يعد التعليم عملية مستمرة لتطوير المعرفة والمهارات، غير أنه أيضا عملية تطورية ارتقائية لابد أن تكون مرنة من أجل تلبية الاحتياجات الناشئة للمجتمع. وفي عالم اليوم الذي يقوم على التنافس فإن قانوني اللعبة الجديدة - لهذا العالم- هما الكفاءة والابتكار. ولا يمكن تحقيق هذه المتطلبات إلا من خلال إعداد موارد بشرية منافسة لتلبية الاحتياجات الناشئة للعولمة. ومن المهم جدا أن يستجيب النظام التعليمي بسرعة للتغيرات، وأن يبني قدرات محلية داخلية لتوجيه الموارد البشرية نحو فرص جديدة .
إن التعليم استثمار طويل الأمد، ونتائجه المتوخاة لا يمكن تحقيقها في لحظة واحدة، و إرباك النظام التربوي سيؤدي إلى تخريج طلبة مشوشين. والتنمية المحلية المستديمة ليست ممكنة إلا في حال بناء القدرات على المستوى الوطني. ومن شروط التنمية الداخلية ؛ البنية التحتية التعليمية الملائمة التي تشمل التدريب وأبحاث الإنتاج الصناعي، علاوة على القدرات الوطنية المدربة الكافية من معلمين وباحثين وفنيين ومهندسين وإداريين ومديرين وغيرهم...
وفي ظل العولمة فإن جزءا كبيرا من العالم سيصبح مهمشا وقد ينشب صراعا بين الدول الغنية معلوماتيا والفقيرة معلوماتيا، أي أولئك الذين تتوافر لهم الوسائط المتعددة والأقراص المدمجة والشبكات والتعليم الابتكاري، وأولئك الذين سيعيشون في عزلة عما يجري. وعليه فإنه يتعين على مخططي التعليم على المستوى المحلي أن يعملوا محليا ويفكروا عالميا؛ للحصول على أكبر قدر من رأس المال البشري.
إننا نمر في حقبة تحول فيما يتعلق ببناء رأس المال البشري لم تعرف الإنسانية لها مثيلا. ويواجه التعليم تحديا رهيبا يتمثل في إعداد الأفراد لمجتمع عصر المعلومات ليكونوا قادرين على:
إدارة طوفان من المعلومات
إعداد رأس المال البشري الأكثر كفاءة للأسواق المعتمدة على الابتكارات العقلية.
إعداد الموارد البشرية المرنة في مواجهة حالة عدم اليقين في الاقتصاد العالمي.
الابتكار من أجل مواكبة اقتصاد تنافسي ذي سرعة فائقة قائم على المعرفة.
وعلاوة على ذلك يتعين على التعليم:
أن يستجيب للحاجات الاجتماعية المتمثلة بـ"الحق في التعليم"
توفير "التعليم للجميع"
التعامل مع الموارد المحدودة
تعزيز روح المواطنة
المحافظة على نظم القيم الثقافية والأخلاقية
وعليه فإن التعليم يجب أن يتغير لتلبية المتطلبات الجديدة في إعداد شكل جديد من رأس المال البشري. وفي هذه الورقة محاولة لرصد واقع التعليم في اليمن وشروط الجودة في التعليم والوقوف على العقبات التي تعترض تطبيق إدارة الجودة الشاملة في التعليم.