستوري‬ ‫الحزب‬.
‫ذكرت‬ ‫،الذي‬ ‫المدرسة‬ ‫في‬ ‫رفقائي‬ ‫وكان‬‫أسما‬‫ء‬‫هم‬‫سنة‬ ‫مواليد‬ ‫من‬ ‫مثلي‬ ،‫حين‬ ‫منذ‬
3311‫وكان‬‫ا‬‫من‬ ‫الفترة‬ ‫تلك‬ ‫في‬ ‫لي‬ ‫رفقاء‬ ‫أول‬ ‫يمثالن‬ ‫بالمهدية‬ ‫إقامتي‬ ‫بداية‬ ‫في‬
‫الطفولة‬.‫جدا‬ ‫ذكيا‬ ‫الدين‬ ‫صالح‬ ‫خالي‬ ‫ابن‬ ‫كان‬‫و‬‫رفقا‬ ‫على‬ ‫متفوقا‬‫ئ‬‫المدرسة‬ ‫في‬ ‫ه‬
‫الدخول‬ ‫مناظرة‬ ‫في‬ ‫مميزا‬ ‫نجاحا‬ ‫ونجح‬ ‫االبتدائية‬ ‫دراسته‬ ‫ختم‬ ‫في‬ ‫بامتياز‬ ‫ونجح‬
‫ولكن‬ ‫الصادقية‬ ‫المدرسة‬ ‫إلى‬‫أصابه‬‫الصادقية‬ ‫مبيت‬ ‫في‬‫خطير‬ ‫مرض‬‫أودي‬
‫بحياته‬.‫الزيتونة‬ ‫بجامع‬ ‫بتونس‬ ‫تعليمه‬ ‫واصل‬ ‫فقد‬ ،‫خالتي‬ ‫ابن‬ ،‫صفر‬ ‫محسن‬ ‫أما‬
‫المدرسة‬ ‫في‬ ‫يسكن‬ ‫وكان‬"‫الحمزية‬"‫رفقا‬ ‫من‬ ‫عدد‬ ‫مع‬‫ئ‬‫في‬ ‫المهدية‬ ‫مدينة‬ ‫من‬ ‫ه‬
‫العليا‬ ‫الدراسات‬ ‫بمعهد‬ ‫بالعاصمة‬ ‫دراستي‬ ‫فيها‬ ‫ابتدأت‬ ‫التي‬ ‫الفترة‬.
‫وقد‬‫متواض‬ ‫األدبية‬ ‫الناشئة‬ ‫جمعية‬ ‫نشاط‬ ‫كان‬‫بعد‬ ‫وخاصة‬ ‫الفترة‬ ‫تلك‬ ‫في‬ ‫نسبيا‬ ‫عا‬
‫مقارنة‬ ‫الثانية‬ ‫العامية‬ ‫الحرب‬‫العشرين‬ ‫القرن‬ ‫ثالثينات‬ ‫في‬ ‫به‬ ‫اشتهرت‬ ‫بما‬.
‫من‬ ‫كثيرا‬ ‫واستفدت‬‫المكتبة‬ ‫تلك‬‫محمد‬ ‫الشيخ‬ ‫وتفان‬ ‫بانتظام‬ ‫عليها‬ ‫يسهر‬ ‫كان‬ ‫التي‬
‫الماضي‬ ‫القرن‬ ‫من‬ ‫األربعينيات‬ ‫في‬ ‫السالم‬ ‫عبد‬.‫و‬‫و‬‫طفل‬ ‫وأنا‬ ‫ضالتي‬ ‫جدت‬

22. 22
‫كتب‬ ‫في‬ ‫بالخصوص‬‫قصص‬"‫الكيالني‬ ‫كامل‬"‫سهلت‬ ‫التي‬‫لي‬‫العربية‬ ‫اللغة‬ ‫تعلم‬
‫وتفجر‬ ‫متعة‬ ‫فيها‬ ‫ألن‬‫ا‬‫الطفل‬ ‫وتجعل‬ ‫للخيال‬‫مقبال‬ ‫راغبا‬‫المطالعة‬ ‫على‬ ‫تلقائيا‬.
‫وكم‬‫من‬ ‫التشاؤم‬ ‫إلى‬ ‫أميل‬ ‫وجعلتني‬ ‫نفسي‬ ‫في‬ ‫كبيرة‬ ‫صدمة‬ ‫والدي‬ ‫وفاة‬ ‫أحدثت‬
‫في‬ ‫الحياة‬‫ظ‬‫تد‬ ‫يوميا‬ ‫أالحظ‬ ‫كنت‬ ‫الذي‬ ‫الغاشم‬ ‫االستعمار‬ ‫تبعات‬ ‫ل‬‫على‬ ‫اعياته‬
‫المدينة‬ ‫في‬ ‫أعوانه‬ ‫سلوك‬ ‫خالل‬ ‫من‬ ‫الموطنين‬...‫واألنشطة‬ ‫التربية‬ ‫أعانتني‬ ‫وقد‬
‫الزمني‬ ‫الذي‬ ‫النفس‬ ‫على‬ ‫االنطواء‬ ‫إلى‬ ‫ميلي‬ ‫من‬ ‫الخروج‬ ‫على‬ ‫الكشفية‬
‫من‬ ‫أخرى‬ ‫مراحل‬ ‫وفي‬ ‫والدي‬ ‫وفاة‬ ‫صدمة‬ ‫بعد‬ ‫الطفولة‬ ‫مرحلة‬ ‫في‬ ‫بالخصوص‬
‫حياة‬ ‫مصاعب‬ ‫فيها‬ ‫القيت‬ ‫حياتي‬ّ‫ل‬‫ك‬ ‫مثل‬‫االب‬ ‫يتيم‬‫أو‬‫األم‬ ‫من‬.......
