SlideShare a Scribd company logo
1 of 32
Download to read offline
‫اإلصالح‬
                                                          ‫جملّة الكرتونيّة‬
                                                         ‫نصف شهرية جامعة‬
                                                         ‫(تصدر من تونس يوم اجلمعة)‬

                                                              ‫يديرها فيصل العش‬
    ‫ّ‬                                     ‫ّ‬             ‫‪Alislah.mag@gmail.com‬‬

‫إن أريد إال اإلصالح ما استطعت... وما توفيقي إال باهلل‬       ‫العدد الثاني والعشرون‬
                                                               ‫السنة األوىل‬
                                                        ‫25 جانفي 2015 - 20 ربيع األول 1210‬




                                                                                        ‫تو ّع جملة ”االصالح“ جمّانا عرب الربيد األلكرتوني‬
                                                                                                                                     ‫ز‬




                                   ‫()‬
‫من أقوال املصلحني‬                                                                                ‫االفتتاحية‬
                                                                                                               ‫بقلم : صاحب الفكرة‬
                                                                                                 ‫بسم هللا والصالة والسالم على حبيبي رسول هللا‬

                                                                                 ‫ال يختلف اثنان في هشاشة الوضع السياسي واالجتماعي واالقتصادي للبالد‬
                                                                                 ‫بعد سنتين من طرد بن علي واندالع الثورة المباركة، ويعتبره البعض أمرا‬
                                                                                 ‫طبيعيّا. فثورتنا، مثل جميع الثورات، تعيش بعض اإلرهاصات واالضطرابات‬
                                                                                 ‫وتعترضها عقبات ومطبّات. لكن االختالف حاصل بين المتصدرين للمشهد‬
                                                                                 ‫السياسي في تحديد الوصفة السحرية لعالج هذا الوضع وفي كيفية معالجة‬
                                                                                        ‫هذه الهشاشة وتجاوز الصعوبات التي تعترض االنتقال الديمقراطي للبالد.‬
                                                                                                                              ‫ينقسم التونسيون إلى خمسة أقسام:‬
                                   ‫احملتوى‬                                       ‫(*) قسم أول يتضمن النهضة ومن تبعها، يرى المنتسبون إليه أن الوضع‬
                                                                                 ‫ليس بكارثي كما تصفه بعض األطراف وأن الحكومة تعمل جاهدة على التوافق‬
‫2‬                                                      ‫‪ ‬زاوية نظـــــــر :‬      ‫مع بقية الطيف السياسي وتحقيق ما رسمته من أهداف لتصل بتونس إلى بر‬
                                                                                 ‫ّ‬
     ‫بقلم : جيالنـي عبدلّـي‬           ‫االستقاالت الحزبية ، مبررات ومحاذير‬        ‫األمان. وسواء شاركها اآلخرون أم رفضوا، فإنها ستواصل مسيرتها في نفس‬
                                                      ‫‪ ‬بحوث ودراسات:‬                                                    ‫االتجاه وبنفس الرؤية لتحقيق المطلوب.‬
‫1‬                   ‫دور وسائل اإلعالم واإلتصال الحديثة في التفكك العائلي‬         ‫(*) قسم ثان تتصدره ”الجبهة الشعبية“ وقوى ”اليسار الراديكالي“ ال يتردد‬
      ‫بقلم : الباحث بسام العقربي‬                                                 ‫المنتسبين إليه في شتم الحكام الجــــدد وتعريتهــــم واإلعــــالن عن دعوتهم‬
                      ‫ّ‬
                                                                                 ‫للشعب للمشاركـــة في ثورة ثانية تحت قيادتهم تصحح المسار وتسقط بالكامل‬
                                                ‫‪ ‬في النفس والمجتمع :‬
                                                                                 ‫النظام، ليحكموا البالد باسم الشرعية الثورية فهم واعون جيّدا، كما يقول‬
‫7‬     ‫بقلم : األستاذ عادل دمق‬            ‫هل يؤسس اإلسالم لنظام ديمقراطي‬
                                                                                 ‫منافسوهـــــم، بعدم قدرتهم على هزم النهضــــة عبر صناديــــق االقتــــراع‬
‫00‬                                                            ‫‪ ‬كاريكاتور:‬       ‫وهو ما ال يصرحون به في العلن. يرددون صباحا، مساء ويوم األحد شعارات‬
‫50‬                                                      ‫‪ ‬مواقف وآراء :‬          ‫إسقاط النظام، معتبرين القوى الحاكمة استمرارا للنظام البائد بل يذهب بعضهم‬
                                ‫جامعة الدول العربية ترحب باإلستعمار؟؟؟؟؟‬
                                                  ‫ّ‬                                                                              ‫العتبارهما وجهان لعملة واحدة.‬
        ‫بقلم : عبد العزيز الرباعـــي‬                                             ‫(*) القسم الثالث فيه ”النداء“ بمباركة من ”الجمهــــوري“ و”المســـار“‬
‫20‬                                                    ‫‪ ‬كلمــــــــــــــــات:‬   ‫ومن تذيّل بهما، يسوقون للـ”الباجي“ منقذا للبالد ورحمة للعباد. يراهنون‬
                                                                                                                                           ‫ّ‬
                                     ‫أما آن للشيوخ أن يترجلوا ويستريحوا؟‬         ‫على أفول نجم ”النهضة“ وانحدار شعبيتها ويعارضونها في كل صغيرة‬
      ‫بقلم : عبد النبــي العونـــــــي‬                                           ‫وكبيــرة. يجاهـــــرون بتبنّي مشاغـــل النــــاس مــــن دون اقتراح حــــل ّ لها.‬
‫20‬                                                      ‫‪ ‬في العمــــــــق:‬      ‫يشجعون”الجبهة“ في تحركاتها وتمردها، لكنهم ال يقبلون بسقــــــوط النظام،‬
                                                                                                                           ‫ّ‬
                      ‫اللغة كسالح للتصدي الستعمار تونس والوطن العربي‬             ‫فهم يراهنون على االنتخابات القادمة ويحلمون باكتساحها والفوز فيها بأغلبية‬
     ‫بقلم : د. محمد الحمـــــــــــــار‬
                    ‫ّ‬                                                                             ‫مريحة تجعلهم يحكمون البالد. وبعدها سيكون لكل حدث حديث.‬
‫70‬                                                   ‫‪‬مقاالت في التنمية:‬         ‫(*) أما القسم الرابع فيتكون من بقية السياسيين الذين ال يــــــرون أنفسهـــم‬
                                                                                                                                      ‫ّ‬
          ‫قراءة في الواقع االقتصادي واالجتماعي بعد عامين من الثورة‬               ‫ال مع هؤالء وال مع هؤالء. يحاولون جاهدين لم شتاتهم تحت راية الوطنية‬
                                                                                                                 ‫ّ‬
     ‫بقلم : نجم الدين غربـــــــــال‬                                             ‫والديمقراطيــــة لكنّهم سرعـــان ما يتعثرون، فالعقـــول والعواطف ال تسمح‬
‫10‬                                                     ‫‪ ‬همســــــــــــات:‬      ‫بذلك في الوقت الراهن ومشروعهم جنيني ال يستطيع الصمود أمام عواصف‬
                              ‫هل المرأة العربية المسلمة ناقصة عقل ودين؟‬          ‫االيدولوجيا ولعب األوراق السياسية الداخلية والخارجية وقلّة ذات اليد. فوالدة‬
     ‫بقلم : د.محمـــــد كشكـــــــــار‬                                           ‫”الحزب الفاعل والوازن“ الذي ال يؤمن باالستقطاب اإليديولوجي ويرى في‬
‫05‬                                                       ‫‪ ‬للنقــــــــــاش:‬     ‫وسطية التونسي أرضية وأساسا لم يحن وقته بعد وكل والدة قيصرية‬
                                   ‫العمل في االسالم: وطنيّة وذخر في اآلخرة‬                           ‫ستضيف للساحة السياسية مولودا جديدا لكنّه مشوه ومعاق.‬
                                                                                                               ‫ّ‬
     ‫بقلم : فــــــــوزي عبيـــــــدي‬                                            ‫(*) قسم أخير نفر السياسة والسياسيين وأصبح شغله الشاغل الصراع‬
‫25‬                                                        ‫‪ ‬شـــعــــــــــر:‬    ‫اليومي مع متطلبات الحياة وكيفية خلق توازن بين الميزانية والقفّة. ال يهمه‬
                                                                                   ‫ّ‬
     ‫بقلم : اسماعيل بوســــــروال‬             ‫جميل وجهـك ... هذا الصبـاح‬         ‫سماع أخبار التحوير الــــوزاري أو التحالفــــات الحزبيــــة بل يهمه ما يحدث‬
                                                                                               ‫ّ‬
                                                         ‫‪ ‬تمتمــــــــــات:‬     ‫في سعر الخضر والعجين والمحروقات ووجود الحليب من عدمه. يحلم باألمن‬
‫15‬
     ‫بقلم : رفيــــــــق الشاهــــــــد‬           ‫لوال قلبي ... لنزلت قبري‬       ‫واألمان وينتظر المستقبل بعيون خائفة. قسم يشمل جزء كبير من التونسييـــن‬
                                                           ‫‪ ‬كلمة وكفى:‬          ‫ال يراه اآلخرون سوى ورقة انتخابية، لكنه في حقيقة األمر قلب رحى‬
‫25‬                                                                               ‫المجتمع. فمتى يتوقف السياسيون عن سباقهم نحو الكراسي ويلتحمون‬
      ‫بقلم : نعيـــــــم الظاهــــــري‬                        ‫ثقافة المقاومة‬
                                                         ‫‪‬األدب المناضل:‬         ‫بهؤالء، يحاورونهم ويأخذون بآرائهم ومقترحاتهم ويستمعون إلى مشاغلهم‬
‫25‬                                                                               ‫الحقيقية ويحاولون الخروج بالبالد من النفق المظلم الذي تريد القوى المضادّة‬
                        ‫الحقول الداللية في قصيدة "المهرولون" لنزار قباني‬
                                                                                 ‫للثورة أن تدفعها نحوه. فمن مصلحة جميع األطراف المحافظة على سالمة‬
      ‫بقلم : الغالـــــي بن هشّــــوم‬
                                                                                 ‫وأمن البالد واستقرارها ومن مصلحتهم أن تدور عجلة االقتصاد وينطلق‬
‫25‬                                                          ‫‪‬خير جليس :‬          ‫التونسيون لبناء عقد اجتماعي حقيقي. والسياسيون األذكياء، حتّى وإن كان‬
         ‫االسالم بين الشرق والغرب للمفكر علي عزت بيغوفيتش (10)‬
                                                                                 ‫مطمحهم كراسي الحكم، ليس من مصلحتهم تسلم مقاليد التسيير في بلد خاوية‬
‫02‬                                                        ‫‪‬أغاني الحياة :‬                                                                          ‫على عروشها.‬
     ‫أغنية : ومررت أمسي على الديار غنــاء: الفنــانة أميمة خليــــل‬
                                                                                                 ‫فيصل العش / ‪faycalelleuch@gmail.com‬‬
                                                                          ‫(2)‬
‫زاوية نظر‬
                             ‫االستقاالت احلزبية: مربّرات وحماذير‬
                                                          ‫بقلم : جيالني العبدلّي*‬

                                                ‫والخيارات السياسية.‬                 ‫تحعد ظاهرة االستقؤاالت الؤتؤي عؤرفؤتالؤهؤا وال زالؤت تؤعؤرفؤهؤا األحؤزاب‬
                                                                                                                                                        ‫ّ‬
‫2-اضطرار بعض األعضاء الحزبيين لالنسحاب نهائيا من المؤؤسؤسؤة‬                         ‫التونسية واحدةً من أبرز الظواهر السلبية التي طالما شؤغؤلؤت الؤرأي‬
‫الحزبية التي ينتسبون إليها ألسؤبؤاب ذاتؤيؤة صؤرفؤة، مؤن ذلؤك بؤروز‬                                                               ‫العام السياسي واإلعالمي.‬
      ‫الموانع الصحية أو العائلية أو المهنية أو المادية أو القانونية.‬                ‫ونظرا لما تمثله هذه الظاهرة من دور في إربؤاك الؤمؤشؤهؤد الؤحؤزبؤي‬
                                                                                    ‫والسياسي وإضعاف مسار الديمقراطية في بؤالدنؤا، أجؤد مؤن الؤمؤهؤم‬
                ‫مخاطر االستقاالت الحزبية‬                                            ‫كثيرا التوقفح عندها بالتحليل والتقويم مساهمة في اإلنارة والترشيد.‬

‫ال يولي في غالب األحيان النشطاء السياسيون أهمية كبرى لما يحدث‬                                       ‫دوافع االستقاالت الحزبية‬
‫في أحزابهؤم مؤن اسؤتؤقؤاالت وانشؤقؤاقؤات. وكؤثؤيؤرا مؤا يؤهؤونؤون مؤن‬
          ‫ّ‬
‫تأثيراتها السؤلؤبؤيؤة بؤمؤنؤطؤق الؤغؤربؤلؤة لؤخؤلؤق االنسؤجؤام والؤتؤجؤانؤس‬         ‫عموم الذين انخرطوا في التنظيؤمؤات الؤحؤزبؤيؤة، وعؤايشؤوا األحؤزاب‬
‫الضروريين في العمل السياسي، ويظلؤون عؤلؤى هؤذه الؤعؤقؤلؤيؤة وهؤذا‬                   ‫السياسية في تونس، يؤدركؤون جؤيؤدا أسؤبؤاب الؤخؤالفؤات الؤداخؤلؤيؤة،‬
‫األسلوب في التعاطي مع المنسحبؤيؤن إلؤى أن تؤتؤحؤول أحؤزابؤهؤم إلؤى‬                  ‫ودوافع استقاالت بعض المنتظمين سواء كانوا أفرادا أو مجموعؤات،‬
                                                 ‫مجرد طوائف سياسية.‬                 ‫وهي في نظري وانطالقا من تجربتي في العمل الؤحؤزبؤي والسؤيؤاسؤي‬
‫إنّ االستقاالت الحزبية بقطع النظر عؤن مشؤروعؤيؤة أو المشؤروعؤيؤة‬                                                                        ‫ثمانية أسباب أساسية:‬
‫دوافعها تكتسي خطورة كبيرة على المستوى التنظيمؤي الؤحؤزبؤي مؤن‬                       ‫0-افتقاد المؤسسة الحزبية لتقاليد التسييؤر الؤديؤمؤقؤراطؤي، وطؤغؤيؤان‬
‫جهة، حيث تتعرض المؤسسة الحزبية إلى اإلرباك والزعزعة فؤتؤفؤقؤد‬                       ‫الطابع الفردي على أدائهؤا. فؤزعؤيؤم الؤحؤزب جؤرت الؤعؤادة أن يؤأخؤذ‬
‫تماسكها وتوازنها، ويضعف أداؤها، وتتؤشؤوه صؤورتؤهؤا لؤدى الؤرأي‬                      ‫القرارات السياسية، ويعقد التفاهمات والتؤحؤالؤفؤات دون رجؤوع إلؤى‬
‫العام، وتبتعد بالنهاية عن لعب أدوار مؤثرة فؤي الؤحؤيؤاة السؤيؤاسؤيؤة.‬               ‫القواعد والمؤسسات الستشارتها أو إشراك ممثلؤيؤهؤا، مؤهؤمؤا كؤانؤت‬
‫وعلى المستوى السياسي العام من جهة ثانية، حيث تؤعؤجؤز األحؤزاب‬                       ‫أهمية ما يتم عقؤده أو خؤطؤورتؤه عؤلؤى جسؤم الؤمؤؤسؤسؤة الؤحؤزبؤيؤة‬
‫عن تجذير الديمقراطية، وعن تحؤقؤيؤق مؤبؤدإ الؤتؤداول السؤلؤمؤي عؤلؤى‬                                                                       ‫ومستقبلها السياسي.‬
                                                              ‫الحكم.‬                ‫5-انحراف الحزب عن المبادئ واألهؤداف الؤمؤنؤصؤوه عؤلؤيؤهؤا فؤي‬
                                                                                    ‫الوثائق التأسيسية، وعدم اكتراثه بما يوجه إليه من نقد وبمؤا يؤلؤقؤاه‬
                                                                                    ‫من احتجاج، مهما كان حجم الؤنؤاقؤديؤن الؤمؤحؤتؤجؤيؤن، ومؤهؤمؤا كؤانؤت‬
           ‫تطويق االستقاالت: مصلحة وطنية‬                                            ‫خططهم التنظيمية. وعادة ما تتحصن القيادة الحزبيؤة فؤي مؤثؤل هؤذه‬
                                                                                                                          ‫ّ‬
                                                                                    ‫األحوال بتأويل النصوه المرجعية طورا، وادعاء تغليب المؤصؤلؤحؤة‬
‫في مثل هذه المرحلة االنتقالية التي يخوض فيها التونسؤيؤون مؤعؤركؤة‬                                                  ‫الوطنية على المصلحة الحزبية طورا آخر.‬
‫التحرر من براثن االستبداد والفساد، تبدو تونس في حاجة أكيؤدة إلؤى‬                    ‫2-تعرض بعض األعضاء الحزبيين للتجاهل الدائم والتعتيم المقصود‬             ‫ّ‬
‫أحزاب قوية متماسكة في هياكلها ومنتظمة فؤي أدائؤهؤا، حؤتؤى تؤكؤون‬                    ‫والتهميش التنؤظؤيؤمؤي، وعؤدم إشؤراكؤهؤم فؤي تؤحؤمؤل الؤمؤسؤؤولؤيؤات‬
‫قادرة على لعب أدوار فاعلة في بناء الديمقراطية وقطع الطريق عؤلؤى‬                     ‫واألنشطة، بسبب عدم انسجامهم مع قيادة الحزب أو بسبب تصدرهم‬
                                                 ‫قوى الجذب إلى الخلف.‬                                                            ‫لحمالت نقد مواقفها وأدائها.‬
‫وهذا يقتؤضؤي تؤطؤويؤقؤا جؤذريؤا لؤحؤالؤة الؤتؤشؤظؤي الؤحؤزبؤي والؤتؤردي‬             ‫1-تكلس المؤسسة الحزبية، وعدم قؤدرتؤهؤا عؤلؤى مسؤايؤرة الؤتؤطؤور‬
‫السياسي، التي طبعت لوقت طويل الحياة السياسيؤة الؤتؤونسؤيؤة، ولؤن‬                    ‫الحاصل في الواقع، وعجزها عن تؤعؤصؤيؤر طؤرقؤهؤا ووسؤائؤلؤهؤا فؤي‬
‫يكون ذلك ممكنا إال متى تشبعت األحزاب بالديمقراطية، وتؤحؤلؤت بؤمؤا‬                   ‫اإلدارة والتسيير والنشاط، وتصادمها مع األجيال الجديدة المؤتؤحؤفؤزة‬
‫يكفي من اإلشراك واالستشارة واالحترام والشفافية والمرونة، ومتؤى‬                                                                                  ‫للتجديد والتغيير.‬
‫تحلى األعضاء الحزبيون بالمبادرة والمؤثؤابؤرة والؤمؤرابؤطؤة والضؤغؤط‬                 ‫2-غموض الرؤية السياسية والفكرية لدى بعض المنتظمؤيؤن، وعؤدم‬
‫بجميع الوسائل الديمقراطية عند الضرورة، والتحرك بعقلؤيؤة الؤقؤيؤادة‬                  ‫قدرتهم على استيعاب الفلسفة السياسية التي يتمحور حولها النؤشؤاط‬
‫وروح الجماعة في تحمل األعباء الحزبية وتعميق الؤرؤيؤة وتؤوضؤيؤح‬                      ‫الحزبي، وعدم إدراكهم لجوانب التمايز عن سائر األحزاب المنؤافسؤة‬
‫المسار، واالحتكام في جميع األحوال للمنافسة الشؤريؤفؤة، والؤتؤحؤرر‬                   ‫على الساحة السياسية، وتقصير الؤمؤؤسؤسؤة الؤحؤزبؤيؤة فؤي تسؤويؤق‬
                                 ‫من النزعة الوصولية والتعصب األعمى.‬                                             ‫فلسفتها وتوضيح رؤيتها في العمل السياسي.‬
‫فهل تنجح األحزاب التونسية في وقف نزيف االستقاالت االنشؤطؤارات‬                       ‫2-تعصب بعض األعضاء في مستوى القاعدة أو في مستوى القؤيؤادة‬
‫والتحول بالتالي إلى قوى سياسية فاعلة يراهن عليها التونسيون فؤي‬                      ‫آلرائهم الشخصية ومواقفهم الؤذاتؤيؤة، وعؤدم اسؤتؤعؤدادهؤم لؤمؤجؤاراة‬
‫تحقيق أحالمهم في الحرية والديمقراطية والكرامة؟ أم سؤيؤظؤل الؤحؤال‬                   ‫مواقف األغلبية ومسايرة متطلبات الديؤمؤقؤراطؤيؤة، وانؤخؤراطؤهؤم فؤي‬
‫على ما هو عليه ويؤبؤقؤى بؤذلؤك الؤتؤنؤاوب عؤلؤى الؤحؤكؤم حؤلؤمؤا يؤراود‬                       ‫األنشطة التنظيمية المخالفة والتصريحات السياسية المناوئة.‬
                               ‫ح‬
                                                               ‫الواهمين؟‬            ‫7-النزعة الوصولية لدى بعض المنتظمين الذين يعملون بكل الطؤرق‬
                                                                                    ‫واألشؤكؤال الؤمؤؤمؤكؤنؤة عؤلؤى الؤؤوصؤول إلؤى مؤؤراكؤز الؤقؤؤرار، وتؤحؤمؤؤل‬
                                                                                    ‫المسؤوليات ذات األهمية الؤتؤنؤظؤيؤمؤيؤة والسؤيؤاسؤيؤة دون امؤتؤالكؤهؤم‬
                                                 ‫* ناشط حقوقي وسياسي‬                ‫لمقتضيات المسؤولية من دربؤة وكؤفؤاءة وفؤاعؤلؤيؤة وتؤفؤر ، ودون‬
                                                                                    ‫احترام لآللؤيؤات الؤديؤمؤقؤراطؤيؤة الؤتؤي تؤؤطؤر الؤعؤالقؤات الؤتؤنؤظؤيؤمؤيؤة‬
                                  ‫‪joujoutar@gmail.com‬‬
                                                                              ‫(3)‬
‫حبوث ودراسات‬
                                   ‫البطالة يف تونس و أفاق مواجهتها‬
                                        ‫(والية صفاقس كمثال)‬
                                                               ‫بقلم : بسام عقربي *‬
‫ثانيا: خالل الفترة نوفمبر 0015 و ماي 5015، مرت نسبة البطالة‬                            ‫تعتبر البطالـــة في تونس من أهم عوائق المسيــــرة التنمويـــة‬
‫من 1.20% إلى 2.70%. هذا االنخفاض الطفيف في نسبة البطالة‬                                ‫حيث مثل هذا الموضوع مشكال أرق الساسة منذ السنوات األولى‬
‫يعود إلى عوامل متداخلة و التي من أبرزها "االنتعاشة" النسبية‬                            ‫لالستقالل إلى اليــــوم. فالتجــــارب التنمويـــة األولى مع الليبرالية‬
‫لالقتصاد التونسي وخروجه من نسبة النمو السالبة بعد الثورة‬                               ‫ثــــم التعاضــــد (5210 – 1210) ثـــــم العــــودة إلــــى الليبرالية‬
          ‫ووصوله إلى ما يناهز 2.2% خالل شهر ديسمبر 5015.‬                               ‫بمختلف منعطفاتها من السبعينات إلى اليوم لم تتمكن من حل مشكل‬
‫إلى جانب ذلك العودة النسبية لالستقــــرار السياســــي فـــي ليبيـــا‬                   ‫البطالة خاصة بعد تشجيع الدولة التونسية على العلم والتعلم،‬
‫بعــــد القضــــاء على نظـــــام معمــــــر القذافي وعودة العديـــــد‬                  ‫فتحســـن بذلك المستــــوى التعليمـي عند التونسي، لكن ذلك خلف‬
                                                                                       ‫ما يسمى "ببطالة أصحاب الشهائد العليا" أو "بطالـــة الكفـــاءات"‬
‫من التونسيين إلى سالــــف نشاطهـــــم هناك. كما أن فتــح بعـــض‬
‫المناظــــرات في القطاعين العام والخــــــاه قلّـــــص نسبيّــــا‬                      ‫و البالغ عددهم فــــي مــــــاي 5015 حوالـــــي 111.270 عاطــــل‬
‫فـــي نسب البطالـــــة. لكن رغم مجهودات الدولة في القضــــاء‬                                                ‫بنسبة 1.25 % حسب المعهد الوطني لإلحصاء.‬
‫على البطالة إال أنها أحيانــــــا تبدو محتشمـــة نظـــرا النصراف‬                       ‫أما بالنسبة للبطالة العامة – الكفاءات و غير الكفاءات - فقد بلغت‬
‫الحكومـــــة والمعارضـــــة والمجتمع المدنــــي إلـــى الصــــراع‬                      ‫خالل نفس الفتــــرة – أي مــــاي 5015 – حسب نفــــس المصـــدر‬
‫على السلطة و خدمــــــة أجنداتهم السياسية واالنتخابية في مرحلة‬                         ‫حوالي 2.70% . لكن كيف تطورت نسب البطالــــة فــــي تونــــس‬
                                            ‫ما بعد المجلس التأسيسي.‬                                                             ‫خالل السنوات األخيرة؟‬
‫بعد هـــذه المعطيـــــات العامــــة وتنزيــــل موضــــوع البطالـــــة‬
‫في تونس ضمن سياق التحوالت السياسية التي تعيشها بالدنـــا،‬                               ‫ماي‬   ‫فيفري‬   ‫نوفمبر‬     ‫ماي‬    ‫ماي‬    ‫ماي‬    ‫ماي‬    ‫ماي‬    ‫ماي‬
                                                                                                                                                             ‫السنة‬
                                                                                       ‫2102‬   ‫2102‬    ‫1102‬      ‫1102‬   ‫0102‬   ‫9002‬   ‫8002‬   ‫7002‬   ‫6002‬
‫سوف نسلط الضوء على واقع البطالـــة فـــي واليـــة صفاقـــس‬
                                                      ‫أفاق مواجهتها.‬
                                                                                                                                                          ‫نسبة البطالة‬
                                                                                       ‫6.71‬   ‫1.81‬    ‫9.81‬      ‫3.81‬   ‫0.31‬   ‫3.31‬   ‫4.21‬   ‫4.21‬   ‫5.21‬
‫جغرافيّا، تقــع واليــــة صفاقس في الوسط الشرقي للبالد التونسية‬                                                                                              ‫(%)‬

‫و بلغ عدد سكانها سنة 1015 قرابة المليــــون ساكــــن، إذ تعتبـــر‬
‫هذه الوالية ثاني قوة بشرية و اقتصادية في تونس بعد العاصمة.‬                                                     ‫لإلجابة عن هذا السؤال نقدم إليكم الجدول التالي:‬
‫كما تحعــــرف بعاصمــــة الجنـــوب نظـــرا إلشعاعهــــا االقتصادي‬                      ‫حسب هذا الجدول مرت نسبة البطالة في تونس خالل السنوات‬
‫والخدماتــي علـــــى كامـــل الجنــــوب والوســـط الغربـــي خاصـــة‬                    ‫األخيرة أي الفتـــرة الفاصلـــة بين 2115 و 5015 من 2.50%‬
‫فـــي المجــــال الصحـــي اإلستشفائـــي والتعليــــــــم العالـــــــــي.‬              ‫إلى 2.70%. في هذا اإلطار و في تعليق بسيط على هذه األرقام‬
‫لكــــن رغــــم هــــــذا االزدهـــــار االقتصـــادي للواليـــة إال أنهــــــا‬                                                            ‫نقول:‬
‫لم تسلم من هيمنة شبح البطالة على شبابها طيلة فترة النظام‬                               ‫أوال: فنسبـــة 2.50% و 1.50% ثم 1.50% ثم 2.20%‬
‫السابق حيث تعرضــــت إلى عمليــــة تهميـــش ممنهــــج ومدروس‬                           ‫المسجلــــة بيــــن 2115 و1015 تعتبر حسب مسؤولين في المعهد‬
‫فــــي مجـــــال التنميــــة بتعلـــــة أن "عقليــــة الصفاقسي العملية‬
                                                                                       ‫الوطني لإلحصاء غير مطابقة للواقع و قد عمل النظام السياسي‬
‫والحرفية" قادرة على خلق التنمية بالمنطقة دون تدخل كبير‬                                 ‫السابق على التخفيف من حدتها و ذلك عبر تزويرها بغاية المغالطة‬
‫وواضح من الدولة. هذا الموقف من األنظمة السابقة تجاه الوالية‬                            ‫و تلميع صورته في الداخل و الخارج، و كدليل على ذلك هو مرور‬
‫مخلفاته كانت كارثية خاصة في األرياف مثل ريف جبنيانة، العامرة،‬                          ‫هذه النسبة من 20% سنة 1015 إلى 2.20% في مــاي 0015‬
‫الحنشــــة، منــزل شاكـر، بئـر علـي بـن خليفـة، الغريبة، الصخيرة‬                       ‫أي بفارق 2.2% خالل سنة واحدة وهو مــــا ال يحـــدث منطقيــــا‬
                                                                     ‫وعقارب.‬           ‫إال في الحاالت القصوى كالحروب أو األزمـــات االقتصادية المجحفة‬
‫و يكفي أن ننظر في المعطيات اإلحصائية حول البطالة في والية‬                              ‫و هو ما ال ينطبق علــــى التذبـــذب السياســـي الذي عاشته تونس‬
‫صفاقس لسنة 1115 إذا سلمنا طبعا بصحة األرقام فنجد 07112‬                                                                                    ‫بحعيد الثورة.‬
‫عاطل عن العمل من الفئة العمرية 20 – 12 سنة أي بنسبة‬                                    ‫لكن هذا التطـــور الفجئي ال ينفــــي في نظرنا دور االنفالت األمني‬
‫5.00%. هذا العدد من العاطلين يفوق عدد سكان معتمدية قرقنـــة‬
                                                                                       ‫و طبيعة المرحلة السياسية بعد الثورة و التي تسببت في إغالق‬
‫والغريبة مجتمعتين (20115 نسمة)، كما يفـــوق عـــــدد سكان‬
                                                       ‫ح‬                               ‫العديد من المؤسسات المنتجة و المشغلة أبوابها نظرا لكثافة‬
‫معتمديــــة العامـــرة (25725 نسمـــة) ومعتمديـــة الصخيــــــــرة‬                     ‫اإلضرابات و اإلعتصامات الفوضوية و المطالب العمالية المجحفة‬
‫(20215 نسمة) و يقـــــارب عـــدد سكــــان معتمديـــة المحــــرس‬
                                                                                       ‫كالزيادة المشطّة في األجور و تحسين األوضاع االجتماعية للعمال.‬
                                                                                          ‫حّ‬
                        ‫(27212 نسمة) خالل نفس السنة أي 1115.‬                           ‫يحضاف إلى هذه العوامل عودة العمال التونسيين من ليبيا خالل‬
‫و من حيث التباينات المجالية في نسب البطالة و حسب ما توفر‬                               ‫الثورة الليبية والذين لم يجدوا أمامهم عند عودتهم سوى البطالة‬
‫لدينــــا مــــن إحصاءيــــات لسنــــة 1115 نالحــــظ إرتفــــــــاع‬                                                       ‫وهو ما زاد في تعميق األزمة.‬
‫هــــذه النســــب كلمـــا إبتعدنــــا مــــن مركـــز المدينة نحو أطرافها‬


                                                                                 ‫(4)‬
‫البطالة يف تونس و أفاق مواجهتها (والية صفاقس كمثال)‬
                                                           ‫بقلم : بسام عقربي *‬
‫المـــوارد البشريــــة وغيرهـــــا وتجاهـــــل الكــــــوادر الموجودة‬
‫بهــــذه المناطـــق. و كدليل على ما نقول هي حالة الغضب‬
‫واإلحتقــــــان التي حدثت إبان الثـــــورة ضـــد أرباب المصانع‬
‫بحجــــة أنها ملوثة وتساهم في إنتشار األمراض لكن في حقيقة‬‫ح‬             ‫ح‬
‫األمر مــــا هو إال عـــــدم رضــــــاء من األهالي على ما إعتبروه‬
‫تناسيا لحقهم في التشغيـــل. ولعل ما وقع من حرق وتكسير‬
‫للمؤسسات في عمـــادة البدارنـــــة مـــن معتمديــــة ساقية الدائــــر‬
‫و بودربالـــة من معتمديـــــة العامـرة و فـــي عقــــارب أكبر دليــــل‬
                                                           ‫على ما ذكرناه.‬
‫إن والية صفاقس و على عكس ما يحشاع بأنها الوالية األكثر رفاه‬
‫وثراء فقد بلغ عدد العاطلين عن العمل بها سنة 0015 ما يحقارب‬
‫21225 بنسبة 1.7%. في هذا الصدد حاولنا االتصال باإلدارة‬
‫الجهوية للمعهد الوطني لإلحصاء بصفاقس علنا نظفر بمعطيات‬
‫محيّنة حول واقع البطالة في صفاقس حسب المعتمديات لدراسة‬         ‫ح‬
‫تطور هذا المشكل بعد الثورة و تبايناته المجالية إال أن الجــــواب‬
                                                                                  ‫حسب هذه الخريطة يمكن التمييز بين مجالين اثنين حسب تفاوت‬
‫كان مخيبا لآلمال إذ أن المعهد الوطني لإلحصاء ال يصدر معطيات‬ ‫ح‬
‫أو إسقاطات تخص المعتمديات أو العمــــادات إال كل 10 سنـــوات‬                                                              ‫نسب البطالة و هما:‬
‫أي في التعدادات العامة للسكان والسكنى ويكتفي بنشر ما يسمى‬                         ‫المجال الحضري أو ما يسمى "بــصفاقس الكبرى" أين تنخفض‬
‫بالنشريات العامة الخاصة بالواليات و األقاليم عموما. هذا المشكل‬                    ‫نسب البطالة إلى ما دون الــ 10%. هذا المجال يضم حسب‬
‫جعلنا نتوجه إلى اإلدارة الجهوية للتشغيل إليفائنا بآخر اإلحصائيات‬                  ‫الخريطة كل من صفاقس المدينـــة، صفاقس الغربيــــة، صفاقس‬
‫حول العاطلين عن العمل بكامل معتمديات صفاقس، اإلدارة المعنية‬                       ‫الجنوبية، ساقية الزيت وساقية الدائر، حيث تبلـــغ نســـب البطالـــة‬
‫أفادتنا بعدد المسجلين في مكاتب التشغيل بصفاقــــس الباحثيـــن‬                     ‫في هذه المعتمديات على التوالي 2% - 0.1% - 2.2% - 1.2%‬
                                                        ‫عن شغل.‬                   ‫و 7.2%. هذا االنخفاض في معدالت البطالة داخل المنطقة‬
‫كما ذكرنا آنفا أن عدد العاطلين عمومـــــا فــــي واليــــة صفاقـــس‬               ‫الحضرية بصفاقس الكبرى يحعزى إلى أهمية األنشطة االقتصادية‬
‫بلغ 21225 سنة 0015. في شهـــر ديسمبر مــــن سنـــة 5015‬                           ‫المشغلة و القادرة على استيعاب أعداد كبيرة من العاطلين كاإلدارة،‬‫ح‬
                                                                                          ‫ح‬
                                                                                  ‫المؤسسات البنكية و التجارية، المركبات الصحية، النزل، الكليات...‬
‫بلغ عدد المسجلين بمكتب التشغيـــــل 11220 منهـــم 17210‬
‫بنسبـــة 11.12% مـــن أصحاب الشهائــــد العليــــــــا و 0572‬                                                                                   ‫إلخ.‬
‫من غير الكفاءات أي بنسبة 10.22%. الرسم البيانــــــي التالـــي‬                    ‫المجـــال الضحــــوي والريفـــي أو مـــا يسمـــــى بالفرنسيــــــــة‬
‫يبين عدد الباحثين عن عمل والمسجلين بمكتب التشغيل بصفاقس‬                           ‫‪ Espace rural et périurbain‬أين ترتفع معدالت البطالـــة‬
                                     ‫حسب المعتمديات سنة 5015.‬                     ‫إلى 5.25% في معتمدية الصخيرة، 25% في العامرة و 5.25%‬
                                                                                  ‫في الغريبة. هذا االرتفاع المشط في نسب البطالة عند الريفيين‬
                                                                                  ‫خاصـــة يحعزى في نظرنــــا إلى حاالت التهميـــــش والفقر وعدم‬
                                                                                  ‫تدخل الدولة و الخواه أيضا في إعداد مناويل تنمية تستجيب‬
                                                                                  ‫لتطلعات هؤالء السكان، بل حتى عمليات التهيئــــة المحتشمـــة‬
                                                                                  ‫التى قامت بها الدولة تكون دائما محدودة و تفتقد للنجاعة كتعبيد‬
                                                                                  ‫بعض الطرقــات و المسالك الفالحية قبـــل كــــل حملـــة إنتخابيـــة‬
                                                                                  ‫للنظـــام السابـــق و التي ال يمكن أن تكون ســـــوى ذر الرمـــــاد‬
                                                                                  ‫على العيون، في حين يبقى تطوير األنشطـــــة االقتصاديـــــة‬
                                                                                  ‫الضروريـــة مهمشا وفي تراجع مثل القطاع الفالحي السقــــوي‬ ‫ّ‬
                                                                                  ‫الذي يمر بأزمة هيكلية وقطاع تربية البقر الحلوب الذي يمر بأتعس‬   ‫ّ‬
                                                                                  ‫فتراته خاصة بجهة جبنيانــــة والعامـــرة وما عحرف بأزمة المركب‬
                                                                                  ‫الصناعي للحليب و مشتقاته "يوفا" االسم الجديد لـ "مامي نوفا".‬
                                                                                  ‫يضــــاف إلــــى هـــــذا تأزم قطاع الزيتون النشاط األبرز لسكان‬
                                                                                  ‫ريف الوالية الذي أضحـــــى هشّــــا وفي حاجـــــة إلى إعادة نظر‬
‫حسب الرســـــم البيانـــي المصاحب يختلف عدد طالبي الشغـــــل‬
‫من معتمدية إلى اخرى وبتباين واضح بين مركز المدينة و أطرافها.‬                      ‫من قبل السلطات المعنية خاصة بعد تهرم الغابــــــة وتواتر‬
‫فمعتمدية العامرة و البالـــــغ عـــــدد سكانهــــــا 25725 نسمــــة‬               ‫السنوات العجاف. كما أن المشاريع المحدثة والمرتبطــــة بإنتاج‬
                                                                                                                ‫ح‬
                                                                                  ‫الزيتــــون كالتـــــي تنتصب في عقارب أو العامرة مثـــــل تكييف‬
‫بلغ عدد المسجلين في مكتب التشغيل من أبنائها 515 إلى غاية‬
‫ديسمبر 5015 في حين معتمدية ساقية الزيت و البالغ عدد سكانها‬                        ‫الزيــــوت والمصانــــع التـــــى تهتـــــم بتحويــــل ثفــــل الزيتــــون‬
‫مرتين ونصف أكثر من سكان العامرة (حوالي 02157 نسمــــة)‬                            ‫– الفيتورة – إلى أعـــــــــــالف لم تحــــل مشكــــــــل البطالـــــــة‬
                                                                                  ‫بل سيطرت علــــى هــــذه المصانـــع اليد العاملة الحضرية خاصة‬
‫بلغ عدد المسجلين بمكتب التشغيل من أبنائها 215 فقط خالل نفس‬
‫الفترة. هنا يمكن أن نطرح أكثر من سؤال عن تلك الهوة العميقة‬                        ‫من اإلطارات كالمختصين فــي اإلعالميــــة، المحاسبــــة، التصرف،‬
           ‫ح‬