‫تسليمها‬ ‫بتاريخ‬ ‫االبتدائية‬ ‫الدروس‬ ‫ختم‬ ‫للشهادة‬ ‫صورة‬13‫ديسمبر‬3392

23. 23
‫معانيها‬ ‫من‬ ‫وبعض‬ ‫الكشفية‬ ‫التحية‬:3‫الكشفي‬ ‫بالوعد‬ ‫تذكر‬ ‫الثالث‬ ‫األصابع‬
‫الثالث‬ ‫بمقوماته‬:‫نح‬ ‫بالواجب‬ ‫القيام‬‫و‬‫الوطن‬ ‫ثم‬ ‫هللا‬‫كافة‬ ‫أي‬ ‫اآلخرين‬ ‫ثم‬
‫اإلنسانية‬.1‫و‬1‫يعني‬ ‫الصغير‬ ‫على‬ ‫الكبير‬ ‫األصبع‬:‫حماية‬ ‫القوي‬ ‫على‬ ‫يتعين‬
‫الضعيف‬.9‫مبتسم‬ ‫دوما‬ ‫الكشاف‬.9‫الخير‬ ‫عمل‬ ‫على‬ ‫الكشافين‬ ‫تعاون‬‫وحماية‬
‫الطبيعة‬‫اليومية‬ ‫الحسنة‬ ‫وانجاز‬.

24. 24
‫سنت‬ ‫بالمهدية‬ ‫كشفية‬ ‫فرقة‬ ‫أول‬1819‫؟‬
ّ‫ب‬‫ر‬‫ما‬‫لعمي‬ ‫التاريخية‬ ‫الصور‬ ‫من‬ ‫مجموعة‬ ‫ضمن‬ ‫وجدتها‬ ‫التي‬ ‫الصورة‬ ‫هذه‬ ‫تمثل‬
‫سنة‬ ‫منذ‬ ‫بالمهدية‬ ‫نشطت‬ ‫كشفية‬ ‫فرقة‬ ‫اول‬ ‫صفر‬ ‫أحمد‬1819.‫بين‬ ‫من‬ ‫ونالحظ‬
‫الطيب‬ ‫عمي‬ ‫الفرقة‬ ‫خلف‬ ‫الصورة‬ ‫في‬ ‫الفرقة‬ ‫على‬ ‫المشرفين‬ ‫كهول‬ ‫مجموعة‬
‫صفر‬‫و‬‫ه‬‫و‬‫اليمين‬ ‫من‬ ‫الرابع‬..

25. 25
‫المواطنة‬ ‫وروح‬ ‫الوطنية‬:
‫كما‬‫كشفية‬ ‫رحلة‬ ‫أثناء‬ ‫عطية‬ ‫البشير‬ ‫المرحوم‬ ‫لنا‬ ‫قدمها‬ ‫دراسة‬ ‫أول‬ ‫أتذكر‬ ‫بقيت‬
‫بمنطقة‬ ‫المهدية‬ ‫لمدينة‬ ‫الشمالية‬ ‫بالضاحية‬"‫الغار‬ ‫جبل‬"‫سنة‬3399‫أ‬‫و‬3392‫وكانت‬
‫أن‬ ‫الكشاف‬ ‫على‬ ‫يتعين‬ ‫والتي‬ ‫التونسي‬ ‫بالعلم‬ ‫المرتبطة‬ ‫والرموز‬ ‫بالمعاني‬ ‫تتعلق‬
‫ال‬‫ال‬ ‫تعميق‬ ‫على‬ ‫يعمل‬ ‫وأن‬ ‫حياته‬ ‫طيلة‬ ‫ينساها‬‫كلما‬ ‫المواطنين‬ ‫جميع‬ ‫لدى‬ ‫بها‬ ‫وعي‬
‫الفرصة‬ ‫له‬ ‫أتيحت‬.‫تتعلق‬ ‫كانت‬ ‫بإطناب‬ ‫لنا‬ ‫فسرها‬ ‫التي‬ ‫المعاني‬ ‫هذه‬ ‫وأبرز‬:‫باللون‬
‫سبيل‬ ‫في‬ ‫بها‬ ‫نضحي‬ ‫أن‬ ‫يتعين‬ ‫التي‬ ‫الدماء‬ ‫إلى‬ ‫أساسا‬ ‫يرمز‬ ‫الذي‬ ‫للعلم‬ ‫األحمر‬
‫واستقالله‬ ‫وحرمته‬ ‫الوطن‬ ‫حرية‬ ‫عن‬ ‫الدفاع‬‫و‬‫البشري‬ ‫التضامن‬ ‫سبيل‬ ‫في‬ ‫كذلك‬
‫بال‬ ‫متبرعين‬‫أ‬ ‫ملته‬ ‫كانت‬ ‫مهما‬ ‫إنسان‬ ‫كل‬ ‫لنجدة‬ ‫الحاجة‬ ‫وقت‬ ‫دم‬‫و‬‫جنس‬‫يت‬‫ه‬.‫وأما‬
‫مواطن‬ ‫كل‬ ‫قلب‬ ‫في‬ ‫يتوفر‬ ‫أن‬ ‫يجب‬ ‫ما‬ ‫إلى‬ ‫بالخصوص‬ ‫ترمز‬ ‫فهي‬ ‫البيضاء‬ ‫الدائرة‬
‫نح‬ ‫صفاء‬ ‫من‬ ‫صالح‬‫و‬‫حميدة‬ ‫وأخالق‬ ‫وعفة‬ ‫نفس‬ ‫طهارة‬ ‫ومن‬ ‫اآلخر‬.‫الهالل‬ ‫أما‬
‫فه‬ ‫األحمر‬‫و‬‫اإلس‬ ‫واألمة‬ ‫اإلسالمي‬ ‫العالم‬ ‫إلى‬ ‫تونس‬ ‫انتماء‬ ‫إلى‬ ‫يرمز‬‫والى‬ ‫المية‬