                                                                            ‫(5)‬
‫البطالة يف تونس و أفاق مواجهتها (والية صفاقس كمثال)‬
                                                       ‫بقلم : بسام عقربي *‬
‫كما نلفت النظر إلى تشجيع الدولة للخواه على االستثمار‬                         ‫بين المراكـــز الحضرية للوالية و أطرافهــــا التي ضلت مهمشـــــة،‬
‫الصناعي في األرياف التي تشكو من ضعف في التنمية و إرتفاع‬                      ‫إذ كلما زادت التنمية في المراكز الحضرية إال و زادت تبعية األرياف‬
‫معدالت البطالة. و للتذكير فإن االستثمار في عمق األرياف فيه أكثر‬                                                                            ‫لها.‬
                             ‫من مصلحة بالنسبة للوالية و منها:‬                ‫إذا بعد هذه اللمحة حول البطالة فـــــي صفاقــــس ما هي الحلول‬
‫تخفيف الضغط على مركز الوالية و الذي وصل حد التشبع و لم يعد‬                              ‫التي يمكن تصورها و اقتراحها للحد من هذه الظاهرة؟‬
                        ‫قادرا على إستعاب األنشطة االقتصادية.‬                 ‫حسب تصورنا وتشخيصنـــا للمشكل ال توجد حلول آنية للقضـــــــاء‬
‫التخفيف من حدة المركزية االقتصادية و خلق المركزية بين المدينة‬                ‫تماما على هذه الظاهرة االجتماعية نظرا الستفحالها فــــي كامـــل‬
‫وريفها و تشجيع الريفيين على االستقرار في مواطنهم األصلية‬                     ‫مجال الوالية منذ أكثر من عقدين من الزمن وصعوبــــة احتوائهـــا‬
‫وبذلك تكون الدولة قد نجحت في التخفيف من ظاهرة النزوح الريفي‬                  ‫في ضل النموذج االقتصادي والتعليمي الوطني، لذلك نقترح مراجعة‬
‫و ما يخلفه من مشاكل (بناء فوضوي، توسع عشوائي للمدينة،‬                        ‫المنظومة التعليمية والتكوينية وكذلك إعــــادة النظــــر في المنوال‬
                                            ‫انتشار الجريمة ...)‬              ‫االقتصادي المتبع من قبل الدولة. هذا النموذج منفتح أكثر حـــــول‬
                                                                             ‫المنظومة الغربية األوروبية عامة و الفرنكوفونية خاصــــة وال‬
‫التخفيـــف من حـــــدة البطالــــة في األرياف وبذلك يتحسن مستوى‬
                                                                             ‫زالت تونس ترزح تحتها منـــــذ االستقالل. هذه المنظومة التي‬
‫عيش السكان وخلق نوع من العدالة االجتماعية بين أبناء الوالية‬
                                                                             ‫أثبتت فشلها آن األوان للتخلص منها والتفكيــــــر في توسيــــع‬
                                                      ‫الواحدة.‬
                                                                             ‫الشراكــــة مع دول أخرى تعامل االقتصاد الوطني الند للند و تفتح‬
‫كما نلفت النظــــر إلى أهمية االستثمار الفالحي خاصـــــة في قطاع‬             ‫األبواب للعاطلين خاصة من خريجي الجامعات للعمل و تنشيط‬
‫تربيـــة األبقــــار الحلــــوب باعتبار أهميـــة هذه المادة األساسية‬         ‫السوق االقتصادية. في األثناء نلفت النظر إلى أهمية الشراكة مــــع‬
‫ودور والية صفاقس في إنتاجها باعتبارها حوض لبني و منتج هام‬                    ‫دول الجوار ونؤكد على أهمية السوق الليبية خاصة في مجال‬
                                                            ‫للحليب.‬          ‫الصحة، التعليم، الطاقة والتعاون الفني عمومــــــا وهنــــا يمكن‬
                                               ‫——————‬                        ‫لواليــــــة صفاقــــس االستفادة من عاملين مهمين وهما القرب‬
                                         ‫* باحث جامعي‬                        ‫الجغرافي وأهميـــة الدولــــة الليبيــــــة البترولية الناشئة في مرحلة‬
                                                                                                                               ‫ما بعد معمر القذافي.‬
                            ‫‪bassemagrebi@yahoo.fr‬‬
                                                                             ‫فـــــي ذات اإلطار نؤكد على ضرورة انفتاح "السوق الصفاقسي"‬
                                                                             ‫على الــــدول الصاعدة اقتصاديــــــا ونخص بالذكر السوق التركية‬
                                                                                                  ‫ّ‬
                                                                             ‫و أسواق الدول الصناعية الجديدة كالصين، الكوريتين، سنغفورة،‬
                                                                             ‫تايوان... والتي أثبتت جدواها من خالل صمودها في وجه األزمة‬
                                                                             ‫االقتصاديــــة العالميــــة األخيرة على عكـــــس السوق األمريكية‬
                                                                                                                                ‫واألوروبيّة.‬




                                                                       ‫(6)‬
‫يف النفس واجملتمع‬
                           ‫هل يؤسس اإلسالم لنظام دميقراطي؟‬
                                                    ‫بقلم : األستاذ عادل دمّق*‬
‫وال الحره على متاع الدنيا الزائف- وكل هذا في منتهى الحسن‬                                                 ‫مواقف‬
‫والجمال ... إن النصرانية ال تدعو الى غير العبودية واالستكانة –‬
‫وروحها تالئم االستبداد كل المالئمة وتستفيد منه على الدوام –‬                  ‫”مفاسد أسلمة الديمقراطية التــي ال تعدلهــــا مصلحـــة- إن تطبيق‬
‫فالنصارى الحقيقيـــّون خلقــــوا ليكونوا عبيـــدا وال يعرفون ذلك‬             ‫الشريعة من خالل البرلمان هــــو طلب للشريعة مــــن غير وليهـــا.‬
                                          ‫وال يضيرهم في شيء“‬                 ‫فاستئذان البرلمان في تطبيق الشريعة معناه جعله حكما على شريعة‬
‫صفحات 143 – 153– 253 روسّو – العقد اإلجتماعي –‬                               ‫هللا. والمسألة هنا ليست مسألة شكلية، بل هي فرق ما بين العبودية‬
                                                                                                              ‫هلل والعبودية للبشر من دون هللا“‬
‫”هناك عقل مبــــدئ ، وهو هللا ، والقوانيــــــن عبارة عن العالقات‬            ‫الدكتور إياد قنيبى :12.23. 2312‬
‫التى توجد بينه وبين الموجودات المختلفة،وفيما بينها وبين بعضها،‬
‫فعالقات هللا بالكون تتلخص فى أنه خلقه وفق قواعد وضعها هو،‬                    ‫”....وأخطر ما في هذه المسودة أنها تقصي اإلسالم عن الدولة‬
‫وهو يحفظه ويصونه وفق نفس القوانين التى خلقه بمقتضاها،‬                        ‫وعن تنظيم حياة الناس حيث تبنت نظام كفر: هز النظام الجمهوري‬
‫فالعالم المادى والحال هذه مسود بقوانين ال تتغير ألنها أساس‬
                                   ‫َ ح‬                                       ‫،فجعلت السيادة للشعب ال للشرع ...إن تبني مشروع الدولة المدنية‬
‫وجوده واستمراره...اإلنسان يخرق باستمرار القوانين التي شرعها‬                  ‫العلمانية حرام ألن الدولــة المدنية وجهة نظر غربية يحرم أخذها‬
‫الخالق ويبدل تلك التي وضعها بنفسه ..هو كائن ذو بعد واحد،‬                        ‫أو تطبيقها أو الدعوة إليها، فهي تخالف اإلسالم جملة وتفصيال “‬
                                     ‫يتردى في الجهل والضالل ...“‬
                                                                             ‫رسالة مفتوحة من حزب التحرير-31.11. 1312‬
‫منتسكيو – روح القوانني –ص25و55- مكتبة الروس -‬
                                                                             ‫”ال ديمقراطية بال علمانية: وإذا كانت الديمقراطية هى حكم الشعب‬
                         ‫آفاق التجاوز‬                                        ‫بالشعب، وإذا كان الشعب متطوراً ومتغيراً، فإن تفكيره بالضرورة‬
                                                                             ‫يكون علمانيا ً. ومن ثم تكون العالقة حتمية بين الديمقراطية‬
‫المتابع للتطور الغالب لمواقف االسالميين من الؤديؤمؤقؤراطؤيؤة يؤلؤحؤظ‬         ‫والعلمانية... ومن هنا يمكن القول بأنه «ال ديمقراطية بال علمانية».‬
‫أنها قطعت مرحلتين : مرحلة أولى تميزت بالعداء والرفض ثم تلتؤهؤا‬               ‫وأضيف: ال ديمقراطية مع األصولية الدينية ألن هذه األصولية‬
‫مرحلة جنحت للتفاعل والوفاق ، وأحسب أن في األفق بوادر مرحلؤة‬                  ‫تتوهـــم امتـــالك الحقيقـــة المطلقــــة، وتكفر منال يكون على نقيض‬
                                                                                                ‫َ‬
‫يكون فيها الدين شرطا قاعديا للتمكين لديمقراطية إنسانية مؤنؤفؤتؤحؤة‬                                                                  ‫هذا الوهم“‬
                                                      ‫ومستفيدة !!!!‬          ‫مراد وهبة/ 11 ديسمرب2312 - جريدة املصري اليوم.‬
                                                             ‫كيف ؟‬
‫من خالل مفهوم اإلسالم للعقد السياسى وطبيعة التعاقد ، ومسؤوليؤة‬                                             ‫أضواء‬
‫الحكم والحاكم، ومكانة األمة، وخصائص إرادتهؤا، والؤعؤالقؤة بؤيؤنؤهؤا‬
‫وبين الحاكم، نتبيّن أنه ليس فقط بين اإلسالم من الوجهة السيؤاسؤيؤة‬                            ‫ّ‬
                                                                             ‫”إنّ المواطن الذي يفشل في توحيد إرادته الذاتيّة مع االرادة‬
‫والنظام الديمقراطؤى أوجؤه تشؤابؤه، بؤل إن أهؤم مؤا تؤحؤتؤوى عؤلؤيؤه‬          ‫الموضوعية التي تجسد الدرجة القصـــوى من العقالنية لن يحقق‬
                                                                                                                    ‫ّ‬
‫الديمقراطية من عناصر، وأفضل ما تتميز بؤه مؤن صؤفؤات، يشؤتؤمؤل‬                                                     ‫في سعيه حريّته الكاملة“‬
‫عليه اإلسالم. فإن كان يراد بالديمقؤراطؤيؤة (حؤكؤم الشؤعؤب بؤواسؤطؤة‬
                                                                             ‫هيجل -فلسفة احلق‬

                                                                             ‫”ال يتسنّى استنباط أفضل القواعد التّي تنبني عليها المجتمعات‬
                                                                             ‫والتي تناسب األمم إال لقوة فائقة العلم والحكمة، مطلعة على كــل‬
                                                                             ‫ّ‬                                        ‫ّ‬
                                                                             ‫أهــواء البشر دون أن تعرف األهواء إليها سبيال ... قوة ال تكون لها‬
                                                                                           ‫ّ‬
                                                                             ‫أيّـة صلة بطبيعتنا و إن كانت تعرف أعماقهـا ..بكلمـة واحدة ال بــد‬
                                                                               ‫ّ‬
                                                                             ‫من آلهة لسـنّ القوانين للبشر.. كيف يمكن لجموع عمياء، ال تعرف‬
                                                                             ‫غالبا ما تريد –ألنها نادرا ما تعرف ما هــــو خير لها – أن تنفــــذ‬
                                                                             ‫من تلقاء نفسها مشروعا في عظمة نظام تشريعي وعسره ؟......‬
                                                                             ‫لقد أتى محمد بأفكار جـد سليمة – وحبك بحذق نظاما سياسيا –‬
                                                                                                                        ‫ّ‬
                                                                             ‫وطيلة مابقي نظام حكمه قـائما في عهد خلفائه فقد ظل هذا الحكم‬
                                                                             ‫يمثل نموذجا راقيــــا وصالحـــا من حيث هـو كذلك ...ففي مثل هذا‬
                                                                             ‫النظام سيؤدي كل واجبه، ممتثال للقوانين عن كـل طواعية‬
                                                                             ‫والرؤساء عادلين وراشدين والقضاة نزهاء أعفاء والجنود بواسل‬
                                                                             ‫ال يهابــون المــــوت –وســــوف ال يعـــرف مجتمع كهذا ال الترف‬

                                                                       ‫(7)‬
‫هل يؤسس اإلسالم لنظام دميقراطي؟‬
                                                      ‫بقلم : األستاذ عادل دمّق*‬
‫نشأة وتطور الديمقراطية، فلعله إذا لم يكن بأوروبا كنيسة تحكم‬                      ‫الشعب من أجل الشعب)؛ فهذا المعنى متمثل وال شك فى نظام الدولؤة‬
‫بالحق اإللهى، وأمراء يحكمون باإلقطاع لم يكن هناك ديمقراطيـة،‬                     ‫اإلسالمية والشعب يفهم فى اإلسالم على نحو مؤعؤيؤن، أو شؤامـؤـؤـؤل.‬
‫أو على األقل بصورتها الحالية، فلو كان هناك ظرف تاريخى مغاير‬                      ‫وإن كان يراد بالديمقراطية مؤا صؤار يؤقؤرن بؤهؤا عؤادة، مؤن وجؤود‬
‫لكان ينتج عنه نظرية سياسية مغايرة لما انتهت إليه األحداث اليوم،‬                  ‫مبادئ سياسية، أو اجتماعية معينؤة : مؤثؤل مؤبؤادئ الؤمؤسؤاواة أمؤام‬
‫وأدل دليل على ذلك أن الديمقراطية فى الغرب ليس صورة واحدة،‬                        ‫القانون، وحرية الفكر والعقيدة، وتحقــــق العدالـــة االجؤتؤمؤاعؤيؤـؤـؤة،‬
‫وال نظريـة واحـــدة، وال تعريــف واحـــد، وبيـــن تطبيقاتهـــا كثيـــر‬           ‫وما إلى ذلك، أو كفالة حقوق معينة كحق الحياة والؤحؤريؤة والؤعؤمؤل،‬
‫من االختالف فى الدول الغربية نتيجـــــة كثيــــر مـــن االختـــالف‬               ‫وما أشبه فال شك فى أن كل تلك المبادئ مؤتؤحؤقؤقؤة، وهؤذه الؤحؤقؤوق‬
                                    ‫بين الظروف التاريخية لتلك الدول .‬            ‫مكفولة فى اإلسالم. غير أنه ينبغى أن يالحـــظ أن نظرة اإلسؤـؤـؤـؤـؤالم‬
                                                                                 ‫إلى هذه الحقوق من حيث المنشأ الطبيعى تختلف، فقد تعتبر حقؤوقؤاً،‬
          ‫إشكالية األصول الفكرية التاريخية‬                                       ‫أو تقــــرر على أنها هي األصل فى األشيــــاء، أو أنها هؤي الؤقؤانؤون‬
                                                                                 ‫الذى وضعه هللا للوجود، أو الفطرة، ولكن مع كل ذلك، ال يؤؤثؤر هؤذا‬
‫ومما يؤكد الخصوصية: إشكالية األصول الفكرية، فبقدر ما تحاول‬                       ‫االختالف فى النظرة فى طبيعة تلك الخصائص أو الحاالت؛ والنتيؤجؤة‬
‫الكثير من التيارات الفكرية داخل مجتمعاتنا المسلمة التخلص بأكبر‬                   ‫واحــــدة، وهى أن اإلنســــان تضمـــن له كل هذه األمـــور. والواقؤع‬
‫قدر وبأسرع وقت من أصولنا الفكرية الخاصة، بقدر ما حاول الفكر‬                      ‫أن الشريعة اإلسالمية إنما ترمى إلى أن تحقق العدالــــة المطلؤقؤـؤـؤـؤة‬
‫الغربى الحديث أن يبنى بنيانه على أساس من خصوصيته الحضارة‬                         ‫فى أكمل صورها، وأن توفر لإلنسان أسمى وأكــــرم حيــــؤاة يؤمؤكؤن‬
‫الخاصة به، بدءاً من الفكر اليونانى والرومانى القديم. فى كتاب‬                     ‫أن تتوفر تليـــق بإنسانيتــــه. أما إن كـــان المراد من الؤديؤمؤقؤراطؤيؤة‬
‫الحرية لجون ستيوارت ميل، ذلك الكتاب الذى يعد أحد األســـــس‬                      ‫ما تعورف علـــى أن نظامهـــا يستتبعـــه، وهو تحقق مؤبؤدأ الؤفؤصؤل‬
‫فى الفكر الغربى الحديث، نجده يهتم بشرح مفهوم الحرية عند األمم‬                    ‫بين السلطؤات فؤهؤذا أيضؤا ً ظؤاهؤر فؤى الؤنؤظؤام اإلسؤالمؤى فؤالسؤلؤطؤة‬
‫القديمة ال سيما اليونان والرومان، حيث يمثالن المنابع األصلية‬                     ‫التشريعية هنا، وهى أهم السلطات فى أى نظام ديؤمؤقؤراطؤى مؤودعؤة‬
‫للفكر األوربى الحديث. وال يخفى على متتبع للنهضة الغربية الحديثة‬                  ‫فى األمة كوحدة، ومنفصلة عن سؤلؤطؤة اإلمؤام، أو رئؤيؤس الؤدولؤة،‬
‫مدى ما القاه الفكر اليونانـــي والرومانــــي مـــن إحيـــاء وبعث،‬                ‫فالتشريع يصدر عن الكتاب والسنة، أو إجماع األمؤة، أو االجؤتؤهؤاد،‬
‫ولو عن طريق مصادر وسيطة (كالمصادر العربية المترجمة لكثير‬                         ‫وهو بهذا مستقل عن اإلمام بل هو فوقه، واإلمام مؤلؤزم ومؤقؤيؤد بؤه؛‬
          ‫ِ‬
‫من ثقافة اليونان)، ثم االعتماد عليه بعد ذلك فى التطوير والتجديد.‬                 ‫وما اإلمامة فى الحقيقة إال رئاسة السلطة التنفيذية والقضاء مستؤقؤل‬
                                                                               ‫أيضاً، ألنه ال يحكم وفقا ً لرأى الحاكم، أو الرئيس وإنمؤا يؤحؤكؤم وفؤقؤا ً‬
‫ولهذا فإن كل المحاوالت الحديثة إلفقاد المسلمين الخصوصية‬
‫الحضارية إما محاوالت للسيطرة إن كانت من اآلخر، أو محاوالت‬                        ‫ألحكام الشريعة، أى أمر هللا، وال يمكن أن يحكم إن أريد له أن يؤبؤقؤى‬
‫لاللتحام به والتبرى مـــــــن الحضــــارة اإلسالميــــة إن كان ذلك‬               ‫قضاء إسالميا ً إال هكذا. وإن فكرة اإلجماع الؤتؤى هؤى مؤن خصؤائؤص‬
‫من الدّاخل. وال يمكن أبدا أن تكون هناك محاولة مخلصة للتقدم‬                       ‫الشريعة اإلسالمية، والتى انفردت هى بتقريرها، لتؤيؤد الؤقؤول بؤأنؤه‬
‫والرقى والتجديـــد واإلصــــالح إال وهى تعنـــى تمامــــا باالرتكاز‬              ‫خصص لألمة وإرادتها مكان فى النظام اإلسالمــــى أرقـى مما يمكؤن‬    ‫ح ِّ َ‬
                                                                                 ‫أن تناله فى أى نظام ديمقراطى، مهما كمل. فالمسلمون قؤد قؤرروا -‬
       ‫على الخصائص واألسس الحضارية والفكرية لألمة المسلمة .‬
                                                                                 ‫من قبل أن يظؤهؤر روسؤو وأمؤثؤالؤه ويؤتؤكؤلؤمؤوا عؤن اإلرادة الؤعؤامؤة‬
                                                                                 ‫ويمجدونها - أن إرادة األمة معصومة، وأنها من إرادة هللا، وجؤعؤلؤت‬
                 ‫إشكالية التميز اإلسالمى‬
                                                                                 ‫مصدراً للتشريع، وإن كانت تعتمد فى النهاية على مصؤدرى الؤكؤتؤاب‬
                                                                                 ‫والسنة، ومن الناحية العملية تمثل هذه اإلرادة بإجماع الؤمؤجؤتؤهؤديؤن‬
‫فى ضوء ما سبق من إشكؤالؤيؤة الؤخؤصؤوصؤيؤة، وإشؤكؤالؤيؤة األصؤول‬                                                                           ‫من علماء األمة.‬
                                                                                                                                            ‫ّ‬
‫الفكرية التى تميز الحضارات بعضها عن بعض، يتقرر التميز الشديد‬
‫للفكر اإلسالمى، فى تصوراته ومبادئه وأطروحاته - مع مالحؤظؤـؤـؤـؤة‬                             ‫نظرات نقدية فى الديمقراطية‬
‫أن الكالم هنا على مستوى النظريات واألفكار بقطع النظر عؤن مؤدى‬
‫انفصال أو التحام الواقع بها. ويؤكد هذا اختالف المؤركؤز الؤحؤضؤارى‬
‫نفسه لكل من الحضارتين اإلسالمية والغربية، فبينؤمؤا يؤمؤثؤل الؤنؤص‬              ‫ال شك أن الكالم عن الديمقراطية متشعب ، ومتعدد الجهات ، كما أن‬
‫مركز الحضارة اإلسالمية، يمثل اإلنسان مؤركؤز الؤحؤضؤارة الؤغؤربؤيؤة‬             ‫نقد النظرية ينبغى أن يشمل فيما يشمل المبادئ والغايات المرادة من‬
‫(*). فأنى يأتى االتفاق، واالختالف يبدأ من مركــــز الؤحؤضؤـؤـؤـؤارة،‬           ‫ورائها ، وال يقف فقط عند حد النقد العام ، أو نقد ما انتهت إليه‬
                                                                               ‫النظرية فقط .ومن هنا فإنه ينبغى أن تقوم العديد من البحوث التى‬
                                                                               ‫تتناول بالنقد والبحث الجوانب المتعددة لتلك النظرية ، وميزانها‬
                                                                               ‫بميزان اإلسالم .تشمل هذه النظرات إذن العديد من الجوانب ، لكنها‬
                                                                               ‫- وفى ضوء ما سبق - ال تعدو أن تكون نماذج لما يمكن أن ينقد‬
                                                                               ‫وليس بالضرورة أهمه .على أنه ال ينبغى أن يفهم هذا النقد على أنه‬
                                                                               ‫تبرير للواقع السياسى فى عالمنا اإلسالمى ، أو مساعدة على إدامة‬
                                                                                                                                     ‫أمد بقائه .‬