‫التقدمي‬ ‫اإلنساني‬ ‫والبعد‬ ‫السمح‬ ‫اإلسالمي‬ ‫الدين‬ ‫بمبادئ‬ ‫تعلقها‬.‫األحمر‬ ‫النجم‬ ‫وأما‬
‫ذ‬‫و‬‫فه‬ ‫أشعة‬ ‫الخمسة‬‫و‬‫اإلسالمي‬ ‫للدين‬ ‫الخمسة‬ ‫األساسية‬ ‫المناسك‬ ‫إلي‬ ‫أساسا‬ ‫يرمز‬
‫المجتمع‬ ‫في‬ ‫الفضيلة‬ ‫ونشر‬ ‫النفوس‬ ‫ترويض‬ ‫في‬ ‫دورها‬ ‫والى‬.‫التربية‬ ‫مناهج‬ ‫وكانت‬
‫انط‬ ‫كثيرا‬ ‫تطورت‬ ‫قد‬ ‫الكشفية‬‫الضابط‬ ‫لباعثها‬ ‫األولى‬ ‫التصورات‬ ‫من‬ ‫القا‬
‫البريطاني‬ ‫العسكري‬"‫باول‬ ‫بادن‬ ‫اللورد‬"‫و‬‫علم‬ ‫وخاصة‬ ‫النفس‬ ‫علم‬ ‫تقدم‬ ‫مكنها‬ ‫قد‬
‫أنشطتها‬ ‫تركيز‬ ‫من‬ ‫الشباب‬ ‫ومرحلة‬ ‫المراهقة‬ ‫وفترة‬ ‫الطفولة‬ ‫بسن‬ ‫المتعلق‬ ‫النفس‬
‫مدرسة‬ ‫بحق‬ ‫أصبحت‬ ‫حتى‬ ‫علمية‬ ‫أسس‬ ‫على‬ ‫وتنويعها‬‫إل‬‫والشباب‬ ‫األطفال‬ ‫عداد‬
‫لخوض‬‫الحياة‬ ‫صعاب‬.‫المواطن‬ ‫تكوين‬ ‫إلى‬ ‫باألساس‬ ‫تهدف‬ ‫الكشفية‬ ‫والحركة‬
‫ذاته‬ ‫لتحقيق‬ ‫سعيه‬ ‫في‬ ‫يحاول‬ ‫الذي‬ ‫المميز‬ ‫الصالح‬‫ب‬‫وطنه‬ ‫لخدمة‬ ‫األسبقية‬ ‫يعطي‬ ‫أن‬
‫و‬‫جمعاء‬ ‫واإلنسانية‬ ‫مواطنيه‬.‫طيلة‬ ‫دوما‬ ‫يبقى‬ ‫التكوين‬ ‫المكتمل‬ ‫الحقيقي‬ ‫والكشاف‬
‫و‬ ‫أفضل‬ ‫على‬ ‫بواجباته‬ ‫القيام‬ ‫في‬ ‫يفكر‬ ‫مواطنا‬ ‫حياته‬‫يطالب‬ ‫أن‬ ‫قبل‬ ‫جه‬
‫بحقوقه‬.‫و‬‫في‬ ‫الكشفية‬ ‫الحركة‬ ‫نشاط‬ ‫أساليب‬ ‫بقيت‬‫مدرسة‬ ‫بحق‬ ‫وهي‬ ‫مستمر‬ ‫تطور‬
‫بالمدرسة‬ ‫والتعليم‬ ‫وللتربية‬ ‫السليمة‬ ‫العائلية‬ ‫للتربة‬ ‫مكملة‬:‫غراب‬ ‫فال‬‫ة‬‫أوفر‬ ‫تجد‬ ‫أن‬
‫في‬ ‫ويجدون‬ ‫والتعليم‬ ‫التربية‬ ‫أسرة‬ ‫إلى‬ ‫ينتمون‬ ‫الكشفية‬ ‫الخاليا‬ ‫قادة‬ ‫من‬ ‫عدد‬
‫وأ‬ ‫الكشفية‬ ‫المنهجية‬‫تدريب‬ ‫سبل‬ ‫النوادي‬ ‫وفي‬ ‫الطلق‬ ‫الهواء‬ ‫في‬ ‫المتنوعة‬ ‫نشطتها‬
‫الشباب‬‫عمليا‬‫إال‬ ‫يمكنهم‬ ‫ال‬ ‫التي‬ ‫العليا‬ ‫والمثل‬ ‫األخالقية‬ ‫للقيم‬ ‫فعلية‬ ‫ممارسة‬ ‫على‬
‫أ‬ ‫المدرسة‬ ‫في‬ ‫نظرية‬ ‫بصفة‬ ‫تلقينها‬‫و‬‫المعهد‬ ‫في‬.‫و‬‫المثال‬ ‫سبيل‬ ‫على‬ ‫التذكير‬ ‫يجدر‬
‫ليست‬ ‫هي‬ ‫المتعددة‬ ‫التطبيقية‬ ‫الكشفية‬ ‫األنشطة‬ ‫تلقنها‬ ‫التي‬ ‫الوطنية‬ ‫التربية‬ ‫بأن‬

26. 26
‫أ‬ ‫الضيقة‬ ‫بالوطنية‬‫و‬"‫الشوفينية‬"‫بالوطن‬ ‫التعلق‬ ‫النفس‬ ‫في‬ ‫تغرس‬ ‫وطنية‬ ‫بل‬‫و‬‫حب‬‫ه‬
‫نح‬ ‫بالواجبات‬ ‫القيام‬ ‫وفي‬ ‫السلوك‬ ‫حسن‬ ‫في‬ ‫أساسا‬ ‫الحب‬ ‫ذلك‬ ‫وتجسم‬‫و‬‫وهي‬ ‫الوطن‬
‫ال‬ ‫نفس‬ ‫في‬‫أ‬ ‫جنسه‬ ‫كان‬ ‫مهما‬ ‫اآلخر‬ ‫على‬ ‫التفتح‬ ‫على‬ ‫النفس‬ ‫تروض‬ ‫وقت‬‫و‬‫عرقه‬.