                                                                                                      ‫إشكالية الخصوصية‬

                                                                               ‫إن المتتبع لتاريخ الديمقراطية فـــي العالـــم الغربـــى يستشعـــر أول‬
                                                                               ‫ما يستشعر بمدى تأثير خصوصية الظرف التاريخى الكامن وراء‬


                                                                         ‫(8)‬
‫هل يؤسس اإلسالم لنظام دميقراطي؟‬
                                                         ‫بقلم : األستاذ عادل دمّق*‬
‫الذين ساهموا بشكل أساسى فى تكويؤن تؤلؤك الؤحؤضؤارة- مؤن يؤدعؤو‬                     ‫من نقطة االنطــــالق الحضـــاري، فكيــف تتأتــــي نقؤطؤـؤـؤـؤة الؤتؤقؤاء‬
‫بقوة لإليمان باهلل، وال شك أن هؤالء تمثل أزمتهم مع اإليؤمؤان أزمؤة‬                 ‫بين حضارتين افترقتا ابتداء منذ لحظة انؤطؤالقؤهؤمؤا، ومؤن هؤنؤا كؤان‬
‫كنسية فى المقام األول، حؤتؤى اضؤطؤروا إلؤى الؤخؤروج إلؤى مؤطؤلؤق‬                   ‫اإلسالم يمثل التحدى الحضاري الحقيقي للهيمنة الغربيؤة. ومؤن هؤنؤا‬
‫اإليمان باهلل، بعد أن عجزت الكنيسة عن اإلجابــــؤة. بؤل وجؤد فؤيؤهؤم‬               ‫أيضؤؤا ال بؤؤد وأن تؤؤحؤؤيؤؤط نؤؤظؤؤرات الشؤؤك واالرتؤؤيؤؤاب بؤؤكؤؤل مؤؤحؤؤاوالت‬
‫من قارب بفكرته عن هللا وعالقته بالموجودات مؤن فؤكؤرة شؤرع هللا‬                     ‫المقاربـــات بين الفكرين والحضارتين، وخاصة مؤن الؤداخؤل، فؤتؤلؤك‬
‫فى اإلسالم . فمنتسكيو فى كتابه الهام (روح الؤقؤوانؤيؤن) والؤذى يؤعؤد‬               ‫المحــــاوالت لن تؤخؤرج عؤن أن تؤكؤون جؤاهؤلؤة بؤتؤمؤايؤز الؤحؤضؤارة‬
‫أحد أعظم ثالثة كتب قادت الفكر السياسي واالجتماعـــؤـؤي األوروبؤي‬                   ‫اإلسالمية تمايزا يمؤنؤع حؤتؤى الؤمؤقؤاربؤة، أو تؤكؤون مؤحؤاوالت غؤيؤر‬
‫فى القرن الثامن عشر. يرى أن" هناك عقــــل مبدئ، وهـؤـؤـؤـؤو هللا،‬                  ‫مخلصـــة للقضـــــاء على ذلك التؤمؤايؤز، واالرتؤمؤاء فؤى أحضؤـؤـؤـؤان‬
‫والقوانين عبارة عن العالقات التى تؤوجؤد بؤيؤنؤه وبؤيؤن الؤمؤوجؤودات‬                                                 ‫اآلخر انبهــارا، أو انهزاما أمام حضارته .‬
‫المختلفـــة، وفيما بينها وبين بعضها، فعالقات هللا بالؤكؤون تؤتؤلؤخؤص‬
‫فى أنه خلقه وفق قواعد وضعها هو، وهو يؤحؤفؤظؤه ويصؤونؤه وفؤق‬                                            ‫إشكالية المثل واألخالق‬
‫نفس القوانين التى خلقه بمقتضاها ، فؤالؤعؤالؤم الؤمؤادى والؤحؤال هؤذه‬
‫مسود بقوانين ال تتغير ألنها أساس وجوده واستمؤراره" .كؤمؤا يؤرى‬         ‫َ ح‬         ‫وهذه القضية يتسع القول فيها للغاية، حيؤث تؤعؤود إلؤى أحؤد الؤنؤقؤاط‬
‫مونتسكيو أنه ال بد من االستعانة بالدين والروح الدينى فؤى تؤهؤذيؤب‬                  ‫الفارقة بيؤن الؤفؤكؤر اإلسؤالمؤي والؤفؤكؤر الؤغؤربؤي، الؤفؤكؤر اإلسؤالمؤي‬
‫األخالق، وتمســـك األفـــراد بالفؤضؤيؤلؤـؤـؤـؤة الؤتؤـؤـؤي هؤي فؤي إطؤاعؤة‬         ‫بمعياريته النصيّة، ومطلقاته اإليمانية، وبين الفكر الغربى بمعياريتؤه‬
‫القوانيــــن .وأنــــه من المفيد جدا أن يعتقؤد الؤنؤاس فؤي وجؤود هللا؛‬             ‫الوضعية، والتي رغم وضعيتها خرج عنها، ولم يبق عليهؤا انؤطؤالقؤا‬
‫ألن في نكران وجوده تأكيدا الستقالل األفراد (أى لضياع حقؤوقؤهؤم)،‬                   ‫إلى النسبية المطلقة، وإنكار المطلق . هذه الكلمات القليؤلؤة السؤابؤقؤة‬
‫فحيث ال يؤكؤون لؤديؤهؤم إيؤمؤان فؤإنؤه يؤتؤبؤعؤه بؤالضؤرورة عصؤيؤانؤهؤم‬            ‫كافيـــة عند الوعى بها إلى إدراك مدى النقد الؤذى يؤمؤكؤن أن يؤوجؤه‬
‫وتمردهم .بل يذهب مونتكسيو إلى أن التدين بأى دين خير ألؤف مؤرة‬                      ‫إلى الديمقراطية التقليدية التي وضعت فى إطار المعيارية الوضعؤيؤة،‬
‫من عدم التدين مطلقا كؤذلؤك يؤرى الؤفؤلؤيؤسؤوف الؤهؤولؤنؤدى الشؤهؤيؤر‬               ‫أو ذلك النقد الذى يمكن أن يوجه إلي الديمقراطيـؤـؤـؤة الؤمؤعؤاصؤـؤـؤـؤرة‬
‫سبينوزا أن العالم يسير بالقضاء والقدر، وأن كل ظواهر هذا الؤعؤالؤم‬                  ‫التي وضعت فى إطار النسبية المطلقة، وإنكار المطلق .ولهذا فؤغؤنؤي‬
‫فيزيقية كانت أم إنسانيــــة إنمـــا تعتمد علـــى اإلرادة اإللهيـــؤـؤة .!!‬         ‫عن البيان إيضاح الفروق بين المثل واألخالق اإلسالمية التى ينبؤغؤي‬
‫إن هذا الفكر أقرب إلى روح اإلسالم منه إلؤى الؤوضؤع الؤذى انؤتؤهؤت‬                                                                                   ‫ّ‬
                                                                                   ‫أن تتوخاها النظرية السياسية اإلسالمية ، وبؤيؤن تؤلؤك الؤمؤثؤل الؤتؤي‬
                                         ‫إليه الحضارة الغربية اليوم .!!!‬                               ‫توختها أو خرجت عنها النظرية السياسية الغربية .‬
‫ومن الممكن المضى قدما والقول بأن الشريعة فى إطار هذا التؤصؤور‬
‫هى األساس التى يصدر من خاللها الحاكم، ويعؤتؤمؤد فؤى تصؤرفؤاتؤه،‬                                             ‫إشكالية المصدرية‬
‫فهى مجموعة القواعد والقيم التى يلتقى حولها الؤجؤمؤيؤع ويؤؤمؤنؤون‬
‫بها، وبسالمتها كشريعة خاتمـــــة، بينمـــا اضطـــر مفكـــرو الؤغؤرب‬
                                                                                   ‫مفهوم المصدر أحد المفاهيم الفارقة ، التى تتحدد بنؤاء عؤلؤيؤه كؤثؤيؤر‬
‫إلى الخروج عن ديانتهم حيث قصرت عن إعطاء اإلجابات الصحيحة‬
                                                                                   ‫من القضايا التى يفترق فيها الفكر اإلسالمى عن الفكر الغربى، حيؤث‬
‫والمالئمة للنمو والتقدم، فالخروج عن الكنيسة - وليس عن اإليؤمؤان‬
                                                                                   ‫تتشكل فى ضوئه مفاهيم أخرى هامة تمثل حجر أسؤاس فؤى نؤظؤريؤة‬
‫- ضرورة فى إطار الفكر الغربى، وليس هو كؤذلؤك فؤى إطؤار الؤفؤكؤر‬
                                                                                   ‫الديمقراطية كاإلرادة العامة والسلطان والدولة .فاإلرادة العامة تمؤثؤل‬
‫اإلسالمى .إذن فليست مصدرية الشرع اإلسالمى فكرة ثؤيؤوقؤراطؤيؤة،‬
                                                                                   ‫أحد األسس النظرية للديمقراطية. ومن جانؤب آخؤر فؤاإلرادة الؤعؤامؤة‬
‫وليست الحكومة القائمة على هذه الفكرة هى حؤكؤومؤة ثؤيؤوقؤراطؤيؤة،‬
                                                                                   ‫داخلة فى مفهوم األمة فى اإلسالم. ومن هنا يكون الفرق بين مفهؤوم‬
                    ‫كما يحلو لمعارضى الحكم اإلسالمى أن يصورها .‬
                                                                                   ‫اإلرادة العامة في الغــــــرب وفي اإلســــؤالم. فؤهؤذه اإلرادة -وحؤدهؤا‬
                                                                                   ‫في الغرب - هي مصدر القانون، وهي وحدها التى تمارس السلطان،‬
                        ‫إشكالية السيادة‬                                            ‫وتوجه قوى الدولة. على حين أن مصدرية القانون فؤى اإلسؤـؤـؤـؤـؤالم‬
                                                                                   ‫هي للشرع، واألمة بأسرها مؤتمنة على هذا الشرع وعلى تطؤبؤيؤقؤه،‬
‫فكرة السيادة فى الغرب منتزعة من الصراع بين الؤكؤنؤيؤسؤة كسؤلؤطؤة‬                   ‫وعلى رقابة من أسند لهم مهمة التطبيق، فاإلرادة العامة فى اإلسؤالم‬
‫إلهية وبين الجهات المعادية لها ، وهى جهة المؤلؤوك واإلقؤطؤاعؤيؤيؤن‬                 ‫مسئولة عن مراقبة تطبيق الشريعة، وليست هي مصؤدر الؤتؤشؤريؤع.‬
                                                                                   ‫بل إن هذا اإلشكال ينبنى على اختالف المركز الحضـــارى نفســـؤـؤـؤه‬
                                                                                   ‫لكل من الحضارتين اإلسالمية والغربية، فبينما يؤمؤثؤل الؤنؤص مؤركؤز‬
                                                                                   ‫الحضارة اإلسالمية، يمثل اإلنسان مؤركؤز الؤحؤضؤارة الؤغؤربؤيؤـؤـؤـؤـؤـؤة.‬
                                                                                   ‫وبينما تعلي الحضارة االسالمية القيم تعلــــي الغربيـؤـؤـؤة الشؤكؤـؤـؤـؤـؤل‬
                                                                                                                                    ‫( دراجـة = ذات العجلتين )‬
                                                                                   ‫ويتفرع على ذلؤك اخؤتؤالف كؤبؤيؤر فؤى مؤفؤهؤوم السؤلؤطؤان والؤدولؤة،‬
                                                                                   ‫وواجبات كل وحقوقه .ففى حين يدور الكل حول الشرع أخذا وتطبيقا‬
                                                                                   ‫وحماية ودفاعا وخدمة فى الؤحؤضؤارة اإلسؤالمؤيؤة. يؤدور الؤكؤل حؤول‬
                                                                                   ‫اإلنسان فى الحضارة الغربية سعيا لتحؤصؤيؤل الؤمؤتؤعؤة والسؤعؤادة لؤه‬
                                                                                   ‫(*) .إن النموذج الذى يقدمه ذاك المتحــــد باآلخــؤـؤر مؤن أنؤه ال بؤد‬
                                                                                   ‫ّ‬
                                                                                   ‫من التخلص من المصدرية اإلسالمية بخصوصيتهــــا، بل الؤتؤخؤلؤص‬
                                                                                   ‫من اإليمـــان باهلل -مطلق اإليمـــــان- حتى يمكن التقدم واللحــؤـؤـؤاق،‬
                                                                                   ‫هو نموذج لم يصنعه كل مفكرو الغرب، بل وجؤد مؤنؤهؤم -مؤن هؤؤالء‬

                                                                             ‫(9)‬
الإصلاح مجلة إلكترونية
الإصلاح مجلة إلكترونية
الإصلاح مجلة إلكترونية
الإصلاح مجلة إلكترونية
الإصلاح مجلة إلكترونية
الإصلاح مجلة إلكترونية
الإصلاح مجلة إلكترونية
الإصلاح مجلة إلكترونية
الإصلاح مجلة إلكترونية
الإصلاح مجلة إلكترونية
الإصلاح مجلة إلكترونية
الإصلاح مجلة إلكترونية
الإصلاح مجلة إلكترونية
الإصلاح مجلة إلكترونية
الإصلاح مجلة إلكترونية
الإصلاح مجلة إلكترونية
الإصلاح مجلة إلكترونية
الإصلاح مجلة إلكترونية
الإصلاح مجلة إلكترونية
الإصلاح مجلة إلكترونية
الإصلاح مجلة إلكترونية
الإصلاح مجلة إلكترونية
الإصلاح مجلة إلكترونية

More Related Content

Similar to الإصلاح مجلة إلكترونية

فتى الثوار|حوار مع قاسم مسعد عليوة| أحمد سرج
فتى الثوار|حوار مع قاسم مسعد عليوة| أحمد سرجفتى الثوار|حوار مع قاسم مسعد عليوة| أحمد سرج
فتى الثوار|حوار مع قاسم مسعد عليوة| أحمد سرجahmed serag
 
في معنى "الإعلام" "الملتزم"؟ والليث! كما يكتب بكر أبوبكر 2015
 في معنى "الإعلام"  "الملتزم"؟ والليث! كما يكتب بكر أبوبكر 2015 في معنى "الإعلام"  "الملتزم"؟ والليث! كما يكتب بكر أبوبكر 2015
في معنى "الإعلام" "الملتزم"؟ والليث! كما يكتب بكر أبوبكر 2015Baker AbuBaker
 
حركة أحرار من نحن
حركة أحرار  من نحنحركة أحرار  من نحن
حركة أحرار من نحنAhrarmov
 
ازمة النظام الراسمالي
ازمة النظام الراسماليازمة النظام الراسمالي
ازمة النظام الراسماليNabil Echemakhi
 
تونس ..سنة بعد حكم الترويكا
تونس ..سنة بعد حكم الترويكاتونس ..سنة بعد حكم الترويكا
تونس ..سنة بعد حكم الترويكاMbarki Noureddine
 
دئ وتوجيهات عامة للثورة السورية للشيخ معاذ الخطيب قبيل انعقاد اجتماع هيئة الم...
دئ وتوجيهات عامة للثورة السورية للشيخ معاذ الخطيب قبيل انعقاد اجتماع هيئة الم...دئ وتوجيهات عامة للثورة السورية للشيخ معاذ الخطيب قبيل انعقاد اجتماع هيئة الم...
دئ وتوجيهات عامة للثورة السورية للشيخ معاذ الخطيب قبيل انعقاد اجتماع هيئة الم...Abed Demashqi
 
لماذا الاصلاح السياسي في سوريا
لماذا الاصلاح السياسي في سوريالماذا الاصلاح السياسي في سوريا
لماذا الاصلاح السياسي في سورياAbdullrahman Tayshoori
 
لماذا الاصلاح السياسي في سوريا
لماذا الاصلاح السياسي في سوريالماذا الاصلاح السياسي في سوريا
لماذا الاصلاح السياسي في سورياAbdullrahman Tayshoori
 
التصابي السياسي
التصابي السياسيالتصابي السياسي
التصابي السياسيHamid Benkhibech
 
حركة النهضة :مجلة الإصلاح
حركة النهضة :مجلة الإصلاححركة النهضة :مجلة الإصلاح
حركة النهضة :مجلة الإصلاحMouldi Daoudi
 
نصوص حول الارهاب في تونس
نصوص حول الارهاب في تونسنصوص حول الارهاب في تونس
نصوص حول الارهاب في تونسMbarki Noureddine
 
المقاومة المدنية
المقاومة المدنيةالمقاومة المدنية
المقاومة المدنيةresismangt
 
Étude: Pensée sociale et résonances avec l'extrémisme violent
 Étude: Pensée sociale et résonances avec l'extrémisme violent Étude: Pensée sociale et résonances avec l'extrémisme violent
Étude: Pensée sociale et résonances avec l'extrémisme violentJamaity
 
البديل الثالث لحل ازمة اليمن وجهة نظر ادارية
البديل الثالث لحل ازمة اليمن  وجهة نظر اداريةالبديل الثالث لحل ازمة اليمن  وجهة نظر ادارية
البديل الثالث لحل ازمة اليمن وجهة نظر اداريةعبدالله الشريمي
 
كما يكتب بكر أبوبكر الصراع والأزمة ومركب النهوض في حركة فتح
  كما يكتب بكر أبوبكر الصراع والأزمة ومركب النهوض في حركة فتح  كما يكتب بكر أبوبكر الصراع والأزمة ومركب النهوض في حركة فتح
كما يكتب بكر أبوبكر الصراع والأزمة ومركب النهوض في حركة فتحBaker AbuBaker
 
مسابقة حركة فتح : في الشعارو الانتماء
 مسابقة حركة فتح : في الشعارو الانتماء مسابقة حركة فتح : في الشعارو الانتماء
مسابقة حركة فتح : في الشعارو الانتماءBaker AbuBaker
 

Similar to الإصلاح مجلة إلكترونية (19)

فتى الثوار|حوار مع قاسم مسعد عليوة| أحمد سرج
فتى الثوار|حوار مع قاسم مسعد عليوة| أحمد سرجفتى الثوار|حوار مع قاسم مسعد عليوة| أحمد سرج
فتى الثوار|حوار مع قاسم مسعد عليوة| أحمد سرج
 
في معنى "الإعلام" "الملتزم"؟ والليث! كما يكتب بكر أبوبكر 2015
 في معنى "الإعلام"  "الملتزم"؟ والليث! كما يكتب بكر أبوبكر 2015 في معنى "الإعلام"  "الملتزم"؟ والليث! كما يكتب بكر أبوبكر 2015
في معنى "الإعلام" "الملتزم"؟ والليث! كما يكتب بكر أبوبكر 2015
 
حركة أحرار من نحن
حركة أحرار  من نحنحركة أحرار  من نحن
حركة أحرار من نحن
 
ازمة النظام الراسمالي
ازمة النظام الراسماليازمة النظام الراسمالي
ازمة النظام الراسمالي
 
تونس ..سنة بعد حكم الترويكا
تونس ..سنة بعد حكم الترويكاتونس ..سنة بعد حكم الترويكا
تونس ..سنة بعد حكم الترويكا
 
دئ وتوجيهات عامة للثورة السورية للشيخ معاذ الخطيب قبيل انعقاد اجتماع هيئة الم...
دئ وتوجيهات عامة للثورة السورية للشيخ معاذ الخطيب قبيل انعقاد اجتماع هيئة الم...دئ وتوجيهات عامة للثورة السورية للشيخ معاذ الخطيب قبيل انعقاد اجتماع هيئة الم...
دئ وتوجيهات عامة للثورة السورية للشيخ معاذ الخطيب قبيل انعقاد اجتماع هيئة الم...
 
لماذا الاصلاح السياسي في سوريا
لماذا الاصلاح السياسي في سوريالماذا الاصلاح السياسي في سوريا
لماذا الاصلاح السياسي في سوريا
 
لماذا الاصلاح السياسي في سوريا
لماذا الاصلاح السياسي في سوريالماذا الاصلاح السياسي في سوريا
لماذا الاصلاح السياسي في سوريا
 
التصابي السياسي
التصابي السياسيالتصابي السياسي
التصابي السياسي
 
حركة النهضة :مجلة الإصلاح
حركة النهضة :مجلة الإصلاححركة النهضة :مجلة الإصلاح
حركة النهضة :مجلة الإصلاح
 
الفجر 191
الفجر 191الفجر 191
الفجر 191
 
نصوص حول الارهاب في تونس
نصوص حول الارهاب في تونسنصوص حول الارهاب في تونس
نصوص حول الارهاب في تونس
 
Globalization
GlobalizationGlobalization
Globalization
 
المقاومة المدنية
المقاومة المدنيةالمقاومة المدنية
المقاومة المدنية
 
Étude: Pensée sociale et résonances avec l'extrémisme violent
 Étude: Pensée sociale et résonances avec l'extrémisme violent Étude: Pensée sociale et résonances avec l'extrémisme violent
Étude: Pensée sociale et résonances avec l'extrémisme violent
 
البديل الثالث لحل ازمة اليمن وجهة نظر ادارية
البديل الثالث لحل ازمة اليمن  وجهة نظر اداريةالبديل الثالث لحل ازمة اليمن  وجهة نظر ادارية
البديل الثالث لحل ازمة اليمن وجهة نظر ادارية
 
كما يكتب بكر أبوبكر الصراع والأزمة ومركب النهوض في حركة فتح
  كما يكتب بكر أبوبكر الصراع والأزمة ومركب النهوض في حركة فتح  كما يكتب بكر أبوبكر الصراع والأزمة ومركب النهوض في حركة فتح
كما يكتب بكر أبوبكر الصراع والأزمة ومركب النهوض في حركة فتح
 
مسابقة حركة فتح : في الشعارو الانتماء
 مسابقة حركة فتح : في الشعارو الانتماء مسابقة حركة فتح : في الشعارو الانتماء
مسابقة حركة فتح : في الشعارو الانتماء
 
الفجر 196
الفجر 196الفجر 196
الفجر 196
 

More from جمعية تنمية للجميع

الأطباء المراد مشاركتهم في اليوم الصحي
الأطباء المراد مشاركتهم في اليوم الصحيالأطباء المراد مشاركتهم في اليوم الصحي
الأطباء المراد مشاركتهم في اليوم الصحيجمعية تنمية للجميع
 
من جمعية ندى لجمعية تنمية للجميع الاستاذ تاج عزيزي
من جمعية ندى لجمعية تنمية للجميع الاستاذ تاج عزيزيمن جمعية ندى لجمعية تنمية للجميع الاستاذ تاج عزيزي
من جمعية ندى لجمعية تنمية للجميع الاستاذ تاج عزيزيجمعية تنمية للجميع
 
الوفدالتونسي مستلزمات طبية الداخلية
الوفدالتونسي مستلزمات طبية الداخليةالوفدالتونسي مستلزمات طبية الداخلية
الوفدالتونسي مستلزمات طبية الداخليةجمعية تنمية للجميع
 
تقرير حول أنشطة الجمعية خلال الحملة
تقرير حول أنشطة الجمعية خلال الحملةتقرير حول أنشطة الجمعية خلال الحملة
تقرير حول أنشطة الجمعية خلال الحملةجمعية تنمية للجميع
 

More from جمعية تنمية للجميع (11)

تقرير عن زيارة ميدانية لعين صفصاف
تقرير عن زيارة ميدانية لعين صفصافتقرير عن زيارة ميدانية لعين صفصاف
تقرير عن زيارة ميدانية لعين صفصاف
 
بلاغ صحفي 21 02_2013
بلاغ صحفي 21 02_2013بلاغ صحفي 21 02_2013
بلاغ صحفي 21 02_2013
 
الأطباء المراد مشاركتهم في اليوم الصحي
الأطباء المراد مشاركتهم في اليوم الصحيالأطباء المراد مشاركتهم في اليوم الصحي
الأطباء المراد مشاركتهم في اليوم الصحي
 
Liste des médicaments
Liste des médicamentsListe des médicaments
Liste des médicaments
 
من جمعية ندى لجمعية تنمية للجميع الاستاذ تاج عزيزي
من جمعية ندى لجمعية تنمية للجميع الاستاذ تاج عزيزيمن جمعية ندى لجمعية تنمية للجميع الاستاذ تاج عزيزي
من جمعية ندى لجمعية تنمية للجميع الاستاذ تاج عزيزي
 
الوفدالتونسي مستلزمات طبية الداخلية
الوفدالتونسي مستلزمات طبية الداخليةالوفدالتونسي مستلزمات طبية الداخلية
الوفدالتونسي مستلزمات طبية الداخلية
 
احتياجات المستشفى الكويتي
احتياجات المستشفى الكويتياحتياجات المستشفى الكويتي
احتياجات المستشفى الكويتي
 
احتياجات المستشفى الكويتي رقم2
احتياجات المستشفى الكويتي رقم2احتياجات المستشفى الكويتي رقم2
احتياجات المستشفى الكويتي رقم2
 
كشف اصحاب البيوت للترميم
كشف اصحاب البيوت للترميمكشف اصحاب البيوت للترميم
كشف اصحاب البيوت للترميم
 
تقرير حول أنشطة الجمعية خلال الحملة
تقرير حول أنشطة الجمعية خلال الحملةتقرير حول أنشطة الجمعية خلال الحملة
تقرير حول أنشطة الجمعية خلال الحملة
 
مرسالة لجمعية تنمية للجميع
مرسالة لجمعية تنمية للجميعمرسالة لجمعية تنمية للجميع
مرسالة لجمعية تنمية للجميع
 