‫أجيال‬ ‫تكوين‬ ‫إلى‬ ‫تسعى‬ ‫األولى‬ ‫بالدرجة‬ ‫إنسانية‬ ‫وطنية‬ ‫تربية‬ ‫فهي‬"‫ما‬ ،‫يحاولون‬
‫وضع‬ ‫في‬ ‫يتركوه‬ ‫حتى‬ ‫اإلنساني‬ ‫العالم‬ ‫هذا‬ ‫في‬ ‫أمكن‬ ‫ما‬ ‫يصلحوا‬ ‫أن‬ ‫استطاعوا‬
‫مما‬ ‫أحسن‬‫وجدوه‬".‫الحر‬ ‫نجاعة‬ ‫أن‬ ‫إلى‬ ‫اإلشارة‬ ‫من‬ ‫البد‬ ‫ولكن‬‫تبقى‬ ‫الكشفية‬ ‫كة‬
‫لفرقهم‬ ‫مثال‬ ‫أحسن‬ ‫يصبحوا‬ ‫حتى‬ ‫القادة‬ ‫تكوين‬ ‫بمستوى‬ ‫أساسا‬ ‫مرتبطة‬‫و‬‫للشباب‬
‫حذقهم‬ ‫وفي‬ ‫اليومي‬ ‫سلوكهم‬ ‫في‬ ‫عامة‬ ‫بصفة‬‫ل‬‫والتطبيقية‬ ‫النظرية‬ ‫وللمناهج‬ ‫لتقنيات‬
‫الكشفية‬ ‫للتربية‬.‫و‬"‫المثالية‬"‫الطفل‬ ‫ألن‬ ‫التربية‬ ‫وفي‬ ‫التكوين‬ ‫في‬ ‫األساس‬ ‫تبقى‬
‫مثا‬ ‫عن‬ ‫دوما‬ ‫يبحث‬ ‫والشاب‬‫يحت‬ ‫ل‬‫ذ‬‫ى‬‫ويتأثر‬‫غالبا‬ ‫شخصيته‬ ‫نحت‬ ‫في‬ ‫ويسهم‬ ‫به‬
‫منه‬ ‫وعي‬ ‫دون‬..‫النظرية‬ ‫الدروس‬ ‫من‬ ‫ورسوخا‬ ‫وقعا‬ ‫أكثر‬ ‫التأثير‬ ‫ذلك‬ ‫ويكون‬
‫يتلقاها‬ ‫التي‬...‫و‬‫المهدية‬ ‫أبناء‬ ‫من‬ ‫الكشفي‬ ‫والقائد‬ ‫المربي‬ ‫يقول‬‫أحمد‬ ‫الفقيه‬ ‫الطيب‬
‫كتابه‬ ‫في‬‫الحرية‬ ‫عن‬ ‫دفاعا‬("‫عن‬ ‫الصادر‬‫و‬ ‫للطباعة‬ ‫المغربية‬ ‫المطبعة‬‫النشر‬
‫واإلشهار‬)‫باب‬ ‫في‬"‫التونسية‬ ‫الكشافة‬ ‫تأسيس‬ ‫ذكرى‬ ‫وحي‬ ‫من‬":‫كلمة‬ ‫إن‬
‫وه‬ ‫الكشف‬ ‫من‬ ‫مأخوذة‬ ‫الكشافة‬‫و‬‫الشيء‬ ‫عن‬ ‫واإلبهام‬ ‫اللبس‬ ‫رفع‬,‫ومعرفته‬
‫ال‬‫حقيقية‬,‫وفي‬‫العدو‬ ‫حالة‬ ‫على‬ ‫اإلطالع‬ ‫تعني‬ ‫العسكرية‬ ‫المصطلحات‬,‫وكشف‬
‫الحرب‬ ‫زمن‬ ‫وهيئاته‬ ‫أعماله‬.‫عبارة‬ ‫فهي‬ ‫الكشفية‬ ‫الحركة‬ ‫أما‬‫جديد‬ ‫منهج‬ ‫عن‬
‫التربية‬ ‫من‬ ‫متجدد‬,‫يدع‬‫و‬‫معانيها‬ ‫بأوسع‬ ‫الخدمة‬ ‫أداء‬ ‫على‬ ‫اإلقبال‬ ‫إلى‬,‫وتحضير‬
‫النظام‬ ‫وحب‬ ‫القادة‬‫و‬‫والبدنية‬ ‫والفكرية‬ ‫الروحية‬ ‫الرياضة‬ ‫ممارسة‬,‫بقيم‬ ‫واإلقتداء‬
‫كالتمريض‬ ‫اإلنسانية‬ ‫بالخدمات‬ ‫القيام‬ ‫على‬ ‫والتدريب‬ ‫وبإيجابياته‬ ‫العسكري‬ ‫النظام‬
‫واإلسعاف‬,‫ب‬ ‫والعناية‬‫والشيوخ‬ ‫األطفال‬,‫سالمة‬ ‫على‬ ‫والحفاظ‬ ‫بالحيوان‬ ‫والرفق‬
‫النقية‬ ‫الصالحة‬ ‫والحياة‬ ‫الطبيعة‬,‫مع‬‫باهلل‬ ‫اإليمان‬.‫هي‬ ‫أوضح‬ ‫بعبارة‬ ‫والكشافة‬
‫الكاملة‬ ‫والتربية‬ ‫الحقيقي‬ ‫التهذيب‬ ‫في‬ ‫عمليا‬ ‫تمرينا‬ ‫الشاب‬ ‫فيها‬ ‫يتلقى‬ ‫التي‬ ‫المدرسة‬.