الإصلاح مجلة إلكترونية

  • 1. ‫اإلصالح‬ ‫جملّة الكرتونيّة‬ ‫نصف شهرية جامعة‬ ‫(تصدر من تونس يوم اجلمعة)‬ ‫يديرها فيصل العش‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫‪Alislah.mag@gmail.com‬‬ ‫إن أريد إال اإلصالح ما استطعت... وما توفيقي إال باهلل‬ ‫العدد الثاني والعشرون‬ ‫السنة األوىل‬ ‫25 جانفي 2015 - 20 ربيع األول 1210‬ ‫تو ّع جملة ”االصالح“ جمّانا عرب الربيد األلكرتوني‬ ‫ز‬ ‫()‬
  • 2. ‫من أقوال املصلحني‬ ‫االفتتاحية‬ ‫بقلم : صاحب الفكرة‬ ‫بسم هللا والصالة والسالم على حبيبي رسول هللا‬ ‫ال يختلف اثنان في هشاشة الوضع السياسي واالجتماعي واالقتصادي للبالد‬ ‫بعد سنتين من طرد بن علي واندالع الثورة المباركة، ويعتبره البعض أمرا‬ ‫طبيعيّا. فثورتنا، مثل جميع الثورات، تعيش بعض اإلرهاصات واالضطرابات‬ ‫وتعترضها عقبات ومطبّات. لكن االختالف حاصل بين المتصدرين للمشهد‬ ‫السياسي في تحديد الوصفة السحرية لعالج هذا الوضع وفي كيفية معالجة‬ ‫هذه الهشاشة وتجاوز الصعوبات التي تعترض االنتقال الديمقراطي للبالد.‬ ‫ينقسم التونسيون إلى خمسة أقسام:‬ ‫احملتوى‬ ‫(*) قسم أول يتضمن النهضة ومن تبعها، يرى المنتسبون إليه أن الوضع‬ ‫ليس بكارثي كما تصفه بعض األطراف وأن الحكومة تعمل جاهدة على التوافق‬ ‫2‬ ‫‪ ‬زاوية نظـــــــر :‬ ‫مع بقية الطيف السياسي وتحقيق ما رسمته من أهداف لتصل بتونس إلى بر‬ ‫ّ‬ ‫بقلم : جيالنـي عبدلّـي‬ ‫االستقاالت الحزبية ، مبررات ومحاذير‬ ‫األمان. وسواء شاركها اآلخرون أم رفضوا، فإنها ستواصل مسيرتها في نفس‬ ‫‪ ‬بحوث ودراسات:‬ ‫االتجاه وبنفس الرؤية لتحقيق المطلوب.‬ ‫1‬ ‫دور وسائل اإلعالم واإلتصال الحديثة في التفكك العائلي‬ ‫(*) قسم ثان تتصدره ”الجبهة الشعبية“ وقوى ”اليسار الراديكالي“ ال يتردد‬ ‫بقلم : الباحث بسام العقربي‬ ‫المنتسبين إليه في شتم الحكام الجــــدد وتعريتهــــم واإلعــــالن عن دعوتهم‬ ‫ّ‬ ‫للشعب للمشاركـــة في ثورة ثانية تحت قيادتهم تصحح المسار وتسقط بالكامل‬ ‫‪ ‬في النفس والمجتمع :‬ ‫النظام، ليحكموا البالد باسم الشرعية الثورية فهم واعون جيّدا، كما يقول‬ ‫7‬ ‫بقلم : األستاذ عادل دمق‬ ‫هل يؤسس اإلسالم لنظام ديمقراطي‬ ‫منافسوهـــــم، بعدم قدرتهم على هزم النهضــــة عبر صناديــــق االقتــــراع‬ ‫00‬ ‫‪ ‬كاريكاتور:‬ ‫وهو ما ال يصرحون به في العلن. يرددون صباحا، مساء ويوم األحد شعارات‬ ‫50‬ ‫‪ ‬مواقف وآراء :‬ ‫إسقاط النظام، معتبرين القوى الحاكمة استمرارا للنظام البائد بل يذهب بعضهم‬ ‫جامعة الدول العربية ترحب باإلستعمار؟؟؟؟؟‬ ‫ّ‬ ‫العتبارهما وجهان لعملة واحدة.‬ ‫بقلم : عبد العزيز الرباعـــي‬ ‫(*) القسم الثالث فيه ”النداء“ بمباركة من ”الجمهــــوري“ و”المســـار“‬ ‫20‬ ‫‪ ‬كلمــــــــــــــــات:‬ ‫ومن تذيّل بهما، يسوقون للـ”الباجي“ منقذا للبالد ورحمة للعباد. يراهنون‬ ‫ّ‬ ‫أما آن للشيوخ أن يترجلوا ويستريحوا؟‬ ‫على أفول نجم ”النهضة“ وانحدار شعبيتها ويعارضونها في كل صغيرة‬ ‫بقلم : عبد النبــي العونـــــــي‬ ‫وكبيــرة. يجاهـــــرون بتبنّي مشاغـــل النــــاس مــــن دون اقتراح حــــل ّ لها.‬ ‫20‬ ‫‪ ‬في العمــــــــق:‬ ‫يشجعون”الجبهة“ في تحركاتها وتمردها، لكنهم ال يقبلون بسقــــــوط النظام،‬ ‫ّ‬ ‫اللغة كسالح للتصدي الستعمار تونس والوطن العربي‬ ‫فهم يراهنون على االنتخابات القادمة ويحلمون باكتساحها والفوز فيها بأغلبية‬ ‫بقلم : د. محمد الحمـــــــــــــار‬ ‫ّ‬ ‫مريحة تجعلهم يحكمون البالد. وبعدها سيكون لكل حدث حديث.‬ ‫70‬ ‫‪‬مقاالت في التنمية:‬ ‫(*) أما القسم الرابع فيتكون من بقية السياسيين الذين ال يــــــرون أنفسهـــم‬ ‫ّ‬ ‫قراءة في الواقع االقتصادي واالجتماعي بعد عامين من الثورة‬ ‫ال مع هؤالء وال مع هؤالء. يحاولون جاهدين لم شتاتهم تحت راية الوطنية‬ ‫ّ‬ ‫بقلم : نجم الدين غربـــــــــال‬ ‫والديمقراطيــــة لكنّهم سرعـــان ما يتعثرون، فالعقـــول والعواطف ال تسمح‬ ‫10‬ ‫‪ ‬همســــــــــــات:‬ ‫بذلك في الوقت الراهن ومشروعهم جنيني ال يستطيع الصمود أمام عواصف‬ ‫هل المرأة العربية المسلمة ناقصة عقل ودين؟‬ ‫االيدولوجيا ولعب األوراق السياسية الداخلية والخارجية وقلّة ذات اليد. فوالدة‬ ‫بقلم : د.محمـــــد كشكـــــــــار‬ ‫”الحزب الفاعل والوازن“ الذي ال يؤمن باالستقطاب اإليديولوجي ويرى في‬ ‫05‬ ‫‪ ‬للنقــــــــــاش:‬ ‫وسطية التونسي أرضية وأساسا لم يحن وقته بعد وكل والدة قيصرية‬ ‫العمل في االسالم: وطنيّة وذخر في اآلخرة‬ ‫ستضيف للساحة السياسية مولودا جديدا لكنّه مشوه ومعاق.‬ ‫ّ‬ ‫بقلم : فــــــــوزي عبيـــــــدي‬ ‫(*) قسم أخير نفر السياسة والسياسيين وأصبح شغله الشاغل الصراع‬ ‫25‬ ‫‪ ‬شـــعــــــــــر:‬ ‫اليومي مع متطلبات الحياة وكيفية خلق توازن بين الميزانية والقفّة. ال يهمه‬ ‫ّ‬ ‫بقلم : اسماعيل بوســــــروال‬ ‫جميل وجهـك ... هذا الصبـاح‬ ‫سماع أخبار التحوير الــــوزاري أو التحالفــــات الحزبيــــة بل يهمه ما يحدث‬ ‫ّ‬ ‫‪ ‬تمتمــــــــــات:‬ ‫في سعر الخضر والعجين والمحروقات ووجود الحليب من عدمه. يحلم باألمن‬ ‫15‬ ‫بقلم : رفيــــــــق الشاهــــــــد‬ ‫لوال قلبي ... لنزلت قبري‬ ‫واألمان وينتظر المستقبل بعيون خائفة. قسم يشمل جزء كبير من التونسييـــن‬ ‫‪ ‬كلمة وكفى:‬ ‫ال يراه اآلخرون سوى ورقة انتخابية، لكنه في حقيقة األمر قلب رحى‬ ‫25‬ ‫المجتمع. فمتى يتوقف السياسيون عن سباقهم نحو الكراسي ويلتحمون‬ ‫بقلم : نعيـــــــم الظاهــــــري‬ ‫ثقافة المقاومة‬ ‫‪‬األدب المناضل:‬ ‫بهؤالء، يحاورونهم ويأخذون بآرائهم ومقترحاتهم ويستمعون إلى مشاغلهم‬ ‫25‬ ‫الحقيقية ويحاولون الخروج بالبالد من النفق المظلم الذي تريد القوى المضادّة‬ ‫الحقول الداللية في قصيدة "المهرولون" لنزار قباني‬ ‫للثورة أن تدفعها نحوه. فمن مصلحة جميع األطراف المحافظة على سالمة‬ ‫بقلم : الغالـــــي بن هشّــــوم‬ ‫وأمن البالد واستقرارها ومن مصلحتهم أن تدور عجلة االقتصاد وينطلق‬ ‫25‬ ‫‪‬خير جليس :‬ ‫التونسيون لبناء عقد اجتماعي حقيقي. والسياسيون األذكياء، حتّى وإن كان‬ ‫االسالم بين الشرق والغرب للمفكر علي عزت بيغوفيتش (10)‬ ‫مطمحهم كراسي الحكم، ليس من مصلحتهم تسلم مقاليد التسيير في بلد خاوية‬ ‫02‬ ‫‪‬أغاني الحياة :‬ ‫على عروشها.‬ ‫أغنية : ومررت أمسي على الديار غنــاء: الفنــانة أميمة خليــــل‬ ‫فيصل العش / ‪faycalelleuch@gmail.com‬‬ ‫(2)‬
  • 3. ‫زاوية نظر‬ ‫االستقاالت احلزبية: مربّرات وحماذير‬ ‫بقلم : جيالني العبدلّي*‬ ‫والخيارات السياسية.‬ ‫تحعد ظاهرة االستقؤاالت الؤتؤي عؤرفؤتالؤهؤا وال زالؤت تؤعؤرفؤهؤا األحؤزاب‬ ‫ّ‬ ‫2-اضطرار بعض األعضاء الحزبيين لالنسحاب نهائيا من المؤؤسؤسؤة‬ ‫التونسية واحدةً من أبرز الظواهر السلبية التي طالما شؤغؤلؤت الؤرأي‬ ‫الحزبية التي ينتسبون إليها ألسؤبؤاب ذاتؤيؤة صؤرفؤة، مؤن ذلؤك بؤروز‬ ‫العام السياسي واإلعالمي.‬ ‫الموانع الصحية أو العائلية أو المهنية أو المادية أو القانونية.‬ ‫ونظرا لما تمثله هذه الظاهرة من دور في إربؤاك الؤمؤشؤهؤد الؤحؤزبؤي‬ ‫والسياسي وإضعاف مسار الديمقراطية في بؤالدنؤا، أجؤد مؤن الؤمؤهؤم‬ ‫مخاطر االستقاالت الحزبية‬ ‫كثيرا التوقفح عندها بالتحليل والتقويم مساهمة في اإلنارة والترشيد.‬ ‫ال يولي في غالب األحيان النشطاء السياسيون أهمية كبرى لما يحدث‬ ‫دوافع االستقاالت الحزبية‬ ‫في أحزابهؤم مؤن اسؤتؤقؤاالت وانشؤقؤاقؤات. وكؤثؤيؤرا مؤا يؤهؤونؤون مؤن‬ ‫ّ‬ ‫تأثيراتها السؤلؤبؤيؤة بؤمؤنؤطؤق الؤغؤربؤلؤة لؤخؤلؤق االنسؤجؤام والؤتؤجؤانؤس‬ ‫عموم الذين انخرطوا في التنظيؤمؤات الؤحؤزبؤيؤة، وعؤايشؤوا األحؤزاب‬ ‫الضروريين في العمل السياسي، ويظلؤون عؤلؤى هؤذه الؤعؤقؤلؤيؤة وهؤذا‬ ‫السياسية في تونس، يؤدركؤون جؤيؤدا أسؤبؤاب الؤخؤالفؤات الؤداخؤلؤيؤة،‬ ‫األسلوب في التعاطي مع المنسحبؤيؤن إلؤى أن تؤتؤحؤول أحؤزابؤهؤم إلؤى‬ ‫ودوافع استقاالت بعض المنتظمين سواء كانوا أفرادا أو مجموعؤات،‬ ‫مجرد طوائف سياسية.‬ ‫وهي في نظري وانطالقا من تجربتي في العمل الؤحؤزبؤي والسؤيؤاسؤي‬ ‫إنّ االستقاالت الحزبية بقطع النظر عؤن مشؤروعؤيؤة أو المشؤروعؤيؤة‬ ‫ثمانية أسباب أساسية:‬ ‫دوافعها تكتسي خطورة كبيرة على المستوى التنظيمؤي الؤحؤزبؤي مؤن‬ ‫0-افتقاد المؤسسة الحزبية لتقاليد التسييؤر الؤديؤمؤقؤراطؤي، وطؤغؤيؤان‬ ‫جهة، حيث تتعرض المؤسسة الحزبية إلى اإلرباك والزعزعة فؤتؤفؤقؤد‬ ‫الطابع الفردي على أدائهؤا. فؤزعؤيؤم الؤحؤزب جؤرت الؤعؤادة أن يؤأخؤذ‬ ‫تماسكها وتوازنها، ويضعف أداؤها، وتتؤشؤوه صؤورتؤهؤا لؤدى الؤرأي‬ ‫القرارات السياسية، ويعقد التفاهمات والتؤحؤالؤفؤات دون رجؤوع إلؤى‬ ‫العام، وتبتعد بالنهاية عن لعب أدوار مؤثرة فؤي الؤحؤيؤاة السؤيؤاسؤيؤة.‬ ‫القواعد والمؤسسات الستشارتها أو إشراك ممثلؤيؤهؤا، مؤهؤمؤا كؤانؤت‬ ‫وعلى المستوى السياسي العام من جهة ثانية، حيث تؤعؤجؤز األحؤزاب‬ ‫أهمية ما يتم عقؤده أو خؤطؤورتؤه عؤلؤى جسؤم الؤمؤؤسؤسؤة الؤحؤزبؤيؤة‬ ‫عن تجذير الديمقراطية، وعن تحؤقؤيؤق مؤبؤدإ الؤتؤداول السؤلؤمؤي عؤلؤى‬ ‫ومستقبلها السياسي.‬ ‫الحكم.‬ ‫5-انحراف الحزب عن المبادئ واألهؤداف الؤمؤنؤصؤوه عؤلؤيؤهؤا فؤي‬ ‫الوثائق التأسيسية، وعدم اكتراثه بما يوجه إليه من نقد وبمؤا يؤلؤقؤاه‬ ‫من احتجاج، مهما كان حجم الؤنؤاقؤديؤن الؤمؤحؤتؤجؤيؤن، ومؤهؤمؤا كؤانؤت‬ ‫تطويق االستقاالت: مصلحة وطنية‬ ‫خططهم التنظيمية. وعادة ما تتحصن القيادة الحزبيؤة فؤي مؤثؤل هؤذه‬ ‫ّ‬ ‫األحوال بتأويل النصوه المرجعية طورا، وادعاء تغليب المؤصؤلؤحؤة‬ ‫في مثل هذه المرحلة االنتقالية التي يخوض فيها التونسؤيؤون مؤعؤركؤة‬ ‫الوطنية على المصلحة الحزبية طورا آخر.‬ ‫التحرر من براثن االستبداد والفساد، تبدو تونس في حاجة أكيؤدة إلؤى‬ ‫2-تعرض بعض األعضاء الحزبيين للتجاهل الدائم والتعتيم المقصود‬ ‫ّ‬ ‫أحزاب قوية متماسكة في هياكلها ومنتظمة فؤي أدائؤهؤا، حؤتؤى تؤكؤون‬ ‫والتهميش التنؤظؤيؤمؤي، وعؤدم إشؤراكؤهؤم فؤي تؤحؤمؤل الؤمؤسؤؤولؤيؤات‬ ‫قادرة على لعب أدوار فاعلة في بناء الديمقراطية وقطع الطريق عؤلؤى‬ ‫واألنشطة، بسبب عدم انسجامهم مع قيادة الحزب أو بسبب تصدرهم‬ ‫قوى الجذب إلى الخلف.‬ ‫لحمالت نقد مواقفها وأدائها.‬ ‫وهذا يقتؤضؤي تؤطؤويؤقؤا جؤذريؤا لؤحؤالؤة الؤتؤشؤظؤي الؤحؤزبؤي والؤتؤردي‬ ‫1-تكلس المؤسسة الحزبية، وعدم قؤدرتؤهؤا عؤلؤى مسؤايؤرة الؤتؤطؤور‬ ‫السياسي، التي طبعت لوقت طويل الحياة السياسيؤة الؤتؤونسؤيؤة، ولؤن‬ ‫الحاصل في الواقع، وعجزها عن تؤعؤصؤيؤر طؤرقؤهؤا ووسؤائؤلؤهؤا فؤي‬ ‫يكون ذلك ممكنا إال متى تشبعت األحزاب بالديمقراطية، وتؤحؤلؤت بؤمؤا‬ ‫اإلدارة والتسيير والنشاط، وتصادمها مع األجيال الجديدة المؤتؤحؤفؤزة‬ ‫يكفي من اإلشراك واالستشارة واالحترام والشفافية والمرونة، ومتؤى‬ ‫للتجديد والتغيير.‬ ‫تحلى األعضاء الحزبيون بالمبادرة والمؤثؤابؤرة والؤمؤرابؤطؤة والضؤغؤط‬ ‫2-غموض الرؤية السياسية والفكرية لدى بعض المنتظمؤيؤن، وعؤدم‬ ‫بجميع الوسائل الديمقراطية عند الضرورة، والتحرك بعقلؤيؤة الؤقؤيؤادة‬ ‫قدرتهم على استيعاب الفلسفة السياسية التي يتمحور حولها النؤشؤاط‬ ‫وروح الجماعة في تحمل األعباء الحزبية وتعميق الؤرؤيؤة وتؤوضؤيؤح‬ ‫الحزبي، وعدم إدراكهم لجوانب التمايز عن سائر األحزاب المنؤافسؤة‬ ‫المسار، واالحتكام في جميع األحوال للمنافسة الشؤريؤفؤة، والؤتؤحؤرر‬ ‫على الساحة السياسية، وتقصير الؤمؤؤسؤسؤة الؤحؤزبؤيؤة فؤي تسؤويؤق‬ ‫من النزعة الوصولية والتعصب األعمى.‬ ‫فلسفتها وتوضيح رؤيتها في العمل السياسي.‬ ‫فهل تنجح األحزاب التونسية في وقف نزيف االستقاالت االنشؤطؤارات‬ ‫2-تعصب بعض األعضاء في مستوى القاعدة أو في مستوى القؤيؤادة‬ ‫والتحول بالتالي إلى قوى سياسية فاعلة يراهن عليها التونسيون فؤي‬ ‫آلرائهم الشخصية ومواقفهم الؤذاتؤيؤة، وعؤدم اسؤتؤعؤدادهؤم لؤمؤجؤاراة‬ ‫تحقيق أحالمهم في الحرية والديمقراطية والكرامة؟ أم سؤيؤظؤل الؤحؤال‬ ‫مواقف األغلبية ومسايرة متطلبات الديؤمؤقؤراطؤيؤة، وانؤخؤراطؤهؤم فؤي‬ ‫على ما هو عليه ويؤبؤقؤى بؤذلؤك الؤتؤنؤاوب عؤلؤى الؤحؤكؤم حؤلؤمؤا يؤراود‬ ‫األنشطة التنظيمية المخالفة والتصريحات السياسية المناوئة.‬ ‫ح‬ ‫الواهمين؟‬ ‫7-النزعة الوصولية لدى بعض المنتظمين الذين يعملون بكل الطؤرق‬ ‫واألشؤكؤال الؤمؤؤمؤكؤنؤة عؤلؤى الؤؤوصؤول إلؤى مؤؤراكؤز الؤقؤؤرار، وتؤحؤمؤؤل‬ ‫المسؤوليات ذات األهمية الؤتؤنؤظؤيؤمؤيؤة والسؤيؤاسؤيؤة دون امؤتؤالكؤهؤم‬ ‫* ناشط حقوقي وسياسي‬ ‫لمقتضيات المسؤولية من دربؤة وكؤفؤاءة وفؤاعؤلؤيؤة وتؤفؤر ، ودون‬ ‫احترام لآللؤيؤات الؤديؤمؤقؤراطؤيؤة الؤتؤي تؤؤطؤر الؤعؤالقؤات الؤتؤنؤظؤيؤمؤيؤة‬ ‫‪joujoutar@gmail.com‬‬ ‫(3)‬
  • 4. ‫حبوث ودراسات‬ ‫البطالة يف تونس و أفاق مواجهتها‬ ‫(والية صفاقس كمثال)‬ ‫بقلم : بسام عقربي *‬ ‫ثانيا: خالل الفترة نوفمبر 0015 و ماي 5015، مرت نسبة البطالة‬ ‫تعتبر البطالـــة في تونس من أهم عوائق المسيــــرة التنمويـــة‬ ‫من 1.20% إلى 2.70%. هذا االنخفاض الطفيف في نسبة البطالة‬ ‫حيث مثل هذا الموضوع مشكال أرق الساسة منذ السنوات األولى‬ ‫يعود إلى عوامل متداخلة و التي من أبرزها "االنتعاشة" النسبية‬ ‫لالستقالل إلى اليــــوم. فالتجــــارب التنمويـــة األولى مع الليبرالية‬ ‫لالقتصاد التونسي وخروجه من نسبة النمو السالبة بعد الثورة‬ ‫ثــــم التعاضــــد (5210 – 1210) ثـــــم العــــودة إلــــى الليبرالية‬ ‫ووصوله إلى ما يناهز 2.2% خالل شهر ديسمبر 5015.‬ ‫بمختلف منعطفاتها من السبعينات إلى اليوم لم تتمكن من حل مشكل‬ ‫إلى جانب ذلك العودة النسبية لالستقــــرار السياســــي فـــي ليبيـــا‬ ‫البطالة خاصة بعد تشجيع الدولة التونسية على العلم والتعلم،‬ ‫بعــــد القضــــاء على نظـــــام معمــــــر القذافي وعودة العديـــــد‬ ‫فتحســـن بذلك المستــــوى التعليمـي عند التونسي، لكن ذلك خلف‬ ‫ما يسمى "ببطالة أصحاب الشهائد العليا" أو "بطالـــة الكفـــاءات"‬ ‫من التونسيين إلى سالــــف نشاطهـــــم هناك. كما أن فتــح بعـــض‬ ‫المناظــــرات في القطاعين العام والخــــــاه قلّـــــص نسبيّــــا‬ ‫و البالغ عددهم فــــي مــــــاي 5015 حوالـــــي 111.270 عاطــــل‬ ‫فـــي نسب البطالـــــة. لكن رغم مجهودات الدولة في القضــــاء‬ ‫بنسبة 1.25 % حسب المعهد الوطني لإلحصاء.‬ ‫على البطالة إال أنها أحيانــــــا تبدو محتشمـــة نظـــرا النصراف‬ ‫أما بالنسبة للبطالة العامة – الكفاءات و غير الكفاءات - فقد بلغت‬ ‫الحكومـــــة والمعارضـــــة والمجتمع المدنــــي إلـــى الصــــراع‬ ‫خالل نفس الفتــــرة – أي مــــاي 5015 – حسب نفــــس المصـــدر‬ ‫على السلطة و خدمــــــة أجنداتهم السياسية واالنتخابية في مرحلة‬ ‫حوالي 2.70% . لكن كيف تطورت نسب البطالــــة فــــي تونــــس‬ ‫ما بعد المجلس التأسيسي.‬ ‫خالل السنوات األخيرة؟‬ ‫بعد هـــذه المعطيـــــات العامــــة وتنزيــــل موضــــوع البطالـــــة‬ ‫في تونس ضمن سياق التحوالت السياسية التي تعيشها بالدنـــا،‬ ‫ماي‬ ‫فيفري‬ ‫نوفمبر‬ ‫ماي‬ ‫ماي‬ ‫ماي‬ ‫ماي‬ ‫ماي‬ ‫ماي‬ ‫السنة‬ ‫2102‬ ‫2102‬ ‫1102‬ ‫1102‬ ‫0102‬ ‫9002‬ ‫8002‬ ‫7002‬ ‫6002‬ ‫سوف نسلط الضوء على واقع البطالـــة فـــي واليـــة صفاقـــس‬ ‫أفاق مواجهتها.