‫وطريقتها‬–‫المربين‬ ‫جميع‬ ‫باتفاق‬-‫ف‬‫ظهرت‬ ‫طريقة‬ ‫أنجع‬ ‫هي‬‫إلعداد‬ ‫اآلن‬ ‫حتى‬
‫بواجبهم‬ ‫يقوموا‬ ‫حتى‬ ‫مضمونا‬ ‫استقباال‬ ‫حياتهم‬ ‫الستقبال‬ ‫يؤهلهم‬ ‫إعدادا‬ ‫األبناء‬
‫قيام‬ ‫أحسن‬ ‫الحيوي‬,‫الكامل‬ ‫بالنجاح‬ ‫مقرونا‬..."‫الشخصية‬ ‫تجربتي‬ ‫إلى‬ ‫وبالرجوع‬
‫سنة‬ ‫من‬ ‫التونسية‬ ‫اإلسالمية‬ ‫الكشافة‬ ‫منظمة‬ ‫في‬3391‫سنة‬ ‫إلى‬3392‫الجزم‬ ‫يمكنني‬
‫التي‬ ‫المنظمة‬ ‫هذه‬ ‫بأن‬‫ق‬‫امت‬‫التونسية‬ ‫الكشفية‬ ‫الجمعيات‬ ‫طليعة‬ ‫في‬ ‫الفترة‬ ‫تلك‬ ‫في‬
‫تونس‬ ‫شباب‬ ‫من‬ ‫جيل‬ ‫في‬ ‫السليم‬ ‫الوطني‬ ‫التكوين‬ ‫ترسيخ‬ ‫في‬ ‫ريادي‬ ‫بدور‬‫و‬‫في‬
‫تعميق‬ ‫في‬ ‫ساهمت‬ ‫كما‬ ‫بالدنا‬ ‫تاريخ‬ ‫من‬ ‫عصيبة‬ ‫فترة‬"‫الحديثة‬ ‫المواطنة‬ ‫سلوك‬
‫و‬‫التونسية‬ ‫التربة‬ ‫فوق‬ ‫المشترك‬ ‫العيش‬ ‫في‬ ‫الجماعية‬ ‫اإلرادة‬",‫اإلرا‬ ‫تلك‬‫التي‬ ‫دة‬

27. 27
‫ميزاتها‬ ‫من‬ ‫وميزة‬ ‫التونسية‬ ‫األمة‬ ‫بناء‬ ‫مقومات‬ ‫من‬ ‫األساسي‬ ‫المقوم‬ ‫تمثل‬
‫األساسية‬.‫والشبيبة‬ ‫المدرسية‬ ‫الشبيبة‬ ‫مع‬ ‫بالتعاون‬ ‫كذلك‬ ‫الجمعية‬ ‫هذه‬ ‫وجسمت‬
‫الو‬ ‫اللحمة‬ ‫تجذر‬ ‫الدستورية‬‫طنية‬‫الطبقي‬ ‫التطاحن‬ ‫عن‬ ‫وأبعدته‬ ‫االستقالل‬ ‫جيل‬ ‫في‬
‫التونسي‬ ‫الشباب‬ ‫استقطاب‬ ‫استطاعت‬ ‫ألنها‬‫االجتماعية‬ ‫الشرائح‬ ‫مختلف‬ ‫من‬
‫والبذل‬ ‫الخصال‬ ‫أساس‬ ‫على‬ ‫المتبادل‬ ‫االحترام‬ ‫المشترك‬ ‫العمل‬ ‫خالل‬ ‫من‬ ‫وعلمته‬
‫أ‬ ‫جهة‬ ‫إلى‬ ‫االنتماء‬ ‫أساس‬ ‫على‬ ‫ال‬ ‫والعطاء‬‫و‬‫غيرها‬ ‫دون‬ ‫اجتماعية‬ ‫شريحة‬.
‫الكشفي‬ ‫النشاط‬ ‫مجاالت‬:
‫الفترة‬ ‫تلك‬ ‫في‬ ‫التونسية‬ ‫االسالمية‬ ‫الكشافة‬ ‫في‬ ‫التكوين‬ ‫هذا‬ ‫تحقق‬ ‫وقد‬‫بكثافة‬ ‫أساسا‬
‫وبيداغوجية‬ ‫علمية‬ ‫أسس‬ ‫على‬ ‫المبني‬ ‫الكشفي‬ ‫نشاطها‬ ‫ودسامة‬ ‫التدريبية‬ ‫ملتقياتها‬
‫ثابتة‬,‫أفكار‬ ‫يحمل‬ ‫بقي‬ ‫الذي‬ ‫البعض‬ ‫يتصوره‬ ‫كان‬ ‫لما‬ ‫خالفا‬‫ا‬‫الحركة‬ ‫على‬ ‫سطحية‬
‫الكشفية‬‫و‬‫الكشفية‬ ‫التقنيات‬ ‫إلى‬ ‫باإلضافة‬ ‫يرتكز‬ ‫الفترة‬ ‫تلك‬ ‫في‬ ‫الكشفي‬ ‫التكوين‬ ‫كان‬
‫المحاضرات‬ ‫على‬ ‫البحتة‬‫بها‬ ‫يقوم‬ ‫كان‬ ‫التي‬ ‫والميدانية‬ ‫التطبيقية‬ ‫والدراسات‬
‫عن‬ ‫البحث‬ ‫مجال‬ ‫وفي‬ ‫تونس‬ ‫تاريخ‬ ‫مجال‬ ‫في‬ ‫التجوال‬ ‫قسم‬ ‫بالخصوص‬
‫ومختلف‬ ‫عيشها‬ ‫وظروف‬ ‫التونسية‬ ‫واألمة‬ ‫التونسي‬ ‫والمجتمع‬ ‫الشعب‬ ‫خصوصيات‬
‫مستقبلها‬ ‫بناء‬ ‫سبل‬...‫األوروبية‬ ‫الشعوب‬ ‫عن‬ ‫تخلف‬ ‫من‬ ‫اعتراها‬ ‫ما‬ ‫لمواجهة‬
‫المتقدمة‬...‫وكنا‬‫حتى‬ ‫تبسيطها‬ ‫مع‬ ‫المواضيع‬ ‫نتناول‬ ‫الدراسات‬ ‫هذه‬ ‫في‬ ‫بالطبع‬
‫مستويات‬ ‫واختالف‬ ‫المهنية‬ ‫االنتماءات‬ ‫اختالف‬ ‫على‬ ‫الجميع‬ ‫متناول‬ ‫في‬ ‫تكون‬
‫التعليم‬,‫القاتلة‬ ‫االيديلوجيات‬ ‫عن‬ ‫البعد‬ ‫كل‬ ‫بعيدين‬‫و‬‫العقيمة‬ ‫األكاديمية‬ ‫الجدليات‬
‫ابتعدنا‬ ‫كما‬ ‫المتطرفة‬ ‫النظريات‬ ‫كل‬ ‫وعن‬,‫المثال‬ ‫سبيل‬ ‫على‬،‫عن‬‫في‬ ‫الغوص‬
‫أ‬ ‫األمة‬ ‫على‬ ‫الدولة‬ ‫سبق‬ ‫جدلية‬‫و‬‫تاريخ‬ ‫في‬ ‫الدولة‬ ‫تركيز‬ ‫على‬ ‫األمة‬ ‫بروز‬ ‫سبق‬
‫الدول‬...‫قائمة‬ ‫زالت‬ ‫ما‬ ‫جدليات‬ ‫وهي‬...‫الجميع‬ ‫وكان‬-‫كان‬ ‫الذي‬ ‫التكوين‬ ‫هذا‬ ‫بعد‬
‫والجهة‬ ‫البلدة‬ ‫واقع‬ ‫عن‬ ‫للتعرف‬ ‫الميدانية‬ ‫الدراسات‬ ‫على‬ ‫يرتكز‬ ‫األحيان‬ ‫غالب‬ ‫في‬
‫ا‬ ‫عيش‬ ‫ظروف‬ ‫وعن‬ ‫نزورها‬ ‫التي‬‫بها‬ ‫لقاطنين‬-‫االنتماء‬ ‫إلى‬ ‫االعتزاز‬ ‫بمزيد‬ ‫يشعر‬
‫تونس‬ ‫وطنه‬ ‫إلى‬،‫ولتحقيق‬ ‫به‬ ‫لالرتقاء‬ ‫الوطن‬ ‫تحرير‬ ‫بحتمية‬ ‫إيمانا‬ ‫يزداد‬ ‫كما‬
‫تقدم‬‫ه‬‫و‬‫ضمان‬‫الوطن‬ ‫جهات‬ ‫مختلف‬ ‫في‬ ‫مواطنيه‬ ‫كافة‬ ‫كرامة‬.،‫ر‬ّ‫ك‬‫أتذ‬ ‫ومازلت‬
‫المثال‬ ‫سبيل‬ ‫على‬،‫الخمسينيات‬ ‫بداية‬ ‫في‬ ‫الكعاك‬ ‫عثمان‬ ‫األستاذ‬ ‫بها‬ ‫قام‬ ‫محاضرة‬
‫مخيمهم‬ ‫في‬ ‫العاصمة‬ ‫جوالة‬ ‫من‬ ‫حلقة‬ ‫في‬"‫ب‬‫الباي‬ ‫بئر‬"‫األنف‬ ‫حمام‬ ‫بضاحية‬
‫بمميزات‬ ‫يتعلق‬ ‫موضوع‬ ‫حول‬"‫التونسية‬ ‫الشخصية‬:"‫المحاضر‬ ‫واستشهد‬-‫لتدعيم‬
‫الحضارات‬ ‫هضم‬ ‫على‬ ‫وقدرتها‬ ‫التونسية‬ ‫الشخصية‬ ‫قوة‬ ‫عن‬ ‫وأوصافه‬ ‫أقواله‬
‫أصالتها‬ ‫على‬ ‫الحفاظ‬ ‫مع‬ ‫األخرى‬-‫اللباس‬ ‫بقضية‬‫و‬‫اللغة‬ ‫قضية‬‫أن‬ ‫موضحا‬

28. 28
‫يتأق‬ ‫أن‬ ‫استطاع‬ ‫التونسي‬‫مركبات‬ ‫بدون‬ ‫األجنبي‬ ‫الزى‬ ‫مع‬ ‫لم‬‫محافظا‬‫نفس‬ ‫في‬
‫التقليدي‬ ‫اللباس‬ ‫على‬ ‫الوقت‬‫حين‬ ‫في‬‫على‬ ‫اإلقبال‬ ‫الفرنسي‬ ‫المستعمر‬ ‫يستطع‬ ‫لم‬
‫التفوق‬ ‫بمركب‬ ‫البتالئه‬ ‫التونسي‬ ‫اللباس‬ ‫تقلد‬.،‫اللغة‬ ‫مجال‬ ‫في‬ ‫الوضع‬ ‫نفس‬ ‫ويبرز‬
‫وتف‬ ،‫الفرنسية‬ ‫اللغة‬ ‫التونسي‬ ‫حذق‬ ‫إذ‬‫في‬ ‫بلغته‬ ‫التملك‬ ‫في‬ ‫االستمرار‬ ‫مع‬ ،‫فيها‬ ‫وق‬
‫القليل‬ ‫النزر‬ ‫إال‬ ‫لغتنا‬ ‫من‬ ‫التملك‬ ‫الفرنسيين‬ ‫المستعمرين‬ ‫جل‬ ‫يستطع‬ ‫لم‬ ‫الذي‬ ‫الوقت‬
‫منهم‬.‫و‬‫الكعاك‬ ‫عثمان‬ ‫المفكر‬ ‫كان‬–‫التونسيين‬ ‫المفكرين‬ ‫من‬ ‫كغيره‬-‫يستجيب‬
‫طلباتنا‬ ‫لكافة‬ ‫بحماس‬‫و‬‫أن‬ ‫كيف‬ ‫لنا‬ ‫يفسر‬ ‫المرحوم‬ ‫وكان‬ ‫القادة‬ ‫تكوين‬ ‫إلثراء‬
‫الكتاب‬ ‫صناعة‬ ‫وأن‬ ‫التونسي‬ ‫لألدب‬ ‫ذهبي‬ّ‫ل‬‫ا‬ ‫العصر‬ ‫يمثل‬ ‫الصنهاجي‬ ‫العصر‬
‫والورق‬(‫الكاغد‬)‫القيروان‬ ‫بمدينة‬ ‫كبير‬ ‫شأن‬ ‫لها‬ ‫كان‬‫و‬‫انتشارها‬ ‫قبل‬ ‫المهدية‬ ‫مدينة‬
‫في‬‫بقرون‬ ‫أوربا‬‫عديدة‬‫و‬‫بتونس‬ ‫األعتزاز‬ ‫فينا‬ ‫يعمق‬ ‫أن‬ ‫يريد‬ ‫دوما‬ ‫كان‬‫و‬‫ه‬‫و‬‫يفسر‬
‫والحضا‬ ‫المدنية‬ ‫في‬ ‫األمم‬ ‫تقدم‬ ‫مستوى‬ ‫أن‬ ‫لنا‬‫تستهلكه‬ ‫ما‬ ‫بمقدار‬ ‫دائما‬ ‫يقاس‬ ‫رة‬
‫الكتب‬ ‫لطبع‬ ‫ورق‬ ‫من‬ ‫وتصنعه‬.