‬ ‫نسبة البطالة‬ ‫6.71‬ ‫1.81‬ ‫9.81‬ ‫3.81‬ ‫0.31‬ ‫3.31‬ ‫4.21‬ ‫4.21‬ ‫5.21‬ ‫جغرافيّا، تقــع واليــــة صفاقس في الوسط الشرقي للبالد التونسية‬ ‫(%)‬ ‫و بلغ عدد سكانها سنة 1015 قرابة المليــــون ساكــــن، إذ تعتبـــر‬ ‫هذه الوالية ثاني قوة بشرية و اقتصادية في تونس بعد العاصمة.‬ ‫لإلجابة عن هذا السؤال نقدم إليكم الجدول التالي:‬ ‫كما تحعــــرف بعاصمــــة الجنـــوب نظـــرا إلشعاعهــــا االقتصادي‬ ‫حسب هذا الجدول مرت نسبة البطالة في تونس خالل السنوات‬ ‫والخدماتــي علـــــى كامـــل الجنــــوب والوســـط الغربـــي خاصـــة‬ ‫األخيرة أي الفتـــرة الفاصلـــة بين 2115 و 5015 من 2.50%‬ ‫فـــي المجــــال الصحـــي اإلستشفائـــي والتعليــــــــم العالـــــــــي.‬ ‫إلى 2.70%. في هذا اإلطار و في تعليق بسيط على هذه األرقام‬ ‫لكــــن رغــــم هــــــذا االزدهـــــار االقتصـــادي للواليـــة إال أنهــــــا‬ ‫نقول:‬ ‫لم تسلم من هيمنة شبح البطالة على شبابها طيلة فترة النظام‬ ‫أوال: فنسبـــة 2.50% و 1.50% ثم 1.50% ثم 2.20%‬ ‫السابق حيث تعرضــــت إلى عمليــــة تهميـــش ممنهــــج ومدروس‬ ‫المسجلــــة بيــــن 2115 و1015 تعتبر حسب مسؤولين في المعهد‬ ‫فــــي مجـــــال التنميــــة بتعلـــــة أن "عقليــــة الصفاقسي العملية‬ ‫الوطني لإلحصاء غير مطابقة للواقع و قد عمل النظام السياسي‬ ‫والحرفية" قادرة على خلق التنمية بالمنطقة دون تدخل كبير‬ ‫السابق على التخفيف من حدتها و ذلك عبر تزويرها بغاية المغالطة‬ ‫وواضح من الدولة. هذا الموقف من األنظمة السابقة تجاه الوالية‬ ‫و تلميع صورته في الداخل و الخارج، و كدليل على ذلك هو مرور‬ ‫مخلفاته كانت كارثية خاصة في األرياف مثل ريف جبنيانة، العامرة،‬ ‫هذه النسبة من 20% سنة 1015 إلى 2.20% في مــاي 0015‬ ‫الحنشــــة، منــزل شاكـر، بئـر علـي بـن خليفـة، الغريبة، الصخيرة‬ ‫أي بفارق 2.2% خالل سنة واحدة وهو مــــا ال يحـــدث منطقيــــا‬ ‫وعقارب.‬ ‫إال في الحاالت القصوى كالحروب أو األزمـــات االقتصادية المجحفة‬ ‫و يكفي أن ننظر في المعطيات اإلحصائية حول البطالة في والية‬ ‫و هو ما ال ينطبق علــــى التذبـــذب السياســـي الذي عاشته تونس‬ ‫صفاقس لسنة 1115 إذا سلمنا طبعا بصحة األرقام فنجد 07112‬ ‫بحعيد الثورة.‬ ‫عاطل عن العمل من الفئة العمرية 20 – 12 سنة أي بنسبة‬ ‫لكن هذا التطـــور الفجئي ال ينفــــي في نظرنا دور االنفالت األمني‬ ‫5.00%. هذا العدد من العاطلين يفوق عدد سكان معتمدية قرقنـــة‬ ‫و طبيعة المرحلة السياسية بعد الثورة و التي تسببت في إغالق‬ ‫والغريبة مجتمعتين (20115 نسمة)، كما يفـــوق عـــــدد سكان‬ ‫ح‬ ‫العديد من المؤسسات المنتجة و المشغلة أبوابها نظرا لكثافة‬ ‫معتمديــــة العامـــرة (25725 نسمـــة) ومعتمديـــة الصخيــــــــرة‬ ‫اإلضرابات و اإلعتصامات الفوضوية و المطالب العمالية المجحفة‬ ‫(20215 نسمة) و يقـــــارب عـــدد سكــــان معتمديـــة المحــــرس‬ ‫كالزيادة المشطّة في األجور و تحسين األوضاع االجتماعية للعمال.‬ ‫حّ‬ ‫(27212 نسمة) خالل نفس السنة أي 1115.‬ ‫يحضاف إلى هذه العوامل عودة العمال التونسيين من ليبيا خالل‬ ‫و من حيث التباينات المجالية في نسب البطالة و حسب ما توفر‬ ‫الثورة الليبية والذين لم يجدوا أمامهم عند عودتهم سوى البطالة‬ ‫لدينــــا مــــن إحصاءيــــات لسنــــة 1115 نالحــــظ إرتفــــــــاع‬ ‫وهو ما زاد في تعميق األزمة.‬ ‫هــــذه النســــب كلمـــا إبتعدنــــا مــــن مركـــز المدينة نحو أطرافها‬ ‫(4)‬
  • 5. ‫البطالة يف تونس و أفاق مواجهتها (والية صفاقس كمثال)‬ ‫بقلم : بسام عقربي *‬ ‫المـــوارد البشريــــة وغيرهـــــا وتجاهـــــل الكــــــوادر الموجودة‬ ‫بهــــذه المناطـــق. و كدليل على ما نقول هي حالة الغضب‬ ‫واإلحتقــــــان التي حدثت إبان الثـــــورة ضـــد أرباب المصانع‬ ‫بحجــــة أنها ملوثة وتساهم في إنتشار األمراض لكن في حقيقة‬‫ح‬ ‫ح‬ ‫األمر مــــا هو إال عـــــدم رضــــــاء من األهالي على ما إعتبروه‬ ‫تناسيا لحقهم في التشغيـــل. ولعل ما وقع من حرق وتكسير‬ ‫للمؤسسات في عمـــادة البدارنـــــة مـــن معتمديــــة ساقية الدائــــر‬ ‫و بودربالـــة من معتمديـــــة العامـرة و فـــي عقــــارب أكبر دليــــل‬ ‫على ما ذكرناه.‬ ‫إن والية صفاقس و على عكس ما يحشاع بأنها الوالية األكثر رفاه‬ ‫وثراء فقد بلغ عدد العاطلين عن العمل بها سنة 0015 ما يحقارب‬ ‫21225 بنسبة 1.7%. في هذا الصدد حاولنا االتصال باإلدارة‬ ‫الجهوية للمعهد الوطني لإلحصاء بصفاقس علنا نظفر بمعطيات‬ ‫محيّنة حول واقع البطالة في صفاقس حسب المعتمديات لدراسة‬ ‫ح‬ ‫تطور هذا المشكل بعد الثورة و تبايناته المجالية إال أن الجــــواب‬ ‫حسب هذه الخريطة يمكن التمييز بين مجالين اثنين حسب تفاوت‬ ‫كان مخيبا لآلمال إذ أن المعهد الوطني لإلحصاء ال يصدر معطيات‬ ‫ح‬ ‫أو إسقاطات تخص المعتمديات أو العمــــادات إال كل 10 سنـــوات‬ ‫نسب البطالة و هما:‬ ‫أي في التعدادات العامة للسكان والسكنى ويكتفي بنشر ما يسمى‬ ‫المجال الحضري أو ما يسمى "بــصفاقس الكبرى" أين تنخفض‬ ‫بالنشريات العامة الخاصة بالواليات و األقاليم عموما. هذا المشكل‬ ‫نسب البطالة إلى ما دون الــ 10%. هذا المجال يضم حسب‬ ‫جعلنا نتوجه إلى اإلدارة الجهوية للتشغيل إليفائنا بآخر اإلحصائيات‬ ‫الخريطة كل من صفاقس المدينـــة، صفاقس الغربيــــة، صفاقس‬ ‫حول العاطلين عن العمل بكامل معتمديات صفاقس، اإلدارة المعنية‬ ‫الجنوبية، ساقية الزيت وساقية الدائر، حيث تبلـــغ نســـب البطالـــة‬ ‫أفادتنا بعدد المسجلين في مكاتب التشغيل بصفاقــــس الباحثيـــن‬ ‫في هذه المعتمديات على التوالي 2% - 0.1% - 2.2% - 1.2%‬ ‫عن شغل.‬ ‫و 7.2%. هذا االنخفاض في معدالت البطالة داخل المنطقة‬ ‫كما ذكرنا آنفا أن عدد العاطلين عمومـــــا فــــي واليــــة صفاقـــس‬ ‫الحضرية بصفاقس الكبرى يحعزى إلى أهمية األنشطة االقتصادية‬ ‫بلغ 21225 سنة 0015. في شهـــر ديسمبر مــــن سنـــة 5015‬ ‫المشغلة و القادرة على استيعاب أعداد كبيرة من العاطلين كاإلدارة،‬‫ح‬ ‫ح‬ ‫المؤسسات البنكية و التجارية، المركبات الصحية، النزل، الكليات...‬ ‫بلغ عدد المسجلين بمكتب التشغيـــــل 11220 منهـــم 17210‬ ‫بنسبـــة 11.12% مـــن أصحاب الشهائــــد العليــــــــا و 0572‬ ‫إلخ.‬ ‫من غير الكفاءات أي بنسبة 10.22%. الرسم البيانــــــي التالـــي‬ ‫المجـــال الضحــــوي والريفـــي أو مـــا يسمـــــى بالفرنسيــــــــة‬ ‫يبين عدد الباحثين عن عمل والمسجلين بمكتب التشغيل بصفاقس‬ ‫‪ Espace rural et périurbain‬أين ترتفع معدالت البطالـــة‬ ‫حسب المعتمديات سنة 5015.‬ ‫إلى 5.25% في معتمدية الصخيرة، 25% في العامرة و 5.25%‬ ‫في الغريبة. هذا االرتفاع المشط في نسب البطالة عند الريفيين‬ ‫خاصـــة يحعزى في نظرنــــا إلى حاالت التهميـــــش والفقر وعدم‬ ‫تدخل الدولة و الخواه أيضا في إعداد مناويل تنمية تستجيب‬ ‫لتطلعات هؤالء السكان، بل حتى عمليات التهيئــــة المحتشمـــة‬ ‫التى قامت بها الدولة تكون دائما محدودة و تفتقد للنجاعة كتعبيد‬ ‫بعض الطرقــات و المسالك الفالحية قبـــل كــــل حملـــة إنتخابيـــة‬ ‫للنظـــام السابـــق و التي ال يمكن أن تكون ســـــوى ذر الرمـــــاد‬ ‫على العيون، في حين يبقى تطوير األنشطـــــة االقتصاديـــــة‬ ‫الضروريـــة مهمشا وفي تراجع مثل القطاع الفالحي السقــــوي‬ ‫ّ‬ ‫الذي يمر بأزمة هيكلية وقطاع تربية البقر الحلوب الذي يمر بأتعس‬ ‫ّ‬ ‫فتراته خاصة بجهة جبنيانــــة والعامـــرة وما عحرف بأزمة المركب‬ ‫الصناعي للحليب و مشتقاته "يوفا" االسم الجديد لـ "مامي نوفا".‬ ‫يضــــاف إلــــى هـــــذا تأزم قطاع الزيتون النشاط األبرز لسكان‬ ‫ريف الوالية الذي أضحـــــى هشّــــا وفي حاجـــــة إلى إعادة نظر‬ ‫حسب الرســـــم البيانـــي المصاحب يختلف عدد طالبي الشغـــــل‬ ‫من معتمدية إلى اخرى وبتباين واضح بين مركز المدينة و أطرافها.‬ ‫من قبل السلطات المعنية خاصة بعد تهرم الغابــــــة وتواتر‬ ‫فمعتمدية العامرة و البالـــــغ عـــــدد سكانهــــــا 25725 نسمــــة‬ ‫السنوات العجاف. كما أن المشاريع المحدثة والمرتبطــــة بإنتاج‬ ‫ح‬ ‫الزيتــــون كالتـــــي تنتصب في عقارب أو العامرة مثـــــل تكييف‬ ‫بلغ عدد المسجلين في مكتب التشغيل من أبنائها 515 إلى غاية‬ ‫ديسمبر 5015 في حين معتمدية ساقية الزيت و البالغ عدد سكانها‬ ‫الزيــــوت والمصانــــع التـــــى تهتـــــم بتحويــــل ثفــــل الزيتــــون‬ ‫مرتين ونصف أكثر من سكان العامرة (حوالي 02157 نسمــــة)‬ ‫– الفيتورة – إلى أعـــــــــــالف لم تحــــل مشكــــــــل البطالـــــــة‬ ‫بل سيطرت علــــى هــــذه المصانـــع اليد العاملة الحضرية خاصة‬ ‫بلغ عدد المسجلين بمكتب التشغيل من أبنائها 215 فقط خالل نفس‬ ‫الفترة. هنا يمكن أن نطرح أكثر من سؤال عن تلك الهوة العميقة‬ ‫من اإلطارات كالمختصين فــي اإلعالميــــة، المحاسبــــة، التصرف،‬ ‫ح‬ ‫(5)‬
  • 6. ‫البطالة يف تونس و أفاق مواجهتها (والية صفاقس كمثال)‬ ‫بقلم : بسام عقربي *‬ ‫كما نلفت النظر إلى تشجيع الدولة للخواه على االستثمار‬ ‫بين المراكـــز الحضرية للوالية و أطرافهــــا التي ضلت مهمشـــــة،‬ ‫الصناعي في األرياف التي تشكو من ضعف في التنمية و إرتفاع‬ ‫إذ كلما زادت التنمية في المراكز الحضرية إال و زادت تبعية األرياف‬ ‫معدالت البطالة. و للتذكير فإن االستثمار في عمق األرياف فيه أكثر‬ ‫لها.‬ ‫من مصلحة بالنسبة للوالية و منها:‬ ‫إذا بعد هذه اللمحة حول البطالة فـــــي صفاقــــس ما هي الحلول‬ ‫تخفيف الضغط على مركز الوالية و الذي وصل حد التشبع و لم يعد‬ ‫التي يمكن تصورها و اقتراحها للحد من هذه الظاهرة؟‬ ‫قادرا على إستعاب األنشطة االقتصادية.‬ ‫حسب تصورنا وتشخيصنـــا للمشكل ال توجد حلول آنية للقضـــــــاء‬ ‫التخفيف من حدة المركزية االقتصادية و خلق المركزية بين المدينة‬ ‫تماما على هذه الظاهرة االجتماعية نظرا الستفحالها فــــي كامـــل‬ ‫وريفها و تشجيع الريفيين على االستقرار في مواطنهم األصلية‬ ‫مجال الوالية منذ أكثر من عقدين من الزمن وصعوبــــة احتوائهـــا‬ ‫وبذلك تكون الدولة قد نجحت في التخفيف من ظاهرة النزوح الريفي‬ ‫في ضل النموذج االقتصادي والتعليمي الوطني، لذلك نقترح مراجعة‬ ‫و ما يخلفه من مشاكل (بناء فوضوي، توسع عشوائي للمدينة،‬ ‫المنظومة التعليمية والتكوينية وكذلك إعــــادة النظــــر في المنوال‬ ‫انتشار الجريمة ...)‬ ‫االقتصادي المتبع من قبل الدولة. هذا النموذج منفتح أكثر حـــــول‬ ‫المنظومة الغربية األوروبية عامة و الفرنكوفونية خاصــــة وال‬ ‫التخفيـــف من حـــــدة البطالــــة في األرياف وبذلك يتحسن مستوى‬ ‫زالت تونس ترزح تحتها منـــــذ االستقالل. هذه المنظومة التي‬ ‫عيش السكان وخلق نوع من العدالة االجتماعية بين أبناء الوالية‬ ‫أثبتت فشلها آن األوان للتخلص منها والتفكيــــــر في توسيــــع‬ ‫الواحدة.‬ ‫الشراكــــة مع دول أخرى تعامل االقتصاد الوطني الند للند و تفتح‬ ‫كما نلفت النظــــر إلى أهمية االستثمار الفالحي خاصـــــة في قطاع‬ ‫األبواب للعاطلين خاصة من خريجي الجامعات للعمل و تنشيط‬ ‫تربيـــة األبقــــار الحلــــوب باعتبار أهميـــة هذه المادة األساسية‬ ‫السوق االقتصادية. في األثناء نلفت النظر إلى أهمية الشراكة مــــع‬ ‫ودور والية صفاقس في إنتاجها باعتبارها حوض لبني و منتج هام‬ ‫دول الجوار ونؤكد على أهمية السوق الليبية خاصة في مجال‬ ‫للحليب.‬ ‫الصحة، التعليم، الطاقة والتعاون الفني عمومــــــا وهنــــا يمكن‬ ‫——————‬ ‫لواليــــــة صفاقــــس االستفادة من عاملين مهمين وهما القرب‬ ‫* باحث جامعي‬ ‫الجغرافي وأهميـــة الدولــــة الليبيــــــة البترولية الناشئة في مرحلة‬ ‫ما بعد معمر القذافي.‬ ‫‪bassemagrebi@yahoo.fr‬‬ ‫فـــــي ذات اإلطار نؤكد على ضرورة انفتاح "السوق الصفاقسي"‬ ‫على الــــدول الصاعدة اقتصاديــــــا ونخص بالذكر السوق التركية‬ ‫ّ‬ ‫و أسواق الدول الصناعية الجديدة كالصين، الكوريتين، سنغفورة،‬ ‫تايوان... والتي أثبتت جدواها من خالل صمودها في وجه األزمة‬ ‫االقتصاديــــة العالميــــة األخيرة على عكـــــس السوق األمريكية‬ ‫واألوروبيّة.‬ ‫(6)‬
  • 7. ‫يف النفس واجملتمع‬ ‫هل يؤسس اإلسالم لنظام دميقراطي؟‬ ‫بقلم : األستاذ عادل دمّق*‬ ‫وال الحره على متاع الدنيا الزائف- وكل هذا في منتهى الحسن‬ ‫مواقف‬ ‫والجمال ... إن النصرانية ال تدعو الى غير العبودية واالستكانة –‬ ‫وروحها تالئم االستبداد كل المالئمة وتستفيد منه على الدوام –‬ ‫”مفاسد أسلمة الديمقراطية التــي ال تعدلهــــا مصلحـــة- إن تطبيق‬ ‫فالنصارى الحقيقيـــّون خلقــــوا ليكونوا عبيـــدا وال يعرفون ذلك‬ ‫الشريعة من خالل البرلمان هــــو طلب للشريعة مــــن غير وليهـــا.‬ ‫وال يضيرهم في شيء“‬ ‫فاستئذان البرلمان في تطبيق الشريعة معناه جعله حكما على شريعة‬ ‫صفحات 143 – 153– 253 روسّو – العقد اإلجتماعي –‬ ‫هللا. والمسألة هنا ليست مسألة شكلية، بل هي فرق ما بين العبودية‬ ‫هلل والعبودية للبشر من دون هللا“‬ ‫”هناك عقل مبــــدئ ، وهو هللا ، والقوانيــــــن عبارة عن العالقات‬ ‫الدكتور إياد قنيبى :12.23. 2312‬ ‫التى توجد بينه وبين الموجودات المختلفة،وفيما بينها وبين بعضها،‬ ‫فعالقات هللا بالكون تتلخص فى أنه خلقه وفق قواعد وضعها هو،‬ ‫”....وأخطر ما في هذه المسودة أنها تقصي اإلسالم عن الدولة‬ ‫وهو يحفظه ويصونه وفق نفس القوانين التى خلقه بمقتضاها،‬ ‫وعن تنظيم حياة الناس حيث تبنت نظام كفر: هز النظام الجمهوري‬ ‫فالعالم المادى والحال هذه مسود بقوانين ال تتغير ألنها أساس‬ ‫َ ح‬ ‫،فجعلت السيادة للشعب ال للشرع ...إن تبني مشروع الدولة المدنية‬ ‫وجوده واستمراره...اإلنسان يخرق باستمرار القوانين التي شرعها‬ ‫العلمانية حرام ألن الدولــة المدنية وجهة نظر غربية يحرم أخذها‬ ‫الخالق ويبدل تلك التي وضعها بنفسه ..هو كائن ذو بعد واحد،‬ ‫أو تطبيقها أو الدعوة إليها، فهي تخالف اإلسالم جملة وتفصيال “‬ ‫يتردى في الجهل والضالل ...“‬ ‫رسالة مفتوحة من حزب التحرير-31.11. 1312‬ ‫منتسكيو – روح القوانني –ص25و55- مكتبة الروس -‬ ‫”ال ديمقراطية بال علمانية: وإذا كانت الديمقراطية هى حكم الشعب‬ ‫آفاق التجاوز‬ ‫بالشعب، وإذا كان الشعب متطوراً ومتغيراً، فإن تفكيره بالضرورة‬ ‫يكون علمانيا ً. ومن ثم تكون العالقة حتمية بين الديمقراطية‬ ‫المتابع للتطور الغالب لمواقف االسالميين من الؤديؤمؤقؤراطؤيؤة يؤلؤحؤظ‬ ‫والعلمانية... ومن هنا يمكن القول بأنه «ال ديمقراطية بال علمانية».‬ ‫أنها قطعت مرحلتين : مرحلة أولى تميزت بالعداء والرفض ثم تلتؤهؤا‬ ‫وأضيف: ال ديمقراطية مع األصولية الدينية ألن هذه األصولية‬ ‫مرحلة جنحت للتفاعل والوفاق ، وأحسب أن في األفق بوادر مرحلؤة‬ ‫تتوهـــم امتـــالك الحقيقـــة المطلقــــة، وتكفر منال يكون على نقيض‬ ‫َ‬ ‫يكون فيها الدين شرطا قاعديا للتمكين لديمقراطية إنسانية مؤنؤفؤتؤحؤة‬ ‫هذا الوهم“‬ ‫ومستفيدة !!!!‬ ‫مراد وهبة/ 11 ديسمرب2312 - جريدة املصري اليوم.‬ ‫كيف ؟‬ ‫من خالل مفهوم اإلسالم للعقد السياسى وطبيعة التعاقد ، ومسؤوليؤة‬ ‫أضواء‬ ‫الحكم والحاكم، ومكانة األمة، وخصائص إرادتهؤا، والؤعؤالقؤة بؤيؤنؤهؤا‬ ‫وبين الحاكم، نتبيّن أنه ليس فقط بين اإلسالم من الوجهة السيؤاسؤيؤة‬ ‫ّ‬ ‫”إنّ المواطن الذي يفشل في توحيد إرادته الذاتيّة مع االرادة‬ ‫والنظام الديمقراطؤى أوجؤه تشؤابؤه، بؤل إن أهؤم مؤا تؤحؤتؤوى عؤلؤيؤه‬ ‫الموضوعية التي تجسد الدرجة القصـــوى من العقالنية لن يحقق‬ ‫ّ‬ ‫الديمقراطية من عناصر، وأفضل ما تتميز بؤه مؤن صؤفؤات، يشؤتؤمؤل‬ ‫في سعيه حريّته الكاملة“‬ ‫عليه اإلسالم. فإن كان يراد بالديمقؤراطؤيؤة (حؤكؤم الشؤعؤب بؤواسؤطؤة‬ ‫هيجل -فلسفة احلق‬ ‫”ال يتسنّى استنباط أفضل القواعد التّي تنبني عليها المجتمعات‬ ‫والتي تناسب األمم إال لقوة فائقة العلم والحكمة، مطلعة على كــل‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫أهــواء البشر دون أن تعرف األهواء إليها سبيال ... قوة ال تكون لها‬ ‫ّ‬ ‫أيّـة صلة بطبيعتنا و إن كانت تعرف أعماقهـا ..بكلمـة واحدة ال بــد‬ ‫ّ‬ ‫من آلهة لسـنّ القوانين للبشر.. كيف يمكن لجموع عمياء، ال تعرف‬ ‫غالبا ما تريد –ألنها نادرا ما تعرف ما هــــو خير لها – أن تنفــــذ‬ ‫من تلقاء نفسها مشروعا في عظمة نظام تشريعي وعسره ؟......‬ ‫لقد أتى محمد بأفكار جـد سليمة – وحبك بحذق نظاما سياسيا –‬ ‫ّ‬ ‫وطيلة مابقي نظام حكمه قـائما في عهد خلفائه فقد ظل هذا الحكم‬ ‫يمثل نموذجا راقيــــا وصالحـــا من حيث هـو كذلك ...ففي مثل هذا‬ ‫النظام سيؤدي كل واجبه، ممتثال للقوانين عن كـل طواعية‬ ‫والرؤساء عادلين وراشدين والقضاة نزهاء أعفاء والجنود بواسل‬ ‫ال يهابــون المــــوت –وســــوف ال يعـــرف مجتمع كهذا ال الترف‬ ‫(7)‬
  • 8. ‫هل يؤسس اإلسالم لنظام دميقراطي؟‬ ‫بقلم : األستاذ عادل دمّق*‬ ‫نشأة وتطور الديمقراطية، فلعله إذا لم يكن بأوروبا كنيسة تحكم‬ ‫الشعب من أجل الشعب)؛ فهذا المعنى متمثل وال شك فى نظام الدولؤة‬ ‫بالحق اإللهى، وأمراء يحكمون باإلقطاع لم يكن هناك ديمقراطيـة،‬ ‫اإلسالمية والشعب يفهم فى اإلسالم على نحو مؤعؤيؤن، أو شؤامـؤـؤـؤل.‬ ‫أو على األقل بصورتها الحالية، فلو كان هناك ظرف تاريخى مغاير‬ ‫وإن كان يراد بالديمقراطية مؤا صؤار يؤقؤرن بؤهؤا عؤادة، مؤن وجؤود‬ ‫لكان ينتج عنه نظرية سياسية مغايرة لما انتهت إليه األحداث اليوم،‬ ‫مبادئ سياسية، أو اجتماعية معينؤة : مؤثؤل مؤبؤادئ الؤمؤسؤاواة أمؤام‬ ‫وأدل دليل على ذلك أن الديمقراطية فى الغرب ليس صورة واحدة،‬ ‫القانون، وحرية الفكر والعقيدة، وتحقــــق العدالـــة االجؤتؤمؤاعؤيؤـؤـؤة،‬ ‫وال نظريـة واحـــدة، وال تعريــف واحـــد، وبيـــن تطبيقاتهـــا كثيـــر‬ ‫وما إلى ذلك، أو كفالة حقوق معينة كحق الحياة والؤحؤريؤة والؤعؤمؤل،‬ ‫من االختالف فى الدول الغربية نتيجـــــة كثيــــر مـــن االختـــالف‬ ‫وما أشبه فال شك فى أن كل تلك المبادئ مؤتؤحؤقؤقؤة، وهؤذه الؤحؤقؤوق‬ ‫بين الظروف التاريخية لتلك الدول .‬ ‫مكفولة فى اإلسالم. غير أنه ينبغى أن يالحـــظ أن نظرة اإلسؤـؤـؤـؤـؤالم‬ ‫إلى هذه الحقوق من حيث المنشأ الطبيعى تختلف، فقد تعتبر حقؤوقؤاً،‬ ‫إشكالية األصول الفكرية التاريخية‬ ‫أو تقــــرر على أنها هي األصل فى األشيــــاء، أو أنها هؤي الؤقؤانؤون‬ ‫الذى وضعه هللا للوجود، أو الفطرة، ولكن مع كل ذلك، ال يؤؤثؤر هؤذا‬ ‫ومما يؤكد الخصوصية: إشكالية األصول الفكرية، فبقدر ما تحاول‬ ‫االختالف فى النظرة فى طبيعة تلك الخصائص أو الحاالت؛ والنتيؤجؤة‬ ‫الكثير من التيارات الفكرية داخل مجتمعاتنا المسلمة التخلص بأكبر‬ ‫واحــــدة، وهى أن اإلنســــان تضمـــن له كل هذه األمـــور. والواقؤع‬ ‫قدر وبأسرع وقت من أصولنا الفكرية الخاصة، بقدر ما حاول الفكر‬ ‫أن الشريعة اإلسالمية إنما ترمى إلى أن تحقق العدالــــة المطلؤقؤـؤـؤـؤة‬ ‫الغربى الحديث أن يبنى بنيانه على أساس من خصوصيته الحضارة‬ ‫فى أكمل صورها، وأن توفر لإلنسان أسمى وأكــــرم حيــــؤاة يؤمؤكؤن‬ ‫الخاصة به، بدءاً من الفكر اليونانى والرومانى القديم. فى كتاب‬ ‫أن تتوفر تليـــق بإنسانيتــــه. أما إن كـــان المراد من الؤديؤمؤقؤراطؤيؤة‬ ‫الحرية لجون ستيوارت ميل، ذلك الكتاب الذى يعد أحد األســـــس‬ ‫ما تعورف علـــى أن نظامهـــا يستتبعـــه، وهو تحقق مؤبؤدأ الؤفؤصؤل‬ ‫فى الفكر الغربى الحديث، نجده يهتم بشرح مفهوم الحرية عند األمم‬ ‫بين السلطؤات فؤهؤذا أيضؤا ً ظؤاهؤر فؤى الؤنؤظؤام اإلسؤالمؤى فؤالسؤلؤطؤة‬ ‫القديمة ال سيما اليونان والرومان، حيث يمثالن المنابع األصلية‬ ‫التشريعية هنا، وهى أهم السلطات فى أى نظام ديؤمؤقؤراطؤى مؤودعؤة‬ ‫للفكر األوربى الحديث. وال يخفى على متتبع للنهضة الغربية الحديثة‬ ‫فى األمة كوحدة، ومنفصلة عن سؤلؤطؤة اإلمؤام، أو رئؤيؤس الؤدولؤة،‬ ‫مدى ما القاه الفكر اليونانـــي والرومانــــي مـــن إحيـــاء وبعث،‬ ‫فالتشريع يصدر عن الكتاب والسنة، أو إجماع األمؤة، أو االجؤتؤهؤاد،‬ ‫ولو عن طريق مصادر وسيطة (كالمصادر العربية المترجمة لكثير‬ ‫وهو بهذا مستقل عن اإلمام بل هو فوقه، واإلمام مؤلؤزم ومؤقؤيؤد بؤه؛‬ ‫ِ‬ ‫من ثقافة اليونان)، ثم االعتماد عليه بعد ذلك فى التطوير والتجديد.‬ ‫وما اإلمامة فى الحقيقة إال رئاسة السلطة التنفيذية والقضاء مستؤقؤل‬ ‫أيضاً، ألنه ال يحكم وفقا ً لرأى الحاكم، أو الرئيس وإنمؤا يؤحؤكؤم وفؤقؤا ً‬ ‫ولهذا فإن كل المحاوالت الحديثة إلفقاد المسلمين الخصوصية‬ ‫الحضارية إما محاوالت للسيطرة إن كانت من اآلخر، أو محاوالت‬ ‫ألحكام الشريعة، أى أمر هللا، وال يمكن أن يحكم إن أريد له أن يؤبؤقؤى‬ ‫لاللتحام به والتبرى مـــــــن الحضــــارة اإلسالميــــة إن كان ذلك‬ ‫قضاء إسالميا ً إال هكذا. وإن فكرة اإلجماع الؤتؤى هؤى مؤن خصؤائؤص‬ ‫من الدّاخل. وال يمكن أبدا أن تكون هناك محاولة مخلصة للتقدم‬ ‫الشريعة اإلسالمية، والتى انفردت هى بتقريرها، لتؤيؤد الؤقؤول بؤأنؤه‬ ‫والرقى والتجديـــد واإلصــــالح إال وهى تعنـــى تمامــــا باالرتكاز‬ ‫خصص لألمة وإرادتها مكان فى النظام اإلسالمــــى أرقـى مما يمكؤن‬ ‫ح ِّ َ‬ ‫أن تناله فى أى نظام ديمقراطى، مهما كمل. فالمسلمون قؤد قؤرروا -‬ ‫على الخصائص واألسس الحضارية والفكرية لألمة المسلمة .‬ ‫من قبل أن يظؤهؤر روسؤو وأمؤثؤالؤه ويؤتؤكؤلؤمؤوا عؤن اإلرادة الؤعؤامؤة‬ ‫ويمجدونها - أن إرادة األمة معصومة، وأنها من إرادة هللا، وجؤعؤلؤت‬ ‫إشكالية التميز اإلسالمى‬ ‫مصدراً للتشريع، وإن كانت تعتمد فى النهاية على مصؤدرى الؤكؤتؤاب‬ ‫والسنة، ومن الناحية العملية تمثل هذه اإلرادة بإجماع الؤمؤجؤتؤهؤديؤن‬ ‫فى ضوء ما سبق من إشكؤالؤيؤة الؤخؤصؤوصؤيؤة، وإشؤكؤالؤيؤة األصؤول‬ ‫من علماء األمة.‬ ‫ّ‬ ‫الفكرية التى تميز الحضارات بعضها عن بعض، يتقرر التميز الشديد‬ ‫للفكر اإلسالمى، فى تصوراته ومبادئه وأطروحاته - مع مالحؤظؤـؤـؤـؤة‬ ‫نظرات نقدية فى الديمقراطية‬ ‫أن الكالم هنا على مستوى النظريات واألفكار بقطع النظر عؤن مؤدى‬ ‫انفصال أو التحام الواقع بها. ويؤكد هذا اختالف المؤركؤز الؤحؤضؤارى‬ ‫نفسه لكل من الحضارتين اإلسالمية والغربية، فبينؤمؤا يؤمؤثؤل الؤنؤص‬ ‫ال شك أن الكالم عن الديمقراطية متشعب ، ومتعدد الجهات ، كما أن‬ ‫مركز الحضارة اإلسالمية، يمثل اإلنسان مؤركؤز الؤحؤضؤارة الؤغؤربؤيؤة‬ ‫نقد النظرية ينبغى أن يشمل فيما يشمل المبادئ والغايات المرادة من‬ ‫(*). فأنى يأتى االتفاق، واالختالف يبدأ من مركــــز الؤحؤضؤـؤـؤـؤارة،‬ ‫ورائها ، وال يقف فقط عند حد النقد العام ، أو نقد ما انتهت إليه‬ ‫النظرية فقط .ومن هنا فإنه ينبغى أن تقوم العديد من البحوث التى‬ ‫تتناول بالنقد والبحث الجوانب المتعددة لتلك النظرية ، وميزانها‬ ‫بميزان اإلسالم .تشمل هذه النظرات إذن العديد من الجوانب ، لكنها‬ ‫- وفى ضوء ما سبق - ال تعدو أن تكون نماذج لما يمكن أن ينقد‬ ‫وليس بالضرورة أهمه .على أنه ال ينبغى أن يفهم هذا النقد على أنه‬ ‫تبرير للواقع السياسى فى عالمنا اإلسالمى ، أو مساعدة على إدامة‬ ‫أمد بقائه .‬ ‫إشكالية الخصوصية‬ ‫إن المتتبع لتاريخ الديمقراطية فـــي العالـــم الغربـــى يستشعـــر أول‬ ‫ما يستشعر بمدى تأثير خصوصية الظرف التاريخى الكامن وراء‬ ‫(8)‬
  • 9. ‫هل يؤسس اإلسالم لنظام دميقراطي؟‬ ‫بقلم : األستاذ عادل دمّق*‬ ‫الذين ساهموا بشكل أساسى فى تكويؤن تؤلؤك الؤحؤضؤارة- مؤن يؤدعؤو‬ ‫من نقطة االنطــــالق الحضـــاري، فكيــف تتأتــــي نقؤطؤـؤـؤـؤة الؤتؤقؤاء‬ ‫بقوة لإليمان باهلل، وال شك أن هؤالء تمثل أزمتهم مع اإليؤمؤان أزمؤة‬ ‫بين حضارتين افترقتا ابتداء منذ لحظة انؤطؤالقؤهؤمؤا، ومؤن هؤنؤا كؤان‬ ‫كنسية فى المقام األول، حؤتؤى اضؤطؤروا إلؤى الؤخؤروج إلؤى مؤطؤلؤق‬ ‫اإلسالم يمثل التحدى الحضاري الحقيقي للهيمنة الغربيؤة. ومؤن هؤنؤا‬ ‫اإليمان باهلل، بعد أن عجزت الكنيسة عن اإلجابــــؤة. بؤل وجؤد فؤيؤهؤم‬ ‫أيضؤؤا ال بؤؤد وأن تؤؤحؤؤيؤؤط نؤؤظؤؤرات الشؤؤك واالرتؤؤيؤؤاب بؤؤكؤؤل مؤؤحؤؤاوالت‬ ‫من قارب بفكرته عن هللا وعالقته بالموجودات مؤن فؤكؤرة شؤرع هللا‬ ‫المقاربـــات بين الفكرين والحضارتين، وخاصة مؤن الؤداخؤل، فؤتؤلؤك‬ ‫فى اإلسالم . فمنتسكيو فى كتابه الهام (روح الؤقؤوانؤيؤن) والؤذى يؤعؤد‬ ‫المحــــاوالت لن تؤخؤرج عؤن أن تؤكؤون جؤاهؤلؤة بؤتؤمؤايؤز الؤحؤضؤارة‬ ‫أحد أعظم ثالثة كتب قادت الفكر السياسي واالجتماعـــؤـؤي األوروبؤي‬ ‫اإلسالمية تمايزا يمؤنؤع حؤتؤى الؤمؤقؤاربؤة، أو تؤكؤون مؤحؤاوالت غؤيؤر‬ ‫فى القرن الثامن عشر. يرى أن" هناك عقــــل مبدئ، وهـؤـؤـؤـؤو هللا،‬ ‫مخلصـــة للقضـــــاء على ذلك التؤمؤايؤز، واالرتؤمؤاء فؤى أحضؤـؤـؤـؤان‬ ‫والقوانين عبارة عن العالقات التى تؤوجؤد بؤيؤنؤه وبؤيؤن الؤمؤوجؤودات‬ ‫اآلخر انبهــارا، أو انهزاما أمام حضارته .‬ ‫المختلفـــة، وفيما بينها وبين بعضها، فعالقات هللا بالؤكؤون تؤتؤلؤخؤص‬ ‫فى أنه خلقه وفق قواعد وضعها هو، وهو يؤحؤفؤظؤه ويصؤونؤه وفؤق‬ ‫إشكالية المثل واألخالق‬ ‫نفس القوانين التى خلقه بمقتضاها ، فؤالؤعؤالؤم الؤمؤادى والؤحؤال هؤذه‬ ‫مسود بقوانين ال تتغير ألنها أساس وجوده واستمؤراره" .كؤمؤا يؤرى‬ ‫َ ح‬ ‫وهذه القضية يتسع القول فيها للغاية، حيؤث تؤعؤود إلؤى أحؤد الؤنؤقؤاط‬ ‫مونتسكيو أنه ال بد من االستعانة بالدين والروح الدينى فؤى تؤهؤذيؤب‬ ‫الفارقة بيؤن الؤفؤكؤر اإلسؤالمؤي والؤفؤكؤر الؤغؤربؤي، الؤفؤكؤر اإلسؤالمؤي‬ ‫األخالق، وتمســـك األفـــراد بالفؤضؤيؤلؤـؤـؤـؤة الؤتؤـؤـؤي هؤي فؤي إطؤاعؤة‬ ‫بمعياريته النصيّة، ومطلقاته اإليمانية، وبين الفكر الغربى بمعياريتؤه‬ ‫القوانيــــن .وأنــــه من المفيد جدا أن يعتقؤد الؤنؤاس فؤي وجؤود هللا؛‬ ‫الوضعية، والتي رغم وضعيتها خرج عنها، ولم يبق عليهؤا انؤطؤالقؤا‬ ‫ألن في نكران وجوده تأكيدا الستقالل األفراد (أى لضياع حقؤوقؤهؤم)،‬ ‫إلى النسبية المطلقة، وإنكار المطلق . هذه الكلمات القليؤلؤة السؤابؤقؤة‬ ‫فحيث ال يؤكؤون لؤديؤهؤم إيؤمؤان فؤإنؤه يؤتؤبؤعؤه بؤالضؤرورة عصؤيؤانؤهؤم‬ ‫كافيـــة عند الوعى بها إلى إدراك مدى النقد الؤذى يؤمؤكؤن أن يؤوجؤه‬ ‫وتمردهم .بل يذهب مونتكسيو إلى أن التدين بأى دين خير ألؤف مؤرة‬ ‫إلى الديمقراطية التقليدية التي وضعت فى إطار المعيارية الوضعؤيؤة،‬ ‫من عدم التدين مطلقا كؤذلؤك يؤرى الؤفؤلؤيؤسؤوف الؤهؤولؤنؤدى الشؤهؤيؤر‬ ‫أو ذلك النقد الذى يمكن أن يوجه إلي الديمقراطيـؤـؤـؤة الؤمؤعؤاصؤـؤـؤـؤرة‬ ‫سبينوزا أن العالم يسير بالقضاء والقدر، وأن كل ظواهر هذا الؤعؤالؤم‬ ‫التي وضعت فى إطار النسبية المطلقة، وإنكار المطلق .ولهذا فؤغؤنؤي‬ ‫فيزيقية كانت أم إنسانيــــة إنمـــا تعتمد علـــى اإلرادة اإللهيـــؤـؤة .!!‬ ‫عن البيان إيضاح الفروق بين المثل واألخالق اإلسالمية التى ينبؤغؤي‬ ‫إن هذا الفكر أقرب إلى روح اإلسالم منه إلؤى الؤوضؤع الؤذى انؤتؤهؤت‬ ‫ّ‬ ‫أن تتوخاها النظرية السياسية اإلسالمية ، وبؤيؤن تؤلؤك الؤمؤثؤل الؤتؤي‬ ‫إليه الحضارة الغربية اليوم .!!!‬ ‫توختها أو خرجت عنها النظرية السياسية الغربية .‬ ‫ومن الممكن المضى قدما والقول بأن الشريعة فى إطار هذا التؤصؤور‬ ‫هى األساس التى يصدر من خاللها الحاكم، ويعؤتؤمؤد فؤى تصؤرفؤاتؤه،‬ ‫إشكالية المصدرية‬ ‫فهى مجموعة القواعد والقيم التى يلتقى حولها الؤجؤمؤيؤع ويؤؤمؤنؤون‬ ‫بها، وبسالمتها كشريعة خاتمـــــة، بينمـــا اضطـــر مفكـــرو الؤغؤرب‬ ‫مفهوم المصدر أحد المفاهيم الفارقة ، التى تتحدد بنؤاء عؤلؤيؤه كؤثؤيؤر‬ ‫إلى الخروج عن ديانتهم حيث قصرت عن إعطاء اإلجابات الصحيحة‬ ‫من القضايا التى يفترق فيها الفكر اإلسالمى عن الفكر الغربى، حيؤث‬ ‫والمالئمة للنمو والتقدم، فالخروج عن الكنيسة - وليس عن اإليؤمؤان‬ ‫تتشكل فى ضوئه مفاهيم أخرى هامة تمثل حجر أسؤاس فؤى نؤظؤريؤة‬ ‫- ضرورة فى إطار الفكر الغربى، وليس هو كؤذلؤك فؤى إطؤار الؤفؤكؤر‬ ‫الديمقراطية كاإلرادة العامة والسلطان والدولة .فاإلرادة العامة تمؤثؤل‬ ‫اإلسالمى .إذن فليست مصدرية الشرع اإلسالمى فكرة ثؤيؤوقؤراطؤيؤة،‬ ‫أحد األسس النظرية للديمقراطية. ومن جانؤب آخؤر فؤاإلرادة الؤعؤامؤة‬ ‫وليست الحكومة القائمة على هذه الفكرة هى حؤكؤومؤة ثؤيؤوقؤراطؤيؤة،‬ ‫داخلة فى مفهوم األمة فى اإلسالم. ومن هنا يكون الفرق بين مفهؤوم‬ ‫كما يحلو لمعارضى الحكم اإلسالمى أن يصورها .‬ ‫اإلرادة العامة في الغــــــرب وفي اإلســــؤالم. فؤهؤذه اإلرادة -وحؤدهؤا‬ ‫في الغرب - هي مصدر القانون، وهي وحدها التى تمارس السلطان،‬ ‫إشكالية السيادة‬ ‫وتوجه قوى الدولة. على حين أن مصدرية القانون فؤى اإلسؤـؤـؤـؤـؤالم‬ ‫هي للشرع، واألمة بأسرها مؤتمنة على هذا الشرع وعلى تطؤبؤيؤقؤه،‬ ‫فكرة السيادة فى الغرب منتزعة من الصراع بين الؤكؤنؤيؤسؤة كسؤلؤطؤة‬ ‫وعلى رقابة من أسند لهم مهمة التطبيق، فاإلرادة العامة فى اإلسؤالم‬ ‫إلهية وبين الجهات المعادية لها ، وهى جهة المؤلؤوك واإلقؤطؤاعؤيؤيؤن‬ ‫مسئولة عن مراقبة تطبيق الشريعة، وليست هي مصؤدر الؤتؤشؤريؤع.‬ ‫بل إن هذا اإلشكال ينبنى على اختالف المركز الحضـــارى نفســـؤـؤـؤه‬ ‫لكل من الحضارتين اإلسالمية والغربية، فبينما يؤمؤثؤل الؤنؤص مؤركؤز‬ ‫الحضارة اإلسالمية، يمثل اإلنسان مؤركؤز الؤحؤضؤارة الؤغؤربؤيؤـؤـؤـؤـؤـؤة.‬ ‫وبينما تعلي الحضارة االسالمية القيم تعلــــي الغربيـؤـؤـؤة الشؤكؤـؤـؤـؤـؤل‬ ‫( دراجـة = ذات العجلتين )‬ ‫ويتفرع على ذلؤك اخؤتؤالف كؤبؤيؤر فؤى مؤفؤهؤوم السؤلؤطؤان والؤدولؤة،‬ ‫وواجبات كل وحقوقه .ففى حين يدور الكل حول الشرع أخذا وتطبيقا‬ ‫وحماية ودفاعا وخدمة فى الؤحؤضؤارة اإلسؤالمؤيؤة. يؤدور الؤكؤل حؤول‬ ‫اإلنسان فى الحضارة الغربية سعيا لتحؤصؤيؤل الؤمؤتؤعؤة والسؤعؤادة لؤه‬ ‫(*) .إن النموذج الذى يقدمه ذاك المتحــــد باآلخــؤـؤر مؤن أنؤه ال بؤد‬ ‫ّ‬ ‫من التخلص من المصدرية اإلسالمية بخصوصيتهــــا، بل الؤتؤخؤلؤص‬ ‫من اإليمـــان باهلل -مطلق اإليمـــــان- حتى يمكن التقدم واللحــؤـؤـؤاق،‬ ‫هو نموذج لم يصنعه كل مفكرو الغرب، بل وجؤد مؤنؤهؤم -مؤن هؤؤالء‬ ‫(9)‬