‫ة‬ّ‫ي‬‫بالمهد‬ ‫ة‬ّ‫ي‬‫الكشف‬ ‫الحركة‬ ‫ر‬ ّ‫تطو‬:
‫و‬‫أقتطف‬‫اآلن‬‫سالم‬ ‫الكشفي‬ ‫للقائد‬ ‫طريف‬ ‫مقال‬ ‫من‬ ‫الفقرات‬ ‫بعض‬ ‫الكريم‬ ‫للقاري‬
‫الكشافة‬ ‫مجلة‬ ‫في‬ ‫ونشره‬ ‫الكشفية‬ ‫ذكرياته‬ ‫ضمنه‬ ‫مغروم‬"‫مستعد‬ ‫دائما‬"‫في‬‫عدد‬
19‫مارس‬1112‫عنوان‬ ‫تحت‬"‫اإلسالمية‬ ‫الكشافة‬ ‫إلى‬ ‫المكارم‬ ‫كشاف‬ ‫من‬
‫بالمهدية‬"‫باختصار‬ ‫يعطي‬ ‫المقال‬ ‫هذا‬ ‫أن‬ ‫وجدت‬ ‫وقد‬‫و‬‫جانب‬ ‫عن‬ ‫حية‬ ‫نبذة‬ ‫وفاء‬
‫المهدية‬ ‫مدينة‬ ‫تاريخ‬ ‫من‬ ‫هامة‬ ‫فترة‬ ‫في‬ ‫رأسي‬ ‫بمسقط‬ ‫الكشفية‬ ‫الحركة‬ ‫تطور‬ ‫من‬.
‫يقول‬‫مغروم‬ ‫سالم‬ ‫القائد‬‫مقاله‬ ‫في‬" :‫عضو‬ ‫كنت‬‫ا‬‫بدورية‬"‫الساف‬"‫بكش‬‫اف‬
‫التر‬ ‫محمد‬ ‫أسسها‬ ‫التي‬ ‫المكارم‬‫ي‬‫نعيمة‬ ‫وحسين‬ ‫الموجباني‬ ‫مصطفى‬ ‫بمعية‬ ‫كي‬.‫وكنا‬
‫مع‬ ‫نحضر‬ ‫كنا‬ ‫كما‬ ‫الكشفية‬ ‫الفنيات‬ ‫بعض‬ ‫مستعرضين‬ ‫الجمعية‬ ‫بنادي‬ ‫نجتمع‬
‫التمثيلية‬ ‫الفرقة‬ ‫تمارين‬ ‫الكبار‬.‫ستة‬ ‫خريف‬ ‫وفي‬9191‫الدورية‬ ‫قائد‬ ‫بنا‬ ‫أجتمع‬
‫ال‬ ‫جمعية‬ ‫رئيس‬ ‫من‬ ‫صدر‬ ‫بما‬ ‫وأعلمنا‬ ‫التركي‬ ‫محمد‬‫عطية‬ ‫البشير‬ ‫المرحوم‬ ‫مكارم‬
‫أجل‬ ‫من‬ ‫الموجباني‬ ‫ومصطفى‬ ‫التريكي‬ ‫محمد‬ ‫ضحيته‬ ‫كان‬ ‫وتوبيخ‬ ‫تأنيب‬ ‫من‬
‫لم‬ ‫الجمعية‬ ‫نادي‬ ‫قرب‬ ‫الصبية‬ ‫لبعض‬ ‫وضجيج‬ ‫صراخ‬‫يكونا‬‫فيه‬ ‫سببا‬".‫وقررت‬
‫تابع‬ ‫كشفي‬ ‫فرع‬ ‫بعث‬ ‫في‬ ‫والتفكير‬ ‫المكارم‬ ‫جمعية‬ ‫من‬ ‫االنسالخ‬ ‫المجموعة‬
‫وطني‬ ‫إشعاع‬ ‫ذات‬ ‫لجمعية‬.‫و‬‫السيد‬ ‫طرف‬ ‫من‬ ‫السند‬ ‫الصغيرة‬ ‫المجموعة‬ ‫وجدت‬
‫الزردومي‬ ‫أحمد‬ ‫بن‬ ‫حسن‬.‫المجموعة‬ ‫الباجي‬ ‫الهادي‬ ‫القائد‬ ‫كذلك‬ ‫وأعان‬"
‫المتمردة‬"‫محمود‬ ‫اإلسالمية‬ ‫الكشافة‬ ‫لجمعية‬ ‫المكنين‬ ‫إقليم‬ ‫بقائد‬ ‫االتصال‬ ‫على‬
‫الجمعية‬ ‫لهاته‬ ‫تابعا‬ ‫يكون‬ ‫المهدية‬ ‫في‬ ‫كشفي‬ ‫فوج‬ ‫لبعث‬ ‫صالح‬ ‫بالحاج‬.‫في‬ ‫ذلك‬ ‫وتم‬

29. 29
‫نها‬‫سنة‬ ‫ية‬9191‫الدستورية‬ ‫للشعبة‬ ‫تابع‬ ‫ناد‬ ‫في‬ ‫وقتية‬ ‫بصفة‬ ‫الفوج‬ ‫وانتصب‬
‫وه‬‫و‬‫قرب‬ ‫يقع‬ ‫كبير‬ ‫مخزن‬ ‫على‬ ‫عبارة‬"‫التعاون‬ ‫نادي‬."‫المجموعة‬ ‫وأصبحت‬
‫في‬ ‫جدا‬ ‫متواضعة‬ ‫بإمكانيات‬ ‫معتبرة‬ ‫مجهودات‬ ‫وتبذل‬ ‫المكارم‬ ‫كشاف‬ ‫مع‬ ‫تتسابق‬
‫البداية‬.‫وان‬‫ض‬‫إل‬ ‫م‬‫ى‬‫المستويا‬ ‫مختلف‬ ‫من‬ ‫الشبان‬ ‫من‬ ‫عدد‬ ‫المجموعة‬‫االجتماعية‬ ‫ت‬
‫بوعروة‬ ‫سالم‬ ‫حول‬ ‫ملتفين‬‫و‬‫تلقائيا‬ ‫اختاروا‬ ‫الجوالة‬ ‫من‬ ‫فريقا‬ ‫وكونوا‬ ‫مسعود‬ ‫علي‬
‫يسموه‬ ‫أن‬"‫صفر‬ ‫الطاهر‬ ‫فريق‬."‫سنة‬ ‫بداية‬ ‫وشهدت‬9191‫لهيئة‬ ‫الرسمي‬ ‫التكوين‬
‫بوعروة‬ ‫سالم‬ ‫ومساعده‬ ‫رجب‬ ‫ساسي‬ ‫القائد‬ ‫برئاسة‬ ‫الفوج‬.‫فرقة‬ ‫يضم‬ ‫الفوج‬ ‫وكان‬
‫الت‬ ‫محمد‬ ‫بقيادة‬ ‫كشفية‬‫ر‬‫كي‬‫و‬‫زمر‬‫بقيادة‬ ‫للجوالة‬ ‫وفريق‬ ‫مغروم‬ ‫سالم‬ ‫بقيادة‬ ‫أشبال‬ ‫ة‬
‫بوعروة‬ ‫سالم‬.‫في‬ ‫وطني‬ ‫كشفي‬ ‫نشاط‬ ‫في‬ ‫الجوالة‬ ‫لفريق‬ ‫مشاركة‬ ‫أول‬ ‫وكانت‬
‫صائفة‬9191(‫من‬2‫إلى‬91‫أوت‬9191)‫إلى‬ ‫صفر‬ ‫رشيد‬ ‫القائد‬ ‫بقيادة‬ ‫الفريق‬ ‫انتقل‬ ‫حيث‬
‫دراهم‬ ‫عين‬."‫فريق‬ ‫فعال‬ ‫وشارك‬"‫صفر‬ ‫الطاهر‬"‫ضخم‬ ‫تدريبي‬ ‫مخيم‬ ‫في‬ ‫الفتي‬
‫ا‬‫الجهات‬ ‫جميع‬ ‫من‬ ‫اإلسالمية‬ ‫للكشافة‬ ‫المنتمين‬ ‫الجوالة‬ ‫فرق‬ ‫كافة‬ ‫فيه‬ ‫جتمعت‬
‫و‬‫غابة‬ ‫في‬ ‫المخيم‬ ‫هذا‬ ‫انتظم‬"‫المريدج‬"‫دراهم‬ ‫بعين‬‫و‬‫قسم‬ ‫على‬ ‫المسؤول‬ ‫بقيادة‬
‫وه‬ ‫الفترة‬ ‫تلك‬ ‫في‬ ‫التجوال‬‫و‬‫الجميع‬ ‫طرف‬ ‫من‬ ‫والمحبوب‬ ‫المعروف‬ ‫المقتدر‬ ‫القائد‬
‫مصطفى‬ ‫بن‬ ‫زكرياء‬.‫فتوة‬ ‫من‬ ‫وبالرغم‬"‫الطاهر‬ ‫فريق‬‫صفر‬"‫مشاركته‬ ‫كانت‬ ‫فقد‬
‫به‬ ‫يستهان‬ ‫ال‬ ‫والتدريب‬ ‫التكوين‬ ‫من‬ ‫برصيد‬ ‫المهدية‬ ‫إلى‬ ‫وعاد‬ ‫جدا‬ ‫مشرفة‬‫حيث‬
‫الفترة‬ ‫في‬ ‫الوطني‬ ‫بالواجب‬ ‫للقيام‬ ‫بالخصوص‬ ‫وعمليا‬ ‫نفسانيا‬ ‫التكوين‬ ‫هذا‬ ‫أعده‬
‫جانفي‬ ‫شهر‬ ‫في‬ ‫ستنطلق‬ ‫التي‬ ‫المستعمر‬ ‫من‬ ‫البالد‬ ‫لتحرير‬ ‫الحاسمة‬3391.‫وهي‬
‫سنة‬ ‫في‬ ‫نكن‬ ‫لم‬ ‫فترة‬3391‫قدومها‬ ‫نتوقع‬‫بسرعة‬.‫الصورة‬ ‫تمثل‬‫التالية‬‫القائد‬
‫إلى‬ ‫الرحلة‬ ‫من‬ ‫عودتهما‬ ‫يوم‬ ‫التريكي‬ ‫محمد‬ ‫القاءد‬ ‫صحبة‬ ‫مغروم‬ ‫سالم‬ ‫الكشفي‬
‫ألجم‬ ‫مدينة‬.